اثري707-الفن الروماني في الولايات الأوربية-درانيا - 230724 - 120223

‫قسم اآلثار‬
‫الفن الروماني يف الواليات األوربية‬
‫كود املقرر‪ /‬أثر ي ‪707‬‬

‫اﻟ ﺎ ﻊ‬ ‫اﻟ‬
‫دكتــــــــور‬
‫د‪ /‬رانيا مسري زيدان‬
‫مدرس األثار اليونانية والرومانية‬
‫كلية اآلداب – جامعة عني مشس‬
‫‪2022‬م‬
‫قسم األثار اليونانية – المستوى السابع"‬ ‫الفن الروماني في الواليات األوربية‬
‫دكــتــور‬
‫د‪ /‬رانيا سمير زيدان‬

‫مدرس األثار اليونانية والرومانية‬
‫قسم اآلثار – كلية اآلداب – جامعة عين شمس‬
‫‪2022‬‬
‫‪1‬‬ ‫د‪ /‬رانيا زيدان‬

‫قـــــائمـــة المحتــــويـــات‪.‬‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫م‬
‫مقدمة حول المقرر والمستهدف‬

‫‪3‬‬ ‫مقدمة‬
‫منه وتوصيف المقرر‬
‫السمات العامة للعمارة الرومانية‬

‫‪7‬‬ ‫الفصل األول‬
‫في الواليات األوربية‬
‫‪23‬‬ ‫والية بريطانيا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪84‬‬ ‫والية بالد الغال‬ ‫الفصل الثالث‬
‫‪120‬‬ ‫والية جرمانيا‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪150‬‬ ‫والية داكيا‬ ‫الفصل الخامس‬
‫‪169‬‬ ‫والية هسبانيا‬ ‫الفصل السادس‬
‫‪183‬‬ ‫مراجع عربية وأجنبية‬ ‫المراجع‬

‫مـقـــدمــــــة‬
‫يضم الفن الرومانى كافة الفنون المرئية التي أُنتجت في روما القديمة‪ ،‬وفي‬
‫أراضي اإلمبراطورية الرومانية التى خضعت تحت سيطرتها حيث حطت روما‬
‫سيطرتها على أغلب مناطق شمال وغرب قارة أوروبا‪ ،‬تعد الفنون من أهم‬
‫المجاالت التي تعكس بصدق بالغ تفاعالت أي مجتمع بكل ماله وما عليه‬
‫بعيدا عن التزييف والمبالغات‪ ،‬وتمثل الحضارة الرومانية المرحلة األخيرة من‬
‫مراحل تطور الحضارات القديمة لكي تبدأ بعدها حضارات العصر الوسيط‪.‬‬
‫يتناول المقرر الفنون الرومانية في الواليات األوربية التابعة لإلمبراطورية‬

‫الرومانية‪ ،‬ويأتي الهدف من المقرر وهو دراسة األثار والفنون في الواليات‬
‫والدويالت الغربية في أوروبا الواقعة تحت الحكم الروماني‪ ،‬ومنها بريطانيا‬
‫وبالد الغال وهسبانيا وج رمانيا وداكيا وبانونيا‪ ،‬وتحديد الموقع الجغرافي وعالقة‬
‫هذه الدويالت بروما وكذلك أسباب الرومان ورغبتهم في السيطرة على هذه‬
‫الواليات ثم يأتي الجانب الفني الذي يتعرف فيه الطالب على أهم اآلثار والفنون‬
‫في هذه الواليات وتحليل التأثيرات المحلية على الفن الروماني في تلك الواليات‬

‫أما عن نواتج التعلم وهي المهارات والخبرات التي يكتسبها الطالب من المقرر‬
‫وهي المعارف والمفاهيم التي تمكنه من التميز في تخصصه؛ ومنها أن يكون‬
‫الطالب في نهاية المقرر قاد ار على‪-:‬‬
‫‪ -‬أن يتعرف علي أهمية المنطقة الجغرافية لهذه الواليات وأسباب رغبة الرومان‬
‫في السيطرة عليها‬
‫‪-‬أن يتعرف ع لي تأثير الرومان وحضارتهم على جوانب الحياة في هذه الواليات‬
‫‪ -‬أن يشرح أهمية دراسة آثار الواليات الرومانية وحضارتها‪.‬‬
‫‪-‬أن يصف العالقة بين أشكال العمارة والفنون الكبرى والصغرى في هذه‬
‫الواليات‬
‫‪-‬أن يقارن بين السمات الفنية والمعمارية لهذه اآلثار ومثيالتها في روما‬
‫العاصمة‬
‫‪ -‬أن يستخدم مهارة التعلم الذاتي في تنمية مهارته وأفكاره عن تتبع الحضارة‬
‫الرومانية وتأثيرها على فنون الواليات الغربية‪.‬‬

‫‪-‬أما عن محتوى المقرر فيقسم المحتوى إلى حوالي من ‪ 12‬إلى ‪ 14‬أسبوع‬

‫ما بين تعليم متزامن وغير متزامن كالتالي‪-:‬‬
‫‪-‬يبدأ المقرر بمقدمة والمستهدف من المقرر وأهم المصطلحات والمراجع‬
‫‪-‬عمارة الفيالت والمنازل‬ ‫‪-‬الموقع الجغرافي للواليات الغربية‬
‫‪-‬المنحوتات‬ ‫‪-‬الفسيفساء‬ ‫‪-‬رسوم الحوائط‬
‫‪-‬الفنون المختلطة والصغرى‬ ‫‪-‬الفخار‬ ‫‪-‬المشغوالت‬
‫من خالل دراسة ألهم الواليات الغربية كالتالي‪-:‬‬
‫بريطانيا‬
‫بالد‬
‫هسبانيا‬
‫الغال‬
‫داكيا‬ ‫جرمانيا‬

‫يتناول الفصل األول السمات العامة للعمارة الرومانية في الواليات‪ ،‬وأهم‬

‫خصائصها أمثلة على بعض المباني المعمارية الدنيوية والدينية‪.‬‬
‫بينما يتناول الفصل الثاني والية بريطانيا ومقدمة تاريخيه حول أسباب غزو‬
‫والية بريطانيا وتقسيمها إقليميا‪ ،‬ثم يتناول الفصل أهم خصائص المنحوتات‬
‫والمشغوالت المعدنية‪ ،‬وأهم المباني وتخيطيط المنازل والفيالت‪ ،‬وكذلك أهم‬
‫فنون الوالية‪.‬‬
‫يتناول الفصل الثالث والية بالد الغال وأهم الفنون والعمارة وتجسيد الوالية‪،‬‬
‫ويتناول الفصل الرابع والية جرمانيا‪ ،‬أما الفصل الخامس يتناول والية هسبانيا‪،‬‬
‫ويتنهي المقرر بقائمة بالمراجع التي يستطيع الطالب الرجوع إليها‪.‬‬

‫الفصل األول‬
‫السمات ا لعامة للعمارة الرومانية في الواليات‬

‫الغربية‬
‫‪ 1-1‬تخطيط مدينة ‪Aoesta‬‬

‫‪ 2-1‬قوس نصر أغسطس في سوسة‬
‫‪ 3-1‬مدرج أرل‬
‫‪ 4-1‬مسرح أورنج‬
‫‪ 5-1‬قناة سيكوفيا‬
‫‪6-1‬‬

‫تــمهيد‪:‬‬
‫كانت الظروف الجغرافية إليطاليا وأثرها في تاريخ الرومان وحضارتهم‪ ،‬تميزت‬
‫شبه الجزيرة االيطالية بموقعها المتوسط على حوض البحر المتوسط وكذلك‬
‫بسواحلها الممتدة على البحر وقد أتاح هذا االتصال بكل من أوروبا وأسيا‬
‫الصغرى وجنوب البحر المتوسط وشمال أفريقيا حيث فرضت إيطاليا سيطرتها‬
‫على هذه المناطق واستفادت من احتكاكها‪.‬‬
‫أهم الواليات التى سيطر عليها الرومان هم‪-:‬‬
‫والية بالد الغال و بريطانيا وجرمانيا وهسبانيا‪ -‬وداكيا‬

‫السمات العامة للعمارة الرومانية في الواليات الغربية‪-:‬‬

‫أهم ما يميز العمارة الرومانية هو الطريق الجديد الذي أنتهجته هذه العمارة‬
‫بحيث إنها إتجهت إلى االهتمام بالمباني الدنيويه عن الدينية وعن األماكن‬
‫العامة عن الخاصة وأيضاً استخدام العقود بأشكالها المختلفة والتي إتخذت عدة‬
‫أشكال جم يله ؛ وأهم معالم ومميزات العمارة الرومانية ‪ :‬القوة‪ ،‬قلة التكاليف‪،‬‬
‫المرونه التامه‪ ،‬سهولة الوصول إلي وحدات متسعه‪ .‬أظهرت أعمال المعماريين‬
‫الرومان عدم اهتمامهم بالمعابد الدينية فكانوا يكتفون بمحراب في كل بيت‪،‬‬
‫ومن أهم المعابد الدينية والذي يعتبر نموذجاً آخر من النماذج المعمارية‬
‫"سيباي" في "تيفولي" وقد استخدمت فيه الخرسانه وهو اختراع رومانى ‪(opus‬‬
‫)‪ caementicium‬والتي استخدمت من قبل الشرق ولكن في التحصينات‪،‬‬
‫وقد عرف الرومان كيفية إخفاء الشكل الغير مقبول للخرسانه عن طريق‬
‫تكسيتها بالطوب أو الحجر‪.‬‬
‫‪ -‬العـــــقـــــــــد ‪ : Arch‬كان التطور في طريقة قطع الحجر نفسه؛ فبدال من‬

‫قطعها بشكل مستقيم قطعت بطريقة ‪ voussoir –key stone‬وبهذه الطريقة‬
‫أصبحت المبانى المحمولة على عقود قوية التنهار ‪.‬‬

‫القـــــبــــو ‪ -:vault‬يستخدم‬
‫مستطيلة‬ ‫حجرة‬ ‫لتغطية‬
‫الشكل يسمى سقف قبوى أو‬
‫‪barrael‬‬ ‫سقف برميلى‬
‫‪ .vault‬و القبو هو‬
‫هيكل تسقيفي معماري مكور من الداخل‪ .‬من الناحية اإلنشائية يعمل القبو‬
‫السقف‬ ‫هيكل‬ ‫تنقل األحمال من‬ ‫واحدة‬ ‫كوحدة‬
‫إلى الجدران أو األعمدة الجسور التي يستند إليها‪ .‬القبو هو من أقدم وسائل‬
‫التسقيف وله كفاءة ومقاومة عالية لذا تغطى به المساحات الواسعة‪.‬‬

‫القــــبــــو‬
‫‪ -‬سعى الرومان إلى توفير وسائل الراحة في مدنهم الجديدة‬
‫‪-‬استخدام المادة الخام محلية الطراز‬
‫‪ -‬استخدام القوس في بناء المبانى بأنواعها ولم يقتصر في المستعمرات الجديدة‪،‬‬
‫على بناء الجسور فقط بل استخدم في امداد المدينة بالمياه وهو نظام القنوات‬
‫المائية ‪ Aquaductae‬حتى يتمكن الرومان من جلب المياه العذبة إلى مدنهم‬
‫الجديدة‪.‬‬
‫‪ -‬استخدمت الجسور لعبور المياه العذبة إلى الواليات الجديدة‪ ،‬كما استخدمت‬
‫لعبور الوديان عير المستوية واألراضى الطبيعية ذات المناظر الخالبة‬
‫والمستنقعات المنخفضة‪.‬‬
‫‪ -‬هناك خلط كبير بين العناصر الفنية المعمارية وطرزها‪.‬‬

‫‪ -‬كانت الحمامات العامة سمة معمارية هامة جدا(مركز مجتمعى في المدن‬

‫الجديدة)‪ ،‬حيث اهتم الرومان بالصحة العامة ألجسادهم‪ ،‬والوقاية الصحية‪،‬‬
‫حيث فتحت للجميع وكانت تتسم بالفخامة والزينة‪.‬‬
‫‪ -‬كانت الواليات الرومانية الجديدة تضم أمفيثياتر (ساحة مركزية لأللعاب‬
‫والمصارعة) كانت جزء من الحياة الرومانية العامة‪ ،‬وكانت تقلد عمارة‬
‫األمفيثياتر الرومانية في عمارتها‪.‬‬
‫‪ -‬أسس الرومان بعض المقاطعات الجديدة والمستعمرات الرومانية التى جاء‬
‫تأسيسها على الطراز الهيبودامى أو الشطرنجى الذى يفصل المقاطعة إلى‬
‫شوارع طولية وشوارع عرضية فيما عرف بالتخطيط الشبكى أو الهيبودامى‪.‬‬
‫‪-‬ومنها على س بيل المثال تأسيس مقاطعة أسسها الرومان في شمال إيطاليا‬
‫في عام ‪24‬ق‪.‬م عرفت باسم ‪ Augusta Praetori‬مقامة على التخطيط‬
‫المركزى عند تقسيم الشارع الرئيسي الطولى ‪ Cardo-‬متقاطع مع الشارع‬
‫العرضى الرئيسي ‪ -Decumanus‬وتقع هذه المقاطعة شمال جبال األلب عند‬
‫تقاطع طريقين تجاريين ‪ ،‬وتتميز المدينة بإحاطتها بجدران تحتوى على سلسة‬
‫من البوابات‪ ،‬زظهور التناسق في ترتيب الوحدات المعمارية‪ /‬ظهر نموذج قائم‬
‫على التقسيمات الهندسية لألضالع‪.‬‬

