Professional Documents
Culture Documents
مُلاحظات حَول المادّة 416 من الأمر رقم75-58 (دراسة تحليليّة مُقارنة)
مُلاحظات حَول المادّة 416 من الأمر رقم75-58 (دراسة تحليليّة مُقارنة)
1
58-75 ﻣن اﻷﻣر رﻗم416 اﻟﻣﺎدة
ّ ُﻣﻼﺣظﺎت َﺣول
(ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ُﻣﻘﺎرﻧﺔ
ّ )دراﺳﺔ
1
أﻣﺣﻣد ﺳﻌد اﻟدﯾن
mhamed.saadeddine@ummto.dz ، ﺗﯾزي وزو،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري1
Abstract:
The company's contract privacy has made it ranging from contract ideas to legal
regulation, as the company became an economic project and the development core of
countries in the current era, and the role of companies increased after trade moved from
its traditional image to electronic form. In line with this, and with the desire of
legislators in various comparative laws to keep pace with the new state of affairs created
by the knowledge revolution, they have brought their legislation into line with the new
state of the business environment. The Algerian legislator has not been in a position to
do so, but our corporate legislation still needs to be further revised and redefined, from
the definition of the company that we have highlighted in this article to the preparation
of integrated legislation in this regard.
Keywords: Company, contract, economic project, partners, share of money or business.
ﻘدﻣﺔ:
ُﻣ ّ
اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ،2ﻋﻠﻰ اﻧﻪ '' ُﯾﻌد ﺗﺎﺟ ارً ﻛل ﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ أو ﻣﻌﻧوي ُﯾﺑﺎﺷر
ُﺗﻧص ّ
ﻋﻣﻼً ﺗﺟﺎرﯾﺎً وﯾﺗﺧذﻩ ﻣﻬﻧﺔ ُﻣﻌﺗﺎدة ﻟﻪ ،ﻣﺎ ﻟم ﯾﻘض اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺧﻼف ذﻟك'' .ﯾﺗﺑﯾﱠن ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻧص أن
ُﻣزاوﻟﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﻟﯾس ِﺣﻛ اًر ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص اﻟطﺑﯾﻌﯾﯾن ﻓﻘط ،ﺑل ﻟﻸﺷﺧﺎص اﻻﻋﺗﺑﺎرﯾﺔ وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ اﻟﺷرﻛﺎت
اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ .وﺣﺗﻰ ﯾﻣﺗﻬن اﻟﺷﺧص ﻟﻬذﻩ اﻷﻋﻣﺎل ،ﯾﺟب أن ﯾﻘوم أن ﺗُزاول أﻋﻣﺎﻻً ﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وﺗَﻛﺗﺳب ﱢ
ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻻﺣﺗـ ـ ـ ـ ـراف ،وأن ﯾﺄﺗﯾﻬﺎ ﺑﺎﺳـ ـ ـ ـ ـﻣﻪ وﻟﺣﺳﺎﺑﻪ )اﻻﺳﺗﻘﻼل( ،وأن ﯾﺗواﻓر ﻟدﯾﻪ اﻷﻫﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﺗطﻠّﺑﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون.
ﺷرع اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ﻋﻧد ﺗﻧظﯾﻣﻪ ﻟﻠﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺗﺄﺛر ﺑﻘﺎﻧون اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻔرﻧﺳﻲ
ﻟﻣ ّ
ﻋﻣوﻣﺎً ا ُ
اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ،اﻗﺗﺻر ﻓﻘط ﻋﻠﻰ ﺛﻼث
ّ اﻟﺻﺎدر ﻋﺎم ،19663ﻛﻣﺎ أن اﻷﻣر رﻗم59-75
أﻧواع ﻣن اﻟﺷرﻛﺎت وﻫﻲ ،ﺷرﻛﺔ اﻟﺗﺿﺎﻣن ،اﻟﺷرﻛﺔ ذات اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣدودة ،وﺷرﻛﺔ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ.
وﺗﺣوﻟﻬﺎ ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻻﺷﺗراﻛﻲ إﻟﻰ
ّ ﻣرت ﺑﻪ اﻟﺟزاﺋر ﺧﻼل ﻣطﻠﻊ اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﯾﺎت ﻛﺎن ﻟﻠوﺿﻊ اﻟذي ّ
اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ،اﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،وﻟم ﯾﻛن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ﻓﻲ َﻣ ْﻧﺄى ﻋن ذﻟك ،ﺑﺣﯾث ﺷﻬد اﻷﻣر
ﺗم
رﻗم 59-75ﺗﻌدﯾﻠﯾن ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻷﻫﻣﯾﺔ ،اﻷول ﻛﺎن ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗّﺷرﯾﻌﻲ رﻗم ،08-93وﺑﻣوﺟﺑﻪ ّ
إدﺧﺎل أﻧواع ﺟدﯾدة ﻣن اﻟﺷرﻛﺎت ﻫﻲ ،ﺷرﻛﺎت اﻟﺗّوﺻﯾﺔ ﺑﻧوﻋﯾﻬﺎ اﻟﺑﺳﯾطﺔ وﺑﺎﻷﺳﻬم ،وﺷرﻛﺎت ﻣﺣﺎﺻﺔ،
وﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺗﻌﺗﺑر ﺷرﻛﺔ ﺑﺣﺳب اﻟﻣوﺿوع ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﺟراء ﺗﻌدﯾﻼت وﺗﺗﻣﯾﻣﺎت ﻫﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣن
ﺷرﻛﺗﻲ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ وذات اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣدودة ،ﻓﺿﻼ ﻋن ﺗﺑﻧﻲ اﻟﺗﺟﻣﻌﺎت ﺑﺷﻛل ُﻣﻐﺎﯾر ﻋن اﻟﺳﺎﺑق.
ؤﺳﺳﺔ ذات اﻟﺷﺧص
ﺗم ﻣن ﺧﻼﻟﻪ إﻗرار ُﻣ ّ
اﻟﺗﻌدﯾل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻛﺎن ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر رﻗم ،27-96واﻟذي ّ
اﻟوﺣﯾد وذات اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣدودة ،4واﻟﺗﻲ ﺗُﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻗﻔزة ﻧوﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﺷرﻛﺎت ،وﻛﺎن ﻣن
اﻟﻣﻧﺣﻰ اﻟﺟدﯾد .وﻣن ﺗﻠك
ﻟﺗﻛﯾﯾﻔﻬﺎ ﻣﻊ ﻫذا َ
اﻟﻣﻔروض ُﻣراﺟﻌﺔ ﺑﻌض اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ذات اﻟﺻﻠﺔ ّ
ﺗﺿﻣﻧت ﺗﻌرﯾﻔﺎً ﻟﻠﺷرﻛﺔ .ﻟذﻟك ﻧطرح اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
ّ اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﺎدة 416ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،ﻛوﻧﻬﺎ
وﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع ُﻣراﻋﺎﺗﻬﺎ ﻣن ِ
اﻟﻧﻘﺎﺋص اﻟﺗﻲ ﺗَﻌﺗري ﻧص اﻟﻣﺎدة 416ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ، ﻣﺎ ﻫﻲ
ّ
أﺟل إﻋﺎدة ﺿﺑط ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻧص وﺗدارك ﻗُﺻور ﻣﻌﻧﺎﻩ؟ ﻟﻺﺟﺎﺑﺔّ ،
ﻧﺗطرق إﻟﻰ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
ﺗﻘﯾﯾم ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻣﺎدة 416ﻣن اﻷﻣر رﻗمُ 58-75ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﻧظﯾراﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻘواﻧﯾن ّ -1
اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ.
ُ
-2ﺗ ّ
ﻛﯾﯾف ﻧص اﻟﻣﺎدة 416ﻣن اﻷﻣر رﻗم 58-75ﻋﻠﻰ ﺿوء أﺣﻛﺎم اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
ّ -1
ﺗﻘﯾﯾم ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻣﺎدة 416ﻣن اﻷﻣر رﻗمُ 58-75ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﻧظﯾراﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻘواﻧﯾن
اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ.
ُ
اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم اﻟﺷرﻛﺎت ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺗﻧدرج ﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري .ﺑﺣﯾث ﺗﻧﺎول
اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺎت ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث ﻣن اﻟﺑﺎب اﻟﺳﺎﺑﻊ
5
أن ﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻷﺣـ ـ ـ ـ ـﻛﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻘرون ﺑﻌدم
اﻟﻣﺗﻌﻠّﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،ﻏﯾر ّ
اﻟﻌﻘود ُ
اﻟﻣﺗﺿ ـ ـ ـ ـ ّﻣن ُ
165
أﻣﺣﻣد ﺳﻌد اﻟدﯾن ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ُﻣﻘﺎرﻧﺔ(
ّ ُﻣﻼﺣظﺎت ﺣول اﻟﻣﺎدة 416ﻣن اﻷﻣر رﻗم) 58-75دراﺳﺔ
166
أﻣﺣﻣد ﺳﻌد اﻟدﯾن ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ُﻣﻘﺎرﻧﺔ(
ّ ُﻣﻼﺣظﺎت ﺣول اﻟﻣﺎدة 416ﻣن اﻷﻣر رﻗم) 58-75دراﺳﺔ
ﺗﺟﺎري .ﺛم ﺟﺎء اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 9اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 4ﺟﺎﻧﻔﻲ 1978اﻟذي أﻋﺎد ﺗﻧظﯾم اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ
ﺟرد
وﻣ ّ
ﺑﺗﻌرﯾف ﺟدﯾد وأﻋم ﻟﻠﺷرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 1832ﻣدﻧﻲ ﺟدﯾد ،ﺣﯾث ﺳوى ﺑﯾن ﻫدف ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ ُ
ﺗﺣﻘﯾق وﻓر اﻗﺗﺻﺎدي.12
أﺿﺎف اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻘرة ﺟدﯾدة ﻟﻠﻣﺎدة 1832ﻣدﻧﻲ ،ﺑﺻدور ﻗﺎﻧون رﻗم 85-697اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ
11ﯾوﻟﯾو ،1985ﻓﻲ ﺷﺎن ﺷرﻛﺔ اﻟﺷﺧص اﻟواﺣد ،ﺗﻣﺛﻠت ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺟﯾز إﻧﺷﺎء اﻟﺷرﻛﺔ ﻓﻲ
اﻟﺣﺎﻻت اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ﺑﻌﻣل إرادي ﻣن ﺷﺧص واﺣد ،ﺑﺣﯾث ُﺣررت ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ:
''ﯾﻘوم ﺑﺈﻧﺷﺎء اﻟﺷرﻛﺔ ﺷﺧﺻﺎن أو أﻛﺛر ﯾﺗﻔﻘﺎن ﺑﻣوﺟب ﻋﻘد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن ﺳﻠﻊ ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﻣﺷﺗرﻛﺔ أو
ﺻﻧﺎﻋﺗﻬﺎ ﻣن أﺟل ﺗﻘﺎﺳم اﻷرﺑﺎح أو اﻟرﺑﺢ ﻣن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻧﺎﺗﺞ.
وﯾﻣﻛن أن ﯾﺗم ذﻟك ،ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻋن طرﯾق ﻓﻌل إرادة ﺷﺧص واﺣد.
وﯾﺗﻌﻬد اﻟﺷرﻛﺎء ﺑﺎﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺧﺳﺎﺋر''.13
-3.2.1اﻟﻘﺎﻧون اﻷردﻧﻲ:
ﺧﺻص اﻟﻣﺷرع اﻷردﻧﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث ﻣن اﻟﺑﺎب اﻷول اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﻟﻌﻘد ّ
14
وﻋرف اﻟﺷرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 582ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ:
اﻟﺷرﻛﺔ ّ ،
''اﻟﺷرﻛﺔ ﻋﻘد ﯾﻠﺗزم ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ ﺷﺧﺻﺎن أو أﻛﺛر ﺑﺎن ُﯾﺳﺎﻫم ﻛل ﻣﻧﻬم ﻓﻲ ﻣﺷروع ﻣﺎﻟﻲ ﺑﺗﻘدﯾم ﺣﺻﺗﻪ ﻣن
ﻣﺎل أو ﻣن ﻋﻣل ﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ذﻟك اﻟﻣﺷروع واﻗﺗﺳﺎم ﻣﺎ ﻗد ﯾﻧﺷﺄ ﻋﻧﻪ ﻣن رﺑﺢ أو ﺧﺳﺎرة''.
