Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة الاولى النظريات الاقتصادية المفسرة للأجور
المحاضرة الاولى النظريات الاقتصادية المفسرة للأجور
1
طلبة السنة أولى ماستر MRH محاضرات في مقياس نظم األجور والحوافز
الكالسيكيون أولى اهتماماتهم بالنظريات التي برزت فيما بعد في القرن التاسع عشر .صاغ آدم
سميث "نظرية قيمة العمل" التي اقتبست من قوله" :القيمة الكاملة ألي سلعة...إلى الفرد الذي
يملكها ،والذي لم يقصد استخدامها أو استهالكها بنفسه وإنما استبدالها بسلع أخرى ،وهي تساوي
كمية العمل التي تمكنه من الشراء أو التحكم .فالعمل هو المقياس الحقيقي للقيمة القابلة لتبادل
(اإلحالل) كل السلع...كان العمل هو السعر األول .وهو أصل األموال التي تم دفعها لشراء كل
شيء" .يقول آدم سميث أن السعر الحقيقي ألي شي هو "الكدح والتعب من أجل الحصول عليه.
فما يتم شراؤه بالمال أو بالسلع تم شراءه في ا ألصل بالعمل" .إن نظرية القيمة آلدم سميث كانت
نقطة انفجار اإليديولوجية االجتماعية لـ .Kart Marx
تساءل آدم سميث عن ما الذي يحدد مخرجات تقسيم اإلنتاج بين طرفين هما صاحب العمل
والعامل ،اللذان لهما أهداف مختلفة .فالعامل يسعى إلى الحصول على أكثر قدر ممكن ،وصاحب
العمل يرغب في إعطاء أقل قدر ممكن .في ظل هذا النزاع فإن لصاحب العمل أفضلية أكثر في
إمكانية الصمود ،لذلك سيحرص صاحب العمل الذي يكون في وضع أفضل أن يبقي األجور في
أقل مستوى ممكن ،في مقابل ذلك تكلم سميث على أن جلب العامل وعائلته في حالة العمل
المشترك يتطلب أن يحصلون أكثر مما يكفي تماما للحفاظ على أنفسهم.
قدّم آدم سميث خمسة ظروف أساسية تنبع من طبيعة العمل نفسه والتي تشكل الفرق في الدفع أقل
أو أكثر لنفس العمل هي . 1 :تختلف األجور باختالف ظروف العمل من سهولة أو صعوبة،
مشرف أو ال .2 .تختلف األجور مع سهولة ورخص أو صعوبة وغالء ّ نظافة أو أوساخ ،عمل
تكلفة تعلم العمل .3 .تختلف األجور في مهن مختلفة مع ثبات أو عدم ثبات العمل .4 ،تختلف
األجور وفقا لمستوى الثقة (صغيرة أو كبيرة) التي يجب أن توضع في العامل .5 .تختلف األجور
في مختلف األعمال حسب درجة احتمال النجاح في العمل .لم يفسر آدم سميث لماذا تدفع هذه
الظروف أصحاب العمل إلى رفع مستوى األجور أو كيف تحسن موقفهم في المساومة على
األجور .في الواقع فإنه وفقا للظروف الذي ذكرها آدم سميث فإن أي شخص ال يكون حر تماما
في اختيار الوضع الذي يكون فيه ).(Hicks & B.Litt, 1963, chapter 2, p 41-44
ب .نظرية الحد األدنى للمعيشة (نظرية الكفاف) :Subsistence theory
تعود هذه النظرية إلى المدرسة الفيزيوقراطية لالقتصاديين الفرنسيين ،والقت قبول خالل القرن
التاسع عشر .سماها االقتصادي األلماني Ferdinand Lassaleالقانون الحديد لألجور the iron
.law of wages or the Brozen law of the wagesواعتمدها ماركس كأساس في نظريته
االستغالل .ارتبط اسم Ricardoأيضا بهذه النظرية رغم أنه لم يتفق كليا مع ما جاء فيها .انطلقت
النظرية من حقيقة الكالم عن وجود صفقة بين الرأسمالي والعامل حول تقسيم المنتج .وكالهما
ليس لهما نفس االهتمامات .وفي محاولة للجمع بين هذين الطرفين بحيث يحصل كل طرف منهما
على ما يرغب فيه .وفي هذا النزاع بين العامل وصاحب العمل فإن هذا األخير عادة ما يملك
أفضلية ،لذلك فهو يحاول أن يبقى األجر في أدنى مستوى .كما ارتبطت نظرية الكفاف بعدد
السكان ).(Hicks & B.Litt, 1963, chapter 2, p 44
يرى أنصار هذه النظرية أن مستوى األجور يتحدد بما يعادل قيمة المواد والحاجات الضرورية
لمعيشة العامل في الحد األدنى .ويقولون إن حركة العرض في سوق العمل كفيلة بالمحافظة على
األجور مدة طويلة في مستوى الحد األدنى للمعيشة الالزم للمحافظة على حياة العامل .وواضع
أسس هذه النظرية هو االقتصادي الفرنسي تورغو Turgotوتبناها في منتصف القرن التاسع
عشر االقتصادي والزعيم العمالي األلماني السال Lassalleودافع عنها من خالل "القانون
الحديدي لألجور".
