Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 8

‫السنة الجامعية‪2019/2020 :‬‬ ‫جامعة ابي بكر بلقايد – تلمسان‪-‬‬

‫السداسي الثاني‬ ‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‬

‫قسم العلوم السياسية والعالقات الدولية‬

‫بطاقة المادة‬

‫تطبيق البعد االستراتيجي للسياسة الخارجية‬

‫المستوى‪ :‬السنة األولى ماستر دراسات إستراتيجية و أمنية‬

‫إسم ولقب االستاذ المؤطر‪ :‬أمين بولنوار‬

‫الهاتف‪0660649242 :‬‬

‫البريد االلكتروني‪amine-1383@hotmail.Fr :‬‬

‫محتويات المادة‪:‬‬

‫المحور االول‪ :‬مدخل عام لكل من اإلستراتيجية و الدبلوماسية‪:‬‬

‫تعريف ومفهوم اإلستراتيجية‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫تعريف ومفهوم الدبلوماسية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العالقة بين اإلستراتيجية و الدبلوماسية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القوة و الدبلوماسية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التحليل االستراتيجي قبل الحرب البارجة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التحليل االستراتيجي بعد الحرب الباردة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬اإلستراتيجية والدبلوماسية في السياسة الخارجية( محددات توجيه صانع القرار الدبلوماسية)‪.‬‬

‫‪/1‬العوامل المتحكمة في توجيه صانع القرار باتجاه الدبلوماسية أو اإلستراتيجية‪:‬‬


‫إدراك صانع القرار لمحتوى البيئة الداخلية‪ -‬عوامل قوة الدولة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إدراك صانع القرار لمحتوى البيئة الخارجية‪ -‬إدراكه للدور و المكانة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫طبيعة الوحدة القرارية‪ -‬نظام مفتوح أو مغلق‪ /‬اتصال أفقي أو عمودي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ /2‬اإلستراتيجية و إدارة الدفاع الوطني‪.‬‬
‫‪ /3‬الدبلوماسية وإدارة المصالح الوطنية‪.‬‬
‫مراجع متعلقة بالمادة ‪:‬‬

‫إسماعيل صبري مقلد‪ ،‬اإلستراتيجية والسياسة الدولية‪ ،‬المفاهيم و الحقائق األساسية‪ ،‬مؤسسة األبحاث العربية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫بيروت‪.1975 ،‬‬
‫بطرس بطرس غالي‪،‬اإلستراتيجية والسياسة الدولية‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرية‪،‬القاهرة‪.1967،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ليدل هارت‪،‬اإلستراتيجية وتاريخها في العالم‪ ،‬ترجمة‪:‬المقدم هيثم األيوبي‪ ،‬دار الطليعة‪ ،‬بيروت‪.1967،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ريمون ارون ‪ ،‬الجدل الكبير حول اإلستراتيجية العسكرية‪ ،‬ترجمة‪ ،‬محمد السيد‪ ،‬دار طالس‪ ،‬دمشق‪.1984،‬‬ ‫‪-‬‬
‫جون ستون‪ ،‬اإلستراتيجية العسكرية‪ ،‬سياسة وأسلوب الحرب‪ ،‬مركز اإلمارات للدراسات و البحوث اإلستراتيجية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أناتولي أوتكين‪ ،‬ترجمة‪ :‬أنور محمد إبراهيم و محمد نصر الدين الجبالي‪ ،‬اإلستراتيجية األمريكية للقرن الحادي‬ ‫‪-‬‬
‫والعشرين‪ ،‬القاهرة‪ ،‬المجلس األعلى للثقافة‪.2003،‬‬
‫محمد فهمي‪ ،‬عبد القادر‪.‬المدخل إلى دراسة اإلستراتيجية‪،‬ط‪،1‬األردن‪ ،‬دار مجدالوي للنشر و التوزيع‪.2006،‬‬ ‫‪-‬‬

‫* ‪David, Charles-Philippe, la guerre et la paix, approches contemporaines de la sécurité‬‬


‫‪.et de la strategie.france : paris, presse de science politique, 2000‬‬
‫*‪.Lindemann, thomas, la guerre. Paris : Armand colin, 2010‬‬

‫أهداف التعليم ‪:‬‬

‫تستهدف مادة اإلستراتيجية و الدبلوماسية تزويد الطالب بالمعارف النظرية و تطبيقاتها الممكنة في مجال أوجه السياسة‬
‫الخارجية‪ ،‬في حالتي الحرب و السلم‪ ،‬وكليفيات استخدام القوة في العالقات الدولية بطريقة مادية صلبة أو ناعمة‪.‬‬

