- تقييم النظام الداخلي للمتحف العمومي الوطني الباردو في ضوء ميثاق الأيكوم. Evaluation of Bardo National museum's internal regulations in light of ICOM charter

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 23

‫املجلد ‪ /09‬الع ــدد‪،)2023( 01:‬‬ ‫مجلـة الساورة للدراسات‬

‫‪ISSN: 2477-9881 EISSN: 2676-2153‬‬


‫ص ‪231 -209‬‬ ‫اإلنسانية واالجتماعية‬

‫تقييم النظام الداخلي للمتحف العمومي الوطني الباردو في ضوء ميثاق األيكوم‬
‫‪-Evaluation of Bardo National museum's internal regulations in light of‬‬
‫‪ICOM charter‬‬
‫‪2‬‬
‫زهرة محجوبي‪ ،*1‬محمد جلول زعادي‬
‫‪ 1‬معهد اآلثار جامعة الجزائر ‪ 02‬أبو قاسم سعد هللا (الجزائر)‪zahra.mahdjoubi@univ-alger2.dz ،‬‬
‫‪2‬جامعة أمحمد أكلي بالبويرة (الجزائر)‪m.zaadi@univ-bouira.dz ،‬‬
‫تاريخ النشر‪2023/06/18 :‬‬ ‫تاريخ االستالم‪2022/01/20 :‬‬
‫ملخص‪:‬‬
‫تهدف الدراسة إلى توضيح مضامين ميثاق األيكوم التي لها صلة بحماية املجموعات املتحفية‪ ،‬سواء‬
‫املتعلقة باإللتزامات اإلدارية‪ ،‬أو العلمية‪ ،‬أو الخاصة باملوظفين العاملين باملتاحف‪ ،‬مع معرفة مدى‬
‫التزام املتحف العمومي الوطني الباردو بالجزائر باملواثيق الدولية باعتبارها أعلى سلطة قانونية من‬
‫خالل مضامين نظامه الداخلي الساري املفعول باملؤسسة املتحفية ‪.‬‬
‫وتوصلنا إلى أن امليثاق ملس كل الجوانب املتعلقة بحماية املجموعات املتحفية على املدى القريب‬
‫والبعيد‪ ،‬إال أنه يفتقد السلطة اإللزامية‪ ،‬في حين أن النظام الداخلي للمتحف العمومي الوطني الباردو‬
‫تضمن الحماية املتحفية ملقتنياته‪ ،‬وتماش ى ومضامين امليثاق‪.‬‬
‫كلمات مفتاحية‪ :‬التوثيق‪ ،‬النظام الداخلي‪ ،‬املتحف العمومي الباردو‪ ،‬نظام اآلداب املهنة‪ ،‬املجلس‬
‫الدولي للمتاحف‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪The study aims at clarifying the contents of the ICOM Charter relating to the protection of‬‬
‫‪museum collections, whether they relate to administrative or scientific obligations, or to‬‬
‫‪employees working in museums. The study also seeks to determine the extent to which the‬‬
‫‪National Public Museum “Bardo” follows to international conventions as being the highest‬‬
‫‪legal authority.‬‬
‫‪We found that the Charter touched on all aspects related to the protection of museum‬‬
‫‪collections in the short and long term, but it lacked the mandatory authority. As to Bardo’s‬‬
‫‪regulations, the National Public Museum emphasize the importance of protecting its assets,‬‬
‫‪and was in line with the contents of the Charter.‬‬
‫‪Key words: Documentation; Rules of conduct; Bardo Public Museum; Professional Arts‬‬
‫‪System; International Council of Museums.‬‬
‫*املؤلف املرسل‬
‫‪209‬‬
‫زهرة محجوبي‪ /‬محمد جلول زعادي‬

‫‪ .1‬مقدمة‪:‬‬
‫حظيت املمتلكات الثقافية بالرعاية واإلهتمام الدوليين‪ً ،‬‬
‫نظرا لقيمتها املعنوية‬
‫واملادية‪ ،‬وهذا نتيجة تراكمات فكرية عديدة تهدف إلى حمايتها من مختلف املخاطر التي‬
‫ً‬
‫تتعرض لها‪ ،‬خاصة بعد بروز منظمة اليونسكو سنة ‪ ،1946‬ليتوالى بعدها إنشاء آليات‬
‫دولية تعمل على إرساء القانون الدولي‪.‬‬
‫ُع ِقدت العديد من االتفاقيات واملعاهدات والبروتوكوالت الدولية متضمنة‬
‫الوسائل واآلليات املقررة لحمايتها‪ ،‬باعتبار اإلتفاقيات الدولية إحدى اآلليات الساعية‬
‫لصونها‪ ،‬فبموجبها تحمي الدول املوقعة عليها ممتلكاتها الثقافية وممتلكات الدول األخرى‪،‬‬
‫أهمها اتفاقية اليونسكو سنة ‪ 1970‬التي تعد أول إتفاقية تطرقت لآلثار املنقولة‪ ،‬حيث‬
‫يعود إليها الفضل في استحداث إجراءات وتدابير للتصدي للمخاطر التي تتعرض لها‪،‬‬
‫خاصة النهب‪ ،‬واالتجار غير املشروع‪ .‬وتمخض عن هذه االتفاقية إعداد "نظام اآلداب‬
‫ُ‬
‫املهنة" الذي قدم إلى املجلس الدولي للمتاحف‪.‬‬
‫إن ميثاق األيكوم آلداب واألخالقيات املهنية باملتاحف (نظام اآلداب املهنة) تم‬
‫اعتمادا على مجموعة من االتفاقيات التي تطرقت للممتلكات الثقافية املنقولة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫إعداده‬
‫وكيفية التصدي للمخاطر التي تتعرض لها؛ لذا يمثل نظام اآلداب املهنية نقطة انطالق‬
‫أي متحف إلعداد منظومته القانونية‪ ،‬حسب طبيعة النظام الذي يطبق في إطاره‪ ،‬وقد‬
‫يمتد إلى ما تسنه من قواعد ومعايير إضافية‪ ،‬شرط أن يتوافق ومضامين امليثاق‪.‬‬
‫ومن خالل ما سبق ذكره‪ ،‬يطرح املوضوع اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫ما مدى إلتزام وتوافق النظام الداخلي للمتحف العمومي الوطني الباردو ومضامين‬
‫ميثاق األيكوم؟‬
‫وتهدف الدراسة الراهنة لبلوغ جملة من األهداف‪ ،‬يمكن أن نحصر أهمها فيما يلي‪:‬‬
‫‪-‬تسليط الضوء على ميثاق األيكوم ومضامينه‪ ،‬وكذا اإلطالع على تدابيره الوقائية لحماية‬
‫املجموعات املتحفية؛‬
‫‪-‬الكشف عن طبيعة التدابير املتبناة من قبل منظمة املجلس الدولي للمتاحف للتصدي‬
‫لإلنتهاكات املاسة باملمتلكات الثقافية املنقولة عامة‪ ،‬واملجموعات املتحفية خاصة‪ ،‬سواء‬
‫في زمن السلم أو الحرب من خالل ميثاقها؛‬
‫‪210‬‬
‫تقييم النظام الداخلي بالمتحف العمومي الوطني الباردو في ضوء ميثاق األيكوم‬

‫‪-‬تبيان مدى مواكبة املتاحف الجزائرية الوطنية عامة‪ ،‬واملتحف العمومي الوطني "الباردو"‬
‫خاصة‪ ،‬للحماية الدولية للمجموعات املتحفية؛‬
‫تقتض ي الدراسة الراهنة توظيف جملة من املناهج العلمية‪ ،‬أهمها‪ :‬املنهج التاريخي‬
‫املعتمد عليه في سرد الوقائع واألحداث التي حملت املجتمع الدولي لتغيير مقاربته‬
‫بخصوص حماية املمتلكات الثقافية‪ ،‬كما تم االعتماد على املنهج الوصفي الذي يتالءم‬
‫والجانب النظري للدراسة‪ ،‬سيما ما يخص تفصيل التدابير املتبناة في إتفاقية اليونسكو‪،‬‬
‫وغيرها من االتفاقيات ذات الصلة بحماية املمتلكات الثقافية املنقولة‪ ،‬كما يتم اإلعتماد‬
‫على املنهج التحليلي بخصوص تحليل مضامين ميثاق اإليكوم‪ ،‬وكذا النظام الداخلي‬
‫باملتحف العمومي الوطني الباردو‪ ،‬و دراسة مدى تطابقه مع املمارسة العملية في هذا‬
‫املجال‪.‬‬
‫‪ -2‬املجلس الدولي للمتاحف وميثاقه لألخالقيات املهنية ‪:‬‬
‫أثبتت خسائر الحرب العاملية الثانية ضرورة إعادة النظر والتركيز على حماية‬
‫ويتجلى ذلك من خالل الجهد الحثيث الذي بذلته‬ ‫ّ‬ ‫املمتلكات الثقافية بصفة عامة‪،‬‬
‫منظمة األمم املتحدة في سبيل الحفاظ على التراث الثقافي العالمي‪ ،‬غير أن الظروف‬
‫املسلحة‪ ،‬وإتساع مجال نشاطها الشامل للقانون ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الدولي اإلنساني‪،‬‬ ‫الدولية‪ ،‬وكثرة النزاعات‬
‫ألزمها بإنشاء منظمات دولية يتم بواسطتها تعزيز مسألة حماية املمتلكات الثقافية‪ ،‬كونها‬
‫امتدادا طبيعيا للمجتمع الدولي؛ فتساهم في تفعيل وترسيخ الحماية الدولية املسخرة‬
‫لهذه الفئة من املمتلكات‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة ملنظمة اليونسكو‬
‫ّ‬
‫(‪ ،)https://ar.unesco.org/about-us/introducing-unesco‬ومنظمة اإليكوم اللتان‬
‫ُ‬
‫تنفذان هذه املهمة بدرجات متفاوتة من الدقة‪.‬‬
‫إن حماية املجموعات املتحفية تمثل أحد أهم أولويات املجلس الدولي للمتاحف‬
‫باعتبارها القائم األساس ي للمتاحف‪ ،‬ويتجلى هذا من خالل نظام اآلداب املهنية التي‬
‫أعدها بهذا الشأن‪ ،‬والتي تعتمد بشكل رئيس ي على اتفاقية اليونسكو سنة ‪ 1970‬ومدونة‬
‫أخالقيات املهنة الخاصة باملنظمة املعتمدة سنة ‪.1986‬‬
‫فاملجموعات املتحفية عرفت مرحلة حاسمة بعد إنشاء املجلس الدولي للمتاحف‪،‬‬
‫وبعد إبرام اتفاقية اليونسكو لسنة ‪ 1970‬بشأن الوسائل التي تستخدم لحظر ومنع‬
‫‪211‬‬
‫زهرة محجوبي‪ /‬محمد جلول زعادي‬