وبحسب هذا القانون إذا ارتفع مستوى األجور عن الحد األدنى الضروري للحياة وتحسنت الحالة
المعيشية للعمال فإنهم يميلون إلى التزاوج فتكثر بذلك الوالدات ،ويزداد عدد العمال ويزداد
بالتالي عرض العمل في السوق ،مما يقود إلى انخفاض مستوى األجور إلى الحد األدنى
الضروري للمعيشة أو حتى إلى أدنى منه مؤقتا .ولكن األجور ال يمكن أن تبقى مدة طويلة في
2
طلبة السنة أولى ماستر MRH محاضرات في مقياس نظم األجور والحوافز
مستوى أقل من الحد األدنى الضروري للمعيشة ألن العمال ،في هذه الحالة ال يستطيعون إعالة
أسرهم فيحجمون عن الزواج وتقل الوالدات فينخفض عرض العمل في السوق وترتفع األجور
إلى مستواها السابق أو إلى أعلى منه.
وهكذا فإن حركة العرض في سوق العمل تجعل األجور ،في رأي أنصار هذه النظرية ،تراوح
في حركتها حول مستوى الحد األدنى الضروري للمعيشة ،أي ما يعادل قيمة المواد والحاجات
الضرورية لمعيشة العامل(أحمد الكردي ،ص .)5
وقد أوضح كينساي زعيم هذه المدرسة االقتصادية مبدأ حد الكفاف بقوله" :إن معدل األجور إذا
هبط عن الحد األدنى الذي يتناسب وحد الكفاف يبدأ العمال في الهجرة وبذلك يقل عرض العمالة
وترتفع األجور إلى مستوى الكفاف مرة أخرى" .وبذلك فإن كينساي لم يتطرق إلى حالة الوفاة أو
التقليل من الوالدات عند انخفاض األجور (سراج وهيبة ،2008 ،ص.)21
وجهت العديد من االنتقادات لهذه النظرية أهمها):(Hicks & B.Litt, 1963, chapter 2, p 46-47
-في الدول المتخلفة ،فإن ال شك أن األجور تقترب إلى المستوى األدنى للمعيشة ،لكن
األمر ال ينطبق على الدول المتقدمة مثل أمريكا وإنجلترا .من الواضح أن النظرية تقوم
على النظرية المالتوسية للسكان .Malthusian theoryلكن من الخطأ أن نؤكد أن كل
زيادة في معدل األجور يلحقه زيادة في عدد المواليد .فزيادة معدل األجور قد يؤدي إلى
ارتفاع معايير ومستوى المعيشة والذي يؤثر بدوره على مستوى األجور .كذلك ريكاردو
الذي يعد أحد رواد النظرية أكد على تأثير العادات واألعراف على تحديد 'ما يعتبر
ضروري' للعمال .لكن هذه العادات واألعراف تتغير مع الزمن .وبالتالي فإن النظرية
تكون صالحة لفترة محددة من الزمن ،لكن ال يمكن أن تكون صحيحة في كل األوقات.
خاصة أن العالم يتسم بتغير سريع في العادات واألعراف لذلك اعترف ريكاردو 'أن
مستوى األجور قد يرتفع عن حد الكفاف لفترة زمنية غير محددة ،في ظل تطور
المجتمع'.
-إن مستوى المعيشة هو أقل أو أكثر اختالف مع جميع الطبقات العمالية .وبالتالي
فالنظرية لم تفسر اختالف األجور في مختلف األعمال وبتنوع العمال.
-ركزت النظرية على جانب العرض من العمالة ،في حين تجاهلت كليا جانب الطلب.
عالوة على ذلك فإن الضعف األساسي لهذه النظرية هو سمة الفترة الزمنية طويلة المدى
التي وضعت عندها مستوى األجور .فشرح مستوى األ جور عند جيل كامل ال يفسر تغير
األجور من سنة إلى أخرى .وهذا ما جعل لهذه النظرية قيمة عملية قليلة.
كما تضيف (سراج وهيبة ،2008 ،ص :)23
-أن انخفاض األجر قد يدفع بالعامل إلى البحث عن عمل إضافي ،أو ترك الزوجة واألبناء
يبحثون عن عمل ،وبذلك يزداد المعروض من العمل ،وعلى هذا يكون سند النظرية غير
صحيح.
-أثبت مبدأ اقتصاد األجور المرتفعة إلى أن األجر العالي يؤدي إلى زيادة اإلنتاجية مما
يدفع أصحاب العمل إلى التوسع في مشاريعهم الستغالل اإلنتاجية المرتفعة التي تؤدي
بدورها إلى ارتفاع األجور مرة ثانية بأثر العادة.
توماس روبرت مالتس ( )1766-1834كتب سنة 1798في محاولته حول مبدأ السكان أن المشكل األساسي لإلنسانية مرتبط بأن
كون قدراتها على التناسل أكبر من قدراتها على اإلنتاج ،بمعنى أخر أن السكان يتزايدون بمعدل أسي (متتالية هندسية) ،واإلنتاج يتزايد
بمعدل خطي (متتالية حسابية) ،مما يدل على أن االحتياجات تفوق دائما اإلمكانيات .يرى مالتوس أن عرض العمل مرن إلى ماال نهاية،
فإذا تجاوزت األجور الحد الالزم للبقاء فسيكون العمال أسرا كبيرة ،ويزداد عرض العمل ،ومع زيادة العرض سيكون هناك منافسة على
الوظائف المتوفرة ،إذ تنزل األجور حتما نتيجة لذلك ،وبالعكس إذا انخفضت األجور إلى ما دون مستوى الكفاف فإن األطفال سوف
يموتون ،أو ال يولدون أصال ،وسوف يِدي هذا إلى انخفاض عرض العمل في الجيل التالي ،بحيث ترتفع األجور من جديد ،وهذه حالة
من حاالت التوازن الميكانيكي .ومعروف عن هذه الفكرة بالنظرة التشاؤمية لمالتوس.
