Professional Documents
Culture Documents
سارة الهاجري - النسخة المقبولة للرسالة - مكتب الدراسات العليا
سارة الهاجري - النسخة المقبولة للرسالة - مكتب الدراسات العليا
كلية القانون
ّ
إعداد
كلية القانون
ّ
القانون الخاص
يناير 2023
نحن أعضاء اللجنة المذكورة أدناه ،وافقنا على قبول رسالة الطالب المذكور اسمه أعاله .وحسب
معلومات اللجنة فإن هذه الرسالة تتوافق مع متطلبات جامعة قطر ،ونحن نوافق على أن تكون
مناقش
مناقش
تمت الموافقة:
ّ
كلية القانون
الدكتور طالل بن عبد هللا العمادي ،عميد ّ
ب
الم َّ
لخص ُ
ساره متعب محمد ال حباب الهاجري ،ماجستير في القانون الخاص:
يناير .2023
تحظى الرياضة بمكانة هامة على المستويين الوطني والدولي على اعتبار ّأنها أضحت تُمّث ُل من
الخاص المعنيين بتجارة وصناعة الرياضة ،مثل الشركات الراعية للتظاهرات الرياضية الكبرى،
تضمن
جديدا ّ
اقعا ً
المتسارعة التي شهدها الحقل الرياضي بصفة عامة ،أفرز و ً
كل هذه التطورات ُ
إن ّ
ّ
تحديدا من
ً ميزة لها ،وذلك
تفردت بطبيعة وخصائص ُم ّ
ظهور الكثير من المنازعات الرياضية التي ّ
قصرا.
جهة طبيعة أشخاصها ،وارتباط موضوع النزاع بالنشاط الرياضي ً
فصلين جامعين ،يتناول الفصل األول ماهية المنازعات الرياضية وذلك من خالل بيان مفهوم
المنازعات الرياضية وأنواعها ،عالوة على توضيح الخصوصيات التي تتمتع بها.
ت
اء أكان ذلك في دولة قطر أو في بعض الدول
الغير القضائية كالتحكيم والوساطة والتوفيق ،سو ٌ
المقارنة.
المنازعات الرياضية
أن هذه ُ
أهمها ّ
توصلت هذه الدراسة إلى العديد من النتائج والتوصياتّ ،
كما ّ
في دولة قطر ينعقد االختصاص بشأنها للمحاكم المحلية باألصالة ،أو مؤسسة قطر للتحكيم
كبيرة.
ث
ABSTRACT
comparative Study
Moreover, its effects are no longer restricted to the sports community, but
chapter tackled the nature of sports disputes and clarifies their concept,
While the second chapter dealt with the methods of settling sports
ج
methods are embodied mainly in the ordinary courts, in addition to other
the most important of which is that these sports disputes in the State of
Qatar fall initially under the jurisdiction of the local courts, or the Qatar
ح
شكر وتقدير
َش ُكر ِنعمتَك َّالِتي أ َْنعمت عَل َّي وعَلى والِد َّي وأَن أَعمل ِ ِ
ضاهُ" (سورة
صال ًحا تَ ْر َ
َْ َ َ ََ َ َ َ ْ ََْ َ َن أ ْ َ ْ َ َ ال َر ِّب أ َْوِزْعني أ ْ
"َق َ
بداي ًة أود أن أعرب عن تقديري لدعم جامعة قطر في توفير كافة االحتياجات الالزمة لتحقيق
كما أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لكلية القانون بجامعة قطر متمثلة في عمادة الدراسات العليا التي
أتاحت لي الفرصة إلكمال مسيرتي التعليمية ،والشكر موصول أيضاً ألعضاء هيئة التدريس بالكلية.
كما ال يسعني إال أن أتقدم بجزيل الشكر واالمتنان لألستاذ الدكتور /أحمد سيد أحمد محمود
المشرف على هذه الدراسة ،وذلك على ما قدمه لي من دعم وتوجيه خالل مسيرتي البحثية.
وأخي اًر ،أتوجه بالشكر والتقدير لوالدي الكريمين وأخوتي على مساندتهم لي طوال فترة الدراسة،
خ
اإلهداء
إلى الداعم األول وسندي في هذه الحياة ،إلى من آمن بي وبقدرتي على تخطي الصعاب ،إلى
من كانت نصائحه سراجاً أنير به دربي ،إلى من علمني حب العلم والتعلم ،إلى أعز الناس إلى
إلى من صنعت لي الدرب ومهدت لي الطريق وخلقت في الطموح ،إلى من كانت خلف الكواليس
ّ
وأمام الكواليس وكانت لي الجمهور ،إلى من ضحت من أجلي وسهرت الليالي من أجل نجاحي
"أمي الغالية"
ساره الهاجري
د
فهرس المحتويات
شكر وتقدير....................................................................خ
إهداء...........................................................................د
فهرس المحتويات...............................................................ذ
مقدمة1..........................................................................
ذ
المطلب الثاني :أنواع المنازعات الرياضية في الفقه 39..............................
الفرع الثاني :المنازعات الرياضية ذات الطابع غير التأديبي والتأديبي 42.............
المطلب األول :اختصاص القضاء العادي بالمنازعات الرياضية في دولة قطر 52 ..
الفرع األول :نظام التقاضي المتبع في جمهورية مصر العربية ودولة اإلمارات العربية
المتحدة 60......................................................................
ر
المطلب الثاني :التوفيق والوساطة الرياضيان 83.................................
الخاتمة 95....................................................................
ز
المقدمة
مدى تقدم الشعوب والحضارات وذلك لما تتمتّع به من دور كبير في التنمية البشرية .فضالً عن
تأثيرها الملموس على كافة نواحي الحياة ،كالناحية االقتصادية واالجتماعية ،وذلك من خالل جلب
بحق في عصرنا
طرد الذي شهدته الرياضة في اآلونة األخيرة ،فقد أصبحت تُمّث ُل ّ
وبسبب التطور الم ّ
أن االهتمام
الحقيقية للدخل القومي في العديد من دول العالم .واألمر الالفت ّ
ّ الراهن إحدى الموارد
بالمجال الرياضي على الصعيد الدولي واإلقليمي والوطني أصبح يتعاظم بشكل ُمالحظ سنة بعد
سنة ،فالرياضة لم تعد كسابق عهدها ُمجرد وسيلة للترفيه لدى الشعوب ،وإنما أضحت تجارة تشكل
اهتماما بالرياضة؛ هي دولة قطر ،وقد تعّلق هذا االهتمام بشتّى اختصاصاتها
ً ولعل من أبرز الدول
ّ
تعمل الدولة على استثمار الرياضة كوسيلة لتحسين صياغة العالقات وتقويتها
ُ ومجاالتها .كما
1الرياضة هي نشاط ترويجي يهدف إلى تنمية القدرات البدنية ويعد في آن واحداً لعباً وعمالً ،ويخضع الرياضي في ممارسته
للوائح واألنظمة الخاصة ،ويمكن أن يتحول إلى نشاط حرفي .راجع :عبد الرحمن ،أيمن وآخرون ،الوسيط في شرح التشريعات
الرياضية ،الطبعة األولى ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،2019 ،صفحة .9
محمود ،أحمد سيد ،الحماية التحكيمية الطارئة والمستعجلة في منازعات الرياضة ،مقال قدم في مؤتمر القانون والرياضة 2
1
عالميا في المجال الرياضي من خالل استثمار الطاقات الشبابية ،وأن تكون
ً تبوأ مكانة رائدة
إلى ّ
إن اهتمام دولة قطر بالرياضة انعكس منذ سنوات من خالل قرار سمو األمير رقم 80لسنة
ّ
2011بشأن اليوم الرياضي ،حيث صدر هذا القرار بتخصيص يوم رياضي للدولة من ّكل عام
وهو يوم الثالثاء من األسبوع الثاني من شهر فبراير .3وقد جاء هذا القرار إلعالء شأن الرياضة
ومكانتها في الدولة ولما تحظى به من أهمية بالغة في شتى المجاالت ،ناهيك عما تمثله من قيم
من خالله دولة قطر أن تحقق سبًقا على جميع دول العالم.
ولقد برز اهتمام دولة قطر في الرياضة على الخريطة الرياضية اإلقليمية والعالمية ،فقد جذبت
قطر أنظار العالم إليها من خالل البطوالت الرياضية العديدة والهامة التي احتضنتها وسوف
تحتضنها .حيث قامت الدوحة باستضافة العديد من األحداث الرياضية الدولية المرموقة ،بما فيها
دورة األلعاب اآلسيوية الخامسة عشر التي أقيمت في عام .2006وتعتبر دولة قطر أول مدينة
الدولية ،منها على سبيل المثال بطولة كأس آسيا ،2011وبطولة العالم لكرة اليد للرجال ،2015
المادة األولى من القرار االميري رقم 80لسنة 2011بشأن اليوم الرياضي. 3
2
وعلى الصعيد المحلي تقيم دولة قطر العديد من البطوالت المحلية الرئيسية السنوية ،منها نهائي
كأس سمو األمير لكرة القدم الذي ينظمه االتحاد القطري لكرة القدم ،وكذلك نهائي كأس سمو
ولعل الحدث الرياضي األبرز واألهم في دولة قطر ،هو تنظيمها لبطولة كأس العالم 2022كأول
ّ
دولة عربية شرق أوسطية .وقد كسبت دولة قطر تنظيم هذا الحدث العالمي الكبير بفضل إسهاماتها
قطر بشكل كبير في توفير أفضل المرافق الرياضية ،حيث ّأنها تملك حوالي 150منشأة ومرفًقا
ياضيا؛ أبرزها مدينة خليفة األولمبية ،وأكاديمية اسباير ،ونادي الدوحة للجولف ومجمع حمد
ر ً
للرياضات المائية.
المؤسسات الساهرة
ّ تقدم ،حرصت دولة قطر ّأيما ِحرص ،على إنشاء وتأسيس ِ
وعالوة على ما ّ
على تنظيم قطاع الرياضة واالهتمام به .ومن أبرز هذه الجهات و ازرة الرياضة والشباب التي
االختصاصات وردت على سبيل المثال ال الحصر في القرار األميري رقم 57لسنة ،2021ومن
ِ
ضمنها؛ االرتقاء بمستوى الرياضة في الدولة إلى حد التميز.4
أنظر في المادة 14من القرار االميري رقم 57لسنة 2021بتعيين اختصاصات الو ازرات. 4
3
األولمبية الوطنية الـ 205المعترف بها من قبل اللجنة األولمبية الدولية ،5وتتولى اللجنة اإلشراف
اتحادا وهيئة.
ً اإلداري والفني على االتحادات والمؤسسات الرياضية في الدولة البالغ عددها 23
وعلى الرغم من االهتمام البالغ الذي تُوليه دولة قطر إلى قطاع الرياضة تجّلى خاصة في ُمختلف
والمسائل الرياضية ،ومن بين هذه الدول؛ فرنسا وجمهورية مصر العربية.
الرياضي بحاجة إلى قواعد قانونية تحكمه وتنظم سير اللعبة الرياضية .وعلى الرغم من أنه حتى
ظم لمختلف األطراف أبرز القوانين أو باألصح القانون الوحيد الذي يتعلق بمجال الرياضة ،و ُ
المن ّ
الرياضية القطرية كالئحة االتحاد القطري لكرة القدم ،واللوائح الصادرة عنه؛ ومن أبرزها الئحة
االنضباط ،والئحة أوضاع الالعبين وانتقاالتهم .هذا إلى جانب ضبطه للنظام األساسي لمؤسسة
واحدة ،بل ّإنها جاءت ُمبعثرة بين مدونات تشريعية وشبه تشريعية كلوائح االتحادات الدولية
4
والوطنية ،والتي وإن كان لها خصائص قانونية كالعمومية والتجريد ،إال انها تبقى غير صادرة عن
إن ما شهدته الرياضة من تطور الفت في السنوات الماضية ،فضالً عن االزدهار غير المسبوق
للنشاط الرياضي وزيادة المشتغلين به ،أدى إلى ارتفاع حقيقي في عدد الخالفات والمنازعات
امتدت
على المجتمع الرياضي بالمعنى الضيق (الالعب ،النادي ،المؤسسات الرياضية) وإنما ّ
لتشمل أشخاص القانون الخاص المعنيين بتجارة وصناعة الرياضة ،مثل الشركات الراعية
هياجنه ،عبد الناصر ،القانون الرياضي :النظرية العامة للقانون الرياضي مع شرح التشريعات الرياضية في دولة قطر، 6
5
يتم ذلك
فض المنازعات الرياضية؛ هل ّ
وقد تزايدت في الوقت الراهن وتيرة الخالف حول وسيلة ّ
من خالل اللجوء إلى القضاء العادي (المحاكم) ،أم إلى جهات أخرى مشكلة من أطراف قضائية
وعليه ،باتت الحاجة ملحة أكثر من ذي قبل ،إلى استحداث قانون خاص بالرياضة يسهر على
تنظيم جميع المسائل الرياضية في دولة قطر ،ليشمل ويغطي أيضاً الجانب المتعلق بدراستي؛ وهو
قطر ،ومحاولة تطوير هذه الوسائل بما يتناسب مع الطبيعة الخاصة التي تتميز بها المنازعات
الرياضية.
أهمية الدراسة:
من ُمنطلق المكانة التي تحظى بها الرياضة في دولة قطر ،عالوة على ذلك االهتمام الواضح
المتزايد بها والذي تجّلى خاصة في ذلك الحرص على تنظيم العديد من التظاهرات واألنشطة
وُ
اء أ كان ذلك على المستوى المحّلي أو الدولي؛ من قبيل استضافة فعاليات بطولة
الرياضية سو ٌ
المختلفة.
الرياضية خالل إقامة هذه التظاهرات ُ
وعليه تكمن أهمية الدراسة في توضيح مفهوم المنازعات الرياضية وكذلك أنواعها ،هذا باإلضافة
فض المنازعات
أن دراسة وسائل ّ
فض المنازعات الرياضية في دولة قطر .كما ّ
إلى دراسة جهات ّ
تعد من ُمتطلبات تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030بركائزها األربعة (البشرية ،البيئية،
الرياضية ّ
االقتصادية ،االجتماعية).
6
تحتل مكانة رفيعة
ّ أن الرياضة باتت
نوعا ما ،رغم ّ
محل الدراسة يعتبر حديثا ً
أن الموضوع ّ
وبحكم ّ
أمر من شأنه
أن هذه الدراسة تنهض بدراسة وسائل فض المنازعات الرياضية ،وهذا ٌ
العامة ،في ّ
المساهمة في تخفيف كم القضايا التي تثقل عاتق القضاء .في حين تتجّلى المصلحة الخاصة
ُ
كما تتلخص أهمية الدراسة من الناحية العملية ،في أنها ستساهم في تنظيم النظام القانوني الرياضي
في دولة قطر ،وهذا بالطبع سيساعد في تطوير القطاع الرياضي .إضافة إلى أن اعتماد وسائل
إشكالية الدراسة:
وخصوصية المنازعات الرياضية بحيث تكون ُمتّسقة بشكل كبير مع منطلق ذاتية المجتمع الرياضي
المنازعات األخرى.
تميزها عن بقية ُ
ومن أجل معالجة هذا الموضوع البد من اإلجابة عن اإلشكالية الرئيسية التالية:
oمدى مالئمة النظام القانوني الرياضي لفض المنازعات الرياضية المتبع في دولة قطر
وبناء على ما تقدم يمكننا طرح عدة إشكاليات تسعى هذه الدراسة إلى اإلجابة عليها ،وهي كاآلتي:
ً
7
.1ما هو مفهوم المنازعات الرياضية وأنواعها؟
.3ما هي وسائل فض المنازعات الرياضية ،سواء على المستوى الوطني أو األقليمي أو
الدولي؟
منهج الدراسة:
آثرنا أن نتبع في هذه الدراسة المنهج التحليلي المقارن ،ويتجّلى هذا األمر من خالل اتباع أسلوب
قطر ،ومقارنتها بنظيرتها في جمهورية مصر العربية و دولة اإلمارات العربية المتحدة وكذلك فرنسا،
فض
ومن ثم معالجتها بطريقة علمية موضوعية للوقوف على مدى فعالية هذه الوسائل في ّ
المنازعات الرياضية.
أهداف الدراسة:
ومدى مالءمتها واتفاقها مع خصوصية هذه المنازعات ،ويتفرع عن هذا الهدف الرئيس عدة أهداف
8
ب -التعرف على وسائل فض المنازعات الرياضية في دولة قطر.
ت -التعرف على الجهات المسؤولة عن الفصل في المنازعات الرياضية في دولة قطر.
ث -التعرف على القواعد القانونية المطبقة في مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي.
ج -الوقوف على إجراءات التحكيم والوساطة التابعة لمؤسسة قطر للتحكيم الرياضي.
معوقات الدراسة:
محل الدراسة ،فقد واجهت قبل وأثناء الكتابة عدة معوقات منها وأبرزها،
بسبب حداثة الموضوع ّ
اآلتي:
أ -عدم توافر المصادر العلمية المتعلقة بموضوع الدراسة داخل دولة قطر ،وفي الحقيقة
استغرق أمر تجميعها وطلبها من عدة دول عربية مدة ليست بالقليلة.
ب -ندرة المؤلفات الفقهية العربية في هذا المجال ،وإضافة إلى ذلك فجميع ما ذكر في هذه
ت -عدم وجود دراسات وأبحاث قانونية في هذا الجانب على الصعيد الوطني ،باإلضافة إلى
وعلى الرغم من كل هذه المعوقات ،إال أنني حاولت قدر اإلمكان إنجاز هذه الدراسة بطريقة علمية
قانونية.
9
الدراسات السابقة:
تم العثور
فض المنازعات الرياضية ،إال أنه ّ
على الرغم من قلة الدراسات السابقة المتعلقة بوسائل ّ
-1محمد ،محمود ،آليات تسوية المنازعات الرياضية وفقاً ألحكام القانون المصري
تناولت هذه الدراسة آليات تسوية المنازعات الرياضية في جمهورية مصر العربية ،وكذلك في دولة
اإلمارات العربية المتحدة؛ أال وهما التحكيم والوساطة أو التوفيق .وقد استخدم الباحث في دراسته
المنهج التحليلي ،واعتمد في ذلك على تحليل ما ورد في قانون الرياضة المصري والنظام األساسي
لمركز التسوية والتحكيم الرياضي المصري ،وكذلك القانون االتحادي رقم 16لسنة 2016بشأن
متمثلة بالقضاء العادي باإلضافة إلى التحكيم والوساطة ،هذا مع انتهاجي المنهج المقارن عالوة
على المنهج التحليلي من خالل مقارنة وسائل فض المنازعات الرياضية في دولة قطر مع عدة
-2عبد هللا ،عبد الحي ،واقع المنازعات الرياضية على ضوء التشريعات السودانية ،رسالة
تناولت هذه الدراسة التطور التاريخي والتشريعي للرياضة في جمهورية السودان ،ومن ثم بينت
10
التحليلي ،من خالل دراسته للقوانين والتشريعات واألحكام والق اررات اإلدارية والقضائية المتعلقة
طرق ّ
حل المنازعات فيها .كما استخدم الباحث المنهج بالرياضة في جمهورية السودان فقط ،و ُ
الوصفي لتوضيح مفاهيم وأسس الرياضة ،وبيان عالقات الهيئات الرياضية ببعضها.
وفي دراستي هذه قد تناولت المنازعات الرياضية وطرق فضها في دولة قطر ،وكذلك في بعض
للمقارنة فيما بينهم للتوصل إلى الوسيلة األكثر مالءمة لتسوية المنازعات الرياضية.
-3األحمد ،سليمان ،ريبر ،حسين ،القضاء الرياضي البديل للقضاء العادي في النزاعات
الرياضية ذات الطابع المالي ،مجلة الباحث للدراسات االكاديمية ،العدد السادس،
.2015
المنازعات
هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على ُمبررات نشوء القضاء الرياضي ،كما استعرضت ُ
الرياضية ذات الطابع المالي ،باإلضافة إلى أثر تحول االختصاص من القضاء العادي إلى القضاء
الرياضي .ولتحقيق أهداف هذه الدراسة استخدم الباحث المنهج الوصفي ،وذلك من خالل الرجوع
إلى الدراسات السابقة ذات الصلة بموضوع الدراسة ،وكذلك إلى ق اررات محكمة التحكيم الرياضي.
وأبرز ما تضمنته دراستي عن هذه الدراسة ،أنني تناولت جميع أنواع المنازعات الرياضية ولم أكتف
بالحديث عن نوع واحد منها ،كما أنني تطرقت إلى القضاء العادي وكذلك الوسائل البديلة لفض
المنازعات الرياضية ،وذلك على خالف هذه الدراسة التي تناولت فكرة القضاء فقط.