‫مفهوم االستراتيجية‬
‫وتعرف باللغة اإلنجليزية بمصطلح (‪ ،)Strategy‬هي مفهوم ذو داللة عسكرية‪ ،‬إذ اسُتخدمت في الحروب القديم‹‹ة من أج‹‹ل‬
‫وضع الخطط المناسبة لإلعداد للحرب قبل وقوعها‪ ،‬أو من أجل حماية المعس‹كر‪ ،‬أو الدول‹ة من أّي هج‹وم محتم‹ل‪ ،‬ل‹ذلك تّم‬
‫تصنيف االستراتيجّية كفن من الفنون العسكرية‪ ،‬والذي يساهم في التعامل مع كافة الظروف التي تؤدي إلى االس‹‹تعداد لحال‹‹ة‬
‫الح‹‹رب‪ .‬ومن تعريف‹‹ات االس‹‹تراتيجية بأّنه‹‹ا مجموع‹‹ة من القواع‹‹د والمب‹‹ادئ ال‹‹تي ترتب‹‹ط بمج‹‹ال معين‪ ،‬وتس‹‹اعد األف‹‹راد‬
‫المرتبطين به من اتخاذ القرارات المناسبة بناًء على مجموعة من الخط‹ط الدقيق‹ة‪ ،‬وال‹تي تعتم‹د على وض‹ع االس‹تراتيجيات‬
‫الصحيحة للوصول إلى تحقيق نت‹‹ائج ناجح‹ة‪ ،‬وتع‹‹رف أيض‹ًا‪ ،‬بأنه‹‹ا األفع‹‹ال‪ ،‬واألس‹اليب ال‹تي تس‹عى إلى تحقي‹‹ق األه‹‹داف‬
‫المخطط لها‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار كافة العوامل التي تؤثر على إمكانية حدوثها‪ ،‬أو تطبيقه‹‹ا بش‹‹كل فعلي‪ ،‬ل‹‹ذلك من المهم‬
‫الحرص على تعديل االستراتيجيات المتبعة في حال عدم مناسبتها لألحداث الواقعية المرتبطة بها‪ ،‬وحتى ال تؤّثر على مسار‬
‫َتحقيق األهداف بأسلوب صحيح‪.‬‬

‫أهداف االستراتيجية‬

‫توجد مجموعة من األهداف التي تحرص االستراتيجية على تطبيقها‪ ،‬وهي‪ :‬معرفة الوضع الحالي للعمل ال‹‹ذي س‹‹تعمل على‬
‫تنفيذه‪ ،‬والتع‹‹ّرف على كاف‹‹ة العناص‹‹ر المكّون‹‹ة ل‹‹ه‪ .‬تحدي‹‹د كاف‹‹ة األدوات‪ ،‬والوس‹‹ائل ال‹‹تي سُتس‹‹تخدم لتط‹‹بيق العم‹‹ل‪ .‬إدراك‬
‫إيجابيات وسلبّيات العمل المرتبط باالستراتيجية‪ .‬االس‹‹تفادة من إيجابي‹‹ات العم‹‹ل‪ ،‬والح‹‹رص على تنفي‹‹ذها بأس‹‹لوب ص‹‹حيح‪.‬‬
‫توفر الظروف‪ ،‬والبيئ‹‹ة المناس‹بة لتنفي‹‹ذ االس‹تراتيجية‪ .‬مراع‹‹اة مناس‹بة كاّف ة العوام‹‹ل المحيط‹ة باالس‹تراتيجية‪ ،‬م‹‹ع طبيع‹‹ة‬
‫المهمات التي ستقوم بها‪ ،‬مما يؤدي إلى الوصول لتحقيق النتائج المطلوبة من العمل‪.‬‬

‫مبادئ االستراتيجية‬

‫تعتم‹‹د االس‹‹تراتيجية على المب‹‹ادئ التالي‹‹ة‪ :‬وض‹‹ع كاف‹‹ة األه‹‹داف ال‹‹تي س‹‹يتم تحقيقه‹‹ا‪ ،‬وُتعت‹‹بر المب‹‹دأ األول من مب‹‹ادئ‬
‫االستراتيجية‪ .‬الحرص على أن تتمّيز االستراتيجية بالمرونة‪ ،‬أي أن تكون سهلة التطبيق في بيئ‹‹ة العم‹‹ل‪ .‬تع‹ّد االس‹‹تراتيجية‬
‫وسيلًة من الوسائل المساندة لوظيف‹‹ة التخطي‹‹ط اإلداري‪ .‬يجب أن تك‹‹ون االس‹‹تراتيجية ش‹‹املة‪ ،‬ومتكامل‹‹ة‪ ،‬أي أن ال تغف‹‹ل أي‬
‫جزء من أجزاء الخطة التي سيتّم تنفيذها‪.‬‬

