Professional Documents
Culture Documents
جامعة ابي بكر بلقاي1
جامعة ابي بكر بلقاي1
بطاقة المادة
الهاتف0660649242 :
محتويات المادة:
المحور الثاني :اإلستراتيجية والدبلوماسية في السياسة الخارجية( محددات توجيه صانع القرار الدبلوماسية).
إسماعيل صبري مقلد ،اإلستراتيجية والسياسة الدولية ،المفاهيم و الحقائق األساسية ،مؤسسة األبحاث العربية، -
بيروت.1975 ،
بطرس بطرس غالي،اإلستراتيجية والسياسة الدولية ،مكتبة األنجلو المصرية،القاهرة.1967، -
ليدل هارت،اإلستراتيجية وتاريخها في العالم ،ترجمة:المقدم هيثم األيوبي ،دار الطليعة ،بيروت.1967، -
ريمون ارون ،الجدل الكبير حول اإلستراتيجية العسكرية ،ترجمة ،محمد السيد ،دار طالس ،دمشق.1984، -
جون ستون ،اإلستراتيجية العسكرية ،سياسة وأسلوب الحرب ،مركز اإلمارات للدراسات و البحوث اإلستراتيجية. -
أناتولي أوتكين ،ترجمة :أنور محمد إبراهيم و محمد نصر الدين الجبالي ،اإلستراتيجية األمريكية للقرن الحادي -
والعشرين ،القاهرة ،المجلس األعلى للثقافة.2003،
محمد فهمي ،عبد القادر.المدخل إلى دراسة اإلستراتيجية،ط،1األردن ،دار مجدالوي للنشر و التوزيع.2006، -
تستهدف مادة اإلستراتيجية و الدبلوماسية تزويد الطالب بالمعارف النظرية و تطبيقاتها الممكنة في مجال أوجه السياسة
الخارجية ،في حالتي الحرب و السلم ،وكليفيات استخدام القوة في العالقات الدولية بطريقة مادية صلبة أو ناعمة.
مفهوم االستراتيجية
وتعرف باللغة اإلنجليزية بمصطلح ( ،)Strategyهي مفهوم ذو داللة عسكرية ،إذ اسُتخدمت في الحروب القديم‹‹ة من أج‹‹ل
وضع الخطط المناسبة لإلعداد للحرب قبل وقوعها ،أو من أجل حماية المعس‹كر ،أو الدول‹ة من أّي هج‹وم محتم‹ل ،ل‹ذلك تّم
تصنيف االستراتيجّية كفن من الفنون العسكرية ،والذي يساهم في التعامل مع كافة الظروف التي تؤدي إلى االس‹‹تعداد لحال‹‹ة
الح‹‹رب .ومن تعريف‹‹ات االس‹‹تراتيجية بأّنه‹‹ا مجموع‹‹ة من القواع‹‹د والمب‹‹ادئ ال‹‹تي ترتب‹‹ط بمج‹‹ال معين ،وتس‹‹اعد األف‹‹راد
المرتبطين به من اتخاذ القرارات المناسبة بناًء على مجموعة من الخط‹ط الدقيق‹ة ،وال‹تي تعتم‹د على وض‹ع االس‹تراتيجيات
الصحيحة للوصول إلى تحقيق نت‹‹ائج ناجح‹ة ،وتع‹‹رف أيض‹ًا ،بأنه‹‹ا األفع‹‹ال ،واألس‹اليب ال‹تي تس‹عى إلى تحقي‹‹ق األه‹‹داف
المخطط لها ،مع األخذ بعين االعتبار كافة العوامل التي تؤثر على إمكانية حدوثها ،أو تطبيقه‹‹ا بش‹‹كل فعلي ،ل‹‹ذلك من المهم
الحرص على تعديل االستراتيجيات المتبعة في حال عدم مناسبتها لألحداث الواقعية المرتبطة بها ،وحتى ال تؤّثر على مسار
َتحقيق األهداف بأسلوب صحيح.
أهداف االستراتيجية
توجد مجموعة من األهداف التي تحرص االستراتيجية على تطبيقها ،وهي :معرفة الوضع الحالي للعمل ال‹‹ذي س‹‹تعمل على
تنفيذه ،والتع‹‹ّرف على كاف‹‹ة العناص‹‹ر المكّون‹‹ة ل‹‹ه .تحدي‹‹د كاف‹‹ة األدوات ،والوس‹‹ائل ال‹‹تي سُتس‹‹تخدم لتط‹‹بيق العم‹‹ل .إدراك
إيجابيات وسلبّيات العمل المرتبط باالستراتيجية .االس‹‹تفادة من إيجابي‹‹ات العم‹‹ل ،والح‹‹رص على تنفي‹‹ذها بأس‹‹لوب ص‹‹حيح.