11
الفصل األول
ومتبادلة
تطور الفت في العقود الماضية قاد إلى نشوء عالقات عديدة ُ
إن ما شهدته الرياضة من ّ
ّ
بين أطراف المجتمع الرياضي ،عالوة على نشأة ضرب آخر من العالقات بينهم وبين أطراف
أخرى من خارج هذا المجتمع ،ومنها على سبيل المثال تلك العالقة بين الالعب والنادي أو االتحاد،
فإن هذه
ياضي وآخر .وبطبيعة الحالّ ،
وعالقة بين ناد رياضي وآخر ،أو عالقة بين العب ر
ّ ّ
فإنها تمر ضرورة بنوع من الخالفات والنزاعات.
العالقات كغيرها من العالقات األخرىّ ،
المنازعات الرياضية.
المبحث األول
تحدث
ُ وعادة ما
ً وممارستها العديد من الخالفات والمنازعات،
ينشأ عن تنظيم األنشطة الرياضية ُ
ِ
وض ُح ِ
ثم ُن ّ
سن ّبين في هذا المبحث تعريف المنازعات الرياضية ضمن المطلب األولّ ،
وعليهُ ،
12
المطلب األول
المنازعات الرياضية على المستوى العالمي ،اجتهد الفقهاء وكذلك أطراف المجتمع
عندما انتشرت ُ
تعدد ِ
الرياضي في السعي إلى ُمحاولة إيجاد مفهوم للمنازعات الرياضية .ويترتب على ما سبقّ ،
هذه التعريفات واختالفها من فقيه إلى آخر ،إلى درجة القول ّإنه ال ُوجود إلى تعريف موحد للمنازعة
المنازعات الرياضية
األنظمة والّلوائح الرياضية (فرع أول) ،ثم ُن ّبي ُن التعريفات الفقهية الواردة في ُ
(فرع ثان).
الفرع األول
ط اهتمام العديد من الدول ،من بينهم :دولة قطر ،واإلمارات العربية المتحدة ،والمملكة العربية
مح ّ
استحداث
ُ فإن أبرز صور هذا االهتمام ،هو
السعودية ،وكذلك جمهورية مصر العربية .وعليهّ ،
مه.
ظ ُالدول ألنظمة وجهات وتشريعات قانونية تحكم المجال الرياضي وتُن ّ
المفيد القولّ ،إنه رغم عدم ُوجود تنظيم تشريعي ٌموحد للرياضة في الدول السالفة الذكر -
ومن ُ
13
وفيما يتعلق بموضوع دراستنا -وهو المنازعات الرياضية-فقد نظم القانون األخير ً
بابا يتعلق بتسوية
المتعلق
التعريفات لم يشتمل على صياغة مفهوم لهذا المصطلح .وكذا األمر عند النظر إلى الباب ُ
بتسوية المنازعات الرياضية حيث ّأننا ال نجد تعر ًيفا لها كذلك .ولكن عند التمعن في نص المادة
أحكام هذا القانون وأحكام األنظمة األساسية للجنة األولمبية المصرية واللجنة البارالمبية المصرية،
واألندية واالتحادات الرياضية ،وأعضاء الجمعيات العمومية لهذه االتحادات .وثانيهما ،متّ ِ
ص ٌل ُ
بالمنازعات التي تنشأ بسبب تفسير العقود في المجال الرياضي أو تنفيذها ،وقد ّبين المشرع أنواع
شرع
الم ّ
أن ُ
أن هذه الصور قد وردت على سبيل المثال ال الحصر ،ودليل ذلكّ ،
هذه العقود .إال ّ
نص في نهاية المادة 67من قانون الرياضة المصري رقم 71لسنة 2017على عبارة "المنازعات
ّ
فإنه ال يوجد حتى اآلن تنظيم تشريعي ُينظم موضوع الرياضة ،إال أنه
وفيما يخص دولة قطرّ ،
يمكننا االستناد فيما يتعلق بالمنازعات الرياضية على النظام األساسي لمؤسسة قطر للتحكيم
الرياضي ،وكذلك على قواعد التحكيم والوساطة لهيئة قطر للتحكيم الرياضي ،واالجتهادات
القضائية .إضافة إلى قانون رقم 1لسنة 2016بتنظيم األندية الرياضية ،حيث ُي ّ
عد هذا األخير
األندية الرياضية رقم 1لسنة 2016على ّأنها كافة المنازعات ذات الصلة بالنشاط الرياضي
14
لألندية الرياضية في المسابقات والمنافسات والبطوالت الرياضية التي يتم تنظيمها أو اإلشراف
أن هذا التعريف ليس إال تعر ًيفا يتعلق بهذا القانون ،وال يشمل مفهوم
ولكن تجدر اإلشارة ،إلى ّ
المنازعات الرياضية ككل في دولة قطر ،حيث أنه ِ
يقتص ُر فقط على عبارة المنازعات الرياضية ّ ّ
أعمال الجهات الرياضية المتعلقة باألنشطة الرياضية وأمورها المؤسسية .في حين أحالت الالئحة
التأديبية لمركز التحكيم الرياضي تعريف النزاع الرياضي ،إلى األنشطة الرياضية الواردة في المادة
الخامسة من القانون االتحادي رقم ( )16لسنة 2016في شأن مركز التحكيم الرياضي ،والتي
-1مع مراعاة أحكام المادتين 17و 18من هذا القانون يختص المركز دون غيره بالتحكيم
في جميع المنازعات الرياضية وعلى وجه الخصوص المنازعات الناتجة عما يأتي:
أ -الق اررات النهائية الصادرة عن الجهات العاملة واللجنة األولمبية وفقاً ألنظمتها األساسية.
8وفقاً للمادة األولى من قانون رقم 1لسنة 2016بتنظيم األندية الرياضية يقصد باالتحادات الرياضية الدولية الجهات الدولية
غير الحكومية التي تقوم بإدارة رياضة واحدة أو رياضات محددة على المستوى العالمي ،وتتولى وضع القواعد واللوائح التي
تعزز نزاهة هذه الرياضة أو الرياضات للمشاركين والمعنيين على المستوى الدولي ،وتطوير الالعبين المحتملين وتنظيم
البطوالت العالمية و /أو القارية .أما االتحادات الرياضية الوطنية فهي هيئات رياضية مستقلة تتمتع بالشخصية المعنوية،
وتتولى إدارة رياضة أو رياضات محددة على المستوى المحلي التي تتبع االتحادات المعنية.
15
ج -الق اررات القابلة لالستئناف الصادرة عن اللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات.
-2يختص المركز بالتحكيم في المنازعات الرياضية التي تتضمن العقود الخاصة بها شرطاً أو
مشارطة تحكيم رياضي ينص على اللجوء إلى التحكيم لدى المركز.
-3يختص المركز بالتوفيق في المنازعات الرياضية التي تتضمن العقود الخاصة بها شرطاً أو
مشارطة توفيق رياضي تنص على اللجوء إلى التوفيق لدى المركز.
أما فيما يخص النظام القانوني الفرنسي وتحديداً قانون الرياضة الفرنسي ،فإنه وعلى الرغم من
ما الحظناه في التشريع الرياضي المصري ،فكال القانونين لم يعرفا المنازعة الرياضية وتركا أمر
فض
المنازعات الرياضية في النظام األساسي لهيئة ّ
تم تعريف ُ
مما تقدم ،إال أنه قد ّ
وعلى الرغم ّ
المنازعات الرياضية الخليجية بأنها " :كافة النزاعات والخالفات الرياضية والشكاوى واالحتجاجات
الناشئة عن الفعاليات واللقاءات والمنافسات والمسابقات والدورات الرياضية التي تندرج تحت لوائح
العمل المشترك في المجال الرياضي لدول المجلس وغيرها من النزاعات ذات الصلة".9
أن تحديد
وبناء على ما تم ذكره سلفاً فيما يخص مفهوم المنازعة الرياضية ،فإننا نتوصل إلى ّ
ً
مأمون ،مؤدن ،حدود اختصاص القاضي اإلداري في تسوية المنازعات الرياضية – دراسة مقارنة ،المجلة األكاديمية 10
للبحوث القانونية والسياسية ،العدد األول ،المجلد السادس ،2020 ،صفحة .1343
16
بناء عليه تُصنف المنازعة بكونها رياضية ،إذا كان موضوعها
-المعيار الموضوعيً :
-المعيار الزمني :وفق هذا المعيار تكون المنازعة رياضية إذا نشأت أثناء قيام العالقة
مما تقدم من وجود اجتهادات فقهية وكذلك ُمحددات تشريعية ،إال ّأننا مازلنا بحاجة
وعلى الرغم ّ
للمدعي.12
الصفة هي عالقة الشخص بالحق موضوع الدعوى ،حيث يجب أن يكون للشخص سند يبرز ظهوره في الدعوى .والصفة 11
نوعان أما موضوعية وتعني أن ترفع الدعوى من ذي صفة ضد ذي صفة وأن يكون المدعي هو صاحب الحق أو المركز
القانوني المدعى به ،وأما أن تكون صفة إجرائية وتعني هنا صالحية الشخص لمباشرة اإلجراءات القضائية في الدعوى باسم
غيره وذلك مثل تمثيل الولي أو الوصي للقاصر أو تمثيل ممثل الشخص االعتباري (مدير الشركة أو رئيس مجلس اإلدارة).
راجع :هندي ،أحمد ،قانون المرافعات المدنية والتجارية ،الطبعة االولى ،دار النهضة العربية للنشر والتوزيع ،القاهرة،1993 ،
صفحة .176
فهمي وجدي ،مبادئ القضاء المدني ،الطبعة الثالثة ،دار النهضة العربية للنشر والتوزيع ،القاهرة ،2001،صفحة .78 12
17
والمدعي كما هو معلوم ،هو رافع الدعوى أو الطرف الذي بدأ بالمطالبة القضائية؛ سو ً
اء أ كان
ابتداء والمراد
ً طبيعيا أو اعتبارًيا .أما المدعي عليه ،فهو من تقدم المدعي بالشكوى عليه
ً شخصا
ً
طبيعيا أو اعتبارًيا.
ً شخصا
ً فإن المدعي في المنازعة الرياضية قد يكون إما
وبناء على ما تقدمّ ،
ً
فالشخص الطبيعي الرياضي ،هو من يزاول الرياضة وال يشترط أن يكون من خريجي كلية التربية
مما يعني أنه يجب أن يكون هناك طرفان في المنازعة الرياضية؛ أحدهما مدعي واآلخر مدعى
عليه .ويجب أن تتوافر فيهما شروط قبول الدعوى ،وهما الصفة والمصلحة.15
وفيما يتعلق بشرط المصلحة ،فقد نصت المادة األولى من قانون المرافعات المدنية والتجارية
القطري رقم 13لسنة 1990على أنه" :ال يقبل أي طلب أو دفع ال تكون لصاحبه فيه مصلحة
عبد العزيز ،أسامة ،حول النزاعات الرياضية وسبل فضها – المحاكم الرياضية ،منشورات قطاع التشريع بو ازرة العدل، 14
،2015صفحة .12
المصلحة هي الفائدة العلمية التي تعود على رافع الدعوى من الحكم له بطلباته كلها أو بعضها ،فهي الضابط لضمان 15
جدية الدعوى وعدم خروجها عن الغاية التي رسمها القانون لها .راجع :صاوي ،أحمد السيد ،الوسيط في شرح قانون المرافعات
المدنية والتجارية ،الطبعة األولى ،دار النهضة العربية للنشر والتوزيع ،القاهرة ،1987 ،صفحة.163
وقد أستقر الفقه والقضاء على أن شرطي الصفة والمصلحة يتميز كالهما عن اآلخر ،فالمصلحة هي المساس بالمركز 16
القانوني للمدعي في الدعوى الموضوعية أو االعتداء على حقه الذاتي في الدعوى الذاتية ،أما الصفة فهي قدرة الشخص
على المثول أمام القضاء في الدعوى كمدعي أو مدعي عليه .وتعد الصفة مسألة شكلية تتضح قبل الدخول في الدعوى،
بينما المصلحة مسألة ذات صفة موضوعية ال تتضح إال عند فحص موضوع الدعوى .راجع :حكم محكمة القضاء اإلداري
المصري – دائرة المنازعات االقتصادية واالستثمار في الدعوى رقم 42440لسنة 63قضائية ،جلسة 27فبراير .2010
18
وفي أهمية توافر شرط المصلحة في المنازعات الرياضية ،قد حكمت هيئة التحكيم الخاصة بهيئة
قطر للتحكيم الرياضي في حكم التحكيم االستئنافي رقم 004لسنة 2020بعدم قبول استئناف
وذلك إضافة إلى إمكانية وضع شروط خاصة لقبول الدعاوى المتعلقة ُ
بالمنازعات الرياضية كضرورة
تحديد ميعاد معين لقبول طلبات التحكيم الرياضي ،وذلك الستقرار األوضاع وسرعة األحداث.
الفرع الثاني
يرى البعض ّ
بأن المنازعة الرياضية ،هي" :نزاع ينشأ في مجال الرياضة أياً كان نوع النشاط
الرياضي الذي يمارس ويمكن أن يكون له طابع محلي أو دولي" .ووفقاً لهذا التعريف ّ
18
فإن ما
ينشأ من منازعات بين الرياضيين واألندية ،أو بين األندية فيما بينها فيما يتعلق بالنشاط الرياضي
النشاط الرياضي.19
حكم تحكيم استئنافي رقم 004لسنة 2020صادر عن هيئة قطر للتحكيم الرياضي تتلخص وقائعه في أن أحد أعضاء 17
النادي الرياضي وهو المستأنف في هذه القضية قد قام بالطعن على قرار ترشح أحد األعضاء في االنتخابات التي يقيمها
النادي ،وحسب النظام األساسي لألخير فليس لهذا العضو الحق في الطعن على قرار الترشح ألنه ليس مرشحاً في االنتخابات
ومن ثم فهو ال يستفيد شخصياً وليس له مصلحة من هذا الطعن.
18الخراشة ،عايد ،التحكيم في المنازعات الرياضية وفق قواعد محكمة التحكيم الرياضية الدولية ،المجلة الدولية للدراسات
القانونية والفقهية المقارنة ،المجلد الثاني ،العدد األول ،2021 ،صفحة .14
عبد العزيز ،عادل ،عقد االحتراف الرياضي – دراسة مقارنة ،الطبعة األولى ،دار الفكر والقانون للنشر والتوزيع ،مصر، 19
،2019صفحة .365
19
اء كان يتعلق
وعلى العكس من ذلك ،فقد عرفها البعض بأنها نزاع ينشأ في مجال الرياضة سو ٌ
بممارسة رياضية بصفة أساسية ،أو يتعلق بإدارة الرياضة أو اإلشراف عليها.20
ُ
تقدمُ ،يمكن تعريفها أيضاً بشكل أدق بأنها "ما يحدث نتيجة عنف 21عند ممارسة
وعالوة على ما ّ
الرياضة واالشراف عليها وتنظيم العالقات بين القائمين عليها وبين ممارسيها" .22بينما يرى البعض
كل نزاع أو خالف قانوني بصدد عالقة قانونية ذات طابع رياضي من
أن المنازعة الرياضية هي ّ
ّ
وقد عرفها البعض بأنها " النزاع الذي قد ينشب في الرياضة ،والذي قد يكون له جانب داخلي/
ويتم تقديم هذا التعريف على أنه تلخيص إجمالي من عدة تعاريف أخرى 24
محلي أو جانب دولي" ّ .
ذلك ّأنه في صورة ما إذا ما توافرت هذه المعاييرُ ،يمكننا القول حينها بوجود نزاع رياضي ،وهي
كالتالي:25
20عبد الكامل ،علي ،دور التحكيم في المنازعات الرياضية – دراسة مقارنة ،الطبعة األولى ،المجموعة العلمية للنشر والتوزيع،
الجيزة ،2021 ،صفحة .17
العنف هو سلوك عدواني عنيف تتجلى مظاهرة في استعمال ألفاظ غير الئقة كالسب والشتم وهو ما يسمى بالعدوان 21
اللفظي ،أو قد يكون عدوان جسدي كالضرب والتعدي والمشاجرة والتخريب والتدمير .راجع :غضبان حمزة ،دور الوازع الديني
في التقليل من السلوك العدواني لالعبي كرة القدم الجزائرية ،رسالة ماجستير ،جامعة الجزائر ،الجزائر ،2006 ،صفحة .58
(حل المنازعات الرياضية ،غالب علي حمزة)
الخراشة ،عايد ،مرجع سابق ،صفحة .15 22
23عبد الحسيب ،محمد ،التحكيم في المنازعات الرياضية في القانون المصري والفرنسي – دراسة مقارنة ،مجلة جامعة مصر
للدراسات اإلنسانية ،العدد األول ،المجلد األول ،2021 ،صفحة .207
24
Matthew Mitten, Sports Law and Regulation (Wolters Kluwer, 5th end, 2020), page 42.
عبد الكامل ،علي ،مرجع سابق ،صفحة .18 25
20
أن القاعدة تكون
-المعيار األول :أن يكون النزاع ناشئا عن تطبيق قاعدة رياضية؛ أي ّ
تابعا بشكل مباشر أو غير مباشر إلى أحد االتحادات أو األندية أو اللجان الرياضية.
ً
المنازعات الرياضية ال تعني فقط وجود نزاع بدني فقط بين العب وآخر ،بل هي أوسع
فإن ُ
وعليهّ ،
21
وعلى الرغم من االجتهادات الفقهية في محاولة خلق مفهوم جامع مانع للمنازعات الرياضية ،إال
المطلب الثاني
المنازعات الرياضية إال أنه يبقى لها خصوصيات تميزها عن غيرها من
تعدد أنواع ُ
على الرغم من ّ
المنازعات،
المنازعات القانونية ،كالمنازعات المدنية أو التجارية .والسبب في تميز هذا النوع من ُ
هو ما تتّسم به الرياضة من سمات وخصائص تجعل منازعاتها تختلف في طبيعتها عن المنازعات
األخرى.
ولتوضيح ذلك ،سنتناول في الفرع األول حيوية النشاط الرياضي ،بينما سنخصص الفرع الثاني
الفرع األول
يستوجب في
ُ المنازعات الرياضية ،هو أنها ُمرتبطة بالنشاط والمجتمع الرياضي الذي
إن ما ُيميز ُ
ّ
22
فإنها تحتاج إلى أن يكون من يفصل في ُمنازعاتها
كليا عن القانون ،وبالتالي ّ
ختلفا اختالًفا ً
وم ً ُ
الوقت ،كما أن األمور المترتبة عليه يجب أال يتم تأجيلها كونها تتعلق باستم اررية ممارسة النشاط.
كل تأخير ألي أمر يتعلق بالنشاط الرياضي ،من المرّجح أن يتسبب في تعطيل فريق
فإن ّ
وعليهّ ،
وبناء على ما تقدم ،سنتناول السرعة والخبرة الفنية كمثال على حيوية النشاط الرياضي ،وكذلك
ً
أوالً :السرعة
أن
المنازعة الرياضية أنها ال تقبلُ وجود إجراءات طويلة وبطيئة ،ذلك ّ
من ضمن خصوصيات ُ
مصير الالعب أو النادي أو العقد الرياضي ُيصبح متوقفاً على حسم هذه المنازعة ،وعليه فإنه
وهذا ما أشارت له المحكمة الفيدرالية السويسرية في حكمها المتعلق بالعب كرة المضرب األرجنتيني
جويرمو كانياس ،حيث رأت المحكمة بأن " :تخضع هذه المعاملة المتمايزة لمنطق يتمثل في تفضيل
التسوية السريعة للمنازعات ال سيما في المسائل الرياضية ،ويمكن أن يتم ذلك من خالل محاكم
ولعل أوضح مثال على السرعة المحتملة في الفصل في المنازعات الرياضية هو تشغيل القسم المخصص لمحكمة التحكيم 27
الرياضية .حيث انه ُيجري تنشيطه فقط ألحداث رياضية دولية محددة (بما في ذلك األلعاب األولمبية وألعاب الكومنولث
وكأس العالم لكرة القدم) ،تتوفر لجنة من المحكمين المعينين من محكمة التحكيم الرياضية في الموقع إلصدار األحكام في
غضون 24ساعة من تقديم طلب التحكيم.
28
Guillermo Canas v. ATP Tour, ATF 133 III 235, 2007, Par. 245. http://relevancy.bger.ch/
23
ولعل أوضح مثال على السرعة المحتملة في الفصل في المنازعات الرياضية ،هو ما تتبعه محكمة
ّ
التحكيم الدولية في األحداث الرياضية الدولية المحددة (بما في ذلك األلعاب األولمبية وألعاب
الكومنولث وكأس العالم لكرة القدم) ،حيث تتوفر لجنة من المحكمين المعينين من محكمة التحكيم
دعوتهم كمنافسين محايدين إلى دورة األلعاب األولمبية الشتوية لعام 2018في بيونغ تشانغ من
قبل محكمة التحكيم الرياضية ( )CASبعد ثالثة أيام فقط من تقديم االستئناف.
