Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 123

‫جامعة قطر‬

‫كلية القانون‬
‫ّ‬

‫وسائل فض المنازعات الرياضية في دولة قطر ‪ -‬دراسة تحليلية مقارنة‬

‫إعداد‬

‫ساره متعب محمد ال حباب الهاجري‬

‫ُق ّدمت هذه الرسالة استكماال لمتطّلبات‬

‫كلية القانون‬
‫ّ‬

‫للحصول على درجة الماجستير في‬

‫القانون الخاص‬

‫يناير ‪2023‬‬

‫©‪ .2023‬ساره متعب محمد ال حباب الهاجري‪ .‬جميع الحقوق محفوظة‪.‬‬


‫لجنة المناقشة‬

‫المقدمة من الطالبة ساره متعب محمد ال حباب الهاجري بتاريخ ‪ 3‬يناير‬


‫ّ‬ ‫استُعرضت الرسالة‬

‫‪َ ،2023‬وُوِف َق عليها كما هو آت‪:‬‬

‫نحن أعضاء اللجنة المذكورة أدناه‪ ،‬وافقنا على قبول رسالة الطالب المذكور اسمه أعاله ‪.‬وحسب‬

‫معلومات اللجنة فإن هذه الرسالة تتوافق مع متطلبات جامعة قطر‪ ،‬ونحن نوافق على أن تكون‬

‫جزء من امتحان الطالب‪.‬‬

‫أ‪.‬د‪ /‬أحمد سيد أحمد محمود‬

‫المشرف على الرسالة‬

‫د‪ .‬عماد مصطفى قميناسي‬

‫مناقش‬

‫د‪ .‬ياسر عبدالحميد اإلفتيحات‬

‫مناقش‬

‫تمت الموافقة‪:‬‬
‫ّ‬

‫كلية القانون‬
‫الدكتور طالل بن عبد هللا العمادي‪ ،‬عميد ّ‬

‫ب‬
‫الم َّ‬
‫لخص‬ ‫ُ‬
‫ساره متعب محمد ال حباب الهاجري‪ ،‬ماجستير في القانون الخاص‪:‬‬

‫يناير ‪.2023‬‬

‫العنوان‪ :‬وسائل فض المنازعات الرياضية في دولة قطر – دراسة تحليلية مقارنة‬

‫المشرف على الرسالة‪ :‬أ‪.‬د‪ /‬أحمد سيد أحمد محمود‬

‫تحظى الرياضة بمكانة هامة على المستويين الوطني والدولي على اعتبار ّأنها أضحت تُمّث ُل من‬

‫أن تأثيراتها لم‬ ‫ِ‬


‫المهمة لتدعيم العالقات اإلنسانية بين ُمختلف شعوب العالم‪ ،‬عالوة على ّ‬
‫الطرائق ُ‬
‫امتد كذلك ليشمل أشخاص القانون‬ ‫تعد ُمقتصرة على المجتمع الرياضي دون سواه‪ ،‬بل ّ‬
‫إن أثرها ّ‬

‫الخاص المعنيين بتجارة وصناعة الرياضة‪ ،‬مثل الشركات الراعية للتظاهرات الرياضية الكبرى‪،‬‬

‫والمؤسسات الخاصة باإلعالم والدعاية‪.‬‬

‫تضمن‬
‫جديدا ّ‬
‫اقعا ً‬
‫المتسارعة التي شهدها الحقل الرياضي بصفة عامة‪ ،‬أفرز و ً‬
‫كل هذه التطورات ُ‬
‫إن ّ‬
‫ّ‬

‫تحديدا من‬
‫ً‬ ‫ميزة لها‪ ،‬وذلك‬
‫تفردت بطبيعة وخصائص ُم ّ‬
‫ظهور الكثير من المنازعات الرياضية التي ّ‬

‫قصرا‪.‬‬
‫جهة طبيعة أشخاصها‪ ،‬وارتباط موضوع النزاع بالنشاط الرياضي ً‬

‫فض المنازعات الرياضية في دولة قطر‪ ،‬وذلك من خالل‬


‫وعليه جاءت هذه الدراسة لتتناول وسائل ّ‬

‫فصلين جامعين‪ ،‬يتناول الفصل األول ماهية المنازعات الرياضية وذلك من خالل بيان مفهوم‬

‫المنازعات الرياضية وأنواعها‪ ،‬عالوة على توضيح الخصوصيات التي تتمتع بها‪.‬‬

‫فض المنازعات الرياضية‪ ،‬وذلك من خالل بيان الوسائل‬


‫في حين تناول الفصل الثاني‪ ،‬وسائل ّ‬

‫أساسا في القضاء العادي‪ ،‬إلى جانب الوسائل األخرى‬


‫لفض المنازعات الرياضية؛ المتمثلة ً‬
‫القضائية ّ‬

‫ت‬
‫اء أكان ذلك في دولة قطر أو في بعض الدول‬
‫الغير القضائية كالتحكيم والوساطة والتوفيق‪ ،‬سو ٌ‬

‫المقارنة‪.‬‬

‫المنازعات الرياضية‬
‫أن هذه ُ‬
‫أهمها ّ‬
‫توصلت هذه الدراسة إلى العديد من النتائج والتوصيات‪ّ ،‬‬
‫كما ّ‬

‫في دولة قطر ينعقد االختصاص بشأنها للمحاكم المحلية باألصالة‪ ،‬أو مؤسسة قطر للتحكيم‬

‫ختصتين في اُلمنازعات الرياضية‪ ،‬في ِظ ّل غياب سلطة‬


‫الم ّ‬
‫بحكم ّأنهما الجهتين ُ‬
‫الرياضي‪ ،‬وذلك ُ‬

‫قضائية متخصصة في ذلك‪.‬‬

‫سن قانون خاص بالرياضة‪ ،‬تكون ُم ّ‬


‫همته الرئيس تنظيم‬ ‫أهم التوصيات بضرورة ّ‬
‫في حين تعّلقت ّ‬

‫فض المنازعات الرياضية لما لهذا األمر من أهمية‬


‫المسائل الرياضية في دولة قطر‪ ،‬والعمل على ّ‬

‫كبيرة‪.‬‬

‫ث‬
ABSTRACT

Sport Disputes Resolution in the State of Qatar - Analutic and

comparative Study

Sport has assumed a significant position at the national and international

levels as it has become one of the important ways to strengthen human

relations between all the peoples around the world.

Moreover, its effects are no longer restricted to the sports community, but

have extended to include private legal persons involved in sports trade

and industry such as companies sponsoring major sports events, as well

as media and advertising institutions.

All of these rapid developments in sports field, resulted in a new reality

including the emergence of many sports disputes -unique in their nature

and characteristics, specifically in terms of the nature of their persons, and

the relation of the dispute’s subject with sports activity exclusively.

Accordingly, this study came to address the methods of resolving sports

disputes in the State of Qatar in two comprehensive chapters. The first

chapter tackled the nature of sports disputes and clarifies their concept,

their types, and their own peculiarities as well.

While the second chapter dealt with the methods of settling sports

disputes by explaining the judicial methods for settling them. Such

‫ج‬
methods are embodied mainly in the ordinary courts, in addition to other

non-judicial methods such as arbitration, mediation and conciliation,

whether in the State of Qatar or in some comparable countries

This study also reached a number of conclusions and recommendations,

the most important of which is that these sports disputes in the State of

Qatar fall initially under the jurisdiction of the local courts, or the Qatar

Sports Arbitration Foundation, because they are the two qualified

authorities preoccupied with sports disputes, in the absence of a

specialized judicial authority.

While the most important recommendations are related to the necessity

of enacting a sports law, whose main task is to organize sports issues in

the State of Qatar, and to work on resolving sports disputes because of

its great significance.

‫ح‬
‫شكر وتقدير‬

‫َش ُكر ِنعمتَك َّالِتي أ َْنعمت عَل َّي وعَلى والِد َّي وأَن أَعمل ِ‬ ‫ِ‬
‫ضاهُ" (سورة‬
‫صال ًحا تَ ْر َ‬
‫َْ َ َ ََ َ َ َ ْ ََْ َ‬ ‫َن أ ْ َ ْ َ َ‬ ‫ال َر ِّب أ َْوِزْعني أ ْ‬
‫"َق َ‬

‫االحقاف‪ :‬آية ‪)15‬‬

‫بداي ًة أود أن أعرب عن تقديري لدعم جامعة قطر في توفير كافة االحتياجات الالزمة لتحقيق‬

‫متطلبات هذه الدراسة‪.‬‬

‫كما أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لكلية القانون بجامعة قطر متمثلة في عمادة الدراسات العليا التي‬

‫أتاحت لي الفرصة إلكمال مسيرتي التعليمية‪ ،‬والشكر موصول أيضاً ألعضاء هيئة التدريس بالكلية‪.‬‬

‫كما ال يسعني إال أن أتقدم بجزيل الشكر واالمتنان لألستاذ الدكتور‪ /‬أحمد سيد أحمد محمود‬

‫المشرف على هذه الدراسة‪ ،‬وذلك على ما قدمه لي من دعم وتوجيه خالل مسيرتي البحثية‪.‬‬

‫وأخي اًر‪ ،‬أتوجه بالشكر والتقدير لوالدي الكريمين وأخوتي على مساندتهم لي طوال فترة الدراسة‪،‬‬

‫فجزاهم هللا عني خير الجزاء‪.‬‬

‫خ‬
‫اإلهداء‬

‫بعد الحمد والثناء على هللا‬

‫أهدي ثمرة عملي المتواضع هذا‬

‫إلى الداعم األول وسندي في هذه الحياة‪ ،‬إلى من آمن بي وبقدرتي على تخطي الصعاب‪ ،‬إلى‬

‫من كانت نصائحه سراجاً أنير به دربي‪ ،‬إلى من علمني حب العلم والتعلم‪ ،‬إلى أعز الناس إلى‬

‫قلبي "أبي" حفظه هللا لنا‬

‫إلى من صنعت لي الدرب ومهدت لي الطريق وخلقت في الطموح‪ ،‬إلى من كانت خلف الكواليس‬
‫ّ‬
‫وأمام الكواليس وكانت لي الجمهور‪ ،‬إلى من ضحت من أجلي وسهرت الليالي من أجل نجاحي‬

‫"أمي الغالية"‬

‫إلى من أشد بهم أزري وأستمد منهم قوتي" أخوتي "‬

‫ساره الهاجري‬

‫د‬
‫فهرس المحتويات‬

‫شكر وتقدير‪....................................................................‬خ‬

‫إهداء‪...........................................................................‬د‬

‫فهرس المحتويات‪...............................................................‬ذ‬

‫مقدمة‪1..........................................................................‬‬

‫الفصل األول‪ :‬ماهية المنازعات الرياضية ‪12......................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم المنازعات الرياضية ‪12....................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف المنازعات الرياضية ‪13....................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف المنازعات الرياضية في التشريعات واألنظمة الرياضية ‪13......‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف المنازعات الرياضية في الفقه ‪19...............................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬خصوصيات المنازعات الرياضية ‪22...............................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حيوية النشاط الرياضي ‪22...........................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تعدد مصادر القانون الرياضي ‪27....................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع المنازعات الرياضية ‪32.....................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أنواع المنازعات الرياضية في األنظمة الرياضية ‪33..................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أنواع المنازعات الرياضية دولياً ‪33....................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المنازعات الرياضية في النظام الرياضي القطري والمقارن ‪37...........‬‬

‫ذ‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع المنازعات الرياضية في الفقه ‪39..............................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المنازعات الرياضية الداخلية والدولية ‪39...............................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المنازعات الرياضية ذات الطابع غير التأديبي والتأديبي ‪42.............‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬الطرق القضائية والبديلة لفض المنازعات الرياضية ‪51............‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الطرق القضائية لفض المنازعات الرياضية ‪51....................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اختصاص القضاء العادي بالمنازعات الرياضية في دولة قطر ‪52 ..‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نظام التقاضي في دولة قطر ‪52......................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬نظر القضاء العادي للمنازعات الرياضية ‪54..........................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اختصاص القضاء العادي بالمنازعات الرياضية في األنظمة القانونية‬

‫المقارنة ‪60 .....................................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نظام التقاضي المتبع في جمهورية مصر العربية ودولة اإلمارات العربية‬

‫المتحدة ‪60......................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬نظام التقاضي المتبع في فرنسا ‪65..................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الطرق البديلة لفض المنازعات الرياضية ‪67.....................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التحكيم الرياضي ‪68.............................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم التحكيم الرياضي ‪69.........................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬هيئات التحكيم الرياضي ‪74........................................‬‬

‫ر‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التوفيق والوساطة الرياضيان ‪83.................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الوساطة الرياضية ‪83.............................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التوفيق الرياضي ‪88..............................................‬‬

‫الخاتمة ‪95....................................................................‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع ‪100..................................................‬‬

‫ز‬
‫المقدمة‬

‫معيار يقاس به‬


‫ًا‬ ‫حظيت الرياضة في العقود الماضية باهتمام بالغ من قبل دول العالم‪ ،1‬وأصبحت‬

‫مدى تقدم الشعوب والحضارات وذلك لما تتمتّع به من دور كبير في التنمية البشرية‪ .‬فضالً عن‬

‫تأثيرها الملموس على كافة نواحي الحياة‪ ،‬كالناحية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وذلك من خالل جلب‬

‫المختلفة من أجل حصد رؤوس األموال واليد العاملة‪.‬‬


‫االستثمارات الرياضية ُ‬

‫بحق في عصرنا‬
‫طرد الذي شهدته الرياضة في اآلونة األخيرة‪ ،‬فقد أصبحت تُمّث ُل ّ‬
‫وبسبب التطور الم ّ‬

‫أن االهتمام‬
‫الحقيقية للدخل القومي في العديد من دول العالم‪ .‬واألمر الالفت ّ‬
‫ّ‬ ‫الراهن إحدى الموارد‬

‫بالمجال الرياضي على الصعيد الدولي واإلقليمي والوطني أصبح يتعاظم بشكل ُمالحظ سنة بعد‬

‫سنة‪ ،‬فالرياضة لم تعد كسابق عهدها ُمجرد وسيلة للترفيه لدى الشعوب‪ ،‬وإنما أضحت تجارة تشكل‬

‫‪ %6-3‬من التجارة الدولية‪.2‬‬

‫ومؤسسات خاصة بها على‬


‫ّ‬ ‫وبحكم ما تحظى به الرياضة من أهمية بالغة‪ ،‬فقد أصبح لها هيئات‬
‫ُ‬

‫المستوى الدولي واإلقليمي والمحلي‪ ،‬كما أصبحت ُ‬


‫لممارسة األلعاب الرياضية قوانين ولوائح تنظمها‪.‬‬

‫اهتماما بالرياضة؛ هي دولة قطر‪ ،‬وقد تعّلق هذا االهتمام بشتّى اختصاصاتها‬
‫ً‬ ‫ولعل من أبرز الدول‬
‫ّ‬

‫تعمل الدولة على استثمار الرياضة كوسيلة لتحسين صياغة العالقات وتقويتها‬
‫ُ‬ ‫ومجاالتها‪ .‬كما‬

‫أن للرياضة دور رئيسي في رؤية قطر ‪ ،2030‬حيث تطمح الدولة‬


‫مع دول العالم‪ .‬والجدير بالذكر ّ‬

‫‪ 1‬الرياضة هي نشاط ترويجي يهدف إلى تنمية القدرات البدنية ويعد في آن واحداً لعباً وعمالً‪ ،‬ويخضع الرياضي في ممارسته‬
‫للوائح واألنظمة الخاصة‪ ،‬ويمكن أن يتحول إلى نشاط حرفي‪ .‬راجع‪ :‬عبد الرحمن‪ ،‬أيمن وآخرون‪ ،‬الوسيط في شرح التشريعات‬
‫الرياضية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2019 ،‬صفحة ‪.9‬‬
‫محمود‪ ،‬أحمد سيد‪ ،‬الحماية التحكيمية الطارئة والمستعجلة في منازعات الرياضة‪ ،‬مقال قدم في مؤتمر القانون والرياضة‬ ‫‪2‬‬

‫في جامعة قطر‪ ،2017 ،‬صفحة ‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫عالميا في المجال الرياضي من خالل استثمار الطاقات الشبابية‪ ،‬وأن تكون‬
‫ً‬ ‫تبوأ مكانة رائدة‬
‫إلى ّ‬

‫حاضنة جامعة لبلدان العالم من خالل التنمية الرياضية المستدامة‪.‬‬

‫إن اهتمام دولة قطر بالرياضة انعكس منذ سنوات من خالل قرار سمو األمير رقم ‪ 80‬لسنة‬
‫ّ‬

‫‪ 2011‬بشأن اليوم الرياضي‪ ،‬حيث صدر هذا القرار بتخصيص يوم رياضي للدولة من ّكل عام‬

‫وهو يوم الثالثاء من األسبوع الثاني من شهر فبراير‪ .3‬وقد جاء هذا القرار إلعالء شأن الرياضة‬

‫ومكانتها في الدولة ولما تحظى به من أهمية بالغة في شتى المجاالت‪ ،‬ناهيك عما تمثله من قيم‬

‫مظهر حضارًيا استطاعت‬


‫ًا‬ ‫أخالقية وإنسانية تعود بالنفع على الفرد والمجتمع‪ .‬فالرياضة أصبحت‬

‫من خالله دولة قطر أن تحقق سبًقا على جميع دول العالم‪.‬‬

‫ولقد برز اهتمام دولة قطر في الرياضة على الخريطة الرياضية اإلقليمية والعالمية‪ ،‬فقد جذبت‬

‫قطر أنظار العالم إليها من خالل البطوالت الرياضية العديدة والهامة التي احتضنتها وسوف‬

‫تحتضنها‪ .‬حيث قامت الدوحة باستضافة العديد من األحداث الرياضية الدولية المرموقة‪ ،‬بما فيها‬

‫دورة األلعاب اآلسيوية الخامسة عشر التي أقيمت في عام ‪ .2006‬وتعتبر دولة قطر أول مدينة‬

‫تعد من أكبر األحداث الرياضية في المنطقة‪.‬‬


‫عربية تستضيف هذه الدورة التي ّ‬

‫مر السنين العديد من البطوالت الرياضية‬


‫وباإلضافة إلى ما تقدم‪ ،‬فقد استضافت دولة قطر على ّ‬

‫الدولية‪ ،‬منها على سبيل المثال بطولة كأس آسيا ‪ ،2011‬وبطولة العالم لكرة اليد للرجال ‪،2015‬‬

‫وبطولة العالم للمالكمة ‪ ،2015‬وكذلك كأس العالم لألندية ‪ 2019‬و‪.2020‬‬

‫المادة األولى من القرار االميري رقم ‪ 80‬لسنة ‪ 2011‬بشأن اليوم الرياضي‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪2‬‬
‫وعلى الصعيد المحلي تقيم دولة قطر العديد من البطوالت المحلية الرئيسية السنوية‪ ،‬منها نهائي‬

‫كأس سمو األمير لكرة القدم الذي ينظمه االتحاد القطري لكرة القدم‪ ،‬وكذلك نهائي كأس سمو‬

‫األمير لكرة السلة والذي ينظمه االتحاد القطري لكرة السلة‪.‬‬

‫ولعل الحدث الرياضي األبرز واألهم في دولة قطر‪ ،‬هو تنظيمها لبطولة كأس العالم ‪ 2022‬كأول‬
‫ّ‬

‫دولة عربية شرق أوسطية‪ .‬وقد كسبت دولة قطر تنظيم هذا الحدث العالمي الكبير بفضل إسهاماتها‬

‫تخصصاته‪ ،‬ناهيك عن توجيه عنايتها الفائقة تلك‬


‫الرائدة في النهوض بالمجال الرياضي في شتّى ّ‬

‫وبحكم استضافتها للعديد من البطوالت الرياضية‪ ،‬فقد استثمرت دولة‬


‫العناية الفائقة بهذا المجال‪ُ .‬‬

‫قطر بشكل كبير في توفير أفضل المرافق الرياضية‪ ،‬حيث ّأنها تملك حوالي ‪ 150‬منشأة ومرفًقا‬

‫ياضيا؛ أبرزها مدينة خليفة األولمبية‪ ،‬وأكاديمية اسباير‪ ،‬ونادي الدوحة للجولف ومجمع حمد‬
‫ر ً‬

‫للرياضات المائية‪.‬‬

‫المؤسسات الساهرة‬
‫ّ‬ ‫تقدم‪ ،‬حرصت دولة قطر ّأيما ِحرص‪ ،‬على إنشاء وتأسيس‬ ‫ِ‬
‫وعالوة على ما ّ‬

‫على تنظيم قطاع الرياضة واالهتمام به‪ .‬ومن أبرز هذه الجهات و ازرة الرياضة والشباب التي‬

‫أوكل إليها جملة من‬


‫َ‬ ‫استحدثها سمو األمير في القرار األميري رقم ‪ 4‬لسنة ‪ ،2021‬والتي‬

‫االختصاصات وردت على سبيل المثال ال الحصر في القرار األميري رقم ‪ 57‬لسنة ‪ ،2021‬ومن‬

‫ِ‬
‫ضمنها؛ االرتقاء بمستوى الرياضة في الدولة إلى حد التميز‪.4‬‬

‫تأسست في عام‬ ‫المنشآت األخرى التي ّ‬


‫تم استحداثها‪ ،‬نذكر اللجنة األولمبية القطرية التي ّ‬ ‫ومن ُ‬

‫عد هذه اللجنة أحد اللجان‬


‫المكّلفة باإلشراف على الحركة األولمبية في قطر‪ .‬وتُ ّ‬
‫‪ ،1979‬وهي الجهة ُ‬

‫أنظر في المادة ‪ 14‬من القرار االميري رقم ‪ 57‬لسنة ‪ 2021‬بتعيين اختصاصات الو ازرات‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪3‬‬
‫األولمبية الوطنية الـ ‪ 205‬المعترف بها من قبل اللجنة األولمبية الدولية‪ ،5‬وتتولى اللجنة اإلشراف‬

‫اتحادا وهيئة‪.‬‬
‫ً‬ ‫اإلداري والفني على االتحادات والمؤسسات الرياضية في الدولة البالغ عددها ‪23‬‬

‫وعلى الرغم من االهتمام البالغ الذي تُوليه دولة قطر إلى قطاع الرياضة تجّلى خاصة في ُمختلف‬

‫ظل لمدة زمنية طويلة‬


‫أن النشاط الرياضي فيها ّ‬
‫المالحظ ّ‬
‫أن األمر ُ‬
‫الجوانب التي ذكرناها سابًقا‪ ،‬إالّ ّ‬

‫دون تأطير قانوني‪ ،‬رغم ّ‬


‫أن العديد من الدول سارعت إلى استحداث قوانين خاصة تُنظم الرياضة‬

‫والمسائل الرياضية‪ ،‬ومن بين هذه الدول؛ فرنسا وجمهورية مصر العربية‪.‬‬

‫مؤخر أهمية وضع أطر قانونية تحكم الرياضة وتنظمها‪ ،‬فالمجتمع‬


‫ًا‬ ‫وعليه‪ ،‬فقد استشعرت دولة قطر‬

‫الرياضي بحاجة إلى قواعد قانونية تحكمه وتنظم سير اللعبة الرياضية‪ .‬وعلى الرغم من أنه حتى‬

‫اآلن لم يصدر قانون خاص بالرياضة في دولة قطر‪ ،‬إال ّ‬


‫أن هذا ال يعني عدم ُوجود أدوات تشريعية‬

‫ظم الشأن الرياضي في الدولة‪.‬‬


‫وشبة تشريعية تُن ّ‬

‫إن قانون تنظيم األندية الرياضية رقم ‪ 1‬لسنة ‪ُ 2016‬يعد من‬


‫وفي هذا السياق الناظم‪ُ ،‬يمكن القول ّ‬

‫ظم لمختلف األطراف‬ ‫أبرز القوانين أو باألصح القانون الوحيد الذي يتعلق بمجال الرياضة‪ ،‬و ُ‬
‫المن ّ‬

‫المتداخلة في هذا المجال الرياضي‪ .‬عالوة على تنظيمه للوائح االتحادات‬


‫والهياكل والنوادي ُ‬

‫الرياضية القطرية كالئحة االتحاد القطري لكرة القدم‪ ،‬واللوائح الصادرة عنه؛ ومن أبرزها الئحة‬

‫االنضباط‪ ،‬والئحة أوضاع الالعبين وانتقاالتهم‪ .‬هذا إلى جانب ضبطه للنظام األساسي لمؤسسة‬

‫قطر للتحكيم الرياضي‪.‬‬

‫بأن قواعد القانون الرياضي في دولة قطر ال توجد في مدونة تشريعية‬


‫وبناء على ما تقدم‪ ،‬نالحظ ّ‬
‫ً‬

‫واحدة‪ ،‬بل ّإنها جاءت ُمبعثرة بين مدونات تشريعية وشبه تشريعية كلوائح االتحادات الدولية‬

‫‪ ، https://www.olympic.qa5‬تاريخ الزيارة‪ 18 :‬أغسطس ‪.2022‬‬

‫‪4‬‬
‫والوطنية‪ ،‬والتي وإن كان لها خصائص قانونية كالعمومية والتجريد‪ ،‬إال انها تبقى غير صادرة عن‬

‫هيئات تشريعية بالمعنى الدقيق في النظام القانوني الوطني والدولي‪.6‬‬

‫إن ما شهدته الرياضة من تطور الفت في السنوات الماضية‪ ،‬فضالً عن االزدهار غير المسبوق‬

‫للنشاط الرياضي وزيادة المشتغلين به‪ ،‬أدى إلى ارتفاع حقيقي في عدد الخالفات والمنازعات‬

‫المنازعات الرياضية لم تعد ُمقتصرة على ما‬


‫أن ُ‬‫المفيد اإلشارة‪ ،‬إلى ّ‬
‫المنبثقة من هذا المجال‪ .‬ومن ُ‬

‫كل ما يتعلق بإدارة الرياضة واإلشراف‬


‫ينتج من ممارسة النشاط الرياضي‪ ،‬بل ّإنها امتدت لتشمل ّ‬

‫أن هذه المنازعات لم تعد مقتصرة‬


‫عليها‪ ،‬وتنظيم العالقات بين القائمين عليها وممارسيها‪ .‬كما ّ‬

‫امتدت‬
‫على المجتمع الرياضي بالمعنى الضيق (الالعب‪ ،‬النادي‪ ،‬المؤسسات الرياضية) وإنما ّ‬

‫لتشمل أشخاص القانون الخاص المعنيين بتجارة وصناعة الرياضة‪ ،‬مثل الشركات الراعية‬

‫حكر على مجال القانون‬


‫فإن مجال الرياضة لم يبق ًا‬
‫والمؤسسات الخاصة باإلعالم والدعاية‪ .‬وعليه‪ّ ،‬‬

‫أيضا القانون الخاص‪.‬‬


‫العام‪ ،‬بل شمل ً‬

‫طرد الذي شهده المجال الرياضي‪ ،‬كانت من نتائجه الطبيعية‬


‫الم ّ‬
‫التطور ُ‬
‫ّ‬ ‫إن هذا‬
‫لكل ذلك نقول‪ّ ،‬‬
‫ّ‬

‫وحرصا على الحفاظ‬


‫ً‬ ‫وتنوعها‪ ،‬رغم اختالف أشخاصها وموضوعاتها‪.‬‬
‫ازدياد المنازعات الرياضية ّ‬

‫اما على الدولة وضع وسائل معتمدة لتسوية‬ ‫ِ‬


‫على المجتمع الرياضي والعمل على ازدهاره‪ ،‬أصبح لز ً‬

‫وفض المنازعات الرياضية‪.7‬‬

‫هياجنه‪ ،‬عبد الناصر‪ ،‬القانون الرياضي‪ :‬النظرية العامة للقانون الرياضي مع شرح التشريعات الرياضية في دولة قطر‪،‬‬ ‫‪6‬‬

‫الطبعة األولى‪ ،‬دار نشر جامعة قطر‪ ،2021 ،‬صفحة ‪.21‬‬


‫‪ 7‬تعرف الوسيلة لغ ًة بأنها سبيل للتغلب على عقبة‪ ،‬وفقهياً يقصد بوسائل فض المنازعات اآلليات واألساليب التي يلجأ إليها‬
‫أطراف النزاع رغبة للتوصل إلى حل ينهي النزاع‪ .‬راجع‪ :‬عبد العزيز‪ ،‬أسامة‪ ،‬حول النزاعات الرياضية وسبل فضها‪ -‬المحاكم‬
‫الرياضية‪ ،‬منشورات قطاع التشريع بو ازرة العدل‪ ،‬جمهورية مصر العربية‪ ،2015 ،‬صفحة ‪.3‬‬

‫‪5‬‬
‫يتم ذلك‬
‫فض المنازعات الرياضية؛ هل ّ‬
‫وقد تزايدت في الوقت الراهن وتيرة الخالف حول وسيلة ّ‬

‫من خالل اللجوء إلى القضاء العادي (المحاكم)‪ ،‬أم إلى جهات أخرى مشكلة من أطراف قضائية‬

‫ورياضية متخصصة في الرياضة كمؤسسة قطر للتحكيم الرياضي؟‬

‫وعليه‪ ،‬باتت الحاجة ملحة أكثر من ذي قبل‪ ،‬إلى استحداث قانون خاص بالرياضة يسهر على‬

‫تنظيم جميع المسائل الرياضية في دولة قطر‪ ،‬ليشمل ويغطي أيضاً الجانب المتعلق بدراستي؛ وهو‬

‫وسائل فض المنازعات الرياضية‪.‬‬

‫فض المنازعات الرياضية المتاحة في دولة‬


‫وانطالقاً مما سبق تأتي هذه الدراسة للبحث عن وسائل ّ‬

‫قطر‪ ،‬ومحاولة تطوير هذه الوسائل بما يتناسب مع الطبيعة الخاصة التي تتميز بها المنازعات‬

‫الرياضية‪.‬‬

‫أهمية الدراسة‪:‬‬

‫من ُمنطلق المكانة التي تحظى بها الرياضة في دولة قطر‪ ،‬عالوة على ذلك االهتمام الواضح‬

‫المتزايد بها والذي تجّلى خاصة في ذلك الحرص على تنظيم العديد من التظاهرات واألنشطة‬
‫وُ‬

‫اء أ كان ذلك على المستوى المحّلي أو الدولي؛ من قبيل استضافة فعاليات بطولة‬
‫الرياضية سو ٌ‬

‫سيرافقه ضرورة ظهور العديد من المنازعات‬


‫فإن هذا األمر ُ‬
‫كأس العالم لكرة القدم فيفا‪ّ ،2022‬‬

‫المختلفة‪.‬‬
‫الرياضية خالل إقامة هذه التظاهرات ُ‬

‫وعليه تكمن أهمية الدراسة في توضيح مفهوم المنازعات الرياضية وكذلك أنواعها‪ ،‬هذا باإلضافة‬

‫فض المنازعات‬
‫أن دراسة وسائل ّ‬
‫فض المنازعات الرياضية في دولة قطر‪ .‬كما ّ‬
‫إلى دراسة جهات ّ‬

‫تعد من ُمتطلبات تحقيق رؤية قطر الوطنية ‪ 2030‬بركائزها األربعة (البشرية‪ ،‬البيئية‪،‬‬
‫الرياضية ّ‬

‫االقتصادية‪ ،‬االجتماعية)‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫تحتل مكانة رفيعة‬
‫ّ‬ ‫أن الرياضة باتت‬
‫نوعا ما‪ ،‬رغم ّ‬
‫محل الدراسة يعتبر حديثا ً‬
‫أن الموضوع ّ‬
‫وبحكم ّ‬

‫فإن هذه الدراسة تأتي في إطار إثراء المكتبة القانونية القطرية‬


‫على المستوين الوطني والدولي‪ّ ،‬‬

‫حد السواء‪ .‬تتجلّى المصلحة‬


‫والعربية به‪ ،‬وذلك لما تتضمنه من تحقيق مصلحة عامة وخاصة على ّ‬

‫أمر من شأنه‬
‫أن هذه الدراسة تنهض بدراسة وسائل فض المنازعات الرياضية‪ ،‬وهذا ٌ‬
‫العامة‪ ،‬في ّ‬

‫المساهمة في تخفيف كم القضايا التي تثقل عاتق القضاء‪ .‬في حين تتجّلى المصلحة الخاصة‬
‫ُ‬

‫اء الطبيعيين أو االعتباريين‪،‬‬


‫سيساهم في تقديم خدمة لألشخاص الرياضية؛ سو ً‬
‫للموضوع‪ ،‬في كونه ُ‬

‫وذلك من خالل اختيار الوسيلة األكثر مالئمة لحل نزاعهم‪.‬‬

‫كما تتلخص أهمية الدراسة من الناحية العملية‪ ،‬في أنها ستساهم في تنظيم النظام القانوني الرياضي‬

‫في دولة قطر‪ ،‬وهذا بالطبع سيساعد في تطوير القطاع الرياضي‪ .‬إضافة إلى أن اعتماد وسائل‬

‫بديلة لتسوية المنازعات الرياضية سيخفف من الضغط على المحاكم العادية‪.‬‬

‫إشكالية الدراسة‪:‬‬

‫المنازعات في المجال الرياضي‪ ،‬سواء كانت تلك‬


‫فض ُ‬‫تسعى هذه الدراسة إلى المقارنة بين وسائل ّ‬

‫أي واحد منها يتناسب‬


‫ليصل الباحث من ُك ّل هذا‪ ،‬إلى تحديد ّ‬
‫ُ‬ ‫الوسائل قضائية أم غير قضائية‪،‬‬

‫وخصوصية المنازعات الرياضية بحيث تكون ُمتّسقة بشكل كبير مع منطلق ذاتية المجتمع الرياضي‬

‫(رياضيون‪ ،‬رعاة‪ ،‬نوادي‪ ،‬مؤسسات رياضية وغيرها)‪ ،‬سيما و ّ‬


‫أن للمنازعات الرياضية خصوصية‬

‫المنازعات األخرى‪.‬‬
‫تميزها عن بقية ُ‬

‫ومن أجل معالجة هذا الموضوع البد من اإلجابة عن اإلشكالية الرئيسية التالية‪:‬‬

‫‪ o‬مدى مالئمة النظام القانوني الرياضي لفض المنازعات الرياضية المتبع في دولة قطر‬

‫مع طبيعة هذه المنازعات؟‬

‫وبناء على ما تقدم يمكننا طرح عدة إشكاليات تسعى هذه الدراسة إلى اإلجابة عليها‪ ،‬وهي كاآلتي‪:‬‬
‫ً‬
‫‪7‬‬
‫‪ .1‬ما هو مفهوم المنازعات الرياضية وأنواعها؟‬

‫‪ .2‬ما هي خصوصيات المنازعات الرياضية التي تميزها عن سائر المنازعات األخرى؟‬

‫‪ .3‬ما هي وسائل فض المنازعات الرياضية‪ ،‬سواء على المستوى الوطني أو األقليمي أو‬

‫الدولي؟‬

‫‪ .4‬ما هو دور محكمة الكاس الرياضية؟‬

‫لفض المنازعات الرياضية؟‬


‫أي من الوسائل القضائية أو الغير قضائية المناسبة ّ‬
‫‪ّ .5‬‬

‫لفض المنازعات الرياضية‪ ،‬وهل الوسائل البديلة‬


‫‪ .6‬ما مدى مالءمة اللجوء إلى محاكم الدولة ّ‬

‫لفض المنازعات الرياضية؟‬


‫لفض المنازعات كالتحكيم أو الوساطة مالئمان ّ‬

‫منهج الدراسة‪:‬‬

‫آثرنا أن نتبع في هذه الدراسة المنهج التحليلي المقارن‪ ،‬ويتجّلى هذا األمر من خالل اتباع أسلوب‬

‫اء أ كانت تلك المذكورة في الفقه أو في التشريعات‬


‫المنازعات الرياضية سو ٌ‬
‫الشرح والتحليل لمفهوم ُ‬

‫فض المنازعات الرياضية في دولة‬


‫الوضعية‪.‬هذا باإلضافة إلى تحليل النصوص المنظمة لعملية ّ‬

‫قطر‪ ،‬ومقارنتها بنظيرتها في جمهورية مصر العربية و دولة اإلمارات العربية المتحدة وكذلك فرنسا‪،‬‬

‫فض‬
‫ومن ثم معالجتها بطريقة علمية موضوعية للوقوف على مدى فعالية هذه الوسائل في ّ‬

‫المنازعات الرياضية‪.‬‬

‫أهداف الدراسة‪:‬‬

‫المنازعات الرياضية في دولة قطر‬


‫فض ُ‬‫تهدف هذه الدراسة بشكل أساسي إلى التعرف على وسائل ّ‬

‫ومدى مالءمتها واتفاقها مع خصوصية هذه المنازعات‪ ،‬ويتفرع عن هذا الهدف الرئيس عدة أهداف‬

‫فرعية‪ ،‬نعرضها على النحو التالي‪:‬‬

‫أ‪ -‬التعرف على مفهوم المنازعات الرياضية وأنواعها‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ب‪ -‬التعرف على وسائل فض المنازعات الرياضية في دولة قطر‪.‬‬

‫ت‪ -‬التعرف على الجهات المسؤولة عن الفصل في المنازعات الرياضية في دولة قطر‪.‬‬

‫ث‪ -‬التعرف على القواعد القانونية المطبقة في مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي‪.‬‬

‫ج‪ -‬الوقوف على إجراءات التحكيم والوساطة التابعة لمؤسسة قطر للتحكيم الرياضي‪.‬‬

‫معوقات الدراسة‪:‬‬

‫محل الدراسة‪ ،‬فقد واجهت قبل وأثناء الكتابة عدة معوقات منها وأبرزها‪،‬‬
‫بسبب حداثة الموضوع ّ‬

‫اآلتي‪:‬‬

‫أ‪ -‬عدم توافر المصادر العلمية المتعلقة بموضوع الدراسة داخل دولة قطر‪ ،‬وفي الحقيقة‬

‫استغرق أمر تجميعها وطلبها من عدة دول عربية مدة ليست بالقليلة‪.‬‬

‫ب‪ -‬ندرة المؤلفات الفقهية العربية في هذا المجال‪ ،‬وإضافة إلى ذلك فجميع ما ذكر في هذه‬

‫ار لنفس المعلومات‪ ،‬وفي بعض األحيان يكون نقال حرفيا ً‬


‫تاما‪.‬‬ ‫المؤلفات يعتبر تكرًا‬

‫ت‪ -‬عدم وجود دراسات وأبحاث قانونية في هذا الجانب على الصعيد الوطني‪ ،‬باإلضافة إلى‬

‫عدم وجود دراسة أكاديمية متخصصة من وجهة نظر قانونية‪.‬‬

‫أساسا إلى االلتجاء إلى‬


‫ً‬ ‫اجع‬
‫ث‪ -‬ندرة التطبيقات القضائية الرياضية في قطر‪ ،‬وهذا أمر ر ٌ‬

‫الطرق غير القضائية‪.‬‬

‫وعلى الرغم من كل هذه المعوقات‪ ،‬إال أنني حاولت قدر اإلمكان إنجاز هذه الدراسة بطريقة علمية‬

‫قانونية‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬

‫تم العثور‬
‫فض المنازعات الرياضية‪ ،‬إال أنه ّ‬
‫على الرغم من قلة الدراسات السابقة المتعلقة بوسائل ّ‬

‫نوعا ما عما نطمح إلى‬


‫على مجموعة من الدراسات التي تناولت هذا الموضوع بشكل مختلف ً‬

‫بعضا منها‪ ،‬كما يلي‪:‬‬


‫الوصول إليه في هذه الدراسة‪ ،‬وسأذكر ً‬

‫‪ -1‬محمد‪ ،‬محمود‪ ،‬آليات تسوية المنازعات الرياضية وفقاً ألحكام القانون المصري‬

‫واإلماراتي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.2021،‬‬

‫تناولت هذه الدراسة آليات تسوية المنازعات الرياضية في جمهورية مصر العربية‪ ،‬وكذلك في دولة‬

‫اإلمارات العربية المتحدة؛ أال وهما التحكيم والوساطة أو التوفيق‪ .‬وقد استخدم الباحث في دراسته‬