توفر الظروف ،والبيئ‹‹ة المناس‹بة لتنفي‹‹ذ االس‹تراتيجية .مراع‹‹اة مناس‹بة كاّف ة العوام‹‹ل المحيط‹ة باالس‹تراتيجية ،م‹‹ع طبيع‹‹ة
المهمات التي ستقوم بها ،مما يؤدي إلى الوصول لتحقيق النتائج المطلوبة من العمل.
مبادئ االستراتيجية
تعتم‹‹د االس‹‹تراتيجية على المب‹‹ادئ التالي‹‹ة :وض‹‹ع كاف‹‹ة األه‹‹داف ال‹‹تي س‹‹يتم تحقيقه‹‹ا ،وُتعت‹‹بر المب‹‹دأ األول من مب‹‹ادئ
االستراتيجية .الحرص على أن تتمّيز االستراتيجية بالمرونة ،أي أن تكون سهلة التطبيق في بيئ‹‹ة العم‹‹ل .تع‹ّد االس‹‹تراتيجية
وسيلًة من الوسائل المساندة لوظيف‹‹ة التخطي‹‹ط اإلداري .يجب أن تك‹‹ون االس‹‹تراتيجية ش‹‹املة ،ومتكامل‹‹ة ،أي أن ال تغف‹‹ل أي
جزء من أجزاء الخطة التي سيتّم تنفيذها.
أنواع االستراتيجيات
االستراتيجية التوجيهية:
هي االستراتيجية التي تعتمد على توجيه األفراد الُم ستهدفين منه‹‹ا للقي‹‹ام بالوظ‹ائف والمه‹‹ام ال‹تي تتناس‹ب م‹‹ع طبيع‹‹ة خط‹ة
العمل ،من خالل إقناع كل فرد بأنه قادٌر على القيام بالمهمة الخاصة به ،ضمن بيئة العمل ال‹‹تي يوج‹‹د فيه‹‹ا ،مّم ا ُيس‹‹اهم في
تعزيز دور المشاركة في اتخاذ القرار بناًء على رأي كافة األفراد المشاركين في استراتيجية العمل.
االستراتيجية اإلدارية:
هي االستراتيجية التي تعتمد على قوة اإلدارة ،أو السلطة المسؤولة عن العمل ،ودورها في دعم وتوجيه األفراد للقيام بالعمل
بشكل صحيح ،كما أنها تضع مجموعة من التعليمات والقواعد التي تسعى لتحقيق وظيف‹تي التوجي‹ه ،والرقاب‹ة اإلداري‹ة على
كيفية سير العمل بأسلوب مناسب ،مع مراعاة وضع كافة اإلجراءات في مسارها الصحيح.
هي الطريق‹‹ة المعم‹‹ول به‹‹ا للت‹‹أثير على ق‹‹رارات وس‹‹لوكيات الحكوم‹‹ات والش‹‹عوب األجنبي‹‹ة من خالل الح‹‹وار والتف‹‹اوض
وغيرها من التدابير دون اللجوء إلى الحرب أو العنف ،والممارسات الدبلوماسية الحديث‹ة هي نت‹اج لنظ‹ام الدول‹ة األوروبي‹ة
بعد عصر النهضة ،وتاريخًيا فإن مفهوم الدبلوماسية يعني إدارة العالقات الرسمية -عادًة العالق‹‹ات الثنائي‹‹ة -بين ال‹‹دول ذات
السيادة ،وفي القرن العشرين تَّم تبّني الممارسات الدبلوماسية الرائدة في أوروب‹‹ا في جمي‹‹ع أنح‹‹اء الع‹‹الم ،وق‹‹د توَّس ع مفه‹‹وم
الدبلوماسية ليشمل اجتماعات القمة والمؤتمرات الدولية األخرى ،والدبلوماسية البرلماني‹‹ة واألنش‹‹طة الدولي‹‹ة للكيان‹‹ات ف‹‹وق
الوطنية ودون الوطنية ،والدبلوماسية غير الرسمية من خالل العناصر غير الحكومية ،والعم‹‹ل في الخدم‹‹ة المدني‹‹ة الدولي‹‹ة.