-4.2.1اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻠﯾﺑﻲ:
ﻋرف اﻟﻣﺷرع اﻟﻠﯾﺑﻲ اﻟﺷرﻛﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة 494ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،15ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ'' :اﻟﺷرﻛﺔ ﻋﻘد
ّ
ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ ﯾﻠﺗزم ﺷﺧﺻﺎن أو أﻛﺛر ﺑﺄن ﯾﺳﺎﻫم ﻛل ﻣﻧﻬم ﻓﻲ ﻣﺷروع اﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺗﻘدﯾم ﺣﺻﺔ ﻣن ﻣﺎل أو
ﻣن ﻋﻣل ،ﻻﻗﺗﺳﺎم ﻣﺎ ﻗد ﯾﻧﺷﺄ ﻋن ﻫذا اﻟﻣﺷروع ﻣن رﺑﺢ''.
-5.2.1اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌراﻗﻲ:
ﻋرف اﻟﻣﺷرع اﻟﻌراﻗﻲ اﻟﺷرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟراﺑﻌﺔ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺷرﻛﺎت ،16ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ :أوﻻً:
ّ
اﻟﺷرﻛﺔ ﻋﻘد ﯾﻠﺗزم ﺑﻪ ﺷﺧﺻﺎن أو أﻛﺛر ﺑﺄن ُﯾﺳﺎھم ﻛل ﻣنھم ﻓﻲ ﻣﺷروع اﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺗﻘدﯾم ﺣﺻﺔ ﻣن
ﻣﺎل أو ﻣن ﻋﻣل ﻻﻗﺗﺳﺎم ﻣﺎ ﯾﻧﺷﺄ
ﻋﻧﻪ ﻣن رﺑﺢ أو ﺧﺳﺎرة.
ﺛﺎﻧﯾﺎً :اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻣن أﺣﻛﺎم اﻟﺑﻧد )أوﻻً( ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة:
-1ﯾﺟوز أن ﺗﺗﻛون اﻟﺷرﻛﺔ ﻣن ﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ واﺣد وﻓق أﺣﻛﺎم ھذا اﻟﻘﺎﻧون ُ
وﯾﺷﺎر ﻟﻣﺛل ھذﻩ اﻟﺷرﻛﺔ
ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻌد ﺑـ )اﻟﻣﺷروع اﻟﻔردي(.
-2ﯾﺟوز ﺗﺄﺳﯾس ﺷرﻛﺔ ﻣﺣدودة اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻣن ﻗﺑل ﻣﺎﻟك واﺣد وﻓﻘﺎً ﻟﻧﺻوص ھذا اﻟﻘﺎﻧون.
-6.2.1اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗوﻧﺳﻲ:
ﻋرف اﻟﻣﺷرع اﻟﺗوﻧﺳﻲ اﻟﺷرﻛﺔ ﻣن ﺧﻼل )اﻟﻔﺻل (2ﻣن ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،17ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ:
ّ
167
أﻣﺣﻣد ﺳﻌد اﻟدﯾن ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ُﻣﻘﺎرﻧﺔ(
ّ ُﻣﻼﺣظﺎت ﺣول اﻟﻣﺎدة 416ﻣن اﻷﻣر رﻗم) 58-75دراﺳﺔ
''اﻟﺷرﻛﺔ ﻋﻘد ﯾﺗﻔق ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ ﺷﺧﺻﺎن أو أﻛﺛر ﻋﻠﻰ ﺗﺟﻣﯾﻊ ﻣﺳﺎﻫﻣﺎﺗﻬم ﻗﺻد اﻗﺗﺳﺎم اﻷرﺑﺎح أو اﻻﻧﺗﻔﺎع
ﺑﻣﺎ ﻗد ﯾﺣﺻل ﻣن ﻧﺷﺎط اﻟﺷرﻛﺔ ﻣن اﻗﺗﺻﺎد.
وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ ﺷرﻛﺔ اﻟﺷﺧص اﻟواﺣد ذات اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣدودة ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺗﻛون ﻣن ﺷﺧص واﺣد''.
-7.2.1ﻗﺎﻧون اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻛوﯾﺗﻲ:
ﻋرف اﻟﻣﺷرع اﻟﻛوﯾﺗﻲ اﻟﺷرﻛﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ) (3ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺷرﻛﺎت ،18ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ:
ّ
''ﯾﻛون ﺗﺄﺳﯾس اﻟﺷرﻛﺔ ﺑﻌﻘد ﯾﻠﺗزم ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ ﺷﺧﺻﺎن أو أﻛﺛر ﺑﺄن ﯾﺳﺎﻫم ﻛل ﻣﻧﻬم ﻓﻲ ﻣﺷروع ﯾﺳﺗﻬدف
ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ ﺑﺗﻘدﻣﻲ ﺣﺻﺔ ﻣن ﻣﺎل أو ﻋﻣل ﻻﻗﺗﺳﺎم ﻣﺎ ﯾﻧﺷﺄ ﻋن ﻫذا اﻟﻣﺷروع ﻣن رﺑﺢ أو ﺧﺳﺎرة.
وﯾﺟوز -ﻓﻲ اﻷﺣـــــــــوال اﻟﺗﻲ ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون -أن ﺗؤﺳس اﻟﺷرﻛﺔ ﺑﺗﺻرف ﺑﺎﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة
ﻟﺷﺧص واﺣد.''...
ﻋرﻓت اﻟﺷرﻛﺔ ،أﻧﻬﺎ ﺗﻛﺎد ﺗﺗطﺎﺑق ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ
اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ واﻟﺗﻲ ّ
ُﯾﻼﺣظ ﻋﻠﻰ ُﻣﺧﺗﻠف اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ُ
ﻣﻊ ﺑﻌض اﻻﺧﺗﻼﻓﺎت ،ﻣردﻫﺎ ﻓﻲ اﻷﺳﺎس إﻟﻰ اﻋﺗراف اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺗﺄﺳﯾس اﻟﺷرﻛﺔ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ إرادة ُﻣﻧﻔردة ﻣن
ﻋدﻣﻪ ،وﻛذا اﻟﻧظر إﻟﻰ أﺑﻌﺎد اﻟﺷرﻛﺔ ﻓﻲ ُﻣﺟرد ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ أو ﺑﻠوغ أﻫداف اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،أي ﻣدى ﺗﺑﻧﻲ
ﺟﻣﻌﺎت ﻣن ﻋدﻣﻪ.اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻟﻔﻛرة اﻟﺗّ ُ
اﻟﻣﺷﺎر
ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺎدة 416ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ﻗﺑل ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ ﺗﺗطﺎﺑق ﻣﻊ اﻏﻠب اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ُ
ﺻﯾﺎﻏﺗﻬﺎُ ،دون اﺷﺗﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻋﻠﻰ ُﻣؤﺳﺳﺔ ذات اﻟﺷﺧص اﻟوﺣﯾد إﻟﯾﻬﺎ ،ﻟﻛن ﺑﻌد ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ ﺳﺎءت ِ
َ
اﻟﺗﺟﻣﻌﺎت ﻣن ُﻣﺣﺗواﻫﺎ
ُ ذات اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣدودة اﻟﺗﻲ أﺟﺎزﻫﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺗﺟﺎري ،ﻓﺿﻼً ﻋن إﻓراغ ﻓﻛرة
ﻻﺳﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﺗﻌدﯾل وﺗﺗﻣﻣﺔ أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ رﻗم .08-93وﻣﺛل ﻫذا اﻟﺗر ُ
اﺟﻊ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ
ﯾﺗﻌﯾن ﺿﺑطﻪ.
ﯾﻧﺑﻐﻲ ﺗدارﻛﻪ ﻛﻣﺎ ّ
ﻛﯾﯾف ﻧص اﻟﻣﺎدة 416ﻣن اﻷﻣر رﻗم 58-75ﻋﻠﻰ ﺿوء أﺣﻛﺎم اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
-2ﺗ ّ
ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻣﺎدة 416ﻣن اﻷﻣر رﻗم ،58-75ﻟم ﺗﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﻣطﻠوب ،ﺑﺣﯾث ﻟم ﺗُوازن ﺑﯾن
ﻓرﺿﯾﺔ ﺗﺄﺳﯾس اﻟﺷرﻛﺔ ُدون ﻋﻧﺻر ﺗﻌدد
ّ ﻓﻛرﺗَﻲ اﻟﺷرﻛﺔ ﻋﻘد أم ﻧظﺎم ﻗﺎﻧوﻧﻲ ) ،(1.2ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﺗﺟﺎﻫل
اﻟ ُﺷرﻛﺎء ) ،(2.2ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗوظﯾف ﺑﻌض اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم ﻓﻲ ﻏﯾر َﻣﺣﻠِﻬﺎ ).(3.2
-1.2ﻋدم ُﻣوازﻧﺔ اﻟﻣﺎدة 416ﻣن اﻷﻣر رﻗم 58-75ﺑﯾن ﻓﻛرﺗﻲ اﻟﺷرﻛﺔ ﻋﻘد أم ﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ:
ﺻدق ﻋﻠﻰ ﺑﻌض أﻧواع اﻟﺷرﻛﺎت ،إﻻﱠ اﻧﻪ ﻻ ﯾﺳﺗﻘﯾم ﻣﻊ اﻟﺑﻌض اﻷﺧر اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺷرﻛﺔ ﻋﻘداًَ ،ﯾ ُ
ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ ﺟواﻧﺑﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﯾﻐﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎﻗدي .ﻟذﻟك ﺗراوﺣت اﻟﺷرﻛﺔ ﺑﯾن اﻟﺣرﯾﺔ
اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ واﻟﻘُﯾود اﻟﻧظﺎﻣﯾﺔ ،وﺛﺎر اﻟﺳؤال ﻣﻧذ ِ
اﻟﻘدم ﻫل اﻟﺷرﻛﺔ ﻋﻘد ) ،(1.1.2أم ﻧظﺎم ).(2.1.2 ُ
-1.1.2اﻟﺷرﻛﺔ ﻋﻘد:
ت ﻓﻛرة اﻟﺷرﻛﺔ ﻋﻘد ،ﺗﺄﯾﯾداً ﻗوﯾﺎً ﺧﻼل اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر ) ،(19ﻟﺗﻛﯾﱡﻔﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻟﻔردﯾﺔ
َﻧﺎﻟَ ْ
اﻟﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑدأ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﻌروف ﺑﻣﺑدأ ﺳﻠطﺎن اﻹرادة ،وﻛذا اﻟﻣﺑدأ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ُﺣرّﯾﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ .ﺑل وأدت ﻫذﻩ اﻟﻔﻛرة إﻟﻰ إﻗرار ﻣﺑدأ ُﺣرّﯾﺔ ﺗﺄﺳﯾس ﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﻋﺎم 1867ﺑﻌد
168
أﻣﺣﻣد ﺳﻌد اﻟدﯾن ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ُﻣﻘﺎرﻧﺔ(
ّ ُﻣﻼﺣظﺎت ﺣول اﻟﻣﺎدة 416ﻣن اﻷﻣر رﻗم) 58-75دراﺳﺔ
ﺑﺎﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗرﺧﯾص ُﺣﻛوﻣﻲ.19 أن ﻛﺎن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ُﯾﻌﻠّق ﺗﺄﺳﯾﺳﻬﺎ ُ
ﺗﺄﺳﯾﺳﺎً ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ،ﻛﺎن اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺗّﻘﻠﯾدي ﯾرى ﺑﺎن اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟذي َﯾﺗﺣ ﱠدد ﻋﻠﻰ ﺿوﺋِﻪ اﻹطﺎر
اﻟﻣﻧﺷﺊ ﻟﻠﺷرﻛﺔ ،أي اﻟﻌﻘد اﻟذي ﯾﺧﻠق اﻟﺷرﻛﺔ
ﻟﻠﻣﺷروع ،ﯾﺟب اﻟﺑﺣث ﻋﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل اﻹرادي ُ ُ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ
ﻓﯾﻘرر ﻣﺎﻟﻬم ﻣن ﺣﻘوق وﻣﺎ ﻋﻠﯾﻬم ﻣن اﻟﺗزاﻣﺎت.20ﺣدد اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟ ُﺷرﻛﺎءّ ،
وﯾﺑﻌﺛﻬﺎ ﻟﻠﺣﯾﺎة ،وﻫو اﻟذي ُﯾ ّ
ﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻛرة اﻟﺷرﻛﺔ ﻋﻘد .ﺗﻌ ﱠدت اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻔﻘﻬﻲ وﺗﺟﺎوزﺗﻪ إﻟﻰ اﻹﻗرار اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ،ﻓﻘد ﺗﺑﻧﺎﻫﺎ ُ
اﻟﻣ ّ
ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺷرﻛﺎت ،ﺣﯾث ﻗﺿت اﻟﻣﺎدة 416ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،ﺑﺎن ''اﻟﺷرﻛﺔ
ﻋﻘد ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ ﯾﻠﺗزم ﺷﺧﺻﺎن طﺑﯾﻌﯾﺎن أو اﻋﺗﺑﺎرﯾﺎن أو أﻛﺛر.''...
