Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 223

‫جامعة أمحد دراية أدرار‪ -‬اجلزائر‪-‬‬

‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري‬


‫قسم العلوم االقتصادية‬

‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه ل م د‬


‫شعبة العلوم االقتصادية‬
‫ختصص نقود ومالية‬
‫بعنوان‪:‬‬

‫حتت إشراف‪:‬‬ ‫إعداد الطالب‪:‬‬


‫‪‬أ‪ .‬د بن عبد الفتاح دمحان‬ ‫‪ ‬جاليلة عبد اجلليل‬
‫نوقشت وأجيزت علناً بتاريخ‪2020/01/26 :‬‬

‫جلنة املناقشة‬
‫• أ‪.‬د ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالل بومجعة ‪......‬أستاذ التعليم العايل‪..............‬جامعة أدرار‪.........‬رئيسا‬
‫• أ‪.‬د بن عبد الفتاح دمحان‪.....‬أستاذ التعليم العايل‪ .............‬جامعة أدرار‪ ........‬مشرفا ومقررا‬
‫• أ‪.‬د صديقي أمحد ‪............‬أستاذ التعليم العايل‪..............‬جامعة أدرار‪ ........‬مناقشا‬
‫• د بلوايف حممد ‪ .............‬أستاذ حماضر "أ"‪ ................‬جامعة أدرار‪........‬مناقشا‬
‫• أ‪.‬د طافر زهري ‪ ..............‬أستاذ التعليم العايل‪..............‬جامعة بشار ‪ ........‬مناقشا‬
‫• د مازري عبد احلفيظ‪ ........‬أستاذ حماضر "أ"‪................‬جامعة بشار ‪ ........‬مناقشا‬

‫املوسم اجلامعي‪2019-2018 :‬‬


‫وصلى هللا على سيدنا محمد وعلى آله‬
‫وصحبه وسلم‬
‫إهــداء‬

‫إىل والداي الكرميني وموالي علي البور‪ ،‬الذين أوصلوين إىل‬


‫هذه النعمة بفضل دعائهم يل‪.‬‬
‫إىل من كانت يل سنداً ودافعاً إلجناز هذا العمل زوجيت الغالية‬
‫إىل ولداي العزيزين حممد عبد الرمحان وأمحد عبد النور‪ ،‬اللذين‬
‫قامستهما هذه األطروحة يف حق والدهم عليهم‪ ،‬وليعلما أن‬
‫احلياة تضحية‬
‫إىل مشاخيي وأساتذيت الكرام مجيعهم‬

‫إىل كل العائلة فرداً فرداً‬


‫إىل روح سيدي الشيخ حممد بلكبي‬
‫شكروعرفان‬

‫احلمد هلل وحده ال شريك له‪ ،‬والصالة والسالم على سيدان‬


‫وموالان حممد وعلى آله األطهار‪.‬‬
‫أتقدم أبمسي معاين الشكر والتقدير إىل شيخي وأستاذي‬
‫بن عبد الفتاح دمحان‪ ،‬على تفضله بقبول اإلشراف على‬
‫هذا البحث‪ ،‬ومتابعته املتواصلة جلميع أطوار هذه الدراسة‪،‬‬
‫وعلى كل إرشاداته وتوجيهاته القيمة‪ ،‬فألف فألف شكر‬
‫لكم أستاذي الفاضل‬
‫كما أتقدم ابلشكر إىل األساتذة الكرام بدون استثناء الذين‬
‫كانوا عوانً ودعماً يل طيلة فرتة إجناز هذا البحث‬
‫الشكر موصول إلى كافة األصدقاء وزمالء‬
‫الدراسة‬
‫عبد الجليل‬
‫الفهارس‬
‫الفهارس‬

‫فهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬

‫االهداء‬
‫شكر وعرفان‬
‫‪I-VI‬‬ ‫فهرس المحتويات‬
‫‪VII-VIII‬‬ ‫فهرس الجداول‬
‫‪IX-X‬‬ ‫فهرس األشكال‬
‫أ‪-‬ي‬ ‫مقدمة‬
‫الفصل األول ‪ :‬االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬
‫‪12‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪12‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬الصناعة المصرفية في ظل التغيرات الدولية المعاصرة ومخاطرها‬
‫‪12‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬ماهية الصناعة المصرفية‬
‫‪12‬‬ ‫أوالً‪ :‬نظرة تاريخية عن الصناعة المصرفية‬
‫‪15‬‬ ‫ثانياً‪ :‬تعريف البنك‬
‫‪16‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬هيكل النظام المصرفي‬
‫‪17‬‬ ‫رابعاً‪ :‬أهداف البنوك التجارية‬
‫‪18‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أثر المستجدات االقتصادية الدولية على الصناعة المصرفية‬
‫‪18‬‬ ‫أوالً‪ :‬المتغيرات والمستجدات االقتصادية المعاصرة‬
‫‪20‬‬ ‫ثانياً‪ :‬أثر التغيرات والمستجدات العالمية على النظام المصرفي العالمي‬
‫‪22‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬ماهية المخاطر المصرفية وأهم تصنيفاتها‬
‫‪22‬‬ ‫أوالً‪ :‬مفهوم المخاطر المصرفية‬
‫‪23‬‬ ‫ثانياً‪ :‬أهم تصنيفات المخاطر المصرفية‬
‫‪28‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬إدارة المخاطر المصرفية‬
‫‪28‬‬ ‫أوالً‪ :‬تعريف إدارة المخاطر المصرفية‬
‫‪29‬‬ ‫ثانياً‪ :‬استراتيجية إدارة المخاطر المصرفية‬

‫‪I‬‬
‫الفهارس‬

‫‪30‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬طريقة بناء استراتيجية إدارة المخاطر المصرفية‬


‫‪31‬‬ ‫رابعاً‪ :‬مبادئ إدارة المخاطر المصرفية ومكوناتها‬
‫‪33‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬آليات الرقابة المصرفية وفق مقررات لجنة بازل‬
‫‪33‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬ماهية الرقابة المصرفية وأنواعها‬
‫‪33‬‬ ‫أوالً‪ :‬تعريف الرقابة المصرفية ومبرراتها‬
‫‪35‬‬ ‫ثانياً‪ :‬أهداف الرقابة المصرفية وأنواعها‬
‫‪37‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬أنظمة الرقابة المصرفية ومتطلبات فعالياتها‬
‫‪40‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬المبادئ األساسية للرقابة المصرفية‬
‫‪40‬‬ ‫أوالً‪ :‬الشروط المسبقة للرقابة المصرفية الفعالة‬
‫‪41‬‬ ‫ثانياً‪ :‬تعريف المبادئ األساسية للرقابة المصرفية‬
‫‪42‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬المبادئ األساسية التسعة والعشرون للرقابة المصرفية الفعالة‬
‫‪47‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬مقررات لجنة بازل وانعكاساتها على الصناعة المصرفية‬
‫‪47‬‬ ‫أوالً‪ :‬مقررات لجنة بازل للرقابة المصرفية‬
‫‪47‬‬ ‫‪ -1‬نشأة لجنة بازل للرقابة المصرفية‬
‫‪48‬‬ ‫‪ -2‬التعريف بلجنة بازل المصرفية‬
‫‪51‬‬ ‫‪ -3‬أهداف لجنة بازل للرقابة المصرفية‬
‫‪51‬‬ ‫‪ -4‬اتفاقية بازل ‪I‬‬
‫‪55‬‬ ‫‪ -5‬تعديالت بازل‪I‬‬
‫‪55‬‬ ‫‪ -6‬اتفاقية لجنة بازل ‪II‬‬
‫‪58‬‬ ‫‪ -7‬اتفاقية لجنة بازل ‪III‬‬
‫‪63‬‬ ‫ثانياً‪ :‬انعكاسات مقررات لجنة بازل على الصناعة المصرفية‬
‫‪64‬‬ ‫‪ -1‬أثر مقررات بازل على تكلفة اإلقراض الدولي‬
‫‪64‬‬ ‫‪ -2‬أثر مقررات بازل على التعامل مع األطراف الدولية‬
‫‪65‬‬ ‫‪ -3‬أثر مقررات بازل على التقلبات االقتصادية‬
‫‪66‬‬ ‫خالصة الفصل‬

‫‪II‬‬
‫الفهارس‬

‫الفصل الثاني‪ :‬الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬


‫‪68‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪68‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬الصيرفة اإللكترونية ومتطلبات العمل المصرفي اإللكتروني‬
‫‪68‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬تعريف الصيرفة اإللكترونية وأهم العوامل المساعدة في ظهورها‬
‫‪68‬‬ ‫أوالُ‪ :‬تعريف الصيرفة اإللكترونية‬
‫‪72‬‬ ‫ثانياً‪ :‬أهم العوامل المساعدة في ظهور الصيرفة اإللكترونية‬
‫‪78‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬منافذ الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬وأهم خدماتها‬
‫‪78‬‬ ‫أوالً‪ :‬منافذ الصيرفة اإللكترونية‬
‫‪78‬‬ ‫‪ -1‬جهاز الصراف اآللي )‪ATM)Automatic teller machine‬‬

‫‪82‬‬ ‫‪ -2‬نهائيات نقاط البيع اإللكترونية ‪TPE‬‬

‫‪84‬‬ ‫‪ -3‬الصيرفة عبر شبكة االنترنت ‪banking online‬‬

‫‪87‬‬ ‫‪ -4‬الصيرفة اإللكترونية عبر الهاتف‬


‫‪88‬‬ ‫‪ -5‬الصيرفة المحمولة ‪Mobile Banking‬‬

‫‪89‬‬ ‫‪ -6‬نظام التحويالت المالية اإللكترونية والمقاصة اإللكترونية‬


‫‪92‬‬ ‫ثانياً‪ :‬تقسيمات خدمات الصيرفة اإللكترونية‬
‫‪92‬‬ ‫‪ -1‬البطاقات البنكية‬
‫‪94‬‬ ‫‪ -2‬النقود اإللكترونية‪.‬‬
‫‪97‬‬ ‫‪ -3‬الشيك اإللكتروني ‪Electronic Checks‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪ -4‬المحفظة اإللكترونية ‪Electronic wallet‬‬

‫‪102‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬المتطلبات األساسية للعمل المصرفي اإللكتروني‬


‫‪102‬‬ ‫أوالً‪ :‬البنية التحتية التقنية‬
‫‪104‬‬ ‫ثانياً‪ :‬الكفاءة األدائية المسايرة لعنصر التقنية‬
‫‪104‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬التطوير واالستم اررية‬
‫‪104‬‬ ‫رابعاً‪ :‬التفاعل مع متغيرات الوسائل واالستراتجيات الفنية واإلدارية والمالية‬
‫‪105‬‬ ‫خامساً‪ :‬الرقابة التقييمية الحيادية‬

‫‪III‬‬
‫الفهارس‬

‫‪105‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬مزايا العمليات المصرفية اإللكترونية وعيوبها‬


‫‪105‬‬ ‫أوالً‪ :‬مزايا العمليات المصرفية اإللكترونية‬
‫‪106‬‬ ‫‪ -1‬المزايا المحققة للبنوك‬
‫‪106‬‬ ‫‪ -2‬المزايا التي تحققها الصيرفة اإللكترونية للعمالء‬
‫‪108‬‬ ‫ثانياً‪ :‬عيوب الصيرفة اإللكترونية‬
‫المبحث الثاني‪ :‬آليات إدارة مخاطر الصيرفة اإللكترونية وآثار الصيرفة اإللكترونية‬
‫‪109‬‬
‫على السياسة النقدية‬
‫‪109‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬ماهية مخاطر الصيرفة اإللكترونية‬
‫‪109‬‬ ‫‪ -1‬المخاطر التشغيلية‬
‫‪110‬‬ ‫‪ -2‬المخاطر التنظيمية‬
‫‪111‬‬ ‫‪ -3‬المخاطر القانوية‬
‫‪111‬‬ ‫‪ -4‬مخاطر السمعة‬
‫‪112‬‬ ‫‪ -5‬المخاطر االستراتيجية‬
‫‪112‬‬ ‫‪ -6‬مخاطر أخرى‬

‫‪112‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬آليات إدارة مخاطر الصيرفة اإللكترونية‬

‫‪112‬‬ ‫‪ -1‬مفهوم إدارة مخاطر الصيرفة اإللكترونية‬


‫‪113‬‬ ‫‪ -2‬مبادئ إدارة المخاطر المصرفية اإللكترونية‬
‫‪113‬‬ ‫‪ -3‬مراحل إدارة مخاطر الصيرفة اإللكترونية‬
‫‪114‬‬ ‫‪ -4‬إدارة مخاطر الصيرفة اإللكترونية وفق لجنة بازل‬
‫‪117‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬تأثير الصيرفة اإللكترونية على السياسة النقدية‬
‫الرأي األول‪ :‬التأثير اإليجابي النتشار استخدام النقود اإللكترونية على فعالية‬
‫‪117‬‬
‫السياسية النقدية‬
‫‪118‬‬ ‫الرأي الثاني‪ :‬انتشار النقود اإللكترونية اليؤثر على فعالية السياسة النقدية‬
‫الرأي الثالث‪ :‬انتشار النقود اإللكترونية قد يقلص دور البنوك المركزية في‬
‫‪119‬‬
‫إدارة السياسة النقدية‬
‫‪121‬‬ ‫خالصة الفصل‬

‫‪IV‬‬
‫الفهارس‬

‫الفصل الثالث‪ :‬واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬
‫‪123‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬واقع الصيرفة اإللكترونية في الجزائر‬
‫‪123‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬النظام المصرفي الجزائري‬

‫‪123‬‬ ‫أوالً‪ :‬المؤسسات المصرفية والمالية أثناء فترة االحتالل الفرنسي‬


‫‪125‬‬ ‫ثانياً‪ :‬مرحلة تأسيس النظام البنكي الجزائري وعملية التأميم‬
‫‪125‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬هيكل النظام البنكي الجزائري بعد اإلصالح المالي وإعادة هيكلته‬
‫‪126‬‬ ‫رابعاً‪ :‬هيكل النظام البنكي الجزائري خالل الفترة ‪1989-1986‬م‬
‫‪127‬‬ ‫خامساً‪ :‬مرحلة إصالح التسعينات‬
‫‪129‬‬ ‫المطب الثاني‪ :‬الوسائل التقنية للصيرفة اإللكترونية ومنافذها في الجزائر‬
‫‪129‬‬ ‫أوالا‪ :‬الوسائل التقنية للعمل المصرفي اإللكتروني في الجزائر‬
‫‪129‬‬ ‫‪ -1‬نظم الحوسبة‬
‫‪131‬‬ ‫‪ -2‬نظم االتصال الحديثة في الجزائر‬
‫‪136‬‬ ‫ثاني ا‪ :‬منافذ الصيرفة اإللكترونية وقنواتها في الجزائر‬
‫‪136‬‬ ‫‪ -1‬المقاصة اإللكترونية‬
‫‪137‬‬ ‫‪ -2‬نظام التسوية اإلجمالية الفورية للمبالغ الكبيرة والدفع المستعجل ‪ARTS‬‬

‫‪138‬‬ ‫‪ -3‬الصرافات اآللية في الجزائر‬


‫‪139‬‬ ‫‪ -4‬نهائي نقط البيع اإللكترونية في الجزائر‬
‫‪139‬‬ ‫‪ -5‬الصيرفة المحمولة في الجزائر‬
‫المطلب الثالث‪ :‬آليات الرقابة المصرفية على الخدمات المصرفية اإللكترونية في‬
‫‪141‬‬
‫الجزائر‬
‫‪141‬‬ ‫أوالا‪ :‬خدمات الصيرفة اإللكترونية في الجزائر‬
‫‪141‬‬ ‫‪ -1‬شركة النقد اآللي والعالقات التلقائية بين البنوك ‪SATIM‬‬

‫‪141‬‬ ‫‪ -2‬شركة الجزائر لخدمات الصيرفة اإللكترونية ‪AEBS‬‬

‫‪142‬‬ ‫‪ -3‬البطاقات البنكية في الجزائر‬


‫‪144‬‬ ‫‪ -4‬الشيك اإللكتروني‬
‫‪144‬‬ ‫‪ -5‬شبكة سويفت للتحويل اآللي للمدفوعات الدولية (‪)SWIFT‬‬

‫‪V‬‬
‫الفهارس‬

‫‪145‬‬ ‫‪ -6‬منيغرام ‪ Moneygram‬لتحويل األموال‬


‫‪146‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الرقابة المصرفية على الصناعة المصرفية في الجزائر‬
‫‪146‬‬ ‫‪ -1‬الهيئات الرقابية في المنظومة المصرفية الجزائرية‬
‫‪149‬‬ ‫‪ -2‬انعكاسات مقررات لجنة بازل الدولية على النظام المصرفي الجزائري‬
‫‪150‬‬ ‫‪ -3‬أهم القواعد االحت ارزية للرقابة المصرفية في الجزائر‬
‫ثالث ا‪ :‬ضوابط الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية الواردة في تشريعات بنك‬
‫‪152‬‬
‫الجزائر‬
‫‪156‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة ميدانية لعينة من البنوك العاملة بالجزائر‬
‫‪156‬‬ ‫أوالً‪ :‬المنهجية المعتمدة للدراسة‬
‫‪156‬‬ ‫ثانياً‪ :‬طريقة جمع البيانات‬
‫‪157‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬مجتمع وعينة الدراسة‬
‫‪161‬‬ ‫رابعاً‪ :‬المعالجة اإلحصائية لمعطيات االستبانة‬
‫‪162‬‬ ‫خامساً‪ :‬تحليل محاور فرضيات الدراسة‬
‫‪173‬‬ ‫سادساً‪ :‬نتائج الدراسة‬
‫‪177‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪185‬‬ ‫قائمة المراجع‬
‫‪197‬‬ ‫المالحق‬
‫الملخص‬

‫‪VI‬‬
‫الفهارس‬

‫فهرس الجداول‬

‫الصفحة‬ ‫الجدول‬

‫‪53‬‬ ‫الجدول رقم ‪ :01‬أوزان المخاطر المرجحة لألصول حسب بازل‪I‬‬


‫‪54‬‬ ‫الجدول رقم ‪ :02‬أوزان المخاطرة المرجحة لعناصر خارج الميزانية‬
‫‪61‬‬ ‫الجدول رقم ‪ :03‬تواريخ التطبيق التدريجي إلتفاقية بازل ‪III‬‬
‫‪75‬‬ ‫الجدول رقم ‪ :04‬مستعملي االنترنت وعدد السكان عبر العالم‬
‫‪94‬‬ ‫الجدول رقم ‪ :05‬أوجه التشابه واالختالف بين النقود و بطاقات الدفع اإللكتروني‬
‫‪97‬‬ ‫جدول رقم ‪ :06‬أوجه االختالفات بين النقود اإللكترونية و النقود االفتراضية‬
‫الجدول رقم ‪ :07‬قاعدة أجهزة الكمبيوتر في الدول العربية ‪ 2011-2010‬مرتبة‬
‫‪130‬‬
‫حسب معدل النمو‬
‫‪132‬‬ ‫الجدول رقم ‪ :08‬مؤشرات شبكة االنترنت في الجزائر ما بين ‪2017-2012‬‬
‫الجدول رقم ‪ :09‬عمليات معالجة نظام المقاصة اإللكترونية ‪ ATCI‬في الجزائر بين‬
‫‪137‬‬
‫‪2017-2011‬‬
‫الجدول رقم‪ :10‬عمليات المدفوعات بواسطة نظام ‪ ARTS‬في الجزائر ما بين‬
‫‪138‬‬
‫‪2017-2011‬‬
‫‪138‬‬ ‫الجدول‪ :11‬تطور عدد الصرافات اآللية في الجزائر(‪)2016-2010‬‬
‫‪139‬‬ ‫الجدول رقم‪ :12‬تطور عدد نقط البيع اإللكترونية في الجزائر (‪)2010-2016‬‬
‫الجدول رقم‪ :13‬أهم الخدمات المصرفية اإللكترونية المقدمة عبر الصيرفة المحمولة‬
‫‪140‬‬
‫في عينة من البنوك الجزائرية‬
‫‪142‬‬ ‫جدول رقم ‪ :14‬تطور عدد البطاقات البنكية في الجزائر ( ‪) 2015 - 2009‬‬
‫‪144‬‬ ‫الجدول رقم ‪ :15‬رمز ‪ SWIFT‬للبنوك العاملة بالجزائر‬
‫‪151‬‬ ‫الجدول رقم ‪ :16‬تطور نسب االحتياطي اإلجباري‬
‫‪157‬‬ ‫الجدول رقم ‪ :17‬تصنيف اإلجابة على حساب مقياس ليكارت الخماسي‬
‫الجدول رقم ‪ :18‬الصدق الداخلي لفقرات المحور الثاني‪ :‬الصيرفة اإللكترونية‬
‫‪158‬‬
‫وخدماتها في البنوك الجزائرية‬
‫الجدول رقم ‪ :19‬الصدق الداخلي لفقرات المحور الثالث‪ :‬الرقابة عل العمليات‬
‫‪159‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وإدارة مخاطرها في الجزائر‬
‫الجدول رقم ‪ :20‬معامل االرتباط بين معدل كل محور من محاور الدراسة مع المعدل‬
‫‪159‬‬
‫الكلي لفقرات االستبانة‬
‫‪VII‬‬
‫الفهارس‬

‫‪160‬‬ ‫جدول رقم ‪ :21‬معامل الثبات ( طريقة ألفاكرونباخ )‬


‫الجدول رقم ‪ :22‬معامل الثبات بعد حذف الفقرة رقم ‪ 18‬من المحور الثاني ( طريقة‬
‫‪160‬‬
‫ألفاكرونباخ )‬
‫‪161‬‬ ‫الجدول رقم ‪ :23‬مقياس ليكارت الخماسي‬
‫الجدول رقم ‪ :24‬تحليل فقرات المحور الثاني‪ :‬الصيرفة اإللكترونية وخدماتها في‬
‫‪162‬‬
‫البنوك الجزائرية‬
‫الجدول رقم ‪ :25‬تحليل فقرات المحور الثالث‪ :‬الرقابة على عمليات الصيرفة‬
‫‪165‬‬
‫اإللكترونية وإدارة مخاطرها في الجزائر‬

‫‪168‬‬ ‫الجدول رقم ‪ :26‬جدول اختبار الفروق (‪ )ANOVA‬في تقديم البنوك الجزائرية‬
‫لخدمات الصيرفة اإللكترونية تبعا لمتغير المؤهل العلمي‬

‫‪168‬‬ ‫الجدول رقم ‪ :27‬جدول اختبار الفروق (‪ )ANOVA‬في فعالية الرقابة على العمليات‬
‫المصرفية اإللكترونية وإدارة مخاطرها في الجزائر تبعا لمتغير المؤهل العلمي‪.‬‬

‫‪169‬‬ ‫الجدول رقم ‪ :28‬تحديد العالقة بين الصيرفة اإللكترونية والرقابة عليها داخل البنوك‬
‫التجارية الجزائرية عن طريق معامل االرتباط‬

‫‪170‬‬ ‫الجدول رقم ‪ :29‬جدول (‪ )ANOVA‬لتحديد العالقة بين الصيرفة اإللكترونية والرقابة‬
‫عليها داخل البنوك التجارية الجزائرية‬

‫‪170‬‬ ‫الجدول رقم ‪ :30‬معامل معادلة االنحدار للعالقة بين الرقابة المصرفية والصيرفة‬
‫اإللكترونية داخل البنوك التجارية الجزائرية‬

‫‪172‬‬ ‫الجدول رقم ‪ :31‬جدول اختيار الفروق (‪ )ANOVA‬تبين البنوك العمومية والخاصة‬
‫الجزائريين في مستوى تقديم خدمات الصيرفة اإللكترونية والرقابة عليها‬
‫الجدول رقم ‪ :18‬الصدق الداخلي لفقرات المحور الثاني‪ :‬الصيرفة اإللكترونية‬
‫‪177‬‬
‫وخدماتها في البنوك الجزائرية‬

‫‪VIII‬‬
‫الفهارس‬

‫فهرس األشكال‬

‫الصفحة‬ ‫الشكل‬

‫‪33‬‬ ‫الشكل ‪ : 01‬مكونات إدارة المخاطر‬


‫‪50‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :02‬الهيكل التنظيمي للجنة بازل للرقابة المصرفية )‪(BCBS‬‬
‫‪56‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :03‬يبين أوجه االختالف بين بازل‪ I‬واتفاق بازل‪II‬‬
‫‪62‬‬ ‫الشكل رقم‪ :04‬تعديالت بازل‪ III‬على بازل ‪II‬‬
‫‪76‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :05‬نسبة الولوج لالنترنت حسب مناطق من العالم‬
‫‪78‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :06‬توقعات التجارة اإللكترونية في جميع أنحاء العالم بحلول عام ‪2021‬م‬
‫‪80‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :07‬شكل توضيحي لجهاز الصراف اآللي‬
‫‪81‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :08‬توقعات عدد أجهزة الصراف اآللي المركبة في آسيا وباقي أنحاء العالم‬
‫الشكل رقم ‪ :09‬نسبة المسحوبات على الصراف اآللي إلى الناتج المحلي اإلجمالي سنة‬
‫‪82‬‬
‫‪2016‬م لبعض الدول‬
‫‪83‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :10‬أجزاء نقطة بيع نهائي إلكترونية‬
‫‪83‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :11‬لوحة مفاتيح نقطة بيع نهائي إلكترونية‬
‫الشكل رقم ‪ :12‬عدد أجهزة نقط نهائي البيع اإللكترونية في فرنسا‪– 2015-2010‬‬
‫‪84‬‬
‫الوحدة باأللف‬
‫‪85‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :13‬خطوات عمليات الصيرفة عبر شبكة االنترنت‬
‫الشكل رقم ‪ :14‬نسبة مستعملي االنترنت من أجل خدمات مصرفية في أوروبا سنة‬
‫‪86‬‬
‫‪2017‬‬
‫‪87‬‬ ‫الشكل الرقم ‪ :15‬توقعات الصيرفة اإللكترونية عبر الهاتف في بريطانيا‬
‫الشكل رقم ‪ :16‬توقعات عدد مستخدمي الصيرفة المحمولة في الواليات المتحدة األمريكية‬
‫‪89‬‬
‫مابين ‪2009‬م‪2016 ،‬م (الوحدة بالمليون)‬
‫‪107‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :17‬تكلفة العمليات البنكية في الواليات المتحدة األمريكية (بالدوالر األمريكي)‬
‫‪133‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :18‬تطور عدد مشتركي الهاتف الثابت في الجزائر‬
‫‪134‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :19‬ولوج شبكة الهاتف الثابت لألسرة الجزائر ما بين ‪2017-2010‬‬
‫الشكل رقم ‪ :20‬عدد المشتركين في الهاتف النقال حسب نوع طريقة الدفع (بالمليون)‬
‫‪135‬‬
‫مابين ‪2010‬م‪2017-‬م‬
‫‪143‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :21‬تطور عدد وعمليات بطاقات ‪ Visa‬في بنك التنمية المحلية بين ‪-2017‬‬

‫‪IX‬‬
‫الفهارس‬

‫‪2018‬‬
‫‪173‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :22‬مخطط المنحدر للعالقة بين الرقابة الصرفية والصيرفة اإللكترونية‬
‫الشكل رقم‪ :23‬شكل توضيحي للمتطلبات األساسية للنهوض لخدمات الصيرفة‬
‫‪180‬‬
‫اإللكترونية‬

‫‪X‬‬
‫مقدمــــــة‬
‫مقــــــــــــــدمة‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫ترتبط الصناعة المصرفية ارتباطاً وثيقاً مع مختلف القطاعات االقتصادية‪ ،‬وذلك من خالل دورها‬
‫الحيوي في الحياة االقتصادية‪ ،‬ويسعى القائمون على الصناعة المصرفية إلى رفع قدراتها على التكيف السريع‬
‫مع جملة التغيرات والمستجدات المتالحقة‪ ،‬التي عرفها العالم‪ ،‬خاصة منها تلك المتعلقة بالثورة التكنولوجية‪،‬‬
‫وذلك بمزج عنصر التقنية الحديثة بتقاليد العمل المصرفي‪ ،‬لينتج عن ذلك نوعاً حديثاً‪ ،‬وفرعاً جديداً من‬
‫الصناعة المصرفية‪ ،‬يطلق عليه اسم الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬فسايرت هذه األخيرة عصر ثورة االتصال‪ ،‬معتمدة‬
‫في ذلك التقنية اإللكترونية‪ ،‬واستطاعت تجاوز عنصري الزمان والمكان‪ ،‬وأصبح بمقدور العمالء االستفادة‬
‫من هذه الخدمات ‪24‬ساعة‪ 24/‬ساعة و‪7‬أيام‪7/‬أيام‪ ،‬وفي أمكنة متعددة ومختلفة‪ ،‬فساعدت على سد عجز‬
‫الصيرفة التقليدية‪ ،‬وتلبية تطلعات الزبائن‪ ،‬وعملت على تدنية تكاليف الخدمات المصرفية‪.‬‬

‫إن نمو العمل المصرفي اإللكتروني‪ ،‬أدى إلى ظهور مخاطر مصرفية‪ ،‬شكلت تهديداً للكيانات‬
‫المصرفية المقدمة لتلك الخدمات‪ ،‬وحرصاً على سالمة األعمال المصرفية اإللكترونية واستم ارريتها‪ ،‬توجب‬
‫على البنوك الحد من تلك المخاطر‪ ،‬وإدارتها بشكل مهني واحترافي‪ ،‬يعمل على التقليل والتدنية من آثارها‬
‫السلبية‪ ،‬وزيادة القدرات التنافسية لها‪ ،‬كان هذا سببا رئيسياً لظهور ضوابط دولية تنظم العمل المصرفي‬

‫اإللكتروني‪ ،‬وترفع من مستوى اإلشراف والرقابة عليه‪ّ ،‬‬


‫وتجسد ذلك في الوثيقة الصادرة عن لجنة بازل في‬
‫شهر ماي ‪2001‬م‪ ،‬واألخرى الصادرة في شهر جويلية ‪2003‬م‪ ،‬إذ على القائمين على عملية الرقابة‬
‫المصرفية في أي بلد االلتزام بهذه المبادئ‪ ،‬وذلك من أجل زرع الثقة في العمالء‪ ،‬وتعزيز مكانة الصناعة‬
‫المصرفية وباألخص اإللكترونية منها‪ ،‬لدى الوسط المحلي والدولي‪ ،‬ذلك أن البنوك بمختلف أصنافها تجد‬
‫نفسها وجهاً لوجه‪ ،‬أمام ظاهرتي الشمولية المصرفية والعولمة‪.‬‬

‫وحيث أن الجزائر تمتلك بنية تحتية ال يستهان بها‪ ،‬تمثل أرضاً خصب ًة للعمل المصرفي اإللكتروني‪،‬‬
‫وذلك ما يترجمه توافر خدمات مصرفية إلكترونية تقدمها البنوك التجارية الجزائرية‪ ،‬لكن يعيب على تلك‬
‫الخدمات المحدودية في تقديمها‪ ،‬خاصة ما تعلق منها بعمليات المدفوعات‪ ،‬ويرجع ذلك لعدة أسباب‪ ،‬كنقص‬
‫ثقافة المستهلك بهذا النوع من الصيرفة‪ ،‬ضعف التشريع المشجع لإلقبال عليها‪ ،‬وظاهرة القرصنة‪...‬الخ‪،...‬‬
‫لكن هذا ال يلغي أهمية الصيرفة اإللكترونية داخل معادلة المنظومة المصرفية الجزائرية‪ ،‬وال ينقص من‬
‫م كانتها في ذلك‪ ،‬ولنا أن نالحظ حجم المبالغ المعتبرة التي تم تسويتها عبر نظام ‪ ،ARTS‬وعدد العمليات‬
‫المعالجة عن طريق نظام ‪ ،ATCI‬ضف إلى هذا عدد البطاقات البنكية المتداولة‪ ،‬والنشاط الذي تقوم به‬
‫أ‬
‫مقــــــــــــــدمة‬

‫شركة ‪ SATIM‬المتخصصة في النقد اإللكتروني‪ ،‬وعمليات الدفع اإللكتروني المسجلة مع عدة متعاملين‬
‫اقتصاديين كموبليس‪ ،‬اوريدو‪ ،‬جازي‪ ،‬سونلغاز والخطوط الجوية الجزائرية‪ ،‬من خالل هذا تظهر الحاجة إلى‬
‫تفعيل الرقابة المصرفية على العمليات المصرفية التي تتكفل بها الصيرفة اإللكترونية في الجزائر حالياً‪ ،‬كما‬
‫أنه ُيحتمل في المستقبل انتشار واسع لخدمات الصيرفة اإللكترونية بين الجمهور‪.‬‬

‫• الدراسات السابقة‪:‬‬
‫‪ -‬دراسة محمد طاهر عبد هللا‪ ،‬بعنوان التأثير المتبادل بين الكتلة النقدية والصيرفة اإللكترونية‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه في االقتصاد‪ ،‬جامعة دمشق‪ ،‬سنة ‪ ،2015‬هدفت هذه الدراسة إلى تحقيق فائدة عملية و‬
‫علمية‪ ،‬فكانت العملية تنبع من ارتباطها بظاهرة بدأت في تنتشر وتتوسع في معظم الدول المتقدمة‪ ،‬أما‬
‫الفائدة العلمية فقد كانت من خالل إجراء مقارنات بين تجارب رائدة‪ ،‬وأخرى نامية في مجال الدفع المصرفي‬
‫اإللكتروني‪ ،‬وكذا دراسة مدى تأثير الصيرفة اإللكترونية على معامالت الكتلة النقدية في سوريا‪ ،‬وخلصت‬
‫الدراسة إلى مجموعة من التوصيات والنتائج من أهمها‪ ،‬ضرورة وضع استراتيجيات واضحة من شأنها تطوير‬
‫أنظمة الدفع اإللكتروني العربية‪ ،‬وسن قوانين وتشريعات تزيد من مستوى أمن النظم‪ ،‬وتعمل على زيادة ثقة‬
‫األفراد باالنتقال من مرحلة التعامالت االقتصادية الورقية والنمطية إلى مرحلة التعامالت االقتصادية الرقمية‬
‫واإللكترونية‪ ،‬وإعادة دراسة وتحليل دور البنوك المركزية للتحكم بحجم الكتلة النقدية‪ ،‬وإعادة دراسة وتحليل‬
‫دور البنوك المركزية للتحكم بحجم الكتلة النقدية المتداولة في الدول المستخدمة لوسائل الدفع اإللكتروني‪،‬‬
‫بهدف زيادة التفاعل اإليجابي بين التعامل النقدي اإللكتروني وإدارة السياسة النقدية‪ ،‬وأشارت إلى ضرورة‬
‫االستفادة من التجربة اإلماراتية في مجال الدفع اإللكتروني‪ ،‬وتطبيقها في سوريا بعد دراسة إمكانية ذلك‪،‬‬
‫والمفاضلة بين المزايا والعيوب المحتملة جراء تطبيق ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة بلعياش ميادة‪ ،‬بعنوان أثر الصيرفة اإللكترونية على السياسة النقدية دراسة مقارنة‬
‫الجزائر‪-‬فرنسا‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬سنة ‪ ،2015‬وهدفت هذه الدراسة إلى توضيح العالقة‬
‫بين السياسة النقدية والصيرفة اإللكترونية‪ ،‬واآلثار المترتبة عن استخدام الصيرفة اإللكترونية على السياسات‬
‫النقدية في الجزائر‪ ،‬بالمقارنة مع فرنسا‪ ،‬وكذلك إبراز أهمية الولوج إلى خدمات الصيرفة اإللكترونية في‬
‫الجزائر‪ ،‬وكيفية أدائها مستقبالً‪ ،‬وكان من نتائج هذه الدراسة أن اآلثار المحتملة للصيرفة اإللكترونية على‬
‫السياسة النقدية‪ ،‬تصب معظمها في التأثير على عملية اإلصدار النقدي للبنوك المركزية‪ ،‬وتفاقم حجم الكتلة‬
‫النقدية داخل الدولة‪ ،‬أما بالنسبة للجزائر فلقد توصلت الدراسة إلى غياب أثر الصيرفة اإللكترونية على‬

‫ب‬
‫مقــــــــــــــدمة‬

‫السياسة النقدية في الجزائر‪ ،‬وبمقارنة واقع الصيرفة اإللكترونية بالبنوك الجزائرية مع ما تقدمه البنوك‬
‫الفرنسية‪ ،‬فلقد سجلت هذه الدراسة تباعداً في مستوى تقديم هذه الخدمات‪ ،‬وذلك بمراعاة اإلقبال على خدماتها‪،‬‬
‫واهتمام السلطات المصرفية بوضعية منتجات الصيرفة اإللكترونية من حيث تطويرها‪ ،‬نشرها‪ ،‬وسن القوانين‬
‫واألسس التي تحكمها‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة بركان أمينة‪ ،‬بعنوان الصيرفة اإللكترونية كحتمية لتفعيل أداء الجهاز المصرفي –حالة‬
‫الجزائر‪ ، -‬أطروحة دكتوراه في علوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬سنة ‪ ،2014‬وقد سلطت الدراسة الضوء على‬
‫التجربة الفتية للجزائر مع الخدمات المصرفية اإللكترونية‪ ،‬وأشارت إلى تحسين مستوى إقبال األفراد على هذا‬
‫النوع من الصيرفة‪ ،‬ولكن بوتيرة بطيئة‪ ،‬ذلك أن هذا العمل يتطلب تغيير ذهنيات األفراد وتوجيه سلوكهم‬
‫نحوها‪ ،‬وتحظى المقاصة اإللكترونية بحصة األسد في المعامالت اإللكترونية داخل الجزائر‪ ،‬وفي المقابل‬
‫ُيسجل تأخي اًر ملحوظاً على مستوى وكاالت البنوك التجارية في عملية توزيع البطاقات البنكية‪ ،‬ولقد لخصت‬
‫هذه الدراسة عدم االنتشار الواسع للخدمات المصرفية اإللكترونية في الجزائر إلى نقص ثقة العمالء في هذه‬
‫المنتجات‪ ،‬ضعف تكوين العاملين بالقطاع المصرفي‪ ،‬ضعف الجانب التشريعي المنظم لهذه العمليات‪،‬‬
‫وضعف نظم أمن المعلومات المتوفرة في الجزائر‪ ،‬زيادةً على هذا نقص ثقافة األفراد بالمزايا التي تتمتع بها‬
‫منتجات الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬كما قدمت هذه الدراسة مجموعة من التوصيات والحلول‪ ،‬للنهوض بالعمل‬
‫المصرفي اإللكتروني بالجزائر‪ ،‬كالقيام بحمالت توعية لألفراد بمزايا الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬تشجع استخدام‬
‫التكنولوجيات الحديثة في العمل المصرفي‪ ،‬وضرورة توسيع شبكة الموزعات اآللية للنقود ونهائيات نقط البيع‬
‫اإللكترونية‪.‬‬

‫‪ -‬دراسة حياة نجار‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية الموسومة بإدارة المخاطر المصرفية‬
‫وفق اتفاقيات بازل –دراسة واقع البنوك التجارية العمومية الجزائرية‪ ،-‬جامعة سطيف‪ ،‬سنة ‪ ،2014‬حيث‬
‫كانت من بين أهداف هذه الدراسة تقييم وضع إدارة المخاطر المصرفية من قبل البنوك التجارية الجزائرية‪،‬‬
‫ووضع تصور عام لآلفاق المستقبلية إلدارة المخاطر المصرفية في البنوك الجزائرية‪ ،‬وكانت من بين نتائجها‪،‬‬
‫أن البنوك التجارية العمومية الجزائرية تقتصر في عملية إدارتها للمخاطر بالدرجة األولى على إدارة مخاطر‬
‫القروض‪ ،‬ويرجع ذلك وفق مقترحات لجنة بازل ‪ ،I‬ال سيما المتعلقة بمعدل كفاية رأس المال كوك‪ ،‬بالرغم من‬
‫تسجيل هذه النسبة قصو اًر حولها‪ ،‬جعل النظرة العالمية تتجه نحو نسبة مالءة جديدة‪ ،‬وبهذا لم تساير‬

‫ج‬
‫مقــــــــــــــدمة‬

‫اء تعلق األمر بطرق قياس وإدارة‬


‫المنظومة المصرفية الجزائرية المعايير الدولية للرقابة المصرفية‪ ،‬سو ً‬
‫المخاطر‪ ،‬أو عملية الرقابة وتعزيز االتصال ما بين البنوك‪.‬‬

‫‪ -‬دراسة آيت عكاش سمير‪ ،‬بعنوان تطورات القواعد االحت ارزية للبنوك في ظل معايير لجنة بازل‬
‫ومدى تطبيقها من طرف البنوك الجزائرية‪ ،‬دكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،3‬سنة ‪ ،2013‬من‬
‫األهداف الرئيسية لهذه الدراسة‪ ،‬التعرف على أهم التعديالت الواجب توافرها في النظام المصرفي الجزائري‬
‫ليتسنى تطبيق معايير لجنة بازل‪ ،‬وتوصلت إلى أن البنوك العمومية الجزائرية ال تزال تستعمل نسبة كوك‬
‫للمالءة المصرفية‪ ،‬التي تغطي فقط خطر القرض‪ ،‬دون األخطار األخرى‪ ،‬كخطر معدل الفائدة وخطر‬
‫التشغيل‪...‬الخ‪ ،...‬وتغيب عن تلك البنوك عملية اإلفصاح والشفافية‪ ،‬التي ترتكز عليها لجنة بازل‪ ،‬الرتباطها‬
‫بالقواعد المحاسبية‪ ،‬ورأت هذه الدراسة أن البنوك الجزائرية ال تمتلك أجهزة رقابية قوية‪ ،‬قادرة على اكتشاف‬
‫مدى مالئمة رأس المال وكفايته لتغطية المخاطر المصرفية‪ ،‬كما أن هذه البنوك تفتقر إلى أنظمة حديثة‬
‫تستطيع من خاللها تقييم وقياس مخاطر التشغيل والسيولة‪ ،‬وكذلك الطرق الحديثة التي تم إدراجها ضمن‬
‫متطلبات لجنة بازل الثانية لقياس خطر القرض‪ ،‬وأوصت هذه الدراسة إلى تفعيل الرقابة المصرفية على‬
‫العمل المصرفي في الجزائر‪ ،‬وذلك وفق األطر والمعايير الدولية التي نصت عليها لجنة بازل‪.‬‬

‫‪ -‬دراسة عبد هللا شاهين‪ ،‬بعنوان نظم الدفع اإللكترونية ومخاطرها ووسائل الرقابة عليها –دراسة‬
‫تطبيقية على بنك فلسطين‪ ،-‬مقال صادر بمجلة جامعة األزهر بغزة‪ ،‬سنة ‪ ،2010‬حيث هدفت الدراسة إلى‬
‫الوقوف على تحديات العمل المصرفي اإللكتروني والمتعلقة بالبيئة‪ ،‬وإعطاء مفهوم للرقابة على وسائل الدفع‬
‫اإللكتروني في إطار تطوير أداء وحدات الرقابة المصرفية‪ ،‬كما نتج عن هذه الدراسة جملة من النتائج‬
‫والتوصيات من أهم ذلك‪ ،‬أن تقديم خدمات مصرفية عبر شبكة االنترنت ُيحدث نقلة نوعية في مجال العمل‬
‫المصرفي‪ ،‬هذا األمر يدعو إلى توافر ضوابط محددة‪ ،‬قبل الولوج إلى العمل المصرفي اإللكتروني‪ ،‬وذلك‬
‫ُبغية التخفيف من حدة المخاطر المصاحبة لذلك‪ ،‬وأشارت هذه الدراسة إلى عدم مالئمة البنية التشريعية‬
‫والقانونية في فلسطين‪ ،‬ذلك أنها ال توفر المناخ المالئم للخدمات المصرفية اإللكترونية‪ ،‬وال تساعد على‬
‫انتشارها‪ ،‬كما أن الدعم الحكومي يشكل دو اًر هاماً في انتشار الصيرفة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة نبيل ذنون جاسم ومثال مرهون مبارك‪ ،‬بعنوان معيقات تطبيق الصيرفة اإللكترونية في‬
‫القطاع المصرفي الحكومي‪ ،‬مقال صادر بمجلة كلية بغداد للعلوم االقتصادية‪ ،‬سنة ‪ ،2010‬وكانت تهدف‬
‫هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على أهم معيقات انتشار الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬والتي تحول دون التحول‬

‫د‬
‫مقــــــــــــــدمة‬

‫الشامل نحو خدماتها‪ ،‬ووقع اخ تيارها على مصرف الرافدين بالعراق إلجراء الدراسة الميدانية‪ ،‬وتوصلت إلى‬
‫عدة استنتاجات وتوصيات نذكر منها‪ ،‬أن أبرز المعيقات األساسية للتحول نحو الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬وجود‬
‫حاجز نفسي يتمثل في جهل استخدام تقنيات الكمبيوتر بإحكام لدى العاملين بالبنوك‪ ،‬ونقص الوعي التقني‬
‫لدى العمالء‪ ،‬كما أن غياب الغطاء القانوني والتشريعات التي تحمي العمل المصرفي اإللكتروني‪ ،‬يزيد من‬
‫تخوف اإلقبال على هذا النوع من الصيرفة‪ ،‬وتوصي هذه الدراسة إلى ضرورة توفير الدعم المادي من أجهزة‬
‫ووسائل إلكترونية من قبل الجهات المسؤولة على القطاع المصرفي‪ ،‬وتشجيع التحول نحو العمل بالصيرفة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬وكذلك توعية العاملين بالبنوك بضرورة هذا التحول‪ ،‬وضرورة االهتمام بالتشريعات والقوانين‪،‬‬
‫التي توفر هامشاً من الحماية المدنية والجزائية للمتعاملين بوسائل الدفع اإللكترونية‪ ،‬وذلك لزيادة الثقة‬
‫نحوها‪-.‬‬

‫‪ -‬دراسة أحمد بوراس‪ ،‬بعنوان العمليات المصرفية اإللكترونية‪ ،‬مقال منشور بمجلة العلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬سنة ‪ ،2007‬وكانت تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على‬
‫العمليات المتعلقة بالصيرفة اإللكترونية‪ ،‬وأثر النقود اإللكترونية على دور البنك المركزي في إدارة السياسة‬
‫النقدية‪ ،‬وخلصت الدراسة إلى أن نمو النقود اإللكترونية سيظهر أث اًر يتمثل في افتقاد البنوك المركزية لجانب‬
‫من العائدات التي تحصل عليها جراء عملية اإلصدار النقدي‪ ،‬وانخفاض حجم خصومها‪ ،‬نتيجة نقص‬
‫احتياطاتها من النقود السائلة‪ ،‬ما ينجر عنه انخفاضاً مماثالً في األصول المقابلة‪ ،‬هاته اآلثار ال تضعف‬
‫البنك المركزي في إدارته للسياسة النقدية‪ ،‬ذلك أن اآلليات األخرى التي يملكها ستمكنه من االستقرار في‬
‫ممارسة دوره‪ ،‬وهذا ليس لتجنب المخاطر المحتملة على األوضاع النقدية فقط‪ ،‬ولكن أيضاً لحماية‬
‫المتعاملين‪.‬‬

‫‪ -‬دراسة حورية حمني‪ ،‬بعنوان آليات رقابة البنك المركزي على البنوك التجارية وفعاليتها –حالة‬
‫الجزائر‪ ،-‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬سنة ‪ ،2006‬وكانت تهدف‬
‫هذه الدراسة إلى التعرف على مختلف آليات وأساليب الرقابة المصرفية‪ ،‬التي يمارسها البنك المركزي على‬
‫ا لبنوك التجارية‪ ،‬وتقييم فعاليتها‪ ،‬وباألخص تلك المتعلقة بالرقابة االحت ارزية في الجزائر‪ ،‬ومن أهم النتائج‬
‫المتوصل اليها‪ ،‬أن الجزائر تطبق كل اساليب وآليات الرقابة المصرفية‪ ،‬غير أن فعاليتها‪ ،‬اصطدمت بوقائع‬
‫ظرفية ناتجة عن إرث السياسات النقدية السابقة‪ ،‬والعبر عنها باالقتصاد المسير‪ ،‬وأن هذه اإلجراءات الرقابية‬
‫هي محل تطبيق تدريجي‪ ،‬وذلك مراعاةً لظروف وحاالت البنوك الوطنية في الفترات السابقة‪ ،‬واألعباء التي‬

‫ه‬
‫مقــــــــــــــدمة‬

‫تحملتها في تلك الفترة‪ ،‬ولهذا فهي تحاول االندماج التدريجي في اقتصاد السوق‪ ،‬حيث يتطلب هذا األخير‬
‫نظام مصرفي قوي‪ ،‬ذو رقابة مصرفية فعالة‪ ،‬حيث أنه ال يمكن الحديث عن تحرير االقتصاد دون اللجوء‬
‫إلى صياغة النظام البنكي والمالي من جهة‪ ،‬وتقوية وتعزيز الرقابة المصرفية خاصة من خالل القواعد‬
‫االحت ارزية من جهة أخرى‪.‬‬

‫في ضوء ما سبق‪ ،‬تتضح األهمية التي تحظى بها الصيرفة اإللكترونية داخل الصناعة المصرفية‪،‬‬
‫وكذا الدور المنوط لعملية الرقابة المصرفية‪ ،‬لتحقيق أهداف البنوك والحد من المخاطر المصرفية المحيطة‬
‫بالعمل المصرفي‪ ،‬وتأتي هذه الدراسة لتمزج بين هذين الموضوعين‪ ،‬وذلك بالتطرق إلى آليات تفعيل الرقابة‬
‫المصرفية على الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬واضفاء صبغة اإلستشراف عليها بدراسة الحالة داخل الجزائر‪.‬‬

‫•إشكالية الدراسة‪:‬‬

‫يعتبر الولوج إلى عالم الصيرفة اإللكترونية بالنسبة للجزائر متطلباً استراتيجياً‪ ،‬يفرض نفسه على‬
‫المشرفين على الصناعة المصرفية الجزائرية‪ ،‬وبالرغم من فتوة خدمات الصيرفة اإللكترونية داخل الجزائر‪ ،‬إال‬
‫أنها تغطي جانباً مهماً في المنظومة المصرفية‪ ،‬وذلك بالنظر إلى اعتماد خدماتها في كل البنوك العاملة‬
‫بالجزائر‪ ،‬وما شجع على ذلك البنية التحتية الخصبة المؤهلة للعمل المصرفي اإللكتروني‪ ،‬إال أنه يبقى حي اًز‬
‫من الغموض يشوب الجانب التشريعي والتنظيمي للخدمات الحالية‪ ،‬وكذا المنتجات المحتملة مستقبالً‪ ،‬وما‬
‫مدى مالءمة ذلك لتحقيق أهداف البنوك وتدعيم سالمة مراكزها المالية‪ ،‬ويمكن أن نشمل ذلك تحت عنوان‬
‫الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬لهذا تأتي إشكالية الدراسة تحت السؤال اآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬ما مدى فعالية آليات الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية في الجزائر؟‬

‫ومن خالل هذه اإلشكالية الرئيسة‪ ،‬يمكن طرح بعض االسئلة الفرعية على النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬ما أهم العمليات المصرفية المستحدثة في الصناعة على مستوى العمل المصرفي‪ ،‬في ظل‬
‫المستجدات والتطورات التكنولوجية؟‬
‫‪ -2‬ما أهم آليات الرقابة المصرفية المطبقة عالمياً في ظل ظهور الصيرفة اإللكترونية؟‬
‫‪ -3‬ما أهم المبادىء التي تحتكم إليها الصناعة المصرفية من أجل تفعيل الرقابة المصرفية؟‬
‫‪ -4‬إلى أي مدى يمكن التحدث عن فعالية الرقابة المصرفية وأدواتها من خالل اإلصالحات المصرفية‬
‫في الجزائر؟‬
‫و‬
‫مقــــــــــــــدمة‬

‫‪ -5‬هل هناك فرق في تقديم الخدمات المصرفية وسبل مراقبتها في البنوك التجارية الجزائرية تبعاً لطبيعة‬
‫البنك عمومي أو خاص؟‬
‫‪ -6‬ما مدى مواكبة ومسايرة النظام المصرفي الجزائري للمعايير الدولية الخاصة بالرقابة المصرفية على‬
‫الصيرفة اإللكترونية؟‬
‫‪ -7‬ما اآلليات الواجب إتباعها واعتمادها في الجزائر لضبط العمل المصرفي اإللكتروني؟‬
‫• فرضيات الدراسة‪:‬‬

‫الفرضية األولى‪:‬‬

‫تتوفر البنوك التجارية الجزائرية على مجموعة من الوسائل اإللكترونية ونظم االتصال‬ ‫‪-‬‬
‫الحديثة‪ ،‬ترتقي بواسطتها إلى مسايرة التطور الحاصل في النشاط المصرفي اإللكتروني‪.‬‬

‫الفرضية الثانية‪:‬‬

‫تهتم البنوك التجارية الجزائرية بعملية الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬كوظيفة‬ ‫‪-‬‬
‫أساسية ضمن األنشطة القائمة بها‪.‬‬

‫الفرضية الثالثة‪:‬‬

‫توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين المؤهل العلمي لموظفي البنوك‪ ،‬وفعالية تقديم خدمات‬ ‫‪-‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية‪.‬‬

‫الفرضية الرابعة‪:‬‬

‫توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين المؤهل العلمي لموظفي البنوك وفعالية الرقابة‬ ‫‪-‬‬
‫المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وإدارة مخاطرها‪.‬‬

‫الفرضية الخامسة‪:‬‬

‫هناك تأثير ذو داللة معنوية لفاعلية الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية واالرتقاء‬ ‫‪-‬‬
‫بالخدمات المصرفية اإللكترونية داخل البنوك التجارية الجزائرية‪.‬‬

‫الفرضية السادسة‪:‬‬

‫توجد اختالفات جوهرية بين البنوك العمومية والبنوك الخاصة العاملة بالجزائر في مستوى‬ ‫‪-‬‬
‫تقديم خدمات الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬وعملية الرقابة المصرفية عليها‪.‬‬
‫ز‬
‫مقــــــــــــــدمة‬

‫• منهج الدراسة‪:‬‬
‫تم االعتماد في البحث على المنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬حيث يقوم هذا األخير على تقديم وصف‬
‫للظاهرة المدروسة‪ ،‬ثم تحليلها‪ ،‬وذلك من خالل وصف أهم المفاهيم المرتبطة بالرقابة المصرفية‪ ،‬ومعاييرها‬
‫الدولية الصادرة عن لجنة بازل‪ ،‬واألمر نفسه بالنسبة للصيرفة اإللكترونية‪ ،‬خدماتها ومخاطرها‪ ،‬وتحليل بعض‬
‫البيانات والمعطيات المتعلقة بذلك‪ ،‬كما أن الدراسة الميدانية لم تستغن عن تحليل البيانات االحصائية بما‬
‫يثري هذه الدراسة‪ ،‬ولقد استخدم البرنامج اإلحصائي ‪ SPSS‬إلنجاز الدراسة الميدانية‪.‬‬
‫• أهداف الدراسة‪:‬‬

‫تهدف الدراسة إلى معرفة مستوى تقديم الخدمات المصرفية اإللكترونية في الجزائر‪ ،‬وبشكل خاص‬
‫كيفية الرقابة المصرفية على ذلك‪ ،‬ومدى مواكبتها للتطورات العالمية في هذا الشأن‪ ،‬وتقديم مقترحات وحلول‬
‫تُمكن من تفعيل تلك الرقابة‪ ،‬بطريقة تساير من خاللها أهم المعايير الدولية‪ ،‬وذلك بالتطرق إلى ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬الوقوف على أثر المستجدات والتحوالت الدولية على الصناعة المصرفية؛‬


‫‪ -2‬الوقوف على طبيعة النشاط المصرفي اإللكتروني وأهم وسائل الدفع اإللكترونية؛‬
‫‪ -3‬التطرق إلى أهم المخاطر المصرفية المرتبطة بالصيرفة اإللكترونية؛‬
‫‪ -4‬تسليط الضوء على العمل المصرفي اإللكتروني في الجزائر؛‬
‫‪ -5‬التطرق إلى الضوابط الرقابية العالمية الواردة في مقررات لجنة بازل المتعلقة بمبادئ إدارة مخاطر‬
‫العمليات المصرفية اإللكترونية؛‬
‫‪ -6‬مقاربة األطر التشريعية للنظام المصرفي الجزائري المنظمة للصيرفة اإللكترونية في الجزائر مع‬
‫المعايير الدولية‪ ،‬ومدى مسايرتها لذلك؛‬
‫‪ -7‬إعطاء حلول وتوصيات لوضع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية في الجزائر على سكة‬
‫الرقابة المصرفية الدولية‪.‬‬
‫• أهمية الدراسة‪:‬‬

‫تنبع أهمية الدراسة من األهمية البالغة للموضوع المتناول في البحث ‪-‬الرقابة المصرفية‪ -‬حيث‬
‫تركز السلطة النقدية نشاطها على هذا الجانب الضروري‪ ،‬لما له من تأثير على فعالية وكفاءة البنوك بصفة‬

‫ح‬
‫مقــــــــــــــدمة‬

‫عامة‪ ،‬ومساعدة القائمين على السياسة النقدية في ممارسة مهامهم‪ ،‬وتحقيق أهدافها بصفة خاصة‪ ،‬ضف إلى‬
‫هذا االنتشار الواسع للخدمات المصرفية اإللكترونية‪ ،‬حيث أصبح ال يمكن تصور صناعة مصرفية من دون‬
‫الصيرفة اإللك ترونية‪ ،‬التي واكبت وكيفت المنتجات المصرفية التقليدية في ثوب جديد إلكتروني‪ ،‬حافظ على‬
‫تقاليد العمل المصرفي‪ ،‬وسد عجز تلك المنتجات التقليدية‪ ،‬بتجاوز لعنصري الزمان والمكان‪ ،‬رافق هذا‬
‫التطور مخاطر مصرفية‪ ،‬تهدد سالمة واستقرار النظام المصرفي‪ ،‬فدعت الضرورة إلى إج ارء رقابة مصرفية‬
‫على العمليات المصرفية اإللكترونية‪ ،‬وتأتي هذه الدراسة لإلسهام في عملية تعزيز وتفعيل الرقابة المصرفية‬
‫على الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬على مستوى البنوك الناشطة في الجزائر‪ ،‬بما يضمن تحكماً أمثالً في المخاطر‬
‫المصرفية المحيطة بالعمل المصرفي اإللكتروني‪ ،‬ويحافظ على استم اررية وسالمة العمل المصرفي في‬
‫الجزائر‪ ،‬ويشجع عملية التوسع واالنتشار للخدمات المصرفية اإللكترونية‪.‬‬

‫• أسباب اختيار موضوع الدراسة‪:‬‬

‫هناك عدة اعتبارات عملت على أن يكون اختيار الدراسة يقع على هذا الموضوع‪ ،‬وجعلت من‬
‫العملية البحثية ناجحة وتحقق أهدافها‪ ،‬نذكر من أهمها ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬يندرج الموضوع محل الدراسة ضمن التخصص األكاديمي للباحث‪ ،‬نقود ومالية‪.‬‬
‫‪ -2‬باعتبار موضوع الدراسة‪ ،‬أحد أحاديث الساعة بالنسبة للصناعة المصرفية‪.‬‬
‫‪ -3‬توجه الصناعة المصرفية الجزائرية نحو الولوج إلى عالم الصيرفة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -4‬عدم التطرق من قبل إلى موضوع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية في الجزائر‪.‬‬
‫‪ -5‬الحاجة إلى وضع اقتراحات وتوصيات أكاديمية حول الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية في‬
‫الجزائر وفق إطار استشرافي‪.‬‬
‫• حدود الدراسة‪:‬‬
‫تعد تجربة الجزائر في مجال العمل المصرفي اإللكتروني فتي ًة‪ ،‬ذلك أن بدايات العمل بها كان في‬
‫تسعينيات القرن الماضي‪ ،‬وذلك باصدار بطاقات بنكية‪ ،‬مخصصة لعمليات السحب فقط‪ ،‬كما تم استحداث‬
‫شركة وطنية متخصصة بالنقود اإللكترونية ‪ SATIM‬سنة ‪1995‬م‪ ،‬وتعد سنة ‪2005‬م تاريخ نقطة االنطالقة‬
‫الحقيقية للنهوض بالصيرفة اإللكترونية بالجزائر‪ ،‬حيث تم إصدار نظام متعلق بالصيرفة اإللكترونية ‪،ATCI‬‬
‫ونظام آخر يتعلق بالمدفوعات الكبيرة ‪ ،ARTS‬أما عن الجانب التشريعي المنظم للعمليات المصرفية‬
‫اإللكترونية في الجزائر‪ ،‬فلقد أشار إليه كل من النظام ‪ 03-02‬المتضمن المراقبة الداخلية للبنوك والمؤسسات‬
‫ط‬
‫مقــــــــــــــدمة‬

‫المالية الصادر بتاريخ‪ 14 :‬نوفمبر ‪2002‬م‪ ،‬والنظام ‪ 07-05‬المتضمن أمن أنظمة الدفع الصادر بتاريخ‪:‬‬
‫‪ 28‬ديسمبر ‪2005‬م‪ ،‬والنظام ‪ 08-11‬المتعلق بالمراقبة الداخلية للبنوك والمؤسسات المالية الصادر بتاريخ‪:‬‬
‫‪ 28‬نوفمبر ‪2011‬م‪ ،‬وبهذا يمكن القول أن البذور األولى لعملية التشريع من قبل بنك الجزائر الخاصة‬
‫بالصيرفة اإللكترونية‪ ،‬كانت في طيات النظام ‪ ،03-02‬ومن خالل هذا كانت فترة الدراسة تمتد على الفترة‬
‫‪2002‬م‪2018-‬م‪.‬‬
‫أما عن الحدود المكانية‪ ،‬فلقد كانت تتمثل في مجموعة من البنوك التجارية الجزائرية عمومية‬
‫وخاصة‪ ،‬من خالل آراء العاملين بها‪ ،‬حول منتجات الصيرفة اإللكترونية والمعدات المساعدة في تقديمها‪،‬‬
‫وبالخصوص طرق وأساليب الرقابة عليها‪.‬‬
‫• صعوبات الدراسة‪:‬‬
‫لقد واجهت الدراسة عدة صعوبات‪ ،‬يمكن حصرها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬شح المعلومات المقدمة من طرف البنوك التجارية العاملة بالجزائر‪ ،‬والمبالغة المفرطة في موضوع‬
‫السرية المهنية‪.‬‬
‫‪ -2‬صعوبة إقناع موظفي البنوك باإلجابة على أسئلة االستبانة‪ ،‬وغياب المصطلحات العلمية األكاديمية‬
‫في الوسط المهني المصرفي‪ ،‬وتغلب اللغة الفرنسية على ذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬غياب عملية اإلفصاح والشفافية لدى البنوك العاملة بالجزائر‪ ،‬خاصة العمومية منها‪.‬‬
‫اء كانت كتب أو مجالت أو مقاالت‪ ،‬كأن تجد في‬‫‪ -4‬غياب مصطلحات موحدة في مراجع الدراسة‪ ،‬سو ً‬
‫بعضها كلمة بنك‪ ،‬بطاقة بنكية‪ ،‬وكلمة مصرف‪ ،‬بطاقة ائتمان في البعض اآلخر‪.‬‬
‫‪ -5‬ال تتوفر غالبية المواقع اإللكترونية للبنوك التجارية العاملة بالجزائر على التقرير السنوي الخاص‬
‫بأنشطتها‪.‬‬

‫هذه الصعوبات شكلت عائقاً إلنجاز البحث في أحسن الظروف‪.‬‬

‫ي‬
‫الفصل األول ‪:‬‬

‫االتجاهات العـــــــــــــــالمية‬

‫في مجال الرقابة المصرفية‪.‬‬


‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫تُعنى الصناعة المصرفية بأهمية بالغة في اقتصادات الدول‪ ،‬وذلك للدور المهم الذي تقوم به في‬
‫النشاط االقتصادي‪ ،‬ولقد أثرت التغيرات والتطورات الدولية على تلك الصناعة‪ ،‬واستجابة لهذه التحوالت‬
‫ظهرت كيانات مصرفية حديثة‪ ،‬واتجهت بنوك عدة نحو الشمولية في تقديم خدماتها‪ ،‬كما تخصص بعضها‬
‫في تقديم منتجاتها إلى بنوك إسالمية وبنوك إلكترونية وإلى غير ذلك من تخصصات‪ ،‬مما زاد من المخاطر‬
‫المصرفية المحيطة بالعمل المصرفي‪ ،‬وتعدد تصنيفاتها وأنواعها‪ ،‬لهذا السبب كان لزاماً على القائمين على‬
‫هذه الصناعة حمايتها بالدرجة األولى من المخاطر التي تهدد أنشطتها والتقليل من حدتها‪ ،‬كما أثبتت‬
‫األزمات المالية العالمية التي عصفت بدول كثيرة أن موضوع الرقابة المصرفية على الصناعة المصرفية‬
‫ضرورة حتمية ال يمكن االستغناء عنها‪ ،‬وذلك ما تترجمه الجهود الدولية الرامية إلى وضع معايير تسمح‬
‫بضبط عمل البنوك كلما دعت الضرورة لذلك‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬الصناعة المصرفية في ظل التغيرات الدولية المعاصرة ومخاطرها‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬ماهية الصناعة المصرفية‪.‬‬

‫عند الحديث عن الصناعة المصرفية‪ ،‬فنحن بصدد الكالم عن البنوك‪ ،‬كون أن هذه الصناعة وببساطة‬
‫تضم مجموعة من الوسطاء الماليين يطلق عليهم اسم البنوك أداء المصارف حيث تعمل هذه األخيرة على‬
‫ضمان الوساطة المالية بين طرفين اثنين هما أصحاب الفائض المالي وأصحاب العجز‪ ،‬وذلك وفق متطلبات‬
‫السوق‪.‬‬

‫أوالا‪ :‬نظرة تاريخية عن الصناعة المصرفية‪:‬‬

‫إن أصول العمل المصرفي ال يعد حديثاً‪ ،‬وال يعتبر نتاجاً اقتصاد السوق المفتوح بل يمكن العثور على‬
‫آثار هذا العمل في الحضارة البابلية حوالي ‪ 2000‬سنة قبل الميالد‪ ،‬حيث تضمنت على مجموعة من‬
‫األسس والقوانين لحمو رابي تنص على تنظيم الودائع والقروض والفائدة والتجارة بين المناطق‪ ،‬واقيمت‬
‫مصارف متعددة في مناطق مختلفة من األمبراطورية البابلية‪ ،‬مثل مصرف أنشر (‪ )Eansir‬في مدينة أور‬
‫على موانئ الخليج العربي‪ ،‬وكان تخصصه تجارة المعادن‪ ،‬العاج والمرمر‪ ،‬وفي بابل أقيم مصرف نيبتهادن‬
‫(‪ )Nebaahiddin‬تخصص بتجارة المعادن النفسية‪ ،‬كما تم تأسيس مصرف أجبي (‪ )Egibi‬تخصص في‬
‫تجارة الرقيق والنبيذ‪ ،‬وكانت طبيعة عمل هذه المصارف تشبه ما تقوم به المصارف في الوقت الحديث من‬
‫‪12‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫قبول ودائع ومنح قروض‪ ،‬إال أن الودائع التي كانت تقبلها تلك المصارف تمثلت في سلع ومعادن وتحف‬
‫ثمينة‪ ،‬وكان يتم إبرام عقود تلك العمليات بين المصرف والعمالء بحضور شهود‪ ،‬وكانت إيصاالت استالم‬
‫الودائع على شكل ألواح الطين‪ ،‬وبعد البابليون جاء الحيثيون فابتكرت السبائك الفضية وحلت محل السلع‬
‫كوسائل دفع‪ ،‬وساعدت في تقديم قروض طويلة األجل‪ ،‬وفي تجارة الموجودات الثابتة‪ ،‬ويذكر أن الصين‬
‫‪ 2500‬قبل الميالد عرفت استعمال النقود المعدنية ثم ائتمانية على شكل قطعة قماش تحمل ختم رسمي‪،‬‬
‫وأنشأت الصين بنوك عديدة بحوالي ‪ 600‬سنة قبل الميالد كانت تسهم في تحويل األموال بين المقاطعات‬
‫لقاء عمولة ‪ ، %3‬كما تم استحداث نظام الحواالت المصرفية والخصم وإصدار شهادات اإليداع‪ ،‬األمر الذي‬
‫ساعد في الحفاظ على األموال‪ ،‬وكان اكتشاف الورق من طرف الصينيين له أثر كبير في إصدار النقود‬
‫الورقية‪ ،‬شهادات اإليداع واألوراق التجارية‪ ،‬أما في اليونان فكانت تستعمل معابدهم كمصارف نظ اًر للثقة بها‪،‬‬
‫فكان يودع فيها موارد األمالك المقدسة حسب رأيهم وإيرادات القرابين والهبات وذلك دون فائدة‪ ،‬ولكن الكهنة‬
‫وظفوا هذه األموال مقابل فائدة ما جعل الدولة تتدخل من خالل إصدار قوانين تنظيم العمليات المالية وتشرف‬
‫على معابدهم‪ ،‬وقام اليونانيون في القرن الرابع قبل الميالد بإنشاء مصارف عامة لحماية المقترضين من‬
‫استغالل المعابد‪ ،‬أما الرومان فقد أخذوا عن اليونان تجربة المصارف كالعمليات المصرفية المتعلقة بمبادلة‬
‫النقود وقبول الودائع وتقديم القروض وتحويل األموال بين المقاطعات‪ ،‬كما تبني الرومان أيضاً فكرة البنوك‬
‫العامة عند اليونان‪ ،‬التي كانت تعمل على تحصيل الضرائب وإيداعها في الخزينة الملكية‪ ،‬وتوسع استعمال‬
‫‪1‬‬
‫النقود المعدنية الذي أخذ شكل مسكوكات‪.‬‬

‫أما في العصور الوسطى فكان كهنة المعابد واليهود يقومون بتمويل التجارة والزراعة وقبول الودائع‬
‫ومبادلة العمالت‪ ،‬كما أنهم كانوا يطبقون سعر فائدة مقابل عملية اإلقراض‪ ،‬وكان للحروب الصليبية دو اًر في‬
‫تدفق المعادن النفسية من آسيا وإفريقيا إلى أوروبا ما أدى إلى انتعاش الصيرفة في أوروبا‪ ،‬كذلك ساهم تقدم‬
‫التجارة في كل من إيطاليا فرنسا وإنجلت ار في توسيع العمليات المصرفية وازدهر العمل المصرفي في إيطاليا‬
‫وأوروبا عموماً‪ ،‬ورافق نمو التجارة في القرن الخامس عشر ميالدي بروز طبقة التجار ورجال األعمال حيث‬
‫اعتمد نشاطهم على عمليات القروض‪ ،‬وهكذا نشأت العديد من البنوك‪.‬‬

‫هيكل عجمي جميل الجنابي ورمزي ياسين يسع أرسالن‪ ،‬النقود والمصارف والنظرية التقدية‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2009‬ط‪ ،1‬عمان‪ -‬األردن‪ ،‬ص ص ‪.105-104‬‬


‫‪13‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ويعود مصطلح بنك إلى مطلع القرنين الخامس عشر والسادس عشر ميالدي‪ ،‬حيث تعود أصولها إلى‬
‫كلمة إيطالية ''‪ ''BANCO‬ذلك أن األيادي اإليطالية في هذه الحقبة من الزمن كانت تهتم بالعمل المصرفي‪،‬‬
‫وتعني كلمة ''‪ ''BANCO‬المنضدة التي يتم عليها عملية تبادل السلع‪.‬‬

‫ولقد شهدت البنوك العديد من االبتكارات تحت تأثير العائالت الكبيرة من المصرفيين مثل ‪Médicis‬‬

‫الذين طوروا مبدأ الكمبيالة أو السفتجة (‪ )Lettre de change‬وذلك من أجل مرافقة تدويل أنشطة السوق‬
‫وبعبارة أخرى لضمان المدفوعات عبر وثائق مكتوبة بدالً عن الذهب أو العمالت األخرى‪ ،‬فكانت فكرة الثقة‬
‫عامالً أساساً الستخدام هذه اآلليات الجديدة ما يؤدي إلى التخلي عن القيم الملموسة لصالح الوثائق المكتوبة‪،‬‬
‫وتدريجياً تم إنشاء أكبر البنوك على األراضي األوربية لخدمة المتعالمين االقتصاديين وتمويل أنشطتهم‪.‬‬

‫ونظمت انجلت ار نشاطها المصرفي حول بنك مركزي في وقت مبكر سنة ‪1700‬م كما أنها أمنت أسس‬
‫نظام إعادة التمويل بالسيولة والمقاصة لألوراق التجارية‪.‬‬

‫أما فرنسا فلقد صاحبت ورافقت عملية تمويل الثورة الصناعية بشكل كبير خالل القرن الثامن عشر‪ ،‬و‬
‫تم في القرن التاسع عشر إنشاء بنك فرنسا (البنك المركزي) الذي يتولى اإلشراف عل األنشطة المصرفية‪،‬‬
‫كما يتم تعيين محافظاً له من طرف الدولة في ذلك الوقت‪ ،‬وكانت تمتلك البنوك عائالت كبيرة مثل‬
‫(‪ ،)Mallet,Rothschild‬كما أن هذا القرن يعتبر عصر االزدهار لألعمال المصرفية الفرنسية بظهور بنوك‬
‫‪1‬‬
‫جديدة مثل ‪ Société Générale‬و ‪.Crédit Lyonnais‬‬

‫ما تقدم ذكره يعطينا فكرة مبدئية أن العمل المصرفي ليس وليد العصر الحديث‪ ،‬بل إن جذوره تضرب‬
‫إلى ما قبل الميالد والصناعة المصرفية المعاصرة ما هي إال وليدة جهود متعاقبة ومتوالية أليادي مصرفيين‬
‫قدامى‪.‬‬

‫وفي األخير يمكن القول أن هناك إجماع من طرف الباحثين حول نشأة المصارف الحديثة في بداية‬
‫منتصف القرن الثاني عشر للميالد‪ ،‬حيث تم تأسيس أول بنك بمدينة البندقية وذلك سنة ‪1157‬م‪ ،‬ثم تاله‬
‫بنك برشلونة سنة ‪1404‬م‪ ،‬ومن بعده بنك ريالتو سنة ‪1587‬م (‪ ،)Banco della Pizza di Rialto‬ثم بنك‬
‫أمستردام ‪ 1609‬م‪ ،‬هذا األخير أصبح أنموذجا احتذت به معظم البنوك األوروبية بطريقة تنسجم مع‬
‫االختالفات والظروف السائدة في كل دولة على حدة‪ ،‬أمثلة عن ذلك‪ :‬بنك هامبورغ ألمانيا سنة ‪1619‬م‪ ،‬بنك‬

‫‪1‬‬
‫‪Eril LAMARQUE & vincent MAYMO, Economie et gestion de la banque, DUNOD, 2015, Paris, PP 8-9.‬‬
‫‪14‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫انجلت ار ‪1694‬م‪ ،‬ونبك فرنسا سنة ‪1800‬م‪ ،‬وزاد انتشار البنوك بعد ذلك في الواليات المتحدة األمريكية‬
‫‪1‬‬
‫وغيرها من بلدان العالم‪.‬‬

‫ثاني ا‪ :‬تعريف البنك‬

‫تكتب كلمة بنك باللغة الفرنسية ''‪ ''Banque‬وباإلنجليزية ''‪ ،''Bank‬أما أصلها فهو إيطالي ''‪''Banco‬‬

‫حول المعنى ليدل على المنضدة ''‪''Comptoir‬‬


‫وتعني مصطبة التي يجلس عليها الصراف لتحويل العملة‪ ،‬ثم ُ‬
‫بالفرنسية والتي تعد فوقها النقود‪ ،‬وفي األخير أصبحت كلمة بنك تدل على المكان الذي يحتوي تلك المنضدة‬
‫ويتم على مستواه تبادل النقود‪ ،‬أما كلمة المصرف بكسر الراء‪ ،‬فهي كلمة تدل على المكان الذي تزاول فيه‬
‫وظيفة (حرفة) الصيرفة‪ ،‬وتقابل مصطلح (بنك)‪ ،‬ويعرف البنك على أنه مؤسسة تقبل أمواالً في شكل ودائع‬
‫وادخارات‪ ،‬فتصبح مدينة (خصوم) وتقدم للغير فتصير دائنة (أصول)‪ ،‬فهي تقوم بعملية الوساطة المالية عن‬
‫‪2‬‬
‫طريق االئتمان باالقتراض واالقتراض‪.‬‬

‫وهناك عدة تعريفات للبنك منها‪ ،‬التقليدية ومنها الحديثة‪ ،‬فمن وجهة النظر التقليدية فيعتبر البنك‬
‫كمؤسسة تقوم بعملية الوساطة المالية بين مجموعتين من العمالء‪ ،‬المجموعة األولى تمتلك فائض من‬
‫األموال وتسعى إلى المحافظة عليه وتنميته‪ ،‬والمجموعة األخرى فهي في حاجة إلى أموال لغرض االستثمار‬
‫أو التشغيل أو كالهما‪ ،‬أما من المنظور الحديث فيعرف البنك على أنه مجموعة من الوسطاء الماليين‬
‫يعملون عن استالم ودائع تدفع عند الطلب أو اآلجال محددة مسبقاً‪ .‬كما أنها تقوم بمزاولة عمليات التمويل‬
‫الداخلي والخارجي بشكل يتناسب مع خطة التنمية للدولة ودعم اقتصادها القومي‪ ،‬باإلضافة إلى هذا تعمل‬
‫على تنمية االدخار واالستثمار المالي على الصعيد المحلي والدولي والمساهمة في إنجاز المشاريع‪ ،‬وما‬
‫‪3‬‬
‫يتطلب من عمليات مصرفية وفقاً للتشريعات التي يقررها البنك المركزي‪.‬‬

‫ونجد بعض الكتاب يستعمل كلمة بنك والبعض اآلخر كلمة مصرف بكسر الراء‪ ،‬في هذا الصدد يرى‬
‫أحمد صبحي العيادي أنه ال فرق بين مضمون كلمة مصرف وبنك‪ ،‬ألن كليهما يدل على المكان الذي يحفظ‬

‫خالد إبراهيم عبد هللا وإسماعيل الطراد‪ ،‬إدارة العمليات المصرفية المحلية والدولية‪ ،‬دار وائل‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة الثانية‪،2011 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪.20‬‬
‫عبد القادر خليل‪ ،‬مبادئ االقتصاد النقدي المصرفي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،2012 ،‬ص ‪.13‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد عبد الفتاح الصرفي‪ ،‬إدارة البنوك‪ ،‬دار المنهاج للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2016 ،‬ص ‪.33‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪15‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫فيه الناس األموال بأمان‪ ،‬إال أن كلمة مصرف فيها نوع من تأصيل المفاهيم باللغة العربية في المصطلحات‬
‫‪1‬‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫من خالل ما سبق يمكن تعريف البنك أو المصرف‪ :‬بأنه مؤسسة تقوم بعملية الوساطة المالية‪ ،‬بين‬
‫طرفين اثنين أصحاب الفائض الطرف األول ‪ ،‬وأصحاب العجز الطرف الثاني‪ ،‬وذلك عن طريق عمليتي‬
‫االقتراض واإلقراض (االئتمان)‪ ،‬فهي تعمل على تمويل االستثمار على الصعيد المحلي والدولي وكذا تعبئة‬
‫المدخرات وتنميتها‪ ،‬كما أنها تخضع في مزاولة نشاطاتها‪ ،‬للتشريعات التي يقرها البنك المركزي‪.‬‬

‫ثالث ا‪ :‬هيكل الجهاز المصرفي‬

‫إن المقصود بهيكل الجهاز المصرفي هو أنواع البنوك التي تكون هذا الهيكل‪ ،‬وهو يختلف من دولة‬
‫ألخرى‪ ،‬فالجهاز المصرفي يتكون من مجموعة من البنوك تختلف في النوع والتخصص‪ ،‬وبصفة عامة يتسنى‬
‫لنا القول أن الجهاز المصرفي يتكون من عدة بنوك يمكن تصنيفها وفق الغرض من إنشائها والنشاط الذي‬
‫‪2‬‬
‫تمارسه على النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬البنوك المركزية‪ :‬يمكن القول بأن البنك المركزي هو عبارة عن هيئة تقوم باإلشراف على النظام‬
‫المصرفي والسياسة النقدية في الدولة كما أنه يتولى إصدار أوراق البنكنوت‪ ،‬وهو يهدف إلى تحقيق‬
‫االستقرار المالي واالقتصادي في الدولة وتحقيق التنمية االقتصادية‪ ،‬وال يسعى إلى تحقيق الربحية؛‬
‫‪ -2‬البنوك التجارية‪ :‬تمارس وظائف مختلفة تتلخص في استالم الودائع وما ينجر عنها من خدمات‪،‬‬
‫وإقراض جزء منها‪ ،‬واستثمار جزء آخر بهدف االستخدام األمثل للموارد المتاحة؛‬
‫‪ -3‬البنوك المتخصصة‪ :‬تسعى البنوك المتخصصة إلى تمويل طابع محدد من المشاريع االقتصادية‬
‫(زراعية‪ ،‬صناعية‪ ،‬تجارية)‪ ،‬حيث أنها تقوم بتشغيل مواردها في قروض متوسطة أو طويلة األجل؛‬
‫‪ -4‬البنوك االجتماعية‪ :‬تقوم هذه البنوك بمزج وظيفة النشاط المصرفي‪ ،‬مع الجانب االجتماعي والتوفيق‬
‫بينهما‪ ،‬ويتمثل الجانب االجتماعي في منح قروض اجتماعية دون فوائد مثل قروض الزواج‪ ،‬قروض‬
‫طلبة الجامعات‪...‬الخ؛‬

‫‪.58‬‬ ‫أحمد صبحي العيادي‪ ،‬إدارة العمليات المصرفية والرقابة عليها‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2010 ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫أحمد محمد غنيم‪ ،‬إدارة البنوك التقليدية الماضي وإلكترونية المستقبل‪ ،‬المكتبة العصرية‪ ،‬مصر ‪ ،2007‬ص ‪.13‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪16‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -5‬بنوك االستثمار واألعمال‪ :‬تقوم هذه البنوك بممارسة عمليات ذات صلة بتجميع وتعبئة المدخرات خدمة‬
‫لالستثمار‪ ،‬وذلك بشكل يناسب الخطط التنموية االقتصادية واالجتماعية؛‬
‫‪ -6‬البنوك اإلسالمية‪ :‬هي عبارة عن منظمات مالية مصرفية‪ ،‬تعمل على تجميع األموال وتوظيفها في‬
‫إطار الشريعة اإلسالمية‪ ،‬بحيث تساهم في بناء مجتمع إسالمي متكاثف ومتعاون في سبيل الخير‬
‫والنماء؛‬
‫‪ -7‬البنوك الشاملة‪ :‬هي بنوك تجمع في ممارستها بين وظائف البنوك التجارية وكذا بنوك االستثمار‬
‫واألعمال‪ ،‬كما أنها تملك أسهم الشركات المساهمة في أدائها؛‬
‫‪ -8‬البنوك اإللكترونية‪ :‬تسمح هذه البنوك بإنجاز المعامالت المصرفية عبر شبكات االتصاالت اإللكترونية‬
‫وتوفير الخدمات المصرفية في أي مكان وفي أي وقت؛‬
‫‪ -9‬البنوك المحمولة‪ :‬يقوم العمالء باستخدام الهاتف المحمول النجاز الخدمات والعمليات المصرفية‪ ،‬التي‬
‫يوفرها البنك عن طريق تقنية أو برنامج خاص على ذلك الجهاز‪.‬‬

‫رابع ا‪ :‬أهداف أطراف البنوك التجارية‬

‫البنوك كغيرها من المؤسسات لها أهداف تسعى إلى تحقيقها‪ ،‬وبالتالي يتعين على القائمين بإدارة البنك‬
‫االستجابة لمجموعة من متطلبات األفراد والمجموعات المختلفة‪ ،‬ويقع في مقدمتها تحقيق الهدف الذي يصبوا‬
‫إليه مالك البنك‪ ،‬ويتمثل في زيادة القيمة الفعلية ألسهم البنك وكذا زيادة معدل األرباح الموزعة للسهم سنوياً‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وتكون الفئات المستهدفة كاآلتي‪:‬‬

‫• اإلدارة‪ :‬بالنسبة لإلدارة يسعى البنك إلى تحقيق االستم اررية والنجاح؛‬
‫• المالك‪ :‬بالنسبة للمالك يعمل البنك على زيادة قيمة المنشأة‪ ،‬وزيادة األرباح؛‬
‫• العاملين‪ :‬بالنسبة للعاملين لدى البنك‪ ،‬فيسعى البنك إلى الزيادة في أجورهم وزيادة التحفيزات المترتبة‬
‫عن مجهوداتهم المبذولة؛‬
‫• الزبائن‪ :‬تنويع الخدمات المصرفية‪ ،‬تحقيق جودة عالية وبأقل تكلفة‪ ،‬هذا ما يعمل البنك لتحقيقه‬
‫وتوفيره لزبائنه؛‬

‫محمد عبد الخالق‪ ،‬اإلدارة المالية والمصرفية‪ ،‬دار أسامة‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2010 ،‬ص ‪.58‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪17‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫• المودعين‪ :‬يسعى البنك إلى زيادة أسعار الفائدة‪ ،‬واسترداد أصل الوديعة وعوائدها في مواعيد‬
‫االستحقاق المحددة مسبقاً؛‬
‫• الحكومة ‪ :‬يعمل البنك في حدود القوانين والتنظيمات التي ترسمها الدولة‪ ،‬كما أنه يقوم بدفع الضرائب‬
‫المستحقة على مزاولة النشاط المصرفي؛‬
‫• المجتمع‪ :‬يساهم البنك في رفع المستوى المعيشي وحسن استغالل الموارد المتاحة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أثر المستجدات االقتصادية الدولية على الصناعة المصرفية‬

‫طرأت عدة تغيرات ومستجدات في العالم على األوضاع االقتصادية‪ ،‬أثرت بشكل مباشر أو غير‬
‫مباشر على مالمح الصناعة المصرفية‪ ،‬وعند الحديث عن تلك التحوالت والمستجدات االقتصادية‪ ،‬تستوقفنا‬
‫أبرزها وأهمها على الصعيد الدولي‪:‬‬

‫أوالا‪ :‬المتغيرات والمستجدات االقتصادية المعاصرة‬

‫لقد تميز العقدين األخيرين من القرن العشرين إلى البدايات المعاصرة من القرن الواحد والعشرين بجملة‬
‫من المتغيرات والمستجدات العالمية والتي رمت ظاللها على الساحة االقتصادية‪ ،‬ولقد كان لها وقعاً وأث اًر على‬
‫‪1‬‬
‫التوجهات المستقبلية‪ ،‬ويمكن ذكر هذه المتغيرات على النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬الثورة العلمية والتكنولوجية في مجال اإللكترونيات واالتصاالت الفضائية‪ :‬يمكن القول أن الثورة العلمية‬
‫والتكنولوجية هي األساس المادي لالقتصاد العالمي في هذه الفترة الحالية المعاصرة‪ ،‬كما أنها تمثل أحد‬
‫السمات األساسية لعصر العولمة‪ ،‬الذي ظهرت فيه التغيرات المتميزة في مجال التطور التكنولوجي‪،‬‬
‫ويسميه البعض ‪-‬التكنولوجيا الرفيعة‪ -‬ومن أهم ما أفرزته هذه األخيرة تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‬
‫والطاقات الجديدة والمتعددة؛‬
‫‪ -2‬تحرير أسواق السلع والخدمات من كافة القيود وفق ا التفاقيات ''الجات'' ‪ :GATT‬تعمل منظمات‬
‫اقتصادية دولية على دفع دول العالم إلى تحرير السوق السلع والخدمات من كافة القيود الجمركية وغير‬
‫الجمركية‪ ،‬وذلك من خالل تأثيرها في النظام االقتصادي العالمي‪ ،‬ذلك أنها تمثل محور النظام‬

‫أحمد شعبان محمد علي‪ ،‬انعكاسات المتغيرات المعاصرة على القطاع المصرفي ودور البنوك المركزية‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2007 ،‬ص ‪.32‬‬