أما مصطلح الدبلوماس‹‹ية فق‹‹د تَّم اش‹‹تقاقه من الكلم‹‹ة اليوناني‹‹ة القديم‹‹ة دبلوم‹‹ا أي الوثيق‹‹ة المطوي‹‹ة ،وق‹‹د منحت ه‹‹ذه الوثيق‹‹ة
المطوية والتي غالًبا ما تكون تصريح سفر امتياًز ا لحاملها ،وقد جاء المصطلح لإلشارة إلى المستندات ال‹‹تي من خالله‹‹ا ُم نح
األمراء هكذا امتيازات ،وقد أصبح مفه‹‹وم الدبلوماس‹‹ية في وقٍت الح‹‹ق مح‹‹دًدا بالعالق‹‹ات الدولي‹‹ة وُأهملت الص‹‹لة المباش‹‹رة
بالوثائق ،وفي القرن الثامن عش‹‹ر ج‹‹اء الُم ص‹طلح الفرنس‹‹ي -دبلوماس‹‹ي -لإلش‹‹ارة إلى الش‹‹خص الُم خ‹‹َّول بالتف‹‹اوض ألج‹‹ل
مصلحة الدولة ،ويجب عدم الخل‹‹ط بين مفه‹‹وم الدبلوماس‹‹ية والسياس‹‹ية الخارجي‹‹ة .فالدبلوماس‹‹ية هي األداة الرئيس‹‹ة للسياس‹‹ة
الخارجية -ليست الوحدية -التي وض‹عها الق‹ادة السياس‹يين وال‹تي ق‹د تك‹ون بنص‹ائح من الدبلوماس‹يين ،بينم‹ا تق‹وم السياس‹ة
الخارجية بتحديد األهداف ووصف االستراتيجيات وضبط التكتيك‹‹ات الرئيس‹‹ة الس‹‹تخدامها في تحقي‹‹ق األه‹‹داف ،ك‹‹أن تق‹‹وم
باستخدام عمالء سّر يين أو أن تقوم بإعالن الحرب أو أي شكل من أشكال العنف باإلضافة إلى الدبلوماسية لتحقي‹‹ق أه‹‹دافها،
وقد تكون الدبلوماس‹ية قس‹رية لكنه‹ا غ‹ير عنيف‹ة ،ك‹أن يتم اس‹تخدام ف‹رض العقوب‹ات على دول‹ة م‹ا ،وعلى عكس السياس‹ة
الخارجية التي يتم اإلفصاح عنها علًنا فإن فإن معظم اإلجراءات الدبلوماسية تتم بس‹ريٍة تام‹‹ة على ال‹رغم مم‹‹ا يتم نش‹ره من
تقدٍم ونتائٍج في المباحثات الدبلوماسية في العالقات الدولية المعاصرة .الدبلوماسية غير الرسمية اسُتخدمت الدبلوماس‹ية غ‹ير
الرسمية والتي تسمى أحياًنا الدبلوماسية الثانية أو دبلوماسية المسار الثاني لعدة قرون للتواصل بين ُسلطات الُقوى ،إذ يعم‹‹ل
معظم الدبلوماسيين على تجنيد شخصيات في دول أخرى والذين قد يكونون قادرين على منح الوص‹‹ول غ‹‹ير الرس‹‹مي لق‹‹ادة
البالد ،في بعض الحاالت مثل الحالة ما بين الواليات المتحدة والصين يتم إجراء قدر كبير من الدبلوماس‹‹ية من خالل قن‹‹وات
شبه رسمية باستخدام محاوريين مث‹‹ل أعض‹‹اء األكاديمي‹‹ة في مراك‹‹ز التفك‹‹ير ،ويح‹‹دث ه‹‹ذا في الح‹‹االت ال‹‹تي ت‹‹رغب فيه‹‹ا
الحكومات في التعبير عن النوايا أو القتراح طرق لحل المواقف الدبلوماسية لكنه‹‹ا ال ت‹‹رغب ب‹‹التعبير عنه‹‹ا بش‹كٍل رس‹مي،
وُتعد دبلوماسية المسار الثاني والتي قد تمَّول في بعض األحيان من قبل الحكومات نوًعا معيًنا من الدبلوماسية غير الرس‹‹مية
التي ُيشارك فيها غير المسؤولين -مثل المسؤولين المدنيين والعسكريين المتقاعدين -في الحوار بهدف حل النزاعات أو بن‹‹اء
الثقة ،وفي بعض الحاالت قد يواصل أصحاب المناصب السابقة النشاط الدبلوماسي غير الرس‹مي بع‹د التقاع‹د مث‹ل ال‹رئيس
األمريكي السابق بيل كلينتون.