وبناء على ذلك ،يجب أن تكون هناك قواعد قانونية خاصة أو قانون خاص بالرياضة يحكم المجتمع
ً
الرياضي ،وهذا بالفعل ما اتبعته بعض الدول كفرنسا وجمهورية مصر العربية ،ذلك أنهم استحدثوا
قانونا رياضيا ينظم المسائل الرياضية الوطنية ،وهذا ما نحن بحاجة إليه في دولة قطر ِسيما في
طرق وأساليب بديلة لتسوية المنازعات ،وهما :التحكيم والوساطة ،وهذان األسلوبان ّ
29
يتميزان
بالسرعة وضعف التكلفةُ ،مقارنة بالقضاء التقليدي .وهذا في الحقيقة ما اتجهت إليه أغلب الدول،
الوساطة في قانون الرياضة مفهوم جديد ومتطور مقارنة بالتحكيم ،فالوساطة هي ممارسة سريعة وفعالة وسليمة في حل 29
النزاعات الرياضية ،وفي مجال الوساطة يتفاوض الطرفان تحت إشراف الوسيط ويتشاطران مشاكلهما باحترام مما يكفل
التوصل إلى حل سلمي للنزاع عن طريق فهم كل منهما اآلخر على نحو أفضل .راجعDincer Ceribes, ‘Alternative :
Dispute Resolution in sport disputes’ [2021] , page 856.
24
ثانياً :الخبرة الفنية
للمنازعات الرياضية طابع فني ،ويعني ذلك أنها تحتاج إلى أن يكون من يفصل فيها ذو خبرة
ُ
تخصصة في مجال الرياضة ،وتكون لديها القدرة على إصدار ق اررات مالئمة لألنشطة والنزاعات
ُم ّ
الرياضية.
وهذا بالطبع ما يميز المنازعات الرياضية عن غيرها من المنازعات ،فعلى سبيل المثال ال تحتاج
شخصا
ً المنازعات المدنية أو التجارية أن يتمتع من يفصل فيها باختصاص آخر غير أن يكون
فخصوصية وفنيات المنازعة الرياضية ال يكفي الفصل فيها العلم بالقانون وحده ،فالقاضي العادي
يواجه العديد من المنازعات الرياضية التي تتطلب منه معرفة متعمقة بها .وعليه ،يجب أن يكون
سهل من عملية
سي ّ
حل المنازعات الرياضيةُ ،
سيصدر من أشخاص قانونيين ومختصين كذلك في ّ
تم
بحكم هذه الخصوصية التي تتميز بها المنازعات الرياضية ،فقد ّ
المفيد اإلشارة ،إلى ّأنه ُ
ومن ُ
رفض قبول عدة منازعات مقدمة إلى المحاكم ألنها على ِ
صلة بالنشاط الرياضي ،والحال ّأنهم ُ
يعتبرون النشاط الرياضي نشاط طوعي ،له طبيعته الخاصة التي تلزم المجتمع الرياضي بأن يحلها
في نطاقه الداخلي دون الحاجة إلى اللجوء إلى المحاكم .فالروابط الرياضية تتّسم بخصوصية ّ
وسمو
25
ِ
تخصص في المجال الرياضي ،السيما في ظل االنتشار
ولذلك بات من الضروري ،وجود قاض ُم ّ
وتساهم في بناء االقتصاد الوطني ،عالوة على توفيرها لفرص عمل تحد من ظاهرة البطالة.30
فإن ما ُيميز الجزاءات التي تُفرض على من يكون طرفاً في النزاع الرياضي،
وباإلضافة إلى ما تقدمّ ،
بالجانب التربوي للرياضة .فالجزاءات التي تصدر عند حصول نزاع رياضي ،يطغى عليها الطابع
التأديبي ،وتصنف بأنها جزاءات تأديبية تهدف إلى تعزيز الصفات الحميدة كالوالء واالنتماء،
واحترام الغير والتنافس الشريف ،وذلك على خالف الجزاءات في التشريعات األخرى التي تهدف
فإن األصل في القانون أنه ال يعاقب على مخالفة القواعد األخالقية؛ أي أنه ال
وكما هو معلومّ ،
مخالفا
ً أي نزاع رياضي -وكان هذا النزاع
على ُمخالفة القواعد األخالقية؛ مما يعني أنه عند حصول ّ
األحمد ،سليمان ،ريبر ،حسين ،القضاء الرياضي البديل للقضاء العادي في النزاعات الرياضية ذات الطابع المالي ،مجلة 30
26
الفرع الثاني
الالعب أو الجهة الرياضية مقيدين بما نصت عليه لوائح االتحاد وكافة القوانين والق اررات والتعاميم
يؤكد لنا خضوع األنشطة والمنافسات الرياضية للعديد من القوانين والتشريعات واللوائح المحلية
تستوجب تطبيق قانون عالمي وموحد ،وهو قانون ال يرتبط بإقليم دولة معينة ،ويحتوي على مبادئ
ُ
المنازعات الرياضية .ومن أمثلة هذه القوانين الناظمة في هذا المجال ،قواعد ليكس
عالمية تحكم ُ
بأنها مجموعة من القواعد الواردة في لوائح االتحادات الدولية وق اررات محكمة التحكيم الرياضية
( ،)CASوهي نظام خاص مستقل بالرياضة عبر الحدود الوطنية ،يتكون من األنظمة األساسية
واللوائح واألعراف الصادرة من االتحادات الرياضية الدولية .32ويجب على القاضي الوطني أن
عفيفي ،معتز ،قانون الرياضة ،الطبعة األولى ،مكتبة العبير ،مصر ،2020 ،صفحة .88 32
27
تجزء القانون
الحد من ّ
أن الهدف منها هو ّ
ألن قواعدها مستقلة عن األنظمة الوطنية ،كما ّ
يلتزم بها ّ
أن هنالك
أن قواعد ليكس سبورتيفا أصبحت تنظم أغلب العالقات الرياضية الوطنية ،إالّ ّ
والحقيقة ّ
المعامالت تخرج عن تطبيق القانون الرياضي الموحد عبر الدول وتطبق قانون الدولة،
بعض من ُ
وذلك مثل المعامالت التجارية البحتة كعقود الرعاية بين االتحادات الرياضية والشركات ،وعقود
وفي ذلك اعترفت محكمة النقض المصرية في الطعن رقم 1458لسنة 89بجلسة 24ديسمبر
ال يعيب قانون الرياضة واللوائح المنفذة ألحكامه سعيها إلى إخراج المنازعات الرياضية من
اختصاص محاكم الدولة ليتم الفصل فيها عن طريق التحكيم أو أي من الطرق البديلة لتسوية
المنازعات ،من خالل النص على ذلك في العقود الرياضية أو لوائح الهيئات واالتحادات الرياضية
المختلفة".33
المصدر األساسي في تنظيم الرياضة ًأيا كان نوعها .فلم تشتمل النصوص التشريعية على القواعد
التي تنظم المسائل الرياضة وتحديداً المنازعات الرياضية ،بل ترك أمر تنظيمها إلى األنظمة
33الورفلي ،أحمد ،المختصر في القانون الرياضي ،الطبعة األولى ،منشورات مجمع األطرش للكتاب المقدس ،تونس،2015 ،
صفحة .146
28
المنافسة الرياضية ،وهي
واللوائح الرياضية ،هي مجموعة من القواعد التي بدونها ال يمكن تنظيم ُ
بذلك تلك القواعد القانونية التي تحمل في طياتها طابع اإللزام وتكون صادرة عن هيئات رياضية.34
وفي الحقيقة تستند جميع اللوائح الوطنية التي تنظم الرياضة والمسائل الرياضية في جميع دول
العالم ،إلى الميثاق األولمبي ،وكذلك إلى اللوائح الرياضية الدولية كاللوائح التي يصدرها االتحاد
عد الميثاق األولمبي ،جمع للمبادئ األساسية للفكر األولمبي ،والمواد واللوائح التفسيرية المعتمدة
ُي ّ
من اللجنة األولمبية الدولية ،35وهو يحكم التنظيم واإلجراءات الخاصة بالحركة األولمبية .هذا
أن جميع االتحادات الدولية والمحلية واللجان مكلفون بااللتزام بالميثاق األولمبي.
باإلضافة إلى ّ
-1يحدد ويعيد إحياء الميثاق األولمبي ،كوسيلة أساسية ذات طابع دستوري.
-3يحدد الحقوق وااللتزامات الرئيسية المتبادلة للعناصر الرئيسية الثالثة التي تشكل الحركة
األولمبية ،وهي بالتحديد :اللجنة األولمبية الدولية ،واالتحادات الدولية ،واللجان األولمبية
34بلخير ،بأفضل ،مفهوم اللوائح الرياضية في التشريع الجزائري – رياضة كرة القدم نموذجاً ،المجلة ،المجلد الخامس ،العدد
األول ،2015 ،صفحة .3
35وفقاً لنص المادة األولى من قانون تنظيم األندية الرياضية رقم 1لسنة 2016تعرف اللجنة األولمبية الدولية بأنها "
منظمة دولية مستقلة غير حكومية ،وغير ربحية ،مقرها مدينة لوزان بسويسرا ،وهي المسؤولة عن قيادة الحركة األولمبية
الدولية وتعزيزها في العالم".
36محمود ،بهاء وآخرون ،االتجاهات الحديثة لصناعة قانون الرياضة ،الطبعة األولى ،مركز الكتاب الحديث للنشر ،القاهرة،
،2016صفحة .60
29
لوائح االتحاد الدولي لكرة القدم Fédération Internationale de Football
Association
فإن االتحاد الدولي لكرة القدم بات يحكم جميع اتحادات كرة القدم التابعة له ،وبذلك
كما هو معلومّ ،
أصبحت اتحادات كرة القدم المنضمة لالتحاد الدولي لكرة القدم خاضعة لسلطة ورقابة هذا األخير،
إن األمر أكثر من ذلك ،حيث أدرجت هذه االتحادات في أنظمتها األساسية ولوائحها التنافسية،
بل ّ
أحكاما وقواعد تحيلها على تطبيق القواعد واللوائح التي تضمنتها النصوص الدولية التي تحكم هذه
ً
الهيئات .فمثال االتحاد القطري لكرة القدم -وبالنظر إلى انتسابه إلى االتحاد الدولي لكرة القدم منذ
-1972فقد تحتّم عليه عند إصداره للوائح الرياضية ،احترام وتطبيق ما يصدر عن هذه الهيئات
الدولية.37
وعليه ،فإنه يجب على أعضاء الفيفا واالتحادات الوطنية االمتثال الكامل لجميع ق اررات االتحاد
الوطنية اتخاذ كافة التدابير لضمان امتثال أعضائها والالعبين واألندية الوطنية لهذه الق اررات.
على االتحادات الوطنية االلتزام بما ورد فيها ،وهي اآلتي ذكرها:
وفقاً لنص المادة الخامسة من الئحة أوضاع وانتقال الالعبين التابعة لالتحاد القطري لكرة القدم فأنه يجب على الالعب 37
االلتزام بلوائح ونظم وق اررات وأحكام االتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
30
تختص بتكييف وضع
ّ حدد هذه الالئحة القواعد القانونية العامة ذات صفة االلزام ،والتي
تُ ّ
-2الالئحة التأديبية
أيضا
طبق ً
كل مباراة وبطولة تنظم من قبل االتحاد الدولي لكرة القدم ،كما تُ ّ
طبق هذه الالئحة على ّ
تُ ّ
وتأكيدا لمكانة اللوائح الرياضية -وتحديداً لوائح الفيفا-في المنازعات الرياضية ،فقد نظرت محكمة
ً
التحكيم الرياضية في الدعوى المقدمة من نادي الخور الرياضي ضد أحد مدربي كرة القدم التابع
ضد النادي لدى الفيفا لخرقه العقد وإنهائه دون سبب وجيه ،وطالب
له ،والذي كان قد تقدم بشكوى ّ
من خالل هذه الشكوى بالتعويض .وبالفعل قبلت الفيفا الدعوى جزئياً ،وألزمت نادي الخور أن يدفع
وعليه ،قدم النادي طلب استئناف لقرار الفيفا باعتباره خارجا عن اختصاصها وذلك أمام محكمة
الكاس ،إال أن محكمة الكاس أيدت قرار الفيفا بدفع التعويض التعاقدي عن اإلنهاء المبكر لعقد
يحق لألطراف
المدرب ،واستندت في ذلك إلى ما ورد في العقد المبرم بين النادي والمدرب ،بأنه ّ
إنهاء العقد قبل انتهاء مدته بإخطار كتابي ،وذلك وفقاً للوائح الفيفا وكذلك القانون القطري .وهذا
ما وافق عليه األطراف المستأنف والمدعي عليه في المادة العاشرة من العقد بعنوان "القانون
واالختصاص القضائي" بأنه في حال وجود أي نزاع تعاقدي يكون القانون المعمول به ،هو قانون
تم رفض استئناف المستأنف وهو نادي الخور الرياضي ،ألنه حسب نص المادة
وتبعا لذلكّ ،
ً
فإن كال القواعد قابلة للتطبيق دون أن تسود أحدهما على األخرى.38
بذا ّ
المبحث الثاني
إن المنازعات في مجال الرياضة ،هي منازعات متعلقة باألفراد أو بالمجموعات ذات الص ِ
لة بالقطاع ّ ُ ُ ّ ُ
38
Arbitration CAS 2010/A/2159 Al-Khor Sports Club V. Jean-Paul Rabier, Award of 17
32
المطلب األول
المنازعات
تعد حقيق ًة من أكثر أنواع ُ
قسمها الفقه -والتي ّ
المنازعات الرياضية التي ّ
إضافة إلى أنواع ُ
اعا أخرى من ُ
المنازعات حدوثًا في المجتمع الرياضي-فقد تناولت األنظمة القانونية الرياضية أنو ً
الرياضية.
دوليا في الفرع األول ،وأنواع المنازعات الرياضية في النظام الرياضي القطري والمقارن في الفرع
ً
الثاني.
الفرع األول
دوليا
أنواع المنازعات الرياضية ً
قسم محكمة التحكيم الرياضية المنازعات الرياضية التي ترفع إليها بالنظر إلى طبيعتها إلى:39
تُ ّ
منازعات مالية :وهي المنازعات المتعلقة بالعقود وتنفيذها ،وذلك من قبيل عقود انتقال
المنازعات المدنية
أيضاُ ،
الالعبين أو عقود الوكالة .كما تدخل ضمن هذه المنازعات ً
منازعات ذات طبيعة انضباطية :ومن ضمنها قضايا المنشطات ،وأعمال العنف في
عبد هللا ،عبد الحي ،واقع المنازعات الرياضية على ضوء التشريعات السودانية ،رسالة ماجستير ،جامعة شندي ،جمهورية 39
33
وقد تكون هذه المنازعات إما داخلية أو دولية ،والمعيار الراجح في تحديد مدى دولية المنازعات
يتم تقسيم 41النزاعات الرياضية إلى قسمين ،وذلك حسب المجموعة التي تنتمي لها هذه النزاعات
كما ّ
أن قانون الرياضة يشمل مجموعة كاملة من المسائل في قانون الرياضة ،ذلك ّ
أن البعض رأى ّ
القانونية التي تنشأ داخل الملعب وخارجه .وإجماالً ُيمكن تقسيم قانون الرياضة إلى قسمين أساسيين:
إحداهما داخلي ،واآلخر خارجي .وكالهما يسمى قانون الرياضة ،لكنهما يعمالن بطرق مختلفة،
طبيعة تأديبية ،وقد تنطوي على عقوبات على السلوك أثناء اللعب ،أو انتهاكات لوائح
والنزاعات الناشئة عن هذه القواعد واللوائح غير مناسبة للحل من خالل التقاضي التقليدي ،فالمحاكم
ليست أماكن مناسبة وفعالة لتقييم انتهاكات المنشطات ،أو اإليقاف ،أو االنضباط ،أو مسائل
اختيار الفرق.
-القسم الخارجي للرياضة :هو عبارة عن مجموعة من القوانين المستمدة بشكل أساسي من
تداخل الرياضة مع مجاالت القانون غير المتعلقة بالرياضة على وجه التحديد ،فالرياضة
تمس كل جانب رئيسي من جوانب القانون بطريقة أو بأخرى ،فالعديد من النزاعات الرياضية
ّ
طاهر ،محمد ،تسوية المنازعات الرياضية بالتحكيم – دراسة مقارنة ،رسالة ماجستير ،جامعة الموصل ،العراق،2005 ، 40
صفحة .1
41
Zachary Calo, Resolving Sports Disputes in Qatar, [2021] page 7.
34
تكون ذات طبيعة تجارية .ومثال ذلك :اتفاقات التراخيص ،الملكية الفكرية ،والعقود
التجارية .كما يمكن أن تشمل الرياضيين واألندية واالتحادات التي ال تشارك بشكل مباشر
في تشغيل نشاط رياضي .كما يشمل هذا القسم من قانون الرياضة ،تلك القوانين واللوائح
التي تستهدف األنشطة الرياضية بشكل ضيق مثل تنظيم الوكالء ،والصحة والسالمة في
خارجيا بدالً
ً وفي الحقيقة تؤثر هذه القوانين بشكل مباشر على ُممارسة الرياضة ،ولكنها تفرض
كما أنه لو نظرنا إلى الدول الغربية ،مثل المملكة المتحدة ونيوزيلندا لوجدنا أنها تختص بالنظر في
أن الدول األخرى -مثل دولة قطر واإلمارات العربية المتحدة 43
انتهاكات المنشطات ،على الرغم من ّ
ومصر وكذلك فرنسا-تنظر في هذه النزاعات باعتبارها من ضمن النزاعات الرياضية ذات الطابع
التأديبي.
42
Graeme Mew, Mary Richards, More than just a game: resolving disputes in modern sport,
[2012] page 17.
شوكري ،خالد ،المنازعات الرياضية :عصبة االبطال االفريقية بين محكمة التحكيم الرياضية وأجهزة االتحاد االفريقي 43
نموذجاً ،مجلة القانون واألعمال ،المجلد األول ،العدد التاسع واألربعين ،2019 ،صفحة .13
35
نوعا آخر من المنازعات الرياضية ،وهو ما ُيسمى بمنازعات التمويل ،والتي تُعرف
كما ُنضيف ً
بشكل عام بأنها شكاوى حول تخصيص التمويل الحكومي والخدمات لالتحادات الرياضية أو
المبادرات الرياضية الوطنية ،وتوفر التمويل لمجموعة واسعة من المنظمات الرياضية الوطنية.
ويكون شرط الحصول على التمويل ،هو قبول المنظمات الرياضية الوطنية اختصاص مركز تسوية
المنازعات الرياضية بكندا ،باعتباره المحكمة الرياضية ألعضائها .فعلى سبيل المثال ،قد ينشأ نزاع
رياضي في التمويل عندما يشتكي أحد الرياضيين من تطبيق المعايير الخاصة بالتمويل ،والمحددة
من قبل الجهة الرياضية بشكل خاطئ أو غير عادل ،أو حتى أن تكون المعايير نفسها غير عادلة
وعالوة على ما تقدم ،يمكن أن تنشأ مجموعة مختلفة من المنازعات األخرى ،بين منظمة رياضية
وطنية وبين العديد من أصحاب المصلحة على المستويين الداخلي والخارجي ،وهي تشمل على
أن سياسات المنظمة الرياضية الوطنية ،مثل اتفاقات الرياضيين أو مدونات قواعد السلوك
أن الق اررات اإلدارية التي تتخذها المنظمة الرياضية الوطنية ،مثل انتخابات مجالس اإلدارة،
وتغيير الجهات الراعية ،وما إلى ذلك ق اررات غير مالئمة أو متحيزة.
أن موظفي المنظمة الرياضية الوطنية تصرفوا بشكل غير الئق أو فاسد.
44
Paul Godin, ‘Sport Mediation: High – Performance Sports Disputes’, [2017], page 3.
36
عموما للقواعد واللوائح المنطبقة على المنظمات الرياضية
ً و ًأيا ما كانت هذه النزاعات ،فهي تخضع
الرياضية ،أو سياسات االتحاد ،أو قواعد اللعب ،أو ما إلى ذلك.
الفرع الثاني
إن أنواع المنازعات الرياضية التي تنظر فيها هيئة قطر للتحكيم
الدول المقارنة ،فيمكن القول ّ
الرياضي لم ترد بشكل صريح وواضح ،ولكن عند النظر في نصوص قواعد التحكيم؛ وذلك تحديدا
قطر للتحكيم الرياضي تقسم المنازعات الرياضية إلى نوعين يتعلقان بطبيعة النزاع كما بينا ذلك
سابقاً.
وبإلقاء الضوء على بعض الدول المقارنة ،تلحظ الباحثة ّأنه في جمهورية مصر العربية ّبينت المادة
67من قانون الرياضة المصري رقم 71لسنة 2017أنواع المنازعات الرياضية التي يختص بها
مركز التسوية والتحكيم الرياضي المصري بشكل دقيق وواضح ،وهي اآلتي ذكرها:
راجع قواعد التحكيم لهيئة قطر للتحكيم الرياضي ،متاح على الموقع االلكتروني https://www.qsaf.qa :تاريخ الزيارة: 45
2أغسطس .2022
37
-1المنازعات التي تنشأ عن تطبيق أحكام هذا القانون وأحكام األنظمة األساسية للجنة
-2المنازعات المتعلقة بتفسير أو تنفيذ العقود وذكرت منها على سبيل المثال عقود رعاية
الالعبين المتحرفين ،عقود استخدام العالمات التجارية خالل المسابقات الرياضية ،عقود
أ .الق اررات النهائية الصادرة عن الجهات العاملة واللجنة األولمبية وفًقا ألنظمتها األساسية.