‫‪18‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫االقتصادي الجديد العالمي‪ ،‬وتتمثل هذه المنظمات في صندوق النقد الدولي ‪ ،IMF‬البنك الدولي لإلنشاء‬
‫والتعمير ‪ ،IBRD‬ومنظمة التجارة العالمية ‪ WTO‬؛‬
‫‪ -3‬عولمة أسواق رؤوس األموال‪ :‬إن تحرير التجارة الدولية يستوجب تحرير حركة رؤوس األموال الدولية‪،‬‬
‫فلقد قامت العديد من البلدان المتقدمة وحديثة التصنيع (مثل دول جنوب شرق آسيا) بإزالة قيود الرقابة‬
‫على الصرف وفتحت أسواقها المالية أمام رأس المال األجنبي‪ ،‬فنتج عن ذلك زيادة معدالت النمو في‬
‫حركة رؤوس األموال الدولية بقدر أكبر من معدالت النمو في التدفقات السلعية ما أدى إلى توسيع كبير‬
‫في األسواق المالية العالمية‪ ،‬واندمجت في سوق عالمية واحدة تضم المراكز المالية والنقدية في بلدان‬
‫عدة نيويورك ‪،‬زيورخ‪ ،‬سنغافورة‪ ،‬وهونج كونج‪ ،‬بحيث يرتبط كل مركز بأسواق مالية أخرى في مناطق‬
‫عدة من العالم وذلك بواسطة شبكات اتصال ومعلومات؛‬
‫‪ -4‬التوجه نحو عولمة اإلنتاج‪ :‬تعد العولمة من المتغيرات المعاصرة والجد هامة حيث تنطوي على قيام‬
‫نظام اقتصادي عالمي جديد‪ ،‬تهمل فيه الحدود الجغرافية المصطنعة بين اقتصاديات البلدان‪ ،‬حيث‬
‫يصبح المتحكم فيها قوانين قوى فوق قومية المحايدة؛‬
‫‪ -5‬اتساع نطاق التكتالت االقتصادية اإلقليمية‪ :‬تسعى العديد من الدول إلى الدخول في تكتالت واندماجات‬
‫على شكل كيانات اكبر منها‪ ،‬ما يسمح لها في تحقيق مكاسب‪ ،‬نتيجة العمل الجماعي فيما بين دول‬
‫التكتل‪ ،‬بشكل يعزز قدراتها التنافسية وذلك لمواجهة ظاهرة العولمة‪ ،‬ومن بين هذه التكتالت االقتصادية‬
‫نذكر منها مثالً‪ :‬االتحاد األوروبي ‪ ،EU‬منطقة التجارة الحرة لدول أمريكا الشمالية ‪ NAFTA‬مجموعة‬
‫‪( ASIAN‬دول جنوب شرق آسيا)‪ ،‬الكومسيا ‪( COMESA‬السوق المشتركة للشرق والجنوب اإلفريقي)‪،‬‬
‫مجموعة الخمسة عشر‪ ،‬مجموعة دول أوبك ‪ OPEC‬؛‬
‫‪ -6‬بروز الفكر االقتصادي المصرفي اإلسالمي‪ :‬إن النظام االقتصادي والمصرفي السائد ما هو إال نتيجة‬
‫التطورات التاريخية التي مر بها العالم الغربي‪ ،‬فهذه األخيرة هي المسؤولة عن رسم مالمح هذه النظام‪،‬‬
‫حيث غاب الفكر واألسس األصيلة للنظم اإلسالمية عن المشهد منذ سقوط الخالفة اإلسالمية وتفكيكها‪،‬‬
‫وسيطرة المستعمر على فكر وخيرات البلدان اإلسالمية‪ ،‬لكن مع نهاية الحرب العالمية الثانية واستقالل‬
‫بعض البلدان اإلسالمية‪ ،‬اتضحت الرؤى بضرورة العودة إلى الذات وذلك بالرجوع إلى تعاليم الدين‬
‫اإلسالمي الحنيف‪ ،‬ولالستنباط منه منهجاً ونظاماً لجميع النواحي في الحياة السياسية‪ ،‬االقتصادية‪،‬‬
‫الثقافية‪ ،‬االجتماعية وغيرها‪ ،‬فشهد الجانب االقتصادي فترة السبعينات والثمانيات من القرن الماضي‬

‫‪19‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ظهور وانتشار العديد من البنوك اإلسالمية في عدد من البلدان اإلسالمية وفي دول أوروبية‪ ،‬وذلك ما‬
‫يطلق عليه بالصيرفة اإلسالمية‪.‬‬

‫ثاني ا‪ :‬أثر التغيرات والمستجدات العالمية على النظام المصرفي العالمي‬

‫لقد تركت مستجدات السنوات األخيرة من القرن العشرين إلى البدايات المعاصرة من القرن الحالي وقعاً‬
‫وتأثي اًر بشكل كبير على العمل المصرفي ونذكر من أهمها مايلي‪:1‬‬

‫‪ -1‬منافسة البنوك من قبل مؤسسات مالية غير مصرفية‪ :‬ط أر على عملية التمويل تغيرات جديدة‪،‬‬
‫فأضحت الفروق بين المؤسسات المالية صغيرة‪ ،‬وأصبحت مصادر التمويل لالستثمار والنفقات الجارية‬
‫في القطاعات متعددة‪ ،‬ولم يعد حص اًر على البنوك المتخصصة‪ ،‬وصارت المؤسسات الكبرى تلجأ إلى‬
‫تمويل المقترضين الكبار عن طريق السندات وغيرها‪ ،‬واستغنت في ذلك عن البنوك‪ ،‬كما أن درجة‬
‫المنافسة تفاوتت من بلد آلخر على حسب درجة نمو السوق المالي بها؛‬
‫‪ -2‬تزايد المنافسة العالمية بين البنوك‪ :‬تزامن مع بداية سبعينيات القرن الماضي عدة مستجدات يكمن‬
‫أهمها في إلغاء كل القيود‪ ،‬القوانين واإلجراءات التي تكبح حركة الجهاز المصرفي كتحرير أسعار الفائدة‬
‫تخفيف القيود على اال ئتمان‪ ،‬فتح الفروع الجديدة ‪...‬الخ‪ ...‬كما أن درجة التحرر من القيود اختلفت من‬
‫دولة إلى أخرى‪ ،‬بحيث بدأت في االتساع في هولندا‪ ،‬بريطانيا وسويسرا‪ ،‬ثم انتقلت إلى كل دول االتحاد‬
‫األوروبي باإلضافة إلى دول أوروبا الشرقية سابقاً‪ ،‬كما ساهمت ثورة تكنولوجيات االتصاالت‬
‫والمواصالت في توسيع المنافسة عالمياً‪ ،‬نتيجة تحرير القيود داخليا وزيادة حدة المنافسة بين البنوك في‬
‫الداخل؛‬
‫‪ -3‬التوسيع في عمليات االندماج المصرفي‪ :‬يعد االندماج المصرفي من أوجه التكيف مع المستجدات‬
‫العالمية‪ ،‬ذلك أنه يعزز القدرة التنافسية للبنوك على المستوى الداخلي والخارجي‪ ،‬حيث يتم اإلقبال على‬
‫االندماج المصرفي من طرف بنوك من دول مختلفة‪ ،‬وليس من دولة واحدة فقط ألنه يسمح بالنفاذ إلى‬

‫محمد أحمد عبد النبي‪ ،‬الرقابة المصرفية‪ ،‬زمزم‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2010 ،‬ص‪.20‬‬ ‫‪1‬‬

‫* تتمثل المؤسسات المالية غير الصرفية في ما يلي‪ :‬شركات التأمين بأنواعها حتى بيوت التمويل‪ ،‬شركات وصناديق‬
‫االستثمار‪ ،‬صناديق االدخار‪ ،‬مؤسسات التأمين االجتماعي‪ ،‬صناديق التأمين والمعاشات‪ ،‬بورصات األوراق المالية والشركات‬
‫البريد‪.‬‬ ‫العاملة فيها وصناديق توفير‬

‫‪20‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أسواق جديدة وتقديم خدمات مصرفية سريعة‪ ،‬بجودة ترقى إلى متطلبات نوعيات متميزة من العمالء‪،‬‬
‫وتمويل كبير الحجم مع تكنولوجيا حديثة؛‬
‫‪ -4‬االتجاه نحو توحيد قواعد الرقابة على البنوك عالميا‪ :‬إن الخلل في النظام المصرفي يؤدي إلى خلل‬
‫في االقتصاد الكلي‪ ،‬كما أن األزمات المصرفية يمكن لها االنتقال من دولة ألخرى وبالتالي يؤثر هذا‬
‫على االقتصاد العالمي‪ ،‬فلقد كانت ألزمة المديونية العالمية في ثمانينات القرن الماضي انعكاسات غير‬
‫مرغوب فيها على البنوك الدائنة‪ ،‬وذلك عند توقف عدد من الدول المدينة عن التسديد‪ ،‬األمر الذي دفع‬
‫الدول العشر الصناعية الكبرى عن طريق بنك التسويات الدولية *‪ BIS1‬إلى وضع قواعد تضمن سالمة‬
‫العمل المصرفي‪ ،‬تبلور ذلك في عام ‪1988‬م بصدور القواعد الخاصة بالمالءة المصرفية ( كفاية رأس‬
‫المال للبنوك)‪ ،‬ونصت عليها اتفاقية لجنة بازل‪ ،‬وجاء بعد هذا عدة قواعد تنظم العمل المصرفي‪ ،‬وتنشد‬
‫سالمة األجهزة المصرفية من خالل االجتماع الذي ضم وزراء مالية الدول السبع الكبرى** في أفريل‬
‫‪1998‬م‪ ،‬ثم قام بنك التسويات الدولية وصندوق النقد الدولي والمجموعات الرقابية اإلقليمية بدراسة‬
‫وضع القواعد التي تنظم الرقابة والسالمة المصرفية‪ ،‬ليتم تعميمها على جميع دول العالم؛‬
‫‪ -5‬التوسع في اإلقراض قصير األجل‪ :‬شهد االقتصاد العالمي في سبعينيات القرن الماضي توسعاً في‬
‫عملية اإلقراض الخارجي وبصفة خاصة اإلقراض القصير األجل‪ ،‬إال أنه في الثمانينات من نفس القرن‬
‫حدثت أزمة المديونية العالمية نتيجة توقف عدة دول عن التسديد مثل المكسيك والب ارزيل واألرجنتين‪،‬‬
‫األمر الذي سبب صعاباً لل بنوك الدولية الدائنة‪ ،‬ما أدى إلى تدخل بعض الدول والمنظمات الدولية‬
‫لتسوية هذه الوضعية‪ ،‬كما بدأت بعض الدول في التوسع مرة أخرى في عملية اإلقراض وخاصة‬
‫القروض التجارية (قصيرة األجل) وذلك لسهولة العملية‪ ،‬والتوسع في أعمال البورصة واألسواق المالية‬
‫عالمياً‪ ،‬لكن هذه الخطوة ساعدت مرة أخرى في ظهور أزمات حلت بدول جنوب شرق آسيا في سنة‬
‫‪1997‬م‪.‬‬

‫*‪: Bank International of Settlements BIS 1‬‬


‫**الدول السبع الكبرى‪ :‬فرنسا‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬اليابان‪ ،‬المملكة المتحدة‪ ،‬الواليات المتحدة األمريكية وكندا‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬ماهية المخاطر المصرفية وأهم تصنيفاتها‬

‫تحيط بالعمل المصرفي العديد من المخاطر‪ ،‬حيث تعد الصناعة المصرفية من أكثر الصناعات‬
‫المعرضة للمخاطر‪ ،‬السيما في السنوات القليلة الماضية حيث عصفت على القطاع المصرفي أزمات مالية‬
‫عالمية مثل أزمة المكسيك نهاية ‪1994‬م وأوائل ‪1995‬م‪ ،‬األزمات المالية في دول جنوب شرق آسيا‬
‫والب ارزيل‪ ،‬تركيا‪ ،‬األرجنتين‪ ،‬والواليات المتحدة األمريكية مؤخ ار سنة ‪2008‬م‪ ،‬لقد أثارت هذه األزمات‬
‫المصرفية العالمية عزيمة واهتمام المسؤولين القائمين على القطاع المصرفي‪ ،‬وكذا الهيئات المالية الدولية‪،‬‬
‫مثل بنك التسويات الدولية وصندوق النقد الدولي‪ ،‬خاصة في ظل انفتاح األسواق المالية والمصرفية على‬
‫المستوى الدولي والتأثير المتواصل للتكنولوجيا على العمل المصرفي‪ ،‬وفي هذا الصدد أولت البنوك أهمية‬
‫بالغة لعملية تحليل وإدارة المخاطر المصرفية حيث ال يمكن االستغناء عن ذلك‪ ،‬ويرجع هذا إلى عالقتها‬
‫بتعزيز قدرتها التنافسية وتعزيز سالمة مراكزها المالية‪.‬‬

‫أوالا‪ :‬مفهوم المخاطر المصرفية‬

‫عرفت األديبات المصرفية المخاطرة بأنها احتمال تعرض البنك إلى خسارة غير متوقعة وغير مخطط‬
‫لها مسبقا‪ ،‬أو يحصل تذبذب في اإليراد المتوقع من استثمار أو نشاط آخر يزاوله البنك‪ ،‬كما يمكن أن‬
‫يصاحب هذا األخير االحتمال األول ‪.1‬‬

‫تعرف المخاطرة على صيغة الصناعة المصرفية بأنها االنخفاض في القيمة السوقية للمؤسسة‪،‬‬
‫وينتج هذا عن تغيرات تط أر على البيئة التي يعمل وينشط البنك فيها ‪.2‬‬

‫وهناك من يعرف المخاطرة المصرفية‪ ،‬بأنها حالة البنك عند عدم التأكد من تحقيق النتائج المرجوة‬
‫والتي يمكن أن تأخذ احد الصورتين التاليتين‪:3‬‬

‫▪ خسائر غير متوقعة لدى البنك؛‬

‫‪ -1‬ريما حيدر شيخ السوق‪ ،‬أثر المخاطر المصرفية في كفاية رأس المال في المصارف التجارية الخاصة في سورية‪ ،‬مجلة‬
‫جامعة البعث‪ ،‬المجلد ‪ ، 39‬العدد ‪ ،2017 ،27‬ص‪.160‬‬
‫‪ -‬حاكم محسن الربيعي وحمد عبد الحسين راضي‪ ،‬حوكمة البنوك وأثرها في األداء والمخاطر‪ ،‬دار اليازوري‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫األردن‪ ،2011 ،‬ص‪.161‬‬


‫‪ -‬جاليلة عبد الجليل وبن عبد الفتاح دحمان‪ ،‬آليات الرقابة المصرفية في المنظومة المصرفية الجزائرية من خالل المعايير‬ ‫‪3‬‬

‫‪.176‬‬ ‫االحت ارزية التفاقيات لجنة بازل‪ ،‬مجلة التكامل االقتصادي‪ ،‬جامعة أدرار‪ ،‬العدد ‪ ،14‬جوان ‪،2017‬ص‬
‫‪22‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫▪ اختالالً في العوائد المتوقعة لدى البنك‪.‬‬

‫من خالل ما سبق يمكن تصور مفهوم للمخاطر المصرفية أو كما يسميها البعض المخاطرة‬
‫المصرفية‪ ،‬بأنها تلك الحالة من عدم التأكد في النتيجة التي يتوقعها البنك‪ ،‬وتكون إما في شكل خسارة أو‬
‫تذبذب في العائد‪ ،‬وتتولد هذه الحالة عن تغيرات ومستجدات تط أر على البيئة التي ينشط فيها البنك‪.‬‬

‫ثاني ا‪ :‬أهم تصنيفات المخاطر المصرفية‬

‫ما يجب ذكره في هذا الشأن هو عدم وجود قالب موحد لتصنيف المخاطر المصرفية فوجهات نظر‬
‫الكتاب والباحثين الذين تناولوا موضوع أنواع المخاطر المصرفية تتباين وتختلف‪ ،‬فنجد العديد من التصنيفات‪،‬‬
‫فقد نجد من يصنف المخاطر المصرفية على أساس المستوى الكلي إلى مخاطر نظامية ومخاطر ال نظامية‬
‫أو غير نظامية‪ ،‬وهناك من يصنفها على أساس مصدر الخطر ووفقاً لهذا المعيار تنقسم إلى مخاطر مالية‬
‫ومخاطر تشغيلية (مخاطر العمليات)‪.‬‬

‫أ‪ -‬التصنيف على المستوى الكلي‪:‬‬

‫أ‪ 1-‬المخاطر النظامية ‪Systematic Risk :‬‬

‫يقصد بالمخاطر النظامية في البنوك ‪ :‬هي تلك الناجمة عن تقلبات وتغيرات تط أر على الظروف‬
‫االقتصادية‪ ،‬والتي تكون لها جملة من االنعكاسات والتأثير على الصناعة المصرفية‪ ،‬وكما هو معلوم أن‬
‫الموجودات المصرفية هي األكثر نصيبا من حيث المخاطرة والمتمثلة في القروض الممنوحة لمنشآت األعمال‬
‫الكبيرة‪ ،‬فإن احتمال عدم السداد ( التعثر في التسديد ) يكون وارد بقوة في ظل المستجدات والتغيرات‬
‫االقتصادية‪.1‬‬

‫‪ -‬حاكم محسن الربيعي‪ ،‬حمد عبد الحسين راضي‪ ،‬حوكمة البنوك وأثرها في األداء والمخاطرة‪ ،‬اليازوري‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪1‬‬

‫االولى‪ ،2011 ،‬ص‪.164‬‬


‫‪23‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أ‪ 2-‬المخاطر الالنظامية (الخاصة) ‪:Unsystematic Risk :‬‬

‫وتسمى أيضا المخاطر الخاصة وهي عبارة عن المخاطر المتبقية من المخاطر الكلية‪ ،‬حيث ينفرد بها‬
‫بنك معين أو صناعة محددة‪ ،‬أو هي جزء من المخاطرة الكلية تتعلق بورقة مالية خاصة‪ ،‬وغالبا ما تنشأ عن‬
‫التصرفات الخاصة بإدارة البنك‪ ،‬إضرابات العمال‪ ،‬تغير أذواق ورغبات العمالء ‪ ...‬الخ‪.1...‬‬

‫وأخي اًر يمكن صياغة معادلة المخاطر الكلية على النحو األتي‪:‬‬

‫المخاطر الكلية = المخاطر النظامية ‪ +‬المخاطر الالنظامية‬


‫ب‪ -‬التصنيف على أساس مصدر الخطر‪:‬‬

‫ب‪ -1-‬المخاطر المالية ‪Financial Risk:‬‬

‫ينظر للمخاطر المالية بأنها تلك الناتجة عن تقلبات المتغيرات المالية‪ ،‬والتي تتجسد في الخسائر‬
‫المحتملة على المستوى األسواق المالية‪ ،‬حيث ال يستطيع المصرف في هذه الحالة الوفاء بالتزاماته من‬
‫أصوله الجارية‪.2‬‬

‫وتنقسم المخاطر المالية إلى‪:3‬‬

‫ب‪ :1-1-‬المخاطر البحتة‪ :‬وتصنف في خانتها مخاطر السيولة‪ ،‬االئتمان والعجز عن السداد‪ ،‬وقد تؤدي‬
‫إلى خسائر للبنك في حالة عدم إدارتها بكفاءة؛‬

‫ب‪ :2-1-‬مخاطر المضاربة‪ :‬تنتج أساساً عن المراجحة المالية‪ ،‬وقد تؤدي إلى ربح أو خسارة على حسب‬
‫سالمة التوقعات‪ ،‬ومن أهم مخاطر المضاربة ما يتعلق بمخاطر سعر الصرف‪ ،‬وأسعار السوق‪.‬‬

‫‪ -‬حياة نجار‪ ،‬إدارة المخاطر المصرفية وفق اتفاقيات بازل‪ ،‬دراسة واقع البنوك التجارية العمومية الجزائرية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‬ ‫‪1‬‬

‫في العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة سطيف‪ ،2014 ،‬ص‪.52‬‬
‫‪ -‬جمال معتوق وسعيدي يحي‪ ،‬قياس تداول المشتقات المالية في البورصة على المخاطر المالية‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية‬ ‫‪2‬‬

‫والتسيير والعلوم التجارية‪ ،‬العدد‪ ،2015 ،13‬ص ‪.237‬‬


‫‪ -‬صالح حسن‪ ،‬تحليل وإدارة وحركة المخاطر الصرفية االلكترونية‪ ،‬دار الكتاب والحديث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪،2011 ،‬‬ ‫‪3‬‬

‫ص ‪.20‬‬
‫‪24‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ب‪ -2-‬المخاطر التشغيلية( العمليات)‪:‬‬

‫عرفت لجنة بازل للرقابة المصرفية المخاطر التشغيلية‪ ،‬وذلك ضمن اتفاقية بازل ‪ 2‬بأنها عبارة عن‬
‫تحمل خسائر ناجمة عن غياب النجاعة وفشل العمليات الداخلية وكذا العنصر البشري واألنظمة واألحداث‬
‫الخارجية‪.1‬‬

‫نستطيع القول بأن المخاطر التشغيلية‪ ،‬هي تلك الخسائر الناتجة عن التقصير في النظم الداخلية‬
‫للبنك‪ ،‬وكذا عن أخطاء يرتكبها رأس المال البشري العامل بالبنك باإلضافة إلى أحداث خارجية‪ ،‬ونجد هذه‬
‫المخاطر مرتبطة بالعمل اليومي للبنوك‪ ،‬ومن أمثلة ذلك االختالس‪ ،‬التزوير‪ ،‬السرقة والسطو‪ ،‬الجرائم‬
‫اإللكترونية ‪...‬الخ‪.‬‬

‫ج‪ -‬تصنيف المخاطر المصرفية حسب ‪: Hempel‬‬

‫باإلضافة إلى التصنيفين السابقين (حسب المستوى الكلي‪ ،‬حسب مصدر الخطر)‪ ،‬نذكر تصنيفاً وضعه‬
‫‪ ،Hempel‬حيث أنه يصنف المخاطر المصرفية إلى أربعة أنواع هي‪:2‬‬

‫ج‪ -1-‬المخاطر البيئة ‪ : Envirnmental risk‬وهي المخاطر التي تترتب جراء قيام البنوك بعملية الوساطة‬
‫المالية‪ ،‬فالنظام المفتوح التي تنشط فيه يجعلها تتأثر وتؤثر في البيئة الخارجية التي تنشط فيها؛‬

‫ج‪ -2-‬مخاطر إدارة الموارد البشرية ‪ :Human Resources Management Risk‬وهي المخاطرة التي‬
‫تتولد عن سوء تسيير الموارد البشرية‪ ،‬وذلك بسبب ضعف اإلدارة أو نقص األهلية للقائمين عليها‪ ،‬ومن بين‬
‫هذه المخاطر‪ ،‬مخاطر االختالس واالحتيال‪ ،‬المخاطر التنظيمية ‪...‬الخ؛‬

‫ج‪ -3-‬مخاطر الخدمات المالية ومخاطر التسليم ‪ :Financial Service et Delivery Risks‬تنجم هذه‬
‫المخاطر عند ولوج البنوك إلى عالم الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬وتبنيها لمنتجات مصرفية حديثة ومتطورة‪ ،‬وكذلك‬
‫عند إقامتها لتحالفات استراتيجية مع شركات تكنولوجية بهدف تسهيل معامالت التجارية اإللكترونية‪ ،‬هذه‬

‫‪ -‬أحالم بوعبدلي وثريا سعيد‪ ،‬إدارة المخاطر التشغيلية في البنوك التجارية‪ ،‬المجلة الجزائرية للتنمية االقتصادية‪ ،‬جامعة‬ ‫‪1‬‬

‫ورقلة‪ ،‬العدد ‪ ،2015 ،03‬ص ‪.119‬‬


‫‪ -‬حاكم محسن الربيعي ‪ ،‬محمد عبد الحسين راجي‪ ،‬حكومة البنوك وأثرها في األداء والمخاطرة‪ ،‬اليازوري‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪2‬‬

‫األولى‪ ،2011 ،‬ص‪.166‬‬


‫‪25‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المخاطر بدورها عرضت البنوك إلى مخاطر أخرى نذكر منها مخاطر تشغيلية‪ ،‬مخاطر المنتج الجديد‪،‬‬
‫ومخاطر إستراتجية؛‬

‫ج‪ -4-‬مخاطر الميزانية العمومية والمالية ‪:Balance Sheet and Financial Risks‬‬

‫هذه المخاطر ال تختلف كثي ار عن المخاطر المالية المذكورة سابقا‪ ،‬فالميزانية تحتوي على مجموعة من‬
‫البيانات المالية كما أنها تتكون من عدة بنود‪ ،‬فارتفاع بند من بنود هذه الميزانية مثل القروض يعتبر نوعاً من‬
‫المخاطر؛‬

‫هذه بعض التصنيفات التي تحاول وضع المخاطر المصرفية في قالب محدد‪ ،‬أو تحت ظل عنوان‬
‫موحد من خالله يمكن التمييز بين مختلف هذه المخاطر‪ ،‬لكن هذا ال يمنعنا من ذكر أهم المخاطر المصرفية‬
‫دون وضعها في خانات معنية‪ ،‬ونجد من أهم هذه المخاطر ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬المخاطر االئتمانية‪:‬‬

‫مصدر هذه المخاطر هو احتمال عدم قدرة المقترضين على تسديد االلتزامات المالية الممنوحة لهم‪،‬‬
‫والمستحقة عليهم من طرف البنك‪ ،‬أو بعبارة أخرى تخلف العميل أو عدم وفائه بالتزاماته اتجاه البنك‪ ،‬حيث‬
‫ينجر عن هذه الحالة عدم إرجاع أصل الدين‪ ،‬أو الفوائد المترتبة عنه‪ ،‬وقد يكون االثنين معاً‪ ،‬وذلك عند‬
‫موعد االستحقاق المحدد مسبقاً بين العميل والبنك‪.1‬‬

‫‪ -‬المخاطر الُقطرية‪:‬‬

‫إن مصدر نشوء هذه المخاطرة ال يختلف كثي اًر عن المخاطر االئتمانية السابقة‪ ،‬إال أن المخاطر‬
‫القطرية تتعلق بالقروض الدولية‪ ،‬ألن هناك بنوك تمارس أنشطة ذات طبيعة دولية في عملها‪ ،‬ونظ اًر للظروف‬
‫االقتصادية والمالية السائدة في ُقطر ما عبر العالم‪ ،‬قد تنعكس على التقييم الدولي للبنك‪ ،‬فبسبب رفض‬
‫المقترضين لسداد المدفوعات للبنك في هذا الُقطر‪ ،‬تنشأ خسارة للفائدة أو لرأس المال األصلي للقروض‬
‫الدولية أو كيلهما معاً‪ ،‬وهنا يكمن الخطر التي تحمله هذه المخاطر‪.2‬‬

‫‪ -‬هباش سامي وبونقيب أحمد‪ ،‬استخدام بطاقة األداء المتوازن في إدارة المخاطر المصرفية نموذج مقترح لبنك الجزائر‬ ‫‪1‬‬

‫الخارجي‪ ،‬مجلة اإلستراتيجية والتنمية‪ ،‬جامعة ابن باديس مستغانم‪ ،‬المجلد ‪ .7‬العدد ‪.،13‬ص ‪.41‬‬
‫‪ -‬حاكم محسن الربيعي ومحمد عبد الحسين راضي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.167‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪26‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬مخاطر معدالت الفائدة‪:‬‬


‫تتلخص في كل من المخاطر الحالية والمستقبلية‪ ،‬التي تنجر عليها خسائر نتيجة تأثر إيرادات البنك‬
‫ورأس الماله بسبب التغيرات المعاكسة‪ ،‬وكذا التقلبات غير متوقعة في معدالت الفائدة‪.1‬‬
‫‪ -‬مخاطر سعر الصرف‪:‬‬

‫اء كانت هذه‬


‫هي عبارة عن مخاطرة تقلب أسعار تبادل العمالت األجنبية مقابل العملة المحلية‪ ،‬سو ً‬
‫اءا‪ ،‬وذلك في حالة توفر لدى البنك موجودات مقومة بالعمالت األجنبية‪ ،‬خاصة وان‬ ‫المعامالت بيعاً أو شر ً‬
‫سوق العمالت األجنبية يشهد تقلبات حادة من حين آلخر‪.2‬‬

‫‪ -‬مخاطر السمعة‪:‬‬

‫تنشأ هده المخاطر عند وجود رأي عام سلبي اتجاه البنك‪ ،‬بحيث يؤثر على نشاط البنك في جميع‬
‫فروعه وذلك جراء عدم مقدرة البنك على التحكم في إدارة نظمه بكفاءة أو في حالة اختراق لها من طرف‬
‫الغير وغالباً ما تصحب هذه المخاطر –السمعة‪ -‬العمل المصرفي اإللكتروني‪.3‬‬

‫‪ -‬مخاطر التضخم‪:‬‬

‫وهي المخاطر الناجمة عن ارتفاع المستوى العام لألسعار‪ ،‬التي تؤثر على البنك ذلك أن هذه التقلبات‬
‫والتغيرات المفاجئة تنعكس خاصة على األسعار السوقية لألسهم والسندات األمر الذي يجعل من البنك أمام‬
‫حالة تكبد خسائر‪.4‬‬

‫‪ -‬المخاطر القانونية‪:‬‬

‫تحدث هذه المخاطر عند عدم التزام البنوك بالقوانين والتنظيمات التي تضعها السلطات الرقابية القائمة‬
‫على أنشطة البنوك‪ ،‬وينجر عن ذلك تعرض البنك إلى عقوبات جراء مخالفته هذه النصوص التنظيمية‪.1‬‬

‫‪ -‬أحمد شعبان محمد علي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.243‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬خالد أمين عبد هللا وإسماعيل إبراهيم الطراد‪ ،‬إدارة العمليات المصرفية المحلية والدولية‪ ،‬دار وائل للنشر‪،‬الطبعة الثانية‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫األردن‪ ،2011 ،‬ص ‪.115‬‬


‫‪ -‬بلعياش ميادة‪ ،‬أثر الصرفة اإللكترونية على السياسة النقدية دراسة مقارنة الجزائر‪ -‬فرنسا‪ ،‬أطروحة دكتورة‪ ،‬كلية العلوم‬ ‫‪3‬‬

‫االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة بسكرة‪،2015 ،‬ص ‪.94‬‬


‫‪ -‬انعكاسات المتغيرات المعاصرة على القطاع المصرفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.242‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪27‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬مخاطر السيولة‪:‬‬

‫تتعلق هذه المخاطر بعدم مقدرة البنك على تسديد التزاماته قصيرة األجل في تاريخ االستحقاق‪ ،‬أو‬
‫بعبارة أخرى تتمثل هذه المخاطر في عجز البنك عن سداد التزاماته المالية‪.2‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬إدارة المخاطر المصرفية‬

‫قبل الحديث عن إدارة المخاطر المصرفية‪ ،‬وجب التنويه إلى موضوع نجده في العديد من الكتابات أال‬
‫وهو تحليل المخاطر المصرفية‪ ،‬ولم ندرج في دراستنا موضوع تحليل المخاطر المصرفية‪ ،‬كون أن هذا‬
‫الموضوع هو نفسه تماماً ما تناولته الدراسة فيما يخص أهم تصنيفات المخاطر المصرفية‪ ،‬فعند تقسيم‬
‫المخاطر إلى مجموعات معينة وفق تصنيف محدد‪ ،‬يجعلنا نتعرف أكثر ونحدد بدقة الخطر الذي يواجه‬
‫العمل المصرفي‪ ،‬األمر الذي يسهل طبعا إدارة المخاطر والتحكم فيها‪.‬‬

‫أوالا‪ :‬تعريف إدارة المخاطر المصرفية‬

‫عرف معهد إدارة المخاطر(‪ )IRM‬إدارة المخاطر بأنها ذلك الجزء األساسي في اإلدارة اإلستراتجية ألي‬
‫مؤسسة مالية‪ ،‬والمتمثل في مجموعة من اإلجراءات التي تنتهجها المؤسسات المالية‪ ،‬لمواجهة األخطار‬
‫المرتبطة بأنشطتها‪ ،‬وذلك بغية تحقيق المزايا المترتبة عن كل نشاط‪.3‬‬

‫وترتكز أكثر الصناعة المصرفية على فن إدارة المخاطر‪ ،‬كونها بدون عنصر المخاطرة تقل أرباحها أو‬
‫تنعدم‪ ،‬فكلما كانت للبنك إرادة في تعرضه لقدر من المخاطر زادت فرصته في تحقيق األرباح‪ ،‬ومن هنا‬
‫يتضح أن الهدف الذي يصبوا إليه المصرفيون هو ليس تجنب المخاطر وإنما احتوائها لتعظيم العائد على‬
‫االستثمارات‪ ،‬فإدارة المخاطر هي العملية التي يقوم بها البنك لتهيئة بيئة عمل مناسبة لمزاولة نشاطه‪ ،‬تجعله‬
‫متمكناً من التقليل من أثرها السيئ والتحوط لها‪ ،‬وذلك بغرض تحقيق أهدافه‪.4‬‬

‫‪ -‬ريما حيدر شيخ السوق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.163‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬قاسمي آسيا‪ ،‬أهمية المراجعة المصرفية إلدارة المخاطر على تعزيز السالمة المالية للبنوك‪ ،‬مجلة معارف‪ ،‬قسم العلوم‬ ‫‪2‬‬

‫االقتصادية‪ ،‬جامعة البويرة‪ ،‬العدد ‪ ،2016 ،20‬ص ‪.209‬‬


‫‪ -‬قاسمي آسيا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.210‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬منال هاني‪ ،‬اتفاقية بازل‪ 3‬ودورها في إدارة المخاطر المصرفية‪ ،‬مجلة االقتصاد الجديد‪ ،‬جامعة خميس مليانة‪ ،‬المجلد‪،1‬‬ ‫‪4‬‬

‫العدد‪ ،2017 ،16‬ص ‪.308‬‬


‫‪28‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫▪ أهمية إدارة المخاطر المصرفية‪:‬‬

‫تقدم إدارة المخاطر في البنوك العديد من الوظائف الهامة نذكر منها ما يلي‪:1‬‬

‫‪ -‬تشكيل رؤية مستقبلية للبنك يبني عليها خطة وسياسة العمل الخاصة به؛‬

‫‪ -‬تطوير وتنمية الميزة التنافسية للبنك؛‬

‫‪ -‬التحوط ضد المخاطر بطريقة ال تؤثر على ربحية البنك؛‬

‫‪ -‬تسهيل اتخاذ ق اررات التسعير؛‬

‫‪ -‬تحسين الموازنة بين المخاطر والربحية‪ ،‬األمر الذي يطور إدارة محافظ األوراق المالية؛‬

‫‪ -‬تسهيل احتساب معدل كفاية رأس المال على حسب ما تنص عليه مقترحات لجنة بازل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬استراتيجية إدارة المخاطر المصرفية‬

‫هناك عدة استراتيجيات أو طرق لمواجهة المخاطر نوجزها فيما يلي‪:2‬‬

‫تمنع حدوث الخسارة‪ ،‬وذلك بتجنبها من خالل عدم‬ ‫‪ -1‬استراتيجية تجنب المخاطر‪ :‬هذه االستراتيجية‬
‫الخوض في أي نشاط يعرض المؤسسة لمخاطر؛‬
‫‪ -2‬استراتيجية التحوط‪ :‬تعني هذه االستراتيجية إلتفاف (تحوط) المؤسسة على مخاطر معينة‪ ،‬وتطبق عادة‬
‫عندما تكون المخاطر عالية ومحددة بدقة من طرف المؤسسة التي تهدف إلى حصرها‪ ،‬بواسطة اإللتفاف‬
‫أو التحوط على المخاطر التي تتالءم مع نشاطها؛‬
‫‪ -3‬استراتيجية القبول‪ :‬تتمثل هذه االستراتيجية في قبول المؤسسة لمخاطر تم تحديدها‪ ،‬كما أنها تعمل على‬
‫تغطية هذه المخاطر؛‬

‫‪ -‬صالح الدين حسن السيسي‪ ،‬الرقابة على أعمال البنوك والمنظمات األعمال تقييم أداء البنوك والمخاطر المصرفية‬ ‫‪1‬‬

‫االلكترونية‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2010 ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪ -‬فاطمة بوهالي‪ ،‬إدارة المخاطر المالية في المؤسسة االقتصادية‪ ،‬مجلة الحقوق والعلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد االقتصادي‪35 -‬‬ ‫‪2‬‬

‫(‪ ،)01‬جامعة زيان عاشور الجلفة‪ ،2018 ،‬ص ‪.423‬‬


‫‪29‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -4‬استراتيجية الحد من المخاطر‪ :‬في هذه االستراتيجية تطبق تقنيات مناسبة للحد من وقوع حادثة غير‬
‫مرغوب فيها‪ ،‬وذلك بإتباع إجراءات األمن والسالمة والوقاية‪ ،‬التي تحد من تأثير المخاطر وبالتالي تجنب‬
‫حدوث خسائر؛‬
‫‪ -5‬استراتيجية القبول مع التخفيض‪ :‬يعد هذا الخيار االستراتيجي كمزيج من استراتيجية القبول‪ ،‬واستراتيجية‬
‫الحد من المخاطر‪ ،‬حيث ال يقضي على المخاطر نهائياً‪ ،‬بل تستخدم أدوات للحد من تأثير المخاطر التي‬
‫تم تحديدها؛‬
‫‪ -6‬استراتيجية نقل أو تحويل المخاطر‪ :‬في هذه االستراتيجية يتم نقل أو تحويل المخاطر إلى طرف آخر‬
‫خارجي‪ ،‬وذلك بمقابل معين يدفع لهذا الطرف‪ ،‬وبهذا تكون المؤسسة قد واجهت مخاطر معينة‪ ،‬ويتم‬
‫بموجب هذا التحويل إبرام عقود إيجار‪ ،‬نقل‪ ،‬تشييد أو تامين‪.‬‬

‫ثالث ا‪ :‬طريقة بناء استراتيجية إدارة المخاطر‬

‫من الممكن أن تُبنى استراتيجية إدارة المخاطر‪ ،‬من خالل إتباع الخطوات اآلتية‪:1‬‬

‫‪ -1‬اإلطالع ومراجعة المعايير القياسية الدولية إلدارة المخاطر من اجل استخدام أفضل الممارسات‬
‫والتجارب؛‬
‫‪ -2‬تحديد وتصنيف أصول المؤسسة؛‬
‫‪ -3‬تحديد المخاطر التي تؤثر على تحقيق أهداف المؤسسة؛‬
‫‪ -4‬القيام بتصنيف‪ ،‬تحليل وتقييم المخاطر ثم ترتيب أولويات عالجها‪،‬‬
‫‪ -5‬تصميم أنموذج لخطة إدارة المخاطر وضوابط تنفيذها؛‬
‫‪ -6‬القيام بالتخطيط الستراتيجية إدارة المخاطر ثم بناؤها؛‬
‫‪ -7‬نشر وضبط المسؤوليات واألدوار إلدارة المخاطر‪ ،‬واإلبالغ عن الحوادث وكذا التغذية العكسية؛‬
‫‪ -8‬رصد فعالية استراتيجية المخاطر ومراجعتها وقياسها؛‬
‫‪ -9‬تعديل االستراتيجية باالعتماد على التغذية العكسية والتغييرات والمخاطر المتبقية‪.‬‬

‫‪ -‬عبد الحميد بسيوني‪ ،‬تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت وإدارة األزمات‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2016‬ص‪.29‬‬
‫‪30‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫رابع ا‪ :‬مبادئ إدارة المخاطر المصرفية ومكوناتها‬

‫أ‪ -‬مبادئ إدارة المخاطر المصرفية‬

‫إن من أهم مبادئ إدارة المخاطر ما يلي‪:1‬‬

‫‪ -1‬يعتبر مجلس إدارة البنك المسؤول األساسي عن إدارة المخاطر؛‬


‫‪ -2‬يقر مجلس إدارة البنك على استراتيجية إدارة المخاطر‪ ،‬مع مراعاة العقالنية وتجنب المخاطر الصعب‬
‫تقييمها؛‬
‫‪ -3‬أن تتوفر في كل بنك لجنة مستقلة‪ ،‬يطلق عليها لجنة إدارة المخاطر‪ ،‬توكل لها وضع سياسات إدارة‬
‫المخاطر استناداً إلى استراتجيات إدارة المخاطر؛‬
‫‪ -4‬إنشاء إدارة متخصصة تقوم بمهمة تطبيق سياسات إدارة المخاطر‪ ،‬تعمل تحت إشراف ومسؤولية لجنة‬
‫إدارة المخاطر؛‬
‫‪ -5‬تعيين مسؤول مخاطر لكل نوع من المخاطر على حدة‪ ،‬خاصة مخاطر االئتمان والسوق والسيولة؛‬
‫‪ -6‬ضرورة توفير منهجية ونظام محدد‪ ،‬يتم بواسطتها قياس المخاطر ومراقبتها لدى كل بنك‪ ،‬كاستحداث‬
‫مجموعة من الحدود والسقوف‪ ،‬مثل الحدود االئتمانية والحدود االحت ارزية؛‬
‫‪ -7‬تقييم أصول كل بنك وبالخصوص االستثمارية منها؛‬
‫‪ -8‬االعتماد على أنظمة معلومات حديثة إلدارة المخاطر؛‬
‫‪ -9‬االحتفاظ بكافة تفاصيل وطريقة عمل أنظمة المعلومات بشكل كتابي‪ ،‬ومراجعتها دورياً‪ ،‬للتحقق من توافقها‬
‫مع معلومات األنظمة المعلوماتية؛‬
‫‪ -10‬توافر وحدة مراجعة داخلية بالبنك مستقلة‪ ،‬تتولى مراجعة جميع أنشطة وأعمال البنك‪ ،‬وحتى إدارة‬
‫المخاطر؛‬
‫‪ -11‬وضع ضوابط تشغيلية حازمة وذات فاعلية في جميع مستويات البنك؛‬
‫‪ -12‬وضع ضوابط أمان لجميع األنظمة المعلوماتية‪ ،‬التي يملكها البنك حفاظاً على خصوصية وسالمة سرية‬
‫المعلومات؛‬

‫‪ -‬صالح حسن‪ ،‬تحليل وإدارة وحوكمت المخاطر المصرفية االلكترونية‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬الطبعة األولى القاهرة‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2011‬ص ‪.26 -25‬‬


‫‪31‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -13‬توافر خطط للطوارئ مع تعزيزها بمجموعة من اإلجراءات الوقائية ضد األزمات‪ ،‬وذلك ليتحمل البنك أي‬
‫أزمة أو عطب في األنظمة أو أجهزة االتصاالت‪.‬‬
‫ب‪ -‬مكونات إدارة المخاطر المصرفية‪:‬‬

‫تتكون إدارة المخاطر من تحديد أسلوب تقييم المخاطر‪ ،‬تعريف المخاطر‪ ،‬تحليل المخاطر‪ ،‬وتقديرها‪،‬‬
‫ثم اختيار الضوابط‪ ،‬خطة عالج ومواجهة المخاطر‪ ،‬ويمكن وضعها في الشكل اآلتي‪:1‬‬

‫‪ -1‬االتصال والتشاور‪ :‬أي االتصال والتشاور مع جميع األطراف المعنية بإدارة المخاطر الداخلية والخارجية‬
‫في جميع مراحل عملية إدارة المخاطر؛‬
‫‪ -2‬تأسيس وإنشاء السياق‪ :‬تهدف هذه الخطوة إلى تحديد إطار تقييم إدارة المخاطر وأهدافها‪ ،‬وإيجاد سبل‬
‫التعامل معها من قبل اإلدارة والعمال؛‬

‫‪ -3‬تقييم المخاطر‪ :‬تتكون هذه الخطوة من ثالث محطات؛‬

‫‪.3‬ا‪ -‬تحديد المخاطر‪ :‬لتحديد المخاطر يجب اإلجابة عن األسئلة التالية‪:‬‬

‫ماذا يمكن أن يحدث؟ وكيف يمكن أن يحدث؟ وما هي النتائج واآلثار المترتبة؟‬

‫‪.3‬ب‪ -‬تحليل المخاطر‪ :‬تتم هذه الخطوة عن طريق تقدير إمكانية حدوث الخطر ودرجة تأثيره على أهداف‬
‫المنشأة‪ ،‬وذلك من أجل وضع الكيفية التي تدار بها المخاطر؛‬

‫‪.3‬ج‪ -‬تقدير المخاطر‪ :‬تهدف هذه الخطوة بعد تقدير المخاطر طبعاً‪ ،‬إلى وضع قائمة للمخاطر حسب‬
‫األولوية من حيث االهتمام بها؛‬

‫‪-4‬عالج المخاطر‪ :‬في هذه المرحلة يتم تحديد العالج األنسب الذي يستخدم لمواجهة المخاطر‪ ،‬ويتم تحديد‬
‫البدائل الممكنة والمتوفرة للسيطرة على هذه المخاطر؛‬

‫‪-5‬الرصد والمراجعة‪ :‬تهدف هذه العملية إلى التأكد أن معالجة أوليات المخاطر‪ ،‬وكذا خطط إدارة المخاطر‬
‫لتزال ذات صلة ونجاعة بتغيير بيئة العمل‪ ،‬ومدى االستجابة للتغيير‪.‬‬

‫والشكل الموالي يوضح ما تقدم ذكره حول مكونات إدارة المخاطر‪.‬‬

‫‪ -‬عبد الحميد بسيوني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.39 -38‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪32‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الشكل ‪ : 01‬مكونات إدارة المخاطر‬

‫‪ -2‬تأسيس السياق‬

‫‪-3‬تقييم المخاطر‬
‫أ‪ -‬تحديد المخاطر‬
‫‪-1‬االتصال والتشاور‬ ‫‪ -5‬الرصد والمراجعة‬
‫ب‪ -‬تحليل المخاطر‬

‫ج‪ -‬تقدير المخاطر‬

‫‪ -4‬معالجة المخاطر‬

‫المصدر‪ :‬عبد الحميد بسيوني‪ ،‬تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت وإدارة األزمات‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬القاهرة‪ ،2016 ،‬ص ‪.38‬‬

‫الشكل أعاله يلخص ويوضح مكونات إدارة المخاطر‪ ،‬التي سبق شرحها‪ ،‬كما يمكن أيضاً أن ندرجها‬
‫تحت عنوان خطوات إدارة المخاطر‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬آليات الرقابة المصرفية وفق مقررات لجنة بازل‬

‫للرقابة المصرفية مجموعة من اآلليات واإلجراءات‪ ،‬تمثل في مجموعها منهجية العمل الرقابي السليم‬
‫الواجب إتباعه‪ ،‬وذلك وفق األطر الدولية للرقابة المصرفية‪ ،‬المنصوص عليها في مقررات لجنة بازل للرقابة‬
‫المصرفية‪ ،‬من خالل هذا المبحث سنسلط الضوء على أهم المحطات التي تستوقفنا لمعالجة اآلليات الرقابية‬
‫حول الصناعة المصرفية في قالبها الدولي‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬ماهية الرقابة المصرفية وأنواعها‬

‫أوالا‪ :‬تعريف الرقابة المصرفية ومبرراتها‬


‫أ‪ -‬تعريف الرقابة المصرفية‪:‬‬

‫برز موضوع الرقابة المصرفية‪ ،‬وزاد االهتمام به منذ عام ‪1901‬م‪ ،‬بعد ظهور تحديات واسعة وشاملة‬
‫مست الجهاز المصرفي للعديد من البلدان‪ ،‬لحقتها أزمات أخرى مثل أزمة الكساد العظيم ‪1929‬م‪ ،‬أزمة‬

‫‪33‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫جنوب شرق آسيا وأخي ار وليس آخ اًر أزمة الرهن العقاري (‪ )Crédit Crunch‬بالواليات المتحدة األمريكية سنة‬
‫‪2008‬م‪ ،‬لهذا أصبح من الضروري على السلطات التنفيذية في أي بلد اإللمام واالهتمام بالرقابة المصرفية‬
‫وتطويرها بهدف التحكم في المخاطر المتنوعة والحد منها‪.1‬‬

‫وتعرف الرقابة المصرفية على كونها قياس‪ ،‬وتصحيح أداء النشاط المصرفي المسند للمرؤوسين‪ ،‬وذلك‬
‫بغرض التأكد من تحقيق أهداف المشروع وفق الخطط المصممة لذلك مسبقاً‪.2‬‬

‫كما يمكن تعريف الرقابة المصرفية‪ ،‬على أنها ذلك الجزء األساسي من العملية اإلدارية‪ ،‬والهدف منها‬
‫هو التحقق من أن التنفيذ واألداء يسريان وفق الخطة الموضوعة مسبقاً‪ ،‬كما أن الرقابة المصرفية تعمل على‬
‫اكتشاف نقط الضعف‪ ،‬وتفادي األخطاء وتصحيحها حالة الوقوع‪ ،‬كما أنها تساعد لوضع مجموعة من النظم‬
‫التي تحمي البنوك من تكرار وقوعها‪ ،‬وتضم الرقابة مجموعة من العمليات على ثالث مراحل‪ ،‬قبل التنفيذ‬
‫وذلك من خالل التحليل واالكتشاف للمشاكل التي تواجه العمل المصرفي‪ ،‬ثم عند التنفيذ بالعمل على الحد‬
‫من تفاقم تلك المشاكل‪ ،‬ثم بعد التنفيذ للتأكد من احترام النصوص القانونية‪ ،‬األنظمة‪ ،‬التوجيهات واإلرشادات‬
‫الصادرة عن الجهة المسؤولة‪.3‬‬

‫كما أنه هناك من يرى أن الرقابة على المصارف تعني بمفهومها العلمي ذلك العمل الذي يهدف إلى‬
‫تقليل وتدنية احتماالت الخطأ واالنحراف إلى حد أمثل‪ ،‬حيث أنه ال يمكن منعه‪.4‬‬

‫ومنه يمكن استنباط تعريفاً للرقابة المصرفية على النحو اآلتي‪:‬‬

‫الرقابة المصرفية هي تلك العملية اإلدارية التي ترافق النشاط المصرفي في كل مراحله‪ ،‬وذلك من أجل‬
‫التحقق من إتباع خطة العمل المرسومة مسبقاً‪ ،‬قبل تقديم الخدمات المصرفية‪ ،‬والحد من المخاطر التي تواجه‬

‫‪ -‬صالح الدين محمد أمين اإلمام وصادق راشد الشمري‪ ،‬تفعيل أنظمة الرقابة المصرفية وتطويرها وفق المعايير الدولية نظام‬ ‫‪1‬‬

‫‪ CRAFTE‬نموذجا‪ ،‬مجلة اإلدارة واالقتصاد‪ ،‬العدد التسعون ‪ 2011 ،‬ص‪.358‬‬


‫‪ -‬محمد مصطفى نعمان ‪ ،‬إدارة البنوك‪ ،‬دار االبتكار للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬ص ‪.53‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬حورية حمني‪ ،‬آليات رقابة البنك المركزي على البنوك التجارية وفعاليتها حالة الجزائر ‪،‬مذكرة ماجستير في العلوم‬ ‫‪3‬‬

‫االقتصادية كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪ ،2006 ،‬ص‪.69‬‬
‫‪ -‬محمد صالح السيقلي‪ ،‬المبادئ األساسية للرقابة المصرفية الفعالة‪ ،‬رسالة (مذكرة) ماجستير كلية التجارة قسم إدارة األعمال‬ ‫‪4‬‬

‫الجامعة اإلسالمية غزة‪ ،2005 ،‬ص‪.38‬‬


‫‪34‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫البنوك عند تقديم منتجاتها‪ ،‬وكذا التحقق من احترام النصوص التنظيمية والقانونية بعد استفادة العمالء من‬
‫تلك الخدمات المصرفية‪ ،‬حيث أن الهدف األساسي من الرقابة المصرفية هو تحقيق أهداف وغاية البنوك‪.‬‬

‫ب‪ -‬مبررات الرقابة المصرفية‪:‬‬

‫تتلخص أهم المبررات التي تدعم أهمية تواجد نظم الرقابة المصرفية في معايير مهنية تتمثل في‬
‫خصوصية الهيكل المالي وخصوصية العمل المصرفي‪ ،‬هذه الخصوصية التي تزيد من أهمية وظيفة الرقابة‬
‫المصرفية وذلك لحماية أموال المساهمين والمودعين‪ ،‬ويمكن شمل هذه المبررات فيما يلي‪:1‬‬

‫‪ -1‬تعتبر البنوك المصدر األكثر أهمية لتمويل المشاريع االستثمارية‪ ،‬كما أنها تحتفظ بأكثر قدر من‬
‫الودائع في اقتصاد أي بلد؛‬
‫‪ -2‬تتاجر البنوك بأموال اآلخرين‪ ،‬ألن مصدر أموالها األكثر أهمية هو أموال المودعين‪ ،‬وبالتالي‬
‫تتسم البنوك برافعة مالية عالية؛‬
‫‪ -3‬للبنوك دور أساسي في عملية الوساطة المالية‪ ،‬األمر الذي تنجر عنه مخاطرة نتيجة احتمال‬
‫تعرض البنك لمشاكل‪ ،‬وتعثره أمام عملية االلتزام والتوفيق بين استحقاق الموجودات والمطلوبات؛‬
‫‪ -4‬إن حجم رؤوس أموال البنوك أصغر إذا ما قورن بحجم موجوداتها ومطلوباتها‪ ،‬ألنها كما سبق‬
‫القول تعتمد على أموال الغير لمزاولة نشاطها‪ ،‬حيث تعتمد على هامش الفائدة بين اإليداع واإلقراض؛‬

‫ثانيا‪ :‬أهداف الرقابة المصرفية وأنواعها‬

‫أ‪ -‬أهداف الرقابة المصرفية‬

‫إن وظيفة الرقابة المصرفية تسعى إلى تحقيق أهداف نذكر منها ما يلي‪:2‬‬

‫‪ -1‬استخدام أمثل للموارد؛‬


‫‪ -2‬تحقيق نمو اقتصادي؛‬
‫‪ -3‬استقرار األسعار؛‬

‫‪ -‬صالح الدين محمد أمين اإلمام وصادق راشد الشمري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.360‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬شريف عادل عبد الرؤوف أحمد‪ ،‬أثر مدى إلتزام متطلبات مبادئ بازل األساسية للرقابة المصرفية على االستقرار المالي‬ ‫‪2‬‬

‫للبنوك‪ ،‬رسالة (مذكرة) ماجستير‪ ،‬قسم االقتصاد‪ ،‬كلية التجارة جامعة عين شمس‪ ،2016 ،‬ص‪.21‬‬
‫‪35‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -4‬استقرار األسواق المالية؛‬


‫‪ -5‬استقرار في أسواق التحويل الخارجي‪.‬‬
‫ب‪ -‬أنواع الرقابة المصرفية‪:‬‬

‫في هذا الصدد نجد عدة معايير يبنى عليها تحديد أنواع الرقابة المصرفية‪ ،‬ولكن نجد العديد من‬
‫الكتابات تقسم الرقابة المصرفية إلى ما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬الرقابة المصرفية الداخلية‪:‬‬

‫هي تلك الخطة التنظيمية التي يتبعها البنك بهدف حماية أصوله ومجوداته‪ ،‬وكذلك للتأكد من صحة‬
‫ومصداقية المعلومات المحاسبية‪ ،‬المقيدة بالدفاتر والسجالت‪ ،‬كما أنها تصبوا إلى رفع الكفاءة اإلنتاجية‬
‫للعاملين‪ ،‬وجعلهم ملتزمين بالسياسات اإلدارية المرسومة مسبقاً‪ ،‬بمعنى آخر تسعى الرقابة الداخلية إلى ضبط‬
‫بحماية أصول البنوك من خطر السرقة واالختالس‬ ‫محورين اثنين داخل البنك‪ ،‬يتعلق المحور األول‬
‫والتالعب‪ ،‬باإلضافة إلى الرقابة المحاسبية للتأكد من صحة الحسابات المثبتة على سجالت البنك‪ ،‬أما‬
‫المحور الثاني فيتمثل في تشجيع العاملين إلى رفع كفاءتهم وااللتزام بتعليمات وتنظيمات البنك‪.1‬‬

‫‪-2‬الرقابة الخارجية‪:‬‬

‫وهناك من يسميها بالتدقيق الخارجي‪ ،‬حيث أنها وظيفة مستقلة عن البنك‪ ،‬وهي تُعنى بفحص وتدقيق‬
‫الحسابات والنتائج المحققة‪ ،‬كما أنها تهتم أيضاً بتقييم وتشخيص الوضعية المالية للبنك‪ ،‬وتوكل مهمة الرقابة‬
‫الخارجية إلى مدققين خارجيين أو مراقبي الحسابات‪ ،‬وتعتبر الرقابة الخارجية كمتمم ومكمل لعملية الرقابة‬
‫الداخلية‪ ،‬ذلك أن المدقق الخارجي يجب أن يكون على اضطالع بجملة القواعد والمعايير المحاسبية‪ ،‬وكذا‬
‫إجراءات الرقابة الداخلية التي يعتمدها البنك‪ ،‬للتحقق من مالءمتها لحسن سير أعمال البنك والحفاظ على‬
‫أمواله‪.2‬‬

‫‪ -‬حورية حمني‪ ،‬مرجع سابق ص‪.85‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬صالح صاحب شاكر البغدادي ومحمد خميس حسن التميمي‪ ،‬دور الرقابة اإلشرافية للبنك المركزي في تعزيز الوعي‬ ‫‪2‬‬

‫الرقابي المصرفي‪ ،‬مجلة دراسات محاسبية ومالية‪ ،‬المعهد العالمي للدراسات المحاسبية والمالية‪ ،‬المجلد التاسع‪ ،‬العدد‪، 68‬‬
‫العراق‪ ،2014 ،‬ص‪.65‬‬
‫‪36‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-3‬رقابة البنك المركزي‪:‬‬

‫يمثل البنك المركزي رقابة الجهات الرسمية‪ ،‬حيث يمارسها من خالل أجهزة فنية متخصصة‪ ،‬وذلك‬
‫بوسائل وأدوات متعددة ويستمد البنك المركزي صالحية الرقابة على البنوك التجارية بموجب القوانين‬
‫والتنظيمات والتعليمات التي يصدرها‪ ،‬فتقوم أجهزة الرقابة التابعة له بجوالت تفتيشية‪ ،‬وزيارات مفاجئة للبنوك‬
‫التجارية‪ ،‬كما أنه يطلب من هذه األخيرة تزويده ببيانات وكشوفات دورية عنها‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬أنظمة الرقابة المصرفية ومتطلبات فعاليتها‬

‫أ‪ -‬أنظمة الرقابة المصرفية‪:‬‬

‫عندما نتكلم عن أنظمة الرقابة المصرفية‪ ،‬نحن بصدد الحديث عن العالقة الرقابية بين البنك المركزي‬
‫والبنوك التجارية العاملة في الدول‪ ،‬ولقد شهدت هذه العالقة تطورات سريعة‪ ،‬فقد قامت الكثير من الدول‬
‫بتطوير األنظمة التي تضبط هذه العالقة‪ ،‬وذلك ليتسنى لها عبر جهازها الرقابي اإلشراف الكامل على البنوك‬
‫العاملة على أراضيها‪ ،‬لكن تبقى هذه األنظمة دون شكل موحد‪ ،‬فلقد شهد العالم ثالثة أنظمة نذكر منها‬
‫كاألتي‪:2‬‬

‫‪-1‬نظم التقييم بالمؤشرات‪Supervisory Bank Rating System:‬‬

‫تم البدء بالعمل به عام ‪1980‬م‪ ،‬وتم تعديله وتطويره عام ‪1996‬م‪ ،‬ويعتمد هذا النظام بدرجة كبيرة‬
‫على نتائج التفتيش الميداني‪ ،‬الذي على ضوئه يتم تقييم ستة مواضيع أساسية في البنك هي رأس‬
‫المال ‪ ،Capital Adequacy‬وجودة األصول ‪ ،Asset Quality‬اإلدارة ‪ ،Management‬األرباح ‪،Earning‬‬
‫السيولة ‪ ،Liquidity‬الحساسية لمخاطر السوق ‪ ،Sensitivity To market Risk‬وعند تجميع الحروف األولى‬
‫لهذه المواضيع باللغة اإلنجليزية نحصل على ما بات يعرف بنظام التقييم ‪CAMELS‬؛‬

‫‪ -‬خالد أمين عبد هللا‪ ،‬العمليات المصرفية الطرق المحاسبية الحديثة‪ ،‬دار وائل‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة السابعة‪ ،2014 ،‬ص‪.390‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬محمد صالح السيقلي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.51‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪37‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -2‬نظام تقييم المخاطر المصرفية‪Bank Risk Assessment System :‬‬

‫من خالل هذا النظام يتم تقييم البنوك باالعتماد على تقييم المخاطر التي يتعرض لها البنك‪ ،‬أو من‬
‫المحتمل أن يتعرض لها‪ ،‬ويقوم هذا النظام بتقييم كل نشاط مصرفي على حدة والمخاطر المصرفية المتعلقة‬
‫به‪ ،‬كما يعمل أيضا على تحديد وحصر جميع األنشطة التي تحتمل التعرض لمخاطر‪ ،‬ثم قياسها‪ ،‬وكذلك‬
‫التأكد من سالمة الرقابة الداخلية والعملية التنظيمية واإلدارية للبنوك‪ ،‬وتطبق بريطانيا هذا النظام بدرجة‬
‫أساسية ويسمى نظام تقييم المخاطر من قبل السلطات الرقابية؛‬

‫‪-3‬نظام الرقابة العالمي (في إطار لجنة بازل)‪Risk Analysis Tools of Supervision Evaluation Rate:‬‬

‫تعتبر لجنة بازل عملية الرقابة المصرفية بأنها عملية تفاعلية‪ ،‬وال تقتصر على عملية مراقبة سلوك‬
‫إدارة البنك ومتابعة التحكم في المخاطر‪ ،‬فهي تدعوا إلى تطوير النظم الرقابية الفعالة والذكية‪ ،‬وكذا تنمية‬
‫الوسائل المساعدة على ذلك‪ ،‬بهدف الوصول إلى إطار رقابي مناسب ومقبول على أنشطة البنوك‪ ،‬يحمي‬
‫البنوك من المخاطر وذلك بتحديده لمعايير بحدودها الدنيا‪ ،‬تساعد أيضا على ممارسة األنشطة المصرفية‬
‫بأسلوب مناسب‪ ،‬وعلى هذا قامت لجنة بازل بتوضيح المحاور الثالثة للنظام الرقابي الفعال والمتمثلة في‬
‫تحديد مخاطر العمل المصرفي‪ ،‬ثم اإلطار العام للرقابة‪ ،‬ثم المتطلبات الحصيفة لعملية الرقابة ذاتها؛‬

‫ب‪ -‬متطلبات الرقابة المصرفية الفعالة‪:‬‬

‫تعد الرقابة المصرفية الفعالة من العناصر األساسية لبيئة اقتصادية سليمة‪ ،‬فالرقابة تهتم بمدى سالمة‬
‫النشاط المصرفي للبنوك‪ ،‬كما أنها تعمل للتأكد من كفاية رأس مال البنوك واحتياطاتها لمواجهة المخاطر‬
‫التي تتعرض لها‪ ،‬حيث أن من األهداف المنوطة للرقابة المصرفية الفعالة تشجيع وتفعيل نشاط الجهاز‬
‫المصرفي‪ ،‬وزيادة قدرته التنافسية‪ ،‬وتلبية رغبات ومتطلعات الجمهور من خدمات مصرفية بجودة عالية وأدنى‬
‫تكلفة‪ ،‬ومن بين الشروط التي يجب توافرها في بيئة عمل الرقابة المصرفية الفعالة ما يلي‪:1‬‬

‫‪ -1‬ضرورة توافر بيئة اقتصادية سليمة‪ :‬للنظام المصرفي دور هام جداً في إدارة االقتصاد‪ ،‬فهو يرتبط بقدر‬
‫أكبر باالقتصاد الكلي‪ ،‬ومن ذلك المتعلق بالسياسات النقدية‪ ،‬ويتضح هذا من خالل تلك األوضاع‬

‫‪ -‬بريش عبد القادر وزهير غرابة‪ ،‬مقررات بازل‪ 3‬ودورها في تحقيق مبادئ الحوكة وتعزيز االستقرار المالي والمصرفي‬ ‫‪1‬‬

‫العالمي‪ ،‬مجلة االقتصاد والمالية‪ ،‬جامعة الشلف‪ ،‬العدد‪ ، 2015 ،1‬ص‪.101‬‬


‫‪38‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫االقتصادية الكلية والسياسات المرتبطة بها‪ ،‬اللتان تتضمنان المؤشرات األساسية والمهمة لسالمة النظام‬
‫المصرفي؛‬
‫‪ -2‬ضرورة وجود بنية أساسية متطورة‪ :‬تتطلب البنية األساسية وجود ترسانة من القوانين‪ ،‬خاصة بالشركات‬
‫والملكية والعقود وحماية المستهلك‪ ،‬حتى يتسنى حل النزاعات بواسطة العدالة‪ ،‬باإلضافة إلى هذا يجب‬
‫توافر نظام محاسبي متطور بمعايير محاسبية متفق عليها‪ ،‬تلتزم بها جميع البنوك‪ ،‬ومراجعة مستقلة يقوم‬
‫بها مدققون خارجيون‪ ،‬ضف إلى هذا عملية اإلفصاح عن البيانات المالية التي تم التدقيق فيها؛‬
‫‪ -3‬وجود مجموعة من الضوابط الفعالة والمتطورة للرقابة المصرفية تتماشى مع ما تقدمه البنوك من خدمات‬
‫مصرفية حديثة؛‬
‫‪ -4‬حماية المدفوعات والمقاصة بنظام أمن فعال؛‬
‫‪ -5‬استحداث إجراءات فعالة إليجاد الحلول للمشاكل التي تواجهها البنوك؛‬
‫‪ -6‬توافر شبكة أمان عامة‪ ،‬تعمل لزيادة مستوى الثقة في النظام المصرفي‪.‬‬
‫ج‪ -‬أسس الرقابة المصرفية الفعالة‪:‬‬

‫تستند الرقابة المصرفية الفعالة إلى ثالثة ركائز أساسية نذكرها كاآلتي‪:1‬‬

‫‪-1‬التشريعات المصرفية‪ :‬يجب أن تحدد التشريعات المصرفية مفهوم البنك أوالً‪ ،‬والذي يشمل عموماً قبول‬
‫البنوك للودائع ومنحها للقروض‪ ،‬كما أنه عليها أيضاً تحديد صالحيات وسلطة الرقابة على البنوك والتي‬
‫تتمثل في ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬معايير ترخيص العمل المصرفي (البنوك)؛‬

‫‪ -‬الحفاظ على سرية المعلومات الخاصة بالبنوك من طرف السلطات الرقابية‪ ،‬وأن تكون عملية اإلفصاح‬
‫عن هذه المعلومات تضبطها نصوص قانونية؛‬

‫‪ -‬تعزيز صالحيات السلطات الرقابية بسن قوانين تستطيع من خاللها فرض ق ارراتها‪ ،‬مثل إلغاء رخصة‬
‫البنك؛‬

‫‪ -‬توافر أحكام توضح وتشرح عملية الرقابة على أنشطة البنوك التي تعمل بأكثر من دولة‪.‬‬

‫‪ -‬صندوق النقد العربي‪ ،‬معهد السياسات االقتصادية أطر أساسية ومعاصرة في الرقابة على البنوك وإدارة المخاطر‪ ،‬أبو‬ ‫‪1‬‬

‫ظبي‪ ،‬مارس ‪ ،2006‬ص‪.16‬‬


‫‪39‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-2‬السلطة الرقابية‪ :‬يجب أن تتمتع السلطة الرقابية باالستقاللية‪ ،‬وذلك ألداء مهمتها على أكمل وجه‪ ،‬كما‬
‫أنها يجب أن تخضع للمساءلة من طرف جهة مختصة‪ ،‬غالباً ما تكون البرلمان في العديد من الدول؛‬

‫‪-3‬البيئة المحاسبية والقانونية‪ :‬حيث يعالج اإلطار القانوني ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تشكيلة البنك‪ ،‬ملكيته‪ ،‬الحقوق وااللتزامات للمالكين؛‬

‫‪-‬حقوق الملكية وباألخص الوسائل التي من خاللها يمكن للبنك حيازة الضمانات الممنوحة له مقابل القروض‬
‫المقدمة؛‬

‫‪-‬العسر المالي وتصفية البنك؛‬

‫ويعالج اإلطار المحاسبي ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تحديد معايير محاسبية‪ ،‬للتقيد بها من طرف جميع البنوك؛‬

‫‪ -‬قيام مدققين خارجيين بعملية مراجعة مستقلة؛‬

‫‪-‬اإلفصاح عن البيانات والمعلومات المدققة‪.‬‬

‫ويعد النظام المحاسبي والقانوني ذو أهمية بالغة ومفيدة‪ ،‬ليس للرقابة المصرفية فحسب‪ ،‬بل حتى‬
‫البنوك تعتمد على هذا النظام‪ ،‬لمساعدته لها على تحقيق أهدافها االقتصادية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المبادئ األساسية للرقابة المصرفية‬

‫أوالا‪ :‬الشروط المسبقة للرقابة المصرفية الفعالة‬

‫تستمد الرقابة المصرفية فعاليتها من نظام اإلشراف المصرفي‪ ،‬فيجب أن يكون هذا النظام قاد اًر على‬
‫اء في األوقات العادية أرى في حالة التوترات‬
‫تطوير‪ ،‬تنفيذ واحترام القواعد االحت ارزية والحصيفة‪ ،‬وذلك سو ً‬
‫االقتصادية والمالية‪ ،‬فالسلطات الرقابية على النظام المصرفية يجب أن تستجيب لمواجهة التأثيرات الخارجية‬
‫التي قد تؤدي إلى آثار سلبية على الجهاز المصرفي‪ ،‬هذا ما يستوجب اإللمام واالهتمام بمجموعة من‬
‫الشروط المسبقة التي تؤثر مباشرة على فعالية الرقابة المصرفية‪ ،‬حيث أن هذه الشروط ليست حصرية فقط‬
‫على السلطات اإلشرافية على الرقابة المصرفية‪ ،‬فعند إخطار السلطات العامة من خالل تقارير تقدمها‬

‫‪40‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫السلطات الرقابية عن تأثيرات سلبية حقيقية أو محتملة على النظام المصرفي‪ ،‬فيتعين على السلطات العامة‬
‫أن تعمل بالتعاون مع المشرفين على الرقابة المصرفية‪ ،‬لحل ومواجهة هذه المشاكل واألخطار التي تؤثر في‬
‫كفاءة وفعالية النظام المصرفي‪ ،‬والشروط نذكرها كاآلتي‪:1‬‬

‫‪ -‬توافر سياسات اقتصادية كلية سليمة ومستدامة؛‬

‫‪ -‬إرساء إطار جيد لسياسات االستقرار المالي؛‬

‫‪ -‬تواجد بنية تحتية‪ ،‬متطورة وحديثة؛‬

‫‪ -‬تواجد آلية واضحة إلرادة األزمات‪ ،‬والتصحيح وتصفية المؤسسات المتعثرة؛‬

‫‪ -‬تور درجة مناسبة من الحماية للنظام المالي (أو شبكة األمان العامة )؛‬

‫‪ -‬وجود انضباط فعال للسوق‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف المبادئ األساسية للرقابة المصرفية‬

‫تتمثل المبادئ األساسية للرقابة المصرفية الفعالة في الحدود الدنيا الفعلية التي تنظم عمل البنوك‬
‫واألنشطة المصرفية‪ ،‬وكذا عملية الرقابة على النظام المصرفي بشكل احترازي وسليم‪ ،‬صدرت هذه المبادئ‬
‫أول مرة سنة ‪ 1997‬م‪ ،‬من طرف لجنة بازل‪ ،‬وتستخدم من طرف العديد من الدول لتقييم أداء األنظمة‬
‫الرقابية على أنظمتها المصرفية‪ ،‬باإلضافة إلى صندوق النقد الدولي والبنك الدولي اللذان يستعمالن هذه‬
‫المبادئ لتقييم القطاع المالي وفعالية األنظمة الرقابية المصرفية للدول‪ ،‬ونقحت هذه المبادئ األساسية آخر‬
‫مرة في أكتوبر ‪2006‬م‪ ،‬من قبل لجنة بازل بالتعاون مع العديد من السلطات الرقابية‪.‬‬

‫كما أعلنت اللجنة في تقرير صادر عنها شهر أكتوبر ‪2010‬م‪ ،‬المرسل إلى مجموعة دول العشرين‪،‬‬
‫عن عزمها لتنقيح هذه المبادئ‪ ،‬مواصلة منها في تعزيز المهام الرقابية عبر العالم‪ ،‬وفي شهر مارس ‪2011‬م‬
‫قامت اللجنة بتفويض مجموعة المبادئ األساسية والتي تضم أعضاء من اللجنة‪ ،‬ومجموعة بازل االستشارية‬
‫المؤلفة من ممثلين عن الدول األعضاء في اللجنة وخارج اللجنة‪ ،‬ومجموعات إقليمية لسلطات الرقابة‬
‫المصرفية‪ ،‬وكذلك صندوق النقد والبنك الدوليين‪ ،‬ومجلس الخدمات المالية اإلسالمية‪ ،‬وكان يهدف هذا‬
‫التفويض إلى إجراء التنقيح مع مراعاة التطورات الهامة التي حدثت على األسواق المالية العالمية والتشريعات‬

‫‪1‬‬
‫‪- banque de règlements internationaux, Comité bale sur le contrôle bancaire, principes fondamentaux pour contrôle‬‬
‫‪bancaire efficace, septembre 2012, p 15.‬‬
‫‪41‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المنظمة للرقابة المصرفية منذ أكتوبر ‪2006‬م تاريخ آخر تنقيح‪ ،‬بما فيها الدروس المستفاد منها فيما بعد‬
‫األزمة المالية العالمية سنة ‪2008‬م ‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬المبادئ األساسية التسعة والعشرون للرقابة المصرفية الفعالة‬

‫تعتبر المبادئ األساسية المنقحة التسعة والعشرون للرقابة المصرفية الفعالة‪ ،‬بمثابة القالب األساسي‬
‫والمرجعي لكفاءة النظم الرقابية المصرفية‪ ،‬حيث تقسم هذه المبادئ إلى مجموعتين‪ ،‬تركز المجموعة األولى‬
‫على صالحيات‪ ،‬مسؤوليات ومهام السلطات الرقابية‪ ،‬وهي من المبدأ ‪ 1‬إلى ‪ ،13‬أما المجموعة الثانية فتركز‬
‫على األنظمة والمتطلبات االحت ارزية للبنوك‪ ،‬وهي من المبدأ ‪ 14‬إلى ‪ ،29‬وقد قسم المبدأ ‪ 1‬إلى ثالثة مبادئ‬
‫فرعية‪ ،‬وأضيف مبدئيين جديدين يختصان بحوكمة الشركات‪ ،‬واإلفصاح والشفافية‪ ،‬وفيما يلي نذكر باختصار‬
‫هذه المبادئ األساسية‪:2‬‬

‫▪ المبدأ األول ‪ :‬المسؤوليات واألهداف والصالحيات‬

‫تتسم الرقابة المصرفية الفعالة بوضوح المسؤوليات واألهداف لكل سلطة رقابية تشرف على البنوك‪،‬‬
‫األمر الذي يستوجب توافر إطار قانوني لذلك‪ ،‬تمنح بموجبه كل سلطة رقابية صالحياتها الالزمة للترخيص‬
‫بالعمل المصرفي‪ ،‬وممارسة نشاطها ومهامها الرقابية المتواصلة‪ .‬والتأكد من احترام القوانين‪ ،‬وتعزيز سالمة‬
‫وكفاءة الجهاز المصرفي من خالل اإلجراءات التصحيحية؛‬

‫▪ المبدأ الثاني‪ :‬االستقاللية‪ ،‬المساءلة‪ ،‬وتوفر الموارد والحماية القانونية للمراقبين‬

‫يتوفر للسلطة القائمة بالرقابية المصرفية استقاللية تشغيلية‪ ،‬وموازنة تسمح باستقالليتها‪ ،‬وموارد كافية‬
‫لذلك‪ ،‬كما أنها تكون خاضعة للمساءلة عن مدى تنفيذ مهامها‪ ،‬وعن طرق استخدام مواردها‪ ،‬كما توفر‬
‫الحماية القانونية للمراقبين المصرفيين؛‬

‫‪ -‬صندوق النقد العربي‪ ،‬أمانة مجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية‪ ،‬المبادئ األساسية للرقابة‬ ‫‪1‬‬

‫المصرفية الفعالة الصادرة عن لجنة بازل للرقابة المصرفية‪ ،‬رقم ‪ ،2014 ،58‬ص ص ‪.2-1‬‬
‫‪ -‬صندوق النقد العربي‪ ،‬أمانة مجلس محافظي المصارف المركزية‪ ،‬مؤسسات النقد العربية‪ ،‬الترجمة العربية للمبادئ‬ ‫‪2‬‬

‫األساسية للرقابة المصرفية الفعالة الصادرة عن لجنة بازل للرقابة المصرفية سبتمبر ‪ ،2014 ،2012‬ص ‪.16‬‬
‫‪42‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫▪ المبدأ الثالث‪ :‬التعاون والتنسيق‬

‫توفر مناخ عمل للتعاون والتنسيق بين السلطة الرقابية والسلطات األخرى المحلية والرقابية األجنبية‪،‬‬
‫كما يتطلب هذا التعاون حاج ًة لحماية سرية المعلومات‪،‬‬

‫▪ المبدأ الرابع‪ :‬األنشطة المسموح بها‬

‫توضح بدقة األنشطة المسموح بمزاولتها المؤسسات المرخص لها والخاضعة لعملية الرقابة المصرفية‪،‬‬
‫وتضبط كلمة "مصرف" أو "بنك" عند االستخدام؛‬

‫▪ المبدأ الخامس‪ :‬معايير الترخيص‬

‫للسلطة التي تمنع تراخيص للمصارف‪ ،‬صالحيات بوضع معايير واعتبارات للموافقة أو رفض طلبات‬
‫أي مؤسسة‪ .‬حسب استفتائها لتلك المعايير‪ ،‬وعندما يكون البنك أجنبياً أو تابعاً لبنك أجنبي فيتطلب األمر‬
‫ترخيصاً مسبقاً من قبل السلطة الرقابية األم؛‬

‫▪ المبدأ السادس‪ :‬نقل ملكية كبيرة‬

‫عندما يكون هناك طلب لنقل ملكية كبيرة‪ ،‬أو السيطرة على حصص أغلبية البنك‪ ،‬تكون هناك بالموازاة‬
‫صالحية للسلطة الرقابية بمراجعة أو رفض أو فرض شروط احت ارزية؛‬

‫▪ المبدأ السابع‪ :‬االستحواذات الكبيرة‬

‫لدى السلطة الرقابية صالحية الموافقة أو الرفض أو فرض شروط احت ارزية‪ ،‬أو تقديم توصيات للسلطة‬
‫المسؤولة بالموافقة أو الرفض‪ ،‬في حالة عمليات االستحواذ أو االستثمارات الكبرى من قبل البنك؛‬

‫▪ المبدأ الثامن‪ :‬أساليب الرقابة‬

‫يجب أن تطور السلطة الرقابية عملية المتابعة والتقييم المستقبلي لحجم المخاطر المصرفية للبنوك‪،‬‬
‫كما عليها أيضا تحديد المخاطر المحتملة‪ ،‬وتقييمها ومعالجتها‪ ،‬كما يجب توفر إطار عمل يسمح بالتدخل‬
‫المبكر لمعالجة هذه المخاطر‪ ،‬ووضع خطط تسمح للتعاون مع السلطات األخرى المعينة؛‬

‫‪43‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫▪ المبدأ التاسع‪ :‬أدوات وآليات الرقابة‬

‫لتطبيق اإلجراءات الرقابية‪ ،‬تستعمل السلطة الرقابية مجموعة من اآلليات واألدوات وذلك بشكل أمثل‬
‫ومناسب؛‬

‫▪ المبدأ العاشر‪ :‬التقارير الرقابية‬

‫تتحقق السلطة الرقابية من التقارير االحت ارزية والنتائج اإلحصائية للبنوك‪ ،‬وذلك من خالل الرقابة‬
‫الميدانية أو باالستعانة بجزاء خارجيين؛‬

‫▪ المبدأ الحادي عشر‪ :‬الصالحيات التصحيحية والجزائية للسلطات الرقابية‬

‫تواجه السلطة الرقابية في مرحلة مبكرة الممارسات أو األنشطة غير السليمة التي قد تعرض البنوك‬
‫للمخاطر‪ ،‬وذلك باستخدام األدوات الرقابية الكافية‪ ،‬التخاذ اإلجراءات التصحيحية المناسبة؛‬

‫▪ المبدأ الثاني عشر‪ :‬الرقابة المجمعة‬

‫تُعد الرقابة المصرفية على أساس مجمع من العناصر األساسية في الرقابة المصرفية‪ ،‬وكذا التابعة‬
‫لهذه الرقابة المجمعة‪ ،‬وتطبيق المعايير االحت ارزية على كل أعمال المجموعة المصرفية التي تمارسها في‬
‫العالم؛‬

‫▪ المبدأ الثالث عشر‪ :‬العالقات بين السلطتين الرقابيتين األم والمستضيفة‬

‫القيام بتبادل المعلومات والتعاون بين السلطة الرقابية األم والسلطة الرقابية المستضيفة‪ ،‬وذلك من أجل‬
‫رقابة فعالة على المجموعة وكيانات المجموعة‪ ،‬والتعامل الفعال في حالة األزمة‪ ،‬كما تفرض السلطات‬
‫الرقابية من البنوك األجنبية العاملة لديها‪ ،‬أن تمارس أنشطتها المحلية حسب معايير التي تعمل بها البنوك‬
‫المحلية؛‬

‫▪ المبدأ الرابع عشر‪ :‬حوكمة الشركات‬

‫تفرض السلطة الرقابية على البنوك والمجموعات المصرفية أن تكون لديها سياسات وعمليات منضبطة‬
‫وشاملة للحوكمة‪ ،‬بحيث تكون متناسبة مع حجم المخاطر لدى البنك؛‬

‫‪44‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫▪ المبدأ الخامس عشر‪ :‬عملية إدارة المخاطر‬

‫تفرض السلطة الرقابية أن تتوافر لدى البنوك عملية شاملة إلدارة المخاطر‪ ،‬تحدد وتقيس وتقيم وتتابع‬
‫كل المخاطر الكبيرة‪ ،‬واإلخطار عنها والتحكم فيها والحد منها في الوقت المناسب‪ ،‬كما تشمل على عدة‬
‫إجراءات أخرى مثل تقييم مبدأ كفاية رأس مال البنوك وسيولتها‪...‬الخ؛‬

‫▪ المبدأ السادس عشر‪ :‬كفاية رأس المال‬

‫تقوم السلطة الرقابية بوضع متطلبات احت ارزية‪ ،‬ومناسبة لكفاية رأس مال البنوك‪ ،‬حيث تحدد مكونات‬
‫رأس المال آخذة بعين االعتبار قدرة البنوك على امتصاص الخسائر‪ ،‬على أقل تقدير عن مستوى معايير‬
‫لجنة بازل السارية المفعول؛‬

‫▪ المبدأ السابع عشر‪ :‬مخاطر االئتمان‬

‫تتأكد السلطة الرقابية أن البنوك تمتلك إجراءات مالزمة إلدارة مخاطر االئتمان‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫اعتمادها على سياسات وعمليات احت ارزية لتحديد مخاطر االئتمان‪ ،‬قياسها‪ ،‬تقييمها‪ ،‬مراقبتها واإلبالغ عنها‬
‫ثم السيطرة والحد منها في الوقت المناسب؛‬

‫▪ المبدأ الثامن عشر‪ :‬أصول بشأنها مالحظات‪ ،‬والمخصصات واالحتياطات‬

‫تتأكد السلطة الرقابية أن البنوك تشتمل على سياسات وإجراءات مناسبة لتحديد وإدارة األصول التي‬
‫سجلت عليها مالحظات‪ ،‬ومن أجل االحتفاظ بالمخصصات واالحتياطات التي تكفي لمواجهتها؛‬

‫▪ المبدأ التاسع عشر‪ :‬مخاطر التركز وحدود التعرضات الكبيرة‬

‫تتأكد السلطة الرقابية بأن البنوك تقوم بتحديد وقياس وتقييم ومراقبة مخاطر التركز‪ ،‬من خالل توافرها‬
‫لسياسات وإجراءات مالئمة‪ ،‬ليتسنى لها السيطرة على هذه المخاطر والحد منها‪ ،‬كما تضع السلطات الرقابية‬
‫حدوداً احت ارزية لتقييد التعرضات المصرفية على األطراف األخرى؛‬

‫‪45‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫▪ المبدأ العشرون‪ :‬العمليات مع أطراف ذات صلة‬

‫تطلب السلطة الرقابية من البنوك أن تقوم بعملياتها مع األطراف ذات الصلة على قدم المساواة مع‬
‫العمالء اآلخرين‪ ،‬وذلك من أجل منع حدوث إساءة في إجراء العمليات مع أطراف ذات صلة‪ ،‬وكذا مواجهة‬
‫مخاطر تضارب المصالح؛‬

‫▪ المبدأ الحادي والعشرون‪ :‬مخاطر البلدان ومخاطر التحويل‬

‫تتأكد السلطة الرقابية من توافر سياسات وإجراءات لدى البنوك لتحديد مخاطر البلدان ومخاطر‬
‫التحويل‪ ،‬وذلك في أنشطتها اإلقراضية واالستثمارية خارج الحدود؛‬

‫▪ المبدأ الثاني والعشرون‪ :‬مخاطر السوق‬

‫تتأكد السلطة الرقابية من اعتماد البنوك على سياسات وإجراءات مالئمة إلدارة مخاطر السوق؛‬

‫▪ المبدأ الثالث والعشرون‪ :‬مخاطر أسعار الفائدة في سجالت المصرف‬

‫تتأكد السلطة الرقابية أن البنوك تمتلك سجالت تحتوي أنظمة مالئمة لتحديد مخاطر أسعار الفائدة؛‬

‫▪ المبدأ الرابع والعشرون‪ :‬مخاطر السيولة‬

‫تتأكد السلطة الرقابية من االستراتيجية المعتمدة لدى البنوك إلدارة مخاطر السيولة‪ ،‬والوفاء لمتطلبات‬
‫السيولة‪ ،‬وتضع متطلبات احت ارزية مناسبة للسيولة؛‬

‫▪ المبدأ الخامس والعشرون‪ :‬المخاطر التشغيلية‬

‫تتأكد السلطة الرقابية من إطار عمل البنوك إلدارة المخاطر التشغيلية ودرجة تقبلها‪ ،‬طبيعتها‪ ،‬وأوضاع‬
‫السوق واالقتصاد لديها؛‬

‫▪ المبدأ السادس والعشرون‪ :‬التدقيق والرقابة الداخلية‬

‫تتأكد السلطة الرقابية من توافر أطر عمل مناسبة للرقابة الداخلية داخل البنوك‪ ،‬وذلك بشكل يحافظ‬
‫على منظومة تشغيلية قابلة للضبط لقيام هذه البنوك بأنشطتها؛‬

‫‪46‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫▪ المبدأ السابع والعشرون‪ :‬التقارير المالية والتدقيق الخارجي‬

‫تتأكد السلطة الرقابية من احتفاظ البنوك بسجالت محاسبية كافية‪ ،‬وإعدادها لقوائم مالية طبقاً‬
‫للممارسات المحاسبية المتعارف عليها دولياً‪ ،‬وأن تنشر البيانات والمعلومات الخاصة بوضعها المالي‬
‫متضمنة رأي مدقق حسابات خارجي مستقل عن البنك‪ ،‬كما تتحقق السلطة الرقابية من وجود حوكمة وإشراف‬
‫بشكل كاف على وظيفة التدقيق الخارجي؛‬

‫▪ المبدأ الثامن والعشرون‪ :‬اإلفصاح والشفافية‬

‫تفرض السلطة الرقابية على البنوك بنشر المعلومات بشكل منتظم‪ ،‬يمكن االطالع عليه بسهولة‪،‬‬
‫ويعكس وضعها المالي وأداءها والمخاطر التي يتعرض لها‪ .‬واستراتيجية إدارة مخاطرها‪.‬‬

‫▪ المبدأ التاسع والعشرون‪ :‬إساءة استخدام الخدمات المالية‬

‫تتأكد السلطة الرقابية أن لدى البنك سياسات وإجراءات مالئمة‪ ،‬تحول دون استخدام البنك ألغراض‬
‫اء بقصد أو عن غير قصد‪ ،‬وذلك لحماية العمالء‪.‬‬
‫إجرامية سو ً‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مقررات لجنة بازل وانعكاساتها على الصناعة المصرفية‬

‫أوالا‪ :‬مقررات لجنة بازل للرقابة المصرفية‬

‫‪ -1‬نشأة لجنة بازل للرقابة المصرفية‪:‬‬

‫يعد االهتمام بموضوع كفاية رأس المال ليس باألمر الحديث‪ ،‬فلقد كانت استخدامات معايير قياس‬
‫كفاية رأس المال سنة ‪ 1914‬م‪ ،‬وكان يعبر عنها آنذاك بنسبة رأس المال البنك إلى إجمالي الودائع‪ ،‬على أن‬
‫ال تقل نسبة رأس المال إلى الودائع ‪ %10‬بصيغة أخرى أن ال تزيد الودائع عن عشرة أضعاف رأس المال‪،‬‬
‫ويعتبر هذا المعدل من أشهر المقاييس وأقدمها انتشا ار في مجال العمل المصرفي عبر العالم إلى غاية سنة‬
‫‪1942‬م‪ ،‬أين تخلت عنه البنوك في الواليات المتحدة‪ ،‬كما أنه أصبح أقل أهمية عن السابق‪ ،‬وذلك نظ اًر‬
‫لكون األهمية تكمن في كيفية استخدام الودائع (نوعية األصول)‪ ،‬فبرز بعد الحرب العالمية الثانية مقياسا‬
‫تقليديا بسبب النقائص التي اتصف به سابقه‪ ،‬ويربط هذا المقياس رأس المال الممتلك باألصول (نسبة رأس‬
‫المال إلى إجمالي األصول)‪ ،‬ويبرر ذلك بان الخسارة التي يتحملها رأس المال‪ ،‬يكون مصدرها استخدام‬
‫األموال‪ ،‬وكلما كانت هذه النسبة أكبر كلما عكس ذلك متانة المركز المالي للبنك‪ ،‬وقد انتقد هذا المقياس‬
‫‪47‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بعدم التفرقة بين األصول من حيث درجة مخاطرتها‪ ،‬فطور هذا األخير في سنة ‪1948‬م تقريباً‪ ،‬وظهر‬
‫مقياس نسبة رأس المال إلى األصول الخطرة‪ ،‬وتعتبر األصول ذات المخاطرة كل األصول ما عدا‪ :‬النقد في‬
‫الصندوق ولدى البنك المركزي ‪ +‬السندات الحكومية ‪ +‬القروض الممنوحة للحكومة والدوائر الرسمية‪ ،‬وهناك‬
‫من أضاف الودائع لدى البنوك األخرى‪ ،‬ووجهت لهذا المقياس نفس االنتقادات الموجهة لسابقه‪.1‬‬