‫المنهج التحليلي‪ ،‬واعتمد في ذلك على تحليل ما ورد في قانون الرياضة المصري والنظام األساسي‬

‫لمركز التسوية والتحكيم الرياضي المصري‪ ،‬وكذلك القانون االتحادي رقم ‪ 16‬لسنة ‪ 2016‬بشأن‬

‫إنشاء مركز اإلمارات للتحكيم الرياضي والقواعد اإلجرائية لهذا األخير‪.‬‬

‫لفض المنازعات الرياضية‬


‫وتتميز دراستي عن الدراسة السالفة‪ ،‬أنني تناولت الوسائل القضائية ّ‬

‫متمثلة بالقضاء العادي باإلضافة إلى التحكيم والوساطة‪ ،‬هذا مع انتهاجي المنهج المقارن عالوة‬

‫على المنهج التحليلي من خالل مقارنة وسائل فض المنازعات الرياضية في دولة قطر مع عدة‬

‫دول أخرى من بينها فرنسا‪.‬‬

‫‪ -2‬عبد هللا‪ ،‬عبد الحي‪ ،‬واقع المنازعات الرياضية على ضوء التشريعات السودانية‪ ،‬رسالة‬

‫ماجستير‪ ،‬جامعة شندي‪.2014 ،‬‬

‫تناولت هذه الدراسة التطور التاريخي والتشريعي للرياضة في جمهورية السودان‪ ،‬ومن ثم بينت‬

‫ووطنيا‪ .‬وقد اعتمد الباحث في دراسته على المنهج‬


‫ً‬ ‫دوليا‬
‫مفهوم المنازعات الرياضية وآليات فضها ً‬

‫‪10‬‬
‫التحليلي‪ ،‬من خالل دراسته للقوانين والتشريعات واألحكام والق اررات اإلدارية والقضائية المتعلقة‬

‫طرق ّ‬
‫حل المنازعات فيها‪ .‬كما استخدم الباحث المنهج‬ ‫بالرياضة في جمهورية السودان فقط‪ ،‬و ُ‬

‫الوصفي لتوضيح مفاهيم وأسس الرياضة‪ ،‬وبيان عالقات الهيئات الرياضية ببعضها‪.‬‬

‫وفي دراستي هذه قد تناولت المنازعات الرياضية وطرق فضها في دولة قطر‪ ،‬وكذلك في بعض‬

‫ودوليا مع محكمة التحكيم الرياضية الدولية‪ ،‬وذلك‬


‫ً‬ ‫الدول العربية منها االمارات العربية المتحدة‪،‬‬

‫للمقارنة فيما بينهم للتوصل إلى الوسيلة األكثر مالءمة لتسوية المنازعات الرياضية‪.‬‬

‫‪ -3‬األحمد‪ ،‬سليمان‪ ،‬ريبر‪ ،‬حسين‪ ،‬القضاء الرياضي البديل للقضاء العادي في النزاعات‬

‫الرياضية ذات الطابع المالي‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات االكاديمية‪ ،‬العدد السادس‪،‬‬

‫‪.2015‬‬

‫المنازعات‬
‫هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على ُمبررات نشوء القضاء الرياضي‪ ،‬كما استعرضت ُ‬

‫الرياضية ذات الطابع المالي‪ ،‬باإلضافة إلى أثر تحول االختصاص من القضاء العادي إلى القضاء‬

‫الرياضي‪ .‬ولتحقيق أهداف هذه الدراسة استخدم الباحث المنهج الوصفي‪ ،‬وذلك من خالل الرجوع‬

‫إلى الدراسات السابقة ذات الصلة بموضوع الدراسة‪ ،‬وكذلك إلى ق اررات محكمة التحكيم الرياضي‪.‬‬

‫وأبرز ما تضمنته دراستي عن هذه الدراسة‪ ،‬أنني تناولت جميع أنواع المنازعات الرياضية ولم أكتف‬

‫بالحديث عن نوع واحد منها‪ ،‬كما أنني تطرقت إلى القضاء العادي وكذلك الوسائل البديلة لفض‬

‫المنازعات الرياضية‪ ،‬وذلك على خالف هذه الدراسة التي تناولت فكرة القضاء فقط‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‬

‫ماهية المنازعات الرياضية‬

‫ومتبادلة‬
‫تطور الفت في العقود الماضية قاد إلى نشوء عالقات عديدة ُ‬
‫إن ما شهدته الرياضة من ّ‬
‫ّ‬

‫بين أطراف المجتمع الرياضي‪ ،‬عالوة على نشأة ضرب آخر من العالقات بينهم وبين أطراف‬

‫أخرى من خارج هذا المجتمع‪ ،‬ومنها على سبيل المثال تلك العالقة بين الالعب والنادي أو االتحاد‪،‬‬

‫فإن هذه‬
‫ياضي وآخر‪ .‬وبطبيعة الحال‪ّ ،‬‬
‫وعالقة بين ناد رياضي وآخر‪ ،‬أو عالقة بين العب ر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فإنها تمر ضرورة بنوع من الخالفات والنزاعات‪.‬‬
‫العالقات كغيرها من العالقات األخرى‪ّ ،‬‬

‫المنازعات الرياضية في المبحث األول‬


‫وجه إلى دراسة مفهوم ُ‬
‫سي ّ‬
‫فإن النظر في هذا الفصل ُ‬
‫وعليه‪ّ ،‬‬

‫فإنه يتناول أنواع‬


‫منه‪ ،‬وذلك من خالل استعراض التعريفات الفقهية والتشريعية‪ ،‬أما المبحث الثاني ّ‬

‫المنازعات الرياضية‪.‬‬

‫المبحث األول‬

‫مفهوم المنازعات الرياضية‬

‫تحدث‬
‫ُ‬ ‫وعادة ما‬
‫ً‬ ‫وممارستها العديد من الخالفات والمنازعات‪،‬‬
‫ينشأ عن تنظيم األنشطة الرياضية ُ‬

‫أحيانا بإدارة وإشراف النشاط الرياضي‪ ،‬كما‬


‫ً‬ ‫جراء ُمخالفة قواعد اللعبة وتكون ُمتعّلقة‬
‫المنازعات ّ‬
‫هذه ُ‬

‫أنها قد تحدث نتيجة اإلخالل بالعقود الرياضية‪.‬‬

‫ِ‬
‫وض ُح‬ ‫ِ‬
‫ثم ُن ّ‬
‫سن ّبين في هذا المبحث تعريف المنازعات الرياضية ضمن المطلب األول‪ّ ،‬‬
‫وعليه‪ُ ،‬‬

‫صوصيتها في المطلب الثاني‪.‬‬


‫ّ‬ ‫ُخ‬

‫‪12‬‬
‫المطلب األول‬

‫تعريف المنازعات الرياضية‬

‫المنازعات الرياضية على المستوى العالمي‪ ،‬اجتهد الفقهاء وكذلك أطراف المجتمع‬
‫عندما انتشرت ُ‬

‫تعدد‬ ‫ِ‬
‫الرياضي في السعي إلى ُمحاولة إيجاد مفهوم للمنازعات الرياضية‪ .‬ويترتب على ما سبق‪ّ ،‬‬

‫هذه التعريفات واختالفها من فقيه إلى آخر‪ ،‬إلى درجة القول ّإنه ال ُوجود إلى تعريف موحد للمنازعة‬

‫سنعرض تعريف المنازعات الرياضية في‬


‫ُ‬ ‫فإننا‬
‫تقدم‪ّ ،‬‬
‫وبناء على ما ّ‬
‫ً‬ ‫حد الساعة‪.‬‬
‫الرياضية إلى ّ‬

‫المنازعات الرياضية‬
‫األنظمة والّلوائح الرياضية (فرع أول)‪ ،‬ثم ُن ّبي ُن التعريفات الفقهية الواردة في ُ‬

‫(فرع ثان)‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫تعريف المنازعات الرياضية في التشريعات واألنظمة الرياضية‬

‫أن الرياضة قد أصبحت في اآلونة األخيرة‬


‫ابتداء يجب تسليط الضوء على األنظمة التشريعية‪ ،‬فبما ّ‬
‫ً‬

‫ط اهتمام العديد من الدول‪ ،‬من بينهم‪ :‬دولة قطر‪ ،‬واإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬والمملكة العربية‬
‫مح ّ‬

‫استحداث‬
‫ُ‬ ‫فإن أبرز صور هذا االهتمام‪ ،‬هو‬
‫السعودية‪ ،‬وكذلك جمهورية مصر العربية‪ .‬وعليه‪ّ ،‬‬

‫مه‪.‬‬
‫ظ ُ‬‫الدول ألنظمة وجهات وتشريعات قانونية تحكم المجال الرياضي وتُن ّ‬

‫المفيد القول‪ّ ،‬إنه رغم عدم ُوجود تنظيم تشريعي ٌموحد للرياضة في الدول السالفة الذكر ‪-‬‬
‫ومن ُ‬

‫تم إصداره في عام ‪،2017‬‬


‫خاصا بالرياضة ّ‬
‫قانونا ً‬
‫باستثناء جمهورية مصر العربية التي وضعت ً‬

‫وهو قانون ‪ 71‬لسنة ‪ 2017‬بشأن إصدار قانون الرياضة‪-‬إال ّ‬


‫أن ذلك ال يعني‪ ،‬عدم وجود أنظمة‬

‫أساسية أو قوانين خاصة أخرى تنظم هذا الموضوع‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫وفيما يتعلق بموضوع دراستنا ‪-‬وهو المنازعات الرياضية‪-‬فقد نظم القانون األخير ً‬
‫بابا يتعلق بتسوية‬

‫أن باب‬ ‫أن هذا القانون قد غاب عنه تعريف ُ‬


‫المنازعات الرياضية‪ ،‬ذلك ّ‬ ‫المنازعات الرياضية‪ ،‬إال ّ‬

‫المتعلق‬
‫التعريفات لم يشتمل على صياغة مفهوم لهذا المصطلح‪ .‬وكذا األمر عند النظر إلى الباب ُ‬

‫بتسوية المنازعات الرياضية حيث ّأننا ال نجد تعر ًيفا لها كذلك‪ .‬ولكن عند التمعن في نص المادة‬

‫‪ 67‬من ذات القانون‪ُ ،‬يمكننا ّ‬


‫التعرف على صور المنازعات الرياضية التي يسعى إلى تسويتها هذا‬

‫القانون‪ ،‬وقد حصرها المشرع بنوعين من المنازعات‪ :‬أولهما‪ ،‬تلك ُ‬


‫المنازعات التي تنشأ عن تطبيق‬

‫أحكام هذا القانون وأحكام األنظمة األساسية للجنة األولمبية المصرية واللجنة البارالمبية المصرية‪،‬‬

‫واألندية واالتحادات الرياضية‪ ،‬وأعضاء الجمعيات العمومية لهذه االتحادات‪ .‬وثانيهما‪ ،‬متّ ِ‬
‫ص ٌل‬ ‫ُ‬

‫بالمنازعات التي تنشأ بسبب تفسير العقود في المجال الرياضي أو تنفيذها‪ ،‬وقد ّبين المشرع أنواع‬

‫شرع‬
‫الم ّ‬
‫أن ُ‬
‫أن هذه الصور قد وردت على سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬ودليل ذلك‪ّ ،‬‬
‫هذه العقود‪ .‬إال ّ‬

‫نص في نهاية المادة ‪ 67‬من قانون الرياضة المصري رقم ‪ 71‬لسنة ‪ 2017‬على عبارة "المنازعات‬
‫ّ‬

‫فإن هذه الصور قابلة لإلضافة عليها‪.‬‬


‫الرياضية األخرى"‪ .‬وعليه‪ّ ،‬‬

‫فإنه ال يوجد حتى اآلن تنظيم تشريعي ُينظم موضوع الرياضة‪ ،‬إال أنه‬
‫وفيما يخص دولة قطر‪ّ ،‬‬

‫يمكننا االستناد فيما يتعلق بالمنازعات الرياضية على النظام األساسي لمؤسسة قطر للتحكيم‬

‫الرياضي‪ ،‬وكذلك على قواعد التحكيم والوساطة لهيئة قطر للتحكيم الرياضي‪ ،‬واالجتهادات‬

‫القضائية‪ .‬إضافة إلى قانون رقم ‪ 1‬لسنة ‪ 2016‬بتنظيم األندية الرياضية‪ ،‬حيث ُي ّ‬
‫عد هذا األخير‬

‫هو القانون الوحيد ُ‬


‫المتعلق بالمجال الرياضي في دولة قطر‪.‬‬

‫لمؤسسة قطر للتحكيم‬


‫وفي حقيقة األمر‪ ،‬لم يقم النظام األساسي وال قواعد التحكيم والوساطة ُ‬
‫تم تعريفها في المادة األولى من قانون‬
‫الرياضي بتعريف المنازعات الرياضية‪ ،‬في حين ّأنه قد ّ‬

‫األندية الرياضية رقم ‪ 1‬لسنة ‪ 2016‬على ّأنها كافة المنازعات ذات الصلة بالنشاط الرياضي‬

‫‪14‬‬
‫لألندية الرياضية في المسابقات والمنافسات والبطوالت الرياضية التي يتم تنظيمها أو اإلشراف‬

‫عليها من قبل االتحادات الرياضية الوطنية أو الدولية المعنية‪.8‬‬

‫أن هذا التعريف ليس إال تعر ًيفا يتعلق بهذا القانون‪ ،‬وال يشمل مفهوم‬
‫ولكن تجدر اإلشارة‪ ،‬إلى ّ‬
‫المنازعات الرياضية ككل في دولة قطر‪ ،‬حيث أنه ِ‬
‫يقتص ُر فقط على عبارة المنازعات الرياضية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫المستخدمة في أحكام هذا القانون‪.‬‬

‫يف لها في القواعد‬


‫أما عن تعريف المنازعات الرياضية في النظام القانوني اإلماراتي‪ ،‬فقد ورد تعر ٌ‬

‫تم تعريفها في‬


‫اإلجرائية لمركز اإلمارات للتحكيم الرياضي‪ ،‬وكذلك في الالئحة التأديبية له‪ .‬فقد ّ‬

‫المنازعات التعاقدية والمالية واإلدارية واالنضباطية ذات الصلة بكافة‬


‫القواعد اإلجرائية بأنها كافة ُ‬

‫أعمال الجهات الرياضية المتعلقة باألنشطة الرياضية وأمورها المؤسسية‪ .‬في حين أحالت الالئحة‬

‫التأديبية لمركز التحكيم الرياضي تعريف النزاع الرياضي‪ ،‬إلى األنشطة الرياضية الواردة في المادة‬

‫الخامسة من القانون االتحادي رقم (‪ )16‬لسنة ‪ 2016‬في شأن مركز التحكيم الرياضي‪ ،‬والتي‬

‫نصت على أنه‪:‬‬

‫‪ -1‬مع مراعاة أحكام المادتين ‪ 17‬و‪ 18‬من هذا القانون يختص المركز دون غيره بالتحكيم‬

‫في جميع المنازعات الرياضية وعلى وجه الخصوص المنازعات الناتجة عما يأتي‪:‬‬

‫أ‪ -‬الق اررات النهائية الصادرة عن الجهات العاملة واللجنة األولمبية وفقاً ألنظمتها األساسية‪.‬‬

‫ب‪ -‬الق اررات التأديبية الصادرة بموجب أنظمة الجهات العاملة‪.‬‬

‫‪ 8‬وفقاً للمادة األولى من قانون رقم ‪ 1‬لسنة ‪ 2016‬بتنظيم األندية الرياضية يقصد باالتحادات الرياضية الدولية الجهات الدولية‬
‫غير الحكومية التي تقوم بإدارة رياضة واحدة أو رياضات محددة على المستوى العالمي‪ ،‬وتتولى وضع القواعد واللوائح التي‬
‫تعزز نزاهة هذه الرياضة أو الرياضات للمشاركين والمعنيين على المستوى الدولي‪ ،‬وتطوير الالعبين المحتملين وتنظيم‬
‫البطوالت العالمية و‪ /‬أو القارية‪ .‬أما االتحادات الرياضية الوطنية فهي هيئات رياضية مستقلة تتمتع بالشخصية المعنوية‪،‬‬
‫وتتولى إدارة رياضة أو رياضات محددة على المستوى المحلي التي تتبع االتحادات المعنية‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫ج‪ -‬الق اررات القابلة لالستئناف الصادرة عن اللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات‪.‬‬

‫‪ -2‬يختص المركز بالتحكيم في المنازعات الرياضية التي تتضمن العقود الخاصة بها شرطاً أو‬

‫مشارطة تحكيم رياضي ينص على اللجوء إلى التحكيم لدى المركز‪.‬‬

‫‪ -3‬يختص المركز بالتوفيق في المنازعات الرياضية التي تتضمن العقود الخاصة بها شرطاً أو‬

‫مشارطة توفيق رياضي تنص على اللجوء إلى التوفيق لدى المركز‪.‬‬

‫أما فيما يخص النظام القانوني الفرنسي وتحديداً قانون الرياضة الفرنسي‪ ،‬فإنه وعلى الرغم من‬

‫أيضا‬ ‫تناوله لمواد تتعّلق بطرق ّ‬


‫حل وتسوية النزاعات الرياضية إال أنه لم يرد فيه تعريف لها‪ ،‬وهذا ً‬

‫ما الحظناه في التشريع الرياضي المصري‪ ،‬فكال القانونين لم يعرفا المنازعة الرياضية وتركا أمر‬

‫توضيح مفهومها إلى االجتهادات الفقهية والقضائية‪.‬‬

‫فض‬
‫المنازعات الرياضية في النظام األساسي لهيئة ّ‬
‫تم تعريف ُ‬
‫مما تقدم‪ ،‬إال أنه قد ّ‬
‫وعلى الرغم ّ‬

‫المنازعات الرياضية الخليجية بأنها‪ " :‬كافة النزاعات والخالفات الرياضية والشكاوى واالحتجاجات‬

‫الناشئة عن الفعاليات واللقاءات والمنافسات والمسابقات والدورات الرياضية التي تندرج تحت لوائح‬

‫العمل المشترك في المجال الرياضي لدول المجلس وغيرها من النزاعات ذات الصلة"‪.9‬‬

‫أن تحديد‬
‫وبناء على ما تم ذكره سلفاً فيما يخص مفهوم المنازعة الرياضية‪ ،‬فإننا نتوصل إلى ّ‬
‫ً‬

‫المقصود بال ُمنازعة الرياضية يخضع لمعايير عدة‪ ،‬هي‪:10‬‬

‫المنازعة الرياضية في النصوص القانونية‪،‬‬


‫ينص المشرع على ُ‬
‫‪ -‬المعيار التشريعي‪ :‬عندما ّ‬

‫ويحددها صراح ًة حيث ال يترك مجاال لالجتهاد في تحديدها‪.‬‬


‫ّ‬

‫المادة األولى من النظام األساسي لهيئة فض المنازعات الرياضية الخليجية‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫مأمون‪ ،‬مؤدن‪ ،‬حدود اختصاص القاضي اإلداري في تسوية المنازعات الرياضية – دراسة مقارنة‪ ،‬المجلة األكاديمية‬ ‫‪10‬‬

‫للبحوث القانونية والسياسية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬المجلد السادس‪ ،2020 ،‬صفحة ‪.1343‬‬

‫‪16‬‬
‫بناء عليه تُصنف المنازعة بكونها رياضية‪ ،‬إذا كان موضوعها‬
‫‪ -‬المعيار الموضوعي‪ً :‬‬

‫بغض النظر عن أطرافها‪.‬‬


‫متصالً بموضوع رياضي‪ ،‬وذلك ّ‬

‫‪ -‬المعيار الشخصي‪ :‬يتعلق هذا المعيار بأطراف النزاع‪ ،‬حيث تكون ُ‬


‫المنازعة رياضية إذا‬

‫كان أطرافها من الرياضيين‪.‬‬

‫‪ -‬المعيار الزمني‪ :‬وفق هذا المعيار تكون المنازعة رياضية إذا نشأت أثناء قيام العالقة‬

‫الرياضية بين المتنازعين‪ ،‬وفي وقت تكون المراكز القانونية قائمة‪.‬‬

‫مما تقدم من وجود اجتهادات فقهية وكذلك ُمحددات تشريعية‪ ،‬إال ّأننا مازلنا بحاجة‬
‫وعلى الرغم ّ‬

‫أي منازعة محلية أو دولية‬


‫حدد ومفهوم للمنازعات الرياضية ينطبق على ّ‬
‫إلى توحيد ووضع إطار ُم ّ‬

‫قد تحصل في المجتمع الرياضي‪ ،‬ليتماشى ذلك مع خصوصية قانون الرياضة‪.‬‬

‫أي نزاع يحصل في نطاق المجتمع الرياضي‪،‬‬


‫المنازعة الرياضية هي ّ‬
‫أن ُ‬‫وترى الباحثة من جهتها‪ّ ،‬‬

‫أيًّا كان موضوعه وأشخاصه‪ ،‬وذلك على الوجه اآلتي‪:‬‬

‫فإن أشخاص المنازعة الرياضية ال يختلفون عن أشخاص الدعوى العادية‪،‬‬


‫في الحقيقة وبشكل عام ّ‬
‫‪11‬‬
‫بالنسبة للحق أو المركز القانوني‬ ‫بناء على ما لهم من صفة‬
‫فهم من يوجه االدعاء باسمهم ً‬

‫للمدعي‪.12‬‬

‫الصفة هي عالقة الشخص بالحق موضوع الدعوى‪ ،‬حيث يجب أن يكون للشخص سند يبرز ظهوره في الدعوى‪ .‬والصفة‬ ‫‪11‬‬

‫نوعان أما موضوعية وتعني أن ترفع الدعوى من ذي صفة ضد ذي صفة وأن يكون المدعي هو صاحب الحق أو المركز‬
‫القانوني المدعى به‪ ،‬وأما أن تكون صفة إجرائية وتعني هنا صالحية الشخص لمباشرة اإلجراءات القضائية في الدعوى باسم‬
‫غيره وذلك مثل تمثيل الولي أو الوصي للقاصر أو تمثيل ممثل الشخص االعتباري (مدير الشركة أو رئيس مجلس اإلدارة)‪.‬‬
‫راجع‪ :‬هندي‪ ،‬أحمد‪ ،‬قانون المرافعات المدنية والتجارية‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬دار النهضة العربية للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪،1993 ،‬‬
‫صفحة ‪.176‬‬
‫فهمي وجدي‪ ،‬مبادئ القضاء المدني‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار النهضة العربية للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،2001،‬صفحة ‪.78‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪17‬‬
‫والمدعي كما هو معلوم‪ ،‬هو رافع الدعوى أو الطرف الذي بدأ بالمطالبة القضائية؛ سو ً‬
‫اء أ كان‬

‫ابتداء والمراد‬
‫ً‬ ‫طبيعيا أو اعتبارًيا‪ .‬أما المدعي عليه‪ ،‬فهو من تقدم المدعي بالشكوى عليه‬
‫ً‬ ‫شخصا‬
‫ً‬

‫الحكم عليه‪ ،‬وال يتغير وصفه في الدعوى األصلية‪.13‬‬

‫طبيعيا أو اعتبارًيا‪.‬‬
‫ً‬ ‫شخصا‬
‫ً‬ ‫فإن المدعي في المنازعة الرياضية قد يكون إما‬
‫وبناء على ما تقدم‪ّ ،‬‬
‫ً‬

‫فالشخص الطبيعي الرياضي‪ ،‬هو من يزاول الرياضة وال يشترط أن يكون من خريجي كلية التربية‬

‫الرياضية‪ ،‬إال أنه يجب أن يكون ً‬


‫ملما بقواعد المجتمع الرياضي‪ .14‬أما الشخص االعتباري‬

‫الرياضي‪ ،‬فقد يكون المؤسسة أو اللجنة الرياضية أو االتحاد أو النادي‪.‬‬

‫مما يعني أنه يجب أن يكون هناك طرفان في المنازعة الرياضية؛ أحدهما مدعي واآلخر مدعى‬

‫عليه‪ .‬ويجب أن تتوافر فيهما شروط قبول الدعوى‪ ،‬وهما الصفة والمصلحة‪.15‬‬

‫وفيما يتعلق بشرط المصلحة‪ ،‬فقد نصت المادة األولى من قانون المرافعات المدنية والتجارية‬

‫القطري رقم ‪ 13‬لسنة ‪ 1990‬على أنه‪" :‬ال يقبل أي طلب أو دفع ال تكون لصاحبه فيه مصلحة‬

‫قائمة يقررها القانون‪.16"...‬‬

‫فهمي‪ ،‬وجدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.88‬‬ ‫‪13‬‬

‫عبد العزيز‪ ،‬أسامة‪ ،‬حول النزاعات الرياضية وسبل فضها – المحاكم الرياضية‪ ،‬منشورات قطاع التشريع بو ازرة العدل‪،‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪ ،2015‬صفحة ‪.12‬‬
‫المصلحة هي الفائدة العلمية التي تعود على رافع الدعوى من الحكم له بطلباته كلها أو بعضها‪ ،‬فهي الضابط لضمان‬ ‫‪15‬‬

‫جدية الدعوى وعدم خروجها عن الغاية التي رسمها القانون لها‪ .‬راجع‪ :‬صاوي‪ ،‬أحمد السيد‪ ،‬الوسيط في شرح قانون المرافعات‬
‫المدنية والتجارية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النهضة العربية للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،1987 ،‬صفحة‪.163‬‬
‫وقد أستقر الفقه والقضاء على أن شرطي الصفة والمصلحة يتميز كالهما عن اآلخر‪ ،‬فالمصلحة هي المساس بالمركز‬ ‫‪16‬‬

‫القانوني للمدعي في الدعوى الموضوعية أو االعتداء على حقه الذاتي في الدعوى الذاتية‪ ،‬أما الصفة فهي قدرة الشخص‬
‫على المثول أمام القضاء في الدعوى كمدعي أو مدعي عليه‪ .‬وتعد الصفة مسألة شكلية تتضح قبل الدخول في الدعوى‪،‬‬
‫بينما المصلحة مسألة ذات صفة موضوعية ال تتضح إال عند فحص موضوع الدعوى‪ .‬راجع‪ :‬حكم محكمة القضاء اإلداري‬
‫المصري – دائرة المنازعات االقتصادية واالستثمار في الدعوى رقم ‪ 42440‬لسنة ‪ 63‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 27‬فبراير ‪.2010‬‬

‫‪18‬‬
‫وفي أهمية توافر شرط المصلحة في المنازعات الرياضية‪ ،‬قد حكمت هيئة التحكيم الخاصة بهيئة‬

‫قطر للتحكيم الرياضي في حكم التحكيم االستئنافي رقم ‪ 004‬لسنة ‪ 2020‬بعدم قبول استئناف‬

‫أحد أطراف النزاع الرياضي وذلك النتفاء المصلحة لديه‪.17‬‬

‫وذلك إضافة إلى إمكانية وضع شروط خاصة لقبول الدعاوى المتعلقة ُ‬
‫بالمنازعات الرياضية كضرورة‬

‫تحديد ميعاد معين لقبول طلبات التحكيم الرياضي‪ ،‬وذلك الستقرار األوضاع وسرعة األحداث‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫تعريف المنازعات الرياضية في الفقه‬

‫يرى البعض ّ‬
‫بأن المنازعة الرياضية‪ ،‬هي‪" :‬نزاع ينشأ في مجال الرياضة أياً كان نوع النشاط‬

‫الرياضي الذي يمارس ويمكن أن يكون له طابع محلي أو دولي" ‪ .‬ووفقاً لهذا التعريف ّ‬
‫‪18‬‬
‫فإن ما‬

‫ينشأ من منازعات بين الرياضيين واألندية‪ ،‬أو بين األندية فيما بينها فيما يتعلق بالنشاط الرياضي‬

‫فإن دعوى السب والقذف التي يرفعها أحد الرياضيين أو إحدى‬


‫يعد منازعة رياضية‪ .‬ولهذا ّ‬
‫فقط ّ‬

‫تعد منازعة رياضية ألنها ال تتعلق بممارسة‬


‫ضد إحدى الصحف أو األفراد‪ ،‬ال ّ‬
‫المؤسسات الرياضية ّ‬

‫النشاط الرياضي‪.19‬‬

‫حكم تحكيم استئنافي رقم ‪ 004‬لسنة ‪ 2020‬صادر عن هيئة قطر للتحكيم الرياضي تتلخص وقائعه في أن أحد أعضاء‬ ‫‪17‬‬

‫النادي الرياضي وهو المستأنف في هذه القضية قد قام بالطعن على قرار ترشح أحد األعضاء في االنتخابات التي يقيمها‬
‫النادي‪ ،‬وحسب النظام األساسي لألخير فليس لهذا العضو الحق في الطعن على قرار الترشح ألنه ليس مرشحاً في االنتخابات‬
‫ومن ثم فهو ال يستفيد شخصياً وليس له مصلحة من هذا الطعن‪.‬‬
‫‪ 18‬الخراشة‪ ،‬عايد‪ ،‬التحكيم في المنازعات الرياضية وفق قواعد محكمة التحكيم الرياضية الدولية‪ ،‬المجلة الدولية للدراسات‬
‫القانونية والفقهية المقارنة‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬العدد األول‪ ،2021 ،‬صفحة ‪.14‬‬
‫عبد العزيز‪ ،‬عادل‪ ،‬عقد االحتراف الرياضي – دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر والقانون للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪ ،2019‬صفحة ‪.365‬‬

‫‪19‬‬
‫اء كان يتعلق‬
‫وعلى العكس من ذلك‪ ،‬فقد عرفها البعض بأنها نزاع ينشأ في مجال الرياضة سو ٌ‬

‫بممارسة رياضية بصفة أساسية‪ ،‬أو يتعلق بإدارة الرياضة أو اإلشراف عليها‪.20‬‬
‫ُ‬

‫تقدم‪ُ ،‬يمكن تعريفها أيضاً بشكل أدق بأنها "ما يحدث نتيجة عنف‪ 21‬عند ممارسة‬
‫وعالوة على ما ّ‬

‫اء اإلدارية أو الفنية أو ما يتعلق بإدارة‬


‫اللعبة أو عدم احترام لقواعد وقوانين الممارسة الرياضية سو ً‬

‫الرياضة واالشراف عليها وتنظيم العالقات بين القائمين عليها وبين ممارسيها"‪ .22‬بينما يرى البعض‬

‫كل نزاع أو خالف قانوني بصدد عالقة قانونية ذات طابع رياضي من‬
‫أن المنازعة الرياضية هي ّ‬
‫ّ‬

‫أي نوع كانت‪.23‬‬

‫وقد عرفها البعض بأنها " النزاع الذي قد ينشب في الرياضة‪ ،‬والذي قد يكون له جانب داخلي‪/‬‬

‫ويتم تقديم هذا التعريف على أنه تلخيص إجمالي من عدة تعاريف أخرى‬ ‫‪24‬‬
‫محلي أو جانب دولي" ‪ّ .‬‬

‫ناتجة عن الكثير من االجتهادات الفقهية وكذلك القضائية‪.‬‬

‫أن البعض اتجه إلى وضع معايير للنزاع الرياضي‪،‬‬


‫المفيد اإلشارة في ذات السياق الناظم‪ّ ،‬‬
‫ومن ُ‬

‫ذلك ّأنه في صورة ما إذا ما توافرت هذه المعايير‪ُ ،‬يمكننا القول حينها بوجود نزاع رياضي‪ ،‬وهي‬

‫كالتالي‪:25‬‬

‫‪ 20‬عبد الكامل‪ ،‬علي‪ ،‬دور التحكيم في المنازعات الرياضية – دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المجموعة العلمية للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجيزة‪ ،2021 ،‬صفحة ‪.17‬‬
‫العنف هو سلوك عدواني عنيف تتجلى مظاهرة في استعمال ألفاظ غير الئقة كالسب والشتم وهو ما يسمى بالعدوان‬ ‫‪21‬‬

‫اللفظي‪ ،‬أو قد يكون عدوان جسدي كالضرب والتعدي والمشاجرة والتخريب والتدمير‪ .‬راجع‪ :‬غضبان حمزة‪ ،‬دور الوازع الديني‬
‫في التقليل من السلوك العدواني لالعبي كرة القدم الجزائرية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪ ،2006 ،‬صفحة ‪.58‬‬
‫(حل المنازعات الرياضية‪ ،‬غالب علي حمزة)‬
‫الخراشة‪ ،‬عايد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.15‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪ 23‬عبد الحسيب‪ ،‬محمد‪ ،‬التحكيم في المنازعات الرياضية في القانون المصري والفرنسي – دراسة مقارنة‪ ،‬مجلة جامعة مصر‬
‫للدراسات اإلنسانية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬المجلد األول‪ ،2021 ،‬صفحة ‪.207‬‬
‫‪24‬‬
‫‪Matthew Mitten, Sports Law and Regulation (Wolters Kluwer, 5th end, 2020), page 42.‬‬
‫عبد الكامل‪ ،‬علي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.18‬‬ ‫‪25‬‬

‫‪20‬‬
‫أن القاعدة تكون‬
‫‪ -‬المعيار األول‪ :‬أن يكون النزاع ناشئا عن تطبيق قاعدة رياضية؛ أي ّ‬

‫صادرة من جهة أو هيئة رياضية‪.‬‬

‫نتميا إلى الحركة الرياضية؛ بمعنى أن يكون‬


‫‪ -‬المعيار الثاني‪ :‬أن يكون أحد أطراف النزاع ُم ً‬

‫تابعا بشكل مباشر أو غير مباشر إلى أحد االتحادات أو األندية أو اللجان الرياضية‪.‬‬
‫ً‬

‫المنازعات الرياضية ال تعني فقط وجود نزاع بدني فقط بين العب وآخر‪ ،‬بل هي أوسع‬
‫فإن ُ‬
‫وعليه‪ّ ،‬‬

‫فكل خالف أو نزاع يحدث‬


‫كل ما يتعلق بالتنظيم أو المجتمع الرياضي‪ّ ،‬‬
‫من ذلك حيث ّأنها تشمل ّ‬

‫عد منازع ًة رياضية‪.‬‬


‫في نطاق هذا المجتمع وفي إطار الرياضة؛ ُي ّ‬

‫المنازعات يمكن تصنيفها ضمن نطاق‬


‫فإن الكثير من ُ‬
‫سلفا‪ّ ،‬‬
‫وبناء على التعريفات المذكورة ً‬
‫ً‬

‫المنازعات الرياضية‪ ،‬وسنذكر التالي منها على سبيل المثال ال الحصر‪:‬‬


‫ُ‬

‫‪ -‬النزاعات التي تحصل بسبب االتفاق على رعاية الالعبين‪.‬‬

‫‪ -‬الخالفات حول مسائل انتقال الالعبين من وإلى األندية‪.‬‬

‫‪ -‬الخالفات حول حقوق الالعبين المالية‪.‬‬

‫‪ -‬الخالفات حول تنفيذ عقود التحاق أو احتراف الالعبين باألندية‪.‬‬

‫‪ -‬الخالفات التي تحصل عند تنفيذ عقود الوكالء الرياضيين‪.‬‬

‫‪ -‬تعاطي المنشطات أثناء ممارسة الرياضة‪.‬‬

‫‪ -‬الطلبات أو الشكاوي التي تقدم للتعويض والمقاومة بين الالعبين ضد نواديهم‪.26‬‬

‫عبد العزيز‪ ،‬أسامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.13‬‬ ‫‪26‬‬

‫‪21‬‬
‫وعلى الرغم من االجتهادات الفقهية في محاولة خلق مفهوم جامع مانع للمنازعات الرياضية‪ ،‬إال‬

‫أن الباحثة ترى ّ‬


‫بأن األفضل هو وضع معايير ُمحددة للقول بوجود منازعة رياضية‪ ،‬من قبيل ما‬ ‫ّ‬

‫اتّجه إليه البعض كما أوضحنا ذلك سابًقا‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫خصوصيات المنازعات الرياضية‬

‫المنازعات الرياضية إال أنه يبقى لها خصوصيات تميزها عن غيرها من‬
‫تعدد أنواع ُ‬
‫على الرغم من ّ‬

‫المنازعات‪،‬‬
‫المنازعات القانونية‪ ،‬كالمنازعات المدنية أو التجارية‪ .‬والسبب في تميز هذا النوع من ُ‬

‫هو ما تتّسم به الرياضة من سمات وخصائص تجعل منازعاتها تختلف في طبيعتها عن المنازعات‬

‫األخرى‪.‬‬

‫ولتوضيح ذلك‪ ،‬سنتناول في الفرع األول حيوية النشاط الرياضي‪ ،‬بينما سنخصص الفرع الثاني‬

‫لتعدد مصادر القانون الرياضي‪.‬‬


‫ّ‬

‫الفرع األول‬

‫حيوية النشاط الرياضي‬

‫يستوجب في‬
‫ُ‬ ‫المنازعات الرياضية‪ ،‬هو أنها ُمرتبطة بالنشاط والمجتمع الرياضي الذي‬
‫إن ما ُيميز ُ‬
‫ّ‬

‫أن أطراف المجتمع‬


‫يتم تسوية المنازعات المتعقلة به في مدة زمنية معقولة‪ ،‬ذلك ّ‬
‫الحقيقة أن ّ‬

‫الرياضي (األندية‪ ،‬الالعب‪ ،‬االتحادات) ال يحتملون أن ّ‬


‫يتم تعليق مصير ممارستهم لنشاطهم لمدة‬

‫علما مستقال‬ ‫بحكم ما ترتب عليهم من حقوق والتزامات‪ .‬باإلضافة إلى ّ‬


‫أن الرياضة تعتبر ً‬ ‫طويلة‪ُ ،‬‬

‫‪22‬‬
‫فإنها تحتاج إلى أن يكون من يفصل في ُمنازعاتها‬
‫كليا عن القانون‪ ،‬وبالتالي ّ‬
‫ختلفا اختالًفا ً‬
‫وم ً‬ ‫ُ‬

‫شخصا ذو خبرة في المسائل الرياضية‪.‬‬


‫ً‬

‫أن نتائجه تظهر في ذات‬


‫الممارسة‪ ،‬إضافة إلى ّ‬
‫قصد بحيوية النشاط الرياضي‪ ،‬أنه نشاط سريع ُ‬
‫وي ُ‬‫ُ‬

‫الوقت‪ ،‬كما أن األمور المترتبة عليه يجب أال يتم تأجيلها كونها تتعلق باستم اررية ممارسة النشاط‪.‬‬

‫كل تأخير ألي أمر يتعلق بالنشاط الرياضي‪ ،‬من المرّجح أن يتسبب في تعطيل فريق‬
‫فإن ّ‬
‫وعليه‪ّ ،‬‬

‫بأكمله على سبيل المثال‪.‬‬

‫وبناء على ما تقدم‪ ،‬سنتناول السرعة والخبرة الفنية كمثال على حيوية النشاط الرياضي‪ ،‬وكذلك‬
‫ً‬

‫المنازعات الرياضية عن غيرها‪.‬‬


‫الجزاءات التي تتميز بها ُ‬

‫أوالً‪ :‬السرعة‬

‫أن‬
‫المنازعة الرياضية أنها ال تقبلُ وجود إجراءات طويلة وبطيئة‪ ،‬ذلك ّ‬
‫من ضمن خصوصيات ُ‬

‫مصير الالعب أو النادي أو العقد الرياضي ُيصبح متوقفاً على حسم هذه المنازعة‪ ،‬وعليه فإنه‬

‫يتطلب أن تُحسم في أسرع وقت وبأقل إجراءات ممكنة‪.27‬‬

‫وهذا ما أشارت له المحكمة الفيدرالية السويسرية في حكمها المتعلق بالعب كرة المضرب األرجنتيني‬

‫جويرمو كانياس‪ ،‬حيث رأت المحكمة بأن‪ " :‬تخضع هذه المعاملة المتمايزة لمنطق يتمثل في تفضيل‬

‫التسوية السريعة للمنازعات ال سيما في المسائل الرياضية‪ ،‬ويمكن أن يتم ذلك من خالل محاكم‬