‫تخطيط مدينة ‪Aosta‬‬
‫قوس نصر أغسطس في مدينة سوسة –إيطاليا‪ -‬على الطريق المؤدى إلى‬
‫معبر جبال األلب‪ -‬شيده اإلمبراطور أغسطس لالحتفال بمعاهدة السالم إثر‬
‫ذكرى انتصار القائد الرومانى ‪ Aulus Tarentius Varro‬على قبيلة غالية‬
‫كانت تسكن جبال األلب وتم إخضاعهم بحلول ‪14‬ق‪.‬م‪.‬‬

‫قوس نصر أغسطس في سوسة‬

‫يتكون القوس من كتلة واحدة بمدخل واحد ويحتوى القوس على ‪ 10‬أعمدة‬
‫تحمل تيجان كورنثية ويتقدم المدخل إثنان من أعمدة الركن وعمودان ذات‬
‫تيجان كورنثية تحمل العقد‪ ،‬وتميزت األعمدة بقواعد حجرية مستطيلة الشكل‪.‬‬
‫التأثيرات المحلية في هذا القوس‪ -:‬الفرق الجوهرى بين هذا القوس وقوس نصر‬
‫أغسطس في روما أنه هذا النصب يتميز بمادته الخام من الحجر الجيرى‬
‫المحلى‪ -‬وهناك خلط من المعمارى في تنفيذ منطقة مافوق العمود‬

‫‪ Entablature‬والتى تقترب من الطراز الدورى حيث أصبحت منفذة عبارة‬

‫عن كورنيش مستطيل يتميز بـ‪ Triglyph‬و‪ metop‬بالرغم من أن أسلوب تنفيذ‬
‫العمود كورنثى الطراز – مع األخذ في االعتبار بأن الفنان برع في تنفيذ بدن‬
‫العمود الكورنثى الذى نفذ برشاقة والجمال وقاعدة أتيكية‪.‬‬
‫تم بناء المدرج (مدرج أرل في فرنسا) في عام ‪90‬م‪ -‬من األحجار وخاصة‬
‫الحجر الجيرى ‪ Mesozoic‬من دلتا نهر الرون – أما عن طريق البناء فاتبعت‬
‫طريقة أشلر الرومانية مع استخدام الخرسانة‪ ،‬ويبلغ ألعاد المدرج ‪136‬م‪-‬‬
‫وعرضه ‪107‬م وارتفاعه حوالى ‪25‬م‪ ،‬وكان يتسع لحوالى أكثر من عشرون‬
‫ألف متفرج‪ ،‬وكان يقام به ألعاب المصارعة والعروض المسرحية‪ ،‬وجاء تخطيط‬
‫المبنى مشابها ألمفيثياتر روما حيث أقيم هذا المدرج على غرار كولوسيوم‬
‫روما (‪ 80-72‬م) الذى تم افتتاحه في عصر اإلمبراطور تيتوس ‪.‬أما عن موقع‬
‫المبنى فكان يقع شمال فرنسا على أطراف مدينة أرل الفرنسية‪ ،‬وكان يضم‬
‫حوالى ‪ 120‬قوس ويحتوى بداخله على ساحة مركزية أرينا ‪ Arena‬ويضم‬
‫طابقين للمشاهدين ‪ Cavea‬تأخذ شكل حرف ‪. U‬‬
‫‪-‬بعد سقوط اإلمبراطورية الرومانية خالل القرن الخامس الميالدى؛ تم تحويل‬
‫المدرج إلى حصن عسكرى وأصبح محاط بالمنازل والكنائس‪ ،‬واستخدمت‬

‫الممرات والحجرات الداخلية للمدرج والتى تأخذ شكل أقبية منحوتة تحت األرض‬
‫الستخدامها كأماكن لتخزين الغالل والوقود والسلع وغيرها‪.‬‬
‫‪Arles Amphitheatre‬‬

‫‪-‬عنيت الحكومة الرومانية بإقامة شبكة طرق ضخمة لربط أجزاء اإلمبراطورية‬
‫الرومانية مع بعضها‪ ،‬كان لبناء الطرق أهمية إستراتيجية للدولة الرومانية من‬
‫حيث السيطرة ونقل البضائع والتجارة‪ .‬وكان الرومان من أكثر الشعوب القديمة‬
‫تقدماً في مجال إنشاء الطرق البرية وتقنية بناء الجسور و ّ‬

‫العبارات عليها‪ ،‬وقد‬
‫وصلت شبكات الطرق البرية لديهم أكبر اتساع لها في القرن الثاني الميالدي‬
‫حيث غطت معظم مدن اإلمبراطورية الرومانية‪.‬‬
‫‪-‬ويعتبر الرومان أول من بنوا الطرق المرصوفة السريعة والجيدة وفي سورية‬
‫بنوا شبكة واسعة من هذه الطرق وذلك لألغراض التجارية والعسكرية منها‬
‫المحسنة كما أقاموا أبراجاً للحراسة بجانب تلك‬
‫ّ‬ ‫المعبدة والترابية‬
‫ّ‬ ‫الطرق الرئيسية‬
‫الطرق وفي أماكن مرتفعة لمراقبتها وحماية القوافل التجارية المارة عليها‬
‫وبالقرب من مصا دره المياه واإلمدادات التموينية العسكرية حيث كانت المياه‬
‫تُ َّ‬
‫وفر لتلك األبراج من األنهار القريبة واآلبار واألحواض والصهاريج‪ ،‬نقل‬
‫الرومان هندسة بناء الجسور من الحضارة اليونانية‪ ،‬واعتمدوا في اغلب بنائهم‬
‫على نظام الجسور المقوسة‪.‬‬
‫‪ -‬كانت الجسور الرومانية عبارة عن أقواس نصف دائرية بالعادة‪ ،‬على الرغم‬
‫من أن عددا منها كان جسور قوسية متقطعة (مثل جسر في إسبانيا)‪ ،‬وهو‬
‫جسر يحتوي على قوس منحني أقل من نصف دائرة‪ .‬وكانت مزايا جسر القوس‬

‫المتقطع أنه سمح كبيرة لكميات كبيرة من مياه الفيضان بالمرور تحته‪ ،‬والتي‬
‫من شأنها منع الجسر من االنجراف بعيدا أثناء الفيضانات‪ .‬عموما‪ ،‬ظهرت‬
‫الجسور الرومانية على شكل إسفين الحجارة المتقوس( لبناء العقد أو‬
‫)‪voussoirs‬من نفس في الحجم والشكل‪.‬‬
‫جسر الكانت ار فوق نهر تاجوس – إسبانيا‬

‫يرجع إلى بداية القرن الثانى م‪.‬‬

‫قناة سيكوفيا – من إسبانيا‬
‫هي قناة مائية تعود إلى العصر الروماني‪ ،‬وتُ َع ّد إحدى أهم وأفضل اإلنشاءات‬
‫القديمة حفظاً في شبه الجزيرة األيبيرية(إسبانيا)‪.‬‬
‫وتقع وسط إسبانيا بمدينة سكوفيا داخل المقاطعة الرومانية ‪ ،Clunia‬وهي أحد‬
‫الصعب‬
‫أبرز رموز المدينة الوطنية‪ .‬تفتقر القناة إلى أيَّة نقوش واضحة‪ .‬ومن َّ‬
‫يقدرونه‬ ‫ِ‬
‫تحديد التاريخ الدقيق الذي ُبن َيت فيه القناة‪ ،‬إال أن بعض الباحثين ّ‬
‫بالنصف الثاني من القرن األول الميالدي‪ ،‬أو بداية القرن الثانى‬
‫الميالدى‪،‬ويغلب الظن الذى أمر ببنائها هو اإلمبراطور دوميتيان (‪96-81‬م)‬

‫ويالحظ أن القناة بنيت وفقاً للمبادئ التي وضعها المهندس الرومانى‬

‫فيتروفيوس والتي وصفها في كتاب(عن العمار) منتصف القرن األول‬
‫الميالدي‪.‬‬
‫‪-‬تمتد القناة إلى ‪15‬كم وارتفاعها حوالى ‪28.5‬م –وتحمل المياه من نهر ريو‬
‫وتتجمع المياه في خزان وتنقل من خالل جسر القناه‪ ،‬وترتفع حوالى ثالثة‬
‫طوابق وتحتوى على أقواس مفردة ومزدوجة وعددها حوالى ‪ 176‬قوس‪ -‬ويبلغ‬
‫عدد األقواس في الطابق األول ‪ -36‬وتتميز أقواس الطابق الثانى بأنها أقصر‬
‫وأضيق من العقود التى تحملها‪ -‬وقد تم بناء القناة من الكتل الحجرية الخام‬
‫مع الحجر الجيرى المحلى‪ -‬ويالحظ أنه نظ ار الختالف ارتفاع التضاريس في‬
‫بعض المناطق التى تمر خاللها القناه فقد رفعت من أحد جوانبها على قواعد‬
‫من العقود صغيرة المساحة‪،‬شيدت على األرض‪.‬‬
‫‪-‬مسرح أورنج في فرنسا ‪-:‬‬
‫تم إنشاء المسرح الرومانى في مدينة أورنج الفرنسية تحت حكم اإلمبراطور‬
‫مترا‪ .‬و كان هناك سقف خشبي‬
‫متر وارتفاعه ‪ً 37‬‬
‫أغسطس‪ ،‬ويبلغ طوله ‪ً 103‬ا‬
‫يغطى المسرح لحماية الجمهور من الظروف الجوية غير المواتية‪ .‬هناك أدلة‬
‫على الجدران تبين أنه ‪ ،‬في مرحلة ما ‪ ،‬تم تدمير السقف إثر حريق‪ .‬على‬

‫نسبيا في الزخرفة والزينة ‪ ،‬إال أن الجدار المكون من ثالثة‬

‫الرغم من أنها قليلة ً‬
‫قويا للغاية للمبنى بالكامل‪ .‬تفتح األبواب الثالثة الرئيسية‬
‫مظهر ً‬
‫ًا‬ ‫طوابق يعطي‬
‫في الطابق األول للواجهة مب اشرة على المسرح‪ ،‬وتتسع الكافيا (مقاعد‬
‫المشاهدين ) التى تأخذ الشكل نصف دائرة حوالى ‪ 5،800‬إلى ‪. 7300‬‬

‫يالحظ أن خلفية خشبة المسرح ‪ ،frons scaenae‬هو السطح الوحيد‬

‫المزخرف معماريا في جميع أنحاء المسرح بأكمله‪ .‬في األصل تم تزيينه‬
‫بالفسيفساء الرخامية بألوان مختلفة وأعمدة وإفاريز متعددة وتماثيل موضوعة‬
‫داخل حنايا ‪ . nichs‬وتحمل المشكاة المركزية على تمثال يبلغ ارتفاعه ‪3.5‬‬
‫قدما) لإلمبراطور أوغسطس بطراز ‪ .prima porta‬أعلى‬
‫متر (حوالى ‪ً 11‬‬
‫الباب الرئيسي للدخول إلى خشبة المسرح نحت إفريز ُمزخرف بقنطور‪،‬‬
‫وجاءت المداخل الثالثة الملتصقة بالجدار على هيئة مداخل قوس نصر‬
‫ثالثى الفتحات‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫والية بريطانيا‬
‫‪ 7-1‬مقدمة تاريخية تتضمن الغزو الروماني لوالية بريطانيا‬

‫‪ 8-1‬تأثير فن النحت الروماني على المنحوتات في والية‬
‫بريطانيا‬
‫‪ 9-1‬جدار هادريان‪-‬الحصون الرومانية‬
‫‪ 10-1‬تخطيط وأنماط المنازل والفيالت في والية بريطانيا‬
‫‪ 11-1‬الفسيفاء والرسوم الجدارية‬
‫‪ 12-1‬المشغوالت العاجية (دبوس شعر)‪-‬وتماثيل معدنية‬