لمكافحة المنشطات.
ت .الق اررات القابلة لالستئناف الصادرة عن اللجنة الوطنية ُ
تم ذكره في القواعد اإلجرائية ،ذلك أنها وردت على سبيل المثال ال الحصر.46
فقط ما ّ
والعلة من التقسيم الوارد للمنازعات الرياضية في األنظمة الرياضية ،هو بيان نطاق واختصاص
النص
تم ّ الجهات والهيئات التي ستفصل في المنازعات الرياضية .وال نرى ّ
بأن هذه األنواع التي ّ
عليها ،هي شاملة لتغطية كافة أنواع المنازعات الرياضية التي قد تحصل في المجتمع الرياضي.
38
وفي اعتقادي أنه من األفضل أن يتم االكتفاء بالنص على أن جميع المنازعات التي تحصل في
نطاق المجتمع الرياضي -أيا كان أشخاصها أو موضوعها-هي من اختصاص الهيئات والجهات
الرياضية.
المطلب الثاني
المنازعات الرياضية الواقعة في المجتمع الرياضي ،فقد اجتهد الفقهاء في تقسيم هذه
جراء كثرة ُ
ّ
بناء على
المنازعات إلى عدة أنواع ،وذلك بالنظر إلى النطاق الذي تندرج ضمنه .فمنهم من قسمها ً
النطاق الجغرافي للمنازعة ،في حين قسمها البعض اآلخر وفق الموضوع الذي تتعلق به المنازعة؛
كالمنازعات الرياضية ذات الطابع المدني ،هذا باإلضافة إلى العديد من األنواع التي سنوضحها
وعليه ،سنبين في الفرع األول المنازعات الرياضية الداخلية والدولية ،أما الفرع الثاني فيسكون
الفرع األول
تُعرف المنازعات الرياضية الداخلية بأنها" :المنازعات التي يكون فيها أطراف المنازعة الرياضية
وطنيين ،فال يكون لهما صفة الدولية باإلضافة إلى أن موضوع المنازعة أو مصدرها يكون وطنياً
39
يحكمه قواعد القانون الوطني" .47ومن األمثلة الدالة على ذلك ،عقد االحتراف الذي ُيبرم ما بين
العب قطري ونادي قطري ،فهذه العالقة تُعتبر عالقة داخلية ال يدخل بها عنصر أجنبي .وعليه،
داخلية ،هو لوائح االتحاد الدولي التي تجعل التبعية لالتحاد الوطني.48
ومنها على سبيل المثال ،عقد انتقال العب قطري من نادي قطري إلى نادي آخر تابع لدولة
أجنبية ،فهنا تكون العالقة دولية ،وذلك الختالف تبعية الالعب والنادي القطري ،عن تبعية النادي
أن المنازعة الرياضية الدولية ال تؤخذ بالمعنى الفني المعروف في القانون الدولي،
والجدير بالذكرّ ،
إذ ال يتصور نشوء منازعة تتعلق بالرياضة بين الدول ،وذلك ألن الدولة ككيان سياسي له سيادة
عبد التواب ،محمد ،التحكيم في المنازعات الرياضية في القانون المصري ،مجلة جامعة مصر للدراسات اإلنسانية (العلوم 49
40
أن المنازعة الرياضية الدولية يكون سبب نشوئها ،هو أحد األسباب اآلتية:51
ويرى بعض من الفقه ّ
-1المنازعات الناشئة نتيجة مخالفة قواعد اللعبة ،وهي القواعد الفنية المنظمة للعبة الرياضية
المذكورة في لوائح كرة القدم) FIFA laws of the game (2008-2009وهي على
قانون الملعب
قانون الكرة
قانون الحكم
قانون مد المباراة
-2المنازعات المتعلقة بإدارة الرياضة أو اإلشراف عليها وتنظيم العالقات بين القائمين عليها
وممارسيها.
التحكيم الرياضية.
51األمين ،كمال ،فض منازعات كرة القدم – دراسة مقارنة ،الطبعة األولى ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،اإلسكندرية،2021 ،
صفحة .155 -154
41
اء أكان من ناحية األطراف أو
المنازعات التي يدخل فيها العنصر األجنبي سو ٌ
أن ُفي حين ّ
الفرع الثاني
تأديبيا
ً ينظر في هذا التقسيم إلى سبب نشأة النزاع الرياضي ،والذي قد يكون إما ً
مدنيا أو تجارًيا أو
جنائيا ،مع استبعاد المنازعات الرياضية الجنائية والتي تخرج عن موضوع دراستنا لكونها تدخل
ً أو
في االختصاص الحصري لمحاكم الدولة ،باإلضافة إلى تعلقها بسيادة الدولة.
ُيقصد بالمنازعة الرياضية ذات الطابع المدني ،تلك التي يكون سبب النزاع الناشئ فيها يعود إلى
موضوع يتعلق بأحد موضوعات القانون المدني ،وذلك من قبيل النزاع الذي ينشأ بسبب خالف بين
المسؤولية التقصيرية والعقدية ،ودعاوى بطالن العقود أو ق اررات األندية (العضوية ،وانتهاك القوانين
يذكر البعض في تعريف عقد االحتراف الرياضي بأنه :عقد محدد المدة يلتزم بمقتضاه الالعب بالتفرغ لممارسة النشاط 52
الرياضي أياً كان لصالح النادي المتعاقد معه وذلك تحت إشراف وتوجيه األخير ،نظير أجر يتعهد بأدائه النادي لالعب.
راجع :عبد العزيز ،عادل ،عقد االحتراف – دراسة مقارنة ،مرجع سابق ،صفحة .158
53يصنف الفقه عقد االحتراف بأنه من عقود العمل ،شأنه شأن باقي عقود العمل األخرى يخضع للمبادئ العامة المنصوص
عليها في التشريعات المدنية والعمالية ،إال أنه باإلضافة إلى ذلك يخضع للقواعد الخاصة ألداء الالعب الرياضي وهذا األمر
أدى إلى تمييز هذا العقد بخصوصيات ينفرد بها عن عقود العمل األخرى .راجع :سلفو ،عبد الرزاق ،الطبيعة العقدية القانونية
لعقد االحتراف الرياضي ،الطبعة األولى ،مكتبة صادرون ناشرون ،بيروت ،2011 ،صفحة .60
42
وفي هذا الخصوص ،صدر حكم للمحكمة االتحادية العليا في دولة اإلمارات العربية المتحدة ،جاء
فيه" :حيث إن الوقائع – على ما يبين من الحكم المطعون فيه وسائر أوراق الطعن – تتحصل في
أن الطاعن أقام الدعوى رقم 176لسنة 2013إداري كلي أبو ظبي اختصم فيها المطعون ضدهما
طالباً الحكم له عليها بالتضامن بتعويض جابر عن األضرار المادية واألدبية التي لحقت به نتيجة
خطئهما .وقال شرحاً لدعواه ،أنه العب كرة قدم منذ فترة طويلة ومعروف في الوسط الرياضي،
وأن المطعون ضدها الثانية التابعة للمطعون ضدها األولى أخضعته بتاريخ 24أكتوبر 2009
(في إطار روتيني) لكشف فحص المنشطات المحظورة على الرياضيين تناولها ،وذلك بمعرفة أحد
المختبرات التي تعتمد وتتعامل معها .وأنه بعد إجراء الفحص المخبري صدر تقرير من المطعون
ضدها الثانية يفيد بتعاطي الطاعن لمادة منشطة محظورة على الرياضيين تناولها ،فقررت المطعون
ضدها الثانية إيقافه عن اللعب لمدة عامين ،ولما كان قرار إيقافه عن اللعب تم نشره وقد الحق به
أض ار اًر أدبية ومادية ومعنوية فقد تقدم بدعواه أمام المحكمة التي بدورها حكمت له بنقض الحكم
المطعون فيه".54
أن المنازعات الرياضية ذات الطابع التجاري ،هي تلك المنازعات التي تنشأ بمناسبة تنفيذ
في حين ّ
التلفزيوني .55كما يمكننا على سبيل المثال ،إضافة العقود الخاصة بتوريد المعدات الرياضية إلى
54المحكمة االتحادية العليا – االمارات العربية المتحدة ،الطعن رقم 273لسنة 2014إداري ،جلسة األربعاء الموافق 19
نوفمبر ،2014مستخرج من ، https://www.moj.gov.ae :تاريخ الزيارة 9 :أغسطس .2022
الخراشة ،عايد ،مرجع سابق ،صفحة .16 55
43
تم النص عليها في المادة
أن عقود التوريد تُعد من األعمال التجارية التي قد ّ
بحكم ّ
األندية ،وذلك ُ
يتم إبرام عقودها من أجل الربح ،أو يكون الغرض منها تحقيق أرباح أو مصالح
الخصوص ،والتي ّ
مادية .ويشمل هذا النوع من النزاعات على وجه الخصوص :عقد العمل الرياضي ،عقد انتقال
حل
الرياضية أو يغلب عليه الطابع اإلداري ،ومن بينها تلك المنازعات الرياضية الناشئة نتيجة ّ
ص عليه كعقوبة
حل مجلس إدارة الهيئة ،إذا كان قد ُن ّ
في مجلس إدارتها-حيث يؤدي النزاع إلى ّ
في القانون أو الالئحة .وعالوة على ذلك ،قد تنشأ ُمنازعات رياضية نتيجة الق اررات ُ
المخالفة ألحكام
القانون والخطأ في تطبيقه ،ويحدث ذلك عندما يصدر من الجهة الرياضية قرار مخالف للقانون
وتعرف النزاعات ذات الطابع المالي ،بأنها تلك التي تنشأ بسبب عملية تنظيم المسابقات الرياضية،
وتكون متعلقة بعقود مالية متنوعة ،وذلك مثل العقود المهيئة للمسابقة الرياضية كعقود المتسابقين،
أو العقود المسببة ألداء المسابقة كعقود احتراف الالعبين وانتقالهم .وقد تكون ً
أيضا ،عقود مباشرة
الكسواني ،نزال ،الشاذلي ،ياسين ،مبادئ القانون التجاري ،كلية القانون ،جامعة قطر ،2015 ،صفحة .100 56
57
Ali Somaili, Les conflits sportifs dans les législations française et saoudienne, COMUE
Université Côte d’Azur (2015 - 2019), [2018], p. 24.
عبد هللا ،عبد الحي ،مرجع سابق ،صفحة .87 58
44
وداعمة ألداء المسابقة الرياضية كالعقود المبرمة مع شركات الدعاية واإلعالن التجاري ،أو عقود
التأمين الرياضي.59
وقد تكون هناك نزاعات رياضية ناشئة أيضاً بسبب الوقائع الرياضية ،حيث أنه من الطبيعي أن
تحدث حركات وأفعال بين الالعبين أثناء ممارسة اللعبة ،تؤدي إلى احتمال وقوع إصابات بهم.
المطالبة
تعرض العب إلصابة ما ،فإنه قد تنشأ نزاعات عدة بسبب ُ
ذلك ّأنه في صورة ما إذا ّ
اء
أيضا ،عندما يقوم نادي أو اتحاد رياضي سو ٌ
بالتعويض عن هذه اإلصابة .كما قد تنشأ النزاعات ً
أ كان داخليا أو خارجيا بفرض عقوبات انضباطية على أطراف اللعبة الرياضية مثل الالعبين أو
المدربين أو الحكام ،وذلك نتيجة إخاللهم بالتزاماتهم أو بقواعد االتحاد الرياضي .كما ال يقتصر
تعاطي منشطات.60
وتتعدد المنازعات غير التأديبية ،فمنها ما يتعلق بتأهيل الرياضيين ،التصديق على النتائج ،اختيار
ّ
الالعبين ،وكذلك الموافقة على عقود العمل أو الق اررات المتعلقة بالميزانية والوضع المالي لألندية
الرياضية.
ومن ضمنها على سبيل المثال؛ المنازعات التي تتعلق بالمنشطات 61التي يرفضها المجتمع الدولي
الخرابشة ،عايد ،التحكيم في المنازعات الرياضية وفق قواعد محكمة التحكيم الرياضية الدولية ،رسالة ماجستير ،جامعة 59
61على الرغم من االجتهادات لوضع تعريف للمنشطات الرياضية إال أنه حتى اآلن لم يتم االتفاق أو تحديد تعريف لها ،ويتم
االكتفاء في القوانين واالتفاقيات على ذكر قائمة المحظورات وحاالت انتهاكات قواعد مكافحة المنشطات.
45
بمنتجات المنشطات في فرنسا (بخالف مجرد
المتعلقة ُ
فإن الجرائم ُ
ويحاربها ،فعلى سبيل المثال ّ
ُ
قانون الرياضة.62
عرف البعض المنشطات الرياضية بأنها" :عقاقير صناعية يتم استخدامها بهدف محاولة
وقد ّ
االرتفاع بالمستوى البدني والرياضي دون الطبيعي ،من خالل االستعانة بوسائل أو طرق غير
طبيعية ،يتم استخدامها عن طريق الحقن أو عن طريق الفم ،قبل مواعيد المسابقات أو خاللها
المادة 25-232تنص على أنه "يعاقب على معارضة ممارسة المهام الموكلة إلى الوكالء واألشخاص المؤهلين بموجب 62
46
وتأكيدا لذلك ،حكمت محكمة القضاء اإلداري المصرية في الحكم رقم 30033لسنة 71قضائية
ً
بتاريخ 26نوفمبر 2017بإيقاف أحد الالعبين عن ممارسة اللعبة الرياضية ،وذلك بسبب تعاطيه
لمكافحة
استنادا إلى قرار المنظمة المصرية ُ
ً للمنشطات أثناء تأدية اللعبة ،وجاء ذلك القرار
المنشطات في مجال الرياضة بعد تثبتها من الموضوع .ويعد إيقاف الالعب لمدة معينة ،هو جزاء
كبير من
أن جزًءا ًا
شيوعا في المجال الرياضي ،كما ّ
ً تعد هي األكثر
أن المنشطات الرياضيةّ ،
وبما ّ
بالغا
اهتماما ً
ً المنازعات الرياضية يتعلق بها ،فقد أولت التشريعات الوطنية وكذلك االتفاقيات الدولية
لمعالجتها .وتعتبر دولة قطر من الدول الرائدة في مجال ُمكافحة المنشطات في المجال الرياضي،
ُ
64
لمكافحة المنشطات.
ُ الوطنية اللجنة وهي متخصصة، للجنة إنشائها إلى باإلضافة هذا . الرياضية
إن " اللجنة األولمبية تقدم دعماً متواصالً للجنة مكافحة المنشطات في هذا
وفي هذا الصدد قيلّ :
المجال لتحقيق األهداف السامية التي أنشئت من أجلها ،وأن زيادة المنافسة وارتفاع حدتها أمر
يدفع بعض الرياضيين إلى استعمال العقاقير المنشطة ،واتباع طرق غير مشروعة من أجل
الحصول على مجد زائف واكتساب لقب غير مستحق .ودولة قطر اليوم تعد من إحدى الدول
الرائدة في مجال مكافحة المنشطات وفي اإلنجازات الرياضية على حد سواء ،وبفضل ذلك فقد
أصبحت عاصمة للرياضة العالمية وللرياضيين وقبلة لجميع المهتمين بالمجال الرياضي".65
االتفاقية الدولية لمكافحة المنشطات في مجال الرياضة ،باريس 19 ،تشرين الثاني .2005راجع: 64
47
كما نضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيف إلى المنازعات التأديبية ،تلك اإلهانات التي يتعرض لها الحكام أو الالعبين أثناء
تأدية اللعبة الرياضية ًأيا كانت ،ناهيك عن أعمال الشغب في المالعب .وقد عرف الفقه الشغب،
يتم فيها اعتداء بعض الجماعات أو األفراد على غيرهم حيث يش ــكل ذلك إخالال
بأنه :حالة مؤقتة ّ
ســلمية أو مصــرح بها من الســلطة إلى شــغب وصــياح وعنف بشــكل يؤذي األرواح والممتلكات وقد
ويعود تنص ـ ـ ـ ـ ــيف ما إذا كانت المنازعة تأديبية أم ال ،إلى نظرة كل دولة في إض ـ ـ ـ ـ ــفاء هذا الطابع
بانتهاكات أو مخالفات للقوانين واللوائح الفيدرالية من ِق بل الجهات الفاعلة في عالم الرياض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة،
على أعض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــائهــا .وتهــدف اإلجراءات التــأديبيــة إلى معــاقبــة انتهــاكــات ومخــالفــات القواعــد التقنيــة
المتعلقة بإدارة االتحاد أو األخالق الرياض ـ ـ ـ ـ ــية أو المتعلقة باللعب ،ومثال ذلك إيقاف الالعب بعد
حجاج ،محمد ،التعصب والعدوان في الرياضة ،الطبعة األولى ،مكتبة االنجلو المصرية ،مصر ،2002 ،صفحة .67 66
67
Catherine PEULVÉ, Jean-Yves FOUCARD, Les athlètes et le conflit : le juge, l’arbitre, le
conciliateur déjà dans la course, le médiateur sur la ligne de départ, Dossier : droit su sport,
Conseils & entreprises, la revue de l’ACE, Décembre 2016, n° 138, p.18.
48
فإن الرياضي الذي ينتهك القواعد التي تنظم العمل الرياضي يتعرض إلى عقوبات تأديبية
وعليهّ ،
عادة ما تنظر فيه السلطات الرياضية الوطنية ،ثم تستأنف أمام المحكمة الرياضية الدولية.
ومثال ذلك ،ما قررته محكمة التحكيم الرياضـ ـ ــية باعتماد قرار اللجنة التأديبية السـ ـ ــعودية لقضـ ـ ــايا
المنش ـ ــطات الص ـ ــادر بتاريخ 15نوفمبر 2013والذي تض ـ ــمن إيقاف أحد الالعبين في المنتخب
أشـ ــهر .حيث تقدم االتحاد الدولي أللعاب القوى باالسـ ــتئناف ضـ ــد قرار اللجنة التأديبية السـ ــعودية
يس ـ ـ ـ ـ ــتند إلى الطابع التأديبي وغير التأديبي ،هو التقس ـ ـ ـ ـ ــيم األقرب إلى خص ـ ـ ـ ـ ــوص ـ ـ ـ ـ ــية المنازعات
أن األساس في تصنيف هذه المنازعات يعود إلى سبب نشأتها أو موضوعها.
الرياضية ،حيث ّ
أن الباحثة ال تتّفق بتاتًا مع تقس ـ ـ ـ ـ ــيم أنواع المنازعات الرياض ـ ـ ـ ـ ــية إلى منازعات داخلية وأخرى
كما ّ
أن أطراف المجتمع الرياض ــي قد تكون تابعة على س ــبيل المثال إلى عدة دول مختلفة ،وهذا
حيث ّ
ال تفرق مـ ــا بين أطراف النزاع .في حين أن جهـ ــات التحكيم في جميع الـ ــدول ،تفرق مـ ــا بين
اليازيد ،علي ،وساطة المحكمة الرياضية الدولية في المنازعات الرياضية ،مجلة التحدي ،المجلد الثالث عشر ،العدد 68
49
بناء عليه يمكن
ومن أبرز نتائج التقس ــيم المتعلق بموض ــوع المنازعة من وجهة نظر الباحثة ،أنه ً
الجنـائيـة ،أو التحكيم في جميع المنـازعات غير التـأديبيـة والتـأديبيـة ،والوس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاطة في جميع أنواع
50
الفصل الثاني
التي يمكن إحالة األمر إليها لتسوية أنواع المنازعات الرياضية المختلفة .ناهيك عن دور الموفقين
للتسوية للقضاة العاديين ،والتي تعتبر أنسب للتقاضي الرياضي من حيث سرعة وسرية وخصوصية
المقارنة ،وذلك في المبحث األول منه .أما المبحث الثاني ،فيتناول الطرق البديلة ّ
لفض المنازعات
الرياضية.
المبحث األول
إلى عدة محاكم أو درجات على تعدد واختالف مسمياتها من دولة إلى أخرى ،إال أنها تهدف
69
Cécile Chaussard, Droit du sport, Leçon 10 : Le contentieux sportif, Université Numérique
juridique Francophone, 2014, page 4.
51
وتسعى للفصل في المسائل التي ترفع إليها طبقاً للقانون .وعليه ،فإنه من الطبيعي والمسلم به ،أن
وسنبين في هذا المبحث ،إمكانية نظر القضاء العادي في المنازعات الرياضية في دولة قطر
ضمن المطلب األول .بينما سيتناول المطلب الثاني ،القضاء العادي في الدول المقارنة.