‫استيراد وتصدير ونقل ملكية املمتلكات القافية بطرق غير مشروعة‪ ،‬والتي تضمنت جملة‬
‫من التدابير واإلجراءات املتخذة من أجل املحافظة على هذه الفئة من املمتلكات من‬
‫السرقة والنهب‪ ،‬واملتاجرة فيها بطرق غير مشروعة‪ ،‬ومن مختلف املخاطر التي تتعرض لها‬
‫هذه فئة من املمتلكات (‪،)1970 ،https://ar.unesco.org/fighttrafficking/1970‬و نتج‬
‫عن هذه اإلتفاقية تشكي ل اللجنة الدولية الحكومية لتعزيز إعادة املمتلكات الثقافية إلى‬
‫بلدانها األصلية‪ ،‬و التي قامت بإعداد "نظام آداب املهنة"‪ ،‬وقدمته إلى املجلس الدولي‬
‫أيضا بإعداد "دليل األنظمة الوطنية"‪ ،‬وهو دراسة عن املراقبة‬ ‫للمتاحف‪ ،‬كما قامت ً‬
‫القانونية في مجال االتجار غير الشرعي باملمتلكات الثقافية‪ ،‬والذي يعتبر دليال مرجعيا‬
‫خاص باملعلومات املتعلقة بقواعد تصدير املمتلكات الثقافية (الحديثي‪ ،1999 ،‬صفحة‬
‫‪.)77‬‬
‫ونفس الهدف تضمنته اتفاقية اليوندروا املتعلقة بـ"توحيد القانون الخاص حول‬
‫املمتلكات الثقافية املسروقة أو املصدرة بطرق غير مشروعة (يونيدروا)"سنة ‪ ،1995‬والتي‬
‫بها جملة من اآلليات املتعلقة باملمتلكات الثقافية املسروقة‪ ،‬أو املصدرة بطرق غير‬
‫مشروعة‪ ،‬و التي تصبو من خاللها إلى توحيد معاملة ر ّد أو إعادة القطع األثرية املسروقة‬
‫الرد من خالل املحاكم الوطنية أو‬ ‫أو املصدرة بطرق غير مشروعة‪ ،‬ومعالجة طلبات ّ‬
‫السلطات املختصة لذلك مباشرة في الدول األطراف‪ ،‬وتطرقت ملختلف الحاالت‬
‫(‪https://www.unidroit.org/wp-‬‬
‫‪ .)1995 ،content/uploads/2021/06/1995_Convention_arabic‬فاألخطار التي‬
‫تتعرض لها املمتلكات الثقافية املنقولة بحكم طبيعتها عديدة كالتهريب‪ ،‬واملصادرة‪،‬‬
‫سواء في حاالت نزاعات مسلحة‪ ،‬أو في فترات السلم‪ .‬دفعت هذه‬ ‫ً‬ ‫والتجارة غير املشروعة‪،‬‬
‫املتغيرات باملجتمع الدولي إلى إيكال مهمة حمايتها للمجلس الدولي للمتاحف املتبني لنظام‬
‫اآلداب املهنية‪.‬‬
‫‪ -1-2‬تعريف ميثاق األيكوم لآلداب واألخالقيات املهنية باملتاحف وأهميته في حماية‬
‫املجموعات املتحفية ‪:‬‬
‫ُيعتبر ميثاق األيكوم واألخالقيات املهنية باملتاحف حجر أساس النظام األساس ي‬
‫للمجلس الدولي للمتاحف‪ ،‬فهو يصور املبادئ املقبولة بصفة عامة لدى املجتمع الدولي‬
‫‪212‬‬
‫تقييم النظام الداخلي بالمتحف العمومي الوطني الباردو في ضوء ميثاق األيكوم‬

‫حدا أدنى من معايير العمل واألداء املنهي الخاصة باملتاحف‬ ‫للمتاحف كونه يتضمن ً‬
‫والعاملين بها‪ ،‬وكذا تشجيع االعتراف بالقيم املشتركة بين مجتمع املتاحف الدولية‪ ،‬كما‬
‫أنه يعكس معايير املمارسة املهنية لكافة القائمين واملهنيين للمتاحف لضمان تقديم‬
‫خدمات متحفية تلبي متطلبات محلية ودولية‪ .‬وتكون العضوية باملجلس عن طريق دفع‬
‫رسوم سنوية‪ ،‬وهو دليل على موافقة على االلتزام بنظام اآلداب املهنية املتحفية (املجلس‬
‫الدولي للمتاحف‪ ،2017 ،‬صفحة ‪ .)2‬ولهذا األخير دور رئيس ي في مكافحة االتجار غير‬
‫املشروع ‪ ،‬وتحديد القواعد األخالقية الواجب إتباعها بشأن إقتناء ونقل املجموعات‪،‬‬
‫والتعاون بين املتاحف‪ ،‬وجرد املجموعات املتحفية‪ .‬هذه القواعد العامة يتم إستكمالها‬
‫من قبل األعمال التي تقوم بها اللجان الدولية ملنظمة ‪ ICOM‬بهدف تحديد املعايير املهنية‬
‫في مجاالت إختصاصها كاللجنة الدولية للتوثيق (‪ ،)CIDOC‬واللجنة الدولية للسالمة في‬
‫املتاحف (‪ ،)ICMS‬واللجنة الدولية للتعليم والعمل الثقافي (‪ ،)CECA‬واللجنة الدولية‬
‫لتدريب املوظفين (‪( )ICTOP‬خلف‪ ،2016 ،‬صفحة ‪.)129‬‬
‫وتجدر اإلشارة هنا إلى أن أحكام نظام اآلداب املهنية املتحفية وسيلة للتنظيم‬
‫املنهي الذاتي في مجال تختلف فيه التشريعات الوطنية‪ ،‬فهو يمثل نقطة إنطالق أي متحف‬
‫إلعداد منظومته القانونية‪ ،‬سواء في شكل "اعتماد"‪ ،‬أو "تسجيل"‪ ،‬أو "إتفاقات"‪ ،‬حسب‬
‫طبيعة النظام الذي يطبق في إطاره‪ ،‬وقد يمتد إلى ما تسنه من قواعد ومعايير إضافية‪،‬‬
‫واضعوه‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫شرط أن يتوافق ومضامين امليثاق‪ .‬وضمانا للتطبيق الفعال ألحكام امليثاق يسخر ِ‬
‫األمانة العامة للمجلس الدولي للمتاحف خدماتها للدول املعنية‪ ،‬بحيث توجه إليه املشورة‬
‫بخصوص أي معيار يتوفر بشأنه تعريف واضح على املستوى املحلي‪ .‬و ُيلزم امليثاق الهيئات‬
‫اإلدارية املشرفة على املتاحف بالتقيد وإحترام جميع القوانين الوطنية السارية املفعول في‬
‫إقليم الدولة التي تتواجد بها عدة متاحف كشرط مسبق إلبرام إتفاق مع املتاحف‬
‫األجنبية (املجلس الدولي للمتاحف‪ ،2017 ،‬صفحة ‪.)20‬‬
‫التقيد بالتشريعات الدولية واإلقليمية‬ ‫أما على الصعيد الدولي يفرض على الدول ّ‬
‫الخاصة بنشاط املتاحف‪ ،‬ليس كأداة تضبط نشاط املتاحف املحلية‪ ،‬وإنما كمعيار‬
‫تعتمد عليه املتاحف من أجل تفسير مضمون ميثاق اآلداب واألخالقيات املهنية باملتاحف‬
‫الخاصة باملجلس الدولي للمتاحف (اإليكوم)‪ ،‬وفي هذا الصدد حددت في مضامين ميثاق‬
‫‪213‬‬
‫زهرة محجوبي‪ /‬محمد جلول زعادي‬

‫األيكوم اإلتفاقيات الدولية املعتمدة في إعداده (املجلس الدولي للمتاحف‪ ،2017 ،‬صفحة‬
‫‪.)20‬‬
‫‪ -2-2‬حماية املجموعات املتحفية في مضامين ميثاق اإليكوم ‪:‬‬
‫تتمتع املجموعات املتحفية بدرجة كبيرة من األهمية باعتبارها وسيلة لدعم‬
‫ً‬
‫املتحف والوصول إلى أهدافه‪ ،‬فضال على أنها سبب في وجوده‪ ،‬عالوة على أنها تراثا عاما‬
‫مهما‪ ،‬وتحظى بمكانة خاصة في إطار القانون بشكل ما توحي به الحماية املقررة لها في‬
‫التشريعات الدولية ) ‪ ،(DESVALLEES & MAIRESSE, 2010, p. 26. 28‬فلم يكن من‬
‫الغريب أن يتضمن ميثاق اإليكوم جملة من التدابير واإلجراءات لحمايتها‪ ،‬ومن أهم‬
‫العناصر التي يمكن ذكرها في هذا الشأن نجد ‪:‬‬
‫‪ -1-2-2‬اإللتزامات املوضوعة على عاتق موظفي املتاحف ‪:‬‬
‫أشار امليثاق إلى االلتزامات الخاصة بموظفي املتاحف تحت مسمى "املعنيون‬
‫ملزما إياهم بجملة‬‫العاملون باملتاحف"‪ ،‬وذلك في مضامين املبدأ الثامن بجميع فقراته‪ً ،‬‬
‫من املبادئ أهمها‪:‬‬
‫‪-‬التزام موظفي املتاحف باحترام املعايير والقوانين السارية املفعول في املهنة املتحفية من‬
‫أجل اكتسابهم نظرة قانونية ملختلف التشريعات الدولية والوطنية املتعلقة بآداب املهنة‬
‫املتحفية‪ ،‬بما فيها املتعلقة بحماية املجموعات املتحفية املتضمنة بقوة القانون في‬
‫األنظمة الداخلية للمتاحف التي يزاولون بها نشاطاتهم‪ ،‬شرط تقيدهم بها في مسارهم‬
‫صرح به امليثاق في مضامين املبدأ الثامن‪ ،‬و بالتحديد الفقرتين األولى‬ ‫العملي‪ ،‬وهو ما ّ‬
‫ً‬
‫والثالثة (‪ 1-8‬و‪ ،)3‬مخوال لهم اإلعتراض على طلبات الهيئة اإلدارية‪ ،‬و التي تكون مخالفة‬
‫لآلداب واألخالقيات املهنية‪ ،‬أو للقانون الوطني (املجلس الدولي للمتاحف‪ ،2017 ،‬صفحة‬
‫‪.)21 .7‬‬
‫‪-‬اإلبتعاد عن املمارسات الغير قانونية كاالتجار غير املشروع باملمتلكات الثقافية أو‬
‫التجاري‪ ،‬ومهما‬ ‫الطبيعية‪ ،‬أكان هذا النشاط بشكل مباشر أو غير مباشر لغرض االنتفاع ّ‬
‫كانت صفة موظفي املتحف ودرجة مسؤولياتهم‪ ،‬فقد قض ى ميثاق اإليكوم بأن يتم‬
‫استبعادهم وفصلهم من مناصبهم كونهم يسببون مشاكل مع متاحف آخرى وطنية‪ ،‬أو‬
‫إقليمية‪ ،‬أو عاملية‪ ،‬كما أنه ال يسمح لهم‪ ،‬وال لعائالتهم‪ ،‬وال لشركائهم اقتناء املجموعات‬
‫‪214‬‬
‫تقييم النظام الداخلي بالمتحف العمومي الوطني الباردو في ضوء ميثاق األيكوم‬