‫واليــــــة بــــريطـــانيــــا‪:‬‬
‫سعى الرومان إلى ضم جزيرة بريطانيا إلى حوزتهم‪ ،‬ويرجع السبب‬

‫الرئيس إلقدام يوليوس قيصر(‪44-100‬ق‪.‬م) لإلستيالء على بريطانيا هو‬
‫أرضها المثمرة باعتبارها مصدر للثروة المعدنية من مناجم قصدير وفضة‬
‫ورصاص ونحاس؛ حيث سعى قيصر لتجميع المعلومات عن شعوب بريطانيا‬
‫شماال من التجار‪ .‬وبدأ بشن هجوم بري على‬
‫ً‬
‫‪1‬‬
‫الجنوبية وحدودها مع الغال‬
‫أجزاء من بريطانيا الجنوبية في عام ‪55‬ق‪.‬م ولكنه وجد صعوبة بالغة في‬
‫مباغتة هذه األراضي المنيعة؛ وسرعان ماعاد مرة أخرى في العام التالي‬
‫‪ 54‬ق‪.‬م حيث وضع نصب عينيه غزو مقاطعة بريطانيا وضمها إلى األراضي‬
‫الرومانية‪ ،‬ولكن لم يكن في وضع يسمح له بترك القوات الرومانية في‬
‫بريطانيا‪ .2‬ويذكر ‪ Stevens‬أن قيصر استطاع أن يسيطر على بعض القبائل‬
‫‪-1‬شغل فتح يوليوس قيصر لبالد الغال ‪ Gaule‬األعوام مابين ‪50-58‬ق‪.‬م‪ ،‬وكانت هذه أخر‬
‫حروب الفتح التي خاضتها روما في نهاية العصر الجمهوري ليزيد من الدعاية والمجد‬
‫السياسي لقيصر‪ ،‬و كانت بالد الغال تضم فرنسا‪ -‬بلجيكا‪ -‬والجزء األلمانى الواقع على نهر‬
‫كثيرا بنظام حكم الواليات‪ ،‬وعمل على إصالحه؛ وفرض نظام‬ ‫ً‬ ‫الراين‪ ،‬وقد اهتم قيصر‬
‫الضريبة السنوية‪ .‬للمزيد راجع‪ :‬بيتي رانيس‪ ،‬فتح بالد الغال‪ :‬يوليوس قيصر‪ ،‬ت‪ :‬على‬
‫زيتون‪( ،‬دار عالء الدين للنشر‪.22 ،)1994 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- David Breeze, Roman Frontiers in Britain, (London, 2013), 42.‬‬

‫ويفرض الضرائب‪ 1‬على بعض شعوب جنوب شرق بريطانيا‪ .2‬ومن المؤكد‬
‫أن قيصر لم يكن يفكر في العودة إلى بريطانيا حيث توجه إلى شمال البلقان‬
‫وشمال شرق بالد الغال‪ ،‬وبذلك ابتعدت بريطانيا عن واجهة االهتمام الروماني‬
‫في الغرب‪.3‬‬
‫كان الموقع الجغرافي لبريطانيا عامالً هاماً في عالقاتها مع روما فلقد كانت‬
‫أقرب منطقة اتصال مع القارة األوروبية تسمى كانتيوم ‪ Cantium‬وهي كنت‬
‫"‪"Kent‬الحالية و التي تبعد بمقدار ‪ 11‬ميل عن أوروبا و كان لهذا األمر دو اًر‬
‫هاماً في تأخر بدء العالقات بين الطرفين‪ .‬وقد بدأت العالقات التجارية التى‬
‫قامت عليها العالقات بين روما و الجزيرة البريطانية خاصة تجارة النبيذ إال أن‬
‫االحتكاك األول و الحقيقي كان في عهد يوليوس قيصر ""‪Julius Caesar‬‬
‫‪ -1‬تفسر أغلب المصادر عدم إقبال اإلمبراطور أغسطس على غزو بريطانيا بالكامل لعدة‬
‫أسباب منها‪ :‬أن الحكام البريطانيين كانوا بالفعل يمدون يد الصداقة والسالم إلى أغسطس‬
‫بإرسالهم السفراء والهدايا‪ ،‬كما أن سياسة أغسطس الخارجية اعتمدت على الحذر ورفع راية‬
‫السالم للمقاطعات التى ال تمثل تهديد وعدوان على اإلمبراطورية؛ للمزيد راجع ‪Cunliffe,‬‬
‫‪Stevens, “Britain between the Invasions, (54 BC–AD 43)”. In W. F.‬‬
‫‪Grimes (ed.), Aspects of Archaeology, in Britain and Beyond. London,‬‬
‫‪Strabo (Geography, 115–16, 200); (1951): 332:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Stevens, “Britain between the Invasions, 334.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Malcolm, Todd, A Companion to Roman Britain, Blackwell,‬‬
‫‪Oxford, 2004, 43.‬‬

‫الغزو األول ‪ -:‬بدأت العصور التاريخية في بريطانيا مع قيام القائد الروماني‬

‫يوليوس قيصر ‪ Iulius Caesar‬عام ‪ 55‬ق‪.‬م بعد أن أخضع بالد الغال‬
‫(فرنسا) بحملة عسكرية استطالعية لشواطئها الجنوبية‪ ،‬ثم قام بحملة ثانية في‬
‫العام التالي ‪54‬م وعلى رأس قوة كبيرة فوجد زعماء القبائل البريطانية في جنوبي‬
‫إنجلت ار قد وحدوا قواهم بقيادة كاسيڤالونوس ولكنه هزمهم وأحرز بعض‬
‫االنتصارات التي دفعت عدداً منهم إلى الخضوع للرومان وتعهدهم بدفع الجزية‪،‬‬
‫ثم انسحب «قيصر» بعد أن فتح أبواب بريطانيا للتجارة الرومانية ولقدر من‬
‫النفوذ السياسي الروماني‪ .‬وبقيت بريطانيا في القرن التالي خارج نطاق السيطرة‬
‫الرومانية المباشرة‪ ،‬وقامت فيها بعض الممالك الصغيرة وعلى رأسها مملكة‬
‫كامولودنوم( ‪ Camulodunum‬كولشستر حالياً)‬
‫‪ -‬وفى عهد اإلمبراطور أغسطس"‪ "August‬وضع ما يسمي بسياسة " السالم‬

‫أى ال تمتد حدود اإلمبراطورية عن الحدود التي‬ ‫الروماني "‪PaxRomana‬‬
‫أقرها‪ ،‬واستقرت العالقات الدبلوماسية بين روما وبريطانيا وتبادلت التجارة بينهما؛‬
‫مع فرض ضرائب سنوية‪.‬‬
‫يبدأ الغزو الثاني لبريطانيا حين تحرك الجيش الروماني إلى الجنوب الشرقي‬
‫في حملة برية في اتجاه نهر التايمز في صيف عام ‪43‬م‪ ،‬ولحق اإلمبراطور‬

‫كالوديوس (‪54-41‬م) بالحملة‪ ، 1‬في اتجاه ممالك بريطانيا المستقلة بحملة‬

‫قوامها ‪ 40‬ألف جندي‪ 2‬واتجهت الحملة صوب الغرب وسيطرت على بلدة‬
‫كامولودونوم ‪ Camulodunum‬الهامة‪ .3‬حينها انهارت مقاومة البريطانيين‬
‫بسرعة‪ .‬وبعبور الرومان نهر التايمز‪ ،‬وخفتت أصوات القتال في جنوب شرق‬
‫‪4‬‬
‫ناحية الغرب‪ ،‬وبذلك ساعد‬ ‫بريطانيا وانسحب القائد ‪Togodumnus‬‬
‫الرومان بشكل غير مباشر على السيطرة على كامل المنطقة؛ وكان السبب‬
‫الرئيس هو افتقار سكان أقصى الجنوب الغربي إلى التماسك وحبهم للسيادة‬
‫والنزعة القبلية‪ .‬وبذلك أمكن السيطرة عليهم بسهولة‪.5‬‬
‫‪-‬مع بدابة الحكم الروماني لبريطانيا حدث بعض االستقرار السياسي خاصة‬
‫في عهد اإلمبراطور كالوديوس إال انه قد وجدت بعض االضطرابات في الجزيرة‬
‫البريطانية في العهد الروماني فعلي سبيل المثال في عهد اإلمبراطور نيرون‬
‫""‪ 86-54(Nero‬م ) الذي حدث تدهور اقتصادي كبير في عهده نتج عنه‬
‫‪1‬‬
‫‪-Breeze, Roman Frontiers, 30.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Heing, Religion in Roman, 19‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Todd, A Companion to Roman Britain, 46.‬‬
‫‪-4‬كان ‪ Togodumnus‬ملكا لقبيلة ‪ Catuvellauni‬البريطانية في سانت ألبانز األن وقاوم‬
‫هذا الملك مع شقيقه ‪ Caratacus‬الجيش الروماني في غزوه عام ‪43‬م‪ ،‬ولكنه قتل في بداية‬
‫الحرب‪ .‬للمزيد راجع‪Shotter, Roman Britain, 20-21. :‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Todd, A Companion to Roman Britain, 54.‬‬

‫حدوث ثورة في عام ‪60‬م‪ ،‬تم معاملة بريطانيا علي أنها والية و ليست مستعمرة‬
‫و تعيين الوالة عليها و لعل أشهرهم الوالي أجريكوال "‪ 93-40( "Agricola‬م )‬
‫حاكم كالدونيا(اسكتلندا) ويرجع غزو روما بالكامل إلى عهده ‪82‬م؛ حيث قاوم‬
‫الحمالت اآلتية من القبائل الكلتية شمال بريطانيا وتمكن من السيطرة على شمال‬
‫بريطانيا‪ ،‬كما كان له دور كبير في تنظيم األوضاع اإلدارية في بريطانيا فقام‬
‫بنشر الحضارة و إنشاء المدارس‪ ،‬كما قام بحمالت حربية سريعة هزم من خاللها‬
‫االسكتلنديين ‪.‬‬
‫شجعت الحكومة الرومانية منذ بداية حكمها في بريطانيا على بناء‬

‫المعابد والمباني العامة والقصور الخاصة كما اهتم الرومان بتدريب أبناء القادة‬
‫والمسئولين من البريطانيين أنفسهم وتفضيلهم على العديد من الجنسيات األخرى‬
‫بسبب القدرات الجسدية للبريطانيين؛ فكانت النتيجة في صالح الرومان فبدال‬
‫من النفور من اللغة الالتينية أصبح هناك شغف لتعلمها‪ ،‬ومن ثَّم تعود‬
‫البريطانيون على وسائل الراحة التي قدمها االحتالل الروماني وحرصت النخبة‬
‫األرستقراطية على جمع الثروة‪ ،‬وبذلك تحقق هدف الفتح واالحتالل لوالية‬
‫بريطانيا وهو إنشاء مقاطعات اقتصادية غنية تعمل بسالم‪.1‬‬
‫‪(1 ) SHOTTER, D., Roman Britain, 67.‬‬

‫‪ -‬من الناحية االجتماعية نجد أن والية بريطانيا قد تأثرت بشدة بالنواحي‬

‫االقتصادية فأصبح كبار مالك األرض هم الطبقة العليا من السكان و الذين‬
‫امتلكوا القصور الضخمة أما فيما يخص النواحي الدينية فنجد أن اإلمبراطور‬
‫كالوديوس ‪ ""Claudius‬عمل علي إدخال بعض العبادات الجديدة مثل عبادة‬
‫أغسطس و أقام لذلك تماثل و معابد له باإلضافة لبعض العبادات السكندرية‬
‫مثل عبادة ايزيس و ثقافيا كان للحضارة الرومانية تأثي اًر كبي اًر فلقد أصبحت اللغة‬
‫الالتينية هي اللغة الرسمية إال أنه بالنسبة للرجل البريطاني العادي ظل متمسكا‬
‫بتمجيده لاللهه واألعياد الكلتيه ‪ ،‬كما تمسك سكان الريف والعمال باللغة الكلتيه‬
‫بدال من الالتينية‪.‬‬
‫مع بداية القرن الثاني حدث تغير اجتماعي كبير‪ ،‬فقد ظلت روما‬
‫تستخدم الغزو الثقافي كوسيلة اجتماعية لتعزيز الحكم الروماني ونشر ثقافتها‬
‫للسيطرة على سكان بريطانيا األصليين عن طريق التجمعات المدنية‬
‫واالحتفاالت العامة وتشييد المعابد في العديد من المقاطعات حتى القرن الرابع‬
‫الميالدي لإلشارة إلى قوة اإلمبراطورية الرومانية والدعاية السياسية لها‪ ،‬وامتد‬
‫التأثير السياسي للعبادة اإلمبراطورية إلى العديد من المظاهر ومنها النقوش‬
‫الدينية المكرسة لإلمبراطور لتعبر عن الوالء وتعزز السالم واألمن بما يخدم‬