المطلب األول
وقبل الحديث عن إمكانية نظر القضاء العادي في دولة قطر في المنازعات الرياضية ،يجب علينا
الفرع األول
حدد قانون السلطة القضائية رقم 10لسنة 2003في المادة الرابعة منه أنواع المحاكم في دولة
ّ
قطر ،وهي :محكمة التمييز ،محكمة االستئناف ،والمحكمة االبتدائية ،وأسند لها االختصاص في
الفصل في المسائل التي تعرض عليها شريطة أن ترفع لها هذه المسائل طبًقا للقانون .كما ّ
نص
52
فإن النظام القانوني القطري أو التشريعات القطرية المتمثلة في قانون السلطة القضائية لم
وعليهّ ،
تحصر اختصاص المحاكم على نوع معين من المسائل أو المنازعات ،إضافة إلى أنها لم تستبعد
بالفصل في المنازعات الرياضية ،وذلك لعدم وجود قانون خاص بالرياضة ،أو على األقل ُوجود
أن ألطراف
مما يعني ّ
ظم مسألة الفصل في المنازعات الرياضية؛ ّ
نص قانوني صريح حتى اآلن ُين ّ
ّ
العادي أو المحاكم العادية للفصل في النزاعات الناشئة بينهم .70فإذا كان النزاع الرياضي الناشئ
يتعلق بمسألة من مسائل القانون المدني أو التجاري ،كأن يكون هناك نزاع بين العب ونادي حول
وهذا األمر يسري كذلك على النزاعات ذات الطابع اإلداري ،والتي يجب أن تحال إلى الدائرة
اإلدارية في المحكمة االبتدائية ،هذا كله شريطة أال يكون هنالك اتفاق أو شرط يقضي بإحالة النزاع
إلى مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي ،ففي هذه الحالة يكون االختصاص لهذه األخيرة.
وجهة رياضية حول بنود العقد المبرم بينهما أن :المقرر في قضاء المحكمة أن األصل في التحكيم
أنه طريق استثنائي لفض الخصومات قوامه الخروج على طرق التقاضي العادية وما تكفله من
راجع حكم محكمة التمييز القطرية ،تمييز مدني ،الطعن رقم 106لسنة ،2011مستخرج من الموقع االلكتروني: 70
53
ضمانات ،ومن ثم فهو مقصور حتماً على ما تنصرف إليه إرادة المحتكمين على عرضه على
هيئة التحكيم.71
إال إذا انصرفت إرادة األطراف من قبل إلى عرضه على هيئة التحكيم.
الفرع الثاني
تماما عن ذلك.
أن الواقع يختلف ً
تقدم من تحليل منطقي لنظام التقاضي في دولة قطر ،إال ّ
رغم ما ّ
قرار اللجنة األولمبية رقم 516لسنة ،2021والتي نصت على أنه" :تعترف اللجنة األولمبية
القطرية بهيئة قطر للتحكيم الرياضي المنشأة بموجب النظام األساسي لمؤسسة قطر للتحكيم
الرياضي ،وال يجوز اللجوء إلى المحاكم العادية بشأن أي خالف رياضي".
تنص المادة 73من من النظام األساسي لالتحادات الرياضية القطرية ،على أن:
كما ّ
" تكون هيئة قطر للتحكيم الرياضي التابعة لمؤسسة قطر للتحكيم الرياضي هي الجهة الوحيدة لحل
كافة النزاعات الرياضية المحلية والتي يكون االتحاد طرفاً فيها بما في ذلك األندية األعضاء في
هذا االتحاد والرياضيين واالداريين والمدربين ووكالء الرياضيين واإلعالميين المعتمدين وكافة
راجع حكم محكمة التمييز القطرية ،تمييز مدني ،الطعن رقم 87لسنة ،2010مستخرج من الموقع االلكتروني: 71
54
األطراف ذات الصلة ويمنع على كافة األطراف اللجوء إلى المحاكم العادية بالدولة لحل النزاعات
الرياضية" .72
وتأكيدا لذلك ،نصت المادة 85من النظام األساسي لالتحاد القطري لكرة القدم ،على أنه:
ً
-1ال يجوز لالتحاد القطري لكرة اليد أو أعضائه أو الالعبين أو اإلداريين أو وكالء الالعبين
رفع أي نزاع رياضي ينشأ بينهم إلى للمحاكم المدنية ،وفي حال االعتراض على ق اررات
لجنة االستئناف باالتحاد القطري لكرة اليد يجب االلتزام بالتدرج وفًقا للخطوات التالية:
أ -الطعن أمام االتحاد اآلسيوي لكرة اليد ،وفي حال االعتراض على ق ارره يجوز الطعن أمام
االتحاد الدولي لكرة اليد وفًقا لإلجراءات والقواعد المحددة بنظامه األساسي.
ب -في حالة االعتراض على قرار االتحاد الدولي يجوز الطعن أمام محكمة التحكيم الرياضية،
-2طبقاً لنصوص النظام األساسي لالتحاد الدولي لكرة اليد المادة ( )21:1فقرة ( ،)1باإلضافة
إلى المواد رقم ( )28,29من الميثاق األولمبي ،والمادة ( )R:27من قانون المحكمة الدولية
-3ال يحق للمحكمة الدولية للتحكيم الرياضي النظر في االعتراض على الق اررات الخاصة
بانتهاك قانون اللعبة ،أو الق اررات الخاصة باإليقاف حتى أربعة مباريات ،أو اإليقاف لمدة
-4طبقاً لنصوص النظام األساسي لالتحاد الدولي لكرة اليد المادة ( )21:1فقرة ( )2يجب
على االتحاد القطري لكرة اليد إخضاع كافة منسوبيه (األعضاء ،الالعبين ،اإلداريين،
72أنظر أيضاً في نص المادة 82من النظام األساسي للرياضة الجامعية .وكذلك نص المادة 101من الئحة المسابقات
التابعة لالتحاد القطري لكرة الطائرة للموسم الرياضي .2020
55
الوكالء) للق اررات الصادرة عن االتحاد االسيوي لكرة اليد ،أو االتحاد الدولي لكرة اليد ،أو
أن هذا المنع قد ورد في ق اررات ولوائح ليس لها نفس القوة الملزمة للدستور أو
والجدير بالذكرّ ،
ُيمنع أشخاص المجتمع الرياضي من ُممارسة حقهم في اللجوء إلى القضاء العادي الوطني؟
الواقع الذي يحدث في المجتمع الرياضي ،وتحديداً فيما يخص الفصل في المنازعات الرياضية،
فاللوائح التي نصت على منع اللجوء إلى المحاكم الوطنية على الرغم من أنها ال تتساوى مع قوة
نصوص الدستور والقانون ،إال أنها تستند إلى لوائح دولية ملزمة حتى لو تعارضت مع قانون
داخلي فهي تغلب عليه ،وهذا كله في سبيل أن تتم اللعبة الرياضية في الدولة.
إن هذا األمر يؤكد لنا الدور القوي الذي يتمتع به القانون الرياضي في هذا العصر،
وفي الحقيقةّ ،
المنازعات الرياضية التي تجبر الدول على اتخاذ وسائل تسوية دولية ُمغايرة لما
وكذلك خصوصية ُ
وتختلف إمكانية نظر القضاء في المنازعات الرياضية في دولة قطر باختالف نوع المنازعة .حيث
يعد القضاء العادي أصيالً وال بديل له في فض المنازعات الرياضية الجنائية ،وال يمكن النظر في
56
في حين ّأنه في المنازعات الرياضية المدنية والتجارية يمكن لألطراف المتنازعة اللجوء إلى القضاء
العادي ،ما لم ُيتفق على وسيلة بديلة لفض المنازعة كالتحكيم أو الوساطة ،فاألمر في اللجوء إلى
المحاكم القطرية في هذا النوع من المنازعات مرتبط بعدم وجود نص أو اتفاق يقضي بخالف ذلك.
أما فيما يخص المنازعات الرياضية التأديبية كتلك المتعلقة بالمنشطات ،فاألمر في اللجوء إلى
التأديبية التابعة للجنة قطر لمكافحة المنشطات .73وعليه ،فإنه في حال ما إذا كانت المنازعة
هذا باإلضافة إلى ما نصت عليه المادة 22من قواعد التحكيم لهيئة قطر للتحكيم الرياضي ،فيما
بأن التحكيم
المنازعات التأديبية بموجب اتفاق مبرم بين األطراف؛ وهذا يعني ّ
حل ُيتعّلق بعدم جواز ّ
أمام المحكمة الرياضية الدولية ،التي تعمل بعد ذلك كسلطة استئناف من الدرجة الثانية .ومثال
ذلك ،ما قررته محكمة التحكيم الرياضية باعتماد قرار اللجنة التأديبية السعودية لقضايا المنشطات
الصادر بتاريخ 15نوفمبر 2013والقاضي بإيقاف أحد الالعبين التابعين للمنتخب السعودي
أللعاب القوى عن المشاركة في المنافسات الرياضية داخلياً وخارجياً لمدة سنتين وستة أشهر.74
نصت المادة 12من النظام األساسي للجنة القطرية لمكافحة المنشطات على أن تشكل هيئة تأديبية مستقلة بقرار من 73
مجلس اإلدارة وتختص بتطبيق كافة اإلجراءات التأديبية المنصوص عليها في المدونة العالمية لمكافحة المنشطات .وهي
هيئة متخصصة في انتهاك أحكام مكافحة المنشطات غير القضايا المحولة إلى محكمة التحكيم الرياضية الدولية ،ويكون لها
االختصاص التلقائي لجميع الرياضيين (الوطنيين والدوليين) وكافة االتحادات الوطنية.
اليازيد ،علي ،مرجع سابق ،صفحة .480 74
57
أيضا ،فقد تقدم أحد العبي كرة اليد التابع لنادي الغرافة الرياضي الستئناف قرار
وفي هذا السياق ً
االتحاد الدولي لكرة القدم بإيقافه عن اللعب لمدة 4سنوات ،حيث أنه في سياق بطولة العالم لكرة
اليد التي أقيمت في فرنسا في عام 2017والتي كان الالعب يتنافس فيها على منتخب قطر ،تم
إخضاعه الختبار مكافحة المنشطات وأفاد المختبر المعتمد من الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات
الالعبين ،وأنه كان يتناول المكمالت الغذائية للرياضين ،وبجهل منه اتضح أنها كانت تحتوي على
أن المستأنف
برفض االستئناف المقدم من أحمد عبد الحق ،وتأكيد إيقافه لمدة أربع سنوات ،بحكم ّ
تماما.75
أن المادة المحظورة قد دخلت لنظامه الغذائي عن غير قصد ً
لم يتمكن من إثبات ّ
وتأكيداً لما تقدم ،نشير إلى نص المادة 54من قانون تنظيم األندية رقم 1لسنة 2016والتي
النظام األساسي لالتحادات الذي بدوره يمنع اللجوء إلى القضاء العادي ،هذا باإلضافة إلى أنه
أحال إلى لوائح االتحادات الدولية ووضعها في نفس مستوى اللوائح الوطنية ،مما يعكس إلزاميتها
في التطبيق.
75
Arbitration CAS 2018/A/5796 Ahmed Abdelhak V. International Handball
Federation (IHF), Award of 27 December 2018. https://jurisprudence.tas-
cas.org/Shared%20Documents/5796.pdf
58
أن أنظمة وقوانين االتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قد حظرت اللجوء إلى
أيضا ،إلى ّ
وتجدر اإلشارة ً
المحاكم العادية لفض المنازعات التي قد تحصل في مجتمع كرة القدم ،وفي هذه الحالة تكون جميع
اتحادات كرة القدم الدولية التابعة للفيفا ممنوعة من اللجوء إلى القضاء العادي.
فقد نصت المادة 64من نظام االتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على أن:
-2اللجوء إلى المحاكم العادية محظور إال إذا وجد ذلك على وجه التخصيص في لوائح الفيفا.
-3االتحادات القارية سوف تضع شرطاً في قانونها أو لوائحها ينص على أنه محظور اتخاذ
المنازعات التي تتعلق باالتحادات ،التحالفات ،النوادي ،الالعبين ،الموظفين واتحادات رسمية أخرى
إلى المحاكم العادية ،إال إذا كانت لوائح الفيفا أو النصوص القانونية الملزمة المتخصصة تنص
أي استئناف
أن ّ
أي طرف لم يفي بالتزامه ،و ّ
أن االتحادات سوف تفرض عقوبات على ّ
وأكدت المادة ّ
59
المطلب الثاني
ولكن الفارق
ّ ال يختلف نظام التقاضي العادي في الدول المقارنة عما هو ُمتبع في دولة قطر،
يتجّلى خاصة في إمكانية نظر المحاكم العادية لهذه الدول في المنازعات الرياضية .وفي الحقيقة،
الفرع األول
تماما عما هو في دولة قطر ،والسبب في ذلك هو وجود قانون خاص بالرياضة ُين ّ
ظم جميع يختلف ً
المسائل المتعلقة بهذا األخير؛ وهو قانون رقم 71لسنة 2017بإصدار قانون الرياضة.
نصت المادة 66من قانون الرياضة المصري في الباب السابع منها بعنوان تسوية المنازعات
وقد ّ
الرياضية ،على أن يكون االختصاص في الفصل في المنازعات الرياضية لمركز التسوية والتحكيم
الرياضي المصري ،وأن تتم التسوية عن طريق الوساطة أو التوفيق أو التحكيم ،إال أن هذه المادة
قد حصرت اختصاص هذه الجهة على المنازعات التي تنشأ عن تطبيق أحكام قانون الرياضة،
عالوة على أن يكون أطراف النزاع من األشخاص أو الهيئات أو الجهات الخاضعة ألحكام هذا
القانون.
60
المنازعات واألطراف الذين يمكنهم اللجوء إلى وترى الباحثةّ ،
أن النص السالف ذكره قد ّبين طبيعة ُ
-1المنازعات التي تنشأ عن تطبيق أحكام هذا القانون وأحكام األنظمة األساسية للجنة
-2المنازعات التي تنشأ بسبب تفسير العقود في المجال الرياضي أو تنفيذها ،ومنها:
61
أن نص المادة 67من قانون الرياضة المصري رقم 71لسنة ّ 2017
نص على والجدير بالذكرّ ،
بناء
بناء على شرط أو مشارطة تحكيم رياضي يرد في عقد ،أو يرد ً
أن اختصاص المركز ينعقد ً
ّ
وهذا يعني ،أنه في صورة حصول نزاع ال يتعلق بتطبيق أحكام قانون الرياضة ،وال يكون ثمة اتفاق
ويترتب على ما تقدم ،بأنه ال يوجد ما يمنع من أن ينظر القضاء العادي (المحاكم) في المنازعات
النص ال مثيل
أن هذا ّ
منه ،على أن يختص القضاء بالفصل في كافة المنازعات والجرائم ،والحال ّ
وعلى الرغم من استحداث نظام قضائي خاص بالفصل في المنازعات الرياضية في جمهورية مصر
قانون الرياضة المصري يتم عرضها أو تقديمها إلى المحاكم العادية ،سواء المدنية أو اإلدارية طبًقا
للقضاء المصري.
وفي هذا األمرُ ،نشير إلى حكم محكمة القضاء اإلداري بمجلس الدولة المصري في الدعوى 2175
لسنة 73قضائية ،الذي أجاز للجهة اإلدارية ولذوي الشأن الطعن على ق اررات الهيئات الرياضية
وبناء على ما سبق ،وبمعنى آخر فإنه في النظام القانوني المصري إذا لم يكن هناك عقد رياضي
يتضمن شرط تحكيم مركز التسوية في حال نشوء أي نزاع ،أو لم يكن هناك الئحة نادي أو أي
62
هيئة رياضية تحيل في الفصل في منازعاتها إلى مركز التسوية والتحكيم الرياضي ،أو الئحة تتعلق
فإن المركز يكون غير مختص بالنظر والفصل في هذا النزاع ،وينعقد
بأحد األنشطة الرياضيةّ ،
وفيما يتعلق باختصاص القضاء العادي في الفصل المنازعات الرياضية في اإلمارات العربية
فإن األمر يختلف عما هو عليه في دولة قطر وجمهورية مصر العربية .وتجدر اإلشارة،
المتحدةّ ،
أنه إلى حتى اآلن ال يوجد قانون خاص ينظم الرياضة في اإلمارات العربية المتحدة.
في الحقيقة ،نصت الفقرة األولى من المادة 5من القانون االتحادي رقم 16لسنة 2016على
اختصاص مركز التحكيم اإلماراتي -دون غيره-في الفصل في المنازعات الرياضية ،وقد وردت
المنازعات المذكورة في نص المادة على سبيل المثال ال الحصر ،فاختصاص مركز التحكيم
اإلماراتي يتسع ليشمل كافة المنازعات الرياضية ،وهو اختصاص حصري ال يشاركه فيه أي جهة
قضائية أخرى.78
المتعلقة باختصاص
كما تضمنت المادة 3من القواعد اإلجرائية لمركز اإلمارات للتحكيم الرياضي ُ
محمد ،محمود ،آليات تسوية المنازعات الرياضية ،الطبعة األولى ،دار النهضة العربية ،مصر ،2021 ،صفحة .22 78
63
والمنازعات ذات الصلة بالرياضة وأمورها المؤسسية في الدولة ،التي يكون أحد أطرافها ّ
أي من
وهذا يعني ،أنها عهدت باالختصاص في الفصل في المنازعات الرياضية لها وحدها دون القضاء
ومن هذا المنطلق ،فقد حجب مركز التحكيم الرياضي اإلماراتي اختصاص القضاء العادي من
النظر في المنازعات الرياضية ،فال والية للقضاء على هذا النوع من المنازعات ،وإذا ما عرضت
وتأكيداً لذلك ،فقد حظرت المادة 59من الالئحة التنفيذية لالتحادات الرياضية الصادرة بقرار رئيس
الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة رقم 40لسنة 2014أن يلجأ االتحاد ومكوناته ومنتسبيه
حجي ،جابر ،الطبيعة القانونية للهيئات الرياضية ،مجلة أكاديمية أبو ظبي القضائية ،عدد خاص ،2018 ،صفحة 80
.254
64
الفرع الثاني
أي طعن يقدم مباشرة إلى المحكمة أو القضاء العادي ،دون أن تكون هناك
وبالتالي ،فإنه ال يقبل ّ
إحالة مسبقة إلى االتحاد ،وذلك تطبيًقا لمبدأ استنفاد طرق الطعن الداخلية لالتحادات ،81أو أن
تم المرور بإجراءات التوفيق اإللزامية التي فرضها قانون الرياضة الفرنسي على بعض
يكون قد ّ
المنازعات.
وعليه ،فإنه يمكن ألطراف النزاع الرياضي بعد استنفاد طرق الطعن الداخلية لالتحادات عند
وجودها ،أن يتقدموا بطلب إلى المحاكم الوطنية من أجل الحصول على االعتراف بحقوقهم التي
يرون أنه قد ّ
تم انتهاكها والمطالبة بالحماية الفعالة لها.
81
Elie Yamdjie, Le consentement dans l’arbitrage des litiges sportifs, Université Nice Sophia
Antipolis,2013, page.359.
65
دائما ،ففي بعض الحاالت يجب أن تعرض النزاعات الناشئة داخل االتحادات
وهذا األمر ال يؤخذ به ً
على القاضي العادي ،وذلك حينما يكون خارجا عن نطاق مهمة الخدمة العامة المتمثلة في تنظيم
المسابقات ،وتتعلق على سبيل المثال باإلدارة الداخلية لالتحاد أو ممارسة سلطة خارجة عن نطاق
الرياضية ،إضافة إلى أنها تطبق ازدواجية أنظمة التقاضي المميزة للنظام القضائي الفرنسي بشكل
كامل ،حيث تشترك المحاكم اإلدارية والمحاكم القضائية في تسوية المنازعات الرياضية الفرنسية.
الرياضية) هي في الواقع أشخاص اعتبارية بموجب القانون الخاص ،تحكمها قواعد القانون العام،
وتخضع إلشراف القاضي العادي ،ولذلك فإن جزء كبي ار من المنازعات الرياضية يكون ضمن
المختصة بالبت في المنازعات الناشئة عنها .83هذا باإلضافة ،إلى أنه بموجب القانون العام
82
Thomas Clay : Arbitrage et modes alternatifs de règlement des litiges : juin 2006 - octobre
2007, Recueil Dalloz, 2008, page.18.
على سبيل المثال :في المنازعات المتعلقة بإبرام وتنفيذ وإنهاء عقود العمل التي تبرمها الجهات الرياضية المختلفة مع 83
جميع أطراف المجتمع الرياضي (الرياضيون والمدربون والحكام الخ )..يتم إحالة االمر لقاضي العمل للنظر فيها .أنظر في
المرجعCécile Chaussard, Droit du sport, Leçon 10: Le contentieux sportif, Université :
Numérique juridique Francophone, 2014, page 18.
66
الفرنسي ينظر القاضي المدني في دعاوى البطالن الموجهة ضد ق اررات مختلف الجهات الرياضية
باإلضافة إلى ذلك ،تجد المحاكم التجارية في فرنسا أنه من الضروري التدخل في المسائل الرياضية،
فالمحكمة القنصلية تكون مختصة في المقام األول بالنظر في المنازعات المتعلقة بالجمعيات
الرياضية ،على سبيل المثال تعيين أو فصل مديري الجمعيات أو فيما يتعلق بمسؤولية هؤالء
المديرين.