‫التي تم التنازل عنها في املتحف الذي يخضع ملسؤوليتهم أو يزاولون العمل به ألن األولوية‬
‫تكون لفائدة متحف آخر‪ ،‬واألمر ذاته فيما يتعلق بدعمهم لالتجار أو التسويق غير‬
‫املشروع بأي شكل من األشكال (املجلس الدولي للمتاحف‪ ،2017 ،‬صفحة ‪.)21‬‬
‫ّ‬
‫الس ّرية املتعلقة بمصدر التحف التي‬ ‫‪-‬االلتزام بالسرية ووجوب حماية كل املعلومات ّ‬
‫ُ‬
‫بحوزة املتحف‪ ،‬أو املعارة‪ ،‬أو معلومات متعلقة بأجهزة أمن املجموعات‪ ،‬وعدم الكشف‬
‫عنها أثناء تأدية العمل في إطار تبادل أو إعارة قطع بين املتاحف‪ ،‬سواء بنشرها‪ ،‬أو إبالغها‬
‫ألي جهة‪ ،‬أكان متحف آخر‪ ،‬أو ملتعاون‪ ،‬أو ألي شخص أخر دون موافقة صاحبها‪ ،‬وهو ما‬
‫ض تحفة وجهت للمتحف بغرض التعرف عليها‪ ،‬فالواجب‬ ‫أيضا على معلومة تخ ّ‬ ‫ينطبق ً‬
‫نظرا للنتائج الوخيمة املتمخضة عن هذا‬ ‫تسرب ّأية معلومة ً‬ ‫هو الحرص على عدم ّ‬
‫السلوك الذي يمس بأمن املتاحف‪ ،‬وما تقتنيه من مجموعات متحفية‪ُ ،‬ويستبعد االلتزام‬
‫بالسرية في حالة التعاون مع الشرطة‪ ،‬أو أي ممثل من ممثلي السلطات العمومية املخول‬
‫لهم التحقيق حول املمتلكات التي تعرضت للسرقة‪ ،‬أو ُحولت بطريقة ال مشروعة‪ ،‬أو التي‬
‫تم اقتناؤها (املجلس الدولي للمتاحف‪ ،2017 ،‬صفحة ‪.)23‬‬
‫‪-‬االمتناع عن ممارسة كل النشاطات واألفعال التي تفسر كتنازع للمصالح نظرا ملعارفهم‪،‬‬
‫غالبا ما يتم استدراجهم بصفة شخصية‪ ،‬إما‬ ‫وخبراتهم واتصاالتهم‪ ،‬فاملوظفون املحترفون ً‬
‫من باب تقديم نصائح‪ ،‬أو فحوص‪ ،‬أو دروس‪ ،‬أو تقديرات‪ ،‬وهو ما استبعده امليثاق في‬
‫مضامينه‪ ،‬مع إلزامه للموظفين بتكوين عالقات حسنة بين أعضاء املهنة املتحفية‪،‬‬
‫التصريح باختالف اآلراء بصفة شخصية‪ ،‬فضال على عدم قبولهم ألي هدية كانت‪،‬‬ ‫وتجنب ّ‬
‫ً‬
‫أو هبة‪ ،‬أو مكافأة من تاجر‪ ،‬أو عميل‪ ،‬أو أي شخص آخر‪ ،‬محاولة منه لشراء الذمم‬
‫تحويل تحف من مقتنيات املتحف‪ ،‬و األمر ذاته فيما يتعلق باستعمال أو‬ ‫بغرض شراء أو ّ‬
‫استمالك أي تحفة من مجموعات املتحف لغرض شخص ي‪ ،‬ولو بصفة مؤقتة ملوظفي‬
‫املتحف‪ ،‬أو الهيئة اإلدارية‪ ،‬أو أسرهم‪ ،‬أو شركائهم املقربين‪ ،‬على أن يلتزم املوظفين بمبدأ‬
‫التشاور والتعاون بين املؤسسات ذات اهتمامات وممارسات مشتركة (املجلس الدولي‬
‫للمتاحف‪ ،2017 ،‬صفحة ‪.)25 .14 .12‬‬
‫‪ -2-2-2‬القواعد املتعلقة باستخدام املجموعات املتحفية ‪:‬‬

‫‪215‬‬
‫زهرة محجوبي‪ /‬محمد جلول زعادي‬

‫تضمن امليثاق مسألة إستخدام املجموعات املتحفية بشكل مفصل‪ ،‬مع األخذ بعين‬
‫ً‬
‫موضوعا لها‪ ،‬وفي هذا‬ ‫االعتبار مختلف اإلجراءات التي قد تكون املجموعات املتحفية‬
‫الشأن نذكر‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪-‬االقتناء ال يكون إال بعد التأكد من أصل ملكية أي تحفة‪ ،‬بأي طريقة كانت (الشراء‪ ،‬أو‬
‫اإلهداء‪ ،‬أو اإلعارة‪ ،‬أو الهبة‪ ،‬أو التبادل)‪ ،‬إال بوجود عقد شرعي للملكية الذي ال يشكل‬
‫سندا للملكية الشرعية في بعض البلدان‪ ،‬عالوة على ضرورة التأكد من عدم‬ ‫بالضرو ة ً‬
‫ر‬
‫خضوعها لتقنين داخل بلدها األصلي‪ ،‬أو تصدير خارجه‪ ،‬أو خارج بلد عابر تكون قد‬
‫ُ‬
‫أمتلكت فيه بصفة شرعية (بما في ذلك البلد الذي يوجد به املتحف)‪ ،‬مخالفة لقوانين‬
‫ُ‬
‫هذا البلد‪ ،‬وهو ما أصطلح عليه بـ"االلتزام بالعناية الواجبة"‪ ،‬فضال على عدم اقتناءه إال‬
‫إذا كان قاد ًرا على حفظها بشكل آمن واالعتناء بها باحترام‪ ،‬خاصة ما تعلق بالتحف التي‬
‫تشكل قضية ثقافية حساسة (املجلس الدولي للمتاحف‪ ،2017 ،‬صفحة ‪.)8.9‬‬
‫‪-‬توثيق كل القطع املتحفية‪ ،‬وإعداد وثائق واضحة ودقيقة تتعلق بها‪ ،‬وتتبع حركتها من‬
‫مكان آلخر داخل أو خارج املتحف‪ ،‬فضال عن تدوين كل التدخالت التي قد تتعرض لها‬
‫أثناء تواجدها باملتحف‪ ،‬شرط أن تحفظ كل البيانات في مكان آمن مدعمة بأنظمة‬
‫لتسهيل استعادتها واالطالع عليها من قبل موظفي املتحف واملستخدمين املرخص لهم‬
‫إمكانية الوصول لها واستفادة منها (املجلس الدولي للمتاحف‪ ،2017 ،‬صفحة ‪.)11‬‬
‫‪-‬الحفظ يسند ألشخاص مؤهلين في هذا املجال‪ ،‬باعتباره أحد أهم سبل استدامة‬
‫املجموعات املتحفية‪ ،‬وإيصالها لألجيال القادمة وفق مجموعة من اإلجراءات‪ّ ،‬‬
‫لعل أهمها‬
‫الصيانة الوقائية‪ ،‬والعالجية‪ ،‬والترميم‪ ،‬سواء كانت مخزنة‪ ،‬أو معروضة‪ ،‬أو موجودة‬
‫بشكل مؤقت (املجلس الدولي للمتاحف‪ ،2017 ،‬صفحة ‪.)12 .11 .9‬‬
‫‪-‬عرض تحف ذات جودة بشكل يتوافق ومهام وسياسات املتحف األساسية املعلنة‪،‬‬
‫وبطريقة تتناسب واملعايير املهنية ومصالح ومعتقدات أفراد املجتمع املحلي واملجموعات‬
‫العرقية أو الدينية‪ ،‬مع إلحاقها بالعناية والصيانة طيلة املعرض‪ ،‬مع مراعاة شروط أمنية‬
‫مناسبة لحمايتها من السرقة‪ ،‬ومن مختلف األضرار التي قد تتعرض لها داخل خزانات‬
‫العرض‪ ،‬أو املخازن‪ ،‬أو أماكن العمل‪ ،‬وأثناء عملية النقل‪ ،‬وعدم إفشاء املعلومات‬

‫‪216‬‬
‫تقييم النظام الداخلي بالمتحف العمومي الوطني الباردو في ضوء ميثاق األيكوم‬

‫الحساسة خالل تقديم هذه التحف أو املجموعات للجمهور في إطار النشاطات العلمية‬
‫والثقافية‪.‬‬
‫‪-‬تسطير سياسات لحماية املجموعات املتحفية في حالة النزاعات املسلحة‪ ،‬وخالل الكوارث‬
‫الطبيعية‪ ،‬واألخطار التي يتسبب فيها البشرية‪( .‬املجلس الدولي للمتاحف‪ ،2017 ،‬صفحة‬
‫‪.)11‬‬
‫‪-‬تبادل املعارف والوثائق واملجموعات مع متاحف واملؤسسات الثقافية بدول أخرى‪،‬‬
‫هاما من تراثها‪ ،‬مع استعداد املتحف للحوار بشأن إعادة‬ ‫جزءا ً‬‫ً‬ ‫خاصة التي فقدت‬
‫املمتلكات الثقافية إلى موطنها األصلي بعد أن يثبت إصدارها أو نقلها بطرق غير قانونية‬
‫فقا للتشريعات الوطنية واإلقليمية والدولية السارية املفعول في هذا املجال (املجلس‬ ‫و ً‬
‫الدولي للمتاحف‪ ،2017 ،‬صفحة ‪.)18‬‬
‫‪ -3-2-2‬مبادئ حماية املجموعات املتحفية من خالل ميثاق اإليكوم ‪:‬‬
‫تضمن ميثاق األيكوم جملة من املبادئ تسعى إلى حماية املجموعات املتحفية من‬
‫ً‬
‫مختلف املخاطر التي تتعرض لها داخل املؤسسة املتحفية أو خارجها‪ ،‬فضال عن حمايتها‬
‫من السرقة‪ ،‬والتهريب‪ ،‬واملتاجرة غير املشروعة وفق املعايير الدولية املعمول بها في هذا‬
‫الصدد‪ .‬ومن أهم املعايير املطبقة في هذا الشأن‪ ،‬نجد‪:‬‬
‫‪-‬تحديد سياسة االقتناء‪:‬‬
‫إن اإلقتناء هو وظيفة حيوية ودائمة للمتحف وأولى املهام املنوطة به‪ ،‬إذ يقوم كل‬
‫متحف بجمع وإقتناء أنواع محددة من التحف ترد في نطاق اختصاصه‪ ،‬ويكون االقتناء‬
‫وفقا ملا تنص عليه القوانين‪ ،‬وكذا ما تضمنه امليثاق‪ ،‬هذا األخير الذي ألزم املتاحف‬
‫بضرورة تبني ونشر وتنفيذ سياسة مكتوبة لحيازة واقتناء املجموعات بها الضوابط‬
‫والطرق التي يتم عبرها اإلقتناء (شرقي‪ ،2014 ،‬صفحة ‪ ،)90 .87‬ومن ثم يعتبر وجود‬
‫سياسة اإلقتناء مسؤولية مهنية وأخالقية‪ ،‬إذ شدد امليثاق على ضرورة تقص ي مصدر‬
‫مستبعدا اقتناء أي تحفة بأي طريقة كانت‬‫ً‬ ‫املقتنيات قبل ضمها ملجموعاته املتحفية‪،‬‬
‫ألسباب قانونية كالتي تم تقنينها داخل بلدها األصلي أو تصدر خارجه‪ ،‬أو خارج بلد عابر‬
‫تكون قد أمتلكت فيه بصفة شرعية (املجلس الدولي للمتاحف‪ ،2017 ،‬صفحة ‪.)8.13‬‬