3
طلبة السنة أولى ماستر MRH محاضرات في مقياس نظم األجور والحوافز
-حسب هذه الن ظرية فإن الطبقة العاملة كل ما تحصل عليه يوجه لالستهالك وليس هناك
أي معنى لالدخار لدي المستهلك وهذا مخالف للفطرة البشرية التي توزع الدخل بين
االدخار واالستهالك.
-إهمال هذه النظرية ألهمية المهارات والكفاءات اإلنتاجية في تحديد األجور ،فهي تضع
جميع العمال في نفس الموضع بغض النظر عن مهاراتهم وكفاءاتهم اإلنتاجية.
-لم تهتم هذه النظرية إال بعالقة دخل-سكان ،وأهملت عدة عوامل أخرى لها أيضا عالقة
باألجر مثل إنتاجية العمل ،التطور التكنولوجي ،المستوى العام لألسعار...الخ.
ج .نظرية مستوى المعيشة :The Standard of Living theory
ظهرت العديد من التعديالت من قبل الكتاب على نظرية الكفاف في أواخر القرن التاسع عشر،
لتظهر بذلك ما يعرف بنظرية مستوى المعيشة ،وفقا لهذه النظرية فإن األجور ال تتحدد حسب
المستوى األدنى للمعيشة وإنما بحسب معايير الحياة ومستوى المعيشة التي اعتادتها فئة معينة من
العمال .يوجد جزء من الحقيقة في هذه النظرية ،ألن العمال ال يقبلون بأجور أدنى من مستوى
حياتهم المعيشية ،وزيادة مستوى معيشتهم يزيد من كفاءتهم .وبالتالي فاألجر في العديد من الدول
يكون بحسب المنظمة التي تعتمد على العرض من العمال ،وهو ما يجعل معدالت األجر ال تقل
عن معايير المعيشة .ومع ذلك فإن تأثير مستوى المعيشة على األجور يكون بشكل غير مباشر،
ألنه ال يمكن أن يزيد معدل األجور بمجرد زيادة العمال لمستوى ومعايير معيشتهم ،بل يتطلب
ذلك زيادة هامش إنتاجيتهم أيضا .لكن هذه النظرية أيضا لم تأخذ جانب الطلب في عين
االعتبار).(Hicks & B.Litt, 1963, chapter 2, p 47
د .نظرية رصيد األجور (صندوق األجور) :The wage Fund Theory
ترتبط هذه النظرية باسم ،J.S. Millكتب Millعن األجور" :تعتمد على العرض والطلب من
العمال ،أو ما يتم التعبير عليها في كثير من األحيان على نسبة السكان إلى رأس المال ،يقصد
بالسكان عدد الفئة العاملة ،أما رأس المال فهو الجزء المخصص أو الذي يتم إنفاقه بشكل مباشر
على شراء العمالة .يرى Millأنه إذا ارتفع الحد األدنى القانوني لألجور في صناعة معينة
فالنتيجة هي بطالة أو انخفاض معدل األجور في مكان آخر .حسب النظرية فاألجور محددة
برأس مال ثابت ،هذا ما كان يطلق عليه Marshallالشكل الخاطئ من نظرية رصيد األجور.
وعليه ،وفقا لهذه النظرية فإن األجور تعتمد على كميتين :أ .رصيد أو صندوق األجر ،أي رأس
المال المتداول المخصص لشراء العمل ،ب .عدد العمال الباحثين عن العمل .وبالتالي يتحدد
األجر بعملية حسابية بسيطة وهو قسمة الرصيد المخصص لألجور على عدد العمال .بمعنى آخر
فاألجر يرتبط طرديا مع حجم الرصيد أو رأس المال المخصص لألجور وعكسيا مع عدد العمال.
وألن النظرية تعتبر رأس المال المخصص لألجور ثابت فإن رفع األجور ال يكون إال بتخفيض
عدد العمال .من هنا واعتمادا على هذه النظرية سيظهر أن جهود النقابات العمالية لرفع مستوى
األجور سوف تثبت بالكامل ،فإذا نجحت في رفع األجور لدى فئة معينة سوف يكون ذلك على
حساب مستوى أجور فئة أخرى .وعليه وبالنظر إلى ثبات رأس المال المخصص لألجور ،وعدم
تحكم النقابات في عدد السكان فإنها ليس لديها قدرة على رفع أجور كل الطبقة العاملة.