ﺗﻌرﺿ ـ ـ ـ ـ ـت ﻓﻛرة اﻟﺷـ ـ ـ ـ ـ ـرﻛﺔ ﻋﻘد ،ﻟﻧﻘد ﻻذع ﺗراﺟ ـ ـ ـ ـﻊ ﻣﻌﻪ اﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻌﺎﻗدي ﻟﻠـ ـ ـ ـﺷرﻛﺔ .وذﻟك
ّ
ﻟﻠﻣ ـ ـ ــُﺑررات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:21
اﻟﻣﺳﻣﻰ ﺑﻌﻘد اﻟﺷرﻛﺔ ،ﻻ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺿﺎرب واﻟﺗﻌﺎرض ﺑﯾن -اﻟﺗﺻرف اﻹرادي ُ
اﻟﻣﻧﺷﺊ ﻟﻠﺷرﻛﺔ ،و ُ
ﻣﺻﺎﻟﺢ أطراﻓﻪ ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻷﺧرى ﻛﻘﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ ،ﺑل ﯾﻔﺗرض ﻋﻠﻰ ﻋﻛس ذﻟك اﺗﺣﺎد ﻣﺻﺎﻟﺢ
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن واﺗﻔﺎﻗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻏرض ُﻣﺷﺗرك وﻫو ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ وﻗﺳﻣﺗﻪ ﺑﯾن اﻟﺷرﻛﺎء.
إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻌدﯾل أﺣﻛﺎﻣﻪ ﺑﺎﻷﻏﻠﺑﯾﺔ ،وﻫذا ﻏﯾر
ّ -ﯾﺗرﺗّب ﻋﻠﻰ اﺗﺣﺎد اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ﺑﯾن أطراف ﻋﻘد اﻟﺷرﻛﺔ،
ُﻣﺳﺗﺳﺎغ ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻌﻘود .ﻓﻛﻘﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ ﻻ ﯾﺟوز ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ إﻻ ﺑﺈﺟﻣﺎع أطراف اﻟﻌﻘد ،ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ
ﻓرﺿﯾﺔ ﺗﻘﺎﺑل اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ وﺗﻌﺎرﺿﻬﺎ ،ﻟذﻟك ﻟﯾس ﻣن اﻟﻣﻘﺑول ﻗﺎﻧوﻧﺎً أن ﺗَ ْﻌﻠُو إرادة ﺑﻌض ُ
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن وﻟو َﻛﺛُروا
اﻟﻣﺗﻌﺎرﺿﺔ.
ﻋﻠﻰ إرادة اﻟﺑﻌض اﻷﺧر ﻣن َذوي اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ُ
ِ
ﺗﺳﺗوﻋب ﻛل اﻵﺛﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﺗﻛوﯾن اﻟﺷرﻛﺔ ،ﻻن ﻋﻘد اﻟﺷرﻛﺔ ﻟﯾس -ﻓﻛرة اﻟﻌﻘد ﻻ
ﻛﻐﯾرﻩ ﻣن اﻟﻌﻘود ﯾﻘﺗﺻر أﺛرﻩ ﻋﻠﻰ ﺗرﺗﯾب اﻟﺗزاﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق أطراﻓﻪ ٕواﻗرار ُﺣﻘوق ﻟﻬم ،ﺑل ﯾﺗﺟﺎوز ذﻟك
ﻓﯾﻧﺑﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﻏﺎﻟب اﻷﺣﯾﺎن ِﻣﯾﻼد ﺷﺧص اﻋﺗﺑﺎري وﻫو اﻟﺷرﻛﺔ ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب أﺷﺧﺎص اﻟ ُﺷرﻛﺎء ،ﻟذﻟك
اﻟﻣﺗوﻟد ﻋﻧﻪ.
اﻟﻣﻧﺷﺊ أي اﻟﻌﻘد ،وﯾﻌﻧﻲ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ُ ﻓﺎن ﻟﻔظ اﻟﺷرﻛﺔ ﯾﻌﻧﻲ اﻟﺗﺻرف ُ
وﻫذا اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي )اﻟﺷرﻛﺔ( ﻫو اﻟذي ُﯾﻬﯾﻣن )ﯾﺳﺗﻘل( ﻋﻠﻰ اﻹرادات اﻟﻔردﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺷﺗرﻛت ﻓﻲ إﺑرام
ﺗﻣردت ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل اﻹرادي اﻟﻣﻧﺷﺊ ﻟﻪ ،ﻟذﻟك ﻗﺎل اﻟﺑﻌض ﺑﺎن ''اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺔ ﻗد ّ اﻟﻌﻘد ُ
وطﻐت ﻋﻠﯾﻪ ﺗﻣﺎﻣﺎً''.
اﻟﻣﻧﺷﺊ ﻟﻬﺎ َ
ُ
-اﻟﻔﻛرة اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻻ ﺗﺳﺗﻘﯾم ﻣﻊ ُﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺷﺧص اﻟوﺣﯾد ذات اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣدودة اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﻧﺎﻫﺎ
ﺑﻌض اﻟﻧظم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻣﻧﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر.22
-2.1.2اﻟﺷرﻛﺔ ﻧظﺎم:
ﻧظ اًر ﻟﻘُﺻور اﻟﻔﻛرة اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺔ ﻓﻲ اﺣﺗواء ﻛل ﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋن ﺗﻛوﯾن اﻟﺷرﻛﺔ ،اﺗﺟﻪ ﺟﺎﻧب ﻣن
اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺣدﯾث إﻟﻰ ﺗﺑﻧﻲ ﻓﻛرة اﻟﻧظﺎم ،أو اﻟﺗﻧظﯾم ﻗﺎﻧوﻧﻲ .ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗُﻧظم ﻋﻠﻰ
ﻣﻌﯾن ،ﺗﻬدف إﻟﻰ ﻏرض ُﻣﺷﺗرك ،وﯾﻘﺗﺻر دور
وﻣﺳﺗﻣر ﺗﺟ ﱡﻣﻊ ﻣن اﻷﺷﺧﺎص ﺣول ﻫدف ّ ﻧﺣو ُﻣﻠزم ُ
اﻷطراف ﻋﻠﻰ اﻹﻓﺻﺎح ﻋن اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻻﻧﺿﻣﺎم إﻟﯾﻪ.23
169
أﻣﺣﻣد ﺳﻌد اﻟدﯾن ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ُﻣﻘﺎرﻧﺔ(
ّ ُﻣﻼﺣظﺎت ﺣول اﻟﻣﺎدة 416ﻣن اﻷﻣر رﻗم) 58-75دراﺳﺔ
ﺗﻛﯾﯾف اﻟﺷرﻛﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻧظﺎﻣﺎً ﻫو اﻟذي ُﯾﻔﺳر ﻛﯾف أن ﺣﻘوق اﻟ ُﺷرﻛﺎء ﻻ ﺗﺗﺣ ﱠدد ﺑﺻﻔﺔ ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ
ّ
اﻟﻣﻧﺷﺊ ﻟﻠﺷرﻛﺔٕ ،واﻧﻣﺎ ُﯾﻣﻛن ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ إذا ﻣﺎ اﻗﺗﺿت ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺷرﻛﺔ ذﻟك ،ﻛﻣﺎ ُﯾﻔﺳر ﻋدم اﻋﺗﺑﺎر
ﺑﺎﻟﻌﻘد ُ
اﻟﻣﺷﺗرك اﻟذي
اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻗﺎﻧوﻧﺎً ﺑﺗﺣﻘﯾق اﻟﻬدف ُ
ﻣدﯾري اﻟﺷرﻛﺔ ُﻣﺟرد ُوﻛﻼء ﻋن اﻟﺷرﻛﺎء ،واﻋﺗﺑﺎرﻫم اﻟﺳﻠطﺔ ُ
ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺷرﻛﺔ ﻛﺷﺧص ﻣﻌﻧوي وﻛﺗﻧظﯾم ﻗﺎﻧوﻧﻲ.24
ﺻوﺻﯾﺔ ﻋﻘد اﻟﺷرﻛﺔ ،ﻛﻣﺎ أن ﻛﺛرة ﺗدﺧل اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم اﻟﺷرﻛﺎت
ّ ﻓﻛرة اﻟﺷرﻛﺔ ﻧظﺎم ﺗُ ّﺑررﻫﺎ ُﺧ
ﻻﺳﯾﻣﺎ ﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﺑﻧﺻوص آﻣرة ُﺑﻐﯾﺔ ﺗﺣﻘﯾق أﻏراض اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،أﻋطﻰ ﻟﻠﻔﻛرة
وﺟﺎﻫﺗﻬﺎ اﻟظﺎﻫرة .ﻏﯾر اﻧﻪ وﻣﻊ ذﻟك ﯾﺑﻘﻰ ﻣن اﻟﺛﺎﺑت أن اﻟﺷرﻛﺔ ﺗﻧﺷﺎ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻋﻘد ﺣﻘﯾﻘﻲ ﯾﺗم
اﻟﻧظﺎﻣﯾﺔ َ
اﻟﻣﺣﺎﺻﺔ ﻻ ﯾﺗرﺗب ﻋن
ّ ﺑﺗواﻓق إرادﺗﯾن أو أﻛﺛر ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ،وﯾﺧﺿﻊ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘود ،ﻛﻣﺎ أن ﺷرﻛﺔ
ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﻌﻧوﯾﺔ ،وﻻ ﺗﺣﻛﻣﻬﺎ ﻣﺟﻣوع ﻗواﻋد ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓرﺿﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ،ﺑل ﺗﺧﺿﻊ ﻹرادة ّ ﻋﻘدﻫﺎ ِﻣﯾﻼد
اﻷطراف اﻟﺣرة.25
وﻋﻠﯾﻪ؛ ُﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺎن ﺗﺄﺛﯾر ﻓﻛرﺗﺎ اﻟﻌﻘد واﻟﻧظﺎم ﯾﺧﺗﻠف ﺑﺣﺳب ﻧوع اﻟﺷرﻛﺔ ،ﻓﻔﻲ اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ،
وﺷرﻛﺎت اﻷﺷﺧﺎص اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﺷﺧﺻﻲ ﺗﻔرض ﻓﻛرة اﻟﻌﻘد ُﺳﻠطﺎﻧﻬﺎ ،أﻣﺎ ﻓﻲ ﺷرﻛﺎت
اﻟﻐﻠََﺑﺔ ﺗﻛون ﻟﻔﻛرة اﻟﻧظﺎم.26
اﻷﻣوال وﺧﺎﺻﺔ ﺷرﻛﺔ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﺎن َ
ﺗراوح ﻣﻔﻬوم اﻟﺷرﻛﺔ ﺑﯾن ﻓﻛرﺗﻲ اﻟﻌﻘد واﻟﻧظﺎم ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﺎ ﺳﻠف ،أدى إﻟﻰ ﺗﺑﻧﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻣﻔﻬوم
اﻟﻐﺎﺋﻲ أو اﻟوظﯾﻔﻲ ﻟﻠﺷرﻛﺔ ،أي اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺷرﻛﺔ إطﺎر ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻣﺷروع اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،27أو ﻛﻣﺎ ُﻋّﺑر ﻋﻧﻬﺎ
28
ﻓﻧﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗُرﺻد ﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣﺷروع ،ﻓﻬﻲ
وﻣؤداﻫﺎ أن اﻟﺷرﻛﺔ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ أداة ّ
ﺑﻧظرﯾﺔ اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ُ .
اﻟﺣﯾز اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،وﯾﺟﻌﻠﻪ ﺻﺎﻟﺣﺎً ﻻﻛﺗﺳﺎب
اﻹطﺎر اﻟذي ﻋن طرﯾﻘﻪ ﯾﻧﺗﻘل اﻟﻣﺷروع ﻣن واﻗﻌﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد إﻟﻰ ّ
ﺷرع أﺷﻛﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺎﺻر ُﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺗﺟﻣﻊ ﺑﯾناﻟﻣ ّ
اﻟﺣﻘوق وﺗﺣﻣل اﻟﺗزاﻣﺎت .وﯾﻘوم ﻫذا اﻹطﺎر اﻟذي ﯾرﺳم ُ
اﻟﻌﻘدﯾﺔ ،وﯾﺧﺗﻠف ﺗﺄﺛﯾر ﻫﺎذﯾن اﻟﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر ﺑﺣﺳب ﺷﻛل أو ﻧوع اﻹطﺎر
ّ اﻟﺻﻔﺔ
اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ و ّ
ّ
29
اﻟذي ارﺗﺿﺎﻩ اﻷطراف ﻟﻣﺷروﻋﻬم اﻻﻗﺗﺻﺎدي .