‫تحكيم متخصصة تقدم ضمانات كافية للرياضيين"‪.28‬‬

‫ولعل أوضح مثال على السرعة المحتملة في الفصل في المنازعات الرياضية هو تشغيل القسم المخصص لمحكمة التحكيم‬ ‫‪27‬‬

‫الرياضية‪ .‬حيث انه ُيجري تنشيطه فقط ألحداث رياضية دولية محددة (بما في ذلك األلعاب األولمبية وألعاب الكومنولث‬
‫وكأس العالم لكرة القدم)‪ ،‬تتوفر لجنة من المحكمين المعينين من محكمة التحكيم الرياضية في الموقع إلصدار األحكام في‬
‫غضون ‪ 24‬ساعة من تقديم طلب التحكيم‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫‪Guillermo Canas v. ATP Tour, ATF 133 III 235, 2007, Par. 245. http://relevancy.bger.ch/‬‬

‫‪23‬‬
‫ولعل أوضح مثال على السرعة المحتملة في الفصل في المنازعات الرياضية‪ ،‬هو ما تتبعه محكمة‬
‫ّ‬

‫التحكيم الدولية في األحداث الرياضية الدولية المحددة (بما في ذلك األلعاب األولمبية وألعاب‬

‫الكومنولث وكأس العالم لكرة القدم)‪ ،‬حيث تتوفر لجنة من المحكمين المعينين من محكمة التحكيم‬

‫الرياضية في الموقع إلصدار األحكام في غضون ‪ 24‬ساعة من تقديم طلب التحكيم‪.‬‬

‫حل استئناف الرياضيين الروس ضد قرار اللجنة األولمبية الدولية بعدم‬


‫تم ّ‬
‫وعلى سبيل المثال‪ّ ،‬‬

‫دعوتهم كمنافسين محايدين إلى دورة األلعاب األولمبية الشتوية لعام ‪ 2018‬في بيونغ تشانغ من‬

‫قبل محكمة التحكيم الرياضية (‪ )CAS‬بعد ثالثة أيام فقط من تقديم االستئناف‪.‬‬

‫وبناء على ذلك‪ ،‬يجب أن تكون هناك قواعد قانونية خاصة أو قانون خاص بالرياضة يحكم المجتمع‬
‫ً‬

‫الرياضي‪ ،‬وهذا بالفعل ما اتبعته بعض الدول كفرنسا وجمهورية مصر العربية‪ ،‬ذلك أنهم استحدثوا‬

‫قانونا رياضيا ينظم المسائل الرياضية الوطنية‪ ،‬وهذا ما نحن بحاجة إليه في دولة قطر ِسيما في‬

‫ِظ ّل التطور الملحوظ الذي تشهده الدولة في المجال الرياضي‪.‬‬

‫يتم اللجوء إلى‬ ‫ن‬


‫حل سريع ومر ورخيص نسبياً يتماشى مع روح الرياضة‪ ،‬فإنه ّ‬
‫وبحكم الحاجة إلى ّ‬
‫ُ‬

‫طرق وأساليب بديلة لتسوية المنازعات‪ ،‬وهما‪ :‬التحكيم والوساطة ‪ ،‬وهذان األسلوبان ّ‬
‫‪29‬‬
‫يتميزان‬

‫بالسرعة وضعف التكلفة‪ُ ،‬مقارنة بالقضاء التقليدي‪ .‬وهذا في الحقيقة ما اتجهت إليه أغلب الدول‪،‬‬

‫من بينهم دولة قطر‪.‬‬

‫الوساطة في قانون الرياضة مفهوم جديد ومتطور مقارنة بالتحكيم‪ ،‬فالوساطة هي ممارسة سريعة وفعالة وسليمة في حل‬ ‫‪29‬‬

‫النزاعات الرياضية‪ ،‬وفي مجال الوساطة يتفاوض الطرفان تحت إشراف الوسيط ويتشاطران مشاكلهما باحترام مما يكفل‬
‫التوصل إلى حل سلمي للنزاع عن طريق فهم كل منهما اآلخر على نحو أفضل‪ .‬راجع‪Dincer Ceribes, ‘Alternative :‬‬
‫‪Dispute Resolution in sport disputes’ [2021] , page 856.‬‬

‫‪24‬‬
‫ثانياً‪ :‬الخبرة الفنية‬

‫للمنازعات الرياضية طابع فني‪ ،‬ويعني ذلك أنها تحتاج إلى أن يكون من يفصل فيها ذو خبرة‬
‫ُ‬

‫قانونيا‪ ،‬بل يجب عليه أن يجمع ما‬


‫ً‬ ‫شخصا‬
‫ً‬ ‫كافية في مجال الرياضة‪ ،‬حيث أنه ال يكفي أن يكون‬

‫فضل وجود جهات ُمختصة بالفصل في هذه المنازعات‪ ،‬تكون‬


‫بين القانون والرياضة‪ .‬لذلك ُي ّ‬

‫تخصصة في مجال الرياضة‪ ،‬وتكون لديها القدرة على إصدار ق اررات مالئمة لألنشطة والنزاعات‬
‫ُم ّ‬

‫الرياضية‪.‬‬

‫وهذا بالطبع ما يميز المنازعات الرياضية عن غيرها من المنازعات‪ ،‬فعلى سبيل المثال ال تحتاج‬

‫شخصا‬
‫ً‬ ‫المنازعات المدنية أو التجارية أن يتمتع من يفصل فيها باختصاص آخر غير أن يكون‬

‫قانونيا‪ ،‬وذلك على خالف المنازعات الرياضية‪.‬‬


‫ً‬

‫فخصوصية وفنيات المنازعة الرياضية ال يكفي الفصل فيها العلم بالقانون وحده‪ ،‬فالقاضي العادي‬

‫يواجه العديد من المنازعات الرياضية التي تتطلب منه معرفة متعمقة بها‪ .‬وعليه‪ ،‬يجب أن يكون‬

‫أن القرار الذي‬


‫يخص المجال الرياضي‪ ،‬حيث ّ‬
‫ّ‬ ‫بكل ما‬
‫ملما ّ‬
‫من يفصل في المنازعات الرياضية ًّ‬

‫سهل من عملية‬
‫سي ّ‬
‫حل المنازعات الرياضية‪ُ ،‬‬
‫سيصدر من أشخاص قانونيين ومختصين كذلك في ّ‬

‫حلها بشكل حقيقي ورصين‪.‬‬

‫تم‬
‫بحكم هذه الخصوصية التي تتميز بها المنازعات الرياضية‪ ،‬فقد ّ‬
‫المفيد اإلشارة‪ ،‬إلى ّأنه ُ‬
‫ومن ُ‬
‫رفض قبول عدة منازعات مقدمة إلى المحاكم ألنها على ِ‬
‫صلة بالنشاط الرياضي‪ ،‬والحال ّأنهم‬ ‫ُ‬

‫يعتبرون النشاط الرياضي نشاط طوعي‪ ،‬له طبيعته الخاصة التي تلزم المجتمع الرياضي بأن يحلها‬

‫في نطاقه الداخلي دون الحاجة إلى اللجوء إلى المحاكم‪ .‬فالروابط الرياضية تتّسم بخصوصية ّ‬
‫وسمو‬

‫الهدف‪ ،‬وتسعى إلى تحقيق مبادئ ال تنسجم مع اإلجراءات البطيئة للتقاضي‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫ِ‬
‫تخصص في المجال الرياضي‪ ،‬السيما في ظل االنتشار‬
‫ولذلك بات من الضروري‪ ،‬وجود قاض ُم ّ‬

‫تدر أمواالً طائلة‪،‬‬


‫والتطور الكبير الذي تشهده الرياضة في الوقت الحالي‪ ،‬حيث أنها أصبحت ّ‬

‫وتساهم في بناء االقتصاد الوطني‪ ،‬عالوة على توفيرها لفرص عمل تحد من ظاهرة البطالة‪.30‬‬

‫ثالثاً‪ :‬طبيعة الجزاءات‬

‫فإن ما ُيميز الجزاءات التي تُفرض على من يكون طرفاً في النزاع الرياضي‪،‬‬
‫وباإلضافة إلى ما تقدم‪ّ ،‬‬

‫أنها تختلف في جوهرها ومضمونها عن الجزاءات الواردة في التشريعات األخرى ّ‬


‫ألنها ُمرتبطة‬

‫بالجانب التربوي للرياضة‪ .‬فالجزاءات التي تصدر عند حصول نزاع رياضي‪ ،‬يطغى عليها الطابع‬

‫التأديبي‪ ،‬وتصنف بأنها جزاءات تأديبية تهدف إلى تعزيز الصفات الحميدة كالوالء واالنتماء‪،‬‬

‫واحترام الغير والتنافس الشريف‪ ،‬وذلك على خالف الجزاءات في التشريعات األخرى التي تهدف‬

‫إلى الردع والتنكيل والقصاص‪.31‬‬

‫فإن األصل في القانون أنه ال يعاقب على مخالفة القواعد األخالقية؛ أي أنه ال‬
‫وكما هو معلوم‪ّ ،‬‬

‫أن ما يتفرد به القانون الرياضي عن غيره‪ ،‬أنه يعاقب‬


‫أي جزاء قانوني‪ .‬إال ّ‬
‫يترتب على مخالفتها ّ‬

‫مخالفا‬
‫ً‬ ‫أي نزاع رياضي ‪-‬وكان هذا النزاع‬
‫على ُمخالفة القواعد األخالقية؛ مما يعني أنه عند حصول ّ‬

‫فإن أطراف النزاع سوف يترتب عليهم جزاء قانوني‪.‬‬


‫لقاعدة أخالقية‪ّ -‬‬

‫األحمد‪ ،‬سليمان‪ ،‬ريبر‪ ،‬حسين‪ ،‬القضاء الرياضي البديل للقضاء العادي في النزاعات الرياضية ذات الطابع المالي‪ ،‬مجلة‬ ‫‪30‬‬

‫الباحث للدراسات األكاديمية‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬صفحة ‪.15‬‬


‫المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.32‬‬ ‫‪31‬‬

‫‪26‬‬
‫الفرع الثاني‬

‫تعدد مصادر القانون الرياضي‬


‫ّ‬

‫احدا‪ ،‬وإنما يكون‬


‫قانونا و ً‬
‫ً‬ ‫إن الذي يحكم المجتمع الرياضي وتحديداً المنازعات الرياضية ليس‬
‫ّ‬

‫الالعب أو الجهة الرياضية مقيدين بما نصت عليه لوائح االتحاد وكافة القوانين والق اررات والتعاميم‬

‫تعدد مصادر القانون الرياضي‪ ،‬كما‬


‫واألعراف التي تتعلق بالمجال الرياضي‪ .‬وهذا بالطبع ُي ّبين لنا ّ‬

‫يؤكد لنا خضوع األنشطة والمنافسات الرياضية للعديد من القوانين والتشريعات واللوائح المحلية‬

‫واإلقليمية والدولية‪ ،‬وكذلك االتفاقات الدولية والقواعد العالمية للرياضة‪.‬‬

‫تعدد مصادر القانون الرياضي كقانون النشاطات‬


‫وسنتناول من خالل هذا المطلب أمثلة على ّ‬

‫الرياضية الدولية وكذلك اللوائح الرياضية‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬قانون النشاطات الرياضية الدولية‬

‫أن المنازعات الرياضية ليست كسائر المنازعات ُبحكم ّأنها‬


‫إن األمر الجدير بالذكر في هذا المقام‪ّ ،‬‬
‫ّ‬

‫تستوجب تطبيق قانون عالمي وموحد‪ ،‬وهو قانون ال يرتبط بإقليم دولة معينة‪ ،‬ويحتوي على مبادئ‬
‫ُ‬

‫المنازعات الرياضية‪ .‬ومن أمثلة هذه القوانين الناظمة في هذا المجال‪ ،‬قواعد ليكس‬
‫عالمية تحكم ُ‬

‫سمى بقانون النشاطات الرياضية الدولية‪ ،‬وتعرف هذه االخيرة‬


‫سبورتيفا ‪ Lex Sportiva‬أو ما ُي ّ‬

‫بأنها مجموعة من القواعد الواردة في لوائح االتحادات الدولية وق اررات محكمة التحكيم الرياضية‬

‫(‪ ،)CAS‬وهي نظام خاص مستقل بالرياضة عبر الحدود الوطنية‪ ،‬يتكون من األنظمة األساسية‬

‫واللوائح واألعراف الصادرة من االتحادات الرياضية الدولية‪ .32‬ويجب على القاضي الوطني أن‬

‫عفيفي‪ ،‬معتز‪ ،‬قانون الرياضة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة العبير‪ ،‬مصر‪ ،2020 ،‬صفحة ‪.88‬‬ ‫‪32‬‬

‫‪27‬‬
‫تجزء القانون‬
‫الحد من ّ‬
‫أن الهدف منها هو ّ‬
‫ألن قواعدها مستقلة عن األنظمة الوطنية‪ ،‬كما ّ‬
‫يلتزم بها ّ‬

‫الرياضي عبر الدول‪.‬‬

‫أن هنالك‬
‫أن قواعد ليكس سبورتيفا أصبحت تنظم أغلب العالقات الرياضية الوطنية‪ ،‬إالّ ّ‬
‫والحقيقة ّ‬

‫المعامالت تخرج عن تطبيق القانون الرياضي الموحد عبر الدول وتطبق قانون الدولة‪،‬‬
‫بعض من ُ‬

‫وذلك مثل المعامالت التجارية البحتة كعقود الرعاية بين االتحادات الرياضية والشركات‪ ،‬وعقود‬

‫الوكالة الرياضية الذي بقي يحكمه قانون الدولة الذي ّ‬


‫يحدده العقد‪.‬‬

‫وفي ذلك اعترفت محكمة النقض المصرية في الطعن رقم ‪ 1458‬لسنة ‪ 89‬بجلسة ‪ 24‬ديسمبر‬

‫قررت المحكمة أنه‪" :‬من حيث المبدأ‬


‫‪ 2019‬بقواعد ليكس سبورتيفا وأولويتها في التطبيق‪ ،‬حيث ّ‬

‫ال يعيب قانون الرياضة واللوائح المنفذة ألحكامه سعيها إلى إخراج المنازعات الرياضية من‬

‫اختصاص محاكم الدولة ليتم الفصل فيها عن طريق التحكيم أو أي من الطرق البديلة لتسوية‬

‫المنازعات‪ ،‬من خالل النص على ذلك في العقود الرياضية أو لوائح الهيئات واالتحادات الرياضية‬

‫المختلفة"‪.33‬‬

‫ثانياً‪ :‬اللوائح الرياضية‬

‫مما أصبح يصطلح عليه بقانون الرياضة‪ ،‬فهي ّ‬


‫تعد‬ ‫شكل الجزء األكبر ّ‬
‫أضحت اللوائح الرياضية تُ ّ‬

‫المصدر األساسي في تنظيم الرياضة ًأيا كان نوعها‪ .‬فلم تشتمل النصوص التشريعية على القواعد‬

‫التي تنظم المسائل الرياضة وتحديداً المنازعات الرياضية‪ ،‬بل ترك أمر تنظيمها إلى األنظمة‬

‫األساسية والداخلية للرابطات واالتحادات الرياضية‪.‬‬

‫‪ 33‬الورفلي‪ ،‬أحمد‪ ،‬المختصر في القانون الرياضي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬منشورات مجمع األطرش للكتاب المقدس‪ ،‬تونس‪،2015 ،‬‬
‫صفحة ‪.146‬‬

‫‪28‬‬
‫المنافسة الرياضية‪ ،‬وهي‬
‫واللوائح الرياضية‪ ،‬هي مجموعة من القواعد التي بدونها ال يمكن تنظيم ُ‬

‫بذلك تلك القواعد القانونية التي تحمل في طياتها طابع اإللزام وتكون صادرة عن هيئات رياضية‪.34‬‬

‫وفي الحقيقة تستند جميع اللوائح الوطنية التي تنظم الرياضة والمسائل الرياضية في جميع دول‬

‫العالم‪ ،‬إلى الميثاق األولمبي‪ ،‬وكذلك إلى اللوائح الرياضية الدولية كاللوائح التي يصدرها االتحاد‬

‫الدولي لكرة القدم (الفيفا)‪.‬‬

‫‪ ‬الميثاق األولمبي ‪Olympic Charter‬‬

‫عد الميثاق األولمبي‪ ،‬جمع للمبادئ األساسية للفكر األولمبي‪ ،‬والمواد واللوائح التفسيرية المعتمدة‬
‫ُي ّ‬

‫من اللجنة األولمبية الدولية‪ ،35‬وهو يحكم التنظيم واإلجراءات الخاصة بالحركة األولمبية‪ .‬هذا‬

‫أن جميع االتحادات الدولية والمحلية واللجان مكلفون بااللتزام بالميثاق األولمبي‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ّ‬

‫تحديدا ثالثة أغراض رئيسية‪:36‬‬


‫ً‬ ‫ويخدم الميثاق األولمبي‬

‫‪ -1‬يحدد ويعيد إحياء الميثاق األولمبي‪ ،‬كوسيلة أساسية ذات طابع دستوري‪.‬‬

‫‪ -2‬يعمل الميثاق كقانون ونظام أساسي للجنة األولمبية الدولية‪.‬‬

‫‪ -3‬يحدد الحقوق وااللتزامات الرئيسية المتبادلة للعناصر الرئيسية الثالثة التي تشكل الحركة‬

‫األولمبية‪ ،‬وهي بالتحديد‪ :‬اللجنة األولمبية الدولية‪ ،‬واالتحادات الدولية‪ ،‬واللجان األولمبية‬

‫الوطنية‪ ،‬وكذلك اللجان المنظمة لأللعاب األولمبية‪.‬‬

‫‪ 34‬بلخير‪ ،‬بأفضل‪ ،‬مفهوم اللوائح الرياضية في التشريع الجزائري – رياضة كرة القدم نموذجاً‪ ،‬المجلة‪ ،‬المجلد الخامس‪ ،‬العدد‬
‫األول‪ ،2015 ،‬صفحة ‪.3‬‬
‫‪ 35‬وفقاً لنص المادة األولى من قانون تنظيم األندية الرياضية رقم ‪ 1‬لسنة ‪ 2016‬تعرف اللجنة األولمبية الدولية بأنها "‬
‫منظمة دولية مستقلة غير حكومية‪ ،‬وغير ربحية‪ ،‬مقرها مدينة لوزان بسويسرا‪ ،‬وهي المسؤولة عن قيادة الحركة األولمبية‬
‫الدولية وتعزيزها في العالم"‪.‬‬
‫‪ 36‬محمود‪ ،‬بهاء وآخرون‪ ،‬االتجاهات الحديثة لصناعة قانون الرياضة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مركز الكتاب الحديث للنشر‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ ،2016‬صفحة ‪.60‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ ‬لوائح االتحاد الدولي لكرة القدم ‪Fédération Internationale de Football‬‬

‫‪Association‬‬

‫فإن االتحاد الدولي لكرة القدم بات يحكم جميع اتحادات كرة القدم التابعة له‪ ،‬وبذلك‬
‫كما هو معلوم‪ّ ،‬‬

‫أصبحت اتحادات كرة القدم المنضمة لالتحاد الدولي لكرة القدم خاضعة لسلطة ورقابة هذا األخير‪،‬‬

‫ومن بين هذه االتحادات؛ االتحاد القطري لكرة القدم‪.‬‬

‫إن األمر أكثر من ذلك‪ ،‬حيث أدرجت هذه االتحادات في أنظمتها األساسية ولوائحها التنافسية‪،‬‬
‫بل ّ‬

‫أحكاما وقواعد تحيلها على تطبيق القواعد واللوائح التي تضمنتها النصوص الدولية التي تحكم هذه‬
‫ً‬

‫الهيئات‪ .‬فمثال االتحاد القطري لكرة القدم ‪-‬وبالنظر إلى انتسابه إلى االتحاد الدولي لكرة القدم منذ‬

‫‪-1972‬فقد تحتّم عليه عند إصداره للوائح الرياضية‪ ،‬احترام وتطبيق ما يصدر عن هذه الهيئات‬

‫الدولية‪.37‬‬

‫وعليه‪ ،‬فإنه يجب على أعضاء الفيفا واالتحادات الوطنية االمتثال الكامل لجميع ق اررات االتحاد‬

‫لحل المنازعات‪ .‬وفي المقابل يجب على االتحادات‬


‫الدولي لكرة القدم‪ ،‬مثل ق اررات غرفة فيفا ّ‬

‫الوطنية اتخاذ كافة التدابير لضمان امتثال أعضائها والالعبين واألندية الوطنية لهذه الق اررات‪.‬‬

‫بعضا من اللوائح الصادرة عن االتحاد الدولي لكرة القدم‪ ،‬والتي يجب‬


‫وسنذكر في هذا الموضع‪ً ،‬‬

‫على االتحادات الوطنية االلتزام بما ورد فيها‪ ،‬وهي اآلتي ذكرها‪:‬‬

‫‪ -1‬الئحة تقنين وضع الالعبين‬

‫وفقاً لنص المادة الخامسة من الئحة أوضاع وانتقال الالعبين التابعة لالتحاد القطري لكرة القدم فأنه يجب على الالعب‬ ‫‪37‬‬

‫االلتزام بلوائح ونظم وق اررات وأحكام االتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫تختص بتكييف وضع‬
‫ّ‬ ‫حدد هذه الالئحة القواعد القانونية العامة ذات صفة االلزام‪ ،‬والتي‬
‫تُ ّ‬

‫الالعبين كي ُيسمح لهم بالمشاركة في رياضة كرة القدم المنظمة‪.‬‬

‫‪ -2‬الالئحة التأديبية‬

‫أيضا‬
‫طبق ً‬
‫كل مباراة وبطولة تنظم من قبل االتحاد الدولي لكرة القدم‪ ،‬كما تُ ّ‬
‫طبق هذه الالئحة على ّ‬
‫تُ ّ‬

‫أي مخالفة ألهداف االتحاد ِسيما‬


‫تم إيذاء المسؤول الرسمي عن المباراة‪ ،‬وعند ّ‬
‫في صورة ما إذا ّ‬

‫المتعّلقة بالتزييف والمنشطات‪.‬‬


‫تلك ُ‬

‫وتأكيدا لمكانة اللوائح الرياضية ‪-‬وتحديداً لوائح الفيفا‪-‬في المنازعات الرياضية‪ ،‬فقد نظرت محكمة‬
‫ً‬

‫التحكيم الرياضية في الدعوى المقدمة من نادي الخور الرياضي ضد أحد مدربي كرة القدم التابع‬

‫ضد النادي لدى الفيفا لخرقه العقد وإنهائه دون سبب وجيه‪ ،‬وطالب‬
‫له‪ ،‬والذي كان قد تقدم بشكوى ّ‬

‫من خالل هذه الشكوى بالتعويض‪ .‬وبالفعل قبلت الفيفا الدعوى جزئياً‪ ،‬وألزمت نادي الخور أن يدفع‬

‫للمدرب مبلغ (‪ ).....‬في غضون ثالثين يوم من اإلخطار‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬قدم النادي طلب استئناف لقرار الفيفا باعتباره خارجا عن اختصاصها وذلك أمام محكمة‬

‫الكاس‪ ،‬إال أن محكمة الكاس أيدت قرار الفيفا بدفع التعويض التعاقدي عن اإلنهاء المبكر لعقد‬

‫يحق لألطراف‬
‫المدرب‪ ،‬واستندت في ذلك إلى ما ورد في العقد المبرم بين النادي والمدرب‪ ،‬بأنه ّ‬

‫إنهاء العقد قبل انتهاء مدته بإخطار كتابي‪ ،‬وذلك وفقاً للوائح الفيفا وكذلك القانون القطري‪ .‬وهذا‬

‫ما وافق عليه األطراف المستأنف والمدعي عليه في المادة العاشرة من العقد بعنوان "القانون‬

‫واالختصاص القضائي" بأنه في حال وجود أي نزاع تعاقدي يكون القانون المعمول به‪ ،‬هو قانون‬

‫دولة قطر وكذلك قانون الفيفا‪.‬‬

‫تم رفض استئناف المستأنف وهو نادي الخور الرياضي‪ ،‬ألنه حسب نص المادة‬
‫وتبعا لذلك‪ّ ،‬‬
‫ً‬

‫فإن القانون المطبق‪ ،‬هو القانون الذي اختاره األطراف‪،‬‬


‫‪ R58‬من قانون التحكيم المتصل بالرياضة ّ‬
‫‪31‬‬
‫طالما أن صياغة العقد المعمول به تشير بوضوح إلى المساواة بين لوائح الفيفا والقانون الوطني‪،‬‬

‫فإن كال القواعد قابلة للتطبيق دون أن تسود أحدهما على األخرى‪.38‬‬
‫بذا ّ‬

‫المبحث الثاني‬

‫أنواع المنازعات الرياضية‬

‫إن المنازعات في مجال الرياضة‪ ،‬هي منازعات متعلقة باألفراد أو بالمجموعات ذات الص ِ‬
‫لة بالقطاع‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ ُ‬

‫بالتنوع واالختالف‪.‬‬ ‫اعات ُمتّسمة‬ ‫ِ‬


‫ّ‬ ‫تحديدا‪ ،‬وهي نز ٌ‬
‫ً‬ ‫الرياضي‪ ،‬أو بشكل أكثر دقة بالنشاط الرياضي‬

‫المخالفات في المجال الرياضي‪ ،‬عالوة على االنتهاكات‬


‫تنوع األخطاء و ُ‬
‫إن ّ‬‫وباإلمكان القول كذلك‪ّ ،‬‬

‫التي يرتكبها الرياضيون في األنشطة الرياضية ُ‬


‫المختلفة‪ُ ،‬يوّلُد ُك ّل ذلك مجموعة متنوعة من‬

‫الحديث عن ضرب واحد من النزاعات‪ ،‬و ّإنما عن أنواع ُمختلفة منها‪.‬‬


‫ُ‬ ‫فإنه ال ُيمكن‬
‫النزاعات‪ ،‬بذا ّ‬

‫المنازعات الرياضية من دولة‬


‫تقدم‪ ،‬فقد اختلفت األنظمة الرياضية في تحديد أنواع ُ‬
‫وتأسيسا على ما ّ‬
‫ً‬

‫المنازعات في األنظمة الرياضية (مطلب‬


‫سنبين في هذا المبحث‪ ،‬أنواع ُ‬
‫فإننا ّ‬
‫إلى أخرى‪ .‬وعليه‪ّ ،‬‬

‫نعرض اآلراء الفقهية حول هذا األمر (مطلب ثان)‪.‬‬


‫ُ‬ ‫أول)‪ ،‬ثم‬

‫‪38‬‬
‫‪Arbitration CAS 2010/A/2159 Al-Khor Sports Club V. Jean-Paul Rabier, Award of 17‬‬

‫‪January 2011. https://jurisprudence.tas-cas.org/Shared%20Documents/2159.pdf.‬‬

‫‪32‬‬
‫المطلب األول‬

‫أنواع المنازعات الرياضية في األنظمة الرياضية‬

‫المنازعات‬
‫تعد حقيق ًة من أكثر أنواع ُ‬
‫قسمها الفقه ‪-‬والتي ّ‬
‫المنازعات الرياضية التي ّ‬
‫إضافة إلى أنواع ُ‬

‫اعا أخرى من ُ‬
‫المنازعات‬ ‫حدوثًا في المجتمع الرياضي‪-‬فقد تناولت األنظمة القانونية الرياضية أنو ً‬

‫الرياضية‪.‬‬

‫وضحه في هذا المطلب‪ ،‬وذلك من خالل الحديث عن أنواع المنازعات الرياضية‬


‫سن ّ‬
‫إن األمر السابق ُ‬
‫ّ‬

‫دوليا في الفرع األول‪ ،‬وأنواع المنازعات الرياضية في النظام الرياضي القطري والمقارن في الفرع‬
‫ً‬

‫الثاني‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫دوليا‬
‫أنواع المنازعات الرياضية ً‬
‫قسم محكمة التحكيم الرياضية المنازعات الرياضية التي ترفع إليها بالنظر إلى طبيعتها إلى‪:39‬‬
‫تُ ّ‬

‫‪ ‬منازعات مالية‪ :‬وهي المنازعات المتعلقة بالعقود وتنفيذها‪ ،‬وذلك من قبيل عقود انتقال‬

‫المنازعات المدنية‬
‫أيضا‪ُ ،‬‬
‫الالعبين أو عقود الوكالة‪ .‬كما تدخل ضمن هذه المنازعات ً‬

‫كالحوادث التي تحدث لالعبين أثناء المنافسات الرياضية‪.‬‬

‫‪ ‬منازعات ذات طبيعة انضباطية‪ :‬ومن ضمنها قضايا المنشطات‪ ،‬وأعمال العنف في‬

‫الملعب‪ ،‬أو اإلساءة إلى الحكم‪.‬‬

‫عبد هللا‪ ،‬عبد الحي‪ ،‬واقع المنازعات الرياضية على ضوء التشريعات السودانية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة شندي‪ ،‬جمهورية‬ ‫‪39‬‬

‫السودان‪ ،2014 ،‬صفحة ‪.156‬‬

‫‪33‬‬
‫وقد تكون هذه المنازعات إما داخلية أو دولية‪ ،‬والمعيار الراجح في تحديد مدى دولية المنازعات‬

‫الرياضية‪ ،‬هو معيار التبعية الرياضية‪.40‬‬

‫يتم تقسيم‪ 41‬النزاعات الرياضية إلى قسمين‪ ،‬وذلك حسب المجموعة التي تنتمي لها هذه النزاعات‬
‫كما ّ‬

‫أن قانون الرياضة يشمل مجموعة كاملة من المسائل‬ ‫في قانون الرياضة‪ ،‬ذلك ّ‬
‫أن البعض رأى ّ‬

‫القانونية التي تنشأ داخل الملعب وخارجه‪ .‬وإجماالً ُيمكن تقسيم قانون الرياضة إلى قسمين أساسيين‪:‬‬

‫إحداهما داخلي‪ ،‬واآلخر خارجي‪ .‬وكالهما يسمى قانون الرياضة‪ ،‬لكنهما يعمالن بطرق مختلفة‪،‬‬

‫اضا مختلفة‪ ،‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬


‫ويخدمان أغر ً‬

‫أساسا من قواعد وأنظمة‬


‫‪ -‬القسم الداخلي للرياضة‪ :‬هو عبارة عن مجموعة قوانين مستمدة ً‬

‫وغالبا ما تكون هذه النزاعات في هذا المجال ذات‬


‫ً‬ ‫االتحادات الرياضية والهيئات الرياضية‪،‬‬

‫طبيعة تأديبية‪ ،‬وقد تنطوي على عقوبات على السلوك أثناء اللعب‪ ،‬أو انتهاكات لوائح‬

‫مكافحة المنشطات‪ .‬وقد تشمل كذلك مشكالت اختيار الفرق أو األهلية‪.‬‬

‫والنزاعات الناشئة عن هذه القواعد واللوائح غير مناسبة للحل من خالل التقاضي التقليدي‪ ،‬فالمحاكم‬

‫ليست أماكن مناسبة وفعالة لتقييم انتهاكات المنشطات‪ ،‬أو اإليقاف‪ ،‬أو االنضباط‪ ،‬أو مسائل‬

‫اختيار الفرق‪.‬‬

‫‪ -‬القسم الخارجي للرياضة‪ :‬هو عبارة عن مجموعة من القوانين المستمدة بشكل أساسي من‬

‫تداخل الرياضة مع مجاالت القانون غير المتعلقة بالرياضة على وجه التحديد‪ ،‬فالرياضة‬

‫تمس كل جانب رئيسي من جوانب القانون بطريقة أو بأخرى‪ ،‬فالعديد من النزاعات الرياضية‬
‫ّ‬

‫طاهر‪ ،‬محمد‪ ،‬تسوية المنازعات الرياضية بالتحكيم – دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة الموصل‪ ،‬العراق‪،2005 ،‬‬ ‫‪40‬‬

‫صفحة ‪.1‬‬
‫‪41‬‬
‫‪Zachary Calo, Resolving Sports Disputes in Qatar, [2021] page 7.‬‬

‫‪34‬‬
‫تكون ذات طبيعة تجارية‪ .‬ومثال ذلك‪ :‬اتفاقات التراخيص‪ ،‬الملكية الفكرية‪ ،‬والعقود‬

‫التجارية‪ .‬كما يمكن أن تشمل الرياضيين واألندية واالتحادات التي ال تشارك بشكل مباشر‬

‫في تشغيل نشاط رياضي‪ .‬كما يشمل هذا القسم من قانون الرياضة‪ ،‬تلك القوانين واللوائح‬

‫التي تستهدف األنشطة الرياضية بشكل ضيق مثل تنظيم الوكالء‪ ،‬والصحة والسالمة في‬

‫الرياضة‪ ،‬أو المساواة بين الجنسين في المجتمع الرياضي‪.‬‬

‫خارجيا بدالً‬
‫ً‬ ‫وفي الحقيقة تؤثر هذه القوانين بشكل مباشر على ُممارسة الرياضة‪ ،‬ولكنها تفرض‬

‫كل هذه المجاالت‬


‫فإن ّ‬
‫من اعتمادها داخلياً كجزء من الحكم الذاتي للكيانات الرياضية‪ .‬وعليه‪ّ ،‬‬

‫شكل مجتمعة مجال قانون الرياضة‪.‬‬


‫المختلفة من القانون تُ ّ‬

‫كما أنه لو نظرنا إلى الدول الغربية‪ ،‬مثل المملكة المتحدة ونيوزيلندا لوجدنا أنها تختص بالنظر في‬

‫حل المنازعات الرياضية في هذه الدول مع قضايا‬


‫أي نزاع رياضي متعلق بالرياضة‪ ،‬وتتعامل لجان ّ‬

‫االنضباط أو المنشطات أو التمويل أو العقود التجارية المتعلقة بالرياضة‪.42‬‬

‫حل النزاعات التابع للجنة الرياضة في جنوب افريقيا مع‬


‫وعلى خالف ذلك‪ ،‬ال يتعامل مركز ّ‬

‫أن الدول األخرى ‪-‬مثل دولة قطر واإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪43‬‬
‫انتهاكات المنشطات ‪ ،‬على الرغم من ّ‬

‫ومصر وكذلك فرنسا‪-‬تنظر في هذه النزاعات باعتبارها من ضمن النزاعات الرياضية ذات الطابع‬

‫التأديبي‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫‪Graeme Mew, Mary Richards, More than just a game: resolving disputes in modern sport,‬‬
‫‪[2012] page 17.‬‬
‫شوكري‪ ،‬خالد‪ ،‬المنازعات الرياضية‪ :‬عصبة االبطال االفريقية بين محكمة التحكيم الرياضية وأجهزة االتحاد االفريقي‬ ‫‪43‬‬

‫نموذجاً‪ ،‬مجلة القانون واألعمال‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬العدد التاسع واألربعين‪ ،2019 ،‬صفحة ‪.13‬‬

‫‪35‬‬
‫نوعا آخر من المنازعات الرياضية‪ ،‬وهو ما ُيسمى بمنازعات التمويل‪ ،‬والتي تُعرف‬
‫كما ُنضيف ً‬

‫بشكل عام بأنها شكاوى حول تخصيص التمويل الحكومي والخدمات لالتحادات الرياضية أو‬

‫الرياضيين‪ ،‬والتي قد تنشأ في أشكال مختلفة في جميع أنحاء العالم‪.‬‬

‫تعد مؤسسة الرياضة الكندية هي الجهة الحكومية المسؤولة عن‬


‫ففي كندا على سبيل المثال‪ّ ،‬‬

‫المبادرات الرياضية الوطنية‪ ،‬وتوفر التمويل لمجموعة واسعة من المنظمات الرياضية الوطنية‪.‬‬

‫ويكون شرط الحصول على التمويل‪ ،‬هو قبول المنظمات الرياضية الوطنية اختصاص مركز تسوية‬

‫المنازعات الرياضية بكندا‪ ،‬باعتباره المحكمة الرياضية ألعضائها‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬قد ينشأ نزاع‬

‫رياضي في التمويل عندما يشتكي أحد الرياضيين من تطبيق المعايير الخاصة بالتمويل‪ ،‬والمحددة‬

‫من قبل الجهة الرياضية بشكل خاطئ أو غير عادل‪ ،‬أو حتى أن تكون المعايير نفسها غير عادلة‬

‫بأي شكل آخر مثل عدم التوازن بين الجنسين‪.44‬‬


‫أو متحيزة أو غير مناسبة ّ‬

‫وعالوة على ما تقدم‪ ،‬يمكن أن تنشأ مجموعة مختلفة من المنازعات األخرى‪ ،‬بين منظمة رياضية‬

‫وطنية وبين العديد من أصحاب المصلحة على المستويين الداخلي والخارجي‪ ،‬وهي تشمل على‬

‫سبيل المثال ال الحصر الشكاوى التالية‪:‬‬

‫‪ ‬أن سياسات المنظمة الرياضية الوطنية‪ ،‬مثل اتفاقات الرياضيين أو مدونات قواعد السلوك‬

‫أو اللوائح الداخلية غير عادلة‪.‬‬

‫‪ ‬أن الق اررات اإلدارية التي تتخذها المنظمة الرياضية الوطنية‪ ،‬مثل انتخابات مجالس اإلدارة‪،‬‬

‫وتغيير الجهات الراعية‪ ،‬وما إلى ذلك ق اررات غير مالئمة أو متحيزة‪.‬‬

‫أن موظفي المنظمة الرياضية الوطنية تصرفوا بشكل غير الئق أو فاسد‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪44‬‬
‫‪Paul Godin, ‘Sport Mediation: High – Performance Sports Disputes’, [2017], page 3.‬‬

‫‪36‬‬
‫عموما للقواعد واللوائح المنطبقة على المنظمات الرياضية‬
‫ً‬ ‫و ًأيا ما كانت هذه النزاعات‪ ،‬فهي تخضع‬

‫اء كانت ُمتعّلقة بانتهاكات لمدونات قواعد السلوك‪ ،‬أو االتفاقات‬


‫الوطنية أو الدولية ذات الصلة‪ ،‬سو ٌ‬

‫الرياضية‪ ،‬أو سياسات االتحاد‪ ،‬أو قواعد اللعب‪ ،‬أو ما إلى ذلك‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫المنازعات الرياضية في النظام الرياضي القطري والمقارن‬

‫اء في دولة قطر أو في‬


‫المنازعات الرياضية التي وردت في األنظمة القانونية سو ٌ‬
‫يخص أنواع ُ‬
‫فيما ّ‬

‫إن أنواع المنازعات الرياضية التي تنظر فيها هيئة قطر للتحكيم‬
‫الدول المقارنة‪ ،‬فيمكن القول ّ‬

‫الرياضي لم ترد بشكل صريح وواضح‪ ،‬ولكن عند النظر في نصوص قواعد التحكيم؛ وذلك تحديدا‬

‫تم تقسيم تكاليف التحكيم إلى نوعين‪:‬‬


‫ظ بأنه قد ّ‬
‫المتعلق بالتكاليف‪ ،‬نلح ُ‬
‫في القسم السابع منها‪ ،‬و ُ‬
‫‪45‬‬
‫أن هيئة‬
‫مما يعني ّ‬
‫أحدهما يتعلق بالمنازعات التأديبية‪ ،‬واآلخر ُمتعّل ٌق بالمنازعات غير التأديبية ؛ ّ‬

‫قطر للتحكيم الرياضي تقسم المنازعات الرياضية إلى نوعين يتعلقان بطبيعة النزاع كما بينا ذلك‬

‫سابقاً‪.‬‬

‫وبإلقاء الضوء على بعض الدول المقارنة‪ ،‬تلحظ الباحثة ّأنه في جمهورية مصر العربية ّبينت المادة‬

‫‪ 67‬من قانون الرياضة المصري رقم ‪ 71‬لسنة ‪ 2017‬أنواع المنازعات الرياضية التي يختص بها‬

‫مركز التسوية والتحكيم الرياضي المصري بشكل دقيق وواضح‪ ،‬وهي اآلتي ذكرها‪:‬‬

‫راجع قواعد التحكيم لهيئة قطر للتحكيم الرياضي‪ ،‬متاح على الموقع االلكتروني‪ https://www.qsaf.qa :‬تاريخ الزيارة‪:‬‬ ‫‪45‬‬