العادية لتسويتها ،ولكن يلزم قبل عرضها أن تستنفد الطريق المحدد لها في قانون الرياضة الفرنسي؛
جميع ما هو ُمتّبع في ُك ّل من دولة قطر ،أو الدول المقارنة كجمهورية مصر العربية أو دولة
المبحث الثاني
إن عدم توافق القضاء العادي مع الطبيعة الخاصة للرياضة ،فضالً عن رغبة المجتمع الرياضي
إن مختلف هذه األسباب أوجبت في الواقع إنشاء وسائل للتقاضي مختلفة
في تسوية نزاعاته كأسرةّ ،
تكون من خارج نظام القضاء العادي .ومن ضمن هذه الوسائل ،نظام القضاء الداخلي لالتحادات
67
سلفا-تتميز بطبيعة خاصة ،وخصوصيات تميزها عن غيرها
أن الرياضة -كما أوضحنا ً
وبحكم ّ
من المنازعات من قبيل الحاجة إلى أن تكون إجراءات الفصل فيها أسرع مما هي عليه في التقاضي
تبعا لذلك موقف المحاكم فيما يتعلق بأعمالها .هذا باإلضافة ،إلى
السياسية واالقتصادية ،فقد تغير ً
أن القضاء العادي ال يتمتع أصحابه بالخبرة واإللمام الكافي بالتنظيم الرياضي ،وطبيعة األنشطة
ّ
الرياضية وقواعدها.
سنقسم هذا المبحث إلى مطلبين :سنتناول في المطلب األول التحكيم الرياضي ،وسنخصص
وعليهّ ،
المطلب األول
التحكيم الرياضي
تخصصة
أي ُسلطة مستقلة ُم ّ
العليا لالهتمام بقضية المنازعات الرياضية .هذا فضالً عن عدم وجود ّ
حل المنازعات والمسائل المتعلقة بالرياضة في ذلك الوقت .وعليه ،كان من الطبيعي أن يتداول
في ّ
الرياضية ،وصوالً إلى إنشاء محاكم رياضية متخصصة ،يكون الهدف منها ّ
حل المنازعات والدعاوى
تعد آلية التحكيم الرياضي الوسيلة القانونية التي اعتمدتها لوائح االتحاد الدولي لكرة القدم بشأن فض المنازعات الناشئة 84
عن عقود العبي كرة القدم المحترفين .راجع :عبده ،مرسي ،التحكيم في المنازعات الناشئة عن عقود العبي كرة القدم
المحترفين ،مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية ،المجلد السابع عشر ،العدد الثاني ،2020 ،صفحة .69
68
وسنبين في الفرع األول من هذا المطلب ،مفهوم التحكيم الرياضي ،في حين سنخصص الفرع
الفرع األول
بداية وقبل الخوض في الحديث عن التحكيم الرياضي وهيئات التحكيم المختصة بالفصل في
اء الدولية منها والمتمثلة خاصة في محكمة التحكيم الرياضية ،أو تلك
المنازعات الرياضية؛ سو ٌ
الهيئات الوطنية ،مثل هيئة قطر للتحكيم الرياضي في دولة قطر ،ومركز اإلمارات للتحكيم الرياضي
في دولة االمارات العربية المتحدة ،ومركز التسوية والتحكيم الرياضي في جمهورية مصر العربية.
اما علينا التعريف بالتحكيم بداية ،وذلك من خالل استعراض موقف الفقه والقانون
لذا ،كان لز ً
بأنه أحد وسائل الفصل في المنازعات والذي يعهد به ألفراد عاديين دون اللجوء إلى قضاء الدولة
بمقتضاه قضاء الدولة ويختارون أفراداً للفصل في المنازعات التي تثار بينهم.87
عبد القادر ،ناريمان ،اتفاق التحكيم ،الطبعة األولى ،دار النهضة العربية ،مصر ،2016 ،صفحة .44 85
الزم ،حسين ،الفصل في المنازعات الرياضية بالتحكيم ،الطبعة األولى ،منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان،2019 ، 86
صفحة .20
عبد الكامل ،علي ،مرجع سابق ،صفحة .45 87
69
قضائيا ،فقد قضت محكمة النقض المصرية في النقض رقم 70/86بجلسة
ً وفي تعريف التحكيم
العادية وال يتعلق شرط التحكيم بالنظام العام ويجب التمسك به أمام المحكمة فهي ال تعنى بإعماله
من تلقاء نفسها ويجوز التنازل عنه صراحة أو ضمناً ويسقط الحق فيه بإثارته متأخ اًر بعد التكلم
2لسنة 2017التحكيم في المادة األولى من الفصل األول منه بأنه" :أسلوب اتفاقي قانوني لحل
وفي الحقيقة ،لم يرد تعريف للتحكيم في األنظمة األساسية وال القواعد الخاصة بهيئات التحكيم
هذه الدول والذي بدوره قد قام بتوضيح مفهوم التحكيم ،هذا باإلضافة إلى المفاهيم التي وردت في
االجتهادات الفقهية.
تعددت المفاهيم المتعلقة بالتحكيم إالّ أنه يظل يحمل نفس الفكرة ،وهو أنه وسيلة من الوسائل
ومهما ّ
البديلة للفصل بين األطراف في نزاع حول مسألة أو منازعة قانونية ًأيا كان موضوعها.
عثمان ،سعيد ،التوفيق والتحكيم في القوانين الوطنية والدولية ،الطبعة األولى ،منشأة المعارف ،مصر ،2014 ،صفحة 88
.40
89نصت المادة الرابعة من قانون التحكيم المصري رقم 27لسنة 1994على أنه :ينصرف لفظ التحكيم في حكم هذا القانون
اء كانت الجهة التي تتولى إجراءات التحكيم بمقتضى اتفاق
إلى التحكيم الذي يتفق عليه طرفي النزاع بإرادتهما الحرة سو ً
الطرفين منظمة أو مركز دائم للتحكيم أو لم يكن كذلك.
وكذلك نصت المادة األولى من القانون االتحادي رقم 6لسنة 2018بأن التحكيم هو :وسيلة ينظمها القانون يتم من خاللها
الفصل بحكم ملزم في نزاع بين طرفين أو أكثر بواسطة هيئة التحكيم بناء على اتفاق األطراف.
70
أما في المجال الرياضي ،فيعرف التحكيم بأنه وسيلة لتسوية المنازعات المتعلقة بالجانب الرياضي
عن طريق محكم أو مجموعة محكمين بشرط أن يكون عددهم وت اًر .90كما عرفه البعض بأنه
عرض للمسائل أو المنازعات الرياضية القانونية على المحكمين رغبة في التوصل إلى حل لها.91
بينما يرى أحد الفقهاء ،أن التحكيم الرياضي ،هو " :قضاء في خصومة بين أفراد طبيعيين أو بينهم
نشأ أو من المحتمل أن ينشا في المستقبل أو وفقاً لنص في القانون أو األنظمة األساسية الحاكمة
يتم بمقتضاه تفويض محكم فرد أو هيئة تحكيم تتمتع بسلطة حسم النزاع بحكم ملزم له الحجية
وقابل للتنفيذ".92
عد التحكيم الرياضي في الوقت الحالي إحدى الوسائل التقليدية لفض المنازعات الرياضية،
وعليهُ ،ي ّ
ويعود الفضل في ذلك إلى محكمة التحكيم الرياضي التي أحدثت نقلة جديدة في وجود آليات ذات
أن التحكيم يتمتع بمزايا عدة ال يمكن حصرها ،إال أننا سنذكر منها التالي:93
أيضاّ ،
والجدير بالذكر ً
-يتمتع التحكيم بالمرونة ،فهو يقوم على تبسيط إجراءات الفصل في المنازعات والتحرر من
عواد ،إحسان ،المنازعات الرياضية المنظورة لدى محكمة التحكيم الرياضية وضمانات االستقاللية والموضوعية لق اررتها، 91
مجلة علوم الرياضة ،المجلد التاسع ،العدد الثامن والعشرين ،2017 ،صفحة .12
مصباح ،كمال ،التحكيم الرياضي بين القانون الداخلي والدولي ،الطبعة األولى ،دار الجامعة الجديدة للنشر،2020 ، 92
صفحة .34
سيدة ،ريتا ،الوساطة – دراسة مقارنة ،الطبعة األولى ،منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان ،2020 ،صفحة .65 93
71
-يتيح نظام التحكيم السبيل إلى سرعة الفصل في المنازعات ،فهو يسعى إلى التغلب على
بطئ اإلجراءات.
-يقوم التحكيم على مبدأ الرضائية واالتفاق ،فالمحكم يتمتع بحرية أكثر من القاضي ال سيما
في تحديد القانون الذي يطبق على النزاع ،وال يتقيد إال بالضمانات األساسية للتقاضي
وبسبب هذه المميزات التي يتمتع بها التحكيم ،وباإلضافة إلى الخصوصية التي تتمتع بها المنازعات
ووطنيا.
ً إقليميا
دوليا و ً
لفض المنازعات الرياضية ً
تم اعتماده كوسيلة بديلة ّ
الرياضية ،فقد ّ
كما يعد التحكيم قضاء خاصا وأصيال للفصل في المنازعات الرياضية ،94وذلك بحكم عدم وجود
فإن
تخصص في هذا النوع من المنازعات على المستويين الداخلي والدولي ،لذا ّ
قضاء خاص ُم ّ
بأن مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي تأخذ بآلية التحكيم كوسيلة لفض المنازعات
والجدير بالذكرّ ،
الرياضية ،فهي تملك قواعد تحكيم خاصة بها تشتمل على 55مادة جميعها تتعلق بتنظيم التحكيم
ولكي تطبق قواعد التحكيم على النزاع الرياضي ،فقد نصت المادة األولى من قواعد التحكيم لهيئة
-1حالة اتفاق األطراف على إحالة النزاع المتعلق بالرياضة إلى الهيئة.
جدير بالذكر أن هيئة التحكيم التي شكلتها دولة الكويت هي الوحيدة التي يمكن القول بأنها تمثل وسيلة فضائية لفض 94
النزاع ،ذلك أن هذه الهيئة أنشئت بقانون وليس بقرار إداري .راجع :عبد العزيز ،أسامة ،حول النزاعات الرياضية وسبل فضها-
المحاكم الرياضية ،مرجع سابق ،صفحة .8
طاهر ،محمد ،تسوية المنازعات الرياضية بالتحكيم – دراسة مقارنة ،مرجع سابق ،صفحة .1 95
72
-2بموجب بند تحكيم وارد في عقد أو الئحة أو بسبب اتفاقية تحكيم خاصة الحقة على نشوب
النزاع في حالة إجراءات التحكيم العادي ،أو يشمل استئنافاً ضد أي قرار يتخذه أي اتحاد
أو جمعية أو كيان رياضي في حال نص النظام األساسي أو لوائح تلك الهيئات على
بأن المقصود بالقانون القطري في نص هذه المادة ،هو قانون التحكيم القطري
القطري .ونحن نرى ّ
وفي الحقيقة تنسجم االحكام الواردة في قواعد التحكيم مع فكرة التحكيم كوسيلة لحل المنازعات،
وكذلك تراعي قواعد التحكيم خصوصية المنازعات الرياضية من حيث ضمان السرعة ومرونة
كما أخذت جمهورية مصر العربية بآلية التحكيم للفصل في المنازعات الرياضية التي قد تنشأ في
المجتمع الرياضي ،وعهدت بهذا االختصاص إلى مركز التسوية والتحكيم الرياضي.
وحسب نص المادة 3من الئحة النظام األساسي لمركز التسوية والتحكيم الرياضي ،يتوقف انعقاد
بناء على شرط تحكيم باتفاق بين طرفي المنازعة على تسوية ما قد ينشأ
إما ًاختصاص المركز ّ
بينهما من نزاع بشأن هذه العالقة بطريق التحكيم ،أو بناء على مشارطة تحكيم والتي تنشأ باالتفاق
73
أيضا ما ذهب إليه القانون االتحادي رقم 16لسنة 2016في شأن إنشاء مركز اإلمارات
وهذا ً
للتحكيم الرياضي ،وكذلك ما نصت عليه المادة 3من القواعد اإلجرائية لمركز اإلمارات للتحكيم
الفرع الثاني
محكمة التحكيم الرياضية ،أو هيئات وطنية؛ مثل هيئة قطر للتحكيم الرياضي في دولة قطر،
ومركز اإلمارات للتحكيم الرياضي في دولة االمارات العربية المتحدة ،ومركز التسوية والتحكيم
الرياضي في جمهورية مصر العربية .وما يهمنا بالتأكيد عليه في هذا الفرع ،هو الحديث عن
تعد محكمة التحكيم الرياضية من المحاكم الدولية األكثر خبرة في حسم المنازعات الرياضية ،وهي
ّ
أو الوساطة ،97وذلك من خالل تكليف المحكمين أو الوسطاء التابعين لها بذلك ،وهذا ما أكدته
المادة الثالثة من قواعد إجراءات التحكيم الرياضي التابعة لمحكمة التحكيم الرياضية ،حيث جاء
فيها" :أن لمحكمة التحكيم الرياضية قائمة محكمين ،ومن خالل وسيط التحكيم الذي يتكون من
بالرجوع إلى الجدول اإلحصائي الذي يقسم جملة القضايا المعروضة على المحكمة منذ نشأتها سنة 1984إلى سنة 97
،2014فقد بحثت المحكمة في 458نزاع أمام الغرفة العادية و 2836نزاع أمام غرفة االستئناف و 81نزاع أمام الغرفة
الخاصة باأللعاب األولمبية وقد كانت المحكمة تقوم بإجراء االستشارة والذي تم إلغاؤه منذ سنة .2009راجع :بإسماعيل،
نبيل ،التحكيم الدولي في النزاعات الرياضية ،رسالة ماجستير ،جامعة قاصدي مرباح ،الجزائر ،2016 ،صفحة .7
74
لجان تتألف من محكم واحد أو ثالثة محكمين تتوصل إلى الحل التحكيمي للنزاعات الناشئة في
مجال الرياضة".98
وتخضع جميع أنواع المنازعات المتعلقة بالجانب الرياضي إلجراءات التحكيم االعتيادي التي يتبعها
يتم اللجوء إليه في حالة ما إذا كان هناك محل طعن استئنافي على قرار اتخذته االتحادات
ّ
والمنظمات أو األجهزة والهيئات الرياضية ،وذلك متى ما كانت قواعدهم قد نصت على جواز
االستئناف ،أو عند وجود اتفاق ينص على جواز اللجوء إلى قضاء التحكيم االستئنافي.100
وتنطبق إجراءات التحكيم االستئنافي على الطعون المتعلقة بق اررات المنظمات الرياضية أو الق اررات
التأديبية ،وتصل عادة إلى حوالي تسعين في المائة من قضايا محكمة التحكيم الرياضية.101
عمروش ،سعاد ،محكمة التحكيم الرياضية الدولية آلية قانونية لحل النزاعات الرياضية ،مجلة العلوم القانونية والسياسية، 98
101
Ananya Bharadwaj, ‘Sports Disputes and Arbitration’, [2019], Page 3.
75
وتختلف إجراءات سير الدعوى بالنسبة للغرفتين على األقل في ثالثة أوجه:102
-1على خالف مطلب التحكيم العادي يكون قبول الطعن باالستئناف ضرورة بعد استيفاء كل
-2في حين يكون القانون السويسري هو المنطبق على أصل النزاع في التحكيم العادي ،تنطبق
وبصفة احتياطية قوانين الدولة التي تمر بها مقر الهيكل الدولي.
فإن الق اررات التحكيمية الصادرة في الغرفة االستئنافية خاضعة من حيث المبدأ للنشر.
باإلضافة إلى آلية التحكيم ،تأخذ محكمة التحكيم الرياضية بآلية أخرى لتسوية المنازعات الرياضية؛
استنادا إلى قواعد محكمة التحكيم الرياضية ،يخضع قرار الوساطة لحرية إرادة
أال وهي الوساطة .و ً
أطراف النزاع ،وحسن نيتهم في الوصول إلى حل وفق اإلجراءات المقررة ،ويخرج من نطاق الوساطة
حالتين:104
الدخلي ،معطي ،عقود انتقال الالعبين المحترفين ،الطبعة األولى ،مجمع األطرش للنشر والتوزيع ،تونس،2018 ، 102
صفحة .176
عبد هللا ،عبد الحي ،مرجع سابق ،صفحة .162 103
نصت المادة 27من قواعد إجراءات محكمة التحكيم الرياضي على أنه " تسري إجراءات التحكيم عندما يتفق األطراف 104
على ذلك ،وكان النزاع متعلق ًا بالمجال الرياضي حيث أن االتفاق يمثل الشرط التحكيمي المنصوص عنه أما في عقد أو في
األنظمة الرياضية أو في اتفاقية تحكيم".
76
-1وجود نص صريح في اللوائح الخاصة باالتحادات أو المنظمات الرياضية يتضمن صراحة
-2أن يكون هناك اتفاق صريح بين الطرفين على تسوية المنازعة القانونية الرياضية لدى
أن األمر الغالب في المجتمع الرياضي ،أن يكون هذا االتفاق في
ومن المفيد اإلشارة ،إلى ّ
شكل بند تتضمنه األنظمة القانونية للهيئات الرياضية ،مفاده جواز اللجوء للتحكيم الرياضي
الدولي.106
تختص محكمة التحكيم الرياضي الدولية بالنظر في المنازعات الرياضية ذات الطبيعة التجارية،
ّ
من ضمنها تلك النزاعات الناشئة عن تنفيذ العقود في المجال الرياضي ،من قبيل الخالفات التي
تحصل حول تنفيذ عقود الوكالء الرياضيين .هذا باإلضافة ،إلى المنازعات الرياضية ذات الطابع
المدني ،مثل دعاوى التعويض عن إصابات المالعب ،ودعاوى نقل الالعبين ،وغيرها من الدعاوى
المنازعات بالقضايا االنضباطية ،ومنها قضايا المنشطات وأعمال الشغب والعنف في المالعب.
يتم معالجة هذا النوع من المنازعات ،عن طريق سلطات رياضية محلية مختصة تابعة
وغالبا ما ّ
ً
تنص المادة 61.2من الميثاق األولمبي على أن "أي نزاع ينشأ بمناسبة أو فيما يتعلق باأللعاب األولمبية يجب تقديمه 105
حصرياً إلى محكمة التحكيم الرياضية ،وفقاً لقانون التحكيم المتعلق بالرياضة" أنظر فيCAS OG 22/03 Megan :
.Henry v. International Bobsleigh & Skeleton Federation
أنظر في نص المادة 42من النظام األساسي للجنة األولمبية القطرية. 106
77
موضوعا لالستئناف أمام محكمة التحكيم
ً لالتحادات أو أي هيئة رياضية محلية ،ثم تصبح
أسس ودية ،عن طريق إجراءات الوساطة إال أن هذه األخيرة ال تكون ملزمة لهم.107
هذا باإلضافة للمنازعات الرياضية ذات الطبيعة المؤقتة التي ترتبط بأحداث رياضية تحدث أثناء
ومن بين الق اررات الوقتية التي أصدرتها محكمة التحكيم الرياضية الدولية قبل القرار والحكم
النهائي ،108هو القرار الصادر بإيقاف جوزيف بالتر وكذلك بالتيني عن العمل لمدة تسعين يوما
تأسست مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي باعتبارها مؤسسة خاصة للمنفعة العامة ،110الغرض منها
ّ
حل المنازعات في القطاع الرياضي في دولة قطر من خالل التحكيم والوساطة .وتكمن الغاية
هو ّ
107هالل ،أحمد السيد ،النظام االجرائي للمنازعات الرياضية في ضوء قانون المرافعات ،مجلة كلية الحقوق للبحوث القانونية
واالقتصادية ،المجلد األول ،العدد األول ،2018 ،صفحة .1351
108محمود ،أحمد سيد ،مرجع سابق ،صفحة .15
عواد ،إحسان ،مرجع سابق ،صفحة .56 109
المؤسسين هم اللجنة األولمبية القطرية واالتحاد القطري لكرة القدم والرابطة القطرية لالعبين ومؤسسة إدارة النجوم .أنظر 110
78
تم هيكلة مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي وآليات عملها على غرار محكمة التحكيم الرياضية
لقد ّ
الدولية ،وذلك لضمان اعتماد أفضل الممارسات الدولية ،ولكي تكون للمؤسسة ً
أيضا سلطة مستقلة
حل
إن الهدف األساسي والرئيسي الذي تسعى مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي إلى تحقيقه ،هو ّ
ّ
المنازعات الرياضية من خالل منظومة ذات معايير عالمية توفر خدماتها بسالسة وشفافية ،وكفاءة،
وسرعة وسهولة.