‫‪217‬‬
‫زهرة محجوبي‪ /‬محمد جلول زعادي‬

‫كما يمنع املتحف عن اقتناء التحف املشكوك أنها نتيجة أعمال ميدانية‬
‫عشوائية‪ ،‬وغير علمية‪ ،‬وغير مرخص لها‪ ،‬أو ناتجة عن تدمير معلم تاريخي‪ ،‬أو أثري‪ ،‬أو‬
‫طبيعي‪ ،‬واألمر ذاته فيما يتعلق بالتي ال يتم اإلفصاح عنها لصاحب األرض‪ ،‬أو للسلطات‬
‫القانونية‪ ،‬أو الحكومية املعنية (املجلس الدولي للمتاحف‪ ،2017 ،‬صفحة ‪ ،)8‬وعليه تكون‬
‫املتاحف قد أسهمت بهذا في حماية املجموعات املتحفية‪ ،‬و اللقى األثرية لبلدان أخرى‪،‬‬
‫كما أنها تكون في منأى عن تشجيع تهديم املعالم التاريخية‪ ،‬والثقافات األصلية املحلية‪،‬‬
‫والسرقة على املستوى الوطني والدولي‪ ،‬اللتزامها بالشفافية والوضوح فيما يتعلق بمصدر‬
‫ما يتم اقتناءه‪ ،‬وأال يكون من مصدر غير قانوني‪ ،‬أو غير مؤكد نسبه‪ ،‬بهدف الحد من‬
‫التجارة غير املشروعة باألعمال الفنية واآلثار (راشد‪ ،2020 ،‬صفحة ‪.)67.68‬‬
‫وسعيا من املتحف ملحاربة التجارة غير القانونية للتحف يستوجب عليه قبل‬ ‫ً‬
‫اقتناء أي مقتنى‪ ،‬التأكد من أن املالك األصلي لم يحصل عليه بطرق غير قانونية‪ ،‬وأنه لم‬
‫تستورد من بلده األصلي‪ ،‬أو أي بلد وسيط كانت ملكيته فيه غير قانونية‪ ،‬ويمكن االلتزام‬
‫بهذا املبدأ عن طريق ذكر املسار التاريخي الكامل للقطعة منذ إكتشافها أو إنتاجها (لويس‪،‬‬
‫‪ ،2012‬الصفحات ‪ ،)15 -8‬ولإلشارة فعملية االقتناء تصاحبها عملية اإلدخال‪ ،‬ويتم‬
‫خالله إدخال(ضم) تحفة جديدة للمجموعات املتحفية بمنحها رقم التسجيل‪ ،‬والذي‬
‫يعتبر سند ملكية وبمثابة هوية للتحفة خالل تواجدها باملتحف‪ ،‬وتستكمل هذه العملية‬
‫بعملية أخرى يتم عبرها الجرد والتسجيل الكامل لكافة املعلومات حول التحفة (املجلس‬
‫الدولي للمتاحف‪ ،1997 ،‬صفحة ‪.)6‬‬
‫‪ -‬الجرد والتسجيل‪:‬‬
‫هما عمليتين حيويتين مستدامتا التحديث لجمع كل املعلومات التاريخية وكذا‬
‫ُ‬
‫الدراسات البحثية‪ ،‬تعدان من أهم اإلجراءات التي يتم بواسطتهما القبول الرسمي للقطعة‬
‫وقيدها بسجالت املتحف بصورة رسمية‪ ،‬فيتم إدراجها ضمن مجموعاته‪ ،‬وتسجيل كل‬
‫املعلومات املتوفرة حولها‪ .‬ولقد ألزم امليثاق املتاحف بضرورة وضع قواعد لعملية جرد‬
‫وتسجيل التحف‪ ،‬مع ترك الحرية للمتحف في وضع نظام الجرد والتسجيل الخاص به‬
‫الذي يعطى خالله رقم خاص بالتحفة يربطها بكافة البيانات األساسية والصور‬
‫واملنشورات الخاصة بها‪ ،‬شرط أن يكون نظام الترقيم والتوثيق للمقتنيات واضح بشكل‬
‫‪218‬‬
‫تقييم النظام الداخلي بالمتحف العمومي الوطني الباردو في ضوء ميثاق األيكوم‬

‫يسهل على املوظفين والباحثين التعامل بواسطته‪ ،‬ويعد هذا الترقيم سند امللكية حال‬
‫تعرض املقتنى للسرقة‪ ،‬أو ألي وضع أو مشكلة قانونية (راشد‪ ،2020 ،‬صفحة ‪،)230‬‬
‫ويسهل التعرف عليه بتوفير املعلومات لدى املؤسسات املعنية كالشرطة والجمارك من‬
‫أجل مكافحة التهريب واملتاجرة غير املشروعة باملمتلكات الثقافية (املجلس الدولي‬
‫للمتاحف‪ ،1997 ،‬صفحة ‪ .)10‬فعمليات الجرد‪ ،‬واإلحصاء‪ ،‬وترقيم‪ ،‬وتسجيل كل‬
‫املعلومات املتعلقة بالقطعة مرتبطة بتأكيد خصوصياتها وتصنيفها حسب النوع‪ ،‬أو‬
‫الشكل‪ ،‬أو الوظيفة (بويحياوي‪ ،2014 ،‬صفحة ‪ ،)64‬كما أنها سند للمعلومات املتعلقة‬
‫ُ‬
‫بالتحفة‪ ،‬حتى وإن تعرضت إلى الزوال؛ فهي تمكن الباحثين من التزود باملعطيات األولية‬
‫بهدف الدراسة والبحث العلمي‪ ،‬وإعطائهم صورة عامة للتحفة (محجوبي‪،2016 -2015 ،‬‬
‫صفحة ‪.)80.83‬‬
‫كما أكد ميثاق األيكوم لآلداب واألخالقيات املهنية للمتاحف على ضرورة تتبع‬
‫حركة التحفة داخل املتحف وانتقالها من مكان آلخر‪ ،‬وأسباب نقلها إذا ما لزم األمر‬
‫والبيئة املطلوب توفيرها‪ ،‬واالحتياطات الالزمة في تحريكها ‪-‬خاصة الحساسة‪ ،-‬وخارجه إذا‬
‫ما شاركت في معارض خارجية أو تم إعارتها‪ ،‬وهذا من خالل وضع نظام تتبع ورقي‬
‫وإلكتروني يدون به ما سلف ذكره بهدف تسهيل الوصول إليها‪ ،‬وحمايتها‪ ،‬وكذا التعرف‬
‫ً‬
‫على مسارها العلمي واإلداري‪ ،‬مشترطا أن يكون أول بأول‪.‬‬
‫والتسجيل ال يقتصر فقط على الحركة‪ ،‬وإنما يشمل ً‬
‫أيضا كل التدخالت التي تقام‬
‫على التحفة من صيانة‪ ،‬أو ترميم (املجلس الدولي للمتاحف‪ ،2017 ،‬صفحة ‪ ،)12‬ويكون‬
‫هذا وفق معايير ومبادئ أخالقية املهنة‪ ،‬أهمها تسجيل كل ما يتعلق بهذه املراحل‪ ،‬مع ذكر‬
‫األساليب واملواد املستعملة‪ ،‬إمتثاال لواجبهم في هذا املجال كالدراسة التشخيصية في‬
‫تحديد املواد املكونة للتحفة‪ ،‬وحالة حفظها‪ ،‬وتعريف نوع التلف‪ ،‬وطبيعته‪ ،‬ومكانه‪،‬‬
‫وتقييم أسباب التلف‪ ،‬مع ذكر نوع التدخل الضروري إلطالة عمرها أطول وقت ممكن‬
‫بأقل تدخل‪.‬‬

‫‪ -‬الحفظ (العناية باملجموعات املتحفية)‪:‬‬

‫‪219‬‬
‫زهرة محجوبي‪ /‬محمد جلول زعادي‬

‫الدوافع الرئيسية التي أوجدت املتاحف‪ ،‬وباعتبار أن املقتنيات املتحفية‬ ‫يعتبر من ّ‬


‫هي مصادر غير متجددة‪ ،‬تضمن امليثاق تدابير عالجية‪ ،‬وألزم موظفي املتحف اإللتزام بها‪،‬‬
‫وعليه تأتي وظيفة الحفظ الذي يشمل العناية‪ ،‬والصيانة‪ ،‬والترميم إذا ما لزم األمر له‪.‬‬
‫أساسا على توفير بيئة مناسبة لحفظ التحفة‪ ،‬وتقليص فرص تعرضها‬ ‫ً‬ ‫ويعتمد الحفظ‬
‫ً‬
‫سريعا لخطر‬ ‫ملخاطر التالش ي أو التدهور‪ ،‬خاصة العضوية منها‪ ،‬والحساسة‪ ،‬والتي تتعرض‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫وتفاديا لهذا الوضع وجب إتباع قواعد الحفظ الوقائي‬ ‫إذا لم توفر لها بيئة مناسبة‪،‬‬
‫للمقتنيات بقاعات العرض‪ ،‬والتخزين‪ ،‬وأماكن العمل‪ ،‬وحتى األماكن التي تنقل لها‬
‫التحف في سبيل اإلعارة‪ ،‬دون إغفاله عن كيفية التعامل معها وتداولها أثناء العرض‪،‬‬
‫ً‬
‫تفاديا إلجراء تدخالت على التحفة‪ ،‬سواء‬ ‫والتخزين‪ ،‬والدراسة‪ ،‬أو النقل من مكان آلخر‪،‬‬
‫الصيانة العالجية‪ ،‬أو الترميم اللذان يعتمدان بالدرجة األولى على خبرة وجدية املختصين‬
‫مهمة تقدير مدى حاجة التحفة للصيانة العالجية أو الترميم عند‬ ‫الذين تخول لهم ّ‬
‫ّ‬
‫مالحظة التلف‪ ،‬أو أضرار لحقت فعال‪ُ ،‬مستحسنين عدم اللجوء إليه إال كآخر سبيل‬
‫لتأمين إستقرار حالة التحفة (بوعجينة‪ ،2015 -2014 ،‬صفحة ‪.)363‬‬
‫فضال على إنتهاج طرق للترميم والصيانة العالجية تتوافق ومواد وجماليات التحفة‬
‫ً‬
‫تفاديا لتغيير جذري لها والحفاظ على كل ما هو أثري أثناء ترميمها‪ ،‬وأال‬ ‫املتدخل عليها‪،‬‬
‫يستعمل املرمم في تدخله إال املواد‪ ،‬واألساليب‪ ،‬واألدوات التي تتوافق مع مستوى املعارف‬
‫املعاصرة‪ ،‬بحيث ال يسبب ضرر للتحفة‪ ،‬وال للبيئة‪ ،‬وال لألشخاص‪ ،‬وأال يكون هناك‬
‫تعارض بين التدخل واملواد املستعملة مع التشخيص واملعالجة والتحاليل املستقبلية قدر‬
‫اإلمكان‪ ،‬وأن يكون انسجام مع املواد املكونة للتحفة‪ ،‬وأن يحترم الرموز الجمالية‬
‫والتاريخية والخصوصيات املادية لها‪ ،‬عالوة على مراعاة ضوابط محددة تكفل الحفاظ‬
‫على هيبته‪ ،‬وعلى أن ال يستعمل مواد تشوه مظهرها‪ ،‬وال شكلها األصلي (سمير‪،2016 ،‬‬
‫صفحة ‪.)18 .17‬‬
‫وكذا من باب الشفافية على أن يتم تمييز مختلف التعديالت التي قد تلحق‬
‫بالتحفة أو النموذج جراء عمليات الترميم أو الصيانة لتمكين كافة الزوار من تمييز التحف‬
‫والنماذج األصلية عن غيرها (املجلس الدولي للمتاحف‪ ،2017 ،‬صفحة ‪ ،)12‬وهو ما نص‬
‫عليه ميثاق أثينا ‪(AGENCE NATIONALE D’ARCH EOLOGIE ET D LA PROTECTION‬‬
‫‪220‬‬
‫تقييم النظام الداخلي بالمتحف العمومي الوطني الباردو في ضوء ميثاق األيكوم‬