‫يعد تفاقم أزمة الديون الخارجية للدول النامية‪ ،‬وتزايد حجم الديون المشكوك في تحصيلها الممنوحة من‬
‫بنوك عالمية‪ ،‬األمر الذي سبب أزمات لهذه البنوك‪ ،‬زد إلى هذه المنافسة القوية للبنوك اليابانية للبنوك‬
‫األمريكية واألوروبية‪ ،‬نظ اًر النخفاض رؤوس أموال تلك األولى‪ ،‬دفع كل هذا السلطات اإلشرافية في مجموعة‬
‫الدول الصناعية العشرة الكبرى** إلى تشكيل لجنة تضم خبراء السلطات النقدية والبنوك المركزية لهذه الدول‬
‫سنة ‪1974‬م‪ ،‬ويعقد اجتماعها في مقر بنك التسويات الدولية ‪،)BIS( Bank of Internalional Settlements‬‬
‫بمدينة بازل السويسرية‪ ،‬أين تقع أمانتها العامة أيضاً‪ ،‬لهذا سميت اللجنة باسم ''لجنة بازل لإلشراف‬
‫المصرفي'' ‪ ،Basel Committee on Banking Supervision‬ويطلق على توصياتها بمقررات لجنة بازل‪.2‬‬

‫‪ -2‬التعريف بلجنة بازل المصرفية ‪:‬‬

‫لقد تم تحديد الطبيعة النظامية لألزمات المالية قبل األزمة األخيرة التي ظهرت على السطح منذ سنة‬
‫‪2007‬م‪ ،‬إن الكساد الكبير الذي عقب األزمة العالمية سنة ‪1929‬م‪ ،‬يقف شاهداً على التهديدات النظامية‬
‫خاصة في ظل العولمة المالية والشمولية‪ ،‬فأضحى موضوع تجميع وتوحيد معايير الرقابة واألمن المالي أكثر‬
‫أهمية‪ ،‬وكانت من بذور هذا االهتمام إفالس البنك األلماني ‪ ،Herstatt‬الذي أنجر عنه شلل في المدفوعات‬
‫ما بين البنوك في نيويورك تبعه بعد ذلك إفالس بنك ‪ Franklin‬في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬ويعتبر هذا‬
‫البنك أحد أكبر البنوك األمريكية‪ ،‬واكتشف مدى االنعكاس السلبي والخطير للمخاطر النظامية‪ ،‬وجاءت‬
‫مبادرة بيتر كوك ‪ Peter cooke‬مدير بنك إنجلترا‪ ،‬لعقد اجتماع لجنة البنوك المركزية والسلطات الرقابية لدول‬

‫‪ -‬ناصر سليمان‪ ،‬يونس مومنة‪ ،‬أثر كفاية رأس المال في ربحية البنوك اإلسالمية‪ ،‬مجلة إس ار الدولية للمالية اإلسالمية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫المجلد الثامن‪ ،‬العدد األول‪ ،‬جوان ‪ ،2017‬ص ص ‪.67-66‬‬


‫**الدول الصناعية الكبرى‪ :‬هي بلجيكا‪ ،‬كندا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬اليابان‪ ،‬هولندا‪ ،‬السويد‪ ،‬المملكة المتحدة‪ ،‬الواليات‬
‫المتحدة األمريكية‪ ،‬ثم أضيف لها لوكسمبورج‪ ،‬سويس ار واسبانيا‪.‬‬
‫‪ -‬معنى عبود علي وعبد الوهاب محمد جواد الموسوي‪ ،‬المصارف اإلسالمية أمام تحديات لجنة بازل‪ ،‬مجلة القادسية للعلوم‬ ‫‪2‬‬

‫اإلدارية واالقتصادية‪ ،‬كلية اإلدارة واالقتصاد‪ ،‬المجلد التاسع‪ ،‬العدد ‪ ،2007 ،4‬ص ‪.280‬‬

‫‪48‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫مجموعة العشرة ‪ ،)Groupe 10( G10‬في بازل السويسرية‪ ،‬لجنة ‪( Blunden‬سميت باسم مديرها األول ) ثم‬
‫أصبح لجنة ‪ Cooke‬نسبة إلى ‪ ،Peter Cooke‬ليصير اسمها فيما بعد لجنة بازل للرقابة المصرفية‪ ،‬باللغة‬
‫الفرنسية ‪ )CBSB( Comite de Bale pour les Supervision Bancaire‬تأسست لجنة بازل سنة ‪1974‬م من‬
‫محافظي البنوك المركزي لدول مجموعة العشرة ‪ 10‬ومحافظ البنك المركزي السويسري‪ ،‬وكان من أهدافها‬
‫مساعدة محافظي البنوك المركزية في مجال الرقابة المصرفية وتبادل المعلومات‪ ،‬أما الفكرة الرئيسية التي‬
‫سعت إليها اللجنة هي تشجيع تقارب األطر ومعايير الرقابة المصرفية في الدول األعضاء‪ ،‬وكذا سد ثغرات‬
‫اإلشراف الدولي على البنوك‪ ،‬حتى تخضع البنوك الدولية األجنبية نفس المعايير الخاصة بالبنوك المحلية‪.1‬‬

‫▪ تقديم لجنة بازل‪:‬‬

‫تعتبر لجنة بازل للرقابة المصرفية الهيئة الرئيسية الدولية المنظمة للقواعد االحت ارزية والحصيفة للبنوك‪،‬‬
‫وال تعد سلطة فوق الوطنية‪ ،‬فق ارراتها ال تملك قوة القوانين وإنما هي عبارة عن توصيات ومقترحات‪ ،‬لتستند‬
‫إلى التزامات الدول األعضاء‪ ،‬كما أنها تسمح بالتعاون بين مختلف البلدان األعضاء كما يشمل أعضاء‬
‫اللجنة على المشرفين على السلطات القائمة على الرقابة والبنوك المركزية للدول األعضاء‪ .‬يتم استدعائهم‬
‫من طرف مدير اللجنة‪ ،‬وبعد التشاور مع اللجنة قد يصبح أعضاء بعض المنظمات كمالحظين للجنة‪،‬‬
‫ودخول أعضاء جدد يرجع إلى هيئة المتابعة ومجموعة من محافظي البنوك المركزية‪ ،‬ومسؤولين عن الرقابة‬
‫المصرفية ويتخذ القرار حسب أهمية القطاع المصرفي للبلد المترشح ومدى استق ارره المالي‪.2‬‬

‫▪ الهيكل التنظيمي للجنة بازل للرقابة المصرفية‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫‪Rachida HENNANI، ETUDES et SYNTHESES، DE Bâle I à Bale III، les principales avancées des accords‬‬
‫‪prudentiels pour un système Financier plus résilient, LAMETA, Université de Montpellié ، 2015، p3.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Rachida HENNANI، op.cit, pp 3-4.‬‬
‫‪49‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تتكون لجنة بازل للرقابة المصرفية اللجنة‪ ،‬مجموعات العمل والفرق الخاصة‪ ،‬الرئيس األمانة‪ ،‬والشكل‬
‫الوالي يوضح بالتفصيل الهيكل التنظيمي للجنة بازل‪.‬‬

‫)‪.(BCBS‬‬ ‫الشكل رقم ‪ : 02‬الهيكل التنظيمي للجنة بازل للرقابة المصرفية‬

‫جمموعة من حمافظي البنوك املركزية ورؤساء الرقابة‬


‫)‪Group of Govermors and Heads of supervision (GHOS‬‬

‫تقدم تقارير جلنة ابزل‬


‫جلنة ابزل‬
‫‪ CBSB‬إىل ‪GHOS‬‬
‫‪Basel Comittee‬‬
‫املكونة من حمافظي البنوك‬
‫املركزية ورؤساء الرقابة‬ ‫لدى اللجنة رائسة متناوبة‬
‫املصرفية من أعضاء اللجنة‬ ‫رئيس اللجنة‬
‫لتوجيه اجملموعات القائمة على‬
‫‪CBSB chairman‬‬ ‫وضع املعايي واألحباث‬

‫جمموعة اإلشراف والتنفيذ‬ ‫تتكون اللجنة من مخس‬


‫جمموعة تطوير السياسة‬
‫‪Supervision and Implémentation Group‬‬ ‫جمموعات لوضع املعايي‪،‬‬
‫‪Policy Development Group‬‬
‫والقيام ابألحباث حبيث‬
‫حتتوي كل جمموعة على‬
‫جمموعة االحرتازية واإلشراف‬ ‫جمموعة خرباء احملاسبة‬ ‫عدد مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن األفراد‬
‫‪Macroprudential supervision Group‬‬ ‫‪Accouting Experts Group‬‬ ‫املتخصصني حسب ك ـ ـ ـ ـل‬
‫واح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد منهم‬

‫جمموعة ابزل االستشارية‬


‫‪Basel consul‬‬

‫يوفر بنك التسوايت الدويل ‪ BIS‬املقر والدعم‬ ‫أمانة اللجنة‬


‫ألمانة اللجنة‪ ،‬واملتواجد مقره ببازل السويسرية‬ ‫‪Basel Comanittee Secretariat‬‬

‫‪Source:https://www.bis.org/bcbs/organ_and_gov.htm‬‬

‫‪50‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -3‬أهداف لجنة بازل للرقابة المصرفية‪:‬‬

‫تمثل لجنة بازل للرقابة المصرفية‪ ،‬النواة األساسية للتعاون الدولي في مجال الرقابة البنكية للدول‬
‫األعضاء‪ ،‬وهي تعمل لتعزيز نوعية وفعالية الرقابة المصرفية‪ ،‬من خالل التركيز على ثالث محاور‪ ،‬المحور‬
‫األول ‪ :‬تبادل المعلومات حول الممارسات الرقابية المحلية‪ ،‬أما المحور الثاني فهو تحسين فعالية التقنيات‬
‫المستعملة في الرقابة المصرفية عالمياً‪ ،‬والمحور الثالث واألخير فيتمثل في تحديد المعايير االحت ارزية الدنيا‬
‫للعمل المصرفي‪ ،‬ويمكن أن نذكر أهداف لجنة بازل في هذه النقط الالحقة‪:1‬‬

‫• اإلسهام في تقوية النظام المصرفي الدولي واستق ارره‪ ،‬خاصة بعد تفاقم أزمة المدينوية الخارجية لدى الدول‬
‫النامية؛‬
‫• إزالة الفروق في المتطلبات الرقابية المحلية بخصوص رأس المال المصرفي‪ ،‬باعتباره المصدر الرئيسي‬
‫للمنافسة غير المتكافئة بين البنوك دولياً‪ ،‬ما جعل لجنة بازل تؤكد على ضرورة تطبيق نسبة كفاية رأس المال‬
‫بشكل عادل ومتناسق؛‬
‫• تطوير األساليب الفنية للرقابة على أنشطة البنوك‪ ،‬وتسهيل تداولها بين السلطات النقدية؛‬

‫من خالل ما سبق ذكره تستطيع القول أن لجنة بازل للرقابة المصرفية هي بمثابة إجماع دولي بشأن‬
‫التعاون في مجال الرقابة على أنشطة الصناعة المصرفية‪ ،‬كما أنها تهدف إلى تكافؤ فرص التنافسية البنكية‪،‬‬
‫وذلك من خالل إقرار نسب دنيا لكفاية رأس مال البنوك‪ ،‬بشكل يسمح بتقرير االستقرار المالي للبنوك وحماية‬
‫حقوق المالكين والمودعين‪.‬‬

‫‪ -4‬اتفاقية بازل ‪:I‬‬


‫‪ -1-4‬بعد العديد من االجتماعات و تضافر للجهود‪ ،‬خلصت لجنة بازل إلى توصياتها األولى المتعلقة‬
‫بكفاية رأس المال‪ ،‬وذلك في جويلية ‪1988‬م‪ ،‬وعرف باسم اتفاقية بازل‪ ،I‬ويعد هذا االنجاز اتفاقاً دولياً‪ ،‬فتم‬
‫وضع نسبة عالمية لكفاية رأس المال‪ ،‬حيث يتعين على كافة البنوك العاملة بأن تلتزم بأن تصل نسبة رأس‬
‫مالها إلى مجموع أصولها الخطرة المرجحة بأوزان المخاطرة االئتمانية إلى ‪ %8‬كحد أدنى مع نهاية ‪1992‬م‪،‬‬
‫ليتم هذا التطبيق على مدى ثالث سنوات بشكل تدريجي‪ ،‬بدءاً من سنة ‪1990‬م‪ ،‬وكانت مبنية على مقترحات‬

‫حياة نجار‪ :‬إدارة المخاطر المصرفية وفق اتفاقيات بازل‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‬ ‫‪1‬‬

‫والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة سطيف‪ ،2014 ،‬ص ‪.94‬‬


‫‪51‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫انجلتر المركزي اسمه ‪ ،Cooke‬والذي أصبح رئيساً للجنة بعد ذلك‪،‬‬


‫ا‬ ‫قدمها خبير اقتصادي انجليزي من بنك‬
‫لهذا سميت هذه النسبة باسمه‪ ،‬كما يسميها الفرنسيون معدل المالءة األوربي ‪. RSE‬‬
‫‪ -2-4‬الجوانب األساسية إلتفاقية بازل ‪ I‬سنة ‪1988‬م‪:‬‬
‫انطوت اتفاقية بازل ‪ I‬على العديد من الجوانب لعل من أهمها ما يلي‪:1‬‬

‫‪ -1-2-4‬التركيز على المخاطر االئتمانية‪:‬‬

‫هدفت اإلتفاقية إلى حساب الحدود الدنيا لرأس المال‪ ،‬آخذة بعين االعتبار المخاطر االئتمانية فقط‪،‬‬
‫دون مراعاة المخاطر األخرى مثل مخاطر سعر الصرف‪...‬الخ؛‬

‫‪ -2-2-4‬تعميق االهتمام بنوعية األصول وكفاية المخصصات الواجب تكوينها‪:‬‬

‫تركز اهتمام اإلتفاقية على نوعية األصول ومستوى المخصصات التي يجب تكوينها لألصول أو‬
‫الديون المشكوك في تحصيلها‪ ،‬وغيرها من المخصصات‪ ،‬ذلك أنه من الضروري كفاية المخصصات أوالً ثم‬
‫يتأتى بعد ذلك تطبيق معيار كفاية رأس المال؛‬

‫‪ -3-2-4‬تقسيم دول العالم إلى مجموعتين من حيث أوزان المخاطر االئتمانية‪:‬‬

‫قسمت اإلتفاقية دول العالم إلى مجموعتين وقتاً لهذه النظرة‪:‬‬

‫• مجموعة دول منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ودول ذات ترتيبات خاصة مع صندوق النقد‬
‫وينظر إلى هذه المجموعة بأنها أقل مخاطر من باقي دول العالم‪ ،‬وتضم دول هذه المجموعة الدول‬
‫الدولي‪ُ ،‬‬
‫كاملة العضوية في منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ‪ ،OCED‬والدول التي تربطها ترتيبات اقراضية خاصة‬
‫بصندوق النقد الدولي‪ ،‬شريطة استبعاد أي دولة من هذه المجموعة حالة ما قامت بإعادة جدولة الدين‬
‫الخارجي لها‪ ،‬وذلك لمدة خمس سنوات‪ ،‬وتتكون هذه المجموعة من‪ :‬بلجيكا‪ ،‬كندا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬إيطاليا‪،‬‬
‫اليابان‪ ،‬لوكسمبورغ‪ ،‬هولندا‪ ،‬السويد‪ ،‬سويسرا‪ ،‬المملكة المتحدة‪ ،‬الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬أيسلندا‪ ،‬أيرلندا‪،‬‬
‫اسبانيا‪ ،‬أستراليا‪ ،‬البرتغال‪ ،‬اليونان؛‬

‫عبد المطلب عبد الحميد‪ ،‬اإلصالح المصرفي ومقررات بازل ‪ ،III‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2013 ،‬ص ‪.255‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪52‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫• مجموعة الدول األخرى في العالم‪ ،‬وينظر إليها بأنها ذات مخاطر أعلى من دول المجموعة األخرى‪،‬‬
‫وال تتمتع البنوك العاملة في هذه الدول بتخفيضات أوزان المخاطر المقررة لمجموعة ‪ OECD‬والدول ذات‬
‫الترتيبات االقراضية الخاصة مع صندوق النقد الدولي ‪FMI‬؛‬

‫‪ -4-2-4‬وضع أوزان ترجيحية مختلفة لدرجة مخاطر األصول‪:‬‬

‫يختلف الوزن الترجيحي باختالف األصل من جهة‪ ،‬وكذلك باختالف الملتزم باألصل أي المدين من‬
‫جهة أخرى‪ ،‬وفي هذا الصدد نميز خمسة أوزان تندرج من خاللها األصول عند حساب معيار كفاية رأس‬
‫المال‪ ،‬وهي ‪%100 ،%50 ،%20 ،%10 ،%0‬؛ والجدول اآلتي يوضح ذلك بالتفصيل‪.‬‬

‫الجدول رقم ‪ :01‬أوزان المخاطر المرجحة لألصول حسب بازل‪I‬‬

‫نوعية األصول‬ ‫درجة املخاطرة‬


‫النقدية‪ ،‬القروض املمنوحة للحكومات املركزية والقروض بضماانت نقدية وبضمان أوراق مالية صادرة من‬ ‫‪%0‬‬
‫احلكومات‪ ،‬القروض املمنوحة من حكومات وبنوك مركزية يف بلدان ‪.OECD‬‬
‫القروض املمنوحة هليئات القطاع العام احمللية (النسبة حسب ما يتقرر وطنياً)‬ ‫‪،%10،%0‬‬
‫‪ %20‬أو‪%50‬‬
‫القروض املمنوحة لبنوك التنمية الدولية‪ ،‬وبنوك دول منظمة ‪ ،OECD‬النقدية رهن التحصيل‪.‬‬ ‫‪%20‬‬
‫قروض مضمونة برهوانت عقارية‪ ،‬ويشغلها مالكها‬ ‫‪%50‬‬
‫مجيع األصول األخرى مبا فيها القروض التجارية‪ ،‬القروض املمنوحة للقطاع اخلاص‪ ،‬القروض املمنوحة خارج‬ ‫‪%100‬‬
‫دول منظمة ‪ OECD‬ويتبقى على استحقاقها ما يزيد عن عام‪ ،‬القروض املمنوحة لشركات قطاع عام اقتصادية‪،‬‬
‫مسامهات يف شركات أخرى‪ ،‬مجيع املوجودات األخرى‬
‫المصدر‪ :‬عمار عريس وم جدوب بحوصي‪ ،‬تعديالت مقررات لجنة بازل وتحقيق االستقرار المصرفي‪ ،‬مجلة البشائر االقتصادية‪ ،‬المجلد الثالث‪،‬‬
‫العدد‪ ،1‬مارس ‪ ،2017‬ص ‪.101‬‬

‫‪ -5-2-4‬وضع معامالت تحويل االلتزامات العرضية (التعهدات خارج الميزانية)‪:‬‬

‫ترى اإلتفاقية ضرورة تحويل االلتزامات العرضية التقليدية على أنها ائتمان غير مباشر‪ ،‬وأنها أقل‬
‫مخاطر من االئتمان المباشر‪ ،‬إذ يتم تحويلها إلى أصول ذات طبيعة األصول داخل الميزانية‪ ،‬وذلك‬
‫باستخدام معامل التحويل الذي يحدد درجة المخاطر وفق طبيعة االلتزام ذاته‪ ،‬ثم يتم تحويل الناتج من‬
‫الخطوة السابقة إلى خطر مرجح باستخدام الوزن الترجيحي للمدين‪ ،‬أي حسب العالقة اآلتية‪:‬‬

‫‪53‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الخطر المرجع ألصل خارج الميزانية = قيمة االلتزام العرضي ‪ x‬معامل الترجيح‬

‫تحويل أصل خارج الميزانية إلى أصل داخل الميزانية‪.‬‬ ‫الخطوة األولى‬

‫الخطر المرجح لألصل خارج الميزانية ‪ x‬الوزن الترجيحي للمدين (االلتزام األصلي) = أصل خطر مرجح‬

‫الحصول على أصل خطر مرجح‬ ‫الخطوة الثانية‬

‫وفيما يلي معامالت الترجيح للتعهدات خارج الميزانية‪:‬‬

‫الجدول رقم ‪ :02‬أوزان المخاطرة المرجحة لعناصر خارج الميزانية‬

‫البنود‬ ‫أوزان‬
‫املخاطر‬
‫بنود مثلية للقروض (مثل الضماانت العامة للقروض)‬ ‫‪%100‬‬
‫بنود مرتبطة مبعامالت حسن األداء (خطاابت الضمان‪ ،‬تنفيذ عمليات مقاوالت أو توريدات)‬ ‫‪%50‬‬
‫بنود مرتبطة مبخاطر قصية األجل تتم ابلتصفية الذاتية (االعتمادات املستندية)‬ ‫‪%20‬‬
‫المصدر‪ :‬ناصر سليمان‪ ،‬النظام المصرفي الجزائري واتفاقيات بازل‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬العدد السادس‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة سطيف‪ ،‬العدد السادس‪ ،2006 ،‬ص‪.154 ،‬‬

‫‪ -6-2-4‬وضع مكونات كفاية رأس المال المصرفي‪:‬‬

‫أصبح اإلطار الجديد لكفاية رأس المال المصرفي يتكون من المعادلة التالية‪:‬‬

‫رأس المال المصرفي لمعيار الكفاية = رأس المال األساسي ‪ +‬رأس المال المساند‪ ،‬بحيث‪:‬‬

‫رأس المال األساسي = رأس المال المدفوع ‪ +‬االحتياطات ‪ +‬األرباح‪.‬‬

‫رأس المال المساند = االحتياطات غير المعلنة ‪ +‬احتياطات إعادة تقييم األصول ‪ +‬المخصصات المكونة‬
‫لمواجهة أي مخاطر غير محددة ‪ +‬القروض المساندة ‪ +‬أدوات رأس المالية أخرى؛‬

‫‪ -1‬في ضوء ما سبق‪ ،‬فإن معدل كفاية رأس المال توضحه العالقة الرياضية اآلتية‪:‬‬

‫إمجايل رأس املال (رأس املال األساسي ‪ +‬رأس املال املساند)‬


‫≥ ‪%8‬‬ ‫معدل كفاية رأس املال حسب ابزل‪= I‬‬
‫األصول املرجحة أبوزان املخاطرة‬

‫‪54‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -5‬تعديالت بازل‪:I‬‬

‫لقد ساعد معيار كفاية رأس المال للجنة بازل‪ ،I‬على تقوية واستقرار النظام المصرفي الدولي إال أنه‬
‫ومع التطور الذي شهده النظام المالي‪ ،‬أصبح هذا المؤشر غير كاف لقياس الوضع المالي للمصارف‪،‬‬
‫خاصة مع إهماله للمخاطر المصرفية األخرى‪ ،‬فظهرت الحاجة إلى تعديل هذه النسبة‪ ،‬حيث أصبحت تعرف‬
‫فيما بعد‪ ،‬أي بعد التعديل بمعيار كفاية رأس المال بازل ‪.1,5‬‬

‫• التعديالت التي أجريت على اتفاقية بازل‪:I‬‬

‫من أهم التعديالت التي أدخلت على اتفاقية بازل‪ ،I‬هو التعديل الذي أجري في أفريل ‪1995‬م‪ ،‬حيث‬
‫قامت اللجنة باقتراح إدخال مخاطر السوق التي كانت تتحملها البنوك‪ ،‬بعدما كانت اإلتفاقية األولى تهتم إال‬
‫بمخاطر االئتمان‪ ،‬وبعد جملة من المالحظات وإدخال التعديالت عليها أصبحت جاهزة للتطبيق في سنة‬
‫‪1998‬م‪ ،‬كما تم إضافة شريحة ثالثة لرأس المال عند احتساب معدل المالءة‪ ،‬وتتمثل في قروض مساندة ال‬
‫يقل تاريخ استحقاقها عن السنتين وتكون في حدود ‪ %250‬من رأس المال األساسي‪.‬‬

‫ووفق هذا التعديل تم إيجاد صلة رقمية بن مخاطر االئتمان ومخاطر السوق‪ ،‬عن طريق ضرب مقياس‬
‫المخاطر السوقية في ‪ ،12,5‬وعليه فسيصير بسط كسر العالقة المعدلة مكون من مجموع رأس‬

‫مال البنك من الشريحة األولى‪ ،‬الثانية‪ ،‬والثالثة‪ ،‬أما المقام فيتكون من مجموع األصول المرجحة بأوزان‬
‫المخاطرة باإلضافة إلى مقياس المخاطرة السوقية مضروب في ‪ 12,5‬كما سبق الذكر‪.1‬‬

‫إمجايل رأس املال (شرحية‪ + 1‬شرحية‪ +2‬شرحية‪)3‬‬


‫األصول املرجحة أبوزان املخاطرة ‪ +‬مقياس املخاطرة السوقية ‪%8 ≥ 12.5 X‬‬ ‫معدل كفاية رأس املال ابزل ‪= 1.5‬‬
‫‪ -6‬اتفاقية لجنة بازل ‪:II‬‬

‫لقد حققت بازل‪ I‬بعض أهدافها‪ ،‬وذلك بإسهامها في تقوية استقرار النظام المصرفي دولياً‪ ،‬بعد البدء في‬
‫تطبيقها سنة ‪1988‬م‪ ،‬كذلك أحدثت تقارباً في القوة التنافسية بين البنوك‪ ،‬وزيادة االهتمام بسالمة المراكز‬
‫المالية للبنوك‪ ،‬إالّ أنه اعترتها بعض العيوب بعد التطورات الكبيرة التي شهدتها األسواق المالية عالمياً‪ ،‬فلم‬
‫تعد نسبة كفاية رأس المال حسب بازل‪ I‬تعكس بدقة الوضع المالي للبنوك‪ ،‬كما أن عملية ترجيح األصول ال‬

‫مفتاح صالح ورحال فاطمة‪ ،‬تأثير مقررات لجنة بازل ‪ III‬على النظام المصرفي اإلسالمي‪ ،‬المؤتمر العالمي التاسع‬ ‫‪1‬‬

‫لالقتصاد والتمويل اإلسالمي‪ ،‬سبتمبر ‪ ،2013‬اسطمبول تركيا‪.‬‬


‫‪55‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تفرق بين عمالء البنك‪ ،‬فهي تتعامل معهم كفئة واحدة رغم التفاوت الموجود بين العمالء فيما يتعلق بالوفاء‬
‫بااللتزامات‪ ،‬كما أنها أيضاً ال تأخذ في الحسبان أثر التنويع في المحفظة‪ ،‬والمخاطر المرتبطة بالموجودات‬
‫كالً على حدة‪ ،‬هذه األسباب وغيرها أدى إلى ظهور اتفاقية بازل‪.II‬‬

‫تم بدء النقاش حول هذه اإلتفاقية منذ ‪1998‬م‪ ،‬ودخلت التنفيذ الفعلي سنة ‪2003‬م‪ ،‬مع مراعاة فترة‬
‫انتقالية تمتد على ثالث سنوات أي حتى سنة ‪2006‬م كأقصى حد‪ ،‬وقد تضنمت على العديد من القواعد‬
‫اإلجراءات بغية دعم النظام المصرفي العالمي‪ ،‬وتقويته من خالل تحرير حساب رأس المال وتوفير الشفافية‪،‬‬
‫وإشراك القطاع الخاص في منع حدوث أزمات مالية ومصرفية‪ ،‬ويمكن حصر المستجدات التي أتت بها‬
‫اتفاقية بازل ‪ II‬بالمقارنة باتفاقية بازل‪ I‬فيما يلي‪:1‬‬

‫عند حساب متطلبات كفاية رأس المال‪ ،‬تتغير منهجية ترجيح األصول بمخاطر االئتمان‪ ،‬كما‬ ‫•‬
‫تضاف المخاطر التشغيلية‪ ،‬وتطالب البنوك باالحتفاظ برأس المال لمواجهتها‪ ،‬كما يعتمد على المدخل‬
‫األساسي أو المعياري أو المتقدم لقياس المخاطر االئتمانية؛‬
‫تعزيز دور البنوك المركزية من خالل إدراج بنود تمكنه من مراقبة المالءة المصرفية‪ ،‬وتخوله رفع‬ ‫•‬
‫النسبة (‪ )%8‬عند اقتضاء األمر‪ ،‬وإمكانية مراجعة األساليب واإلجراءات المتبعة إلدارة وقياس المخاطر؛‬
‫زيادة درجة انضباط السوق‪ ،‬من خالل إضافة متطلبات الشفافية واإلفصاح‪ ،‬بهدف التحكم في‬ ‫•‬
‫المخاطر المتعلقة بنشاط البنوك؛‬

‫ويمكن إدراج شكل يوضح أهم االختالفات بين اتفاق بازل‪ I‬واتفاق بازل‪:II‬‬

‫الشكل رقم ‪ :03‬يبين أوجه االختالف بين بازل‪ I‬واتفاق بازل‪.II‬‬

‫ال تغيي‬
‫ال تغيي‬
‫رأس املال‬
‫نسبة رأس املال =‬
‫املخاطر التشغيلية ‪ +‬خماطر السوق ‪ +‬خماطر االئتمان‬

‫تغيي جذري‬ ‫ال تغيي‬ ‫جديد‬

‫المصدر‪ :‬مرفت علي أبو كامل‪ ،‬اإلدارة الحديثة لمخاطر االئتمان في المصارف وفقاً للمعايير الدولية بازل‪ ،II‬رسالة‬
‫ماجستير في إدارة األعمال‪ ،‬كلية التجارة قسم إدارة األعمال‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪ ،2007 ،‬ص ‪.43‬‬

‫فضيلة بوطورة ونوفل سيمايلي‪ ،‬بنك الجزائر وإرساء مقررات لجنة بازل لإلشراف والرقابة المصرفية‪ ،‬مجلة دراسات‪ ،‬العدد‬ ‫‪1‬‬

‫االقتصادي‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة األغواط‪ ،‬العدد ‪ 25‬أ‪ ،‬جانفي ‪ ،2016‬ص‪.168‬‬
‫‪56‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫• الدعائم األساسية إلتفاقية بازل‪:II‬‬

‫ترتكز اتفاقية بازل‪ II‬على ثالث ركائز أساسية هي كما يلي‪:‬‬

‫كفاية رأس المال‪ :‬حيث تولدت الحاجة إلى المزيد من ضبط وتطوير اتفاقية بازل‪ I‬وشمل‬ ‫أ‪-‬‬
‫هذا المحور ستة أقسام هي كاآلتي‪:1‬‬
‫• حساب الحد األدنى لمتطلبات رأس المال؛‬
‫• المخاطرة االئتمانية‪ ،‬المدخل المعياري؛‬
‫• المخاطرة االئتمانية‪ ،‬المدخل المستند إلى التصنيف الداخلي؛‬
‫• المخاطرة االئتمانية‪ ،‬إطار التوريق؛‬
‫• المخاطر التشغيلية؛‬
‫• قضايا دفتر التداول ‪( Trading Book Issues‬يخص تقلبات أسعار االستثمارات)‪.‬‬

‫فمن خالل هذه العناصر الستة‪ ،‬تصدت اللجنة لعديد من المخاطر مع التركيز على المخاطر‬
‫االئتمانية‪ ،‬وحساب رأس المال المصرفي المقابل لها‪ ،‬بتطبيق المدخل المعياري والمدخل المستند إلى‬
‫التصنيف الداخلي‪ ،‬كما أضيفت مخاطر التوريق والمخاطر التشغيلية‪ ،‬ومخاطر الدفتر المصرفي‪ ،‬المتعلق‬
‫بتقلبات أسعار االستثمارات‪.‬‬

‫إمجايل رأس املال‬ ‫نسبة كفاية رأس املال‬


‫≥ ‪%8‬‬
‫خماطر االئتمان ‪ +‬خماطر السوق ‪ +‬خماطر التشغيل ‪12.5 X‬‬
‫=‬ ‫حسب ابزل‪)Mc Dounough( II‬‬

‫ب‪ -‬عمليات المراجعة اإلشرافية على البنوك‪:‬‬

‫إن الهدف األساسي من الركيزة الثانية أو الدعامة الثانية إلتفاقية بازل‪ ،II‬هو التأكد من مدى كفاية‬
‫رأس المال البنوك والمؤسسات الناشطة في بلد معين‪ ،‬ويمكن للبنوك المركزية تفعيلها من خالل‪:2‬‬

‫عبد المطلب عبد الحميد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.283‬‬ ‫‪1‬‬

‫صادق أحمد عبد هللا السبني‪ ،‬إمكانية تلبية المصارف اإلسالمية لمتطلبات اتفاقية بازل‪ ،III‬مجلة أماراباك‪ ،‬األكاديمية‬ ‫‪2‬‬

‫األمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا‪ ،‬المجلد السابع‪ ،‬العدد ‪ ،2016 ،21‬ص ‪.177‬‬
‫‪57‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫• تحديد نسبة كفاية رأس مال بنوكها عند حد أكبر من ‪ ،%8‬حسب الظروف االقتصادية للبلد‪ ،‬أو‬
‫تخصيص بنك معين بذلك؛‬
‫• إلزام البنوك بتوفير رقابة داخلية لتقييم مخاطرها‪ ،‬وتقدير مدى كفاية رأس المال‪ ،‬وتقديم معلومات صحيحة‬
‫وواضحة للسلطات الرقابية؛‬
‫• التدخل الرقابي التخاذ اإلجراءات التصحيحية المانعة من تدهور رأس مال البنك‪.‬‬
‫انضباط السوق‪:‬‬ ‫ج‪-‬‬

‫يرتبط بتعزيز وتحسين مناخ اإلفصاح والشفافية في نشر المعلومات الخاصة بالمساهمين والدائنين‪ ،‬بما‬
‫يساعد على ضمان سالمة واستقرار النظام المصرفي‪.1‬‬

‫‪ -7‬اتفاقية لجنة بازل ‪:III‬‬

‫بعد األزمة المالية العالمية لسنة ‪2008‬م‪ ،‬والتي انهار سببها العديد من البنوك‪ ،‬نشرت لجنة بازل في‬
‫جويلية ‪2009‬م مجموعة من الوثائق بغرض تطوير الركائز أو الدعائم الثالثة لبازل‪ ،II‬تبعها نشر وثيقتين‬
‫في ‪ 17‬ديسمبر ‪2009‬م‪ ،‬كمسودة إلتفاقية بازل‪ ،III‬وذلك إلخضاعها لإلثراء والمناقشة‪ ،‬وانتهت هذه العملية‬
‫األخيرة في ‪ 16‬أفريل ‪2010‬م‪ ،‬بعد هذا عقد اجتماع بتاريخ ‪ 12‬سبتمبر ‪2010‬م على مستوى مقر اللجنة‬
‫ببنك التسويات الدولية بمدينة بازل السويسرية‪ ،‬ضم محافظي البنوك المركزية والمسؤولين الماليين الممثلين لـ‬
‫‪ 27‬عضو للجنة بازل بعد توسيعها‪ ،‬وبعد المصادقة عليها من طرف مجموعة العشرين في اجتماع سيول‬
‫العاصمة الكورية الجنوبية‪ ،‬بتاريخ ‪ 12‬نوفمبر ‪2010‬م‪ ،‬اعتمدت بشكل رسمي اتفاقية بازل‪ ،III‬ونشرت‬
‫بتاريخ ‪ 16‬ديسمبر ‪ ،2010‬على أن يلتزم بها رسمياً في ‪ 1‬جانفي ‪2013‬م‪ ،‬وخالل فترة تمتد إلى سنة‬
‫‪2019‬م‪ ،‬كما تم وضع محطتي مراجعة خالل ‪2013‬م و‪2015‬م‪ ،‬وإن كان هناك اتفاق مرحلي اعتمدته لجنة‬
‫بازل أطلق عليه بازل ‪ 2.5‬يعزز قياس المخاطر المتعلقة بالتوريق وذلك في جويلية ‪2009‬م‪ ،‬على أالّ‬
‫يتجاوز أجله نهاية سنة ‪2011‬م‪ ،‬ويمكن القول أن األزمة المالية العالمية سنتي ‪2007‬م‪2008-‬م كان لها‬

‫عمار عريس ومجدوب بحوصي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.105‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪58‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫األثر األكبر في إصدار هذه اإلتفاقية‪ ،‬بعد فشل اإلتفاقية السابقة (بازل‪ ،)II‬في حماية البنوك من اإلفالس‬
‫واالنهيار‪ ،‬وتعد اتفاقية بازل‪ III‬شبه تعديل أو تصحيح لبعض المعدالت الواردة في بازل‪.1II‬‬

‫• محاور اتفاقية بازل‪:III‬‬

‫‪2‬‬
‫تتألف اتفاقية بازل‪ III‬من خمسة محاور أساسية نذكرها كاآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬المحور األول ‪ :‬يتناول هذا المحور تحسين نوعية بنية وشفافية قاعدة رساميل البنوك‪ ،‬فاقتصرت رأس‬
‫المال األساسي على رأس المال المكتتب به واألرباح غير الموزعة‪ ،‬مضافاً إليها أدوات رأس المال غير‬
‫المشروطة بعوائد وغير المقيدة بتاريخ استحقاق‪ ،‬بمعنى آخر األدوات القادرة على استيعاب الخسائر فور‬
‫حدوثها‪ ،‬بينما رأس المال المساند (التكميلي) فيقتصر على أدوات رأس المال المقيدة لخمس سنوات على‬
‫األقل والقابلة لتحمل الخسائر قبل الودائع‪ ،‬وضيقت بازل ‪ III‬مفهوم رأس المال بإسقاطها كل ما عدا ذلك من‬
‫مكوناته التي كان معموالً بها في االتفاقيات السابقة؛‬
‫‪ -‬المحور الثاني‪ :‬تغطية مخاطر الجهات المقترضة المقابلة‪ ،‬والتي نشأت عن العمليات على المشتقات‬
‫وتمويل سندات الدين وعمليات الريبو‪ ،*repo‬وذلك من خالل إلزامية متطلبات رأس مال إضافية للمخاطر‬
‫السابق ذكرها‪ ،‬وكذلك تغطية الخسائر التي تنتج عن إعادة تقييم األصول المالية بناءاً على تقلبات أسعارها‬
‫في السوق؛‬
‫‪ -‬المحور الثالث‪ :‬أدخلت لجنة بازل‪ III‬نسبة جديدة تدعى نسبة الرفع المالي (‪ )Leverage Ratio‬وتوظف‬
‫لتسقيف تزايد نسبة القروض في النظام المصرفي‪ ،‬وتحسب بقسمة الشريحة األولى من رأس المال على‬
‫إجمالي األصول دون األخذ بمخاطرها‪ ،‬على أن ال تقل هذه النسبة عن ‪%3‬؛ والعالقة كاآلتي‪:‬‬

‫الشرحية األوىل لرأس املال‬


‫≥ ‪%3‬‬
‫إمجايل األصول أو اخلصوم‬
‫=‬ ‫الرافعة املالية ‪LR‬‬

‫ناصر سليمان‪ ،‬المعايير االحت ارزية في العمل المصرفي ومدى تطبيقها في المنظمة المصرفية الجزائرية‪ ،‬مجلة العلوم‬ ‫‪1‬‬

‫االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة سطيف‪ ،‬العدد ‪ ،2014 ،14‬ص ‪.46‬‬
‫زبير عياش‪ ،‬اتفاقية بازل‪ III‬كاستجابة لمتطلبات النظام البنكي العالمي‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬العدد‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،31/30‬ماي ‪ ،2013‬ص ص ‪.456-455‬‬


‫*عمليات الريبو ‪ :repo‬هو السعر المستخدم من طرف البنك المركزي إلعادة شراء األوراق المالية الحكومية من البنوك‬
‫التجارية للسيطرة على المعروض النقدي‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬المحور الرابع‪ :‬يتناول هذا المحور الحد من اتباع البنوك لسياسات إقراض أكثر مواكبة للظروف‬
‫مما يتطلبه الحال‪ ،‬كأن تمتنع عن التمويل لألنشطة االقتصادية حالة الركود االقتصادي‪ ،‬أو تزيد‬
‫االقتصادية ّ‬
‫منه في مرحلة النمو واالزدهار؛‬

‫‪ -‬المحور الخامس‪ :‬بينت األزمة العالمية األخيرة سنة ‪2008‬م مدى أهمية مسألة السيولة للنظام المالي‬
‫واألسواق بكاملها‪ ،‬فلجأت لجنة بازل إلى بلورة معيار عالمي يختص بهذه المسألة‪ ،‬فاقترحت اعتماد نسبتين‪،‬‬
‫األول (‪ )LCR‬نسبة تغطية السيولة‪ ،‬والتي تتطلب من البنوك االحتفاظ بأصول ذات درجة سيولة عالية‪،‬‬
‫حتى يتسنى لها تغطية التدفق النقدي لديها حتى ‪ 30‬يوماً‪ ،‬أما الثانية (‪ )NSFR‬وهي لقياس السيولة‬
‫المتوسطة والطويلة األمد‪ ،‬والغرض منها توافر البنك على مصادر تمويل مستقرة ألنشطتها؛‬

‫وعالقتها الرياضية كاآلتي‪:‬‬


‫األصول السائلة عالية اجلودة‬
‫≥ ‪%100‬‬ ‫نسبة تغطية السيولة ‪= LCR‬‬
‫صايف التدفقات النقدية املتوقعة خالل ‪ 30‬يوماً‬

‫املوارد املستقرة املتاحة ملدة سنة‬


‫≥ ‪%100‬‬ ‫نسبة صايف التمويل املستقر ‪= NSFR‬‬
‫احلاجة للتمويل املستقر ملدة سنة‬

‫مراحل تنفيذ اتفاقية بازل‪:III‬‬

‫منحت لجنة بازل للرقابة المصرفية مهلة ‪ 7‬سنوات للبنوك‪ ،‬تبدأ من نهاية ‪2012‬م إلى غاية بداية‬
‫‪2019‬م‪ ،‬وذلك لتطبيق المضمون الكامل إلتفاقية بازل ‪ III‬والجدول الالحق يوضح بالتفصيل تواريخ التطبيق‬
‫التدريجي لمضمون بازل ‪.1III‬‬

‫طبيل عبد السالم وبومدين يوسف‪ ،‬اتفاقية بازل‪ III‬كآلية لتعزيز الحوكمة في المصارف اإلسالمية‪ ،‬مجلة االقتصاد الجديد‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫جامعة خميس مليانة‪ ،‬المجلد ‪ ،2‬العدد ‪ ،2018 ،19‬ص ‪.116‬‬


‫‪60‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫اجلدول رقم ‪ : 03‬تواريخ التطبيق التدرجيي إلتفاقية ابزل‪.III‬‬

‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬


‫‪%4,5‬‬ ‫‪%4,5‬‬ ‫‪%4,5‬‬ ‫‪%4,5‬‬ ‫‪%4,5‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%3,5‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫االسم العادي (النواة الصلبة)‬
‫‪%1,5‬‬ ‫‪%1,5‬‬ ‫‪%1,5‬‬ ‫‪%1,5‬‬ ‫‪%1,5‬‬ ‫‪%1,5‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫الشرحية األوىل اإلضافية‬
‫الشرحية األوىل‪ :‬رأس املال‬
‫‪%6‬‬ ‫‪%6‬‬ ‫‪%6‬‬ ‫‪%6‬‬ ‫‪%6‬‬ ‫‪%5,5‬‬ ‫‪%4,5‬‬ ‫‪%4‬‬
‫األساسي‬
‫‪%2‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%2,5‬‬ ‫‪%3,5‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫الشرحية الثانية‪ :‬رأس املال املساند‬
‫‪%8‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫رأس املال الصايف‬
‫‪%100‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪%80‬‬ ‫‪%60‬‬ ‫‪%40‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫نسبة االقتطاعات‬
‫رأس املال اإلضايف ألغراض‬
‫‪%2,5‬‬ ‫‪%1,875‬‬ ‫‪%1,25‬‬ ‫‪%0,625‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫التحوط‬
‫األسهم العادية‪+‬رأس املال اإلضايف‬
‫‪%7‬‬ ‫‪%6,375‬‬ ‫‪%5,75‬‬ ‫‪%5,125‬‬ ‫‪%4,5‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%3,5‬‬ ‫‪%2‬‬
‫للتحوط‬
‫رأس املال الصايف‪+‬رأس املال‬
‫‪%10,5‬‬ ‫‪%9,875‬‬ ‫‪%9,125‬‬ ‫‪%8,625‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪%8‬‬
‫اإلضايف للتحوط‬
‫أدوات رأس املال اليت أصبحت‬
‫اإلزالة التدرجيية على مدة ‪ 10‬سنوات وبداية من سنة ‪2013‬‬ ‫غري مؤهلة للبنوك األخرى يف‬
‫الشرحية ‪ 1‬و‪2‬‬
‫فرتة التنظيم املوازي‪:‬‬ ‫الرقابة من قبل السلطات اإلشرافية‬
‫الدمج يف‬
‫‪ 1‬جانفي‪1 - 2013‬جانفي ‪2017‬‬ ‫الرافعة املالية‬
‫العمود األول‬
‫النشر‪ :‬اعتباراً من ‪1‬جانفي ‪2015‬‬
‫إدخال احلد‬
‫األدىن من‬ ‫بداية فرتة املراقبة‬ ‫نسبة تغطية السيولة‬
‫النسبة‬
‫إدخال احلد‬
‫األدىن من‬ ‫بداية فرتة املراقبة‬ ‫نسبة صايف التمويل املستقر‬
‫النسبة‬
‫المصدر‪ :‬طبيل عبد السالم وبومدين يوسف‪ ،‬اتفاقية بازل ‪ III‬كآلية لتعزيز الحوكمة في المصارف اإلسالمية‪ ،‬مجلة االقتصاد الجديد‪ ،‬جامعة خميس‬
‫مليانة‪ ،‬المجلد‪ ،02‬العدد ‪ ،2018-19‬ص ص ‪.117-116‬‬

‫• الحد األدنى لكفاية رأس المال حسب بازل ‪:III‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى معدل كفاية رأس المال أو نسبة المالءة المصرفية‪ ،‬تم تعديلها برفع المستوى األدنى‬
‫المنصوص عليه في بازل ‪ ،II‬أي ‪ %8‬إلى ‪ %10,5‬وتحسب من خالل العالقة اآلتية‪:1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪AbdELILAH El AttAR et Mohammed Amine ATMANI، L’impact des accord de Bàle III sur les banques‬‬
‫‪Islamiques, dossier de recherches en économie et gestion, juin 2013, université Mohammed premier, Oujda Maroc,‬‬
‫‪p20.‬‬
‫‪61‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الشرحية الثانية‬ ‫الشرحية األوىل‬


‫‪+‬‬
‫≥ ‪%10.5‬‬ ‫نسبة كفاية رأس املال املصرفية=‬
‫املخاطر‬
‫االئتمان‬ ‫=‬
‫السوق ‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫التشغيلية‬
‫‪%75‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪%20‬‬

‫• أهم التعديالت المتخذة في اتفاقية بازل ‪ III‬بالمقارنة مع اتفاقية بازل ‪II‬‬

‫يمكن تلخيص أهم التعديالت التي تناولتها لجنة بازل فيما يخص اتفاقية بازل ‪ ،III‬والتي طرأت على‬
‫اتفاقية بازل ‪ ،II‬في الشكل الالحق‪.‬‬

‫الشكل رقم‪ : 04‬تعديالت بازل ‪ III‬على بازل ‪.II‬‬

‫نقائص اتفاقية ابزل ‪II‬‬ ‫مكوانت اتفاقية ابزل ‪III‬‬

‫تعريف رأس املال غي واضح وغي متناسق‬ ‫تعزيز الشفافية واالتساق‪ ،‬ونوعية قاعدة رأس املال‬

‫التعرض لبعض املخاطر اليت مل تتم معاجلتها (مثل‬ ‫تشمل تغطية خماطر التوريق‪ ،‬بنود خارج امليزانية‪،‬‬
‫إعادة التوريق‪...‬اخل)‬ ‫وخماطر االئتمان املقابلة‬

‫عدم كفاية معاجلة خماطر السيولة‬ ‫تعزيز معايي السيولة مبا يف ذلك كل من نسبة تغطية‬
‫السيولة ‪ LCR‬ونسبة صايف التمويل املستقر ‪NSFR‬‬

‫منو مفرط يف امليزانية على الرغم من مستوايت رأس‬ ‫مت استخدام نسبة الرافعة املالية كمقياس للمخاطر‬
‫املال الصغية نسبياً‬ ‫غي الثابتة لنمو امليزانية‬

‫تعليمات دورية وصدمات يف القطاع املايل‬ ‫اعتماد تدابي ملواجهة التعليمات الدولية‬

‫‪Source: Pushpkant Shakdwipee, Masuma Mehta، From Basel I to Basel II to Basel III، International Journal‬‬
‫‪of New Technology and Research (IJNTR), Volume3, Issue 1, January 2017, P70.‬‬

‫‪62‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثاني ا‪ :‬انعكاسات مقررات لجنة بازل على الصناعة المصرفية‬

‫لقد كان لمقررات لجنة بازل انعكاسات على العمل المصرفي بشكل أو بآخر‪ ،‬فجاءت بازل‪ I‬كخطوة‬
‫أولى نحو رقابة دولية على الصناعة المصرفية‪ ،‬ونظ اًر لبعض التطورات والتغيرات في البنية الداخلية‬
‫والخارجية للبنوك‪ ،‬أصدرت لجنة بازل اتفاقيتها الثانية (بازل‪ ،)II‬واقتضت الضرورة فيما بعد صدور بازل‪،III‬‬
‫وهذا من أجل زيادة ضبط األنشطة المصرفية وسالمة المركز المالي للبنوك‪.‬‬

‫فلقد ساهمت بازل‪ I‬في تطوير السوق المصرفي العالمي بتمنية العروض وتوفير شروط لتنافسية عادلة‬
‫بين البنوك‪ ،‬كما أنها سهلت االستعالم حول سالمة المركز المالي للبنوك‪ ،‬من خالل مقاربة بسيطة‪ ،‬وسهلة‬
‫التطبيق‪ ،‬أما بالنسبة للمخاطر‪ ،‬فلقد أدرجت بازل‪ I‬مخاطر السوق‪ ،‬وقسمت األموال الخاصة إلى ثالث شرائح‬
‫وذلك بهدف استحداث هامش أمان يستوعب المخاطر غير النوعية‪ ،‬وشجعت ترشيد محفظة األنشطة‬
‫واالهتمام بنوعية األصول‪ ،‬وكفاية المخصصات‪ ،‬باإلضافة إلى هذا جاءت بمفهوم نظام الترجيح‪ ،‬وشمل‬
‫عناصر الميزانية وخارج الميزانية‪ ،‬فعززت بازل‪ I‬صالبة واستقرار النظام المصرفي‪ ،‬ورفعت من كفاءته‪ ،‬وكان‬
‫لها دو اًر مهماً في تفعيل دور السلطات الرقابية‪.1‬‬

‫كما كان األثر لبازل ‪ II‬في تصنيفاتها األكثر مرونة ودقة في قياس وتحديد المخاطر‪ ،‬فلقد راعت‬
‫جميع المخاطر المصرفية وأضافت إلى ذلك نوعاً جديداً‪ ،‬أال وهي المخاطر التشغيلية الناجمة عن عدم‬
‫احترام النظم واللوائح الداخلية للبنك‪ ،‬ومخاطر سلوك العاملين في هذه البنوك‪ ،‬والمتعاملين معها ومخاطر‬
‫‪2‬‬
‫العوامل الخارجية المؤثرة على البنوك‪.‬‬

‫أما بالنسبة إلتفاقية بازل‪ III‬فلقد حددت مجموعة من القواعد والضوابط الرقابية المساهمة في تعزيز‬
‫صالبة النظام المصرفي‪ ،‬وقامت بمعالجة العديد من العيوب التي أدت إلى األزمة المالية العالمية لسنة‬
‫‪ 2008‬م‪ ،‬وطرحت معايير جديدة لرأس المال والمديونية والسيولة‪ ،‬وأسهمت في زيادة الشفافية‪ ،‬وذلك من أجل‬
‫إدارة للمخاطر بشكل أفضل‪ ،‬وتعزيز االستقرار المالي والنمو على المدى الطويل‪ ،‬وذلك بزيادة احتياطات‬
‫البنوك‪ ،‬وأقرت بازل‪ III‬شفافية أكبر في النظام المالي‪ ،‬من خالل منح البنوك حوافز لتداول مشتقات داخلية‬

‫موالي ختير صالح صابري‪ ،‬تأثير القواعد االحت ارزية من بازل‪ I‬إلى بازل ‪ III‬على التسيير المالي في البنوك الجزائرية‬ ‫‪1‬‬

‫العمومية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‪ ،‬جامعة تلمسان‪ ،2018 ،‬ص ‪.111‬‬
‫حرم عبد الرحمان أحمد عبد الرحمان‪ ،‬مقررات بازل ‪ ،III ،II ،I‬ودورها في تقويم األداء المصرفي للمصارف العاملة‬ ‫‪2‬‬

‫بالسودان‪ ،‬مجلة الدراسات العليا‪ ،‬جامعة الفلبين‪ ،‬مجلد ‪7‬السابع‪ ،‬العدد ‪ ،25‬ديسمبر ‪ ،2016‬ص ‪.89‬‬
‫‪63‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫في أسواق مفتوحة‪ ،‬بهدف الحد من تداولها س اًر بين المؤسسات‪ ،‬فضالً عن وضع جملة من القواعد المحددة‬
‫سد فرص البنوك في استغالل ثغرات قد تظهر مستقبالً‪.1‬‬
‫لألسهم المشتركة‪ ،‬والتعرض للمخاطر‪ ،‬من أجل ّ‬

‫ويمكننا أن نلخص تأثير لجنة بازل على العمل المصرفي الدولي في ثالث محاور رئيسية هي‬
‫كاآلتي‪:2‬‬

‫‪ -1‬أثر مقررات بازل على تكلفة اإلقراض الدولي‪:‬‬

‫تثور في هذا المحور مسألة مدى إحجام بنوك الدول الصناعية لالستثمار في الدول النامية‪ ،‬نظ اًر‬
‫لمخاطر اإلقراض التي تزيد عن تلك في الدول الصناعية‪ ،‬وزيادة تكلفته أيضاً (مستلزمات كفاية رأس المال)‪،‬‬
‫هذا األمر يجعل الدول النامية‪ ،‬تفقد جزءاً من األموال التي كانت تقرضها من بنوك الدول المتقدمة‪ ،‬أو تجد‬
‫نفسها أمام ضرورة تحمل أعباء إضافية في الفوائد المفروضة عليها‪ ،‬تعويضاً للبنوك‪ ،‬لقاء ارتفاع تكلفة‬
‫اإلقراض لها‪ ،‬هذا ما هو مفروض أن يكون‪ ،‬لكن الواقع يثبت أن ما سبق ليس صحيحاً دوماً‪ ،‬ولعل الحقيقة‬
‫هي أن معظم البنوك العالمية كانت تعتمد في عملية اإلقراض للدول النامية على نظم ونماذج داخلية لتقدير‬
‫المخاطر الحقيقية في هذه الدول‪ ،‬فمقترحات لجنة بازل‪ II‬لم تنشئ نظاماً جديداً لتقدير المخاطر‪ ،‬وإنما‬
‫استجابت وطورت العمل الجاري‪ ،‬ومواصلة لما قامت به البنوك العالمية‪ ،‬فلجنة بازل تعمل في كثير من‬
‫األحيان على تقنين لبعض الممارسات القائمة في هذه البنوك العالمية‪ ،‬وليس استحداث لقواعد جديدة؛‬

‫‪ -2‬أثر مقررات بازل على التعامل مع األطراف الدولية‪:‬‬

‫تضطر الدول التي ال تراعي مقررات لجنة بازل‪ ،‬باعتبارها قواعد ومعايير دولية‪ ،‬لالقتراض في بعض‬
‫األسواق المالية بأسعار فائدة مرتفعة‪ ،‬كما أنها يصعب عليها التعامل مع أطراف دولية التي تتطلب مستوى‬
‫محدد من المهنية‪ ،‬وتطلب بعض المنظمات الدولية وحتى بعض الدول‪ ،‬عند تقديم مساعداتها للدول األخرى‬
‫مدى احترامها والتزامها بالقواعد والمعايير الدولية‪ ،‬وتحتوي برامج اإلصالح المالي لصندوق النقد الدولي‬

‫حمدي محمد حمدي مصبح‪ ،‬واقع تطبيق الجهاز المصرفي الفلسطيني التفاقيات بازل وتطوراتها‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية‬ ‫‪1‬‬

‫التجارة‪ ،‬الجامعية اإلسالمية بغزة‪ ،2018،‬ص‪.57‬‬


‫بوراس أحمد وعياش زبير‪ ،‬المعا يير الدولية للرقابة المصرفية وتطبيقاتها على األنظمة المصرفية للدول النامية‪ ،‬مجلة العلوم‬ ‫‪2‬‬

‫اإلنسانية‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬العدد ‪ ،27‬جوان ‪ ،2007‬ص ‪.175‬‬


‫‪64‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫والبنك الدولي‪ ،‬على شروط بالتزام الدول احترام وإتباع القواعد والمعايير الدولية للرقابة المصرفية‪ ،‬فقواعد‬
‫ومعايير لجنة بازل تتمتع بهذا اإللزام األدبي‪ ،‬وينتج عن عدم االنصياع لها تكلفة اقتصادية؛‬

‫‪ -3‬أثر مقررات بازل على التقلبات االقتصادية‪:‬‬

‫لقد كان هناك جدالً واسعاً حول أثر تطبيق مقررات بازل على تعميق التقلبات االقتصادية‪ ،‬عند األخذ‬
‫بتقدير السوق للمخاطر ‪ ،‬وكيف يؤثر ذلك على تدفق األموال للدول النامية حالة االنكماش االقتصادي‪ ،‬فيرى‬
‫البعض أن االعتماد على السوق في تقدير مخاطر اإلقراض‪ ،‬مع فترات االنتعاش يؤدي إلى زيادة موجات‬
‫التفاؤل‪ ،‬وبالتالي تقليل حجم المخاطر المتوقعة‪ ،‬والعكس صحيح حالة االنكماش‪ ،‬فتوسع البنوك أنشطتها‬
‫حالة االنتعاش لتنقص تكلفة اإلقراض‪ ،‬وتضيق من أنشطتها عند حالة االنكماش الرتفاع تكلفة اإلقراض؛‬

‫‪65‬‬
‫االتجاهات العالمية في مجال الرقابة المصرفية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫شهد العمل المصرفي تطورات وتغيرات كثيرة‪ ،‬وذلك إثر عدة مستجدات فرضتها أحداث سياسية‪،‬‬
‫اقتصادية‪ ،‬واجتماعية ‪...‬الخ‪ ...‬األمر الذي جعل من المخاطر المصرفية تنمو بشكل موازي مع التوسع‬
‫الحاصل على مستوى النشاط المصرفي‪ ،‬فدعت هذه الضرورة إلى استحداث إجماع دولي يضمن صالبة‬
‫وسالمة النظام المصرفي الدولي‪ ،‬ويحمي حقوق المودعين والمساهمين على حد سواء‪ ،‬فتبلور ذلك في لجنة‬
‫بازل من خالل مقرراتها‪ ،‬التي وحدت ودققت معايير وقواعد الرقابة المصرفية بصبغة دولية‪ ،‬وفرضتها على‬
‫البنوك في جميع أنحاء العالم‪ ،‬عن طريق ما تتضمنه من إلزام دولي تعمل البنوك في حدوده‪ ،‬وتحت مقاييسه‬
‫لمسايرة العمل المصرفي الدولي السليم‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الصـــــــــــــــــــــيرفة اإللكترونية‬

‫وآليات إدارة مخـــــــــــــــــــــــــــــاطرها‬


‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫أدت الثورة اإللكترونية في مجال وسائل اإلعالم واالتصال إلى ظهور صيرفة جديدة وحديثة الخدمات‪،‬‬
‫تنشط موازاة مع الصيرفة التقليدية التي تعجز في كثير من األحيان عن مواكبة متطلبات العمالء في أماكن‬
‫معينة وأزمنة محددة‪ ،‬خاصة مع ظهور وسائل إلكتروتقنية غيرت من سلوكياتهم االستهالكية‪ ،‬وبالتالي جاء‬
‫ما يطلق عليه الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬لتسد هذا الفراغ وتلبي حاجيات ورغبات زبائن البنوك‪ ،‬وهذه ما سوف‬
‫يتناوله هذا الفصل‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬الصيرفة اإللكترونية ومتطلبات العمل المصرفي اإللكتروني‬


‫تعد الصيرفة اإللكترونية من أهم أنواع الصناعة المصرفية‪ ،‬ذلك أنها تقدم خدمات مصرفية متعددة‬
‫ومتنوعة‪ ،‬وتسد عجز النشاط المصرفي التقليدي الممارس من طرف البنوك‪ ،‬ولقد أدت عدة عوامل ومتغيرات‬
‫لظهورها‪ ،‬وفرضتها كضرورة البد من تبنيها من قبل القائمين على المجال المصرفي في المناطق المختلفة‬
‫من العالم‪ ،‬وكذلك الولوج إلى منتجاتها من طرف العمالء إلتاحتها فرص تغيب عن الصيرفة التقليدية‪.‬‬

‫المطلب األول ‪:‬تعريف الصيرفة اإللكترونية وأهم العوامل المساعدة في ظهورها‬

‫أوالا‪ :‬تعريف الصيرفة اإللكترونية‬


‫استحدثت البنوك القنوات اإللكترونية للقيام بعمليات مصرفية مع العمالء المحليين والدوليين‪ ،‬وتستخدم‬
‫غالباً لتلقي التعليمات وتقديم الخدمات إلى عمالئها على الرغم من أن نطاق الخدمات التي تقدمها البنوك‬
‫غير القناة اإللكترونية يختلف اختالفاً كبي اًر من حيث المحتوى‪ ،‬ويشار إلى هذا النوع من المعامالت‬
‫المصرفية بما يعرف الخدمات الصرفية اإللكترونية‪.1‬‬
‫ويعرفها كل من الشمري و عبد الفتاح بأنها إجراء العمليات المصرفية بطرق إلكترونية‪ ،‬التي توفرها‬
‫اء تعلقت تلك العمليات بالسحب أو الدفع أو االئتمان أو التحويل أو‬
‫تكنولوجيا اإلعالم واالتصال الحديثة‪ ،‬سو ً‬
‫التعامل باألوراق المالية وغيرها‪ ،‬وفي ظل هذا النمط من الصيرفة يجد الزبون في غنى عن التنقل إلى محل‬
‫البنك‪ ،‬إذ يمكنه االستفادة من خدماتها في منزله أو في مكتبه وهو تجاوز بعدي الزمان والمكان‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Mohammad al-samadi ,Factors affecting adoption of Electronic Banking and Analysis of the perspective of banks‬‬
‫‪customers, International Journal of business and social scienes, vol 3, N° 17, September 2012, p 295 .‬‬

‫‪ 2‬ناظم الشمري و عبد الفتاح‪ ،‬الصيرفة االلكترونية في األردن ‪ ،‬بحث مقدم إلى المؤتمر الخامس في جامعة فيالديلفيا‪5-4 ،‬‬
‫جويلية ‪ ،2007‬ص ‪.80‬‬

‫‪68‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫و لقد عرفت لجنة بازل الصيرفة اإللكترونية بأنها تلك العمليات المصرفية التي تقدمها البنوك لعمالئها‪،‬‬
‫باالعتماد على التكنولوجيا واإلبتكار من خالل شبكات إلكترونية وتطبيقات أجهزة الحاسوب‪.1‬‬
‫وتعرف الصيرفة اإللكترونية أيضاً بأنها االتصال اإللكتروني بين البنك والعميل من أجل إعداد وإدارة‬
‫التحكم في المعامالت المالية‪.2‬‬
‫وهناك من يرى أن خدمات الصيرفة اإللكترونية هي الجزء الرئيسي من التمويل اإللكتروني‪ ،‬حيث يشير‬
‫هذا المصطلح إلى العمليات المصرفية التي تتم تسويتها عبر شبكة االنترنت العالمية‪ ،‬ولقد قدم مؤتمر األمم‬
‫المتحدة للتجارة والتنمية الذي عقد سنة ‪2002‬م تعريفاً شامالً لخدمات الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬على أنها‬
‫اء كانت هذه الخدمات بالتجزئة أو‬
‫الخدمات المصرفية التي تقدم لألفراد والشركات عبر االنترنت‪ ،‬سو ً‬
‫بالجملة‪ ،‬وتشمل التحويالت المصرفية‪ ،‬المدفوعات‪ ،‬العمليات االجتماعية‪ ،‬والبطاقات المصرفية لألغراض‬
‫التجارية وغيرها‪.3‬‬
‫على نهج ما سبق يمكن أن نعرف الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬على أنها تقديم البنوك لزبائنها منتجات مصرفية‬
‫بالتجزئة أو بالجملة عبر قناة اتصال إلكترونية‪ ،‬ويساعد في ذلك تطبيقات أجهزه الحاسوب‪ ،‬وتسمح هذه‬
‫الطريقة بتجاوز عنصري الزمان والمكان فيكون الزبون في غنى عن التنقل إلى البنك‪ ،‬ويمكن االستفادة من‬
‫تلك الخدمات حتى في أوقات خارج دوام عمل البنك‪.‬‬
‫▪ مراحل تطبيق الصيرفة اإللكترونية‪:‬‬

‫طبقت االبتكارات المالية المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات في البنوك التي تقدم خدمات التجزئة‬
‫المصرفيه ‪ ،retail banking services‬منذ منتصف القرن الماضي وذلك عبر ثالث مراحل وهي‪:‬‬
‫‪4‬‬

‫المرحلة األولى ‪1968-1945‬م‪:‬‬


‫و هي المرحلة التي بدأ فيها استخدام التكنولوجيا في البنوك بشكل محدود‪ ،‬حيث تم في هذه المرحلة‬
‫ميكنة كشوف الحسابات للزبائن؛‬
‫المرحلة الثانية ‪1980-1968‬م‪:‬‬
‫تميزت هذه المرحلة بدفعة قوية للتوسع في استخدام التكنولوجيا في القطاع المصرفي‪ ،‬حيث انتشر‬
‫االستخدام ‪ Hadrware‬و‪ ،Software‬كما شهدت نمواً ألنظمة المدفوعات الخارجية‪ ،‬وكذا إصدار البطاقات‬
‫الخاصة بأجهزه الصراف اآللي *‪ATM‬؛‬

‫‪1‬‬
‫‪Basel c-ommittee on banking supervision, risk management principles for electronic banking, Bank for‬‬
‫‪international Sttelements, 2003, avaible at http www.bis.org /publ/bcbs98.pdf‬‬
‫‪2‬‬
‫‪leow hock, New distribution channels in banking services, Bankers Journal, Malaysia, N°110, 1999.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪abdulHANNAN Mia et Mohammad Anisur Rahman , The cost & e-banking management Evolution, status and‬‬
‫‪prospects, vol 35, N° 1, 2007, p 37.‬‬
‫مصطفى كامل السيد طايل‪ ،‬الصناعة المصرفية والعمولمة االقتصادية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة األولى‪،2014 ،‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪.76‬‬ ‫ص‬
‫‪69‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المرحلة الثالثة ‪1998-1980‬م‪:‬‬


‫اتصفت هذه المرحلة باالنتشار الواسع للخدمات المصرفية اإللكترونية‪ ،‬حيث شهدت تواجد العديد من‬
‫المنتجات المصرفية اإللكترونية المستخدمة مثل‪ :‬بنوك االنترنت ‪ ،internet bank‬والصيرفة المحمولة ‪Mobile‬‬
‫‪Bank‬؛‬
‫هذه أهم المحطات التي مرت بها الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬حيث تطورت وزاد نموها من مرحلة ألخرى‪،‬‬
‫كما صاحب هذا التطور كل من التكنولوجيا وما توصلت إليه في مجال االتصاالت والمعلومات وكذا مساعي‬
‫القائمين على الصناعة المصرفية في االعتماد على الصيرفة اإللكترونية وتبني خدماتها؛‬
‫▪ مكانة الصيرفة اإللكترونية في الصناعة المصرفية العالمية‪:‬‬
‫شهدت الخدمات المصرفية اإللكترونية نمواً قوياً ومستداماً‪ ،‬وذلك منذ نشأتها‪ ،‬فلقد أشار البنك‬
‫كبير في مجال‬
‫الدولي في تقريره حول تحقيق قفزات في التمويل اإللكتروني‪ ،‬إلى أن ثالث بلدان حققت تقدماً اً‬
‫تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬وهي حسب الترتيب استونيا كوريا الجنوبية الب ارزيل‪ ،‬ولقد تم إنشاء أنظمه مصرفية‬
‫إلكترونية في رائدة في العالم بتكلفه منخفضة‪ ،‬ونتيجة لذلك بلغت العمليات المصرفية عبر االنترنت قبل سنة‬
‫‪2000‬م ‪ %5‬من الحجم اإلجمالي للمعامالت المصرفية لألفراد في الواليات المتحدة‪ ،‬و‪ %10‬بالنسبة‬
‫ألوروبا‪ ،‬ولقد قدر موقع ‪ Forester research‬سنة ‪2003‬م‪ ،‬أن ستون مليون شخص يمثلون‪ %18‬من السكان‬
‫البالغين في االتحاد األوروبي‪ ،‬يستخدمون الخدمات المصرفية عبر االنترنت‪ ،‬ليسجل عدد الحسابات‬
‫المصرفية عبر االنترنت في فرنسا معدل نمو سنوي يبلغ ‪ ،%75‬ومع هذا تعد استونيا بلداً رائداً في مجال‬
‫الخدمات المصرفية اإللكترونية ليس في أوروبا الشرقية فقط‪ ،‬بل حتى في التصنيف العالمي‪ ،‬حيث اعتمدت‬
‫استونيا في ذلك على مزيج من البرمجيات سهلة االستخدام‪ ،‬وتغييرات في السلوك المصرفية لألفراد نتيجة‬
‫تأثير ثقافة تكنولوجيا االتصال والمعلومات الواردة من بلدان الشمال األوروبي على استونيا‪ ،‬أما في أمريكا‬
‫الالتينية يمكن القول أن القطاع الذي يبدو أفضل من القطاعات األخرى هو الخدمات المصرفية لألفراد عبر‬
‫االنترنت‪ ،‬لقد حقق بنكان ب ارزيليان وهما ‪ Bradesco‬و‪ Bancodo Brasil‬أكثر من ‪ 4‬ماليين عميل عبر‬
‫االنترنت حسب ما نشره موقع ‪ e-Marketer‬سنة ‪2002‬م‪ ،‬واعتبر نفس الموقع المكسيك دولة في الخدمات‬
‫المصرفية عبر االنترنت في أمريكا الالتينية حيث زاد عدد مستخدمي البنوك عبر االنترنت أكثر من ثالثه‬
‫أضعاف‪ ،‬من ‪ 700000‬في سنة ‪2000‬م إلى ‪ 2,4‬مليون سنة ‪2001‬م‪ ،‬ووفقاً لتقرير آخر نشره ‪NOIE‬‬
‫الديوان الوطني للمعلومات االقتصادية في استراليا سنة ‪2000‬م‪ ،‬يتضمن استعداد ‪ %37,7‬من السكان في‬
‫استراليا للمشاركة في الخدمات المصرفية عبر االنترنت المنزلية‪ ،‬وبهذا تمتلك استراليا منصة قوية للنمو‬
‫المصرفي اإللكتروني‪ ،‬أما في آسيا فلقد سجلت كوريا الجنوبية زيادة في الخدمات المصرفية عبر االنترنت‬
‫بوتيرة سريعة‪ ،‬حيث ارتفع عدد مستخدمي االنترنت من مليون مستخدم في سنة ‪2000‬م إلى ‪ 5,3‬مليون في‬
‫ديسمبر ‪2001‬م حسب ‪ Korea Times Infotech‬سنة ‪2012‬م‪ ،‬ويضيف نفس المصدر أن كوريا الجنوبية‬
‫هي البلد الرائد في المنطقة في الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬بحيث أنه يوجد ‪ %54‬من المستخدمين لديهم عالقات‬
‫‪70‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مصرفيه متعددة عبر االنترنت‪ ،‬أما في جنوب شرق آسيا فتطور الخدمات المصرفية عبر االنترنت بسرعة‬
‫في كل من تايالند وماليزيا وسنغافو ار وبدرجة أقل في الفلبين‪ ،‬وبصرف النظر عن شمال وجنوب إفريقيا‪ ،‬فإن‬
‫منطقة إفريقيا جنوب الصحراء‪ ،‬هي منطقة متأخرة بشكل كبير في األعمال المصرفية عبر االنترنت‪.1‬‬
‫ما تقدم ذكره يعطي فكرة مبدئية عن مدى اعتماد الصناعة المصرفية على خدمات الصيرفة اإللكترونية‬
‫في جميع أنحاء العالم‪ ،‬كما يتضح أن الدول المتقدمة تحظى بنسب عالية من النشاط الخدماتي في المجال‬
‫المصرفي اإللكتروني‪ ،‬نظ ار لألهمية التي تولى بها هذه األخيرة –الصيرفة اإللكترونية – وكذا لتوافر مقومات‬
‫نجاحها من بنى تحتية‪ ،‬وثقافة واسعة لدى مجتمعاتها بتقبل هذه المنتجات الحديثة للصناعة المصرفية‪.‬‬
‫▪ األشكال التي تأخذها الخدمات المصرفية اإللكترونية‪:‬‬
‫تتعدد أنواع الخدمات التي تقدمها الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬وهي في العادة تشبه تلك التي تقدمها الصيرفة‬
‫التقليدية‪ ،‬نذكر بعض األشكال التي تأخذها هذه الخدمات كاآلتي‪:2‬‬
‫‪ -1‬فتح الحساب‪ :‬حيث يمكن ألي فرد الدخول لموقع البنك على االنترنت‪ ،‬أين يقوم بطلب فتح حساب؛‬
‫‪ -2‬إضافة وخصم مبالغ إلى ومن الحساب‪ :‬يمكن للعميل من خالل هذه الخدمة تحويل مبالغ نقدية لحسابه‬
‫من حسابات أخرى تخصه‪ ،‬أو تحويل مبالغ إلى حسابات أشخاص آخرين؛‬
‫‪ -3‬دفع فواتير (الهاتف‪ ،‬الكهرباء‪ ،‬الغاز)‪ :‬يمكن للعميل دفع مستحقات فواتير الخدمات؛‬
‫‪ -4‬أوامر الدفع المتكررة ‪ :‬حيث يستطيع العميل إصدار أوامر دفع متكرر على مواقع البنك‪ ،‬لتمكينه من‬
‫دفع المبالغ المستحقة عليه والمتكررة‪ ،‬قد تكون أسبوعياً أو شهرياً أو ربع سنوية‪ ،‬وذلك بتعبئة‬
‫نموذج الدفع المتكرر (‪)standing orders direct debit‬؛‬
‫‪ -5‬شراء وبيع األسهم والسندات‪ :‬توفر بعض البنوك اإللكترونية لزبائنها قاعدة ضخمة من المعلومات‬
‫والبيانات‪ ،‬لتمكنهم من شراء وبيع أسهم وسندات عبر االنترنت؛‬
‫على وجه العموم هذه بعض األشكال التي تأخذها الخدمات المقدمة من خالل الصيرفة اإللكترونية‪،‬‬
‫حيث أنها ال تختلف كثي اًر عن منتجات الصيرفة التقليدية من حيث نوع الخدمة‪ ،‬ويبقى االختالف الجوهري‬
‫في كيفية تقديمها‪.‬‬
‫▪ أهمية الصيرفة اإللكترونية‪:‬‬
‫إن ظهور خدمات الصيرفة اإللكترونية في مجال الصناعة الصرفية‪ ،‬كان له وقعاً وإضافات واسعة في‬
‫العمل المصرفي‪ ،‬ومن هنا تنبع أهمية الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬ونلخصها فيمايلي‪:3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪abdulHANNAN Mia et Mohammad Anisur Rahman, op.cit. , pp 43-44.‬‬
‫سعيد عبد هللا الحامز‪ ،‬العمليات اإللكترونية واإلطار اإلشرافي‪ ،‬بحث مقدم إلى مؤتمر األعمال المصرفية اإللكترونية بين الشريعة‬ ‫‪2‬‬

‫والقانون‪ ،‬كلية الشريعة والقانون وغرفة التجارة والصناعة دبي‪ ،‬جامعة اإلمارات‪ ،‬ماي ‪ ،2003‬المجلد الخامس‪ ،‬ص‪.2390‬‬
‫محرز نور الدين‪ ،‬تأهيل وتفعيل الجهاز المصرفي بالتعامالت النقدية اإللكترونية – حالة الجهاز المصرفي الجزائري‪ ،-‬أطروحة دكتوراه‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫كلية العلوم االقتصادية التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أم البواقي‪ ،2015 ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪71‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬تؤدي الصيرفة اإللكترونية عملية تسيير المعامالت بين البنوك بشكل متواصل عبر الزمان والمكان؛‬
‫‪ -‬توفر الصيرفة اإللكترونية المزيد من فرص العمل واالستثمار؛‬
‫‪ -‬يوفر استخدام الصيرفة اإللكترونية نافذة إعالمية‪ ،‬من شأنها تعزيز الشفافية في التعريف والترويج للبنوك‬
‫والخدمات المقدمة‪ ،‬ما ينتج عنه اهتمام الباحثين في تطوير العمل المصرفي اإللكتروني؛‬
‫‪ -‬رفع الحواجز التقليدية للعمل المصرفي‪ ،‬وذلك باستخدام تكنولوجيا االتصال والمعلومات؛‬
‫‪ -‬استغناء المتعاملين والزبائن عن استعمال النقود الورقية في عملية السداد‪ ،‬ألن الصيرفة اإللكترونية‬
‫وبواسطة وسائل الدفع التي توفرها‪ ،‬تعمل على إلغاء ذلك؛‬
‫▪ أهداف الصيرفة اإللكترونية‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫إن للصيرفة اإللكترونية أهدافاً عديدة تصبوا إلى تحقيقها نذكر منها مايلي‪:‬‬
‫• وسيله لتعزيز حصتها في السوق؛‬
‫لخفض التكاليف؛‬ ‫•‬

‫تعتبر كوسيلة لتوسيع النشاط المصرفي داخل و خارج البلد؛‬ ‫•‬

‫إتاحة المعلومات عن الخدمات التي يؤديها البنك؛‬ ‫•‬

‫حصول العمالء على الخدمات المصرفية وغير المصرفية في أي وقت وفي أي مكان‪.‬‬

‫ثاني ا‪ :‬أهم العوامل المساعدة في ظهور الصيرفة اإللكترونية‬

‫إن الحديث عن الصيرفة اإللكترونية وخدماتها‪ ،‬يثير االهتمام حول موضوع التعرف على العوامل‬
‫والمتغيرات التي ساهمت وساعدت في ظهور هذا النوع الحديث من الصناعة المصرفية‬

‫لقد استمرت البنوك في فتح فروع جديدة طيلة القرن العشرين كوسيلة لتوسيع أعمالها التجارية ‪,‬وكانت‬
‫والقروض األساسية ‪،‬ولتحقيق‬ ‫تقتصر في تقديم خداماتها الروتينية المعتادة فقط‪ ،‬مثل اإليداع‪،‬السحب‬
‫االتساق بين فروع البنك عملت المصارف إلى توحيد معايير حفظ السجالت الحسابية وهذه األخيرة التي‬
‫ساعدت على توصيل الفروع بفاعلية‪ ،‬كما ساعدت اآللة ال ارقنة في أواخر القرن التاسع عشر ميالدي في‬
‫عملية توحيد االتصاالت بين الفروع‪ ،‬باإلضافة إلى أدوات أخرى كالتلغراف‪ ،‬بعد الحرب العالمية الثانية‬
‫وحدت األشكال المبتكرة من الحواسيب طريقها إلى العمل المصرفي‪ ،‬بداية بأتمتة عملية معالجة البيانات‪،‬‬
‫واألمر الذي أتاح تنظيماً أكثر لمعالجة البيانات وسهولة الوصول إليها‪ ،‬مهد ذلك الطريق أمام البنوك لتوسيع‬
‫نطاق وصولها وتحسين وزيادة تقديم الخدمات المصرفية‪ ،‬في هذه المرحلة غالباً ما كانت هذه التطورات‬

‫وسيم محمد الحداد وآخرون‪ ،‬الخدمات المصرفية اإللكترونية‪ ،‬دار الميسرة‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2012 ،‬ص‪.7‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪72‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫التكنولوجية تقتصر على مقر البنوك عكس الفروع التي كانت تعتمد على األنظمة الورقية في عملية التشغيل‪،‬‬
‫في منتصف الستينات من القرن الماضي طورت ‪ IBM‬شريط مغناطيسيا يمكن من تخزين البيانات عليه‪،‬‬
‫الستخدامه من خالل البطاقات البالستيكية للقراءة اإللكترونية‪ ،‬وكانت البنوك من أوائل مستخدمي هذه‬
‫التكنولوجيا الحديثة‪ ،‬بدأ من تطوير آالت النقد اآللي‪ ،‬التي أصبحت تعرف فيما بعد الصراف اآللي (‪)ATM‬‬
‫فكانت أجهزة الصراف اآللي تقدم خدمات أخرى إلى جانب تقديم النقد‪ ،‬مثل إظهار الرصيد‪ ،‬وطلب دفتر‬
‫الشيكات‪ ،‬وخالل الثمانيات انتشرت أتمتة معالجة البيانات في الفروع‪ ،‬وكانت معظم العمليات الداخلية‬
‫مؤتمتة‪ ،‬ما أدى إلى تحقيق وفرات كبيرة للبنوك‪ ،‬لكن فوائدها للعمالء ظلت محدودة لغاية أواخر الثمانيات‬
‫وأوائل التسعينات‪ ،‬أين بدأ استعمال ألجهزة الكمبيوتر في االنتشار في جميع مجاالت العمل المصرفي‪ ،‬كما‬
‫أن الشبكات البينية للبنوك عملت على تعزيز وتوحيد المنتجات وتقديمها للعمالء‪ ،‬حيث سمح هذا بتنويع‬
‫الخدمات المصرفية‪ ،‬وبأسعار منخفضة‪ ،‬ويستمر هذا النمو في العمل المصرفي‪ ،‬خاصة مع ظهور شبكة‬
‫االنترنت التي أحدث ثورة في القطاع المصرفي‪.1‬‬

‫ويمكن أن نلخص أهم األسباب المساعدة في بروز الصيرفة اإللكترونية كاآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬تراجع فعالية وسائل الدفع التقليدية‪:‬‬

‫تراجعت فعالية وسائل الدفع التقليدية إلى حل العديد من المشاكل والعوائق المرتبطة بحمل النقود‪،‬‬
‫بغرض المعامالت أو االحتفاظ بها‪ ،‬كالسرقة والضياع ونقل عبء حملها إن كانت مبالغ كبيرة‪ ،‬لكن بمرور‬
‫الوقت ظهرت نقائص في هذه الخدمات وانخفض اإلحساس باألمان الذي كانت توفره‪ ،‬ومن بين العيوب التي‬
‫شابت هذه الوسائل مايلي‪:2‬‬

‫‪ -‬انعدام المالئمة‪ ،‬حيث يقتضي الحضور الشخصي في كثير من األحيان للحصول على الخدمة؛‬
‫‪ -‬ارتفاع تكلفة تقديم خدمات الصيرفة التقليدية فالشيكات الورقية استنزفت أمواالً ضخمة لصناعتها نظ اًر‬
‫الستهالك الورق في ذلك‪ ،‬كما أن عملية التحصيل والدفع للشيكات‪ ،‬وعملية المقاصة تستوجب موارد‬
‫بشرية إلتمامها‪ ،‬ما يزيد من كلفة تقديم الخدمات‪ ،‬ضف إلى هذا ارتفاع تكاليف معالجة الشيكات ‪....‬الخ؛‬
‫‪ -‬انعدام األمن وترتبط هذه الحالة في إصدار شيك بدون رصيد‪ ،‬حيث أصبحت مشكلة اجتماعية بسبب‬
‫انتشارها الواسع فعلى سبيل المثال سجلت فرنسا سنة ‪1996‬م ‪ 5,8‬مليون حالة‪ ،‬زيادة عن حاالت أخرى‬
‫مثل تحرير الشيك والتوقيع عليه بشكل يحول دون صرفه‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Mohamoud shah & steve clarke, E.banking management, Issues: sotutions and strategies, information science‬‬
‫‪reference, new York, 2009, pp10-11‬‬
‫بلعباش ميادة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪19‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪73‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مما تقدم ذكره يمكن أن نقول أصبحت سائل الدفع التقليدية‪ ،‬ذات فعالية منخفضة نظ اًر لعدة نقائص‬
‫اكتشفت بمرور الزمن‪ ،‬ولتغير السلوك المصرفي للعمالء‪ ،‬فدعى األمر إلى البحث عن آليات جديدة تلبي‬
‫حاجيات ورغبات الزبائن‪.‬‬

‫‪ -2‬ظهور شبكة االنترنت ‪:‬‬

‫تدفع التطورات التقنية في عمومها إلى ضرورة تطوير الخدمات‪ ،‬وتعمل بدورها أيضاً كأداة للضغط‬
‫على المؤسسات المصرفية من أجل مواكبة التقدم التكنولوجي في مجال الخدمات‪ ،‬االتصاالت والمعلومات‪،‬‬
‫وتعتبر شبكة االنترنت من أهم العوامل والمؤثرات التي ساعدت في تطوير الصيرفة اإللكترونية وانتشارها‬
‫بشكل واسع‪.‬‬

‫▪ مفهوم االنترنت ‪:‬‬

‫هي شبكة عالمية من الشبكات الحاسوبية المختلفة‪ ،‬وتكون متصلة ببعضها البعض بواسطة وصالت‬
‫اتصاالت بعيدة‪ ،‬وتتكون هذه الشبكة من عدة منظمات ومؤسسات سمحت ورخصت لآلخرين االتصال‬
‫بحواسيبها ومشاركتهم المعلومات والبيانات‪ ،‬وإذا ما أردنا تلخيص مفهوم االنترنت في معادلة فنكتبها بالشكل‬
‫‪1‬‬
‫التالي‪:‬‬

‫االنترنت(‪ ∑= )internet‬الهياكل‪+‬الخدمات‪+‬المستعملين‪+‬الموارد‪.‬‬

‫▪ خصائص االنترنت الداعمة للعمل المصرفي اإللكتروني‪:‬‬

‫تؤثر بعض خصائص االنترنت في إستراتجيات البنوك‪ ،‬فالقائمين على العمل المصرفي يسعون دوماً‬
‫إلى إشباع حاجات العمالء الحالية والمستقبلية‪ ،‬واالنترنت قيمة مضافة في ذلك‪ ،‬وتساهم في تحقيق أهداف‬
‫‪2‬‬
‫أخرى‪ ،‬وذلك من خالل خصائصها التي نذكر منها مايلي‪:‬‬

‫تعد االنترنت شبكة مفتوحة‪ ،‬عكس الشبكات األخرى التي تملكها شركات‬ ‫‪-‬االنترنت شبكة مفتوحة‪:‬‬
‫االتصال الهاتفية‪ ،‬فال توجد قواعد أو شروط تمنع األفراد والشركات من الولوج إليها‪ ،‬فدفعت هذه الميزة البنوك‬
‫إلى استغالل هذه الوسيلة في التوسع لتقديم خدمات مصرفية حديثة؛‬

‫دغنوش عطرة‪ ،‬استخدام االنترنت كأداة لتقديم الخدمات البنكية وأثره على العمل البنكي دراسة حالة البنوك الجزائرية‪ ،‬مجلة‬ ‫‪1‬‬

‫أبحاث اقتصادية وإدارية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬العدد‪ ،2015 ،18‬ص‪8‬‬
‫ميهوب سماح ‪،‬أثر تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت على األداء التجاري والمالي للمصارف الفرنسية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية‬ ‫‪2‬‬

‫العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،2014 ،‬ص ص‪.15-14‬‬
‫‪74‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-‬االنترنت شبكة العام‪ :‬األمر الذي شجع البنوك في تبني االنترنت لتقديم خدماتها‪ ،‬هو عدم وجود أي جهة‬
‫تدعي ملكيتها لشبكة االنترنت فهي شبكة عامة؛‬

‫‪-‬وسيلة اتصال تفاعلية‪ :‬االنترنت ليست كأجهزة التلفاز أو المذياع أو كالمجالت‪ ،‬فهي تفاعلية تحقق‬
‫اتصال ذو اتجاهين؛‬