‫الدولة والفرد على السواء‪ .1‬كما كان النتشار الديانة المسيحية في بريطانيا بالغ‬
‫األثر على الطبقات المختلفة خاصة التجار‪ .2‬وتشير أغلب األدلة المادية إلى‬
‫تحول بريطانيا نحو المسيحية مع نهاية القرن الرابع الميالدي؛ ولعل ما ذكره‬
‫‪ STEPHENSON‬حول الفيالت الريفية صحيح‪ 3‬ودورها في نشر المسيحية‬
‫) ‪(1‬‬ ‫‪BARRAT, A., Knowledge of the Literary Classics in Roman‬‬

‫‪Britain, Society for the Promotion of Roman Studies, Britannia‬‬
‫‪9 , No. 2, 1978, 307-313, 310.‬‬
‫) تشير بعض الكتابات إلى أن القديس يوسف الرامي هو من أدخل المسيحية في والية )‪2‬‬
‫بريطانيا عام ‪ 63‬م‪ ،‬وانتشرت بشكل كبير مع نهاية القرن الثاني الميالدي خاصة بين الطبقات‬
‫الفقيرة‪ ،‬وقد كشفت المواقع األثرية عن توزيع منخفض ومتناثر للقطع األثرية المسيحية في‬
‫ذلك الوقت‪ ،‬في حين ترجع أقدم كنيسة في بريطانيا تم تشييدها في مقاطعة مدنية وهي‬
‫‪360‬م‪Silchester.‬‬ ‫شمال شرق هامبشاير عام‬
‫‪JANKA, D., The Prevalence of Christianity in Roman Britain to AD 410,‬‬
‫‪London, 2003 54; SHOTTER, D., Roman Britain, 93; WATTS, D., Religion‬‬
‫‪in Late Roman Britain Forces of change, London 1998, 107.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ agricultural treatise De re‬في مؤلفه ‪)Columella‬عَّرف الكاتب الروماني كولوميال )‬
‫‪rustica‬‬ ‫‪ villa rustica‬وهي مسكن ريفي لإلقامة ‪ ،‬و‪ villa urbana‬نوعين من الفيالت‬
‫وهي أقرب إلى المزرعة اإلنتاجية وما بها من مباني ومنازل وممتلكات‪ ،‬وكان مفهوم الفيال‬
‫‪villa‬‬ ‫في بريطانيا الرومانية يعبر عن مؤسسة ترمز إلى ملكية األرض وتشير إلى التسلسل‬
‫الهرمي والمنافسة بين النخبة خاصة خالل بداية القرن الرابع الميالدي‪ ،‬وتوسعت وظيفة الفيال‬
‫لتشمل دور اجتماعي واقتصادي ورمز للبذخ السكني‪.‬‬
‫‪SMITH, W., A Dictionary of Greek and Roman Antiquities, London, 1875, 1196-‬‬
‫‪1197.‬‬

‫فبالرغم من تمسك األرستقراطيون بفكرة الرومنة؛ إال أن البعض ممن اعتنق‬

‫المسيحية توجه إلى تشييد كنائس مجاورة لهم تحقق مبدأ المنفعة من خالل‬
‫استفادة السكان من هذه المباني حتى بعد مغادرة مالكيها للمقاطعة أو الوالية‬
‫ككل‪.1‬‬
‫وبحلول الوقت الذي وصل فيه اإلمبراطور هادريان إلى السلطة عام ‪117‬‬
‫ميالديا‪ ،‬لم يعد الرومان يسعون لتوسيع أراضيهم‪ ،‬ولكن بدالً من ذلك‪ ،‬أرادوا‬
‫ً‬
‫حماية ما لديهم من الكاليدونية وغيرهم‪ ،‬وبموجب أوامر هادريان‪ ،‬بدأ الحكام‬
‫الرومانيون لبريطانيا في بناء الجدار الذي سمي فيما بعد باسم اإلمبراطور للدفاع‬
‫عن جزء بريطانيا الذي سيطروا عليه من الهجوم‪ ،‬فأرادوا "فصل الرومان عن‬
‫البرابرة" إلى الشمال‪ ،‬ويعتقد العلماء أن الجدار ربما يكون بمثابة وسيلة لتقييد‬
‫الهجرة والتهريب من وإلى األراضي الرومانية‪.‬‬
‫يقع جدار هادريان بالقرب من الحدود بين إسكتلندا الحديثة وإنجلترا‪ ،‬ويمتد في‬
‫اتجاه الشرق والغرب‪ ،‬من ويلسن ونيوكاسل على نهر تاين في الشرق‪ ،‬ويمتد‬
‫ميال غرًبا‪ ،‬واستغرق بناء الجدار ست سنوات على األقل‪ ،‬وبدأ‬
‫لحوالي ‪ً 73‬‬
‫‪STEPHENSON, J., Late Roman Villas and Cognitive Science, Journal of‬‬
‫‪Architectural Histories 7, No.1, 2019, 1-18.‬‬
‫‪(1 ) JANKA, D., The Prevalence of Christianity in Roman Britain to AD 410, 61.‬‬

‫البناء في الطرف الشرقي ثم انتقل غرًبا‪ ،‬وتم اإلنتهاء من العمل من قبل الجنود‬
‫الرومان‪.‬‬
‫‪ -‬يعتقد المؤرخون أن الخطة األصلية كانت بناء جدار من الحجر أو العشب‪،‬‬

‫وتواجهه خندق واسع وعميق‪ ،‬وكان سيحتوي الجدار على بوابة محمية كل ميل‪،‬‬
‫حصنا إلى‬
‫ً‬ ‫مع برجين للمراقبة بين كل بوابة‪ ،‬وفي النهاية‪ ،‬تمت إضافة ‪14‬‬
‫الجدار‪ ،‬وتم تعزيزها من خالل "أعمال ترابية" في الجنوب‪ ،‬وقد كان في األساس‬
‫تل كبير مصمم ليكون بمثابة حصن دفاعي آخر‪.‬‬

‫أقيم سور جديد في أقصى الشمال بطول ‪ 70‬كم (حوالى ‪37‬ميل)عرف بسور‬
‫اإلمبراطور أنطونينوس بيوس يمتد من جسر نهر فورث ‪ River Forth‬من‬
‫الجهة الشرقية إلى نهر كاليد في الغرب‪ River Clyde‬؛ ولكنه لم يصمد‬
‫طويالً‪ .‬هذا السور مبنى على قاعدة حجرية ويبلغ عرضه ‪ 4.3‬متر وارتفاعه‬
‫حوالي ‪ 3.6‬م‪ ،‬ويتخلله العديد من التحصينات ‪.‬واضطر االمبراطور سبتيميوس‬
‫سفيروس إلى العودة إلى سور هادريان بعد أن خاض معارك ضارية في اسكتلندا‬
‫وتوفي عام ‪211‬م في مدينة يورك‪.‬‬

‫‪-‬السمات الفنية لمنحوتات والية بريطانيا‬

‫تأثير فن النحت الرومانى على والية بريطانيا‬
‫تم العثور على العديد من التماثيل النصفية خاصة في الجزء الجنوبي الشرقي‬
‫من بريطانيا‪ ،‬وقد ظهرت ثالثة أنواع من المنحوتات الرومانية في بريطانيا‪-:‬‬
‫‪ -1‬المنحوتات ذات التأثير الرومانى الخالص وهى نادرة االكتشاف‪ :‬وتتميز‬
‫بوجود تأثير الضوء والظل ونفذت أغلبها من البرونز والرخام‪-‬بسمات رومانية‬
‫تضاهى نفس الخصائص النحتية في روما‪ - .‬تميزت المنحوتات التى تم العثور‬
‫عليها في بريطانيا بالتنوع الكبير في األسلوب الفنى‪ ،‬واستخدام الرخام المستورد‬
‫في تنفيذ المنحوتات الرسمية؛ خاصة تماث يل األباطرة وإن تميزت بالندرة‬

‫الشديدة‪ -‬كما انتشرت المنحوتات البرونزية‪ -‬نظ ار لتوفر المادة الخام في مناجم‬
‫بريطانيا‪.‬‬
‫‪-‬تمثال من البرونز لإلمبراطور كالوديوس‪ -‬بالحجم الطبيعى –في مرحلة‬
‫الشباب‪ -‬تم العثور عليه في مدينة كولشيستر‪ -‬العيون الواسعة واألذن الكبيرة‬
‫والحوادب بخطوط حادة‪ -‬الشعر ممشط ألمام في خيوط سميكة مع فرق بسيط‬
‫في منتصف الشعر‪ ،‬من الواضح أن العيون كانت مطعمة‪.‬‬
‫رأس لتمثال مفقود لإلمبراطور كالوديوس‬

‫رأس لتمثال من البرونز المصبوب لإلمبراطور هادريان‪ -‬يرجع ‪122‬م عند‬

‫زيارة هادريان إلى بريطانيا‪ -‬محفوظ في المتحف البريطانى‪.‬نحت الفنان الوجه‬
‫ببراعه كبيرة – وركز على الجوانب النفسية من خالل نظرة العين القوية‬
‫المتطلعة إلى األفق‪ -‬بينما نحت اللحية جاء مطابقا لتماثيل هادريان باعتباره‬
‫أول إمبراطور يصور بلحية خفيفة وشارب؛ ويرجع البعض أن السبب هو وجود‬
‫ندبات على وجه هادريان كانت تضطره إلى طلق لحيته ليخفيها‪ -‬بينما يرى‬
‫البعض أن تصويره باللحية بناء على محبتها وشغفه بالحضارة اليونانية وتشبيه‬

‫نفسه بالفالسفة‪ -‬صور الفنان الشعر عبارة عن تموجات دائرية مجوفة تلتصق‬
‫بالجبين‪ -‬بينما حدد الفنان إنسان العين ببراعة‪ -‬بينما بالغ كثي ار في تصوير‬
‫الرقبة الطويلة‪.‬‬
‫‪ -‬اإللهة سوليس مينرفا ‪Sulis Minerva in temple of Bath‬‬
‫كانت اإللهة سوليس إلهة الينابيع الح اررية النابعة من المياه الجوفية‬
‫الساخنة‪،‬وبعض ه ذه الينابيع في درجة ح اررة آمنة لالستحمام‪ ،‬وعبدت اإللهة‬
‫سوليس في مدينة باث ‪ Bath‬البريطانية‪ ،‬حيث تغذى المدينة قنوات شيدت‬
‫في ‪60‬م عرفت باسم قنوات سوليس ‪ _Aquae Sulis‬وتشير أغلب المصادر‬
‫بأنها المعبودة مانحة الحياة ‪ ،‬وعبدت أحيانا باعتبارها ربه للعدالة وربة للشفاء‪-‬‬
‫كما ارتبطت باإللهة مينرفا خالل العصر الرومانى باعتبارها ربة للحكمة‪،‬‬
‫وراعية للحرف ومنها المعالجون‪ -‬وكان يقدم إليها القرابين النذرية‪ ،‬في معبدها‬
‫بالقرب من حمامات باث‪.‬‬

‫تمثال من البرونز للربة سوليس مينرفا‬

‫القرن األول الميالدى‪ -‬تم العثور عليه في المنطقة المقدسة بجوار معبدها في‬
‫‪Bath‬‬
‫الوصف‪ :‬رأس اإللهة سوليس مينرفا ترتدى خوذة كورينثية على رأسها‪ .‬الخوذة‬
‫مختفية اآلن ولكن في خلفية التمثال تظهر فجوة مما يؤكد على وجود الخوذة‬
‫من قبل‪ .‬تم االكتشاف في عام ‪ 1727‬في مدينة باث ‪ ،‬ويالحظ التماثيل‬