تم نقد النظرية من قبل العديد من الباحثين منهم Thornton, Jevons and othersكما أن Mill
نفسه قدم تنقيحات للنظرية في طبعته الثانية .إذ تم اإلشارة إلى .1 :أنه لم يلقي تركيز كافي
على ميل أصحاب األعمال إلى إيجاد توازن بين تكاليف العمال والتكاليف األخرى .2 .من الخطأ
االعتقاد أن رصيد األجور ثابت ،بل هو مرن وفقا آلفاق العمل وإنتاجية العمل .3 .ليس صحيحا
اعتبار العرض من العمالة ثابت ،فإذا ارتفعت األجور يبرز العمال عن الذين يفضلون أن يبقوا
عاطلين .4 .لم يتم الحديث عن مصادر رصيد أو صندوق األجور وطرق تقديره .5 .تفترض
النظرية درجة انفصال كبير بين رصيد األجور وعدد العمال ،إذ تشير أن األجور تزيد فقط على
حساب رأس المال ،في حين أن هذا ليس ضروري ،ففي فترة االزدهار يمكن أن تزيد كل من
األجور واألرباح ).(Hicks & B.Litt, 1963, chapter 2, p 48-50
4
طلبة السنة أولى ماستر MRH محاضرات في مقياس نظم األجور والحوافز
5
طلبة السنة أولى ماستر MRH محاضرات في مقياس نظم األجور والحوافز
6
طلبة السنة أولى ماستر MRH محاضرات في مقياس نظم األجور والحوافز
افتراض النظرية أن وحدات العمل (العمالة) لها نفس الكفاءة .فإذا كان العمل غير متجانس فإنه ال
يكون فيه منتج حدي ).(Hicks & B.Litt, 1963, chapter 2, p 54
ب .نظرية تكلفة اإلنتاج :Cost of Production Theory
اعتبر ريكاردو على أنه من مؤسسي نظرية الكفاف في جذورها األصلية ،إذ يقول أن السعر
الطبيعي للعمل هو سعر الغذاء ومستلزمات الراحة التي تدعم العامل وعائلته .فيرتفع أو ينخفض
السعر الطبيعي للعمالة مع ارتفاع أو انخفاض أسعار المواد الغذائية الضرورية ،وهذا ألن قوة
العامل لدعم نفسه والعائلة التي تكون ضرورية للحفاظ على عدد العمال ،ال يعتمد على كمية
األموال التي يح صل عليها كأجر وإنما كمية المواد الغذائية ومستلزمات الراحة التي أصبحت له
من الضروريات في العادة والتي توفرها له هذه األموال ،هذا يسمى نظرية تكلفة اإلنتاج.
انتقدت هذه النظرة بالقول أن عادات مستوى المعيشة يمكن أن تختلف حتى في بعض الظروف
المناخية لنفس البلد .مع ذلك ،يختلف السعر الطبيعي للعمل من مكان إلى مكان ،وقد الحظ
ريكاردو أن سعر العمل المقدر اعتمادا على سعر مستلزمات الغذاء والراحة ليس ثابتا بشكل
مطلق ،فهي تختلف عبر الزمن في نفس البلد ،كما تختلف من بلد آلخر ،وذلك يعتمد أساس على
عادات وأعراف السكان .كما ركز ريكاردو على أن سعر العمل في السوق يتحدد وفقا لنسبة
العرض إلى الطلب ).(Hicks & B.Litt, 1963, chapter 2, p 55-56
ج .نظرية األجور لكينز :Keynes
توجد ثالثة أفكار أساسية في سياسة األجور الكنزية هي .1 :سياسة األجور الوطنية .2 ،ثبات
مستوى األجور النقدية في المدى القصير . 3 .ارتفاع مستوى األجور النقدية في المدى الطويل.
وفق كينز فإن سياسة األجور الوطنية قد تنشأ وفق اتجاهين :اإلشراف أو التعاون .اإلشراف،
ت عني سياسة األجور المدارة ووكالة إدارتها هي الحكومة المركزية .كما يمكن تطوير سياسة
ظف(Hicks & B.Litt, 1963, chapter . األجور الوطنية من خالل التعاون بين المستخدِم والمو َ
).2, p 58
المتكون من العناصر الثالثة المهمة والمحددة له
ّ من جانب آخر اقترح كينز فكرة "الطلب العام"
سر المعدالت العالية من البطالة عن وهي :االستهالك ،االستثمار ،واإلنفاق الحكومي ،ولهذا ف ّ
طريق انخفاض مستوى الطلب الكلي .كما حاول التركيز على هذا العنصر لتفسير آليات العمل.
إن المبادئ التي ارتكزت عليها تحليل كينز هي:
-إن األجر النقدي (االسمي) هو ا لمحدد الرئيسي لعرض العمل وليس األجر الحقيقي ،ولهذا
فالعامل معرض للخداع النقدي ،ذلك لغياب المعلومات حول المستوى العام لألسعار.
-إن معدل األجر النقدي غير مرن نحو االنخفاض إضافة إلى بطئ تحركه وذلك بسبب تدخل
التشريعات والنقابات العمالية...الخ.
-إن االقتصاد ال يكون في حالة التشغيل الكامل وهذه األخير يصعب الوصول إليها.
يعتبر االقتصاد عند كينز في حالة تحت التشغيل الكامل ،بمعنى أنه توجد بطالة غير إرادية نظرا
لوجود يد عاملة إضافية راغبة في العمل وعند األجر السائد دون جدوى ،لذا فاألجور النقدية
واألسعار تكون ثابتة ،بحكم اعتبار أن التكلفة متمثلة في كتلة األجور فقط ،ولم تدخل أسعار
المواد األولية والطاقوية في التكلفة .إال أن هذا األمر لم يدم بعد سنة 1973م ونتيجة لألزمة
البترولية واآلثار التي ترتبت عنها على االقتصاد الغربي خصوصا والعالم عموما ،أعطى جانب
العرض حقه بإدخال فكرة صدمات العرض وبالتالي قبول فكرة أن األجور واألسعار تتزايد ببطء
وال تتناقص (سراج وهيبة ،2008 ،ص .)34
د .نظرية الطلب والعرض لألجور:
تعتمد النظرية على مبدأ أن معدل األجور في فترة زمنية معينة يتحدد وفقا للعالقة بين العرض
والطلب على العمالة.
