Professional Documents
Culture Documents
الاتجاه الواقعي الانساني
الاتجاه الواقعي الانساني
الاتجاه الواقعي الانساني
المرحلة الرابعة
القسم :العلوم التربوية والنفسية
وتنقسم الفلسفة الواقعية او التربية الواقعية في العصر الحديث على ثالثة اقسام -:
-1االتجاه الواقعي االنساني -:كان أصحاب هذا االتجاه الفلسفي قد ((سلموا
بأهمية اللغات القديمة وآدابها ،ولكنهم نظروا اليها كواسطة ال كغاية أي أنهم
إعتبروا اللغات القديمة وآدابها العالية وسيلة يصلون بها الى تطبيق تلك المباديء
واالفكار التي جاء بها االقدمون في حياتهم الحاضرة )) .ومن أهم المربين في
1
هذا االتجاه هو المربي االنكليزي مليتون ،وضع تعريفا للتربية ينطبق على روح
التربية في كل العصور وإ ليك هذا التعريف ((:التربية الصحيحة الكاملة التي تعّد
الرجل للقيام بوظائف الحياة الخاصة والعامة ،في السلم والحرب ،بشرف وعقل
وبراعة )).
-2االتجاه االجتماعي الواقعي -:ينظر اصحاب هذا االتجاه الفلسفي الى التربية
على أنها (( وسيلة العداد الفرد للحياة االجتماعية الناجحة )) ( .)3فإنهم يأكدون
أن أهم عمل تربوي عندهم هو (( الرحلة والسفر في سبيل اختيار العالم والتعرف
على الناس ،إذ بالسفر يحصل االنسان على معرفة عملية وثقافة عميقة مصدرها
االحتكاك المباشر بالبالد اُألخرى ،والناس اآلخرين الذين ال تعرف بهم الدراسة
األدبية اال تعريفا سطحيًا )) .
من أبرز المربين في هذا االتجاه هو المربي الفرنسي " ميشال دي مونتاتي"
()1592- 1523وقد كتب في التربية مقاالت عديدة .اما آراؤه التربوية فهو كان
(( مؤمنا بقيمة الرياضة البدنية ،وتدريب الحواس ،ويوافق القدماء على اعتقادهم
1
بأن العقل السليم في الجسم السليم ويقول البدء بتعليم اللغة القومية ،وبطرائق
طبيعية
ولذلك كثيرًا ما كان ُيعُّد من الواقعين ،ولكن هذا خطأ ،النه ال يشدد في ضرورة
دراسة الحوادث الطبيعية وال يعتقد بأن المعرفة هي غاية التربية )) .
2
من أعالم الفلسفة الواقعية
أرسطو واراءه التربوية:
القسم االول -:التربية البدنية التي تسبق التربية الخلقية والعلمية .اكد
أرسطو على االهتمام بنمو الجسم؛ وذلك من خالل التغذية الجيدة ،كما حّث على
تعويد األوالد على احتمال البرودة ،وان تكون مالبسهم خفيفة .
أما عن التربية الخلقية فكانت تحتل مكانة كبيرة فإن هدف أو غاية التربية
عنده األخالق ،أو الفضيلة والفضائل (( منها ماهي فكرية ،ومنها ماهي خلقية :
فالحكمة والفهم والعقل :فكرية والحرية والعفة :خلقية فإننا اذا وضعنا خلق
االنسان لم نقل :إنُه حكيم أو فهيم ،لما نقول :أنه حليم أو عفيف ،وقد يمدح الحكيم
بالهيئة التي له ،وما كان من الصفات ممدوحا سّم يناه :فضائل )) .
الفضيلة في نظر أرسطو ليست طبيعية (( وإ نما الطبيعي فينا قوى
واستعدادت ،وتكتسب الفضيلة بمعاونة الطبيعة أي :بطبعها على حاالت معينة .
وُتتعلم كما ُي تعلم أي فن بإتيان أفعال مطابقة لكمال ذلك الفن .وتفقد بإتيان افعال
مضادة واألفعال المطابقة تخلق ملكات ،أو قوى فعلية تجعلنا أقدر على
إتيانها ،وبهذا يبدو ما للتربية من أهمية )) .
وال وجود للفضيلة إّال (( اذا صارت ملكة أو عادة وصدرت عن الملكة
بمثل ما يصدر به الفعل عن الطبيعة من سهولة ،وال يعد الرجل عدًال أو عفًا حقًا
إال اذا كان عدل او عف من غير عناء بل بلذة؛ نعم بلذة فإن عالمة ال تخطئ
على مبلغ استعداد المرء للفضيلة هو ما يشعر به من لذه او ألم حين يأتي أفعاًال
مطابقة لها .ليست اللذات واآلالم خارجه عن الفضيلة مهما يظن البعض أنها
ترشدنا في افعالنا وتصاحب هذه االفعال ،والمؤدبون يحرصون على استخدامها
بوصفها وسيلة للتهذيب )) .