‫أنواع االستراتيجيات‬

‫تتوزع االستراتيجيات على عدة أنواع مهمة‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫االستراتيجية التوجيهية‪:‬‬

‫هي االستراتيجية التي تعتمد على توجيه األفراد الُم ستهدفين منه‹‹ا للقي‹‹ام بالوظ‹ائف والمه‹‹ام ال‹تي تتناس‹ب م‹‹ع طبيع‹‹ة خط‹ة‬
‫العمل‪ ،‬من خالل إقناع كل فرد بأنه قادٌر على القيام بالمهمة الخاصة به‪ ،‬ضمن بيئة العمل ال‹‹تي يوج‹‹د فيه‹‹ا‪ ،‬مّم ا ُيس‹‹اهم في‬
‫تعزيز دور المشاركة في اتخاذ القرار بناًء على رأي كافة األفراد المشاركين في استراتيجية العمل‪.‬‬

‫االستراتيجية اإلدارية‪:‬‬
‫هي االستراتيجية التي تعتمد على قوة اإلدارة‪ ،‬أو السلطة المسؤولة عن العمل‪ ،‬ودورها في دعم وتوجيه األفراد للقيام بالعمل‬
‫بشكل صحيح‪ ،‬كما أنها تضع مجموعة من التعليمات والقواعد التي تسعى لتحقيق وظيف‹تي التوجي‹ه‪ ،‬والرقاب‹ة اإلداري‹ة على‬
‫كيفية سير العمل بأسلوب مناسب‪ ،‬مع مراعاة وضع كافة اإلجراءات في مسارها الصحيح‪.‬‬