إن سعر الطلب على العمالة كما في حالة نظرية اإلنتاجية الحدية يتحدد بحسب اإلنتاجية الحدية
التي ال تعتمد فقط على إنتاجية العامل لوحده بل اإلنتاجية نسبة إلى األرض ورأس المال .في
7
طلبة السنة أولى ماستر MRH محاضرات في مقياس نظم األجور والحوافز
الواقع ليس الطلب على العمل هو المهم بل مرونة الطلب على العمل التي تعتمد على مرونة
الطلب على المنتج .فكلما كان فيه مرونة أكثر في الطلب على المنتج تكون فيه مرونة أكثر في
الطلب على العمالة التي تنتج المنتجات.
العرض من العمل يعني عدد العمالة المتوفرة والذين يعرضون أنفسهم للعمل عند معدل معين من
األجر .إن العالقة بين األجر وكمية العمل مباشرة ،وبالتالي فمنحى العرض من العمالة ينحدر من
األعلى من اليسار إلى اليمين .يعتمد العرض من العمالة على عدة عوامل مثل :نمو عدد السكان،
التوزيع العمري والجنسي للسكان ،ساعات العمل ،فترة التدريب والتعليم ،قوانين تشغيل النساء
واألطفال ،موقف العمال اتجاه العمل والراحة ،وحركة العمال .يختلف حجم العرض من العمالة
بالزيادة أو النقصان سواء من حيث الكمية أو النوعية .و يوجد حدين مؤثرين على مستوى األجور
الحد األعلى مرتبط باإلنتاجية الحدية للعامل التي يحددها صاحب العمل ،والحد األدنى مرتبط
بمستوى معيشة العمال .هذين القوتين من الطلب والعرض على العمالة تحددان مستوى التوازن.
وتفاعل القوتين يحددان مستوى األجور ،إذن على المدى البعيد يميل مستوى األجور إلى النقطة
التي تتساوى فيها اإلنتاجية الحدية مع سعر العرض من العمالة التي تتحدد بدورها وفقا لمستوى
المعيشة .بمعنى آخر يتحدد األجر عندما يتساوى العرض من العمالة مع الطلب على العمالة.
نقطة التوازن بالنسبة للمؤسسة تكون عندما يقطع منحنى اإلنتاجية الحدية لإليرادات منحنى
العرض من العمالة ) .(Hicks & B.Litt, 1963, chapter 2, p 59-60وعليه بناء على ردود فعل
المنظمين فإن هذا المعدل يعود باستمرار إلى مستوى اإلنتاجية الحدية ،فإذا كانت اإلنتاجية الحدية
للعمل مرتفعة يوظف المنظمين عماال جدد ،مما يترتب عليها رفع األجر وانخفاض اإلنتاجية
يسر ح المنظمون جزء من العمال وعندئذ يتعادل معدل اإلنتاجية الحدية .وفي الحالة العكسية ّ
ويحصل العامل على األجر الذي يمثل المعادل الحق لما يحصل عليه من إنتاج (سراج وهيبة،
،2008ص .)28
قامت هذه النظرية على مجموعة من االفتراضات هي:
-افترضت العلم بالمجموع الكلي للطلبات على سلع االستهالك واالستثمار.
-تطلبت المنافسة الكاملة في عالم متغير فافترضت عدم وجود نقابات ،كما نفت أي تدخل
من جانب السلطة العامة.
-اعتبرت العمل سلعة شأنه شأن أي سلعة عادية متجاهلة الطابع الغذائي لألجر.
ومن االنتقادات الموجهة للنظرية:
-إن فرضي ة أن العمل سلعة شأنه شأن أي سلعة أخرى يستجيب ثمنها للعرض والطلب قد
تناسب الطابع الغذائي لألجر والذي يحرر بضاعة العمل من بعض خصائص البضائع
األخرى التي يكون في إمكان عارضيها الزيادة من الكميات المعروضة إذا زاد ثمنها أو
تخزينها إذا قل الثمن ،بينما فيما يخص ال عمل فعند انخفاض ثمنه (األجر) فال يمكن أن
يخزن العمل كون أن الفرد يبقى دائما بحاجة للعمل من أجل إشباع حاجاته األساسية حتى
ولو انخفض األجر.
-إن افتراض مبدأ المنافسة التامة في سوق العمل فرض بعيد عن الواقع ،ففي الحياة
الواقعية ال تتوافر شروط المنافسة التامة ،بمعنى توافر عدد كبير من العمال المتشابهين
في المهارات والتدريب والكفاية اإلنتاجية يعرضون خدماتهم على المنظمين الذين
يبحثون عن هؤالء العمال ،وعندئذ تتحدد معدالت األجور بتفاعل منحنى العرض
والطلب (سراج وهيبة ،2008 ،ص .)28
ه .النظرية الماركسية لألجور:
سا فيها ،ويعد نظرية الماركسية نظرية فلسفية اقتصادية يؤلف االقتصاد السياسي جز ًءا رئي ً
اقتصادية متكاملة تعالج آلية التطور والتوازن االقتصاديين ،وتعد نظرية القيمة الزائدة (فضل
سم ماركس عمل العامل إلى قسمين: القيمة) حجر الزاوية في النظرية االقتصادية الماركسية .يق ّ
العمل الضروري وهو الوقت الذي يصرفه العامل في العمل كي ينتج قيمة المواد الضرورية
8
طلبة السنة أولى ماستر MRH محاضرات في مقياس نظم األجور والحوافز
الالزمة لمعيشته ومعيشة أفراد أسرته ،أي لتجديد قوة عمله ،والعمل الزائد وهو الوقت الذي
يمضيه العامل في العمل زيادة على وقت العمل الضروري وفيه ينتج القيمة الزائدة أو فضل
القيمة التي تعود إلى صاحب العمل مالك وسائل اإلنتاج .من هنا فإن النظرية الماركسية على
الرغم من التقارب المالحظ بينها وبين بعض النظريات الليبرالية في ربط األجور بالحد األدنى
الضروري الالزم لمعيشة العامل فإنها تختلف عنها في تفسير مستوى األجور وفي تفسير النتائج
المترتبة على ذلك.