التربية الخلقية عند أرسطو مكتسبة عند االنسان ،فالفضيلة عنده هي
(( استعداد مكتسب واكتسابه يكون باإلرادة؛ ألنه محمود ،وال يكون وجود حقيقي
للفضيلة إّال متى صارت عادة اي متى انتجت ،وهي المكتسبة أعماال بسهولة
مماثلة لتلك التي ينتخبها االستعداد الفطري ،فاألنسان ال يكون عادال حقا إال اذا
كان ال يعاني اي مشقة ،بل يشعر على العكس لذة حينما ينجز عمال عادال ،وهذه
العادة ،المتولدة عن االرادة تجعلها في الوقت نفسه أشد حزمًا .كل ما في
االنسان من فضائل نابع اذن من اختياره االرادي )) .
و جعل وظيفة التربية أخالقية أكثر منها علمية ،فالتربية عنده هي ((التي
يفترض منها أن تزرع في فؤاد الطفل حب الفضيلة المدنية ،والتربية التي تنجب
مواطنين صالحين ،هي التي تحاذر ان تنمي وظيفة على حساب الوظائف اُألخرى
والتي تعرف كيف تحافظ على التراتب الهرمي لهذه الوظائف ،وعلى قيمة كل
وظيفة منها )) .
3
3
اما عن تعريف الفضيلة عند أرسطو فهي(( اذًا حال معتادة موجودة في التوسط
الذي هو عندنا متوسط محدد بالقول كما يجدها العاقل .وهي متوسطة فيما بين
خسيستين إحداهما بالزيادة واُألخرى بالنقصان ويعرض ذلك لبعض الخسائس
بنقص عن الواجب في العوارض واالفعال ،وبعضها بالزيادة فيها فأما الفضيلة فإنها
تستخرج المتوسط وتختاره ،فلذلك كانت الفضيلة من حيث الجوهر والحّد الذي
يعبر عن الماهية توسطا ،ولكنها من حيث الفضل والكمال غاية )) .
اما ما يخص التربية العلمية فيقول أرسطو في هذا الشأن (( وجوب تعلم ما
كان ضروريًا من اُألمور النافعة ليس بحقيقة غامضة ولكن ما من داٍع موجب الى
تعلم كل االمور النافعة )) .
تنقسم المعارف عند أرسطو على اربعة هي (( االدب والعلوم ثم الرياضة
والموسيقى وأضاف بعضهم التصوير كمادة رابعة .وقد علموا األدب والتصوير
لمنفعتهما في الحياة وكثرة استخدامهما ،وعلم الرياضة ،ألنها تهدف الى الشجاعة.
اما الموسيقى فيحار المرء في أمرها .فاكثر الناس يقبلون اآلن على تلقنها ابتغاء
اللذة .مع انهم دمجوها من البدء في نظام التربية ؛ لكون الطبيعة نفسها ال تطلب
فقط شغال قويا ،بل تلمس ايضا امكانية التمتع بفراغ الئق ،والطبيعة إن كان البد
.
من تكرار هذه الحقيقة مبدأ كل شيء))
يرى أرسطو أن القيام على التربية والتعليم ال يحسنه إّال الدولة؛ ألنها هي
الحاصلة على العلم بالخير الكلي الذي تصدر عنه القوانين ،فيجب أن يكون في
الدولة قوانين تنظيم تربية النشيء وسيرتهم بل البالغين ايضا طول حياتهم أجل أن
للتربية المنزلية مزايا فهي تقوم على المحبة بين األبناء واآلباء وتراعي الطبائع
الفردية بدقة
أكثر ،ولكنها مع ذلك أدنى من تربية الدولة ؛الن القوانين من القوة الرادعة ما ال
. 4
يتفق لألب او لغيره ،والن الوالدين غالبا ما يكونان عاطلين عن العلم الالزم
وضح أرسطو أن من واجب األب تربية ُأسرته ،وذلك بأن(( يوجه تلك
النفوس الناقصة التي هي نفوس النساء ،واالوالد ،ولكن حذاِر من أن نحسب هذه
النفوس،
لنقصها ،نفوس عبيد ،أو أن نظن سلطان رَّب االسرة هذا سلطانا مطلقا ،فالزوج
يأمر الزوجة كما يأمر الوالي َم ْن وِلَي عليهم ،واألب يأمر األوالد كما يأمر الملك
رعاياه )) ؛الن ذلك مما يفسد التربية .
جعل أرسطو التربية مكتسبة عند الطفل ،وليس فطرية ،فالتربية والفضيلة
تأتي بالتعّلم وليس طبيعا فينا.
4