مفهوم القوة
اقترن مفهوم القوة في العالقات الدولية بالمدرسة الواقعية التي فسرت العالق‹ات الدولي‹ة على أنه‹ا ص‹راع من أج‹ل الق‹وة،
ويعد (نيقوال ميكيافلي) أول الذين كتبوا عنها في عصر النهضة؛ فقد حاول في كتابه (األمير) أن يعطي صورة واضحة له‹ا،
وكيفية استخدامها من قبل الحكام ،إذ يرى أن نجاح السياس‹‹ة يق‹‹اس بم‹‹دى اس‹‹تعمالها للق‹‹وة ،ألن السياس‹‹ة م‹‹ا هي إال معرك‹‹ة
مستمرة تتمثل في الصراع على القوة.
وقد تطرق العديد من الكتاب ومنذ قرون لمفهوم الق‹وة وح‹اولوا إعط‹اء تعري‹ف له‹ا فق‹د ع‹رف (إيرنس‹ت ه‹اس) الق‹وة هي
وظيفة لعدة عوامل بعضها ملموسة مثل الموارد األولي‹ة واإلنت‹اج الص‹ناعي وبعض‹ها غ‹ير ملموس‹ة مث‹ل التكنولوجي‹ا ،أم‹ا
(ستيفن روزن) بأنها قابلية العب دولي في استخدام المصادر الملموسة وغير الملموسة للتأثير على مخرج‹‹ات األح‹‹داث في
النظام الدولي،أما بالنسبة إلى ( ماكس فيبر) فهو يضع تعريف يختلف إلى حد كبير عن التعاريف السابقة فيعرف الق‹وة بأنه‹ا
نوع من ممارسة القهر واإلجبار من قبل أحد األطراف على األخرين.
وهكذا تعد قوة الدولة من العوامل التي يعلق عليها أهمية في ميدان العالقات الدولية؛ وذلك ب‹‹النظر إلى أنه‹‹ا هي ال‹‹تي ترس‹‹م
أبعاد الدور الذي تقوم به الدولة في المجتمع الدولي ،وتحدد أطار عالقاتها بالقوى الخارجية ،وبالت‹‹الي فإنه‹‹ا بش‹‹كل ع‹‹ام هي
قدرة الدولة على التأثير في سلوك األخرين بالكيفية التي تخدم أغراضها.
أنواع القوة
-1القوة الصلبة :وهي القدرة على إجبار طرف معين على القيام بعمل ما من خالل التهديد والترهيب ،أما بشكل مباشر من
خالل التهديد السياسي أو االقتصادي أو العسكري ،أو بشكل غير مباش‹ر مث‹‹ل تس‹ريب وثيق‹ة أو م‹‹ذكرة إلى وس‹ائل اإلعالم
للضغط على الطرف الثاني.
-2القوة الناعمة :وهي قدرة الدولة على الحصول على النتائج ال‹‹تي تري‹‹دها ،باالعتم‹‹اد على الجاذبي‹‹ة ب‹‹دًال من اإلك‹‹راه؛ إذ
تتمكن دولة ما من الحصول على ما تريده ،ألن الدول األخرى معجب‹‹ة بنموذجه‹‹ا وتح‹‹اول أن تتبع‹‹ه ،أي بإمك‹‹ان دول‹‹ة مث‹‹ل
الواليات المتحدة األمريكية أن تحصل على النتائج التي تري‹‹دها في السياس‹ة الدولي‹‹ة ،ألن ال‹دول األخ‹رى تري‹‹د اللح‹اق به‹‹ا
واتباعها تقليدًا لنموذجها أو تطلعا للوصول إلى مستوى رفاهها وانفتاحها.
-3القوة الذكية :وتقوم على فكرة الجمع بين القوة الصلبة والقوة الناعمة بحيث تشكل إطارا مناسبًا لمعالج‹‹ة تهدي‹‹دات الي‹‹وم
غير التقليدية ،فهي تعني تطوير استراتيجية متكاملة تستند إلى قاع‹‹دة من الم‹‹وارد وإلى مجموع‹‹ة من األدوات للوص‹ول إلى
األهداف من خالل القوتين الصلبة والناعمة في آن واحد.