تنطلق النظرية الماركسية االقتصادية من أن التبادل (البيع والشراء) يتم بين سلع متساوية القيمة
وأن األجر هو قيمة السلعة التي يبيعها العامل إلى صاحب العمل وهو قوة عمله أو قدرته وأهليته
للعمل .وهكذا فإن العامل ال يبيع الرأسمالي عمله بل يبيعه قدرته على العمل ،أي قوة عمله ،ألن
العامل بذاته ليس سلعة قابلة للتبادل لألسباب التالية( :أحمد الكردي ،ص)8
-إن لكل سلعة قيمة ،والعمل ليست له قيمة بذاته ذلك أن القيمة هي العمل المجرد المتجسد
في السلعة ،والذي يظهر في عملية التبادل .وهكذا يكون من غير المقبول الحديث عن
قيمة العمل بذاته ،وهو ليس سلعة منفصلة قائمة بذاتها.
-إن السلعة موجودة فعالً قبل دخولها عملية التبادل أما العمل فهو غير موجود في لحظة
عملية البيع والشراء وإنما الموجود بحوزة العامل هو قدرته على العمل وهي التي يبيعها
إلى صاحب العمل.
-إن عملية بيع العمل وشرائه تتناقض بالضرورة مع القوانين االقتصادية الفاعلة في
االقتصاد الحر .فإذا عد العمل سلعة ،يجب أن يدفع ثمنه كامال بحسب قوانين التبادل
السلعي .وإذا حدث ذلك فال يستطيع صاحب العمل الحصول على أية قيمة إضافية .وهذا
يتناقض مع سعي الرأسمالي وراء الربح .لذلك ترى الماركسية أن ما يبيعه العامل هو
متحوال لقيمة قوة
ّ قوة عمله التي تتحدد قيمتها وفقًا لقانون القيمة .وبذلك يكون األجر شكال
العمل.
وتتحدد قيمة قوة العمل ،كقيمة أية سلعة أخرى ،بكمية العمل االجتماعي الالزم إلنتاجها .ولما
كانت قوة العمل سلعة ذات صفات خاصة وإنتاجها وتجديد إنتاجها مرتبطين بوجود الشخص
الذي يحملها وحياته ويتحققان بإشباع حاجات العامل فإن قيمة قوة العمل هي قيمة جميع السلع
والخدمات الالزمة إلشباع حاجات العامل من أجل معيشته وتجديد قوة عمله ،ويكون أجر العامل
متحوال لقيمة
ّ معادال لثمن جميع السلع والخدمات الالزمة لتجديد قوة عمله ،ويكون األجر شكال
قوة العمل.
وعلى الرغم من التشابه بين النظرية الماركسية في األجور ونظرية الحد األدنى لمستوى المعيشة
فهما تختلفان فيما بينهما ،فاألخيرة تقصر حاجات العامل على السلع المادية في حين تدخل
النظرية الماركسية في حساب قيمة قوة العمل ،في مكونات األجر ،العنصر التاريخي واألخالقي،
إذ يجب أن يتطور مستوى األجور بما يتفق مع مستوى النمو االقتصادي والرفاهية االجتماعية.
وقد عارض ماركس صراحة في كتابه "نقد برنامج غوته" قانون األجور الحديدي الذي طرحه
السال .فهو يرى أن قيمة قوة العمل ترتفع مع الزمن بسبب التقدم االقتصادي وارتفاع المستوى
الثقافي ومستوى الرفاهية ،وكذلك بسبب إدخال سلع استهالكية جديدة ،وبسبب تزايد شدة العمل
مضطرا إلى صرف ً ووتيرته نتيجة إدخال أساليب جديدة في تنظيم العمل ،مما يجعل العامل
مجهود عضلي وذهني أكبر ،وبالتالي حاجته إلى الراحة واالستجمام ،وكل ذلك ينعكس زيادة في
قيمة قوة العمل ،وفي األجر الذي يجب أن يكون معادال لها.
.3المدرسة المنظمة واالجتماعية:
بدأت نظريات المنظمة واالجتماعية أفكارها مع األعمال االقتصادية لألنثروبولوجي .Velben
الذي يرى أن األجر هو الحقيقة الواقعة نتيجة العالقة بين العامل وصاحب العمل .فلم يعد ينظر
للعامل أنه عامل من أجل استهالك المنتجات ،بل أن أجره يتحدد بحسب حصته باعتباره فرد في
سر من وجهة المجتمع .تحدث Velbenعن أن األجر تحدده المعايير االجتماعية والتاريخية ويف ّ
9
طلبة السنة أولى ماستر MRH محاضرات في مقياس نظم األجور والحوافز
نظر العدالة والمعاملة بالمثل بدل العرض والطلب .كما تكلم الباحثون في هذا السياق أيضا عن
اعتبار الدولة طرف ثالث في أي عقد عمل .ويستمد رواد نظريات المنظمة لألجور أفكارهم
اعتمادا على ):(Parsons, 2014, p 116
-دور هيكل الصناعة وتأثير مهارات المؤسسة الواحدة.
-عوائق أسواق العمل.
-مفهوم الرضا الوظيفي مقابل تعظيم الفرص.