‫مفهوم الدبلوماسية ‪:‬‬

‫هي الطريق‹‹ة المعم‹‹ول به‹‹ا للت‹‹أثير على ق‹‹رارات وس‹‹لوكيات الحكوم‹‹ات والش‹‹عوب األجنبي‹‹ة من خالل الح‹‹وار والتف‹‹اوض‬
‫وغيرها من التدابير دون اللجوء إلى الحرب أو العنف‪ ،‬والممارسات الدبلوماسية الحديث‹ة هي نت‹اج لنظ‹ام الدول‹ة األوروبي‹ة‬
‫بعد عصر النهضة‪ ،‬وتاريخًيا فإن مفهوم الدبلوماسية يعني إدارة العالقات الرسمية ‪-‬عادًة العالق‹‹ات الثنائي‹‹ة‪ -‬بين ال‹‹دول ذات‬
‫السيادة‪ ،‬وفي القرن العشرين تَّم تبّني الممارسات الدبلوماسية الرائدة في أوروب‹‹ا في جمي‹‹ع أنح‹‹اء الع‹‹الم‪ ،‬وق‹‹د توَّس ع مفه‹‹وم‬
‫الدبلوماسية ليشمل اجتماعات القمة والمؤتمرات الدولية األخرى‪ ،‬والدبلوماسية البرلماني‹‹ة واألنش‹‹طة الدولي‹‹ة للكيان‹‹ات ف‹‹وق‬
‫الوطنية ودون الوطنية‪ ،‬والدبلوماسية غير الرسمية من خالل العناصر غير الحكومية‪ ،‬والعم‹‹ل في الخدم‹‹ة المدني‹‹ة الدولي‹‹ة‪.‬‬
‫أما مصطلح الدبلوماس‹‹ية فق‹‹د تَّم اش‹‹تقاقه من الكلم‹‹ة اليوناني‹‹ة القديم‹‹ة دبلوم‹‹ا أي الوثيق‹‹ة المطوي‹‹ة‪ ،‬وق‹‹د منحت ه‹‹ذه الوثيق‹‹ة‬
‫المطوية والتي غالًبا ما تكون تصريح سفر امتياًز ا لحاملها‪ ،‬وقد جاء المصطلح لإلشارة إلى المستندات ال‹‹تي من خالله‹‹ا ُم نح‬
‫األمراء هكذا امتيازات‪ ،‬وقد أصبح مفه‹‹وم الدبلوماس‹‹ية في وقٍت الح‹‹ق مح‹‹دًدا بالعالق‹‹ات الدولي‹‹ة وُأهملت الص‹‹لة المباش‹‹رة‬
‫بالوثائق‪ ،‬وفي القرن الثامن عش‹‹ر ج‹‹اء الُم ص‹طلح الفرنس‹‹ي ‪-‬دبلوماس‹‹ي‪ -‬لإلش‹‹ارة إلى الش‹‹خص الُم خ‹‹َّول بالتف‹‹اوض ألج‹‹ل‬
‫مصلحة الدولة‪ ،‬ويجب عدم الخل‹‹ط بين مفه‹‹وم الدبلوماس‹‹ية والسياس‹‹ية الخارجي‹‹ة‪ .‬فالدبلوماس‹‹ية هي األداة الرئيس‹‹ة للسياس‹‹ة‬
‫الخارجية ‪-‬ليست الوحدية‪ -‬التي وض‹عها الق‹ادة السياس‹يين وال‹تي ق‹د تك‹ون بنص‹ائح من الدبلوماس‹يين‪ ،‬بينم‹ا تق‹وم السياس‹ة‬
‫الخارجية بتحديد األهداف ووصف االستراتيجيات وضبط التكتيك‹‹ات الرئيس‹‹ة الس‹‹تخدامها في تحقي‹‹ق األه‹‹داف‪ ،‬ك‹‹أن تق‹‹وم‬
‫باستخدام عمالء سّر يين أو أن تقوم بإعالن الحرب أو أي شكل من أشكال العنف باإلضافة إلى الدبلوماسية لتحقي‹‹ق أه‹‹دافها‪،‬‬
‫وقد تكون الدبلوماس‹ية قس‹رية لكنه‹ا غ‹ير عنيف‹ة‪ ،‬ك‹أن يتم اس‹تخدام ف‹رض العقوب‹ات على دول‹ة م‹ا‪ ،‬وعلى عكس السياس‹ة‬
‫الخارجية التي يتم اإلفصاح عنها علًنا فإن فإن معظم اإلجراءات الدبلوماسية تتم بس‹ريٍة تام‹‹ة على ال‹رغم مم‹‹ا يتم نش‹ره من‬
‫تقدٍم ونتائٍج في المباحثات الدبلوماسية في العالقات الدولية المعاصرة‪ .‬الدبلوماسية غير الرسمية اسُتخدمت الدبلوماس‹ية غ‹ير‬
‫الرسمية والتي تسمى أحياًنا الدبلوماسية الثانية أو دبلوماسية المسار الثاني لعدة قرون للتواصل بين ُسلطات الُقوى‪ ،‬إذ يعم‹‹ل‬
‫معظم الدبلوماسيين على تجنيد شخصيات في دول أخرى والذين قد يكونون قادرين على منح الوص‹‹ول غ‹‹ير الرس‹‹مي لق‹‹ادة‬
‫البالد‪ ،‬في بعض الحاالت مثل الحالة ما بين الواليات المتحدة والصين يتم إجراء قدر كبير من الدبلوماس‹‹ية من خالل قن‹‹وات‬
‫شبه رسمية باستخدام محاوريين مث‹‹ل أعض‹‹اء األكاديمي‹‹ة في مراك‹‹ز التفك‹‹ير‪ ،‬ويح‹‹دث ه‹‹ذا في الح‹‹االت ال‹‹تي ت‹‹رغب فيه‹‹ا‬
‫الحكومات في التعبير عن النوايا أو القتراح طرق لحل المواقف الدبلوماسية لكنه‹‹ا ال ت‹‹رغب ب‹‹التعبير عنه‹‹ا بش‹كٍل رس‹مي‪،‬‬
‫وُتعد دبلوماسية المسار الثاني والتي قد تمَّول في بعض األحيان من قبل الحكومات نوًعا معيًنا من الدبلوماسية غير الرس‹‹مية‬
‫التي ُيشارك فيها غير المسؤولين ‪-‬مثل المسؤولين المدنيين والعسكريين المتقاعدين‪ -‬في الحوار بهدف حل النزاعات أو بن‹‹اء‬
‫الثقة‪ ،‬وفي بعض الحاالت قد يواصل أصحاب المناصب السابقة النشاط الدبلوماسي غير الرس‹مي بع‹د التقاع‹د مث‹ل ال‹رئيس‬
‫األمريكي السابق بيل كلينتون‪.‬‬