‫‪ 2‬أغسطس ‪.2022‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ -1‬المنازعات التي تنشأ عن تطبيق أحكام هذا القانون وأحكام األنظمة األساسية للجنة‬

‫األولمبية واللجنة البارالمبية المصرية واألندية واالتحادات الرياضية وأعضاء الجمعيات‬

‫العمومية لهذه االتحادات‪.‬‬

‫‪ -2‬المنازعات المتعلقة بتفسير أو تنفيذ العقود وذكرت منها على سبيل المثال عقود رعاية‬

‫الالعبين المتحرفين‪ ،‬عقود استخدام العالمات التجارية خالل المسابقات الرياضية‪ ،‬عقود‬

‫وكالء تنظيم المباريات وأي منازعة رياضية أخرى‪.‬‬

‫فإنه عند النظر في القواعد اإلجرائية لمركز اإلمارات للتحكيم الرياضي‪،‬‬


‫وعالوة على ما تقدم‪ّ ،‬‬

‫تختص بالنظر فيها‬


‫ّ‬ ‫المنازعات التي‬
‫نالحظ بأنها قد ذكرت اختصاصات المركز ومن ضمنها ُ‬

‫يختص مركز اإلمارات للتحكيم الرياضي ‪-‬دون غيره‪-‬بالتحكيم في جميع ُ‬


‫المنازعات الرياضية‪،‬‬ ‫ّ‬

‫المنازعات الناتجة عما يأتي‪:‬‬


‫وخاصة تلك ُ‬

‫أ‪ .‬الق اررات النهائية الصادرة عن الجهات العاملة واللجنة األولمبية وفًقا ألنظمتها األساسية‪.‬‬

‫ب‪ .‬الق اررات التأديبية الصادرة ُبموجب أنظمة الجهات العاملة‪.‬‬

‫لمكافحة المنشطات‪.‬‬
‫ت‪ .‬الق اررات القابلة لالستئناف الصادرة عن اللجنة الوطنية ُ‬

‫المنازعات الرياضية‪ ،‬وليس‬


‫أن مركز االمارات للتحكيم الرياضي يتسع ليشمل كافة ُ‬
‫والجدير بالذكر ّ‬

‫تم ذكره في القواعد اإلجرائية‪ ،‬ذلك أنها وردت على سبيل المثال ال الحصر‪.46‬‬
‫فقط ما ّ‬

‫والعلة من التقسيم الوارد للمنازعات الرياضية في األنظمة الرياضية‪ ،‬هو بيان نطاق واختصاص‬

‫النص‬
‫تم ّ‬ ‫الجهات والهيئات التي ستفصل في المنازعات الرياضية‪ .‬وال نرى ّ‬
‫بأن هذه األنواع التي ّ‬

‫عليها‪ ،‬هي شاملة لتغطية كافة أنواع المنازعات الرياضية التي قد تحصل في المجتمع الرياضي‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫وفي اعتقادي أنه من األفضل أن يتم االكتفاء بالنص على أن جميع المنازعات التي تحصل في‬

‫نطاق المجتمع الرياضي ‪-‬أيا كان أشخاصها أو موضوعها‪-‬هي من اختصاص الهيئات والجهات‬

‫الرياضية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫أنواع المنازعات الرياضية في الفقه‬

‫المنازعات الرياضية الواقعة في المجتمع الرياضي‪ ،‬فقد اجتهد الفقهاء في تقسيم هذه‬
‫جراء كثرة ُ‬
‫ّ‬

‫بناء على‬
‫المنازعات إلى عدة أنواع‪ ،‬وذلك بالنظر إلى النطاق الذي تندرج ضمنه‪ .‬فمنهم من قسمها ً‬

‫النطاق الجغرافي للمنازعة‪ ،‬في حين قسمها البعض اآلخر وفق الموضوع الذي تتعلق به المنازعة؛‬

‫كالمنازعات الرياضية ذات الطابع المدني‪ ،‬هذا باإلضافة إلى العديد من األنواع التي سنوضحها‬

‫في هذا المطلب‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬سنبين في الفرع األول المنازعات الرياضية الداخلية والدولية‪ ،‬أما الفرع الثاني فيسكون‬

‫لتوضيح المنازعات الرياضية ذات الطابع غير التأديبي والتأديبي‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫المنازعات الرياضية الداخلية والدولية‬

‫يتم تقسيم المنازعات الرياضية‪،‬‬


‫وبناء عليه ّ‬
‫يتعّلق هذا التقسيم بالنطاق الجغرافي للمنازعة الرياضية‪ً ،‬‬

‫إلى قسمين هما‪ :‬المنازعات الرياضية الدولية‪ ،‬والمنازعات الرياضية الداخلية‪.‬‬

‫تُعرف المنازعات الرياضية الداخلية بأنها‪" :‬المنازعات التي يكون فيها أطراف المنازعة الرياضية‬

‫وطنيين‪ ،‬فال يكون لهما صفة الدولية باإلضافة إلى أن موضوع المنازعة أو مصدرها يكون وطنياً‬

‫‪39‬‬
‫يحكمه قواعد القانون الوطني"‪ .47‬ومن األمثلة الدالة على ذلك‪ ،‬عقد االحتراف الذي ُيبرم ما بين‬

‫العب قطري ونادي قطري‪ ،‬فهذه العالقة تُعتبر عالقة داخلية ال يدخل بها عنصر أجنبي‪ .‬وعليه‪،‬‬

‫صنف بكونها منازعة داخلية‪،‬‬


‫فإن المنازعة تُ ّ‬
‫فإنه في حال نشوء نزاع ما بين النادي والالعب‪ّ ،‬‬
‫ّ‬

‫وطنيا‪ .‬والمعيار لتحديد ما إذا كانت المنازعة‬


‫وتخضع حينها إلى وسائل فض المنازعات المتاحة لها ً‬

‫داخلية‪ ،‬هو لوائح االتحاد الدولي التي تجعل التبعية لالتحاد الوطني‪.48‬‬

‫بناء على مفهوم المخالفة للتعريف السابق‪ ،‬بكونها‬


‫أما المنازعات الرياضية الدولية‪ ،‬فيمكننا تعريفها ً‬

‫اء تعلقت هذه‬


‫تلك‪" :‬المنازعات التي تحدث نتيجة وجود عنصر أجنبي في العالقة الرياضية سو ً‬

‫المنازعة بجنسية األطراف أو بمصدر العالقة أو بموضوعها"‪.49‬‬

‫ومنها على سبيل المثال‪ ،‬عقد انتقال العب قطري من نادي قطري إلى نادي آخر تابع لدولة‬

‫أجنبية‪ ،‬فهنا تكون العالقة دولية‪ ،‬وذلك الختالف تبعية الالعب والنادي القطري‪ ،‬عن تبعية النادي‬

‫تعد منازعة دولية‪.‬‬


‫فإن كل منازعة تحدث في هذه العالقة ّ‬
‫المراد االنتقال إليه‪ .‬وعليه‪ّ ،‬‬

‫أن المنازعة الرياضية الدولية ال تؤخذ بالمعنى الفني المعروف في القانون الدولي‪،‬‬
‫والجدير بالذكر‪ّ ،‬‬

‫إذ ال يتصور نشوء منازعة تتعلق بالرياضة بين الدول‪ ،‬وذلك ألن الدولة ككيان سياسي له سيادة‬

‫يتم ذلك من خالل رعايا الدولة‬


‫يمارسها على شعب في إقليم محدد وال يمارسها على الرياضة‪ .‬وإنما ّ‬

‫أشخاصا طبيعيين أم اعتباريين كاالتحادات الرياضية أو األندية‪.50‬‬


‫ً‬ ‫اء أكانوا‬
‫سو ٌ‬

‫األحمد‪ ،‬سليمان‪ ،‬ريبر‪ ،‬حسين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.11‬‬ ‫‪47‬‬

‫عبد العزيز‪ ،‬عادل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.369‬‬ ‫‪48‬‬

‫عبد التواب‪ ،‬محمد‪ ،‬التحكيم في المنازعات الرياضية في القانون المصري‪ ،‬مجلة جامعة مصر للدراسات اإلنسانية (العلوم‬ ‫‪49‬‬

‫االجتماعية اإلنسانية)‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬العدد األول‪ ،2021 ،‬صفحة ‪.208‬‬


‫‪ 50‬تباشر هذه األشخاص االعتبارية الرياضة من خالل االشراف على إدارتها وتنظيم البطوالت ومتابعة الالعبين والممارسين‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫أن المنازعة الرياضية الدولية يكون سبب نشوئها‪ ،‬هو أحد األسباب اآلتية‪:51‬‬
‫ويرى بعض من الفقه ّ‬

‫‪ -1‬المنازعات الناشئة نتيجة مخالفة قواعد اللعبة‪ ،‬وهي القواعد الفنية المنظمة للعبة الرياضية‬

‫المذكورة في لوائح كرة القدم)‪ FIFA laws of the game (2008-2009‬وهي على‬

‫سبيل المثال ال الحصر‪:‬‬

‫‪ ‬قانون الملعب‬

‫‪ ‬قانون الكرة‬

‫‪ ‬قانون عدد الالعبين‬

‫‪ ‬قانون ألبسة الالعبين ومعداتهم‬

‫‪ ‬قانون الحكم‬

‫‪ ‬قانون مرابطي الخطوط‬

‫‪ ‬قانون مد المباراة‬

‫‪ ‬قانون ضربة البداية‬

‫‪ -2‬المنازعات المتعلقة بإدارة الرياضة أو اإلشراف عليها وتنظيم العالقات بين القائمين عليها‬

‫وممارسيها‪.‬‬

‫أن المنازعات الرياضية الداخلية التي ال يدخل فيها عنصر أجنبي‪،‬‬


‫وتكمن أهمية هذا التقسيم‪ ،‬في ّ‬

‫وطنيا‪ ،‬وذلك قبل عرضها على محكمة‬


‫ً‬ ‫يجب أن تستنفد طرق تسوية المنازعات المتاحة لحلها‬

‫التحكيم الرياضية‪.‬‬

‫‪ 51‬األمين‪ ،‬كمال‪ ،‬فض منازعات كرة القدم – دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪،2021 ،‬‬
‫صفحة ‪.155 -154‬‬

‫‪41‬‬
‫اء أكان من ناحية األطراف أو‬
‫المنازعات التي يدخل فيها العنصر األجنبي سو ٌ‬
‫أن ُ‬‫في حين ّ‬

‫يتم عرضها على محكمة التحكيم الرياضية مباشرًة‪.‬‬


‫فإنه ّ‬
‫المصدر أو الموضوع‪ّ ،‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫المنازعات الرياضية ذات الطابع غير التأديبي والتأديبي‬

‫أوالً‪ :‬المنازعات الرياضية غير التأديبية‬

‫تأديبيا‬
‫ً‬ ‫ينظر في هذا التقسيم إلى سبب نشأة النزاع الرياضي‪ ،‬والذي قد يكون إما ً‬
‫مدنيا أو تجارًيا أو‬

‫جنائيا‪ ،‬مع استبعاد المنازعات الرياضية الجنائية والتي تخرج عن موضوع دراستنا لكونها تدخل‬
‫ً‬ ‫أو‬

‫في االختصاص الحصري لمحاكم الدولة‪ ،‬باإلضافة إلى تعلقها بسيادة الدولة‪.‬‬

‫ُيقصد بالمنازعة الرياضية ذات الطابع المدني‪ ،‬تلك التي يكون سبب النزاع الناشئ فيها يعود إلى‬

‫موضوع يتعلق بأحد موضوعات القانون المدني‪ ،‬وذلك من قبيل النزاع الذي ينشأ بسبب خالف بين‬

‫النادي والالعب على أحد بنود عقد االحتراف‪ 52‬المبرم بينهما‪.53‬‬

‫أساسا وبشكل جوهري‪ ،‬في منازعات التأمين‪ ،‬وانعقاد‬


‫وتتمثل المنازعات المدنية في عالم الرياضة ً‬

‫المسؤولية التقصيرية والعقدية‪ ،‬ودعاوى بطالن العقود أو ق اررات األندية (العضوية‪ ،‬وانتهاك القوانين‬

‫المبرمة في مجال الرياضة ‪-‬والسيما عقود الرعاية أو‬


‫تعدد العقود ُ‬
‫والقواعد الداخلية)‪ .‬وقد ّأدى ّ‬

‫الكفالة‪-‬إلى زيادة كبيرة في هذا النوع من المنازعات‪.‬‬

‫يذكر البعض في تعريف عقد االحتراف الرياضي بأنه‪ :‬عقد محدد المدة يلتزم بمقتضاه الالعب بالتفرغ لممارسة النشاط‬ ‫‪52‬‬

‫الرياضي أياً كان لصالح النادي المتعاقد معه وذلك تحت إشراف وتوجيه األخير‪ ،‬نظير أجر يتعهد بأدائه النادي لالعب‪.‬‬
‫راجع‪ :‬عبد العزيز‪ ،‬عادل‪ ،‬عقد االحتراف – دراسة مقارنة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.158‬‬
‫‪ 53‬يصنف الفقه عقد االحتراف بأنه من عقود العمل‪ ،‬شأنه شأن باقي عقود العمل األخرى يخضع للمبادئ العامة المنصوص‬
‫عليها في التشريعات المدنية والعمالية‪ ،‬إال أنه باإلضافة إلى ذلك يخضع للقواعد الخاصة ألداء الالعب الرياضي وهذا األمر‬
‫أدى إلى تمييز هذا العقد بخصوصيات ينفرد بها عن عقود العمل األخرى‪ .‬راجع‪ :‬سلفو‪ ،‬عبد الرزاق‪ ،‬الطبيعة العقدية القانونية‬
‫لعقد االحتراف الرياضي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة صادرون ناشرون‪ ،‬بيروت‪ ،2011 ،‬صفحة ‪.60‬‬

‫‪42‬‬
‫وفي هذا الخصوص‪ ،‬صدر حكم للمحكمة االتحادية العليا في دولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬جاء‬

‫فيه‪" :‬حيث إن الوقائع – على ما يبين من الحكم المطعون فيه وسائر أوراق الطعن – تتحصل في‬

‫أن الطاعن أقام الدعوى رقم ‪ 176‬لسنة ‪ 2013‬إداري كلي أبو ظبي اختصم فيها المطعون ضدهما‬

‫طالباً الحكم له عليها بالتضامن بتعويض جابر عن األضرار المادية واألدبية التي لحقت به نتيجة‬

‫خطئهما‪ .‬وقال شرحاً لدعواه‪ ،‬أنه العب كرة قدم منذ فترة طويلة ومعروف في الوسط الرياضي‪،‬‬

‫وأن المطعون ضدها الثانية التابعة للمطعون ضدها األولى أخضعته بتاريخ ‪ 24‬أكتوبر ‪2009‬‬

‫(في إطار روتيني) لكشف فحص المنشطات المحظورة على الرياضيين تناولها‪ ،‬وذلك بمعرفة أحد‬

‫المختبرات التي تعتمد وتتعامل معها‪ .‬وأنه بعد إجراء الفحص المخبري صدر تقرير من المطعون‬

‫ضدها الثانية يفيد بتعاطي الطاعن لمادة منشطة محظورة على الرياضيين تناولها‪ ،‬فقررت المطعون‬

‫ضدها الثانية إيقافه عن اللعب لمدة عامين‪ ،‬ولما كان قرار إيقافه عن اللعب تم نشره وقد الحق به‬

‫أض ار اًر أدبية ومادية ومعنوية فقد تقدم بدعواه أمام المحكمة التي بدورها حكمت له بنقض الحكم‬

‫المطعون فيه"‪.54‬‬

‫أن المنازعات الرياضية ذات الطابع التجاري‪ ،‬هي تلك المنازعات التي تنشأ بمناسبة تنفيذ‬
‫في حين ّ‬

‫أن أي عقد ينشأ يشكل التزامات على أطرافه‪ .‬ومن‬


‫العقود التي يغلب عليها الطابع التجاري‪ ،‬حيث ّ‬

‫المتعلقة بمجال الرعاية أو بيع حقوق البث‬


‫ضمن العقود التجارية في المجال الرياضي‪ ،‬تلك العقود ُ‬

‫التلفزيوني‪ .55‬كما يمكننا على سبيل المثال‪ ،‬إضافة العقود الخاصة بتوريد المعدات الرياضية إلى‬

‫‪54‬المحكمة االتحادية العليا – االمارات العربية المتحدة‪ ،‬الطعن رقم ‪ 273‬لسنة ‪ 2014‬إداري‪ ،‬جلسة األربعاء الموافق ‪19‬‬
‫نوفمبر ‪ ،2014‬مستخرج من‪ ، https://www.moj.gov.ae :‬تاريخ الزيارة‪ 9 :‬أغسطس ‪.2022‬‬
‫الخراشة‪ ،‬عايد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.16‬‬ ‫‪55‬‬

‫‪43‬‬
‫تم النص عليها في المادة‬
‫أن عقود التوريد تُعد من األعمال التجارية التي قد ّ‬
‫بحكم ّ‬
‫األندية‪ ،‬وذلك ُ‬

‫الخامسة من قانون التجارة القطري رقم ‪ 27‬لسنة ‪.562006‬‬

‫ويرى البعض‪ّ ،‬‬


‫أن النزاعات الرياضية ذات األصل التعاقدي‪ ،‬هي ذات طبيعة تجارية على وجه‬

‫يتم إبرام عقودها من أجل الربح‪ ،‬أو يكون الغرض منها تحقيق أرباح أو مصالح‬
‫الخصوص‪ ،‬والتي ّ‬

‫مادية‪ .‬ويشمل هذا النوع من النزاعات على وجه الخصوص‪ :‬عقد العمل الرياضي‪ ،‬عقد انتقال‬

‫رياضي‪ ،‬وعقد الكفالة أو الرعاية‪.57‬‬

‫المنازعات الرياضية إلى تقسيم يتركز حول الجانب اإلداري للمنازعة‬


‫قسم جانب آخر من الفقه‪ُ ،‬‬
‫كما ّ‬

‫حل‬
‫الرياضية أو يغلب عليه الطابع اإلداري‪ ،‬ومن بينها تلك المنازعات الرياضية الناشئة نتيجة ّ‬

‫تمتد إلى إدارة وتسيير النشاط الرياضي ‪-‬المتمثل‬


‫مجالس اإلدارات‪ .‬فالمنازعة الرياضية ُيمكن أن ّ‬

‫ص عليه كعقوبة‬
‫حل مجلس إدارة الهيئة‪ ،‬إذا كان قد ُن ّ‬
‫في مجلس إدارتها‪-‬حيث يؤدي النزاع إلى ّ‬

‫في القانون أو الالئحة‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬قد تنشأ ُمنازعات رياضية نتيجة الق اررات ُ‬
‫المخالفة ألحكام‬

‫القانون والخطأ في تطبيقه‪ ،‬ويحدث ذلك عندما يصدر من الجهة الرياضية قرار مخالف للقانون‬

‫ضد جهة أخرى‪.58‬‬

‫وتعرف النزاعات ذات الطابع المالي‪ ،‬بأنها تلك التي تنشأ بسبب عملية تنظيم المسابقات الرياضية‪،‬‬

‫وتكون متعلقة بعقود مالية متنوعة‪ ،‬وذلك مثل العقود المهيئة للمسابقة الرياضية كعقود المتسابقين‪،‬‬

‫أو العقود المسببة ألداء المسابقة كعقود احتراف الالعبين وانتقالهم‪ .‬وقد تكون ً‬
‫أيضا‪ ،‬عقود مباشرة‬

‫الكسواني‪ ،‬نزال‪ ،‬الشاذلي‪ ،‬ياسين‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬كلية القانون‪ ،‬جامعة قطر‪ ،2015 ،‬صفحة ‪.100‬‬ ‫‪56‬‬

‫‪57‬‬
‫‪Ali Somaili, Les conflits sportifs dans les législations française et saoudienne, COMUE‬‬
‫‪Université Côte d’Azur (2015 - 2019), [2018], p. 24.‬‬
‫عبد هللا‪ ،‬عبد الحي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.87‬‬ ‫‪58‬‬

‫‪44‬‬
‫وداعمة ألداء المسابقة الرياضية كالعقود المبرمة مع شركات الدعاية واإلعالن التجاري‪ ،‬أو عقود‬

‫التأمين الرياضي‪.59‬‬

‫وقد تكون هناك نزاعات رياضية ناشئة أيضاً بسبب الوقائع الرياضية‪ ،‬حيث أنه من الطبيعي أن‬

‫تحدث حركات وأفعال بين الالعبين أثناء ممارسة اللعبة‪ ،‬تؤدي إلى احتمال وقوع إصابات بهم‪.‬‬

‫المطالبة‬
‫تعرض العب إلصابة ما‪ ،‬فإنه قد تنشأ نزاعات عدة بسبب ُ‬
‫ذلك ّأنه في صورة ما إذا ّ‬

‫اء‬
‫أيضا‪ ،‬عندما يقوم نادي أو اتحاد رياضي سو ٌ‬
‫بالتعويض عن هذه اإلصابة‪ .‬كما قد تنشأ النزاعات ً‬

‫أ كان داخليا أو خارجيا بفرض عقوبات انضباطية على أطراف اللعبة الرياضية مثل الالعبين أو‬

‫المدربين أو الحكام‪ ،‬وذلك نتيجة إخاللهم بالتزاماتهم أو بقواعد االتحاد الرياضي‪ .‬كما ال يقتصر‬

‫جراء ُوجود تالعب بالمباريات أو‬


‫األمر على ذلك فحسب‪ ،‬بل ّإنه من الممكن ُحصول نزاعات ّ‬

‫تعاطي منشطات‪.60‬‬

‫وتتعدد المنازعات غير التأديبية‪ ،‬فمنها ما يتعلق بتأهيل الرياضيين‪ ،‬التصديق على النتائج‪ ،‬اختيار‬
‫ّ‬

‫الالعبين‪ ،‬وكذلك الموافقة على عقود العمل أو الق اررات المتعلقة بالميزانية والوضع المالي لألندية‬

‫الرياضية‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬المنازعات الرياضية ذات الطابع التأديبي‬

‫شيوعا في المجال الرياضي‪،‬‬


‫ً‬ ‫المنازعات‬
‫المنازعات الرياضية ذات الطابع التأديبي من أكثر ُ‬
‫تعد ُ‬
‫ّ‬

‫ومن ضمنها على سبيل المثال؛ المنازعات التي تتعلق بالمنشطات‪ 61‬التي يرفضها المجتمع الدولي‬

‫الخرابشة‪ ،‬عايد‪ ،‬التحكيم في المنازعات الرياضية وفق قواعد محكمة التحكيم الرياضية الدولية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة‬ ‫‪59‬‬

‫اليرموك‪ ،‬األردن‪ ،2018 ،‬صفحة ‪.40‬‬


‫األحمد‪ ،‬محمد سليمان‪ ،‬ريبر‪ ،‬حسين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.41‬‬ ‫‪60‬‬

‫‪ 61‬على الرغم من االجتهادات لوضع تعريف للمنشطات الرياضية إال أنه حتى اآلن لم يتم االتفاق أو تحديد تعريف لها‪ ،‬ويتم‬
‫االكتفاء في القوانين واالتفاقيات على ذكر قائمة المحظورات وحاالت انتهاكات قواعد مكافحة المنشطات‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫بمنتجات المنشطات في فرنسا (بخالف مجرد‬
‫المتعلقة ُ‬
‫فإن الجرائم ُ‬
‫ويحاربها‪ ،‬فعلى سبيل المثال ّ‬
‫ُ‬

‫يتم مقاضاتها في المواد ‪ 232-25‬إلى ‪ 232-31‬من‬


‫تعاطيها الذي ال يعتبر جريمة جنائية) ّ‬

‫قانون الرياضة‪.62‬‬

‫عرف البعض المنشطات الرياضية بأنها‪" :‬عقاقير صناعية يتم استخدامها بهدف محاولة‬
‫وقد ّ‬

‫االرتفاع بالمستوى البدني والرياضي دون الطبيعي‪ ،‬من خالل االستعانة بوسائل أو طرق غير‬

‫طبيعية‪ ،‬يتم استخدامها عن طريق الحقن أو عن طريق الفم‪ ،‬قبل مواعيد المسابقات أو خاللها‬

‫بهدف الكسب غير المشروع للمسابقات الرياضية"‪.63‬‬

‫المادة ‪ 25-232‬تنص على أنه "يعاقب على معارضة ممارسة المهام الموكلة إلى الوكالء واألشخاص المؤهلين بموجب‬ ‫‪62‬‬

‫المادة ‪ 11-232‬بالسجن لمدة ستة أشهر وبغرامة قدرها ‪ 7500‬يورو"‪.‬‬


‫المادة ‪ 26-232‬تنص على أنه "‪ -1‬االحتجاز دون سبب طبي ُمبرر كما ينبغي‪ ،‬لمادة أو أكثر من المواد المحظورة أو‬
‫الطرق المحظورة المحددة بأمر من وزير الرياضة‪ -2 .‬يعاقب بالسجن لمدة خمس سنوات وغرامة قدرها ‪ 7500‬يورو على‪:‬‬
‫‪ -1‬وصف أو إعطاء أو تطبيق أو نقل أو عرض المواد على الرياضيين‪ ،‬دون سبب طبي مبرر على النحو الواجب‪ ،‬أو‬
‫تسهيل استخدامها أو التحريض على استخدامها‪ -2 .‬إنتاج أو تصنيع أو استيراد أو تصدير أو حيازة أو اقتناء مادة أو أكثر‬
‫من المواد أو الطرق المدرجة في هذا القانون‪ ،‬بغرض استخدامها من قبل رياضي دون سبب طبي ُمبرر‪ -3 .‬تزوير أو تدمير‬
‫أو إتالف أي عنصر يتعلق بالرقابة أو بالعينة أو بالتحليل‪.‬‬
‫المادة ‪ 27-232‬تنص على أنه " يتعرض األشخاص الطبيعيون المدانين بارتكاب الجرائم المنصوص عليها في المادة‬
‫‪ 26-232‬من هذا القانون أيضاً للعقوبات اإلضافية التالية‪ -1 :‬مصادرة المواد أو الوسائل واالشياء أو المستندات التي‬
‫استخدمت الرتكاب الجريمة أو لتسهيل ارتكابها‪ -2 .‬نشر أو إعالن القرار الصادر وفقاً للشروط المنصوص عليها في قانون‬
‫العقوبات‪ -4 .‬اإلغالق لمدة ال تزيد عن سنة واحدة – لمؤسسة واحدة أو عدة مؤسسات أو كل من مؤسسات الشركة‬
‫المستخدمة الرتكاب الجريمة والتابعة إلى الشخص المدان‪ -4 .‬الحظر بموجب الشروط المنصوص عليها في قانون العقوبات‬
‫على ممارسة النشاط المهني أو االجتماعي حال أو بمناسبة الممارسة التي ارتكبت فيها الجريمة‪ -5 .‬حظر ممارسة الوظائف‬
‫العامة‪.‬‬
‫المادة ‪ 30-232‬تنص على أنه " يجوز للجهات التالية ممارسة الحق المعترف بها للمدعي بالحق المدني فيما يتعلق بالجرائم‬
‫المذكورة في هذا المبحث‪ -1 :‬اللجنة الوطنية الفرنسية لأللعاب األولمبية والرياضية‪ ،‬عن األفعال المرتكبة بمناسبة المسابقات‬
‫التي تتولى المسؤولية عنها‪ -2 .‬االتحادات الرياضية التي المعتمدة من وزير الرياضة فيما يخصه‪ ،‬إال إذا كان مرتكب‬
‫الجريمة يقع ضمن سلطته التأديبية‪ .‬وعند بدء الشروع في اتخاذ اإلجراءات وفقاً ألحكام هذا المبحث‪ ،‬يجوز للوكالة الفرنسية‬
‫لمكافحة المنشطات ممارسة حقوق المدعي بالحق المدني‪ ،‬ومع ذلك ال يجوز لها فيما يتعلق بنفس الشخص وفيما يتعلق‬
‫بنفس الوقائع‪ ،‬أن تمارس ‪-‬في الوقت ذاته‪ -‬صالحيات العقوبة المستمدة من هذا القانون وحقوق المدعي بالحق المدني‪.‬‬
‫معتز عفيفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.445‬‬ ‫‪63‬‬

‫‪46‬‬
‫وتأكيدا لذلك‪ ،‬حكمت محكمة القضاء اإلداري المصرية في الحكم رقم ‪ 30033‬لسنة ‪ 71‬قضائية‬
‫ً‬

‫بتاريخ ‪ 26‬نوفمبر ‪ 2017‬بإيقاف أحد الالعبين عن ممارسة اللعبة الرياضية‪ ،‬وذلك بسبب تعاطيه‬

‫لمكافحة‬
‫استنادا إلى قرار المنظمة المصرية ُ‬
‫ً‬ ‫للمنشطات أثناء تأدية اللعبة‪ ،‬وجاء ذلك القرار‬

‫المنشطات في مجال الرياضة بعد تثبتها من الموضوع‪ .‬ويعد إيقاف الالعب لمدة معينة‪ ،‬هو جزاء‬

‫تأديبي تملك سلطة توقعيه المنظمة المشار إليها مسبًقا‪.‬‬

‫كبير من‬
‫أن جزًءا ًا‬
‫شيوعا في المجال الرياضي‪ ،‬كما ّ‬
‫ً‬ ‫تعد هي األكثر‬
‫أن المنشطات الرياضية‪ّ ،‬‬
‫وبما ّ‬

‫بالغا‬
‫اهتماما ً‬
‫ً‬ ‫المنازعات الرياضية يتعلق بها‪ ،‬فقد أولت التشريعات الوطنية وكذلك االتفاقيات الدولية‬

‫لمعالجتها‪ .‬وتعتبر دولة قطر من الدول الرائدة في مجال ُمكافحة المنشطات في المجال الرياضي‪،‬‬
‫ُ‬

‫بالغا‪ ،‬وصادقت على االتفاقيات الدولية المتعلقة بالمنشطات‬


‫اهتماما ً‬
‫ً‬ ‫حيث ّأنها أولت هذه المسألة‬

‫‪64‬‬
‫لمكافحة المنشطات‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الوطنية‬ ‫اللجنة‬ ‫وهي‬ ‫متخصصة‪،‬‬ ‫للجنة‬ ‫إنشائها‬ ‫إلى‬ ‫باإلضافة‬ ‫هذا‬ ‫‪.‬‬ ‫الرياضية‬

‫إن " اللجنة األولمبية تقدم دعماً متواصالً للجنة مكافحة المنشطات في هذا‬
‫وفي هذا الصدد قيل‪ّ :‬‬

‫المجال لتحقيق األهداف السامية التي أنشئت من أجلها‪ ،‬وأن زيادة المنافسة وارتفاع حدتها أمر‬

‫يدفع بعض الرياضيين إلى استعمال العقاقير المنشطة‪ ،‬واتباع طرق غير مشروعة من أجل‬

‫الحصول على مجد زائف واكتساب لقب غير مستحق‪ .‬ودولة قطر اليوم تعد من إحدى الدول‬

‫الرائدة في مجال مكافحة المنشطات وفي اإلنجازات الرياضية على حد سواء‪ ،‬وبفضل ذلك فقد‬

‫أصبحت عاصمة للرياضة العالمية وللرياضيين وقبلة لجميع المهتمين بالمجال الرياضي"‪.65‬‬

‫االتفاقية الدولية لمكافحة المنشطات في مجال الرياضة‪ ،‬باريس‪ 19 ،‬تشرين الثاني ‪ .2005‬راجع‪:‬‬ ‫‪64‬‬

‫‪ ،https://www.almeezan.qa‬تاريخ الزيارة‪ 30 :‬يوليو ‪2022‬‬


‫راجع المقال متاح على موقع‪ ، https://www.raya.com :‬تاريخ الزيارة‪ 2 :‬أغسطس ‪.2022‬‬ ‫‪65‬‬

‫‪47‬‬
‫كما نضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيف إلى المنازعات التأديبية‪ ،‬تلك اإلهانات التي يتعرض لها الحكام أو الالعبين أثناء‬

‫تأدية اللعبة الرياضية ًأيا كانت‪ ،‬ناهيك عن أعمال الشغب في المالعب‪ .‬وقد عرف الفقه الشغب‪،‬‬

‫يتم فيها اعتداء بعض الجماعات أو األفراد على غيرهم حيث يش ــكل ذلك إخالال‬
‫بأنه‪ :‬حالة مؤقتة ّ‬

‫موجها لإلنسان أو الممتلكات أو الحيوان‪ ،‬كما يمكن أن تتحول مظاهرة‬


‫ً‬ ‫بالنظام واألمن‪ ،‬وقد يكون‬

‫ســلمية أو مصــرح بها من الســلطة إلى شــغب وصــياح وعنف بشــكل يؤذي األرواح والممتلكات وقد‬

‫يكون ذلك عمداً أو مصادفة مؤقتة‪.66‬‬

‫ويعود تنص ـ ـ ـ ـ ــيف ما إذا كانت المنازعة تأديبية أم ال‪ ،‬إلى نظرة كل دولة في إض ـ ـ ـ ـ ــفاء هذا الطابع‬

‫أن الثـابـت في هـذه‬


‫على الفعـل الـذي يحص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل في المجتمع الريـاضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‪ ،‬وذلـك على الرغم من ّ‬

‫المنازعات؛ هو ما تم ذكره سـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلفاً من ِقبلنا‪ .‬ففي فرنسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‪ ،‬تُ ّ‬


‫عد المنازعة تأديبية متى ما تعلقت‬

‫بانتهاكات أو مخالفات للقوانين واللوائح الفيدرالية من ِق بل الجهات الفاعلة في عالم الرياض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪،‬‬

‫فإن أي رابطة يحكمها قانون عام‪ ،‬يكون لها سـ ـ ـ ـ ــلطة تأديبية‬


‫وذلك مثل النوادي والمدربين‪ .‬وعليه‪ّ ،‬‬

‫على أعض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــائهــا‪ .‬وتهــدف اإلجراءات التــأديبيــة إلى معــاقبــة انتهــاكــات ومخــالفــات القواعــد التقنيــة‬

‫المتعلقة بإدارة االتحاد أو األخالق الرياض ـ ـ ـ ـ ــية أو المتعلقة باللعب‪ ،‬ومثال ذلك إيقاف الالعب بعد‬

‫السلوك غير المقبول الذي يصدر منه أثناء تواجده في الملعب‪.67‬‬

‫حجاج‪ ،‬محمد‪ ،‬التعصب والعدوان في الرياضة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة االنجلو المصرية‪ ،‬مصر‪ ،2002 ،‬صفحة ‪.67‬‬ ‫‪66‬‬

‫‪67‬‬
‫‪Catherine PEULVÉ, Jean-Yves FOUCARD, Les athlètes et le conflit : le juge, l’arbitre, le‬‬
‫‪conciliateur déjà dans la course, le médiateur sur la ligne de départ, Dossier : droit su sport,‬‬
‫‪Conseils & entreprises, la revue de l’ACE, Décembre 2016, n° 138, p.18.‬‬

‫‪48‬‬
‫فإن الرياضي الذي ينتهك القواعد التي تنظم العمل الرياضي يتعرض إلى عقوبات تأديبية‬
‫وعليه‪ّ ،‬‬

‫صـا ضـدهم‪ .‬وهذا النوع من المنازعات‬


‫تم إنشـاؤها خصـي ً‬
‫تقضـي بها محاكم التحكيم الرياضـية التي ّ‬

‫عادة ما تنظر فيه السلطات الرياضية الوطنية‪ ،‬ثم تستأنف أمام المحكمة الرياضية الدولية‪.‬‬

‫ومثال ذلك‪ ،‬ما قررته محكمة التحكيم الرياضـ ـ ــية باعتماد قرار اللجنة التأديبية السـ ـ ــعودية لقضـ ـ ــايا‬

‫المنش ـ ــطات الص ـ ــادر بتاريخ ‪ 15‬نوفمبر ‪ 2013‬والذي تض ـ ــمن إيقاف أحد الالعبين في المنتخب‬

‫وخارجيا لمدة ســنتين وســتة‬


‫ً‬ ‫داخليا‬
‫ً‬ ‫الســعودي أللعاب القوى عن المشــاركة في المنافســات الرياضــية‬

‫أشـ ــهر‪ .‬حيث تقدم االتحاد الدولي أللعاب القوى باالسـ ــتئناف ضـ ــد قرار اللجنة التأديبية السـ ــعودية‬

‫لقضايا المنشطات بطلب زيادة مدة العقوبة لمدة أربع سنوات‪.68‬‬

‫أن التقسـ ــيم الذي‬


‫رج ُح الباحثة ّ‬
‫بعد النظر في التقسـ ــيمات التي أوردها الفقه للمنازعات الرياضـ ــية‪ ،‬تُ ّ‬

‫يس ـ ـ ـ ـ ــتند إلى الطابع التأديبي وغير التأديبي‪ ،‬هو التقس ـ ـ ـ ـ ــيم األقرب إلى خص ـ ـ ـ ـ ــوص ـ ـ ـ ـ ــية المنازعات‬

‫أن األساس في تصنيف هذه المنازعات يعود إلى سبب نشأتها أو موضوعها‪.‬‬
‫الرياضية‪ ،‬حيث ّ‬

‫أن الباحثة ال تتّفق بتاتًا مع تقس ـ ـ ـ ـ ــيم أنواع المنازعات الرياض ـ ـ ـ ـ ــية إلى منازعات داخلية وأخرى‬
‫كما ّ‬

‫مبدئيا متعّلًقا بموضــوعها وليس بطبيعة أطرافها‪،‬‬


‫ً‬ ‫أن أســاس النظر في المنازعة يكون‬
‫بحكم ّ‬
‫دولية‪ُ ،‬‬

‫أن أطراف المجتمع الرياض ــي قد تكون تابعة على س ــبيل المثال إلى عدة دول مختلفة‪ ،‬وهذا‬
‫حيث ّ‬

‫أن الوسائل المتاحة لفض المنازعات الرياضية‬


‫خصوصا في نطاق الرياضة‪ ،‬بحكم ّ‬
‫ً‬ ‫ال يشكل فارًقا‬

‫ال تفرق مـ ــا بين أطراف النزاع‪ .‬في حين أن جهـ ــات التحكيم في جميع الـ ــدول‪ ،‬تفرق مـ ــا بين‬

‫المنازعات التأديبية وغير التأديبية‪ ،‬وطرق فضها‪.‬‬

‫اليازيد‪ ،‬علي‪ ،‬وساطة المحكمة الرياضية الدولية في المنازعات الرياضية‪ ،‬مجلة التحدي‪ ،‬المجلد الثالث عشر‪ ،‬العدد‬ ‫‪68‬‬

‫الثاني‪ ،2021 ،‬صفحة ‪.480‬‬

‫‪49‬‬
‫بناء عليه يمكن‬
‫ومن أبرز نتائج التقس ــيم المتعلق بموض ــوع المنازعة من وجهة نظر الباحثة‪ ،‬أنه ً‬

‫اء أكانت اللجوء إلى القضـ ــاء العادي وذلك في المنازعات‬


‫لحل النزاع؛ س ـ ـو ٌ‬
‫اختيار الوسـ ــيلة األمثل ّ‬

‫الجنـائيـة‪ ،‬أو التحكيم في جميع المنـازعات غير التـأديبيـة والتـأديبيـة‪ ،‬والوس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاطة في جميع أنواع‬

‫المنازعات غير التأديبية دون التأديبية‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫الطرق القضائية والبديلة لفض المنازعات الرياضية‬

‫جنبا إلى جنب في ذات الوقت‪،‬‬


‫فض المنازعات الرياضية اليوم بتواجد قضاة مختلفين‪ً ،‬‬
‫تتميز وسائل ّ‬
‫ّ‬

‫حل المنازعات الرياضية‪ .‬ونجد من ضمن هذه األطراف‪ ،‬االتحادات‬


‫يسعى كل واحد منهم إلى ّ‬

‫داخليا‪ ،‬وكذلك المحاكم العادية‬


‫ً‬ ‫الرياضية التي تقوم بتسوية جزء كبير من المنازعات المتعلقة بق اررتها‬

‫التي يمكن إحالة األمر إليها لتسوية أنواع المنازعات الرياضية المختلفة‪ .‬ناهيك عن دور الموفقين‬