‫إن االنترنت بخصائصها الثالث‪ ،‬ساعدت في ظهور خدمات مصرفية جديدة يطلق عليها الصيرفة‬
‫اإللكترونية‪,‬حيث استطاعت الصناعة المصرفية على تكيف منتجاتها باالستفادة من شبكة االنترنت فظهرت‬
‫بنوك إلكترونية‪ ،‬نقود إلكترونية وخدمات عديدة تقدم عبر هذه الشبكة‪.‬‬

‫وفي الجدول الالحق يوضح مدى استعمال االنترنت عبر العالم إلى عدد النسمة‪.‬‬

‫الجدول رقم‪ : 04‬مستعملي االنترنت وعدد السكان عبر العالم‪.‬‬

‫‪Source: internet world stat-www.internetworldstat.com/stats.htm‬‬

‫من خالل يتبين أن أعلى نسبة لمستعملي االنترنت إلى عدد السكان هي في أمريكا الشمالية ب‪%95‬‬
‫تليها قارة أوروبا ب‪ %85,2‬بينما تحتل إفريقيا المرتبة األخيرة ب‪ ،%36,1‬و يفسر هذا استعمال االنترنت‬
‫الواسع في الدول المتقدمة‪ ،‬وتنخفض في الدول النامية‪ ،‬إال أنه جدير بالذكر أن الدول األفريقية حققت نمواً‬
‫أكبر ب‪%10,19‬منذ ‪2000‬م إلى سنة‪2018‬م‪ ،‬تليها دول الشرق األوسط ب‪ %4,89‬ثم دول أمريكا‬
‫الالتينية والكاريبي ب‪ %2,325‬ثم دول آسيا ب‪ ،%1,70‬ويفسر هذا بأن الدول النامية تسعى لمواكبة الدول‬
‫المتقدمة من خالل استعمال االنترنت ونظ اًر ألهمية هذه األخيرة في مجاالت اقتصادية واجتماعية عديدة‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أما عالمياً فتعود المرتبة األولى لمستعملي االنترنت قارياً إلى العدد اإلجمالي لمستعملي االنترنت دولياً‪،‬‬
‫إلى دول قارة آسيا ب‪ %49‬ثم دول أوروبا ‪ %16,8‬ثم تليها دول إفريقيا‪ ،%11‬ويفسر هذا بارتفاع عدد‬
‫النسمة حسب الترتيب آسيا ‪ ،%55‬إفريقيا ب‪ %16,9‬ثم أوروبا ‪ ،%10,8‬وال تعكس هذه النسب نسبة الولوج‬
‫لالنترنت حسب كل منطقة‪ ،‬فأوروبا متفوقة بكثير بنسبة الولوج لالنترنت عن كل من آسيا وإفريقيا‪ ،‬وترجع‬
‫هذه النسب إلى الكثافة السكانية ويوضح الشكل الالحق نسب الولوج لالنترنت حسب المناطق الجغرافية من‬
‫كل قارة في العالم‪.‬‬

‫الشكل رقم ‪ : 05‬نسبة الولوج لالنترنت حسب مناطق من العالم‬

‫‪Source: internet world stat-www.internetworldstats.com/stat.‬‬

‫نالحظ من الشكل أن النسب العالية من الولوج لالنترنت تقع في الدول المتقدمة تصل إلى ‪ %94‬في‬
‫شمال أوروبا‪ ،‬وتنخفض هذه النسبة في الدول النامية فتصل إلى نسبة دنيا تقدر ب ‪ %12‬في وسط إفريقيا‪،‬‬
‫بينما نجد أعالها ‪ %49‬في شمال إفريقيا‪.‬‬

‫أما عن الصيرفة اإللكترونية وعالقتها باالنترنت‪ ،‬ومن خالل الجدول والشكل فيتبين لنا جلياً أن الدول‬
‫المتقدمة التي تمتلك صناعة مصرفية قوية‪ ،‬تشتمل على خدمات مصرفية إلكترونية جد حديثة ومتطورة‪،‬‬
‫وذات تقديم واسع‪ ،‬تصاحبها نسب ولوج لالنترنت عالية‪ ،‬بينما الدول النامية وبالرغم من نمو نسب ولوجها‬
‫‪76‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إلى االنترنت‪ ،‬إال أنها تبقى ضعيفة مقارنة بالدول المتقدمة في مجال االنترنت‪ ،‬وانعكس ذلك على خدمات‬
‫الصيرفة اإللكترونية التي ما تزال فتية في العديد من دولها‪.‬‬

‫‪ -3‬التوجه نحو التجارة اإللكترونية‪:‬‬

‫لألعمال‪ ،‬والتي تلبي‬ ‫مفهوم التجارة اإللكترونية‪ :‬تتمثل التجارة اإللكترونية في المنهجية الحديثة‬
‫حاجات المؤسسات والبائعين والعمالء بأقل تكلفة‪ ،‬وتضمن الجودة العالية للسلع والخدمات مع زيادة سرعة‬
‫التسليم‪ ،‬كما أن كلمة التجارة اإللكترونية تشير إلى االستعمال الالورقي للمعلومات التجارية وذلك باستخدام‬
‫الطرق التالية‪:1‬‬

‫‪-‬تبادل البيانات اإللكترونية (‪)EDI‬؛‬

‫‪-‬البريد اإللكتروني (‪)e-mail‬؛‬

‫‪ -‬لوحات النشرة اإللكترونية ‪Electronic bulletin Boards‬؛‬

‫‪ -‬تحويل األموال اإللكتروني‪EFT‬؛‬

‫‪ -‬تقنيات أخرى قائمة على الشبكة؛‬

‫وهناك عالقة طردية بين التجارة اإللكترونية والصيرفة اإللكترونية‪ ،‬فإذا كان نشاط التجارة اإللكترونية‬
‫قوياً‪ ،‬فهذا يدل على تطور منظومة الدفع اإللكتروني‪ ،‬أو بصيغة أخرى تطور خدمات الصيرفة اإللكترونية‪،‬‬
‫فال يمكن للتجارة اإللكترونية أن تحقق تسارعاً في نشاطها دون وجود بنية تحتية مبنية وموحدة وآمنة‪ ،‬تتجسد‬
‫في منظومة الدفع اإللكتروني‪ ،‬كأحد المقومات والركائز األساسية إلنجاز أعمالها‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Ayashi y.vadwala & Maitris.vadwala, E-COMERCE: Merits and Demerits, International Journal of trend in‬‬
‫‪scientific Research and development,volume1(4), may-jun2017, p177‬‬
‫مدحت صادق‪ ،‬أدوات وتقنيات مصرفية‪ ،‬دار غريب للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،2001 ،‬ص‪292‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪77‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الشكل رقم ‪ :06‬توقعات التجارة اإللكترونية في جميع أنحاء العالم بحلول عام ‪2021‬م‪.‬‬

‫‪Source : eMarketer‬‬

‫الشكل يوضح تنامي التجارة اإللكترونية في جميع أنحاء العالم‪ ،‬حيث بلغت مبيعات تجارة التجزئة‬
‫اإللكترونية العالمية سنة‪2015‬م ‪ 1,5‬تريلون دوالر أمريكي‪ ،‬واستمرت في النمو فبلغت سنة ‪2017‬م‪ ،‬ما‬
‫يفوق ‪ 2,1‬تريلون دوالر أمريكي‪ ،‬ويتوقع أن تزيد في النمو حيث يقدر أن تصل سنة ‪2019‬م إلى ‪3,3‬‬
‫تريلون دوالر أمريكي‪ ،‬وفي سنة ‪2020‬م ما يقارب ‪ 3,9‬تريلون دوالر أمريكي‪ ،‬و يتوقع أن تصل في حدود‬
‫سنة ‪2021‬م إلى ما يفوق ‪ 4,4‬تريلون دوالر أمريكي‪ ،‬هذه األرقام تعكس مدى اعتماد وتبني العالم بأسره‬
‫للتجارة اإللكترونية‪ ،‬خاصة مع الحجم المعتبر لألموال المستخدمة في تسوية معامالت التجارة اإللكترونية‪،‬‬
‫هنا يأتي الحديث عن الصيرفة اإللكترونية التي تعتبر كركيزة أساسية لتنفيذ معامالت التجارة اإللكترونية‪،‬‬
‫وذلك بتوفيرها خدمات وسائل الدفع اإللكترونية‪ ،‬وتسهيل تنفيذ عملية المدفوعات بشكل آمن وفي وقت وجيز‪،‬‬
‫فالتجارة اإللكترونية هي أحد األسباب األساسية في البيئة المثلى التي تنشط فيها الصيرفة اإللكترونية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬منافذ الصيرفة اإللكترونية وأهم خدماتها‬


‫أوالا‪ :‬منافذ الصيرفة اإللكترونية‪:‬‬
‫يقصد بمنافذ الصيرفة تلك القنوات التي من خاللها أو بواسطته يتم تقديم خدمات الصيرفة اإللكترونية‬
‫للعميل من طرف البنوك‪ ،‬معتمدة في ذلك على وسائل تكنولوجيات اإلعالم واالتصال ومن أهم تلك القنوات‬
‫مايلي‪:‬‬
‫‪ -1‬جهاز الصراف اآللي )‪ATM)Automatic teller machine‬‬
‫هي عبارة عن آالت يمكن نشرها في أماكن متعددة‪ ،‬على الجدران بشكل مستقل‪ ،‬وتكون متصلة‬
‫بحاسوب البنك بحيث يمكن للعميل أن يستفيد من خاللها على عدة خدمات‪ ،‬بواسطة البطاقة البنكية مثل‬
‫‪78‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫السحب النقدي االستفسار عن الحساب ‪...‬الخ ولقد أصبحت هذه األجهزة من المستلزمات الضرورية في‬
‫العمل المصرفي الحديث‪ ،‬ويعتبرون جون شيفرد بارون ‪ John Shephred Barron‬أول من اخترع آلة إلكترونية‬
‫وذلك سنة ‪1967‬م بلندن لصالح بنك باركليز‪ ،‬ذلك أنه كان في حاجة ملحة إلى النقود وبسبب عطله نهاية‬
‫األسبوع لم يستطع الحصول على ذلك فراودته فكرة‪ ،‬وتبلورت لديه هذه الفكرة سميت بنك مفتوح ‪ 24‬ساعة‬
‫‪1‬‬
‫و‪ 7‬أيام في األسبوع‪ ،‬ويتم استخدام هذه اآللة من قبل الزبائن وفق تعليمات خاصة هي كاآلتي‪:‬‬
‫المحافظة على بطاقة الصراف اآللي والتأكد من وجودها مع العميل؛‬ ‫•‬

‫اإلبالغ عن ضياعها بسرعة؛‬ ‫•‬

‫توافر رقم سري الستعمال البطاقة على الصراف؛‬ ‫•‬

‫التأكد من صحة الوصول في حالة االستفادة من خدمات المصرفية على الجهاز‪.‬‬ ‫•‬

‫وتنقسم أجهزه الصراف اآللي إلى قسمين مختلفين وهما‪:‬‬


‫أ‪ -‬الموزع اآللي لألوراق النقدية ‪:(DAB) Distributeur Automatique de Billets‬‬
‫وتسمى أيضا ًً ‪ Internal ATM‬آلة الصراف الداخلية‪ ،‬وهي جهاز يسمح بسحب النقود الورقية عن طريق‬
‫استخدام البطاقة البنكية‪ ،‬وإدخال رمز سري ثم يتم خصم المبالغ المسحوبة من حساب العميل؛‬
‫ب‪ -‬الشباك اآللي األوراق النقدية‪ :Guichet automatique bancaire :‬ويطلق عليها باالنجليزية ‪Off‬‬
‫‪ Permises ATM‬حيث يسمح هذا الجهاز بإجراء العديد من العمليات دون التدخل المباشر لموظفي‬
‫البنك ‪ ،‬على مدار ‪ 24‬ساعة وبالخصوص لعمالء البنك المالك لجهاز ‪ GAB‬ومن الخدمات يوفرها‬
‫طلب دفتر الشيكات تحويل األموال من الحساب البنكي إلى حساب أخر داخل البنك الدفع النقدي‬
‫الخ… تستعمل كسابقه كبطاقة بنكيه ورقما سريا لالستفادة من خدماته؛‬
‫أما الشكل الموالي فيوضح جهاز الصراف اآللي وأهم مكوناته‬

‫أسماء خضير ياسن‪ ،‬أحمد صبحي جميل‪ ،‬مظاهر استخدام الصيرفة اإللكترونية في العراق‪ ،‬المجلة العراقية للعلوم‬ ‫‪1‬‬

‫االقتصادية‪ ،‬السنة ثانية عشر‪ ،‬العدد ‪ ،2014 ،41‬ص ‪.93‬‬


‫‪79‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الشكل رقم ‪ :07‬شكل توضيحي لجهاز الصراف اآللي‪.‬‬

‫‪Source: Engineering and Technology Pyblishig 2013‬‬


‫الشكل أعاله يمثل اهم االجزاء ومكونات الصراف اآللي بحيث كما هو موضح في الشكل‪:‬‬

‫‪: Speaker‬‬ ‫متحدث صوت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‬


‫‪Keypad :‬‬ ‫ل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوحة المفاتيح‬
‫‪Card Reader :‬‬ ‫ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارئ البطاقة‬
‫‪Deposit Slot :‬‬ ‫فتحة إيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداع‬
‫‪Receipt Printer :‬‬ ‫طابعة وصل إستالم‬
‫‪Cash Dispenser :‬‬ ‫مـ ــوزع النقود‬
‫‪Screen Buttons :‬‬ ‫أزرار الشاش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫‪Display Screen :‬‬ ‫شاشة الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرض‬

‫وت ًُ قبل البنوك بشكل واسع على تركيب وتثبيت جهاز الصراف اآللي‪ ،‬بحيث أضحى كوسيلة ال‬
‫يستغني عنها في أنشطتها المصرفية‪ ،‬والشكل الالحق يوضح جانباً من ذلك في دول آسيا المعروفة بكثافتها‬
‫السكانية‪ ،‬وباقي أنحاء العالم‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الشكل رقم ‪ :08‬توقعات عدد أجهزة الصراف اآللي المركبة في آسيا وباقي أنحاء العالم‪.‬‬

‫‪Source : Global ATM Marker and Forecasts to 2020‬‬


‫من خالل الشكل أعاله يتضح لنا االنتشار الواسع والمتسارع ألجهزة الصراف اآللي‪ ،‬ذلك ما يوضحه‬
‫تزايد طول األعمدة قاتمة اللون التي تدل على دول آسيا الباسيفيك ‪ ،Asia Pacific‬وكذلك األمر نفسه بالنسبة‬
‫لألعمدة ذات اللون الفاتح وهي التي وتشير إلى بقية العالم‪ ،‬واألمر الذي يشد االنتباه هو تفوق هذه الدول‬
‫اآل سيوية من حيث تثبيتها وتركيبها لهذه األجهزة والتي لها داللة واضحة على تفوقها في مجال وسائل الدفع‬
‫اإللكتروني‪ ،‬بتوفيرها لهذه اآللية نظ اًر لعدد النسمة القاطنة بهذه المنطقة من العالم‪.‬‬
‫ففي سنة ‪2015‬م كان عدد أجهزة ‪ ATM‬المثبتة في دول آسيا الباسيفيك لوحدها ‪ 1,55‬مليون جهاز‪،‬‬
‫وبقي العدد ينمو تدريجياً‪ ،‬حيث يتوقع أن وصول عددها إلى ‪ 2‬مليون جهاز سنة ‪2022‬م‪ ،‬المالحظة نفسها‬
‫لبقية دول العالم حيث كان العدد سنة ‪2015‬م ‪ 1,61‬مليون جهاز ‪ ،ATM‬وهو في حالة نمو‪ ،‬ويتوقع أن‬
‫يصل إلى ‪ 1,74‬مليون سنة ‪2022‬م‪ ،‬وعند الجمع بين التوقعين لعام ‪ 2022‬سيصل عدد أجهزة الصراف‬
‫اآللي إلى ‪ 3,74‬مليون جهاز عالمياً‪ ،‬هذا ما يسمح بتسهيل عملية المدفوعات والمسحوبات في جميع أنحاء‬
‫العالم نظ اًر للخدمات التي يقدمها هذا المنفذ الهام من الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬والشكل الموالي يوضح نسبة‬
‫المسحوبات على الصراف اآللي إلى الناتج المحلي اإلجمالي لبعض الدول التي تنشط فيها هذه الخدمات‬
‫بصورة جيدة‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الشكل رقم ‪ :09‬نسبة المسحوبات على الصراف اآللي إلى الناتج المحلي اإلجمالي سنة ‪2016‬م لبعض الدول‬

‫يبين الشكل أعاله مدى االعتماد واألهمية التي توليها الدول الواردة فيه للصيرفة اإللكترونية عموماً‪،‬‬
‫وألجهزة الصراف اآللي خصوصاً في عملية المسحوبات النقدية‪ ،‬فتشكل نسبة المسحوبات على هذا الجهاز‬
‫إلى الناتج المحلي اإلجمالي في الصين ما يقارب ‪ %34,5‬متصدرة بهذه النسبة المركز األول عالمياً لسنة‬
‫‪2016‬م‪ ،‬تليها على الترتيب السعودية ب ‪ %30,7‬روسيا ب ‪ %29,2‬وتركيا ب ‪ %22,8‬وفي المرتبة‬
‫الخامسة عالمياً دولة جنوب إفريقيا ب ‪ ،%22,1‬وهذا بناءاً على إحصائيات قدمها بنك التسويات الدولية‬
‫‪.BIS‬‬
‫‪ -2‬نهائيات نقاط البيع اإللكترونية ‪:*TPE‬‬
‫هي عبارة عن أجهزة مركبة عند التجار على الخصوص‪ ،‬حيث تسمح هذه األخيرة لحاملي البطاقات‬
‫البنكية للقيام بعدة عمليات مدفوعات ومثل شراء منتجات‪ ،‬دفع فواتير‪...‬الخ‪ ،..‬وذلك بطريقة آمنة وسريعة‬
‫وفعالة‪ ،‬ونميز فيها عدة أنواع هي كاآلتي‪:1‬‬
‫‪ -‬النهائي الثابت؛‬
‫‪ -‬النهائي المحمول؛‬
‫‪ -‬المحمول راديو؛‬
‫‪ -‬المحمول بأشعة فوق حمراء؛‬
‫‪ -‬المحمول ‪GSM‬؛‬
‫‪ -‬المحمول ‪GRPS‬؛‬

‫‪1 bouhriz daidj aicha, innovations technologiques des services bancaires, magistère en droit bancaire et financier,‬‬
‫‪faculté de droit et science politique, université d’Oran, 2013, p‬‬
‫‪*TPE : Terminal de payment électronique‬‬

‫‪82‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬المحمول ‪Bluetooth‬؛‬
‫ويستلزم تشغيل جهاز ‪ *TPE‬تغذية كهربائية مستقرة‪ ،‬وشبكة اتصال مخصصة له‪.‬‬
‫الشكل رقم ‪ :10‬أجزاء نقطة بيع نهائي إلكترونية‬

‫‪Source: Worldline 2017‬‬


‫توضيح الشكل ‪:‬‬
‫‪ -1‬قارئ البطاقة البنكية‬
‫‪ -2‬قارئ بطاقة رقاقة‬
‫صفيحة ضد كشف رمز ‪pin‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪ -4‬شاشة القراءة‬
‫الشكل رقم ‪ :11‬لوحة مفاتيح نقطة بيع نهائي إلكترونية‬

‫‪Source: Worldline 2017‬‬

‫‪83‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تكملة للشكل السابق فلوحة مفاتيح ‪ TPE‬أز ارره تكون على الشكل أعاله‪.‬‬
‫يوضح الشكالن السابقان مكونات أو أجزاء نقطة نهائي البيع اإللكترونية والتي على العموم تأخذ هذا‬
‫الشكل السابق‪ ،‬بحيث يقوم المشتري بإدخال البطاقة البنكية في فتحة قارئ البطاقة‪ ،‬ثم يقوم بإدخال الرمز‬
‫السري للبطاقة المخصص للشراء اإللكتروني (‪ ،)E-paiment‬وبعدها يشكل مبلغ المعاملة ويؤكد ذلك مرة‬
‫ثانية‪ ،‬ثم يضغط على زر الموافقة إلجراء العملية‪ ،‬حيث يقوم البنك بخصم هذا المبلغ من الحساب البنكي‬
‫للزبون وتحويله إلى حساب التاجر‪ ،‬ذلك ألن أجهزة نهائي البيع اإللكترونية مربوطة إلكترونيا بحاسوب البنك‪.‬‬
‫أما الشكل الالحق فيوضح عدد ‪ TPE‬المركب في فرنسا ألخذ فكرة عن مدى اعتماد بعض الدول‬
‫المتقدمة على هذا فيما يتعلق بمدفوعات المعامالت التجارية‪ ،‬والتي يالحظ فيها عدم االعتماد على النقود‬
‫الورقية بشكل كبير‪.‬‬
‫الشكل رقم ‪ : 12‬عدد أجهزة نقط نهائي البيع اإللكترونية في فرنسا‪ – 2015-2010‬الوحدة باأللف –‬

‫‪Source: statista 2019‬‬


‫نالحظ من الشكل أن عدد أجهزة ‪ TPE‬في فرنسا وصل سنة ‪ 2014‬إلي ما يقارب ‪ 1,6‬مليون جهاز‪،‬‬
‫معتبر‪ ،‬وتساعد هذه األجهزة في االستفادة من خدمات الصيرفة اإللكترونية بشكل كبير‪،‬‬
‫اً‬ ‫ويعتبر هذا العدد‬
‫السيما فيما يتعلق بعملية سداد المدفوعات المترتبة عن عدة معامالت تجارية‪.‬‬
‫‪ -3‬الصيرفة عبر شبكة االنترنت ‪banking online‬‬
‫تعريف ‪ :‬تعتبر الصيرفة عبر شبكة االنترنت أو كما يطلق عليها أيضاً بنوك االنترنت‪ ،‬مجموعة من‬
‫العمليات التي يقوم بها الزبون من خالل الرجوع إلى موقع البنك عبر التصفح بجهاز الحاسوب الخاص به‪،‬‬
‫وقد تكون هذه العمليات إما في شكل خدمات مصرفية أو معامالت مالية‪ ،‬وتتم عبر أربع خطوات كما هي‬
‫موضحة في الشكل التالي ‪:1‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Hossein jadidoles lamy, designing a new security architecture for online banking, the camputing science and‬‬
‫‪technoligy, international journal, vol 2.N°: 2, 2012, p34.‬‬
‫‪84‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الشكل رقم ‪ : 13‬خطوات عمليات الصيرفة عبر شبكة االنترنت‬

‫‪Source: hossein jadidoles lamy op.cit. p34.‬‬


‫المرحلة األولى‪ :‬تشغيل الكمبيوتر من طرف العميل‪ ،‬وتنفيذ نظام التشغيل الموافق للمعامالت العامة؛‬
‫المرحلة الثانية ‪ :‬إدخال المعامالت إلى مستعرض الويب‪ ،‬وذلك بواسطة لوحة مفاتيح المستخدم‪ ،‬والتي تسمح‬
‫بإدخال رقم سري خاص بكل عميل وذلك بعد فتح مستعرض الويب؛‬
‫المرحلة الثالثة ‪ :‬ربط وإنشاء اتصال آمن على االنترنت‪ ،‬وذلك بتشفير بيانات اإلدخال باستخدام بروتوكوالت‬
‫‪ *LSS‬تستقبل هذه البيانات غلى الحاسوب المركزي للبنك (‪)serveur‬؛‬
‫المرحلة الرابعة ‪ :‬وصول البيانات المشفرة إلى موقع البنك‪ ،‬ومصادقة الزبون عليها‪ ،‬ومن ثم الرد على‬
‫انشغاالت العميل‪ ،‬ومعالجة المعامالت المصرفية‪.‬‬
‫ونميز في بنوك االنترنت نوعين اثنين‪:1‬‬
‫‪ :‬يتعلق بأداء الخدمات المصرفية‪ ،‬بواسطة شبكة االنترنت ويتم هذا من خالل ربط‬ ‫أ‪ -‬النوع األول‬
‫حواسيب البنك بشبكة االنترنت‪ ،‬فيستطيع المستفيد من أي مكان وفي أي وقت من استخدام هذه الشبكة‬
‫للحصول على خدمات مصرفية‪ ،‬بتشكيل رقم سري شخصي‪ ،‬يمكنه من الولوج إلى العمليات المصرفية‬
‫المطلوبة؛‬
‫ب‪ -‬النوع الثاني‪ :‬يتعلق بالتجارة اإللكترونية‪ ،‬والتي تسوى عبر شبكة االنترنت بين طرفين اثنين بائع‬
‫ومشتري‪.‬‬

‫اسماء خضر ياسن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.41‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪*LSS : Secure Soket Layers‬‬

‫‪85‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وبالتالي فالصيرفة عبر االنترنت تعد من أوسع النشاطات المصرفية نظ اًر النتشار االنترنت في مختلف أنحاء‬
‫العالم‪ ،‬ولسهولة تقديم خدمات مصرفية عبر هذه الشبكة لفئة كبيرة من العمالء‪.‬‬

‫والشكل الموالي يوضح نسبة مستعملي االنترنت لالستفادة من خدمات مصرفية في أوروبا‪.‬‬

‫الشكل رقم ‪ :14‬نسبة مستعملي االنترنت من أجل خدمات مصرفية في أوروبا سنة ‪2017‬‬
‫(‪ %‬العمر الفردي ببن ‪16‬سنة‪74-‬سنة)‬

‫‪Source : eurostat‬‬

‫يتبين من الشكل‪ ،‬أن الدانمارك تحتل المرتبة األولى أوروبيا ًً بنسبة ‪ %90‬من سكانها‪ ،‬الذين يستعملون‬
‫االنترنت للحصول على خدمات مصرفية (الصيرفة عبر شبكة االنترنت)‪ ،‬تليها كل من هولندا‪ ،‬فلندا‪ ،‬السويد‬
‫واستونيا بنسب متقاربة‪ ،‬كما أن متوسط هذه النسبة في أوروبا يقدر بـ ‪ ،%51‬وهي نسبة تعكس مدى إنتشار‬
‫هذا المنفذ للصيرفة اإللكترونية في هذه القارة‪ ،‬كما أنها تعكس المكانة الجيدة للصيرفة اإللكترونية عموماً في‬
‫أوروبا‪ ،‬ومدى اعتمادها من طرف األوروبيين عبر سلوكهم المصرفي المتقبل والمتكيف مع هذه الخدمات‬
‫المصرفية الجديدة‪.‬‬
‫أنماط الصيرفة عبر شبكة االنترنت‪:‬‬
‫هناك صو اًر متعددة للصيرفة عبر شبكة االنترنت‪ ،‬ويمكن حصرها في ثالثة أشكال أساسية هي‬
‫كاآلتي‪:1‬‬
‫أ‪ -‬الموقع المعلوماتي ‪:Informational‬‬
‫ويعتبر الحد األدنى من النشاط المصرفي اإللكتروني‪ ،‬حيث يقوم البنك من خالله بتقديم معلومات حول‬
‫برامجه ومنتجاته المصرفية؛‬

‫رشدي عبد اللطيف وادي‪ ،‬أهمية ومزايا البنوك اإللكترونية في قطاع غزة بفلسطين ومعوقات انتشارها‪ ،‬مجلة الجامعة‬ ‫‪1‬‬

‫اإلسالمية (سلسلة الدراسات اإلنسانية) المجلد السادس عشر‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬جوان ‪ ،2008‬ص‪.868‬‬
‫‪86‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ب‪ -‬الموقع التفاعلي أو االتصالي ‪:Communicative‬‬


‫يسمح هذا الموقع لعمالء البنك بنوع من التبادل االتصالي‪ ،‬ويشبه هذا التفاعل بين البنك وزبائنه إلى حد بعيد‬
‫البريد اإللكتروني‪ ،‬فيستطيع الزبون تعبئة طلبات معينة أو تعديل معلومات القيود والحسابات؛‬
‫ج‪ -‬الموقع التبادلي ‪:Transactional‬‬
‫يعتبر هذا الموقع بمثابة البيئة اإللكترونية التي يمارس فيها البنك خدماته وأنشطته‪ ،‬حيث يسمح للزبون‬
‫بالوصول إلى حساباته البنكية‪ ،‬وإدارتها‪ ،‬وإجراء المدفوعات النقدية‪ ،‬والوفاء بقيمة الفواتير‪ ،‬وإجراء الخدمات‬
‫االستعالمية‪ ،‬وكذا إجراء الحواالت بين حساباته داخل البنك أو مع جهات خارجية‪.‬‬
‫‪ -4‬الصيرفة اإللكترونية عبر الهاتف‪:‬‬
‫تعريف‪ :‬هي عبارة عن قناة لنقل الخدمات المصرفية هاتفياً‪ ،‬وتستعملها البنوك كوسيلة بديلة‪ ،‬أو إضافة‬
‫للطرق التقليدية في نقل الخدمات المصرفية‪ ،‬والغاية الرئيسية من هذا المنفذ هو تخفيض التكلفة مقارنة بتكلفة‬
‫تقديم الخدمة المصرفية عبر فروع البنك‪ ،‬وحسب تقرير لمعهد اإلدارة المصرفية األمريكية‪ ،‬قدر فيه تكلفة‬
‫تسيير حساب جاري عن طريق مركز االتصال (المستخدم في الصيرفة اإللكترونية عبر الهاتف)‪ ،‬بحوالي‬
‫ثلث تكلفة تسيير عبر فروع البنك‪.1‬‬
‫فالصيرفة الهاتفية كما يطلق عليها أيضا ًً‪ ،‬هي استعمال الهاتف كأداة تتيح الحصول على خدمات‬
‫مصرفية وذلك بتشغيل البنوك لمراكز اتصاالت وخدمة العمالء‪ ،‬يقوم الزبون باالتصال هاتفياً ببنكه وإدخال‬
‫رقم سري‪ ،‬للحصول على خدمات يوفرها هذا المنفذ من الصيرفة اإللكترونية‪ .‬والشكل الالحق يوضح مكانة‬
‫الصيرفة اإللكترونية عبر الهاتف في بريطانيا‪.‬‬
‫الشكل الرقم ‪ :15‬توقعات الصيرفة اإللكترونية عبر الهاتف في بريطانيا‬

‫‪Source: fair finance, 20 avril 2017‬‬


‫نالحظ من الشكل أعاله أن نسبة االعتماد على الصيرفة اإللكترونية عبر الهاتف هي األصغر مقارنة‬
‫بالوسائل األخرى‪ ،‬كما أن نسبة نموها ال تتطور بل تتضاءل كل خمس سنوات من ‪2010‬م إلى ‪2020‬م‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪RIZAL QHMED and FRANCIS Buttle, Retaining Telephone Banking Customers At Frontier Bank,International‬‬
‫‪Journal Of Bank Marketing,20/1,2002,p7.‬‬
‫‪87‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ويرجع ذلك أساساً إلى تراجع وسيلة الهاتف الثابت حتى بالنسبة لنشاطها الرئيسي في محال االتصاالت‪،‬‬
‫ومن جهة أخرى ظهور وسائل أكثر نجاعة وأقل تكلفة مثل شبكات التواصل االجتماعي على االنترنت‬
‫والهاتف المحمول‪.‬‬
‫‪ -5‬الصيرفة المحمولة ‪:Mobile Banking‬‬
‫تعتبر الصيرفة المحمولة كتطور للصيرفة عبر االنترنت‪ ،‬فخدماتها تشبه تلك الخدمات المقدمة من قبل‬
‫بنوك االنترنت والمنزلة على شكل تطبيقات‪ ،‬للوصول مباشرة إلى خدمات هذه البنوك األخيرة‪ ،‬وتوفر الصيرفة‬
‫المحمولة مجموعة من العمليات المصرفية‪ ،‬مع إمكانية تقليل االعتماد على االنترنت في ذلك‪ ،‬فلقد بدأت‬
‫بعض البنوك في عرض تطبيقات للوصول إلى خدماتها بدون انترنت مثل تطبيقات متجر ( ‪iphone‬‬
‫‪.1)application store‬‬
‫وهناك من يعرف الصيرفة المحمولة بأنها قناة يتفاعل من خاللها العميل مع أحد البنوك‪ ،‬عبر جهاز‬
‫هاتف محمول (‪ )Mobile phone‬أو المساعد الرقمي الشخصي (‪ ،)personal Digital Assistant‬حيث‬
‫ينصب التركيز فيها على بيانات االتصال‪ ،‬فهي ال تشمل خدمات المصرفية اإللكترونية عبر الهاتف في‬
‫شكلها التقليدي أي ذلك االتصال الهاتفي الصوتي‪ ،‬بل تعتمد هذه الصيرفة على هواتف تعمل باللمس‬
‫(‪.2)touch tone phone‬‬
‫وبالتالي الصيرفة المحمولة هي عبارة عن تقديم خدمات مصرفية من قبل البنوك لزبائنها‪ ،‬عن طريق‬
‫هاتف محمول يكون متوفر على تطبيقات مخصصة لهذا الغرض‪ ،‬يتم من خاللها الوصول إلى الخدمة‬
‫المصرفية المتاحة من طرف البنك‪ ،‬والشكل اآلتي يوضح مدى اعتماد األفراد على الصيرفة المحمولة في‬
‫الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Pedro Cruz And Auther, mobile banking rollont in emerging markets : evidence from brazil, IJBM, vol 28, N°‬‬
‫‪5, 2010, p343.‬‬
‫‪2 Stuart J.Barnes and Brian Corbit, mabile banking : concept and potential, interntional journal of mobile‬‬

‫‪communication, january 2003, p03‬‬


‫‪88‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الشكل رقم ‪ : 16‬توقعات عدد مستخدمي الصيرفة المحمولة في الواليات المتحدة األمريكية مابين ‪2009‬م‪2016 ،‬م‬
‫(الوحدة بالمليون)‪.‬‬

‫‪Source : statista july 2012‬‬


‫الشكل يوضح النمو المتزايد لمستخدمي الصيرفة المحمولة في الواليات المتحدة‪ ،‬حيث وحسب المصدر‬
‫أعاله فلقد بلغ عدد مستخدمي الصيرفة المحمولة في الواليات المتحدة سنة ‪2011‬م حوالي ‪ 57‬مليون‬
‫مستخدم‪ ،‬وكان يتوقع أن ينمو هذا العدد بحلول سنة ‪2016‬م إلى ‪ 111‬مليون مستخدم لهذه الصيرفة‪ ،‬وهذه‬
‫األرقام تعكس مدى األهمية التي تولى لهذه الصيرفة‪ ،‬وما ساعد في ذلك االنتشار الواسع الستخدام الهاتف‬
‫المحمول‪ ،‬وسهولة استعماله من خالل التطبيقات التي توفرها البنوك‪.‬‬
‫‪ -6‬نظام التحويالت المالية اإللكترونية والمقاصة اإللكترونية‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعريف نظام التحويالت المالية اإللكترونية‪:‬‬

‫إن المقصود بنظام التحويالت المالية اإللكترونية (‪ :Electronique Funds Transfert )EFT‬هي تلك‬
‫القواعد واإلجراءات المتخذة من طرف البنوك اإللكترونية العملية‪ ،‬ويستعمل جهاز الكمبيوتر أو الهاتف‬
‫المحمول في إصدار أوامر التحويل‪.1‬‬

‫وقد عرف التحويل المالي اإللكتروني على أنه عملية يتم من خاللها نقل مبلغ معين من حساب بنكي‬
‫إلى آخر‪ ،‬عن طريق تقييده في الجانب المدين لآلمر‪ ،‬والجانب الدائن للمستفيد‪ ،‬سواء تم هذا التحويل في‬
‫نفس البنك أو بين بنكين مختلفين‪ ،‬على أن يكون األمر الذي يصدره العميل بوسيلة إلكترونية مثل االنترنت‪.‬‬
‫وبالتالي يمكن القول أن التحويل المالي اإللكتروني هو عبارة عن مجموعة من اإلجراءات تتخذها البنوك‬
‫المعتمدة لخدمات الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬بحيث تقوم من خالل هذا التحويل المالي اإللكتروني‪ ،‬بنقل مبلغ‬

‫راضي عبد المنعم‪ ،‬عزت فرج‪ ،‬اقتصاديات النقود والبنوك‪ ،‬البيان للطباعة والنشر‪ ،‬االسكندرية‪ ،2001 ،‬ص‪.31‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪89‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫معين من المال بين حسابين بنكيين أحدها لآلمر واآلخر للمستفيد‪ ،‬عبر وسيلة إلكترونية قد تكون جهاز‬
‫كمبيوتر أو هاتف نقال‪ ،‬موصوالن بشبكة االنترنت‪.1‬‬
‫كما تجدر اإلشارة أنه هناك فرق بين التحويل المالي اإللكتروني(‪ )EFT‬والتبادل اإللكتروني للوثائق‬
‫)‪ ،Financial Electronic Data Interchange )FEDI‬فالتبادل اإللكتروني لألموال والوثائق (‪ )F-EDI‬هو ذلك‬
‫التبادل اإللكتروني للمدفوعات وكذلك البيانات والمعلومات والمتعلقة بها‪ ،‬كمقدار الدفعة وعدد الفواتير ‪...‬الخ‪،‬‬
‫فهذا التبادل يحتوي على معلوماتية التحويل‪ ،‬كما يحتوي أيضا على اإلرشادات والتعليمات التي تتحرك‬
‫بموجبها األموال‪ ، 2‬بينما التحويل المالي اإللكتروني هو عبارة عن نظام يختص بنقل الدفعة إلى المستفيد‪،‬‬
‫وبهذا تكون الخدمة التي يوفرها محدودة على ذلك فقط‪ ،‬أما (‪ )F-EDI‬زيادة على ذلك يقوم بنقل المعلومات‬
‫والبيانات المترتبة عن الصفقة‪ ،‬وبهذا فيعتبر هذا النظام األخير خدمة شاملة بالمقارنة مع سابقه‪.‬‬
‫▪ آلية عملية التحويل المالي اإللكتروني‪:‬‬
‫يقوم العميل ببناء وإرسال التحويل المالي إلى الوسيط عن طريق المودم‪ ،‬فيقوم الوسيط بدوره بتجميع‬
‫التحويالت المالية وإرسالها إلى دار المقاصة اآللية (‪ *)ACH‬فتقوم هذه األخيرة بإرسال نموذج التحويل‬
‫المالي اإللكتروني إلى البنك العميل‪ ،‬ففي حالة كفاية رصيد العميل‪ ،‬فإن البنك يقتطع قيمة التحويل ويحولها‬
‫إلى حساب المستفيد (بنك أو تاجر)‪ ،‬أما إذا كان الرصيد غير كاف فيتم إرسال إشعار بعدم كفاية الرصيد‬
‫(‪ )NSF‬إلى الوسيط ليقوم بإعادة اإلشعار إلى العميل‪ ،‬أما إذا رغب التاجر في تنفيذ التحويالت عبر دار‬
‫المقاصة اآللية دون المرور بوسيط‪ ،‬فعليه بإقتناء برمجيات خاصة بذلك‪ ،‬وفي هذه الحالة يقوم العميل‬
‫باعتماد نموذج الدفع مرفقاً بشيك مصدق لصالح التاجر‪ ،‬ليقوم التاجر بإرسال االعتماد إلى دار المقاصة‬
‫اآللية‪ ،‬ثم ترسل (‪ )ACH‬االعتماد إلى البنك القتطاع المبلغ من حساب العميل في الوقت المحدد وتحويله‬
‫إلى حساب التاجر‪ ،‬وال حاجة في هذه الحالة إلى التحقق من كفاية الرصيد ألن الشيك المصدق يكفل ذلك‪،‬‬
‫أما عن المعطيات التي يجب توفيرها في التحويالت البنكية فهما رقمان‪.3‬‬
‫‪ -‬الرقم الدولي للحساب المصرفي (‪ :International Banking Account Number )IBAN‬وهو عبارة عن‬
‫معيار دولي لتحديد الحسابات البنكية عبر الحدود الوطنية؛‬
‫‪ -‬رقم الهوية البنكية (‪ :Bank Identifier Code )BIC‬يسمح بتعريف هوية البنك المرسل إليه التحويل‪،‬‬
‫ويطلق عليه أيضا كود ‪ SWIFT‬نسبة للهيئة الدولية المسيرة ألرقام الهوية البنكية (‪.)BIC‬‬

‫محمود محمد أبو فروة‪ ،‬الخدمات اإللكترونية عبر اإلنترنت‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬االردن‪ ،‬ط‪ ،2012 ،2‬ص‪.36‬‬ ‫‪1‬‬

‫أحمد سفر ‪،‬أنظمة الدفع االلكتروني‪ ،‬منشورات االحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان ‪ ،2008 ،‬ص‪.65‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪*ACH ; AUTOMATED CIEARNING HOUSE‬‬


‫‪*NSF :non sufficient fund‬‬
‫محمد شايب‪ ،‬أهمية تطوير وتشغيل أنظمة الدفع اإللكترونية الحديثة والمقاصة اآللية إلنشاء بنية تحتية للنظام مصرفي‬ ‫‪3‬‬

‫ومالي إلكتروني بالجزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة سطيف‪ ،2017 ،‬ص‪.33‬‬
‫‪90‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫▪ خصائص نظام التحويل المالي اإللكتروني‪:‬‬

‫لنظام التحويل المالي اإللكتروني عدة خصائص‪ ،‬نلخصها فمايلي‪:1‬‬

‫‪ -‬سهولة االستخدام والمالئمة بالنسبة للدائن والمدين؛‬


‫‪ -‬وقت التنفيذ‪ :‬حيث يسعى المستفيد دوماً لمعرفة متى تكون األموال متوفرة حتى يقوم بعملية السحب؛‬
‫‪ -‬مرونة التشغيل التي يمتاز بها نظام التحويل اإللكتروني في عملية نقل وتحويل األموال من بنك إلى آخر؛‬
‫‪ -‬التكاليف المنخفضة‪ ،‬والمترتبة على آمر بالدفع والمستفيد؛‬
‫‪ -‬الحماية المعبر عنها بالموثوقية‪ ،‬والتي تشمل السرية والسالمة والتأكد من أن المصدر المعلن عنه مصدر‬
‫حقيقي‪ ،‬ذلك أنه يستحيل على أي طرق خارجي التسلل إلى البيانات؛‬
‫‪ -‬المقدرة على التتبع والتحقق‪ ،‬بحيث يمكن للعميل متابعة مسار أوامر الدفع الخاصة به واالستفسار عنها‬
‫حالة التأخر في االستالم؛‬
‫ب‪ -‬المقاصة اآللية ‪: Automated Clearing House‬‬
‫تعريف المقاصة اآللية (المقاصة اإللكترونية)‪ :‬هي عبارة عن نظام إلجراء عملية التقاصي إلكترونياً بين‬
‫البنوك‪ ،‬حيث يتم بواسطتها تبادل المعلومات التي تشمل بيانات‪ ،‬صور ورموز الشيكات‪ ،‬وذلك باستعمال‬
‫وسائل إلكترونية‪ ،‬ويتم تحديد صافي األرصدة الناتجة من هذه العملية في وقت محدد بمركز المقاصة‬
‫اإللكترونية المتواجدة بالبنك المركزي‪.2‬‬
‫وتعرف أيضا بكونها إجراء تقاص الشيكات بين البنوك‪ ،‬وذلك من خالل مرورها عبر البنك المركزي‬
‫على شكل صورة إلكترونية للشيكات‪ ،‬أي بدون تبادل فعلي للشيكات بين البنوك‪.3‬‬
‫إذن فالمقاصة اآللية أو كما يطلق عليها المقاصة اإللكترونية‪ ،‬هي عملية تبادل الشيكات إلكترونياً بين‬
‫البنوك‪ ،‬حيث يحمل هذا التبادل معلومات وبيانات وصور هذه الشيكات محل المقاصة‪ ،‬ويشرف على هذه‬
‫العملية البنك المركزي باستخدام وسائل إلكترونية‪ ،‬وينتج عن هذه العملية تحديد صافي األرصدة‪ ،‬وذلك في‬
‫وقت محدد‪.‬‬

‫عبد األمير عبد الحسين شياع ومصطفى محمد إبراهيم‪ ،‬نظام المدفوعات اإللكترونية في العراق والتحديات التي تواجهه‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫مجلة القادسية للعلوم اإلدارية واالقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،17‬العدد‪ ،2015 ،3‬ص‪.240‬‬


‫إبتهاج فضل هللا الخضر حمودة ‪،‬أثر تطبيق نظام المقاصة اإللكترونية في زيادة ربحية البنوك‪ ،‬ماجستير في المحاسبة‪ ،‬كلية‬ ‫‪2‬‬

‫الدراسات العليا والبحث العلمي‪ ،‬جامعة شندى‪ ،‬السودان‪ ،2015 ،‬ص‪.16‬‬


‫وسيم محمد الحداد وآخرون‪ ،‬خدمات المصرفية اإللكترونية‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬األردن ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2012،‬ص‪.125‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪91‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫▪ آلية عمل المقاصة اآللية‪:‬‬


‫تعتمد هذه اآللية على تقاص الشيكات بين البنوك‪ ،‬وذلك بواسطة نظام مقاصة مركزي‪ ،‬وتستعمل تقنية‬
‫المسح الضوئي (عبر جهاز سكانير) الستغالل الصور اإللكترونية للشيكات‪ ،‬حيث يستغنى عن تبادل‬
‫الشيكات الورقية بين البنوك‪ ،‬فباستخدام هذه التقنية يقوم البنك بإرسال البيانات الخاصة بكل شيك‪ ،‬كرقمه‬
‫ومبلغه وتاريخه‪ ،‬وهوية صاحب الحساب وتوقيعه‪ ،‬واسم المستفيد إلى قسم حفظ البيانات بنفس البنك‪ ،‬ثم يقوم‬
‫هذا األخير بإرسال هذه البيانات إلى قسم الحفظ بالبنك المركزي‪ ،‬وبعدها يقوم البنك المركزي بإرسال هذه‬
‫البيانات إلى البنوك ذات العالقة‪ ،‬فتتعامل معها ثم يتم الرد من قبل هذه البنوك بالرفض أو القبول‪ ،‬حسب‬
‫أرصدة زبائنها أو أسباب أخرى حيث يتم ذكر السبب حالة الرفض‪ ،‬وترسل هذه الردود إلى البنك المركزي في‬
‫الوقت نفسه‪ ،‬إلى قسم حفظ البيانات لكل بنك‪ ،‬ويتم حفظ هذه الردود الواردة من البنوك التجارية في قسم‬
‫الحفظ لدى البنك المركزي‪ ،‬كما أن هذه العملية تتم بتقنيات وقنوات اتصال سريعة‪.1‬‬
‫ثاني ا‪ :‬تقسيمات خدمات الصيرفة اإللكترونية‬
‫لقد أدى انتشار شبكة االنترنت إلى تغيير سمات العمل الصرفي التقليدي‪ ،‬ال سيما في طرق تقديم‬
‫الخدمات المصرفية‪ ،‬فظهرت نقود إلكترونية وبطاقات بنكية تسمح بعملية تداولها عبر هذه الشبكة بطرق‬
‫سهلة وفي أوقات غير محدودة وفي أماكن متعددة‪.‬‬
‫‪ -1‬البطاقات البنكية‪:‬‬
‫تعريف‪ :‬هي من أهم أشكال وسائل الدفع اإللكتروني‪ ،‬حيث أصبحت من األنشطة الرئيسية للبنوك في‬
‫العالم‪ ،‬وانتشرت انتشا اًر واسعاً‪ ،‬فهي تمكن صاحبها من شراء حاجياته من السلع والخدمات بواسطة نقط‬
‫نهائي البيع اإللكترونية‪ ،‬وسحب مبالغ نقدية وذلك باستعمال الصراف اآللي على مدار ‪ 24‬ساعة‪ ،‬كما أنها‬
‫توفر أيضاً إمكانية التعامل من خالل شبكة االنترنت وسداد االلتزامات المالية المترتبة إثر ذلك التعامل من‬
‫خاللها‪.2‬‬
‫ويتم تعريفها بأنها تلك األداة التي تحمل إسم بطاقة إقراض‪ ،‬أو بطاقة خدمات شبكية أو بطاقة بنكية‪ ،‬أو‬
‫بطاقة شيك مضمون أو بطاقة سحب مباشر إلى أي إسم أو عنوان آخر‪ ،‬صدر برسم أو بغير رسم من‬
‫مصدره‪ ،‬ليستعملها حاملها لألغراض اآلتية‪:3‬‬
‫‪ -‬الحصول على النقود‪ ،‬السلع‪ ،‬الخدمات‪ ،‬أو أي شيء آخر له قيمة على أساس القرض؛‬
‫‪ -‬شهادة أو ضمان لفرد أو مؤسسة‪ ،‬لتمكين صاحبها من الحصول على قرض تحت الطلب شروط معنية؛‬
‫‪ -‬تمكين صاحبها من الحصول على ما يرغبه من فتح حساب قرض‪ ،‬أو قرض ِمؤقت‪.‬‬

‫فؤاد قاسم مساعد قاسم السعيدي‪ ،‬المقاصة في المعامالت المصرفية‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،2008 ،‬ص‪.374‬‬ ‫‪1‬‬

‫مصطفى كمال طه‪ ،‬وائل أنور بندق‪ ،‬األوراق التجارية ووسائل الدفع اإللكترونية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،2009 ،‬ص‪.351‬‬ ‫‪2‬‬

‫عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان‪ ،‬البطاقات البنكية‪ ،‬دار القلم‪ ،‬سوريا‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1998 ،‬ص‪.44‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪92‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫فالبطاقة البنكية هي شكل من الوسائل الدفع اإللكترونية‪ ،‬التي يستطيع صاحبها من االستفادة من عدة‬
‫خدمات مصرفية كالسحب النقدي‪ ،‬سداد بعض المستحقات المترتبة عن معامالت تجارية‪ ،‬الحصول على‬
‫الصرف‬
‫ا‬ ‫قروض وذلك باستعمالها في أحد منافذ الصرفية اإللكترونية كنقط نهائي البيع اإللكترونية أو أجهزة‬
‫اآللي‪ ،‬أو استعمالها أيضاً في عمليات الصيرفة عبر شبكة االنترنت‪.‬‬
‫▪ أنواع البطاقات البنكية‪:‬‬
‫هناك ثالث أنواع رئيسية للبطاقات البنكية وذلك وفق الناحية الفنية نذكرها كاآلتي‪:1‬‬
‫‪ -‬البطاقة الممغنطة ‪:Magnetic Stripe‬‬

‫تتضمن فيها البطاقة البالستكية شريط ممغنطاً‪ ،‬يتم بواسطته إدخال البيانات المشفرة عليه وتأمينها‪ ،‬وتتم‬
‫عملية الدفع بهذا النوع من البطاقات‪ ،‬بقراءة المعلومات المخزنة على هذا الشريط؛‬

‫‪ -‬البطاقات الرقائقية ‪:Chip Cards‬‬

‫تحتوي هذه البطاقات على شريحة ذاكرة (سيليكون)‪ ،‬ومن خاللها يتم تسجيل الرصيد النقدي للحساب البنكي‬
‫لصاحبها‪ ،‬وتقوم العمليات الخصم واإلضافة في حسابه بقيمة معامالته؛‬

‫‪ -‬البطاقات البصرية ‪:Optical Cards‬‬

‫وهي بطاقات توضع بها معلومات الدفع والمعلومات المتغيرة وعناصر الدفع بشكل بصري‪ ،‬ومثالها‬
‫الهولوجرام أو الصورة المجسمة ثالثية األبعاد؛‬

‫أما التقسيم من حيث التعامل بها‪ ،‬فالعنوان الصحيح الذي يشمل جميع أقسام البطاقات البنكية وأنواعها‬
‫و المتعارف عليه باللغة اإلنجليزية‪ ،‬هما واحد من اثنين‪:2‬‬

‫‪ -‬بطاقة المعامالت المالية )‪)the Financial transactional cards‬‬


‫‪ -‬بطاقات الدفع‪ ،‬والشراء )‪)the payement cards‬‬

‫و الجدول الالحق يبين ويوضح أوجه التشابه واالختالف بين النقود وبطاقات الدفع اإللكتروني ‪.‬‬

‫الجدول رقم ‪ : 05‬أوجه التشابه واالختالف بين النقود و بطاقات الدفع اإللكتروني‬

‫مصطفى كمال السيد طايل‪ ،‬الصناعة المصرفية والعولمة االقتصادية ‪ ،‬الدار الجامعية ‪ ،‬االسكندرية ‪،2014 ،‬ص‪..99‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد الوهاب أبو سليمان ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.31‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪93‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بطاقات الدفع اإللكتروني‬ ‫النقود‬


‫‪ -1‬تستخدم كوسيط للمبادالت‪ ،‬حيث يقدمها حاملها الى البائع مقابل‬ ‫‪ -1‬تستخدم النقود كوسيط للمبادالت عن طريق تخلي الشخص عن كمية‬
‫حصوله على الخدمة محل المبادلة‬ ‫من النقود مقابل حصوله على السلعة أو الخدمة التي يقدمها للطرف‬
‫اآلخر (البائع)‬
‫‪ -2‬االمشتري (حامل البطاقة) ال يتخلى عنها بصفة نهائية للبائع وليست‬ ‫‪ -2‬يتخلى الشخص نهائياً للبائع عن النقود مقابل السلعة ومن ثم فإن‬
‫لها قيمة ذاتية‬ ‫النقود لها قيمة ذاتية‬
‫‪ -3‬ال يمكن قيام بطاقة الدفع اإللكتروني بهذه الوظيفة من منطلق أنها‬ ‫‪ -3‬تتعتبر النقود أداة لتخزين القيمة (مخزن للقيم) بمعنى إمكانية ادخارها‬
‫مجرد أداة نائبة عن النقود الورقية أو نقود الودائع‬ ‫للحصول بها على السلع والخدمات وقت الحاجة إليها‬
‫‪ -4‬ههذه البطاقات ال تتمتع بالقبول العام ومن ثم ال تعتبر نقوداً‪ ،‬إال أنها‬ ‫‪ -4‬تتمتع النقود بالقبول العام من جانب األفراد‪ ،‬ووسيلة إلبراء الذمة‬
‫بالقبول االختياري بين المتعاملين (البائعين والمشترين)‬ ‫وتستمد هذه الصفة بمقتضى القانون‬
‫المصدر‪ :‬مصطفى كمال السيد طايل‪ ،‬الصناعة المصرفية والعولمة االقتصادية ‪ ،‬الدار الجامعية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪،2014 ،‬ص‪102‬‬

‫‪ -2‬النقود اإللكترونية‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعريف النقود اإللكترونية‪:‬‬

‫تعتبر النقود اإللكترونية كبديل إلكتروني‪ ،‬لألوراق النقدية والعمالت المعدنية‪ ،‬والتي يتم تسجيلها على‬
‫وسيط إلكتروني‪ ،‬إما في شكل بطاقة بنكية أو محرك أقراص صلبة لجهاز كمبيوتر‪ ،‬والغرض منها إجراء‬
‫المدفوعات اإللكترونية بكميات محدودة‪.1‬‬

‫كما تعرف أيضا بكونها قيمة نقدية مخزنة على وسيلة إلكترونية‪ ،‬مدفوعة مقدماً‪ ،‬وليست مرتبطة بحساب‬
‫بنكي‪ ،‬وتستعمل كأداة للدفع‪.2‬‬

‫أما بنك السنويات الدولية (‪ )BIS‬فقد عرفها بأنها قيمة نقدية في شكل وحدات ائتمانية‪ ،‬مخزنة بشكل‬
‫إلكتروني أو على أداة إلكترونية يملكها صاحبها المستهلك‪.3‬‬

‫إذن فالنقود اإللكترونية أو كما يطلق عليها أيضاً النقود الرقمية‪ ،‬هي عبارة عن وحدات نقدية مخزنة‬
‫بشكل إلكتروني على أداة إلكترونية‪ ،‬وهي مستقلة تماماً عن أي حساب بنكي‪ ،‬تستعمل كبديل لألوراق النقدية‬
‫والعمالت المعدنية‪ ،‬لتسوية المدفوعات إلكترونياً‪.‬‬

‫‪Marko Slovinec, digital money and monetary Policy, BIATEC, volume xiv, N°3, 2006, p12 1‬‬
‫الشافعي محمد إبراهيم محمود‪ ،‬اآلثار المترتبة على استعمال النقود اإللكترونية‪ ،‬جامعة عين شمس كلية الحقوق‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،2008‬ص‪.33‬‬
‫عبد القادر خليل‪ ،‬مبادئ االقتصاد النقدي والمصرفي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزء األول‪ ،2012 ،‬ص‪.39‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪94‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫طبيعة النقود اإللكترونية‪:‬‬

‫إن الحديث عن طبيعة النقود اإللكترونية‪ ،‬يقودنا إلى موضوع آخر‪ ،‬له نفس المغزى أال وهو أهم‬
‫الفروقات بين النقود اإللكترونية والتقليدية‪ ،‬ونجملها فيمايلي‪:1‬‬

‫‪ -‬أداة تبادل ال أداة دفع‪:‬‬

‫يشار لها في الواليات المتحدة األمريكية بأنها " مجرد تمثيل لوعد المصدر بالدفع " ألنها ونتيجة عن‬
‫إيداع النقود التقليدية فهي يبع ألصول المصدر لها‪ ،‬األمر الذي يشكل تقييداً لقدرة البنوك على إصدار النقود‬
‫اإللكترونية‪.‬‬

‫‪ -‬المقابل (عالقة ثالثية التعامل)‪:‬‬

‫إن النقود التقليدية يتم التخلي عنها مباشرة مقابل سلعة‪ ،‬أما بالنسبة للنقود اإللكترونية فال يتم التخلي‬
‫عنها نهائياً بين الشاري والبائع‪ ،‬وإنما هي مجرد واسطة يتم من خاللها الحصول على النقود؛‬

‫‪ -‬أداة غير مادية للنقود القانونية‪:‬‬


‫تتحول النقود القانونية رقمياً إلى ما يسمى النقود اإللكترونية‪ ،‬والتي تعادل مبلغها؛‬
‫‪ -‬االلتزام القانوني (اإلجبارية)‪:‬‬

‫النقود التقليدية هي أداة ثقة إلزامية وإجبارية‪ ،‬إلبراء الذمة‪ ،‬وإطفاء الدين‪ ،‬عكس النقود اإللكترونية (على‬
‫األقل حالياً)‪ ،‬فهي تشبه الشيك في عدم إلزامها قانونياً‪.‬‬

‫‪ -‬نقود ائتمانية‪:‬‬

‫تعتبر النقود اإللكترونية كدين على مصدرها‪ ،‬وبالتالي هي أداة ائتمان‪ ،‬مثلها مثل النقود التقليدية‪ ،‬التي‬
‫تشكل دينا على مصدرها البنك المركزي وتصبح بذلك أداة لالئتمان هي األخرى؛‬

‫ب‪ -‬مقارنة النقود اإللكترونية بأشباه النقود‪:‬‬


‫تعتبر أشباه النقود كأصول مالية تمثل قوة شرائية مؤجلة‪ ،‬يمكن تحويلها إلى نقود جاهزة ( سيولة)‬
‫بسهولة وطريقة فورية‪ ،‬وهي مستودع للقيمة‪ ،‬وال تستخدم كوسيط للتبادل أو أداة للدفع ‪ ،‬فلو قورنت مع النقود‬
‫اإللكترونية تجدها مشابهة لها من حيث سهولة التحويل إلى سيولة نقدية‪ ،‬وتختلف النقود اإللكترونية عنها‬
‫تمام االختالف من جانب الوظيفة والمهام التي وجدت من اجلها‪ ،‬فال يمكن ألشباه النقود أن تستخدم كأداة‬

‫‪1‬‬
‫‪Bank for international sttlements (bis), 1996, implication for central banks of development electronic money,‬‬
‫‪basel, p13‬‬
‫‪95‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫دفع وتبادل‪ ،‬وإنما هي مستودع للقيم‪ ،‬ممثلة لقوى شرائية مؤجلة‪ ،‬عكس النقود اإللكترونية التي يمكن‬
‫استخدامها كأداة دفع وتبادل‪.1‬‬
‫ج‪ -‬مقارنة بين النقود اإللكترونية و النقود المشفرة (االفتراضية)‪:‬‬
‫تعريف النقود االفتراضية )‪:)Virtual Money‬‬
‫" هي عبارة عن تمثيل رقمي لقيمة نقدية ليست صادرة عن بنك مركزي أو عن سلطة عامة‪ ،‬وليست‬
‫مرتبطة بالضرورة بالعملة الورقية ولكنها مقبولة لدى أشخاص طبيعيين أو اعتباريين كوسيلة للدفع‪ ،‬ويمكن‬
‫نقلها وتخزينها أو تداولها إلكترونياً‪.2‬‬
‫ومنه يمكن القول أن النقود االفتراضية هي عبارة عن قيمة نقدية في شكل رقمي‪ ،‬مستقلة عن البنك‬
‫المركزي‪ ،‬تحظى بالقبول لدى مجموعة من األفراد‪ ،‬كما يتم تخزينها وتداولها بوسائط إلكترونية‪.‬‬
‫ولقد ظهرت المئات منها بأسماء جذابة مثل برايم كوين (‪ )Prime coin‬وداش (‪ ،)Dash‬ولها متتبعين‬
‫من المهتمين بالتكنولوجيا‪ ،‬وتتقلب قيمتها بشكل حاد‪ ،‬ويرى البعض أن أكواد الكمبيوتر الغامضة ستحل يوماً‬
‫ما محل النقود اإللكترونية‪ ،‬وفي ظل وجود العديد من العمالت المشفرة‪ ،‬فال حاجة لوكيل مركزي مؤتمن‪،‬‬
‫حيث أصبح يعتمد على دفاتر الحسابات الرقمية الموزعة مثل تكنولوجيا " بلوك تشين " أو سلسلة الكتل‪،‬‬
‫إلنشاء دفتر (عبارة عن قاعدة بيانات في األساس) تتم إداراته من خالل شبكة‪ ،‬ويتحقق كل عضو في‬
‫الشبكة من صحة المعامالت‪ ،‬وعدم صرف العملة المشفرة ألكثر من مرة واحدة‪ ،‬وذالك باستخدام تكنولوجيا‬
‫مستمدة من علوم الكمبيوتر والشفرة‪.3‬‬
‫والجدول التالي يوضح أهم االختالفات بين النقود اإللكترونية و النقود االفتراضية‪:‬‬

‫شيماء جودت مجدي عبيادة منصور‪ ،‬أحكام التعامل بالنقود االلكترونية وأثره على المعامالت المعاصرة‪ ،‬رسالة ماجستير‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫كلية الشريعة والقانون‪ ،‬الجامعة اإلسالمية غزة فلسطين‪ ،2015 ،‬ص‪.33‬‬


‫عبد هللا بن سليمان بن عبد العزيز الباحوث‪ ،‬النقود االفتراضية مفهومها وأنواعها وأثارها االقتصادية‪ ،‬المجلة العلمية لالقتصاد‬ ‫‪2‬‬

‫والتجارة‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬القاهرة‪ ،‬العدد‪ ،2017 ،1‬ص‪.20‬‬
‫أنطوان بوفيريه وفيكرام هاكسار‪ ،‬ماهي العمالت المشفرة؟‪ ،‬مجلة التمويل والتنمية‪ ،‬صندوق النقد الدولي‪ ،2018 ،‬ص‪.27‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪96‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫جدول رقم ‪ : 06‬أوجه االختالفات بين النقود اإللكترونية و النقود االفتراضية‪:‬‬

‫النقود االفتراضية‬ ‫النقود اإللكترونية‬


‫رقمي‬ ‫رقمي‬ ‫الشكل النقدي‬
‫‪linden‬‬ ‫‪dollars‬‬ ‫عملة مخترعة مثل‬ ‫العملة التقليدية (أورو‪ ،‬دوالر‪..‬الخ)‬ ‫وحدة الحساب‬
‫‪bitcoins…ect.‬‬
‫عادة داخل مجتمع افتراضي‬ ‫من خالل تعهدات بخالف المصدر‬ ‫القبول‬
‫غير نظامي‬ ‫نظامي‬ ‫الوضع والقانون‬
‫شركة خاصة غير مالية‪.‬‬ ‫مؤسسة قانونية للنقود اإللكترونية مثل البنوك‬ ‫المصدر‬
‫التجارية‬
‫غير ثابت (يعتمد على ق اررات المصدر)‬ ‫ثابت‬ ‫العرض النقدي‬
‫غير مضمون‬ ‫مضمون (بالقيمة االسمية)‬ ‫إمكانية استرداد األموال‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫الرقابة‬
‫مخاطر قانونية‪ ،‬ائتمانية‪ ،‬السيولة‬ ‫مخاطر تشغيلية‬ ‫أشكال المخاطر‬
‫والتشغيلية‬
‫المصدر‪ :‬البنك المركزي األوروبي ‪ ECB‬أكتوبر ‪2012‬‬
‫‪ -3‬الشيك اإللكتروني ‪Electronic Checks‬‬
‫‪ -‬تعريف الشيك اإللكتروني‪:‬‬
‫باإلضافة لما يعرف به الشيك التقليدي‪ ،‬يعرف الشيك اإللكتروني بأنه محرر ثالثي األطراف‪ ،‬معالج كلياً‬
‫أو جزئياً بشكل إلكتروني‪ ،‬يتضمن أم اًر من شخص يسمى الساحب‪ ،‬إلى البنك المسحوب عليه‪ ،‬بأن يدفع‬
‫مبلغاً من النقود إلذن شخص ثالث يسمى المستفيد‪.1‬‬
‫كما يعرف الشيك اإللكتروني بأنه وثيقة إلكترونية تحمل إلتزمات قانونية‪ ،‬ذات االلتزام في الشيكات‬
‫الورقية‪ ،‬ويحمل نفس البيانات األساسية‪ ،‬إال أنه يكتب بطريقة إلكترونية‪ ،‬باستعمال الحاسوب أو الهاتف‬
‫المحمول أو المساعد الرقمي الشخصي‪.2‬‬
‫وهناك من يعرف الشيك اإللكتروني هو المكافئ اإللكتروني للشيك الورقي التقليدي‪.3‬‬
‫فالشيك اإللكتروني‪ ،‬شيك تقليدي في شكل إلكتروني‪ ،‬يحمل االلتزام القانوني نفسه‪ ،‬وتستعمل أجهزة‬
‫الحاسوب‪ ،‬الهواتف المحمولة‪ ،‬أو أجهزة المساعد الرقمي الشخصي في عملية تحصيل الشيكات اإللكترونية‪.‬‬

‫ناهد فتحي الحمودي‪ ،‬األوراق التجارية اإللكترونية دراسة تحليلية مقارنة‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثانية‪،2010 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪.183‬‬
‫السيد أحمد عبد الخالق‪ ،‬التجارة اإللكترونية والعولمة‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬مصر‪ ،2008 ،‬ص‪.166‬‬ ‫‪2‬‬

‫نهى خالد عيسى وإسراء خضير مظلوم الشمري‪ ،‬النظام القانوني للنقود اإللكترونية‪ ،‬مجلة جامعة بابل‪ ،‬كلية العلوم السياسية‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫المجلة ‪ ،22‬العدد ‪ ،2014 ،2‬ص‪.271‬‬


‫‪97‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬آلية استخدام الشيك اإللكتروني‪:‬‬


‫ترتكز فكرة الشيك اإللكتروني على جودة وسيط تخليص ‪ ،Clearing‬حيث يتم استخدامه على النحو‬
‫الالحق‪:1‬‬
‫أ‪ -‬على البائع والمشتري فتح حسابات بنكية لدى وسيط (جهة تخليص)‪ ،‬أي بنك‪ ،‬أين يتم تحديد توقيع‬
‫إلكتروني لكل منهما‪ ،‬ثم يسجل التوقيع اإللكتروني الخاص بكل واحد منهما في قاعدة بيانات الوسيط؛‬
‫ب‪ -‬يقوم المشتري باختيار السلع المرغوبة لديه من موقع البائع على شبكة االنترنت‪ ،‬ثم يتم تحديد السعر‪،‬‬
‫وأسلوب الدفع‪ ،‬تم يقوم المشتري بتحرير شيك إلكتروني ويوقعه إلكترونياً بالتوقيع اإللكتروني المشفر‪ ،‬فيما بعد‬
‫يتم إرسال الشيك اإللكتروني عن طريق البريد اإللكتروني المؤمن للبائع؛‬

‫جـ‪ -‬يقوم البائع المستفيد من الشيك اإللكتروني باستالمه‪ ،‬ثم يوقعه عليه إلكترونياً عن طريق التوقيع‬
‫اإللكتروني المشفر‪ ،‬تم يرسله إلى جهة التخليص‪ ،‬لصرفه (تخليصه)‪ ،‬ثم يأتي دور جهة التخليص للتأكد من‬
‫بيانات الشيك والتحقق من اإلصدار وكذا التوقعات‪ ،‬ثم تقوم بإخطار كل من البائع والمشتري بتمام إجراء‬
‫العملية (خصم المبلغ من رصيد المشتري‪ ،‬وتحويله إلى حساب البائع)؛‬

‫‪ -‬التوقيع اإللكتروني الرقمي‪:‬‬

‫إن موضوع الشيك اإللكتروني يجرنا إلى الحديث من التوقيع اإللكتروني الرقمي‪ ،‬ويعرف التوقيع‬
‫اإللكتروني الرقمي على النحو التالي‪:‬‬

‫التوقيع اإللكتروني الرقمي ليس توقيعاً يدوياً بشكل رقمي‪ ،‬بل هو عبارة عن شهادة رقمية صادرة عن‬
‫إحدى الهيئات المستقلة‪ ،‬يتميز كل مستخدم عن اآلخر ويمكن استخدامه في إرسال وثيقة أو عقد تجاري أو‬
‫تعهد أو إقرار‪ ،‬وتعده بعض الدول قانونياً‪ ،‬وال تحتاج الوثائق والعقود التجارية المذيلة بتوقيع إلكتروني رقمي‬
‫إلى المصادقة عليها‪ ،‬ذالك أنها صادرة من هيئة معترف بها‪ ،‬ولقد تم اللجوء إلى التوقع اإللكتروني لرفع‬
‫مستوى الخصوصية وألمن تعامالت شبكة االنترنت‪ ،‬حيث يحمل هذا التوقيع الرقمي‪ ،‬حيث أنه بمثابة ملف‬
‫رقمي صغير(شهادة رقمية) االسم والمعلومات‪ ،‬الرقم التسلسلي‪ ،‬تاريخ انتهاء الشهادة الرقمية وكذا مصدرها‪،‬‬
‫وعند تسليم هذه الشهادة يمنح معها مفتاحين‪ ،‬مفتاح عام منشور في دليل متاح لكل المستخدمين‪ ،‬ومفتاح‬
‫خاص يتميز صاحبه عن اآلخرين‪ ،‬ويستعمل التوقيع الرقمي كوسيلة للتحقق من أن صاحب الرسالة أو‬

‫عبد الحميد بسيوني‪،‬أساسيات ومبادئ التجارة اإللكترونية‪ ،‬دار الكتب العلمية لنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،2004،‬ص ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.78،79‬‬
‫‪98‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫صاحب المعاملة‪ ،‬هو فعال صاحب الشهادة الرقمية‪ ،‬ومن أشهر الهيئات المتخصصة في إصدار هذه‬
‫الشهادات)‪.1 (Verising and Digital Signature‬‬

‫ويمكن تعريف التوقيع اإللكتروني الرقمي بأنه مكون من حروف أو أرقام أو رموز أو إشارات لها طابع‬
‫منفرد ومتميز‪ ،‬تحدد وتميز الشخص صاحب التوقيع عن غيره‪ ،‬على أن يكون ذالك معتمداً من طرف جهة‬
‫معينة مختصة‪ ،‬ويخزن التوقيع اإللكتروني الرقمي كمجموعة من القيم الرقمية‪ ،‬يتم إضافتها إلى رسالة‬
‫المعلومات (الرسالة اإللكترونية)‪.2‬‬

‫وبالتالي نستطيع القول أن التوقيع اإللكتروني الرقمي عبارة عن حروف أو أرقام أو رموز مشفرة تستطيع‬
‫من خاللها الهيئة المختصة المصدرة له من تحديد وتمييز كل شخص عن اآلخر‪ ،‬ويستعمل هذا التوقيع في‬
‫تسوية المعالمات والعقود اإللكترونية‪ ،‬ويضفي عنصر السرية واألمان على التعامالت التي تتم على شبكة‬
‫االنترنت‪.‬‬

‫‪ -‬أنواع التوقيع الرقمي‪:‬‬

‫هناك نوعان شائعان من التوقيع الرقمية هما كاآلتي‪:3‬‬

‫أ‪ -‬التوقيع المفتاحي )‪:)key- Based signature‬‬


‫يتم تزويد المستخدم بتوقيع مشفر (‪ ،)Encrypted‬ومن خالل هذا النوع يحدد الشخص صاحب التوقيع‪،‬‬
‫معلومات عنه إضافة إلى وقت التوقيع‪ ،‬وقبل تسجيل التوقيع المفتاحي تقوم جهة مختصة مستقلة بأخذ‬
‫معلومات من حامل التوقيع اإللكتروني المرغوب في تسجيله‪ ،‬بعد ذلك يتم إصدار شهادة رقمية لهذا‬
‫الشخص‪ ،‬التي تمكنه من توقيع الوثائق اإللكترونية؛‬
‫ب‪ -‬التوقيع البيومتري )‪:)Biometric signature‬‬
‫يستخدم الشخص حين قيامه بالتوقيع البيومتري قلماً إلكترونياً موصل بجهاز كمبيوتر‪ ،‬مهمته تسجيل حركات‬
‫يد الموقع المفتاحي‪ ،‬ويخضع هذا التوقيع للتسجيل كسابقه التوقيع المفتاحي؛‬
‫من خالل التعريف بالنوعين السابقين من التوقيع‪ ،‬يتضح لنا أن الشيك اإللكتروني يوقع بواسطة التوقيع‬
‫المفتاحي‪.‬‬
‫ويستعمل نظامين مهمين في معالجة الشيكات اإللكترونية وهما‪:4‬‬

‫عبد الحميد بسيوني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.62‬‬ ‫‪1‬‬

‫منير الجنبيهي وممدوح الجنبيهي‪ ،‬البنوك اإللكترونية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2006 ،‬ص‪.72‬‬ ‫‪2‬‬

‫ناهد فتحي الحموري‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص‪.86-85‬‬ ‫‪3‬‬

‫حوالف عبد الصمد‪ ،‬النظام القانوني لوسائل الدفع االلكتروني‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة‬ ‫‪4‬‬

‫تلمسان‪ ،2015 ،‬ص‪.71‬‬


‫‪99‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬نظام ‪*FSTC‬‬
‫يسمى باتحاد تكنولوجيا الخدمات المالية‪ ،‬وأنشئ هذا النظام بالتعاون مع بنك االحتياط الفدرالي األمريكي‪،‬‬
‫ومن خالل هذا النظام تم نقل الشيك من شكله الورقي إلي الشكل اإللكتروني‪ ،‬ويستعمل فيه التوقيع الرقمي‬
‫بدل التوقيع الخطي‪ ،‬الذي وفر قد اًر مهماً من األمان والخصوصية؛‬
‫‪ -‬نظام ‪Netchex‬‬
‫طرحت شركة ‪ Netchex‬نظاماً للوفاء بالشيك اإللكتروني‪ ،‬حيث يقضي هذا النظام التسجيل المسبق‬
‫لمستخدميه لدى هذا الوسيط‪ ،‬ويستطيع العميل بإدارة شيكاته بواسطة حاسوبه الشخصي‪ ،‬ومن مزايا هذا‬
‫النظام عدم إظهار المعلومات المصرفية على الوثيقة المتنقلة عبر شبكة االنترنت‪ ،‬وإنما تظهر فقط عند‬
‫إرسالها إلى ‪ Netchex‬التي تتحقق بعد ذالك من صحة الوثيقة‪ ،‬ثم ترسلها بخطوط خاصة إلى الشبكة‬
‫المصرفية أين يتم التعامل معها بنفس الطريقة التي يعالج بها الشيك التقليدي‪ ،‬وفي األخير يستلم العميل‬
‫وصالً كتابياً بإتمام العملية يحمل جميع معلومات الشيك اإللكتروني‪.‬‬
‫‪ -4‬المحفظة اإللكترونية ‪:Electronic wallet‬‬

‫أ‪ -‬تعريف المحفظة اإللكترونية‪:‬‬

‫تعتبر المحفظة اإللكترونية وسيلة دفع بالنقود اإللكترونية‪ ،‬وهي عبارة عن بطاقة ذكية مزودة بمعالج‬
‫دقيق‪ ،‬تقيد وتخزن ذاكرتها القوة الشرائية الخاصة لها‪ ،‬التي تستمد من حساب بنكي مفتوح لدى بنك‪ ،‬يقوم‬
‫بإصدار نقود إلكترونية ‪ ،‬وللمحفظة اإللكترونية العديد من المزايا مثل المعامالت اآلمنة‪ ،‬وهي مناسبة إلجراء‬
‫المدفوعات الجزئية‪ ،‬وسهلة االستخدام‪ ،‬كما أنها ممكن أن تستعمل على مستوى نهائي نقطة البيع‬
‫اإللكتروني‪ ،‬من أجل عملية المدفوعات‪.1‬‬

‫وهناك من يعرفها على أنها محفظة نقود وذلك على أساس تخزينها لوحدات إلكترونية ذات قيم مالية‬
‫تصلح لسداد أثمان السلع والخدمات‪ ،‬مثلها في ذلك مثل النقود التقليدية‪ ،‬ويطلق عليها محفظة إلكترونية ألنها‬
‫ال تحوي نقود ورقية أو معدنية‪ ،‬وإنما تحوي وحدات يتم انتقالها بشكل إلكتروني‪ ،‬تمثل قيم مالية محددة‪.2‬‬

‫قد تكون المحفظة اإللكترونية في شكل بطاقة ذكية باإلمكان تثبيتها على جهاز الكمبيوتر‪ ،‬أو تكون‬
‫قرصاً مرناً يستعمل من خالل إدخاله في فتحة القرص المرن في جهاز الكمبيوتر الشخصي‪ ،‬ليتم تحويل‬

‫‪*Financial Services Technology Consotrium‬‬


‫‪1‬‬
‫‪Jean michel, the adoption and diffusion of Electronic wellets, the case of moneo, journal of Internet Banking and‬‬
‫‪commerce, appril 2008, vol.13,n°1, p2, http//www.arradydu.com/commerce/jibc/‬‬
‫شريف محمد غنام‪ ،‬محفظة النقود اإللكترونية رؤية مستقبلية‪ ،‬مؤتمر األعمال المصرفية اإللكترونية بين الشريعة والقانون‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫غرفة التجارة والصناعة دبي‪ ،‬جامعة اإلمارات العربية المتحدة ‪ ،‬المجلد األول‪ 12-10 ،‬ماي ‪ ،2003‬ص ‪.104‬‬
‫‪100‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبالغ النقدية منه واليه عبر شبكة االنترنت ‪ ،‬ومن أشهر الشركات التي توفر خدمة هذا النظام‪Cyber :‬‬

‫‪،Cash‬شركة ‪ ،Netscape‬شركة ‪.1 Microsoft‬‬

‫فالمحفظة اإللكترونية تشبه في خدماتها المقدمة المحفظة العادية للنقود التقليدية‪ ،‬وقد تأخذ شكل بطاقة‬
‫ذكية أو قرص مرن‪ ،‬تستعمل من خالل تثبيتها على جهاز الكمبيوتر‪ ،‬وتستخدم في سداد المبالغ المترتبة عن‬
‫بعض المعامالت التجارية‪ ،‬ليتم تحويل القيم المالية إلكترونياً‪.‬‬

‫ب‪ -‬أنواع المحافظ اإللكترونية‪:‬‬

‫تنقسم المحافظ اإللكترونية إلى قسمين اثنين‪ ،‬وذلك وفق مكان التخزين‪:2‬‬

‫‪ -‬المحفظة اإللكترونية من جانب الخادم ‪:Server Side‬‬

‫في هذا النوع من المحافظ اإللكترونية تخزن معلومات المستهلك لدى تاجر معين‪ ،‬أو لدى ناشر المحفظة‬
‫وتطلب إجراءات أمن قوية‪ ،‬خوفاً من أي خلل يحدث على سيرفر أو الخادم (‪ )Server‬العميل‪ ،‬ذلك أن هذا‬
‫الخطر من شأنه كشف العديد من المعلومات الشخصية عن المستخدمين؛‬

‫‪ -‬المحفظة اإللكترونية من جانب العميل ‪:Client Side‬‬

‫تخزن في هذا النوع من المحافظ اإللكترونية معلومات المستهلك على جهاز الكمبيوتر الشخصي للمستهلك‪،‬‬
‫وهي أكثر أماناً من النوع السابق للخصوصية والسرية التي توفرها لمستخدمها؛‬

‫‪ -‬بلعايش ميادة‪ ،‬اثر الصيرفة اإللكترونية على السياسة النقدية دراسة مقارنة الجزائر –فرنسا‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية‬ ‫‪1‬‬

‫العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،2015 ،‬ص‪.60‬‬


‫غسان فاروق غندور‪ ،‬طرق السداد اإللكترونية وأهميتها في تسوية المدفوعات بين األطراف المتبادلة‪ ،‬مجلة جامعة دمشق‬ ‫‪2‬‬

‫للعلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬المجلد ‪ ،28‬العدد األول‪ ،2012 ،‬ص‪.580‬‬


‫‪101‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬المتطلبات األساسية للعمل المصرفي اإللكتروني‬

‫إن العمل المصرفي اإللكتروني له عدة مقومات أساسية‪ ،‬التي من شأنها تسهيل وإنجاح هذا النوع الهام‬
‫من الصناعة المصرفية‪ ،‬نذكر منها مايلي‪:‬‬
‫أوالا‪ :‬البنية التحتية التقنية‬
‫يقف في مقدمة متطلبات العمل المصرفي اإللكتروني‪ ،‬البنية التحتية التقنية‪ ،‬وال يمكن عزل البنى التحتية‬
‫التقنية للصيرفة اإللكترونية عن بنى االتصاالت وتقنية المعلومات التحتية للدولة ومختلف القطاعات‪ ،‬ألن‬
‫الصيرفة اإللكترونية تتطلب بيئة أعمال إلكترونية وتجارية إلكترونية تتفاعل معها‪ ،‬وإن نجاح الصيرفة‬
‫اإللكترونية مرتبط بشكل كبير مع تكنولوجيات اإلعالم واالتصال‪ ،‬التي من شأنها زيادة أعداد المشتركين‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫عمالء البنوك‪ ،‬العنصر المهم في معادلة كل بنك‪.‬‬
‫إن البنية التحتية التقنية تشتمل على محورين‪ ،‬أال وهما بنية االتصاالت وتقنية المعلومات‪ ،‬ونلخصها‬ ‫‪-‬‬
‫تحت عنوان تكنولوجيات اإلعالم واالتصال‪.‬‬
‫أ‪ -‬مفهوم تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪:‬‬
‫هناك أربع مجموعات تطرقت إلى مفهوم تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪ ،‬فتطرقت المجموعة األولى إلى‬
‫مفهوم تكنولوجيا اإلعالم واالتصال من زاوية الكيان المادي وقدمته على أساس أنه مجموعة من األجهزة‬
‫والحواسيب‪ ،‬أما المفهوم الخاص بالمجموعة الثانية فقدمتها عن أنها تتمثل في معالجة تخزين إرسال‪ ،‬عرض‪،‬‬
‫إدارة‪ ،‬تنظيم‪ ،‬واسترجاع المعلومات‪ ،‬وتدمج المجموعة الثالثة المفاهيم المتعلقة باألجهزة واألنشطة التي تقوم‬
‫بها‪ ،‬أما المجموعة الرابعة فتجمع بين المفاهيم المتعلقة بأنظمة المعلومات المبنية عن تكنولوجيا المعلومات‬
‫‪2‬‬
‫وكذلك جميع المستفيدين منها‪.‬‬
‫وتعرف تكنولوجيا اإلعالم واالتصال بأنها تلك المكونات المادية والبرمجيات ووسائل االتصال عن بعد‪،‬‬
‫باإلضافة إلى إدارة قواعد البيانات وتقنيات معالجة المعلومات المستخدمة على الكمبيوتر‪.3‬‬

‫عبد الفتاح أحمد الغفار حجاري‪ ،‬البنوك اإللكترونية التحديات التطورات التكنولوجية والنظرة المستقبلية‪ ،‬الخدمات البنكية‬ ‫‪1‬‬

‫اإللكترونية الشاملة (رؤية مستقبلية)‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية المستقبلية‪ 29-25،‬نوفمبر ‪ ،2007‬القاهرة ‪،‬ص‪.5‬‬
‫عبد هللا علي فوغلي موسى ‪ ،‬تكنولوجيا المعلومات ودورها في التسويق التقليدي واالليكتروني‪ ،‬ايتراك للطباعة والنشر‬ ‫‪2‬‬

‫والتوزيع‪ ،‬مصر الطبعة االولى‪،2007،‬ص‪.28‬‬


‫العلجوني عبد الفتاح محمد‪ ،‬تقييم تطبيقات نظم المعلومات اإلدارية في شركات تجارة من القطاعين العام والخاص دراسة‬ ‫‪3‬‬

‫حالة شركة الملكية األردنية والبنك العري‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة آل البيت‪ ،‬األردن‪ ،2005،‬ص ‪.59‬‬
‫‪102‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫من خالل التعرفيين السابقين يمكن أن نعطي مفهوماً عن تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪ ،‬بأنها ذلك المزيج‬
‫بين الوسائل المادية والبرمجيات‪ ،‬ينتج عنه تحكماً جيداً في إدارة المعلومات والبيانات‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫معالجتها‪ ،‬تخزينها‪ ،‬إرسالها‪ ،‬عرضها واسترجاعها‪.‬‬
‫ب‪ -‬مكونات تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪:‬‬
‫تتكون تكنولوجيا اإلعالم واالتصال من عنصرين اثنين‪ ،‬هما الحوسبة واالتصال بحيث تطور ونمى كل‬
‫منها بمعدل عن اآلخر‪ ،‬ولكن الحاجة هي من دعت إلى دمجهما معا من آجل معالجة البيانات والمعلومات‬
‫وتبادلها‪ ،‬ويعرفان كاآلتي‪:3‬‬
‫‪ -1‬نظم الحوسيبة‪:‬‬
‫هي النظم اآللية‪ ،‬التي تعمل على جمع البيانات والمعلومات‪ ،‬معالجتها‪ ،‬تخزينها‪ ،‬واسترجاعها وذلك في‬
‫الوقت المناسب‪ ،‬وهذا العنصر من تكنولوجيا اإلعالم واالتصال ليس مسؤوالً عن نقل تلك المعلومات‬
‫والبيانات وتبادلها‪ ،‬العنصر اآلخر (نظم االتصال) هي المسؤول عن ذلك؛ وتضم الحوسبة مايلي‪:‬‬
‫‪-1-1‬األجهزة ‪:‬‬
‫يعني باألجهزة‪ ،‬الوسائل المادية التي من خاللها يمكن إدخال البيانات ومعالجتها‪ ،‬وتضم الكمبيوتر‬
‫وملحقاته‪ ،‬األقراص الخاصة بالكمبيوتر‪ ،‬الهاتف‪ ،‬الصراف اآللي‪...‬الخ؛‬
‫‪-2-1‬البرمجيات‪:‬‬
‫هي سلسلة من األوامر ينفذها الكمبيوتر‪ ،‬بغرض انجاز مهمة معينة‪ ،‬فهي مكملة له‪ ،‬وتخزن كمجموعة من‬
‫الملفات في ذاكرة هذا الجهاز؛‬
‫‪ -2‬نظم االتصال‪:‬‬
‫توفر نظم االتصال عامل الربط واالتصال بين األفراد والمؤسسات والهيئات‪ ،‬فهي تكمل نظم الحوسبة‪،‬‬
‫وتشتمل على وسائط االتصال كاألقمار الصناعية والربط السلكي والالسلكي‪ ،‬وعلى الشبكات مثل االنترنت؛‬

‫‪ –3‬ميهوب سماح‪ ،‬اثر تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت على األداء التجاري والمالي للصارف الفرنسية –حالة نشاط البنك‬
‫عن بعد‪ ،‬اطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪،2014،‬ص ص‪.65‬‬
‫‪103‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثاني ا‪ :‬الكفاءة األدائية المسايرة لعنصر التقنية‬


‫تُعنى الكفاءة األدائية بالكفاءات اإلدارية للرأس المال البشري‪ ،‬فهي متطلب أساس لنجاح العمل‬
‫المصرفي اإللكتروني‪ ،‬واألهم من ذلك أن تتفق وتوافق مع مستجدات عصر التقنية‪ ،‬وتمتد كفاءة األداء إلى‬
‫كافة الوظائف ذات الصلة بالنشاط المصرفي اإللكتروني‪ ،‬كالوظائف الفنية‪،‬المالية‪ ،‬التسويقية‪ ،‬القانونية‬
‫واالستشارية‪.1‬‬
‫فالصيرفة اإللكترونية تحتاج إلى يد عاملة مؤهلة‪ ،‬تتميز بسرعة التكيف واالنسجام مع آخر المستجدات‬
‫التقنية‪ ،‬ذلك أن التكنولوجيا تعمل على عنصر التحديث والعصرنة‪ ،‬ما ينتج عنه وسائل ونظم حديثة‪ ،‬ومن ثم‬
‫وجب تأهيل وتدريب العنصر البشري لإللمام واالستغالل الجيد لكل آلية حديثة من شأنها تطوير الخدمات‬
‫المصرفية اإللكترونية وسبل تقديمها‪.‬‬
‫ثالث ا‪ :‬التطوير واالستمرارية‬
‫يعد هذا المتطلب جد ضروري لنجاح الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬ألنه يرتبط بموضوع البنوك اإللكترونية‪ ،‬ذلك‬
‫أن عامل التطوير واالستم اررية هو المعيار الفيصل الذي يميز هذه البنوك عن األخرى التقليدية‪ ،‬فالجمود‬