‫مفهوم القوة‬
‫اقترن مفهوم القوة في العالقات الدولية بالمدرسة الواقعية التي فسرت العالق‹ات الدولي‹ة على أنه‹ا ص‹راع من أج‹ل الق‹وة‪،‬‬
‫ويعد (نيقوال ميكيافلي) أول الذين كتبوا عنها في عصر النهضة؛ فقد حاول في كتابه (األمير) أن يعطي صورة واضحة له‹ا‪،‬‬
‫وكيفية استخدامها من قبل الحكام‪ ،‬إذ يرى أن نجاح السياس‹‹ة يق‹‹اس بم‹‹دى اس‹‹تعمالها للق‹‹وة‪ ،‬ألن السياس‹‹ة م‹‹ا هي إال معرك‹‹ة‬
‫مستمرة تتمثل في الصراع على القوة‪.‬‬

‫وقد تطرق العديد من الكتاب ومنذ قرون لمفهوم الق‹وة وح‹اولوا إعط‹اء تعري‹ف له‹ا فق‹د ع‹رف (إيرنس‹ت ه‹اس) الق‹وة هي‬
‫وظيفة لعدة عوامل بعضها ملموسة مثل الموارد األولي‹ة واإلنت‹اج الص‹ناعي وبعض‹ها غ‹ير ملموس‹ة مث‹ل التكنولوجي‹ا‪ ،‬أم‹ا‬
‫(ستيفن روزن) بأنها قابلية العب دولي في استخدام المصادر الملموسة وغير الملموسة للتأثير على مخرج‹‹ات األح‹‹داث في‬
‫النظام الدولي‪،‬أما بالنسبة إلى ( ماكس فيبر) فهو يضع تعريف يختلف إلى حد كبير عن التعاريف السابقة فيعرف الق‹وة بأنه‹ا‬
‫نوع من ممارسة القهر واإلجبار من قبل أحد األطراف على األخرين‪.‬‬

‫وهكذا تعد قوة الدولة من العوامل التي يعلق عليها أهمية في ميدان العالقات الدولية؛ وذلك ب‹‹النظر إلى أنه‹‹ا هي ال‹‹تي ترس‹‹م‬
‫أبعاد الدور الذي تقوم به الدولة في المجتمع الدولي‪ ،‬وتحدد أطار عالقاتها بالقوى الخارجية‪ ،‬وبالت‹‹الي فإنه‹‹ا بش‹‹كل ع‹‹ام هي‬
‫قدرة الدولة على التأثير في سلوك األخرين بالكيفية التي تخدم أغراضها‪.‬‬

‫أنواع القوة‬

‫هناك ثالث أنواع للقوة هي‪-:‬‬

‫‪ -1‬القوة الصلبة ‪ :‬وهي القدرة على إجبار طرف معين على القيام بعمل ما من خالل التهديد والترهيب‪ ،‬أما بشكل مباشر من‬
‫خالل التهديد السياسي أو االقتصادي أو العسكري‪ ،‬أو بشكل غير مباش‹ر مث‹‹ل تس‹ريب وثيق‹ة أو م‹‹ذكرة إلى وس‹ائل اإلعالم‬
‫للضغط على الطرف الثاني‪.‬‬

‫‪ -2‬القوة الناعمة‪ :‬وهي قدرة الدولة على الحصول على النتائج ال‹‹تي تري‹‹دها‪ ،‬باالعتم‹‹اد على الجاذبي‹‹ة ب‹‹دًال من اإلك‹‹راه؛ إذ‬
‫تتمكن دولة ما من الحصول على ما تريده‪ ،‬ألن الدول األخرى معجب‹‹ة بنموذجه‹‹ا وتح‹‹اول أن تتبع‹‹ه‪ ،‬أي بإمك‹‹ان دول‹‹ة مث‹‹ل‬
‫الواليات المتحدة األمريكية أن تحصل على النتائج التي تري‹‹دها في السياس‹ة الدولي‹‹ة‪ ،‬ألن ال‹دول األخ‹رى تري‹‹د اللح‹اق به‹‹ا‬
‫واتباعها تقليدًا لنموذجها أو تطلعا للوصول إلى مستوى رفاهها وانفتاحها‪.‬‬

‫‪ -3‬القوة الذكية ‪ :‬وتقوم على فكرة الجمع بين القوة الصلبة والقوة الناعمة بحيث تشكل إطارا مناسبًا لمعالج‹‹ة تهدي‹‹دات الي‹‹وم‬
‫غير التقليدية‪ ،‬فهي تعني تطوير استراتيجية متكاملة تستند إلى قاع‹‹دة من الم‹‹وارد وإلى مجموع‹‹ة من األدوات للوص‹ول إلى‬
‫األهداف من خالل القوتين الصلبة والناعمة في آن واحد‪.‬‬