‫خصيصا للفصل في المسائل الرياضية بغية توفير وسائل بديلة‬


‫ً‬ ‫وهيئات التحكيم التي أنشأت‬

‫للتسوية للقضاة العاديين‪ ،‬والتي تعتبر أنسب للتقاضي الرياضي من حيث سرعة وسرية وخصوصية‬

‫القواعد الممكن تطبيقها‪.69‬‬

‫وعليه‪ ،‬يوضح هذا الفصل الطرق القضائية ّ‬


‫لفض المنازعات الرياضية في دولة قطر والدول‬

‫المقارنة‪ ،‬وذلك في المبحث األول منه‪ .‬أما المبحث الثاني‪ ،‬فيتناول الطرق البديلة ّ‬
‫لفض المنازعات‬

‫الرياضية‪.‬‬

‫المبحث األول‬

‫الطرق القضائية لفض المنازعات الرياضية‬

‫المنازعات بمختلف أنواعها‪ ،‬وهو‬


‫لحل ُ‬
‫كما هو معلوم‪ُ ،‬يعتبر القضاء العادي هو الطريق األصلي ّ‬

‫أي منازعة تحصل في المجتمع‪ ،‬وهو بدوره ينقسم‬


‫يخص الفصل في ّ‬
‫ّ‬ ‫صاحب الوالية العامة فيما‬

‫إلى عدة محاكم أو درجات على تعدد واختالف مسمياتها من دولة إلى أخرى‪ ،‬إال أنها تهدف‬

‫‪69‬‬
‫‪Cécile Chaussard, Droit du sport, Leçon 10 : Le contentieux sportif, Université Numérique‬‬
‫‪juridique Francophone, 2014, page 4.‬‬

‫‪51‬‬
‫وتسعى للفصل في المسائل التي ترفع إليها طبقاً للقانون‪ .‬وعليه‪ ،‬فإنه من الطبيعي والمسلم به‪ ،‬أن‬

‫يكون القضاء العادي من الوسائل القضائية لفض المنازعات الرياضية‪.‬‬

‫وسنبين في هذا المبحث‪ ،‬إمكانية نظر القضاء العادي في المنازعات الرياضية في دولة قطر‬

‫ضمن المطلب األول‪ .‬بينما سيتناول المطلب الثاني‪ ،‬القضاء العادي في الدول المقارنة‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫اختصاص القضاء العادي بالمنازعات الرياضية في دولة قطر‬

‫تعدد المحاكم التي يمكنها النظر في النزاع‪،‬‬


‫تنوع المنازعات الرياضية يتضمن بطبيعة الحال ّ‬
‫إن ّ‬‫ّ‬

‫مبدئيا يمكن لجميع المحاكم أو الدوائر المدنية أو التجارية‬


‫ً‬ ‫فإنه‬
‫وطنيا ّ‬
‫ً‬ ‫وبالتالي فعندما يكون النزاع‬

‫أو الجنائية أو اإلدارية‪ ،‬أن تكون مختصة في الفصل في المسائل الرياضية‪.‬‬

‫وقبل الحديث عن إمكانية نظر القضاء العادي في دولة قطر في المنازعات الرياضية‪ ،‬يجب علينا‬

‫ثم بيان نظر القضاء‬


‫أوالً توضيح نظام التقاضي المتبع في دولة قطر وذلك في الفرع األول‪ّ ،‬‬

‫العادي للمنازعات الرياضية في الفرع الثاني‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫نظام التقاضي في دولة قطر‬

‫حدد قانون السلطة القضائية رقم ‪ 10‬لسنة ‪ 2003‬في المادة الرابعة منه أنواع المحاكم في دولة‬
‫ّ‬

‫قطر‪ ،‬وهي‪ :‬محكمة التمييز‪ ،‬محكمة االستئناف‪ ،‬والمحكمة االبتدائية‪ ،‬وأسند لها االختصاص في‬

‫الفصل في المسائل التي تعرض عليها شريطة أن ترفع لها هذه المسائل طبًقا للقانون‪ .‬كما ّ‬
‫نص‬

‫أن‪" :‬التقاضي حق مصون ومكفول للناس‬


‫الدستور الدائم لدولة قطر في المادة ‪ 135‬منه على ّ‬

‫كافة‪ ،‬ويبين القانون إجراءات وأوضاع ممارسة هذا الحق"‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫فإن النظام القانوني القطري أو التشريعات القطرية المتمثلة في قانون السلطة القضائية لم‬
‫وعليه‪ّ ،‬‬

‫تحصر اختصاص المحاكم على نوع معين من المسائل أو المنازعات‪ ،‬إضافة إلى أنها لم تستبعد‬

‫بنص صريح المسائل أو المنازعات الرياضية من اختصاص المحاكم‪.‬‬


‫ّ‬

‫أن يختص القضاء العادي (المحاكم) في دولة قطر‬


‫فإنه ال يوجد ما يمنع من ّ‬
‫وبناء على ما تقدم‪ّ ،‬‬

‫بالفصل في المنازعات الرياضية‪ ،‬وذلك لعدم وجود قانون خاص بالرياضة‪ ،‬أو على األقل ُوجود‬

‫أن ألطراف‬
‫مما يعني ّ‬
‫ظم مسألة الفصل في المنازعات الرياضية؛ ّ‬
‫نص قانوني صريح حتى اآلن ُين ّ‬
‫ّ‬

‫البث‪ ،‬الحق في اللجوء إلى القضاء‬


‫النزاع الرياضي من العبين وإداريين ومنظمين وشركات الرعاية و ّ‬

‫العادي أو المحاكم العادية للفصل في النزاعات الناشئة بينهم‪ .70‬فإذا كان النزاع الرياضي الناشئ‬

‫يتعلق بمسألة من مسائل القانون المدني أو التجاري‪ ،‬كأن يكون هناك نزاع بين العب ونادي حول‬

‫فإن االختصاص يكون هنا للدائرة المدنية في المحكمة االبتدائية‪ ،‬ويمكن‬


‫بنود العقد المبرم بينهما‪ّ ،‬‬

‫لحل هذا النزاع‪.‬‬


‫لألطراف اللجوء إليها ّ‬

‫وهذا األمر يسري كذلك على النزاعات ذات الطابع اإلداري‪ ،‬والتي يجب أن تحال إلى الدائرة‬

‫اإلدارية في المحكمة االبتدائية‪ ،‬هذا كله شريطة أال يكون هنالك اتفاق أو شرط يقضي بإحالة النزاع‬

‫إلى مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي‪ ،‬ففي هذه الحالة يكون االختصاص لهذه األخيرة‪.‬‬

‫حكما لها يتعلق بنزاع كان قد نشأ بين شركة‬


‫وتأكيداَ لذلك‪ ،‬فقد بينت محكمة التمييز القطرية في ً‬

‫وجهة رياضية حول بنود العقد المبرم بينهما أن‪ :‬المقرر في قضاء المحكمة أن األصل في التحكيم‬

‫أنه طريق استثنائي لفض الخصومات قوامه الخروج على طرق التقاضي العادية وما تكفله من‬

‫راجع حكم محكمة التمييز القطرية‪ ،‬تمييز مدني‪ ،‬الطعن رقم ‪ 106‬لسنة ‪ ،2011‬مستخرج من الموقع االلكتروني‪:‬‬ ‫‪70‬‬

‫‪ ، https://www.eastlaws.com‬تاريخ الزيارة‪ 10 :‬أغسطس ‪.2022‬‬

‫‪53‬‬
‫ضمانات‪ ،‬ومن ثم فهو مقصور حتماً على ما تنصرف إليه إرادة المحتكمين على عرضه على‬

‫هيئة التحكيم‪.71‬‬

‫بأن االختصاص األساسي في الفصل في المنازعات هو حصرًيا للمحاكم القطرية‪،‬‬


‫وهذا الحكم ُي ّبين ّ‬

‫إال إذا انصرفت إرادة األطراف من قبل إلى عرضه على هيئة التحكيم‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫نظر القضاء العادي للمنازعات الرياضية‬

‫تماما عن ذلك‪.‬‬
‫أن الواقع يختلف ً‬
‫تقدم من تحليل منطقي لنظام التقاضي في دولة قطر‪ ،‬إال ّ‬
‫رغم ما ّ‬

‫استنادا إلى نص المادة ‪ 42‬من‬


‫ً‬ ‫فالمنازعات الرياضية ُيمنع أن تنظر فيها المحاكم القطرية‪ ،‬وذلك‬
‫ُ‬

‫قرار اللجنة األولمبية رقم ‪ 516‬لسنة ‪ ،2021‬والتي نصت على أنه‪" :‬تعترف اللجنة األولمبية‬

‫القطرية بهيئة قطر للتحكيم الرياضي المنشأة بموجب النظام األساسي لمؤسسة قطر للتحكيم‬

‫الرياضي‪ ،‬وال يجوز اللجوء إلى المحاكم العادية بشأن أي خالف رياضي"‪.‬‬

‫تنص المادة ‪ 73‬من من النظام األساسي لالتحادات الرياضية القطرية‪ ،‬على أن‪:‬‬
‫كما ّ‬

‫" تكون هيئة قطر للتحكيم الرياضي التابعة لمؤسسة قطر للتحكيم الرياضي هي الجهة الوحيدة لحل‬

‫كافة النزاعات الرياضية المحلية والتي يكون االتحاد طرفاً فيها بما في ذلك األندية األعضاء في‬

‫هذا االتحاد والرياضيين واالداريين والمدربين ووكالء الرياضيين واإلعالميين المعتمدين وكافة‬

‫راجع حكم محكمة التمييز القطرية‪ ،‬تمييز مدني‪ ،‬الطعن رقم ‪ 87‬لسنة ‪ ،2010‬مستخرج من الموقع االلكتروني‪:‬‬ ‫‪71‬‬

‫‪ ، https://www.eastlaws.com‬تاريخ الزيارة‪ 10 :‬أغسطس ‪.2022‬‬

‫‪54‬‬
‫األطراف ذات الصلة ويمنع على كافة األطراف اللجوء إلى المحاكم العادية بالدولة لحل النزاعات‬

‫الرياضية" ‪.72‬‬

‫وتأكيدا لذلك‪ ،‬نصت المادة ‪ 85‬من النظام األساسي لالتحاد القطري لكرة القدم‪ ،‬على أنه‪:‬‬
‫ً‬

‫‪ -1‬ال يجوز لالتحاد القطري لكرة اليد أو أعضائه أو الالعبين أو اإلداريين أو وكالء الالعبين‬

‫رفع أي نزاع رياضي ينشأ بينهم إلى للمحاكم المدنية‪ ،‬وفي حال االعتراض على ق اررات‬

‫لجنة االستئناف باالتحاد القطري لكرة اليد يجب االلتزام بالتدرج وفًقا للخطوات التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬الطعن أمام االتحاد اآلسيوي لكرة اليد‪ ،‬وفي حال االعتراض على ق ارره يجوز الطعن أمام‬

‫االتحاد الدولي لكرة اليد وفًقا لإلجراءات والقواعد المحددة بنظامه األساسي‪.‬‬

‫ب‪ -‬في حالة االعتراض على قرار االتحاد الدولي يجوز الطعن أمام محكمة التحكيم الرياضية‪،‬‬

‫والتي يعد قرارها نهائياً باتاً‪.‬‬

‫‪ -2‬طبقاً لنصوص النظام األساسي لالتحاد الدولي لكرة اليد المادة (‪ )21:1‬فقرة (‪ ،)1‬باإلضافة‬

‫إلى المواد رقم (‪ )28,29‬من الميثاق األولمبي‪ ،‬والمادة (‪ )R:27‬من قانون المحكمة الدولية‬

‫للتحكيم الرياضي‪ ،‬يمنع رفع أي من النزاعات الرياضية إلى المحاكم المدنية‪.‬‬

‫‪ -3‬ال يحق للمحكمة الدولية للتحكيم الرياضي النظر في االعتراض على الق اررات الخاصة‬

‫بانتهاك قانون اللعبة‪ ،‬أو الق اررات الخاصة باإليقاف حتى أربعة مباريات‪ ،‬أو اإليقاف لمدة‬

‫ثالثة شهور فأقل‪.‬‬

‫‪ -4‬طبقاً لنصوص النظام األساسي لالتحاد الدولي لكرة اليد المادة (‪ )21:1‬فقرة (‪ )2‬يجب‬

‫على االتحاد القطري لكرة اليد إخضاع كافة منسوبيه (األعضاء‪ ،‬الالعبين‪ ،‬اإلداريين‪،‬‬

‫‪ 72‬أنظر أيضاً في نص المادة ‪ 82‬من النظام األساسي للرياضة الجامعية‪ .‬وكذلك نص المادة ‪ 101‬من الئحة المسابقات‬
‫التابعة لالتحاد القطري لكرة الطائرة للموسم الرياضي ‪.2020‬‬

‫‪55‬‬
‫الوكالء) للق اررات الصادرة عن االتحاد االسيوي لكرة اليد‪ ،‬أو االتحاد الدولي لكرة اليد‪ ،‬أو‬

‫المحكمة الرياضية (‪.)CAS‬‬

‫أن هذا المنع قد ورد في ق اررات ولوائح ليس لها نفس القوة الملزمة للدستور أو‬
‫والجدير بالذكر‪ّ ،‬‬

‫القانون‪ ،‬ومن جانبنا نرى ّ‬


‫بأن هذه النصوص قد جاءت ُمخالفة لنص المادة ‪ 135‬من الدستور‬

‫الحق في التقاضي للجميع‪ ،‬فلماذا‬


‫ّ‬ ‫سلفا‪ ،‬حيث كفلت هذه المادة‬
‫الدائم لدولة قطر والتي أشرنا لها ً‬

‫ُيمنع أشخاص المجتمع الرياضي من ُممارسة حقهم في اللجوء إلى القضاء العادي الوطني؟‬

‫نوعا ما غير متفقة مع الدستور والقانون‪ ،‬إال ّ‬


‫أن هذا هو‬ ‫إن اإلجابة على هذا التساؤل قد تكون ً‬
‫ّ‬

‫الواقع الذي يحدث في المجتمع الرياضي‪ ،‬وتحديداً فيما يخص الفصل في المنازعات الرياضية‪،‬‬

‫فاللوائح التي نصت على منع اللجوء إلى المحاكم الوطنية على الرغم من أنها ال تتساوى مع قوة‬

‫نصوص الدستور والقانون‪ ،‬إال أنها تستند إلى لوائح دولية ملزمة حتى لو تعارضت مع قانون‬

‫داخلي فهي تغلب عليه‪ ،‬وهذا كله في سبيل أن تتم اللعبة الرياضية في الدولة‪.‬‬

‫إن هذا األمر يؤكد لنا الدور القوي الذي يتمتع به القانون الرياضي في هذا العصر‪،‬‬
‫وفي الحقيقة‪ّ ،‬‬

‫المنازعات الرياضية التي تجبر الدول على اتخاذ وسائل تسوية دولية ُمغايرة لما‬
‫وكذلك خصوصية ُ‬

‫وطنيا‪ .‬فقانون الرياضة له ذاتية وخصوصية‪ ،‬وجميع مصادره مستمدة من لوائح‬


‫ً‬ ‫هو متعارف عليه‬

‫غالبا على القانون الوطني‪.‬‬


‫دولية يتم تقديمها ً‬

‫وتختلف إمكانية نظر القضاء في المنازعات الرياضية في دولة قطر باختالف نوع المنازعة‪ .‬حيث‬

‫يعد القضاء العادي أصيالً وال بديل له في فض المنازعات الرياضية الجنائية‪ ،‬وال يمكن النظر في‬

‫هذا النوع من المنازعات إال أمام المحكمة الجنائية في الدولة‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫في حين ّأنه في المنازعات الرياضية المدنية والتجارية يمكن لألطراف المتنازعة اللجوء إلى القضاء‬

‫العادي‪ ،‬ما لم ُيتفق على وسيلة بديلة لفض المنازعة كالتحكيم أو الوساطة‪ ،‬فاألمر في اللجوء إلى‬

‫المحاكم القطرية في هذا النوع من المنازعات مرتبط بعدم وجود نص أو اتفاق يقضي بخالف ذلك‪.‬‬

‫أما فيما يخص المنازعات الرياضية التأديبية كتلك المتعلقة بالمنشطات‪ ،‬فاألمر في اللجوء إلى‬

‫يتم تسوية هذه المنازعات في الهيئة‬


‫القضاء العادي غير متاح بتاتاً؛ وذلك لوجود نص يقضي بأن ّ‬

‫التأديبية التابعة للجنة قطر لمكافحة المنشطات‪ .73‬وعليه‪ ،‬فإنه في حال ما إذا كانت المنازعة‬

‫يتم الحكم بعدم االختصاص‪.‬‬


‫وتم عرضها على القضاء العادي‪ ،‬فإنه ّ‬
‫تأديبية ّ‬

‫هذا باإلضافة إلى ما نصت عليه المادة ‪ 22‬من قواعد التحكيم لهيئة قطر للتحكيم الرياضي‪ ،‬فيما‬

‫بأن التحكيم‬
‫المنازعات التأديبية بموجب اتفاق مبرم بين األطراف؛ وهذا يعني ّ‬
‫حل ُ‬‫يتعّلق بعدم جواز ّ‬

‫تم النص عليه في الئحة فقط‪.‬‬


‫في المنازعات التأديبية غير متاح إال في حالة ما إذا ّ‬

‫المختصة في المنازعات التأديبية في الدرجة األولى‪ ،‬ثم تستأنف‬


‫وعادة ما تنظر السلطات الرياضية ُ‬

‫أمام المحكمة الرياضية الدولية‪ ،‬التي تعمل بعد ذلك كسلطة استئناف من الدرجة الثانية‪ .‬ومثال‬

‫ذلك‪ ،‬ما قررته محكمة التحكيم الرياضية باعتماد قرار اللجنة التأديبية السعودية لقضايا المنشطات‬

‫الصادر بتاريخ ‪ 15‬نوفمبر ‪ 2013‬والقاضي بإيقاف أحد الالعبين التابعين للمنتخب السعودي‬

‫أللعاب القوى عن المشاركة في المنافسات الرياضية داخلياً وخارجياً لمدة سنتين وستة أشهر‪.74‬‬

‫نصت المادة ‪ 12‬من النظام األساسي للجنة القطرية لمكافحة المنشطات على أن تشكل هيئة تأديبية مستقلة بقرار من‬ ‫‪73‬‬

‫مجلس اإلدارة وتختص بتطبيق كافة اإلجراءات التأديبية المنصوص عليها في المدونة العالمية لمكافحة المنشطات‪ .‬وهي‬
‫هيئة متخصصة في انتهاك أحكام مكافحة المنشطات غير القضايا المحولة إلى محكمة التحكيم الرياضية الدولية‪ ،‬ويكون لها‬
‫االختصاص التلقائي لجميع الرياضيين (الوطنيين والدوليين) وكافة االتحادات الوطنية‪.‬‬
‫اليازيد‪ ،‬علي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.480‬‬ ‫‪74‬‬

‫‪57‬‬
‫أيضا‪ ،‬فقد تقدم أحد العبي كرة اليد التابع لنادي الغرافة الرياضي الستئناف قرار‬
‫وفي هذا السياق ً‬

‫االتحاد الدولي لكرة القدم بإيقافه عن اللعب لمدة ‪ 4‬سنوات‪ ،‬حيث أنه في سياق بطولة العالم لكرة‬

‫اليد التي أقيمت في فرنسا في عام ‪ 2017‬والتي كان الالعب يتنافس فيها على منتخب قطر‪ ،‬تم‬

‫إخضاعه الختبار مكافحة المنشطات وأفاد المختبر المعتمد من الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات‬

‫ألي نوع من المنشطات المحظورة على‬


‫أن الالعب أنكر تعاطيه ّ‬
‫بنتيجة إيجابية لهذا الالعب‪ ،‬إال ّ‬

‫الالعبين‪ ،‬وأنه كان يتناول المكمالت الغذائية للرياضين‪ ،‬وبجهل منه اتضح أنها كانت تحتوي على‬

‫أحد أنواع المنشطات المحظورة‪.‬‬

‫أن محكمة التحكيم‬


‫مما جعله يستأنف هذا القرار أمام محكمة التحكيم الرياضية‪ ،‬وذلك على اعتبار ّ‬

‫أن المحكمة حكمت‬


‫للبت في االستئناف المتعلق بتعاطي المنشطات‪ .‬إال ّ‬
‫هي الجهة المختصة ّ‬

‫أن المستأنف‬
‫برفض االستئناف المقدم من أحمد عبد الحق‪ ،‬وتأكيد إيقافه لمدة أربع سنوات‪ ،‬بحكم ّ‬

‫تماما‪.75‬‬
‫أن المادة المحظورة قد دخلت لنظامه الغذائي عن غير قصد ً‬
‫لم يتمكن من إثبات ّ‬

‫وتأكيداً لما تقدم‪ ،‬نشير إلى نص المادة ‪ 54‬من قانون تنظيم األندية رقم ‪ 1‬لسنة ‪ 2016‬والتي‬

‫تتم وفًقا للنظم األساسية ولوائح االتحادات الرياضية‬


‫أن تسوية المنازعات الرياضية ّ‬
‫نصت‪ ،‬على ّ‬
‫ّ‬

‫فنص هذه المادة يحيل في تسوية المنازعات إلى‬


‫الوطنية واالتحادات الرياضية الدولية المعنية بها‪ّ .‬‬

‫النظام األساسي لالتحادات الذي بدوره يمنع اللجوء إلى القضاء العادي‪ ،‬هذا باإلضافة إلى أنه‬

‫أحال إلى لوائح االتحادات الدولية ووضعها في نفس مستوى اللوائح الوطنية‪ ،‬مما يعكس إلزاميتها‬

‫في التطبيق‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫‪Arbitration‬‬ ‫‪CAS‬‬ ‫‪2018/A/5796‬‬ ‫‪Ahmed‬‬ ‫‪Abdelhak‬‬ ‫‪V.‬‬ ‫‪International‬‬ ‫‪Handball‬‬
‫‪Federation‬‬ ‫‪(IHF),‬‬ ‫‪Award‬‬ ‫‪of‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪December‬‬ ‫‪2018.‬‬ ‫‪https://jurisprudence.tas-‬‬
‫‪cas.org/Shared%20Documents/5796.pdf‬‬

‫‪58‬‬
‫أن أنظمة وقوانين االتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قد حظرت اللجوء إلى‬
‫أيضا‪ ،‬إلى ّ‬
‫وتجدر اإلشارة ً‬

‫المحاكم العادية لفض المنازعات التي قد تحصل في مجتمع كرة القدم‪ ،‬وفي هذه الحالة تكون جميع‬

‫اتحادات كرة القدم الدولية التابعة للفيفا ممنوعة من اللجوء إلى القضاء العادي‪.‬‬

‫فقد نصت المادة ‪ 64‬من نظام االتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على أن‪:‬‬

‫‪ -2‬اللجوء إلى المحاكم العادية محظور إال إذا وجد ذلك على وجه التخصيص في لوائح الفيفا‪.‬‬

‫‪ -3‬االتحادات القارية سوف تضع شرطاً في قانونها أو لوائحها ينص على أنه محظور اتخاذ‬

‫المنازعات التي تتعلق باالتحادات‪ ،‬التحالفات‪ ،‬النوادي‪ ،‬الالعبين‪ ،‬الموظفين واتحادات رسمية أخرى‬

‫إلى المحاكم العادية‪ ،‬إال إذا كانت لوائح الفيفا أو النصوص القانونية الملزمة المتخصصة تنص‬

‫على ذلك والنص سوف يخضع المنازعات للتحكيم‪.‬‬

‫أي استئناف‬
‫أن ّ‬
‫أي طرف لم يفي بالتزامه‪ ،‬و ّ‬
‫أن االتحادات سوف تفرض عقوبات على ّ‬
‫وأكدت المادة ّ‬

‫أيضا للتحكيم وليس للمحاكم العادية‪.‬‬


‫ضد هذه العقوبات سوف يخضع ً‬

‫أن إمكانية نظر القضاء العادي للمنازعات الرياضية في دولة‬


‫وبناء على ما تقدم‪ ،‬نتوصل إلى ّ‬
‫ً‬

‫ومحدودا للغاية‪ ،‬حيث يحكم موضوع الفصل في المنازعات الرياضية لوائح‬


‫ً‬ ‫مقيدا‬
‫قطر أصبح ً‬

‫وق اررات دولية يجب على الدولة االلتزام بها‪.76‬‬

‫‪ 76‬تأكيداً لذلك نص الفصل ‪ 12‬بعنوان أحكام عامة من اللوائح الفرعية‪:‬‬


‫أ‪ -‬يجب أن تكون اللوائح الداخلية لالتحاد الرياضي األهلي متماشية مع لوائح وأحكام االتحاد الدولي بخصوص كافة‬
‫الشؤون المتعلقة بإدارة الرياضة والتحكيم‪.‬‬
‫ب‪ -‬يجب أن تكون اللوائح الداخلية لالتحاد الرياضي األهلي متماشية مع لوائح وأحكام االتحاد الدولي والوكالة الدولية‬
‫لمكافحة المنشطات بخصوص كافة الشؤون المتعلقة بالمنشطات وقوانين مكافحتها‪.‬‬
‫ت‪ -‬يجب أن تكون اللوائح الداخلية لالتحاد الرياضي األهلي متماشية مع القوانين الدولية المتبعة في المحاكم الخاصة‬
‫بشؤون الرياضة والعقوبات واللجان االنضباطية‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫المطلب الثاني‬

‫اختصاص القضاء العادي بالمنازعات الرياضية في األنظمة القضائية المقارنة‬

‫ولكن الفارق‬
‫ّ‬ ‫ال يختلف نظام التقاضي العادي في الدول المقارنة عما هو ُمتبع في دولة قطر‪،‬‬

‫يتجّلى خاصة في إمكانية نظر المحاكم العادية لهذه الدول في المنازعات الرياضية‪ .‬وفي الحقيقة‪،‬‬

‫نوعا ما‪ ،‬مع ما‬


‫المتبع في جمهورية مصر العربية ودولة اإلمارات العربية المتحدة ً‬
‫يتشابه النظام ُ‬

‫خصصه للنظر في‬


‫فسن ّ‬
‫وسنبين ذلك في الفرع األول‪ .‬أما الفرع الثاني ُ‬
‫ّ‬ ‫هو ُمتبع في دولة قطر‪.‬‬

‫تماما عن كل الدول السالف ذكرها‪.‬‬


‫مختلفا ً‬
‫ً‬ ‫نظاما‬
‫النظام المتبع بفرنسا باعتباره ً‬

‫الفرع األول‬

‫المتبع في جمهورية مصر العربية ودولة اإلمارات العربية المتحدة‬


‫نظام التقاضي ُ‬
‫للمنازعات الرياضية في جمهورية مصر العربية‪ ،‬فاألمر‬
‫فيما يتعلق بإمكانية نظر قضاء الدولة ُ‬

‫تماما عما هو في دولة قطر‪ ،‬والسبب في ذلك هو وجود قانون خاص بالرياضة ُين ّ‬
‫ظم جميع‬ ‫يختلف ً‬

‫المسائل المتعلقة بهذا األخير؛ وهو قانون رقم ‪ 71‬لسنة ‪ 2017‬بإصدار قانون الرياضة‪.‬‬

‫نصت المادة ‪ 66‬من قانون الرياضة المصري في الباب السابع منها بعنوان تسوية المنازعات‬
‫وقد ّ‬

‫الرياضية‪ ،‬على أن يكون االختصاص في الفصل في المنازعات الرياضية لمركز التسوية والتحكيم‬

‫الرياضي المصري‪ ،‬وأن تتم التسوية عن طريق الوساطة أو التوفيق أو التحكيم‪ ،‬إال أن هذه المادة‬

‫قد حصرت اختصاص هذه الجهة على المنازعات التي تنشأ عن تطبيق أحكام قانون الرياضة‪،‬‬

‫عالوة على أن يكون أطراف النزاع من األشخاص أو الهيئات أو الجهات الخاضعة ألحكام هذا‬

‫القانون‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫المنازعات واألطراف الذين يمكنهم اللجوء إلى‬ ‫وترى الباحثة‪ّ ،‬‬
‫أن النص السالف ذكره قد ّبين طبيعة ُ‬

‫المتاحة لهم‪.‬‬ ‫مركز التسوية والتحكيم الرياضي المصري ّ‬


‫لحل نزاعاتهم من خالل الوسائل البديلة ُ‬

‫تختص بها الجهة المشار إليها‬


‫ّ‬ ‫أن نص المادة ‪ 67‬من ذات القانون قد ّ‬
‫حدد المنازعات التي‬ ‫كما ّ‬

‫سلفا‪ ،‬وهي اآلتي ذكرها‪:‬‬


‫ً‬

‫‪ -1‬المنازعات التي تنشأ عن تطبيق أحكام هذا القانون وأحكام األنظمة األساسية للجنة‬

‫األولمبية المصرية واللجنة البرلمانية المصرية واألندية واالتحادات الرياضية وأعضاء‬

‫الجمعيات العمومية لهذه االتحادات‪.‬‬

‫‪ -2‬المنازعات التي تنشأ بسبب تفسير العقود في المجال الرياضي أو تنفيذها‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫أ‪ -‬عقود البث التلفزيوني للمباريات والمسابقات الرياضية‪.‬‬

‫ب‪ -‬عقود رعاية الالعبين المحترفين‪.‬‬

‫ت‪ -‬عقود استخدام العالمات التجارية خالل المسابقات الرياضية‪.‬‬

‫ث‪ -‬عقود الدعاية واإلعالن‪.‬‬

‫ج‪ -‬عقود الترخيص باستخدام صور الالعبين‪.‬‬

‫ح‪ -‬عقود التدريب بين المدربين واألندية‪.‬‬

‫خ‪ -‬عقود الالعبين ووكالء الالعبين ومديري أعمالهم‪.‬‬

‫د‪ -‬عقود وكالء تنظيم المباريات‪.‬‬

‫ذ‪ -‬المنازعات الرياضية األخرى‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫أن نص المادة ‪ 67‬من قانون الرياضة المصري رقم ‪ 71‬لسنة ‪ّ 2017‬‬
‫نص على‬ ‫والجدير بالذكر‪ّ ،‬‬

‫بناء‬
‫بناء على شرط أو مشارطة تحكيم رياضي يرد في عقد‪ ،‬أو يرد ً‬
‫أن اختصاص المركز ينعقد ً‬
‫ّ‬

‫على الئحة هيئة أو الئحة نشاط رياضي‪.‬‬

‫وهذا يعني‪ ،‬أنه في صورة حصول نزاع ال يتعلق بتطبيق أحكام قانون الرياضة‪ ،‬وال يكون ثمة اتفاق‬

‫فإن هذا النزاع ال يدخل ضمن اختصاص مركز التسوية‬


‫مسبقاً في العقد على شرط التحكيم‪ّ ،‬‬

‫والتحكيم الرياضي المصري‪.‬‬

‫ويترتب على ما تقدم‪ ،‬بأنه ال يوجد ما يمنع من أن ينظر القضاء العادي (المحاكم) في المنازعات‬

‫أن الدستور المصري قد ّ‬


‫نص في المادة ‪188‬‬ ‫خصوصا و ّ‬
‫ً‬ ‫الرياضية في جمهورية مصر العربية‪،‬‬

‫النص ال مثيل‬
‫أن هذا ّ‬
‫منه‪ ،‬على أن يختص القضاء بالفصل في كافة المنازعات والجرائم‪ ،‬والحال ّ‬

‫له في الدستوري القطري‪.‬‬

‫وعلى الرغم من استحداث نظام قضائي خاص بالفصل في المنازعات الرياضية في جمهورية مصر‬

‫أن هناك بعض من المنازعات الناشئة عن تطبيق‬


‫العربية‪ ،‬إال أنه في كثير من األحيان ما ُيالحظ ّ‬

‫قانون الرياضة المصري يتم عرضها أو تقديمها إلى المحاكم العادية‪ ،‬سواء المدنية أو اإلدارية طبًقا‬

‫للقضاء المصري‪.‬‬

‫وفي هذا األمر‪ُ ،‬نشير إلى حكم محكمة القضاء اإلداري بمجلس الدولة المصري في الدعوى ‪2175‬‬

‫لسنة ‪ 73‬قضائية‪ ،‬الذي أجاز للجهة اإلدارية ولذوي الشأن الطعن على ق اررات الهيئات الرياضية‬

‫إما عن طريق المحكمة المختصة أو مركز التسوية والتحكيم الرياضي‪.‬‬

‫وبناء على ما سبق‪ ،‬وبمعنى آخر فإنه في النظام القانوني المصري إذا لم يكن هناك عقد رياضي‬

‫يتضمن شرط تحكيم مركز التسوية في حال نشوء أي نزاع‪ ،‬أو لم يكن هناك الئحة نادي أو أي‬

‫‪62‬‬
‫هيئة رياضية تحيل في الفصل في منازعاتها إلى مركز التسوية والتحكيم الرياضي‪ ،‬أو الئحة تتعلق‬

‫فإن المركز يكون غير مختص بالنظر والفصل في هذا النزاع‪ ،‬وينعقد‬
‫بأحد األنشطة الرياضية‪ّ ،‬‬

‫االختصاص للمحاكم العادية كالً حسب اختصاصه‪.77‬‬

‫حكما لها بضرورة وجود هيئات‬


‫أن محكمة النقض المصرية اعترفت في ً‬
‫مما تقدم‪ ،‬إال ّ‬
‫وعلى الرغم ّ‬

‫اما للمعايير الدولية في الرياضة‪ ،‬وعدم جواز‬


‫خاصة للنظر في المنازعات الرياضية‪ ،‬وذلك احتر ً‬

‫نظر تلك المنازعات أمام محاكم الدولة‪.‬‬

‫وفيما يتعلق باختصاص القضاء العادي في الفصل المنازعات الرياضية في اإلمارات العربية‬

‫فإن األمر يختلف عما هو عليه في دولة قطر وجمهورية مصر العربية‪ .‬وتجدر اإلشارة‪،‬‬
‫المتحدة‪ّ ،‬‬

‫أنه إلى حتى اآلن ال يوجد قانون خاص ينظم الرياضة في اإلمارات العربية المتحدة‪.‬‬

‫في الحقيقة‪ ،‬نصت الفقرة األولى من المادة ‪ 5‬من القانون االتحادي رقم ‪ 16‬لسنة ‪ 2016‬على‬

‫اختصاص مركز التحكيم اإلماراتي ‪-‬دون غيره‪-‬في الفصل في المنازعات الرياضية‪ ،‬وقد وردت‬

‫المنازعات المذكورة في نص المادة على سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬فاختصاص مركز التحكيم‬

‫اإلماراتي يتسع ليشمل كافة المنازعات الرياضية‪ ،‬وهو اختصاص حصري ال يشاركه فيه أي جهة‬

‫قضائية أخرى‪.78‬‬

‫المتعلقة باختصاص‬
‫كما تضمنت المادة ‪ 3‬من القواعد اإلجرائية لمركز اإلمارات للتحكيم الرياضي ُ‬

‫الئيا دون غيره بالفصل وتسوية جميع المنازعات الرياضية‪،‬‬


‫أن المركز يختص و ً‬
‫هذا األخير‪ ،‬على ّ‬

‫عفيفي‪ ،‬معتز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.597‬‬ ‫‪77‬‬

‫محمد‪ ،‬محمود‪ ،‬آليات تسوية المنازعات الرياضية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪ ،2021 ،‬صفحة ‪.22‬‬ ‫‪78‬‬

‫‪63‬‬
‫والمنازعات ذات الصلة بالرياضة وأمورها المؤسسية في الدولة‪ ،‬التي يكون أحد أطرافها ّ‬
‫أي من‬

‫الجهات الرياضية أو أعضائها أو متعاقديها‪.79‬‬

‫وهذا يعني‪ ،‬أنها عهدت باالختصاص في الفصل في المنازعات الرياضية لها وحدها دون القضاء‬

‫آمر ال يجوز مخالفته‪ ،‬وذلك ألن قواعد مركز التحكيم الرياضي‬


‫نصا ًا‬
‫العادي‪ ،‬ويعتبر هذا النص ً‬

‫اإلماراتي تسند إلى القانون االتحادي رقم ‪ 16‬لسنة ‪.2016‬‬

‫ومن هذا المنطلق‪ ،‬فقد حجب مركز التحكيم الرياضي اإلماراتي اختصاص القضاء العادي من‬

‫النظر في المنازعات الرياضية‪ ،‬فال والية للقضاء على هذا النوع من المنازعات‪ ،‬وإذا ما عرضت‬

‫لمخالفتها للنظام العام‪.‬‬


‫عليه ال يتم النظر فيها ُ‬

‫وتأكيداً لذلك‪ ،‬فقد حظرت المادة ‪ 59‬من الالئحة التنفيذية لالتحادات الرياضية الصادرة بقرار رئيس‬

‫الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة رقم ‪ 40‬لسنة ‪ 2014‬أن يلجأ االتحاد ومكوناته ومنتسبيه‬

‫لحل أية منازعة‬


‫وممثليه ومتعامليه للسلطات الرسمية والمحاكم المدنية باختالف أنواعها ودرجاتها ّ‬

‫يتم اللجوء في فض المنازعات الرياضية إلى مركز اإلمارات للتحكيم الرياضي‬


‫رياضية‪ ،‬وإنما ّ‬

‫باستثناء حاالت التعدي الجنائي‪.80‬‬

‫أنظر في‪ ،https://www.uaesac.ae :‬تاريخ الزيارة‪ 15 :‬أغسطس ‪.2022‬‬ ‫‪79‬‬

‫حجي‪ ،‬جابر‪ ،‬الطبيعة القانونية للهيئات الرياضية‪ ،‬مجلة أكاديمية أبو ظبي القضائية‪ ،‬عدد خاص‪ ،2018 ،‬صفحة‬ ‫‪80‬‬

‫‪.254‬‬

‫‪64‬‬
‫الفرع الثاني‬

‫نظام التقاضي المتبع في فرنسا‬

‫تماما عما هو عليه في دولة قطر وكذلك الدول‬


‫ختلفا ً‬
‫عد النظام القضائي المتبع في فرنسا ُم ً‬
‫ُي ّ‬

‫فض المنازعات الرياضية‬


‫المقارنة‪ .‬فمجلس الدولة الفرنسي قد وضع قاعدة أساسية لتنظيم وسائل ّ‬

‫طرق الطعن الداخلية المحلية المنصوص عليها في‬


‫قرر أن تكون ُ‬
‫في القانون الفرنسي‪ ،‬حيث ّ‬

‫أي نزاع إلى القاضي‬


‫األنظمة ولوائح االتحادات الرياضية‪ ،‬يجب أن تمارس بشكل إلزامي قبل إحالة ّ‬

‫المختص أو القضاء العادي‪.‬‬


‫العام ُ‬

‫أي طعن يقدم مباشرة إلى المحكمة أو القضاء العادي‪ ،‬دون أن تكون هناك‬
‫وبالتالي‪ ،‬فإنه ال يقبل ّ‬

‫إحالة مسبقة إلى االتحاد‪ ،‬وذلك تطبيًقا لمبدأ استنفاد طرق الطعن الداخلية لالتحادات‪ ،81‬أو أن‬

‫تم المرور بإجراءات التوفيق اإللزامية التي فرضها قانون الرياضة الفرنسي على بعض‬
‫يكون قد ّ‬

‫المنازعات‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬فإنه يمكن ألطراف النزاع الرياضي بعد استنفاد طرق الطعن الداخلية لالتحادات عند‬

‫وجودها‪ ،‬أن يتقدموا بطلب إلى المحاكم الوطنية من أجل الحصول على االعتراف بحقوقهم التي‬

‫يرون أنه قد ّ‬
‫تم انتهاكها والمطالبة بالحماية الفعالة لها‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫‪Elie Yamdjie, Le consentement dans l’arbitrage des litiges sportifs, Université Nice Sophia‬‬
‫‪Antipolis,2013, page.359.‬‬