‫وانتظار أداء اآلخرين يحول دون التميز‪ ،‬وال يتفق مع اغتنام الفرص في اقتحام الجديد‪ ،‬ويتطلب هذا تخطيطاً‬
‫لتحقيق الريادية‪ ،‬والسرعة في انجاز ذلك‪.2‬‬
‫من هذا المنطلق يجب أن تتوافر ميزة التكيف مع المستجدات‪ ،‬وعنصر االبتكار لدى القائمين على‬
‫الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬ألن طبيعة العمل المصرفي اإللكتروني يختلف عن العمل المصرفي التقليدي‪ ،‬ذلك أنه‬
‫مرتبط ويتأثر بما تفرزه التكنولوجيا السيما في مجال االتصال‪ ،‬ما ينعكس على السلوك المصرفي للعمالء‪،‬‬
‫هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى يتطلب التميز في السوق الريادية‪ ،‬التي يكفل تحقيقها عنصر االبتكار واقتحام‬
‫الجديد‪ ،‬وذلك من خالل تقديم منتجات مصرفية جديدة كلما دعت الضرورة وسمحت في ذلك‪ ،‬بشرط أن تكون‬
‫هذه الخطوة مسبوقة بتخطيط لها‪ ،‬تصاحبه سرعة في االنجاز أي في الوقت المناسب‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬التفاعل مع متغيرات الوسائل واالستراتجيات الفنية واإلدارية والمالية‬
‫يقصد هنا بالتفاعل‪ ،‬ليس التفاعل والتعامل مع المستجدات التقنية فقط‪ ،‬بل تشمل هذه العملية التفاعلية‪،‬‬
‫التعامل مع البنى التقنية‪ ،‬من وسائل مادية مثل أجهزة الكمبيوتر وما توصلت إليه التكنولوجيا في صناعة هذا‬

‫‪ –1‬خالد شمسان إسماعيل ضبعان‪ ،‬تحليل اتجاهات عالء المصارف اليمنية نحو أساليب الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم المصرفية‪ ،‬جامعة كليمنتس العالمية‪ ،‬اليمن‪ ،2013 ،‬ص‪.60‬‬
‫‪ –2‬مصطفى كمال السيد طابل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.87‬‬
‫‪104‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫األخير‪ ،‬الهواتف النقالة‪...‬الخ‪ ،‬وكذلك البرمجيات الحديثة المساعدة على ذلك‪ ،‬ومن نظم االتصال الجديدة و‬
‫المتطورة‪ ،‬بل يتعدى ذلك إلى التعامل مع النظريات الحديثة واألفكار التي تصب في مجال األداء الفني‬
‫والتسويقي والمالي‪...‬الخ‪.‬‬
‫خامس ا‪ :‬الرقابة التقييمية الحيادية‬
‫تعتبر الرقابة التقيمية الحيادية من الركائز األساسية إلنجاح العمل المصرفي اإللكتروني‪ ،‬وذلك بتعيين‬
‫القادرين على التقييم الموضوعي‪ ،‬حيث تعد غالبية مواقع البنوك اإللكترونية جهات استشارية متخصصة في‬
‫التسويق‪ ،‬القانون‪ ،‬النشر اإللكتروني وكذلك في تخصصات تقنية‪ ،‬بحيث تفيد هذه الجهات البنوك اإللكترونية‬
‫بمعلومات تقنية حول فعالية وأداء مواقعها اإللكترونية‪.1‬‬
‫يمكن اعتبار ما سبق الركائز الضرورية واألساسية للعمل المصرفي اإللكتروني السليم‪ ،‬بما يحقق أهداف‬
‫المنشاة‪ ،‬فالبد من توافر بنية تحتية سليمة وحديثة‪ ،‬التي تعتبر عن األرضية واألساس لمزاولة النشاط‬
‫المصرفي اإللكتروني‪ ،‬لما توفره من وسائل ومعدات وبرامج ونظم‪ ،‬يشغل ذلك ويسهر على استغالله بكفاءة‬
‫يد عاملة ماهرة ومؤهلة متوافقة ومواكبة لعنصر التقنية والتكنولوجيا‪ ،‬السيما أن الصيرفة اإللكترونية في حاجة‬
‫دوماً لعنصر التطوير واالستم اررية‪ ،‬بحيث يتعين على القائمين عليها وباستمرار تطوير الخدمات المصرفية‬
‫اإللكترونية وسبيل تقديمها‪ ،‬وذلك بحرص منهم على التفاعل مع المستجدات والتطورات الحاصلة على وسائل‬
‫ونظم االتصاالت‪ ،‬وكذا النظريات الحديثة في مجال األداء الوظيفي واستغاللها في المجال المصرفي‪ ،‬بما‬
‫ينعكس إيجاباً على ذلك‪ ،‬ثم لتفادي أي انحرافات أو تجاوزات وجب وضع رقابة تقييمية‪ ،‬تُسند إلى جهات‬
‫استشارية من اجل االستم اررية والنجاح في النشاط المصرفي اإللكتروني‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬مزايا العمليات المصرفية اإللكترونية وعيوبها‬
‫إن الصيرفة اإللكترونية شأنها شأن الصيرفة التقليدية‪ ،‬فلها مزايا تضفي عليها صفة األفضلية على ما‬
‫تقدمه الصيرفة التقليدية‪ ،‬ولها عيوب تشوبها‪ ،‬وفيمايلي نذكر أهم المزايا والعيوب لهذا النوع من العمل‬
‫المصرفي‪.‬‬
‫أوالا‪ :‬مزايا العمليات المصرفية اإللكترونية‬
‫هناك انطباعات ايجابية حول خدمات الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬ونميز فيها صنفين صنف أول يتعلق‬
‫بالبنوك وما تضفي عليها الصيرفة اإللكترونية من ميزات حسنة‪ ،‬والصنف الثاني هي تلك االيجابيات التي‬
‫ينعكس ويلتمسها الزبون عند استفادته من هذه الخدمات‪.‬‬

‫‪ –1‬وسيم محمد الحداد وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.73‬‬


‫‪105‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -1‬المزايا المحققة للبنوك‪:‬‬


‫تحقق الصيرفة اإللكترونية العديد من المزايا للبنوك المستخدمة لها ضمن مصفوفة الخدمات التي تقدمها‪،‬‬
‫نذكر منها مايلي‪:1‬‬
‫‪ -‬تخفيض العديد من التكاليف الواقعة على عاتق البنك‪ ،‬حيث تجعل الصيرفة اإللكترونية البنك في غنى‬
‫عن فتح فروع جديدة في أماكن مختلفة؛‬
‫‪ -‬زيادة فرص االختيار بين المنتجات المصرفية لدى زبائن البنوك‪ ،‬من خالل تزويدهم بمعلومات كافية حول‬
‫الخدمات وأسعارها؛‬
‫‪ -‬تلقائية التعامل بين البنك والعميل‪ ،‬فال حاجة لوجود عالقة مسبقة بينهما إلجراء تعامالت بنكية عن طريق‬
‫الصيرفة اإللكترونية؛‬
‫‪ -‬التكامل بين البنك والعميل‪ ،‬فمن خالل شبكة االنترنت يتم توصيل الزبائن حتى في منازلهم؛‬
‫‪ -‬توفير المعلومات للزبائن بشكل مستمر طوال أيام األسبوع‪ ،‬األمر الذي يسهل ألي عميل تعديل حساباته‬
‫بسرعة عن طريق شبكة االنترنت؛‬
‫‪ -‬تعدد وسائل الدخول إلى الحسابات البنكية‪ ،‬باستعمال الهاتف النقال أو جهاز الكمبيوتر‪ ،‬الصراف‬
‫اآللي‪...‬الخ؛‬
‫‪ -‬مواجهة المنافسة العالمية‪ ،‬خاصة في ظل تحرير الخدمات المالية عالمياً‪ ،‬فالصيرفة اإللكترونية تزيد من‬
‫القدرة التنافسية للبنوك التي تعتمدها؛‬
‫‪ -‬استقطاب رؤوس األموال الخارجية‪ ،‬إذ أن الصيرفة اإللكترونية تعمل على زيادة ذلك من خالل خدماتها‬
‫التي تقدمها للمستثمرين األجانب؛‬
‫‪ -2‬المزايا التي تحققها الصيرفة اإللكترونية للعمالء‪:‬‬
‫للصيرفة اإللكترونية العديد من المزايا التي تعود على المستفيدين من خدماتها‪ ،‬نذكر منها مايلي‪:2‬‬
‫‪ -‬خفض تكلفة المعامالت‪ :‬لقد حققت شبكة االنترنت باعتبارها كقناة لتوزيع وتسليم خدمات الصيرفة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬ميزة كبيرة في التكاليف بالنسبة للبنوك‪ ،‬فقد توصل كل من بوز آلن وهاملتون ( ‪Booz-Allen‬‬

‫‪–1‬خالد شمسان إسماعيل صنعان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.49‬‬


‫‪ –2‬أحمد بوراس والسعيد بريكة‪ ،‬أعمال الصرفة اإللكترونية األدوات والمخاطر‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬القاهرة‪ ،2014 ،‬ص‬
‫‪.131‬‬
‫‪106‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ )& Hamilton‬في دراسة لهما أن تكلفة ذهاب الزبون إلى الفرع باستخدام الصراف هي ‪ 0,01‬دوال اًر‪ ،‬في‬
‫حين تكلفة اجراء نفس المعاملة عن طريق شبكة االنترنت تمثل سوى عشر التكلفة؛‬
‫ويمثل الشكل الالحق تكلفة أداء الخدمات الشبكية في الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬
‫الشكل رقم ‪ :17‬تكلفة العمليات البنكية في الواليات المتحدة األمريكية (بالدوالر األمريكي)‬

‫‪Source : BAI‬‬

‫‪Source : BAI‬‬
‫من الشكل يتضح لنا أن أدنى تكلفة للخدمات المصرفية هي تلك المقدمة عن طريق شبكة االنترنت‪.‬‬
‫‪ -‬كفاءة المعلومات‪ :‬أتاحت االنترنت لجميع المشاركين في السوق معلومات‪ ،‬وذلك عن طريق تحقيق‬
‫الكفاءة في عملية البحث بالنسبة للمشترين للخدمات المصرفية‪ ،‬كما أنها أدت إلى عدم احتكار القلة من‬
‫مقدمي الخدمات‪ ،‬ووفرت بيئة مالئمة لعرض الخدمات في ظل منافسة كاملة؛‬
‫‪ -‬الصيرفة ‪ :7/24‬هذه الميزة تمكن العميل من الحصول على مختلف الخدمات المصرفية‪ ،‬في أي وقت‬
‫عبر األنظمة اإللكترونية؛‬
‫‪ -‬الصيرفة اآلمنة‪ :‬حيث تعمل الصيرفة اإللكترونية على حماية الحسابات المصرفية‪ ،‬بكلمة السر‪،‬‬
‫والتوقيعات الرقمية‪ ،‬استخدام الرموز اإللكترونية‪...‬الخ؛‬
‫‪ -‬مرونة عالية في األداء‪ :‬حيث تمكن البنوك اإللكترونية زبائنها االستفادة من خدمات مصرفية حديثة‪،‬‬
‫تتوافق ومتطلبات العصر‪ ،‬وذلك من خالل االستفادة من التكنولوجيات الحديثة؛‬
‫‪ -‬تحقيق المنافسة الكاملة من خالل تجميع المشترين‪ ،‬بتوفير منصة بحث وظيفية وكذلك عنصر الشفافية‬
‫في التسعير؛‬

‫‪107‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬توفير الخدمة المصرفية في الوقت الحقيقي‪ ،‬فيتمكن للعميل مثالً من الحصول على المعلومات حول‬
‫حساباتهم من مواقعهم البعيدة كالمكتب أو المنزل‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬عيوب الصيرفة اإللكترونية‬
‫رغم االيجابيات والمزايا التي تصنفها الصيرفة اإللكترونية على العمل المصرفي إال أنها تتخللها بعض‬
‫النقائص نذكر منها مايلي‪:1‬‬
‫▪ الوسائل المتاحة‪ :‬رغم أن البنوك اإللكترونية توفر مصفوفة هامة من المنتجات المصرفية إال أنها تسجل‬
‫تبر أمام البنوك التقليدية‪ ،‬وذلك فيما يتعلق بعمليات إيداع وسحب النقود القانونية ( ورقية أو معدنية)‪،‬‬
‫عيباً مع اً‬
‫فهذا األمر ال توفره الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬إذا رغب الزبون في ذلك‪ ،‬ومنه يمكن القول أن المستهلك يفضل‬
‫مجموعة من األدوات القائمة عبر االنترنت‪ ،‬دون إهمال وجود عالقة مباشرة مع موظف البنك‪ ،‬فعمالء البنك‬
‫عبر شبكة االنترنت باعتبارهم األكثر تطو اًر‪ ،‬هم أنفسهم الذين يستعملون جميع القنوات المصرفية المتاحة؛‬
‫▪ مشكلة التوصيل‪ :‬يصب االهتمام بكل من التوصيل واإلتاحة‪ ،‬حول الفئات ذوي اإلعاقة أو الضعف‪،‬‬
‫والهدف من ذلك إتاحة هذه الفئات من االستفادة من الخدمات المصرفية‪ ،‬ومن بين هذه الفئات نجد مايلي‪:‬‬
‫‪ -‬األفراد المسنين‪ :‬نجد في هذه الفئة مجموعة من األفراد‪ ،‬العديد منهم من لديه ضعف في النظر‪،‬‬
‫ومن عنده ذاكرة ضعيفة‪ ،‬وبالتالي ينتج عنده معيقات الستخدام المصرفية اإللكترونية‪ ،‬خاصة وإن‬
‫كان موقع البنك ال يوفر لزبائنه خدمة تكبر النص ‪ ،Zoom‬كما أن نسيان الرقم السري الشخصي‬
‫يحول دون االستفادة من خدمات الصيرفة اإللكترونية؛‬
‫‪ -‬المكفوفون ومحدودي النظر‪ :‬يصمم موقع الويب لبعض البنوك المقدمة للخدمات المصرفية‬
‫اإللكترونية بشكل يسمح لألشخاص ذوي اإلعاقة على وجه الخصوص من الوصول إلى تلك‬
‫الخدمات‪ ،‬حيث يستخدم المكفوفون المتصفحات مع المخرجات الصوتية أو برايل (‪ )bnaille‬ألن هذه‬
‫األنظمة تعتمد بشكل حصري على النص‪ ،‬واألمر الذي يشكل عائقاً أمام المكفوفين وضعاف النظر‪،‬‬
‫يتمثل في أن العديد من المواقع تستخدم عناصر الرسوم وبالتالي يجب توفير البديل للتكفل بهذه الفئة‬
‫وتقديم المنتجات المصرفية لها؛‬

‫‪1‬‬
‫– ‪Qridric DENOEL .L’e-banking Remplace –T-IL LABANOUE TRADITIONNELLE OULA COMPLETE‬‬
‫‪TIL ,MASTER en science du gestion ,Ecole de Gestion de l’universite de liege ,anma Academque2007-2008,pp41-‬‬
‫‪42 .‬‬
‫‪108‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬ضعاف السمع‪ :‬يحتاج األشخاص ذوي السمع الضعيف إلى تمثيل مرئي للمعلومات السمعية التي‬
‫توفرها بعض المواقع اإللكترونية للبنوك‪ ،‬مع التأكد أن هذه الفئة يمكن لها فهم المعلومات المقدمة من‬
‫طرف البنوك؛‬
‫‪ -‬المعاقون حركي ا‪ :‬يمكن لألشخاص المعاقون حركياً أن تواجههم صعوبة في التحكم بأيديهم‪،‬‬
‫وبالتالي المعالجة بالماوس ( الفأرة) الستخدام المواقع اإللكترونية للبنوك يصبح عائقاً ومشكالً لهذه‬
‫الفئة‪ ،‬لهذا يجب أن يكون جل المعلومات والعمليات المصرفية من قبل الموقع في متناول الحد‬
‫األدنى من نقرات الماوس‪ ،‬وذلك للتخفيف على هذه الفئة بشكل يسمح لهم االستفادة من تلك‬
‫الخدمات المصرفية؛‬
‫‪ -‬ذوي المستوى المعرفي الضعيف‪ :‬يصعب لهذه الفئة االستفادة من خدمات الصيرفة اإللكترونية‪،‬‬
‫خاصة عند المواقع اإللكترونية المعقدة‪ ،‬والتي تحتوي على العديد من الخطوات إلنهاء العملية‪،‬‬
‫وبالتالي وجب مراعاة هذه الفئة عند تصميم المواقع اإللكترونية للبنك؛‬
‫المبحث الثاني‪ :‬آليات إدارة مخاطر الصيرفة اإللكترونية وآثار الصيرفة اإللكترونية على السياسة النقدية‬
‫تحيط بالعمل المصرفي اإللكتروني مجموعة من المخاطر‪ ،‬تهدد البنوك المقدمة لمنتجات الصيرفة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬ومن هذا المنطلق وجب التعرف على هذه المخاطر‪ ،‬واإللمام بعملية إدارتها للحد من تأثيرها‬
‫السلبي على األنشطة المصرفية اإللكترونية‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬ماهية مخاطر الصيرفة اإللكترونية‬
‫تحيط بالعمل المصرفي اإللكتروني العديد من التهديدات التي يمكن لها التأثير على أهداف هذا العمل‪،‬‬
‫صور مختلفة لمخاطر‬
‫اً‬ ‫أو وضع عقبات وحواجز تحد منه‪ ،‬وتحول دون توسعه‪ ،‬هذه التهديدات يمكن أن تأخذ‬
‫مصرفية‪ ،‬ويمكن تصنيفها إلى ما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬المخاطر التشغيلية‪ :‬تنشأ المخاطر التشغيلية من االحتيال أو عن طريق الخطأ أو تعطل النظام أو غير‬
‫ذلك من األحداث غير المتوقعة مما يؤدي إلى عجز المؤسسة عن تقديم المنتجات أو الخدمات‪ ،‬ويوجد هذا‬
‫الخطر في كل منتج أو خدمة مقدمة‪ ،‬يتأثر مستوى مخاطر المعامالت بهيكل بيئة المؤسسة‪ ،‬بما في ذلك‬
‫أنواع الخدمات المقدمة ودرجة تعقيد العمليات والتكنولوجيا الداعمة لذلك‪ ،‬وستزيد أنشطة البنوك اإللكترونية‬
‫من تعقيد أنشطة المؤسسة وكمية مخاطر عملياتها‪ ،‬خاصة إذا كانت المؤسسة تقدم خدمات مبتكرة لم يتم‬
‫توحيدها‪ ،‬ويرجع ذلك إلى العمالء الذين يتوقعون أن تكون الخدمات المصرفية اإللكترونية متاحة على مدار‬

‫‪109‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الساعة وطوال أيام األسبوع‪ ،‬ويتعين على البنوك ضمان أن هياكلها المصرفية اإللكترونية ذات كفاءة عالية‪،‬‬
‫كفيلة بتوفير خدمات مصرفية إلكترونية موثوق بها‪.1‬‬
‫وحسب لجنة بازل‪ ،‬تعد المخاطر التشغيلية تلك الخسائر الناتجة عن العمليات الداخلية للبنك‪ ،‬غير‬
‫السليمة أو الفاشلة‪ ،‬باإلضافة إلى المخاطر المتعلقة باألفراد العاملين بالبنوك واألنظمة التشغيلية والحوادث‬
‫الخارجية المصاحبة لعملية تشغيل الخدمات المصرفية اإللكترونية ‪.1‬‬
‫إذن المخاطر التشغيلية هي تلك المخاطر الناجمة عن فشل العمليات الداخلية للبنك واألفراد العاملين‬
‫لديه‪ ،‬كما أن الحوادث الخارجية عن البنك والتي تؤثر على العملية التشغيلية للخدمات المصرفية اإللكترونية‬
‫هي من إحدى العوامل الرئيسية المؤدية إلى مخاطر تشغيلية‪ ،‬إضافة إلى هذا قد تساعد في ذلك بشكل كبير‬
‫درجة تعقيد العمليات المصرفية اإللكترونية‪ ،‬والتكنولوجيا الداعمة لذلك‪ ،‬وقد تؤدي هذه المخاطر إلى خسائر‬
‫يتحملها البنك‪.‬‬
‫‪-2‬المخاطر التنظيمية‪ :‬ترافق العمليات المصرفية اإللكترونية درجة من المخاطر التنظيمية‪ ،‬وذلك نظ اًر‬
‫لسهولة التوسع الجغرافي للخدمات المقدمة عن طريق الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬والعتمادها على شبكة االنترنت‪،‬‬
‫هذا األمر يتيح فرصة االستفادة من تلك الخدمات المصرفية في أي مكان من العالم‪ ،‬ومنه ينجم خطر‬
‫محاولة التهرب لبعض البنوك عن مسألة التنظيم واإلشراف‪ ،‬اللذين يقيدان ويضبطان أنشطتها‪ ،‬ولتفادي هذه‬
‫مزولة نشاطها محلياً‪ ،‬فقد‬
‫الحاالت يمكن للجهات المسؤولة عن التنظيم واإلشراف طلب ترخيص للبنوك ب ا‬
‫تهرب بعض البنوك من الخضوع للسلطة النقدية في غياب ذلك الترخيص‪ ،‬خاصة في الدول األقل تطو اًر من‬
‫حيث تقنيات الرقابة على استعمال مختلف الوسائل اإللكترونية في المجال المصرفي ‪.2‬‬
‫إن النشاط المصرفي اإللكتروني يختزل المسافات الطويلة‪ ،‬فتستطيع الخدمة المصرفية اإللكترونية أن‬
‫تعب ر الحدود الدولية في وقت وجيز‪ ،‬ولضبط تقديم هذه الخدمات خاصة أمام التهرب من التنظيمات‬
‫والعمليات اإلشرافية المحلية‪ ،‬وجب إلزام البنوك المقدمة لهذا النوع من الخدمات المصرفية بالحصول على‬
‫الترخيص المسبق لمزولة أنشطتها على المستوى المحلي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪VIRENDER SINGERE SOLANKI, RISK IN E-BANKING AND THEIR MANAGEMENT, International jornal‬‬
‫‪of marketing financial services and management research,vol1, Issue9, september2012,p165.‬‬
‫‪http/biss.org/pub/bcb598, p68.‬‬
‫إياد واصل هالل عميش‪ ،‬البنوك اإللكترونية في األردن‪ :‬تطورها وتحدياتها‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة اليرموك‪ ،2006 ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.32‬‬
‫عرابة رابح‪ ،‬دور تكنولوجيا الخدمات المصرفية اإللكترونية في عصرنة الجهاز المصرفي الجزائري‪ ،‬األكاديمية للدراسات‬ ‫‪2‬‬

‫االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬العدد‪ ،2012 ،8‬ص ‪.18‬‬


‫‪110‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-3‬المخاطر القانوية‪ :‬هي تلك المخاطر التي تنجر عن عدم التحديد الواضح لالختراق وااللتزامات القانونية‬
‫الناجمة عن العمليات المصرفية اإللكترونية‪. 1‬‬
‫فيجب على البنوك المزاولة ألنشطة الصيرفة اإللكترونية اإللمام وحسن الدراية بالشؤون القانونية‬
‫المنظمة للنشاط المصرفي اإللكتروني‪ ،‬ذلك أن عدم توافر القدر الكافي من الخبرة القانونية‪ ،‬أو تقديم خدمات‬
‫مصرفية إلكترونية جديدة‪ ،‬قد ينعكس سلباً على البنك وأهدافه‪.‬‬
‫فلقد تأثرت العديد من الخدمات البنكية بالتطورات الحاصلة في ميدان االتصاالت‪ ،‬وأصبح تقديمها يتم‬
‫بعيداً عن اإلجراءات اليدوية وفي غنى عن استعمال الدعائم الورقية‪ ،‬والتوقيع اليدوي المباشر‪ ،‬إال أنه هذه‬
‫التغيرات الحاصلة والطرق الحديثة ال تخلو بدورها من اإلشكاالت العملية والقانونية ‪.2‬‬
‫‪-4‬مخاطر السمعة‪ :‬قد تؤدي االنتهاكات للنظم األمنية وتعطيل النظام إلى اإلضرار بسمعة البنك‪ ،‬فكلما زاد‬
‫اعتماد البنك على قنوات التوزيع اإللكترونية‪ ،‬زادت مخاطر السمعة‪ ،‬فإذا واجه نظام مصرفي إلكتروني‬
‫لمشاكل تهز ثقة العمالء في قنوات التوزيع اإللكترونية‪ ،‬فيمكن أن يؤثر ذلك سلباً على مقدمي الخدمات‬
‫المصرفية اإللكترونية في العديد من البلدان التي يتم فيها إنشاء خدمات الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬لهذا السبب قام‬
‫المشرفون على العمل المصرفي بصناعة مذكرات إرشادية داخلية للمفتشين‪ ،‬وإصدار توجيهات حول إدارة‬
‫مخاطر البنوك‪ ،‬وذلك للتصدي لمثل هذه المخاطر ‪.3‬‬
‫وتتصف مخاطر السمعة بارتفاعها عند البنوك التي تعتمد على االنترنت في تقديم خدماتها‪ ،‬وذلك بسبب‬

‫سرعة انتشار المعلومات‪ ،‬فأي حادث أو طارئ قد يحصل على مستوى البنك سو ً‬
‫اء ايجابي أو سلبي‪ ،‬قد يؤثر‬
‫‪4‬‬
‫على الثقة في المعاملة عبر االنترنت ككل‪ ،‬وقد يمتد إلى بقية البنوك األخرى العاملة في نفس المجال‪.‬‬
‫يمكن أن نعرف مخاطر السمعة الخاصة بالصيرفة اإللكترونية‪ ،‬على أنها تلك اآلراء السلبية المجموعة‬
‫من العمالء حول أنشطة بنك ما‪ ،‬وتدور في العموم تلك اآلراء حول خلل أنظمة التشغيل المعتمدة من طرف‬
‫البنك‪ ،‬أو اضطرابات وأعطاب تصل الشبكة اإللكترونية التي من خاللها تقدم الخدمات‪ ،‬أو انتهاكات‬

‫أحمد سفر‪ ،‬أنظمة الدفع اإللكتروني‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية لبنان‪ ،2008 ،‬ص‪.27‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمود محمد أبو فروة‪ ،‬الخدمات البنكية اإللكترونية عبر االنترنت‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،2012‬ص ‪.49‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Saleh M.Nsouli et Andrea Schaechter, les enjeux de la banque électronique, finances & developpement,‬‬
‫‪september2002, p51.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Dimitri sokolov, E.banking :risk managment practices of the Estonian banks working, paper in economics, school‬‬
‫‪of economics and business Administration,tallinm university of technology, 2007, vol22 issue 2, p25‬‬
‫‪111‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫للخصوصية والسرية التي تصاحب تلك الخدمات‪ ،‬وتزيد مخاطر السمعة حالة العمل المصرفي اإللكتروني‪،‬‬
‫ذلك أنها ترتبط بشبكة االنترنت التي تتميز بسرعة انتشار المعلومة‪.‬‬
‫‪-5‬المخاطر االستراتيجية‪ :‬تنجم هذه المخاطر من عدم تبني استراتيجيات مناسبة التي تسعى إلى تحقيق‬
‫مزيج مناسب من الخدمات المصرفية التقليدية والخدمات المصرفية اإللكترونية‪ ،‬وتنبع أهمية هذه المخاطر‬
‫من احتمال تأثيرها الكبير على مستقبل البنك‪. 1‬‬
‫فيتوجب على البنوك المقدمة لخدمات مصرفية إلكترونية االهتمام بعملية التخطيط وتنفيذ استراتيجية‬
‫تتوافق مع العمل المصرفي اإللكتروني‪ ،‬الذي يعتمد على شبكة االنترنت المتميزة بسرعة انتشار المعلومات‪،‬‬
‫ما يستدعي مساهمة الجهات الرقابية للوقوف على مدى نجاح االستراتيجيات المنتهجة‪.‬‬
‫يرتبط أداء العمليات المصرفية اإللكترونية بالمخاطر الخاصة بالعمليات المصرفية‬ ‫‪-6‬مخاطر أخرى‪:‬‬
‫التقليدية‪ ،‬ومن ذلك مخاطر السوق‪ ،‬واالئتمان‪ ،‬السيولة وسعر الفائدة‪ ،‬مع احتمال زيادة حدتها‪ ،‬فعلى سبيل‬
‫المثال ال الحصر إذا استخدمت قنوات حديثة لالتصال بالعمالء مع امتداد نشاط البنك في منح قروض إلى‬
‫عمالء عبر الحدود‪ ،‬فقد يزيد هذا اإلجراء من احتمال تعثر العمالء في تسديد التزاماتهم أكثر من حالة‬
‫االعتماد على األساليب التقليدية‪.2‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬آليات إدارة مخاطر الصيرفة اإللكترونية‬
‫‪ -1‬مفهوم إدارة مخاطر الصيرفة اإللكترونية‬
‫إن تكثيف أنشطة البنوك قد يكون سبباً استراتيجياً لالنخراط في األنشطة المصرفية اإللكترونية‬
‫فينعكس إيجاباً على كفاءة البنك‪ ،‬وبالنفع على الزبائن والتجار‪ ،‬وفي الوقت نفسه تزيد المخاطر المصرفية‬
‫للبنوك المشاركة في األنشطة المصرفية اإللكترونية‪ ،‬وعلى اثر ذلك يتوجب على البنوك‪ ،‬إعداد موازنة بين‬
‫المخاطر والعوائد‪ ،‬بحيث تكون البنوك قادرة على إدارة المخاطر والسيطرة عليها واستيعاب أي خسائر ذات‬
‫صلة إذا لزم األمر‪ ،‬ومن المرجح أن تؤدي الوتيرة السريعة لالبتكار التكنولوجي إلى تغير طبيعة ونطاق‬
‫المخاطر التي تواجهها البنوك المقدمة لخدمات مصرفية إلكترونية‪ ،‬ويتوقع المشرفون على الصناعة‬
‫المصرفية أن تكون للبنوك عمليات تمكنها من االستجابة للمخاطر الحالية‪ ،‬والتكيف مع المخاطر الجديدة‬
‫بحيث تشمل عملية إدارة المخاطر على ثالثة عناصر أساسية‪ ،‬تقييم المخاطر والسيطرة على التعرض‬

‫‪ 1‬رشدي عبد اللطيف وادي‪ ،‬أهمية ومزايا البنوك االلكترونية بقطاع غزة بفلسطين ومعوقات انتشارها‪ ،‬مجلة الجامع االسالمية‬
‫(سلسلة الدراسات االنسانية‪ )،‬المجلد السادس عشر‪ ،‬العدد ‪ ،2008 ،2‬ص ‪.865‬‬
‫‪ 2‬وسيم محمود الحداد وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪201‬‬
‫‪112‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫للمخاطر‪ ،‬ومراقبة المخاطر‪ ،‬وتستخدم هذه العناصر الثالثة لعملية إدارة المخاطر المصرفية بصورة خاصة‬
‫من طرف البنوك الناشطة في المجال المصرفي اإللكتروني‪.1‬‬
‫وترتكز الصناعة المصرفية على عملية إدارة المخاطر‪ ،‬خاصة ما تعلق بالصيرفة اإللكترونية لما‬
‫يحيطها من مخاطر نظ اًر لطبيعتها المستمدة من التطورات التكنولوجية‪ ،‬التي تتطلب مسايرة ومواكبة لكل هذه‬
‫التغيرات والمستجدات التي من شأنها التأثير المباشر على العمل المصرفي اإللكتروني‪ ،‬وبالتالي تعمل البنوك‬
‫من خالل إدارة المخاطر على وضع إجراءات وقائية وتصحيحية‪ ،‬تحد بواسطتها أي خطر يؤدي إلى انحراف‬
‫أهداف البنك عن المسار المرسوم والمخطط له مسبقاً لتحقيق ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬مبادئ إدارة المخاطر المصرفية اإللكترونية‪:‬‬
‫تشمل إدارة المخاطر المصرفية اإللكترونية على كل من التقييم والرقابة والمتابعة‪ ،‬وذلك وفق مايلي‪:2‬‬
‫أ‪ -‬تقييم المخاطر ‪:Assesising risks‬‬
‫إن عملية تقييم المخاطر تنقسم إلى خطوتين وهما‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد المخاطر المصرفية التي تتعرض للبنك‪ ،‬وتحديد ما مدى تأثيرها عليه؛‬
‫‪ -‬وضع حدود قصوى لما يمكن للبنك أن يتحمله من خسائر‪ ،‬جراء التعامل مع هذه المخاطر‪ ،‬أي‬
‫تسقيف مستوى التعرض لها بما يسمح للبنك من تحقيق أهدافه؛‬
‫ب‪ -‬الرقابة على التعرض للمخاطر ‪: risk exposuves Controlling‬‬

‫تشتمل عملية الرقابة عن التعرض للمخاطر‪ ،‬على التحقق من مدى االنضباط في تنفيذ سياسات‬
‫وإجراءات التأمين من قبل البنك‪ ،‬وكذلك إعداد خطط طوارئ بديلة في حالة إخفاق النظم عن أداء الخدمات‪،‬‬
‫ثم متابعة المخاطر عن طريق اختبار النظم وإجراء المراجعة الداخلية والخارجية؛‬
‫‪ -3‬مراحل إدارة مخاطر الصيرفة اإللكترونية‪:‬‬
‫تمر عملية إدارة مخاطر الصيرفة اإللكترونية عبر مراحل مختلفة‪ ،‬حيث أنها متكاملة تؤدي إلى الحد من‬
‫تلك المخاطر أو التقليل من آثارها إلى حد أدنى‪ ،‬نذكرها كاآلتي‪:1‬‬
‫أ‪ -‬تحديد المخاطر‪ :‬يتم تحديد المخاطر التي تحيط أو تتعرض لكل منتج أو خدمة مصرفية‪ ،‬فعملية تحديد‬
‫المخاطر تعتبر أساس إدارة المخاطر المصرفية‪ ،‬ويجب أن تكون هذه الخطوة مستمرة ومتواصلة؛‬

‫‪1‬‬
‫‪Virener Singh Solanki, risk in e-banking and their managment, , op.cit, p174.‬‬
‫وسيم محمود الحداد وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪203-202‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ –1‬سارة بن عيدة‪ ،‬سعيدة حركات‪ ،‬إدارة مخاطر الصرفة اإللكترونية وأثارها على الخدمة البنكية اإللكترونية‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫اإلنسانية لجامعة أم البواقي ‪ ،‬العدد التاسع‪ ،‬جوان ‪ ،2018‬ص‪.673‬‬
‫‪113‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ب‪ -‬قياس المخاطر‪ :‬تأتي هذه الخطوة مباشرة بعد عملية تحديد المخاطر‪ ،‬بحيث يجب النظر لكل خطر‬
‫بأبعاده الثالثة‪ ،‬حجمه‪ ،‬مدته واحتمالية حدوثه‪ ،‬وتُعني إدارة المخاطر للوقت الذي تتم فيه عملية قياس‬
‫المخاطر أهمية بالغة؛‬
‫ج‪ -‬ضبط المخاطر‪ :‬يطلق على الخطوة الثالثة من عملية إدارة المخاطر المصرفية اإللكترونية‪ ،‬ضبط‬
‫المخاطر‪ ،‬وتكون عملية الضبط من خالل ثالثة أساليب‪ ،‬األسلوب األول بجنب بعض النشاطات المؤدية‬
‫إلى التعرض إلى مخاطر مصرفية‪ ،‬األسلوب الثاني تقليل أثر المخاطر المصرفية‪ ،‬أما األسلوب الثالث‬
‫فيتمثل في إلغاء أثر المخاطر المصرفية تماما؛‬
‫د‪ -‬مراقبة المخاطر‪ :‬عنلى البنوك أن تسعى إلى إيجاد نظام معلومات ذو قدرة على تحديد قياس المخاطر‬
‫المصرفية بدقة‪ ،‬ويسمح بمراقبة التغي ارت والمخاطر المرافقة لها‪.‬‬
‫‪ -4‬إدارة مخاطر الصيرفة اإللكترونية وفق لجنة بازل‪:‬‬
‫تنقسم مبادئ إدارة مخاطر الصيرفة اإللكترونية المعتمدة في تقرير لجنة بازل إلى ثالث فئات‬
‫عريضة‪ ،‬وغالباً ما تكون متداخلة‪ ،‬ومع ذلك ال يتم تصنيف هذه المبادئ حسب ترتيب األفضلية أو األهمية‪،‬‬
‫فإذا كان هذا الترجيح قد يتغير مع مرور الوقت‪ ،‬فمن األفضل الت ازم الحيادية في الترتيب‪ ،‬وتجنب األول‬
‫ويات في ذلك‪ ،‬وهي كاآلتي‪:2‬‬
‫أ‪-‬مجلس اإلدارة والرقابة ( المبادئ من ‪ 1‬إلى‪:)3‬‬
‫المبدأ ‪ :1‬تفعيل رقابة إدارية فعالة على أنشطة الصيرفة اإللكترونية؛‬
‫المبدأ ‪ :2‬إنشاء عملية مراقبة آمنة شاملة؛‬
‫المبدأ ‪ :3‬وجوب االهتمام وعملية الرقابة اإلدارية الشاملة للعالقات مع المجهزين الخارجين واألطراف‬
‫األخرى؛‬
‫ب‪-‬ضوابط األمن ( المبادئ من ‪4‬إلى‪:)10‬‬
‫المبدأ ‪ :4‬التحقق من هوية عمالء الخدمات المصرفية اإللكترونية‪.‬‬
‫المبدأ ‪ :5‬عدم الرفض والمساءلة عن المعامالت المصرفية اإللكترونية؛‬
‫المبدأ ‪ :6‬أخذ التدابير المناسبة لضمان الفصل بين الواجبات‪ ،‬وذلك من خالل إرساء ضوابط مناسبة‬
‫للتخويل وصالحيات الولوج إلى النظم المصرفية اإللكترونية إلى قواعد البيانات؛‬

‫‪2‬‬
‫‪Basel Committe on banking supervision Risk managment principles for elecronic banking ,bank for international‬‬
‫‪settleents, july 2003.‬‬
‫‪114‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبدأ ‪ :7‬تحديد ضوابط ترخيص سلمية داخل األنظمة المصرفية اإللكترونية وقواعد البيانات‬
‫والتطبيقات؛‬
‫المبدأ ‪ :8‬ضمان سالمة بيانات المعامالت المصرفية اإللكترونية‪ ،‬والسجالت والمعلومات؛‬
‫المبدأ ‪ :9‬إنشاء مسارات تدقيق واضحة للمعامالت المصرفية اإللكترونية؛‬
‫المبدأ ‪ :10‬سرية المعلومات المصرفية األساسية؛‬
‫ج‪-‬إدارة المخاطر القانونية والسمعة (المبادئ من ‪:)14-11‬‬
‫المبدأ ‪ :11‬االفصاحات المناسبة للخدمات المصرفية اإللكترونية؛‬
‫المبدأ ‪ :12‬خصوصية معلومات العميل؛‬
‫المبدأ ‪ :13‬قدرة واستم اررية العمل والتخطيط للطوارئ لضمان توافر األنظمة والخدمات المصرفية‬
‫اإللكترونية؛‬
‫المبدأ ‪ :14‬التخطيط لالستجابة إلى الحوادث‪.‬‬
‫إضافة إلى هذا فلقد جاءت نفس الوثيقة الصادرة عن لجنة بازل سنة ‪2003‬م‪ ،‬الممارسات الواجب‬
‫مراعاتها في إدارة مخاطر الصيرفة اإللكترونية وذلك من خالل ستة مالحق هي كالتالي‪:1‬‬
‫الملحق األول‪ :‬الممارسات السليمة لرقابة أمان العمليات المصرفية اإللكترونية؛‬
‫الملحق الثاني‪ :‬الممارسات السليمة إلدارة األنظمة والخدمات المصرفية اإللكترونية الخارجية؛‬
‫الملحق الثالث‪ :‬ممارسة الترخيص السليمة لتطبيقات العمليات المصرفية اإللكترونية؛‬
‫الملحق الرابع‪ :‬الممارسات السليمة لمراجعة الحسابات لألنظمة المراقبة اإللكترونية؛‬
‫الملحق الخامس‪ :‬الممارسات السليمة للمساعدة في الحفاظ على خصوصية معلومات عمالء الصيرفة‬
‫اإللكترونية؛‬
‫الملحق السادس‪ :‬الممارسات السليمة الخاصة بتخطيط الطاقة واستم اررية النشاط والطوارئ؛‬
‫ولقد جاءت لجنة بازل بمعاييرها الدولية للحد من مخاطر العمل المصرفي اإللكتروني ولضمان السرية‬
‫واألمان في تنفيذ عمليات الدفع اإللكترونية‪ ،‬وألزمت جميع البنوك من خالل مقررات بازل‪ II‬من إدراج‬
‫المخاطر التشغيلية ضمن المخاطر المصرفية‪ ،‬وانطوت المخاطر الناجمة من أنظمة الدفع المصرفي‬
‫اإللكتروني تحت تلك المخاطر التشغيلية‪ ،‬كما هو األمر في تقرير اللجنة شهر جويلية ‪ ،2003‬واعتبرت فيه‬

‫‪1‬‬
‫‪basel committee on banking supervision, op.cit, p22‬‬
‫‪115‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أن البنك ملزم بتأمين جميع وسائل األمان والحماية للوسائط اإللكترونية التي يعتمدها‪ ،‬والمعلومات التي‬
‫يتداولها ومن بين هذه الممارسات نذكر مايلي‪:1‬‬
‫‪ -1‬اتخاذ التدابير الالزمة للتأكد من هوية صالحيات الزبائن؛‬
‫‪ -2‬أن يعتمد البنك عن طريقة مثالية للتأكد من صحة وسالمة العمليات المصرفية اإللكترونية؛‬
‫‪ -3‬استخدام الوسائل الكفيلة بحماية أنظمة الدفع اإللكتروني‪ ،‬وحساب العمالء ومعلوماتهم؛‬
‫‪ -4‬اعتماد طرق رقابية مناسبة على األنظمة اإللكترونية‪ ،‬وكذا صالحيات الولوج إلى النظام المعلوماتي‬
‫والبيانات والبرامج التطبيقية؛‬
‫‪ -5‬اتخاذ مجموعة من التدابير للحفاظ على سرية المعلومات والبيانات المصرفية ومن بين هذه التدابير‬
‫مايلي‪:‬‬
‫‪ -‬منح الدخول إلى المعلومات والبيانات الشخصية للعميل وحساباته‪ ،‬إال لألشخاص والجهات‬
‫الموكول لها لقيام بذلك وبشكل محدود؛‬
‫‪ -‬حماية المعلومات من اإلطالع غير المسموح عليها أو تعديلها‪ ،‬وذلك من خالل نقلها عبر‬
‫الوسائط اإللكترونية لالتصاالت؛‬
‫‪ -‬حماية المعلومات من أطراف أخرى متعاقدة مع البنك ألداء بعض المهام المطلوبة من طرف‬
‫بنك العميل؛‬
‫‪ -‬مراجعة جميع العمليات المصرفية اإللكترونية‪ ،‬والمعلومات المتعلقة بها وذلك للتأكد من‬
‫سالمتها‪ ،‬وأن إجراءها تم من طرف أشخاص مرخص لهم بذلك‪.‬‬
‫من خالل ما سبق ذكره يمكن القول أن محيط العمل المصرفي اإللكتروني مليء بمخاطر مصرفية‬
‫متعددة‪ ،‬وذلك نظ اًر لحدة المنافسة بين البنوك في هذا المجال‪ ،‬خاصة ما تعلق بالتسابق لتبني منتجات‬
‫مصرفية حديثة‪ ،‬وكذلك الطبيعة غير مستمرة للتكنولوجيا التي تتحسن وتطور بوتيرة متسارعة‪ ،‬إضافة إلى هذا‬
‫الرأس المال البشري الذي يحتاج إلى تدريب مستمر وخبرة لتقديم هذه الخدمات المصرفية اإللكترونية‪ ،‬والتي‬
‫تعتمد فيها البنوك على أطراف خارجية من خالل التعاقد مع مقدمي خدمات آخرين‪ ،‬زد إلى كل هذا إمكانية‬
‫حدوث عمليات االحتيال المالي العلوماتي‪ ،‬والجرائم اإللكترونية التي تسبب في إتالف النظم والبيانات‬
‫الخاصة بالبنك‪ ،‬ولهذه األسباب وغيرها‪ ،‬كان من الضروري االهتمام بعملية إدارة المخاطر المصرفية‬

‫‪–1‬محمد طاهر عبد هللا ‪ ،‬التأثير المتبادل بين الكتلة التقنية والصرفة اإللكترونية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية االقتصاد‪ ،‬جامعة‬
‫دمشق‪ ،2015 ،‬ص ص‪.62-61‬‬
‫‪116‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫اإللكترونية وكانت في ثوبها الدولي بصدور تقرير لجنة بازل في شكل وثيقة صدرت شهر ماي ‪2001‬م‪،‬‬
‫وعدلت هذه األخيرة بوثيقة أخرى صدرت جويلية ‪2003‬م‪ ،‬بموجبها ألزمت العمل المصرفي اإللكتروني‪ ،‬في‬
‫صورة البنوك المقدمة لهذه الخدمات‪ ،‬بتفعيل عملية الرقابة عن أنشطة الصيرفة اإللكترونية بصورة شاملة‬
‫على كل المتدخلين في تقديم خدماتها‪ ،‬بما في ذلك األطراف الخارجية المتعاقدة مع البنك في تقديمها‪ ،‬كما‬
‫يتوجب على البنوك أيضاً األخذ بالتدابير األمنية المناسبة والسليمة لحماية النظم والبيانات المعلوماتية‪،‬‬
‫ولضمان سالمة العمليات المصرفية والمعلومات الخاصة بالعميل‪ ،‬والحفاظ على السرية في معالجة العمليات‬
‫طوال فترة تنفيذها‪ ،‬والستم اررية هذا النوع من الصناعة المصرفية‪ ،‬أجبرت لجنة بازل البنوك على وضع خطط‬
‫للطوارئ بهدف االستجابة إلى أي حادث‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تأثير الصيرفة اإللكترونية على السياسة النقدية‬
‫عندما نتناول موضوع تأثير الصيرفة اإللكترونية على السياسة النقدية‪ ،‬فنحن بصدد الحديث عن مدى‬
‫تأثير الصيرفة اإللكترونية من خالل النقود اإللكترونية ووسائل الدفع اإللكتروني‪ ،‬ذلك أنهما منطويان تحت‬
‫موضوع الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬فالتعامل بالنقود اإللكترونية واالعتماد على وسائل الدفع اإللكتروني سيؤثر‬
‫على عرض وطلب النقود بما ينعكس مباشرة على فعالية السياسة النقدية‪.‬‬
‫فتهدف السياسة النقدية إلى التأثير على المعروض النقدي والطلب عليه‪ ،‬بشكل يؤدي إلى تحقيق‬
‫التوازن النقدي وتجنب آثار التضخم‪ ،‬وبما أن التعامل بالنقود اإللكترونية واالنتشار الواسع لوسائل الدفع‬
‫اإللكتروني‪ ،‬ساهم بشكل كبير وفعال في توسيع نشاط التجارة اإللكترونية فإن هذا يؤثر على كمية وسائل‬
‫الدفع الذي يقود بدوره إلى احتمال حدوث تضخم‪ ،‬كما له أثر آخر يتمثل في إمكانية فقدان البنك المركزي‬
‫لسيطرته على السياسة النقدية‪ ،‬ويمكن أن تساهم أيضاً في التأثير على أسعار الصرف األجنبي‪ ،‬ومنه يمكن‬
‫لكل هذه األسباب أن تؤدي إلى وقوع أزمة مالية‪ .1‬وفي هذا الشأن تتباين آراء االقتصاديين حول التأثير‬
‫التي تحمله النقود اإللكترونية للسياسة النقدية‪ ،‬ودور البنوك المركزية ونلخصه بمايلي‪:‬‬
‫‪ -‬الرأي األول ‪ :‬التأثير اإليجابي النتشار استخدام النقود اإللكترونية على فعالية السياسية النقدية‬
‫ومن أنصار هذا الرأي جورج سلقين ‪ ،George Selgin‬فيري جورج سلقين أن تطور النقود اإللكترونية‪،‬‬
‫والبطاقات النقدية بشكل خاص‪ ،‬يشير إلى أن الجمهور قد يتوقف يوماً ما على أن يكون رهينة للبنك‬
‫المركزي‪ ،‬حيث أنه يمكن لهذه النقود وبطاقات السحب اآللي مجتمعة أن تحل بالكامل محل األوراق النقدية‬

‫عبد القادر خليل‪ ،‬مبادئ االقتصاد النقدي والمصرفي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الجزء األول‪ ،2012 ،‬ص ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.95-94‬‬
‫‪117‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫التي يصدرها االحتياطي الفيدرالي‪ ،‬المتداولة حالياً داخل حدود الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وبالتالي قد يتم‬
‫تخصيص هذا االحتياطي في أيدي القطاع العام بالكامل‪ ،‬ونتيجة ذلك يصبح دور البنك االحتياطي الفيدرالي‬
‫(البنك المركزي) مقتص اًر على تأمين االحتياطات المصرفية للبنوك‪ ،1‬وبالتالي تزيد فعالية السياسة النقدية‪.‬‬
‫ويعلق وليام نسكانين ‪ william A.wiskanin‬على هذا بأن سلقين خلص إلى القول أن استبدال النقود‬
‫اإللكترونية بالنقود التقليدية‪ ،‬سيزيد من فعالية السياسة النقدية‪ ،‬وذلك من خالل تقليل التباين في مضاعف‬
‫النقود‪ ،‬وذلك بسبب التغيرات في الطلب على النقود الورقية ( التقليدية)‪ ،‬ولكن هذا يتطلب توافر افتراضين‪،‬‬
‫األول أن تكون زيادة النقود اإللكترونية سوف يقلل بشكل كبير من الطلب عن النقود التقليدية‪ ،‬أما الثاني‬
‫فتتم إدارة السياسة النقدية بشكل أفضل من خالل التحكم في بعض الكميات النقدية التي تقع تحت مسؤولية‬
‫البنك المركزي‪.2‬‬
‫إذاً رؤية جورج سلقين لفعالية السياسة النقدية تكون في ظل إحالل النقود اإللكترونية محل النقود‬
‫التقليدية‪ ،‬أي توقف البنوك المركزية من عملية اإلصدار النقدي التقليدي‪ ،‬واقتصار البنوك المركزية على‬
‫تأمين احتياطات البنوك التجارية‪ ،‬وحسب نيسكانين يتحقق هذا عندما ينقص الطلب على النقود التقليدية‪،‬‬
‫مقابل زيادة انتشار النقود اإللكترونية‪ ،‬وتزيد فعالية السياسة النقدية كلما كانت الكميات النقدية المتحكم فيها‬
‫قليلة‪ ،‬والواقعة تحت مسؤولية البنوك المركزية‪.‬‬
‫‪ -‬الرأي الثاني‪ :‬انتشار النقود اإللكترونية اليؤثر على فعالية السياسة النقدية‬
‫من أنصار هذا التيار االقتصادي بيرت إيلي (‪ )Bert Ely‬بحيث ال يرى آثا اًر مترتبة على السياسة‬
‫النقدية‪ ،‬جراء انتشار النقود اإللكترونية‪ ،‬مع استثناء بسيط ويتمثل في تقليل دخل الحكومة الفيدرالية (الدولة)‬
‫من عملية اإلصدار النقدي‪ ،‬فعلى سبيل المثال إذا اصدر القطاع الخاص ‪ 10‬باليين دوالر أمريكي من‬
‫النقود اإللكترونية‪ ،‬فان إيرادات الحكومة الفيدرالية التي توفرها لها عملية اإلصدار النقدي ستنخفض بحوالي‬
‫‪ 600‬مليون دوالر أمريكي سنوياً‪ ،‬كما أن البنك االحتياطي الفيدرالي يقوم بتزويد النظام المصرفي بشكل غير‬
‫فعال لما تحتاجه البنوك لتلبية احتياجاتها االحتياطية‪ ،‬حتى تتمكن من التحكم في كمية االحتياطات الزائدة*‬
‫في النظام المصرفي‪ ،‬وفي الواقع تطفوا االحتياطات الزائدة التي يتحكم بها االحتياطي الفيدرالي على القيمة‬

‫‪1‬‬
‫‪gcorge selging, E-MONEY :friend or foe of monetarism ? the future of money in the information age , CATO‬‬
‫‪institute ,wachington, 1997,p98.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪willian A.NISKANEN, policy : comments on selgin, ely, and jordan/stevens,the future of money in the‬‬
‫‪information age, CATO institute, washington, 1997, p127‬‬
‫*االحتياطات الزائدة في النظام المصرفي‪ :‬هي تلك االحتياطات المودعة لدى البنك المركزي والتي تتجاوز الكمية المطلوبة من‬
‫االحتياطات التي يجب أن تحتفظ بها البنوك‪.‬‬
‫‪118‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المحددة في السوق من االحتياطات المطلوبة‪ ،‬وبالتالي فإن متطلبات االحتياطي ال تقيد نمو الودائع‪ ،‬العنصر‬
‫اآلخر من المعروض النقدي‪ ،‬وبالتالي فانتشار النقود اإللكترونية ال يحمل أي تأثير على السياسة النقدية‪.1‬‬
‫الري‪ ،‬الحظ وليام نيسكانين أن بيرت إيلي استخدم بحثه لتلخيص التحديات الواسعة‬
‫وبخصوص هذا أ‬
‫للسياسة النقدية من المنظور التقليدي‪ ،‬ذلك أنه يؤكد أن مجلس االحتياط الفيدرالي ال يتحكم في عرض‬
‫النقود‪ ،‬ألنه ال يستطيع ذلك‪ ،‬كما أن احتياطات العملة والبنوك يتم تحديدهما من خالل تقديم الحكومة‬
‫الفيدرالية ما يطلبه السوق بشكل غير فعال‪ ،‬عالوة على ذلك يؤكد أن التأثير الوحيد لمجلس االحتياط‬
‫الفيدرالي على سعر الفائدة‪ ،‬عبارة عن نتيجة وتحصيل لحاصل‪ ،‬وفق تصور واسع لكنه خاطئ‪ ،‬ذلك أنه‬
‫بإمكان مجلس االحتياط الفيدرالي بالفعل تغيير سعر الفائدة‪ ،2‬هذه هي أهم االنتقادات الموجهة لبيرت إيلي‪.‬‬
‫‪ -‬الرأي الثالث‪ :‬انتشار النقود اإللكترونية قد يقلص دور البنوك المركزية في إدارة السياسة النقدية‬
‫يعتبر هذا الرأي كموقف وسط بين االتجاهين السابقين ومن رواد هذا الرأي نجد كل من جيري جوردن‬
‫‪ L.Jordan Jerry‬وإدوارد ستيفن ‪ Edward J.Stevens‬حيث ابرزوا آثار التغيرات المحتملة في اآلليات النقدية‬
‫في ثالث نقط اآلتية‪:3‬‬
‫• من المحتمل أن تؤدي النقود اإللكترونية إلى خفض الطلب على النقود التقليدية لدى البنك المركزي‪ ،‬ومن‬
‫السابق ألوانه القول ما إذا كانت هناك إمكانية للتبؤ بهذا الطلب‪ ،‬وبالتالي ستقل الموثوقية المحتملة للسياسة‬
‫النقدية؛‬
‫• يزعم البعض أن حيازات البنك المركزي من عمالت وودائع لدى البنوك التجارية سيتالشى خالل القرن‬
‫الواحد والعشرين‪ ،‬كما حدث بالضبط للنقود السلعية في القرن العشرين ومع هذا ستظل السلطات النقدية تحدد‬
‫مستوى األسعار طالما أن التسوية النهائية للضرائب وغيرها من االلتزامات تتم باستخدام خصوم البنك‬
‫المركزي؛‬
‫• لم ُيتأكد بعد من مدى تأثير انخفاض الطلب على نقود البنك المركزي على دور العمالت الوطنية كمعايير‬
‫أساسية للقيمة‪ ،‬كما أن احتمال وجود عملة مستقرة‪ ،‬يصدرها القطاع الخاص وغير قابلة للتحويل إلى عملة‬
‫وطنية هو موضوع للدراسات المستقبلية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Bret Ely, Electronic money and monetary policy : separating fact from fiction, the future of money in the‬‬
‫‪information age, CATO institute, washhington, 1887, p105‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Willan A.niskanen, op.cit., p128.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Jerry L.Jorda and Edward J.stevens, money in the 21st century, the future of money in the information age, CATO‬‬
‫‪Institute , washingtom , 1997, p116.‬‬
‫‪119‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وبهذا يرى الباحثان إمكانية تقليص أو إلغاء دور البنوك المركزية في إصدار النقود‪ ،‬مع احتفاظها‬
‫لممارسة السياسة النقدية عن التفاعالت الناشئة عن المؤسسات المصدرة للنقود اإللكترونية‪.‬‬
‫وقدم نسكانين مالحظات إلى كل من جوردن وستيفن على أنهما جد مطلعين‪ ،‬وربما طرحهما صحيح‪،‬‬
‫لكنهما غير مفيدين للغاية حيث ليست القضية في عدم القدرة على التنبؤ بآثار النقود اإللكترونية‪ ،‬فقد كان‬
‫يأمل نسكانين في الحصول على بعض التوجيهات حول أفضل طريقة لالستجابة لتلك التأثيرات‪ ،‬ويضيف في‬
‫قوله قد نكون على مشارف ثورة في طبيعة المال واألعمال المصرفي‪ ،‬لكن ماذا ينبغي على األفراد ومديري‬
‫األعمال والمصرفيين والجهات التنظيمية الحكومية ومحافظي البنوك المركزية أن يفعلوا حيال ذلك‪.1‬‬
‫كما أنه من الممكن من حيث المبدأ استبدال كامل عملة البنك المركزي إلى نقود إلكترونية وذلك‬
‫بالنظر إلى أن نقود البنك المركزي هي عنصر في جميع المجاميع النقدية‪ ،‬وسيكون التأثير األكبر في ‪M1‬‬

‫والذي يتكون من النقود المتداولة والودائع تحت الطلب‪ ،‬كما أن المجاميع األخرى تتأثر ولكن بدرجة اقل ‪M2‬‬

‫و‪ ،M3‬وذلك أن النقود المتداولة تحمل وزناً أقل في هذه المجامع النقدية‪ ،‬كما يعتبر وزنها النسبي بمثابة أول‬
‫المؤشرات للتأثير المحتمل الستبدال نقود البنك المركزي في‪ M1‬على عرض النقود‪.2‬‬
‫وبالتالي يمكن القول أن العمل المصرفي اإللكتروني يحمل في طياته‪ ،‬عند استعمال النقود اإللكترونية‬
‫ووسائل الدفع اإللكترونية تأثي اًر على دور البنك المركزي‪ ،‬خاصة ما تعلق بعملية اإلصدار النقدي‪ ،‬كما أن‬
‫تأثير أيضاً على أدوات السياسة النقدية في حالة االنتشار الواسع للنقود اإللكترونية‪.‬‬
‫اً‬ ‫لها‬

‫‪1‬‬
‫‪Willan A.Niskanen, op.cit, p129.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Marko slovinec, digital money and monetary policy, BIATEC, SLOVAKIA, volume XIV, 3/2006, p12.‬‬
‫‪120‬‬
‫الصيرفة اإللكترونية وآليات إدارة مخاطرها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫رمت التكنولوجيا الحديثة خاصة تلك المتعلقة بمجال االتصال ظاللها على عالم الصناعة المصرفية‪،‬‬
‫فنتج عن ذلك ما يطلق عليه الصيرفة اإللكترونية ‪ ،e-banking‬حيث باتت تُقدم البنوك خدمات مصرفية ذات‬
‫جوهر تقليدي في شكل حديث وعصري‪ ،‬وامتازت بالسرعة وقلة التكلفة‪ ،‬و أكثر تلبي ًة لمتطلعات ورغبات‬
‫العمالء‪ ،‬وصاحب ذلك نمو حدة المخاطر المصرفية‪ ،‬السيما التشغيلية منها‪ ،‬وبالتالي ظهرت الحاجة إلى‬
‫الرقابة المصرفية عليها‪ ،‬لتحكم دقيق في تلك المخاطر وإدارتها‪ ،‬وذلك ماجاءت به معايير لجنة بازل الدولية‪،‬‬
‫في نص الوثيقة الصادرة عنها سنة‪2001‬م‪ ،‬المعدلة سنة‪2003‬م‪ ،‬بموجها أصبحت البنوك ملزمة بتفعيل‬
‫عملية الرقابة على جميع نشاطاتها المصيرفة اإللكترونية‪ ،‬وخضوع كل المتدخلين في تقديم خدماتها بما في‬
‫ذلك األطراف الخارجية المتعاقدة مع البنوك لهذه العملية الرقابية المصرفية‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫واقع الرقابة المصرفية‬

‫على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬


‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬

‫هناك عدة أنشطة مصرفية ممارسة داخل البنوك الجزائرية‪ ،‬تصنف في خانة خدمات الصيرفة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬ومن بين تلك المنتجات المحتواة ضمن قائمة هذه الخدمات المصرفية اإللكترونية‪ ،‬نجد أنها هي‬
‫السبيل األوحد لتقديم خدمات مصرفية إلى جمهور واسع عبر البنوك المعتمدة في الجزائر‪ ،‬ومن ثم تنبع‬
‫وتتنامى أهمية الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية في الجزائر‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬واقع الصيرفة اإللكترونية في الجزائر‬

‫المطلب األول‪ :‬النظام المصرفي الجزائري‬

‫ورثت الجزائر نظاماً بنكياً عن االستعمار الفرنسي بعد االستقالل‪ ،‬ولقد كان متكوناً من ‪ 20‬بنكاً‬
‫أجنبياً ولقد اقتنعت الجزائر مبك اًر صعوبة التوافق واالنسجام بين نظام بنكي ذو طابع ليبرالي‪ ،‬خديم تحت‬
‫الوصاية االستعمارية‪ ،‬ونظام اقتصادي ذو نزعة اشتراكية يهدف إلى تبني سياسة تنموية متمتعة باستقاللية‬
‫تامة‪ ،‬ولقد تكرست هذه القناعة من خالل عزوف النظام البنكي الموروث في تمويل االستثمارات التي تقوم‬
‫بها المؤسسات الوطنية‪ ،‬التي تشكل الركيزة األساسية لهذه السياسة المستقلة في االقتصاد‪ ،‬وحصرت تلك‬
‫البنوك نشاطها في تمويل أنشطة االستغالل وعمليات التجارة الخارجية المرتبطة بشكل دقيق باالستعمار‬
‫الفرنسي‪،‬كانت هذه األسباب الرئيسية الدافعة إلى تأميم النظام البنكي األجنبي‪ ،‬وتأسيس نظام بنكي وطني‬
‫يقوم بتمويل التنمية الوطنية‪.1‬‬

‫أوالا‪ :‬المؤسسات المصرفية والمالية أثناء فترة االحتالل الفرنسي‬

‫تكون القطاع المصرفي في هذه الفترة من بنك الجزائر والبنوك التجارية والبنوك الشعبية‪ ،‬وهناك خاصة‬
‫بالقرض الفالحي وصندوق المعدات والتنمية الجزائرية (‪ )CEDA‬ونذكر كما يلي‪:2‬‬

‫‪-‬بنك الجزائر ‪ :‬تم إنشاؤه بموجب قانون صدر ‪ 04‬أوت ‪1851‬م‪ ،‬تحت شكل مؤسسة خاصة لها سلطة‬
‫مراقبة اإلصدار النقدي‪ ،‬تم إنشاء المجلس الجزائري للقرض (‪ )CAC‬بتاريخ ‪ 16‬جانفي ‪1947‬م‪ ،‬وكانت هذه‬
‫الهيئتين تابعتين للنظام المصرفي الفرنسي‪ ،‬أي تعمالن بدون استقاللية؛‬

‫الطاهر لطرش‪ ،‬االقتصاد النقدي والبنكي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‪.324‬‬ ‫‪1‬‬

‫مفتاح صالح‪ ،‬أداء النظام الصرفي الجزائري من قبيل االستقالل إلى فترة اإلصالحات‪ ،‬المؤتمر العلمي الدولي حول األداء‬ ‫‪2‬‬

‫المتميز للمنظمات والحكومات‪ ،‬جامعة ورقلة ‪-08‬مارس‪ ،2005‬ص‪.103‬‬


‫‪123‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أ‪ -‬البنوك التجارية ‪:‬‬

‫أغلبية البنوك العاملة بالجزائر آنذاك كانت تتكون من هياكل تابعة للبنوك الرئيسية الفرنسية وهي‬
‫كاآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬القرض العقاري للجزائر وتونس ‪C.F.A.T‬؛‬


‫‪ -‬القرض الصناعي والتجاري ‪C.I.C‬؛‬
‫‪B.N.C.I.A‬؛‬ ‫‪ -‬البنك الوطني للتجارة والصناعة‬
‫‪ -‬القرض الليوني ‪C.L‬؛‬
‫‪ -‬الصندوق الجزائري للقرض والبنك ‪C.A.C.B‬؛‬
‫‪ -‬الشركة العامة ‪ S.G‬؛‬
‫‪S.M.C‬؛‬ ‫‪ -‬شركة مرسيليا للقرض‬
‫‪B.B.L‬؛‬ ‫‪ -‬بنك بركليز المحدود‬
‫‪ -‬قرض الشمال ‪C.N‬؛‬
‫ب‪ -‬بنوك األعمال وتضم‪:‬‬
‫‪ -‬البنك الصناعي لشمال إفريقيا ‪B.I.A.N‬؛‬
‫‪ -‬ورمز ‪WORMS‬؛‬
‫‪ -‬وتم دمجهما في بنك واحد تحت اسم البنك الصناعي في الجزائر والبحر المتوسط ‪B.I.A.M‬؛‬
‫‪ -‬بنك باريس واألراضي المنخفضة ‪B.P.P.B‬؛‬
‫ج‪ -‬المؤسسات التعاضدية ‪:‬‬
‫‪ -‬المجلس الجزائري للبنوك الشعبية ‪ ،CABP‬الصندوق المركزي‪ ،‬وثالث بنوك محلية هذه البنوك‬
‫تنشط في القطاع التجاري؛‬
‫‪ -‬أما في القطاع الفالحي نجد الصناديق الجزائرية للقرض الفالحي التعاضدي ‪C.A.C.A.M‬‬
‫تمنح بصورة خاصة القروض للجمعيات في األجل القصير‪ ،‬وهناك القرض الفندقي؛‬
‫د‪ -‬المؤسسات العامة وشبه العامة وتضم ‪:‬‬
‫‪ -‬القرض الوطني؛‬
‫‪ -‬القرض العقاري؛‬
‫‪ -‬صندوق الودائع واألمانات ‪C.D.C‬؛‬
‫‪ -‬البنك الفرنسي للتجارة الخارجية ‪B.F.C.E‬؛‬
‫‪ -‬الصندوق الوطني للمناقصات العامة ‪C.N.M.E‬؛‬

‫‪124‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ C.E.D.A‬أصبح بعد ذلك صندوق التنمية الجزائري‬ ‫‪ -‬صندوق التجهيز والتنمية بالجزائر‬
‫‪ C.A.D‬ثم تحول إلى بنك الجزائري للتنمية ‪ B.A.D‬؛‬
‫ه‪ -‬الشبكة التقليدية وتضم ‪:‬‬
‫‪ -‬القرض الفالحي ‪CA‬؛‬
‫‪ -‬القرض البلدي ‪.CM‬‬
‫ثاني ا‪ :‬مرحلة تأسيس النظام البنكي الجزائري وعملية التأميم‬
‫تمتد هذه المرحلة سنة ‪1962‬م‪1970-‬م ‪ ،‬بذلت خاللها الدولة الجزائرية جهوداً كثيفة‪ ،‬واتخذت ق اررات‬
‫تخص ضرورة تأسيس جهاز بنكي وطني في النصف األول من هذه الفترة‪ ،‬وقرار التأميم في النصف الثاني‬
‫من نفس الفترة‪ ،‬فكانت الخطوة األولى لتكوين نظام بنكي ثم بسط السيادة عليه فقامت بإنشاء البنك المركزي‬
‫الجزائري (‪ )BCA‬باعتباره مؤسسة عمومية ذات شخصية معنوية واستقالل مالي‪ ،‬على أنقاض بنك الجزائر‬
‫في عهد االستعمار الفرنسي‪ ،‬وكان ذلك في يوم ‪1962/12/13‬م‪ ،‬بموجب القانون رقم رقم ‪ ،144/62‬كما‬
‫تأسس أيضاً ما يلي‪:1‬‬
‫‪ -‬سنة ‪ 1963‬الصندوق الجزائري للتنمية ‪CAD‬؛‬
‫‪ -‬سنة ‪ 1964‬الصندوق الوطني للتوفير واالحتياط ‪CNEP‬؛‬
‫‪ -‬سنة ‪ 1966‬البنك الوطني الجزائري ‪BNA‬؛‬
‫‪ -‬سنة ‪ 1967‬القرض الشعبي الجزائري ‪CPA‬؛‬
‫‪ -‬سنة ‪ 1967‬البنك الخارجي الجزائري ‪BEA‬؛‬
‫ثالث ا‪ :‬هيكل النظام البنكي الجزائري بعد اإلصالح المالي وإعادة هيكلته‬
‫تمتد هذه المرحلة من سنة ‪1971‬م إلى ‪1985‬م ‪،‬حيث تم إقرار اإلصالح المالي لسنة ‪1971‬م‪ ،‬وذلك‬
‫في إطار المخطط الرباعي األول ‪1970‬م‪1973-‬م‪ ،‬الهادف إلى إزالة االختالل و تخفيف الضغط على‬
‫الخزينة العمومية في تمويلها لالستثمارات‪ ،‬ولقد تضمن هذا اإلصالح جملة من الق اررات نذكر منها مايلي‪:2‬‬
‫‪ -‬إعطاء صالحيات إضافية للبنك المركزي حيث كانت مهامه تنحصر في خدمة الخزينة العمومية؛‬
‫‪ -‬إنشاء مجلس القرض كهيئة استشارية‪ ،‬واللجنة التقنية للمؤسسات المصرفية كهيئة رقابية‪ ،‬وذلك‬
‫بموجب األمر ‪ 74-71‬الصادر في ‪1971/06/30‬؛‬

‫فضيل فارس ‪ ،‬التقنيات البنكية محاضرات وتطبيقات ‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2013 ،‬ص ص ‪.53-52‬‬ ‫‪1‬‬

‫زيتوني كمال‪ ،‬النظام المصرفي الجزائري‪ ،‬مطبوعة في مقياس اقتصاد نقدي وببنكي‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم‬ ‫‪2‬‬

‫التسيير‪ ،‬جامعة محمد بوضياف مسيلة‪ ،2017 ،‬ص ص‪.6-5‬‬


‫‪125‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬تأسيس البنك الجزائري للتنمية ‪ B.A.D‬بتاريخ ‪1972/06/07‬م‪ ،‬كامتداد للصندوق الجزائري للتنمية‪،‬‬
‫وكان بنكاً لالستثمار‪ ،‬حيث أوكلت له مهمة تمويل القروض طويلة األجل‪ ،‬وذلك في إطار المخططات‬
‫التنموية (المخطط الرباعي األول والثاني)؛‬
‫‪ -‬تمكين المؤسسات العمومية من استعمال السحب على المكشوف‪ ،‬بغرض تمويل عملية االستغالل؛‬
‫‪ -‬قيام المؤسسات العمومية بتوطين كل عملياتها المالية في بنك واحد‪ ،‬حتى تستفيد من عملية التمويل‬
‫البنكي؛‬
‫‪ -‬تحديد معدالت الفائدة بطريقة مركزية رادارية؛‬
‫‪ -‬حددت المادة ‪ 07‬من قانون المالية لسنة ‪1971‬م طرق تمويل االستثمارات العمومية المخططة‪،‬‬
‫وتمثلت في قروض بنكية متوسطة األجل تمنح من طرف مؤسسات مالية متخصصة‪ ،‬والتمويل عن طريق‬
‫القروض الخارجية بتصريح مسبق من و ازرة المالية؛‬
‫‪ -‬في المرحلة الممتدة مابين ‪1978‬م‪1979-‬م أعيد النظر في دور الخزينة‪ ،‬فتم إلغاء تمويل‬
‫المؤسسات عن طريق القروض البنكية المتوسطة األجل‪ ،‬واستبدلت البنوك بالخزينة العمومية في عملية‬
‫تمويل االستثما ارت المخططة عن طريق القروض طويلة األجل‪ ،‬فأصبحت البنوك في هذه المرحلة كقناة‬
‫تحول من خاللها األموال من الخزينة العمومية إلى المؤسسات العمومية‪.‬‬

‫رابع ا‪ :‬هيكل النظام البنكي الجزائري خالل الفترة ‪1989-1986‬م‬

‫جاء هذا اإلصالح عقب انهيار أسعار النفط‪ ،‬فصدر قانون يتعلق بنظام البنوك وشروط اإلقراض تحت‬
‫رقم ‪ 12-86‬المؤرخ في ‪ 19‬أوت ‪1986‬م وذلك تماشياً مع اإلصالحات التي مست المؤسسات العمومية‬
‫االقتصادية آنذاك‪ ،‬ونجمل ذلك في النقاط التالية‪:1‬‬
‫‪ -‬إعادة االعتبار لدور البنك المركزي باعتباره أساس النظام البنكي والملجأ األخير لعملية اإلقراض؛‬
‫‪ -‬تقليص دور الخزينة من حيث تمويل االستثمارات وإشراك البنوك في توفير الموارد المالية للتنمية‬
‫االقتصادية؛‬
‫‪ -‬فسح مجال منح ومتابعة القروض أمام البنوك التجارية؛‬
‫‪ -‬تفعيل دور السياسة النقدية‪ ،‬خاصة في تحديد وتنظيم المعروض النقدي وفق المتطلبات االقتصادية؛‬
‫أما عن أهم اإلصالحات التي شهدتها سنة ‪1988‬م‪ ،‬فكانت بصدور ‪ 06-88‬المؤرخ في ‪12‬جانفي‬
‫‪1988‬م المعدل والمتمم للقانون رقم ‪ 12-86‬المؤرخ في‪ 19 :‬أوت ‪1986‬م‪ ،‬والمتعلق بنظام البنوك‬
‫والقرض‪ ،‬ولقد تمثلت أهم التعديالت فيمايلي‪:1‬‬

‫‪1‬بن قيلة زين الدين أثر التطور المالي على النمو االقتصادي في الجزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية‬
‫وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد تلمسان‪ ،2016 ،‬ص‪.167‬‬
‫‪126‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬أصبح بموجب هذا القانون رأسمال البنك المركزي ملكاً للدولة؛‬


‫‪ -‬تسري على رأسمال مؤسسات القرض أحكام القانون ‪ 01-88‬المؤرخ في‪ 12 :‬جانفي ‪1988‬‬
‫المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية؛‬
‫‪ -‬أعطى مكانة للمجلس الوطني للقرض‪ ،‬بتسيير أدوات السياسة النقدية بما فيه تحديد شروط البنوك؛‬
‫‪ -‬تطرق القانون ‪ 06-88‬إلى إمكانية انجاز عمليات استالم المساهمات وإحداث شركات مالية في‬
‫صورة شركات فرعية سواء فوق التراب الوطني أو خارجه‪ ،‬وذلك في اإلطار القانوني المطلوب من قبل كل‬
‫مؤسسة عمومية اقتصادية؛‬
‫‪ -‬إدراج مجموعة من القواعد الجديدة التي تتعلق بالجانب التنظيمي لعمل البنك المركزي‪ ،‬وكذلك الكيفية‬
‫النوعية لتمثيل المستخدمين في أجهزة اإلدارة والتسيير بالبنك المركزي وبمؤسسات القرض‪.‬‬

‫خامس ا‪ :‬مرحلة إصالح التسعينات‬

‫يعتبر القانون رقم ‪ 10-90‬الصادر بتاريخ ‪ 14‬أفريل ‪1990‬م المتعلق بالنقد والقرض من بين أهم وابرز‬
‫النصوص التنظميية التي شرعت لإلصالحات االقتصادية في الجزائر‪ ،‬ولقد اعترف هذا القانون ضمنياً على‬
‫أهمية المكانة التي يجب أن يحظى بها النظام البنكي‪ ،‬بغية إنجاح اإلصالحات وضمان تمويل سليم‬
‫لالقتصاد الوطني‪ ،‬ولقد أسس هذا القانون للنظام المصرفي الجزائري الجديد‪ ،‬وذلك بالرغم من أخذه من‬
‫المبادئ التي جاء بها قانون ‪1986‬م‪ ،‬كما أنه اعتمد وألول مرة على آليات الضبط بواسطة األسعار‪ ،‬بعدما‬
‫اء في شكلها الصلب في إطار الخطة‬‫كان النظام السابق يقوم على آليات الضبط بواسطة الكميات سو ً‬
‫االقتصادية العامة‪ ،‬أو في شكلها المرن في إطار المخطط الوطني للقرض الذي جاء به قانون ‪1986‬م‪ ،‬وقد‬
‫جاءت المبادئ العامة التي قام عليها قانون ‪1990‬م‪ ،‬ما يجسد تهيئة اإلطار االقتصاد الكلي‪ ،‬باعتباره شرطاً‬
‫أساسياً إلنجاح هذا التوجه الجديد‪.2‬‬

‫إن صدور القانون ‪ 10-90‬سمح بظهور بنوك تجارية جديدة تعززت بها الصناعية المصرفية الجزائرية‪،‬‬
‫كما أنها دعمت البنوك الناشطة في الجزائر ونذكر منها‪:‬‬

‫‪ 1990/12/06 -‬م إنشاء بنك البركة الجزائر‪ ،‬عبارة عن شراكة بين بنك البركة السعودي الكائن مقره‬
‫في جدة بالسعودية‪ ،‬وبنك الفالحة والتنمية الريفية ‪ BADR‬في شكل حصتين من رأس مال البنك على‬
‫التوالي ‪ %49‬و‪ %51‬بين السعودية والجزائر؛‬

‫القانون ‪ 06-88‬المؤرخ في‪ 12 :‬جانفي ‪ 1988‬المعدل والمتمم للقانون رقم ‪ 12-86‬المؤرخ في‪ 19 :‬اوت ‪ ،1986‬الجريدة‬ ‫‪1‬‬

‫الرسمية الجزائرية العدد ‪ 02‬المؤرخ في‪ 13 :‬جانفي ‪.1988‬‬


‫‪2‬عبد الرزاق سالم‪ ،‬القطاع المصرفي الجزائري في ظل العولمة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية التجارية وعلوم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،3‬ص ص ‪.118-117‬‬
‫‪127‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪1995/05/ 07 -‬م إنشاء بنك األعمال الخاصة؛‬


‫‪1999/10/28 -‬م إنشاء شركة البنك الجزائري الدولي؛‬
‫‪1998/07/22 -‬م إنشاء البنك الجزائري الدولي؛‬
‫‪1998/03/25 -‬م إنشاء بنك الخليفة؛‬
‫‪1998/09/29 -‬م إنشاء البنك العربي المشترك؛‬
‫‪1999/05/07 -‬م إنشاء البنك االتحادي؛‬

‫ولقد عرف النظام المصرفي الجزائري بعد سنوات من صدور قانون النقد والقرض ‪ 10-90‬تعديالت‬
‫فرضتها التغيرات التي طرأت على المحيط االقتصادي الجزائري أهمها مايلي‪:1‬‬

‫‪ -‬األمر ‪:01-01‬‬

‫عدل األمر ‪ 01-01‬الصادر بتاريخ ‪2001/02/27‬م قانون النقد والقرض ‪ ،10-90‬ومس التعديل‬
‫الجوانب اإلدارية في تسيير بنك الجزائر دون أي تغير لمضمون القانون‪ ،‬باإلضافة إلى الفصل بين مجلس‬
‫إدارة بنك الجزائر ومجلس النقد والقرض؛‬

‫‪ -‬األمر ‪:11-03‬‬

‫صدر األمر ‪ 11-03‬بتاريخ ‪2003/08/26‬م‪ ،‬ليحل محل القانون ‪ 10-90‬أي ألغاه حل محله‪ ،‬وذلك‬
‫عقب الفضائح المتعلقة ببنك الخليفة والبنك الصناعي والتجاري الجزائري؛‬

‫‪ -‬األمر رقم ‪:04-10‬‬


‫جاء األمر ‪ 04-10‬المؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪2010‬م بجملة من التعديالت على األمر ‪ 11-03‬المتعلق‬
‫بالنقد والقرض‪ ،‬كاشتراط نسبة المساهمة الوطنية في إطار الشراكة بما ال يقل عن ‪ 51‬بالمائة عن رأس المال‬
‫بالنسبة للترخيص بالمساهمات الخارجية في البنوك والمؤسسات المالية وتعزيز الرقابة الداخلية باستحداث‬
‫جهاز رقابة داخلي فعال؛‬
‫ولقد صدر بتاريخ ‪ 11‬أكتوبر ‪2017‬م قانون النقد والقرض ‪ ،10-17‬والذي جاء ليتمم أحكام األمر‬
‫‪ ،11-03‬بمادة ‪ 45‬مكرر حيث أنه بموجبها ولمدة ‪ 5‬سنوات من صدور هذا األخير‪ ،‬وبشكل استثنائي يمكن‬

‫سليمان ناصر‪ ،‬ادم حديدي‪ ،‬تأهيل النظام الصرفي الجزائر في ظل التطورات العالمية الراهنة في دور البنك الجزائري ‪،‬المجلة‬ ‫‪1‬‬

‫الجزائرية للتنمية االقتصادية عدد ‪ ،02‬جوان ‪ ،2015‬ص ‪.15‬‬


‫‪128‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫لبنك الجزائر القيام بشراء عن الخزينة السندات المالية التي تصدرها‪ ،‬وبشكل مباشر‪ ،‬وذلك من أجل تغطية‬
‫احتياطات تمويل الخزينة‪ ،‬تمويل الدين العمومي الداخلي‪ ،‬وتمويل الصندوق الوطني لالستثمار‪.1‬‬

‫المطب الثاني‪ :‬الوسائل التقنية للصيرفة اإللكترونية ومنافذها في الجزائر‬

‫أوالا‪ :‬الوسائل التقنية للعمل المصرفي اإللكتروني في الجزائر‬

‫تتلخص جملة المتطلبات التقنية للعمل المصرفي اإللكتروني في تلك الوسائل اإللكترونية التي تسمح‬
‫بتقديم خدمات الصيرفة اإللكترونية وإجراء التواصل بين البنك والعميل‪ ،‬وذلك ما تكفله تكنولوجيا اإلعالم‬
‫واالتصال‪ ،‬وللنهوض بالعمل المصرفي اإللكتروني في الجزائر‪ ،‬البد من توافر قاعدة تقنية تمثل جزء أساسي‬
‫ومهم من البنية التعبئة الالزمة لذلك‪.‬‬

‫‪ -1‬نظم الحوسبة‪:‬‬

‫تتكون نظم الحوسبة على مستوى الجزائر من قسمين اثنين ‪ ،‬القسم األول يتمثل في أجهزة الكمبيوتر‬
‫(الحاسوب) أما القسم الثاني فهو تلك البرمجيات أو برامج الحاسوب‪.‬‬

‫• أجهزة الكمبيوتر‪:‬‬
‫فلقد أشار تقرير لألمم المتحدة سنة ‪2003‬م إلى نسبة مقتنيات الجزائر من أجهزة الكمبيوتر عالمياً‪،‬‬
‫حيث كانت في حدود ‪ 7,1‬باأللف عالمياً‪ ،‬وهي نسبة محتشمة ولقد قامت شركة نيلسن* لألبحاث بمسح سنة‬
‫‪2007‬م‪ ،‬حيث احتلت فيه كوريا الجنوبية المرتبة األولى بنسبة ‪ %88‬من األسر الممتلكة لحاسوب منزلي‪،‬‬
‫تليها هونج كونج ب ‪ %84‬وتايوان ‪ %81‬في حين كانت نسبة ‪ %71‬في كل من الواليات المتحدة‬
‫والمملكة المتحدة‪ ،‬ويجدر بالذكر تلك المحاولة التي أطلقتها الجزائر لتعميم استعمال الكمبيوتر من طرف‬
‫األسر الجزائرية سنة ‪2005‬م‪ ،‬التي تجسدت في برنامج ‪ OUSRATIC‬وارتفعت النسبة إلى ما يقارب ‪10,7‬‬
‫باأللف من خالل هذه الحملة ‪.2‬‬
‫كما يشير موقع ‪ Madar research & development‬إلى المكانة المحترمة التي تحتلها الجزائر عربياً من‬
‫حيث نسبة نمو قاعدة أجهزة الكمبيوتر بين سنتي ‪2010‬م ‪2011-‬م‪ ،‬وذلك أن الجزائر حققت نسبة تقدر ب‬

‫الجريدة الرسمية الجزائرية الجزائرية العدد ‪ 57‬المؤرخة في‪ 12 :‬اكتوبر ‪ ،2017‬قانون رقم ‪ 10-17‬المؤرخ ‪،2017/10/11‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪.4‬‬
‫*شركة نيلسن ‪ :‬شركة أداء عالمية متخصصة في مجال األبحاث التسويقية‪ ،‬وتوفر فهماً شامالً لما يشاهده المستهلكون‬
‫ويشترونه‪.‬‬
‫بن الزين ايمان‪ ،‬تشخيص قطاع تكنولوجيا المعلومات واالتصال بالجزائر للفترة مابين ‪ ،2014-2000‬مجلة الدراسات‬ ‫‪2‬‬

‫االقتصادية الكمية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬العدد ‪ ،2016 ،2‬ص‪.13‬‬
‫‪129‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ %27,08‬وذلك بزيادة في عدد أجهزة الكمبيوتر ب‪802056‬حاسوب ‪ ،‬أما من حيث عدد أجهزة الكمبيوتر‬
‫فتحتل السعودية المرتبة األولى‪ ،‬بحيث بلغ عددها سنة ‪2011‬م حوالي ‪ 8098276‬حاسوب والجدول الالحق‬
‫يوضح ذلك‪.‬‬

‫الجدول رقم ‪ :07‬قاعدة أجهزة الكمبيوتر في الدول العربية ‪ 2011-2010‬مرتبة حسب معدل النمو‬

‫المصدر‪ :‬مدار للبحث والتطوير‬


‫• البرمجيات (برامج الحاسوب)‪:‬‬
‫إن أداء الجزائر في هذا المجال يعد بعيداً عن المستويات العالمية‪ ،‬رغم توفرها على مؤهالت بشرية ذات‬
‫كفاءة‪ ،‬ويرجع ذلك إلى المنافسة القوية من طرف شركات عالمية رائدة في هذا المجال‪ ،‬باألضافة إلى عملية‬
‫القرصنة المنتشرة في الجزائر وتعتبر هذه الظاهرة األخيرة من أهم معوقات تطوير برامج الحاسوب في الجزائر‬
‫‪.1‬‬
‫ولقد بلغت القيمة التجارية للبرمجيات المقرصنة عبر العالم حوالي ‪ 63,4‬مليار دوالر أمريكي سنة‬
‫‪2011‬م‪ ،‬وكشفت دراسة قامت بها مؤسسة بزنيس سوفتوير اليانس *‪ business softwar alliance‬أن‬
‫القرصنة المعلوماتية في الجزائر بلغت ‪ %84‬حيث سجلت الجزائر نسباً على التالي‪:2‬‬

‫‪1‬بلعياش ميادة‪ ،‬أثر الصيرفة اإللكترونية على السياسة النقدية دراسة مقارنة الجزائر‪-‬فرنسا‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬تخصص اقتصاديات النقود والبنوك واألسواق المالية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،2015 ،‬ص‪.189‬‬
‫*‪ :business softwar alliance‬أحد المؤسسات المدافعة على قطاع البرامج المعلوماتية‪.‬‬
‫جمال العيفة‪ ،‬قرصنة البرمجيات في الجزائر ‪ :‬الوضع الراهن والتحديات‪ ،‬مقال منشور على االنترنت‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪،www.journal.cybrarians.org‬االطالع‪ 2017/04/17 :‬على الساعة ‪.23:00‬‬


‫‪130‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬سنة ‪ 2007‬بلغت ‪%84‬‬