‫مقومات القوة في جمهورية الصين الشعبية –انموذجًا‪-‬‬


‫إن جمهورية الصين الشعبية؛ هي دولة ذات مكانة متميزة في النظام السياسي الدولي‪ ،‬لما تتمتع به من مقومات وعوامل ق‹‹وة‬
‫سواء المادية منها أو المعنوية‪ ،‬التي ساهمت في تطورها وإيصالها إلى ما هي عليه اليوم من قوة‪ ،‬فهي من الناحية الجغرافية‬
‫ذات مساحة جغرافية شاسعة تبلغ(‪ )9,572,900‬مليون كيلومتر مربع‪ ،‬ومن الناحية االقتصادية فإن اقتصادها الي‹‹وم ه‹‹و في‬
‫طور الوصول إلى الصدارة العالمية‪ ،‬إذ من المتوقع أن يصل انتاجها المحلي االجمالي إلى(‪ )19‬تريليون دوالر وهو المركز‬
‫الثاني بعد الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬كما أنها تعمل على تطوير مؤسسة عس‹كرية فعال‹ة تك‹‹ون اك‹‹ثر نوعي‹‹ة وتط‹ور‪ ،‬بم‹‹ا‬
‫يؤمن مصالح الصين سواء اإلقليمية والدولية‪ ،‬أما من ناحية العوامل المعنوية نج‹د أن الص‹ين تتم‹‹يز بنظ‹ام ش‹ديد المركزي‹‹ة‬
‫قائمًا على سيطرة الحزب الشيوعي على كل مفاصل الحياة السياسية‪ ،‬وبالنسبة للعامل السكاني فإنها الدولة األولى من ناحي‹‹ة‬
‫السكان الذين وصل عددهم إلى مليار و(‪ )356‬مليون نسمة‪ ،‬وهذا العامل قد ساهم في نهضة الصين االقتص‹‹ادية لم‹‹ا تت‹‹وافر‬
‫عليه من عمالة جبارة أسهمت في استقطاب الشركات العالمية نحو الصين بسبب رخص األجور‪ ،‬أما اجتماعيا فالصين تق‹‹وم‬
‫على تماسك اجتماعي متميز فهي تقوم على وجود قومية عرقية ذات غالبية كب‹‹يرة مم‹‹ا اس‹‹هم في التماس‹‹ك االجتم‹‹اعي على‬
‫الرغم من وجود بعض المشكالت االجتماعية مع بعض األقليات ‪ ،‬التي قد تضطر الدول‹‹ة إلى التعام‹‹ل معه‹‹ا بعن‹‹ف ل‹‹ذا فهي‬
‫تمثل مصدر حرج دولي بالنسبة للصين ‪.‬‬

‫شرح نظرية الدور‪ :‬نظرية تفسير السياسة الخارجية‬

‫نظرية الدور‪)The Role Theory( :‬‬

‫تهتّم هذه النظرية بدراسة سلوك الدول بوصفها "أدوارا سياسية"‪ ،‬تقوم بها الدول في المسرح السياسي الدولّي ‪ ،‬وتوّجهه‹‹ا‬
‫صور متشّك لة في ذهنّية النخب وصّناع القرار‪ .‬كما أّن تشكيل الدور ناتج عن نس‹‹ق من العوام‹‹ل والمح‹ّد دات الموّجه‹‹ة له‹‹ذه‬
‫النخب‪ ،‬وعلى رأس‹‹ها‪ ،‬العوام‹‹ل التالي‹‹ة‪( :‬هوّي ة ه‹‹ذه المجتمع‹‹ات‪ ،‬والقيم الس‹‹ائدة ل‹‹دى أفراده‹‹ا‪ ،‬وخصائص‹‹ها القومّي ة من‬
‫األي‹‹ديولوجيا والت‹‹اريخ والق‹‹درات السياس‹‹ّية والعس‹‹كرّية واالقتص‹‹ادّية واالجتماعّي ة والثقافّي ة‪ ،‬ودراس‹‹ة بنيته‹‹ا وتركيبه‹‹ا‬
‫السوسيولوجّي )‪ ،‬ألّن الدور هو باألساس‪:‬‬

‫"موقف واتجاه سياسّي ‪ ،‬ناتج عن منظار تتداخل في تشكيله جملة المحّددات‬


‫األساسّية‪ :‬هوّية المجتمع‪ ،‬ووضعه السياسي واالجتماعّي ‪ ،‬وبنيته والقيم السائدة‬
‫فيه‪ ،‬ومدى استجابة األفراد لهذه البنية في تدعيم االستقرار السياسّي للمجتمع‬
‫والدولة‬