-2.2إﻏﻔﺎل اﻟﻣﺎدة 416ﻣن اﻷﻣر رﻗم 58-75ﻓرﺿﯾﺔ ﺗﺄﺳﯾس ﺷرﻛﺔ ُدون ﺗﻌدﱡد اﻟ ُ
ﺷرﻛﺎء:
رﻛن ﺗﻌ ﱡدد اﻟ ُ
ﺷرﻛﺎء ﺗﻘﺗﺿﯾﻪ ﻓﻛرة اﻟﻌﻘد ،ﻻﺳﯾﻣﺎ وان اﻟﻌﻘد ﻻ ﯾﻧﻌﻘد ﺑﺷﺧص واﺣد ،ﻛﻣﺎ ُﯾﺳﺗﺧﻠص
رﻛن ﺗﻌ ﱡدد اﻟﺷرﻛﺎء ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة 416ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،واﻟﺗﻲ ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺎن ''اﻟﺷرﻛﺔ ﻋﻘد ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ
170
أﻣﺣﻣد ﺳﻌد اﻟدﯾن ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ُﻣﻘﺎرﻧﺔ(
ّ ُﻣﻼﺣظﺎت ﺣول اﻟﻣﺎدة 416ﻣن اﻷﻣر رﻗم) 58-75دراﺳﺔ
اﻟﻐﺎﻟب ُوﺟود ﺷﺧﺻﯾن ﻓﺄﻛﺛر ،ﻻن ﺗﻌ ﱡدد أطراف اﻟﻌﻘد ﺿروري ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻋﻘد اﻟﺷرﻛﺔ ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻓﻲ َ
ورﻛن ﺗﻌ ﱡدد اﻟ ُﺷرﻛﺎء ﻻزم
اﻟﻐرض اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن اﻟﻌﻘد ،ﻻﺳﯾﻣﺎ ﺟﻣﻊ اﻟﻣﺎل واﻧﺟﺎز اﻟﻣﺷروع اﻟﻣﺷﺗركُ .
ﻟﯾس ﻟﻘﯾﺎم اﻟﺷرﻛﺔ ﻓﺣﺳب ،ﺑل وﻛذﻟك ﻟﺑﻘﺎﺋِﻬﺎ ،ﻟذﻟك ﺗُﻌﺗﺑر اﻟﺷرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ُﻣﻧﺣﻠّﺔ إذا اﺟﺗﻣﻌت ﺣﺻﺻﻬﺎ
أو رأﺳﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﯾد ﺷرﯾك واﺣد.31
ُرﻛن ﺗﻌ ﱡدد اﻟﺷرﻛﺎء ﯾﺳﺗوﺟب ﻣﻧﺎ طرح ﺳؤال ﻣﻔﺎدﻩ :ﻣﺎ ﻫو اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ واﻷﻗﺻﻰ ﻟﻌدد اﻟ ُ
ﺷرﻛﺎء؟
ﺗﻔرض ﻗﺎﻋدة ﺗﻌ ﱡدد اﻟﺷرﻛﺎء ﺑداﻫﺔ أن ﻻ ﯾﻘل ﻋدد اﻟﺷرﻛﺎء ﻋن اﺛﻧﺎن ،إﻻ أن ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﯾرد ﻋﻠﯾﻬﺎ
اﺳﺗﺛﻧﺎء ،ﻻن ﺗﻌ ﱡدد اﻟﺷرﻛﺎء ﻟﯾس أﻣ اًر ُﻣطﻠق وﻣﺗروك ﻟﺣرﯾﺔ أطراف ﻋﻘد اﻟﺷرﻛﺔ ،ﺑل ﯾﺧﺗﻠف ﺣﺳب ﻧوع ﻛل
ﺷرع اﺷﺗرط ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺷرﻛﺔ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﺑﺎن ﻻ ﯾﻘل ﻋدد اﻟ ُﺷرﻛﺎء ﻓﯾﻬﺎ ﻋن ﺳﺑﻌﺔ )،(07 ﺷرﻛﺔ .ﻟذﻟك ﻧﺟد ُ
اﻟﻣ ّ
32
ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﺷرﻛﺎت ذات ُرؤوس أﻣوال ﻋﻣوﻣﯾﺔ ،أﻣﺎ ﺷرﻛﺔ اﻟﺗوﺻﯾﺔ ﺑﺎﻷﺳﻬم ّ
ﻓﺎﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ﻟﻌدد اﻟ ُﺷرﻛﺎء
ﻓﯾﻬﺎ ﻫو أرﺑﻌﺔ ) ،(04واﺣد ﻣﻧﻬم ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ُﻣﺗﺿﺎﻣن ﻟﻪ ﺻﻔﺔ ﺗﺎﺟر وﻣﺳؤول ﻣن ﻏﯾر ﺗﺣدﯾد ﻋن ُدﯾون
اﻟﺷرﻛﺔ ،وﺛﻼث ُﺷرﻛﺎء ُﻣوﺻﯾن ُﻣﺳﺎﻫﻣﯾن ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ،وﻻ ﯾﺗﺣﻣﻠون اﻟﺧﺳﺎﺋر إﻻ ﻓﻲ ُﺣدود ﺣﺻﺻﻬم.33
أﻣﺎ ﻋن اﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ ﻟﻌدد اﻟﺷرﻛﺎء ،ﻓﺎﻟﻣﺷرع ﻟم ُﯾ ّﻘﯾدﻩ ،وﻏﺎﻟﺑﺎً ﻣﺎ ﯾﻛون ﻫذا اﻟﻌدد ﻗﻠﯾل ﻓﻲ ﺷرﻛﺎت
اﻷﺷﺧﺎص ُﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﺷرﻛﺎت اﻷﻣوال ،ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﺷرﻛﺔ ذات اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣدودة ،ﺣﯾث اﺷﺗرط ﺑﺎن ﻻ
ﯾﺗﺟﺎوز ﻋدد اﻟﺷرﻛﺎء ﻓﯾﻬﺎ ) (50ﺷرﯾﻛﺎً ،34أﻣﺎ إذا ﺗﺟﺎوز ﻋدد اﻟ ُﺷرﻛﺎء ﺧﻣﺳﯾن ﺷرﯾﻛﺎً وﺟب ﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ إﻟﻰ
ﺷرﻛﺔ ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ اﺟل ﺳﻧﺔ واﺣدة ،وﻋﻧد ﻋدم اﻟﻘﯾﺎم ﺑذﻟك ،ﺗﻧﺣل اﻟﺷرﻛﺔ.35
ﻋﻘد اﻟﺷرﻛﺔ ﻛﻣﺎ أﺳﻠﻔﻧﺎ ،ﯾﻘﺗﺿﻲ ﺗﻌ ﱡدد اﻟ ُﺷرﻛﺎء ،إﻻﱠ أن ﻫﻧﺎك ﺑﻌض اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﻛﺎﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻻﻧﺟﻠﯾزي
واﻷﻟﻣﺎﻧﻲ واﻟﻔرﻧﺳﻲ وﻛذﻟك اﻟﺟزاﺋري ،36أوردو اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ ﺗﻌ ﱡدد اﻟ ُﺷرﻛﺎء .37وان ﻛﺎن ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ
ﯾﺗﻼءم ﻣﻊ اﻟﻔﻛرة اﻟﻧظﺎﻣﯾﺔ
َ اﻟﻔﻛرة اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗُﻘر ﺑﺎن اﻟﺷرﻛﺔ ﻋﻘداً ﺑﯾن ﺷﺧﺻﯾن ﻓﺄﻛﺛر ،إﻻﱠ اﻧﻪ
38
ؤﺳﺳﺔ ذات اﻟﺷﺧص ﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺷرﻛﺔ .اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري وﻣن ﺧﻼل اﻷﻣر رﻗم ،27-96أﺟﺎز ﺗﻛوﯾن ُﻣ ّ
اﻟذ ّﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،واﻟذي ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ ﯾﺳﺗطﯾﻊﺧدم ﻣﺑدأ ﺗﺟزﺋﺔ ِ 39
اﻟوﺣﯾد ذات اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣدودة ،وﻫو ﻣﺎ َﯾ ُ
ِ
وﯾﺧﺻﺻﻪ ﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣﺷروع ﻛون ﺷرﻛﺔ ﺑﻣﻔردﻩ ،وذﻟك ﺑﺎﻗﺗطﺎع ﻣﺑﻠﻐﺎً ﻣﻌﱠﯾن ﻣن ذﻣﺗﻪ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ُ اﻟﺷﺧص أن ُﯾ ّ
ﻌﯾن ،وﺗُﺣ ﱠدد ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ ﺑﻘدر ﻫذا اﻟﻣﺑﻠﻎ ُدون أن ُﯾﺳﺄَل ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ ِذ ﱠﻣﺗﻪ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.40
ُﻣ ّ
ﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺷﺧص اﻟوﺣﯾد ذات اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣدودة ،ﻣﻘﺑوﻻً ﻟﻌدة اﻋﺗﺑﺎرات .41ﻟﻛن
ّ ُﯾﻌد ﺗﺑﻧﻲ اﻟﻣﺷرع
اﻟﺻدد ،ﻫو ﺿرورة ُﻣراﺟﻌﺔ ﻧص اﻟﻣﺎدة 416ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ واﻟﺗﻲاﻟذي ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﺗﻧوﯾﻪ إﻟﯾﻪ ﻓﻲ ﻫذا ّ
اﻟوﺣﯾد .وﺗﺣﻘﯾﻘﺎً ﻟذﻟك ﻧﻘﺗرح أن ﺗُﺿﺎف ﻓﻘرة ﺛﺎﻧﯾﺔ ِ
ؤﺳﺳﺔ اﻟﺷﺧص َ
ﺗﺳﺗوﻋب ُﻣ ّ ﺗﺿﻣت ﺗﻌرﯾف اﻟﺷرﻛﺔ ،ﺣﺗﻰ
ّ
ﻟﻠﻣﺎدة 416ﺗﻛون ﺻﯾﺎﻏﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ'' :ﻛﻣﺎ ﺗﻧﺷﺎ اﻟﺷرﻛﺔ ﺑواﺳطﺔ ﺗﺻرف ﺑﺈرادة ُﻣﻧﻔردة ﻓﻲ
اﻟﺣدود اﻟﺗﻲ ﯾﻘرﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون''.42
-3.2ﺗوظﯾف اﻟﻣﺎدة 416ﻣن اﻷﻣر رﻗم 58-75ﻟﻣﻔﺎﻫﯾم ﻓﻲ ﻏﯾر ﻣﺣﻠﻬﺎ ٕواﻏﻔﺎﻟﻬﺎ ﻟﻠﺑﻌض اﻷﺧر:
ُ -1.3.2ﯾﺳﺗﺣﺳن ﺣذف ﺗﻌﺑﯾر ''طﺑﯾﻌﯾﺎن أو ﻣﻌﻧوﯾﺎن'':
ﻋﻣﻼً ﺑﻧ ـ ـ ـص اﻟﻣﺎد اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗ ـ ـ ـ ـ ـﺟﺎري ،ﻓﺎن ُﻣزاوﻟﺔ اﻟﺗ ـ ـ ـ ـﺟﺎرة ُﻣﺗﺎح ﻟﻸﺷ ـﺧﺎص اﻟطـ ـ ـ ـﺑﯾﻌﯾﺔ
171
أﻣﺣﻣد ﺳﻌد اﻟدﯾن ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ُﻣﻘﺎرﻧﺔ(
ّ ُﻣﻼﺣظﺎت ﺣول اﻟﻣﺎدة 416ﻣن اﻷﻣر رﻗم) 58-75دراﺳﺔ
واﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء .ﻏﯾر أن اﻟﺗّﻧﺻﯾص ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ ُﻣزاول اﻟﺗﺟﺎرة ﻣن ﺣﯾث ﻧوﻋﻪ )طﺑﯾﻌﻲ ،ﻣﻌﻧوي(
ﺿﻣن اﻟﻧﺻوص اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺎتُ ،ﯾﻌﺗﺑر ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظرﻧﺎ ﺗﺣﺻﯾل ﺣﺎﺻل ،ﻛﻣﺎ ﯾزﯾد ﻣن طول ﺻﯾﺎﻏﺔ