‫ويعتقد أنه أحد تماثيل العبادة‬

‫البرونزية المذهبة نادرة في بريطانيا الرومانية ‪ُ ،‬‬
‫باإللهة التي كانت ستقف في الهيكل بجانب الربيع المقدس‪ .‬تم تدمير تمثال‬
‫العبادة البرونزي لسوليس مينيرفا‪.‬‬
‫استخدم الفنان المالمح الكالسيكية من خالل العيون اللوزية والوجه البيضاوى‬
‫وال مالمح الناعمة الهادئة‪ ،‬برع الفنان في تصوير الفم الصغير مع تحديد الشفاه‪،‬‬
‫أما تسريحة الشعر عبارة عن خصالت قصيرة في اتجاهات جانبية ومفروق‬
‫في المنتصف‪.‬‬
‫قام الرومان ببناء معبد مهيب لإللهة سوليس في الينابيع تكريما لها‪ .‬وشيدوا‬
‫مبنى حمام عام فاخر ومذبح كبير وخزان لمياه الينابيع المقدسة‪ .‬تم تصميم‬
‫مجمع االستحمام ليكون ينبعث من األرض‪ .‬لقد تم تغذية أحواض االستحمام‬
‫بتدفق مستمر من الماء عبر أنابيب الرصاص التي ال تزال تعمل حتى اليوم‬
‫‪ ،‬وكان أكبر حوض يحتوى على ‪ 42‬ورقة من الرصاص يزيد وزنها اإلجمالي‬
‫عن ‪ 8‬أطنان‪.‬‬

‫مذبح من الحجر الجيرى – تم العثور عليه في معبد سوليس مينرفا – مدينة‬

‫باث‪ -‬يرجع إلى ‪75-65‬م‬
‫المذبح منحوت عليه تمثيل لإلله باخوس وهيراكليز‪ -‬يتفق سمات المذبح الفنية‬
‫مع نفس سمات النحت البارز في روما مع تصوير الآللهة بمخصصاتهم الفنية‬
‫والتى مكنت من تحديد هوية هذه الشخصيات‬

‫‪ --‬نموذج أخر للنحت المستقل ‪ Sculpture in Around‬بسمات رومانية‬

‫خالصة‪ ،‬تمثال لإلله باخوس يرجع إلى القرن الرابع الميالدى‪ -‬من الرخام‪-‬‬
‫محفوظ في المتحف البريطانى‪ -‬تم العثور على التمثال في فيال بمقاطعة‬
‫(‪ -)Cirencester‬نحت التمثال بحيث يرى من جوانبه األربعة‪ -‬ويعتبر تمثال‬
‫مجموعة‪ -‬حيث يصور اإلله على الطريقة الكالسيكية‪ -‬أشبه بتماثيل الفنان‬
‫اليونانى براكستيليس حيث يقف التمثال على هيئى شكل حرف ‪ S‬في ليونة‪،‬‬
‫كما صور بوضع العرى‪ -‬ويستند بيده اليسرى على دعامة نباتية زينت بفروع‬
‫واوراق الكروم‬

‫– أحد مخصصات اإلله باخوس‪ -‬وباليد اليمنى يمسك كأس ويسكب الخمر‬
‫ألسفل في إتجاه حيوان ينظر برأسه ألعلى –صوره الفنان في حالة من‬
‫الوداعة‪ -‬يظهر براعة التمث ال في تحديد تفاصيل الجسم وتحديد العضالت في‬
‫منطقة البطن‪ -‬جاءت تسريحة الشعر على هيئة خصالت طويلة منسدلة على‬
‫كتفى اإلله ويزين الشعر بتاج نباتى‪.‬‬
‫عالوة على ذلك فقد تميزت الواجهات المعمارية في والية بريطانيا بزخرفتها‬
‫بمنحوتات بمنحوتات رخامية كبيرة الحجم‪ ،‬وهى قطع نحتية تتراوح مابين‬
‫‪ 200-150‬لوحة نحتية‪ ،‬ومنها تماثيل فردية أو مجموعة ظهرت في مشاهد‬
‫سردية‪ .‬صفت في صفين تميز الصف العلوى بمشاهد تاريخية ترمز إلى قوة‬
‫اإلمبراطورية الرومانية كنوع من الدعاية السياسية؛ خاصة فتوحات كالوديوس‬
‫ونيرون‪ ،‬بينما في الصف السفلى ظهرت سلسلة رائعة من المشاهد األسطورية‬
‫‪ ،‬تضم األبطال اليونانيين والمحليين ومآثرهم (‪،Telephos ،Heracles‬‬
‫‪ ) Aineias ،Achilles ،Bellerophon‬ويليها تمثيل األباطرة كآلهة محاربة‬
‫قوية ومختلطة مع اآللهة القديمة كشركاء لآللهة‪ ،‬وتصوير رمزي للشعوب‬
‫والمناطق التي احتلتها اإلمبراطورية الرومانية ‪ ،‬صور الفنان في كل لوحة‬
‫شعوبا من‬
‫ً‬ ‫تجسيد للواليات بإمرأة تقف على قاعدة منقوشة‪ .‬تسجل النقوش‬
‫إسبانيا في أقصى الغرب إلى العرب واليهود في الشرق‪ .‬كان هناك خمسون‬

‫شخصية من هذا القبيل ‪ ،‬وال شك في أن الفنان استعار هذا الموضوع من‬

‫نصب تذكاري في روما‪ -‬تميزت المنحوتات باألمامية أو ثالثة أرباع اللفة‪.‬‬
‫نحت بارز يصور مشهد أسطورى مرتبط بتأسيس مدينة روما‪ -‬وهنا صور‬
‫الفنان البطل الرومانى إينياس الجد األسطورى للرومان – بمالبس عسكرية‬
‫هاربا من طروادة بعد دخول اليونانيين‪ -‬حامال معه على كتفه والده إنخيسيس‬
‫– ويمسك ابنه إسكانيوس – وتقف في خلف المشهد اإللهة أفروديت والدة‬
‫إينياس‪.‬‬

‫‪-‬تجسيد والية بريطانيا في الفن الرومانى‪.‬‬
‫نحت رخامى من أفروديسيا‪ -‬يرجع إلى منتصف القرن األول الميالدى‪،‬‬
‫ويصور اإلمبراطور كالوديوس بهيئة األبطال وبوضع العرى واقفا باألمامية‬

‫يقوم بمهاجمة سيدة وهى تجسيد لوالية بريطانيا‪ ،‬صور اإلمبراطور يرتدى عباءة‬
‫تتطاير إلى الخلف‪ -‬وحرملة لحمل أداة حادة يحملها في يدة اليمنى التى يرفعها‬
‫إلى أعلى بينما يخضع السيدة المستلقية على األرض بوضع ثالثة أرباع اللفة‪-‬‬
‫رافعا قدمه ساقه اليمنى مع انثناءة الركبة اليمنى ويهم بالهجوم عليها‪-‬صور‬

‫الفنان بريطانيا في هيئة األمازونات‪ -‬حيث ترتدى رداء قصير يغطى الجذع‬
‫األيمن بينما يترك الصدر األيسر عارى‪-‬في حين صورها الفنان بمالمح الحزن‬
‫والخضوع‪.‬‬
‫وعلى عملة تترادراخمة فضية من عصر اإلمبراطور أنطونينوس بيوس تصور‬
‫تجسيد لوالية بريطانيا‪-‬ترجع تاريخ العملة إلى ‪143‬م‪-‬صور على الوجه‬
‫اإلمبراطور بالوضع الجانبي ملتحى على غرار اإلمبراطور هادريان‪ -‬مالمح‬
‫الوجه تعبر عن النضوج والحكمة‪ -‬بينما يضع إكليل من الغار مربوط من‬
‫الخ لف بشريط تعبي ار عن البطولة والشجاعة ورم از للملكية‪ -‬صور على الوجه‬
‫اآلخر للعملة سيدة تمثل تجسيد والية بريطانيا جالسة على صخرة – ترتدى‬
‫رداء قصير يصل إلى الركبة به ثنايا بسيطة‪-‬ويلتف حول الكتف شال مربوط‬
‫على الكتف األيمن وأسفل الرداء ترتدى سروال طويل – هذا الرداء يسمى‬
‫‪ -Braccae‬تسند ذراعها األيمن على ساقها وبجوارها صور الدرع والرمح‪.‬‬
‫تجسيد والية بريطانيا‬

‫تنتشر الفيالت بشكل متقطع عبر األراضى البريطانية‪-‬ومعظمها متجاور‬

‫لمنطقة الحصون الرومانية في مدينة ليندوم‪ ،‬وقد تم العثور على تمثال نصفى‬
‫من الرخام في ‪ Lullingstone Roman Villa, Kent‬لحاكم بريطانيا وهو‬
‫رومانى األصل أو ربما كان بروقنصل معين من قبل مجلس الشيوخ يدعى‬
‫‪ -Publius Helvius Pertinax‬حيث عرف عنه القسوة والجبروت‪ -‬وكان‬
‫من ضمن مهامه تصدير الحبوب للجيش الرومانى في بالد الغال‪.‬‬
‫تمثال نصفى من الرخام اليونانى‪ -‬ارتفاعه ‪28‬سم‪ -‬التأريخ عصر‬

‫اإلمبراطور هادريان ‪125‬م‬

‫التمثال يستند على دعامة ‪ - Pedestal‬يمتاز التمثال بسمات النحت في‬

‫عصر هادريان – حيث ظهرت اللحية وانعكاس النظرة الكئيبة‪ -‬وبداية النتشار‬
‫الصور الشخصية بالمالبس العسكرية – ظهور الحافة البارزة عند أسفل التمثال‬
‫التى تعبر عن ورشة العمل الفنية‪.‬‬
‫نموذج أخر لتمثال يعبر عن شخصية رومانية أو حاكم ليندوم وكان يتخذ هذه‬
‫الفيال استراحة له‪ -‬السمات النحتية‪-‬استدارة الرأس –العين العميقة‪ -‬األنف‬
‫األفطس‪ -‬مع بروز الحواجب فوق خط العين – الفم العريض المستدير‪ -‬اللحية‬
‫والشارب الكثيف‪ -‬الشعر القصير والخصالت المسطحة المنسدلة في اتجاهات‬
‫متفرقة على الجبهة‪ -‬اللحية والنظرة الكئي بة التى تعبر عن العمق ووضع‬
‫البروش الخاص بالعباءة العسكرية على الكتف األيسر تؤكد على تأريخ التمثال‬
‫يعود إلى عصر هادريان‪.‬‬
‫‪ -‬تتميز التماثيل النصفية عموما التى عثر عليها في فيال ‪Lullingstone‬‬
‫بأنها من الرخام البينتالى ‪ Pentelic‬اليونانى‪ -‬وكان يتم نحت الرأس والجسم‬
‫من كتلة واحدة‪ -‬ولوحظ أن الفنان قد اهتم بالجانب األمامى فقد من النحت‪-‬‬
‫حيث تشاهد من األمام لذلك لم يأتى صقل التماثيل بالشكل المناسب من‬

‫الخلف‪ -‬حيث كا نت تنحت الرأس من كتلة مجوفة مع تدعيم الرأس بحائل من‬
‫الخلف‪.‬‬
‫رأس لتمثال نصفى مفقود‪ -‬من الرخام للحاكم ‪Pulbius Helvius Pertinax‬‬
‫في فيال‪ - Lullingstone Roman Villa, Kent‬التأريخ ‪170-165‬م‪– .‬‬
‫محفوظ في المتحف البريطانى‪.‬‬

‫‪- :Venus‬تمثال‬ ‫‪Verulamium‬‬

‫برونزى لفينوس أصغر من الحجم‬
‫الطبيعى – تم الكشف عنه في شمال‬
‫لندن‪ -‬تصور فينوس في وضع الوقوف‬
‫بأذرع ممدودة وتمسك في يدها اليسرى‬
‫ثمرة التفاحة‪-‬‬
‫المغزى من تصوير اإللهة فينوس اتخذت‬
‫اإللهة فينوس العديد من األلقاب التي‬
‫تشير إلى وظائفها التي تنوعت في الفكر‬
‫الروماني‪ ،‬ومن أهمها لقب فينوس ‪ Genetrix‬وتعني فينوس األم‪ -‬السمات‬
‫الفنية تتقارب من سمات النحات اآلثيني براكستيليس من حيث الوقفة‬
‫المستريحة‪ ،‬وإلقاء ثقل الجسم على الساق اليمنى بينما اليسرى تنثني إلى األمام‪،‬‬
‫والمالمح الناعمة‪ ،‬إال أن الرأي األرجح أنه أحد أعمال الفنان ألكساندروس من‬
‫أنطاكية‪.‬‬

‫‪-2‬الفنون التى تختلط فيها العناصر الكلتية مع التأثير الرومانى‬
‫رأس الجرجون – تم العثور عليه في محيط حمام سوليس في مدينة باث‪-.‬‬

‫يرجع إلى ‪76-65‬م‬
‫يصور الجورجون هنا في هيئة رجل مسن باألمامية لديه شارب متدفق‪ -‬صفف‬
‫الشعر بشكل خصالت طويلة مصففة بطريقة األعشاب البحرية‪ ،‬ومالمح الوجه‬
‫تشبه اإلله أوقيانوس الكلتى إله المحيط‪.‬‬