-االلتزام األخالقي للمدراء اتجاه الموظفين.
من بين أهم النظريات النظرية االجتماعية لألجور:
النظرية االجتماعية لألجور:
يرى أنصار هذه النظرية أن األجور أداة من أدوات توزيع الدخل القومي وبالتالي فإن مستوى
األجور في أي بلد يتحدد بعاملين اثنين :األول إنتاجية العمل االجتماعي التي تحدد الناتج اإلجمالي
الذي يتم اقتسامه بين الطبقات االجتماعية من جهة ،والثاني الوزن االجتماعي للطبقة العاملة الذي
يحدد نصيب العمال من الناتج من جهة ثانية .وال تختلف هذه النظرية في جوهرها عن نظرية
األجور المنظمة أو نظرية األجور التفاوضية فكلتاهما تفسران مستوى األجور بمدى قدرة التنظيم
النقابي على ممارسة الضغط سواء على منظمات أرباب العمل أو على الحكومات واألحزاب
السياسية (أحمد الكردي ،ص-ص .)6
.4مدرسة عالقات القوة لألجور:
ركزت هذه النظريات عن عالقات القوة بين العامل وصاحب العمل .وحسب الفكر الماركسي فإن
بعض أوجه هذه النظريات تأثرت بأب االقتصاد 'آدم سميث' الذي تكلم عن وضعية النزاع بين
صاحب العمل والعامل ،إذ يرى أنه ليس من الصعب ،في الظروف العادية ،توقع أي طرفي
النزاع له األفض لية ،ويمكن أن يفرض قوته وشروطه على الطرف اآلخر .كما أن من أشهر
النظريات ضمن هذه المدرسة النظرية الماركسية حول الصراع االجتماعي وفائض القيمة ،إذ
يرى ماركس أن األجر يتحدد من خالل الصراع العدواني بين الرأسمالي والعمال .حسب ماركس
األجر هو انعكاس للصراع القائم بين الرأسمالي والعامل على فائض القيمة المنتجة .كما أن
نظرية التفاوض النقابي (المساومة الجماعية) قدمت العديد من المساهمات النظرية والتطبيقية في
تفسير األجور .أدت نظرية التفاوض النقابي إلى استخدام نظرية األلعاب في تفسير األجور
وتمثالن تقاطع بين نظريات صراع القوة التقليدي (عند ماركس مثال) ونظرية تعظيم العقالنية
في المدرسة النيوكالسيكية .إذ تعود نظرية التفاوض (المساومة) إلى ) Edgeworth (1881الذي
تكلم عن كيفية تقسيم المنفعة بين األطراف بطريقة مثالية ،ثم استمرت المساهمات إلى أن وصلت
إلى ) Rubinstein(1982الذي كان أول من تكلم عن مساهمات نظرية األلعاب (Parsons, 2014, p
).117
وفيما يلي عرض لنظرية األجور المنظمة:
نظرية األجور المنظمة:
إن جميع نظريات األجور السابقة لم تستطع بيان األساس الحقيقي لتحديد األجور ،وقد بينت
أحداث القرنين التاسع عشر والعشرين تزايد قوة الطبقة العاملة السياسية وتأثيرها الكبير في
الحياة السياسية واالقتصادية في كل البلدان الصناعية المتقدمة ،كما شهدت مستويات األجور
بالمقابل قفزات ال يمكن تفسيرها بتحسن اإلنتاجية أو بتغير الحد األدنى الضروري للمعيشة ،مما
أفسح المجال أمام تطوير النظرية االجتماعية لألجور إلى نظرية األجور التفاوضية (المساومة
الجماعية) أو نظرية األجور المنظمة.
وبحسب هذه النظرية يتحدد األجر بطريق التفاوض الفردي بين العامل ورب العمل .وألن العامل
الفرد في موقف تفاوضي ضعيف ،وبسبب زيادة دور المنظمات النقابية العمالية ،فقد أصبح
مستوى األجور يتحدد بالمفاوضات بين منظمات أرباب العمل والنقابات العمالية .وبسبب أهمية
كتلة األجور وتأثيرها في حسن سير االقتصاد الوطني ،ودورها المتزايد في تنشيط االستهالك
10
طلبة السنة أولى ماستر MRH محاضرات في مقياس نظم األجور والحوافز
وتحقيق التوازن على مستوى االقتصاد الكلي ،إضافة إلى األضرار الكبيرة التي تلحقها
اإلضرابات العمالية في حال عدم االتفاق بين النقابات وأرباب العمل على مستوى األجور فقد
راحت السلطات العامة تتدخل في المفاوضات وتقوم بدور المنظم لمستويات األجور في كثير من
األحيان (أحمد الكردي ،ص .)7
.5النظريات الحديثة المفسرة لألجور:
أ .نظرية رأس المال البشري:
تعتبر هذه النظرية أن الفرد واألمة يستثمران في التعليم باعتبار أنه يرفع اإلنتاجية ،وبالتالي يرفع
األجر للعامل المستثمر .وهذه النظرية تضع المعادلة القاعدية التالية كمحدد لألجر (سراج وهيبة،
،2008ص :)71
)R = f(S,E
حيث :R :مستوى األجر :S ،سنوات التمدرس :E ،سنوات الخبرة.
والشكل الدالي الدقيق يختلف من دراسة ألخرى .كما أدخلت متغيرات أخرى كان إهمالها يقود
إلى تحيز في معامالت ( E ،Sمثال أثر نوعية التعليم أو مكان اإلقامة...الخ).