ﺣﻣل اﻟﻧص ﻣﺎ ﻟم ﯾﻧﺻرف إﻟﯾﻪ ﻣﻌﻧﺎﻩ .ﺧﺎﺻﺔ واﻧﻪﯾؤول إﻟﻰ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻘﺻدﻩ اﻟﻧص ،وﻣن ﺛم ُﻧ ِ
اﻟﻧص ،وﻗد ﱠ
ﻓﻲ ذات اﻟﺳﯾﺎق ُﯾطرح اﻟﺳؤال اﻟﺗﺎﻟﻲ ،ﻫل ﺑﺎﻹﻣﻛﺎن أن ﺗﺗﺄﻟّف ﺷرﻛﺔ ﻣن أﺷﺧﺎص ﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻓﻘط ُدون
طﺑﯾﻌﯾﺔ؟
ّ أﺷﺧﺎص
اﻟﻣﻛرس ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻘواﻧﯾن
ﯾﺟﯾب اﻟﺑﻌض ﺑﺎﻹﯾﺟﺎب ﻋﻠﻰ ذﻟك ،ﺗﺄﺳﯾﺳﺎً ﻋﻠﻰ ﺻرﯾﺢ اﻟﻧص ُ
اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ .43ﻏﯾر اﻧﻪ ُﯾﻣﻛن اﻟﺟزم ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ﻣن اﻟﻧﺎدر ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ اﻟﻌﻣﻠﻲ وﺟود ﺷرﻛﺔ ﺗﺧﻠو ﻣن ﺷرﯾك أو
اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻟﯾس ُﻣﺳﺗﺳﺎﻏﺎً وﺟود ﺷﺧص ﻣﻌﻧوي ﻛﺷرﯾك ﻓﻲ ﺷرﻛﺔ اﻟﺗﺿﺎﻣنُﺷرﻛﺎء ﻛﺄﺷﺧﺎص طﺑﯾﻌﯾﯾن ،وﻓﻲ ُ
اﻟﻣﺗﺿﺎﻣن ﻓﻲ ﺷرﻛﺎت اﻟﺗوﺻﯾﺔ ﺑﻧوﻋﯾﻬﺎ ،ﻻن ذﻟك ﻓﯾﻪ ﺗﻌﺎرض ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺷرﻛﺔ أو
أو ﻟﻪ ﺻﻔﺔ اﻟﺷرﯾك ُ
ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺿﺎﻣن ﻓﻲ اﻟﺷرﯾك ﻣﺗﻰ ﻛﺎن اﻟﺗﺿﺎﻣن ﻣﻧﺎط اﻟﺷرﻛﺔ ﻟﻘﯾﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﺷﺧﺻﻲ ،وأن ِ
اﻟﺗﺿﺎﻣﻧﯾﺔ وﻏﯾر اﻟﻣﺣدودة ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﺷرﻛﺎء اﻟﻣﺗﺿﺎﻣﻧﯾن ﻫﻲ أﺳﺎس ذﻟك اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﺷﺧﺻﻲ ،وﻫو
ّ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
ﺣﺑذ ﻋدم اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﻧوع ُﻣﻣﺎرس اﻟﺗﺟﺎرة إن ﻛﺎن ﺷﺧص
أﻣر ﯾﺗﻌ ّذر ﺗواﻓرﻩ ﻓﻲ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي .ﻟذﻟك ُﻧ ّ
طﺑﯾﻌﻲ أو ﻣﻌﻧوي ،ﻣن اﺟل ﺗرك اﻟﻧص ﻋﻠﻰ إطﻼﻗﻪ ﻻن ﻣﻌﻧﻰ ''ﺷﺧﺻﺎن'' ُﯾﻔﯾد ذﻟك ،وﻣن ﺛم ﺗﻔﺎدﯾﺎً
اﻟﻣﻘﯾد ﻟذﻟك ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﺎ ﻗدرﻧﺎ.
ﻟﻠﺗﻧﺎﻗض اﻟذي ﻗد ﯾطرﺣﻪ اﻟﺗﺣدﯾد ﻣﻊ ﻏﯾﺎب اﻟﻧص ّ
ُ -2.3.2ﻣﺻطﻠﺢ ''ﻣﺎل'' ﺑﺎﻟﻎ اﻟ ﱠدﻻ ﻟَﺔ.
ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 1/416ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﻋل اﻧﻪ ''...ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ ﻧﺷﺎط ﻣﺷﺗرك ﺑﺗﻘدﯾم
ﺣﺻﺔ ﻣن ﻋﻣل أو ﻣﺎل أو ﻧﻘد .''...،ﻣﺎ ُﯾﻼﺣظ ﻣﺑدﺋﯾﺎً ﻋﻠﻰ ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻧص ﺟﺎءت َﻋﻠﯾﻠﺔ وﻟم ﺗﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ
اﻟدﻗّﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ وان ُﻣﺻطﻠﺢ ''ﻣﺎل'' ﺷﺎﻣل ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﻣﺷرع ،أي اﻟﻣﺎل اﻟﻧﻘدي
واﻟﻌﯾﻧﻲ.
ّ -3.3.2
ﯾﺗﻌﯾن ﺗﺳﺑﯾق ﻟﻔظ ''ﻣﺎل'' ﻋﻠﻰ ﻟﻔظ ''ﻋﻣل'':
أﻗرت اﻟﻣﺎدة 1/416ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﻋﻠﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ''اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ ﻧﺷﺎط ﻣﺷﺗرك ﺑﺗﻘدﯾم
ﺣﺻﺔ ﻣن ﻋﻣل'' ،ﻛﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 423ﻣن ذات اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ''إذا ﻛﺎﻧت ﺣﺻﺔ اﻟﺷرﯾك ﻋﻣﻼ
ﯾﻘدﻣﻪ ﻟﻠﺷرﻛﺔ وﺟب ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻬد ﺑﻬﺎ وان ﯾﻘدم ﺣﺳﺎﺑﺎ ﻋﻣﺎ ﯾﻛون ﻗد ﻛﺳﺑﻪ ﻣن
وﻗت ﻗﯾﺎم اﻟﺷرﻛﺔ ﺑﻣزاوﻟﺗﻪ اﻟﻌﻣل اﻟذي ﻗدم ﻛﺣﺻﺔ ﻟﻬﺎ.
ﻏﯾر اﻧﻪ ﻻ ﯾﻛون ﻣﻠزﻣﺎ ﺑﺎن ﯾﻘدم ﻟﻠﺷرﻛﺔ ﻣﺎ ﯾﻛون ﻗد ﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﺣق اﺧﺗراع إﻻ إذا وﺟد
اﺗﻔﺎق ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺧﻼف ذﻟك''.
اﻟﺣﺻﺔ ﻣن ﻋﻣل ﻓﻲ ﺳﯾﺎق اﻟﻧص ﻟﻪ ﻣﺎ
ّ اﻟﺣﺻﺔ ﻣن ﻣﺎل ﻋﻠﻰ
ّ ﻧرى ﺿرورة ﺗﻘدﯾم اﻟﺗﻧﺻﯾص ﻋﻠﻰ
ﯾﺑررﻩ ،وذﻟك ﻟﻼﻋﺗﺑﺎرات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
44
اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ
اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ .ﻛﻣﺎ أن ُ
اﻟﻧﻘدﯾﺔ و ّ
ّ ﯾﺗﻛون ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻟﺣﺻص -اﻟﺛﺎﺑت أن رأﺳﻣﺎل اﻟﺷرﻛﺔ ّ
ﻫو أن اﻟﺣﺻﺔ ﻣن ﻋﻣل ﻻ ﺗدﺧل ﻓﻲ رأﺳﻣﺎل اﻟﺷرﻛﺔ ،ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻻن ﺗﻛون ﻣﺣﻼً ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟﺑري.
172
أﻣﺣﻣد ﺳﻌد اﻟدﯾن ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ُﻣﻘﺎرﻧﺔ(
ّ ُﻣﻼﺣظﺎت ﺣول اﻟﻣﺎدة 416ﻣن اﻷﻣر رﻗم) 58-75دراﺳﺔ
ﻟذﻟك ﻻ ﺗُﻣﺛل ﺿﻣﺎﻧﺎً ﺣﻘﯾﻘﯾﺎً ﻟﻠداﺋ ـ ـ ـ ـ ـﻧﯾنٕ ،وان ﻛﺎﻧت ﺗُﺟﯾز ﻟﺻﺎﺣﺑﻬﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ ﻧﺻﯾب ﻣن اﻷرﺑﺎح
وﻣوﺟودات اﻟﺷرﻛﺔ.45
ؤﯾد ﻣﺎ ذﻫب إﻟﯾﻪ اﻟﺑﻌض ﻓﻲ اﻟﻘول ﺑﺄﻧﻪ ،ﻻ ﺗﺻﺢ ﻛﺄﺻل ﻋﺎم اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗﺻر ﺣﺻص ُ -ﻧ ّ
اﻟﺷرﻛﺎء ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل ،ﻻﻓﺗﻘﺎر ﻫذﻩ اﻟﺷرﻛﺔ ﻟﻠذ ﱠﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﯾﻬﺎ .ﻟذﻟك وﺣﺳب ﺗﻘدﯾرﻧﺎ ﻗد
ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻗﯾﺎم ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺷرﻛﺔ ،ﺷرﯾطﺔ أن ﺗﻛون ﻣن طﺎﺋﻔﺔ ﺷرﻛﺎت اﻷﺷﺧﺎص، ّ ﺟﺎﻧب اﻟﺻواب ﻣن ﻗﺎﻟوا
ﺑﺣﺟﺔ ﺗواﻓر اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻌﺎم ﻟﻠداﺋﻧﯾن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺷرﻛﺎت ،ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﻘﺗﺻر ﻓﻘط ﻋﻠﻰ رأﺳﻣﺎل اﻟﺷرﻛﺔ، ّ
ﺑذﻣم اﻟ ُﺷرﻛﺎء ،وأﻧﻬﺎ ِ ٕواﻧﻣﺎ ﯾﻣﺗّد ﻟﯾﺷﻣل ِذ َﻣ ْم اﻟ ُﺷرﻛﺎء
اﻟﺧﺎﺻﺔ .ﻟﻛن ﻓﺎت ﻋﻠﯾﻬم ﺑﺎن ذ ّﻣﺔ اﻟﺷرﻛﺔ ﻻ ﺗﺧﺗﻠط َ
ّ
اﻟﺷﺧﺻﯾون وداﺋﻧو اﻟﺷرﻛﺔ.46
ّ ف ﻋﻠﻰ داﺋﻧﯾﻬﺎ وﺣدﻫم ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ِذ َﻣم اﻟ ُﺷرﻛﺎء ُﻣﺷﺎع ﯾﺗزاﺣم ﻓﯾﻪ داﺋﻧوﻫم وْﻗ ٌ
ﻘﺳم اﻷرﺑﺎح واﻟﺧﺳﺎﺋر ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺣﺻص ﻓﻲ رأس اﻟﻣﺎل ،47أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ -ﺣﺳب اﻟﻣﺑدأ اﻟﻌﺎم ﺗُ ّ
48
أﻗرت اﻟﻣﺎدة 3/425ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،ﻋﻠﻰ أن ُﯾ ّ
ﻘدر ﻧﺻﯾﺑﻪ ﻓﻲ اﻟرﺑﺢ ﻟﺣﺻﺔ اﻟﺷرﯾك ﺑﻌﻣل ،ﻓﻘد ّ
ﻗدم ﻓوق ﻋﻣﻠﻪ ُﻧﻘوداً أو ّأﯾﺔ ﺷﻲء أﺧر ،ﻛﺎن
واﻟﺧﺳﺎرة ﺗﺑﻌﺎً ﻟﻣﺎ ﺗُﻔﯾﱢدﻩ )ﺗُﺟﻧﯾﻪ( اﻟﺷرﻛﺔ ﻣن ﻫذا اﻟﻌﻣل ،ﻓﺈذا ّ
ﻗدﻣﻪ ﻓوﻗﻪ.