قسما للتحكيم العادي ،وآخر للتحكيم االستئنافي والوساطة ،وهي بذلك تتشابه مع
تتضمن المؤسسة ً
لإلجراءات العادية ،كما يتولى ُممارسة جميع االختصاصات األخرى ذات الصلة باإلدارة الفعالة
سلفا للتحكيم
في حين يتمثل اختصاص قسم التحكيم االستئنافي -إضافة إلى االختصاص المذكور ً
تنص األنظمة
العادي-في تسوية المنازعات التي تتضمن ق اررات الجهات الرياضية ،شريطة أن ّ
مكتوبة.
وتأكيدا لما تقدم ،حكمت هيئة التحكيم التابعة لمؤسسة قطر للتحكيم الرياضي في حكمها رقم 006
ً
لسنة 2020الصادر ضد االتحاد القطري للفروسية والخماسي ،على جواز استئناف القرار الصادر
ضد أحد أعضاء االتحاد بتعليق عضويته ،وذلك أمام قسم التحكيم االستئنافي التابع لهيئة قطر
أنظر في المادة 32من النظام األساسي لمؤسسة قطر للتحكيم الرياضي. 111
79
استنادا إلى نص المادة 72من النظام األساسي لالتحاد القطري للفروسية
ً للتحكيم الرياضي ،وذلك
والخماسي الحديث ،القاضي باختصاص المؤسسة بالنظر في النزاعات ذات الصلة باالتحاد ،وال
ينال من ذلك دفع االتحاد بعدم اختصاص الهيئة بنظر طلب التحكيم الماثل".112
أما فيما يخص قسم الوساطة ،فالهدف منه هو تسهيل عملية تسوية المنازعات الرياضية بين
الجهات الرياضية واألفراد ،وذلك عن طريق إجراءات الوساطة المنصوص عليها في قواعد الوساطة
ولكي ُيطبق النظام األساسي وقواعد التحكيم والوساطة التابعة لمؤسسة قطر للتحكيم الرياضي ،فقد
نص النظام
نصت المادة 9من النظام األساسي لمؤسسة قطر للتحكيم الرياضي على شرط ّ
ّ
األساسي ألي اتحاد أو رابطة ،أو أي من الجهات الرياضية في دولة قطر ،أو بناء على اتفاق
خاص مكتوب؛ على إجراء التحكيم أو الوساطة في المنازعات الرياضية ،بما في ذلك المنازعات
استنادا
ً قطر للتحكيم الرياضي ،هي الجهة الوحيدة للفصل في المنازعات الرياضية المحلية ،وذلك
لنص المادة 73من النظام األساسي لالتحادات الرياضية القطرية ،والتي نصت على أن:
حكم تحكيم استئنافي رقم 006لسنة 2020صادر عن هيئة قطر للتحكيم الرياضي. 112
80
" تكون هيئة قطر للتحكيم الرياضي التابعة لمؤسسة قطر للتحكيم الرياضي هي الجهة الوحيدة لحل
كافة النزاعات الرياضية المحلية والتي يكون االتحاد طرفاً فيها بما في ذلك األندية األعضاء في
هذا االتحاد والرياضيين واالداريين والمدربين ووكالء الرياضيين واإلعالميين المعتمدين وكافة
األطراف ذات الصلة ويمنع على كافة األطراف اللجوء إلى المحاكم العادية بالدولة لحل النزاعات
الرياضية .ويجوز استئناف أي قرار يتخذ من قبل اللجان التأديبية أو االنضباطية أو القضائية
التابعة لالتحادات أمام هيئة قطر للتحكيم الرياضي ،ويتم تسويته نهائياً وفقاً لقواعد التحكيم المعتمدة
لدى الهيئة".
يخص استئناف الق اررات ،فقد نصت المادة 87على سبيل المثال من الئحة االنضباط التابعة
وفيما ّ
لالتحاد القطري لكرة القدم ،على أنه" :يجوز استئناف بعض الق اررات الصادرة من اللجان
113
أمام هيئة قطر للتحكيم الرياضي". القضائية
أن عدد االتحادات الرياضية القطرية يبلغ 23اتحادا رياضيا ،وجميع هذه
والجدير بالذكرّ ،
113يقصد باللجان القضائية في نص هذه المادة ،اللجان المنصوص عليها في الئحة االنضباط والتي يكونها االتحاد القطري
لكرة القدم للنظر في المخالفات وذلك كلجنة االنضباط ولجنة االخالق.
81
-3االتحاد القطري للدراجات الهوائية والترايثلون
نصا وذلك فضالً عن اللوائح الخاصة األخرى التي تصدرها هذه االتحادات ،والتي تتضمن ً
أيضا ً
ومثال ذلك ،ما تضمنه الفصل التاسع من الئحة أوضاع وانتقاالت الالعبين التابع لالتحاد القطري
لكرة القدم ،2023-2022والذي قضى بإعطاء الصالحية الكاملة لهيئة قطر للتحكيم الرياضي
للنظر في المنازعات الرياضية المرتبطة بهذه الالئحة ،وهذا شريطة أال يكون قد ُعهد بهذا
نصت المادة 35من الئحة أوضاع وانتقاالت الالعبين التابعة لالتحاد القطري لكرة القدم على أنه: 114
-1يكون لهيئة قطر للتحكيم الرياضي الصالحية الكاملة في النظر في المنازعات المرتبطة بهذه الالئحة ما لم تكن
هذه الصالحية من اختصاص االتحاد القطري لكرة القدم ،أو أي هيئة مختصة أخرى تابعة لالتحاد القطري لكرة
القدم أو هيئة قضائية تابعة لالتحاد القطري لكرة القدم.
-2يتم تحديد االختصاصات واإلجراءات الخاصة بهذه الهيئات /المحاكم إن وجدت ،في اللوائح ذات الصلة التي تحكم
هذه الهيئات /المحاكم.
-3في جميع الحاالت يحق لالتحاد القطري لكرة القدم التوسط في تسوية أي منازعات مرتبطة بهذه اللوائح.
82
المطلب الثاني
عالوة على نظام التحكيم ،وما يتميز به من ُمميزات عديدة تتالءم مع طبيعة المنازعات الرياضية،
فقد لجأت الدول -ومن بينها دولة قطر-إلى اعتماد وسائل بديلة أخرى لفض المنازعات الرياضية،
وهي وسائل تُعتبر ودية وسريعة مقارنة بنظام التحكيم الرياضي ،وذلك من أجل تسهيل اإلجراءات
خصص هذا المطلب لبيان هذه الوسائل البديلة ،من قبيل الوساطة الرياضية التي سنتناولها
وسي ّ
ُ
الفرع األول
الوساطة الرياضية
على الرغم من اعتبار الوساطة من الطرق غير القضائية للفصل في المنازعات ،إال أنها تُساهم
أن الوساطة الرياضية تسعى إلى تحقيق أحد الهدفين :إما حل المنازعات
وتجدر اإلشارة ،إلى ّ
الناشئة عن ممارسة النشاط الرياضي ،وهذا ما اعتمدته مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي كأسلوب
لحل المنازعات الرياضية .وإما أن يكون هدفها الرئيس التقريب بين األطراف أو تمثيل أحدهما
عبد العظيم ،أبو الخير ،الوساطة في تسوية المنازعات ،الطبعة األولى ،المركز القومي لإلصدارات القانونية ،مصر، 115
،2017صفحة .37
83
بغرض إبرام عقد رياضي أو عقد انتقال العب من نادي إلى آخر .وسيقتصر موضوع دراستنا
لقد اختلف الفقه في تحديد مفهوم الوساطة ،فذهب البعض إلى تعريفها بأنها نظام قانوني يختار
شخصا من الغير باتفاق بينهم ،وذلك ليساعدهم في الوصول إلى تسوية رضائية
ً فيه أطراف النزاع
"وسيلة ودية لتسوية النزاع ،يتم االلتجاء إليها باتفاق األطراف ،أو بناء على طلب من المحكمة".119
كما عرف المشرع الفرنسي الوساطة في المادة 21من القانون رقم 125لسنة 1995المعدل
لقانون المرافعات المدنية ،حيث نص على أنها " :كل عملية منظمة ،يحاول من خاللها طرفان أو
البراوي ،حسن ،الجوانب القانونية للوساطة الرياضية في القانون القطري ،مقال قدم في مؤتمر القانون والرياضة في 116
،2019صفحة .19
وعرفت أيضاً بأنها "أسلوب من أساليب الحلول البديلة لفض المنازعات التي تقوم على توفير ملتقى لألطراف المتنازعة 118
لالجتماع والحوار وتقريب وجهات النظر فيما بينهم بمساعدة شخص محايد؛ وذلك في محاولة الوصول إلى صلح بينهما ،أو
هي آلية بديلة للتقاضي تهدف إلى فض النزاع" .راجع :قصير ،أكرم ،المعين في دراسة التأصيل القانوني لحق االلتجاء إلى
الوساطة كحل بديل للنزاعات المدنية والتجارية ،الطبعة األولى ،المركز العربي للدراسات والبحوث العلمية ،لبنان،2018 ،
صفحة .62
كما تم تعريف الوساطة في القانون االتحادي رقم 6لسنة 2021بشأن الوساطة لتسوية المنازعات المدنية والتجارية 119
بأنها وسيلة اختيارية بديلة يلجأ إليها األطراف المتنازعين للتسوية الودية للمنازعات المدنية والتجارية التي نشأت أو قد تنشأ
بين أطراف عالقة قانونية أو عقدية أو غير عقدية.
84
أكثر الوصول إلى اتفاق ،بعيداً عن كل إجراء قضائي من أجل التسوية الودية لمنازعاتهم ،وذلك
الرياضية ،فالنظام األساسي وقواعد الوساطة الخاصة بمؤسسة قطر للتحكيم الرياضي لم تتطرقا
يريد من ذلك التعريف حسم نزاع فقهي قائم حول تلك المسألة.120
المتبعة في آلية
لفض المنازعات الرياضية ،وقد نظمت لها قواعد مستقلة تختلف عن تلك ُ
الرياضي ّ
التحكيم.
وعليه تشتمل مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي على قسم مختص بالوساطة ،الهدف منه هو تسهيل
تسوية المنازعات بين الجهات الرياضية واألفراد ،وذلك عن طريق اإلجراءات المنصوص عليها
وحسب ما هو متبع في مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي ،تُطبق قواعد الوساطة إذا اتفق األطراف
أنظر في القسم األول من قواعد الوساطة لهيئة قطر للتحكيم الرياضي. 121
85
مستوفيا للشروط ،إلى األمانة العامة؛ وهي المكتب اإلداري التابع لهيئة
ً تقديم طلب وساطة يكون
لفض
أن األطراف يمكنهم االتفاق فيما بينهم ،واختيار الوساطة كآلية ّ
تطبيق قواعدها؛ وهذا يعني ّ
كما نصت المادة األولى من قواعد الوساطة على حالة حصول تعارض ما بين نصوص هذه
القواعد والقانون القطري ،وقد أعطت األولوية في التطبيق للقواعد إال إذا كان محل التعارض مما
وقد بينت قواعد الوساطة دور الوسيط في حل النزاع ،والمتمثل في محاولة مساعدة األطراف للتوصل
أن إجراءات
إلى حل مرضي لنزاعهم وليس له أية سلطة لفرض أي تسوية ،كما أشارت القواعد إلى ّ
الوساطة تكون في جلسة واحدة كقاعدة عامة ،ما لم يقرر الوسيط خالف ذلك.
تم النص في قانون الرياضة المصري ،على آلية الوساطة باعتبارها وسيلة من وسائل ّ
فض كما ّ
المنازعات الرياضية المتاحة في مركز التسوية والتحكيم الرياضي المصري .وفي الحقيقة ،فقد
أن نصت المادة 66من قانون الرياضة المصري ،على عبارة الوساطة أو التوفيق؛ ّ
مما يعني ّ
المشرع المصري ُي ّ
قر بالتشابه بين هاتين الوسيلتين.
هوية األطراف وممثليهم (االسم بالكامل ،العنوان ،العناوين الفعلية ،رقم صندوق البريد ،رقم الفاكس ،عنوان البريد أ.
االلكتروني ورقم الهاتف).
ب .نسخة من االتفاقية لتقديم النزاع للوساطة أمام الهيئة.
ت .وصف مختصر عن النزاع.
ث .ما يثبت دفع التكاليف اإلدارية الموضحة في الملحق ( )1من القواعد( .أنظر في نص المادة 2من قواعد الوساطة
لهيئة قطر للتحكيم الرياضي)
86
وقد تم تعريف الوساطة أو التوفيق في المادة األولى من الئحة النظام األساسي لمركز التسوية
والتحكيم الرياضي المصري بأنها" :وسيلة ودية لفض المنازعات الرياضية يتفق بموجبها طرفا النزاع
على إسناد اقتراح التسوية إلى شخص ثالث يدعي (الوسيط أو الموفق)".
ومع ذلك ،نحن ال نتفق مع ما ذهب إليه المشرع المصري في المساواة ما بين هاتين الوسيلتين،
وذلك ألن الوساطة هي وسيلة يقوم بمقتضاها شخص بتقريب وجهات النظر بين األطراف المتنازعة
كل من
وبناء عليه ،يمكن التمييز بين الوساطة والتوفيق ،من جهة حدود الدور الذي يقوم به ّ
ً
الوسيط والموفق ،فالوسيط يقوم بمهمة تقريب وجهات النظر بين أطراف النزاع دون اقتراح ّ
حل
للنزاع ،بينما الموفق يشمل دوره عرض الحل المرضي للطرفين .124فالوساطة قد تكتسب طابع
تم النص على آلية الوساطة في الفقرة الثانية من المادة 28من قانون التحكيم للمحكمة
كما ّ
الرياضية الدولية ،والتي نصت على أنه" :تستطيع المحكمة أن تتوصل إلى حل النزاعات المتعلقة
تم تعريف الوساطة في المادة األولى من الئحة الوساطة التابعة لمحكمة التحكيم الرياضية
وقد ّ
بأنها " :إجراء غير ملزم وغير رسمي ،يستند إلى اتفاق وساطة ،يلتزم فيه كل طرف بالسعي بحسن
سالمة ،عبد الكريم ،النظرية العامة للنظم الودية لتسوية المنازعات ،الطبعة األولى ،دار النهضة العربية ،مصر،2013 ، 123
صفحة .133أيضاً :محمود ،أحمد ،نطاق تطبيق قانون فض المنازعات رقم 7لسنة ،2000الطبعة األولى ،دار النهضة
العربية ،مصر.2002 ،
124
Noel Melin, la mediation, un mode amiable parmi d’autres, 2017, Pal.28.
87
نية إلى التفاوض مع الطرف اآلخر من أجل حل نزاع ذي طابع رياضي ،ويساعد الطرفان وسيط
طريق الوساطة ،بينما تستبعد المنازعات التأديبية مثل المنازعات المتعلقة بالمنشطات والتالعب
إ ًذا هناك أنواع محددة من المنازعات الرياضية ال يتم النظر فيها عن طريق الوساطة ،مثل تلك
المتعلقة بالجزاءات التأديبية ،وحاالت تعاطي المنشطات ،والمنازعات الصادرة عن ق اررات متخذة
من قبل المنظمات الرياضية المختصة كاللجان األولمبية الوطنية ،واالتحادات الرياضية الوطنية
والدولية.
وعند عقد مقارنة بين نظام الوساطة المتبع في دولة قطر بذلك المتبع في جمهورية مصر العربية،
أساسا
الوساطة والتوفيق كما بينا سلفاً ،وذلك على الرغم من ُوجود اختالف بين النظامين يكمن ً
الفرع الثاني
التوفيق الرياضي
الموفق ،فيقوم هذا األخير بتسهيل االتصال بينهم ،ويوضح المشاكل التي يثيرها النزاع ،ويحدد
88
محل الخالف ،ويقوم في النهاية بالتقريب بين وجهات نظر األطراف لكي يتوصلوا بأنفسهم
النقاط ّ
عرفه البعض اآلخر ،بأنه اتفاق بين أطراف النزاع على تفويض شخص أو أشخاص لحسم
كما ّ
126
أن التوفيق هو وسيلة بديلة له إجراءات تقع
ويالحظ من هذا التعريفّ ،
نزاع بينهم بطريقة ودية ُ .
طا لدى
فإن هذا األمر أفرز خل ً
شيوعاّ ،
ً أن التوفيق والوساطة هما من أكثر الوسائل الودية
وبحكم ّ
أن الوساطة
احد .هذا باإلضافة ،إلى ّ
الكثيرين بينهما ،في حين رأى البعض اآلخر بأنهما شيء و ٌ
والتوفيق متداخالن في بعض األنظمة القانونية ،وباألخص تلك التي تعتمد على – Common
.Law
ولتوضيح االختالف فيما بين الوسيلتين ،سنلقي الضوء على بعض من أوجه الشبه واالختالف،
فيما يتعلق بأوجه الشبه بين التوفيق والوساطة ،فهي كثيرة ومتعددة ،وسنذكر منها اآلتي على سبيل
المثال:
-يتطلب اللجوء إلى الموفق أو الوسيط أن يكون هناك موافقة بين الطرفين المتنازعين على
العيسوي ،مروه ،التوفيق كآلية فاعلة لتسوية المنازعات التجارية واالستثمار ،مجلة روح القوانين ،المجلد األول ،العدد 125
،2005صفحة .61
127
P. kayser, la recherche en France de la diminution des contentieux op.cit. : Quand le
grain ne meurt de conciliation en médiation, J.C.P 1996,1, ed G. Doct. 397, Page 441.
89
وبناء على ذلك،
-ال يحوز الموفق أو الوسيط أية سلطة قضائية ،فهو ليس بقاض أو حكمً .
فهو ال يستطيع الفصل في النزاع بحكم حاسم ،كما أنه ال يستطيع فرض أي حل على
األطراف المتنازعة.
أما فيما يتعلق بأوجه االختالف ،فهي محدودة للغاية لدرجة أن الفوارق بينهما تذوب في بعض
األنظمة القانونية ،بحيث ال تعرف إال التوفيق فقط .وتنحصر أبرز أوجه االختالف في النقاط
التالية:128
زمن بعيد.
-يختلف التوفيق عن الوساطة ،في أن الوسيط يسعى الستعراض الحلول الممكنة واقتراح
بعضها على الخصوم ،بينما تقف مهمة الموفق على تقريب وجهات النظر بين األطراف.
وقد اتخذت بعض الدول المقارنة ،التوفيق كوسيلة بديلة لفض المناعات الرياضية كفرنسا ودولة
المنازعات
االمارات العربية المتحدة ،هذا إضافة إلى التحكيم باعتباره الوسيلة األصيلة للنظر في ُ
الرياضية.
تبرر
أن الخصوصيات التي تتمتع بها المنازعات الرياضيةّ ،
لقد أدركت السلطات العامة الفرنسية ّ
128سفيان ،سوالم ،الطرق البديلة لحل المنازعات المدنية في القانون الجزائري ،أطروحة دكتوراه ،جامعة محمد خيضر بسكرة،
الجزائر ،2014 ،صفحة .60
90
اميا
فإنه في عام 1992أصبح التوفيق الز ً
حل ودي قادر على إنهاء النزاع .وعليهّ ،
بسرعة على ّ
والرياضية.
وتعد اللجنة الوطنية الفرنسية لأللعاب األولمبية والرياضية مؤسسة قريبة من الحركة الرياضية
ّ
كل
االتحادية ،إال أنها مستقلة عن االتحادات ،وهذا ما يجعل من إجراءات التوفيق خالية وبعيدة ّ
أي طابع قضائي .وقد تم تقنين إجراءات التوفيق في قانون الرياضة الفرنسي في المواد
البعد عن ّ
4-141وما يليها.
ويعكس هذا األسلوب الودي ،رغبة السلطات العامة الفرنسية في أال تضع بديالً للقضاة العاديين،
يتم بل طريقا للطعن يكون وقائيا وتكميليا لذلك الطريق المتاح أمام محاكم الدولة .وبالتاليّ ،
فإنه ّ
حل المنازعات الرياضية داخل المجتمع الرياضي دون منع الوصول بشكل دائم إلى قضاة
تشجيع ّ
القانون العام ،أو القضاة العموميين المختصين في حالة فشل محاولة التوفيق.
في الحقيقة تتعلق إجراءات التوفيق بالمنازعات الناشئة بمناسبة النشاط الرياضي بين المرخص لهم
والجمعيات والرابطات الرياضية واالتحادات المعتمدة ،وتشكل تلك اإلجراءات شرطاً مسبقاً إلزامياً
فإن المنازعات المعنية بالتوفيق اإللزامي ،هي تلك التي تكون متعلقة 129
ألي طعن قضائي .وعليهّ ،
بأفعال االتحادات المعتمدة والمفوضة والمرتبطة إما بتنظيم المسابقات كاالختيار أو إصدار
تشكل اإلحالة إلى لجنة التوفيق شرط أساسي إلزامي ألي طعن قضائي ،عندما يكون النزاع ناتجاً عن قرار ،والذي قد يكون
قابل أو غير قابل للطعن الداخلي عليه والذي قد يتخذه االتحاد في ضوء ممارسة صالحيات السلطة العامة أو تطبيقاً لنظامه
األساسي أو لوائحه أو ألنظمته األساسية.