‫‪65‬‬
‫دائما‪ ،‬ففي بعض الحاالت يجب أن تعرض النزاعات الناشئة داخل االتحادات‬
‫وهذا األمر ال يؤخذ به ً‬

‫على القاضي العادي‪ ،‬وذلك حينما يكون خارجا عن نطاق مهمة الخدمة العامة المتمثلة في تنظيم‬

‫المسابقات‪ ،‬وتتعلق على سبيل المثال باإلدارة الداخلية لالتحاد أو ممارسة سلطة خارجة عن نطاق‬

‫تنظيم المسابقات‪ ،‬مثل تسويق حقوق االستغالل أو البث التلفزيوني‪.82‬‬

‫فإن المحاكم الفرنسية مختصة بطبيعة الحال بالتدخل في المسائل والمنازعات‬


‫وبناء على ما تقدم‪ّ ،‬‬
‫ً‬

‫الرياضية‪ ،‬إضافة إلى أنها تطبق ازدواجية أنظمة التقاضي المميزة للنظام القضائي الفرنسي بشكل‬

‫كامل‪ ،‬حيث تشترك المحاكم اإلدارية والمحاكم القضائية في تسوية المنازعات الرياضية الفرنسية‪.‬‬

‫أن جميع الجهات الرياضية في فرنسا (االتحادات الرياضية‪ ،‬النوادي والجمعيات‬


‫والجدير بالذكر‪ّ ،‬‬

‫الرياضية) هي في الواقع أشخاص اعتبارية بموجب القانون الخاص‪ ،‬تحكمها قواعد القانون العام‪،‬‬

‫وتخضع إلشراف القاضي العادي‪ ،‬ولذلك فإن جزء كبي ار من المنازعات الرياضية يكون ضمن‬

‫اختصاص المحاكم العادية‪.‬‬

‫أن هناك العديد من المنازعات الرياضية في فرنسا تتعلق بإبرام‬


‫ونشير في ذات السياق الناظم‪ّ ،‬‬
‫ُ‬

‫وبغض النظر عن موضوع العقد تكون المحاكم الفرنسية العادية هي‬


‫ّ‬ ‫أو تنفيذ أو إنهاء العقود‪،‬‬

‫المختصة بالبت في المنازعات الناشئة عنها‪ .83‬هذا باإلضافة‪ ،‬إلى أنه بموجب القانون العام‬

‫‪82‬‬
‫‪Thomas Clay : Arbitrage et modes alternatifs de règlement des litiges : juin 2006 - octobre‬‬
‫‪2007, Recueil Dalloz, 2008, page.18.‬‬
‫على سبيل المثال‪ :‬في المنازعات المتعلقة بإبرام وتنفيذ وإنهاء عقود العمل التي تبرمها الجهات الرياضية المختلفة مع‬ ‫‪83‬‬

‫جميع أطراف المجتمع الرياضي (الرياضيون والمدربون والحكام الخ‪ )..‬يتم إحالة االمر لقاضي العمل للنظر فيها‪ .‬أنظر في‬
‫المرجع‪Cécile Chaussard, Droit du sport, Leçon 10: Le contentieux sportif, Université :‬‬
‫‪Numérique juridique Francophone, 2014, page 18.‬‬

‫‪66‬‬
‫الفرنسي ينظر القاضي المدني في دعاوى البطالن الموجهة ضد ق اررات مختلف الجهات الرياضية‬

‫ودعاوى المسؤولية المدنية‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تجد المحاكم التجارية في فرنسا أنه من الضروري التدخل في المسائل الرياضية‪،‬‬

‫فالمحكمة القنصلية تكون مختصة في المقام األول بالنظر في المنازعات المتعلقة بالجمعيات‬

‫الرياضية‪ ،‬على سبيل المثال تعيين أو فصل مديري الجمعيات أو فيما يتعلق بمسؤولية هؤالء‬

‫المديرين‪.‬‬

‫المنازعات والمسائل الرياضية إلى المحاكم القضائية‬


‫وبالتالي‪ ،‬فإنه في فرنسا ال يمنع أن تُحال ُ‬

‫العادية لتسويتها‪ ،‬ولكن يلزم قبل عرضها أن تستنفد الطريق المحدد لها في قانون الرياضة الفرنسي؛‬

‫وهو التوفيق اإللزامي‪.‬‬

‫أن نظام التقاضي العادي للمنازعات الرياضية في فرنسا هو األفضل من بين‬


‫وتُرّجح الباحثة‪ّ ،‬‬

‫جميع ما هو ُمتّبع في ُك ّل من دولة قطر‪ ،‬أو الدول المقارنة كجمهورية مصر العربية أو دولة‬

‫اإلمارات العربية المتحدة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫الوسائل غير القضائية لفض المنازعات الرياضية‬

‫إن عدم توافق القضاء العادي مع الطبيعة الخاصة للرياضة‪ ،‬فضالً عن رغبة المجتمع الرياضي‬

‫إن مختلف هذه األسباب أوجبت في الواقع إنشاء وسائل للتقاضي مختلفة‬
‫في تسوية نزاعاته كأسرة‪ّ ،‬‬

‫تكون من خارج نظام القضاء العادي‪ .‬ومن ضمن هذه الوسائل‪ ،‬نظام القضاء الداخلي لالتحادات‬

‫والتحكيم‪ ،‬وإجراءات التوفيق والوساطة‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫سلفا‪-‬تتميز بطبيعة خاصة‪ ،‬وخصوصيات تميزها عن غيرها‬
‫أن الرياضة ‪-‬كما أوضحنا ً‬
‫وبحكم ّ‬

‫من المنازعات من قبيل الحاجة إلى أن تكون إجراءات الفصل فيها أسرع مما هي عليه في التقاضي‬

‫تمس جوانب عدة للدول‪ ،‬من بينها الجوانب‬


‫أن الرياضة كذلك‪ ،‬باتت ّ‬
‫العادي (المحاكم)‪ .‬وبما ّ‬

‫تبعا لذلك موقف المحاكم فيما يتعلق بأعمالها‪ .‬هذا باإلضافة‪ ،‬إلى‬
‫السياسية واالقتصادية‪ ،‬فقد تغير ً‬

‫أن القضاء العادي ال يتمتع أصحابه بالخبرة واإللمام الكافي بالتنظيم الرياضي‪ ،‬وطبيعة األنشطة‬
‫ّ‬

‫الرياضية وقواعدها‪.‬‬

‫سنقسم هذا المبحث إلى مطلبين‪ :‬سنتناول في المطلب األول التحكيم الرياضي‪ ،‬وسنخصص‬
‫وعليه‪ّ ،‬‬

‫المطلب الثاني للتوفيق والوساطة الرياضيان‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫التحكيم الرياضي‬

‫المطردة في المسائل والمنازعات الرياضية‪ ،‬الهيئات الرياضية‬


‫في بداية الثمانيات دفعت الزيادة ُ‬

‫تخصصة‬
‫أي ُسلطة مستقلة ُم ّ‬
‫العليا لالهتمام بقضية المنازعات الرياضية‪ .‬هذا فضالً عن عدم وجود ّ‬

‫حل المنازعات والمسائل المتعلقة بالرياضة في ذلك الوقت‪ .‬وعليه‪ ،‬كان من الطبيعي أن يتداول‬
‫في ّ‬

‫خصصة للفصل في المنازعات‬


‫أفكار تبدأ من إنشاء لجان ُمت ّ‬
‫ًا‬ ‫العاملون في المجتمع الرياضي‬

‫الرياضية‪ ،‬وصوالً إلى إنشاء محاكم رياضية متخصصة‪ ،‬يكون الهدف منها ّ‬
‫حل المنازعات والدعاوى‬

‫الرياضية من خالل الوسائل البديلة وأبرزها التحكيم‪.84‬‬

‫تعد آلية التحكيم الرياضي الوسيلة القانونية التي اعتمدتها لوائح االتحاد الدولي لكرة القدم بشأن فض المنازعات الناشئة‬ ‫‪84‬‬

‫عن عقود العبي كرة القدم المحترفين‪ .‬راجع‪ :‬عبده‪ ،‬مرسي‪ ،‬التحكيم في المنازعات الناشئة عن عقود العبي كرة القدم‬
‫المحترفين‪ ،‬مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‪ ،‬المجلد السابع عشر‪ ،‬العدد الثاني‪ ،2020 ،‬صفحة ‪.69‬‬

‫‪68‬‬
‫وسنبين في الفرع األول من هذا المطلب‪ ،‬مفهوم التحكيم الرياضي‪ ،‬في حين سنخصص الفرع‬

‫الثاني للحديث عن هيئات التحكيم المختصة بالفصل في المنازعات الرياضية‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫مفهوم التحكيم الرياضي‬

‫بداية وقبل الخوض في الحديث عن التحكيم الرياضي وهيئات التحكيم المختصة بالفصل في‬

‫اء الدولية منها والمتمثلة خاصة في محكمة التحكيم الرياضية‪ ،‬أو تلك‬
‫المنازعات الرياضية؛ سو ٌ‬

‫الهيئات الوطنية‪ ،‬مثل هيئة قطر للتحكيم الرياضي في دولة قطر‪ ،‬ومركز اإلمارات للتحكيم الرياضي‬

‫في دولة االمارات العربية المتحدة‪ ،‬ومركز التسوية والتحكيم الرياضي في جمهورية مصر العربية‪.‬‬

‫اما علينا التعريف بالتحكيم بداية‪ ،‬وذلك من خالل استعراض موقف الفقه والقانون‬
‫لذا‪ ،‬كان لز ً‬

‫والقضاء في التحكيم‪ .‬ثم التوقف على تعريف التحكيم في المنازعات الرياضية‪.‬‬

‫عرفه بأنه نظام يقره القانون لتسوية المنازعات‪ ،‬بحيث‬


‫تعددت التعريفات الفقهية للتحكيم‪ ،‬فمنهم من ّ‬
‫ّ‬

‫يتم اختيارهم للفصل في المنازعة بحكم ملزم‪ .85‬بينما عرفه آخرون‬


‫يعهد به إلى شخص أو أشخاص ّ‬

‫بأنه أحد وسائل الفصل في المنازعات والذي يعهد به ألفراد عاديين دون اللجوء إلى قضاء الدولة‬

‫في المسائل القابلة للصلح‪.86‬‬

‫وباإلضافة إلى ما تقدم‪ ،‬يرى البعض ّ‬


‫بأن التحكيم هو نظام للقضاء الخاص يستبعد أطراف النزاع‬

‫بمقتضاه قضاء الدولة ويختارون أفراداً للفصل في المنازعات التي تثار بينهم‪.87‬‬

‫عبد القادر‪ ،‬ناريمان‪ ،‬اتفاق التحكيم‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪ ،2016 ،‬صفحة ‪.44‬‬ ‫‪85‬‬

‫الزم‪ ،‬حسين‪ ،‬الفصل في المنازعات الرياضية بالتحكيم‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪،2019 ،‬‬ ‫‪86‬‬

‫صفحة ‪.20‬‬
‫عبد الكامل‪ ،‬علي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.45‬‬ ‫‪87‬‬

‫‪69‬‬
‫قضائيا‪ ،‬فقد قضت محكمة النقض المصرية في النقض رقم ‪ 70/86‬بجلسة‬
‫ً‬ ‫وفي تعريف التحكيم‬

‫بأن‪" :‬التحكيم هو طريق استثنائي لفض المنازعات والخروج عن طرق التقاضي‬


‫‪ 26‬نوفمبر ‪ّ 2001‬‬

‫العادية وال يتعلق شرط التحكيم بالنظام العام ويجب التمسك به أمام المحكمة فهي ال تعنى بإعماله‬

‫من تلقاء نفسها ويجوز التنازل عنه صراحة أو ضمناً ويسقط الحق فيه بإثارته متأخ اًر بعد التكلم‬

‫في الموضوع "‪.88‬‬

‫عرف قانون التحكيم القطري رقم‬


‫أما بالنسبة لتعريف التحكيم من منظور التشريعات الوضعية‪ ،‬فقد ّ‬

‫‪ 2‬لسنة ‪ 2017‬التحكيم في المادة األولى من الفصل األول منه بأنه‪" :‬أسلوب اتفاقي قانوني لحل‬

‫اء كانت الجهة التي ستتولى إجراءات التحكيم‪ ،‬بمقتضى اتفاق‬


‫النزاع بدالً من اللجوء للقضاء سو ً‬

‫األطراف‪ ،‬مرك اًز دائماً للتحكيم أم لم تكن كذلك"‪.89‬‬

‫وفي الحقيقة‪ ،‬لم يرد تعريف للتحكيم في األنظمة األساسية وال القواعد الخاصة بهيئات التحكيم‬

‫بأن السبب في ذلك هو وجود قانون للتحكيم في‬


‫الرياضي في دولة قطر والدول المقارنة‪ ،‬ونرى ّ‬

‫هذه الدول والذي بدوره قد قام بتوضيح مفهوم التحكيم‪ ،‬هذا باإلضافة إلى المفاهيم التي وردت في‬

‫االجتهادات الفقهية‪.‬‬

‫تعددت المفاهيم المتعلقة بالتحكيم إالّ أنه يظل يحمل نفس الفكرة‪ ،‬وهو أنه وسيلة من الوسائل‬
‫ومهما ّ‬

‫البديلة للفصل بين األطراف في نزاع حول مسألة أو منازعة قانونية ًأيا كان موضوعها‪.‬‬

‫عثمان‪ ،‬سعيد‪ ،‬التوفيق والتحكيم في القوانين الوطنية والدولية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬مصر‪ ،2014 ،‬صفحة‬ ‫‪88‬‬

‫‪.40‬‬
‫‪ 89‬نصت المادة الرابعة من قانون التحكيم المصري رقم ‪ 27‬لسنة ‪ 1994‬على أنه‪ :‬ينصرف لفظ التحكيم في حكم هذا القانون‬
‫اء كانت الجهة التي تتولى إجراءات التحكيم بمقتضى اتفاق‬
‫إلى التحكيم الذي يتفق عليه طرفي النزاع بإرادتهما الحرة سو ً‬
‫الطرفين منظمة أو مركز دائم للتحكيم أو لم يكن كذلك‪.‬‬
‫وكذلك نصت المادة األولى من القانون االتحادي رقم ‪ 6‬لسنة ‪ 2018‬بأن التحكيم هو‪ :‬وسيلة ينظمها القانون يتم من خاللها‬
‫الفصل بحكم ملزم في نزاع بين طرفين أو أكثر بواسطة هيئة التحكيم بناء على اتفاق األطراف‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫أما في المجال الرياضي‪ ،‬فيعرف التحكيم بأنه وسيلة لتسوية المنازعات المتعلقة بالجانب الرياضي‬

‫عن طريق محكم أو مجموعة محكمين بشرط أن يكون عددهم وت اًر‪ .90‬كما عرفه البعض بأنه‬

‫عرض للمسائل أو المنازعات الرياضية القانونية على المحكمين رغبة في التوصل إلى حل لها‪.91‬‬

‫بينما يرى أحد الفقهاء‪ ،‬أن التحكيم الرياضي‪ ،‬هو‪ " :‬قضاء في خصومة بين أفراد طبيعيين أو بينهم‬

‫بناء على اتفاق تحكيم في نزاع قابل بطبيعته للصلح‬


‫وبين أشخاص قانونية عامة أو كليهما‪ ،‬وذلك ً‬

‫نشأ أو من المحتمل أن ينشا في المستقبل أو وفقاً لنص في القانون أو األنظمة األساسية الحاكمة‬

‫يتم بمقتضاه تفويض محكم فرد أو هيئة تحكيم تتمتع بسلطة حسم النزاع بحكم ملزم له الحجية‬

‫وقابل للتنفيذ"‪.92‬‬

‫عد التحكيم الرياضي في الوقت الحالي إحدى الوسائل التقليدية لفض المنازعات الرياضية‪،‬‬
‫وعليه‪ُ ،‬ي ّ‬

‫ويعود الفضل في ذلك إلى محكمة التحكيم الرياضي التي أحدثت نقلة جديدة في وجود آليات ذات‬

‫طبيعة خاصة للفصل في المنازعات الرياضية‪.‬‬

‫أن التحكيم يتمتع بمزايا عدة ال يمكن حصرها‪ ،‬إال أننا سنذكر منها التالي‪:93‬‬
‫أيضا‪ّ ،‬‬
‫والجدير بالذكر ً‬

‫‪ -‬يتمتع التحكيم بالمرونة‪ ،‬فهو يقوم على تبسيط إجراءات الفصل في المنازعات والتحرر من‬

‫الشكليات‪ ،‬وهذا خالفاً للقضاء العادي الذي يعرف بالتعقيد والجمود‪.‬‬

‫الخرابشة‪ ،‬عايد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.12‬‬ ‫‪90‬‬

‫عواد‪ ،‬إحسان‪ ،‬المنازعات الرياضية المنظورة لدى محكمة التحكيم الرياضية وضمانات االستقاللية والموضوعية لق اررتها‪،‬‬ ‫‪91‬‬

‫مجلة علوم الرياضة‪ ،‬المجلد التاسع‪ ،‬العدد الثامن والعشرين‪ ،2017 ،‬صفحة ‪.12‬‬
‫مصباح‪ ،‬كمال‪ ،‬التحكيم الرياضي بين القانون الداخلي والدولي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪،2020 ،‬‬ ‫‪92‬‬

‫صفحة ‪.34‬‬
‫سيدة‪ ،‬ريتا‪ ،‬الوساطة – دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،2020 ،‬صفحة ‪.65‬‬ ‫‪93‬‬

‫‪71‬‬
‫‪ -‬يتيح نظام التحكيم السبيل إلى سرعة الفصل في المنازعات‪ ،‬فهو يسعى إلى التغلب على‬

‫بطئ اإلجراءات‪.‬‬

‫‪ -‬يقوم التحكيم على مبدأ الرضائية واالتفاق‪ ،‬فالمحكم يتمتع بحرية أكثر من القاضي ال سيما‬

‫في تحديد القانون الذي يطبق على النزاع‪ ،‬وال يتقيد إال بالضمانات األساسية للتقاضي‬

‫والقواعد اآلمرة في الدولة التي يجري فيها التحكيم‪.‬‬

‫وبسبب هذه المميزات التي يتمتع بها التحكيم‪ ،‬وباإلضافة إلى الخصوصية التي تتمتع بها المنازعات‬

‫ووطنيا‪.‬‬
‫ً‬ ‫إقليميا‬
‫دوليا و ً‬
‫لفض المنازعات الرياضية ً‬
‫تم اعتماده كوسيلة بديلة ّ‬
‫الرياضية‪ ،‬فقد ّ‬

‫كما يعد التحكيم قضاء خاصا وأصيال للفصل في المنازعات الرياضية‪ ،94‬وذلك بحكم عدم وجود‬

‫فإن‬
‫تخصص في هذا النوع من المنازعات على المستويين الداخلي والدولي‪ ،‬لذا ّ‬
‫قضاء خاص ُم ّ‬

‫محكمة التحكيم الرياضية تختص بجميع المنازعات القانونية – الرياضية‪.95‬‬

‫بأن مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي تأخذ بآلية التحكيم كوسيلة لفض المنازعات‬
‫والجدير بالذكر‪ّ ،‬‬

‫الرياضية‪ ،‬فهي تملك قواعد تحكيم خاصة بها تشتمل على ‪ 55‬مادة جميعها تتعلق بتنظيم التحكيم‬

‫ابتداء من نطاق تطبيق قواعد التحكيم وحتى بدء سريانها‪.‬‬


‫ً‬ ‫الرياضي‪،‬‬

‫ولكي تطبق قواعد التحكيم على النزاع الرياضي‪ ،‬فقد نصت المادة األولى من قواعد التحكيم لهيئة‬

‫قطر للتحكيم الرياضي على حالتين هما‪:‬‬

‫‪ -1‬حالة اتفاق األطراف على إحالة النزاع المتعلق بالرياضة إلى الهيئة‪.‬‬

‫جدير بالذكر أن هيئة التحكيم التي شكلتها دولة الكويت هي الوحيدة التي يمكن القول بأنها تمثل وسيلة فضائية لفض‬ ‫‪94‬‬

‫النزاع‪ ،‬ذلك أن هذه الهيئة أنشئت بقانون وليس بقرار إداري‪ .‬راجع‪ :‬عبد العزيز‪ ،‬أسامة‪ ،‬حول النزاعات الرياضية وسبل فضها‪-‬‬
‫المحاكم الرياضية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.8‬‬
‫طاهر‪ ،‬محمد‪ ،‬تسوية المنازعات الرياضية بالتحكيم – دراسة مقارنة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.1‬‬ ‫‪95‬‬

‫‪72‬‬
‫‪ -2‬بموجب بند تحكيم وارد في عقد أو الئحة أو بسبب اتفاقية تحكيم خاصة الحقة على نشوب‬

‫النزاع في حالة إجراءات التحكيم العادي‪ ،‬أو يشمل استئنافاً ضد أي قرار يتخذه أي اتحاد‬

‫أو جمعية أو كيان رياضي في حال نص النظام األساسي أو لوائح تلك الهيئات على‬

‫االستئناف أمام الهيئة في حالة إجراءات تحكيم االستئناف‪.‬‬

‫أن إجراءات التحكيم الخاصة بهيئة قطر للتحكيم الرياضي تخضع‬


‫وقد أكدت المادة الرابعة على ّ‬

‫نص في هذه القواعد يخضع التحكيم للقانون‬


‫للقواعد الخاصة بهذه األخيرة‪ ،‬وفي حال عدم وجود ّ‬

‫بأن المقصود بالقانون القطري في نص هذه المادة‪ ،‬هو قانون التحكيم القطري‬
‫القطري‪ .‬ونحن نرى ّ‬

‫رقم ‪ 2‬لسنة ‪.2017‬‬

‫وفي الحقيقة تنسجم االحكام الواردة في قواعد التحكيم مع فكرة التحكيم كوسيلة لحل المنازعات‪،‬‬

‫وكذلك تراعي قواعد التحكيم خصوصية المنازعات الرياضية من حيث ضمان السرعة ومرونة‬

‫اإلجراءات ومعقولية التكاليف المالية المصاحبة لها‪.96‬‬

‫كما أخذت جمهورية مصر العربية بآلية التحكيم للفصل في المنازعات الرياضية التي قد تنشأ في‬

‫المجتمع الرياضي‪ ،‬وعهدت بهذا االختصاص إلى مركز التسوية والتحكيم الرياضي‪.‬‬

‫وحسب نص المادة ‪ 3‬من الئحة النظام األساسي لمركز التسوية والتحكيم الرياضي‪ ،‬يتوقف انعقاد‬

‫بناء على شرط تحكيم باتفاق بين طرفي المنازعة على تسوية ما قد ينشأ‬
‫إما ً‬‫اختصاص المركز ّ‬

‫بينهما من نزاع بشأن هذه العالقة بطريق التحكيم‪ ،‬أو بناء على مشارطة تحكيم والتي تنشأ باالتفاق‬

‫بناء على الئحة‬


‫أخير قد ينعقد االختصاص ً‬
‫بين طرفي النزاع على تسوية المنازعة بعد نشوئها‪ ،‬و ًا‬

‫هيئة أو الئحة متعلقة بنشاط رياضي‪.‬‬

‫هياجنه‪ ،‬عبد الناصر زياد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.87‬‬ ‫‪96‬‬

‫‪73‬‬
‫أيضا ما ذهب إليه القانون االتحادي رقم ‪ 16‬لسنة ‪ 2016‬في شأن إنشاء مركز اإلمارات‬
‫وهذا ً‬

‫للتحكيم الرياضي‪ ،‬وكذلك ما نصت عليه المادة ‪ 3‬من القواعد اإلجرائية لمركز اإلمارات للتحكيم‬

‫الرياضي المتعلقة باختصاص المركز‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫هيئات التحكيم الرياضي‬

‫المنازعات الرياضية‪ ،‬إلى هيئات دولية متمثلة في‬


‫المختصة بالفصل في ُ‬
‫تنقسم هيئات التحكيم ُ‬

‫محكمة التحكيم الرياضية‪ ،‬أو هيئات وطنية؛ مثل هيئة قطر للتحكيم الرياضي في دولة قطر‪،‬‬

‫ومركز اإلمارات للتحكيم الرياضي في دولة االمارات العربية المتحدة‪ ،‬ومركز التسوية والتحكيم‬

‫الرياضي في جمهورية مصر العربية‪ .‬وما يهمنا بالتأكيد عليه في هذا الفرع‪ ،‬هو الحديث عن‬

‫محكمة التحكيم الرياضية ومؤسسة قطر للتحكيم الرياضي‪.‬‬

‫‪ ‬محكمة التحكيم الرياضية ‪Court of Arbitration for Sport‬‬

‫تعد محكمة التحكيم الرياضية من المحاكم الدولية األكثر خبرة في حسم المنازعات الرياضية‪ ،‬وهي‬
‫ّ‬

‫حل المنازعات الرياضة عن طريق التحكيم‬


‫مؤسسة مستقلة عن أي منظمة رياضية‪ ،‬هدفها تسهيل ّ‬

‫أو الوساطة‪ ،97‬وذلك من خالل تكليف المحكمين أو الوسطاء التابعين لها بذلك‪ ،‬وهذا ما أكدته‬

‫المادة الثالثة من قواعد إجراءات التحكيم الرياضي التابعة لمحكمة التحكيم الرياضية‪ ،‬حيث جاء‬

‫فيها‪" :‬أن لمحكمة التحكيم الرياضية قائمة محكمين‪ ،‬ومن خالل وسيط التحكيم الذي يتكون من‬

‫بالرجوع إلى الجدول اإلحصائي الذي يقسم جملة القضايا المعروضة على المحكمة منذ نشأتها سنة ‪ 1984‬إلى سنة‬ ‫‪97‬‬

‫‪ ،2014‬فقد بحثت المحكمة في ‪ 458‬نزاع أمام الغرفة العادية و‪ 2836‬نزاع أمام غرفة االستئناف و‪ 81‬نزاع أمام الغرفة‬
‫الخاصة باأللعاب األولمبية وقد كانت المحكمة تقوم بإجراء االستشارة والذي تم إلغاؤه منذ سنة ‪ .2009‬راجع‪ :‬بإسماعيل‪،‬‬
‫نبيل‪ ،‬التحكيم الدولي في النزاعات الرياضية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬الجزائر‪ ،2016 ،‬صفحة ‪.7‬‬

‫‪74‬‬
‫لجان تتألف من محكم واحد أو ثالثة محكمين تتوصل إلى الحل التحكيمي للنزاعات الناشئة في‬

‫مجال الرياضة"‪.98‬‬

‫ويتكون قضاء محكمة التحكيم الرياضية من قسمين للتحكيم‪ ،‬هما‪:‬‬


‫ّ‬

‫‪ -1‬التحكيم االعتيادي ‪Ordinary Arbitration‬‬

‫نص في العقد أو اتفاق الحق بشأن التحكيم‪،‬‬


‫يتم اللجوء إلى هذا النوع من التحكيم عند وجود ّ‬
‫ّ‬

‫وتخضع جميع أنواع المنازعات المتعلقة بالجانب الرياضي إلجراءات التحكيم االعتيادي التي يتبعها‬

‫وتعد إجراءات قضاء التحكيم االعتيادي سرية يلزم األطراف والمحكمين‬


‫قسم التحكيم في المحكمة‪ّ .‬‬

‫العاملين بالتحكيم الرياضي بعدم اإلفصاح عنها‪.99‬‬

‫‪ -2‬التحكيم االستئنافي ‪Appeals Arbitration‬‬

‫يتم اللجوء إليه في حالة ما إذا كان هناك محل طعن استئنافي على قرار اتخذته االتحادات‬
‫ّ‬

‫والمنظمات أو األجهزة والهيئات الرياضية‪ ،‬وذلك متى ما كانت قواعدهم قد نصت على جواز‬

‫االستئناف‪ ،‬أو عند وجود اتفاق ينص على جواز اللجوء إلى قضاء التحكيم االستئنافي‪.100‬‬

‫وتنطبق إجراءات التحكيم االستئنافي على الطعون المتعلقة بق اررات المنظمات الرياضية أو الق اررات‬

‫التأديبية‪ ،‬وتصل عادة إلى حوالي تسعين في المائة من قضايا محكمة التحكيم الرياضية‪.101‬‬

‫عمروش‪ ،‬سعاد‪ ،‬محكمة التحكيم الرياضية الدولية آلية قانونية لحل النزاعات الرياضية‪ ،‬مجلة العلوم القانونية والسياسية‪،‬‬ ‫‪98‬‬

‫المجلد العاشر‪ ،‬العدد الثاني‪ ،2019 ،‬صفحة ‪.572‬‬


‫‪ 99‬العزاوي‪ ،‬عدنان‪ ،‬النظام القانوني للقضاء الرياضي الدولي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬أبو ظبي‪ ،2017 ،‬صفحة‬
‫‪.61‬‬
‫عمروش‪ ،‬سعاد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.580‬‬ ‫‪100‬‬

‫‪101‬‬
‫‪Ananya Bharadwaj, ‘Sports Disputes and Arbitration’, [2019], Page 3.‬‬

‫‪75‬‬
‫وتختلف إجراءات سير الدعوى بالنسبة للغرفتين على األقل في ثالثة أوجه‪:102‬‬

‫‪ -1‬على خالف مطلب التحكيم العادي يكون قبول الطعن باالستئناف ضرورة بعد استيفاء كل‬

‫الطعون داخل الهياكل الرياضية سو ٌ‬


‫اء كانت داخلية أو دولية‪.‬‬

‫‪ -2‬في حين يكون القانون السويسري هو المنطبق على أصل النزاع في التحكيم العادي‪ ،‬تنطبق‬

‫أساسا القوانين الصادرة عن الهياكل الرياضية‬


‫ً‬ ‫على أصل النزاع في الملفات االستئنافية‬

‫وبصفة احتياطية قوانين الدولة التي تمر بها مقر الهيكل الدولي‪.‬‬

‫مبدئيا لمبدأ السرية‬


‫ً‬ ‫‪ -3‬إذا كانت الق اررات التحكيمية الصادرة بموجب التحكيم العادي خاضعة‬

‫فإن الق اررات التحكيمية الصادرة في الغرفة االستئنافية خاضعة من حيث المبدأ للنشر‪.‬‬

‫باإلضافة إلى آلية التحكيم‪ ،‬تأخذ محكمة التحكيم الرياضية بآلية أخرى لتسوية المنازعات الرياضية؛‬

‫استنادا إلى قواعد محكمة التحكيم الرياضية‪ ،‬يخضع قرار الوساطة لحرية إرادة‬
‫أال وهي الوساطة‪ .‬و ً‬

‫أطراف النزاع‪ ،‬وحسن نيتهم في الوصول إلى حل وفق اإلجراءات المقررة‪ ،‬ويخرج من نطاق الوساطة‬

‫كل ما يتعلق بالمنشطات‪.103‬‬

‫حل المنازعات الرياضية‪ ،‬تكون في‬


‫أن والية محكمة التحكيم الرياضية في ّ‬
‫والجدير بالذكر‪ّ ،‬‬

‫حالتين‪:104‬‬

‫الدخلي‪ ،‬معطي‪ ،‬عقود انتقال الالعبين المحترفين‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مجمع األطرش للنشر والتوزيع‪ ،‬تونس‪،2018 ،‬‬ ‫‪102‬‬

‫صفحة ‪.176‬‬
‫عبد هللا‪ ،‬عبد الحي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.162‬‬ ‫‪103‬‬

‫نصت المادة ‪ 27‬من قواعد إجراءات محكمة التحكيم الرياضي على أنه " تسري إجراءات التحكيم عندما يتفق األطراف‬ ‫‪104‬‬

‫على ذلك‪ ،‬وكان النزاع متعلق ًا بالمجال الرياضي حيث أن االتفاق يمثل الشرط التحكيمي المنصوص عنه أما في عقد أو في‬
‫األنظمة الرياضية أو في اتفاقية تحكيم"‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ -1‬وجود نص صريح في اللوائح الخاصة باالتحادات أو المنظمات الرياضية يتضمن صراحة‬

‫إحالة أي نزاع بينها وبين الغير إلى قضاء التحكيم الرياضي‪.105‬‬

‫‪ -2‬أن يكون هناك اتفاق صريح بين الطرفين على تسوية المنازعة القانونية الرياضية لدى‬

‫قضاء التحكيم الرياضي‪.‬‬

‫أن األمر الغالب في المجتمع الرياضي‪ ،‬أن يكون هذا االتفاق في‬
‫ومن المفيد اإلشارة‪ ،‬إلى ّ‬

‫شكل بند تتضمنه األنظمة القانونية للهيئات الرياضية‪ ،‬مفاده جواز اللجوء للتحكيم الرياضي‬

‫الدولي‪.106‬‬

‫تختص محكمة التحكيم الرياضي الدولية بالنظر في المنازعات الرياضية ذات الطبيعة التجارية‪،‬‬
‫ّ‬

‫من ضمنها تلك النزاعات الناشئة عن تنفيذ العقود في المجال الرياضي‪ ،‬من قبيل الخالفات التي‬

‫تحصل حول تنفيذ عقود الوكالء الرياضيين‪ .‬هذا باإلضافة‪ ،‬إلى المنازعات الرياضية ذات الطابع‬

‫المدني‪ ،‬مثل دعاوى التعويض عن إصابات المالعب‪ ،‬ودعاوى نقل الالعبين‪ ،‬وغيرها من الدعاوى‬

‫التي قد ذكرنها مسبًقا‪.‬‬

‫ويطلق على هذا النوع من‬


‫تختص محكمة التحكيم الرياضية بالفصل في المنازعات التأديبية‪ُ ،‬‬
‫ّ‬ ‫كما‬

‫المنازعات بالقضايا االنضباطية‪ ،‬ومنها قضايا المنشطات وأعمال الشغب والعنف في المالعب‪.‬‬

‫يتم معالجة هذا النوع من المنازعات‪ ،‬عن طريق سلطات رياضية محلية مختصة تابعة‬
‫وغالبا ما ّ‬
‫ً‬

‫تنص المادة ‪ 61.2‬من الميثاق األولمبي على أن "أي نزاع ينشأ بمناسبة أو فيما يتعلق باأللعاب األولمبية يجب تقديمه‬ ‫‪105‬‬

‫حصرياً إلى محكمة التحكيم الرياضية‪ ،‬وفقاً لقانون التحكيم المتعلق بالرياضة" أنظر في‪CAS OG 22/03 Megan :‬‬
‫‪.Henry v. International Bobsleigh & Skeleton Federation‬‬
‫أنظر في نص المادة ‪ 42‬من النظام األساسي للجنة األولمبية القطرية‪.‬‬ ‫‪106‬‬

‫‪77‬‬
‫موضوعا لالستئناف أمام محكمة التحكيم‬
‫ً‬ ‫لالتحادات أو أي هيئة رياضية محلية‪ ،‬ثم تصبح‬

‫الرياضية‪ ،‬والتي تعتبر حينئذ محكمة طعن‪.‬‬

‫حل نزاعاتهم على‬


‫أن محكمة التحكيم الرياضية تقدم المساعدة لألطراف في ّ‬
‫وتجدر اإلشارة‪ ،‬إلى ّ‬

‫أسس ودية‪ ،‬عن طريق إجراءات الوساطة إال أن هذه األخيرة ال تكون ملزمة لهم‪.107‬‬

‫هذا باإلضافة للمنازعات الرياضية ذات الطبيعة المؤقتة التي ترتبط بأحداث رياضية تحدث أثناء‬

‫وقتيا‪ ،‬وذلك خشية‬


‫اء ً‬ ‫دورة األلعاب األولمبية‪ ،‬فطبيعة المنازعات الرياضية قد تستلزم أحيانا إجر ً‬

‫فوات المصلحة أو ضياع الحق‪.‬‬

‫ومن بين الق اررات الوقتية التي أصدرتها محكمة التحكيم الرياضية الدولية قبل القرار والحكم‬

‫النهائي‪ ،108‬هو القرار الصادر بإيقاف جوزيف بالتر وكذلك بالتيني عن العمل لمدة تسعين يوما‬

‫وذلك كإجراء تحفظي‪.109‬‬

‫‪ ‬مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي ‪Qatar Sports Arbitration Foundation‬‬

‫تأسست مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي باعتبارها مؤسسة خاصة للمنفعة العامة‪ ،110‬الغرض منها‬
‫ّ‬

‫حل المنازعات في القطاع الرياضي في دولة قطر من خالل التحكيم والوساطة‪ .‬وتكمن الغاية‬
‫هو ّ‬

‫تخصصة لتسوية المنازعات الرياضية في دولة قطر‪،‬‬


‫من إنشاء هذه المؤسسة‪ ،‬هي توفير جهة ُم ّ‬

‫الحد من لجوء المجتمع الرياضي إلى القضاء العادي في الدولة‪.‬‬


‫و ّ‬

‫‪ 107‬هالل‪ ،‬أحمد السيد‪ ،‬النظام االجرائي للمنازعات الرياضية في ضوء قانون المرافعات‪ ،‬مجلة كلية الحقوق للبحوث القانونية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬العدد األول‪ ،2018 ،‬صفحة ‪.1351‬‬
‫‪ 108‬محمود‪ ،‬أحمد سيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.15‬‬
‫عواد‪ ،‬إحسان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.56‬‬ ‫‪109‬‬

‫المؤسسين هم اللجنة األولمبية القطرية واالتحاد القطري لكرة القدم والرابطة القطرية لالعبين ومؤسسة إدارة النجوم‪ .‬أنظر‬ ‫‪110‬‬

‫في المادة ‪ 6‬من النظام األساسي لمؤسسة قطر للتحكيم الرياضي‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫تم هيكلة مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي وآليات عملها على غرار محكمة التحكيم الرياضية‬
‫لقد ّ‬

‫الدولية‪ ،‬وذلك لضمان اعتماد أفضل الممارسات الدولية‪ ،‬ولكي تكون للمؤسسة ً‬
‫أيضا سلطة مستقلة‬

‫حل المنازعات الرياضية بحياد وشفافية في مدة زمنية مناسبة‪.‬‬


‫قادرة على ّ‬

‫حل‬
‫إن الهدف األساسي والرئيسي الذي تسعى مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي إلى تحقيقه‪ ،‬هو ّ‬
‫ّ‬

‫المنازعات الرياضية من خالل منظومة ذات معايير عالمية توفر خدماتها بسالسة وشفافية‪ ،‬وكفاءة‪،‬‬

‫وسرعة وسهولة‪.‬‬

‫قسما للتحكيم العادي‪ ،‬وآخر للتحكيم االستئنافي والوساطة‪ ،‬وهي بذلك تتشابه مع‬
‫تتضمن المؤسسة ً‬

‫التقسيم الذي تتبعه محكمة التحكيم الرياضية ‪.(CAS)111‬‬

‫يختص قسم التحكيم العادي بتسوية المنازعات الرياضية المقدمة‬


‫ّ‬ ‫استنادا للنظام األساسي للمؤسسة‪،‬‬
‫و ً‬

‫لإلجراءات العادية‪ ،‬كما يتولى ُممارسة جميع االختصاصات األخرى ذات الصلة باإلدارة الفعالة‬

‫لإلجراءات‪ ،‬وذلك وفًقا للنظام األساسي وقواعد التحكيم واللوائح‪.‬‬

‫سلفا للتحكيم‬
‫في حين يتمثل اختصاص قسم التحكيم االستئنافي ‪-‬إضافة إلى االختصاص المذكور ً‬

‫تنص األنظمة‬
‫العادي‪-‬في تسوية المنازعات التي تتضمن ق اررات الجهات الرياضية‪ ،‬شريطة أن ّ‬

‫يتم النص عليها في اتفاقات خاصة‬


‫األساسية أو اللوائح المنظمة لتلك الجهات الرياضية‪ ،‬أو أن ّ‬

‫مكتوبة‪.‬‬

‫وتأكيدا لما تقدم‪ ،‬حكمت هيئة التحكيم التابعة لمؤسسة قطر للتحكيم الرياضي في حكمها رقم ‪006‬‬
‫ً‬

‫لسنة ‪ 2020‬الصادر ضد االتحاد القطري للفروسية والخماسي‪ ،‬على جواز استئناف القرار الصادر‬