ﻟﻪ ﺗﺻﯾﺑﺎً ﻋن اﻟﻌﻣل ،وأﺧر ﻋﻣﺎ ّ
-اﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﻫو أن اﻟﺣﺻﺔ ﻣن ﻋﻣل ﻟﯾﺳت ﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻓﻲ ﻛل اﻟﺷرﻛﺎت ﻋﻠﻰ
اﺧﺗﻼف أﻧواﻋﻬﺎ ،ﻓﻣﺛﻼً ﻓﻲ ﺷرﻛﺎت اﻟﺗوﺻﯾﺔ اﻟﺑﺳﯾطﺔ ﻧﺟد ﻧص اﻟﻣﺎدة 563ﻣﻛرر 1ﻓﻘرة ﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ
اﻧﻪ ''ﯾﻠﺗزم اﻟﺷرﻛﺎء اﻟﻣوﺻون ﺑدﯾون اﻟﺷرﻛﺔ ﻓﻘط ﻓﻲ ﺣدود ﻗﯾﻣﺔ ﺣﺻﺻﻬم اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻋﻠﻰ
ﺷﻛل ﺗﻘدﯾم ﻋﻣل'' .وﻫو ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﺣظرﻩ اﻟﻣﺎدة 1/567ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺔ ذات اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣدودة ،إﻻّ أن
اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ.50 49
ﺗﻐﯾر ﺑﻌد ﺗﺗﻣﻣﺔ اﻷﻣر رﻗم 59-75اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر .واﻟﺣﺎل ﻛذﻟك ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺷرﻛﺔ ُ
ﻫذا اﻷﻣر ّ
-4.3.2اﻧﺗﻔﺎء دور اﻟﺷرﻛﺔ ﻓﻲ ''ﺗﺣﻘﯾق اﻗﺗﺻﺎد أو ﺑﻠوغ ﻫدف اﻗﺗﺻﺎدي ذي ﻣﻧﻔﻌﺔ ﻣﺷﺗرﻛﺔ'':
ﺷرع اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟزاﺋري ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر رﻗم ،59-75ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻔﺻل اﻟﺧﺎﻣس ﻣﻧﻪ اﻟﻣ ّ
ﺗﺑﻧﻰ ُ
ّ
ﺗﺟﻣﻌﺎت ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ،
ؤﺳس ُ
اﻟﺗﺟﻣﻌﺎت'' .ﺑﺣﯾث أﺟﺎز ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ أن ﺗُ ّ
ُ )اﻟﻣواد '' (799-796ﻓﻲ
ؤﯾد ﻣﺛل ﻫذا اﻟطرح ﻋﻠﻰ
ﻟﻛن ﻧﻔﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟ ﱡﻣﻊ اﻛﺗﺳﺎب اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﺑﻌد ﺗﻛوﯾﻧﻪ .ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻧﺎ ُﻧ ّ
ﺣددة ﺑﻌﯾﻧﻬﺎ ،أي ﺗﺑﻧﻲ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ،
اﻟﺗﺟﻣﻊ ﻗﺎﺻ اًر ﻋﻠﻰ ُﻣؤﺳﺳﺎت ُﻣ ّ
ّ اﻋﺗﺑﺎر ﺗﻛوﯾن
ﻓﺿﻼً ﻋن ﻋدم ﺗﻣﺗّﻊ اﻟﺗﺟﻣﻊ ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ،ﻓﯾﻪ ﺗﺑﻌﯾﺔ واﻣﺗداد ﻟﻠﺷرﻛﺔ ﻻ اﻧﻔﺻﺎل ﻋﻧﻬﺎ ،وﻫو ﻣﺎ
ُﯾﺣﻘّق اﻟﺗﻧﺳﯾق ﻓﻲ اﻷﺣﻛﺎم واﻟﺗواﻓق.
ﺗم ﺗﻌدﯾل وﺗﺗﻣﻣﺔ اﻷﻣر رﻗم،59-75ﻟﻛن ﺑﻌد اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻻﺷﺗراﻛﻲ إﻟﻰ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲّ ،
ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ رﻗم ،0851-93ﺑﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 11ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ''ﺗﻌوض اﻟﻣواد ﻣن 796
اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻫو
إﻟﻰ 799ﻣن اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ اﻟذي ﯾﺣﻣل ﻋﻧوان اﻟﺗﺟﻣﻌﺎت ﻣن اﻷﻣر رﻗم .''....59-75و ّ
اﻟﻔﺻل اﻟﺧﺎﻣس وﻟﯾس اﻟراﺑﻊ.
ﺷرع اﻟﺗﺟﺎري ﻟﻔﻛرة ''اﻟﺗﺟﻣﻌﺎت'' ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ رﻗم ،08-93ﻛﺎن ﺑﺷﻛل
اﻟﻣ ّ
ﺗﺑﻧﻲ ُ
ّ
ُﻣﺧﺎﻟف ﻋن اﻟﺗﻛرﯾس اﻟﺳﺎﺑق ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ أن ﻟﻠﺷرﻛﺔ ﻏﺎﯾﺔ أﺧرى ﻏﯾر ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ أي
173
أﻣﺣﻣد ﺳﻌد اﻟدﯾن ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ُﻣﻘﺎرﻧﺔ(
ّ ُﻣﻼﺣظﺎت ﺣول اﻟﻣﺎدة 416ﻣن اﻷﻣر رﻗم) 58-75دراﺳﺔ
''...ﺗﺣﻘﯾق اﻗﺗﺻﺎد أو ﺑﻠوغ ﻫدف اﻗﺗﺻﺎدي ذي ﻣﻧﻔﻌﺔ ﻣﺷﺗرﻛﺔ'' ،ﻻ ﻣﻌﻧﻰ ﻟﻪ ،ﺑل ﻓﯾﻪ ﺣﺳب اﻋﺗﻘﺎدﻧﺎ
ﺧﻠط ﺑﯾن اﻟﺷرﻛﺔ ﻛﻣﻔﻬوم ﻟﻪ دﻻﻻﺗﻪ ،وﻟﻸﺷﺧﺎص ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼف طﺑﯾﻌﺗﻬم اﻟﺣق ﻓﻲ ﺗﺄﺳﯾﺳﻬﺎ ،وﺑﯾن
ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ
ّ اﻟﺗﺟﻣﻌﺎت
ُ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻓﻘط ،ﻓﺿﻼً ﻋن ﺗﻣﺗﻊ
ّ اﻟﺗﺟﻣﻌﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺗﺻر ﺗﺄﺳﯾﺳﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص ُ
ﯾﺗﻌﯾن ﺣذف ﺗﻠك
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ .ﻟذﻟك ّ
ّ ﺗﺎﻣﺔ ﻋن اﻟﺷرﻛﺔ
ﻛرر ﻓﯾﻪ اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ّ
ﻧوﯾﺔ ﻋﻣﻼً ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة ُ 799ﻣ ّ
اﻟﻣﻌ ّ
اﻟﻌﺑﺎرة ﺗﻔﺎدﯾﺎً ﻟﺗداﺧل اﻷﺣﻛﺎم واﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﻣﻔﺎﻫﯾم ﻣﻊ ﻓﺎرق ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻧﻰ واﻟﻐﺎﯾﺔ ،وﺗﺣﻘﯾﻘﺎً ﻟﻠطرح اﻟﺳﻠﯾم
ﻟﻠﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔٕ ،واﻻﱠ ُﺟ ّردت اﻟﺗﺟﻣﻌﺎت ﻣن اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ ُﺷ ّرﻋت ﻷﺟﻠﻬﺎ وأﺻﺑﺢ ﺗﻛرﯾﺳﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ُﻣﻔرغ
ﻣن ُﻣﺣﺗواﻩ وﻻ ﻣﻌﻧﻰ ﻟﻪ.
-5.3.2إﻏﻔﺎل اﻟﻣــــــــﺎدة 416ﻣن اﻷﻣر رﻗم 58-75ﻧﯾﺔ اﻟﻣـــــــﺷﺎرﻛﺔ ﻛرﻛن ﻣوﺿوﻋﻲ ﺧﺎص ﻓﻲ
ﻋﻘد اﻟﺷرﻛﺔ:
اﻟﻣﺎدة 416ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺗﻲ ُﻋ ّﻧﯾت ﺑﺗﻌرﯾف اﻟﺷرﻛﺔ ،أﻏﻔﻠت ُرﻛن ّﻧﯾﺔ اﻻﺷﺗراك رﻏم
ﻫﻣﯾﺗﻪ .52وﯾﻘﺻد ﺑرﻛن ّﻧﯾﺔ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ،اﺗﺟﺎﻩ واﻧﺻراف إرادة ﻛل اﻟﺷرﻛﺎء إﻟﻰ اﻟﺗﻌﺎون اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ وﻋﻠﻰ ﻗدم
أ ّ
اﻟﻣ ـ ـ ـ ـﺳﺎواة ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻐرض ﻣن ﺗ ـ ـ ـﻛوﯾن اﻟﺷرﻛﺔ ،وﻫﻲ ﻣن ﻣﺳﺎﺋل اﻟواﻗﻊ ﯾـ ـ ـ ـﺳﺗﻘل ﻗﺎﺿﻲ
اﻟﻣوﺿوع ﺑﺗﻘدﯾرﻫﺎ.53
ﻫو إﻻﱠ ﻋﻧﺻ اًر ﻣﻌﻧوﯾﺎً ﯾﺟب ﺗواﻓرﻩ ﻋﻧد ﻛل ﺷرﯾك ،ﺑﻬدف إﻧﺟﺎح
ﻗَﺻد اﻻﺷﺗراك ﺑﻬذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ،ﻣﺎ ّ
اﻟﻣﺷروع وﺑﻠوغ اﻟﻬدف اﻟذي أُﺳﺳت اﻟﺷرﻛﺔ ﻷﺟﻠﻪ ،ﻋن طرﯾق اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ إدارة اﻟﻣﺷروع وﻗﺑول
اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ .54ﻟذﻟك ﯾﺗرﺗّب ﻋن ﻋدم ﺗواﻓر ﻫذا اﻟﻌﻧﺻر ُﺑطﻼن اﻟﺷرﻛﺔ.
اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺣﺳب طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺷرﻛﺔ أو ﻧوﻋﻬﺎ ،ﻓﻔﻲ ﺷرﻛﺎت اﻷﺷﺧﺎص ﯾظﻬر
ﺗﺧﺗﻠف ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ّﻧﯾﺔ ُ
اﻟﺗﻌﺎون ﺑدرﺟﺔ ﻛﺑﯾرة وواﺿﺣﺔ ،ﺣﯾث ﯾﻌﻣل ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺷرﻛﺎء ﺑروح اﻟﻔرﯾق اﻟواﺣد ﻹﻧﺟﺎح اﻟﻣﺷروع
55
اﻟﻣﺳﺎﻫم أﺳﺎﺳﺎ ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ.
اﻟﻣﺷﺗرك .وﻟﻛن ﯾﻛون اﻗل وﺿوﺣﺎً ﻓﻲ ﺷرﻛﺎت اﻷﻣوال ،ﺣﯾث ُﯾﻌﻧﺎ ُ
اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺗﺗّﺧذ ﻣﻌﻧﻰ ﺧﺎﺻﺎً ﻓﻲ اﻟﺷرﻛﺔ ذات ُﻧرﺟﺢ ﻣﺎ ذﻫب إﻟﯾﻪ اﻟﺑﻌض ﻓﻲ اﻟﻘول ،ﺑﺎن ّﻧﯾﺔ ُ
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣدودة ،ﻻﺳﯾﻣﺎ وأن اﻟﺷرﯾك اﻟوﺣﯾد ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﻛون ﻟﻪ إرادة واﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺻرف ﻛﺷرﯾك.
اﻟﺧﺎﺻﺔ
ّ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻔﺻل اﻟ ُﻣطﻠق ﺑﯾن أﻣواﻟﻪ
وﯾﺗﺟﺳد ذﻟك ﻓﻲ اﺣﺗراﻣﻪ اﻟﺗّﺎم ﻟﻣوﺿوع اﻟﺷرﻛﺔ ،ﻛﻣﺎ ّ
ّ
56 وِ
اﻟذ ّﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺔ ﻛوﻧﻬﺎ ﺷﺧﺻﺎً ﻣﻌﻧوﯾﺎً ﻣﺳﺗﻘﻼً ﻋن ﺷﺧﺻﻪ .