تهتّم هذه النظرية بدراسة سلوك الدول بوصفها "أدوارا سياسية" ،تقوم بها الدول في المسرح السياسي الدولّي ،وتوّجهه‹‹ا
صور متشّك لة في ذهنّية النخب وصّناع القرار .كما أّن تشكيل الدور ناتج عن نس‹‹ق من العوام‹‹ل والمح‹ّد دات الموّجه‹‹ة له‹‹ذه
النخب ،وعلى رأس‹‹ها ،العوام‹‹ل التالي‹‹ة( :هوّي ة ه‹‹ذه المجتمع‹‹ات ،والقيم الس‹‹ائدة ل‹‹دى أفراده‹‹ا ،وخصائص‹‹ها القومّي ة من
األي‹‹ديولوجيا والت‹‹اريخ والق‹‹درات السياس‹‹ّية والعس‹‹كرّية واالقتص‹‹ادّية واالجتماعّي ة والثقافّي ة ،ودراس‹‹ة بنيته‹‹ا وتركيبه‹‹ا
السوسيولوجّي ) ،ألّن الدور هو باألساس:
لذلك تختلف أدوار الدول في المسرح السياسّي العالمّي ،وتتمايز عن بعضها البعض تبعا لمنظار كل واحدة منها للظواهر
والحوادث السياسية المختلفة ،إذ يعتبر "منظ]]ار ال]]دور" ،The Role Perspectiveالموّج ه األساس‹ّي لتش‹‹كيل مواق‹‹ف
الدول وأدوارها ،وتحديد االّتجاهات التي تتبعها النخب السياسّية المس‹‹ؤولة عن ص‹‹ناعة الق‹‹رار السياس‹ّي فيه‹‹ا ،ع‹‹بر وض‹‹ع
إطار عام محّد د لهذا السلوك .كما أّن "أداء الدور ،The Role Performanceيتشّك ل نتيج‹‹ة لرؤي‹‹ة سياس‹‹ّية واض‹‹حة
لمص‹‹الح الدول‹‹ة وأه‹‹دافها الوطني‹‹ة ،في ح‹‹دود م‹‹ا ت‹‹وّفره إمكاناته‹‹ا والمح ‹ّد دات ال‹‹تي هي بحوزته‹‹ا .كم‹‹ا يعت‹‹بر تش‹‹كيل
"ج]]]وهر ال]]]دور" The Role Essenceالعام‹‹‹ل المح‹‹‹ّد د لم‹‹‹دى ق‹‹‹درة النخب في الدول‹‹‹ة على توظي‹‹‹ف ق‹‹‹دراتها
لتشكيل الدور وبناء إطاره وهيكله ،وتعّبر عن مدى نجاحهم في إدراك دور دولتهم المتناسب مع تلك اإلمكانات.
وقد درس المفكر السياسّي "جورج ميد" George Meadمفهومالدور ،وأّك د ارتباطه بالطابع السلوكّي والوظيفّي الذي
يقوم به األفراد لحّل مشكالت مجتمع‹‹اتهم .كم‹‹ا درس المفك‹‹ر السياس‹ّي "ج]]وزف مورين]]و" Joseph Morenoمص‹طلح
"لعب الدور" ،Role Playingوقام بإضافة العوامل النفسّية واالجتماعية واإلنس‹‹انّية في دراس‹‹ة األدوار السياس‹‹ّية لل‹‹دول.
لذلك تكّون "نظرية الدور" منظومة من المنظارات المتفاعلة ،التي تعّبر في األخير عن السياسة الخارجّية للدول في الس‹‹احة
السياسية الدولّية.
وتن‹‹اط مهّم ة تش‹‹كيل ال‹‹دور في مواق‹‹ف وس‹‹لوكات سياس‹‹ّية إلى النخب المس‹‹ؤولة عن عملي‹‹ة ص‹‹نع الق‹‹رار في السياس‹‹ة
الخارجّية للدول ،حيث تساعد جملة المحّد دات المتوّفرة لدى هذه النخب في بناء الدور ،بناءا على الصور المتشّك لة في أذهان
النخب المقّر رة لمواقف الدولة ،لتشكيل أدوار سياسّية ترى هذه النخب أن دولتهم جديرة للقيام بها من جهة ،ويرى اآلخ‹‹رون
فيها "أدوارا ومواقف وطنية" ،تعتبر النتيجة المنتظرة منها ،وأّن المكانة التي تحوز عليها تل‹‹ك الدول‹‹ة مس‹‹تحّقة عن ج‹‹دارة،
وناتجة عن مدى نجاح النخب في إدراك موقع دولتهم في المسرح السياسي العالمّي .