‫لذلك تختلف أدوار الدول في المسرح السياسّي العالمّي ‪ ،‬وتتمايز عن بعضها البعض تبعا لمنظار كل واحدة منها للظواهر‬
‫والحوادث السياسية المختلفة‪ ،‬إذ يعتبر "منظ]]ار ال]]دور" ‪ ،The Role Perspective‬الموّج ه األساس‹ّي لتش‹‹كيل مواق‹‹ف‬
‫الدول وأدوارها‪ ،‬وتحديد االّتجاهات التي تتبعها النخب السياسّية المس‹‹ؤولة عن ص‹‹ناعة الق‹‹رار السياس‹ّي فيه‹‹ا‪ ،‬ع‹‹بر وض‹‹ع‬
‫إطار عام محّد د لهذا السلوك‪ .‬كما أّن "أداء الدور ‪ ،The Role Performance‬يتشّك ل نتيج‹‹ة لرؤي‹‹ة سياس‹‹ّية واض‹‹حة‬
‫لمص‹‹الح الدول‹‹ة وأه‹‹دافها الوطني‹‹ة‪ ،‬في ح‹‹دود م‹‹ا ت‹‹وّفره إمكاناته‹‹ا والمح ‹ّد دات ال‹‹تي هي بحوزته‹‹ا‪ .‬كم‹‹ا يعت‹‹بر تش‹‹كيل‬
‫"ج]]]وهر ال]]]دور" ‪ The Role Essence‬العام‹‹‹ل المح‹‹‹ّد د لم‹‹‹دى ق‹‹‹درة النخب في الدول‹‹‹ة على توظي‹‹‹ف ق‹‹‹دراتها‬
‫لتشكيل الدور وبناء إطاره وهيكله‪ ،‬وتعّبر عن مدى نجاحهم في إدراك دور دولتهم المتناسب مع تلك اإلمكانات‪.‬‬

‫وقد درس المفكر السياسّي "جورج ميد" ‪ George Mead‬مفهومالدور‪ ،‬وأّك د ارتباطه بالطابع السلوكّي والوظيفّي الذي‬
‫يقوم به األفراد لحّل مشكالت مجتمع‹‹اتهم‪ .‬كم‹‹ا درس المفك‹‹ر السياس‹ّي "ج]]وزف مورين]]و" ‪ Joseph Moreno‬مص‹طلح‬
‫"لعب الدور" ‪،Role Playing‬وقام بإضافة العوامل النفسّية واالجتماعية واإلنس‹‹انّية في دراس‹‹ة األدوار السياس‹‹ّية لل‹‹دول‪.‬‬
‫لذلك تكّون "نظرية الدور" منظومة من المنظارات المتفاعلة‪ ،‬التي تعّبر في األخير عن السياسة الخارجّية للدول في الس‹‹احة‬
‫السياسية الدولّية‪.‬‬

‫وتن‹‹اط مهّم ة تش‹‹كيل ال‹‹دور في مواق‹‹ف وس‹‹لوكات سياس‹‹ّية إلى النخب المس‹‹ؤولة عن عملي‹‹ة ص‹‹نع الق‹‹رار في السياس‹‹ة‬
‫الخارجّية للدول‪ ،‬حيث تساعد جملة المحّد دات المتوّفرة لدى هذه النخب في بناء الدور‪ ،‬بناءا على الصور المتشّك لة في أذهان‬
‫النخب المقّر رة لمواقف الدولة‪ ،‬لتشكيل أدوار سياسّية ترى هذه النخب أن دولتهم جديرة للقيام بها من جهة‪ ،‬ويرى اآلخ‹‹رون‬
‫فيها "أدوارا ومواقف وطنية"‪ ،‬تعتبر النتيجة المنتظرة منها‪ ،‬وأّن المكانة التي تحوز عليها تل‹‹ك الدول‹‹ة مس‹‹تحّقة عن ج‹‹دارة‪،‬‬
‫وناتجة عن مدى نجاح النخب في إدراك موقع دولتهم في المسرح السياسي العالمّي ‪.‬‬

‫ل‹‹ذلك ي‹‹رى المفك‹‹ر السياس‹ّي "ب]]روس بي]]دل" ‪ ،Bruce Biddle‬أّنال‹‹دور يعّب ر عن مجموع‹‹ة التص‹‹ّرفات والق‹‹رارات‬
‫والسلوكات‪ ،‬الصادرة عن النخب السياسية والهيئات الرسمية في الدولة‪ ،‬والتي تحّد د المواقف والمفاهيم الصادرة عنه‹‹ا ع‹‹بر‬
‫أداء الدور‪.‬‬