َﺧ ِﺎﺗﻣﺔ:
ﺑﺎت ﺟﻠﯾﺎً اﻟ ﱠدور اﻟذي ﺗﻠﻌﺑﻪ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠدول ،ﻛﻣﺎ ﺳ ﱠﺟﻠﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل
اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻬذا اﻟﻛﯾﺎن ،اﻧطﻼﻗﺎً ﻣن ﺗﺣدﯾد ﻣﻌﻧﺎﻩ ﺑِ ُﻛل دﻗّﺔُ ،ﻣرو اًر ﺑوﺿﻊ
ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ وﺑﺣق اﻫﺗﻣﺎم اﻟﻘواﻧﯾن ُ
ﺻوﺻﯾﺗﻬﺎ،
ّ وﻣﺳﺗﻘل ﺑﺎﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﯾﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ ﻣﻊ ُﻣراﻋﺎة ُﺧ ﺗﺷرﯾﻊ ﺧﺎص ُ
ﺗﺑﻧﻲ أﻧظّﻣﺔ ُﻣراﻓﻘﺔ ﻟﻬذا اﻟﻛﯾﺎن ِﺧﻼل ﻧﺷﺎطﻪ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ ِﺣﻣﺎﯾﺗﻪ ﻣن اﻹﻓﻼس وﻗﺳوﺗﻪ اﻟﻣﻘﺎﺑل إﻟﻰ ّ
وﺻوﻻً ﻓﻲ ُ
ﻋﻧد ﺗﻌﺛﱡرﻩ ﻣﺎﻟﯾﺎً.
174
أﻣﺣﻣد ﺳﻌد اﻟدﯾن ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ُﻣﻘﺎرﻧﺔ(
ّ ُﻣﻼﺣظﺎت ﺣول اﻟﻣﺎدة 416ﻣن اﻷﻣر رﻗم) 58-75دراﺳﺔ
175
أﻣﺣﻣد ﺳﻌد اﻟدﯾن ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ُﻣﻘﺎرﻧﺔ(
ّ ُﻣﻼﺣظﺎت ﺣول اﻟﻣﺎدة 416ﻣن اﻷﻣر رﻗم) 58-75دراﺳﺔ
اﻟﻬواﻣش:
-1ﻣؤرخ ﻓﻲ 26ﺳﺑﺗﻣﺑر 1975ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،ج ر ،اﻟﻌدد ،78اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ) 1975/09/30ﻣﻌدل
وﻣﺗﻣم(.
-2أﻣر رﻗم 59-75ﻣؤرخ ﻓﻲ 26ﺳﺑﺗﻣﺑر 1975ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ،ج ر اﻟﻌدد ،101اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 19
دﯾﺳﻣﺑر ) ،1975ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم(.
-3اﻧظر ،ﻓﺗﯾﺣﺔ ﯾوﺳف اﻟﻣوﻟودة ﻋﻣﺎري ،أﺣﻛﺎم اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﻣراﺳﯾم اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ
اﻟﺣدﯾﺛﺔ ،دار اﻟﻐرب ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،وﻫران ،2007 ،ص.11
-ﻓﻲ ذات اﻟﺳﯾﺎق اﻧظر ،د .اﻟﯾﺎس ﻧﺎﺻﯾف ،اﻟﻛﺎﻣل ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎرة ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ،اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻣﻧﺷورات
ﻋوﯾدات ،ﺑﯾروت ،1982 ،ص.12 ،11
-4اﻟﻣﺎدة 13ﻣن )أﻣر رﻗم 27-96ﻣؤرخ ﻓﻲ 9دﯾﺳﻣﺑر ،1996ﯾﻌدل وﯾﺗﻣم اﻷﻣر رﻗم 59-75اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 26
ﺳﺑﺗﻣﺑر 1975واﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ،ج ر اﻟﻌدد ،77اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 9دﯾﺳﻣﺑر (1996ﻋدﻟت وﺗﻣﻣت اﻟﻣﺎدة
وﺣررت اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ'' :إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺷرﻛﺔ ذات اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
564ﻣن اﻷﻣر رﻗم 59-75ﺳﺎﺑق اﻟذﻛرُ ،
اﻟﻣﺣدودة اﻟﻣؤﺳﺳﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﻘرة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﻻ ﺗﺿم إﻻ ﺷﺧﺻﺎ واﺣدا ''ﻛﺷرﯾك وﺣﯾد'' ،ﺗﺳﻣﻰ ﻫذﻩ اﻟﺷﻛﺔ ''ﻣؤﺳﺳﺔ ذات
اﻟﺷﺧص اﻟوﺣﯾد وذات اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣدودة''.
-ﻣﻊ اﻟﺗﻧوﯾﻪ إﻟﻰ أن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺷرﻛﺎت طﺎﻟت أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ُﻣراﺟﻌﺔ ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 20-15ﻣؤرخ ﻓﻲ 30
دﯾﺳﻣﺑر ،2015ﯾﻌدل وﯾﺗﻣم اﻷﻣر رﻗم 59-75اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 26ﺳﺑﺗﻣﺑر 1975واﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ،ج ر
اﻟﻌدد ،71اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 30دﯾﺳﻣﺑر .2015
) -5ﺧﺻص اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري 33ﻣﺎدة ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺎت ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،ﺑﺣﯾث ﺗطرق إﻟﻰ ﻛل
ﻣن :ﻋﻘد اﻟﺷرﻛﺔ )اﻟﻣﺎدﺗﯾن ،(417 ،416أرﻛﺎن اﻟﺷرﻛﺔ )اﻟﻣواد ﻣن 418إﻟﻰ ،(426إدارة اﻟﺷرﻛﺔ )اﻟﻣواد ﻣن
427اﻟﻰ ،(431أﺛﺎر اﻟﺷرﻛﺔ )اﻟﻣواد ﻣن 432إﻟﻰ ،(436اﻧﻘﺿﺎء اﻟﺷرﻛﺔ )اﻟﻣواد ﻣن 437إﻟﻰ ،(442ﺗﺻﻔﯾﺔ
اﻟﺷرﻛﺔ وﻗﺳﻣﺗﻬﺎ )اﻟﻣواد ﻣن 443إﻟﻰ .(449
) -6ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 449ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ''ﻻ ﺗطﺑق ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﻫذا اﻟﻔﺻل ﻋﻠﻰ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ إﻻ
ﻓﯾﻣﺎ ﻻ ﺗﺧﺎﻟف اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﻌرف اﻟﺗﺟﺎري''.
) -7ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 2/3ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ''ﯾﻌد ﻋﻣﻼ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﺑﺣﺳب ﺷﻛﻠﻪ:
-اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎري''.
) -8ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 1/544ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ''ﯾﺣدد اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺗﺟﺎري ﻟﺷرﻛﺔ إﻣﺎ ﺑﺷﻛﻠﻬﺎ أو ﻣوﺿوﻋﻬﺎ''.
) -9ﺧﺻص اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري 298ﻣﺎدة ﻟﻠﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎري ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ،راﺟﻊ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻣواد )ﻣن
544إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة ( 842ﻗﺎﻧون ﺗﺟﺎري.
) -10ﻗﺎﻧون رﻗم 14-88ﻣؤرخ ﻓﻲ 3ﻣﺎي 1988ﯾﻌدل وﯾﺗﻣم اﻷﻣر رﻗم 58-75اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 26ﺳﺑﺗﻣﺑر 1975
واﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،ج ر ﻋدد ،18اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 4ﻣﺎي .1988
) -11اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 131ﻟﺳﻧﺔ 1948ﺑﺈﺻدار اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ.
) -12اﻧظر ،د .ﺳﻣﯾﺣﺔ اﻟﻘﻠﯾوﺑﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.3
176
أﻣﺣﻣد ﺳﻌد اﻟدﯾن ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ُﻣﻘﺎرﻧﺔ(
ّ ُﻣﻼﺣظﺎت ﺣول اﻟﻣﺎدة 416ﻣن اﻷﻣر رﻗم) 58-75دراﺳﺔ
177
أﻣﺣﻣد ﺳﻌد اﻟدﯾن ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ُﻣﻘﺎرﻧﺔ(
ّ ُﻣﻼﺣظﺎت ﺣول اﻟﻣﺎدة 416ﻣن اﻷﻣر رﻗم) 58-75دراﺳﺔ
-26ﻓﻣﺛﻼ ﻓﻲ ﺷرﻛﺎت اﻷﺷﺧﺎص ﯾﻣﺗﻧﻊ ﺗﻌدﯾل ﺷروط ﻋﻘد اﻟﺷرﻛﺔ إﻻ ﺑﺈﺟﻣﺎع اﻟﺷرﻛﺎء ،ﻋﻠﻰ ﻋﻛس ﺷرﻛﺎت
اﻷﻣوال ﻓﺎﻧﻪ ﯾﻛون ﻟﻸﻏﻠﺑﯾﺔ أن ﺗﻌدل ﻣن ﻧﺻوص ﻧظﺎم اﻟﺷرﻛﺔ وان ﺗﻔرض إرادﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ ،اﻧظر ،د.
ﻣﺻطﻔﻰ ﻛﻣﺎل طﻪ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.18
-27اﻧظر ،د .ﻣﺣﻣد ﻓرﯾد اﻟﻌرﯾﻧﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.11 ،10
-28ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن ﻓﻛرة اﻟﻧظﺎم ﺗﻘف ﻋﻧد اﻟﻐرض اﻟﻣﻘﺻود ﻣن ﺗﺄﺳﯾس اﻟﺷرﻛﺔ ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌد ﺧﻠط ﺑﯾن اﻟﺷرﻛﺔ
واﻟﻣﺷروع ،وﺻﺣﯾﺢ ﻫو أن اﻟﺷرﻛﺔ داﺋﻣﺎ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺟﻣﻊ رؤوس اﻷﻣوال اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻣﺷروع ﻣﻌﯾن ،ﻓﻬﻲ ﺑذﻟك ﻋﺑﺎرة ﻋن
ﺟﻬﺎز ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﯾﺿﻌﻪ اﻟﻣﺷرع ﺗﺣت ﺗﺻرف اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ،اﻧظر ،د .ﻧﺎدﯾﺔ ﻓوﺿﯾل ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.25
-29اﻧظر ،د .ﻣﺣﻣد ﻓرﯾد اﻟﻌرﯾﻧﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.11
-ﻧرﺟﺢ ﻣﺎ ذﻫب إﻟﯾﻪ اﻷﺳﺗﺎذ أﻛﺛم أﻣﯾن اﻟﺧوﻟﻲ ﻓﻲ اﻋﺗﺑﺎر ﻧظرﯾﺔ اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻻ ﺗﺣﯾط
ﺑﺎﻟﺷرﻛﺔ إﻻ ﻣن ﺣﯾث ﻧﺷﺄﺗﻬﺎ ﻛﺄداة ﻟﺟﻣﻊ رؤوس اﻷﻣوال ،ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﺑﯾن ﻟﻣﺎذا ﺗﺧﺿﻊ ﺣﯾﺎة
اﻟﺷرﻛﺔ ﻷﺣﻛﺎم ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن أﺣﻛﺎم اﻟﻌﻘود .ﻧﻘﻼً ﻋن ،ﻧﺎدﯾﺔ ﻓوﺿﯾل ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.26 ،25
-30ﻓﺎﻟﻘﺎﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ إذاً ،ﻫﻲ ُوﺟوب ﺗﻌدد اﻟﺷرﻛﺎء ﺣﺗﻰ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘد ﻧﺷوء اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي وﻫو اﻟﺷرﻛﺔ،
ﻟذﻟك ﻻ ﯾﺟوز -ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﻣﺎ اﻗرﻩ اﻟﻣﺷرع -ﻟﻔرد واﺣد أن ُﯾﺧﺻص ﺟزء ﻣن ذﻣﺗﻪ ﻟﻣﺷروع ُﻣﻌﯾن ،ﺑﺣﯾث ﺗﻛون
ﻋﻧﺎﺻر ذﻣﺗﻪ اﻷﺧرى ﻓﻲ ﻣﺄﻣن ﻣن ُرﺟوع داﺋﻧﻲ ﻫذا اﻟﻣﺷروع ﻋﻠﯾﻪ ،ﻟﻣﻧﺎﻓﺎة ذﻟك ﻟﻣﺑدأ وﺣدة اﻟذﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟذي
ﺗﺑﻧﺎﻩ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة 1/188ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،واﻟﺗﻲ ﺗﻘﺎﺑﻠﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 234ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ
اﻟﻣﺻري.
-31ﻗرﯾب ﻣن ﻫذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ،اﻧظر ،د .ﻣﺣﻣد ﻓرﯾد اﻟﻌرﯾﻧﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.25 ،24
-ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 590ﻣﻛرر 1ﻣن اﻷﻣر رﻗم 59-75ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ''ﻻ ﺗطﺑق أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 441ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ
واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺟﺗﻣﺎع ﻛل ﺣﺻص ﺷرﻛﺔ ذات ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻣﺣدودة ﻓﻲ ﯾد واﺣدة'') .أﺿﯾﻔت
ﺑﺎﻷﻣر رﻗم ،27-96اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر(.