‫ضد أحد أعضاء االتحاد بتعليق عضويته‪ ،‬وذلك أمام قسم التحكيم االستئنافي التابع لهيئة قطر‬

‫أنظر في المادة ‪ 32‬من النظام األساسي لمؤسسة قطر للتحكيم الرياضي‪.‬‬ ‫‪111‬‬

‫‪79‬‬
‫استنادا إلى نص المادة ‪ 72‬من النظام األساسي لالتحاد القطري للفروسية‬
‫ً‬ ‫للتحكيم الرياضي‪ ،‬وذلك‬

‫والخماسي الحديث‪ ،‬القاضي باختصاص المؤسسة بالنظر في النزاعات ذات الصلة باالتحاد‪ ،‬وال‬

‫ينال من ذلك دفع االتحاد بعدم اختصاص الهيئة بنظر طلب التحكيم الماثل"‪.112‬‬

‫أما فيما يخص قسم الوساطة‪ ،‬فالهدف منه هو تسهيل عملية تسوية المنازعات الرياضية بين‬

‫الجهات الرياضية واألفراد‪ ،‬وذلك عن طريق إجراءات الوساطة المنصوص عليها في قواعد الوساطة‬

‫التابعة لمؤسسة قطر للتحكيم الرياضي‪.‬‬

‫ولكي ُيطبق النظام األساسي وقواعد التحكيم والوساطة التابعة لمؤسسة قطر للتحكيم الرياضي‪ ،‬فقد‬

‫نص النظام‬
‫نصت المادة ‪ 9‬من النظام األساسي لمؤسسة قطر للتحكيم الرياضي على شرط ّ‬
‫ّ‬

‫األساسي ألي اتحاد أو رابطة‪ ،‬أو أي من الجهات الرياضية في دولة قطر‪ ،‬أو بناء على اتفاق‬

‫خاص مكتوب؛ على إجراء التحكيم أو الوساطة في المنازعات الرياضية‪ ،‬بما في ذلك المنازعات‬

‫التي تنشأ بين هذه الجهات وأعضائها‪.‬‬

‫أن اختصاص مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي للفصل في المنازعات الرياضية‬


‫ويعني القول السابق‪ّ ،‬‬

‫نص يقضي بإحالة المنازعات التي قد‬


‫ليس تلقائياً‪ ،‬بل يجب أن تتضمن لوائح االتحادات على ّ‬
‫ِ‬
‫للبت فيها‪ ،‬أو أن يكون هناك اتفاق بين األطراف يقضي بإحالة النزاع بينهما‬
‫تحصل إلى المؤسسة ّ‬

‫إلى مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي‪.‬‬

‫نصا يقضي بأن تكون هيئة‬


‫وفي الحقيقة‪ ،‬فقد تضمنت جميع لوائح االتحادات الرياضية القطرية ًّ‬

‫استنادا‬
‫ً‬ ‫قطر للتحكيم الرياضي‪ ،‬هي الجهة الوحيدة للفصل في المنازعات الرياضية المحلية‪ ،‬وذلك‬

‫لنص المادة ‪ 73‬من النظام األساسي لالتحادات الرياضية القطرية‪ ،‬والتي نصت على أن‪:‬‬

‫حكم تحكيم استئنافي رقم ‪ 006‬لسنة ‪ 2020‬صادر عن هيئة قطر للتحكيم الرياضي‪.‬‬ ‫‪112‬‬

‫‪80‬‬
‫" تكون هيئة قطر للتحكيم الرياضي التابعة لمؤسسة قطر للتحكيم الرياضي هي الجهة الوحيدة لحل‬

‫كافة النزاعات الرياضية المحلية والتي يكون االتحاد طرفاً فيها بما في ذلك األندية األعضاء في‬

‫هذا االتحاد والرياضيين واالداريين والمدربين ووكالء الرياضيين واإلعالميين المعتمدين وكافة‬

‫األطراف ذات الصلة ويمنع على كافة األطراف اللجوء إلى المحاكم العادية بالدولة لحل النزاعات‬

‫الرياضية‪ .‬ويجوز استئناف أي قرار يتخذ من قبل اللجان التأديبية أو االنضباطية أو القضائية‬

‫التابعة لالتحادات أمام هيئة قطر للتحكيم الرياضي‪ ،‬ويتم تسويته نهائياً وفقاً لقواعد التحكيم المعتمدة‬

‫لدى الهيئة"‪.‬‬

‫أن هيئة قطر للتحكيم الرياضي فضالً عن كونها جهة االختصاص‬


‫نص هذه المادة‪ّ ،‬‬
‫ونالحظ من ّ‬

‫الحصري للفصل في المنازعات الرياضية في دولة قطر‪ ،‬فقد تكون ً‬


‫أيضا جهة استئناف للق اررات‬

‫ضد األطراف الرياضية‪.‬‬


‫الصادرة من اللجان التابعة لالتحادات ّ‬

‫يخص استئناف الق اررات‪ ،‬فقد نصت المادة ‪ 87‬على سبيل المثال من الئحة االنضباط التابعة‬
‫وفيما ّ‬

‫لالتحاد القطري لكرة القدم‪ ،‬على أنه‪" :‬يجوز استئناف بعض الق اررات الصادرة من اللجان‬

‫‪113‬‬
‫أمام هيئة قطر للتحكيم الرياضي"‪.‬‬ ‫القضائية‬

‫أن عدد االتحادات الرياضية القطرية يبلغ ‪ 23‬اتحادا رياضيا‪ ،‬وجميع هذه‬
‫والجدير بالذكر‪ّ ،‬‬

‫نص يقضي باختصاص هيئة التحكيم بالفصل في المنازعات‬


‫االتحادات قد تضمنت لوائحها على ّ‬

‫الرياضية‪ ،‬وسنذكر بعضا من هذه االتحادات‪ ،‬وهي اآلتي ذكرها‪:‬‬

‫‪ -1‬االتحاد القطري لكرة القدم‬

‫‪ -2‬االتحاد القطري للرماية والقوس والسهم‬

‫‪ 113‬يقصد باللجان القضائية في نص هذه المادة‪ ،‬اللجان المنصوص عليها في الئحة االنضباط والتي يكونها االتحاد القطري‬
‫لكرة القدم للنظر في المخالفات وذلك كلجنة االنضباط ولجنة االخالق‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫‪ -3‬االتحاد القطري للدراجات الهوائية والترايثلون‬

‫‪ -4‬االتحاد القطري للتايكوندو والجودو والكاراتيه‬

‫‪ -5‬االتحاد القطري للسباحة‬

‫‪ -6‬االتحاد القطري للتنس واالسكواش والريشة الطائرة‬

‫‪ -7‬االتحاد القطري للكرة الطائرة‬

‫‪ -8‬االتحاد القطري للفروسية والخماسي الحديث‬

‫‪ -9‬االتحاد القطري أللعاب القوى‬

‫نصا‬ ‫وذلك فضالً عن اللوائح الخاصة األخرى التي تصدرها هذه االتحادات‪ ،‬والتي تتضمن ً‬
‫أيضا ً‬

‫يقضي بتسوية المنازعات الرياضية عن طريق مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي‪.‬‬

‫ومثال ذلك‪ ،‬ما تضمنه الفصل التاسع من الئحة أوضاع وانتقاالت الالعبين التابع لالتحاد القطري‬

‫لكرة القدم ‪ ،2023-2022‬والذي قضى بإعطاء الصالحية الكاملة لهيئة قطر للتحكيم الرياضي‬

‫للنظر في المنازعات الرياضية المرتبطة بهذه الالئحة‪ ،‬وهذا شريطة أال يكون قد ُعهد بهذا‬

‫االختصاص لجهة أخرى‪.114‬‬

‫نصت المادة ‪ 35‬من الئحة أوضاع وانتقاالت الالعبين التابعة لالتحاد القطري لكرة القدم على أنه‪:‬‬ ‫‪114‬‬

‫‪ -1‬يكون لهيئة قطر للتحكيم الرياضي الصالحية الكاملة في النظر في المنازعات المرتبطة بهذه الالئحة ما لم تكن‬
‫هذه الصالحية من اختصاص االتحاد القطري لكرة القدم‪ ،‬أو أي هيئة مختصة أخرى تابعة لالتحاد القطري لكرة‬
‫القدم أو هيئة قضائية تابعة لالتحاد القطري لكرة القدم‪.‬‬
‫‪ -2‬يتم تحديد االختصاصات واإلجراءات الخاصة بهذه الهيئات‪ /‬المحاكم إن وجدت‪ ،‬في اللوائح ذات الصلة التي تحكم‬
‫هذه الهيئات ‪ /‬المحاكم‪.‬‬
‫‪ -3‬في جميع الحاالت يحق لالتحاد القطري لكرة القدم التوسط في تسوية أي منازعات مرتبطة بهذه اللوائح‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫المطلب الثاني‬

‫التوفيق والوساطة الرياضيان‬

‫عالوة على نظام التحكيم‪ ،‬وما يتميز به من ُمميزات عديدة تتالءم مع طبيعة المنازعات الرياضية‪،‬‬

‫فقد لجأت الدول ‪-‬ومن بينها دولة قطر‪-‬إلى اعتماد وسائل بديلة أخرى لفض المنازعات الرياضية‪،‬‬

‫وهي وسائل تُعتبر ودية وسريعة مقارنة بنظام التحكيم الرياضي‪ ،‬وذلك من أجل تسهيل اإلجراءات‬

‫المرضية ألطراف المجتمع الرياضي‪.‬‬


‫وإيجاد الحلول ُ‬

‫خصص هذا المطلب لبيان هذه الوسائل البديلة‪ ،‬من قبيل الوساطة الرياضية التي سنتناولها‬
‫وسي ّ‬
‫ُ‬

‫في الفرع األول‪ ،‬والتوفيق الرياضي في الفرع الثاني‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫الوساطة الرياضية‬

‫على الرغم من اعتبار الوساطة من الطرق غير القضائية للفصل في المنازعات‪ ،‬إال أنها تُساهم‬

‫عونا للقضاء‪ ،‬فهي شكل استثنائي من‬


‫في عالج مشكالت التقاضي العادي‪ .‬فالوساطة باعتبارها ً‬

‫حل المنازعات وليست شكالً لنشاط قضائي أو تحكيمي‪.115‬‬


‫أشكال نشاط ّ‬

‫أن الوساطة الرياضية تسعى إلى تحقيق أحد الهدفين‪ :‬إما حل المنازعات‬
‫وتجدر اإلشارة‪ ،‬إلى ّ‬

‫الناشئة عن ممارسة النشاط الرياضي‪ ،‬وهذا ما اعتمدته مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي كأسلوب‬

‫لحل المنازعات الرياضية‪ .‬وإما أن يكون هدفها الرئيس التقريب بين األطراف أو تمثيل أحدهما‬

‫عبد العظيم‪ ،‬أبو الخير‪ ،‬الوساطة في تسوية المنازعات‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المركز القومي لإلصدارات القانونية‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪115‬‬

‫‪ ،2017‬صفحة ‪.37‬‬

‫‪83‬‬
‫بغرض إبرام عقد رياضي أو عقد انتقال العب من نادي إلى آخر‪ .‬وسيقتصر موضوع دراستنا‬

‫على الهدف األول للوساطة الرياضية‪.116‬‬

‫لقد اختلف الفقه في تحديد مفهوم الوساطة‪ ،‬فذهب البعض إلى تعريفها بأنها نظام قانوني يختار‬

‫شخصا من الغير باتفاق بينهم‪ ،‬وذلك ليساعدهم في الوصول إلى تسوية رضائية‬
‫ً‬ ‫فيه أطراف النزاع‬

‫لنزاعهم ‪ .‬بينما يرى البعض اآلخر‪ّ ،‬‬


‫‪117‬‬
‫أن الوساطة وسيلة اختيارية لحسم النزاعات يلجأ بموجبها‬

‫األطراف إلى شخص محايد يقوم في محاولة لحسم النزاع‪.118‬‬

‫تم اإلشارة إليه في المادة األولى من قانون‬


‫أما عن مفهوم الوساطة في التشريع القطري‪ ،‬فقد ّ‬

‫تم تعريفها بأنها‪:‬‬


‫الوساطة في تسوية المنازعات المدنية والتجارية رقم ‪ 20‬لسنة ‪ ،2021‬حيث ّ‬

‫"وسيلة ودية لتسوية النزاع‪ ،‬يتم االلتجاء إليها باتفاق األطراف‪ ،‬أو بناء على طلب من المحكمة"‪.119‬‬

‫كما عرف المشرع الفرنسي الوساطة في المادة ‪ 21‬من القانون رقم ‪ 125‬لسنة ‪ 1995‬المعدل‬

‫لقانون المرافعات المدنية‪ ،‬حيث نص على أنها‪ " :‬كل عملية منظمة‪ ،‬يحاول من خاللها طرفان أو‬

‫البراوي‪ ،‬حسن‪ ،‬الجوانب القانونية للوساطة الرياضية في القانون القطري‪ ،‬مقال قدم في مؤتمر القانون والرياضة في‬ ‫‪116‬‬

‫جامعة قطر‪ ،2017 ،‬صفحة‪.4‬‬


‫الرشدان‪ ،‬علي‪ ،‬الوساطة لحل المنازعات المدنية – دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪،‬‬ ‫‪117‬‬

‫‪ ،2019‬صفحة ‪.19‬‬
‫وعرفت أيضاً بأنها "أسلوب من أساليب الحلول البديلة لفض المنازعات التي تقوم على توفير ملتقى لألطراف المتنازعة‬ ‫‪118‬‬

‫لالجتماع والحوار وتقريب وجهات النظر فيما بينهم بمساعدة شخص محايد؛ وذلك في محاولة الوصول إلى صلح بينهما‪ ،‬أو‬
‫هي آلية بديلة للتقاضي تهدف إلى فض النزاع"‪ .‬راجع‪ :‬قصير‪ ،‬أكرم‪ ،‬المعين في دراسة التأصيل القانوني لحق االلتجاء إلى‬
‫الوساطة كحل بديل للنزاعات المدنية والتجارية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المركز العربي للدراسات والبحوث العلمية‪ ،‬لبنان‪،2018 ،‬‬
‫صفحة ‪.62‬‬
‫كما تم تعريف الوساطة في القانون االتحادي رقم ‪ 6‬لسنة ‪ 2021‬بشأن الوساطة لتسوية المنازعات المدنية والتجارية‬ ‫‪119‬‬

‫بأنها وسيلة اختيارية بديلة يلجأ إليها األطراف المتنازعين للتسوية الودية للمنازعات المدنية والتجارية التي نشأت أو قد تنشأ‬
‫بين أطراف عالقة قانونية أو عقدية أو غير عقدية‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫أكثر الوصول إلى اتفاق‪ ،‬بعيداً عن كل إجراء قضائي من أجل التسوية الودية لمنازعاتهم‪ ،‬وذلك‬

‫بمساعدة شخص يختارونه والذي يؤدي مهمته بالحياد‪ ،‬والتخصص‪ ،‬واالهتمام"‪.‬‬

‫ونحن نرى بأنه ال يوجد مانع من أن ينطبق هذا المفهوم ً‬


‫أيضا على الوساطة في المنازعات‬

‫الرياضية‪ ،‬فالنظام األساسي وقواعد الوساطة الخاصة بمؤسسة قطر للتحكيم الرياضي لم تتطرقا‬

‫لتعريف الوساطة الرياضية‪ .‬ونرى ّ‬


‫أن السبب في ذلك‪ ،‬هو أنه ليس من وظيفة المشرع أن يقدم‬

‫مغاير للمعنى المستقر في األذهان‪ ،‬أو أن‬


‫ًا‬ ‫تعر ًيفا اصطالحيا في العادة‪ ،‬إال إذا كان يريد معنى‬

‫يريد من ذلك التعريف حسم نزاع فقهي قائم حول تلك المسألة‪.120‬‬

‫فإن الوساطة هي من إحدى الوسائل التي اعتمدتها مؤسسة قطر للتحكيم‬


‫سلفا‪ّ ،‬‬
‫وكما أوضحنا ً‬

‫المتبعة في آلية‬
‫لفض المنازعات الرياضية‪ ،‬وقد نظمت لها قواعد مستقلة تختلف عن تلك ُ‬
‫الرياضي ّ‬

‫التحكيم‪.‬‬

‫وعليه تشتمل مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي على قسم مختص بالوساطة‪ ،‬الهدف منه هو تسهيل‬

‫تسوية المنازعات بين الجهات الرياضية واألفراد‪ ،‬وذلك عن طريق اإلجراءات المنصوص عليها‬

‫في النظام األساسي والقواعد الخاصة بالوساطة‪.121‬‬

‫وحسب ما هو متبع في مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي‪ ،‬تُطبق قواعد الوساطة إذا اتفق األطراف‬

‫استنادا إلى هذه‬


‫يتم فض المنازعة الرياضية وفًقا إلجراءات الوساطة التابعة للمؤسسة‪ ،‬و ً‬
‫على أن ّ‬

‫لحل النزاع الرياضي‪ ،‬وذلك من خالل‬


‫فإنه ُيمكن لألطراف أو أحدهما الّلجوء إلى الوساطة ّ‬
‫القواعد ّ‬

‫الرشدان‪ ،‬علي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة ‪.270‬‬ ‫‪120‬‬

‫أنظر في القسم األول من قواعد الوساطة لهيئة قطر للتحكيم الرياضي‪.‬‬ ‫‪121‬‬

‫‪85‬‬
‫مستوفيا للشروط‪ ،‬إلى األمانة العامة؛ وهي المكتب اإلداري التابع لهيئة‬
‫ً‬ ‫تقديم طلب وساطة يكون‬

‫التحكيم الرياضي القطري‪.122‬‬

‫المنازعات ذات الطابع التأديبي من نطاق‬


‫أن قواعد الوساطة قد استثنت كافة ُ‬
‫وتجدر اإلشارة‪ ،‬إلى ّ‬

‫لفض‬
‫أن األطراف يمكنهم االتفاق فيما بينهم‪ ،‬واختيار الوساطة كآلية ّ‬
‫تطبيق قواعدها؛ وهذا يعني ّ‬

‫منازعاتهم إذا كانت هذه المنازعة مدنية أو تجارية أو إدارية فقط‪.‬‬

‫كما نصت المادة األولى من قواعد الوساطة على حالة حصول تعارض ما بين نصوص هذه‬

‫القواعد والقانون القطري‪ ،‬وقد أعطت األولوية في التطبيق للقواعد إال إذا كان محل التعارض مما‬

‫ال يجيز القانون لألطراف التنازل عن تطبيقه أو كان ذا طبيعة إلزامية‪.‬‬

‫وقد بينت قواعد الوساطة دور الوسيط في حل النزاع‪ ،‬والمتمثل في محاولة مساعدة األطراف للتوصل‬

‫أن إجراءات‬
‫إلى حل مرضي لنزاعهم وليس له أية سلطة لفرض أي تسوية‪ ،‬كما أشارت القواعد إلى ّ‬

‫الوساطة تكون في جلسة واحدة كقاعدة عامة‪ ،‬ما لم يقرر الوسيط خالف ذلك‪.‬‬

‫تم النص في قانون الرياضة المصري‪ ،‬على آلية الوساطة باعتبارها وسيلة من وسائل ّ‬
‫فض‬ ‫كما ّ‬

‫المنازعات الرياضية المتاحة في مركز التسوية والتحكيم الرياضي المصري‪ .‬وفي الحقيقة‪ ،‬فقد‬

‫أن‬ ‫نصت المادة ‪ 66‬من قانون الرياضة المصري‪ ،‬على عبارة الوساطة أو التوفيق؛ ّ‬
‫مما يعني ّ‬

‫المشرع المصري ُي ّ‬
‫قر بالتشابه بين هاتين الوسيلتين‪.‬‬

‫يجب أن يحتوي طلب الوساطة على ما يلي‪:‬‬ ‫‪122‬‬

‫هوية األطراف وممثليهم (االسم بالكامل‪ ،‬العنوان‪ ،‬العناوين الفعلية‪ ،‬رقم صندوق البريد‪ ،‬رقم الفاكس‪ ،‬عنوان البريد‬ ‫أ‪.‬‬
‫االلكتروني ورقم الهاتف)‪.‬‬
‫ب‪ .‬نسخة من االتفاقية لتقديم النزاع للوساطة أمام الهيئة‪.‬‬
‫ت‪ .‬وصف مختصر عن النزاع‪.‬‬
‫ث‪ .‬ما يثبت دفع التكاليف اإلدارية الموضحة في الملحق (‪ )1‬من القواعد‪( .‬أنظر في نص المادة ‪ 2‬من قواعد الوساطة‬
‫لهيئة قطر للتحكيم الرياضي)‬

‫‪86‬‬
‫وقد تم تعريف الوساطة أو التوفيق في المادة األولى من الئحة النظام األساسي لمركز التسوية‬

‫والتحكيم الرياضي المصري بأنها‪" :‬وسيلة ودية لفض المنازعات الرياضية يتفق بموجبها طرفا النزاع‬

‫على إسناد اقتراح التسوية إلى شخص ثالث يدعي (الوسيط أو الموفق)"‪.‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬نحن ال نتفق مع ما ذهب إليه المشرع المصري في المساواة ما بين هاتين الوسيلتين‪،‬‬

‫وذلك ألن الوساطة هي وسيلة يقوم بمقتضاها شخص بتقريب وجهات النظر بين األطراف المتنازعة‬

‫دون التقدم باقتراحات لحل النزاع‪.123‬‬

‫كل من‬
‫وبناء عليه‪ ،‬يمكن التمييز بين الوساطة والتوفيق‪ ،‬من جهة حدود الدور الذي يقوم به ّ‬
‫ً‬

‫الوسيط والموفق‪ ،‬فالوسيط يقوم بمهمة تقريب وجهات النظر بين أطراف النزاع دون اقتراح ّ‬
‫حل‬

‫للنزاع‪ ،‬بينما الموفق يشمل دوره عرض الحل المرضي للطرفين‪ .124‬فالوساطة قد تكتسب طابع‬

‫التوفيق في حال تجاوز الوسيط الحدود المرسومة له‪.‬‬

‫تم النص على آلية الوساطة في الفقرة الثانية من المادة ‪ 28‬من قانون التحكيم للمحكمة‬
‫كما ّ‬

‫الرياضية الدولية‪ ،‬والتي نصت على أنه‪" :‬تستطيع المحكمة أن تتوصل إلى حل النزاعات المتعلقة‬

‫بالرياضة عن طريق الوساطة وتحكم إجراءات الوساطة قواعد منفصلة"‪.‬‬

‫تم تعريف الوساطة في المادة األولى من الئحة الوساطة التابعة لمحكمة التحكيم الرياضية‬
‫وقد ّ‬

‫بأنها‪ " :‬إجراء غير ملزم وغير رسمي‪ ،‬يستند إلى اتفاق وساطة‪ ،‬يلتزم فيه كل طرف بالسعي بحسن‬

‫سالمة‪ ،‬عبد الكريم‪ ،‬النظرية العامة للنظم الودية لتسوية المنازعات‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪،2013 ،‬‬ ‫‪123‬‬

‫صفحة ‪ .133‬أيضاً‪ :‬محمود‪ ،‬أحمد‪ ،‬نطاق تطبيق قانون فض المنازعات رقم ‪ 7‬لسنة ‪ ،2000‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬مصر‪.2002 ،‬‬
‫‪124‬‬
‫‪Noel Melin, la mediation, un mode amiable parmi d’autres, 2017, Pal.28.‬‬

‫‪87‬‬
‫نية إلى التفاوض مع الطرف اآلخر من أجل حل نزاع ذي طابع رياضي‪ ،‬ويساعد الطرفان وسيط‬

‫من المحكمة في مفاوضاتهما"‪.‬‬

‫تتم تسوية المنازعات ذات الطبيعة التعاقدية عن‬


‫وتبعا لما ورد في الالئحة‪ ،‬فإنه من حيث المبدأ ّ‬
‫ً‬

‫طريق الوساطة‪ ،‬بينما تستبعد المنازعات التأديبية مثل المنازعات المتعلقة بالمنشطات والتالعب‬

‫استثناء ‪-‬وفي بعض الحاالت‪-‬يمكن أن تخضع‬


‫ً‬ ‫بنتائج المباريات من تطبيق آلية الوساطة‪ .‬إال أنه‬

‫وبموافقة األطراف صراح ًة‪.‬‬


‫المنازعات التأديبية للوساطة‪ ،‬وذلك متى ما سمحت الظروف‪ُ ،‬‬
‫ُ‬

‫إ ًذا هناك أنواع محددة من المنازعات الرياضية ال يتم النظر فيها عن طريق الوساطة‪ ،‬مثل تلك‬

‫المتعلقة بالجزاءات التأديبية‪ ،‬وحاالت تعاطي المنشطات‪ ،‬والمنازعات الصادرة عن ق اررات متخذة‬

‫من قبل المنظمات الرياضية المختصة كاللجان األولمبية الوطنية‪ ،‬واالتحادات الرياضية الوطنية‬

‫والدولية‪.‬‬

‫وعند عقد مقارنة بين نظام الوساطة المتبع في دولة قطر بذلك المتبع في جمهورية مصر العربية‪،‬‬

‫أن جمهورية مصر العربية لم تفرق ما بين نظام‬


‫نجد تقارًبا بين النظامين وطريقة تنظيمهما‪ .‬إال ّ‬

‫أساسا‬
‫الوساطة والتوفيق كما بينا سلفاً‪ ،‬وذلك على الرغم من ُوجود اختالف بين النظامين يكمن ً‬

‫احا أو حالً توفيقيا لألطراف‪ ،‬وتكون لهم‬


‫في نهاية اإلجراء‪ ،‬ذلك أنه في التوفيق يقدم الموفق اقتر ً‬

‫الحرية في قبوله أو رفضه‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫التوفيق الرياضي‬

‫بمقتضاه األطراف باللجوء إلى شخص من الغير يسمى‬


‫ُيعرف التوفيق بأنه طريق ودي‪ ،‬يقوم ُ‬

‫الموفق‪ ،‬فيقوم هذا األخير بتسهيل االتصال بينهم‪ ،‬ويوضح المشاكل التي يثيرها النزاع‪ ،‬ويحدد‬

‫‪88‬‬
‫محل الخالف‪ ،‬ويقوم في النهاية بالتقريب بين وجهات نظر األطراف لكي يتوصلوا بأنفسهم‬
‫النقاط ّ‬

‫إلى حل يرتضيانه بالنسبة للنزاع‪.125‬‬

‫عرفه البعض اآلخر‪ ،‬بأنه اتفاق بين أطراف النزاع على تفويض شخص أو أشخاص لحسم‬
‫كما ّ‬
‫‪126‬‬
‫أن التوفيق هو وسيلة بديلة له إجراءات تقع‬
‫ويالحظ من هذا التعريف‪ّ ،‬‬
‫نزاع بينهم بطريقة ودية ‪ُ .‬‬

‫ما بين التحكيم والوساطة‪ ،‬ويأخذ من كل منهما بعض المميزات‪.‬‬

‫طا لدى‬
‫فإن هذا األمر أفرز خل ً‬
‫شيوعا‪ّ ،‬‬
‫ً‬ ‫أن التوفيق والوساطة هما من أكثر الوسائل الودية‬
‫وبحكم ّ‬

‫أن الوساطة‬
‫احد‪ .‬هذا باإلضافة‪ ،‬إلى ّ‬
‫الكثيرين بينهما‪ ،‬في حين رأى البعض اآلخر بأنهما شيء و ٌ‬

‫والتوفيق متداخالن في بعض األنظمة القانونية‪ ،‬وباألخص تلك التي تعتمد على – ‪Common‬‬

‫‪.Law‬‬

‫ولتوضيح االختالف فيما بين الوسيلتين‪ ،‬سنلقي الضوء على بعض من أوجه الشبه واالختالف‪،‬‬

‫وذلك لتمكين القارئ من تبديد الضباب القائم بينهما‪.‬‬

‫فيما يتعلق بأوجه الشبه بين التوفيق والوساطة‪ ،‬فهي كثيرة ومتعددة‪ ،‬وسنذكر منها اآلتي على سبيل‬

‫المثال‪:‬‬

‫‪ -‬يتطلب اللجوء إلى الموفق أو الوسيط أن يكون هناك موافقة بين الطرفين المتنازعين على‬

‫قيام شخص ثالث ببذل المساعي لمساعدتهم في الوصول إلى حل رضائي‪.127‬‬

‫العيسوي‪ ،‬مروه‪ ،‬التوفيق كآلية فاعلة لتسوية المنازعات التجارية واالستثمار‪ ،‬مجلة روح القوانين‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬العدد‬ ‫‪125‬‬

‫الثالث‪ ،2021 ،‬صفحة ‪.309‬‬


‫سالم‪ ،‬محمد‪ ،‬الوساطة والتوفيق كآليات بديلة لتسوية نزاعات االستثمار‪ ،‬مجلة القصر‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬العدد العاشر‪،‬‬ ‫‪126‬‬

‫‪ ،2005‬صفحة ‪.61‬‬
‫‪127‬‬
‫‪P. kayser, la recherche en France de la diminution des contentieux op.cit. : Quand le‬‬
‫‪grain ne meurt de conciliation en médiation, J.C.P 1996,1, ed G. Doct. 397, Page 441.‬‬

‫‪89‬‬
‫وبناء على ذلك‪،‬‬
‫‪ -‬ال يحوز الموفق أو الوسيط أية سلطة قضائية‪ ،‬فهو ليس بقاض أو حكم‪ً .‬‬

‫فهو ال يستطيع الفصل في النزاع بحكم حاسم‪ ،‬كما أنه ال يستطيع فرض أي حل على‬

‫األطراف المتنازعة‪.‬‬

‫‪ -‬يبذل كل من الموفق والوسيط كل مساعيه من أجل مساعدة األطراف المتنازعة في الوصول‬

‫إلى حل رضائي‪ ،‬وبالتالي فهو ال يكون ً‬


‫نائبا أو ممثالً ألحد الخصوم‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بأوجه االختالف‪ ،‬فهي محدودة للغاية لدرجة أن الفوارق بينهما تذوب في بعض‬

‫األنظمة القانونية‪ ،‬بحيث ال تعرف إال التوفيق فقط‪ .‬وتنحصر أبرز أوجه االختالف في النقاط‬

‫التالية‪:128‬‬

‫تم مقارنتها بالتوفيق الذي عرف منذ‬


‫‪ -‬تعد الوساطة وسيلة حديثة لحسم المنازعات إذا ما ّ‬

‫زمن بعيد‪.‬‬

‫‪ -‬يختلف التوفيق عن الوساطة‪ ،‬في أن الوسيط يسعى الستعراض الحلول الممكنة واقتراح‬

‫بعضها على الخصوم‪ ،‬بينما تقف مهمة الموفق على تقريب وجهات النظر بين األطراف‪.‬‬

‫وقد اتخذت بعض الدول المقارنة‪ ،‬التوفيق كوسيلة بديلة لفض المناعات الرياضية كفرنسا ودولة‬

‫المنازعات‬
‫االمارات العربية المتحدة‪ ،‬هذا إضافة إلى التحكيم باعتباره الوسيلة األصيلة للنظر في ُ‬

‫الرياضية‪.‬‬

‫تبرر‬
‫أن الخصوصيات التي تتمتع بها المنازعات الرياضية‪ّ ،‬‬
‫لقد أدركت السلطات العامة الفرنسية ّ‬

‫مما يسمح لألطراف االتفاق‬ ‫ضرورة البحث عن طرق ّ‬


‫لحل هذه المنازعات خارج المحاكم الوطنية‪ّ ،‬‬

‫‪ 128‬سفيان‪ ،‬سوالم‪ ،‬الطرق البديلة لحل المنازعات المدنية في القانون الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2014 ،‬صفحة ‪.60‬‬

‫‪90‬‬
‫اميا‬
‫فإنه في عام ‪ 1992‬أصبح التوفيق الز ً‬
‫حل ودي قادر على إنهاء النزاع‪ .‬وعليه‪ّ ،‬‬
‫بسرعة على ّ‬

‫وعهد به إلى اللجنة الوطنية الفرنسية لأللعاب األولمبية‬


‫لحل المنازعات الرياضية في فرنسا‪ُ ،‬‬
‫ّ‬

‫والرياضية‪.‬‬

‫وتعد اللجنة الوطنية الفرنسية لأللعاب األولمبية والرياضية مؤسسة قريبة من الحركة الرياضية‬
‫ّ‬

‫كل‬
‫االتحادية‪ ،‬إال أنها مستقلة عن االتحادات‪ ،‬وهذا ما يجعل من إجراءات التوفيق خالية وبعيدة ّ‬

‫أي طابع قضائي‪ .‬وقد تم تقنين إجراءات التوفيق في قانون الرياضة الفرنسي في المواد‬
‫البعد عن ّ‬

‫‪ 4-141‬وما يليها‪.‬‬

‫ويعكس هذا األسلوب الودي‪ ،‬رغبة السلطات العامة الفرنسية في أال تضع بديالً للقضاة العاديين‪،‬‬

‫يتم‬ ‫بل طريقا للطعن يكون وقائيا وتكميليا لذلك الطريق المتاح أمام محاكم الدولة‪ .‬وبالتالي‪ّ ،‬‬
‫فإنه ّ‬

‫حل المنازعات الرياضية داخل المجتمع الرياضي دون منع الوصول بشكل دائم إلى قضاة‬
‫تشجيع ّ‬

‫القانون العام‪ ،‬أو القضاة العموميين المختصين في حالة فشل محاولة التوفيق‪.‬‬

‫في الحقيقة تتعلق إجراءات التوفيق بالمنازعات الناشئة بمناسبة النشاط الرياضي بين المرخص لهم‬

‫والجمعيات والرابطات الرياضية واالتحادات المعتمدة‪ ،‬وتشكل تلك اإلجراءات شرطاً مسبقاً إلزامياً‬

‫فإن المنازعات المعنية بالتوفيق اإللزامي‪ ،‬هي تلك التي تكون متعلقة‬ ‫‪129‬‬
‫ألي طعن قضائي ‪ .‬وعليه‪ّ ،‬‬

‫بأفعال االتحادات المعتمدة والمفوضة والمرتبطة إما بتنظيم المسابقات كاالختيار أو إصدار‬

‫التراخيص‪ ،‬أو ألدائها الداخلي كاالنتخابات وعقد الجمعيات العامة وغيرها‪.‬‬

‫تنص المادة ‪ 5-141‬من قانون الرياضة الفرنسي على أن‪:‬‬ ‫‪129‬‬

‫تشكل اإلحالة إلى لجنة التوفيق شرط أساسي إلزامي ألي طعن قضائي‪ ،‬عندما يكون النزاع ناتجاً عن قرار‪ ،‬والذي قد يكون‬
‫قابل أو غير قابل للطعن الداخلي عليه والذي قد يتخذه االتحاد في ضوء ممارسة صالحيات السلطة العامة أو تطبيقاً لنظامه‬
‫األساسي أو لوائحه أو ألنظمته األساسية‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫يعد فيها اختيارًيا‪ ،‬ويستند فيه إلى استعداد األطراف‬
‫فإن التوفيق ّ‬
‫أما بالنسبة للمنازعات األخرى‪ّ ،‬‬

‫ورغب تها في اللجوء إلى إجراءات التوفيق التابعة للجنة األولمبية والرياضية الفرنسية‪ .‬وهذا يعني‪،‬‬

‫بأنه ليست جميع المنازعات الرياضية تدخل في نطاق التزام التوفيق المسبق‪.130‬‬
‫ُ‬

‫والجدير بالذكر‪ ،‬أنه ال يجوز ألطراف النزاع الرياضي الذي يندرج ضمن نطاق إجراء التوفيق‬

‫اإللزامي‪ ،‬أن يمارسوا طرق الطعن القضائي قضائياً أو إدارياً دون أن يحيلون المسألة إلى الموفق‬

‫أي طعن ُيمارس دون إحالة مسبقة إلى الموفق لن يكون مقبوالً‪.‬‬
‫فإن ّ‬
‫‪131‬‬
‫أوالً ‪ .‬وعليه‪ّ ،‬‬

‫وتأكيدا لذلك‪ ،‬حكمت محكمة النقض الفرنسية بجلسة ‪ 29‬أبريل ‪ 2014‬على أن‪ ":‬شرط عرض‬
‫ً‬

‫النزاع على التوفيق هو شرط إلزامي وسابق على عرض ذات النزاع على القاضي‪ ،‬ويترتب على‬

‫عدم احترام األطراف لهذا الشرط عدم قبول الدعوى وذلك لعدم اتباع اإلجراءات المحددة قانوناً"‪.132‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬فإن هذا االلتزام ال يستهدف إال بدء اإلجراءات‪ ،‬والتي قد تؤدي إما إلى إنهاء النزاع في‬

‫حالة االتفاق المتبادل بين األطراف‪ ،‬أو إلى عدم التوفيق بين الطرفين‪ ،‬وفي هذه الحالة يمكن‬

‫لألطراف الطعن أمام قاضي الوالية من أجل الحصول على تسوية نهائية لنزاعهم‪.‬‬

‫أما عن التوفيق باعتباره الوسيلة الثانية من الوسائل البديلة لفض المنازعات الرياضية في دولة‬

‫اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬والذي عرفته المادة األولى من القانون االتحادي رقم ‪ 16‬لسنة ‪2016‬‬

‫أنظر في نص المادة ‪ 7-141‬من قانون الرياضة الفرنسي والتي نصت على أنه‪ :‬يرفض رئيس مؤتمر الموفقين طلبات‬ ‫‪130‬‬

‫التوفيق المتعلقة بالمنازعات التي ليست من بين تلك المذكورة في الفقرة األولى من المادة ‪ ،141‬وكذلك طلبات التوفيق التي‬
‫تبدو بوضوح لرئيس المؤتمر أنها ال أساس لها من الصحة‪.‬‬
‫أنظر في نص المادة ‪ 5-141‬من قانون الرياضة الفرنسي والتي نصت على أنه‪ :‬تشكل اإلحالة إلى لجنة التوفيق شرط‬ ‫‪131‬‬

‫أساسي إلزامي ألي طعن قضائي‪ ،‬عندما يكون النزاع ناتج عن قرار والذي قد يكون قابل أو غير قابل للطعن الداخلي عليه‬
‫والذي قد يتخذه االتحاد في ضوء ممارسة صالحيات السلطة العامة أو تطبيقاً لنظامه األساسي ‪ /‬لوائحه أو أنظمته األساسية‪.‬‬
‫‪132‬‬
‫‪Emmanuel Roux : Panorama des différents modes alternatifs de règlement des litiges, AJ‬‬
‫‪Collectivités Territoriales, 2012, page.234.‬‬

‫‪92‬‬
‫حل المنازعات الرياضية بطريق ودي‪ ،‬ونحن نرى ّ‬
‫بأن هذا التعريف يشوبه القصور في توضيح‬ ‫بأنه ّ‬

‫تم تدارك هذا القصور في المفهوم‪ ،‬وذلك من خالل القواعد اإلجرائية لمركز‬
‫مفهوم التوفيق‪ .‬إال أنه ّ‬

‫اإلمارات للتحكيم الرياضي‪ ،‬التي عرفت التوفيق بأنه‪" :‬وسيلة يطلب من خاللها األطراف من هيئة‬

‫التحكيم مساعدتهم في التوصل إلى تسوية ودية للمنازعة المطلوب فيها التوفيق"‪.133‬‬

‫وفيما يخص التنظيم القانوني للتوفيق‪ ،‬فقد نصت الفقرة الثالثة من المادة ‪ 5‬من القانون االتحادي‬

‫رقم ‪ 16‬لسنة ‪ 2016‬على اختصاص مركز التحكيم الرياضي بالتوفيق في المنازعات الرياضية‬

‫طا أو مشارطة توفيق رياضي‪.‬‬


‫التي تتضمن العقود الخاصة بها شر ً‬

‫هذا باإلضافة‪ ،‬إلى وجود هيئة خاصة بالتوفيق الرياضي في المركز اإلماراتي للتحكيم الرياضي‪،‬‬

‫شكلة من فرد أو ثالثة لتسوية المنازعة الرياضية‪.134‬‬


‫وهي ُم ّ‬

‫وقد تضمن الباب الثاني من القواعد اإلجرائية لمركز اإلمارات للتحكيم الرياضي تنظيما قانونيا‬