‫‪DES SITES ET MONUMNTS HISTORIQUES Recueil législatif sur L’Archéologue ,‬‬


‫)‪ .la protection des sites, des Musées et des Monuments historique, 1931‬باعتبار‬
‫أن املرمم هو املسؤول املباشر‪ ،‬فصيانة وترميم التحف يكون بهدف استدامتها وحفظها‬
‫لألجيال الحاضرة واملستقبلية‪ ،‬وهي إحدى أبرز املهام املنوطة باملتحف‪.‬‬
‫ولقد تطرق ميثاق األيكوم آلداب واألخالقيات املهنية باملتاحف ملواضيع أخرى‬
‫عيا منه لتوفير حماية الزمة لها كمسألة التأمين التجاري؛‬ ‫تتعلق باملجموعات املتحفية‪ ،‬س ً‬
‫إذ ألزم الهيئة اإلدارية بأن تضع قيمة مناسبة تشمل التحف الجاري نقلها‪ ،‬أو إعارتها‪،‬‬
‫مشددا على أن التحف املعارة تؤمن‬ ‫ً‬ ‫وغيرها من التحف التي تحت مسؤولية املتحف‪،‬‬
‫فعالة إلخالء املجموعات‬ ‫مصرحا بضرورة إعداد مخططات استعجالية ّ‬ ‫ً‬ ‫بشكل مناسب‪،‬‬
‫املتحفية قبل تعرضها إلى ضرر خالل الكوارث الطبيعية والبشرية‪ ،‬خاصة أثناء الحروب‬
‫(جيراسيك‪ ،2007 ،‬صفحة ‪ ،)181‬وهو ما نوهت له إتفاقية الهاي لسنة ‪ 1954‬املتبناة في‬
‫هذا الصدد بضرورة وجود أماكن مدروسة وآمنة لحفظ املمتلكات الثقافية خالل‬
‫ً‬
‫النزاعات املسلحة‪ ،‬شرط أن تكون املحاينة له بين الحين واآلخر‪ ،‬تاركا الحرية للمتاحف‬
‫في هذا الشأن الختالف محيطها‪ ،‬ومكان تواجدها‪ ،‬وكذا هندستها املعمارية (املجلس الدولي‬
‫للمتاحف‪ ،2017 ،‬صفحة ‪.)11 .6 .5‬‬
‫جليا شمولية ميثاق األيكوم آلداب واألخالقيات‬ ‫سالفا‪ ،‬يتضح ً‬‫بناء على ما ذكر ً‬ ‫ً‬
‫املهنية باملتاحف للعديد من النقاط التي سعى من خاللها توفير حماية للمجموعات‬
‫مهما يتمتع بحصانة قانونية دولية‪ ،‬وإقليمية‪ ،‬ووطنية‪ ،‬وهذا‬ ‫عاما ً‬ ‫املتحفية باعتبارها تراثا ً‬
‫راجع العتماده على جملة من االتفاقيات الدولية؛ فحمايته لهذا اإلرث الحضاري املنقول‬
‫يبدأ من تشديده على توفير مبنى يتماش ى وبيئة مالئمة للعمل‪ ،‬تسهيال لقيام املتحف‬
‫متتبعا مختلف املراحل التي تمر بها املجموعات املتحفية طيلة‬ ‫ً‬ ‫باألدوار املنوطة به‪،‬‬
‫ً‬
‫معتبرا إياها‬ ‫بدءا بإلزامه الهيئة اإلدارية بوضع سياسة لالقتناء‪،‬‬ ‫تواجدها باملتحف‪ً ،‬‬
‫ً‬
‫مصرحا‬ ‫مسؤولية مهنية وأخالقية‪ ،‬مرو ًرا بتوثيق وتسجيل كل ما يتعلق بما تم حيازته‪،‬‬
‫بضرورة العناية بها‪ ،‬وكذا عرضها‪ ،‬دون أن يسقط حاالت الطوارئ والكوارث التي قد‬
‫ملحا على وضع مخطط استعجالي فعال ملثل هذه املواقف‪ ،‬غير أن ما‬ ‫تلحق املتحف‪ً ،‬‬
‫يعاب عليه هو تطرقه إلى عنصر التحليل الهدمي الذي لم يفصل فيه‪ ،‬ودون أن يحيلنا‬
‫‪221‬‬
‫زهرة محجوبي‪ /‬محمد جلول زعادي‬

‫التفاقيات تتضمن حاالت اللجوء إلى مثل هذا التحليل‪ ،‬وهو ما يتنافى والدور الرئيس ي‬
‫للمتحف املتمثل في حفظ‪ ،‬وإيصال مجموعاته لألجيال القادمة‪ ،‬كما أنه أشاد بضرورة‬
‫تكوين موظفي املتاحف كل في تخصصه؛ فامليثاق يعتبر بمثابة القانون األخالقي لتنظيم‬
‫العمل داخل املتاحف واملرجع األساس ي لها إلعداد منظومتها القانونية‪ ،‬وهو ما سنتطرق‬
‫إليه في النظام الداخلي للمتحف العمومي الوطني الباردو‪.‬‬
‫‪ -3‬املتحف العمومي الوطني الباردو ‪:‬‬
‫‪ -1-3‬النظام الداخلي للمتحف العمومي الوطني الباردو ‪:‬‬
‫إن النظام الداخلي هو وثيقة محددة املضمون من الناحية القانونية‪ ،‬تتضمن‬
‫أحكاما ضرورية للسير الحسن للمؤسسة املستخدمة (حسان‪ ،2008 ،‬صفحة ‪ ،)32‬وقد‬ ‫ً‬
‫عرفه املشرع الجزائري في طيات املادة السابعة والسبعون من قانون العمل رقم ‪11/90‬‬
‫على أنه "وثيقة مكتوبة يحدد فيها املستخدم ً‬
‫لزوما‪ ،‬القواعد املتعلقة بالتنظيم التقني‬
‫للعمل والوقاية الصحية واألمن واالنضباط‪ .‬يحدد النظام الداخلي في المجال التأديبي‪،‬‬
‫وطبيعة األخطاء املهنية ودرجات العقوبات املطابقة وإجراءات التنفيذ" (‪،1990‬‬
‫الصفحات ‪ .)9-6-5‬وعليه النظام الداخلي للمتحف العمومي الوطني الباردو يحدد عدد‬
‫ُ‬
‫من املبادئ والقواعد التي تسير عالقات العمل داخل املؤسسة املتحفية في إطار القوانين‬
‫والتنظيمات السارية املفعول من أجل ضمان السير الجيد للعمل‪ ،‬واالنضباط‪ ،‬واألمن‪،‬‬
‫والوقاية داخل مؤسسة املتحف العمومي الوطني بالباردو‪ ،‬كما ينظم عالقة املوظفين‬
‫ووفقا للمواد ‪67‬و ‪ 68‬و‪ 69‬من النظام‪ ،‬فإنه يتم إعداده من‬‫ً‬ ‫باملؤسسة‪ ،‬و إزاء إدارتهم‪،‬‬
‫قبل املدير‪ ،‬ثم املصادقة عليه من طرف مجلس التوجيه‪ ،‬ليتم العمل بمحتواه (املتحف‬
‫العمومي الوطني الباردو‪ ،‬صفحة ‪.)16 .4‬‬
‫ُ‬
‫أعتمد في إعداد النظام الداخلي ملتحف الباردو على النصوص القانونية الوطنية‬
‫الجزائرية املتعلقة باملمتلكات الثقافية كاملرسوم رقم ‪ 280 -85‬املؤرخ في ‪12‬نوفمبر ‪1985‬‬
‫املتضمن إنشاء متحف الباردو الوطني (الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪،1985 ،‬‬
‫صفحة ‪ ،)1729‬وكذا القرار الوزاري املشترك املؤرخ في ‪ 25‬يوليو سنة ‪ 1987‬املتضمن‬
‫التنظيم الداخلي له (‪ ،)/https://www.m-culture.gov.dz/index.php/ar‬عالوة على‬
‫القانون رقم ‪ 04 -98‬املؤرخ في ‪ 22‬صفر ‪1419‬هـ‪ 15 /‬جوان ‪ ،1998‬واملتعلق بحماية‬
‫‪222‬‬
‫تقييم النظام الداخلي بالمتحف العمومي الوطني الباردو في ضوء ميثاق األيكوم‬