91
يعد فيها اختيارًيا ،ويستند فيه إلى استعداد األطراف
فإن التوفيق ّ
أما بالنسبة للمنازعات األخرىّ ،
ورغب تها في اللجوء إلى إجراءات التوفيق التابعة للجنة األولمبية والرياضية الفرنسية .وهذا يعني،
بأنه ليست جميع المنازعات الرياضية تدخل في نطاق التزام التوفيق المسبق.130
ُ
والجدير بالذكر ،أنه ال يجوز ألطراف النزاع الرياضي الذي يندرج ضمن نطاق إجراء التوفيق
اإللزامي ،أن يمارسوا طرق الطعن القضائي قضائياً أو إدارياً دون أن يحيلون المسألة إلى الموفق
أي طعن ُيمارس دون إحالة مسبقة إلى الموفق لن يكون مقبوالً.
فإن ّ
131
أوالً .وعليهّ ،
وتأكيدا لذلك ،حكمت محكمة النقض الفرنسية بجلسة 29أبريل 2014على أن ":شرط عرض
ً
النزاع على التوفيق هو شرط إلزامي وسابق على عرض ذات النزاع على القاضي ،ويترتب على
عدم احترام األطراف لهذا الشرط عدم قبول الدعوى وذلك لعدم اتباع اإلجراءات المحددة قانوناً".132
ومع ذلك ،فإن هذا االلتزام ال يستهدف إال بدء اإلجراءات ،والتي قد تؤدي إما إلى إنهاء النزاع في
حالة االتفاق المتبادل بين األطراف ،أو إلى عدم التوفيق بين الطرفين ،وفي هذه الحالة يمكن
لألطراف الطعن أمام قاضي الوالية من أجل الحصول على تسوية نهائية لنزاعهم.
أما عن التوفيق باعتباره الوسيلة الثانية من الوسائل البديلة لفض المنازعات الرياضية في دولة
اإلمارات العربية المتحدة ،والذي عرفته المادة األولى من القانون االتحادي رقم 16لسنة 2016
أنظر في نص المادة 7-141من قانون الرياضة الفرنسي والتي نصت على أنه :يرفض رئيس مؤتمر الموفقين طلبات 130
التوفيق المتعلقة بالمنازعات التي ليست من بين تلك المذكورة في الفقرة األولى من المادة ،141وكذلك طلبات التوفيق التي
تبدو بوضوح لرئيس المؤتمر أنها ال أساس لها من الصحة.
أنظر في نص المادة 5-141من قانون الرياضة الفرنسي والتي نصت على أنه :تشكل اإلحالة إلى لجنة التوفيق شرط 131
أساسي إلزامي ألي طعن قضائي ،عندما يكون النزاع ناتج عن قرار والذي قد يكون قابل أو غير قابل للطعن الداخلي عليه
والذي قد يتخذه االتحاد في ضوء ممارسة صالحيات السلطة العامة أو تطبيقاً لنظامه األساسي /لوائحه أو أنظمته األساسية.
132
Emmanuel Roux : Panorama des différents modes alternatifs de règlement des litiges, AJ
Collectivités Territoriales, 2012, page.234.
92
حل المنازعات الرياضية بطريق ودي ،ونحن نرى ّ
بأن هذا التعريف يشوبه القصور في توضيح بأنه ّ
تم تدارك هذا القصور في المفهوم ،وذلك من خالل القواعد اإلجرائية لمركز
مفهوم التوفيق .إال أنه ّ
اإلمارات للتحكيم الرياضي ،التي عرفت التوفيق بأنه" :وسيلة يطلب من خاللها األطراف من هيئة
التحكيم مساعدتهم في التوصل إلى تسوية ودية للمنازعة المطلوب فيها التوفيق".133
وفيما يخص التنظيم القانوني للتوفيق ،فقد نصت الفقرة الثالثة من المادة 5من القانون االتحادي
رقم 16لسنة 2016على اختصاص مركز التحكيم الرياضي بالتوفيق في المنازعات الرياضية
هذا باإلضافة ،إلى وجود هيئة خاصة بالتوفيق الرياضي في المركز اإلماراتي للتحكيم الرياضي،
وقد تضمن الباب الثاني من القواعد اإلجرائية لمركز اإلمارات للتحكيم الرياضي تنظيما قانونيا
ابتداء من
ً شامال للتوفيق ،باعتباره وسيلة من الوسائل البديلة في تسوية المنازعات الرياضية ،وذلك
مكانا ُمنفصالً.
أي منهما ،وأنها تحتل ً
البديلة تكشف أنه ال يمكن تشبيهها بشكل صارم ودقيق مع ّ
أن النظام
فض المنازعات الرياضية في دولة قطر والدول المقارنة ،تُرّج ُح الباحثة ّ
بعد دراسة وسائل ّ
لحل المنازعات الرياضية في فرنسا ،هو األفضل فيما بينهم واألقرب إلى خصوصية
المتبع ّ
أنظر في المادة األولى من الباب األول الخاص بالقواعد اإلجرائية لمركز التحكيم االماراتي. 133
أنظر في نص المادة األولى من الباب األول من القواعد اإلجرائية لمركز االمارات للتحكيم الرياضي. 134
أنظر في نصوص المواد 12وحتى 24من الباب الثاني من القواعد اإلجرائية لمركز االمارات للتحكيم الرياضي. 135
93
المنازعات الرياضية ،حيث ال يمنع القانون الفرنسي وال األنظمة األساسية لالتحادات أن يلجأ
ُ
األكثر ودية وسهولة مقارنة بالتحكيم ،الذي يعتبر أقرب من التقاضي العادي من جهة اإلجراءات
وإلزامية الحكم ،فالتوفيق كما بينا مسبقا يقتصر على اقتراح ُمحايد للتسوية بين الطرفين.
وعليه أرى بأنه يجب علينا في دولة قطر اتباع ذات النظام المتبع في فرنسا ،ذلك ّأنه ال يجوز
مانع من توفير
منع األطراف من اللجوء إلى حقهم في التقاضي المكفول لهم دستورًيا ،كما ال يوجد ٌ
طريقة بديلة لتسوية المنازعات تكون إلزامية قبل اللجوء إلى محاكم الدولة .حيث ّ
أن هذا النظام
يكفل حقوق األطراف ،كما ّأنه ُيخّفف من تكدس القضايا ،والضغط الذي قد ُيواجه األطراف المعنية.
94
الخاتمة
وقد خلصت هذه الدراسة إلى مجموعة من النتائج والتوصيات ،نعرضها كما يلي:
النتائج:
جامع
ٌ يف
-1ال يوجد في التشريعات وال في قواعد التحكيم التابعة لمراكز التحكيم الرياضية تعر ٌ
للمنازعة الرياضة ،أما في الفقه -كما الحظنا ذلك-فقد اختلف الفقهاء في تحديد رياضية
المنازعة.
أشخاصها وموضوعها .فمن حيث أشخاصها ،يجب أن يكون أحد أطرافها على األقل
إن النظر في المنازعات الرياضية بحاجة إلى معرفة عميقة بالرياضة ال يمتلكها القاضي
ّ -3
سهل
فض المنازعات الرياضية ُي ّ
العادي ،فالقرار الذي يصدر عن أشخاص مختصين في ّ
عد التحكيم الرياضي وسيلة فعالة لتسوية المنازعات المتعلقة بالجانب الرياضي ،وذلك
ُ -6ي ّ
مقارنة بالقضاء العادي ،وذلك بسبب ما يتميز به التحكيم من سرعة في الفصل في
القانوني والرياضي.
95
إن جميع لوائح االتحادات الرياضية والقواعد المنظمة للرياضة في دولة قطر ،تخضع
ّ -7
للوائح والقواعد الدولية الخاصة بالرياضة ،من قبيل لوائح الفيفا على سبيل المثال.
المنازعات الرياضية
مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي بمسألة التحكيم في ُ
إن اختصاص ّ
ّ -9
يستند إلى أساسين :أحدهما اتفاقي ،وثانيهما غير اتفاقي .ويكون هذا األخير إجبارًيا
أو مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي ،وذلك بحكم ّأنها هي السلطة المختصة بالنظر في
متخصصة.
ّ المنازعات الرياضية ،وال توجد سلطة قضائية
ُ
عد قواعد التحكيم والوساطة التابعة لمؤسسة قطر للتحكيم الرياضي ُمحاكاة لقواعد
تُ ّ -11
التوصيات:
المنازعات الرياضية لما له من أهمية كبيرة ،وذلك على غرار جمهورية مصر العربية
وفرنسا.
وأقترح أن يتضمن هذا القانون اختصاصات والتزامات الهيئات والجهات الرياضية في دولة قطر
كو ازرة الرياضة والشباب ،اللجنة األولمبية القطرية ،مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي واألندية
96
واالتحادات الرياضية .إضافة إلى توضيح أطراف المجتمع الرياضي والخاضعين ألحكام هذا
يتضمن هذا القانون آليات لتنظيم األنشطة البدنية والرياضية في دولة قطر.
ّ القانونُ .
ويستحسن أن
ابتداء
ً يخص هذه المنازعات
وكل ما ّ
خاصا بتسوية المنازعات الرياضيةّ ،
يضم فصالً ً
كما يجب أن ّ
-2نوصي بوضع تعريف قانوني متفق عليه للمنازعات الرياضية ،إذ ال ّبد من تحديد نطاق
أي نزاع يحصل في نطاق المجتمع الرياضي ًأيا كان موضوعه وأشخاصه.
بأنها ّ
المتعّل ِق بالتحكيم في المواد المدنية والتجارية ،وعدم االكتفاء بما ورد في
القانون الخاص ُ
قواعد التحكيم التابعة لمؤسسة قطر للتحكيم الرياضي وذلك بحكم أنها ال تملك القوة
القانونية.
إضافة إلى هيئة التحكيم واختصاصاتها ،وأن يتضمن هذا األخير على سبيل المثال (تعيين
المحكمين ،عدد المحكمين) .هذا باإلضافة إلى تضمنه لإلجراءات التي يجب اتباعها في التحكيم
لضمان تحقيق مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي ألهدافها التي أنشأت من أجلها.
-5ندعو لمراعاة ثوابت الدستور في النظام القضائي الرياضي المعمول به ،فما نصت عليه
عد
األنظمة األساسية لالتحادات الرياضية في دولة قطر من منع اللجوء لمحاكم الدولةُ ،ي ّ
" يكون االختصاص األساسي للفصل في المنازعات الرياضية لمؤسسة قطر للتحكيم الرياضي،
ومع ذلك ال يمنع من أن يلجأ األطراف إلى المحاكم القطرية للفصل في منازعاتهم".
بمراجعة النظام األساسي وقواعد التحكيم والوساطة التابعة لهيئة قطر للتحكيم
-6نوصي ُ
الرياضي ،وذلك بسبب عدم دقة الصياغة والغموض في العديد من النصوص الواردة
فيهما.
-7ضرورة إدراج تدخل تشريعي على نصوص النظام األساسي لمؤسسة قطر للتحكيم الرياضي
القطرية ،وذات الصلة بالرياضة ،سواء بشكل مباشر أو غير مباشر ،مثل المنازعات الناشئة
بين االتحادات أو األندية الرياضية أو اإلداريين وغيرها مما يدخل في نطاق المجتمع الرياضي،
أ .يجب عند اختيار المحكمين والوسطاء النظر إلى مؤهالتهم وخبراتهم القانونية ،شريطة أن
ب .يفضل أن يكون للمحكم أو الوسيط خبرة في ممارسة العمل في المجال الرياضي القانوني.
ت .يعفى من شرط الخبرة الحاصل على شهادة الدكتوراه في مجال القانون.
98
مبدئيا إصدار قرار بمنح مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي االختصاص األصيل
ً -8نقترح
والحصري بالنظر في ُ
المنازعات الرياضية في دولة قطر.
-9نقترح إنشاء فرع لمحكمة التحكيم الرياضي في دولة قطر ،وذلك أسوة بالفروع األخرى في
للمنازعات الرياضية ،سواء كان ذلك في دولة قطر ،أو في بقية الدول
المراجعة القضائية ُ
ُ
99
قائمة المصادر والمراجع
الكتب العامة
.1سالمة ،عبد الكريم ،النظرية العامة للنظم الودية لتسوية المنازعات ،الطبعة األولى ،دار
.2صاوي ،أحمد السيد ،الوسيط في شرح قانون المرافعات المدنية والتجارية ،الطبعة األولى،
.3عبد القادر ،ناريمان ،اتفاق التحكيم ،الطبعة األولى ،دار النهضة العربية ،مصر2016 ،
.4عثمان ،سعيد ،التوفيق والتحكيم في القوانين الوطنية والدولية ،الطبعة األولى ،منشأة
.5فهمي ،وجدي ،مبادئ القضاء المدني ،الطبعة الثالثة ،دار النهضة العربية للنشر والتوزيع،
القاهرة2001 ،
.6الكسواني ،نزال ،الشاذلي ،ياسين ،مبادئ القانون التجاري ،الطبعة األولى ،كلية القانون،
2015
.7محمود ،أحمد ،نطاق تطبيق قانون فض المنازعات رقم 7لسنة ،2000الطبعة األولى،
.8هندي ،أحمد ،قانون المرافعات المدنية والتجارية ،الطبعة االولى ،دار النهضة العربية
100
الكتب المتخصصة
.1األمين ،كمال ،فض منازعات كرة القدم – دراسة مقارنة ،الطبعة األولى ،دار
.3الدخلي ،معطي ،عقود انتقال الالعبين المحترفين ،الطبعة األولى ،مجمع األطرش
.4الرشدان ،علي ،الوساطة لحل المنازعات المدنية – دراسة مقارنة ،الطبعة األولى،
.5سلفو ،عبد الرزاق ،الطبيعة العقدية القانونية لعقد االحتراف الرياضي ،الطبعة
.6سيدة ،ريتا ،الوساطة – دراسة مقارنة ،الطبعة األولى ،منشورات الحلبي الحقوقية،
لبنان2020 ،
.8عبد العزيز ،عادل ،عقد االحتراف الرياضي – دراسة مقارنة ،الطبعة األولى ،دار
.9عبد العظيم ،أبو الخير ،الوساطة في تسوية المنازعات ،الطبعة األولى ،المركز
101
عبد الكامل ،علي ،دور التحكيم في المنازعات الرياضية ،الطبعة األولى، .10
العزاوي ،عدنان ،النظام القانوني للقضاء الرياضي الدولي ،الطبعة الثانية، .11
عفيفي ،معتز ،قانون الرياضة ،الطبعة األولى ،مكتبة العبير ،مصر، .12
2020
قصير ،أكرم ،المعين في دراسة التأصيل القانوني لحق االلتجاء إلى .13
الوساطة كحل بديل للنزاعات المدنية والتجارية ،الطبعة األولى ،المركز العربي
محمد ،محمود ،آليات تسوية المنازعات الرياضية ،الطبعة األولى ،دار .15
محمود ،أحمد ،نطاق تطبيق قانون فض المنازعات رقم 7لسنة ،2000 .16
مصباح ،كمال ،التحكيم الرياضي بين القانون الداخلي والدولي ،الطبعة .18
102
هياجنه ،عبد الناصر ،القانون الرياضي :النظرية العامة للقانون الرياضي .19
مع شرح التشريعات الرياضية في دولة قطر ،الطبعة األولى ،دار نشر جامعة
قطر2021 ،
الرسائل العلمية
.5عبد هللا ،عبد الحي ،واقع المنازعات الرياضية على ضوء التشريعات السودانية،
.6غضبان ،حمزة ،دور الوازع الديني في التقليل من السلوك العدواني لالعبي كرة
103
المقاالت واألبحاث العلمية
.1األحمد ،سليمان ،ريبر ،حسين ،القضاء الرياضي البديل للقضاء العادي في النزاعات
الرياضية ذات الطابع المالي ،مجلة الباحث للدراسات االكاديمية ،المجلد الثاني ،العدد
الثاني2015 ،
.2البراوي ،حسن ،الجوانب القانونية للوساطة الرياضية في القانون القطري ،مقال قدم
.3بلخير ،بأفضل ،مفهوم اللوائح الرياضية في التشريع الجزائري – رياضة كرة القدم
.4حجي ،جابر ،الطبيعة القانونية للهيئات الرياضية ،مجلة أكاديمية أبو ظبي القضائية،
.5الخراشة ،عايد ،التحكيم في المنازعات الرياضية وفق قواعد محكمة التحكيم الرياضية
الدولية ،المجلة الدولية للدراسات القانونية والفقهية المقارنة ،المجلد الثاني ،العدد
األول2021،
.6سالم ،محمد ،الوساطة والتوفيق كآليات بديلة لتسوية نزاعات االستثمار ،مجلة القصر،
.7شوكري ،خالد ،المنازعات الرياضية :عصبة االبطال االفريقية بين محكمة التحكيم
الرياضية وأجهزة االتحاد االفريقي نموذجاً ،مجلة القانون واألعمال ،المجلد األول،
104
.9عبد الحسيب ،محمد ،التحكيم في المنازعات الرياضية في القانون المصري والفرنسي
– دراسة مقارنة ،مجلة جامعة مصر للدراسات اإلنسانية ،العدد األول ،المجلد األول،
2021
عبد العزيز ،أسامة ،حول النزاعات الرياضية وسبل فضها -المحاكم الرياضية، .10
عبده ،مرسي ،التحكيم في المنازعات الناشئة عن عقود العبي كرة القدم المحترفين، .11
مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية ،المجلد السابع عشر ،العدد الثاني2020 ،
عثمان ،ناصر ،منازعات عقود الرعاية الرياضية في العالقات الدولية الخاصة، .12
عمروش ،سعاد ،محكمة التحكيم الرياضية الدولية آلية قانونية لحل النزاعات .13
الرياضية ،مجلة العلوم القانونية والسياسية ،المجلد العاشر ،العدد الثاني2019 ،
عواد ،إحسان ،المنازعات الرياضية المنظورة لدى محكمة التحكيم الرياضية .14
العيسوي ،مروه ،التوفيق كآلية فاعلة لتسوية المنازعات التجارية واالستثمار ،مجلة .15
مأمون ،مؤدن ،حدود اختصاص القاضي اإلداري في تسوية المنازعات الرياضية .16
(دراسة مقارنة) ،المجلة االكاديمية للبحوث القانونية والسياسية ،العدد األول ،المجلد
السادس2020 ،
105
محمود ،أحمد سيد ،الحماية التحكيمية الطارئة والمستعجلة في منازعات الرياضة، .17
هالل ،أحمد السيد ،النظام االجرائي للمنازعات الرياضية في ضوء قانون .18
المرافعات ،مجلة كلية الحقوق للبحوث القانونية واالقتصادية ،المجلد األول ،العدد
األول2018 ،
اليازيد ،علي ،وساطة المحكمة الرياضية الدولية في المنازعات الرياضية ،مجلة .19
القوانين
.7قانون الوساطة في تسوية المنازعات المدنية والتجارية القطري رقم 20لسنة 2021
106
.3قانون الوساطة لتسوية المنازعات المدنية والتجارية االتحادي رقم 6لسنة 2021
107
.5النظام األساسي لمؤسسة قطر للتحكيم الرياضي
الئحة المسابقات التابعة التحاد القطري لكرة الطائرة للموسم الرياضي 2020 .13
الئحة أوضاع وانتقاالت الالعبين التابعة لالتحاد القطري لكرة القدم 2022 .14
الالئحة التنفيذية لالتحادات الرياضية المصري الصادرة بقرار رئيس الهيئة العامة .16
cas.org/Shared%20Documents/2159.pdf
108
2- Arbitration CAS 2018/A/5796 Ahmed Abdelhak V. International
https://jurisprudence.tas-cas.org/Shared%20Documents/5796.pdf
Federation. https://www.tas-
cas.org/fileadmin/user_upload/Award_OG_22_03_Final__Publicati
on_.pdf
-1حكم تحكيم استئنافي رقم 006لسنة 2020صادر عن هيئة قطر للتحكيم الرياضي
-2حكم تحكيم استئنافي رقم 004لسنة 2020صادر عن هيئة قطر للتحكيم الرياضي
االحكام القضائية
.3المحكمة االتحادية العليا – االمارات العربية المتحدة ،تمييز إداري ،الطعن رقم 273لسنة
.2014
.4المحكمة االتحادية العليا – االمارات العربية المتحدة ،تمييز إداري ،الطعن رقم 273لسنة
.2014
.5محكمة القضاء اإلداري المصري ،ابتدائي إداري ،الدعوى رقم 42440لسنة 63قضائية.
.6محكمة القضاء اإلداري المصري ،ابتدائي إداري ،الدعوى رقم 30033لسنة 71قضائية.
109
. قضائية73 لسنة2175 الدعوى رقم، ابتدائي إداري، محكمة القضاء اإلداري المصري.7
2019), [2018]
2016, n° 138
disputes’ [2021]
110
7. Emmanuel Roux, Panorama des différents modes alternatifs
d’autres, [2017]
Dalloz, [2008]
[2021]
111
،https://www.qsaf.qa .2تاريخ الزيارة 2 :أغسطس 2022
112