-32اﻧظر ،اﻟﻣﺎدة 2/592ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري.
-33اﻧظر ،اﻟﻣﺎدة 715ﺛﺎﻟﺛﺎ اﻟﻔﻘرة 1و 2ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري.
-34اﻧظر ،اﻟﻣﺎدة 1/590ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري) ،ﻋدﻟت اﻟﻣﺎدة 590ﻣن اﻷﻣر رﻗم59-75
اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر ،ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 4ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 20-15اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر(.
-35وﻟﻌل اﻟﺣﻛﻣﺔ ﻣن وﺿﻊ ﺣدا أﻗﺻﻰ ﻟﻌدد اﻟﺷرﻛﺎء ﻓﻲ ﺷرﻛﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣدودة ،ﻫو ﻗﺻد اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﻗﺻر
ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺷرﻛﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺻﻐﯾرة واﻟﻣﺗوﺳطﺔ ،وﻣن ﺛم ﺗﺷﺟﯾﻊ اﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﻣوال ،ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺗﺟﯾب ﻫذا
اﻟﺣﻛم ﻟﻠﺻﻔﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺔ وﻟﻠﺛﻘﺔ اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﺗﺳود أﻋﺿﺎءﻫﺎ .ﻗرﯾب ﻣن ﻫذا ،اﻧظر ،د .ﻣﺣﻣد
ﻓرﯾد اﻟﻌرﯾﻧﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.25
-36اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺄﺧذ ﺑﻔﻛرة ﺗﺄﺳﯾس ﺷرﻛﺔ ﺑﺷﺧص وﺣﯾد ،ﻣرد ذﻟك ﻫو أن ﻟﻠﺷﺧص ذﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ واﺣدة،
وﻣن ﺛم ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﺗﻌدد ﺑﺗﻌدد اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ،وﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻟذﻣﺔ ﺿﺎﻣﻧﺔ ﻟﻠوﻓﺎء ﺑدﯾوﻧﻪ أﯾﺎ ﻛﺎن ﻧوﻋﻬﺎ .ﻛﻣﺎ أن ﻣﺑدأ وﺣدة
اﻟذﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ ﻓﻛرة ﺗﺧﺻﯾص ذﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻻن ذﻟك ﯾﺟﻌل ﻟﻠﺷﺧص ذﻣﺗﯾن إﺣداﻫﻣﺎ ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻹﻧﺷﺎء
ﻣﺷروع اﻟﺷرﻛﺔ.
178
أﻣﺣﻣد ﺳﻌد اﻟدﯾن ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ُﻣﻘﺎرﻧﺔ(
ّ ُﻣﻼﺣظﺎت ﺣول اﻟﻣﺎدة 416ﻣن اﻷﻣر رﻗم) 58-75دراﺳﺔ
-37اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﺻري ،ﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﻣﺎدة 2ﻣن ﻗﺎﻧون ﺷرﻛﺎت ﻗطﺎع اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻌﺎم ،ﺣدا ﻋن ﻣﺑدأ ﺗﻌدد اﻟﺷرﻛﺎء.
ﺑﺣﯾث أﺟﺎز ﻟﻠﺷرﻛﺎت اﻟﻘﺎﺑﺿﺔ اﻟﺗﻲ ﺣﻠت ﻣﺣل ﻫﯾﺋﺎت اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم ﺗﺄﺳﯾس ﺷرﻛﺎت ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﺑﻣﻔردﻫﺎ دون أن
ﯾﺷﺗرك ﻣﻌﻬﺎ أﺷﺧﺎص آﺧرون .واﻟﺣﺎل ذاﺗﻪ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون رﻗم 117ﻟﺳﻧﺔ 1961اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺗﺄﻣﯾم اﻟﺷﺎﻣل .ﻧﻘﻼ
ﻋن ،د .ﻛﻣﺎل ﻣﺻطﻔﻰ طﻪ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.26
-38اﻧظر ،د .ﻛﻣﺎل ﻣﺻطﻔﻰ طﻪ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.26
-39اﻧظر ،اﻟﻣﺎدة 2/564ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري) ،ﻋدﻟت وﺗﻣﻣت اﻟﻣﺎدة 564ﻣن اﻷﻣر رﻗم 59-75اﻟﺳﺎﺑق
اﻟذﻛر ،ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 13ﻣن اﻷﻣر رﻗم 27-96اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر(.
-إﺟﺎزة اﻟﻣﺷرع ﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺷﺧص اﻟوﺣﯾد ذات اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣدودةُ ،ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺿﻣﺎن اﻟﻌﺎم ،ﺑﻌد ﻣﺎ ﻛﺎن ذﻟك ﻗﺎﺻ ار ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻻﺣظ اﻟﻣﺎدة 3/592ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري.
-40
اﻧظر ﻛل ﻣن :د .ﺳﻣﯾﺣﺔ اﻟﻘﻠﯾوﺑﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .31ﻧﺎدﯾﺔ ﻓﺿﯾل ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.33 ،32
-ﺣول اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺔ ذات اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣدودة اﻧظر ﻛل ﻣن:
- SAINTOURENS Bernard, « L’attractivité renforcée de la SARL après l’ordonnance
n°2004 -275 du 25 mars 2004 », Revue des sociétés, n°2, 2004, p208.
- LE CANNU Paul, « La loi pour l’initiative économique et le droit des sociétés »,
Revue des sociétés, n°3, 2003, p409.
-ﻧﻘﻼ ﻋن ﻛﺳﺎل ﺳﺎﻣﯾﺔ ،دواﻓﻊ ﺗﻌدﯾل أﺣﻛﺎم اﻟﺷرﻛﺎت ذات اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣدودة ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون رﻗم20-15
اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ( ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ ﻟﻠﺑﺣث اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ،
اﻟﻣﺟﻠد ،10اﻟﻌدد ،2019 ،03ص774.
ُ -41ﯾﺣﻘق ﻓﺎﺋدة ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻣﺷروع وﻟﻠﻐﯾر ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء .ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻣﺷروع ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﺗﺣدﯾد
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،ﺑﺣﯾث ﯾﻛون ﻣﺳؤول ﻓﻘط ﻓﻲ ُﺣدود اﻟذﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠﻣﺷروع ،وﻻ ﺷك أن ﻓﻲ ذﻟك ﺗﺧﻔﯾﻔﺎً ﻟﻪ
ﻣن اﻟﻣﺧﺎطر ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹﻓﻼس.أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻐﯾر ﻓﻠﯾس ﻋﻠﯾﻪ ﺣرج ﻓﻲ ذﻟك ،ﻻﺳﯾﻣﺎ واﻧﻪ ﯾﻌﻠم ُﻣﺳﺑﻘﺎً ﻋن
طرﯾق اﻟﺷﻬر أو اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري )اﻟﻘﯾد( ﺣدود ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺷروع ،ﻛﻣﺎ ﯾﻌرف ُﻣﺳﺑﻘﺎً رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺧﺻص
ﻛﺿﻣﺎن ﻋﺎم ﻟﻠداﺋﻧﯾن ،وﻣن ﺛم ﻫو ُﻣﺧﯾر ﻻ ُﻣﺟﺑر ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ ظل ﺗﻠك اﻟﻣﻌطﯾﺎت.
-42اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﺗﺄﺧذ ﺑﺎﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ﻛﻣﺻدر ﻟﻼﻟﺗزام ،اﻟﻣﺷرع اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾﻌﺗﺑرﻫﺎ ﻣﺻد ار ﻋﺎﻣﺎ
ﻟﻼﻟﺗزام ،ﺑل اﻋﺗﺑرﻫﺎ ﻣﺻد ار اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺎ ﻟﺑﻌض اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ،ﻟذﻟك ﯾﺟب ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻌﻘد اﻟﻣﻠزم ﻟﺟﺎﻧب
واﺣد ،واﻻﻟﺗزام )اﻟﺗﺻرف( ﺑﺈرادة ﻣﻧﻔردة ،ﻓﺈذا ﻛﺎن إﻧﺷﺎء اﻟﻌﻘد ﯾﺳﺗوﺟب اﺗﻔﺎﻗﺎ ﺑﯾن إرادﺗﯾن )إرادة اﻟﻣدﯾن ٕوارادة
اﻟداﺋن( ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎن ﻫذا اﻟﻌﻘد ﯾرﺗب اﻟﺗزاﻣﺎ ﻣن ﺟﺎﻧب واﺣد ،ﻓﺎن اﻻﻟﺗزام )اﻟﺗﺻرف( ﺑﺈرادة ﻣﻧﻔردة ﻻ ﯾﺗطﻠب ﺳوى
إرادة واﺣدة ،ﻫﻲ إرادة اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻠﺗزم .ﻗرﯾب ﻣن ﻫذا اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻧظر ﻛل ﻣن :د .ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻲ ﺳﻠﯾﻣﺎن ،اﻟﻧظرﯾﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗزام ،ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ،
اﻟﺟزاﺋر ،2007 ،ص ،318 ،7د .ﻋﻠﻲ ﻓﯾﻼﻟﻲ ،اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘد ،ﻣوﻓم ﻟﻠﻧﺷر ،اﻟﺟزاﺋر،2007،
ص.48
-43ﻣﺛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻼ اﻟﻣﺎدة 9ﻣن ﺗﺷرﯾﻊ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺷرﻛﺎت اﻷردﻧﻲ اﻟﺟدﯾد رﻗم 1ﻟﺳﻧﺔ .1989ﻟﺗﻔﺻﯾل أﻛﺛر اﻧظر ،د .ﺳﻣﯾﺣﺔ
179
أﻣﺣﻣد ﺳﻌد اﻟدﯾن ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ُﻣﻘﺎرﻧﺔ(
ّ ُﻣﻼﺣظﺎت ﺣول اﻟﻣﺎدة 416ﻣن اﻷﻣر رﻗم) 58-75دراﺳﺔ
180
أﻣﺣﻣد ﺳﻌد اﻟدﯾن ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ُﻣﻘﺎرﻧﺔ(
ّ ُﻣﻼﺣظﺎت ﺣول اﻟﻣﺎدة 416ﻣن اﻷﻣر رﻗم) 58-75دراﺳﺔ
اﻧظر ﻛل ﻣن :د .ﻣﺣﻣد ﻓرﯾد اﻟﻌرﯾﻧﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ،35د .ﻛﻣﺎل ﻣﺻطﻔﻰ طﻪ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ،40ود.
ﺳﻣﯾﺣﺔ اﻟﻘﻠﯾوﺑﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.63
-54اﻧظر ،د .ﺳﻣﯾﺣﺔ اﻟﻘﻠﯾوﺑﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.63
-55ﺧﺎﺻﺔ واﻧﻪ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻧﯾﺔ اﻻﺷﺗراك ﯾﺣق ﻟﻛل ﺷرﯾك ﻣراﻗﺑﺔ أﻋﻣﺎل اﻟﺷرﻛﺔ ٕواﺑداء رأﯾﻪ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺣق ﻟﻪ اﻻطﻼع
ﻋﻠﻰ ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﺷرﻛﺔ وﺣﺳﺎﺑﺎﺗﻬﺎ ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺗﺣﻘق ﺑﺻورة ﻓﻌﻠﯾﺔ وﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ ﺷرﻛﺔ اﻟﺗﺿﺎﻣن ،اﻧظر ود .ﻓﺗﯾﺣﺔ ﯾوﺳف
اﻟﻣوﻟودة ﻋﻣﺎري ،أﺣﻛﺎم اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.33
-ﻟﺗﻔﺻﯾل أﻛﺛر اﻧظر ﻛل ﻣن :د .ﻛﻣﺎل ﻣﺻطﻔﻰ طﻪ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ،40ود .ﺳﻣﯾﺣﺔ اﻟﻘﻠﯾوﺑﻲ ،ﻣرﺟﻊ
ﺳﺎﺑق ،ص.64
-56اﻧظر ،ﻓﺗﯾﺣﺔ ﯾوﺳف ﻋﻣﺎري ،اﻷﻣر ،27-96واﻟﺗﺻور اﻟﺟدﯾد ﻟﻣﻔﻬوم ﻋﻘد اﻟﺷرﻛﺔ ''اﻟﺷرﻛﺔ ذات اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
اﻟﻣﺣدودة ذات اﻟﺷﺧص اﻟوﺣﯾد'' ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر،
اﻟﻣﺟﻠد ،36اﻟﻌدد 15 ،03ﺳﺑﺗﻣﺑر ،1999ص.87
181