‫ابتداء من‬
‫ً‬ ‫شامال للتوفيق‪ ،‬باعتباره وسيلة من الوسائل البديلة في تسوية المنازعات الرياضية‪ ،‬وذلك‬

‫توضيح الهدف المرجو من التوفيق وحتى الرسوم المستحقة لهذا األخير‪.135‬‬

‫حل ينتج عنه ق اررات قد يختلف تكييفها حسب طرق‬


‫عد التوفيق طريقة إليجاد ّ‬
‫وبناء على ما تقدم‪ُ ،‬ي ّ‬

‫فإن مقارنة إجراءات التوفيق الرياضي مع طرق التقاضي‬


‫وأشكال اإلجراءات المعنية‪ .‬وبالتالي‪ّ ،‬‬

‫مكانا ُمنفصالً‪.‬‬
‫أي منهما‪ ،‬وأنها تحتل ً‬
‫البديلة تكشف أنه ال يمكن تشبيهها بشكل صارم ودقيق مع ّ‬

‫أن النظام‬
‫فض المنازعات الرياضية في دولة قطر والدول المقارنة‪ ،‬تُرّج ُح الباحثة ّ‬
‫بعد دراسة وسائل ّ‬

‫لحل المنازعات الرياضية في فرنسا‪ ،‬هو األفضل فيما بينهم واألقرب إلى خصوصية‬
‫المتبع ّ‬

‫أنظر في المادة األولى من الباب األول الخاص بالقواعد اإلجرائية لمركز التحكيم االماراتي‪.‬‬ ‫‪133‬‬

‫أنظر في نص المادة األولى من الباب األول من القواعد اإلجرائية لمركز االمارات للتحكيم الرياضي‪.‬‬ ‫‪134‬‬

‫أنظر في نصوص المواد ‪ 12‬وحتى ‪ 24‬من الباب الثاني من القواعد اإلجرائية لمركز االمارات للتحكيم الرياضي‪.‬‬ ‫‪135‬‬

‫‪93‬‬
‫المنازعات الرياضية‪ ،‬حيث ال يمنع القانون الفرنسي وال األنظمة األساسية لالتحادات أن يلجأ‬
‫ُ‬

‫ولكن البد قبل اللجوء إليها أن تستنفد الوسيلة البديلة‬


‫أطراف المجتمع الرياضي إلى محاكم الدولة‪ّ ،‬‬

‫تم النص عليها في قانون الرياضة الفرنسي‪ ،‬وهي التوفيق اإللزامي‪.‬‬


‫التي ّ‬

‫أن التوفيق ُيعد الوسيلة‬


‫وحسنا فعل المشرع الفرنسي عند اختياره لنظام التوفيق‪ ،‬وذلك على أساس ّ‬
‫ً‬

‫األكثر ودية وسهولة مقارنة بالتحكيم‪ ،‬الذي يعتبر أقرب من التقاضي العادي من جهة اإلجراءات‬

‫وإلزامية الحكم‪ ،‬فالتوفيق كما بينا مسبقا يقتصر على اقتراح ُمحايد للتسوية بين الطرفين‪.‬‬

‫وعليه أرى بأنه يجب علينا في دولة قطر اتباع ذات النظام المتبع في فرنسا‪ ،‬ذلك ّأنه ال يجوز‬

‫مانع من توفير‬
‫منع األطراف من اللجوء إلى حقهم في التقاضي المكفول لهم دستورًيا‪ ،‬كما ال يوجد ٌ‬

‫طريقة بديلة لتسوية المنازعات تكون إلزامية قبل اللجوء إلى محاكم الدولة‪ .‬حيث ّ‬
‫أن هذا النظام‬

‫يكفل حقوق األطراف‪ ،‬كما ّأنه ُيخّفف من تكدس القضايا‪ ،‬والضغط الذي قد ُيواجه األطراف المعنية‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫الخاتمة‬

‫وقد خلصت هذه الدراسة إلى مجموعة من النتائج والتوصيات‪ ،‬نعرضها كما يلي‪:‬‬

‫النتائج‪:‬‬

‫جامع‬
‫ٌ‬ ‫يف‬
‫‪ -1‬ال يوجد في التشريعات وال في قواعد التحكيم التابعة لمراكز التحكيم الرياضية تعر ٌ‬

‫للمنازعة الرياضة‪ ،‬أما في الفقه ‪-‬كما الحظنا ذلك‪-‬فقد اختلف الفقهاء في تحديد رياضية‬

‫المنازعة‪.‬‬

‫المنازعات األخرى‪ ،‬من جهة طبيعة‬


‫المنازعات الرياضية تختلف عن غيرها من ُ‬
‫إن ُ‬‫‪ّ -2‬‬

‫أشخاصها وموضوعها‪ .‬فمن حيث أشخاصها‪ ،‬يجب أن يكون أحد أطرافها على األقل‬

‫ياضيا‪ .‬وأما من حيث موضوعها‪ ،‬فيجب أن يكون متصالً بنشاط رياضي‪.‬‬


‫شخصا ر ً‬
‫ً‬

‫إن النظر في المنازعات الرياضية بحاجة إلى معرفة عميقة بالرياضة ال يمتلكها القاضي‬
‫‪ّ -3‬‬

‫سهل‬
‫فض المنازعات الرياضية ُي ّ‬
‫العادي‪ ،‬فالقرار الذي يصدر عن أشخاص مختصين في ّ‬

‫المنازعات بشكل حقيقي ورصين‪.‬‬


‫حل هذه ُ‬
‫من عملية ّ‬

‫مؤسسة ذات نفع عام‪ ،‬تقوم بتقديم خدماتها لتسهيل‬


‫مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي ّ‬
‫تعد ّ‬
‫‪ّ -4‬‬

‫حل المنازعات الرياضية في دولة قطر عن طريق التحكيم أو الوساطة‪.‬‬


‫ّ‬

‫تضم نظامين في التحكيم هما‪ ،‬نظام‬


‫إن قواعد التحكيم في مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي ّ‬
‫‪ّ -5‬‬

‫التحكيم العادي ونظام التحكيم االستئنافي‪.‬‬

‫عد التحكيم الرياضي وسيلة فعالة لتسوية المنازعات المتعلقة بالجانب الرياضي‪ ،‬وذلك‬
‫‪ُ -6‬ي ّ‬

‫مقارنة بالقضاء العادي‪ ،‬وذلك بسبب ما يتميز به التحكيم من سرعة في الفصل في‬

‫يتم من قبل أشخاص لديهم الخبرة في المجالين‬


‫المنازعات‪ ،‬إضافة إلى أن التحكيم الرياضي ّ‬

‫القانوني والرياضي‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫إن جميع لوائح االتحادات الرياضية والقواعد المنظمة للرياضة في دولة قطر‪ ،‬تخضع‬
‫‪ّ -7‬‬

‫للوائح والقواعد الدولية الخاصة بالرياضة‪ ،‬من قبيل لوائح الفيفا على سبيل المثال‪.‬‬

‫عد دون التشريعات من حيث قوتها الملزمة‪،‬‬


‫إن جميع اللوائح الرياضية الدولية والوطنية تُ ّ‬
‫‪ّ -8‬‬

‫أحيانا ما ورد في القانون والدستور‪ ،‬وذلك ً‬


‫دفعا‬ ‫ً‬ ‫وعلى الرغم من ذلك فهي تطبق وتخالف‬

‫لما تفرضه الفيفا ومحكمة التحكيم الرياضية الدولية‪.‬‬

‫المنازعات الرياضية‬
‫مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي بمسألة التحكيم في ُ‬
‫إن اختصاص ّ‬
‫‪ّ -9‬‬

‫يستند إلى أساسين‪ :‬أحدهما اتفاقي‪ ،‬وثانيهما غير اتفاقي‪ .‬ويكون هذا األخير إجبارًيا‬

‫نصت عليه لوائح االتحادات الرياضية القطرية‪.‬‬


‫استنادا لما ّ‬
‫ً‬ ‫المتنازعة‪ ،‬وذلك‬
‫لألطراف ُ‬

‫المنازعات الرياضية في دولة قطر ينعقد االختصاص بشأنها للمحاكم المحلية‪،‬‬


‫إن ُ‬‫ّ‬ ‫‪-10‬‬

‫أو مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي‪ ،‬وذلك بحكم ّأنها هي السلطة المختصة بالنظر في‬

‫متخصصة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المنازعات الرياضية‪ ،‬وال توجد سلطة قضائية‬
‫ُ‬

‫عد قواعد التحكيم والوساطة التابعة لمؤسسة قطر للتحكيم الرياضي ُمحاكاة لقواعد‬
‫تُ ّ‬ ‫‪-11‬‬

‫محكمة التحكيم الرياضي الدولي‪.‬‬

‫التوصيات‪:‬‬

‫فض‬ ‫سن قانون خاص بالرياضة ين ّ‬


‫ظم المسائل الرياضية في دولة قطر‪ ،‬وأبرزها ّ‬ ‫‪ -1‬ضرورة ّ‬

‫المنازعات الرياضية لما له من أهمية كبيرة‪ ،‬وذلك على غرار جمهورية مصر العربية‬

‫وفرنسا‪.‬‬

‫وأقترح أن يتضمن هذا القانون اختصاصات والتزامات الهيئات والجهات الرياضية في دولة قطر‬

‫كو ازرة الرياضة والشباب‪ ،‬اللجنة األولمبية القطرية‪ ،‬مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي واألندية‬

‫‪96‬‬
‫واالتحادات الرياضية‪ .‬إضافة إلى توضيح أطراف المجتمع الرياضي والخاضعين ألحكام هذا‬

‫يتضمن هذا القانون آليات لتنظيم األنشطة البدنية والرياضية في دولة قطر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫القانون‪ُ .‬‬
‫ويستحسن أن‬

‫ابتداء‬
‫ً‬ ‫يخص هذه المنازعات‬
‫وكل ما ّ‬
‫خاصا بتسوية المنازعات الرياضية‪ّ ،‬‬
‫يضم فصالً ً‬
‫كما يجب أن ّ‬

‫من حدوثها وحتى الفصل فيها‪.‬‬

‫‪ -2‬نوصي بوضع تعريف قانوني متفق عليه للمنازعات الرياضية‪ ،‬إذ ال ّبد من تحديد نطاق‬

‫يتم تعريف المنازعة الرياضية‬


‫هيئات التحكيم الرياضي واختصاصها‪ .‬وعليه‪ ،‬أقترح أن ّ‬

‫أي نزاع يحصل في نطاق المجتمع الرياضي ًأيا كان موضوعه وأشخاصه‪.‬‬
‫بأنها ّ‬

‫قانونا ُينظم أحكام التحكيم الرياضي‪ ،‬وذلك على ِغرار‬


‫ً‬ ‫‪ -3‬نهيب بالمشرع القطري أن يشرع‬

‫المتعّل ِق بالتحكيم في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬وعدم االكتفاء بما ورد في‬
‫القانون الخاص ُ‬

‫قواعد التحكيم التابعة لمؤسسة قطر للتحكيم الرياضي وذلك بحكم أنها ال تملك القوة‬

‫القانونية‪.‬‬

‫ابتداء من نطاق وطلب التحكيم الرياضي‪،‬‬


‫ً‬ ‫يتضمن عدة فصول‪،‬‬
‫ّ‬ ‫بأن هذا القانون يجب أن‬
‫وأرى ّ‬

‫إضافة إلى هيئة التحكيم واختصاصاتها‪ ،‬وأن يتضمن هذا األخير على سبيل المثال (تعيين‬

‫المحكمين‪ ،‬عدد المحكمين)‪ .‬هذا باإلضافة إلى تضمنه لإلجراءات التي يجب اتباعها في التحكيم‬

‫الرياضي‪ ،‬كإدارة التحكيم‪ ،‬ومكان التحكيم ولغته‪.‬‬

‫كل السبل واإلمكانيات‬


‫‪ -4‬ضرورة أن تقوم الدولة ممثلة في و ازرة الرياضة والشباب بتوفير ّ‬

‫لضمان تحقيق مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي ألهدافها التي أنشأت من أجلها‪.‬‬

‫‪ -5‬ندعو لمراعاة ثوابت الدستور في النظام القضائي الرياضي المعمول به‪ ،‬فما نصت عليه‬

‫عد‬
‫األنظمة األساسية لالتحادات الرياضية في دولة قطر من منع اللجوء لمحاكم الدولة‪ُ ،‬ي ّ‬

‫حق الجميع في اللجوء إلى التقاضي‪.‬‬


‫مخالفة صارخة لما تضمنه الدستور من ّ‬
‫‪97‬‬
‫يتم استبدال النص المتعلق بمنع اللجوء للمحاكم العادية الوارد في األنظمة‬
‫وعليه فإنني أقترح أن ّ‬

‫األساسية لالتحادات الرياضية بالنص اآلتي‪:‬‬

‫" يكون االختصاص األساسي للفصل في المنازعات الرياضية لمؤسسة قطر للتحكيم الرياضي‪،‬‬

‫ومع ذلك ال يمنع من أن يلجأ األطراف إلى المحاكم القطرية للفصل في منازعاتهم‪".‬‬

‫بمراجعة النظام األساسي وقواعد التحكيم والوساطة التابعة لهيئة قطر للتحكيم‬
‫‪ -6‬نوصي ُ‬

‫الرياضي‪ ،‬وذلك بسبب عدم دقة الصياغة والغموض في العديد من النصوص الواردة‬

‫فيهما‪.‬‬

‫‪ -7‬ضرورة إدراج تدخل تشريعي على نصوص النظام األساسي لمؤسسة قطر للتحكيم الرياضي‬

‫وقواعد التحكيم‪ ،‬وبما يتضمن ‪-‬على سبيل المثال‪-‬إضافة النصوص اآلتية‪:‬‬

‫‪ ‬اختصاص مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي‪:‬‬

‫بالمنازعات الناشئة من الجهات الرياضية‬


‫بكل ما يتعلق ُ‬
‫مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي ّ‬
‫تختص ّ‬
‫ّ‬

‫القطرية‪ ،‬وذات الصلة بالرياضة‪ ،‬سواء بشكل مباشر أو غير مباشر‪ ،‬مثل المنازعات الناشئة‬

‫بين االتحادات أو األندية الرياضية أو اإلداريين وغيرها مما يدخل في نطاق المجتمع الرياضي‪،‬‬

‫وكذلك المنازعات المتعلقة باستخدام المنشطات والمنازعات التعاقدية‪.‬‬

‫‪ ‬الشروط الواجب توافرها في المحكمين والوسطاء‪:‬‬

‫أ‪ .‬يجب عند اختيار المحكمين والوسطاء النظر إلى مؤهالتهم وخبراتهم القانونية‪ ،‬شريطة أن‬

‫يحمل المحكم أو الوسيط شهادة بكالوريوس في القانون أو الحقوق‪.‬‬

‫ب‪ .‬يفضل أن يكون للمحكم أو الوسيط خبرة في ممارسة العمل في المجال الرياضي القانوني‪.‬‬

‫ت‪ .‬يعفى من شرط الخبرة الحاصل على شهادة الدكتوراه في مجال القانون‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫مبدئيا إصدار قرار بمنح مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي االختصاص األصيل‬
‫ً‬ ‫‪ -8‬نقترح‬

‫والحصري بالنظر في ُ‬
‫المنازعات الرياضية في دولة قطر‪.‬‬

‫‪ -9‬نقترح إنشاء فرع لمحكمة التحكيم الرياضي في دولة قطر‪ ،‬وذلك أسوة بالفروع األخرى في‬

‫أن هذا األمر من شأنه تسهيل مسألة‬


‫ُك ّل من سويس ار والواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬ذلك ّ‬

‫للمنازعات الرياضية‪ ،‬سواء كان ذلك في دولة قطر‪ ،‬أو في بقية الدول‬
‫المراجعة القضائية ُ‬
‫ُ‬

‫العربية والدول المجاورة‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫المراجع باللغة العربية‪:‬‬

‫الكتب العامة‬

‫‪ .1‬سالمة‪ ،‬عبد الكريم‪ ،‬النظرية العامة للنظم الودية لتسوية المنازعات‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار‬

‫النهضة العربية‪ ،‬مصر‪2013 ،‬‬

‫‪ .2‬صاوي‪ ،‬أحمد السيد‪ ،‬الوسيط في شرح قانون المرافعات المدنية والتجارية‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬

‫دار النهضة العربية للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪1987 ،‬‬

‫‪ .3‬عبد القادر‪ ،‬ناريمان‪ ،‬اتفاق التحكيم‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪2016 ،‬‬

‫‪ .4‬عثمان‪ ،‬سعيد‪ ،‬التوفيق والتحكيم في القوانين الوطنية والدولية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬منشأة‬

‫المعارف للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪2014 ،‬‬

‫‪ .5‬فهمي‪ ،‬وجدي‪ ،‬مبادئ القضاء المدني‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار النهضة العربية للنشر والتوزيع‪،‬‬

‫القاهرة‪2001 ،‬‬

‫‪ .6‬الكسواني‪ ،‬نزال‪ ،‬الشاذلي‪ ،‬ياسين‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬كلية القانون‪،‬‬

‫‪2015‬‬

‫‪ .7‬محمود‪ ،‬أحمد‪ ،‬نطاق تطبيق قانون فض المنازعات رقم ‪ 7‬لسنة ‪ ،2000‬الطبعة األولى‪،‬‬

‫دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪2002 ،‬‬

‫‪ .8‬هندي‪ ،‬أحمد‪ ،‬قانون المرافعات المدنية والتجارية‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬دار النهضة العربية‬

‫للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪1993 ،‬‬

‫‪100‬‬
‫الكتب المتخصصة‬

‫‪ .1‬األمين‪ ،‬كمال‪ ،‬فض منازعات كرة القدم – دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار‬

‫الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪2021 ،‬‬

‫‪ .2‬حجاج‪ ،‬محمد‪ ،‬التعصب والعدوان في الرياضة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة االنجلو‬

‫المصرية‪ ،‬مصر‪2002 ،‬‬

‫‪ .3‬الدخلي‪ ،‬معطي‪ ،‬عقود انتقال الالعبين المحترفين‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مجمع األطرش‬

‫للنشر والتوزيع‪ ،‬تونس‪2018 ،‬‬

‫‪ .4‬الرشدان‪ ،‬علي‪ ،‬الوساطة لحل المنازعات المدنية – دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬

‫منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪2019 ،‬‬

‫‪ .5‬سلفو‪ ،‬عبد الرزاق‪ ،‬الطبيعة العقدية القانونية لعقد االحتراف الرياضي‪ ،‬الطبعة‬

‫األولى‪ ،‬مكتبة صادرون ناشرون‪ ،‬بيروت‪2011 ،‬‬

‫‪ .6‬سيدة‪ ،‬ريتا‪ ،‬الوساطة – دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪،‬‬

‫لبنان‪2020 ،‬‬

‫‪ .7‬عبد الرحمن‪ ،‬أيمن وآخرون‪ ،‬الوسيط في شرح التشريعات الرياضية‪ ،‬الطبعة‬

‫األولى‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪2019 ،‬‬

‫‪ .8‬عبد العزيز‪ ،‬عادل‪ ،‬عقد االحتراف الرياضي – دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار‬

‫الفكر والقانون للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪2019 ،‬‬

‫‪ .9‬عبد العظيم‪ ،‬أبو الخير‪ ،‬الوساطة في تسوية المنازعات‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المركز‬

‫القومي لإلصدارات القانونية‪ ،‬مصر‪2017 ،‬‬

‫‪101‬‬
‫عبد الكامل‪ ،‬علي‪ ،‬دور التحكيم في المنازعات الرياضية‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬ ‫‪.10‬‬

‫المجموعة العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجيزة‪2021 ،‬‬

‫العزاوي‪ ،‬عدنان‪ ،‬النظام القانوني للقضاء الرياضي الدولي‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬ ‫‪.11‬‬

‫دار الكتب القانونية‪ ،‬أبو ظبي‪2017 ،‬‬

‫عفيفي‪ ،‬معتز‪ ،‬قانون الرياضة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة العبير‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪.12‬‬

‫‪2020‬‬

‫قصير‪ ،‬أكرم‪ ،‬المعين في دراسة التأصيل القانوني لحق االلتجاء إلى‬ ‫‪.13‬‬

‫الوساطة كحل بديل للنزاعات المدنية والتجارية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المركز العربي‬

‫للدراسات والبحوث العلمية‪ ،‬لبنان‪2018 ،‬‬

‫الزم‪ ،‬حسين‪ ،‬الفصل في المنازعات الرياضية بالتحكيم‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬ ‫‪.14‬‬

‫منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪2019 ،‬‬

‫محمد‪ ،‬محمود‪ ،‬آليات تسوية المنازعات الرياضية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار‬ ‫‪.15‬‬

‫النهضة العربية‪ ،‬مصر‪2021 ،‬‬

‫محمود‪ ،‬أحمد‪ ،‬نطاق تطبيق قانون فض المنازعات رقم ‪ 7‬لسنة ‪،2000‬‬ ‫‪.16‬‬

‫الطبعة الثانية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪2002 ،‬‬

‫محمود‪ ،‬بهاء وآخرون‪ ،‬االتجاهات الحديثة لصناعة قانون الرياضة‪،‬‬ ‫‪.17‬‬

‫الطبعة األولى‪ ،‬مركز الكتاب الحديث للنشر‪ ،‬القاهرة‪2016 ،‬‬

‫مصباح‪ ،‬كمال‪ ،‬التحكيم الرياضي بين القانون الداخلي والدولي‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪.18‬‬

‫األولى‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪2020 ،‬‬

‫‪102‬‬
‫هياجنه‪ ،‬عبد الناصر‪ ،‬القانون الرياضي‪ :‬النظرية العامة للقانون الرياضي‬ ‫‪.19‬‬

‫مع شرح التشريعات الرياضية في دولة قطر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار نشر جامعة‬

‫قطر‪2021 ،‬‬

‫الورفلي‪ ،‬أحمد‪ ،‬المختصر في القانون الرياضي‪ ،‬منشورات مجمع األطرش‬ ‫‪.20‬‬

‫للكتاب المقدس‪ ،‬تونس‪2015 ،‬‬

‫الرسائل العلمية‬

‫‪ .1‬بإسماعيل‪ ،‬نبيل‪ ،‬التحكيم الدولي في النزاعات الرياضية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة‬

‫قاصدي مرباح‪ ،‬الجزائر‪2016 ،‬‬

‫‪ .2‬الخرابشة عايد‪ ،‬التحكيم في المنازعات الرياضية وفق قواعد محكمة التحكيم‬

‫الرياضية الدولية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة اليرموك‪ ،‬األردن‪2018 ،‬‬

‫‪ .3‬سفيان‪ ،‬سوالم‪ ،‬الطرق البديلة لحل المنازعات المدنية في القانون الجزائري‪،‬‬

‫أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬الجزائر‪2014 ،‬‬

‫‪ .4‬طاهر‪ ،‬محمد‪ ،‬تسوية المنازعات الرياضية بالتحكيم – دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة‬

‫ماجستير‪ ،‬جامعة الموصل‪ ،‬العراق‪2005 ،‬‬

‫‪ .5‬عبد هللا‪ ،‬عبد الحي‪ ،‬واقع المنازعات الرياضية على ضوء التشريعات السودانية‪،‬‬

‫رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة شندي‪ ،‬جمهورية السودان‪2014 ،‬‬

‫‪ .6‬غضبان‪ ،‬حمزة‪ ،‬دور الوازع الديني في التقليل من السلوك العدواني لالعبي كرة‬

‫القدم الجزائرية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪2006 ،‬‬

‫‪103‬‬
‫المقاالت واألبحاث العلمية‬

‫‪ .1‬األحمد‪ ،‬سليمان‪ ،‬ريبر‪ ،‬حسين‪ ،‬القضاء الرياضي البديل للقضاء العادي في النزاعات‬

‫الرياضية ذات الطابع المالي‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات االكاديمية‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬العدد‬

‫الثاني‪2015 ،‬‬

‫‪ .2‬البراوي‪ ،‬حسن‪ ،‬الجوانب القانونية للوساطة الرياضية في القانون القطري‪ ،‬مقال قدم‬

‫في مؤتمر القانون والرياضة في جامعة قطر‪2017 ،‬‬

‫‪ .3‬بلخير‪ ،‬بأفضل‪ ،‬مفهوم اللوائح الرياضية في التشريع الجزائري – رياضة كرة القدم‬

‫نموذجاً‪ ،‬المجلة‪ ،‬المجلد الخامس‪ ،‬العدد األول‪2015 ،‬‬

‫‪ .4‬حجي‪ ،‬جابر‪ ،‬الطبيعة القانونية للهيئات الرياضية‪ ،‬مجلة أكاديمية أبو ظبي القضائية‪،‬‬

‫عدد خاص‪2018 ،‬‬

‫‪ .5‬الخراشة‪ ،‬عايد‪ ،‬التحكيم في المنازعات الرياضية وفق قواعد محكمة التحكيم الرياضية‬

‫الدولية‪ ،‬المجلة الدولية للدراسات القانونية والفقهية المقارنة‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬العدد‬

‫األول‪2021،‬‬

‫‪ .6‬سالم‪ ،‬محمد‪ ،‬الوساطة والتوفيق كآليات بديلة لتسوية نزاعات االستثمار‪ ،‬مجلة القصر‪،‬‬

‫المجلد األول‪ ،‬العدد العاشر‪2005 ،‬‬

‫‪ .7‬شوكري‪ ،‬خالد‪ ،‬المنازعات الرياضية‪ :‬عصبة االبطال االفريقية بين محكمة التحكيم‬

‫الرياضية وأجهزة االتحاد االفريقي نموذجاً‪ ،‬مجلة القانون واألعمال‪ ،‬المجلد األول‪،‬‬

‫العدد التاسع وأربعين‪2019 ،‬‬

‫‪ .8‬عبد التواب‪ ،‬محمد‪ ،‬التحكيم في المنازعات الرياضية في القانون المصري‪ ،‬مجلة‬

‫جامعة مصر للدراسات اإلنسانية‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬العدد األول‪2021 ،‬‬

‫‪104‬‬
‫‪ .9‬عبد الحسيب‪ ،‬محمد‪ ،‬التحكيم في المنازعات الرياضية في القانون المصري والفرنسي‬

‫– دراسة مقارنة‪ ،‬مجلة جامعة مصر للدراسات اإلنسانية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬المجلد األول‪،‬‬

‫‪2021‬‬

‫عبد العزيز‪ ،‬أسامة‪ ،‬حول النزاعات الرياضية وسبل فضها‪ -‬المحاكم الرياضية‪،‬‬ ‫‪.10‬‬

‫منشورات قطاع التشريع بو ازرة العدل‪2015 ،‬‬

‫عبده‪ ،‬مرسي‪ ،‬التحكيم في المنازعات الناشئة عن عقود العبي كرة القدم المحترفين‪،‬‬ ‫‪.11‬‬

‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‪ ،‬المجلد السابع عشر‪ ،‬العدد الثاني‪2020 ،‬‬

‫عثمان‪ ،‬ناصر‪ ،‬منازعات عقود الرعاية الرياضية في العالقات الدولية الخاصة‪،‬‬ ‫‪.12‬‬

‫مجلة الدراسات القانونية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬المجلد ثالثة وخمسون‪2021 ،‬‬

‫عمروش‪ ،‬سعاد‪ ،‬محكمة التحكيم الرياضية الدولية آلية قانونية لحل النزاعات‬ ‫‪.13‬‬

‫الرياضية‪ ،‬مجلة العلوم القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد العاشر‪ ،‬العدد الثاني‪2019 ،‬‬

‫عواد‪ ،‬إحسان‪ ،‬المنازعات الرياضية المنظورة لدى محكمة التحكيم الرياضية‬ ‫‪.14‬‬

‫وضمانات االستقاللية والموضوعية لق اررتها‪ ،‬مجلة علوم الرياضة‪ ،‬المجلد التاسع‪،‬‬

‫العدد الثامن والعشرين‪2017 ،‬‬

‫العيسوي‪ ،‬مروه‪ ،‬التوفيق كآلية فاعلة لتسوية المنازعات التجارية واالستثمار‪ ،‬مجلة‬ ‫‪.15‬‬

‫روح القوانين‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬العدد الثالث‪2021 ،‬‬

‫مأمون‪ ،‬مؤدن‪ ،‬حدود اختصاص القاضي اإلداري في تسوية المنازعات الرياضية‬ ‫‪.16‬‬

‫(دراسة مقارنة)‪ ،‬المجلة االكاديمية للبحوث القانونية والسياسية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬المجلد‬

‫السادس‪2020 ،‬‬

‫‪105‬‬
‫محمود‪ ،‬أحمد سيد‪ ،‬الحماية التحكيمية الطارئة والمستعجلة في منازعات الرياضة‪،‬‬ ‫‪.17‬‬

‫مقال قدم في مؤتمر القانون والرياضة في جامعة قطر‪2017 ،‬‬

‫هالل‪ ،‬أحمد السيد‪ ،‬النظام االجرائي للمنازعات الرياضية في ضوء قانون‬ ‫‪.18‬‬

‫المرافعات‪ ،‬مجلة كلية الحقوق للبحوث القانونية واالقتصادية‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬العدد‬

‫األول‪2018 ،‬‬

‫اليازيد‪ ،‬علي‪ ،‬وساطة المحكمة الرياضية الدولية في المنازعات الرياضية‪ ،‬مجلة‬ ‫‪.19‬‬

‫التحدي‪ ،‬المجلد الثالث عشر‪ ،‬العدد الثاني‪2021 ،‬‬

‫القوانين‬

‫أ‪ -‬قوانين دولة قطر‬

‫‪ .1‬الدستور الدائم لدولة قطر الصادر في عام ‪2004‬‬

‫‪ .2‬قانون المرافعات المدنية والتجارية القطري رقم ‪ 13‬لسنة ‪1990‬‬

‫‪ .3‬قانون تنظيم األندية الرياضية القطري رقم ‪ 1‬لسنة ‪2016‬‬

‫‪ .4‬قانون التجارة القطري رقم ‪ 27‬لسنة ‪2006‬‬

‫‪ .5‬قانون السلطة القضائية القطري رقم ‪ 10‬لسنة ‪2003‬‬

‫‪ .6‬قانون التحكيم القطري رقم ‪ 2‬لسنة ‪2017‬‬

‫‪ .7‬قانون الوساطة في تسوية المنازعات المدنية والتجارية القطري رقم ‪ 20‬لسنة ‪2021‬‬

‫قوانين دولة االمارات العربية المتحدة‬ ‫ب‪-‬‬

‫‪ .1‬قانون التحكيم الرياضي االتحادي رقم ‪ 16‬لسنة ‪2016‬‬

‫‪ .2‬قانون التحكيم االتحادي رقم ‪ 6‬لسنة ‪2018‬‬

‫‪106‬‬
‫‪ .3‬قانون الوساطة لتسوية المنازعات المدنية والتجارية االتحادي رقم ‪ 6‬لسنة ‪2021‬‬

‫قوانين جمهورية مصر العربية‬ ‫ت‪-‬‬

‫‪ .1‬قانون الرياضة المصري رقم ‪ 71‬لسنة ‪2017‬‬

‫‪ .2‬قانون التحكيم المصري رقم ‪ 27‬لسنة ‪1994‬‬

‫قوانين فرنسا‬ ‫ث‪-‬‬

‫‪ -1‬قانون الرياضة الفرنسي‬

‫‪ -2‬قانون المرافعات المدنية الفرنسي رقم ‪ 125‬لسنة ‪1995‬‬

‫ج‪ -‬القوانين الدولية‬

‫‪ .1‬قانون المحكمة الدولية للتحكيم الرياضي‬

‫‪ .2‬قانون التحكيم للمحكمة الرياضية الدولية‬

‫الق اررات االميرية‬

‫‪ .1‬القرار االميري رقم ‪ 80‬لسنة ‪ 2011‬بشأن اليوم الرياضي‬

‫‪ .2‬القرار األميري رقم ‪ 4‬لسنة ‪ 2021‬بتعديل تشكيل مجلس الوزراء‬

‫‪ .3‬القرار االميري رقم ‪ 57‬لسنة ‪ 2021‬بتعيين اختصاصات الو ازرات‬

‫األنظمة األساسية واللوائح الرياضية‬

‫‪ .1‬النظام األساسي لهيئة فض المنازعات الرياضية الخليجية‬

‫‪ .2‬النظام األساسي للرياضة الجامعية القطرية‬

‫‪ .3‬النظام األساسي للجنة األولمبية القطرية‬

‫‪ .4‬النظام األساسي للجنة القطرية لمكافحة المنشطات‬

‫‪107‬‬
‫‪ .5‬النظام األساسي لمؤسسة قطر للتحكيم الرياضي‬

‫‪ .6‬النظام األساسي لالتحاد القطري لكرة القدم‬

‫‪ .7‬قواعد إجراءات محكمة التحكيم الرياضي‬

‫‪ .8‬قواعد التحكيم لهيئة قطر للتحكيم الرياضي‬

‫‪ .9‬قواعد الوساطة لهيئة قطر للتحكيم الرياضي‬

‫القواعد اإلجرائية لمركز االمارات للتحكيم الرياضي‬ ‫‪.10‬‬

‫الميثاق األولمبي‬ ‫‪.11‬‬

‫نظام االتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)‬ ‫‪.12‬‬

‫الئحة المسابقات التابعة التحاد القطري لكرة الطائرة للموسم الرياضي ‪2020‬‬ ‫‪.13‬‬

‫الئحة أوضاع وانتقاالت الالعبين التابعة لالتحاد القطري لكرة القدم ‪2022‬‬ ‫‪.14‬‬

‫قرار اللجنة األولمبية القطرية رقم ‪ 516‬لسنة ‪2021‬‬ ‫‪.15‬‬

‫الالئحة التنفيذية لالتحادات الرياضية المصري الصادرة بقرار رئيس الهيئة العامة‬ ‫‪.16‬‬

‫لرعاية الشباب والرياضة رقم ‪ 40‬لسنة ‪2014‬‬

‫أحكام التحكيم الرياضي‬

‫محكمة التحكيم الرياضية‬

‫‪1- Arbitration CAS 2010/A/2159 Al-Khor Sports Club V. Jean-Paul‬‬

‫‪Rabier, Award of 17 January 2011. https://jurisprudence.tas-‬‬

‫‪cas.org/Shared%20Documents/2159.pdf‬‬

‫‪108‬‬
‫‪2- Arbitration CAS 2018/A/5796 Ahmed Abdelhak V. International‬‬

‫‪Handball Federation (IHF), Award of 27 December 2018.‬‬

‫‪https://jurisprudence.tas-cas.org/Shared%20Documents/5796.pdf‬‬

‫‪3- CAS OG 22/03 Megan Henry v. International Bobsleigh & Skeleton‬‬

‫‪Federation.‬‬ ‫‪https://www.tas-‬‬

‫‪cas.org/fileadmin/user_upload/Award_OG_22_03_Final__Publicati‬‬

‫‪on_.pdf‬‬

‫مؤسسة قطر للتحكيم الرياضي‬

‫‪ -1‬حكم تحكيم استئنافي رقم ‪ 006‬لسنة ‪ 2020‬صادر عن هيئة قطر للتحكيم الرياضي‬

‫‪ -2‬حكم تحكيم استئنافي رقم ‪ 004‬لسنة ‪ 2020‬صادر عن هيئة قطر للتحكيم الرياضي‬

‫االحكام القضائية‬

‫‪ .1‬محكمة التمييز القطرية‪ ،‬تمييز مدني‪ ،‬الطعن رقم ‪ 106‬لسنة ‪.2011‬‬

‫‪ .2‬محكمة التمييز القطرية‪ ،‬تمييز مدني‪ ،‬الطعن رقم ‪ 87‬لسنة ‪.2010‬‬

‫‪ .3‬المحكمة االتحادية العليا – االمارات العربية المتحدة‪ ،‬تمييز إداري‪ ،‬الطعن رقم ‪ 273‬لسنة‬

‫‪.2014‬‬

‫‪ .4‬المحكمة االتحادية العليا – االمارات العربية المتحدة‪ ،‬تمييز إداري‪ ،‬الطعن رقم ‪ 273‬لسنة‬

‫‪.2014‬‬

‫‪ .5‬محكمة القضاء اإلداري المصري‪ ،‬ابتدائي إداري‪ ،‬الدعوى رقم ‪ 42440‬لسنة ‪ 63‬قضائية‪.‬‬

‫‪ .6‬محكمة القضاء اإلداري المصري‪ ،‬ابتدائي إداري‪ ،‬الدعوى رقم ‪ 30033‬لسنة ‪ 71‬قضائية‪.‬‬

‫‪109‬‬
.‫ قضائية‬73 ‫ لسنة‬2175 ‫ الدعوى رقم‬،‫ ابتدائي إداري‬،‫ محكمة القضاء اإلداري المصري‬.7

.88 ‫ لسنة‬70/86 ‫ النقض رقم‬،‫ نقض مدني‬،‫ محكمة النقض المصرية‬.8

.‫ قضائية‬89 ‫ لسنة‬1458 ‫ الطعن رقم‬،‫ نقض مدني‬،‫ محكمة النقض المصرية‬.9

:‫المراجع باللغات األجنبية‬

1. Ali Somaili, Les conflits sportifs dans les législations française

et saoudienne, COMUE Université Côte d’Azur (2015 -

2019), [2018]

2. Ananya Bharadwaj, ‘Sports Disputes and Arbitration’, [2019]

3. Catherine PEULVÉ, Jean-Yves FOUCARD, Les athlètes et

le conflit : le juge, l’arbitre, le conciliateur déjà dans la

course, le médiateur sur la ligne de départ, Dossier : droit su

sport, Conseils & entreprises, la revue de l’ACE, Décembre

2016, n° 138

4. Cécile Chaussard, Droit du sport, Leçon 10 : Le contentieux

sportif, Université Numérique juridique Francophone, [2014]

5. Dincer Ceribes, ‘Alternative Dispute Resolution in sport

disputes’ [2021]

6. Elie Yamdjie, Le consentement dans l’arbitrage des litiges

sportifs, Université Nice Sophia Antipolis, [2013]

110
7. Emmanuel Roux, Panorama des différents modes alternatifs

de règlement des litiges, AJ Collectivités Territoriales, [2012]

8. Graeme Mew, ‘Mary Richards, more than just a game:

resolving disputes in modern sport’, [2012]

9. Matthew Mitten, Sports Law and Regulation (Wolters Kluwer,

5th edn, 2020)

10. Noel Mélin, la médiation, un mode amiable parmi

d’autres, [2017]

11. P. kayser, la recherche en France de la diminution des

contentieux op.cit. : Quand le grain ne meurt de conciliation

en médiation, J.C.P [1996]

12. Paul Godin, ‘Sport Mediation: High – Performance

Sports Disputes’, [2017]

13. Thomas Clay, Arbitrage et modes alternatifs de

règlement des litiges : juin 2006 - octobre 2007, Recueil

Dalloz, [2008]

14. Zachary Calo, ‘Resolving Sports Disputes in Qatar’,

[2021]

:‫مراجع شبكة اإلنترنت‬

2022 ‫ يوليو‬30 :‫ تاريخ الزيارة‬،https://www.almeezan.qa .1

111
‫‪ ،https://www.qsaf.qa .2‬تاريخ الزيارة‪ 2 :‬أغسطس ‪2022‬‬

‫‪ ، https://www.raya.com .3‬تاريخ الزيارة‪ 2 :‬أغسطس ‪2022‬‬

‫‪ ،https://www.moj.gov.ae .4‬تاريخ الزيارة‪ 9 :‬أغسطس ‪2022‬‬

‫‪ ، https://www.eastlaws.com .5‬تاريخ الزيارة‪ 10 :‬أغسطس ‪2022‬‬

‫‪ ،https://www.uaesac.ae .6‬تاريخ الزيارة‪ 15 :‬أغسطس ‪2022‬‬

‫‪ ،https://www.olympic.qa .7‬تاريخ الزيارة‪ 18 :‬أغسطس ‪2022‬‬

‫‪112‬‬

You might also like