‫‪-‬تم الكشف عن هذا التمثال‬

‫يزين مدخل مقبرة لشخصية‬
‫سياسية رومانية ذات نفوذ‪-‬‬
‫النحت جنائزى رمزى لتمثال‬
‫مجموعة محفوظ في متحف‬
‫لندن‪-‬يعود إلى نهاية القرن‬
‫األول م‪-‬المادة الخام ‪ :‬من‬
‫الحجر الجيرى المحلى‪-‬يبلغ‬
‫ارتفاع التمثال ‪65‬سم‪-‬يصور‬
‫النسر يصارع الثعبان بمنقاره في حين يلتف الثعبان حول جسم النسر في‬
‫حركة طبيعية واقعية‪ -‬وكان النسر رم از لإلمبراطورية الرومانية‪-‬ووجوده داخل‬
‫المقبرة رمز لقوة وسيادة اإلمبراطورية‪ -‬ورمز لقوة صاحب المقبرة وحمايته‪-‬‬
‫والبعض يرى أن التمثال يرمز هنا إلى الصراع بين الخير والشر‪ -‬واالنتصار‬
‫على الموت‪.‬‬

‫الموضوع‪ :‬جزء من لوحة نحتية من بقايا جدار يمثل مشهد موكب حيوانات‬
‫القرابين أمام المعبد‬
‫يصور السوفيتاوريليا مرة أخرى خارج روما على إفريز يمثل موكب األضاحي‬
‫تتحرك من اليسار في اتجاه المذبح وعلى يمين المذبح يقف الكاهن بغطاء‬
‫الرأس يرتدى العباءة التوجا بوضع األمامية‪ ،1‬أما مناسبة هذا النصب التذكارى‬
‫فهو تسجيل االنتصار على القائد الغالى ‪،2Q. Marcomanni‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- Nony, D. 1960: 525.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Johnston, S. 2004: 346.‬‬

‫وتم افتتاحه قبل وفاة اإلمبراطور ماركوس أوريليوس في عام ‪176‬م‪ ،1‬وكان‬
‫الغرض من المشهد هو تطهير الجيش بعد المعركة‪ ،2‬فعلى الجدار األنطونينى‬
‫في اسكتلندا يصور الجيش الروماني في مشاهد دينية حينما زار هادريان‬
‫بريطانيا في عام ‪ 122‬م؛ أمر ببناء سور للفصل بين والية بريطانيا والغزاة من‬
‫البرابرة‪ ،‬وتم بناؤه في عهد اإلمبراطور أنطونينوس بيوس‪ ،‬معظم أساسات‬
‫الحائط وخندقه التزال موجودة حتى اآلن‪.3‬‬
‫كان اإلفريز يزين الحائط األنطونيني‪ ،‬ويصور الفنان مشهد‬
‫األضاحي من الخنزير والكبش والثور ويقف في مستوى أعلى عازفو الناى وفي‬
‫منتصف المشهد يقف الكاهن الذي يقوم بصب الخمر على المذبح في طقس‬
‫اإلراقة‪ ،‬ويصور اإلفريز أحد الخيالة يبدو من مالبسه أنه رومانى األصل‪،4‬‬
‫يرتدى الخوذة ممسكا برمح في يده اليمنى‪ ،‬ويقف بالوضع الجانبى‪ ،‬يقوم بعمل‬
‫طقوس تمهيدية قبل طقس السوفيتاوريليا‪ ،‬وبجواره عازف الفلوت‪ ،5‬وقد اتخذ‬
‫‪1‬‬
‫‪- Erdkamp, P. 2011: 453.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Ryberg, I. 1955: 115; Johnston, S. 2004: 346.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Webster, G. 1998: 67.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Johnston, S. 2004: 345.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Johnston, S. 2004: 345.‬‬

‫الدرع في المشهد موضع الص دراة حيث صور بحجم مبالغ فيه‪ ،‬كما نفذت‬
‫المنحوتات في مستوى واحد وعجز الفنان عن تطبيق قواعد المنظور‪ ،‬بينما‬
‫يالحظ غلبة األسلوب الخطى على المشهد‪.1‬‬
‫تأثر الفنان بمشاهد عمود تراجان‪ ،‬فيرمز هنا المشهد إلى الجيش‬
‫الروماني وهو يقوم بشكل طقسى في وسط المدينة ويغلب على المشهد أسلوب‬
‫الفن الشعبى‪ ،‬أما عن تفسير المشهد فقد بدأت روما منذ بداية القرن الثانى م‪،‬‬
‫تجند الجنود من أماكن متفرقة من كافة الواليات الرومانية‪ ،‬وأصبحت المشاهد‬
‫الدينية تتغلغل مع مشاهد تقديم القرابين للرغبة في الحفاظ على الهوية األصلية‬
‫‪2‬‬
‫للمجتمع الروماني‬
‫وعندما استوطن الجنود الرومان المعسكرات الرومانية في بريطاني‪،‬‬

‫جلبوا معهم معتقداتهم الدينية وعاش السكان األصليين جنبا إلى جنب مع‬
‫الرومان‪ ،‬وقد تم الكشف في عام ‪1954‬م في لندن على ميثرايوم ‪Mithraeum‬‬
‫منحوت بشكل كهف خاص بمعبد ميث ار‪-Temple of Mithras, Walbrook‬‬
‫تم بنائه في عام ‪ 240‬م‪ ،‬وقد عثر في الموقع على العديد من التماثيل واللوحات‬
‫المنحوتة التى تصور رأس ميث ار من الرخام بالقبعة الفريجية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- Webster, G. 1998:80.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Goldsworthy, A. 2011: 112.‬‬

‫‪-‬يشير النقش إلى نذر‬

‫‪ votive‬قدمه ‪Ulpius‬‬
‫‪" Silvanus‬أولبيوس‬
‫سيلفانوس ‪ ،‬المخضرم‬
‫في الفيلق الثاني من‬
‫أغسطس‪ ،‬صور إلى‬
‫اليسار وجد إله الشمس‬
‫يقود‬ ‫الذى‬ ‫(سول)‬
‫خيوله عبر السماء‪-‬‬
‫وإلى اليمين صور إلهة‬
‫القمر لونا‪-‬أسفل إثنان من آلهة الرياح‪ -‬ومعهما عالمة الزودياك‪ .‬أما اللوحة‬
‫الرئيسية تمثل ميث ار ناحر الثور وميث ار هو إله النور الفارسي حامى الحقيقة‬
‫وواهب الصحة – يصور داخل دائرة تصور ميث ار الشاب برداء فريجي وقبعة‬
‫فريجية‪ -‬وهو يقوم بنحر الثور رمز الشر‪.‬‬
‫كما احترم الرومان العبادات المحلية مادامت الشعوب التابعة لهم تقوم‬
‫بواجباتها نحو العبادة الرسمية(عبادة األباطرة المؤلهون)‪ ،‬ولقد أظهر‬
‫البريطانيون احترام وتكريم للثالوث الرومانى جوبيتر‪-‬جونو‪-‬مينرفا‪-‬كى يعيشوا‬

‫في سالم وقاموا بتقديم القرابين في االحتفاالت العامة المقامة تحت راية الدولة‬
‫الرومانية‪.‬‬
‫‪-‬عرف عن الكلتيون عبادتهم المحلية وطقوسهم الدينية الخاصة ومعتقداتهم‬
‫الدينية القائمة على الخصب وآلهة األمومة‪ -‬ونظ ار اللتقاء الثقافات الدينية‬
‫المختلفة على أرض بريطانيا نتج دمج لبعض اآللهة الرومانية مع آلهة محلية‬
‫كلتية‪ ،‬وعرفت هذه الظاهرة الدينية باسم ‪ Syncreatism‬وقد تالقت أكثر هذه‬
‫العبادات المنصهرة في الحصون الرومانية بين الجنود على طول جدار‬
‫هادريان ومنها ‪-:‬‬
‫‪-‬عبادة ‪ Mars- Belatucadrus‬وهو أحد المعبودات المحلية عبد في شمال‬
‫بريطانيا وكان إله الخصوبة والحرب‪ -‬وربطه الرومان باإلله مارس إله الحرب‬

‫‪-3‬الفنون محلية الطراز‬

‫لوحة من الحجر الجيرى – في مدينة ‪– Cirencester‬يرجع إلى القرن ‪-2‬‬
‫‪3‬م‪ -‬محفوظة في ‪ -Museum of London‬تعبر عن دمج آلهة األمومة‬
‫المحلية والرومانية‪ -‬والتى كانت واسعة االنتشار بين الكلتيين واستمرت بعد‬
‫الفتح الرومانى‪ ،‬وتشهد بذلك العديد من المذابح النذرية‪-‬التى تصور آلهات‬
‫األمومة الثالث جالسات باألمامية وهن ترمزن إلى الخصوبة‪ ،‬أما في لندن‬
‫فنجد أن عددهم أربعة نتيجة لدمج عبادتهم مع آلهة فصول السنة األربعة والتى‬
‫كانت ترمز إلى الخصوبة‪.‬‬

‫لوحة من الحجر الجيرى لآللهات الثالثة وهن تجسيد أللهات األمومة‪ ،‬النحت‬
‫قليل البروز – تم العثور عليه ‪ – Cirencester‬تؤرخ بالقرن ‪3-2‬م‪ -‬صورت‬
‫اآللهات الثالثة تجلسن على أريكة باألمامية – وترتدين المالبس المحلية عبارة‬
‫عن تونيك قصير وفوقه عباءه تتدلى من الخلف بينما ترتدين سروال‪.‬‬
‫تم العثور على أكثر من ‪ 30‬مذبح يحمل نقوش لإللهة األم ‪Matronae‬‬
‫معظمها في شمال بريطانيا‪ -‬حيث صورت في مرحلة الشباب كثالولث للربات‬
‫الثالثة تحمل الفتاة الوسطى سلة الفاكهة‪ ،‬هذه العبادة لم تظهر في األساطير‬

‫الرومانية ‪ ،‬وبالرغم من ذلك نالت شعبية كبيرة بين الشعوب الكلتية والغالية‬
‫والجرمانية‪.‬‬
‫مذبح جينيوس لوكى ‪( Genius Loci‬عبقرية روح المكان) –محفوظ في‬

‫متحف ‪-Corinium Museum‬يصور اإلله ميركورى بالوضع الواقف‪ ،‬حيث‬
‫انتشرت عبادة ميركورى كإله للتجارة التى ربطت مابين روما وبريطانيا‪.‬‬
‫‪-‬كان جينوس( ‪ ) Genius‬وهى الروح الحارسة وبصفة خاصة لرب األسرة‪،‬‬
‫وهنا يبرز دور رب األسرة ومدى خوف أهله عليه وحرصهم على أن تتولى‬
‫حمايته روح مسئولة عنه؛ وذل ك بسبب خطورة دوره وأهميته بالنسبة ألفراد‬
‫األسرة‪ ،‬الذين يعتمدون عليه في كل شئ‪ ،‬ويتوقف عليه مصير األسرة بكاملها‬

‫بما في ذلك العبيد‪ .‬ولكن في حقيقة األمر كان جينوس يرمز إلى عبادة البطل‬
‫الروماني‪.‬‬
‫‪ -‬قسم الرومان بريطانيا إلى إقليمين منطقة منخفضة إلى الجنوب ومنطقة‬
‫عسكرية عاية جهة الشمال وامتلكت والية بريطانيا الرومانية العديد من‬
‫التحصينات العسكرية ‪ castra‬إليواء وحماية الجنود ‪ ،‬ومعداتهم وإمداداتهم‪،‬‬
‫وإهم هذه الحصون هو الحصن الرومانى إسكا ‪Isca Augusta Caerleon‬‬
‫تأسس هذا الحصن في عام ‪75-74‬م أقامها الحاكم ‪ Sextus Julius‬للدفاع‬
‫عن الوالية ضد الهجمات الشرسة للقبائل الموجودة غرب بريطانيا‪ ،‬وكانت‬
‫الدفاعات األصلية للحصن ومن العشب واألحجار والطين واألخشاب‪ ،‬وتم‬
‫استبدالها لزيادة الحماية في عام ‪ 100‬م باألبراج والجدران الحجرية‪ .‬تأسست‬
‫ميالديا خالل الحمالت النهائية للحاكم سيكستوس‬
‫ً‬ ‫‪ Isca‬عام ‪ 74‬أو ‪75‬‬
‫يوليوس فرونتينوس ضد القبائل األصلية الشرسة في غرب بريطانيا ‪ ،‬وال سيما‬
‫السيلوريز في جنوب ويلز الذين قاوموا تقدم الرواية ألكثر من جيل‪ .‬كان في‬
‫البداية مقر قيادة الفيلق الثانى "‪ ، "II Augusta‬الذي كان جزًءا من الغزو‬
‫ميالديا‪ ،‬واستمر الوجود‬
‫ً‬ ‫الذي قام به اإلمبراطور كلوديوس في عام ‪43‬‬
‫العسكري حتى وقت متأخر من أوائل القرن الرابع ‪ ،‬حتى تم االستيالء على‬
‫القلعة‪.‬‬