ل‹‹ذلك ي‹‹رى المفك‹‹ر السياس‹ّي "ب]]روس بي]]دل" ،Bruce Biddleأّنال‹‹دور يعّب ر عن مجموع‹‹ة التص‹‹ّرفات والق‹‹رارات
والسلوكات ،الصادرة عن النخب السياسية والهيئات الرسمية في الدولة ،والتي تحّد د المواقف والمفاهيم الصادرة عنه‹‹ا ع‹‹بر
أداء الدور.
كم‹‹ا ت‹‹برز أهمّي ة تحدي‹‹د ق‹‹درة الدول‹‹ة على إدراك نت‹‹ائج قيامه‹‹ا ب‹‹دور م‹‹ا أو جمل‹‹ة أدوار معّين‹‹ة ،بحس‹‹ب ق‹‹درتها على
"إدراك الدور" Cognitive Roleوحساب نتائجه ،واالستعداد للتعامل م‹‹ع جمي‹‹ع االحتم‹‹االت الناتج‹ة عن‹‹ه( .)1ونتيج‹ة
للقيام بهذه األدوار ،يمكن رصد ثالثة أشكال رئيسية من األدوار:
"تغّير الدور" Role Changeو"تطّور الدور" Role Evolutionو"الدور النزاعّي "The Role Conflict
إضافة إلى ما استطاعت الدراسات األكاديمية تمييزه من أشكال أخرى لألدوار السياسية للدول ،ومنها:
"الدور المفرط" :The Role Overloadحيث ال يقّد م المقّررون فرص‹‹ة لبن‹‹اء أدوار عقالنّي ة تحاف‹‹ظ -
على المصالح المتبادلة مع الطرف اآلخر ،فيغلب على مواقف هذه الدولة الطابع الراديكالّي والغلّو المفرط ،بم‹‹ا ال
يتيح فرصة للتفاهم العقالنّي والتعاون المتبادل.
" -غموض ال]]دور" :The Role Ambignityعن‹دما ال ُيفهم الدورنتيج‹ة ُغ م‹وض ش‹كله الع‹ام وطبيعت‹ه ،ح‹تى
يصعب على الدول والمحللين والمراقبين السياسيين ،تصنيفه كدور نزاعّي معادي ،أو دور طبيعّي غير نزاعي.
"-تش ]ّو ش ال]]دور" :Role Confusionب‹‹أن يتح‹‹ّول غم‹‹وض ال‹‹دورإلى حال‹‹ة متقّد م‹‹ة ،تبعث على االرتب‹‹اك
والتشويش ،وتزيد من احتمال الوقوع في الخطأ ،سواء من هذه الدولة أو تجاهها.
ونتيجة الستخدام هذه النظرّية أصبح باإلمكان "توّق ع أدوار ال]]دول" ، The Roles Expectationبناءا على تحلي‹‹ل
المعطيات والبيانات حول المحّد دات المتوّفرة لديها ،والتي تسّم ى "مصادر الدور" .Role Sourcesوتشبه ُم هّم ة المحّللين
السياسيين في دراسة الدور ،النشاط الذي تقوم به النخب السياسية في ال‹دول ،فيم‹ا يمكن تس‹ميته ب "توص]]يف ال]]دور"The
، Role Perceptionمع اختالف موق‹‹ع ك‹‹ل واح‹‹د منهم‹‹ا .كم‹‹ا أّن س‹‹عي النخب إلى "تص]ّو ر أدواره]]ا الوطني]]ة"The
، National Role Perceptionيدّل على سعيها لبلوغ المكانة التي تستحّقها الدولة ،عبر تحقي‹‹ق أه‹‹دافها ومص‹‹الحها
الوطنية والقومّية.
وهناك نظرّية تدعى "نظرية الدور البنيوّي ة" ،تجم‹‹ع بين نظرّي تي الدوروالنظري‹‹ة البنيوّي ة ،وترّك ز على دراس‹‹ة البن‹‹اء
االجتماعي ،ودور القيمفي تش‹‹كيل أدوار ال‹‹دول ومواقفه‹‹ا ،وتق‹ّد م ه‹‹ذه النظري‹‹ة تحليال عميق‹‹ا باس‹‹تخدام "المقارب‹‹ة البنائّي ة"
لدراسة مختلف أدوار الوحدة السياسّية ،وإخضاع سلوك الدولة إلى إطار نظرّي يضمن موضوعّية وعمق العملّية البحثّية.