‫‪ -‬سنة ‪ 2008‬بلغت ‪%84‬‬
‫‪ -‬سنة ‪ 2009‬بلغت ‪%84‬‬
‫‪ -‬سنة ‪ 2010‬بلغت ‪%83‬‬
‫‪ -‬سنة ‪ 2011‬بلغت ‪%84‬‬
‫ومما سبق ذكره تتضح لنا صورة لنظم الحوسبة في الجزائر‪ ،‬حيث بإمكاننا القول أنه وبالرغم من‬
‫المجهودات المبذولة في هذا المجال إال أنه تبقى هذه النظم بعيدة عن المستوى الذي من المفروض أن تكون‬
‫عليه‪ ،‬ذلك أن العمل المصرفي اإللكتروني يعتمد كثي اًر على هذه األخيرة‪ ،‬أما بالنسبة للبرمجيات فتجدر‬
‫اإلشارة إلى أن القرصنة المنتشرة بشكل واسع في الجزائر‪ ،‬من شأنها تهديد البنوك التي تقدم خدمات الصيرفة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬ويتطلب منها جهوداً كبيرة وتكاليف إضافية لحماية نظم وشبكات الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬تعتمد‬
‫على الح واسيب المنزلية وكما تقدم فأول الصعوبات التي تواجهها الجزائر هو تدني عدد أجهزة الكمبيوتر لدى‬
‫األسر الجزائرية‪ ،‬بالرغم من برنامج أسرتك التي قامت بإطالقه الجزائر سنة ‪2005‬م‪.‬‬
‫‪ -2‬نظم االتصال الحديثة في الجزائر‪:‬‬
‫• االنترنت في الجزائر‪:‬‬

‫تم ربط الجزائر بشبكة االنترنت سنة ‪ 1994‬م‪ ،‬بسرعة كانت تقدر ب ‪ 9,6 ko‬ووصلت سنة ‪1996‬م‬
‫‪ 64‬ألف حرف في الثانية‪ ،‬ثم واحد ميغابايت سنة ‪1998‬م وبعدها اثنان ميغابايت سنة ‪1999‬م‪ ،‬ومع‬
‫ظهور مزودين جدد خواص وعموميين لالنترنت إلى جانب مركز البحث في اإلعالم العلمي والتقني‪ ،‬زاد‬
‫عدد مستخدمي الشبكة‪ ،‬فلقد بلغت سرعتها سنة ‪2009‬م ‪ 30,65‬ميغابايت‪ ،‬وتشهد حركة االنترنت‬
‫دينامكية كبيرة في اآلونة األخيرة‪ 1‬والجدول الالحق يوضح أهم المؤشرات الخاصة بشبكة االنترنت‪.‬‬

‫‪https : //www.mttpn.gov.dz/ar‬‬ ‫‪ 1‬موقع و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية والتكنولوجيا والرقمنة‬
‫‪131‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الجدول رقم ‪ :08‬مؤشرات شبكة االنترنت في الجزائر ما بين ‪2017-2012‬‬

‫‪Source : www.mpttn.gov.dg‬‬

‫نالحظ من الجدول الجهود المبذولة من طرف الجزائر بهدف عصرنة البنية التحتية والخدمات فلقد‬
‫تزايدت وباستمرار عمليات الربط بشبكة األلياف البصرية منذ ‪2012‬م إلى ‪2017‬م‪ ،‬حيث انتقلت من‬
‫‪ 46231‬كلم سنة ‪2012‬م إلى ‪ 81872‬كلم سنة ‪ 2017‬ليتم تعميم توصيلها وربطها بكل بلديات الجزائر‪،‬‬
‫والتي بلغ عددها في نفس السنة ‪ 1541‬بلدية‪ ،‬كما زاد نطاق االنترنت الوطنية من ‪ 130000‬ميغابايت‪/‬ثانية‬
‫سنة ‪2012‬م إلى ‪ 801000‬ميغابايت‪/‬ثانية‪.1‬‬
‫• الهاتف الثابت‪:‬‬

‫يتجه عدد المشتركين في الهاتف الثابت في الجزائر في السنوات األخيرة نحو استقرار نوعي‪ ،‬حيث فاق‬
‫الثالث ماليين مشترك منذ سنة ‪2015‬م ‪ ،‬كما شهدت سنة ‪2017‬م االستغناء عن تكنولوجيا الهاتف الثابت‬
‫الالسلكي المخصص للمناطق الريفية‪ ،‬وذلك نتيجة إستراتجية تهدف إلى تزويد هذه المناطق ببنية تحتية‬
‫لالتصاالت أكثر نجاعة‪ ،2‬والشكل الموالي يوضح ذلك‪.‬‬

‫والرقمنة ‪https:// www.mttpn.gov.dz/ar /content/indicateur-0‬‬ ‫‪ 1‬موقع و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية والتكنولوجيا‬
‫والرقمنة‪https : ww.mttpn.gov.dz/ar/content/indicateur :‬‬ ‫‪2‬موقع و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية والتكنولوجيا‬

‫‪132‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الشكل رقم ‪ :18‬تطور عدد مشتركي الهاتف الثابت في الجزائر‬

‫‪Source : mttpn.gov.dz‬‬

‫يؤكد الشكل ما تم اإلشارة إليه أعاله‪ ،‬ويمكن إضافة بعض المالحظات كتلك المتعلقة بتفوق الهاتف‬
‫الثابت السلكي على الهاتف الثابت الالسلكي‪ ،‬ذلك أن السلكي كان مخصصاً بدرجة أكبر للمناطق‬
‫الريفية‪،‬كما أن سنة ‪2017‬م شهدت عزوفاً تاماً عن الهاتف الثابت الالسلكي‪ ،‬وتراجعاً في اإلقبال على‬
‫الهاتف الثابت السلكي‪ ،‬ويرجع ذلك إلى إحالل الهاتف المحمول من قبل األفراد والتوجه نحوه‪.‬‬

‫أما عن مدى توفر الهاتف الثابت بالنسبة لألسر الجزائرية فيمكن توضيحه من خالل الشكل الموالي‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الشكل رقم ‪ : 19‬ولوج شبكة الهاتف الثابت لألسرة الجزائر ما بين ‪.2017-2010‬‬

‫‪Source:www.mpttn.gov‬‬

‫من الشكل أعاله يتضح لنا أن أعلى نسبة سجلت سنة ‪2016‬م بنسبة قدرت ب‪ %43,40‬وانخفضت‬
‫إلى أدنى نسبة سنة ‪2017‬م ب‪ ، % 35,76‬وذلك ما يدعم التفسير السابق بتوجه المواطنين إلى استخدام‬
‫الهاتف المحمول‪.‬‬

‫• الهاتف المحمول‪:‬‬
‫تم فتح سوق الهاتف المحمول للمنافسة بالجزائر إثر إصدار القانون رقم ‪ 03-2000‬المؤرخ في ‪05‬‬
‫أوت ‪ 2000‬المحدد للقواعد العامة المتعلقة بالبريد والمواصالت وتضم السوق الجزائرية ثالث متعاملين‬
‫للهاتف المحمول جازي‪ ،‬موبليس وأوريدو‪ 1‬والشكل البياني الالحق يوضح عدد المشتركين في الهاتف النقال‪،‬‬
‫وذلك حسب نوع طريقة الدفع‪ ،‬فمنها الدفع المسبق والدفع البعدي‪.‬‬

‫والرقمنة‪https : /www.mttpn.gov.dz/ar / content/indicateur/‬‬ ‫‪1‬موقع و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية والتكنولوجيا‬

‫‪134‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الشكل رقم ‪ :20‬عدد المشتركين في الهاتف النقال حسب نوع طريقة الدفع (بالمليون) مابين ‪2010‬م‪2017-‬م‬

‫‪Source :www.mpttn.govdz‬‬

‫نالحظ من الشكل أن عدد المشتركين للهاتف النقال في تزايد مستمر منذ سنة ‪2010‬م إلى غاية سنة‬
‫‪2017‬م كما أن عدد المشتركين بطريقة الدفع يفوق بكثير عدد المشتركين بطريقة الدفع البعدي‪ ،‬ويرجع ذلك‬
‫إلى تفضيل المستخدمين للطريقة األولى وتجنبهم لاللتزامات التي تفرضها عليهم الطريقة الثانية‪ ،‬وكذلك‬
‫الرتفاع أسعار فواتير طريقة الدفع البعدي إذا ما قورنت بتلك األسعار المتعلقة بطريقة الدفع المسبق‪ ،‬كما أن‬
‫الجزائر سجلت تحسناً ملحوظاً في خدمات الهاتف النقال‪ ،‬فحسب و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية‬
‫والتكنولوجيا والرقمنة‪ ،‬بلغت نسبة تغطية السكان بشبكة الهاتف النقال ‪ %98‬سنة ‪2016‬م‪ ،‬والشكل يدعم‬
‫ذلك بارتفاع مستمر للمشتركين حيث فاق عددهم سنة ‪2017‬م ‪49‬مليون مشترك مقابل ‪ 47,04‬مليون‬
‫مشترك سنة ‪2016‬م أي بزيادة قدرها ‪ ،%6,02‬ونستطيع القول بعد استعراض هذه األرقام عن واقع خدمة‬
‫الهاتف النقال أو المحمول في الجزائر أن الصيرفة المحمولة يمكن لها أن تنتشر وتقدم بسهولة في البنوك‬
‫الجزائرية نظ اًر لتوفر بنية تقنية خصبة تسمح بممارستها‪ ،‬بعد هذا االنتشار الواسع للهاتف المحمول لدى‬
‫المستخدمين في الجزائر‪.‬‬
‫من خالل ما ورد ذكره يمكن أن نقول بأن الجزائر تمتلك وسائل تكنولوجية حديثة‪ ،‬تمكنها من النهوض‬
‫بالعمل المصرفي اإللكتروني رغم بعض النقائص كضعف تغطية األسر بأجهزة الحواسيب والذي يمكن‬
‫تداركه وتعويضه من خالل الهواتف المحمولة‪ ،‬نظ اًر النتشارها الواسع في الجزائر إال أن الشغل الشاغل‬
‫والعقبة التي تولد صعوبات كبيرة أمام الصيرفة اإللكترونية في الجزائر‪ ،‬هي تلك النقطة المتصلة بالبرمجيات‪،‬‬
‫ذلك أنها تتعرض للقرصنة ونقص الحماية ما يجعل النشاط المصرفي اإللكتروني يشتغل في وسط غير‬
‫مؤمن‪ ،‬قد يتعرض لخسائر في أي هجوم إلكتروني من قبل القراصنة‪ ،‬ولكن على العموم يمكن االعتماد على‬
‫‪135‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫خبرات دولية خاصة تلك المتعلقة باألمن والخصوصية وحماية الشبكات اإللكترونية‪ ،‬للنهوض وتنشيط أمثل‬
‫للصيرفة اإللكترونية في الجزائر‪.‬‬
‫ثاني ا‪ :‬منافذ الصيرفة اإللكترونية وقنواتها في الجزائر‬

‫عند الحديث عن القنوات التي عبرها تقدم خدمات الصيرفة اإللكترونية في الجزائر‪ ،‬يتضح لنا جلياً ذلك‬
‫البطء وعدم مواكبة المستوى العالمي للصيرفة اإللكترونية‪ ،‬كما أننا نالحظ اإلقبال الواسع والكبير على‬
‫خدمات الصيرفة التقليدية‪ ،‬ذلك أن الجزائر وعبر منظومتها المصرفية مازالت تمشي بخطوات ثقيلة لتبني‬
‫العمل المصرفي اإللكتروني‪ ،‬رغم أنه يحتل مكانة هامة في الصناعة المصرفية العالمية‪ ،‬كما أننا نجد في‬
‫المقابل بعض الجهود الرامية إلى تطوير وتحديث الجهاز المصرفي الجزائري‪ ،‬فعلى سبيل المثال قام بنك‬
‫التنمية المحلية في ‪ 19‬مارس ‪ 2017‬م بعصرنة برنامجه المعلوماتي‪ ،‬عن طريق تثبيت برنامج جديد يتأقلم‬
‫بشكل كبير و أفضل مع خدمات الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬أال وهو البرنامج المعلوماتي ‪ SAB‬أطلق عليه فيما‬
‫بعد ‪ ، SI-NASR‬األمر نفسه بالنسبة لبنك الفالحة والتنمية الريفية الساعي إلى تحديث نظامه المعلوماتي‬
‫بتبني آخر جديد وتعميمه في كل وكاالت البنك‪ ،‬بحيث يتكون هذا النظام المعلوماتي (‪GLOBAL‬‬
‫‪ )BANKING‬من برنامج )‪ (FLEX CUBE‬و)‪ ،(OBIEE‬حتى البنوك الخاصة العاملة في الجزائر وبدخولها‬
‫إلى السوق الجزائرية أدت إلى زيادة حدة المنافسة مع البنوك العمومية‪ ،‬خاصة ما تعلق بتقديم خدمات‬
‫الصيرفة اإللكترونية ‪ ،E-BANKING‬وأصبحت الصيرفة اإللكترونية ضرورة حتمية ذات أبعاد إستراتجية‬
‫تفرض نفسها على البنوك الجزائرية عمومية وخاصة‪ ،‬ومن تم وجب االهتمام بها وإيجاد السبل الكفيلة‬
‫العتمادها‪ ،‬ومن بين المنافذ والقنوات الخاصة بالصيرفة اإللكترونية في الجزائر نجد ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬المقاصة اإللكترونية‬

‫يطلق على المقاصة اإللكترونية بالجزائر‪ ،‬بنظام الجزائر للمقاصة المسافية ما بين البنوك *(‪،)ATCI‬‬
‫وذلك حسب المادة ‪ 2‬من النظام رقم ‪ 06-05‬المؤرخ في ‪ 15‬ديسمبر ‪ ،2005‬المتعلق بمقاصة الصكوك‬
‫واألدوات الدفع الخاصة بالجمهور العريض األخير الصادر بالجريدة الرسمية رقم ‪ 26‬المؤرخة في ‪ 23‬أفريل‬
‫‪.2006‬‬

‫حيث أشارت المادة ‪ 2‬من النظام ‪ 06-05‬على أن ينجز بنك الجزائر نظام المقاصة اإللكترونية الذي‬
‫يدعى اختصا اًر باللغة األجنبية (‪ ،)ATCI‬بحيث يتعلق األمر بنظام ما بين البنوك للمقاصة اإللكترونية‬
‫للصكوك والسندات والتحويالت واالقتطاعات األتوماتيكية السحب والدفع باستعمال البطاقة المصرفية‪ 1‬ولقد‬

‫الجريدة الرسمية الجزائرية رقم ‪ 26‬المؤرخة في ‪ 23‬أفريل ‪ ،2006‬النظام ‪ 06-05‬المؤرخ في ‪ 13‬ديسمبر‪ ،2005‬المادة ‪.2‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪*ATCI: Algerie Tele Compensation Interbancaire‬‬


‫‪136‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫حل هذا النظام مكان المقاصة اليدوية أو التقليدية‪ ،‬التي كانت تسوى ما بين البنوك في غرفة المقاصة ما بين‬
‫البنوك لدى بنك الجزائر‪ ،‬والجدول الالحق يوضح لنا بعض األرقام الخاصة بهذا النظام خالل سنوات معينة‬

‫الجدول رقم ‪ :09‬عمليات معالجة نظام المقاصة اإللكترونية ‪ ATCI‬في الجزائر بين ‪2017-2011‬‬

‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫السنوات‬


‫‪22,9‬‬ ‫مايقارب ‪21‬‬ ‫‪20,756‬‬ ‫‪20,750‬‬ ‫‪19,470‬‬ ‫‪17,387‬‬ ‫‪13,039‬‬ ‫عدد العمليات ابملليون‬
‫‪%9,3‬‬ ‫‪%1,1‬‬ ‫مستقر‬ ‫‪%6,6‬‬ ‫‪%7,5‬‬ ‫‪%33,3‬‬ ‫‪/‬‬ ‫التطور‪%‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على التقارير السنوية لبنك الجزائر‬

‫يعكس لنا الجدول أعاله مدى االعتماد المستمر والمتواصل على نظام ‪ ATCI‬لتسوية عمليات عديدة‬
‫ومعتبرة‪ ،‬على مستوى النظام المصرفي الجزائري‪ ،‬كما أنه من الواضح أن تطور ونمو هذه العمليات تتزايد‬
‫من كل سنة إلى أخرى خالل الفترة الموضحة في نفس الجدول‪.‬‬

‫‪ -2‬نظام التسوية اإلجمالية الفورية للمبالغ الكبيرة والدفع المستعجل ‪ARTS‬‬

‫ر (‪ALGERIA REAL‬‬
‫لقد تم وضع هذا النظام من قبل بنك الجزائر ويطلق عليه ‪ ARTS‬وذلك اختصا اً‬
‫‪ )TIME STTLEMENT‬ويعتبر نظاماً للتسوية بين البنوك ألوامر الدفع عن طريق التمويالت المصرفية‬
‫والبريدية للمبالغ الكبيرة التي تفوق أو تساوي مليون دينار جزائري‪ ،‬أو عمليات الدفع المستعجل التي يقوم بها‬
‫المشاركون* في هذا النظام ويوفر هذا األخير بتوفير جملة من الخدمات نذكرها كاآلتي‪:1‬‬
‫‪ -‬تبادل أوامر الدفع؛‬
‫‪ -‬تسيير حسابات التسوية؛‬
‫‪ -‬تسيير قائمة االنتظار؛‬
‫‪ -‬تسيير نظام التزويد بالسيولة؛‬
‫‪ -‬تبليغ مختلف المعلومات المتعلقة بالدفع أو اشتغال النظام (تنفيذ األوامر‪ ،‬بيان حسابات التسوية‪،‬‬
‫تسيير السيولة)‪.‬‬
‫وتقدم هذه الخدمات حسب التوجيهات الواردة في هذا النظام‪ ،‬مع احترام حدود تلك التعليمات‪.‬‬
‫وبهذا تم شهر فيفري ‪2006‬م عصرنة طريقة تسوية الحواالت والمدفوعات‪ ،‬من الطريقة التقليدية التي‬
‫كانت عن طريق المقاصة التقليدية إلى نظام حديث ‪ ARTS‬وشهدت عملية المدفوعات تحسناً وسهولة في‬
‫إجراءها‪ ،‬ونوضح ذلك باألرقام الواردة في الجدول الالحق‪.‬‬

‫*المشاركون في نظام ‪ ARTS‬البنوك التجارية الجزائرية‪ ،‬بريد الجزائر والخزينة العمومية‪.‬‬


‫الجريدة الرسمية الجزائرية رقم ‪ 02‬المؤرخة في ‪ 15‬جانفي ‪ ،2006‬النظام ‪ 04-05‬المؤرخ في ‪ 13‬أكتوبر ‪.2005‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪137‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الجدول رقم‪ :10‬عمليات المدفوعات بواسطة نظام ‪ ARTS‬في الجزائر ما بين ‪2017-2011‬‬
‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫السنوات‬
‫‪339227‬‬ ‫‪328404‬‬ ‫‪334749‬‬ ‫‪314357‬‬ ‫‪290418‬‬ ‫‪269557‬‬ ‫‪237311‬‬ ‫عدد العمليات‬
‫‪99896‬‬ ‫‪201692‬‬ ‫‪265141‬‬ ‫‪372394‬‬ ‫‪358026‬‬ ‫‪535234‬‬ ‫‪680123‬‬ ‫املبلغ الكلي مليار دج‬

‫من إعداد الطالب مع االعتماد على التقارير السنوية لبنك الجزائر‬


‫يظهر في الجدول عدد العمليات المعتبرة المسواة عن طريق نظام ‪ ARTS‬وكذا الحجم المعتبر من النقود‬
‫المتداولة عبر هذه القناة‪ ،‬ما يعكس األهمية التي يحظى بها هذا النظام داخل المنظومة المصرفية الجزائرية‪،‬‬
‫وكذا الدور الفعال المنوط له في عملية القيام وتسهيل المدفوعات ما بين المشاركين في هذا النظام‪.‬‬

‫‪ -3‬الصرافات اآللية في الجزائر‬

‫تتوزع الصرافات اآللية للنقود الورقية في جميع البنوك التجارية الجزائرية وبريد الجزائر‪ ،‬ويوجد نوعان‬
‫منها ‪ DAB‬و‪ GAB‬وتعتبر كمنفذ لتقديم خدمات البطاقات البنكية والبيبنكية ‪ CIB‬كما أن عملية تسيير هذه‬
‫‪1‬‬
‫عبر شبكتها النقدية اإللكترونية التي تربط بينها وبين البنوك‬ ‫الصرافات اآللية يتم من قبل شركة ‪*SATIM‬‬
‫التجارية الجزائرية وكذا بريد الجزائر‪ ،‬والجدول الالحق يوضح تطور عدد أجهزة الصراف اآللي في الجزائر‪.‬‬

‫الجدول‪ :11‬تطور عدد الصرافات اآللية في الجزائر(‪)2016-2010‬‬

‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫السنوات‬


‫عدد الصرفات اآللية يف اجلزائر‬
‫‪775‬‬ ‫‪570‬‬ ‫‪539‬‬ ‫‪475‬‬ ‫‪543‬‬ ‫‪647‬‬ ‫‪636‬‬

‫‪Source : SATIM 2016‬‬

‫بناء على معطيات الجدول يمكن القول أن سنة ‪2016‬م تعتبر السنة األكثر عدداً للصرافات اآللية ب‬
‫ً‬
‫‪ 775‬جهاز‪ ،‬ويرجع ذلك إلى تعميم االعتماد على البطاقات البنكية والبينكية في عمليات السحب النقدي‪،‬‬
‫ولتوفر خدماتها ‪ 7‬أيام‪7/‬أيام و‪ 24‬ساعة‪24/‬ساعة‪ ،‬إال أنه وبالرغم من المجهودات المبذولة في هذا المجال‪،‬‬
‫تبقى هذه األجهزة قليلة العدد نظير عدد النسمة في الجزائر واتساع الرقعة الجغرافية‪.‬‬

‫‪*1‬شركة ‪ SATIM‬شركة النقد اآللي والعالقات التلقائية بين البنوك تأسست سنة ‪ 1995‬برأسمال قدره ‪ 275‬مليون دج‬
‫بمساهمة ‪ 8‬بنوك تجارية جزائرية وتهدف إلى تطوير وتوسيع وسائل الدفع اإللكتروني‪.‬‬
‫‪138‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -4‬نهائي نقط البيع اإللكترونية في الجزائر‪:‬‬

‫توفر البنوك التجارية الجزائرية هذه األجهزة لعمالئها التجار‪ ،‬حتى يتسنى للمستهلكين الحاملين لبطاقات‬
‫بنكية الصادرة من قبل تلك البنوك القيام بعملية الدفع مقابل المشتريات‪ ،‬إال أن التعامل مع هذه النقط‬
‫اإللكترونية ال يزال ضعيفاً وغير معمم‪ ،‬وذلك لغياب ثقافة الدفع اإللكتروني وتخوف التجار من مصالح‬
‫الضرائب‪ ،‬وغياب قواعد تنظيمية تدفع بالمستهلك والبائع لالعتماد على وسائل الدفع اإللكترونية لتسوية‬
‫المدفوعات‪ ،‬والجدول الالحق يعطي أرقاماً عن هذه األجهزة في الجزائر‪.‬‬

‫الجدول رقم‪ :12‬تطور عدد نقط البيع اإللكترونية في الجزائر (‪)2010-2016‬‬

‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫السنوات‬


‫‪3404‬‬ ‫‪3049‬‬ ‫‪2737‬‬ ‫‪2985‬‬ ‫‪2965‬‬ ‫‪3047‬‬ ‫‪2897‬‬ ‫عدد نقاط البيع يف اجلزائر‬
‫‪Source : SATIM 2016‬‬

‫يتبين من الجدول أعاله أن عدد نقط البيع اإللكترونية في الجزائر مستقر عبر السنوات المذكورة في‬
‫نفس الجدول‪ ،‬ويرجع ذلك إلى عدم وجود إقبال مشجع من طرف المشترين على هذا النوع من وسائل الدفع‬
‫اإللكترونية‪ ،‬وتخوف التجار من هذه الوسيلة اتجاه مصالح الضرائب‪.‬‬

‫‪ -5‬الصيرفة المحمولة في الجزائر‪:‬‬

‫تقدم العديد من البنوك التجارية الجزائرية خدمات مصرفية إلكترونية عبر الصيرفة المحمولة التي‬
‫تتطلب هاتفاً محموالً‪ ،‬وبلغ عدد المشتركين في خدمة الهاتف النقال في الجزائر حوالي ‪ 49‬مليون مشترك‬
‫سنة ‪ 2017‬م‪ ،‬هذا األمر يسهل ويساعد عمل البنوك في تقديم خدماتها عبر هذه الوسيلة ‪ ،‬كما أن عملية‬
‫الربط بين البنك والزبون تكون عبر شبكة االنترنت والتي هي أيضاً منتشرة بشكل يتوافق مع تقديم تلك‬
‫الخدمات والجدول الالحق يوضح أهم الخدمات المصرفية المقدمة من خالل الصيرفة المحمولة في الجزائر‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الجدول رقم‪ :13‬أهم الخدمات المصرفية اإللكترونية المقدمة عبر الصيرفة المحمولة في عينة من البنوك الجزائرية‬

‫موقع البنك اإللكرتون‬ ‫اخلدمة املقدمة عرب الصريفة احملمولة‬ ‫البنك‬


‫االطالع على احلساب البنكي‬ ‫البنك اخلارجي اجلزائري ‪BEA‬‬
‫‪www.bea.dz‬‬
‫القيام بعمليات الدفع‬
‫االطالع على الرصيد البنكي‬
‫دفع فواتي اهلاتف للمتعامل موبليس‬
‫‪www.bna.dz‬‬ ‫تعبئة اخلط املسبق الدفع اخلاص مبوبليس‬ ‫البنك الوطين ‪BNA‬‬
‫القيام بتحويل األموال ما بني وكاالت البنك دون‬
‫التنقل إىل وكاالت البنك‬
‫االطالع على احلساب البنكية‬
‫القيام بعمليات الدفع العادية واجلماعية‬
‫‪www.bdl.dz‬‬ ‫بنك التنمية احمللية ‪bdl‬‬
‫طلب دفاتر الشيكات‬
‫حتميل كشف احلساب البنكي‬
‫االطالع على رصيد احلساب البنكي‬
‫استخراج ‪( RIB‬كشف اهلوية البنكية)‬ ‫الصندوق الوطين للتوفي واالحتياط‬
‫‪www.cnep.dz‬‬
‫اتباع رصيد القروض‬ ‫‪CNEP‬‬
‫طلب دفاتر الشيكات‬
‫االطالع على احلساب البنكي‬
‫دفع فاتورة اهلاتف‬
‫دفع فاتورة املياه والكهرابء والغاز‬ ‫بنك الربكة اجلزائر‬
‫‪www.albarakabank.com‬‬
‫أتمني بعض املمتلكات عند بعض شركات التأمني‬
‫قطع تذاكر نقل مع شركة طيان طاسيلي ومؤسسة‬
‫السكك احلديدية‬
‫الكشف على األرصدة وآخر العمليات‬
‫البحث وترتيب أخر العمليات‬
‫حماكاة التمويل‬
‫‪www.alsalamalgeria.com‬‬ ‫مصرف السالم اجلزائر‬
‫االطالع على حتويل العمالت‬
‫االتصال ابملصرف عن طريق الربيد اإللكرتوين‬
‫اهلاتف والرسائل القصية‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على المواقع اإللكترونية للبنوك المذكورة في الجدول‬

‫كما هو موضح في الجدول‪ ،‬في الغالب الخدمات المصرفية المقدمة عبر الصيرفة المحمولة في الجزائر‬
‫تدور حول االطالع على أرصدة الحسابات البنكية والقيام ببعض المدفوعات خاصة المتعاملين االقتصاديين‬
‫للهاتف النقال‪ ،‬ودفع فواتير شركة سونلغاز للكهرباء واقتناء تذاكر سفر شركات الطيران‪ ،‬هذا ما توفره البنوك‬
‫المذكورة أعاله عبر موقعها اإللكتروني المعلوماتي‪ ،‬لكن يجب أن نعلم أن البنوك الجزائرية‪ ،‬ومن خالل‬
‫إصدارها للبطاقات البنكية المرتبطة شبكياً مع شركة ‪ SATIM‬وبتزويد عميلها برقم سري خاص بعمليات‬
‫الدفع عن بعد ‪( e-paiement‬الدفع اإللكتروني) يستطيع االستفادة من عدة خدمات ‪ e-banking‬كإجراء‬

‫‪140‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫عمليات دفع بعض الفواتير لمتعاملين يوفرون ذلك عبر مواقعهم اإللكترونية على االنترنت كشركات الهاتف‬
‫النقال والجزائرية لالتصاالت‪ ،‬سونلغاز‪ ،‬والخطوط الجوية الجزائرية لحجز تذاكر السفر‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬آليات الرقابة المصرفية على الخدمات المصرفية اإللكترونية في الجزائر‬

‫أوالا‪ :‬خدمات الصيرفة اإللكترونية في الجزائر‬

‫تقدم البنوك التجارية عدة خدمات مصرفية إلكترونية ‪ E-BANKING‬عبر عدة قنوات مخصصة لذلك‪،‬‬
‫كما أن لتسيير هذه الخدمات ما بين البنوك تم استحداث شركة لإلشراف وتسيير لهذه األخيرة‪.‬‬

‫‪ -1‬شركة النقد اآللي والعالقات التلقائية بين البنوك ‪SATIM‬‬

‫تأسست شركة ‪ SATIM‬سنة ‪1995‬م‪ ،‬وكانت تابعة ل ‪ 08‬بنوك آنذاك وهي ‪CNMA .ALBARAKA‬‬
‫‪ CNEP. CPA. BNA. BEA. BDL. BADR.‬وذلك بمبادرة من طرف مجموعة من البنوك وهي بمثابة‬
‫متعامل للنقود اإللكترونية ما بين البنوك في الجزائر‪ ،‬وذلك بتسيير البطاقات البنكية داخل الجزائر‪ ،‬كما أنها‬
‫تهدف إلى عصرنة القطاع المصرفي الجزائري‪ ،‬خاصة في ما يخص وسائل الدفع اإللكترونية المتعلقة‬
‫بالبطاقات البنكية‪ ،‬كما أنها تضم حالياً ‪ 17‬مشترك عبر شبكتها ما بين البنوك سبعة ‪ 07‬بنوك عمومية تسعة‬
‫‪ 09‬بنوك خاصة باإلضافة إلى بريد الجزائر ويمكن أن نلخص وظائف شركة ‪ SATIM‬فيما يلي‪:1‬‬

‫العمل على تطوير واستخدام طرق الدفع اإللكترونية؛‬ ‫‪-‬‬


‫تأسيس وإدارة القاعدة التقنية والتنظيمية التي تضمن التشغيل البيئي والكامل بين جميع الجهات الفاعلة‬ ‫‪-‬‬
‫في الشبكة الخاصة بالنقود اإللكترونية في الجزائر؛‬
‫المشاركة في وضع تنظيمات مابين البنوك لتسيير المنتجات ذات الصلة بالنقود اإللكترونية في الجزائر؛‬ ‫‪-‬‬
‫مرافقة البنوك في تطوير منتجات الدفع اإللكتروني؛‬ ‫‪-‬‬
‫تخصيص الشيكات والبطاقات البنكية؛‬ ‫‪-‬‬
‫تنفيذ جميع اإلجراءات التي تتحكم في تشغيل نظام الدفع اإللكتروني بمختلف مكوناته؛‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -2‬شركة الجزائر لخدمات الصيرفة اإللكترونية ‪:*AEBS‬‬

‫تأسست شركة الجزائر للخدمات المصرفية اإللكترونية ‪ AEBC‬سنة ‪2004‬م وتعتبر الموزع الرئيسي‬
‫للحلول واالقتراحات لدى البنوك على الخط في الجزائر‪ ،‬ولقد فرضت نفسها في السوق الجزائرية‪ ،‬فهي شريك‬
‫لجميع البنوك والمؤسسات المالية في الجزائر‪ ،‬كما أنها تقدم الدعم والمساعدة اإللكترونية ل‪ 20‬بنك عبر‬
‫العالم‪ ،‬وذلك من خالل الخبرة المكتسبة في هذا المجال‪ ،‬وكذا المعرفة المعمقة للسوق الجزائري‪ ،‬وتمتلك موارد‬

‫‪www.satim.dz.com :SATIM‬‬ ‫‪ 1‬موقع شركة‬


‫‪141‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫تجعلها قادرة على دعم البنوك إلنشاء نظام مصرفي عبر االنترنت‪ ،‬كما أنها أضحت الشريك التكنولوجي لكل‬
‫من بنك ‪ BDL،BNA،BEA،CRA،BADR‬ومصرف السالم‪ ،‬وبنك البركة‪ ،‬وعلى الصعيد الدولي تقدم‬
‫االستشارة في مجال الصيرفة اإللكترونية لكل من المغرب‪ ،‬البنين وكوت ديفوار ‪...‬الخ ‪ ،...‬أما عن أهم‬
‫مهامها نذكر مايلي ‪:1‬‬

‫القيام بتقديم الحلول فيما يخص تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬ودعم العمالء في تطوير الواجهات وكذا الملفات‬ ‫‪-‬‬
‫التشغيلية؛‬
‫انطالقا من الخبرة المكتسبة ل ‪ AEBS‬في مجال الصيرفة عبر الخط‪ ،‬فهي ترافق عمالئها ( بنوك‬ ‫‪-‬‬
‫ومؤسسات مالية) في عملية تهيئة خطط االتصال الخاصة بهم‪ ،‬وذلك من خالل تكييف منصة خدمات‬
‫الصيرفة اإللكترونية مع الميثاق المهني الخاص لكل عميل‪ ،‬وبناء حزمة من العروض المساعدة على ذلك‪،‬‬
‫ومساعدتهم في إعداد وإرساء وسائل اتصال مختلفة؛‬
‫تدريب موظفي البنك وتكوينيهم حول خدمات المصرفية اإللكترونية؛‬ ‫‪-‬‬
‫تقديم خدمة ‪ hotline‬المصممة لموظفي البنوك في الجزائر وباقي ‪ 200‬بنك في العالم وذلك خالل ‪6‬‬ ‫‪-‬‬
‫أيام أسبوعياً‪ ،‬باستخدام منصة مراقبة للحوادث‪ ،‬تتمتع بمستوى أمني عالي؛‬
‫فشركة الجزائر للخدمات المصرفية اإللكترونية‪ ،‬هي بمثابة مقترح خدمات مصرفية إلكترونية ومقدم‬
‫الحلول للبنوك الجزائرية حول تلك الخدمات‪ ،‬وذلك من خالل برامج حاسوبية ونظم معلوماتية تسمح بتقديم‬
‫خدمات مصرفية إلكترونية ‪.e-banking‬‬
‫‪ -3‬البطاقات البنكية في الجزائر‪:‬‬

‫تصدر البنوك التجارية العمومية والخاصة بطاقات بنكية تسمح لحاملها بإجراء عمليات سحب للنقود‬
‫التقليدية عبر الصرافات اآللية المخصصة لذلك وبإشراف من قبل شركة ‪ ،SATIM‬كما أنها تصدر بطاقات‬
‫بنكية عالمية مثل بطاقة ‪ ،Visa‬بطاقة ‪Mastercard‬ـ ‪ ...‬الخ الجدول الالحق يوضح جانبا ًً من تلك‬
‫اللبطاقات‪.‬‬

‫جدول رقم ‪ :14‬تطور عدد البطاقات البنكية في الجزائر ( ‪) 2015 - 2009‬‬

‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫السنة‬


‫‪274287‬‬ ‫‪391040‬‬ ‫‪481391‬‬ ‫‪316699‬‬ ‫‪333916‬‬ ‫‪279338‬‬ ‫‪332684‬‬ ‫عدد البطاقات الكالسيكية ـ ‪CIB‬‬
‫‪61830‬‬ ‫‪79553‬‬ ‫‪65658‬‬ ‫‪344439‬‬ ‫‪49073‬‬ ‫‪47921‬‬ ‫‪39859‬‬ ‫عدد البطاقات الذهبية ـ ‪CIB‬‬
‫‪92090‬‬ ‫‪184983‬‬ ‫‪183886‬‬ ‫‪1126‬‬ ‫‪86511‬‬ ‫‪83116‬‬ ‫‪41656‬‬ ‫عدد البطاقات اخلاصة ابلسحب من نفس البنك فقط‬
‫‪Source : SATIM 2015‬‬

‫‪* ABES‬‬ ‫‪: ALGERIA – E-BANKING SERVICES‬‬


‫‪1‬‬
‫‪tech.com1 :‬ـ ‪www.abes‬‬ ‫موقع شركة الجزائر للخدمة االلكترونية‬
‫‪142‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫من الجدول أعاله سجلت البطاقات الكالسيكية الصادرة عن البنوك التجارية الجزائرية والتي تشرف عليها‬
‫شركة ‪ SATIM‬أعلى عدد لها سنة ‪2013‬م ب ‪ 48139‬بطاقة ‪ CIB‬كالسيكية‪ ،‬أما بالنسبة للبطاقات البنكية‬
‫‪ CIB‬الذهبية فشهدت سنة ‪2014‬م أعلى عدد لهذه البطاقات ب ‪ 79553‬بطاقة‪ ،‬ويقل عددها عن األخرى‬
‫(الكالسيكية) للشروط المطلوبة لالستفادة منها حيث تتوقف على دخل مرتفع‪ ،‬أو أن تكون ذو نشاط تجاري‪،‬‬
‫عكس الكالسيكية التي تقدم إلى العمال ذوي الدخول الضعيفة والمتوسطة‪ ،‬أما عن بطاقات السحب فهي‬
‫بطاقات خاصة بالبنوك التي تصدرها فقط‪ ،‬بمعنى آخر ال يمكن استعمالها إال على مستوى البنك المصدر‬
‫لها عكس بطاقة بيبنكية ‪ ،CIB‬وكان أعلى عدد لها سنة ‪2014‬م بحوالي ‪ 184983‬بطاقة سحب بنكية‪.‬‬

‫أما الشكل الالحق فيوضح تطور البطاقات البنكية الدولية ‪ Visa‬وذلك في بنك التنمية المحلية‪ ،‬حيث يعد‬
‫هذا البنك األخير أحد أهم البنوك الجزائرية العمومية الرائدة في مجال البطاقات البنكية الدولية‪ ،‬كإصداره‬
‫ماستر كارد ‪ Mastercard‬باإلضافة لبطاقة في از ‪.Visa‬‬

‫الشكل رقم ‪ :21‬تطور عدد وعمليات بطاقات ‪ Visa‬في بنك التنمية المحلية بين ‪2018-2017‬‬

‫المصدر‪ :‬موقع بنك التنمية المحلية التقرير السنوي لسنة ‪2018‬‬

‫الشكل أعاله يوضح نمو اإلقبال على البطاقات البنكية الدولية‪ ،‬من نوع ‪ Visa‬حيث انتقل عدد هاته‬
‫البطاقات المتداولة من ‪ 7872‬بطاقة سنة ‪ 2017‬إلى ‪ 14960‬بطاقة سنة ‪ 2018‬أي بنسبة نمو تقدر‬
‫ب ‪ ،%90,04‬أما عن عدد عمليات السحب المنجزة عن طريق هاته البطاقة فلقد وصل سنة ‪ 2018‬إلى‬
‫‪ 132380‬عملية مقابل ‪ 7392‬عملية لسنة ‪ ،2017‬يعني ذلك أن عمليات السحب عن طريق هاته البطاقة‬
‫تضاعف لما يقارب ‪ 17‬مرة سنة ‪ 2018‬لما كان عليه سنة ‪ ،2017‬ولكن بانخفاض في عمليات الدفع‪ ،‬ذلك‬
‫ان األفراد في الجزائر يفضلون عملية السحب عن الدفع بهاته الوسيلة‪ ،‬ونستنتج من هذه األرقام أن البطاقات‬
‫البنكية الدولية تشهد انتشا ار وتوسعا في اإلقبال عليها من طرف عمالء البنوك الجزائرية‪ ،‬وبنك التنمية‬
‫المحلية كنموذج لذلك‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -4‬الشيك اإللكتروني‪:‬‬

‫من أهم الخدمات المصرفية اإللكترونية المنتشرة في البنوك التجارية الجزائرية‪ ،‬حيث يعتمد في تسييره‬
‫ومعالجته على نظام ‪ ATCI‬الجزائر للمقاصة المسافية ما بين البنوك‪ ،‬بحيث يستعمل كل المشاركون في‬
‫نظام ‪ ATCI‬أجهزة سكانير ‪ SCANNER‬التي تق أر الشيكات المعالجة بهذا النظام‪ ،‬عن طريق خاصية المسح‬
‫الضوئي ألن الشيك اإللكتروني كنظيرة التقليدي يحتوي على جملة من المعلومات‪ ،‬التي تسهل عملية السداد‪،‬‬
‫كإسم العميل‪ ،‬رقم لحساب البنكي للعميل المكون من عشرين رقم ‪،(Relever d’Identité Bancaire) RIB‬‬
‫المبل غ‪ ،‬مكان ووقت إصدار الشيك ‪ ....‬الخ ‪ ، ..‬ليتم فيما بعد حفظ هذه المعلومات وإرسالها عبر نظام‬
‫‪ ATCI‬إلى البنك المسحوب عليه‪ ،‬تستغرق هذه العملية ‪ 72‬ساعة من وقت إصدار الشيك عند البنك‬
‫الساحب إلى المعالجة عند البنك المسحوب عليه ثم أخي اًر الرد بالرفض أو القبول للسداد عند البنك الساحب‪.‬‬

‫‪ -5‬شبكة سويفت للتحويل اآللي للمدفوعات الدولية (‪)SWIFT‬‬

‫تتم تسوية المدفوعات المترتبة عن عمليات التجارة الخارجية على مستوى البنوك التجارية في‬
‫الجزائر‪،‬ويتطلب هذا األمر إلى نظام تحويل للمدفوعات الدولية‪ ،‬ونجد في الجزائر جل البنوك تعتمد في تلك‬
‫التسوية على نظام ‪ SWIFT‬إلتمام المدفوعات الدولية‪ ،‬وتمتلك كل منها على رمز ‪ SWIFT‬خاص بها‪،‬‬
‫وحتى البنك المركزي بنك الجزائر له رمز خاص به‪ ،‬والجدول الالحق يوضح ذلك‪.‬‬

‫الجدول رقم ‪ :15‬رمز ‪ SWIFT‬للبنوك العاملة بالجزائر‬

‫رمز سويفت‬ ‫البنك‬


‫‪SALGDZALXXX‬‬ ‫مصرف السالم‬
‫‪ARABDZALXXX‬‬ ‫بنك العرب اجلزائر‬
‫‪ABCODZALXXX‬‬ ‫املؤسسة العربية املصرفية‬
‫‪BALGDZALXXX‬‬ ‫بنك اجلزائر‬
‫‪BARKADZALXXX‬‬ ‫بنك الربكة اجلزائر‬
‫‪BDLODZALXXX‬‬ ‫بنك التنمية احمللية‬
‫‪BADRDZALXXX‬‬ ‫بنك الفالحة والتنمية الريفية‬
‫‪BEXADZALXXX‬‬ ‫البنك اخلارجي اجلزائري‬
‫‪BNALDZALRTG‬‬ ‫البنك الوطين اجلزائري‬
‫‪BNPADZALXXX‬‬ ‫ابربيا اجلزائر‬
‫‪EPPRDZALXXX‬‬ ‫الصندوق الوطين للتوفي واالحتياط‬
‫‪CITIDZALXXX‬‬ ‫سييت بنك اجلزائر‬
‫‪BSUIDZALXXX‬‬ ‫قرض الفالحة وبنك املؤسسات االستشارية اجلزائر‬
‫‪CPALDZALXXX‬‬ ‫القرض الشعيب اجلزائري‬
‫‪FSBKDZALXXX‬‬ ‫فرنسا بنك اجلزائر‬
‫‪AGUBDZALXXX‬‬ ‫بنك اخلليج اجلزائر‬

‫‪144‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪HSBCDZALXXX‬‬ ‫‪ HSBC‬اجلزائر‬
‫‪NATXDZALXXX‬‬ ‫انتسيس اجلزائر‬
‫‪SOGEDZALXXX‬‬ ‫سوسييته بنك اجلزائر‬
‫‪HBHODZALXXX‬‬ ‫بنك االسكان للتجارة والتمويل اجلزائر‬
‫‪TABLDZALXXX‬‬ ‫تروست بنك‬
‫‪EPALDZALXXX‬‬ ‫بريد اجلزائر‬
‫المصدر ‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على المواقع اإللكترونية للمؤسسات المذكورة في الجدول‬

‫‪ -6‬منيغرام ‪ Moneygram‬لتحويل األموال‬

‫تسمح خدمة منيغرام بتحويل النقود بطريقة سهلة وسريعة من أي بلد بالخارج إلى الجزائر‪ ،‬عبر وكاالت‬
‫بنك التنمية المحلية (البنك الوحيد المخول له هذه الخدمة في الجزائر)‪ ،‬وذلك شريطة أن ال يتعدى المبلغ‬
‫‪ 100.000,00‬دينار جزائري‪ ،‬ويمكن الحصول على المبلغ المحول في مدة زمنية ال تتعدى ‪ 10‬دقائق‪ ،‬كما‬
‫أن هذه الخدمة متوفرة في أكثر من ‪ 347000‬نقطة موزعة عبر ‪ 200‬بلد‪ ،‬وال تحتاج هذه الخدمة إلى توافر‬
‫بطاقة بنكية أو حساب بنكي‪.‬‬

‫• طريقة االشتراك في منيغرام‪:‬‬

‫نميز حالتين في خدمة منيغرام‪ ،‬الحالة األولى استالم النقود من الخارج داخل وكالة بنك التنمية المحلية‬
‫في الجزائر‪ ،‬والحالة الثانية تحويل النقود للجزائر‪ ،‬وأهم الخطوات في ذلك كآالتي‪:1‬‬

‫‪ -1‬من أجل استالم النقود من الخارج داخل وكالة البنك للتنمية المحلية الجزائر‪:‬‬
‫‪ -‬يطلب المستفيد من المرسل رقم المرجع؛‬
‫‪ -‬التنقل إلى وكالة بنك التنمية المحلية وإعطاء اسم ولقب المرسل‪ ،‬رقم المرجع‪ ،‬وقيمة المبلغ‬
‫النقدي؛‬
‫‪ -‬ملء استمارة االستالم‪ ،‬ليتم استالم النقود في مدة زمنية قصيرة؛‬
‫‪ -2‬من أجل تحويل النقود إلى الجزائر‪:‬‬
‫‪ -‬التنقل إلى نقطة بيع منيغرام مع إحضار بطاقة هوية؛‬
‫‪ -‬القيام بملء استمارة اإلرسال‪ ،‬ووضعها على مستوى الشباك مع المبلغ النقدي المراد تحويله‪،‬‬
‫يقوم المتعامل بتسليم المرسل رقم متكون من ‪ 8‬أرقام (رقم المرجع)‪ ،‬وإشعار بقيمة المبلغ المحول‬
‫بالعملة الوطنية الدينار الجزائري‪.‬‬
‫يقوم المرسل بإعطاء الرقم السري (رقم المرجع) للمستفيد (المرسل إليه)‪ ،‬حيث ُيمكنه الحصول على‬
‫النقود في مدة ال تتعدى ‪10‬دقائق‪.‬‬

‫‪www.bdl.dz/algerie/arabe/moneygram/html‬‬ ‫‪ 1‬موقع بنك التنمية المحلية‬


‫‪145‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ثاني ا‪ :‬الرقابة المصرفية على الصناعة المصرفية في الجزائر‬


‫‪ -1‬الهيئات الرقابية في المنظومة المصرفية الجزائرية‬
‫تتم عملية الرقابة المصرفية في الجزائر على مستوى بنكها المركزي (بنك الجزائر)‪ ،‬وفي البنوك‬
‫التجارية عبر الدوائر الرقابية التابعة لها‪ ،‬وذلك لما لها من أهمية‪ ،‬والرتباطها وانعكاساتها على استم اررية‬
‫النشاط المصرفي وسالمة النظام البنكي‪ ،‬كما يمكن التفرقة بين مختلف الهيئات القائمة بعملية الرقابة‬
‫المصرفية في الجزائر من خالل الهيئة الرقابية في حد ذاتها أو من خالل المهام المنوطة لها ويمكن ذكرها‬
‫كاآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اللجنة المصرفية‪:‬‬
‫تم إنشاء اللجنة المصرفية سنة ‪1990‬م‪ ،‬حيث نصت المادة ‪143‬من القانون ‪ 10-90‬المؤرخ في أفريل‬
‫‪1990‬م المتعلق بالنقد والقرض (الملغى بموجب األمر ‪ )11-03‬حيث أوكل لها مهام مراقبة حسن تطبيق‬
‫القوانين واألنظمة التي تضبط العمل المصرفي‪ ،‬وكذا المؤسسات المالية وإصدار عقوبات حالة وجود‬
‫مخالفات‪ ،‬ولقد أبقى األمر ‪ 11-03‬على اللجنة المصرفية‪ ،‬وبصالحيات واسعة في إجراء عملية الرقابة على‬
‫البنوك التجارية والمؤسسات المالية‪ ،‬كما حدث تعديل يخص األمر ‪ ،11-03‬جاء تحت األمر ‪.04-10‬‬
‫• أعضاء اللجنة المصرفية‪:‬‬
‫نصت المادة ‪ 106‬من األمر ‪ 04-10‬المؤرخ في أوت ‪( 2010‬المعدل والمتمم لألمر ‪ )11-03‬عن‬
‫األعضاء التي تكون اللجنة المصرفية وهم كاآلتي‪:1‬‬
‫‪ -‬محافظ بنك الجزائر ‪ ،‬بصفته رئيساً للجنة؛‬
‫‪ -‬ثالثة (‪ )03‬أعضاء يختارون بحكم كفاءتهم في المجال المصرفي والمالي والمحاسبي؛‬
‫‪ -‬قاضيان (‪ )02‬ينتدب األول من المحكمة العليا‪ ،‬ويختاره رئيسها األول ‪ ،‬وينتدب الثاني من مجلس‬
‫الدولة يختاره رئيس هذا المجلس من بين المستشارين؛‬
‫‪ -‬ممثل عن الوزير المكلف بالمالية؛‬
‫‪ -‬وبهذا يكون عدد أعضاء اللجنة المصرفية ثمانية (‪ )08‬أعضاء؛‬
‫فاللجنة المصرفية هي أهم هيئة قائمة بالرقابة المصرفية على العمل المصرفي في الجزائر‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل الصالحيات المخولة لها من مراقبة لمدى احترام المؤسسات المالية والبنوك للتنظيمات واألحكام‬
‫التشريعية المطبقة عليها‪ ،‬وكذلك من خالل قدرتها على المعاقبة على أي إخالل يتم معاينته من طرفها‪ ،‬كما‬
‫أن المادة ‪ 108‬من األمر ‪ 04-10‬المتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬قد أوضح طرق المراقبة الملقاة على عاتق اللجنة‬
‫بناء على الوثائق المحاسبية والمالية للبنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬أو أن تكون‬
‫المصرفية‪ ،‬وهي إما أن تكون ً‬

‫‪ 1‬الجريدة الرسمية الجزائرية الجزائرية العدد ‪ 50‬الصادرة في ‪ 01‬سبتمبر ‪ ،2010‬األمر ‪ 04-10‬المؤرخ ‪ 26‬أوت ‪2010‬‬
‫المعدل والمتتم لألمر ‪ 11-03‬المؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ 2003‬والمتعلق بالنقد والقرض‪.‬‬
‫‪146‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫هذه الرقابة في عين المكان‪ ،‬وذلك بزيارة ميدانية إلى البنوك والمؤسسات المالية بهدف الرقابة والتحقق من‬
‫مصداقية المعلومات والبيانات في تلك المؤسسات‬
‫• العقوبات التي يمكن أن تقدرها اللجنة المصرفية‪:‬‬

‫لقد نصت المادة ‪ 114‬من األمر ‪ 04-10‬المتعلق بالنقد والقرض عن العقوبات التي يمكن للجنة‬
‫المصرفية أن تسلطها على البنوك والمؤسسات المالية التي أخلت بأحد األحكام التشريعية أو التنظيمية‬
‫والمتعلقة بأنشطتها وهي كاآلتي‪:1‬‬

‫‪ -1‬اإلنذار؛‬
‫‪ -2‬التوبيخ؛‬
‫‪ -3‬المنع من ممارسة بعض العمليات وغيرها من أنواع الحد من ممارسة النشاط؛‬
‫‪ -4‬التوقيف المؤقت لمسير أو أكثر مع تعيين قائم باإلدارة مؤقتاً أو عدم تعيينه؛‬
‫‪ -5‬إنهاء مهام شخص أو أكثر من هؤالء األشخاص أنفسهم مع تعيين قائم باإلدارة مؤقتاً أو عدم تعيينه‪.‬‬
‫‪ -6‬سحب االعتماد؛‬

‫وزيادة على هذا وحسب نفس المادة أعاله يمكن للجنة المصرفية أن تقضي بدالً عن هذه العقوبات‪ ،‬أو‬
‫إضافة إليها بعقوبة مالية مساوي ًة على األكثر للرأسمال األدنى المطلوب من البنوك والمؤسسات المالية‬
‫االلتزام به‪ ،‬على أن تقوم بعملية تحصيله الخزينة العمومية‪.‬‬

‫ب‪ -‬مركزية المخاطر‪:‬‬


‫لقد نص األمر ‪ 11-03‬المؤرخ في ‪ 26‬أوت‪2003‬م المتعلق بالنقد والقرض على إنشاء مركزية‬
‫المخاطر‪ ،‬وذلك في بابه األول ‪ ،‬وجاء األمر ‪ 04-10‬المتعلق بالنقد والقرض بتعديل على ذلك في المادة‬
‫‪ ،98‬بحيث ينظم ويسير بنك الجزائر مركزية مخاطر المؤسسات ومركزية مخاطر العائالت ومركزية‬
‫المستحقات غير المدفوعة‪،‬بحيث يتم على مستوى هذه المركزية بجمع بيانات ومعلومات المستفيدين من‬
‫القروض‪ ،‬وتضم هذه البيانات أسماءهم‪ ،‬مبلغ وسقف القرض‪ ،‬طبيعة القروض‪ ،‬مبالغ القروض المتعثرة عن‬
‫السداد وكذلك الضمانات المقدمة عن تلك القروض وهذا من جميع البنوك والمؤسسات المالية‪.2‬‬
‫ولقد حدد النظام ‪ 01-12‬المؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪2012‬م مبادئ تنظيم مركزية المخاطر وقسم مركزية‬
‫المخاطر إلى قسمين سماهما على التوالي مركزية مخاطر المؤسسات وتُعنى بالقروض الممنوحة لألشخاص‬

‫األمر ‪ 04- 10‬المتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬المادة ‪.114‬‬ ‫‪1‬‬

‫النظام رقم ‪ 02-92‬المؤرخ في ‪ 22‬مارس ‪1992‬م المتضمن تنظيم مركزية المخاطر وعملها ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪147‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المعنويين واألشخاص الطبيعيين الممارسين لنشاط مهني بدون أجر‪ ،‬ومركزية مخاطر األسر التي تسجل فيها‬
‫‪1‬‬
‫المعطيات الخاصة بالقروض الممنوحة لألفراد‪.‬‬
‫ج‪ -‬مركزية المبالغ غير المدفوعة‪:‬‬
‫تم إنشاء مركزية للمبالغ غير المدفوعة من قبل الجزائر وذلك بموجب انتظام ‪ 02-92‬المؤرخ في ‪22‬‬
‫مارس ‪1992‬م‪ ،‬المتضمن تنظيم مركزية للمبالغ غير المدفوعة وعملها و ألزم هذا النظام على كل الوسطاء‬
‫الماليين (البنوك والمؤسسات المالية الجزائرية العامة والمصالح التابعة للبريد والمواصالت)‪ ،‬باالنضمام إلى‬
‫هذه المركزية كما تتولى هذه األخيرة بالنسبة لكل وسيلة دفع أو قرض مايلي‪.2‬‬
‫‪ -‬تنظيم فهرس مركزي لعوائق الدفع‪ ،‬متابعة ما قد يترتب عليها ثم تسييره وتنظيمه؛‬
‫‪ -‬التبليغ الدوري للوسطاء الماليين وكل سلطة أخرى معنية بقائمة عوائق الدفع‪ ،‬والمتابعات المحتملة‬
‫لما يترتب عليها؛‬
‫كما أوجب النظام ‪ 11-08‬المؤرخ في ‪ 20‬جانفي ‪2008‬م المتعلق بترتيبات الوقاية على إصدار‬
‫الشيكات بدون رصيد ومكافحتها‪ ،‬على البنوك والخزينة العمومية والمصالح المالية لبريد الجزائر عند حدوث‬
‫عوارض دفع شيك في إحدى الحالتين انعدام الرصيد أو نقص في الرصيد‪ ،‬بالتصريح لدى مركزية عوارض‬
‫الدفع لبنك الجزائر‪ ،‬حيث أن هذه المركزية هي نفسها المركزية السابقة الذكر (مركزية المبالغ غير المدفوعة)‬
‫ألن الم صطلحين استعمال لنفس المعنى في تنظيمات بنك الجزائر‪ ،‬إال أنه باللغة الفرنسية نجد نفس‬
‫المصطلح الذي يقصد به المركزية نفسها ‪ centrale des impayes‬كما أنه يعد النظام ‪ 03-92‬المؤرخ في ‪22‬‬
‫مارس ‪ 1992‬أول نظام نص على الترتيبات المتعلقة بالوقاية والمكافحة إلصدار الشيكات بدون رصيد‪،‬‬
‫وعدل بالنظام ‪ 07-11‬الصادر بتاريخ‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن النظام ‪ 11-08‬السابق الذكر قد تُمم ُ‬
‫‪10‬اكتوبر ‪ 2011‬م‪ ،‬أما الهدف من التصريح بعوارض الدفع هو جمع تلك المعلومات ونشرها على البنوك‬
‫والخزينة العمومية والمصالح المالية لبريد الجزائر‪ ،‬قصد اإلطالع عليها واستغاللها‪ ،‬السيما عند تسليم دفاتر‬
‫الشيكات للزبائن‪.‬‬

‫بن عبد الفتاح دحمان وجاليلة عبد الجليل‪ ،‬آليات الرقابة المصرفية في المنظومة الصرفية الجزائرية من خالل المعايير‬ ‫‪1‬‬

‫االحت ارزية التفاقيات لجنة بازل‪ ،‬مجلة التكامل االقتصادي‪ ،‬مخبر التكامل االقتصادي الجزائري اإلفريقي‪ ،‬جامعة أدرار‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،2017 ،14‬ص‪.190‬‬
‫*مركزية المخاطر‪ :‬نص القانون ‪ 10-90‬الملغى في مادته ‪ 160‬بتنظيم وتسيير البنك المركزي لمصلحة مركزية للمخاطر‬
‫يطلق عليها مركز المخاطر وبهذا يكون ‪ 10-90‬الملغى أول من نص بصفة مباشرة إلى ذلك‪.‬‬
‫النظام ‪ 01-12‬المؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪2012‬م المتضمن مركزية مخاطر المؤسسات واألسر وعملها‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪148‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -2‬انعكاسات مقررات لجنة بازل الدولية على النظام المصرفي الجزائري‪:‬‬

‫تتجسد مسايرة النظام المصرفي الجزائري إلتفاقية لجنة بازل ‪ I‬في صدور التعليمية ‪ 94-74‬المؤرخة‬
‫‪ 29‬نوفمبر ‪ 1994‬م‪ ،‬والمتعلقة بقواعد الحيطة والحذر‪ ،‬والتي ألزمت البنوك التجارية الجزائرية أن تلتزم بمعدل‬
‫كفاية رأس المال‪ ،‬على أن تكون النسبة أو المعدل أكبر من أو يساوي ‪ %8‬وتطبق بشكل تدريجي‪ ،‬مراعاةً‬
‫للمرحلة االنتقالية التي يمر بها االقتصاد الجزائري‪ ،‬كما حددت أخر أجل لذلك نهاية ديسمبر ‪1999‬م وذلك‬
‫وقف أفق زمني‪.‬‬

‫وقدد أوضحت المادة ‪ 5‬من التعليمة ‪ 94-74‬طريقة حساب رأس المال الخاص بالبنك في جزئه‬
‫األساسي‪ ،‬كما حددت كل من المادة ‪ 6‬و‪ 7‬من نفس التعليمية العناصر التي تحتسب ضمن رأس المال‬
‫التكم يلي للبنك‪ ،‬ومجموع هذين الجزئين يمثل رأس المال الخاص بالبنك‪ ،‬كما تم اإلشارة إلى مجموع العناصر‬
‫اء‬
‫التي يتوفر فيها عنصر المخاطرة في المادة ‪ ،8‬وصنفتها المادة ‪ 11‬حسب أوزان المخاطرة الخاصة بها سو ً‬
‫بالنسبة لعناصر الميزانية أو عناصر خارج الميزانية‪ ،‬وهذا بطريقة بطريقة مشابهة لما جاءت به مقررات لجنة‬
‫بازل ‪.1 I‬‬

‫ويعتبر صدور النظام ‪ 03-02‬المؤرخ في ‪ 14‬نوفمبر ‪2002‬م‪ ،‬المتضمن المراقبة الداخلية للبنوك‬
‫والمؤسسات المالية‪ ،‬كخطوة أولية لتمهيد األرضية لتطبيق اتفاقية بازل‪ II‬في الجزائر‪ ،‬فلقد أخذ هذا النظام‬
‫بعين االعتبار في طياته المناقشات التي دارت حول اإلتفاقية قبل صدورها في صيغتها النهائية سنة‬
‫‪ 2004‬م‪ ،‬وذلك من خالل إجبار البنوك والمؤسسات المالية بتوفير أنظمة مراقبة داخلية لمواجهة األخطار‬
‫االئتمانية‪ ،‬السوق والتشغيلية‪.2‬‬

‫أما عن مواكبة الجزائر إلتفاقية بازل‪ III‬فتمثل في ما نص عليه األمر ‪ 04-10‬المؤرخ في ‪ 26‬أوت‬
‫‪2010‬م المعدل والمتمم لألمر ‪ 11-03‬والمتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬من تعزيز لوسائل البنوك في مواجهة‬
‫المخاطر عبر تقوية أنظمة رقابتها الداخلية‪ ،‬فلقد ألزمت المادة ‪ 97‬مكرر و ‪ 97‬مكرر‪ 2‬البنوك والمؤسسات‬
‫المالية على وضع جهاز رقابة داخلي فعال وناجع‪ ،‬وجهاز رقابة المطابقة ناجع‪ ،‬وذلك بهدف التأكد من‬
‫مايلي‪.3‬‬

‫‪ -‬التحكم في نشاطها واالستعمال الفعال لمواردها؛‬

‫‪1‬سليمان ناصر النظام الصرفي الجزائري واتفاقيات بازل مجلة العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬العدد ‪،06‬‬
‫‪ ،2006‬ص ‪.8‬‬
‫جاليلة عبد الجليل وبن عبد الفتاح دحمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.186‬‬ ‫‪2‬‬

‫الجريدة الرسمية الجزائرية العدد ‪ 50‬الصادرة في ‪ 01‬سبتمبر ‪ ،2010‬األمر ‪ 04-10‬المؤرخ في ‪ 2010/08/26‬المعدل‬ ‫‪3‬‬

‫والمتمم لألمر ‪ 11-03‬المؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ 2033‬والمتعلق بالنقد والقرض المادة ‪ 9‬مكرر المادة ‪ 97‬مكرر ‪.2‬‬
‫‪149‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬السير الحسن للممارسات الداخلية؛‬


‫‪ -‬صحة المعلومات المالية؛‬
‫‪ -‬األخذ بعين االعتبار مجمل المخاطر بما ذلك المخاطر العملية؛‬
‫‪ -‬مطابقة القوانين والتنظيمات واحترام اإلجراءات؛‬
‫‪ -3‬أهم القواعد االحترازية للرقابة المصرفية في الجزائر‪:‬‬
‫لقد أولت الرقابة المصرفية في الجزائر اهتماماً كبي اًر للقواعد االحت ارزية المنظمة والملزمة للبنوك التجارية‬
‫عند مزاولة أنشطتها‪ ،‬ولقد ظهر هذا االهتمام جلياً عند قيام الجزائر باإلصالحات المصرفية‪ ،‬تمثل ذلك في‬
‫القانون ‪ 10-90‬الملغى في مادته ‪ 92‬التي تنص على معايير احت ارزية يترتب على البنوك والمؤسسات‬
‫المالية احترامها‪ ،‬وفي هذا الصدد نذكر أهم القواعد االحت ارزية المنظمة للعمل المصرفي في الجزائر‪.‬‬
‫أ‪ -‬متطلبات رأس المال األدنى‪:‬‬

‫يعتبر رأس المال الخاص بالبنوك والمؤسسات المالية الضمانة األولى اتجاه الزبائن والغير‪ ،‬كما يعتبر‬
‫توفر حجم كاف من رأس المال عنص اًر ضرورياً ومهماً في ضمان مالءة هذه الهيئات أمام تعدد المخاطر‬
‫المصرفية‪ ،‬واتساع نطاقها لهذا السبب أولت اإلصالحات المالية والنقدية في الجزائر أهمية كبرى للحد األدنى‬
‫من رأس المال الواجب توافره لدى البنوك والمؤسسات المالية ‪.1‬‬

‫لقد جاء النظام ‪ 03-18‬المؤرخ ‪ 4‬نوفمبر ‪ 2018‬لينظم و يحدد الحد األدنى لرأسمال البنوك‬
‫والمؤسسات المالية العاملة في الجزائر حيث نصت المادة ‪ 2‬الفقرة (أ) من هذا النظام عن الحد األدنى‬
‫الواجب أن تشكله البنوك عند تأسيسها رأسماالً محدداً كلياً ونقداً يساوي على األقل عشرين مليار دج‬
‫(‪ 20.000.000.000,00‬دج) وفي الفقرة (ب) حددت ذلك بالنسبة للمؤسسات المالية وهو ستة ماليير‬
‫وخمسمائة ألف دينار جزائري (‪ 6.500.000.000,00‬دج) كما تجدر اإلشارة بأنه سبق هذا النظام أنظمة‬
‫أخرى منظمة للحد األدنى لرأسمال البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬مثل ما تناوله النظام ‪ 01-90‬المؤرخ في ‪4‬‬
‫جويلية ‪1990‬م‪ ،‬النظام ‪ 01-04‬المؤرخ في ‪ 04‬مارس ‪2004‬م‪ ،‬والنظام ‪ 04-08‬المؤرخ في ‪ 23‬ديسمبر‬
‫‪2008‬م‪ ،‬حيث شهد هذا الحد األدنى ارتفاعاً من نظام آلخر‪.‬‬

‫ب‪ -‬نسبة المالءة المالية ‪:‬‬


‫رفع النظام ‪ 01-14‬المؤرخ في ‪ 16‬فيفري ‪2014‬م‪ ،‬والمتعلق بنسب المالءة المطبقة في البنوك‬
‫والمؤسسات المالية نسبة المالءة ‪ %9,5‬وذلك بدءاً من األول من أكتوبر ‪2014‬م‪ ،‬بعد أن كانت النسبة‬
‫‪ %8‬بمقتضى التعليمة ‪ 94-74‬المؤرخة في ‪ 29‬نوفمبر ‪1994‬م في المادة الثانية‪.‬‬

‫الطاهر لطرش‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.415‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪150‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ج‪ -‬االحتياطي اإلجباري اإللزامي‪:‬‬


‫يتضمن نظام االحتياطات اإلجبارية‪ ،‬إلزام البنك المركزي البنوك التجارية باالحتفاظ في الحسابات‬
‫الجارية نسبة معينة في شكل نقود قانونية‪ ،‬ويستخدم هذا المعدل االحتياطي اإلجباري للتأثير على حجم‬
‫االئتمان الذي تقدمه البنوك التجارية‪.1‬‬
‫وفي هذا الشأن صدرت عدة تعليمات نختصرها في الجدول الالحق‪:‬‬
‫الجدول رقم ‪ :16‬تطور نسب االحتياطي اإلجباري‬
‫نسبة االحتياطي اإلجباري‬ ‫اتريخ اإلصدار‬ ‫رقم التعليمة‬
‫‪%2,5‬‬ ‫‪ 28‬نوفمرب ‪1994‬‬ ‫‪94-73‬‬
‫‪%4‬‬ ‫‪ 11‬فيفري ‪2001‬‬ ‫‪01-01‬‬
‫‪%6,5‬‬ ‫‪ 13‬ماي ‪2004‬‬ ‫‪04-02‬‬
‫‪%8‬‬ ‫‪ 25‬افريل ‪2016‬‬ ‫‪16-03‬‬
‫‪%4‬‬ ‫‪ 31‬جويلية ‪2017‬‬ ‫‪17-04‬‬
‫‪%8‬‬ ‫‪ 10‬جانفي ‪2018‬‬ ‫‪18-01‬‬
‫‪%10‬‬ ‫‪ 31‬ماي ‪2018‬‬ ‫‪18-03‬‬
‫‪%12‬‬ ‫‪ 14‬فيفري ‪2019‬‬ ‫‪19-01‬‬
‫المصدر‪ :‬بنك الجزائر‬
‫من الجدول نالحظ أن نسبة االحتياطي اإلجباري تتزايد وفقاً لسنوات الدراسة‪ ،‬عدا سنة ‪2017‬م‪ ،‬حيث‬
‫انخفض إلى ‪ ،%4‬ويرجع ذلك إلى أهداف السياسة النقدية للبلد من سنة ألخرى‪.‬‬
‫د‪- -‬نظام ضمان الودائع البنكية ‪:‬‬
‫لقد أوجب القانون ‪ (10-90‬الملغى) في المادة ‪ 170‬على البنوك بأن تكتتب برأسمال شركة ضمان‬
‫الودائع المصرفية بالعملة الوطنية‪ ،‬أما األمر ‪ 11-03‬وفي المادة رقم ‪ 118‬ألزم البنوك أن تشارك في‬
‫صندوق ضمان الودائع المصرفية بالعملة الوطنية‪ ،‬حيث استبدل مصطلح شركة لصندوق كما تعين أيضاً‬
‫دفع عالوة إلى الصندوق نسبتها ‪ %1‬على األكثر من مبلغ ودائعه سنوياً‪ ،‬ولقد حدد النظام ‪ 03-04‬المؤرخ‬
‫في ‪ 04‬مارس ‪2004‬م‪ ،‬في المادة ‪ 08‬المبلغ األقصى لتعويض كل مودع ب ‪ 600.000,00‬دج‪ ،‬ويهدف‬
‫نظام التأمين على الودائع إلى حماية أموال المودعين والحفاظ على سالمة المراكز المالية للبنوك‪ ،‬من أجل‬
‫تحقيق استقرار الجهاز المصرفي‪.2‬‬
‫ولقد عدل هذا النظام وتمم بالنظام ‪ 01-18‬المؤرخ في ‪ 30‬أفريل ‪2018‬م‪ ،‬والمتعلق أيضاً بضمان‬
‫الودائع المصرفية‪ ،‬وبموجبه ارتفع الحد األقصى للتعويض الممنوح لكل مودع إلى مليوني دينار جزائري‬
‫(‪ 2.000.000,00‬دج)‪.‬‬

‫عبد المجيد قدي‪ ،‬المدخل إلى السياسة االقتصادية الكلية الجزائرية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2001 ،‬ص‪.84‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد المجيد قدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.84‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪151‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫هذه بعض المعايير االحت ارزية التي تضبط العمل المصرفي في الجزائر‪ ،‬وتوجد عدة معايير احت ارزية‬
‫أخرى ال تقل أهمية عن ما ذكر سابقاً‪ ،‬كنسبة توزيع المخاطر‪ ،‬نسبة السيولة‪ ،‬مستوى االلتزامات الخارجية‪،‬‬
‫المساهمة في رأسمال الشركات ومراقبة وضعيات الصرف‪ ،‬تعتبر كصمام أمان تحول دون حدوث انحرافات‬
‫وخسائر غير متوقعة للبنوك‪ ،‬كما أن من خالل هذه المعايير االحت ارزية تعمل الجزائر على مواكبة التطورات‬
‫الحديثة الحاصلة على مستوى الصناعة المصرفية في العالم خاصة فيما يتعلق بمجال الرقابة المصرفية‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬ضوابط الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية الواردة في تشريعات بنك الجزائر‬

‫ما يلفت االنتباه عند دراسة الضوابط الرقابية للصيرفة اإللكترونية في الجزائر‪ ،‬هي تلك المواد المتفرقة‬
‫داخل التنظيمات الخاصة بالرقابة المصرفية عامة‪ ،‬أو التنظيمي الخاصة لوسائل الدفع اإللكترونية التي تنظم‬
‫وتضبط العمليات المصرفية اإللكترونية‪ ،‬باستثناء ذلك النظام الذي تناول بشكل صريح وحصري أمن أنظمة‬
‫الدفع سنة ‪2005‬م‪ ،‬وبهذا يغيب عن المنظومة المصرفية الجزائرية تشريع مكتمل ومخصص للعمليات‬
‫المصرفية اإللكترونية أو البنوك اإللكترونية‪ ،‬وذلك إذا ما قمنا بمقارنة بسيطة مع بعض الدول العربية‪ ،‬فعلى‬
‫سبيل المثال ال الحصر نجد أن مصر وضعت إطا اًر عاماً لحوكمة أنظمة المعلومات بالقطاع المصرفي‪،‬‬
‫وإدارة المخاطر المرتبطة بتقديم الخدمات المصرفية عبر القنوات اإللكترونية وذلك بإصدار البنك المركزي‬
‫المصري القواعد المنظمة لتقديم الخدمات المصرفية عبر االنترنت في القطاع المصرفي المصري بتاريخ ‪9‬‬
‫نوفمبر ‪ 2014‬م‪ ،‬بحيث شمل هذا التشريع العديد من الجوانب المنظمة للعمل المصرفي اإللكتروني وإدارة‬
‫المخاطر المرافقة له‪ ،‬كما حمل في طياته أيضاً اعتبارات أمن العمالء وضوابط وقائية خاصة برسائل البريد‬
‫اإللكتروني والمواقع اإللكترونية‪ ،‬وكذلك األمر نفسه بالنسبة للكويت بإصدارها مجموعة من التعليمات‬
‫المنظمة ألعمال الدفع اإللكتروني لألموال‪ ،‬عبر تعميم رقم (‪/2‬ر ب‪ ،‬ر ب أ ‪ )2018/415/‬المؤرخ في ‪23‬‬
‫سبتمبر ‪ 2018‬م‪ ،‬حيث تناول عدة من المحاور تخص تعليمات تنظيم أعمال الدفع اإللكتروني لألموال‪،‬‬
‫وتنظيم النشاط‪ ،‬تنفيذ خدمات النشاط وسرية المعلومات‪ ،‬حدود التعامل اليومية وتغطية المخاطر‪ ،‬وسائل‬
‫الدفع واإلشراف والرقابة‪ ،‬والقيود والجزاءات‪ ،‬وبهذين المثالين يمكن القول أن البنوك المركزية لكل من مصر‬
‫والكويت أعطت أهمية للرقابة على الصرفية اإللكترونية‪ ،‬بتخصيص مجموعة من الضوابط لهذه العمليات‬
‫المصرفية‪ ،‬عكس ما هو عليه الحال في الجزائر‪ ،‬ذلك أن بنك الجزائر يفتقد لتشريع خاص وواضح يضبط‬
‫هذا النوع من الصناعة المصرفية‪ ،‬وربما يرجع ذلك لمحدودية انتشار المعامالت الفردية المسواة عن طريق‬
‫الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬واالعتماد الواسع على وسائل الدفع التقليدية‪ ،‬وشبه غياب تام للتجارة اإللكترونية‪.‬‬

‫جاليلة عبد الجليل وبن عبد الفتاح دحمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.196‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪152‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -1‬النظام ‪ 03-02‬المتضمن المراقبة الداخلية للبنوك والمؤسسات المالية‪:‬‬


‫يعد النظام رقم ‪ 03-02‬المؤرخ في ‪ 14‬نوفمبر ‪2002‬م‪ ،‬المتضمن المراقبة الداخلية للبنوك‬
‫والمؤسسات المالية بمثابة الل بنة األساسية لمفهوم الرقابة الداخلية على البنوك والمؤسسات المالية في الجزائر‪،‬‬
‫حيث يهدف هذا النظام إلى تحديد مضمون تلك الرقابة الداخلية‪ ،‬والتي يتوجب على البنوك والمؤسسات‬
‫المالية إقامتها‪ ،‬وباألخص األنظمة المتعلقة بتقدير وتحليل المخاطر‪ ،‬واألنظمة الخاصة بمراقبتها والتحكم‬
‫فيها‪ ،‬ولقد عرفت المادة الثانية من هذا النظام الخطر العملياتي‪ ،‬بأنه أي خطر ناجم عن نقائص تتخلل‬
‫إجراءات القيد في النظام المحاسبي‪ ،‬المتعلقة عموماً بأنظمة اإلعالم الخاصة بمجموعة األحداث المترتبة عن‬
‫عمليات البنك أو المؤسسة المالية المعنية‪ ،‬وبهذا يمكن ربط هذا الخطر بالعمليات المصرفية اإللكترونية التي‬
‫تلعب فيها نظم اإلعالم دو اًر مهماً في تنفيذها‪ ،‬تقييدها وتخزينها‪.‬‬
‫ولقد نصت المادة ‪ 18‬من نفس النظام على البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬أن تجدد مستوى األمن الذي‬
‫تراه ضرورياً في ميدان المعلوماتية‪ ،‬بشكل يتوافق مع متطلبات نشاطاتها‪ ،‬بحيث يجب أن تتأكد من استم اررية‬
‫استجابة أنظمة المعلومات الخاصة بها إلى هذا الحد األدنى من األمن المعتمد‪ .1‬وبهذا نالحظ أن الجزائر‬
‫سايرت في هذا الجانب تقرير لجنة بازل الخاص بإدارة المخاطر الرئيسية للصرفة اإللكترونية الصادر في‬
‫شكل وثيقة شهر ماي ‪2001‬م‪ ،‬وذلك في المبدأ ‪ 13‬من المحور الثالث للمبادئ الرئيسية إلدارة مخاطر‬
‫الصيرفة اإللكترونية‪.‬‬
‫أما المادة ‪ 19‬من النظام ‪ 03-02‬فلقد أوضحت أهداف مراقبة أنظمة اإلعالم اآللي ولخصتها في‬
‫التأكد بصفة دورية من التقويم لمستوى أمن أنظمة اإلعالم‪ ،‬ومن إجراءات التصحيحات الخاصة بهذه‬
‫األنظمة عند الضرورة‪ ،‬وكذلك التأكد من ضمان استم اررية االستغالل بتوافر اإلجراءات البديلة الخاصة‬
‫بالمعلوماتية لدى البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬وذلك عند حدوث أي طارئ‪ ،‬كما رسمت المادة ‪ 19‬محيط‬
‫مراقبة األنظمة المعلوماتية إلى حفظ المعلومات والتوثيق الخاص بالتحاليل والبرمجة وبتنفيذ المعالجات‪.2‬‬

‫وبذلك أطر النظام ‪ 03-02‬من خالل المادة ‪ 18‬و‪ ،19‬سبل مراقبة نظم المعلومات المستعملة بشكل‬
‫رئيسي في تقديم خدمات الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬إال أنه لم يمس كل ما جاءت به وثيقة لجنة بازل المتعلقة‬
‫بالرقابة على الصيرفة اإللكترونية لسنة ‪2001‬م‪ ،‬ذلك أن الجزائر لم تشهد في هذه المرحلة ولوجاً معتب اًر‬
‫لخدمات الصيرفة اإللكترونية داخل البنوك والمؤسسات المالية العاملة فيها‪ ،‬وكان استعمال نظم المعلوماتية‬
‫مقتص اًر بشكل كبير على خدمات الصيرفة التقليدية‪ ،‬السيما فيما يخص التقييد المحاسبي وعملية تخزين‬
‫وحفظ المعلومات‪.‬‬

‫النظام ‪ 03-02‬المؤرخ في ‪ 14‬نوفمبر ‪ ،2002‬المتضمن المراقبة الداخلية للبنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬المادة ‪.18‬‬ ‫‪1‬‬

‫النظام ‪ 03-02‬المؤرخ ‪14‬نوفمبر ‪ ،2002‬المتضمن المراقبة الداخلية للبنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬المادة ‪.19‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪153‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -2‬النظام رقم ‪ 08-11‬المؤرخ في ‪ 28‬نوفمبر ‪2011‬م‪ ،‬المتعلق بالمراقبة الداخلية للبنوك والمؤسسات‬
‫المالية‪:‬‬

‫لقد صدر هذا النظام بهدف تحديد مضمون المراقبة الداخلية الواجب وضعها من قبل البنوك‬
‫والمؤسسات المالية في ظل األمر رقم ‪ 11-03‬المؤرخ في ‪ 26‬اوت ‪2003‬م‪ ،‬والمتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬ولقد‬
‫كرست كل من المادة ‪ 35‬والمادة ‪ 36‬من هذا النظام ما جاءت به كل من المادة ‪ 18‬والمادة ‪ 19‬من النظام‬
‫‪ ( 03-02‬المتعلق بالمراقبة الداخلية للبنوك والمؤسسات المالية)‪ ،‬وحملت إضافة جديدة على المادة ‪ 19‬من‬
‫النظام ‪ ،03-02‬فنصت المادة ‪ 36‬من النظام ‪ 08-11‬على الحفاظ على سرية ونزاهة المعلومات‪ ،‬وبهذا‬
‫زادت دائرة القواسم المشتركة الخاصة بمسايرة الجزائر لتقرير لجنة بازل إلدارة المخاطر الرئيسية للصيرفة‬
‫اإللكترونية في صيغته الجديدة لشهر جويلية ‪2003‬م‪.‬‬

‫وتأتي هذه الخطوة كإجراء لتفعيل الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونيية في الجزائر‪ ،‬وحماية‬
‫خصوصية العميل والمستفيد من تلك الخدمات‪.‬‬

‫وجاء في النظام ‪ 08-11‬عبر المادة ‪ ،60‬إلزاماً للبنوك والمؤسسات المالية بتسجيل الحوادث‬
‫المعتبرة الناجمة عن تقصير في احترام أو صياغة اإلجراءات الداخلية‪ ،‬وعن االختالالت في األنظمة السيما‬
‫المعلوماتية‪ ،‬التي ترتبط بشكل كبير بالعمل المصرفي اإللكتروني‪ ،‬كنا أنها فسحت المجال أمام البنوك‬
‫والمؤسسات المالية بتحديد المعايير المالئمة لتسجيل طبيعة مخاطرها ونشاطاتها‪ ،‬ووضعت أيضاً مجموعة‬
‫من االعتبارات‪ ،‬على ضوئها يتم وضع ملف أو ملفات الحوادث تحت تصرف المسؤولين عن الرقابة الدائمة‬
‫والدورية‪ ،‬كما ألزمت المادة ‪ 62‬من النظام البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬بإعداد مجموع وثائق تحدد بدقة‬
‫الوسائل الموجهة لضمان السير الحسن لجهاز الرقابة الداخلية‪ ،‬السيما اإلجراءات المتعلقة بأمن أنظمة‬
‫المعلومات واالتصال‪ ،‬وهذا أيضاً له ارتباط وثيق بالصيرفة اإللكترونية‪ ،‬ومنه يمكن القول أن المادة ‪60‬‬
‫والمادة ‪ 62‬من النظام ‪ ،08-11‬اهتمت بتفعيل الرقابة المصرفية على النظم المعلوماتية التي تعتبر عنص اًر‬
‫أساسياً لتقديم خدمات الصيرفة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -3‬النظام رقم ‪ 07-05‬المؤرخ في ‪ 28‬ديسمبر ‪ 2005‬المتضمن بأمن أنظمة الدفع ‪:‬‬
‫هدف النظام رقم ‪ 07-05‬المؤرخ في ‪ 28‬ديسمبر ‪2005‬م المتعلق بأمن أنظمة الدفع إلى تعريف‬
‫أنظمة الدفع‪ ،‬وجهاز األمن الخاص بها‪ ،‬ولقد صدر بعد صدور النظام رقم ‪ 04-05‬المتضمن نظام التسوية‬
‫اإلجمالية الفورية للمبالغ الكبيرة والدفع المستعجل‪ ،‬والنظام رقم ‪ 06-05‬المتضمن مقاصة الصكوك وأدوات‬
‫الدفع الخاصة بالجمهور العريض األخرى‪ ،‬ومن خالل هذا النظام تعين على المشاركين والمسيرين ألنظمة‬
‫الدفع‪ ،‬وضع أجهزة أمن حسب كل واحد منهم‪ ،‬تكون هذه األجهزة مطابقة للمقاييس الدولية المعمول بها في‬
‫هذا الشأن‪ ،‬كما وضح النظام ‪ 07-05‬أن أمن أنظمة الدفع يتكون من أمن البنية األساسية ألنظمة الدفع‪،‬‬

‫‪154‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫وكذا أمن وسائل الدفع‪ ،‬وكذلك تعيين موظفين مؤهلين وأكفاء للقيام بعمليات الدفع‪ ،‬ولقد شدد هذا النظام على‬
‫المشاركين في أنظمة الدفع بضرورة ضمان سرية وصحة المعلومات التي تمر عبر أنظمة الدفع‪ ،‬وكذلك‬
‫إلزامية وضع أنظمة نجدة (‪ )Back-up‬وتوفير موارد بشرية مالئمة بغرض ضمان استم اررية االستغالل‪،‬‬
‫مواجه ًة لكوارث مفاجئة تحول دون االشتغال العادي للمنشئات األساسية‪ ،‬وألقى هذا النظام مسؤولية توفير‬
‫األمن للبنية األساسية الخاصة بأنظمة الدفع واحترام المعايير المطبقة في هذا المجال لبنك الجزائر‪ ،‬كما‬
‫أوضح لهذا األخير حالة تعذره عن ذلك‪ ،‬أن يطلب من الجهة المصدرة اتخاذ التدابير الالزمة‪ ،‬أو توقيف‬
‫إدخال وسيلة الدفع المعنية في النظام‪ ،‬حالة عدم تطبيق هذه التوصيات والتدابير‪ ،‬وأضاف على ذلك وبصفة‬
‫خاصة على بنك الجزائر التأكد من أمن بطاقات الدفع‪ ،‬ومتابعة إجراءات توفير شروط األمن المتخذة من قبل‬
‫الجهات التي تصدرها‪ ،‬ويتضح من خالل النظام ‪ 07-05‬المتضمن أمن أنظمة الدفع أن الجزائر حاولت أن‬
‫تساير المعايير الدولية للرقابة المصرفية على المصرفية اإللكترونية‪ ،‬والتي أشار لها تقرير لجنة بازل شهر‬
‫جويلية ‪2003‬م‪ ،‬خاصة ما تعلق بالسرية وصحة المعلومات الخاصة بالعميل‪ ،‬وضمان استم اررية االستغالل‬
‫من خالل خطة طوارئ‪ ،‬لكن تبقى عدة نقط مظلمة كان من المفروض التطرق إليها‪ ،‬كما هو منصوص‬
‫عليها في وثيقة لجنة بازل‪ ،‬ولقد ترك النظام ‪ 07-05‬الباب مفتوحاً أمام أي تعديل أو توضيح في المادة‬
‫‪ ،13‬التي نص ت على أن تحدد كيفيات تطبيق هذا النظام كلما دعت الضرورة أو الحاجة لذلك‪ ،‬عن طريق‬
‫تعليمة يصدرها بنك الجزائر‪.‬‬
‫وبالتالي ما يلفت االنتباه في المنظومة المصرفية الجزائرية‪ ،‬ذلك الضعف في التشريع المنظم للرقابة‬
‫المصرفية اإللكترونية‪ ،‬بالرغم من توفر معايير دولية‪ ،‬يمكن إتباعها واعتمادها بكل سهولة‪ ،‬ويمكن أن يرجع‬
‫ذلك لضعف االعتماد على تلك الخدمات من قبل بعض عمالء البنوك‪ ،‬ونقص الثقة في وسائل الدفع‬
‫اإللكترونية عند المستهلك والتاجر‪ ،‬والتخوف من المصالح الضرائب بالنسبة للبائعين‪ ،‬والغياب الشبه التام‬
‫للتجارة اإللكترونية‪ ،‬وأسباب أخرى تجعل من التشريعات قليلة‪ ،‬و تجعلها تمس فقط العمليات الممارسة داخل‬
‫البنوك‪ ،‬كالمقاصة اإللكترونية للشيكات والحواالت و‪ ،RTGS‬غالباً ما تكون ما بين مؤسسات فيما بينها‪ ،‬أو‬
‫بينها وبين األفراد‪ ،‬وعمليات السحب عن طريق البطاقات البنكية‪ ،‬ما يجعل الحاجة لهذه التشريعات بعيدة‪،‬‬
‫وغير متأثرة بالسلوك المصرفي للعمالء الذين يقبلون بصفة أكثر على خدمات الصيرفة التقليدية في‬
‫تعامالتهم اليومية‪ ،‬خاصة عمليات السحب النقدي‪ ،‬وإيداع األموال‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة ميدانية لعينة من البنوك العاملة بالجزائر‬

‫يشمل هذا المطلب على وصف المنهج المعتمد لهذه الدراسة‪ ،‬وكذلك أفراد مجتمع الدراسة‪ ،‬االستبانة‬
‫المستعملة كأداة لذلك وطرق إعدادها‪ ،‬كما أنه يحتوي على اختبار صدقها وثباتها‪.‬‬