‫‪-‬ضمت المباني داخل الحصن الثكنات العسكرية ‪ ،‬ومخازن الحبوب ‪ ،‬وورش‬

‫العمل (فابريكا) ‪ ،‬كانت هياكل خشبية ‪ ،‬تم حفر خنادق ‪ ،‬وكان المبنى الوحيد‬
‫المعروف في القلعة وليس من األخشاب هو حمام عسكري مبني بالحجارة‪ .‬تم‬
‫توفير المياه للحمام بواسطة نبع طبيعي عبر قناة التي دخلت القلعة عبر البوابة‬
‫الخلفية (‪ .) porta decumana‬كشفت الحفريات عن الغرفة الساخنة‬
‫(‪ )caldarium‬وجزء من الغرفة‬
‫تم‬ ‫(‪.)tepidarium‬‬ ‫الدافئة‬
‫يضا بساحة تمرين‬
‫تزويد الحمام أ ً‬
‫خارجية (‪ ، )palaestra‬وكانت‬
‫إحدى زواياها عبارة عن حفرة‬
‫لمصارعة الديوك‪.‬‬
‫‪ -‬أصبح حصن ‪ Isca‬سوًقا‬
‫ئيسيا للماشية والمحاصيل والفخار المنتج في المناطق الريفية المحيطة‪.‬‬
‫ر ً‬
‫كمركز تجاري وساعدنا في اكتشاف ذلك العثور على أكثر من ألف قطعة‬
‫نقدية رومانية في جميع أنحاء المدينة‪ ،‬فإن تواريخ هذه العمالت تشير إلى أن‬
‫المدينة كانت في أشد ازدهارها في النصف األول من القرن الرابع ؛ لم يتم‬
‫العثور على عمالت معدنية مؤرخة بعد اإلعالن ‪.380‬‬

‫جدار هادريان‪ :‬يرمز هذا الجدار إلى مدى تقدم الجيش الرومانى إلى الحدود‬
‫الشمالية من بريطانيا‪ -‬وكان الجدار يضم كتل من األعشاب بارتفاع ‪3‬م مع‬
‫حواجز خشبية‪ ،‬وتم تشييد مابين ‪ 19-16‬حصن على طول الجدار إليواء‬
‫الجنود الرومان الذين أقاموا هذه الحدود‪.‬‬
‫إلى الجانب الشمالى تم حفر خندق عميق لردع الكليدونيون‘ وفي الجنوب بنى‬
‫طريق لنقل الجنود الرومان إلى مناطق النزاع بسرعة‪ .‬كما صدر أمر ببناء‬
‫الجدار األنطونينى في عام ‪ 160‬م باتجاه الشمال جهة اسكتلندا‪ ،‬ولم ينجح‬
‫الرومان في السيطرة على أنحاء بريطانيا فكان البد من الحفاظ على الوجود‬
‫العسكرى هناك‪ ،‬حتى توغل النفوذ الرومانى إلى جنوب الوالية‪.‬‬
‫‪--‬أمفيثياتر ‪amphitheatre caerleon‬‬
‫يقع األمفيثياتر خارج أسوار الحصن على بعد مسافة قصيرة من الثكنات ‪،‬‬
‫كان يستوعب حوالى خمسة أالف متفرج‪ ،‬ويعد هذا المدرج هو الوحيد الذى تم‬
‫اكتشافه في بريطانيا‪ -‬ويعتقد أن هذا الموقع هو المكان الرئيسي للعديد من‬
‫المدرجات التى تم بناؤها ويعود تاريخ المدرج إلى ‪90‬م ‪-‬ولم يكتمل بناؤه‪،‬‬
‫حيث استخدم في المقام األول للتدريب العسكرى والتمارين الرياضية‪ ،‬كما‬
‫استخدم في التسلية والترفيه عن الجنود في وقت السلم حيث كانت تعقد فيه‬
‫المبارزة ومسابقات قتال الديوك وطعن الثور‪.‬‬

‫‪roman amphitheatre carleon‬‬

‫أيضا من قبل‬
‫لم يتم استخدام المدرج لممارسة رياضة الدم فقط ؛ تم استخدامه ً‬
‫الجيش كمسرح عسكري‪ .‬يمتد عل ى طول حدود الحقل إلى الشمال من المدرج‬
‫جيدا من الجدار الحصني األصلي‪ .‬والمدرج بيضاوي ‪،‬‬
‫‪ ،‬وهو جزء محفوظ ً‬
‫قدما‬
‫مقسم إلى ‪ 8‬أقسام بمرور بين ضفاف المقاعد المرتفعة‪ .‬يبلغ طوله ‪ً 184‬‬

‫قدما ‪ ،‬وهناك طريقتان للمعالجة ‪ ،‬واحدة في كل نهاية طويلة‪.‬‬

‫وعرضه ‪ً 136‬‬
‫في منتصف الطريق على طول البيضاوي من كل جانب كانت مقاعد الشرف‬
‫لشخصيات ‪ ،‬أي ما يعادل مقاعد مربع الحديثة‪ .‬تحت هذه الغرف كانت غرف‬
‫صغيرة ينتظر فيها البشر أو الحيوانات للدخول إلى الساحة‪ .‬واحدة من هذه‬
‫الغرف السفلية لها مكانة صغيرة مثبتة على الحائط ‪ ،‬ويفترض أن تكون مزًا‬
‫ار‬
‫للديانة ‪ ، Nemesis‬التي تتحكم في المصير واالنتقام اإللهي‪.‬‬
‫أنماط وتخطيط المنازل الرومانية في والية بريطانيا‪-:‬‬

‫‪-‬كانت كلمة ‪ Villa‬تعنى في الالتينية مزرعة‪ ،‬وكانت تبنى العديد من الفيالت‬
‫الكبيرة بالقرب من المراكز الحضرية الرئيسية‪ ،‬وكانت تتميز بمساحة واسعة‬
‫من األرض المزروعة تحيط بهذه الفيالت‪ -‬وكانت هذه الفيالت أكثر فخامة من‬
‫المنازل الضخمة‪ ،‬وبالرغم من ندرة وجود عمارة المنازل في شمال بريطانيا‪،‬‬
‫إال أن العدد األكبر تم اكتشافه في المناطق الخصبة المنخفضة إلى الجنوب‬
‫الشرقى من مقاطعة ‪ ، kent-sussex‬وبعد غزو الرومان لها بنيت معظم‬
‫المنازل من األخشاب على أسس حجرية كبيرة‪ ،‬ومع استقرار الرومان خالل‬
‫القرن الثانى الميالدى استبدل األخشاب بالحجارة‪.‬‬

‫واعتمدوا على جمال العمارة المدنية وتطورها لتحقيق مبدأ المنفعة العامة الذي‬
‫أقره المهندس فيتروفيوس في كتابه عن العمارة واصفا المنزل الروماني بسمات‬
‫ثالثة محددة وهي (الثبات‪-‬المنفعة‪ -‬الجمال) وبالتالي أصبح المنزل يرمز إلى‬
‫أصل األسرة وموطن لعبادة األسالف والعبادة المنزلية‬
‫قسمت أنماط المنازل والفيالت الرومانية في بريطانيا إلى ثالثة أنواع‪-:‬‬

‫‪ -:corridor style-1‬كانت عبارة عن منازل فردية اتخذت تخطيط الرواق‬
‫حيث صقت الحجرات على محور طولى واحد تجاور الحجرات بعضها البعض‪،‬‬
‫ومعظمها لها نفس االرتفاع استناد على االحجار في البناء وسقفت المنازل‬
‫بالقرميد واألخشاب‪ .‬وتميزت هذه الفيالت ببعض وسائل الراحة مثل وجود‬
‫حجرات منفصلة للحمامات‪ ،‬ولم يعثر على أرضيات موزايكو‪ ،‬وال جدران جصية‬

‫مطلية إال أن التدفئة المركزية كانت منتشرة في هذ المنازل‪ ،‬وكانت أنظمة‬

‫التدفئة تحمل على أرضيات الحجرات وتغذى الغرف بهواء ساخن يمر خالل‬
‫قنوات حجرية تحت المنزل‪.‬‬
‫‪-2‬ومع بداية القرن الرابع الميالدى انتشرت المنازل ذات الفناء المركزى المفتوح‬
‫‪ Atrium‬وكان يتسم بنظام تخطيط المنزل الرومانى بوجود صالة مربعة‬
‫أومستطيلة مضاءة من السقف تتجمع حولها الحجرات ويحمل السقف المفتوح‬
‫إلي السماء عند أركان الفتحة أربعة أعمدة كورنثية وفي أرضية هذه الصالة‬
‫حوض غير عميق يستقبل مياه المطر من فتحة السقف وتتصل هذه الصالة‬
‫بحديقة‬

‫خارجية ويحيط بالمسكن حوائط صماء لحجبه عن الشارع وتوفير عوامل‬

‫الخصوصية‪.‬‬
‫‪ -3‬عرفت كلمة البازيليكا بأنها صالة الملك أو قاعة العرش ‪stoa‬الملكي‬
‫(الممشى‪ ،‬وكانت البازيليكا تأخذ في شكلها المعماري مستطيال مقسم إلي ثالثة‬
‫أجزاء وهي‪ -:‬الصحن المركزي الذي يتوسط المبني وجناحين علي جانبي‬
‫البهو تفصل بينهما األعمدة ‪ ،‬وظهرت هذه المنازل والفيالت بنمط البازيليكا‬
‫في المنازل الضخمة الثرية والتى يتم فيها اجتماعات واالحتفاالت وتضم عدد‬
‫من الغرف الكبيرة التى زينت أرضياتها بالفسيفساء‪.‬‬

‫‪-‬وتتميز بمنازل وفيالت ذو طابق واحد وعادة يقع الباب في الجانب الشرقى‬
‫حيث يؤدى مباشرة إلى صالة حجرة االستقبال وهى حجرة مستطيلة الشكل‪،‬‬
‫وتؤدى الصالة إلى جناحان بهما مجموعة من الحجرات الملحقة‪ ،‬والتى‬
‫استخدمت كحجرات معيشة ولإلقامة والنوم‪.‬‬
‫تخطيط فيال ‪ -Littlecote‬جنوب جزيرة ‪ - Whight‬جنوب شرق بريطانيا‬

‫فــــــن الـــفســـيفســــاء‬
‫‪ -‬تركزت المنطقة الجنوبية الشرقية من بريطانيا بالتأثيرات الرومانية في‬
‫المجاالت المختلفة نظ ار الستقرار أعداد كبيرة من الرومان هناك وابتعادها عن‬
‫المناطق الشمالية ذات النزاع‪ ،‬وكذلك لقربها من روما العاصمة‪ ،‬وأدى ذلك إلى‬
‫العثور على أعداد كبيرة من األعمال الفنية التى تحمل سمات الفن الرومانى‪-‬‬
‫ومن أكثرها انتشا ار وجماال كانت قطع الفسيفساء التى كانت أكثر ثراءا وانتشا ار‬
‫خالل القرون ‪ 2‬وحتى ‪ 4‬الميالدى‪.‬‬
‫‪ -‬شغلت قطع الفسيفساء حجرات الطعام الخاصة بالضيوف في الفيالت‬
‫والمن ازل على التخطيط البازيليكى‪ ،‬وكان يسبق غرفة الطعام المركزية مدخل‬
‫منفصل واسع‪ .‬وتعد مدينة لندن من أكبر المدن البريطانية التى تم العثور فيها‬
‫على أرضيات موزايكو ذات مناظر فنية سواء أسطورية أو رمزية أو طبيعية‬
‫غاية في الثراء والتميز‪.‬‬
‫كيفية إنتاج القطع الفنية للوحات المموزايكو‪ :‬حيث يأخذ الحرفي الخطط إلى‬
‫ورشته ويبدأ في إنتاج القطع الفردية (‪ )tesserae‬التي من شأنها أن تصنع‬
‫العمل النهائي‪ .‬كانت هذه عملية طويلة ومملة وسيكون عمل المتدربين ً‬
‫أساسا‬
‫هو تشكيل القطع‪ .‬في الورشة ‪ ،‬عن طريق استخدام أكوام من الفخار المكسور‬
‫والمواد القائمة على الحجر والتي من شأنها أن تجعل مجموعة متنوعة من‬