‫كم‹‹ا ت‹‹برز أهمّي ة تحدي‹‹د ق‹‹درة الدول‹‹ة على إدراك نت‹‹ائج قيامه‹‹ا ب‹‹دور م‹‹ا أو جمل‹‹ة أدوار معّين‹‹ة‪ ،‬بحس‹‹ب ق‹‹درتها على‬
‫"إدراك الدور" ‪ Cognitive Role‬وحساب نتائجه‪ ،‬واالستعداد للتعامل م‹‹ع جمي‹‹ع االحتم‹‹االت الناتج‹ة عن‹‹ه(‪ .)1‬ونتيج‹ة‬
‫للقيام بهذه األدوار‪ ،‬يمكن رصد ثالثة أشكال رئيسية من األدوار‪:‬‬

‫"تغّير الدور" ‪ Role Change‬و"تطّور الدور"‪ Role Evolution‬و"الدور النزاعّي "‪The Role Conflict‬‬

‫إضافة إلى ما استطاعت الدراسات األكاديمية تمييزه من أشكال أخرى لألدوار السياسية للدول‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫"الدور المفرط" ‪ :The Role Overload‬حيث ال يقّد م المقّررون فرص‹‹ة لبن‹‹اء أدوار عقالنّي ة تحاف‹‹ظ‬ ‫‪-‬‬
‫على المصالح المتبادلة مع الطرف اآلخر‪ ،‬فيغلب على مواقف هذه الدولة الطابع الراديكالّي والغلّو المفرط‪ ،‬بم‹‹ا ال‬
‫يتيح فرصة للتفاهم العقالنّي والتعاون المتبادل‪.‬‬

‫‪" -‬غموض ال]]دور" ‪ :The Role Ambignity‬عن‹دما ال ُيفهم الدورنتيج‹ة ُغ م‹وض ش‹كله الع‹ام وطبيعت‹ه‪ ،‬ح‹تى‬
‫يصعب على الدول والمحللين والمراقبين السياسيين‪ ،‬تصنيفه كدور نزاعّي معادي‪ ،‬أو دور طبيعّي غير نزاعي‪.‬‬

‫‪"-‬تش ]ّو ش ال]]دور" ‪ :Role Confusion‬ب‹‹أن يتح‹‹ّول غم‹‹وض ال‹‹دورإلى حال‹‹ة متقّد م‹‹ة‪ ،‬تبعث على االرتب‹‹اك‬
‫والتشويش‪ ،‬وتزيد من احتمال الوقوع في الخطأ‪ ،‬سواء من هذه الدولة أو تجاهها‪.‬‬
‫ونتيجة الستخدام هذه النظرّية أصبح باإلمكان "توّق ع أدوار ال]]دول"‪ ، The Roles Expectation‬بناءا على تحلي‹‹ل‬
‫المعطيات والبيانات حول المحّد دات المتوّفرة لديها‪ ،‬والتي تسّم ى "مصادر الدور" ‪ .Role Sources‬وتشبه ُم هّم ة المحّللين‬
‫السياسيين في دراسة الدور‪ ،‬النشاط الذي تقوم به النخب السياسية في ال‹دول‪ ،‬فيم‹ا يمكن تس‹ميته ب "توص]]يف ال]]دور"‪The‬‬
‫‪ ، Role Perception‬مع اختالف موق‹‹ع ك‹‹ل واح‹‹د منهم‹‹ا‪ .‬كم‹‹ا أّن س‹‹عي النخب إلى "تص]ّو ر أدواره]]ا الوطني]]ة"‪The‬‬
‫‪ ، National Role Perception‬يدّل على سعيها لبلوغ المكانة التي تستحّقها الدولة‪ ،‬عبر تحقي‹‹ق أه‹‹دافها ومص‹‹الحها‬
‫الوطنية والقومّية‪.‬‬

‫وهناك نظرّية تدعى "نظرية الدور البنيوّي ة"‪ ،‬تجم‹‹ع بين نظرّي تي الدوروالنظري‹‹ة البنيوّي ة‪ ،‬وترّك ز على دراس‹‹ة البن‹‹اء‬
‫االجتماعي‪ ،‬ودور القيمفي تش‹‹كيل أدوار ال‹‹دول ومواقفه‹‹ا‪ ،‬وتق‹ّد م ه‹‹ذه النظري‹‹ة تحليال عميق‹‹ا باس‹‹تخدام "المقارب‹‹ة البنائّي ة"‬
‫لدراسة مختلف أدوار الوحدة السياسّية‪ ،‬وإخضاع سلوك الدولة إلى إطار نظرّي يضمن موضوعّية وعمق العملّية البحثّية‪.‬‬

You might also like