‫التراث الثقافي (الجريدة الرسمية‪ ،1998 ،‬صفحة ‪ ،)19 .3‬وكذا املرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 383 -08‬املؤرخ في ‪ 26‬نوفمبر ‪ 2008‬املتضمن القانون األساس ي الخاص باملوظفين‬
‫ً‬
‫املنتمين لألسالك الخاصة بالثقافة (الجريدة الرسمية‪ ،2008 ،‬الصفحات ‪ ،)30 -4‬فضال‬
‫عن املرسوم التنفيذي رقم ‪ 352-11‬املؤرخ في ‪ 05‬أكتوبر ‪ 2011‬الذي يحدد القانون‬
‫األساس ي النموذجي للمتاحف ومراكز التفسير ذات الطابع املتحفي (الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫‪ ،2011‬صفحة ‪.)10 .5‬‬
‫يضم النظام الداخلي للمتحف خمسة أبواب‪ ،‬يتكون كل واحد منها من ثالثة‬
‫فصول إلى خمسة‪ ،‬وكل فصل يتضمن بدوره مواد متسلسلة عددها اإلجمالي بكل النظام‬
‫مئة وواحد‪ .‬وقد تطرق النظام الداخلي ملتحف الباردو لجوانب عديدة على النحو التالي‪:‬‬
‫تنظيم العمل‪ ،‬إلتزامات املوظف وحقوقه‪ ،‬نظام العمل‪ ،‬وكذا األخطاء والعقوبات‬
‫التأديبية‪ ،‬وكذا أحكام ختامية تتعلق بالنظام الداخلي‪ ،‬وكيفية سيره‪ ،‬وتعديله‪ ،‬أو إلغاءه‪.‬‬
‫غير أنه يتم التركيز في هذا النظام على املواد املتعلقة بحماية املجموعات املتحفية‪ ،‬سواء‬
‫كانت تدابير وقائية أو ردعية ألهميتها‪ ،‬ودورها في وجود املتحف ونجاح إنفاذ الدور املنوط‬
‫به‪.‬‬
‫‪ -1-1-3‬اإللتزامات املهنية املوضوعة على عاتق موظفي املتاحف ‪:‬‬
‫ً‬
‫معتبرا إياهم أهم‬ ‫سلط النظام الداخلي للمتحف الضوء على أهمية موظفيه‪،‬‬
‫موارده األساسية لبلوغ أهدافه؛ فهم مجندون لحماية املجموعات املتحفية املختلفة‪،‬‬
‫وحفظها‪ ،‬وإيصالها لألجيال املستقبلية‪ ،‬ووضع إجراءات ردعية في حالة تهاونهم وتقصيرهم‬
‫في تأدية املهام املوكلة لهم‪ ،‬خاصة في حالة الكوارث التي قد تلحق باملتحف وبمجموعاته‪،‬‬
‫كالطرد دون إشعار مسبق‪ ،‬وكذا بدون تعويض (املتحف العمومي الوطني الباردو‪ ،‬صفحة‬
‫‪)9‬؛ فموظفي املتحف مطالبين باتخاذ االحتياطات الضرورية لضمان ومضاعفة شروط‬
‫األمن‪ ،‬حتى وإن كانت في نظرهم بسيطة‪ ،‬إال أنهم يبلغون مسئوليهم عنها كحدوث أي خلل‬
‫في مختلف الوسائل واألجهزة الضرورية لعملهم التي قد تتسبب في كارثة باملتحف‪ ،‬خاصة‬
‫الجانب املتعلق باملجموعات املتحفية كفقدان البيانات العلمية املتعلقة بها‪ ،‬إما في إطار‬
‫العمليات التراكمية أو األعطال الفنية‪ ،‬عالوة على التزامهم باستخدام وسائل الحماية‬
‫والوقاية املوضوعة تحت تصرفهم‪ ،‬وهذا ما يجنبهم اتخاذ عقوبات ضدهم‪ .‬ويتضح ً‬
‫جليا‬
‫‪223‬‬
‫زهرة محجوبي‪ /‬محمد جلول زعادي‬

‫أن الهيئة اإلدارية حريصة على إبالغها بأي عطل في أجهزة موظفيها‪ ،‬كما أنها وفرت لهم‬
‫وسائل عمل ملزمة إياهم الحفاظ عليها‪.‬‬
‫شدد النظام الداخلي ملتحف الباردو على املوظفين االلتزام بالنظافة في كل مرافق‬
‫سعيا للتخلص من كل العوامل البيولوجية التي تتكون من هذا الفعل وتتسبب‬ ‫املتحف‪ً ،‬‬
‫في تلف املجموعات املتحفية بعد انتشارها جراء غياب النظافة‪ ،‬وباألخص تناول الوجبات‬
‫معتبرا أنه من األعمال التي تستوجب عقوبة ردعية من الدرجة األولى‬ ‫ً‬ ‫في مكان العمل‪،‬‬
‫والثانية ملرتكبها‪ ،‬وذلك بإنذار كتابي‪ ،‬أو التوبيخ‪ ،‬أو اإليقاف عن العمل من يوم إلى ‪ 3‬أيام‪.‬‬
‫كما ألزم موظفي املتحف على اإللتزام بالسرية وعدم تسريب أي معلومات عن التحف‬
‫والوثائق إال بإذن من املدير؛ واملخالف لهذا يتعرض هو اآلخر إلحدى العقوبات الواردة في‬
‫الدرجة الثالثة والرابعة‪ ،‬واملتمثلة في تخفيض الرتبة من درجة إلى درجتين‪ ،‬أو النقل‬
‫اإلجباري‪ ،‬أو التنزيل إلى الرتبة السفلى مباشرة‪ ،‬أو الطرد بدون إشعار مسبق وبدون‬
‫تعويضات‪ ،‬أو الطرد بإشعار مسبق وبتعويضات‪ ،‬وهذا حسب الحاالت (املتحف العمومي‬
‫الوطني الباردو‪ ،‬صفحة ‪.)11‬‬
‫واألمر ذاته فيما يتعلق بحاالت إخفاء املعلومات ذات الطابع املنهي التي يجب‬
‫تقديمها خالل تأدية مهامهم‪ ،‬وكذا رفض املشاركة في التكوين املنظم من طرف املتحف‬
‫ً‬
‫وأيضا إتالف املستندات‬ ‫لتحسين املستوى وإنجاز األعمال املتعلقة باملواضيع التكوينية‪،‬‬
‫املتعلقة بالعمل والوثائق اإلدارية الخاصة باملجموعات املتحفية قصد اإلساءة بالسير‬
‫الحسن للمؤسسة‪ .‬يتعرض مرتكبو هذه السلوكات لعقوبة ردعية من الدرجة الثالثة كما‬
‫سبقت اإلشارة إليه أعاله‪ .‬كما يمنع موظفي املتحف‪ ،‬بحسب مواد النظام الداخلي‪ ،‬من‬
‫الحصول على فائدة شخصية من متعاملين خارجيين أثناء ممارسة وظيفتهم (املتحف‬
‫العمومي الوطني الباردو‪ ،‬صفحة ‪ ،)2‬متقيدا بذلك بموقف ميثاق اإليكوم من املسألة‪.‬‬
‫أقر النظام الداخلي ملتحف الباردو مسؤولية رئيس مصلحة املخبر والترميم على‬
‫املخزن‪ ،‬وأؤتمن هذا األخير بحفظ مفاتيحه التي يتم إيداع نسخة منها لدى الهيئة اإلدارية‬
‫وتوثيق حركتها في سجل خاص بهذا الشأن يوضع تحت تصرف املوظفين‪ ،‬مع إلزام من‬
‫يدخل منهم للمخزن بتسجيل اسمه‪ ،‬وتاريخ وساعة دخوله‪ ،‬وسبب دخوله‪ ،‬مع إمضائه‪،‬‬
‫شرط أن يمتنع عن تفتيش أية مجموعة ليست تحت مسؤوليته إال بإذن من رئيسه‬
‫‪224‬‬
‫تقييم النظام الداخلي بالمتحف العمومي الوطني الباردو في ضوء ميثاق األيكوم‬

‫املباشر وبمعية املسؤول عن املجموعة‪ ،‬إضافة إلى أمور احترازية أخرى كمنع التدخين فيه‬
‫وإدخال األكل والشرب‪ ،‬وهذا كله لتفادي خلق بكتيريا باملكان‪ ،‬عالوة على منع ادخال أي‬
‫شخص أجنبي عن املتحف للمخازن مهما كان السبب‪ ،‬إال بترخيص من مدير املتحف‪،‬‬
‫وكذا من وزارة الثقافة والفنون (املتحف العمومي الوطني الباردو‪ ،‬صفحة ‪ ،)9.10‬امتثاال‬
‫ؤرخ في ‪ 13‬ربيع الثاني عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 6‬مارس‬ ‫ملا ما تضمنه القرار الوزاري املشترك امل ّ‬
‫يحدد حقوق الدخول للمتاحف العمومية الوطنية وملراكز التفسير ذات‬ ‫سنة ‪ 2012‬الذي ّ‬
‫الطابع املتحفي في املادة ‪3‬؛ إذ يقتصر دخول املخازن على الخبراء واملختصين املرخص لهم‬
‫قانونا من وزارة الثقافة‪ ،‬وذلك ألسباب الحفظ والحماية‪ ،‬شرط أن ال يتجاوز زائرين إثنين‬‫ً‬
‫ً‬
‫تفاديا‬ ‫بعد الحصول على إذن خاص ويرافقهم مسؤول املجموعة في مكان التخزين‬
‫الحتمال إلحاق أي تلف بالقطع‪ ،‬أو سرقتها‪ ،‬أو تغيير مكانها‪( .‬الجريدة الرسمية‪،2013 ،‬‬
‫صفحة ‪.)24‬‬
‫ألزم النظام الداخلي ملتحف الباردو الحراس على عدم مغادرة مواقعهم دون إذن من‬
‫مسئولهم‪ ،‬وخاصة املتواجدين بقاعات العرض (املتحف العمومي الوطني الباردو‪ ،‬صفحة‬
‫‪ ،)10‬وإن دل هذا على ش يء‪ ،‬إنما يدل على حرص الهيئة اإلدارية على توفير األمن‬
‫للمقتنيات املتحفية املعروضة‪ ،‬وعدم اإلغفال عنها برهة واحدة بحكم تواجد الزوار‪.‬‬
‫‪ -2-1-3‬حماية املجموعات املتحفية واملحافظة عليها ‪:‬‬
‫تضمن النظام الداخلي ملتحف الباردو أساليب أمنية لحماية املجموعات املتحفية‬
‫ً‬
‫في مختلف أجنحته‪ ،‬ومنها املخازن التي تحتوي على أعداد كبيرة منها‪ ،‬واستكماال لإلجراءات‬
‫املذكورة أعاله املتعلقة بمفاتيح املخازن والدخول إليها‪ ،‬نجد أنه ُم ِنع تحريك التحف‬
‫داخل املخزن إال بترخيص من مسؤول املجموعة واملسؤول املباشر‪ ،‬كما ألزم املوظفين‬
‫ً‬
‫واضعا‬ ‫بتحرير تقرير كتابي عن كل حادث‪ً ،‬أيا كان نوعه‪ ،‬يقع في املخازن أثناء العمل‪،‬‬
‫مسؤولية املجموعات املتحفية وكل ما تتعرض له تحت مسؤولية املسؤول عنها‪ ،‬وعن كل‬
‫ما يحدثه املرافقين له إلى املخزن‪ ،‬كما يتم تسجيل حركة املجموعات املتحفية باملخزن‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫الصون الوقائي في املخزن‪ ،‬فقد ألزم مسؤول‬ ‫(الدخول والخروج) في سجل خاص‪ ،‬أما عن‬
‫املجموعة بمراقبتها كل ثالثة أشهر لضمان أمنها وصيانتها مع تقديم تقرير عن حالة حفظها‬