وقد شاب القصور نظرية رأس المال البشري في عدد من الجوانب هي:
-افتراض كمال األسواق ،وهي ليست كذلك سواء من حيث المنافسة أو األجور أو
الحركية.
-افتراض أن التعليم يرفع اإلنتاجية وأن اإلنتاجية خاصة العامل.
-عدم قدرة متغيرات رأس المال البشري (التعليم والخبرة) على تفسير متغيرات الدخل
بشكل تام.
-اختالف الدخل بحسب العرق والجنس والخلفية العائلية ومنصب العمل...الخ.
-وجود أهداف أخرى للتعليم غير اقتصادية.
وهذا دفع بروز نظريات أخرى لفورق األجر بين العمال (سراج وهيبة ،2008 ،ص :)72
ب .نظرية المصفاة:
وترى هذه النظرية أن التعليم ال يرفع اإلنتاجية بل يكشف عنها لرب العمل ،وبالتالي فالتعليم
يلعب دور المصفاة على بوابة سوق العمل أو داخله .وقد تم اختبار هذه الفرضية بالعديد من
الدراسات ،وكانت النتائج متفاوتة.
ج .نظرية اإلشارة والمؤشرات:
تمكن رب العمل من تحديد األجر قبل معرفة اإلنتاجية ،حيث تعني اإلشارة القدرات العلمية للفرد
وهي قابلة للتغيير بالتعليم والتدريب والخبرة ،بينما المؤشرات فهي ذاتية ودائمة كالعرق
والجنس .وقد قدمت هذه النظرية تفسيرا لعالقة التعليم باألجر لكنها أهملت عالقة التعليم
باإلنتاجية.
د .نظرية التنافس على العمل:
لقد أوضحت هذه النظرية بأن اإلنتاجية ليست خاصية الفرد بل خاصية العمل ،بمعنى أن
اإلنتاجية ليست لها عالقة بالفرد في حد ذاته بل هي تتوقف على مدى تطور األساليب
التكنولوجية المستخدمة .كما أن التعليم يكشف مدى قدرة المتعلم على التكيف والتعلم ،لذلك فرب
العمل مستعد دائما لتكوين العاملين لديه لشغل األعمال الالزمة ،كما أنه مستعد لدفع أجر عالي
لذوي المهارات من أجل االحتفاظ بهم؟
ه .نظرية تجزؤ سوق العمل:
تفترض هذه النظرية وجود عدة أسواق عمل منفصلة:
-سوق عمل أولية مستقلة (أطر القيادة) :فيها دوران للعاملين.
-سوق عمل أولية تابعة (أطر اإلدارة واإلنتاج) :فيها ثبات نسبي غير إبداعي.
-سوق عمل ثانوية (العمال األقل مهارة) :فيها دوران ألنها هامشية.
-التكنولوجيا تحدد األعمال ومن ثم خصائص العاملين المطلوبين لشغلها.
11
طلبة السنة أولى ماستر MRH محاضرات في مقياس نظم األجور والحوافز
خالصة:
حاولت المدرسة التقليدية اإلنجليزية (آدم سميث ودافيد ريكاردو) إيجاد حد توازن ثابت
تستقر عنده األجور في تقلباته في المدى القصير .ثم تم تعديل توجهات هذه النظرية من خالل
نظرية مستوى المعيشة التي ترى أن األجر يعادل ما يكفي الفرد من متطلبات المعيشة والتي هي
في تطور مستمر .كما اعتقدت نظرية رصيد األجور أنه يوجد نصيب محدد من رأس المال
مخصص لألجور ويتم تقسيمه على عدد العمال وبالتالي تزيد أو تنقص األجور بحسب زيادة أو
نقصان عدد العمال .وال تبتعد نظرية البقية الباقية عن افتراض أن النصيب المخصص لألجور
محدد وهو ما تبقى من رأس المال بعد الدفع لعوامل اإلنتاج األخرى .لكن جاءت النظريات
النيوكالسيكية لتغطي نقائص النظريات الكالسيكية حيث ركزت على إنتاجية العامل باعتبارها
المحدد األساسي لألجر وأن العامل يأخذ نصيبه من األجر بحسب مساهمته في اإلنتاج ،كما
تحدث عن تحديد العرض والطلب على العمال لألجور .كما كان لماركس العديد من المساهمات
في تفسير األجور حيث اعتبر أن العامل ال يبيع العمل وإنما يبع قوة العمل ،كما تكلم عن أهمية
العنصر التاريخي واألخالقي في تحديد الرفاهية االجتماعية ومن ثم تحديد مستوى األجر الذي
تطلبه الطبقة العمالية ،وقد كانت لنظرية التفاوض مساهمتها من خالل إدخال دور النقابات
العمالية في التفاوض على األجر بين العامل وصاحب العمل .إضافة إلى ذلك فإن العديد من
النظريات الحديثة تكلمت عن عوامل أخرى محددة لألجر تجاهلتها كل النظريات السابقة مثل
التعليم والخبرة والتكنولوجيا.
تتأثر النظريات المفسرة لألجور بعوامل عديدة فهي تختلف من ظرف إلى آخر ،لذلك فإن كل
النظريات المعروضة ال تمثل سوى نصف الحقيقة ،والحقيقة أن األجور تتأثر بعدة اعتبارات
مثل :كفاءة العمال ،التأهيل والتدريب ،المعرفة التكنولوجية ،المنافسة بين أصحاب العمل
والعمال ،المفاوضات الجماعية وسياسات الدولة ،مستوى سعر المواد الضرورية...الخ.
12