‫أوالا‪ :‬المنهجية المعتمدة للدراسة‬

‫تعالج الدراسة موضوع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وسبل تفعيلها في الج ازئر‪ ،‬بحيث‬
‫يتفرع الموضوع إلى عدة جوانب ذات صلة وطيدة به‪ ،‬كمخاطر الصيرفة اإللكترونية وإدارة المخاطر‬
‫المصرفية‪ ،‬وانعكاسات المعايير الدولية المتمثلة في مقررات لجنة بازل على واقع الصناعة المصرفية في‬
‫الجزائر‪ ،‬إلى غير ذلك من معطيات مختلفة‪ ،‬وقد اقتضت الدراسة اعتماد المنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬ذلك أنه‬
‫يسمح بتقديم معلومات دقيقة حول الظاهرة المدروسة وكذا األحداث التي مر بها الباحث خالل بحثه العلمي‪،‬‬
‫ويتجسد ذلك في االستبانة الموجهة لبعض العاملين بالبنوك الجزائرية‪ ،‬وذلك طبعا ًً بعد صياغة إشكالية‬
‫الدراسة في شكل سؤال رئيس وأسئلة فرعية‪ ،‬واختيار فرضية أو فرضيات مناسبة لذلك‪ ،‬ثم تحديد عينة‬
‫الدراسة‪ ،‬ليصل في األخير إلى جملة من النتائج والتوصيات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬طريقة جمع البيانات‬

‫لقد اعتمدت الدراسة على مجموعة من االستبيانات وذلك بعد توزيعها على مجموعة من األفراد‬
‫مستخدمي البنوك التجارية العاملة بالجزائر عبر واليات مختلفة‪ ،‬ومن ثم تعبئة تلك المعلومات الخاصة‬
‫بمفردات البحث وتحليلها باستخدام برنامج ‪ 1spss‬واستعمال بعض االختبارات اإلحصائية للوصول إلى‬
‫معطيات تفيد الدراسة وتدعمها‪ ،‬كما لم تستثني الدراسة بعض المجالت والدوريات ذات الصلة بالموضوع‪،‬‬
‫باإلضافة إلى بعض التنظيمات والتعليمات الصادرة من قبل بنك الجزائر والتي على ضوئها يمكن رسم معالم‬
‫الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية في الجزائر‪ ،‬األمر الذي يساعد بشكل رئيسي في انجاز البحث‬
‫قيد الدراسة‪.‬‬

‫‪1Spss: Statiscal Package for Social Science‬‬

‫‪156‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ثالث ا‪ :‬مجتمع وعينة الدراسة‬

‫شملت الدراسة مجموعة من الموظفين في البنوك التجارية العاملة بالجزائر‪ ،‬عمومية‪ ،‬وخاصة‪ ،‬ولقد‬
‫شمل البحث رتباً مختلفة في الوظائف من األعوان إلى المديرين مرو اًر باإلطارات والمراقبين والمفتشين عبر‬
‫وكاالت مختلفة من كل بنك‪ ،‬حيث تقدم هذه البنوك شكالً من أشكال خدمات الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬وبلغ عدد‬
‫المستخدمين محل الدراسة ‪ 105‬موظف‪ ،‬يمثلون عينة الدراسة‪ ،‬وزعت عليهم االستبانات‪ ،‬تم استرجاع ‪99‬‬
‫استبانة‪ ،‬حيث تم استبعاد ‪ 12‬استبانة لعدم توافقها مع نموذج اإلجابة‪ ،‬وأصبح بذلك عدد استبانات الدراسة‬
‫‪ 87‬استبانة‪.‬‬

‫‪ -1‬أداة الدراسة‪:‬‬

‫تحمل اإلستبانة الخاصة بالدراسة ثالثة محاور كاآلتي‪:‬‬

‫المحور األول ‪ :‬المعلومات الشخصية‪ ،‬يحتوي على ‪ 06‬فقرات‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬الصيرفة اإللكترونية وخدماتها في البنوك التجارية الجزائرية‪ ،‬ويحتوي على ‪ 20‬فقرة‪.‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬الرقابة على عمليات الصيرفة اإللكترونية وإدارة مخاطرها في الجزائر‪ ،‬ويحتوي على ‪17‬‬
‫فقرة‪.‬‬

‫ويتم تقييم اإلجابة على حساب مقياس ليكارت الخماسي‪ ،‬الجدول التالي يوضح ذلك‪:‬‬

‫الجدول رقم ‪ :17‬تصنيف اإلجابة على حساب مقياس ليكارت الخماسي‬

‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الدرجة‬


‫مرافق متاما‬ ‫موافق‬ ‫حمايد‬ ‫غي موافق‬ ‫غي موافق متاما‬ ‫التصنيف‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب‬

‫‪ -2‬الصدق الظاهري لالستبانة‪:‬‬

‫تم عرض أداة الدراسة المقترحة في صيغتها األول ية على مجموعة من المحكمين وهم أساتذة جامعيين‪،‬‬
‫وممارسين مصرفيين سوف ترد أسماءهم في ملحق الحق‪ ،‬حيث قدموا بعض التوجيهات واإلرشادات المفيدة‬
‫إلتمام الدراسة‪ ،‬ولقد اعتمدت تلك المالحظات الموجهة من طرف أغلبية المحكمين في صياغة الشكل النهائي‬
‫لالستبانة ‪ ،‬كما هو موضح في ملحق الحق‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -3‬صدق االتساق الداخلي لفقرات االستبانة‪:‬‬

‫لقد تم حساب االتساق الداخلي لفقرات االستبيان الخاص بالدراسة وذلك على العينة االستطالعية والتي‬
‫بلغ حجمها ‪ 30‬مفردة‪ ،‬ولقد اُعتمد في ذلك على حساب معامالت االرتباط بين كل فقرة والدرجة الكلية‬
‫للمحور التابع له‪ ،‬وبناءاً على ذلك تُعتبر فقرات االستبانة صادقة لما وضعت من أجل دراسته‪ ،‬ويوضح كل‬
‫من الجدولين رقم ‪ 18‬ورقم ‪ ،19‬إلى أن معامالت االرتباط دالة عند مستوى داللة ( ‪ ،)0,05‬كما أن القيمة‬
‫االحتمالية لكل فقرة أقل من ‪ 0,05‬وقيمة ‪ t‬المحسوبة أكبر من قيمة ‪ t‬الجدولية والتي تساوي ‪.0,361‬‬

‫الجدول رقم ‪ :18‬الصدق الداخلي لفقرات المحور الثاني‪ :‬الصيرفة اإللكترونية وخدماتها في البنوك الجزائرية‪.‬‬

‫القيمة‬ ‫معامل‬
‫الفقرة‬ ‫الرقم‬
‫االحتمالية‬ ‫االرتباط‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,564‬‬ ‫يتوفر لدى البنك برجميات حديثة ومعدات إلكرتونية تساعده يف تقدمي خدمات مصرفية حديثة‬ ‫‪7‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,442‬‬ ‫ميتلك البنك أجهزة حاسوب متطورة وبشكل كاف‬ ‫‪8‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,583‬‬ ‫يعتمد البنك يف تقدمي خدماته على نظم اتصال حديثة ومتطورة‬ ‫‪9‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,501‬‬ ‫ترتبط وكاالت البنك فيما بينها بشبكة اتصال موحدة ومتطورة تساعده على سرعة تقدمي اخلدمات املصرفية‬ ‫‪10‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,537‬‬ ‫يتم التواصل بني موظفي البنك وبني وكاالته الفرعية عرب وسائل إلكرتونية‬ ‫‪11‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,542‬‬ ‫لدى البنك رأس مال بشري مؤهل وذو دراية كافية خبدمات الصيفة اإللكرتونية‬ ‫‪12‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,599‬‬ ‫يقوم البنك بدورات تكوينية ملوظفيه حول تقدمي اخلدمات املصرفية اإللكرتونية وسبل تطويرها وعصرنتها‬ ‫‪13‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,546‬‬ ‫يتوفر لدى البنك موقع إلكرتوين على شبكة االنرتنت‬ ‫‪14‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,743‬‬ ‫يكتسي املوقع اإللكرتوين للبنك صفة املوقع املعلومايت (يقدم معلومات عن البنك و خدماته املصرفية)‬ ‫‪15‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,635‬‬ ‫يكتسي املوقع اإللكرتوين للبنك صفة املوقع االتصايل (يسمح بتبادل املعلومات والطلبات والنماذج عرب الربيد االلكرتوين)‬ ‫‪16‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,642‬‬ ‫يكتسي املوقع اإللكرتوين للبنك صفة املوقع التباديل (يسمح للزبون ابلوصول إىل حساابته وإدارهتا‪ ،‬كاالطالع على الرصيد وتسديد بعض الفواتي)‬ ‫‪17‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,387‬‬ ‫ميكن إجراء حتويالت نقدية إلكرتونيا ما بني البنوك دون احلاجة لتنقل العمالء‬ ‫‪18‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,387‬‬ ‫تنتشر أجهزة الصراف اآليل ‪ DAB‬و‪ GAB‬بشكل كاف عرب كافة وكاالت البنك مما يسمح ابستعمال واسع للبطاقات البنكية‬ ‫‪19‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,613‬‬ ‫يوفر البنك لعمالئه تطبيقات هبدف تثبيتها على اهلاتف احملمول وذلك لالستفادة من خدمات الصيفة اإللكرتونية‬ ‫‪20‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,499‬‬ ‫يوفر البنك خدمات الرسائل النصية القصية ‪ SMSING‬للتقرب من العميل وزايدة قوته التنافسية‬ ‫‪21‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,489‬‬ ‫تساهم الصيفة اإللكرتونية يف تدنية تكاليف اخلدمات املصرفية وربح الوقت‪ ،‬ما يشجع يف جلب زابئن جدد‪ ،‬ويكفل توفي جهد املوظفني‬ ‫‪22‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,666‬‬ ‫ميتلك عمالء البنك ثقة يف منتجات اخلدمات املصرفية اإللكرتونية بصورة تدعم القوة التنافسية للبنك‬ ‫‪23‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,563‬‬ ‫تتمتع منتجات الصيفة اإللكرتونية مبصداقية لدى عمالء البنك ما يدفعهم لإلقبال عليها بقدر جيد‬ ‫‪24‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,614‬‬ ‫يسعى البنك لتقدمي منتجات مصرفية إلكرتونية تتالءم مع تطلعات ورغبات الزابئن‬ ‫‪25‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,679‬‬ ‫يساير البنك كل التطورات والتغيات احلديثة الطارئة على النشاط املصريف اإللكرتوين‬ ‫‪26‬‬
‫قيمة ‪ t‬اجلدولية عند مستوى داللة ‪ 0,05‬ودرجة حرية ‪ 28‬تساوي ‪0,361‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث ابالعتماد على خمرجات برانمج ‪SPSS 23‬‬

‫‪158‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫وإدارة مخاطرها في الجزائر الجدول رقم ‪ :19‬الصدق الداخلي لفقرات المحور الثالث‪ :‬الرقابة عل العمليات الصيرفة اإللكترونية‬

‫القيمة‬ ‫معامل‬
‫الفقرة‬ ‫الرقم‬
‫االحتمالية‬ ‫االرتباط‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,688‬‬ ‫يُعىن جملس إدارة البنك إبتباع اسرتاتيجيه واضحة إلدارة املخاطر املصرفية‪ ،‬مبا فيها خماطر الصيفة اإللكرتونية‬ ‫‪27‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,643‬‬ ‫يقوم البنك بتقييم وتصنيف املخاطر املصرفية الناشئة عن العمل املصريف اإللكرتوين‬ ‫‪28‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,750‬‬ ‫يتوفر البنك على دائرة للرقابة على العمليات املصرفية‪ ،‬تتمتع ابالستقاللية يف أتدية وظائفها الرقابية‬ ‫‪29‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,707‬‬ ‫يهتم البنك إبجراء عملية إدارة املخاطر املصرفية تشمل العالقات املرتتبة عن التعاقد مع جمهزين خارجيني‬ ‫‪30‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,636‬‬ ‫يتمتع موظفي البنك بدراية كافية عن خماطر الصيفة اإللكرتونية‬ ‫‪31‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,683‬‬ ‫يضع البنك إجراءات وتدابي وقائية للحد من الدخول غي املصرح لشبكة البنك‪ ،‬ابلتحقق احملكم من هوية العميل وإرساء ضوابط مناسبة للولوج‬ ‫‪32‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,705‬‬ ‫يلتزم البنك ابإلفصاح لعمالئه عن املخاطر اليت يواجهها جراء تقدمي اخلدمات املصرفية اإللكرتونية‬ ‫‪33‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,797‬‬ ‫حيدد البنك مقاييس أمنية وضوابط ترخيص سليمة داخل األنظمة املصرفية اإللكرتونية‬ ‫‪34‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,637‬‬ ‫يعمل البنك على ختزين البياانت واملعلومات املتعلقة ابلعمليات املصرفية اإللكرتونية‪ ،‬واالحتفاظ هبا بشكل سليم‬ ‫‪35‬‬
‫يقوم البنك إبشعار العميل واطالعه على سياسة اخلصوصية‪ ،‬وتوقيعه على عقد يضمن براءة البنك عند سوء استخدام العميل للعمليات‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,542‬‬ ‫‪36‬‬
‫اإللكرتونية‬

‫‪0,000‬‬ ‫‪0,569‬‬ ‫يبلغ البنك عمالئه أبمهية كلمة السر الساحمة ابلولوج إىل خدمات الصيفة اإللكرتونية‪ ،‬ومسؤوليتهم الكاملة عن سوء االحتفاظ هبا‬ ‫‪37‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,767‬‬ ‫لدى البنك خطط طوارئ حتول دون اهنيار أنظمة التشغيل اخلاصة ابلبنك‬ ‫‪38‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,792‬‬ ‫لدى البنك أنظمة تشغيل ذات فاعلية جتعلها تتصدى وتواجه كل حماوالت االخرتاق والقرصنة‪ ،‬وهجمات الفيوسات‬ ‫‪39‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,733‬‬ ‫يقوم البنك بفحوصات دورية للربامج احلاسوبية حلمايتها من الفيوسات‪ ،‬ويعمل على حتديث برامج مكافحة الفيوسات‬ ‫‪40‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,560‬‬ ‫يستخدم البنك أكثر من ‪ serveur‬يف مناطق خمتلفة‪ ،‬حىت يتسىن له االستمرارية حالة الطوارئ‬ ‫‪41‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,566‬‬ ‫حيتوي البنك على معدات كهرابئية تسمح ابلتزويد املستمر من الطاقة ألجهزة التخزين اإللكرتونية‬ ‫‪42‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,720‬‬ ‫يتوفر البنك على هيئة تعمل على التخطيط لالستجابة ألي حادث أو عارض يواجه البنك‬ ‫‪43‬‬
‫قيمة ‪ t‬اجلدولية عند مستوى داللة ‪ 0,05‬ودرجة حرية ‪ 28‬تساوي ‪0,361‬‬
‫‪SPSS 23‬‬ ‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث ابالعتماد على خمرجات برانمج‬
‫‪ -4‬صدق االتساق البنائي لمحاور الدراسة‪:‬‬

‫يتم التأكد من صدق االتساق البنائي لمحور الدراسة من خالل الجدول الالحق‪.‬‬

‫الجدول رقم ‪ :20‬معامل االرتباط بين معدل كل محور من محاور الدراسة مع المعدل الكلي لفقرات االستبانة‪.‬‬

‫القيمة االحتمالية‬ ‫معامل االرتباط‬ ‫احملور‬


‫احملور الثاين‪ :‬الصيفة اإللكرتونية‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,908‬‬
‫وخدماهتا يف البنوك اجلزائرية‬
‫احملور الثالث‪ :‬الرقابة على العمليات‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪0,907‬‬
‫الصرفية اإللكرتونية وإدارة خماطرها يف اجلزائر‬
‫قيمة ‪ t‬اجلدولية عند مستوى داللة ‪ 0,05‬ودرجة حرية ‪ 28‬تساوي ‪0,361‬‬
‫‪SPSS 23‬‬ ‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث ابالعتماد على خمرجات برانمج‬

‫‪159‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫يتضح لنا من الجدول أعاله أن معامالت االرتباط المبينة على الجدول دالة عند مستوى داللة ‪،0,05‬‬
‫ذلك أن القيمة االحتمالية لكل فقرة أقل من ‪ 0,05‬وقيمة ‪ t‬المحسوبة لكل محور أكبر من قيمة ‪ t‬الجدولية‬
‫والتي تساوي ‪.361,0‬‬

‫‪ -5‬ثبات فقرات االستبانة‪:‬‬

‫نعتمد في هذا الصدد على طريقة ألفاكرونباخ ‪ Ctonbch's Alpha‬لقياس ثبات االستبانة‪ ،‬والجدول اآلتي‬
‫يوضح ذلك‪.‬‬

‫جدول رقم ‪ :21‬معامل الثبات ( طريقة ألفاكرونباخ )‬

‫معامل ألفاكرونباخ‬ ‫عدد الفقرات‬ ‫احملور‬


‫‪0,779‬‬ ‫‪20‬‬ ‫احملور الثاين‬
‫‪0,926‬‬ ‫‪17‬‬ ‫احملور الثالث‬
‫‪0,899‬‬ ‫‪37‬‬ ‫اجملموع‬
‫من خالل الجدول يمكن القول أن معامالت الثبات مرتفعة‪ ،‬ولقد بلغ معامل الثبات لجميع الفقرات‬
‫‪ ، 0,899‬حيث تعطي قيمة هذا العامل إرياحية للباحث‪ ،‬وإنه لجدير باإلشارة إننا عند القيام بحذف فقرة من‬
‫المحور الثاني والمتمثلة في الفقرة رقم ‪ "18‬يمكن إجراء تحويالت نقدية إلكترونياً دون الحاجة لتنقل العمالء "‬
‫فسيتحسن معامل ألفاكرونباخ الخاص بالمحور الثاني ليصير ‪ 0,908‬ويصبح الجدول رقم ‪ 20‬على النحو‬
‫اآلتي‪:‬‬

‫الجدول رقم ‪ :22‬معامل الثبات بعد حذف الفقرة رقم ‪ 18‬من المحور الثاني ( طريقة ألفاكرونباخ )‬

‫معامل ألفاكرونباخ‬ ‫عدد الفقرات‬ ‫احملور‬


‫‪0,908‬‬ ‫‪19‬‬ ‫احملور الثاين‬
‫‪0,926‬‬ ‫‪17‬‬ ‫احملور الثالث‬
‫‪0,944‬‬ ‫‪36‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪SPSS 23‬‬ ‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث باالعتماد على مخرجات برنامج‬
‫ومنه عند حذف الفقرة ‪ 18‬من المحور الثاني في االستبانة فسترتفع قيمة معامل ألفاكرونباخ للمحور‬
‫الثاني إلى ‪ ،0,908‬أما بالنسبة لمجموع المحورين فسيرتفع إلى‪ 0,944‬بعدما كان ‪ ،0,899‬ويمكن إرجاع‬
‫ذلك إلى عدم تكيف عمالء البنوك التجارية الجزائرية على هذا النوع من التحويالت ونقص ثقافتهم حولها‪،‬‬

‫‪160‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫وإقبالهم المتواصل على التحويالت النقدية عبر منافذ الصيرفة التقليدية‪ ،‬بالرغم من توفر خدمات الصيرفة‬
‫اإللكترونية‪.‬‬

‫رابع ا‪ :‬المعالجة اإلحصائية لمعطيات االستبانة‬

‫بعد تجميع أدوات الدراسة ولتحقيق أهدافها‪ ،‬تم استخدام األسلوب اإلحصائي‪ ،‬وذلك باستعمال الحزم‬
‫اإلحصائية للعلوم االجتماعية ‪ ،)Spss: Statiscal Package fot Social Sciene( spss‬وذلك وفق اآلتي‪:‬‬

‫القيام بترميز وإدخال البيانات إلى جهاز الكمبيوتر‪ ،‬حسب مقياس ليكارت الخماسي‪ ،‬وتم‬ ‫‪-1‬‬
‫احتساب المدى (‪ ،)4=1-5‬ثم قسم على عدد فقرات المقياس الخمسة (‪ )5‬وذلك للحصول على طول الفقرة‬
‫‪4‬‬
‫( =‪ ،)0,8‬ثم أضيفت هذه القيمة إلى أقل قيمة في مقياس ليكارت الخماسي وهي الواحد (‪ ،)1‬وذلك حتى‬
‫‪5‬‬
‫يتسنى لنا تحديد الحد األعلى للفقرة األولى وباقي الفقرات بإضافة طول الفقرة وهكذا والجدول الالحق يوضح‬
‫ذلك‪:‬‬

‫الجدول رقم ‪ :23‬مقياس ليكارت الخماسي‬

‫‪5,00-4,20‬‬ ‫‪4,20-3,40‬‬ ‫‪3,40-2,60‬‬ ‫‪2,60-1,80‬‬ ‫‪1,80-1‬‬ ‫الفقرة‬


‫موافق متاما‬ ‫موافق‬ ‫حمايد‬ ‫غي موافق‬ ‫غي موافق متاما‬ ‫درجة املوافقة‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الدرجة‬
‫‪%100-%84‬‬ ‫‪%84-%68‬‬ ‫‪%68-%52‬‬ ‫‪%52-%36‬‬ ‫‪%36-%20‬‬ ‫الوزن النسب‬
‫‪ -2‬تم حساب المتوسط الحسابي وذلك لتحديد مدى انخفاض وارتفاع استجابات األفراد الذين شملتهم‬
‫الدراسة‪ ،‬حيث أنه يمكن استعماله في ترتيب العبارات حسب أكبر متوسط حسابي‪.‬‬
‫‪ -3‬االنحراف المعياري للتعرف على مدى انحراف استجابات أفراد الدراسة لكل عبارات االستبانة ولكل‬
‫محور من المحورين الثاني والثالث عن متوسطها الحسابي‪ ،‬بحيث كلما اقتربت قيمته من الصفر كانت‬
‫االستجابات ممركزة ‪ ،‬وتشتتها منخفض بين المقياس‪.‬‬
‫‪ -4‬اختبار ألفاكرونباخ لمعرفة ثبات فقرات االستبان‪.‬‬
‫‪ -5‬استعمال معامل بيرسون لقياس صدق الفقرات‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫خامس ا‪ :‬تحليل محاور فرضيات الدراسة‬

‫‪ -‬الفرضية األولى‪:‬‬

‫الجدول رقم ‪ :24‬تحليل فقرات المحور الثاني‪ :‬الصيرفة اإللكترونية وخدماتها في البنوك الجزائرية‬
‫القيمة‬ ‫الوزن‬ ‫االحنراف‬ ‫املتوسط‬
‫قيمة ‪t‬‬ ‫الفقرة‬ ‫الرقم‬
‫االحتمالية‬ ‫النسيب‬ ‫املعياري‬ ‫احلساب‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪47,207‬‬ ‫‪81,20‬‬ ‫‪0,803‬‬ ‫‪4,06‬‬ ‫يتوفر لدى البنك برجميات حديثة ومعدات إلكرتونية تساعده يف تقدمي خدمات مصرفية حديثة‬ ‫‪7‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪31,437‬‬ ‫‪71,00‬‬ ‫‪1,053‬‬ ‫‪3,55‬‬ ‫ميتلك البنك أجهزة حاسوب متطورة وبشكل كاف‬ ‫‪8‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪34,988‬‬ ‫‪73,00‬‬ ‫‪0,974‬‬ ‫‪3,65‬‬ ‫يعتمد البنك يف تقدمي خدماته على نظم اتصال حديثة ومتطورة‬ ‫‪9‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪51,704‬‬ ‫‪80,80‬‬ ‫‪0,729‬‬ ‫‪4,04‬‬ ‫ترتبط وكاالت البنك فيما بينها بشبكة اتصال موحدة ومتطورة تساعده على سرعة تقدمي اخلدمات املصرفية‬ ‫‪10‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪41,140‬‬ ‫‪78,80‬‬ ‫‪0,893‬‬ ‫‪3,94‬‬ ‫يتم التواصل بني موظفي البنك وبني وكاالته الفرعية عرب وسائل إلكرتونية‬ ‫‪11‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪29,772‬‬ ‫‪70,00‬‬ ‫‪1,098‬‬ ‫‪3,50‬‬ ‫لدى البنك رأس مال بشري مؤهل وذو دراية كافية خبدمات الصيفة اإللكرتونية‬ ‫‪12‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪39,158‬‬ ‫‪76,20‬‬ ‫‪0,908‬‬ ‫‪3,81‬‬ ‫يقوم البنك بدورات تكوينية ملوظفيه حول تقدمي اخلدمات املصرفية اإللكرتونية وسبل تطويرها وعصرنتها‬ ‫‪13‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪45,199‬‬ ‫‪82,80‬‬ ‫‪0,856‬‬ ‫‪4,14‬‬ ‫يتوفر لدى البنك موقع إلكرتوين على شبكة االنرتنت‬ ‫‪14‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪35,874‬‬ ‫‪79,40‬‬ ‫‪1,034‬‬ ‫‪3,97‬‬ ‫يكتسي املوقع اإللكرتوين للبنك صفة املوقع املعلومايت (يقدم معلومات عن البنك و خدماته املصرفية)‬ ‫‪15‬‬
‫يكتسي املوقع اإللكرتوين للبنك صفة املوقع االتصايل (يسمح بتبادل املعلومات والطلبات والنماذج عرب الربيد‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪34,233‬‬ ‫‪72,60‬‬ ‫‪0,989‬‬ ‫‪3,63‬‬ ‫االلكرتوين)‬
‫‪16‬‬
‫يكتسي املوقع اإللكرتوين للبنك صفة املوقع التباديل (يسمح للزبون ابلوصول إىل حساابته وإدارهتا‪ ،‬كاالطالع‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪34,440‬‬ ‫‪76,40‬‬ ‫‪1,036‬‬ ‫‪3,82‬‬ ‫على الرصيد وتسديد بعض الفواتي)‬
‫‪17‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪8,283‬‬ ‫‪81,20‬‬ ‫‪4,582‬‬ ‫‪4,06‬‬ ‫ميكن إجراء حتويالت نقدية إلكرتونيا ما بني البنوك دون احلاجة لتنقل العمالء‬ ‫‪18‬‬
‫تنتشر أجهزة الصراف اآليل ‪ DAB‬و‪ GAB‬بشكل كاف عرب كافة وكاالت البنك مما يسمح ابستعمال‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪35,921‬‬ ‫‪74,60‬‬ ‫‪0,970‬‬ ‫‪3,73‬‬ ‫واسع للبطاقات البنكية‬
‫‪19‬‬
‫يوفر البنك لعمالئه تطبيقات هبدف تثبيتها على اهلاتف احملمول وذلك لالستفادة من خدمات الصيفة‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪25,933‬‬ ‫‪68,60‬‬ ‫‪1,236‬‬ ‫‪3,43‬‬ ‫اإللكرتونية‬
‫‪20‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪30,844‬‬ ‫‪68,80‬‬ ‫‪1,042‬‬ ‫‪3,44‬‬ ‫يوفر البنك خدمات الرسائل النصية القصية ‪ SMSING‬للتقرب من العميل وزايدة قوته التنافسية‬ ‫‪21‬‬
‫تساهم الصيفة اإللكرتونية يف تدنية تكاليف اخلدمات املصرفية وربح الوقت‪ ،‬ما يشجع يف جلب زابئن جدد‪،‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪39,053‬‬ ‫‪77,40‬‬ ‫‪0,925‬‬ ‫‪3,87‬‬ ‫ويكفل توفي جهد املوظفني‬
‫‪22‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪34,028‬‬ ‫‪71,60‬‬ ‫‪0,983‬‬ ‫‪3,58‬‬ ‫ميتلك عمالء البنك ثقة يف منتجات اخلدمات املصرفية اإللكرتونية بصورة تدعم القوة التنافسية للبنك‬ ‫‪23‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪34,073‬‬ ‫‪72,40‬‬ ‫‪0,991‬‬ ‫‪3,62‬‬ ‫تتمتع منتجات الصيفة اإللكرتونية مبصداقية لدى عمالء البنك ما يدفعهم لإلقبال عليها بقدر جيد‬ ‫‪24‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪46,629‬‬ ‫‪76,40‬‬ ‫‪0,765‬‬ ‫‪3,82‬‬ ‫يسعى البنك لتقدمي منتجات مصرفية إلكرتونية تتالءم مع تطلعات ورغبات الزابئن‬ ‫‪25‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪35,994‬‬ ‫‪73,60‬‬ ‫‪0,956‬‬ ‫‪3,68‬‬ ‫يساير البنك كل التطورات والتغيات احلديثة الطارئة على النشاط املصريف اإللكرتوين‬ ‫‪26‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪57,617‬‬ ‫‪75,40‬‬ ‫‪0,610‬‬ ‫‪3,77‬‬ ‫اجملموع لكل الفقرات‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث ابالعتماد على خمرجات برانمج ‪SPSS 23‬‬
‫لقد تم استخدام اختبار ‪ T‬للعينة الواحدة وذلك لتحليل فقرات استبانة الدراسة‪ ،‬حيث تكون الفقرة ايجابية‪،‬أو‬
‫بعنى آخر األفراد الذين شملتهم الدراسة ( العينة ) يوافقون على محتواها‪ ،‬عندما تكون قيمة ‪ t‬المحسوبة أكبر‬
‫من قيمة ‪ t‬الجدولية‪ ،‬عند درجة حرية ‪ 86‬والتي تساوي (‪ ،)1,99‬أو في حالة ما إذا كان الوزن النسبي يفوق‬
‫‪ ،%60‬أو عندما تكون القيمة االحتمالية أقل من ‪( ،0,05‬اطلع على الملحق المرفق عند ‪)0,05‬‬
‫‪162‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫• الفقرة ‪ :7‬القيمة االحتمالية ‪ 0,000‬وهي أقل من ‪ ،0,05‬والوزن النسبي يبلغ ‪ ،81,20‬ويعني ذلك أن‬
‫البنك يتوفر على برمجيات حديثة ومعدات إلكترونية تساعد في تقديم خدمات مصرفية حديثة‪.‬‬
‫• الفقرة ‪ :8‬القيمة االحتمالية ‪ 0,000‬وهي أقل من ‪ ،0,05‬والوزن النسبي ‪ ،71,00‬ويعني ذلك أن البنك‬
‫يمتلك أجهزة حاسوب ( كمبيوتر) متطورة وبشكل كاف‪.‬‬
‫• الفقرة ‪ :9‬القيمة االحتمالية ‪ 0,000‬وهي أقل من ‪ ،0,05‬والوزن النسبي ‪ ،73,00‬ويعني ذلك أن البنك‬
‫يعتمد في تقديمه للخدمات على نظم اتصال حديثة ومتطورة‪.‬‬
‫• الفقرة ‪ :10‬القيمة االحتمالية ‪ 0,000‬وهي أقل من ‪ ،0,05‬والوزن النسبي ‪ ،80,80‬وذلك يعني أن‬
‫وكاالت البنك ترتبط فيما بينها بشبكة اتصال موحدة ومتطورة تساعده على تقديم خدمات مصرفية بطريقة‬
‫سريعة‪ ،‬وتسهل عملية التنسيق فيما بينها‪.‬‬
‫• الفقرة ‪ :11‬القيمة االحتمالية ‪ 0,000‬وهي أقل من ‪ ،0,05‬والوزن النسبي ‪ ،78,80‬ويعني ذلك أن‬
‫التواصل بين موظفي البنك وبين وكاالته الفرعية يتم عبر وسائل إلكترونية‪.‬‬
‫• الفقرة ‪ :12‬القيمة االحتمالية ‪ 0,000‬وهي أقل من ‪ ،0,05‬والوزن النسبي ‪ ،70,00‬ويعني ذلك أن‬
‫البنك يمتلك على العموم رأس مال بشري مؤهل وذو دراية كافية بخدمات الصيرفة اإللكترونية‪.‬‬
‫• الفقرة ‪ :13‬القيمة االحتمالية ‪ 0,000‬وهي أقل من ‪ ،0,05‬والوزن النسبي ‪ ،76,20‬وهذا يعني أن‬
‫البنك يقوم بدورات تكوينية لبعض موظفيه حول تقديم الخدمات المصرفية اإللكترونية وسبل تطويرها‬
‫وعصرنتها‪.‬‬
‫• الفقرة ‪ :14‬القيمة االحتمالية ‪ 0,000‬وهي أقل من ‪ ،0,05‬والوزن النسبي ‪ ،82,80‬ويعني ذلك أن‬
‫البنك يتوفر على موقع إلكتروني على شبكة االنترنت‪ ،‬وأن األفراد العاملين على دراية بذلك‪.‬‬
‫• الفقرة ‪ :15‬القيمة االحتمالية ‪ 0,000‬وهي أقل من ‪ ،0,05‬والوزن النسبي ‪ ،79,40‬ويعني ذلك أن‬
‫الموقع اإللكتروني للبنك يكتسي صفة الموقع المعلوماتي‪.‬‬
‫• الفقرة ‪ :16‬القيمة االحتمالية ‪ 0,000‬وهي أقل من ‪ ،0,05‬والوزن النسبي ‪ ،72,60‬وهذا يعني ذلك أن‬
‫الموقع اإللكتروني للبنك يكتسي صفة الموقع االتصالي‪.‬‬
‫• الفقرة ‪ :17‬القيمة االحتمالية ‪ 0,000‬وهي أقل من ‪ ،0,05‬والوزن النسبي ‪ ،76,40‬وهذا يعني أن‬
‫الموقع اإللكتروني للبنك يكتسي صفة الموقع التبادلي‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫• الفقرة ‪ :18‬القيمة االحتمالية ‪ 0,000‬وهي أقل من ‪ ،0,05‬والوزن النسبي ‪ ،81,20‬ويعني ذلك أنه‬
‫يمكن إجراء تحويالت نقدية إلكترونياً فيما بين البنوك داخل الجزائر‪ ،‬دون الحاجة لتنقل العمالء إلى مكان‬
‫عمل البنوك ( محل البنك)‪.‬‬
‫• الفقرة ‪ :19‬القيمة االحتمالية ‪ 0,000‬وهي أقل من ‪ ،0,05‬والوزن النسبي ‪ 74,60‬وهذا ما يعني أن‬
‫أجهزة الصراف اآللي بنوعيها ‪ DAB‬و‪ GAB‬تنتشر بشكل كاف عبر كافة وكاالت البنك‪ ،‬مما يسمح‬
‫باستعمال البطاقات البنكية على نطاق واسع‪.‬‬
‫• الفقرة ‪ :20‬القيمة االحتمالية ‪ 0,000‬وهي أقل من ‪ ،0,05‬والوزن النسبي ‪ 68,60‬ويعني ذلك أن‬
‫بعض البنوك توفر لعمالئها تطبيقات بهدف تثبيتها على الهاتف المحمول وذلك لالستفادة من بعض‬
‫الخدمات المصيرفة اإللكترونية‪.‬‬
‫• الفقرة ‪ :21‬القيمة االحتمالية ‪ 0,000‬وهي أقل من ‪ ،0,05‬والوزن النسبي ‪ 68,80‬وهذا يعني أن‬
‫بعض البنوك توفر خدمات الرسائل النصية القصيرة ‪ ،SMSING‬وذلك للتقرب من العميل وزيادة قوتها‬
‫التنافسية‪.‬‬
‫• الفقرة ‪ :22‬القيمة االحتمالية ‪ 0,000‬وهي أقل من ‪ ،0,05‬والوزن النسبي ‪ 77,40‬وهذا يعني أن‬
‫األفراد العاملين بالبنوك التجارية الجزائرية على علم أن الصيرفة اإللكترونية تساهم في تدنية التكاليف وربح‬
‫الوقت ‪ ،‬وتشجع في جلب زبائن جدد‪ ،‬ويوفر جهد الموظفين‪.‬‬
‫• الفقرة ‪ :23‬القيمة االحتمالية ‪ 0,000‬وهي أقل من ‪ ،0,05‬والوزن النسبي ‪ 71,60‬ويعني ذلك أن‬
‫لعمالء البنك ثقة في بعض منتجات الصيرفة اإللكترونية المقدمة من قبل البنوك التجارية الجزائرية‪ ،‬وذلك ما‬
‫يدعم القوة التنافسية للبنك‪.‬‬
‫• الفقرة ‪ :24‬القيمة االحتمالية ‪ 0,000‬وهي أقل من ‪ ،0,05‬والوزن النسبي ‪ 72,40‬وهذا يعني أن‬
‫عمالء البنك يقومون باإلقبال على خدمات الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬ذلك أن بعض منتجات الصيرفة اإللكترونية‬
‫تتمتع بمصداقية تؤثر في ذلك‪.‬‬
‫• الفقرة ‪:25‬القيمة االحتمالية ‪ 0,000‬وهي أقل من ‪ ،0,05‬والوزن النسبي ‪ 76,40‬وهذا ما يعني أن‬
‫البنك يسعى إلى تقديم منتجات مصرفية إلكترونية تتالءم وتتوافق مع تطلعات ورغبات الزبائن‪.‬‬
‫• الفقرة ‪:26‬القيمة االحتمالية ‪ 0,000‬وهي أقل من ‪ ،0,05‬والوزن النسبي ‪ 73,60‬وهذا ما يعني أن‬
‫البنك يسعى إلى مسايرة التطورات والتغيرات الحديثة الطارئة على النشاط المصرفي اإللكتروني‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬ومن خالل معطيات الجدول ‪ ،‬نالحظ أن المتوسط الحسابي لجميع الفقرات بالنسبة للمحور الثاني‬
‫يساوي ‪ ،3,77‬والوزن النسبي يساوي ‪ 75,40‬وهي أكبر من الوزن النسبي المتوسط (‪ ،)%60‬وقيمة ‪t‬‬

‫المحسوبة تساوي ‪ 57,617‬وهي أكبر من ‪ t‬الجدولية ( ‪ ،)1,99‬كما أن القيمة االحتمالية تساوي ‪0,000‬‬
‫وهي أقل من ‪ ،0,05‬كل هذا يشير إلى توفر خدمات الصيرفة اإللكترونية في البنوك التجارية الجزائرية‪،‬‬
‫وكذلك توفر بنى تحتية مهيئة للعمل المصرفي اإللكتروني‪ ،‬كما أن ذلك يعكس نوعاً من الدراية لدى الرأس‬
‫مال البشري العامل في البنوك الجزائرية بموضوع الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬وما تحتاجه من وسائل إلكترونية‬
‫تساعد في تقديم خدماتها‪ ،‬وهو ما يوافق الفرضية‪.‬‬
‫‪ -‬الفرضية الثانية‪:‬‬

‫الجدول رقم ‪ :25‬تحليل فقرات المحور الثالث‪ :‬الرقابة على عمليات الصيرفة اإللكترونية وإدارة مخاطرها في الجزائر‬

‫القيمة‬ ‫الوزن‬ ‫االحنراف‬ ‫املتوسط‬ ‫الفقرة‬


‫قيمة ‪t‬‬ ‫الرقم‬
‫االحتمالية‬ ‫النسيب‬ ‫املعياري‬ ‫احلساب‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪42,309‬‬ ‫‪77,20‬‬ ‫‪0,851‬‬ ‫‪3,86‬‬ ‫يُعىن جملس إدارة البنك إبتباع اسرتاتيجيه واضحة إلدارة املخاطر املصرفية‪ ،‬مبا فيها خماطر الصيفة اإللكرتونية‬ ‫‪27‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪41,172‬‬ ‫‪72,60‬‬ ‫‪0,822‬‬ ‫‪3,63‬‬ ‫يقوم البنك بتقييم وتصنيف املخاطر املصرفية الناشئة عن العمل املصريف اإللكرتوين‬ ‫‪28‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪36,373‬‬ ‫‪74,60‬‬ ‫‪0,957‬‬ ‫‪3,73‬‬ ‫يتوفر البنك على دائرة للرقابة على العمليات املصرفية‪ ،‬تتمتع ابالستقاللية يف أتدية وظائفها الرقابية‬ ‫‪29‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪37,523‬‬ ‫‪69,00‬‬ ‫‪0,860‬‬ ‫‪3,45‬‬ ‫يهتم البنك إبجراء عملية إدارة املخاطر املصرفية تشمل العالقات املرتتبة عن التعاقد مع جمهزين خارجيني‬ ‫‪30‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪31,371‬‬ ‫‪67,20‬‬ ‫‪1,001‬‬ ‫‪3,36‬‬ ‫يتمتع موظفي البنك بدراية كافية عن خماطر الصيفة اإللكرتونية‬ ‫‪31‬‬
‫يضع البنك إجراءات وتدابي وقائية للحد من الدخول غي املصرح لشبكة البنك‪ ،‬ابلتحقق احملكم من هوية‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪42,907‬‬ ‫‪78,20‬‬ ‫‪0,852‬‬ ‫‪3,91‬‬ ‫‪32‬‬
‫العميل وإرساء ضوابط مناسبة للولوج‬

‫‪0,000‬‬ ‫‪31,973‬‬ ‫‪69,20‬‬ ‫‪1,009‬‬ ‫‪3,45‬‬ ‫يلتزم البنك ابإلفصاح لعمالئه عن املخاطر اليت يواجهها جراء تقدمي اخلدمات املصرفية اإللكرتونية‬ ‫‪33‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪38,334‬‬ ‫‪75,00‬‬ ‫‪0,914‬‬ ‫‪3,75‬‬ ‫حيدد البنك مقاييس أمنية وضوابط ترخيص سليمة داخل األنظمة املصرفية اإللكرتونية‬ ‫‪34‬‬
‫يعمل البنك على ختزين البياانت واملعلومات املتعلقة ابلعمليات املصرفية اإللكرتونية‪ ،‬واالحتفاظ هبا بشكل‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪41,294‬‬ ‫‪77,00‬‬ ‫‪0,869‬‬ ‫‪3,85‬‬ ‫‪35‬‬
‫سليم‬
‫يقوم البنك إبشعار العميل واطالعه على سياسة اخلصوصية‪ ،‬وتوقيعه على عقد يضمن براءة البنك عند سوء‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪38,669‬‬ ‫‪76,60‬‬ ‫‪0,926‬‬ ‫‪3,83‬‬ ‫‪36‬‬
‫استخدام العميل للعمليات اإللكرتونية‬
‫يبلغ البنك عمالئه أبمهية كلمة السر الساحمة ابلولوج إىل خدمات الصيفة اإللكرتونية‪ ،‬ومسؤوليتهم الكاملة‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪54,133‬‬ ‫‪84,80‬‬ ‫‪0,730‬‬ ‫‪4,24‬‬ ‫‪37‬‬
‫عن سوء االحتفاظ هبا‬

‫‪0,000‬‬ ‫‪35,918‬‬ ‫‪75,00‬‬ ‫‪0,976‬‬ ‫‪3,75‬‬ ‫لدى البنك خطط طوارئ حتول دون اهنيار أنظمة التشغيل اخلاصة ابلبنك‬ ‫‪38‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪41,240‬‬ ‫‪76,00‬‬ ‫‪0,860‬‬ ‫‪3,80‬‬ ‫لدى البنك أنظمة تشغيل ذات فاعلية جتعلها تتصدى وتواجه كل حماوالت االخرتاق والقرصنة‪ ،‬وهجمات الفيوسات‬ ‫‪39‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪40,040‬‬ ‫‪75,00‬‬ ‫‪0,875‬‬ ‫‪3,75‬‬ ‫يقوم البنك بفحوصات دورية للربامج احلاسوبية حلمايتها من الفيوسات‪ ،‬ويعمل على حتديث برامج مكافحة الفيوسات‬ ‫‪40‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪37,840‬‬ ‫‪74,60‬‬ ‫‪0,920‬‬ ‫‪3,73‬‬ ‫يستخدم البنك أكثر من ‪ setveut‬يف مناطق خمتلفة‪ ،‬حىت يتسىن له االستمرارية حالة الطوارئ‬ ‫‪41‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪45,989‬‬ ‫‪79,40‬‬ ‫‪0,806‬‬ ‫‪3,97‬‬ ‫حيتوي البنك على معدات كهرابئية تسمح ابلتزويد املستمر من الطاقة ألجهزة التخزين اإللكرتونية‬ ‫‪42‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪35,697‬‬ ‫‪72,80‬‬ ‫‪0,952‬‬ ‫‪3,64‬‬ ‫يتوفر البنك على هيئة تعمل على التخطيط لالستجابة ألي حادث أو عارض يواجه البنك‬ ‫‪43‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪57,773‬‬ ‫‪75,00‬‬ ‫‪0,605‬‬ ‫‪3,75‬‬ ‫اجملموع لكل الفقرات‬
‫‪SPSS 23‬‬ ‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث باالعتماد على مخرجات برنامج‬
‫‪165‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الفقرة رقم ‪ :27‬القيمة االحتمالية ‪ 0,000‬وهي أقل من ‪ 0,05‬والوزن النسبي ‪ 77,20‬ويعني ذلك أن‬
‫مجلس إدارة البنك يقوم بإتباع استراتيجية إلدارة المخاطر المصرفية واضحة‪ ،‬بما في ذلك مخاطر الصيرفة‬
‫اإللكترونية‪.‬‬

‫الفقرة رقم ‪ :28‬القيمة االحتمالية ‪ 0,000‬وهي أقل من ‪ 0,05‬والوزن النسبي ‪ 72,60‬ومعنى ذلك أن‬
‫بعض البنوك في الجزائر تقوم بتقييم وتصنيف المخاطر المصرفية الناجمة عن العمل المصرفي اإللكتروني‪.‬‬

‫الفقرة ‪ :29‬القيمة االحتمالية ‪ 0,000‬وهي أقل من ‪ 0,05‬الوزن النسبي ‪ ،74,60‬ويعني ذلك أن البنوك‬
‫التجارية العاملة بالجزائر تتوفر على دائرة للرقابة على العمليات المصرفية‪ ،‬ذات استقاللية في ممارسة‬
‫وظائفها الرقابية‪.‬‬

‫الفقرة ‪ :30‬القيمة االحتمالية ‪ 0,000‬وهي أقل من ‪ ،0,05‬الوزن النسبي ‪ 69,00‬ويعني ذلك أن بعض‬
‫البنوك التجارية الجزائرية تُجري عملية إدارة المخاطر المصرفية‪ ،‬تشمل العالقات المترتبة عن التعاقد مع‬
‫مجهزين خارجين‪.‬‬

‫الفقرة ‪ :31‬القيمة االحتمالية ‪ 0,000‬وهي أقل من ‪ ،0,05‬الوزن النسبي ‪ ،67,20‬ويعني ذلك أن‬
‫لبعض موظفي البنوك الجزائرية دراية كافية عن المخاطر المصرفية اإللكترونية‪.‬‬

‫الفقرة ‪ :32‬القيمة اإلحتمالية ‪ 0,000‬وهي أقل من ‪ ،0,05‬الوزن النسبي ‪ ،78,20‬ويعني ذلك أن البنوك‬
‫تضع إجراءات وتدابير وقائية للحد من الدخول غير المصرح لشبكة البنك وذلك من خالل التحقق المحكم من‬
‫هوية العميل وإرساء ضوابط مناسبة للولوج إلى خدمات الصيرفة اإللكترونية‪.‬‬

‫الفقرة ‪ :33‬القيمة االحتمالية ‪ 0,000‬وهي أقل من ‪ ،0,05‬والوزن النسبي ‪ 69,20‬ويعني ذلك أن بعض‬
‫البنوك الجزائرية تلتزم باإلفصاح لزبائنها عن المخاطر التي تواجهها جراء تقديم الخدمات المصرفية‬
‫اإللكترونية‪.‬‬

‫الفقرة ‪ :34‬القيمة اإلحتمالية ‪ 0,000‬وهي أقل من ‪ ،0,05‬الوزن النسبي ‪ 75,00‬ويعني ذلك أن البنك‬
‫يقوم بتحديد جملة من المقاييس األمنية وضوابط ترخيص سليمة داخل األنظمة المصرفية اإللكترونية‪.‬‬

‫الفقرة ‪ :35‬القيمة اإلحتمالية ‪ 0,000‬وهي أقل من ‪ ،0,05‬الوزن النسبي ‪ 77,00‬ويعني ذلك أن البنوك‬
‫العاملة بالجزائر تعمل على تخزين البيانات والمعلومات المتعلقة بالعمليات المصرفية اإللكترونية واالحتفاظ‬
‫بها بشكل سليم‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الفقرة ‪ :36‬القيمة اإلحتمالية ‪ 0,000‬وهي أقل من ‪ ،0,05‬الوزن النسبي ‪ 76,60‬ويعني ذلك أن البنوك‬
‫تقوم بإشعار العميل وإطالعه على سياسة الخصوصية وتوقيعه على عقد يضمن براءة البنك عند سوء‬
‫استخدام العميل للعمليات اإللكترونية‪.‬‬

‫الفقرة ‪ :37‬القيمة اإلحتمالية ‪ 0,000‬وهي أقل من ‪ ،0,05‬الوزن النسبي ‪ ،84,80‬ومعنى ذلك أن البنك‬
‫يبلغ عمالئه بأهمية كلمة السر السامحة بالولج إلى خدمات الصيرفة اإللكترونية وإشعارهم بمسؤوليتهم‬
‫الكاملة إزاء سوء االحتفاظ بها‪.‬‬

‫الفقرة ‪ :38‬القيمة اإلحتمالية ‪ 0,000‬وهي أقل من ‪ ،0,05‬الوزن النسبي ‪ ،75,00‬ويعني ذلك أن البنوك‬
‫الجزائرية لديها خطط طوارئ تحول دون انهيار أنظمة التشغيل الخاصة بالبنك‪.‬‬

‫الفقرة ‪ :39‬القيمة اإلحتمالية ‪ 0,000‬وهي أقل من ‪ ،0,05‬الوزن النسبي ‪ ،76,00‬ويعني ذلك أن البنك‬
‫لديه أنظمة تشغيل ذات فاعلية تجعلها تتعدى وتواجه كل معدالت االختراق والقرصنة لشبكته‪ ،‬وهجات‬
‫الفيروسات‪.‬‬

‫الفقرة ‪ :40‬القيمة اإلحتماالية ‪ 0,000‬وهي أقل من ‪ ،0,05‬الوزن النسبي ‪ ،75,00‬ويعني ذلك أن البنك‬
‫يقوم بفحوصات دورية للبرامج الحاسوبية وذلك بهدف الحماية من الفيروسات‪ ،‬كما أنه يعمل عن تحديث‬
‫برامج مكافحة الفيروسات‪.‬‬

‫الفقرة ‪ :41‬القيمة اإلحتمالية ‪ 0,000‬وهي أقل من ‪ ،0,05‬الوزن النسبي ‪ ،74,60‬ويعني ذلك أن البنك‬
‫يستخدم أكثر من مستخدم ‪ ،setvet‬وذلك في مناطق مختلفة وذلك ليتسنى له اإلستم اررية في تقديم خدماته‬
‫حالة الطوارئ‪.‬‬

‫الفقرة ‪ :42‬القيمة اإلحتمالية ‪ 0,000‬وهي أقل من ‪ ،0,05‬الوزن النسبي ‪ ،79,40‬ويعني ذلك أن البنوك‬
‫تمتلك معدات كهربائية تسمح لها بالتزويد المستمر من الطاقة ألجهزة التخزين اإللكترونية‪.‬‬

‫الفقرة ‪ :43‬القيمة اإلحتمالية ‪ 0,000‬وهي أقل من ‪ ،0,05‬الوزن النسبي ‪ ،72,80‬ويعني ذلك أن البنك‬
‫يتوفر على هيئة تعمل على التخطيط لالستجابة ألي حادث أو عارض يواجه البنك‪.‬‬

‫ومن خالل المعطيات الموضحة في الجدول نجد أن المتوسط الحسابي لجميع الفقرات الخاصة بالمحور‬
‫الثالث يساوي ‪ 3,75‬الوزن النسبي ‪ ،%75‬ويفوق بذلك الوزن النسبي المتوسط (‪ )%60‬وقيمة ‪t‬‬
‫المحسوبة ‪ 57,783‬وهي أكبر من قيمة ‪ t‬الجدولية (‪ ،)1,99‬والقيمة اإلحتمالية ‪ 0,000‬أي أقل من ‪،0,05‬‬
‫هذا ما يشير إلى اهتمام البنوك التجارية على العموم بعملية الرقابة على الصرفية اإللكترونية‪ ،‬واعتبار‬

‫‪167‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ممارستها كوظيفة أساسية داخل البنوك‪ ،‬وتوافر عملية إدارة مخاطر الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬وهو ما يوافق‬
‫الفرضية الثانية‪.‬‬
‫‪ -‬الفرضية الثالثة‪:‬‬

‫الجدول رقم ‪ :26‬جدول اختبار الفروق (‪ )ANOVA‬في تقديم البنوك الجزائرية لخدمات الصيرفة اإللكترونية تبعا‬
‫لمتغير المؤهل العلمي‬

‫متوسط‬ ‫درجة‬ ‫جمموع‬


‫مستوى املعنوية‬ ‫‪ F‬احملسوبة‬ ‫تقدمي خدمات الصريفة اإللكرتونية‬
‫التباين‬ ‫احلرية‬ ‫التباين‬

‫‪0,913‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3,651‬‬ ‫بني اجملموعات‬

‫‪0,040‬‬ ‫‪2,632‬‬ ‫‪0,347‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪28,433‬‬ ‫داخل اجملموعات‬

‫‪86‬‬ ‫‪32,084‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪SPSS‬‬ ‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على نتائج البرنامج اإلحصائي‬

‫يتبين من خالل الجدول رقم للفروق في تقديم خدمات المصرفية اإللكترونية في البنوك التجارية الجزائرية‬
‫حسب متغير المؤهل العلمي لموظفي البنوك‪ ،‬أن قيمة ‪ F‬المحسوبة بلغت ‪ 2,632‬بقيمة احتمالية تساوي‬
‫‪ 0.040‬وهي أقل من ‪ 0,05‬األمر الذي يدعوا إلى قبول الفرضية جزئياً ونستنتج أن المؤهل العلمي لموظفي‬
‫البنوك له تأثير على اإللمام بكل ما يتعلق بخدمات الصيرفة اإللكترونية وتقديمها داخل البنوك التجارية‬
‫الجزائرية‪.‬‬
‫‪ -‬الفرضية الرابعة‪:‬‬
‫الجدول رقم ‪ :27‬جدول اختبار الفروق (‪ )ANOVA‬في فعالية الرقابة على العمليات المصرفية اإللكترونية وإدارة مخاطرها‬
‫في الجزائر تبعا لمتغير المؤهل العلمي‪.‬‬

‫متوسط‬ ‫درجة‬ ‫جمموع‬ ‫الرقابة على الصيفة اإللكرتونية وإدارة‬


‫مستوى املعنوية‬ ‫‪ F‬احملسوبة‬
‫التباين‬ ‫احلرية‬ ‫التباين‬ ‫خماطرها‬

‫‪0,885‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3,541‬‬ ‫بني اجملموعات‬

‫‪0,043‬‬ ‫‪2,589‬‬ ‫‪0,342‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪28,036‬‬ ‫داخل اجملموعات‬


‫‪86‬‬ ‫‪31,577‬‬ ‫اجملموع‬
‫اإلحصائي‪SPSS‬‬ ‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على نتائج البرنامج‬

‫‪168‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫يتبين من الجدول أعاله للفروق في الرقابة على الصيرفة اإللكترونية وإدارة مخاطرها في البنوك التجارية‬
‫الجزائرية حسب متغير المؤهل العلمي لموظفي البنوك‪ ،‬نجد أن قيمة ‪ F‬المحسوبة بلغت ‪ 2,589‬بقيمة‬
‫احتمالية أقل من ‪ ،0,05‬والمقدرة ب ‪ 0,043‬ومنه نستنتج أن المؤهل العلمي له دور في التأثير على فعالية‬
‫الرقابة المصرفية اإللكترونية وإدارة مخاطرها‪.‬‬

‫وبالتالي من خالل النتائج المتوصل إليها من الجدولين رقم ‪ 26‬ورقم ‪ 27‬نستطيع قبول الفرضية جزئياً‪،‬‬
‫ويمكن القول بأن للمستوى العلمي (المؤهل العلمي) دور كبير في تنشيط عملية تقديم الخدمات المصرفية‬
‫اإللكترونية وتفعيل عملية الرقابة المصرفية عليها وإدارة مخاطرها داخل البنوك التجارية الجزائرية‪.‬‬
‫‪ -‬الفرضية الخامسة‪:‬‬

‫الختبار الفرضية الخامسة‪ ،‬يتوجب علينا دراسة العالقة بين المتغير المستقل والمتغير التابع‪ ،‬أي العالقة‬
‫بين الرقابة على الصيرفة اإللكترونية وخدمات الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬ومن أجل ذلك نقوم بحساب معامل‬
‫االرتباط وكذا تحليل االنحدار الخطي بين المتغيرين‪.‬‬

‫الجدول رقم ‪ :28‬تحديد العالقة بين الصيرفة اإللكترونية والرقابة عليها داخل البنوك التجارية الجزائرية عن طريق معامل‬
‫االرتباط‬

‫اخلطأ املعياري‬
‫‪Dutbin‬‬ ‫‪T_deux‬‬ ‫معامل التحديد‬
‫‪Etteut‬‬ ‫معامل االرتباط ‪K‬‬ ‫النموذج‬
‫‪Watson‬‬ ‫‪ajusté‬‬ ‫‪T_deux‬‬
‫‪standatd de‬‬
‫‪l'estimation‬‬

‫‪1,787‬‬ ‫‪0,46822‬‬ ‫‪0,412‬‬ ‫‪0,419‬‬ ‫‪0,647‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪spss‬‬ ‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد عن برنامج‬

‫يتبين من الجدول أعاله أن قيمة االرتباط بين المتغير المستقل (الرقابة على الصيرفة اإللكترونية)‬
‫والمتغير التابع (الصيرفة اإللكترونية) تساوي ‪ ،0,647‬مما يدل على وجود عالقة طردية بين المتغيرين‪ ،‬أما‬
‫معامل التحديد فيساوي ‪ 0,419‬وهو ما يفسر أن نسبة ‪ %41,9‬من التغيرات والتأثير على الصيرفة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬مصدره فعالية الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية داخل البنوك التجارية الجزائرية‪ ،‬أما‬
‫قيمة ‪ DW‬معامل داربن واتسن (‪ )Dutbin_watson‬فهي تساوي ‪ 1,787‬وهي قريبة من (‪ ،)2+‬فهذا يدل‬
‫على أن النموذج معنوي‪.‬‬
‫‪169‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الجدول رقم ‪ :29‬جدول (‪ )ANOVA‬لتحديد العالقة بين الصيرفة اإللكترونية والرقابة عليها داخل البنوك التجارية الجزائرية‬

‫القيمة االحتمالية‬ ‫‪F‬‬ ‫متوسط املربعات‬ ‫درجة املعنوية‬ ‫جمموع املربعات‬ ‫النموذج‬

‫‪1‬‬ ‫‪13,450‬‬ ‫االحندار‬


‫‪13,450‬‬
‫‪0,000b‬‬ ‫‪61,351‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪18,634‬‬ ‫البواقي‬
‫‪0,219‬‬
‫‪86‬‬ ‫‪32,084‬‬ ‫اجملموع‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على برنامج ‪spss‬‬

‫من خالل الجدول رقم ‪ :29‬يتضح لنا أن قيمة ‪ F‬المحسوبة تساوي ‪ 61,351‬بمستوى معنوية ‪0,000‬‬
‫أصغر من مستوى الداللة ‪ ،0,05‬األمر الذي يدعوا إلى قبول الفرضية الخامسة محل االختبار‪.‬‬

‫الجدول رقم ‪ :30‬معامل معادلة االنحدار للعالقة بين الرقابة المصرفية والصيرفة اإللكترونية داخل البنوك التجارية‬
‫الجزائرية‬

‫معامالت معيارية‬ ‫املعامالت غري معيارية‬


‫القيمة االحتمالية‬
‫‪T‬‬ ‫االنموذج‬
‫‪sig‬‬
‫‪Beta‬‬ ‫اخلطأ املعياري‬ ‫‪B‬‬

‫‪0,000‬‬ ‫‪4,179‬‬ ‫‪0,317‬‬ ‫‪1,323‬‬ ‫‪(Constante ) 1‬‬


‫‪0,647‬‬
‫‪0,000‬‬ ‫‪7,833‬‬ ‫‪0,083‬‬ ‫‪0,653‬‬ ‫‪Y2‬‬

‫املتغي التابع ‪Y1‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على برنامج ‪SPSS‬‬

‫يتبين من الجدول رقم ‪ ،30‬المتعلق بمعامل االنحدار للعالقة بين المتغير التابع ‪( Y1‬الصيرفة‬
‫اإللكترونية)‪ ،‬والمتغير المستقل (‪( )X‬الرقابة على الصيرفة اإللكترونية) ‪ ،‬أن المتغير المستقل (‪ )X‬له تأثير‬
‫على المتغير التابع (‪ ،)Y‬وله داللة إحصائية‪ ،‬ذلك أن القيمة االحتمالية (‪ )sig‬أقل من مستوى المعنوية‬
‫(‪ )α = 0,05‬ويمكن كتابة معادلة االنحدار على الشكل اآلتي‪:‬‬

‫‪170‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪𝑌 = 1.323 + 0.653 ∗ X‬‬

‫حيث أن‪:‬‬

‫‪ : Y‬خدمات الصيرفة اإللكترونية‬

‫‪ : X‬فعالية الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية‬

‫من خالل معادلة االنحدار أعاله‪ ،‬نالحظ أن القيمة الثابتة موجبة تساوي ‪ ،1,323‬وذلك الحد األدنى‬
‫للمتغير التابع (خدمات الصيرفة اإللكترونية)‪ ،‬والقيمة الثابتة للمتغير المستقل (الرقابة على الصيرفة‬
‫اإللكترونية) تساوي ‪ 0,653‬وتمثل أيضاً ميل خط االنحدار بالنسبة للمتغير المستقل‪ ،‬وبذلك تزداد فعالية‬
‫تقديم خدمات الصيرفة اإللكترونية (المتغير التابع) بقيمة ‪ (% 65,35( 0,653‬عندما تزداد فعالية الرقابة‬
‫المصرفية بوحدة واحدة‪.‬‬

‫وبالتالي يمكننا القول أن للرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية تأثير قدره ‪ %65,3‬على خدمات‬
‫الصيرفة اإللكترونية داخل البنوك التجارية الجزائرية ( ألن هناك عالقة ذات داللة إحصائية عند مستوى‬
‫معنوية ‪ ،0,05‬بين الرقابة على الصيرفة اإللكترونية وخدمات الصيرفة اإللكترونية لدى البنوك التجارية‬
‫الجزائرية)‪.‬‬

‫ومنه تفعيل الدور الرقابي على الصيرفة اإللكترونية له تأثير ايجابي على تقديم خدمات الصيرفة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬وكذلك يعمل على منع حدوث االنحرافات والتجاوزات التي قد تؤثر على أهداف البنوك التجارية‬
‫الجزائرية‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬الفرضية السادسة‪:‬‬

‫الجدول رقم ‪ :31‬جدول اختيار الفروق (‪ )ANOVA‬تبين البنوك العمومية والخاصة الجزائريين في‬
‫مستوى تقديم خدمات الصيرفة اإللكترونية والرقابة عليها‪.‬‬

‫مستوى املعنوية‬ ‫‪F‬‬ ‫متوسط املربعات‬ ‫درجة املعنوية‬ ‫جمموع املربعات‬

‫‪738,3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪738,3‬‬ ‫يبني اجملموعات‬

‫‪0,001‬‬ ‫‪210,11‬‬ ‫‪333,0‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪346,28‬‬ ‫داخل اجملموعات‬ ‫‪Y1‬‬

‫‪86‬‬ ‫‪084,32‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪445,2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪445,2‬‬ ‫يبني اجملموعات‬

‫‪009,0‬‬ ‫‪135,7‬‬ ‫‪343,0‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪132,29‬‬ ‫داخل اجملموعات‬ ‫‪Y2‬‬

‫‪86‬‬ ‫‪577,31‬‬ ‫اجملموع‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد على برنامج ‪SPSS‬‬

‫من خالل الجدول رقم ‪ 31‬يتبين لنا أن ‪ F‬المحسوبة بالنسبة للمتغير التابع (‪ )Y1‬تساوي ‪11,210‬‬
‫بمستوى معنوية ‪ 0,001‬وهي أصغر من مستوى الداللة ‪ ،0,05‬أما بالنسبة للمتغير المستقل (‪ )Y2‬فقيمة ‪F‬‬
‫المحسوبة تساوي ‪ 7,135‬بمستوى معنوية ‪ 0,009‬وهي اقل من ‪ ( 0,05‬مستوى الداللة)‪ ،‬وهذه القيم تجعلنا‬
‫نتقبل الفرضية‪ ،‬وبالتالي توجد فروقات جوهرية في تقديم الخدمات المصرفية اإللكترونية لدى البنوك العمومية‬
‫واألخرى الخاصة العاملة بالجزائر‪ ،‬واألمر نفسه بالنسبة للرقابة عليها‪ ،‬والشكل الالحق يوضح تلك العالقة‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الشكل رقم ‪:22‬مخطط المنحدر للعالقة بين الرقابة الصرفية والصيرفة اإللكترونية‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالب ابالعتماد على برانمج ‪SPSS‬‬


‫من خالل المنحنى أعاله يتبين لنا العالقة الخطية الموجبة بين الرقابة المصرفية والصيرفة اإللكترونية‪،‬‬
‫ولعل توزيع سحابة النقاط في ذات المنحنى دليل على جودة هذه العالقة الخطية‪ ،‬مما يؤكد مدى مساهمة‬
‫الرقابة على الصيرفة اإللكترونية في تحسين خدمات الصيرفة اإللكترونية‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬نتائج الدراسة‬

‫انطالقاً من الدراسة الميدانية‪ ،‬يمكن صياغة النتائج المتوصل إليها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬لقد حظت الفقرة ‪ 14‬من المحور الثاني (يتوفر لدى البنك موقع إلكتروني على شبكة االنترنت) على‬
‫أكبر أهمية في هذا المحور بنسبة ‪ ،%82,80‬تلتها الفقرة رقم ‪ 07‬من المحور (يتوفر لدى البنك برمجيات‬
‫حديثة ومعدات إلكترونية تساعده في تقديم خدمات مصرفية حديثة) مما يشير إلى أن هاتين الفقرتين كانتا‬
‫ذات مستوى جيد‪ ،‬أما أضعف فقرة فهي رقم ‪( 20‬يوفر البنك لعمالئه تطبيقات بهدف تثبيتها على الهاتف‬
‫المحمول وذلك لالستفادة من خدمات الصيرفة اإللكترونية) بنسبة ‪ %68,60‬ثم الفقرة رقم ‪( 21‬يوفر البنك‬
‫خدمات الرسائل النصية القصيرة ‪ SMSING‬للتقرب من العميل وزيادة قوته التنافسية) من المحور بنسبة‬
‫‪ ،%68,80‬وبالتالي يتوجب على البنوك التجارية الجزائرية تدارك الوضع بتوفير تطبيقات على شبكة‬
‫االنترنت بغرض تثبيت العمالء لها لالستفادة من خدمات الصيرفة اإللكترونية التي تقدمها‪ ،‬وكذلك نشر‬
‫وتوسيع خدمة ‪( SMSING‬الرسالة النصية القصيرة) وذلك نظ ار لتوفر الهواتف المحمولة وخدماتها نظ ار‬
‫النتشار شبكاتها بشكل كاف وتغطيتها للسوق‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -2‬بالنسبة للمحور الثالث فلقد كانت النسبة األكبر من نصيب الفقرة رقم ‪( 37‬يبلغ البنك عمالئه بأهمية‬
‫كلمة السر السامحة بالولوج إلى خدمات الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬ومسؤوليتهم الكاملة عن سوء االحتفاظ بها) ب‬
‫‪ ،%80,84‬تليها الفقرة رقم ‪ 42‬بنسبة ‪( %79,40‬يحتوي البنك على معدات كهربائية تسمح بالتزويد‬
‫المستمر من الطاقة ألجهزة التخزين اإللكترونية)‪ ،‬كما كانت أضعف فقرة رقم ‪ 31‬بنسبة ‪(%67,20‬يتمتع‬
‫موظفي البنك بدراية كافية عن مخاطر الصيرفة اإللكترونية) وبعدها الفقرة رقم ‪( 30‬يهتم البنك بإجراء عملية‬
‫إدارة المخاطر المصرفية تشمل العالقات المترتبة عن التعاقد مع مجهزين خارجيين) بنسبة ‪،%69,00‬‬
‫وبالتالي يتوجب على البنوك العاملة بالجزائر تكوين وتدريب موظفيها لإللمام أكثر بكل ما يتعلق بالصيرفة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬خاصة المخاطر المحيطة بالعمل المصرفي اإللكتروني‪ ،‬وكذلك عليها االهتمام بالعالقات‬
‫المترتبة عن التعاقد مع المجهزين الخارجيين عن البنك‪ ،‬وبشكل دقيق فيما يخص إدارة المخاطر المترتبة عن‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬يتوفر لدى البنوك التجارية العاملة بالجزائر مصفوفة من خدمات الصيرفة اإللكترونية‪،‬ساعد في ذلك‬
‫توفر بنى تحتية مؤهلة للعمل المصرفي اإللكتروني كشبكات االتصال الحديثة والحواسيب المتطورة‪.‬‬
‫‪ -4‬تولى للرقابة المصرفية على نشاطات الصيرفة اإللكترونية أهمية بالغة لدى البنوك الجزائرية‪ ،‬وتحاول‬
‫الجزائر مواكبة المعايير الدولية المتبعة من أجل ذلك‪ ،‬كما أن لعملية إدارة مخاطر الصيرفة اإللكترونية‬
‫مكانتها الخاصة في معادلة الصناعة المصرفية الجزائرية‪.‬‬
‫‪ -5‬يوجد تفاوت في تقديم خدمات الصيرفة اإللكترونية بين البنوك التجارية العمومية والبنوك الخاصة‬
‫العاملة بالجزائر‪.‬‬
‫‪ -6‬يؤثر المستوى العلمي لموظفي البنوك على عملية تقديم خدمات الصيرفة اإللكترونية‪،‬ذلك أن دراية‬
‫العاملين بالصيرفة اإللكترونية وخدماتها له انعكاس في تقديم تلك الخدمات للعمالء البنوك‪.‬‬
‫‪ -7‬يؤثر المؤهل العلمي لألفراد العاملين بالبنوك الجزائرية على فعالية الرقابة المصرفية على الصيرفة‬
‫اإللكترونية وإدارة مخاطرها‪.‬‬
‫‪ -8‬يعتبر الوزن النسبي للفقرة ‪ 33‬من المحور الثالث (يلتزم البنك باإلفصاح لعمالئه عن المخاطر التي‬
‫يواجهها جراء تقديم الخدمات المصرفية اإللكترونية) من أضعف النسب‪ ،‬حيث يفسر ذلك بعدم االحترام‬
‫الكافي والالزم للبنوك الجزائرية‪ ،‬االلتزام بعملية اإلفصاح عن المخاطر التي تواجهها في المجال المصرفي‬

‫اإللكتروني‪ ،‬وكي يتسنى للبنوك الجزائرية من مسايرة المعايير الدولية للرقابة المصرفية‪ ،‬البد أن تولي اهتماماً‬
‫كبي اًر لعملية اإلفصاح عن عملياتها المصرفية‪ ،‬السيما المتعلقة بالخدمات المصرفية اإللكترونية‪.‬‬
‫‪174‬‬
‫واقع الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وآفاقها في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -9‬لقد أظهرت الدراسة أن للرقابة المصرفية تأثي اًر مباش اًر وإسهاماً ملموساً في تقديم خدمات الصيرفة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬وعلى العموم هناك اهتمام من قبل البنوك التجارية الجزائرية بعملية الرقابة المصرفية على‬
‫الصيرفة اإللكترونية وإدارة مخاطرها‪ ،‬خاصة ما تعلق بأنظمة التشغيل الخاصة بتلك الخدمات مثل وسائل‬
‫تخزين البيانات‪ ،‬والتزويد بالطاقة‪ ،‬وبرمجيات منع القرصنة واالختراق والفيروسات‪ ،‬إال أنه يعتريها بعض‬
‫القصور في عملية المواكبة للمعايير الدولية التي نصت عليها لجنة بازل‪ ،‬وعلى وجه الخصوص في عملية‬
‫اإلفصاح عن المخاطر المرتبطة بالعمل المصرفي اإللكتروني‪ ،‬وعدم الجاهزية المثلى للبنوك الجزائرية حالة‬
‫الطوارئ‪ ،‬وضعف عملية التقييم والتصنيف للمخاطر المصرفية اإللكترونية‪ ،‬ضف إلى ذلك قلة االحترافية‬
‫بالنسبة لعملية إدارة المخاطر المصرفية الناشئة عن التعاقد مع مجهزين خارجيين ما يتطلب تفعيالً لعملية‬
‫الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية وفق المعايير الدولية‪ ،‬وذلك من خالل تدارك النقائص‬
‫واالنحرافات من جهة‪ ،‬والوقوف على االنجازات المحققة في هذا المجال من أجل تدعيمها وتطويرها من جهة‬
‫أخرى‪.‬‬
‫‪ -10‬ال تزال خدمات الصيرفة اإللكترونية خاصة الموجهة لألفراد مالكي حسابات الشيكات‪ ،‬فتية ومحصورة‬
‫في الموقع المعلوماتي فقط‪ ،‬وخدمات اإلطالع على الرصيد‪ ،‬بالرغم من توافر عدة مستلزمات ومتطلبات‬
‫تمكن من تحسين مستوى تقديم خدمات الصيرفة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫الخاتمة‬
‫الخاتمة‬

‫أدت المســتجدات والمتغيـرات العالميــة إلــى التــأثير علــى الصــناعة المصـرفية‪ ،‬ومــن بــين تلــك التطــورات‪،‬‬
‫ظــاهرة العولمــة‪ ،‬واتســاع نطــاق التكــتالت االقتصــادية‪ ،‬والثــورة التكنولوجيــة خاصــة المتعلقــة بمجــال االتصــال‪،‬‬
‫فنــتج عنهــا منافســة قويــة للبنــوك مــن طــرف مؤسســات ماليــة غيــر مص ـرفية‪ ،‬وزيــادة حــدتها بــين البنــوك علــى‬
‫المســتوى العــالمي‪ ،‬وكــذلك التوجــه العــالمي نحــو توحيــد معــايير الرقابــة علــى البنــوك دولي ـاً‪ ،‬إلــى غيــر ذلــك مــن‬
‫النتائج‪ ،‬ولعل من أبرز تلك األحداث العالمية‪ ،‬األزمات الماليـة التـي عصـفت علـى العـالم‪ ،‬والتـي كشـفت مـدى‬
‫ضرورة إلمام القائمين على النظـام المصـرفي‪ ،‬بـإدارة المخـاطر المصـرفية‪ ،‬وذلـك مـن خـالل تبنـي اسـتراتيجيات‬
‫واضحة لمواجهة هذه المخاطر‪ ،‬والرقابة عليها وفق األطر الدولية‪ ،‬التي جاءت بها لجنة بازل‪.‬‬

‫حيث تعتبر مقررات لجنة بازل وتوصياتها بمثابـة إجمـاع دولـي‪ ،‬حـول نظـم الرقابـة المصـرفية‪ ،‬والقالـب‬
‫العــالمي للقواعــد االحت ارزيــة والحصــيفة للنشــاط البنكــي‪ ،‬وذلــك بغيــة تقويــة النظــام المص ـرفي الــدولي واســتق ارره‪،‬‬
‫وتحقيق تكافؤ الفرص التنافسية بين البنوك‪ ،‬وما يميز اتفاقيات لجنة بازل ذلـك الجانـب التفـاعلي مـع األحـداث‬
‫الدوليــة‪ ،‬فلقــد انتقلــت مــن اتفاقيــة ألخــرى‪ ،‬مــن بــازل ‪ ،II ،I‬و‪ ،III‬حســب ضــرورات ونقــائص اعتــرت نصــوص‬
‫االتفاقيــات‪ ،‬لتــأتي التعــديالت بمضــمون جديــد‪ ،‬متجــاوزةً فيــه ذلــك القصــور‪ ،‬فلقــد ركــزت بــازل ‪ I‬علــى المخــاطر‬
‫االئتماني ــة‪ ،‬وعل ــى أس ــاس أوزانه ــا قس ــمت دول الع ــالم إل ــى مجم ــوعتين‪ ،‬كم ــا أنه ــا أعط ــت أهمي ــة بالغ ــة لنوعي ــة‬
‫األصول والمخصصات الواجب تكوينها‪ ،‬ووضعت أوزانا ترجيحية مختلفـة لدرجـة مخـاطر األصـول‪ ،‬الحتسـاب‬
‫معدل كفاية رأس المال‪ ،‬هـذه األخيـرة التـي طـ أر عليهـا تغييـ اًر بصـدور اتفاقيـة لجنـة بـازل ‪ ،II‬بعـد مجموعـة مـن‬
‫االنتقادات التي وجهت إليها‪ ،‬كونها لم تعد تعكس بدقة الوضع المالي للبنوك‪ ،‬فغيرت بـازل ‪ II‬منهجيـة تـرجيح‬
‫األصـول بمخـاطر االئتمــان‪ ،‬وأضـافت المخــاطر التشـغيلية عنـد حســاب نسـبة المــالءة المصـرفية‪ ،‬وعــززت دور‬
‫البنوك المركزية في مراقبة تلك المالءة الخاصة بالبنوك‪ ،‬وفتحت المجال أمامها لرفع معدل كفاية رأس المـال‪،‬‬
‫وعملت أيضاً على رفع درجة انضباط السوق‪ ،‬من خالل متطلبات الشفافية واإلفصاح‪ ،‬وعجلت األزمة الماليـة‬
‫العالمية سنة ‪2008‬م‪ ،‬بتعديل بازل ‪ ،II‬فجاءت اتفاقية بازل ‪ ،III‬معززةً للشفافية واالتساق ونوعية قاعدة رأس‬
‫المال‪ ،‬كما شملت على تغطية مخاطر التوريق‪ ،‬واستخدام نسـبة جديـدة تـدعى بنسـبة الرافعـة الماليـة‪ ،‬للحـد مـن‬
‫ت ازيــد نســبة القــروض فــي النظــام البنكــي‪ ،‬باإلضــافة إلــى نســبة تغطيــة الســيولة‪ ،‬ونســبة صــافي التمويــل‪ ،‬ومســت‬
‫هذه التعديالت الحد األدنى لكفاية رأس المال‪ ،‬فكان لمقررات لجنة بازل انعكاساً على ضـبط العمـل المصـرفي‬
‫دولياً‪ ،‬من خالل إلزامها األدبي للبنوك على المسـتوى العـالمي‪ ،‬وأضـحى مسـتوى تطبيـق توصـياتها ومقترحاتهـا‬
‫صورة عاكس ًة لمدى سالمة واستقرار النظام المصرفي‪.‬‬

‫ولق ــد ك ــان للث ــورة التكنولوجي ــة م ــن بـ ـ ين تل ــك المتغيـ ـرات والمس ــتجدات الدولي ــة أثـ ـ اًر ووقعـ ـاً واض ــحاً عل ــى‬
‫الصــناعة المص ـرفية‪ ،‬أدى إلــى اســتحداث لــون جديــد مــن الصــيرفة‪ ،‬ســمي بالصــيرفة اإللكترونيــة‪ ،‬والتــي باتــت‬
‫مالزمة ولصيقة بالعمل المصرفي‪ ،‬بل أصبحت ضرورة ال ُيستغنى عنها ومتطلب أساس في معادلة الصـناعة‬
‫المصرفية عالمياً‪ ،‬ولعل مـن أبـرز مفـرزات الثـورة التكنولوجيـة‪ ،‬والتـي عجلـت بظهـور الصـيرفة اإللكترونيـة هـي‬
‫‪177‬‬
‫الخاتمة‬

‫ش ــبكة االنترن ــت‪ ،‬بانتش ــارها الواس ــع عب ــر الع ــالم‪ ،‬س ــاعد ف ــي ذل ــك أيض ـاً ت ارج ــع فعالي ــة وس ــائل ال ــدفع التقليدي ــة‪،‬‬
‫والتوجـ ــه نحـ ــو التجـ ــارة اإللكتروني ـ ــة‪ ،‬وسـ ــايرت الصـ ــناعة المص ـ ـرفية التط ـ ــور الهائـ ــل الحـ ــادث علـ ــى الوس ـ ــائل‬
‫اإللكتروتقنيـة‪ ،‬بوســائل الـدفع اإللكترونيــة‪ ،‬التــي وفرتهـا لهــا الصــيرفة اإللكترونيـة‪ ،‬وحققــت عــدة م ازيـا فــي العمــل‬
‫المصـ ـرفي‪ ،‬كخف ــض تكلف ــة المع ــامالت‪ ،‬وإعط ــاء ص ــبغة الكف ــاءة للمعلوم ــات المقدم ــة للعم ــالء‪ ،‬مواجهـ ـ ًة ب ــذلك‬
‫احتكــار القلــة مــن مقــدمي الخــدمات‪ ،‬وتحقيــق المنافسـ ة الكاملــة‪ ،‬ورافقــت العمــل المصـرفي اإللكترونــي مجموعــة‬
‫مــن المخــاطر المصـرفية‪ ،‬كــان ل ازمـاً علــى القــائمين عليــه مواجهتهــا بشــكل يســهل عمليــة الــتحكم فيهــا‪ ،‬وهــذا مــا‬
‫أش ــارت إلي ــه وثيق ــة لجن ــة ب ــازل لإلش ـراف وإدارة مخ ــاطر الص ــيرفة اإللكتروني ــة لس ــنة ‪2001‬م ولس ــنة ‪2003‬م‪،‬‬
‫بهدف وضع جملـة مـن الضـوابط واإلجـراءات تلـزم البنـوك المقدمـة للخـدمات المصـرفية اإللكترونيـة باألخـذ بهـا‬
‫واحترامها‪.‬‬

‫والج ازئــر كغيرهــا مــن الــدول ووعيـاً منهــا بأهميــة هــذا النــوع مــن النشــاط المصـرفي‪ ،‬قامــت بتعزيــز مكانتــه‬
‫داخل المنظومة المصرفية‪ ،‬وكانت بدايات ذلك في تسـعينيات القـرن الماضـي‪ ،‬حيـث تـم اعتمـاد بطاقـات بنكيـة‬
‫صــادرة ع ــن بن ــوك جزائري ــة‪ ،‬وتكــرس ذل ــك ف ــي اس ــتحداث ش ــركة ‪ SATIM‬المتخصصــة ف ــي النق ــد اآلل ــي‪ ،‬س ــنة‬
‫‪ 1995‬م‪ ،‬إال أن التوج ــه الحقيق ــي نحـ ــو الول ــوج إل ــى الصـ ــيرفة اإللكتروني ــة‪ ،‬ك ــان نهايـ ــة س ــنة ‪2005‬م‪ ،‬وذلـ ــك‬
‫باعتماد الجزائر لنظام المقاصة المسافية بين البنوك )‪ ،(ATCI‬ونظام التسوية اإلجمالية الفورية للمبالغ الكبيـرة‬
‫والــدفع المســتعجل )‪ ،(ATTS‬ســاعد فــي ذلــك ت ـوافر بنــى تحتيــة‪ ،‬وإطــار تشـريعي خــاص بهمــا‪ ،‬يضــمن التعامــل‬
‫بهاتين اآلليتين وكذا تعميمهما عبر كافة المشاركين‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بمنافذ الصيرفة اإللكترونية في الجزائر‪ ،‬فلقد وصل عدد الصرافات اآللية سـنة ‪2016‬م‬
‫إلــى ‪ 775‬جهــا اًز‪ ،‬ووصــلت عــدد نقــط البيــع اإللكترونيــة ‪ 3404‬جهــا اًز فــي نفــس الســنة‪ ،‬كمــا أصــبحت البنــوك‬
‫العاملة داخل الجزائر تمتلـك مواقـع إلكترونيـة‪ ،‬تتنـوع بـين الموقـع المعلومـاتي‪ ،‬التفـاعلي والتبادلي‪،‬هـذه الصـورة‬
‫تعكــس نمــو هــذه الصــيرفة فــي الج ازئــر‪ ،‬وزيــادة اإلقبــال علــى منتجاتهــا مــن قبــل المســتهلكين‪،‬وذلك بــالرغم مــن‬
‫ُفتُوتهــا والمنافســة القويــة مــن قبــل نظيرتهــا الصــيرفة التقليديــة‪ ،‬ويرجــع هــذا إلــى غيــاب تش ـريع وض ـوابط قانونيــة‬
‫تش ــجع االعتم ــاد عل ــى وس ــائل ال ــدفع اإللكتروني ــة‪ ،‬خاص ــة ف ــي عملي ــة الم ــدفوعات ب ــين األفـ ـراد ول ــدى جه ــات‬
‫التخلــيص الحكوميــة‪ ،‬وكــذلك نقــص ثقافــة ‪ e-banking‬لــدى الجمهــور‪ ،‬ذلــك أن الســلوك المصـرفي لهـؤالء ارتــبط‬
‫بقــوة مــع المنتجــات المصـرفية التقليديــة‪ ،‬ضــف إلــى ذلــك ظــاهرتي التهــرب الضـريبي والقرصــنة المنتش ـرة داخــل‬
‫داخ ــل المنظوم ــة المصـ ـرفية‬ ‫البل ــد‪ ،‬إال أن ه ــذه المعطي ــات وغيره ــا ال تض ــعف مكان ــة الص ــيرفة اإللكتروني ــة‬
‫الجزائرية‪ ،‬وال تنقص من ضرورة تفعيل سبل الرقابة المصرفية عليها‪ ،‬خاصة إذا علمنا أن عدد العمليات التي‬
‫تم تسويتها من خالل نظام ‪ ATCI‬لوحده (كخدمة مصرفية إلكترونية) سنة ‪2017‬م بلغ ‪ 22,9‬مليـون عمليـة‪،‬‬
‫وأن المبلغ النقدي الكلي للعمليات المسـواة عـن طريـق نظـام ‪ ATTS‬بلـغ سـنة ‪2011‬م ‪ 680123‬مليـار دينـار‬
‫ج ازئ ــري‪ ،‬ووص ــل س ــنة ‪2017‬م ‪ 99896‬ملي ــار دين ــار ج ازئ ــري‪ ،‬وه ــي أرق ــام معتبـ ـرة تعك ــس أهمي ــة الص ــيرفة‬
‫‪178‬‬
‫الخاتمة‬

‫اإللكترونيــة فــي الج ازئــر‪ ،‬بــالرغم مــن النقــائص المســجلة فــي بعــض الخــدمات األخــرى‪ ،‬ومــن هنــا وجــب تفعيــل‬
‫الرقابــة المصـرفية علــى العمليــات المصـرفية اإللكترونيــة فــي الج ازئــر‪ ،‬ولــو حتــى مــن الجانــب االستشـرافي‪ ،‬ألن‬
‫الصيرفة اإللكترونية ضرورة ال يمكن االستغناء عنها‪ ،‬وتعميم خدماتها في الجزائر قضية وقـت فقـط‪ ،‬ومتوقـف‬
‫علـى إرادة المسـؤولين‪ ،‬خاصــة ونحـن أمــام اقتصـاد المعرفة‪،‬وشـمولية العمــل المصـرفي‪ ،‬وفــي حاجـة الســتقطاب‬
‫رؤوس أمـوال أجنبيــة‪ ،‬تجعــل مــن تبنــي خــدمات ‪ e-banking‬فــي الج ازئــر أمـ اًر يفــرض نفســه‪ ،‬تماشــياً ومتطلبــات‬
‫الســوق‪ ،‬كمــا أن التعامــل بــالنقود اإللكترونيــة يجعــل مــن الســلطة النقديــة تــتحكم بطريقــة أمثــل بالسياســة النقديــة‪،‬‬
‫ويعمل على تقليص حجم االقتصاد الموازي‪.‬‬

‫ويقــع علــى عــاتق المســؤولين علــى النظــام المص ـرفي الج ازئــري‪ ،‬تفعيــل عمليــة الرقابــة المص ـرفية علــى‬
‫الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬خاصة فـي هـذه المرحلـة‪ ،‬وجعلهـا بمثابـة أرضـية وأسـاس سـليم‪ ،‬تُبنـى عليـه عمليـة تفعيـل‬
‫وتنش ــيط العم ــل المصــرفي اإللكترون ــي‪ ،‬وحمايت ــه ومرافقت ــه ض ــد المخ ــاطر المص ـرفية عن ــد التوس ــع واالنتش ــار‪،‬‬
‫ويتأتى ذلك من خالل إصدار بنك الجزائر لتشريع خاص ومستقل يحمل في طياته الضـوابط الرقابيـة المنظمـة‬
‫للعمــل المص ـرفي اإللكترونــي‪ ،‬مراعي ـاً فــي ذلــك مــا تمخــض عــن لجنــة بــازل لإلش ـراف المص ـرفي‪ ،‬فــي الوثيقــة‬
‫المتعلق ــة ب ــإدارة مخ ــاطر الص ــيرفة اإللكتروني ــة الص ــادرة ف ــي جويلي ــة ‪2003‬م‪ ،‬وك ــذلك االس ــتفادة م ــن التج ــارب‬
‫الدولية الرائدة في هـذا المجـال‪ ،‬مـع احتـرام العـادات والتقاليـد المرتبطـة بالسـلوك المصـرفي للمسـتهلك الج ازئـري‪،‬‬
‫كما يتعين على البنك المركـزي والبنـوك التجاريـة زيـادة التنسـيق والتعـاون مـع الهيئـات الدوليـة المتخصصـة فـي‬
‫مجال الرقابة المصرفية‪ ،‬لتبادل الخبرات‪ ،‬وتأهيل المستوى المهني ودرجة االحترافية لدى المراقبين المصـرفيين‬
‫الج ازئـريين‪ ،‬والعــاملين بالقطــاع المصـرفي بصــفة عامــة‪ ،‬وتجــدر اإلشــارة إلــى األهميــة البالغــة والحساســة لعمليــة‬
‫اختيــار مجهـزين خــارجيين‪ ،‬مــزودي البنــوك بحلــول لتقــديم خــدمات الصــيرفة اإللكترونيــة‪ ،‬ومــن ثــم وجــب انتقــاء‬
‫مجهزين خـارجيين ذو سـمعة حسـنة فـي السـوق‪ ،‬يـوفرون مسـتوى عـال مـن األمـن والحمايـة‪ ،‬وسـهولة فـي تقـديم‬
‫تل ــك الخ ــدمات‪ ،‬كم ــا أن عملي ــة تفعي ــل الرقاب ــة المصـ ـرفية عل ــى الص ــيرفة اإللكتروني ــة‪ ،‬تتطل ــب م ــن الس ــلطات‬
‫الجزائريــة محاربــة ظ ــاهرة القرصــنة‪ ،‬والتح ــديث المســتمر وعص ـرنة البنــى التحتي ــة‪ ،‬خاصــة تل ــك المتعلقــة ب ــنظم‬
‫االتصال‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫الخاتمة‬

‫التوصيات‪:‬‬

‫‪ -1‬التنويه إلى ضرورة تنويع مصفوفة الخدمات المصيرفة اإللكترونية في البنوك الجزائرية‪ ،‬باالعتماد على‬
‫البنية التحتية التي تمتلكها الجزائر‪ ،‬والرأس مال البشري الذي تمثل فيه فئة الشباب النسبة األكبر‪ ،‬واالستفادة‬
‫من تجربة الحكومة الجزائرية في تطبيق الحكومة اإللكترونية‪ ،‬التي قامت بتعميم استصدار وثائق الحالة‬
‫المدنية البيومترية إلكترونياً عبر كافة التراب الوطني‪.‬‬
‫‪ -2‬الخروج من حلقة تقديم خدمات مصرفية إلكترونية روتينية كاإلطالع على الرصيد‪ ،‬وطلب الشيكات‪،‬إلى‬
‫تقديم خدمات تنافس بقوة خدمات الصيرفة التقليدية‪ ،‬ويمكن اقتراح بعض التوجيهات المساعدة لتحقيق ذلك‬
‫في الشكل الالحق‪.‬‬

‫الشكل رقم‪ :23‬شكل توضيحي للمتطلبات األساسية للنهوض لخدمات الصيرفة اإللكترونية‬

‫توسع تبني خدمات الصيرفة اإللكترونية‬


‫وانتشارها في الجزائر‬

‫البحث‬ ‫التأثير في‬ ‫بنية تحتية‬ ‫إطار‬


‫العلمي حول‬ ‫السلوك‬ ‫قوية‬ ‫تنظيمي‬
‫خدمات‬ ‫المصرفي‬ ‫وتشريعي‬
‫مبتكرة‬ ‫للعمالء‬
‫ومتطورة‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫المتطلبات األساسية للنهوض لخدمات الصيرفة اإللكترونية في الجزائر‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب‬

‫للنهوض بخدمات ‪ e-banking‬في الجزائر‪ ،‬البد من توفر مناخ عام ُيلزم على األفراد التوجه نحو‬
‫خدمات الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬وذلك بسن تشريعات وتنظيمات تكفل ذلك‪ ،‬كتسديد فواتير الكهرباء والماء‪ ،‬دفع‬
‫الضرائب‪ ،‬دفع األجور ‪ ...‬الخ عن طريق وسائل الدفع اإللكترونية‪ ،‬ونجد في هذا الصدد مثالً قرار وزارة‬
‫المالية المصرية رقم ‪ 269‬لسنة ‪ 2018‬المتعلق بالتحصيل اإللكتروني‪ ،‬حيث يتم التحصيل اإللكتروني‬
‫بالبطاقات اإللكترونية بطريقة إلزامية للفئات فيما يزيد عن ‪ 500‬جنيه مصري واختياري للفئات أقل من ‪500‬‬
‫‪180‬‬
‫الخاتمة‬

‫جنيه (كدفع فواتير الكهرباء والمياه)‪،‬فهذه تجربة يمكن تطبيقها في الجزائر‪ ،‬كما أنه ومن بالغ األهمية محاربة‬
‫القرصنة في الجزائر‪ ،‬الهاجس المتسبب في عزوف العمالء عن خدمات ‪ e-banking‬وبالموازاة لذلك التطوير‬
‫المستمر للبنية التحتية من خالل تحديث شبكة االتصال واألجهزة اإللكترونية‪ ،‬كما أنه على البنوك التجارية‬
‫الجزائرية خاصة منها العمومية تطوير وعصرنة نظمها المعلوماتية‪ ،‬كما دأب عليه بنك التنمية المحلية سنة‬
‫‪2017‬مع النظام المعلوماتي ‪ ،SAB‬وبنك الفالحة والتنمية الريفية سنة ‪ 2018‬مع النظام المعلوماتي ‪FLEX‬‬

‫‪ CUBE‬و‪ ،OBIEE‬وكذلك في نفس السنة بنك ‪ CNEP‬باعتماد نظام معلوماتي جديد ‪ T24‬لتتوافق مع منتجات‬
‫الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬والنتشار أمثل لخدمات الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬تقع على عاتق البنوك التجارية الجزائرية‬
‫مسؤولية التأثير في السلوك المصرفي للعمالء‪ ،‬من أجل إقبال أكثر على خدمات ‪ ،e-banking‬وذلك بانتهاج‬
‫سياسة تسويقية تهدف إلى زيادة الثقة في هذه المنتجات المصرفية‪ ،‬كما يتأتى دور البحث العلمي في إيجاد‬
‫منتجات مصرفية مبتكرة ومتطورة تتكيف مع متطلبات الزبون الجزائري حسب ثقافته ورغباته‪ ،‬ومن ثمة‬
‫تطبيقها وتبنيها من طرف البنوك التجارية‪.‬‬

‫‪ -3‬االعتماد على سياسة توظيف في البنوك الجزائرية على أساس اإللمام وإتقان استعمال الحواسيب‬
‫واألجهزة اإللكترونية المستعملة في تقديم خدمات الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬وتدريب موظفيها وفق برامج تزيد من‬
‫ثقافاتهم بتلك الخدمات المصرفية الحديثة‪.‬‬
‫‪ -4‬العمل على تقليص مدة معالجة المدفوعات عبر نظام ‪ TTGS‬الذي يتعدى متوسط تلك المدة الخمسة‬
‫أيام (‪ 05‬أيام )‪.‬‬
‫‪ -5‬فيما يخص الرقابة المصرفية على الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬فعلى القائمين عليها بوضع أطر تشريعية‬
‫وتنظيمية تتماشى مع المعايير الدولية للجنة بازل‪ ،‬وذلك لوضع الصناعة المصرفية الجزائرية في مصف‬
‫الصناعة المصرفية العالمية‪ ،‬ولزيادة القوة التنافسية للبنوك المحلية أمام تحديات العولمة والشمولية‪.‬‬
‫‪ -6‬العمل على الفصل الوظيفي واإلداري للدوائر الرقابية على العمل المصرفي بما فيه اإللكتروني عن‬
‫دوائر االستغالل داخل البنوك التجارية الجزائرية‪.‬‬
‫‪ -7‬التكثيف الرقابي وزيادة الزيارات الميدانية خاصة منها الفجائية من طرف بنك الجزائر على األنشطة‬
‫المصرفية اإللكترونية الممارسة في البنوك الجزائرية‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪ -8‬االستخدام األمثل واألنسب لنظم الحوسبة السحابية‪ ،‬لما تمنحه من سعة واسعة لتخزين البيانات‬
‫والمعلومات وسهولة الوصول إليها‪ ،‬و من خفض لتكاليف تقديم الخدمات المصرفية‪ ،‬مع توفير شروط األمن‬
‫المعلوماتي عند استعمال الخدمات السحابية من قبل البنوك التجارية الجزائرية‪.‬‬
‫‪ -9‬تعتمد البنوك في تقديم خدماتها المصرفية السيما منها اإللكترونية على مجهزين خارجيين‪ ،‬ولهذا يقتضي‬
‫األمر على البنوك الجزائرية التعاقد مع مجهزين ذوي مكانة وسمعة جيدة في السوق‪ ،‬والحرص على تطبيق‬
‫إدارة مخاطر سليمة للعالقات الناشئة عن هذا التعاقد‪.‬‬
‫‪ -10‬يجب أن يكون تحديد أدنى للمقاييس األمنية وضوابط الترخيص داخل األنظمة المصرفية اإللكترونية‬
‫من صالحيات بنك الجزائر‪ ،‬وترك المجال مفتوحا أمام البنوك التجارية إلضافة ما يناسب طبيعة نشاطها‬
‫وخصوصيتها من التزامات وضوابط‪.‬‬
‫‪ -11‬القيام بعملية اإلفصاح عن أنشطة الصيرفة اإللكترونية من قبل البنوك التجارية‪ ،‬ومن قبل شركة‬
‫‪ ،SATIM‬لكشف الفروقات والتجاوزات عند ممارسة تلك األنشطة‪ ،‬ومن أجل إدارة مخاطر الصيرفة‬
‫اإللكترونية بشكل فعال‪.‬‬
‫‪ -12‬اشتراط بنك الجزائر على البنوك التجارية في تقديم خدمات الصيرفة اإللكترونية‪ ،‬استيفائها للضوابط‬
‫الرقابية‪ ،‬للحصول على الترخيص بمزاولة تلك النشاطات‪.‬‬
‫‪ -13‬االستفادة من تجارب بعض الدول العربية خاصة السعودية واإلمارات لتشابه السلوك المصرفي لألفراد‬
‫في هذه الدول وتقاربه مع الجزائر‪.‬‬
‫‪ -14‬من الضروري أن يقوم بنك الجزائر بإصدار تشريع خاص ومستقل بالضوابط الرقابية على الصيرفة‬
‫اإللكترونية داخل الجزائر‪ ،‬كما هو معمول به في عدة دول عربية مثل ‪ :‬مصر‪ ،‬األردن والكويت‪.‬‬
‫‪ -15‬تدريب وتأهيل رأس مال البشري العامل بالبنوك الجزائرية على عمليات تقديم خدمات‬
‫الصيرفةاإللكترونية‪ ،‬وتأطير العملية من طرف إطارات بنكية ذات خبرة وأكاديميين مختصين‪ ،‬وتوعيتهم‬
‫بمخاطر الصيرفة اإللكترونية وأهم تصنيفاتها‪.‬‬
‫‪ -16‬الحرص على تعميم إلزام البنوك التجارية الجزائرية على توفرها لمجموعة من البيانات والمعلومات‬
‫الضرورية عن عمالئها‪ ،‬وتعزيز قاعدة ‪( KYC‬أعرف عميلك)‪ ،‬لما لها من طابع جد إيجابي على تقديم‬
‫خدمات ‪ e-banking‬والرقابة عليها‪.‬‬
‫‪ -17‬تفعيل التنسيق بين البنوك التجارية ومركزية المخاطر المتواجدة على مستوى بنك الجزائر ( البنك‬
‫المركزي)‪ ،‬لزيادة درجة االحت ارزية في تقديم خدمات مصرفية إلكترونية إلى العمالء الجدد خاصة‪.‬‬
‫‪182‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪ -18‬تفعيل عملية التنسيق والتعاون مع الهيئات الدولية المختصة في مجال الرقابة المصرفية كصندوق النقد‬
‫الدولي‪ ،‬وبنك التسويات الدولي وصندوق النقد العربي‪ ،‬وذلك بغية االستفادة من التجارب الدولية الرائدة في‬
‫هذا المجال‪.‬‬
‫‪ -19‬تخفيض مستوى التهرب الضريبي‪ ،‬ذلك أنه كلما قلت الفجوة السامحة لذلك زادت القوة التنافسية‬
‫لمنتجات الصيرفة اإللكترونية على حساب نظيرتها الصيرفة التقليدية‪.‬‬

‫آفاق الدراسة‪:‬‬

‫بعــد تنــاول الد ارســة لموضــوع الرقابــة المص ـرفية علــى الصــيرفة اإللكترونيــة فــي الج ازئــر‪ ،‬وســبل تفعيلهــا‪،‬‬
‫باالعتم ــاد عل ــى وجه ــة نظ ــر ع ــاملي البن ــوك التجاري ــة الجزائري ــة‪ ،‬تبق ــى الحاج ــة إل ــى إض ــفاء ص ــفة الش ــمولية‬
‫لموضوع الدراسة‪ ،‬ويتأتى ذلك من خالل األخذ بآراء عمالء البنوك الجزائرية‪ ،‬كما يمكن التطرق إلـى مواضـيع‬
‫ذات صــلة بالد ارســة‪ ،‬انطالق ـاً مــن وجهــة نظــر ه ـؤالء الزبــائن‪ ،‬تعــالج الســبل الكفيلــة النتشــار خــدمات الصــيرفة‬
‫اإللكترونيــة وتوســعها داخــل القطــاع المص ـرفي الج ازئــري‪ ،‬وكــذا د ارســة آليــات تجــاوز معيقــات اإلحــالل الشــامل‬
‫لخدمات الصيرفة اإللكترونية محل خدمات الصيرفة التقليدية في الجزائر‪ ،‬هذا ويبقـى اإلطـار الرقـابي الخـاص‬
‫بالعمليات المصرفية اإللكترونية داخل الجزائر‪ ،‬محل بحث ودراسة وفق رؤى استشرافية‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫قائمة المراجع‬

‫قائمة المراجع‬

‫الكتب‬ ‫‪.I‬‬
‫‪ .1‬أحمد صبحي العيادي‪ ،‬إدارة العمليات المصرفية والرقابة عليها‪ ،‬دا ار الفكر‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪.2010‬‬
‫‪ .2‬أحمد بوراس والسعيد بريكة‪ ،‬أعمال الصرفة اإللكترونية األدوات والمخاطر‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.2014‬‬
‫والمخاطرة‪،‬‬ ‫‪ .3‬حاكم محسن الربيعي ‪ ،‬محمد عبد الحسين راجي‪ ،‬حكومة البنوك وأثرها في األداء‬
‫اليازوري‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪.2011 ،‬‬
‫‪ .4‬حاكم محسن الربيعي وحمد عبد الحسين راضي‪ ،‬حوكمة البنوك وأثرها في األداء والمخاطر‪ ،‬دار‬
‫اليازوري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬األردن‪.2011 ،‬‬
‫‪ .5‬خالد إبراهيم عبد هللا وإسماعيل الطراد‪ ،‬إدارة العمليات المصرفية المحلية والدولية‪ ،‬دار وائل‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪.2011 ،‬‬
‫‪ .6‬خالد أمين عبد هللا وإسماعيل إبراهيم الطراد‪ ،‬إدارة العمليات المصرفية المحلية والدولية‪ ،‬دار وائل‬
‫للنشر‪،‬الطبعة الثانية‪ ،‬األردن‪.2011 ،‬‬
‫‪ .7‬خالد أمين عبد هللا‪ ،‬العمليات المصرفية الطرق المحاسبية الحديثة‪ ،‬دار وائل‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة السابعة‪،‬‬
‫‪.2014‬‬
‫‪ .8‬راضي عبد المنعم‪ ،‬عزت فرج‪ ،‬اقتصاديات النقود والبنوك‪ ،‬البيان للطباعة والنشر‪ ،‬االسكندرية‪.2001 ،‬‬
‫‪ .9‬السيد أحمد عبد الخالق‪ ،‬التجارة اإللكترونية والعولمة‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬مصر‪.2008 ،‬‬
‫‪ .10‬صـ ــالح الـ ــدين حسـ ــن السيسـ ــي‪ ،‬الرقابـ ـ ة علـ ــى أعمـ ــال البنـ ــوك والمنظمـ ــات األعمـ ــال تقيـ ــيم أداء البنـ ــوك‬
‫والمخاطر المصرفية االلكترونية‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪.2010 ،‬‬
‫‪ .11‬ص ــالح حس ــن‪ ،‬تحلي ــل وإدارة وحرك ــة المخ ــاطر الصـ ـرفية االلكتروني ــة‪ ،‬دار الكت ــاب والح ــديث‪ ،‬الق ــاهرة‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪.2011 ،‬‬
‫‪ .12‬صــالح حســن‪ ،‬تحليــل وإدارة وحوكمــت المخــاطر المص ـرفية االلكترونيــة‪ ،‬دار الكتــاب الحــديث‪ ،‬الطبعــة‬
‫األولى القاهرة‪.2011 ،‬‬
‫‪ .13‬صندوق النقد العربي‪ ،‬معهد السياسات االقتصادية أطر أساسية ومعاصرة في الرقابة على البنوك وإدارة‬
‫المخاطر‪ ،‬أبو ظبي‪ ،‬مارس ‪.2006‬‬
‫‪ .14‬الطاهر لطرش‪ ،‬االقتصاد النقدي والبنكي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر‪.2013 ،‬‬
‫‪ .15‬عبــد الحميــد بســيوني‪ ،‬تكنولوجيــا المعلومــات واالتصــاالت وإدارة األزمــات‪ ،‬دار الكتــب العلميــة‪ ،‬القــاهرة‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪.2016 ،‬‬

‫‪185‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ .16‬عب ـ ــد الحمي ـ ــد بسيوني‪،‬أساس ـ ــيات ومب ـ ــادئ التج ـ ــارة اإللكتروني ـ ــة‪ ،‬دار الكت ـ ــب العلمي ـ ــة لنش ـ ــر والتوزي ـ ــع‪،‬‬
‫القاهرة‪.2004،‬‬
‫‪ .17‬عبــد القــادر خليــل‪ ،‬مبــادئ االقتصــاد النقــدي والمص ـرفي‪ ،‬دي ـوان المطبوعــات الجامعيــة‪ ،‬الج ازئــر‪ ،‬الجــزء‬
‫األول ‪.2012 ،‬‬
‫‪ .18‬عبد هللا علي فـوغلي موسـى ‪ ،‬تكنولوجيـا المعلومـات ودورهـا فـي التسـويق التقليـدي واالليكترونـي‪ ،‬ايتـراك‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مصر‪.2007،‬‬
‫‪ .19‬عبد المجيد قدي‪ ،‬المدخل إلى السياسة االقتصادية الكلية الجزائرية‪ ،‬الطبعة األولى‪.2001 ،‬‬
‫‪ .20‬عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان‪ ،‬البطاقات البنكية‪ ،‬دار القلم‪ ،‬سوريا‪ ،‬الطبعة األولى‪.1998 ،‬‬
‫‪ .21‬فضيل فارس ‪ ،‬التقنيات البنكية محاضرات وتطبيقات ‪ ،‬الجزء األول ‪ ،‬الطبعة األولى‪.2013 ،‬‬
‫‪ .22‬محمد أحمد عبد النبي‪ ،‬الرقابة المصرفية‪ ،‬زمزم‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪.2010 ،‬‬
‫‪ .23‬محمد عبد الخالق‪ ،‬اإلدارة المالية والمصرفية‪ ،‬دار أسامة‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪.2010 ،‬‬
‫‪ .24‬محمد عبد الفتاح الصرفي‪ ،‬إدارة البنوك‪ ،‬دار المنهاج للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2016 ،‬‬
‫‪ .25‬محمد مصطفى نعمان ‪ ،‬إدارة البنوك‪ ،‬دار االبتكار للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫‪ .26‬محمود محمد أبو فروة‪ ،‬الخدمات اإللكترونية عبـر اإلنترنـت‪ ،‬دار الثقافـة للنشـر والتوزيـع‪ ،‬االردن‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫‪.2012‬‬
‫‪ .27‬محمود محمد أبو فروة‪ ،‬الخدمات البنكية اإللكترونية عبر االنترنت‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬مصـر‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪.2012 ،‬‬
‫‪ .28‬مصـطفى كامـل السـيد طايـل‪ ،‬الصـناعة المصـرفية والعمولمـة االقتصـادية‪ ،‬الـدار الجامعيـة‪ ،‬اإلســكندرية‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪.2014 ،‬‬
‫‪ .29‬مصطفى كمال السيد طايل‪ ،‬الصناعة المصرفية والعولمة االقتصادية ‪ ،‬الـدار الجامعيـة ‪ ،‬االسـكندرية ‪،‬‬
‫‪.2014‬‬
‫‪ .30‬مصطفى كمال طه‪ ،‬وائل أنور بندق‪ ،‬األوراق التجارية ووسائل الـدفع اإللكترونيـة‪ ،‬دار الفكـر الجـامعي‪،‬‬
‫‪.2009‬‬
‫‪ .31‬منيـ ــر الجنبيهـ ــي وممـ ــدوح الجنبيهـ ــي‪ ،‬البنـ ــوك اإللكترونيـ ــة‪ ،‬دار الفكـ ــر الجـ ــامعي‪ ،‬اإلسـ ــكندرية‪ ،‬مصـ ــر‪،‬‬
‫‪.2006‬‬
‫‪ .32‬ناهــد فتحــي الحمــودي‪ ،‬األوراق التجاريــة اإللكترونيــة د ارســة تحليليــة مقارنــة‪ ،‬دار الثقافــة للنشــر والتوزيــع‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪.2010 ،‬‬
‫‪ .33‬هيكل عجمي جميل الجنابي ورمزي ياسين يسع أرسالن‪ ،‬النقود والمصـارف والنظريـة التقديـة‪ ،‬دار وائـل‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،2009 ،‬ط‪ ،1‬عمان‪-‬األردن‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ .34‬وســيم محمــد الحــداد وآخــرون‪ ،‬الخــدمات المص ـرفية اإللكترونيــة‪ ،‬دار الميس ـرة‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعــة األولــى‪،‬‬
‫‪.2012‬‬
‫‪ .35‬وس ـ ـ ــيم محم ـ ـ ــد الح ـ ـ ــداد وآخ ـ ـ ــرون‪ ،‬خ ـ ـ ــدمات المص ـ ـ ـرفية اإللكتروني ـ ـ ــة‪ ،‬دار المس ـ ـ ــيرة‪ ،‬األردن ‪ ،‬الطبع ـ ـ ــة‬
‫األولى‪.2012،‬‬
‫‪ .II‬األطروحات والرسائل الجامعية‬
‫‪ .1‬إبتهاج فضل هللا الخضر حمودة ‪،‬أثر تطبيق نظام المقاصة اإللكترونية في زيـادة ربحيـة البنـوك‪ ،‬ماجسـتير‬
‫في المحاسبة‪ ،‬كلية الدراسات العليا والبحث العلمي‪ ،‬جامعة شندى‪ ،‬السودان‪ ،2015 ،‬ص‪.16‬‬
‫‪ .2‬إي ــاد واص ــل ه ــالل عم ــيش‪ ،‬البن ــوك اإللكتروني ــة ف ــي األردن‪ :‬تطوره ــا وتح ــدياتها‪ ،‬رس ــالة ماجس ــتير‪ ،‬جامع ــة‬
‫اليرموك‪.2006 ،‬‬
‫‪ .3‬بلعياش ميادة‪ ،‬أثر الصيرفة اإللكترونية على السياسة النقدية دراسة مقارنة الجزائر‪-‬فرنسا‪ ،‬أطروحة دكتوراه‬
‫في العلوم االقتصادية‪ ،‬تخصص اقتصاديات النقود والبنوك واألسواق المالية‪ ،‬جامعة بسكرة‪.2015 ،‬‬
‫‪ .4‬بـن قيلــة زيـن الــدين أثــر التطـور المــالي علــى النمـو االقتصــادي فـي الج ازئــر‪ ،‬أطروحــة دكتـوراه‪ ،‬كليــة العلــوم‬
‫االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد تلمسان‪.2016 ،‬‬
‫‪ .5‬حمدي محمد حمـدي مصـبح‪ ،‬واقـع تطبيـق الجهـاز المصـرفي الفلسـطيني التفاقيـات بـازل وتطوراتهـا‪ ،‬مـذكرة‬
‫ماجستير‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬الجامعية اإلسالمية بغزة‪.2018،‬‬
‫‪ .6‬حوالــف عبــد الص ــمد‪ ،‬النظــام الق ــانوني لوســائل ال ــدفع االلكترونــي‪ ،‬أطروح ــة دكتــوراه‪ ،‬كلي ــة الحقــوق والعل ــوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬جامعة تلمسان‪.2015 ،‬‬
‫‪ .7‬حوريــة حمنــي‪ ،‬آليــات رقابــة البنــك المركــزي علــى البنــوك التجاريــة وفعاليتهــا حالــة الج ازئــر ‪،‬مــذكرة ماجســتير‬
‫في العلوم االقتصادية كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪.2006 ،‬‬
‫‪ .8‬حياة نجار‪ ،‬إدارة المخاطر المصرفية وفق اتفاقيات بـازل‪ ،‬د ارسـة واقـع البنـوك التجاريـة العموميـة الجزائريـة‪،‬‬
‫أطروحــة دكتــوراه فــي العلــوم االقتصــادية‪ ،‬كليــة العلــوم االقتصــادية والتجاريــة وعلــوم التســيير‪ ،‬جامعــة ســطيف‪،‬‬
‫‪.2014‬‬
‫‪ .9‬خال ـ ــد شمس ـ ــان إس ـ ــماعيل ض ـ ــبعان‪ ،‬تحلي ـ ــل اتجاه ـ ــات ع ـ ــالء المص ـ ــارف اليمني ـ ــة نح ـ ــو أس ـ ــاليب الص ـ ــيرفة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم المصرفية‪ ،‬جامعة كليمنتس العالمية‪ ،‬اليمن‪.2013 ،‬‬
‫‪ .10‬شريف عادل عبد الرؤوف أحمد‪ ،‬أثر مدى إلتزام متطلبات مبـادئ بـازل األساسـية للرقابـة المصـرفية علـى‬
‫االستقرار المالي للبنوك‪ ،‬رسالة (مذكرة) ماجستير‪ ،‬قسم االقتصاد‪ ،‬كلية التجارة جامعة عين شمس‪.2016 ،‬‬
‫‪ .11‬شـ ــيماء جـ ــودت مجـ ــدي عبيـ ــادة منصـ ــور‪ ،‬أحكـ ــام التعامـ ــل بـ ــالنقود االلكترونيـ ــة وأث ـ ـره علـ ــى المعـ ــامالت‬
‫المعاصرة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية الشريعة والقانون‪ ،‬الجامعة اإلسالمية غزة فلسطين‪.2015 ،‬‬
‫‪ .12‬عبد الرزاق سالم‪ ،‬القطاع المصرفي الجزائري في ظل العولمة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كليـة العلـوم االقتصـادية‬
‫التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.3‬‬
‫‪187‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ .13‬العلجــوني عبــد الفتــاح محمــد‪ ،‬تقيــيم تطبيقــات نظــم المعلومــات اإلداريــة فــي شــركات تجــارة مــن القطــاعين‬
‫العـ ــام والخـ ــاص د ارسـ ــة حالـ ــة شـ ــركة الملكيـ ــة األردنيـ ــة والبنـ ــك العـ ــري‪ ،‬رسـ ــالة ماجسـ ــتير‪ ،‬جامعـ ــة آل البيـ ــت‪،‬‬
‫األردن‪.2005،‬‬
‫‪ .14‬محمد شايب‪ ،‬أهمية تطوير وتشغيل أنظمة الدفع اإللكترونية الحديثـة والمقاصـة اآلليـة إلنشـاء بنيـة تحتيـة‬
‫للنظام مصرفي ومالي إلكتروني بالجزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية العلـوم االقتصـادية والتجاريـة وعلـوم التسـيير‪،‬‬
‫جامعة سطيف‪.2017 ،‬‬
‫‪ .15‬محمد صالح السيقلي‪ ،‬المبادئ األساسية للرقابة المصرفية الفعالة‪ ،‬رسـالة (مـذكرة) ماجسـتير كليـة التجـارة‬
‫قسم إدارة األعمال الجامعة اإلسالمية غزة‪.2005 ،‬‬
‫‪ .16‬محمــد طــاهر عبــد هللا ‪ ،‬التــأثير المتبــادل بــين الكتلــة التقنيــة والصـرفة اإللكترونيــة‪ ،‬أطروحــة دكتــوراه‪ ،‬كليــة‬
‫االقتصاد‪ ،‬جامعة دمشق‪.2015 ،‬‬
‫‪ .17‬ميهوب سماح ‪،‬أثر تكنولوجيـا المعلومـات واالتصـاالت علـى األداء التجـاري والمـالي للمصـارف الفرنسـية‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة قسنطينة‪.2014 ،‬‬
‫‪ .18‬ميهوب سماح‪ ،‬اثر تكنولوجيا المعلومـات واالتصـاالت علـى األداء التجـاري والمـالي للصـارف الفرنسـية –‬
‫حالة نشاط البنك عن بعد‪ ،‬اطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة قسنطينة‬
‫‪.2014،‬‬
‫‪ .19‬مـوالي ختيـر صـالح صــابري‪ ،‬تـأثير القواعـد االحت ارزيـة مــن بـازل‪ I‬إلـى بـازل ‪ III‬علــى التسـيير المـالي فــي‬
‫البنوك الجزائرية العمومية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية العلـوم االقتصـادية والتسـيير والعلـوم التجاريـة‪ ،‬جامعـة تلمسـان‪،‬‬
‫‪.2018‬‬
‫‪ .20‬مح ــرز ن ــور ال ــدين‪ ،‬تأهي ــل وتفعي ــل الجه ــاز المصـ ـرفي بالتع ــامالت النقدي ــة اإللكتروني ــة – حال ــة الجه ــاز‬
‫المصـرفي الج ازئــري‪ ،-‬أطروحــة دكتــوراه‪ ،‬كليــة العلــوم االقتصــادية التجاريــة وعلــوم التســيير‪ ،‬جامعــة أم البـواقي‪،‬‬
‫‪.2015‬‬
‫‪ .III‬المجالت والدوريات‪:‬‬
‫‪ .1‬أح ــالم بوعب ــدلي وثري ــا س ــعيد‪ ،‬إدارة المخ ــاطر التش ــغيلية ف ــي البن ــوك التجاري ــة‪ ،‬المجل ــة الجزائري ــة للتنمي ــة‬
‫االقتصادية‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬العدد ‪.2015 ،03‬‬
‫‪ .2‬أحمـد شــعبان محمــد علـي‪ ،‬انعكاســات المتغيـرات المعاصـرة علــى القطــاع المصـرفي ودور البنــوك المركزيــة‪،‬‬
‫الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2007 ،‬‬
‫‪ .3‬أس ــماء خض ــير ياس ــن‪ ،‬أحم ــد ص ــبحي جمي ــل‪ ،‬مظ ــاهر اس ــتخدام الص ــيرفة اإللكتروني ــة ف ــي الع ـراق‪ ،‬المجل ــة‬
‫العراقية للعلوم االقتصادية‪ ،‬السنة ثانية عشر‪ ،‬العدد ‪.2014 ،41‬‬
‫‪ .4‬أنطوان بوفيريه وفيكرام هاكسـار‪ ،‬مـاهي العمـالت المشـفرة؟‪ ،‬مجلـة التمويـل والتنميـة‪ ،‬صـندوق النقـد الـدولي‪،‬‬
‫‪.2018‬‬
‫‪188‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ .5‬بريش عبد القادر وزهير غرابة‪ ،‬مقررات بازل‪ 3‬ودورها في تحقيـق مبـادئ الحوكـة وتعزيـز االسـتقرار المـالي‬
‫والمصرفي العالمي‪ ،‬مجلة االقتصاد والمالية‪ ،‬جامعة الشلف‪ ،‬العدد‪.2015 ،1‬‬
‫‪ .6‬بــن الـزين إيمــان‪ ،‬تشــخيص قطــاع تكنولوجيــا المعلومــات واالتصــال بــالجزائر للفتـرة مــابين ‪،2014-2000‬‬
‫مجلة الدراسات االقتصادية الكمية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجاريـة وعلـوم التسـيير‪ ،‬جامعـة ورقلـة‪ ،‬العـدد ‪،2‬‬
‫‪.2016‬‬
‫‪ .7‬بــوراس أحمــد وعيــاش زبيــر‪ ،‬المعــايير الدوليــة للرقابــة المصـرفية وتطبيقاتهــا علــى األنظمــة المصـرفية للــدول‬
‫النامية‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬العدد ‪ ،27‬جوان ‪.2007‬‬
‫‪ .8‬جاليلة عبد الجليل وبن عبد الفتاح دحمان‪ ،‬آليات الرقابة المصرفية في المنظومـة المصـرفية الجزائريـة مـن‬
‫خــالل المعــايير االحت ارزيــة التفاقيــات لجنــة بــازل‪ ،‬مجلــة التكامــل االقتصــادي‪ ،‬جامعــة أدرار‪ ،‬العــدد ‪ ،14‬جـوان‬
‫‪.2017‬‬
‫‪ .9‬جمــال معتــوق وســعيدي يحــي‪ ،‬قيــاس تــداول المشــتقات الماليــة فــي البورصــة علــى المخــاطر الماليــة‪ ،‬مجلــة‬
‫العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‪ ،‬العدد‪.2015 ،13‬‬
‫‪ .10‬حاكم محسن الربيعي‪ ،‬حمد عبد الحسـين ارضـي‪ ،‬حوكمـة البنـوك وأثرهـا فـي األداء والمخـاطرة‪ ،‬اليـازوري‪،‬‬
‫األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪.2011 ،‬‬
‫‪ .11‬ح ــرم عب ــد الرحم ــان أحم ــد عب ــد الرحم ــان‪ ،‬مق ــررات ب ــازل‪ ،III ،II ،I‬ودوره ــا ف ــي تق ــويم األداء المصـ ـرفي‬
‫للمص ــارف العامل ــة بالس ــودان‪ ،‬مجل ــة الد ارس ــات العلي ــا‪ ،‬جامع ــة الفلب ــين‪ ،‬مجل ــد ‪7‬الس ــابع‪ ،‬الع ــدد ‪ ،25‬ديس ــمبر‬
‫‪.2016‬‬
‫‪ .12‬أحمد محمد غنيم‪ ،‬إدارة البنوك التقليدية الماضي وإلكترونية المستقبل‪ ،‬المكتبة العصرية‪ ،‬مصر ‪.2007‬‬
‫‪ .13‬دغنــوش عط ـرة‪ ،‬اســتخدام االنترنــت كــأداة لتقــديم الخــدمات البنكيــة وأث ـره علــى العمــل البنكــي د ارســة حالــة‬
‫البنــوك الجزائريــة‪ ،‬مجلــة أبحــاث اقتصــادية وإداريــة‪ ،‬كليــة العلــوم االقتصــادية والتجاريــة وعلــوم التســيير‪ ،‬جامعــة‬
‫بسكرة‪ ،‬العدد‪.2015 ،18‬‬
‫‪ .14‬رشدي عبد اللطيف وادي‪ ،‬اهمية ومزايا البنوك االلكترونية بقطاع غزة بفلسطين ومعوقات انتشارها‪ ،‬مجلة‬
‫الجامع االسالمية (سلسلة الدراسات االنسانية‪ )،‬المجلد السادس عشر‪ ،‬العدد ‪،2008 ،2‬‬
‫‪ .15‬رشدي عبد اللطيـف وادي‪ ،‬أهميـة وم ازيـا البنـوك اإللكترونيـة فـي قطـاع غـزة بفلسـطين ومعوقـات انتشـارها‪،‬‬
‫مجلة الجامعة اإلسالمية (سلسلة الدراسات اإلنسانية) المجلد السادس عشر‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬جوان ‪،2008‬‬
‫‪ .16‬ريما حيدر شـيخ السـوق‪ ،‬أثـر المخـاطر المصـرفية فـي كفايـة رأس المـال فـي المصـارف التجاريـة الخاصـة‬
‫في سورية‪ ،‬مجلة جامعة البعث‪ ،‬المجلد ‪ ، 39‬العدد ‪.2017 ،27‬‬
‫‪ .17‬زبير عياش‪ ،‬اتفاقية بازل ‪ III‬كاستجابة لمتطلبات النظام البنكي العالمي‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسـانية‪ ،‬جامعـة‬
‫بسكرة‪ ،‬العدد ‪ ،31/30‬ماي ‪.2013‬‬

‫‪189‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ .18‬زيت ــوني كم ــال‪ ،‬النظ ــام المصـ ـرفي الج ازئ ــري‪ ،‬مطبوع ــة فـ ـ ي مقي ــاس اقتص ــاد نق ــدي وببنك ــي‪ ،‬كلي ــة العل ــوم‬
‫االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة محمد بوضياف مسيلة‪.2017 ،‬‬
‫‪ .19‬سارة بن عيدة‪ ،‬سعيدة حركات‪ ،‬إدارة مخاطر الصرفة اإللكترونية وأثارها على الخدمة البنكية اإللكترونية‪،‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي ‪ ،‬العدد التاسع‪ ،‬جوان ‪.2018‬‬
‫‪ .20‬سليمان ناصر النظام الصرفي الج ازئـري واتفاقيـات بـازل مجلـة العلـوم االقتصـادية وعلـوم التسـيير‪ ،‬جامعـة‬
‫ورقلة‪ ،‬العدد ‪.2006 ،06‬‬
‫‪ .21‬سـليمان ناصـر‪ ،‬آدم حديـدي‪ ،‬تأهيـل النظـام الصـرفي الج ازئــر فـي ظـل التطـورات العالميـة الراهنـة فــي دور‬
‫البنك الجزائري ‪،‬المجلة الجزائرية للتنمية االقتصادية عدد ‪ ،02‬جوان ‪.2015‬‬
‫‪ .22‬الشافعي محمد إبراهيم محمود‪ ،‬اآلثار المترتبة على استعمال النقود اإللكترونية‪ ،‬جامعـة عـين شـمس كليـة‬
‫الحقوق‪ ،‬مصر‪.2008 ،‬‬
‫‪ .23‬ص ــادق أحم ــد عب ــد هللا الس ــبني‪ ،‬إمكاني ــة تلبي ــة المص ــارف اإلس ــالمية لمتطلب ــات اتفاقي ــة ب ــازل ‪ ،III‬مجل ــة‬
‫أماراباك‪ ،‬األكاديمية األمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا‪ ،‬المجلد السابع‪ ،‬العدد ‪.2016 ،21‬‬
‫‪ .24‬صــالح الــدين محمــد أمــين اإلمــام وصــادق ارشــد الشــمري‪ ،‬تفعيــل أنظمــة الرقابــة المصـرفية وتطويرهــا وفــق‬
‫المعايير الدولية نظام ‪ CRAFTE‬نموذجا‪ ،‬مجلة اإلدارة واالقتصاد‪ ،‬العدد التسعون‪.2011 ،‬‬
‫‪ .25‬صالح صاحب شاكر البغدادي ومحمد خميس حسـن التميمـي‪ ،‬دور الرقابـة اإلشـرافية للبنـك المركـزي فـي‬
‫تعزيز الوعي الرقابي المصرفي‪ ،‬مجلة دراسات محاسبية ومالية‪ ،‬المعهد العالمي للدراسات المحاسبية والماليـة‪،‬‬
‫المجلد التاسع‪ ،‬العدد‪ ، 68‬العراق‪.2014 ،‬‬
‫‪ .26‬طبيــل عبــد الســالم وبومــدين يوســف‪ ،‬اتفاقيــة بــازل ‪ III‬كآليــة لتعزيــز الحوكمــة فــي المصــارف اإلســالمية‪،‬‬
‫مجلة االقتصاد الجديد‪ ،‬جامعة خميس مليانة‪ ،‬المجلد ‪ ،2‬العدد ‪.2018 ،19‬‬
‫‪ .27‬عب ــد األمي ــر عب ــد الحس ــين ش ــياع ومص ــطفى محم ــد إبـ ـراهيم‪ ،‬نظ ــام الم ــدفوعات اإللكتروني ــة ف ــي العـ ـراق‬
‫والتحديات التي تواجهه‪ ،‬مجلة القادسية للعلوم اإلدارية واالقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،17‬العدد‪.2015 ،3‬‬
‫‪ .28‬عب ــد الق ــادر خلي ــل‪ ،‬مب ــادئ االقتص ــاد النق ــدي المصـ ـرفي‪ ،‬ديـ ـوان المطبوع ــات الجامعي ــة‪ ،‬الج ازئ ــر‪ ،‬الج ــزء‬
‫الثاني‪.2012 ،‬‬
‫‪ .29‬عب ــد القـ ــادر خليـ ــل‪ ،‬مبـ ــادئ االقتصـ ــاد النقـ ــدي والمصـ ـرفي‪ ،‬ديـ ـوان المطبوعـ ــات الجامعيـ ــة‪ ،‬الجـ ــزء األول‪،‬‬
‫‪.2012‬‬
‫‪ .30‬عبــد هللا بــن ســليمان بــن عبــد العزيــز البــاحوث‪ ،‬النقــود االفت ارضــية مفهومهــا وأنواعهــا وأثارهــا االقتصــادية‪،‬‬
‫المجلة العلمية لالقتصاد والتجارة‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬القاهرة‪ ،‬العدد‪.2017 ،1‬‬
‫‪ .31‬عبد المطلب عبد الحميد‪ ،‬اإلصالح المصرفي ومقررات بازل ‪ ،III‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،2013 ،‬‬
‫‪ .32‬ع ارب ــة ارب ــح‪ ،‬دور تكنولوجي ــا الخ ــدمات المص ـرفية اإللكتروني ــة ف ــي عص ـرنة الجه ــاز المص ـرفي الج ازئ ــري‪،‬‬
‫األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬العدد‪.2012 ،8‬‬
‫‪190‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ .33‬غســان فــاروق غنــدور‪ ،‬طــرق الســداد اإللكترونيــة وأهميتهــا فــي تســوية المــدفوعات بــين األطـراف المتبادلــة‪،‬‬
‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬المجلد ‪ ،28‬العدد األول ‪.2012 ،‬‬
‫‪ .34‬فاطمــة بوهــالي‪ ،‬إدارة المخــاطر الماليــة فــي المؤسســة االقتصــادية‪ ،‬مجلــة الحقــوق والعلــوم اإلنســانية‪ ،‬العــدد‬
‫االقتصادي‪ ،)01( 35 -‬جامعة زيان عاشور الجلفة‪.2018 ،‬‬
‫‪ .35‬فضــيلة بوطــورة ونوفــل ســيمايلي‪ ،‬بنــك الج ازئــر وإرســاء مقــررات لجنــة بــازل لإلش ـراف والرقابــة المص ـرفية‪،‬‬
‫مجلة دراسات‪ ،‬العدد االقتصادي‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة األغواط‪ ،‬العـدد ‪25‬‬
‫أ‪ ،‬جانفي ‪.2016‬‬
‫‪ .36‬قاس ــمي آس ــيا‪ ،‬أهمي ــة المراجع ــة المصـ ـرفية إلدارة المخ ــاطر عل ــى تعزي ــز الس ــالمة المالي ــة للبن ــوك‪ ،‬مجل ــة‬
‫معارف‪ ،‬قسم العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة البويرة‪ ،‬العدد ‪.2016 ،20‬‬
‫‪ .37‬منال هاني‪ ،‬اتفاقية بازل‪ 3‬ودورهـا فـي إدارة المخـاطر المصـرفية‪ ،‬مجلـة االقتصـاد الجديـد‪ ،‬جامعـة خمـيس‬
‫مليانة‪ ،‬المجلد‪ ،1‬العدد‪.2017 ،16‬‬
‫‪ .38‬ناصر سليمان‪ ،‬المعايير االحت ارزية في العمل المصرفي ومدى تطبيقها في المنظمة المصرفية الجزائريـة‪،‬‬
‫مجلــة العلــوم االقتصــادية وعلــوم التســيير‪ ،‬كليــة العلــوم االقتصــادية والتجاريــة وعلــوم التســيير‪ ،‬جامعــة ســطيف‪،‬‬
‫العدد ‪.2014 ،14‬‬
‫‪ .39‬ناصــر ســليمان‪ ،‬يــونس مومنــة‪ ،‬أثــر كفايــة رأس المــال فــي ربحيــة البنــوك اإلســالمية‪ ،‬مجلــة إس ـ ار الدوليــة‬
‫للمالية اإلسالمية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد األول ‪ ،‬جوان ‪.2017‬‬
‫‪ .40‬نهى خالد عيسى وإسراء خضير مظلوم الشمري‪ ،‬النظـام القـانوني للنقـود اإللكترونيـة‪ ،‬مجلـة جامعـة بابـل‪،‬‬
‫كلية العلوم السياسية‪ ،‬المجلة ‪ ،22‬العدد ‪.2014 ،2‬‬
‫‪ .41‬هباش سامي وبونقيب أحمد‪ ،‬اسـتخدام بطاقـة األداء المتـوازن فـي إدارة المخـاطر المصـرفية نمـوذج مقتـرح‬
‫لبنك الجزائر الخارجي‪ ،‬مجلة االستراتيجية والتنمية‪ ،‬جامعة ابن باديس مستغانم‪ ،‬المجلد ‪ ،7‬العدد ‪.13‬‬
‫‪ .IV‬المؤتمرات والملتقيات‪:‬‬
‫‪ .1‬سـعيد عبـد هللا الحـامز‪ ،‬العمليــات اإللكترونيـة واإلطـار اإلشـرافي‪ ،‬بحـث مقـدم إلــى مـؤتمر األعمـال المصـرفية‬
‫اإللكترونيــة بــين الشـريعة والقــانون‪ ،‬كليــة الشـريعة والقــانون وغرفــة التجــارة والصــناعة دبــي‪ ،‬جامعــة اإلمــارات‪،‬‬
‫المجلد الخامس‪ ،‬ماي ‪.2003‬‬
‫‪ .2‬شـريف محمــد غنــام‪ ،‬محفظــة النقــود اإللكترونيــة رؤيــة مســتقبلية‪ ،‬مــؤتمر األعمــال المصـرفية اإللكترونيــة بــين‬
‫الشريعة والقانون‪ ،‬غرفة التجارة والصـناعة دبـي‪ ،‬جامعـة اإلمـارات العربيـة المتحـدة ‪ ،‬المجلـد األول‪12-10 ،‬‬
‫ماي ‪.2003‬‬
‫‪ .3‬صندوق النقد العربي‪ ،‬أمانة مجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية‪ ،‬المبادئ األساسـية‬
‫للرقابة المصرفية الفعالة الصادرة عن لجنة بازل للرقابة المصرفية‪ ،‬رقم ‪ ،2014 ،58‬ص ص ‪.2 ،1‬‬

‫‪191‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ .4‬صندوق النقد العربي‪ ،‬أمانة مجلس محافظي المصـارف المركزيـة‪ ،‬مؤسسـات النقـد العربيـة‪ ،‬الترجمـة العربيـة‬
‫للمبادئ األساسية للرقابة المصرفية الفعالة الصادرة عن لجنة بازل للرقابة المصرفية سبتمبر ‪.2012‬‬
‫‪ .5‬عبــد الفتــاح أحمــد الغفــار حجــاري‪ ،‬البنــوك اإللكترونيــة التحــديات التطــورات التكنولوجيــة والنظ ـرة المســتقبلية‪،‬‬
‫الخدمات البنكية اإللكترونية الشاملة (رؤية مستقبلية)‪ ،‬المنظمـة العربيـة للتنميـة المسـتقبلية‪ 29-25 ،‬نـوفمبر‬
‫‪ ،2007‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .6‬ف ـؤاد قاســم مســاعد قاســم الســعيدي‪ ،‬المقاصــة فــي المعــامالت المص ـرفية‪ ،‬منشــورات الحلبــي الحقوقيــة‪ ،‬لبنــان‪،‬‬
‫‪.2008‬‬
‫‪ .7‬مفت ــاح ص ــالح ورح ــال فاطم ــة‪ ،‬ت ــأثير مق ــررات لجن ــة ب ــازل ‪ III‬عل ــى النظ ــام المصـ ـرفي اإلس ــالمي‪ ،‬الم ــؤتمر‬
‫العالمي التاسع لالقتصاد والتمويل اإلسالمي‪ ،‬سبتمبر ‪ ،2013‬اسطمبول تركيا‪.‬‬
‫‪ .8‬مفتــاح صــالح‪ ،‬أداء النظــام الص ـرفي الج ازئــري مــن قبيــل االســتقالل إلــى فت ـرة اإلصــالحات‪ ،‬المــؤتمر العلمــي‬
‫الدولي حول األداء المتميز للمنظمات والحكومات‪ ،‬جامعة ورقلة ‪-08‬مارس‪.2005‬‬
‫‪ .9‬ناظم الشمري و عبد الفتاح‪ ،‬الصيرفة االلكترونية في األردن ‪ ،‬بحث مقـدم إلـى المـؤتمر الخـامس فـي جامعـة‬
‫فيالديلفيا‪ 5-4 ،‬جويلية ‪.2007‬‬

‫‪ .V‬التقارير والمواد واألوامر‪:‬‬


‫‪ .1‬الجري ــدة الرس ــمية الجزائري ــة الجزائري ــة الع ــدد ‪ 57‬المؤرخ ــة ف ــي‪ 12 :‬اكت ــوبر ‪ ،2017‬ق ــانون رق ــم ‪10-17‬‬
‫المؤرخ ‪ 11‬أكتوبر ‪.2017‬‬
‫‪ .2‬الجري ــدة الرس ــمية الجزائري ــة رق ــم ‪ 02‬المؤرخ ــة ف ــي ‪ 15‬ج ــانفي ‪ ،2006‬النظ ــام ‪ 04-05‬الم ــؤرخ ف ــي ‪13‬‬
‫أكتوبر ‪.2005‬‬
‫‪ .3‬الجري ــدة الرس ــمية الجزائري ــة رق ــم ‪ 26‬المؤرخ ــة ف ــي ‪ 23‬أفري ــل ‪ ،2006‬النظ ــام ‪ 06-05‬الم ــؤرخ ف ــي ‪13‬‬
‫ديسمبر‪.2005‬‬
‫‪ .4‬القانون ‪ 06-88‬المـؤرخ فـي‪ 12 :‬جـانفي ‪ 1988‬المعـدل والمـتمم للقـانون رقـم ‪ 12-86‬المـؤرخ فـي‪19 :‬‬
‫اوت ‪ ،1986‬الجريدة الرسمية الجزائرية العدد ‪ 02‬المؤرخ في‪ 13 :‬جانفي ‪.1988‬‬
‫‪ .5‬النظام رقم ‪ 02-92‬المؤرخ في ‪ 22‬مارس ‪1992‬م المتضمن تنظيم مركزية المخاطر وعملها‪.‬‬
‫‪ .6‬النظام ‪ 03-02‬المؤرخ ‪14‬نوفمبر ‪ ،2002‬المتضمن المراقبة الداخلية للبنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬
‫‪ .7‬النظام ‪ 03-02‬المؤرخ في ‪ 14‬نوفمبر ‪ ،2002‬المتضمن المراقبة الداخلية للبنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬
‫‪ .8‬الجريـ ــدة الرسـ ــمية الجزائريـ ــة العـ ــدد ‪ 50‬الصـ ــادرة فـ ــي ‪ 01‬سـ ــبتمبر ‪ ،2010‬األمـ ــر ‪ 04-10‬المـ ــؤرخ فـ ــي‬
‫‪ 2010/08/26‬المعدل والمتمم لألمر ‪ 11-03‬المؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ 2003‬والمتعلق بالنقد والقرض‪.‬‬
‫‪ .9‬النظام ‪ 01-12‬المؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪2012‬م المتضمن مركزية مخاطر المؤسسات واألسر وعملها‬
‫‪192‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫ يتضــمن‬01-19 ‫ مقـرر رقــم‬،2019 ‫ مــارس‬11 :‫ المؤرخــة فـي‬15 ‫ الجريـدة الرســمية الجزائريـة العــدد رقـم‬.10
.‫الجزائر‬ ‫نشر قائمة البنوك والمؤسسات المالية المعتمدة في‬
‫ المؤرخ‬04-10 ‫ األمر‬،2010 ‫ سبتمبر‬01 ‫ الصادرة في‬50 ‫ الجريدة الرسمية الجزائرية الجزائرية العدد‬.11
.‫ والمتعلق بالنقد والقرض‬2003 ‫ أوت‬26 ‫ المؤرخ في‬11-03 ‫ المعدل والمتتم لألمر‬2010 ‫ أوت‬26
:‫ المواقع اإللكترونية‬.VI
،‫ مقـال منشـور علـى االنترنـت‬،‫ الوضـع الـراهن والتحـديات‬:‫ قرصـنة البرمجيـات فـي الج ازئـر‬،‫ جمـال العيفـة‬.1
.www.journal.cybtatians.otg
‫ موق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع و ازرة البري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد والمواص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالت الس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلكية والالس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلكية والتكنولوجي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا والرقمن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬.2
https : //www.mttpn.gov.dz/at
www.mttpn.gov.dz/at ‫ موق ــع و ازرة البري ــد والمواص ــالت الس ــلكية والالس ــلكية والتكنولوجي ــا والرقمن ــة‬.3
https:// /content/indicateut-0
:‫ موقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع و ازرة البريـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد والمواصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالت السـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلكية والالسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلكية والتكنولوجيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا والرقمنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬.4
https : ww.mttpn.gov.dz/at/content/indicateut
https : / content/indicateut/‫ موقع و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية والتكنولوجيا والرقمنة‬.5
/www.mttpn.gov.dz/at
:‫المراجع باألجنبية‬.VII
1. abdulHANNAN Mia et Mohammad Anisut Tahman , The cost & e-banking management
Evolution, status and ptospects, vol 35, N° 1, 2007.
2. Ayashi y.vadwala & Maittis.vadwala, E-COMETCE: Metits and Demetits, Intetnational
Joutnal of ttend in scientific Teseatch and development, volume1(4), may-jun2017.
3. Bank fot intetnational sttlements (bis), implication fot centtal banks of development electtonic
money, basel, 1996.
4. banque de tèglements intetnationaux, Comité bale sut le conttôle bancaite, ptincipes
fondamentaux pout conttôle bancaite efficace, septembte 2012.
5. Basel Committe on banking supetvision Tisk managment ptinciples fot electonic banking
,bank fot intetnational settleents, july 2003.
6. bouhtiz daidj aicha, innovations technologiques des setvices bancaites, magistète en dtoit
bancaite et financiet, faculté de dtoit et science politique, univetsité d’Otan, 2013.
7. Btet Ely, Electtonic money and monetaty policy : sepatating fact ftom fiction, the futute of
money in the infotmation age, CATO institute, washhington, 1887.
8. Dimitti sokolov, E.banking :tisk managment ptactices of the Estonian banks wotking, papet
in economics, school of economics and business Administtation,tallinm univetsity of technology,
vol22 issue 2, 2007.
9. Etil LAMATQUE & vincent MAYMO, Economie et gestion de la banque, DUNOD, Patis, ,
2015.
10. gcotge selging, E-MONEY :ftiend ot foe of monetatism ? the futute of money in the
infotmation age , CATO institute ,wachington, 1997.
11. Hossein jadidoles lamy, designing a new secutity atchitectute fot online banking, the
camputing science and technoligy, intetnational joutnal, vol 2.N°: 2, 2012.
193
‫قائمة المراجع‬

12. Jean michel, the adoption and diffusion of Electtonic wellets, the case of moneo, joutnal of
Intetnet Banking and commetce,. vol.13,n°1 apptil 2008.
13. Jetty L.Jotda and Edwatd J.stevens, money in the 21st centuty, the futute of money in the
infotmation age, CATO Institute , washingtom , 1997.
14. leow hock, New disttibution channels in banking setvices, Bankets Joutnal, Malaysia,
N°110, 1999.
15. Matko slovinec, digital money and monetaty policy, BIATEC, SLOVAKIA, volume XIV,
3/2006.
16. Mohammad al-samadi ,Factots affecting adoption of Electtonic Banking and Analysis of the
petspective of banks customets, Intetnational Joutnal of business and social scienes, vol 3, N° 17,
Septembet 2012.
17. Mohamoud shah & steve clatke, E.banking management, Issues: sotutions and sttategies,
infotmation science tefetence, new Yotk, 2009.
18. Pedto Ctuz And Authet, mobile banking tollont in emetging matkets : evidence ftom btazil,
IJBM, vol 28, N° 5, 2010.
19. Qtidtic DENOEL .L’e-banking Templace –T-IL LABANOUE TTADITIONNELLE OULA
COMPLETE – TIL ,MASTET en science du gestion ,Ecole de Gestion de l’univetsite de liege
,anma Academque2007-2008.
20. Tachida HENNANI، ETUDES et SYNTHESES، DE Bâle I à Bale III، les ptincipales
avancées des accotds ptudentiels pout un système Financiet plus tésilient, LAMETA, Univetsité
de Montpellié، 2015.
21. TIZAL QHMED and FTANCIS Buttle, Tetaining Telephone Banking Customets At Ftontiet
Bank,Intetnational Joutnal Of Bank Matketing,20/1,2002.
22. Saleh M.Nsouli et Andtea Schaechtet, les enjeux de la banque électtonique, finances &
developpement, septembet2002.
23. Stuatt J.Batnes and Btian Cotbit, mabile banking : concept and potential, intetntional joutnal
of mobile communication, januaty 2003.
24. VITENDET SINGETE SOLANKI, TISK IN E-BANKING AND THEIT MANAGEMENT,
Intetnational jotnal of matketing financial setvices and management teseatch,vol1, Issue9,
septembet2012.
25. willian A.NISKANEN, policy : comments on selgin, ely, and jotdan/stevens,the futute of
money in the infotmation age, CATO institute, washington, 1997.

194
‫المالحق‬
‫قائمة المحكمين‬

‫الجامعة‬ ‫االستاذ‬ ‫الرقم‬


‫جامعة أدرار‬ ‫د‪.‬تيقاوي العربي‬ ‫‪01‬‬
‫جامعة أدرار‬ ‫د‪.‬العبادي أحمد‬ ‫‪02‬‬
‫جامعة أدرار‬ ‫د‪.‬مدياني محمد‬ ‫‪03‬‬
‫جامعة أدرار‬ ‫ا‪.‬بالعارية أحمد‬ ‫‪04‬‬
‫جامعة أدرار‬ ‫ا‪.‬صديقي عبد الكريم‬ ‫‪05‬‬

‫‪197‬‬
‫استمارة االستبانة‬
‫سيدي احملرتم‪ ،‬سيديت احملرتمة‪:‬‬
‫حتية طيبة و بعد‪....‬‬
‫تعد هذه االستبانة جزء من البحث العلمي املوسوم بعنوان آليات تفعيل الرقابة املصرفية على الصريفة اإللكرتونية‬
‫دراسة حالة اجلزائر ‪ ،‬و نظرا خلربتكم العملية يف اجملال البنكي فإن آراءكم و إجاابتكم الدقيقة على األسئلة الواردة يف االستبانة ستكون‬
‫حم ل تقدير و ذات قيمة مضافة يف هذا البحث‪ ،‬كما أهنا ستساعدان يف الوصول إىل نتائج قيمة و مفيدة ختدم موضوع الدراسة‪ ،‬كما‬
‫نعلمكم أبن هذه املعلومات لن يتم استعماهلا إال يف أغراض البحث العلمي‪ ،‬و شكرا على مساعدتكم‪.‬‬
‫الرجاء وضع عالمة (‪ )X‬حول اإلجابة املناسبة لكل من العبارات التالية ‪:‬‬

‫احملور األول‪ :‬املعلومات الشخصية‬

‫‪ -1‬طبيعة املؤسسة‪:‬‬
‫خاصة‬ ‫عمومية‬
‫‪ -2‬اجلنس‪:‬‬
‫أنثى‬ ‫ذكر‬
‫‪ -3‬الوظيفة املمارسة‪:‬‬
‫‪Directeur‬‬ ‫‪Inspecteur‬‬ ‫‪Contrôleur‬‬ ‫‪Cadre‬‬ ‫‪Employé‬‬

‫‪ -4‬عدد سنوات اخلربة‪:‬‬


‫أكثر من ‪ 15‬سنة‬ ‫‪ 15 - 11‬سنة‬ ‫‪10 -5‬سنوات‬ ‫أقل من ‪ 5‬سنوات‬

‫‪ -5‬املؤهل العلمي‪:‬‬
‫دراسات عليا‬ ‫ماسرت‬ ‫ليسانس‬ ‫اثنوي‬ ‫متوسط‬

‫‪ -6‬التخصص العلمي‪:‬‬
‫ختصص آخر‬ ‫علوم قانونية و إدارية‬ ‫علوم التسيي‬ ‫علوم جتارية‬ ‫علوم اقتصادية‬

‫يف حالة وجود ختصص آخر أذكره‪...................................‬‬

‫‪198‬‬
‫احملور الثان‪ :‬الصريفة اإللكرتونية وخدماهتا يف البنوك اجلزائرية‬

‫غري موافق‬ ‫غري‬ ‫موافق‬


‫حمايد‬ ‫موافق‬ ‫الفقرة‬ ‫الرقم‬
‫متاما‬ ‫موافق‬ ‫متاما‬

‫يتوفر لدى البنك برجميات حديثة ومعدات إلكرتونية تساعده يف تقدمي خدمات مصرفية‬
‫‪7‬‬
‫حديثة‬
‫ميتلك البنك أجهزة حاسوب متطورة وبشكل كاف‬ ‫‪8‬‬
‫يعتمد البنك يف تقدمي خدماته على نظم اتصال حديثة ومتطورة‬ ‫‪9‬‬
‫ترتبط وكاالت البنك فيما بينها بشبكة اتصال موحدة ومتطورة تساعده على سرعة تقدمي‬
‫‪10‬‬
‫اخلدمات املصرفية‬
‫يتم التواصل بني موظفي البنك وبني وكاالته الفرعية عرب وسائل إلكرتونية‬ ‫‪11‬‬
‫لدى البنك رأس مال بشري مؤهل وذو دراية كافية خبدمات الصيفة اإللكرتونية‬ ‫‪12‬‬
‫يقوم البنك بدورات تكوينية ملوظفيه حول تقدمي اخلدمات املصرفية اإللكرتونية وسبل تطويرها‬
‫‪13‬‬
‫وعصرنتها‬
‫يتوفر لدى البنك موقع إلكرتوين على شبكة االنرتنت‬ ‫‪14‬‬
‫يكتسي املوقع اإللكرتوين للبنك صفة املوقع املعلومايت (يقدم معلومات عن البنك و خدماته‬
‫‪15‬‬
‫املصرفية)‬
‫يكتسي املوقع اإللكرتوين للبنك صفة املوقع االتصايل (يسمح بتبادل املعلومات والطلبات‬
‫‪16‬‬
‫والنماذج عرب الربيد االلكرتوين)‬
‫يكتسي املوقع اإللكرتوين للبنك صفة املوقع التباديل (يسمح للزبون ابلوصول إىل حساابته‬
‫‪17‬‬
‫وإدارهتا‪ ،‬كاالطالع على الرصيد وتسديد بعض الفواتي)‬
‫ميكن إجراء حتويالت نقدية إلكرتونيا ما بني البنوك دون احلاجة لتنقل العمالء‬ ‫‪18‬‬
‫تنتشر أجهزة الصراف اآليل ‪ DAB‬و‪ GAB‬بشكل كاف عرب كافة وكاالت البنك مما يسمح‬
‫‪19‬‬
‫ابستعمال واسع للبطاقات البنكية‬
‫يوفر البنك لعمالئه تطبيقات هبدف تثبيتها على اهلاتف احملمول وذلك لالستفادة من‬
‫‪20‬‬
‫خدمات الصيفة اإللكرتونية‬
‫يوفر البنك خدمات الرسائل النصية القصية ‪ SMSING‬للتقرب من العميل وزايدة قوته‬
‫‪21‬‬
‫التنافسية‬
‫تساهم الصيفة اإللكرتونية يف تدنية تكاليف اخلدمات املصرفية وربح الوقت‪ ،‬ما يشجع يف‬
‫‪22‬‬
‫جلب زابئن جدد‪ ،‬ويكفل توفي جهد املوظفني‬
‫ميتلك عمالء البنك ثقة يف منتجات اخلدمات املصرفية اإللكرتونية بصورة تدعم القوة التنافسية‬
‫‪23‬‬
‫للبنك‬
‫تتمتع منتجات الصيفة اإللكرتونية مبصداقية لدى عمالء البنك ما يدفعهم لإلقبال عليها‬
‫‪24‬‬
‫بقدر جيد‬
‫يسعى البنك لتقدمي منتجات مصرفية إلكرتونية تتالءم مع تطلعات ورغبات الزابئن‬ ‫‪25‬‬
‫يساير البنك كل التطورات والتغيات احلديثة الطارئة على النشاط املصريف اإللكرتوين‬ ‫‪26‬‬

‫‪199‬‬
‫احملور الثالث ‪ :‬الرقابة على العمليات املصرفية اإللكرتونية وإدارة خماطرها يف اجلزائر‬

‫غري موافق‬ ‫غري‬ ‫موافق‬


‫حمايد‬ ‫موافق‬ ‫الفقرة‬ ‫الرقم‬
‫متاما‬ ‫موافق‬ ‫متاما‬

‫يُعىن جملس إدارة البنك إبتباع اسرتاتيجيه واضحة إلدارة املخاطر املصرفية‪ ،‬مبا فيها خماطر‬
‫‪27‬‬
‫الصيفة اإللكرتونية‬
‫يقوم البنك بتقييم وتصنيف املخاطر املصرفية الناشئة عن العمل املصريف اإللكرتوين‬ ‫‪28‬‬
‫يتوفر البنك على دائرة للرقابة على العمليات املصرفية‪ ،‬تتمتع ابالستقاللية يف أتدية وظائفها‬
‫‪29‬‬
‫الرقابية‬
‫يهتم البنك إبجراء عملية إدارة املخاطر املصرفية تشمل العالقات املرتتبة عن التعاقد مع‬
‫‪30‬‬
‫جمهزين خارجيني‬
‫يتمتع موظفي البنك بدراية كافية عن خماطر الصيفة اإللكرتونية‬ ‫‪31‬‬
‫يضع البنك إجراءات وتدابي وقائية للحد من الدخول غي املصرح لشبكة البنك‪ ،‬ابلتحقق‬
‫‪32‬‬
‫احملكم من هوية العميل وإرساء ضوابط مناسبة للولوج‬
‫يلتزم البنك ابإلفصاح لعمالئه عن املخاطر اليت يواجهها جراء تقدمي اخلدمات املصرفية‬
‫‪33‬‬
‫اإللكرتونية‬
‫حيدد البنك مقاييس أمنية وضوابط ترخيص سليمة داخل األنظمة املصرفية اإللكرتونية‬ ‫‪34‬‬
‫يعمل البنك على ختزين البياانت واملعلومات املتعلقة ابلعمليات املصرفية اإللكرتونية‪،‬‬
‫‪35‬‬
‫واالحتفاظ هبا بشكل سليم‬
‫يقوم البنك إبشعار العميل واطالعه على سياسة اخلصوصية‪ ،‬وتوقيعه على عقد يضمن براءة‬
‫‪36‬‬
‫البنك عند سوء استخدام العميل للعمليات اإللكرتونية‬
‫يبلغ البنك عمالئه أبمهية كلمة السر الساحمة ابلولوج إىل خدمات الصيفة اإللكرتونية‪،‬‬
‫‪37‬‬
‫ومسؤوليتهم الكاملة عن سوء االحتفاظ هبا‬
‫لدى البنك خطط طوارئ حتول دون اهنيار أنظمة التشغيل اخلاصة ابلبنك‬ ‫‪38‬‬
‫لدى البنك أنظمة تشغيل ذات فاعلية جتعلها تتصدى وتواجه كل حماوالت االخرتاق‬
‫‪39‬‬
‫والقرصنة‪ ،‬وهجمات الفيوسات‬
‫يقوم البنك بفحوصات دورية للربامج احلاسوبية حلمايتها من الفيوسات‪ ،‬ويعمل على‬
‫‪40‬‬
‫حتديث برامج مكافحة الفيوسات‬
‫يستخدم البنك أكثر من ‪ serveur‬يف مناطق خمتلفة‪ ،‬حىت يتسىن له االستمرارية حالة‬
‫‪41‬‬
‫الطوارئ‬
‫حيتوي البنك على معدات كهرابئية تسمح ابلتزويد املستمر من الطاقة ألجهزة التخزين‬
‫‪42‬‬
‫اإللكرتونية‬
‫يتوفر البنك على هيئة تعمل على التخطيط لالستجابة ألي حادث أو عارض يواجه البنك‬ ‫‪43‬‬

‫شكرا جزيال لكم‬

‫‪200‬‬
Técapitulatif de ttaitement des obsetvations

N %

Obsetvations Valide 87 100,0

Exclua 0 ,0

Total 87 100,0

a. Supptession pat liste basée sut toutes les vatiables de la ptocédute.

Statistiques de fiabilité

Alpha de Ctonbach Nombte d'éléments

,779 20

Statistiques de fiabilité

Alpha de Ctonbach Nombte d'éléments

,926 17

Statistiques de fiabilité

Alpha de Ctonbach basé

sut des éléments

Alpha de Ctonbach standatdisés Nombte d'éléments

,908 ,909 19

Statistiques de fiabilité

Alpha de Ctonbach Nombte d'éléments

,908 19

Statistiques de fiabilité

Alpha de Ctonbach Nombte d'éléments

,899 37

201
‫‪Test sut échantillon unique‬‬

‫‪Valeut de test = 0‬‬

‫‪Intetvalle de confiance de la‬‬

‫‪diffétence à 95 %‬‬

‫‪t‬‬ ‫‪ddl‬‬ ‫)‪Sig. (bilatétal‬‬ ‫‪Diffétence moyenne‬‬ ‫‪Infétieut‬‬ ‫‪Supétieut‬‬

‫يتوفر لدى البنك برمجيات حديثة ومعدات إلكترونية تساعده في تقديم‬


‫‪47,207‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪4,06897‬‬ ‫‪3,8976‬‬ ‫‪4,2403‬‬
‫خدمات مصرفية حديثة‬

‫يمتلك البنك أجهزة حاسوب متطورة وبشكل كاف‬ ‫‪31,435‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪3,55172‬‬ ‫‪3,3271‬‬ ‫‪3,7763‬‬

‫يعتمد البنك في تقديم خدماته على نظم اتصال حديثة ومتطورة‬ ‫‪34,988‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪3,65517‬‬ ‫‪3,4475‬‬ ‫‪3,8628‬‬

‫ترتبط وكاالت البنك فيما بينها بشبكة اتصال موحدة ومتطورة تساعده على‬
‫‪51,704‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪4,04598‬‬ ‫‪3,8904‬‬ ‫‪4,2015‬‬
‫سرعة تقديم الخدمات المصرفية‬

‫يتم التواصل بين موظفي البنك وبين وكاالته الفرعية عبر وسائل إلكترونية‬ ‫‪41,140‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪3,94253‬‬ ‫‪3,7520‬‬ ‫‪4,1330‬‬

‫لدى البنك رأس مال بشري مؤهل وذو دراية كافية بخدمات الصيرفة‬
‫‪29,772‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪3,50575‬‬ ‫‪3,2717‬‬ ‫‪3,7398‬‬
‫اإللكترونية‬

‫يقوم البنك بدورات تكوينية لموظفيه حول تقديم الخدمات المصرفية‬


‫‪39,158‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪3,81609‬‬ ‫‪3,6224‬‬ ‫‪4,0098‬‬
‫اإللكترونية وسبل تطويرها وعصرنتها‬

‫يتوفر لدى البنك موقع إلكتروني على شبكة االنترنت‬ ‫‪45,199‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪4,14943‬‬ ‫‪3,9669‬‬ ‫‪4,3319‬‬

‫يكتسي الموقع اإللكتروني للبنك صفة الموقع المعلوماتي( يقدم معلومات‬


‫‪35,874‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪3,97701‬‬ ‫‪3,7566‬‬ ‫‪4,1974‬‬
‫عن البنك و خدماته المصرفية)‬

‫يكتسي الموقع اإللكتروني للبنك صفة الموقع االتصالي( يسمح بتبادل‬


‫‪34,233‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪3,63218‬‬ ‫‪3,4213‬‬ ‫‪3,8431‬‬
‫المعلومات والطلبات والنماذج عبر البريد االلكتروني)‬

‫يكتسي الموقع اإللكتروني للبنك صفة الموقع التبادلي( يسمح للزبون‬

‫بالوصول إلى حساباته وإدارتها‪ ،‬كاالطالع على الرصيد وتسديد بعض‬ ‫‪34,440‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪3,82759‬‬ ‫‪3,6067‬‬ ‫‪4,0485‬‬

‫الفواتير)‬

‫يمكن إجراء تحويالت نقدية إلكترونيا ما بين البنوك دون الحاجة لتنقل‬
‫‪8,283‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪4,06897‬‬ ‫‪3,0924‬‬ ‫‪5,0455‬‬
‫العمالء‬

‫تنتشر أجهزة الصراف اآللي ‪ DAB‬و ‪GAB‬بشكل كاف عبر كافة وكاالت‬
‫‪35,921‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪3,73563‬‬ ‫‪3,5289‬‬ ‫‪3,9424‬‬
‫البنك مما يسمح باستعمال واسع للبطاقات البنكية‬

‫يوفر البنك لعمالئه تطبيقات بهدف تثبيتها على الهاتف المحمول وذلك‬
‫‪25,933‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪3,43678‬‬ ‫‪3,1733‬‬ ‫‪3,7002‬‬
‫لالستفادة من خدمات الصيرفة اإللكترونية‬

‫يوفر البنك خدمات الرسائل النصية القصيرة ‪ SMSING‬للتقرب من‬


‫‪30,844‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪3,44828‬‬ ‫‪3,2260‬‬ ‫‪3,6705‬‬
‫العميل وزيادة قوته التنافسية‬

‫تساهم الصيرفة اإللكترونية في تدنية تكاليف الخدمات المصرفية وربح‬


‫‪39,053‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪3,87356‬‬ ‫‪3,6764‬‬ ‫‪4,0707‬‬
‫الوقت‪ ،‬ما يشجع في جلب زبائن جدد‪ ،‬ويكفل توفير جهد الموظفين‬

‫يمتلك عمالء البنك ثقة في منتجات الخدمات المصرفية اإللكترونية بصورة‬


‫‪34,028‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪3,58621‬‬ ‫‪3,3767‬‬ ‫‪3,7957‬‬
‫تدعم القوة التنافسية للبنك‬

‫تتمتع منتجات الصيرفة اإللكترونية بمصداقية لدى عمالء البنك ما يدفعهم‬


‫‪34,073‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪3,62069‬‬ ‫‪3,4094‬‬ ‫‪3,8319‬‬
‫لإلقبال عليها بقدر أكثر من إقبالهم على خدمات الصيرفة التقليدية‬

‫يسعى البنك لتقديم منتجات مصرفية إلكترونية تتالءم مع تطلعات ورغبات‬


‫‪46,629‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪3,82759‬‬ ‫‪3,6644‬‬ ‫‪3,9908‬‬
‫الزبائن‬

‫يساير البنك كل التطورات والتغيرات الحديثة الطارئة على النشاط‬


‫‪35,994‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪3,68966‬‬ ‫‪3,4859‬‬ ‫‪3,8934‬‬
‫المصرفي اإللكتروني‬

‫‪202‬‬
‫‪Test sut échantillon unique‬‬

‫‪Valeut de test = 0‬‬

‫‪Intetvalle de confiance de la‬‬

‫‪diffétence à 95 %‬‬

‫‪t‬‬ ‫‪ddl‬‬ ‫)‪Sig. (bilatétal‬‬ ‫‪Diffétence moyenne‬‬ ‫‪Infétieut‬‬ ‫‪Supétieut‬‬

‫يُعنى مجلس إدارة البنك بإتباع استراتيجيه واضحة إلدارة المخاطر‬


‫‪42,309‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪3,86207‬‬ ‫‪3,6806‬‬ ‫‪4,0435‬‬
‫المصرفية‪ ،‬بما فيها مخاطر الصيرفة اإللكترونية‬

‫يقوم البنك بتقييم وتصنيف المخاطر المصرفية الناشئة عن العمل المصرفي‬


‫‪41,172‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪3,63218‬‬ ‫‪3,4568‬‬ ‫‪3,8076‬‬
‫اإللكتروني‬

‫يتوفر البنك على دائرة للرقابة على العمليات المصرفية‪ ،‬تتمتع باالستقاللية‬
‫‪36,373‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪3,73563‬‬ ‫‪3,5315‬‬ ‫‪3,9398‬‬
‫في تأدية وظائفها الرقابية‬

‫يهتم البنك بإجراء عملية إدارة المخاطر المصرفية تشمل العالقات المترتبة‬
‫‪37,523‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪3,45977‬‬ ‫‪3,2765‬‬ ‫‪3,6431‬‬
‫عن التعاقد مع مجهزين خارجيين‬

‫يتمتع موظفي البنك بدراية كافية عن مخاطر الصيرفة اإللكترونية‬ ‫‪31,371‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪3,36782‬‬ ‫‪3,1544‬‬ ‫‪3,5812‬‬

‫يضع البنك إجراءات وتدابير وقائية للحد من الدخول غير المصرح لشبكة‬
‫‪42,907‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪3,91954‬‬ ‫‪3,7379‬‬ ‫‪4,1011‬‬
‫البنك‪ ،‬بالتحقق المحكم من هوية العميل وإرساء ضوابط مناسبة للولوج‬

‫يلتزم البنك باإلفصاح عن المخاطر التي يواجهها جراء تقديم الخدمات‬


‫‪31,973‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪3,45977‬‬ ‫‪3,2447‬‬ ‫‪3,6749‬‬
‫المصرفية اإللكترونية‬

‫يحدد البنك مقاييس أمنية وضوابط ترخيص سليمة داخل األنظمة المصرفية‬
‫‪38,334‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪3,75862‬‬ ‫‪3,5637‬‬ ‫‪3,9535‬‬
‫اإللكترونية‬

‫يعمل البنك على تخزين البيانات والمعلومات المتعلقة بالعمليات المصرفية‬


‫‪41,294‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪3,85057‬‬ ‫‪3,6652‬‬ ‫‪4,0359‬‬
‫اإللكترونية‪ ،‬واالحتفاظ بها بشكل سليم‬

‫يقوم البنك بإشعار العميل واطالعه على سياسة الخصوصية‪ ،‬وتوقيعه على‬
‫‪38,669‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪3,83908‬‬ ‫‪3,6417‬‬ ‫‪4,0364‬‬
‫عقد يضمن براءة البنك عند سوء استخدام العميل للعمليات اإللكترونية‬

‫يبلغ البنك عمالئه بأهمية كلمة السر السامحة بالولوج إلى خدمات الصيرفة‬
‫‪54,133‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪4,24138‬‬ ‫‪4,0856‬‬ ‫‪4,3971‬‬
‫اإللكترونية‪ ،‬ومسؤوليتهم الكاملة عن سوء االحتفاظ بها‬

‫لدى البنك خطط طوارئ تحول دون انهيار أنظمة التشغيل الخاصة بالبنك‬ ‫‪35,918‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪3,75862‬‬ ‫‪3,5506‬‬ ‫‪3,9666‬‬

‫لدى البنك أنظمة تشغيل ذات فاعلية تجعلها تتصدى وتواجه كل محاوالت‬
‫‪41,240‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪3,80460‬‬ ‫‪3,6212‬‬ ‫‪3,9880‬‬
‫االختراق والقرصنة‪ ،‬وهجمات الفيروسات‬

‫يقوم البنك بفحوصات دورية للبرامج الحاسوبية لحمايتها من الفيروسات‪،‬‬


‫‪40,040‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪3,75862‬‬ ‫‪3,5720‬‬ ‫‪3,9452‬‬
‫ويعمل على تحديث برامج مكافحة الفيروسات‬

‫يستخدم البنك أكثر من ‪ setveut‬في مناطق مختلفة‪ ،‬حتى يتسنى له‬


‫‪37,840‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪3,73563‬‬ ‫‪3,5394‬‬ ‫‪3,9319‬‬
‫االستمرارية حالة الطوارئ‬

‫يحتوي البنك على معدات كهربائية تسمح بالتزويد المستمر من الطاقة‬


‫‪45,989‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪3,97701‬‬ ‫‪3,8051‬‬ ‫‪4,1489‬‬
‫ألجهزة التخزين اإللكترونية‬

‫يتوفر البنك على هيئة تعمل على التخطيط لالستجابة ألي حادث أو عارض‬
‫‪35,697‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪,000‬‬ ‫‪3,64368‬‬ ‫‪3,4408‬‬ ‫‪3,8466‬‬
‫يواجه البنك‬

‫‪203‬‬
ONEWAY Y1 BY X1
/MISSING ANALYSIS.

ANOVA

Y1

Somme des cattés ddl Catté moyen F Sig.

Intet-gtoupes 3,738 1 3,738 11,210 ,001

Inttagtoupes 28,346 85 ,333

Total 32,084 86

ONEWAY Y1 BY X5
/MISSING ANALYSIS
/POSTHOC=SCHEFFE ALPHA(0.05).

ANOVA

Y1

Somme des cattés ddl Catté moyen F Sig.

Intet-gtoupes 3,651 4 ,913 2,632 ,040

Inttagtoupes 28,433 82 ,347

Total 32,084 86

ONEWAY Y2 BY X5
/MISSING ANALYSIS
/POSTHOC=SCHEFFE ALPHA(0.05).

ANOVA

Y2

Somme des cattés ddl Catté moyen F Sig.

Intet-gtoupes 3,541 4 ,885 2,589 ,043

Inttagtoupes 28,036 82 ,342

Total 31,577 86

Técapitulatif des modèlesb

Etteut standatd de

Modèle T T-deux T-deux ajusté l'estimation Dutbin-Watson

1 ,647a ,419 ,412 ,46822 1,787

a. Ptédicteuts : (Constante), Y2

b. Vatiable dépendante : Y1

ANOVAa

Modèle Somme des cattés ddl Catté moyen F Sig.

1 Tégtession 13,450 1 13,450 61,351 ,000b

Tésidu 18,634 85 ,219

Total 32,084 86

a. Vatiable dépendante : Y1

b. Ptédicteuts : (Constante), Y2

Coefficientsa

204
Coefficients non standatdisés Coefficients standatdisés

Modèle B Etteut standatd Bêta t Sig.

1 (Constante) 1,323 ,317 4,179 ,000

Y2 ,653 ,083 ,647 7,833 ,000

a. Vatiable dépendante : Y1

ANOVA

Somme des cattés ddl Catté moyen F Sig.

Y1 Intet-gtoupes 3,738 1 3,738 11,210 ,001

Inttagtoupes 28,346 85 ,333

Total 32,084 86

Y2 Intet-gtoupes 2,445 1 2,445 7,135 ,009

Inttagtoupes 29,132 85 ,343

Total 31,577 86

205
206
‫قائمة البنوك المعتمدة في الجزائر إلى غاية ‪ 2‬جانفي ‪2019‬‬

‫تنشط في الجزائر ‪ 20‬بنكاً‪ ،‬حسب ما تشيره قائمة البنوك المعتمدة في الجزائر وذلك إلى غاية ‪ 2‬جانفي‬
‫‪ 2019‬والمنشورة في الجريدة الرسمية وهي كاالتي‪:1‬‬
‫‪ -01‬البنك الخارجي الجزائري‬
‫‪ -02‬البنك الوطني الجزائري‬
‫‪ -03‬القرض الشعبي الجزائري‬
‫‪ -04‬بنك التنمية المحلية‬
‫‪ -05‬بنك الفالحة والتنمية الريفية‬
‫‪ -06‬الصندوق الوطني للتوفير واالحتياط (بنك)‬
‫بنك البركة الجزائري‬ ‫‪-07‬‬
‫سيتي بنك الجزائر ‪CITY BANK‬‬ ‫‪-08‬‬
‫المؤسسة العربية المصرفية ‪ABC‬‬ ‫‪-09‬‬
‫ناتكسيس الجزائر ‪NATIXIS‬‬ ‫‪-10‬‬
‫سوسيتيه جنرال الجزائر ‪SOCIETE GENETAL‬‬ ‫‪-11‬‬
‫‪ -12‬البنك العربي الجزائر‬
‫باربيا الجزائر ‪BNP PATIBAS‬‬ ‫‪-13‬‬
‫تروست بنك ‪TTUST BANK‬‬ ‫‪-14‬‬
‫‪ -15‬بنك اإلسكان للتجارة والتمويل الجزائر‬
‫‪ -16‬بنك الخليج الجزائر‬
‫فرنسا بنك الجزائر ‪FTANSA BANK‬‬ ‫‪-17‬‬
‫قرض الفالحة وبنك المؤسسات االستثمارية الجزائر ‪CTEDIT AGTICOLE CIB‬‬ ‫‪-18‬‬
‫إتش ‪ 207‬سبي سي الجزائر ‪HSBC‬‬ ‫‪-19‬‬
‫‪ -20‬مصرف السالم‬

‫الجريدة الرسمية الجزائرية العدد رقم ‪ 15‬المؤرخة في‪ 11 :‬مارس ‪ ،2019‬مقرر رقم ‪ 01-19‬يتضمن نشر قائمة البنوك‬ ‫‪1‬‬

‫والمؤسسات المالية المعتمدة في الجزائر‬


‫‪207‬‬
:‫ملخص‬

‫ على مالمح الصناعة‬،‫ خاصة منها االقتصادية والتكنولوجية‬،‫أثرت التغيرات والمستجدات الطارئة على الساحة الدولية‬
،‫ أنتج ذلك التأقلم تنامياً للمخاطر المصرفية‬،‫ فوجدت البنوك أنفسها أمام ضرورة التكيف مع تلك األوضاع‬،‫المصرفية‬
‫ باتفاقياتها‬،‫ فتبلور عن ذلك مقررات لجنة بازل الدولية‬،‫وبرزت الحاجة إلى إطار رقابي مصرفي يحمي العمل المصرفي‬
‫ وكانت صمام أمان‬،‫م‬2008 ‫ كاألزمة المالية العالمية سنة‬،‫ تماشياً مع أحداث هددت النظام المصرفي الدولي‬،‫الثالث‬
،‫ والتي شكلت طفرة في المنتجات المصرفية‬،‫ وتجدر اإلشارة إلى ان من أهم تلك التحوالت الدولية‬،‫للنشاط المصرفي الدولي‬
‫ حافظت على‬،‫ فنتج عنها الصيرفة اإللكترونية‬،‫ والتي ألزمت الصناعة المصرفية بالتكيف معها‬،‫تلك الثورة التكنولوجية‬
،‫ فسدت عجز وسائل الدفع اإللكترونية‬،‫ في قالب حديث باستخدام وسائل إلكتروتقنية‬،‫التقاليد المكتسبة للصيرفة التقليدية‬
،‫م‬2003 ‫ والثانية شهر جويلية‬،‫م‬2001 ‫ وأصدرت لجنة بازل وثيقتين األولى شهر ماي‬،‫وصاحب ذلك جملة من المخاطر‬
.‫لتحد من حجم التهديدات المحيطة بالعمل المصرفي اإللكتروني‬

‫ بالرغم من توافر بنى تحتية تشجع العمل المصرفي‬،‫ فال تزال فتي ًة‬،‫أما عن الصيرفة اإللكترونية في الجزائر‬
‫ باعتماد نظام‬،‫ م نقطة بداية التحول الفعلي نحو استخدام وسائل الدفع اإللكترونية في الجزائر‬2005 ‫ وتعد سنة‬،‫اإللكتروني‬
‫ إال أن الجانب‬،‫ المنظم للمقاصة اإللكترونية ما بين المشاركين‬ATCI‫ و‬،‫ الخاص بالمدفوعات الكبيرة المستعجلة‬ARTS
‫ ويحتاج إلى تفعيل الرقابة المصرفية على العمليات المصرفية‬،ً‫التشريعي المنظم للصيرفة اإللكترونية يبقى ضعيفا‬
‫ واالستفادة من الخبرات‬،‫م‬2003 ‫ بمراعاة جانب المسايرة لوثيقة لجنة بازل سنة‬،‫اإللكترونية المسواة في البنوك الجزائرية‬
.‫ لتقارب الذهنيات والسلوك المصرفي في هذه الدول‬،‫ خاصة العربية منها‬،‫الدولية في هذا المجال‬

‫ وثيقة لجنة بازل‬،‫ الصيرفة اإللكترونية‬،‫ الرقابة المصرفية‬:‫الكلمات المفتاحية‬

Absttact:
Changes and developments in the intetnational atena, especially economic and
technological, have affected the featutes of the banking industty. Banks found themselves
facing the necessity of adapting to these situations. This tesulted in the gtowing banking tisks
and the need fot a banking tegulatoty ftamewotk that ptotects banking. The decisions of the
Basel Intetnational Committee, with its thtee agteements, in line with events that thteatened
the intetnational banking system, such as the global financial ctisis in 2008, and was a safety
valve fot intetnational banking activity, and it should be noted that one of the most impottant
intetnational shifts, which fotmed a boom in banking ptoducts, The technological tevolution,
which obliged the banking industty to adapt, tesulting in e-banking, ptesetved the acquited
ttaditions of ttaditional banking, in a modetn fotm using electtotechnical means, cottupted the
deficit of electtonic payment methods, accompanied by a tange of tisks, and the Basel
Committee issued two documents in May 2001, The second in July 2003, to teduce the size of
the thteats suttounding e-banking.
As fot electtonic banking in Algetia, it is still young, despite the availability of
inftasttuctute that encoutages e-banking. Howevet, the legislative aspect tegulating e-banking
temains weak and needs to activate banking supetvision on the level of electtonic banking
opetations in Algetian banks, taking into account the compliance with the document of the
Basel Committee in 2003, and to benefit ftom intetnational expetiences in This atea,
especially the Atab ones, is convetging to the mindsets and banking behaviot in these
countties.

You might also like