‫‪225‬‬
‫زهرة محجوبي‪ /‬محمد جلول زعادي‬

‫عند نهاية العملية وتقديمه للمسؤول املباشر ورئيس مصلحة مخبر الصيانة‪ ،‬واللذان‬
‫بدورهما يقدمانه ملدير املتحف (املتحف العمومي الوطني الباردو‪ ،‬صفحة ‪.)10‬‬
‫خول النظام الداخلي لرئيس الدائرة أو رئيس املصلحة فقط استخدام مفاتيح‬
‫الواجهات في قاعات العرض‪ ،‬ووضع سجل خاص بتدوين كل حادث يقع داخل قاعات‬
‫العرض تحت تصرف أعوان أمن القاعات لتسهيل متابعة األحداث التي تؤثر على‬
‫ً‬
‫املجموعات املتحفية مع مرور الوقت‪ .‬كما ألزم جميع املصالح على التعاون بينهم مشترطا‬
‫في نقل التحف ألية جهة كانت أن تتوفر الشروط الالزمة للنقل (التأمين‪ ،‬و التغليف‪،‬‬
‫وظروف النقل)‪ ،‬كما اشترط عند نقلها للمخابر ألي سبب كان إعداد بطاقة خاصة بهذه‬
‫الحركة الداخلية عند الخروج والدخول‪ ،‬وتكون هذه املجموعات تحت مسؤولية رئيس‬
‫مصلحة املخبر والصيانة‪ ،‬كما أنه ال يتم تحريك التحف داخل املتحف إال بترخيص‬
‫مسؤول املجموعة واملسؤول املباشر‪ ،‬عالوة على قيام مسؤول املجموعة بمراقبة التحف‬
‫كل ثالثة أشهر لضمان أمنها‪ ،‬وصيانتها‪ ،‬وإعداد تقرير يقدم للمسؤول املباشر ورئيس‬
‫مصلحة مخبر الصيانة‪ ،‬واللذان بدورهما يقدمانه ملدير املتحف (املتحف العمومي الوطني‬
‫الباردو‪ ،‬صفحة ‪)7.8.10‬‬
‫أقر النظام الداخلي بوجود تمرين تطبيقي لعملية اإلخالء كل ثالثة أشهر‪ ،‬غير أنه‬
‫ركز بالدرجة األولى على سالمة املوظفين والزوار أثناء عملية اإلخالء في حالة الحريق (املادة‬
‫‪ ،)50‬مسقطا سالمة املجموعات املتحفية‪ ،‬وهو ما يعاب على النظام الداخلي بحكم أنه‬
‫أهمل سالمة املجموعات املتحفية التي تكون من األولويات التي يسعى لحفظها في كل‬
‫الظروف‪.‬‬
‫‪ -3-1-3‬إلتزامات املوضوعة على عاتق الزوار املتعلقة بسالمة املجموعات املتحفية ‪:‬‬
‫وضع النظام الداخلي ملتحف الباردو جملة من اإللتزامات تخص الزوار‪ ،‬كمنعهم‬
‫من إدخال املأكوالت‪ ،‬أو املشروبات‪ ،‬أو التدخين‪ ،‬أو ملس الواجهات‪ ،‬أو االتكاء عليها‪ ،‬أو‬
‫على القواعد‪ ،‬ومختلف وسائل العرض‪ ،‬واألمر ذاته بالنسبة للتحف املعروضة بطريقة‬
‫حرة داخل قاعات العرض‪ ،‬والتقيد باإلرشادات املقدمة لهم من قبل املوظفين من أجل‬
‫الحفاظ على سالمة املجموعات املتحفية (املتحف العمومي الوطني الباردو‪ ،‬صفحة ‪.)10‬‬

‫‪226‬‬
‫تقييم النظام الداخلي بالمتحف العمومي الوطني الباردو في ضوء ميثاق األيكوم‬

‫هذا‪ ،‬وقد تطرق النظام الداخلي بمعرض دراسة مسألة الزوار ألمور عدة تتماش ي‬
‫وأخالقيات املهنة املتحفية كمنعهم من الدخول للمساحات الخاصة باملكاتب اإلدارية‪،‬‬
‫وكذا تحديد أيام خاصة بالزيارة لقاعات العرض‪ ،‬وكذا للمكتبة‪ ،‬سواء من الزوار أو‬
‫الباحثين‪ ،‬أو الطلبة‪ ،‬وكلها إجراءات أمنية‪ ،‬وهو ما يساهم في حماية املجموعات‪ ،‬سواء‬
‫ً‬
‫داخل قاعات العرض بالواجهات أو حرة كالسقوط إثر التدافع أو االكتظاظ أمام واجهات‬
‫العرض‪ ،‬خاصة وأن مخطط التوزيع الداخلي للمتحف غير متناسق ً‬
‫تماما مع املبدأ‬
‫األساس ي في تصميم مخطط التوزيع بالعمارة األنموذجية للمتحف بحكم طبيعة عمارته‬
‫التاريخية‪ ،‬وهو ما ينجر عنه اإلكتضاض والتزاحم‪.‬‬
‫‪ -4‬الخاتمة ‪:‬‬
‫ُيشكل ميثاق اإليكوم لآلداب واألخالقيات املهنية باملتاحف أداة مرجعية للمجلس‬
‫ّ‬
‫التطور والتنظيم املنهي للمتاحف ولكل‬ ‫الدولي للمتاحف (‪ )ICOM‬الذي يعمل على تشجيع‬
‫محددا املعايير الدنيا للممارسات املهنية وتطوير مهنة املتاحف واملستخدمين‬ ‫ً‬ ‫تخصصاتها‪،‬‬
‫معا؛ فامليثاق عبارة عن سلسلة من املبادئ والتعليمات التي ينبغي االلتزام بها وتطبيقها‬ ‫ً‬
‫أثناء ممارسة املهنة املتحفية‪ ،‬كما أنه يعكس املبادئ املقبولة بصفة عامة لدى املجتمع‬
‫الدولي‪.‬‬
‫وبناء على ما تضمنته الدراسة وقفنا في نهايتها عند النتائج‪ّ ،‬‬
‫لعل أهمها‪:‬‬ ‫ً‬
‫‪-‬تم اإلعتماد على جملة من اإلتفاقيات الدولية ذات األهمية البالغة في حماية املمتلكات‬
‫الثقافية‪ ،‬وهو ما ّميز امليثاق الذي ألم بجوانب عديدة هامة في حماية املجموعات املتحفية‬
‫على املدى القريب والبعيد من مخاطر جمة‪ ،‬أهمها االتجار غير املشروع‪ .‬إال أنه يفتقد‬
‫السلطة اإللزامية بدليل دفع رسوم سنوية للمجلس الدولي للمتاحف تعبر عن موافقة‬
‫عليه وااللتزام به‪.‬‬
‫‪-‬أحكامه وسيلة للتنظيم املنهي الذاتي في مجال تختلف فيه التشريعات الوطنية‪ ،‬كونه‬
‫نقطة أساس وانطالق أي متحف إلعداد منظومته قانونية‪.‬‬
‫‪-‬حدد جملة من املعايير ملوظفي املتاحف الواجب اإللتزام بها كالكفاءة املهنية‪ ،‬واألمانة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫بالسر املنهي‪ ،‬وإحترام جميع القوانين الوطنية السارية‬ ‫والتحلي بروح املسئولية‪ ،‬وااللتزام‬
‫وأيضا اإلبتعاد عن املمارسات غير القانونية كاالتجار غير‬ ‫ً‬ ‫املفعول‪ ،‬أكانت إقليمية أو دولية‪،‬‬
‫‪227‬‬
‫زهرة محجوبي‪ /‬محمد جلول زعادي‬

‫املشروع‪ ،‬والتعاون مع الشرطة‪ ،‬أو أي ممثل من ممثلي السلطات العمومية املخول لهم‬
‫التحقيق حول املمتلكات التي تعرضت للسرقة أو ُحولت بطريقة غير مشروعة‪.‬‬
‫‪ -‬إلزامه الهيئة اإلدارية بتحديد سياسة اإلقتناء الذي لن يكون إال بعد التأكد من ملكيتها‪.‬‬
‫‪-‬توثيق وتسجيل كل املراحل التي تمر بها التحفة طيلة تواجدها باملتحف (اإلقتناء‪ ،‬الجرد‪،‬‬
‫تحركاتها‪ ،‬العرض‪ ،‬التخزين‪ ،‬الصيانة والترميم‪ ،‬معارض خارجية‪.)...‬‬
‫واستنادا ملا سبق يمكن القول أن إعداد النظام الداخلي للمتحف العمومي‬
‫الوطني الباردو تم باالعتماد على نصوص قانونية متعلقة باملمتلكات الثقافية املنقولة‬
‫جليا من خالل‪:‬‬‫واملؤسسة املتحفية‪ ،‬وكذا ميثاق اإليكوم‪ ،‬وهو ما يتضح ً‬
‫بدءا من توفير مبنى ذا بيئة‬‫‪-‬شموليته لنقاط عديدة تتعلق بحماية املجموعات املتحفية‪ً ،‬‬
‫نوعا ما‪ ،‬كونه معلم تاريخي في مجمله‪ ،‬فهو يفتقد ّ‬
‫للتهيئة املعمارية املناسبة ألداء‬ ‫مالئمة ً‬
‫املهام املنوطة باملتحف‪ ،‬إال أن موظفي املتحف حريصين على توفير بيئة وطبيعة مالئمة‬
‫للمجموعات املتحفية‪.‬‬
‫‪-‬امتناع املتحف عن إقتناء أي تحفة إال بوجود عقد ملكية صحيح‪ ،‬وبعد التأكد منه‪،‬‬
‫ً‬
‫تماشيا وقواعد امليثاق‪،‬‬ ‫مرو ًرا بااللتزامات املوضوعة على عاتق املوظفين باملتحف‪،‬‬
‫بدءا من عملية الجرد والتوثيق‬ ‫ووصوال إلى اإلجراءات املتخذة في مختلف أجنحته‪ً ،‬‬
‫للمجموعات املتحفية‪ ،‬وكذا كل حركاتها والعمليات التي تخضع لها كالصيانة والترميم؛‬
‫‪-‬توفير األمن الالزم لحماية املجموعات ضد السرقة أو التلف في قاعات العرض‪ ،‬أو‬
‫املعارض‪ ،‬أو مناطق التداول‪ ،‬أو التخزين‪ ،‬أو املخبر‪ ،‬أو أثناء النقل؛‬
‫‪-‬عدم مغادرة أعوان األمن مواقعهم أثناء عملهم‪ ،‬خاصة في قاعات العرض‪ ،‬وكلها‬
‫إجراءات متعلقة بحماية املجموعات املعروضة‪ ،‬خاصة اإللتزامات األمنية التي يتقيد بها‬
‫الزوار أثناء الزيارة؛‬
‫‪-‬وجود مخطط وقائي للحماية‪ ،‬إال أن ما يؤخذ عليه هو أنه في حالة حريق ركز بالدرجة‬
‫األولى على العمال والزوار دون املجموعات املتحفية‪.‬‬
‫وللرد على اإلشكالية املطروحة في املقدمة‪ ،‬يمكننا القول أن‪ :‬النظام الداخلي‬ ‫ّ‬
‫للمتحف العمومي الوطني الباردو‪ ،‬ومن خالل مضمونه التزم وتوافق ومضامين ميثاق‬

‫‪228‬‬
‫تقييم النظام الداخلي بالمتحف العمومي الوطني الباردو في ضوء ميثاق األيكوم‬

‫األيكوم‪ .‬إال أننا ملسنا هفوات من خالل دراستنا هذه‪ ،‬وعليه يمكن تقديم جملة‬
‫اإلقتراحات والتوصيات التالية‪:‬‬
‫‪-‬توفير وتكافئ فرص لتطوير قدرات املوظفين بمختلف التخصصات من خالل دورات‬
‫ً‬
‫وأيضا التعليم املستمر والتطور املنهي؛‬ ‫تدريبية‪،‬‬
‫‪ -‬إنشاء لجنة وطنية تتكفل بمراقبة مدى إلتزام املتاحف بتنظيم دورات تدريبية لحماية‬
‫املجموعات املتحفية وكيفية اخالئها في حالة الكوارث الطبيعية أو البشرية‪ ،‬ومتابعة‬
‫عملية الجرد وفق املعايير العاملية؛‬
‫‪-‬تخصيص نص قانوني خاص بحماية التحفة واملجموعات املتحفية؛‬
‫‪-‬إعادة تحيين القانون األساس ي النموذجي للمتاحف ومراكز التفسير ذات الطابع املتحفي‬
‫بكل املستجدات الصادرة عن االتفاقيات‪ ،‬والتوصيات‪ ،‬واملواثيق الدولية‪.‬‬
‫‪ .6‬قائمة المراجع ‪:‬‬
‫‪ -‬الكتب‪:‬‬
‫‪ -‬المجلس الدولي للمتاحف‪ .)1997( .‬دليل المواصفات لتوثيق المجموعات المتحفية‪ .‬تونس‪.‬‬
‫‪ -‬الحديثي ‪,‬ع ‪.‬خ ‪. (1999).‬حماية الممتلكات الثقافية في القانون الدولي –دراسة تطبيقية مقارنة‪.-‬الطبعة ‪1‬‬
‫عمان ‪:‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -‬الرزقي شرقي‪ .)2014( .‬فصول في علم المتاحف(لطلبة الجامعات وموظفي المتاحف) (الطبعة األولى)‪.‬‬
‫قسنطينة‪ :‬األلمعية للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -‬بافيل جيراسيك‪ .)2007( .‬أمن المتاحف والتخطيط لمواجهة الكوارث‪ .‬تأليف المجلس الدولي للمتاحف‪،‬‬
‫إدارة المتاحف‪ :‬دليل علمي (المترجمون عدلى عبد اهلل محمد)‪ .‬اليونسكو‪ ،‬فرانلي إس ايه‪.196 -177 .‬‬
‫‪ -‬خلف حسام عبد األمير‪ .)2016( .‬نحو قانون دولي للتراث‪ .‬بغداد‪ ،‬العراق‪ :‬مكتب الهاشمي للكتاب الجامعي‪.‬‬
‫‪ -‬راشد محمد جمال‪ .)2020( .‬علم المتاحف نشأته‪..‬فروعه‪..‬وأثره (المجلد األولى)‪ .‬القاهرة‪ :‬العربي للنشر‬
‫والتوزيع‪.2019 ،‬‬
‫‪ -‬سمير محمد‪ .)2016( .‬المسئولية الجنائية لمرمم اآلثار دراسة مقارنة‪ .‬دار النهضة العربية‪.‬‬
‫‪ -‬لويس ‪,‬ج ‪. (2012).‬دور المتاحف ونظام اآلداب المهنية( ‪.‬ع ‪.‬ع ‪.‬محمد )‪, Trad.‬اليونسكو ‪:‬إدارة المتاحف‪،‬‬
‫دليل علمي‪ ،‬المجلس الدولي للمتاحف‪.16 -1 ،‬‬
‫‪ -‬المجلّات والدوريات والصحف‪:‬‬
‫‪ -‬بويحياوي عزالدين‪ .)2014( .‬نبذة عن تسير المكتشفات األثرية لحصن تازا‪ .‬اليومين الدراسيين حول‬
‫التراث الثقافي بين المعرفة والمهارة في زمن الرقمنة‪ 15 -14 ،‬ماي ‪ .2014‬أبحاث‪ ،‬العدد ‪ ،3‬تيسمسيلت‪:‬‬
‫منشورات دار الثقافة لوالية تيسمسيلت‪ ،‬أبجديات للطباعة والنشر والتوزيع‪.‬الصفحات ‪.81 -61‬‬
‫‪ -‬حسان نادية‪ .)2008 ,06 30( .‬النظام الداخلي في قانون عالقات العمل‪revue critique de droit et .‬‬
‫‪ ، sciences politiques‬مجلد ‪( 3‬العدد ‪ ،)1‬الصفحات ‪.70 -29‬‬
‫‪229‬‬
‫زهرة محجوبي‪ /‬محمد جلول زعادي‬

‫‪ -‬اإلتفاقيات والمواثيق الدولية والقوانين الوطنية‪:‬‬


‫‪ -‬المجلس الدولي للمتاحف(‪ .)2017( .)ICOM‬ميثاق األيكوم لآلداب واألخالقيات المهنية بالمتاحف‪( .‬األيكوم‬
‫العربي بتعاون مع‪ :‬نادين هارون‪ ،‬الشرقي دهماني‪ ،‬أسامة عبد الوارث‪ ،‬عبد الرزاق النجار‪ ،‬المحرر‪ ،‬و ترجمة‬
‫األيكوم العربي بتعاون مع‪ :‬نادين هارون وآخرون‪ ،‬المترجمون) باريس‪ ،‬فرنسا‪ :‬دار اليونسكو‪.‬‬
‫‪ -‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ 13(.‬نوفمبر ‪ .)1985‬مرسوم رقم ‪ 277 -85‬مؤرخ في ‪ 29‬صفر عام‬
‫‪1406‬هـ الموافق ‪ 12‬نوفمبر سنة ‪ 1985‬يحدد القانون األساسي النموذجي للمتاحف الوطنية العدد‪. 47‬‬
‫‪ -‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ 25( .‬أفريل‪ .)1990 ,‬قانون رقم ‪ 11 -90‬مؤرخ في ‪ 26‬رمضان عام‬
‫‪ 1410‬الموافق ‪ 21‬أبريل سنة ‪ 1990‬يتعلق بعالقات العمل‪.‬العدد (‪. )17‬‬
‫‪ -‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ 16( .‬أكتوبر‪ .)2011 ,‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 352 -11‬المؤرخ في‬
‫‪ 05‬أكتوبر ‪ 2011‬الذي يحدد القانون األساسي النموذجي للمتاحف ومراكز التفسير ذات الطابع‬
‫المتحفي‪.‬العدد ‪.56‬‬
‫‪ -‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ 20( .‬يناير‪ .)2013 ,‬قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 13‬مؤرّخ في ‪13‬‬
‫ربيع الثاني عام ‪1433‬هـ الموافق ‪ 6‬مارس سنة ‪ ،2012‬يحدد حقوق الدخول للمتاحف العمومية الوطنية‬
‫ولمراكز التفسير ذات الطابع المتحفي‪ .‬العدد ‪. 04‬‬
‫‪ -‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ 3( .‬ديسمبر‪ .)2008 ,‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 383 -08‬مؤرّخ في ‪28‬‬
‫ذي القعدة عام ‪149‬هـ الموافق ‪ 26‬نوفمبر سنة ‪ ،2008‬يتضمن القانون األساسي الخاص بالموظفين‬
‫المنتمين لألسالك الخاصة بالثقافة‪.‬العدد ‪.68‬‬
‫‪ -‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ 15( .‬جوان‪ .)1998 ,‬مرسوم رقم ‪ 277 -85‬مؤرخ في ‪ 29‬صفر عام‬
‫‪1406‬هـ الموافق ‪ 12‬نوفمبر سنة ‪ 1985‬يحدد القانون األساسي النموذجي للمتاحف الوطنية‪ .‬العدد ‪. 44‬‬
‫‪ -‬المتحف العمومي الوطني الباردو‪( .‬بال تا ريخ)‪ .‬النظام الداخلي للمتحف العمومي الوطني الباردو‪ .‬وزارة‬
‫الثقافة والفنون‪.‬‬
‫‪ -‬رسائل الماجستير والدكتوراه‪:‬‬
‫‪ -‬بوعجينة راضية‪ .) 2015 -2014( .‬الحفظ الوقائي في المتاحف العمومية الوطنية لآلثار في‬
‫الجزائر(أطروحة دكتوراه)‪ .‬معهد األثار‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ :02‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬محجوبي زهرة‪ .) 2016 -2015( .‬دور المكتشفات األثرية في إنشاء المتحف ( حفرية حصن تازا " برج األمير‬
‫عبد القادر" أنموذجا) (رسالة ماجستير في علم المتاحف)‪ .‬معهد األثار‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ :2‬الجزائر‪.‬‬
‫مواقع االنترنت‪:‬‬
‫‪( -‬بال تاريخ)‪ .‬تاريخ االسترداد ‪ ،2022 ,11 05‬من ‪https://icom.museum/en/about-us/missions-‬‬
‫‪./and-objectives‬‬
‫‪( -‬بال تاريخ)‪ .‬تاريخ االسترداد ‪ ،2022 ,10 12‬من‬
‫‪https://www.mculture.gov.dz/index.php/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%A‬‬
‫‪B-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D9%8A-‬‬
‫‪2/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D8%B3%D8%B3%D8%A7%D8%AA/%D8%A7%D9%84%D9%8‬‬
‫‪5%D8%AA%D8%A7%D8%AD%D9%81/63-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D9%81.‬‬

‫‪230‬‬
‫تقييم النظام الداخلي بالمتحف العمومي الوطني الباردو في ضوء ميثاق األيكوم‬

‫ اتفاقية اليونسكو المتعلقة بوسائل حظر ومنع استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بطرق‬-
https://ar.unesco.org/fighttrafficking/ ‫ من‬،2022 ,11 2022 ‫ تاريخ االسترداد‬.)1970(‫غير مشروعة‬
‫ من‬،2022 ,04 11 ‫ تاريخ االسترداد‬.)1995 ‫ جوان‬22-21(-
.https://www.unidroit.org/wp-content/uploads/2021/06/1995_Convention_arabic
‫ من‬،2022 ,10 12 ‫ تاريخ االسترداد‬.)‫ (بال تاريخ‬./https://www.m-culture.gov.dz/index.php/ar -
-‫في‬-‫مؤرخ‬-‫مشترك‬-‫وزاري‬-‫قرار‬-188/‫باردو‬-‫الوطني‬-‫المتحف‬-63/‫المتاحف‬/‫المؤسسات‬/2-‫الثقافي‬-‫لتراث‬
-‫باردو‬-‫لمتحف‬-‫الداخلي‬-‫التنظيم‬-‫يتضمن‬-1987-‫سنة‬-‫يوليو‬-25-‫الموافق‬-1407-‫عام‬-‫القعدة‬-‫ذي‬-29
.‫الوطنى‬
:‫ المراجع باللغة األجنبية‬-
:‫ الكتب‬-
-DESVALLEES (A) & MAIRESSE (F), (2010). Concepts clés de muséologie. ICOM & Musée
du Louvre.
:‫المواثيق الدولية‬-
- La Charte d’Athènes pour la restauration des monuments historiques adoptée lors du
congrès d’Athènes,. (1931). premier congrès international des architectes et techniciens des
monuments historiques.
:‫ مواقع األنترنت‬-
-https://ar.unesco.org/about-us/introducing-unesco. (s.d.). Consulté le 01 10, 2021, sur
www.unesco.org
-https://icom.museum/en/about-us/. (s.d.).
-https://icom.museum/en/resources/standards-guidelines/objectid/. (s.d.). Consulté le 11 1,
2021, sur -www.Icom.muséum/1/2/.L'organisation et les missions de L’ICOM-la
communauté Muséale Mondial
-https://icom-museum.translate.goog/en/about-us/missions-and-
objectives/?_x_tr_sl=en&_x_tr_tl=ar&_x_tr_hl=ar&_x_tr_pto=sc. (s.d.). Consulté le 01 11,
2021, sur -www.icom.muséum/I/2/ .

231

You might also like