‫شيوعا كانت‪:‬حجر الحديد ‪-‬‬

‫ً‬ ‫األلوان في الفسيفساء‪ .‬مجموعات األلوان األكثر‬
‫األحمر والبني‪ -‬الحجر الجيري والحجر الرملي ‪ -‬األصفر والبني‪.‬‬
‫‪-‬بالنسبة إلى الفسيفس اء الهندسية فكانت تتألف من أنماط تكررت في جميع‬
‫أنحاء المساحة ‪ ،‬ويتم تصنيع األلواح ونقلها إلى الموقع والفسيفساء المبنية في‬
‫تعقيدا ‪ ،‬كان الحرفي وفريقه يضعون‬
‫أقسام‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬بالنسبة لألجزاء األكثر ً‬
‫كل قطعة باليد في مكانها المخصص لها‪.‬‬
‫فعليا هي إعداد السطح‪.‬‬
‫عملية البناء‪ :‬كانت المرحلة األولى في بناء الفسيفساء ً‬
‫كان من المفترض أن تستمر الفسيفساء لسنوات عديدة ‪ -‬وكانت المهمة األولى‬
‫لحفر حفرة بحجم الفسيفساء الجاهزة ووضع قاعدة من األنقاض ‪ ،‬والتأكد من‬
‫ضغطها وجعلها مستوية‪ .‬ثم يتم تغطية هذه الطبقة باألسمنت على عمق أقل‬
‫بقليل من مستوى األرض‪ .‬ويتم سحب التصميم باستخدام أداة حادة أو طالء‬
‫على السطح ‪ ،‬وكان الجزء التالي من العملية هو نشر خليط من الحجر الجيري‬
‫والمياه فوق االسمنت‪.‬‬
‫‪-‬سمات فسيفساء بريطانيا ‪ :‬كانت سمة شائعة لدى العديد من فنانين‬
‫الفسيفساء هى التوقيع على أعمال هم بطريقة ما كإعالن‪ .‬لم يكن هناك أي‬
‫نقشا في‬
‫شعار أو ً‬
‫ًا‬ ‫توقيع حقيقي يوضع في الفسيفساء ‪ ،‬وبدالً من ذلك وضعوا‬
‫عموما كعالمة تجارية أو توقيع‬
‫ً‬ ‫الفسيفساء التي كانت بصماته‪ ،‬والتي يتم قبولها‬

‫موضوعة هناك لإلعالن عن فن الحرفيين‪ .‬وقد استخدم هذا لتأثير كبير ‪ ،‬ومن‬
‫المعروف أن أحد الحرفيين في ‪ Cirencester‬قد وضع ما ال يقل عن ‪50‬‬
‫فسيفساء في المنطقة المحيطة‪.‬‬
‫‪ -‬تميزت أغلب قطع الفسيفساء في غرف الطعام وكانت تحمل موضوعات‬
‫للحياة وحسن الضيافة‪ ،‬ومناظر من الطبيعة كما انتشرت المشاهد الفلسفية‬
‫والدينية‪.‬‬
‫‪ -‬سادت العناصر الهندسية والتقسيمات والحدود بأحجام كبيرة على أرضيات‬
‫الفسيفساء وقد استخدم المونة في تبليط األرضيات‪.‬‬
‫‪ -‬تميزت قطع الفسيفساء في بريطانيا بتنفيذ لوحات الموزايكو بطريقة ‪opus‬‬
‫‪ tessellatum‬باستخدام لونين هما االسود على خلفية بيضاء‪ ،‬واستخدام‬
‫عناصر نبات ية وحيوانية للزخرفة (كما في الفيالت الرومانية ومنها فيال هادريان‬
‫بتيفولى)وتجدر اإلشارة إلى ظهور األشكال الهندسية في البداية مثل المربعات‬
‫والمثلثات والمعينات‪.‬‬
‫‪ -‬تميزت لوحات الموزايكو بتزيين أجزاء كبيرة منها ومنها شيوع استخدام زخرفة‬
‫‪ guilloche‬وهى من أكثر الزخارف شيوعا في بريطانيا‪-‬وزخرفة الجديلة أيضا‪.‬‬

‫‪ -‬كما انتشرت زخرفة شعبية رومانية وهى زخرفة المتاهة‪ meander ،‬وهى‬
‫عبارة عن خطو متواصلة من الصلبان المعقوف المتوالية‪ ،‬وكانت ترمز عند‬
‫الرومان بالشمس التى تعبر السماء في وضح النهار‪.‬‬
‫‪ -‬تعد أرضيات الفسيفساء التى تعود إلى القرن الرابع أعظم إنجاز فنى وصل‬
‫إلينا في بريطانيا‪ ،‬حيث بلغ عدد القطع التى حوالى ‪2000‬لوحة موزايكو‪ ،‬ولم‬
‫يصل إلينا سوى ‪ 150‬لوحة في حالة جيدة‪.‬‬
‫‪ -‬عكست لوحات الموزايكو الرومانى في بريطانيا الحياة االبداعية والثقافية‬
‫والدينية السائدة هناك‪ ،‬وبرزت المتغيرات الفكرية والسياسية والفلسفية التى‬
‫تعيشها بريطانيا الرومانية‪ -‬حيث شارك العديد من البريطانيين في مجموعات‬
‫من المناظرات الدينية والفلسفية خالل القرن الرابع‪.‬‬
‫‪-‬عاشت النخبة المثقفة في بريطانيا خالل القرن الرابع في الفيالت الريفية‬
‫الضخمة‪ ،‬حيث انعكت معتقداتهم على انجازات فنانى الموزايكو الذين جملوا‬
‫أرضيات منازلهم الريفية بلوحات من األساطير اإلغريقية وربطها بالديانة‬
‫المسيحية كنوع من الرمزية الدينية ‪.‬‬

‫وعلى قطعة موزايكو فى ‪ 366-361 ،Littelcotte‬م‪ ، 1‬أما عن اللوحة محل‬

‫الدراسة فكانت عبارة عن تقسيم معمارى لفناء ضخم بنيت بداخلة قاعة ثالثية‬
‫الحنايا تشع أضواء وقد إرتبطت بالعبادة األورفية؛ كما إرتبطت بطقوس باخوس‬
‫الليلية ‪ ،‬ووضعت على األرضية فسيفساء أورفيوس الشهيرة ‪ ،‬كانت تلك القطعة‬
‫تتميز عن غيرها بالعديد من الخصائص منها المغاالة فى الزخرفة إلحتمال‬
‫كون تلك القطعة صالة قداس األقداس للعبادة األورفية فى تلك المنطقة‪ ،‬حيث‬
‫ازدهرت األورفية خاصة خالل القرن الرابع الميالدى ‪ ،‬إلحياء الوثنية‪، 2‬‬
‫ويقترح ‪ Walter‬أن تلك القطعة مرتبطة بعبادة أبوللون وباخوس ‪ ،‬وتظهر‬
‫الجزء األمامى المواجهة لكل حنية نصف دائرية والتى تعكس شكل قرص‬
‫الشمس وينتهى وعلى جانبى الق طعة صور الفنان إثنين من الحنايا الجانبية‬
‫تتوسطهما لوحة مربعة الشكل يحدها من الخارج إطار خارجى مربع الشكل‬
‫على شكل زخرفة الجديلة ‪ ،‬وبداخله قسمت اللوحة إلى دائرة كبيرة متحدة المركز‬
‫‪،‬ويتوسط مركزها دائرة صغيرة بداخلها صور أورفيوس فى وضع الوقوف فى‬
‫المواجهة ‪ ،‬يتج ه ناحية يمين المشاهد بوضع ثالثة أرباع اللفة‪ ،‬يرتدى المالبس‬
‫الطراقية ويمسك بالقيثارة وبجانبه على يمين المشاهد صور الفنان حيوان الثعلب‬
‫‪1‬‬
‫‪- J. M. C. Toynbee , Apollo, Beasts and Seasons: Some Thoughts‬‬
‫‪on the Littlecote Mosaic, Britannia, Vol. 12, 1981 , pp. 1-5‬‬
‫‪2 -M.Heing,op.cit,p.154.‬‬

‫‪،‬وقد قسمت الدائرة الخارجية إلى أربع أجزاء صورت فيها تجسيد لفصول السنه‬
‫األربعة تمتطى كل واحدة حيوان ضخم ولها هنا مدلول رمزى وهو تجدد الحياة‬
‫كما نرى فى الطبيعة أو كمؤشر لمرور الوقت ‪ ،1‬ويتضح من تلك القطعة أن‬
‫لها مدلول رمزى نظ ار إلنتشار العقائد الفلسفية الدينية التى تنطوى على الوعد‬
‫بحياة أخرى بعد الموت بعد مرور الوقت وعلى الرغم من أن الموضوع المصور‬
‫أسطورى إال أنه استغل كرمز للحياة األرضية والمكآفأة فى الحياة األخرى‬
‫ويرجع ذلك إلى انتشار فلسفة األفالطونية الحديثة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- R.Walter, The Orpheus Mosaic in Littlecote Park , England ,‬‬
‫‪1984, p.433-434,pl .46.‬‬

‫استخدم في تنفيذ هذه القطعة قطع الزجاج واالحجار المختلفة باالضافة الى‬
‫الرخام ‪ ،‬وقد استخدم التطنيك الفنى طريقة ‪ opus vermiculatum‬وهى‬
‫استخدام االحجار صغيرة الحجم ذات الجودة العالية والدقة في التنفيذ‪.‬‬
‫يعبر تصوير اورفيوس عن الديانة األورفية التى ركزت على الخالص من‬
‫خطايا النفس البشرية وسرعان ما أصبحت لها تأثير على الديانة المسيحية‬
‫على الرغم من انها احد العبادات الوثنية القديمة والتى تحمل العديد من‬
‫االسرار‪..‬‬
‫فسيفساء فيال ‪lullingstone‬‬

‫ترجع تأسيس هذه الفيال إلى القرن األول الميالدى‪ ،‬وتقع ضمن‬
‫مقاطعة‪ Darent Valley in Kent‬جنوب شرق بريطانيا‪ ،‬وتم تطويرها لتالئم‬
‫الذوق العالى ألصحابها لتصل إل قمة الفخامة خالل القرن الرابع الميالدى‪،‬‬
‫وتقع حجرة الطعام ‪ triclinium‬في وسط المبنى الرئيسي وزينت أرضيتها بزوج‬
‫من الموزايكو أحدهما تمثل أسطورة خطف جوبيتر ليوروبا‪.‬‬
‫‪-‬اللوحة عبارة عن تصميم هندسي كبير متخذ شكل مربع ينتهى بحنية نصف‬
‫دائرية وتتخلل اللوحة أشكال هندسية لصلبان ومربعات ومثمنات والعديد من‬
‫الزخارف منها القلوب والبتالت‪.‬‬

‫أما عن الجزء العلوى من اللوحة يشير إلى نص بالالتينية عبارة عن سطرين‬

‫من اإلنيادة للشاعر فرجيليوس‪ ،‬يلى النقش وداخل الحنية صور مشهد أسطورى‬
‫لتحول جوبيتر إلى الثور وقيامه بخطف يوروبا الجالسة على الثور بالوضع‬
‫األمامى بينما الثور في وضع الجرى ونفذ بالطريقة الجابية‪ ،‬ويصور بجوار‬
‫يوروبا اثنان من ايروس المجناحان رهما رمز للحب ويحاول احدهما منع الثور‬
‫من اختطافها حيث يمسك الثور من ذيله‪.‬‬

‫السمات الفنية‪ :‬استخدم الفنان األسلوب الخطى في تصوير الموضوع‪ -‬صورت‬

‫األسطورة على مساحة كبيرة واستخدمت شرائح الرخام واأللوان المتعددة وهى‬
‫سمة من سمات الموزايكو خالل القرن الرابع الميالدى‪ .‬ومبدأ األمامية في‬
‫تصوير الشخصيات‬
‫‪-‬التفسير الفنى لتصوير موضوع أسطورى‪ :‬شهد القرن الثالث وبداية الرابع‬
‫الميالدى ازدهار للحياة الفكرية والدينية من خالل تصوير موضوعات تعكس‬
‫الطبيعة والحيوية وعودة إلحياء الوثنية اإلغريقية‪.‬‬
‫‪ -‬أما عن باقى المشهد فهو يمثل البطل ‪Bellerophon killing chimaera‬‬

‫وهى أسطورة أحد أبطال اإلغريق الذى صارع الوحوش ومن أهم انجازاته هو‬
‫قتل الخيمي ار (الحريق الخامد) وهو وحش يتنفس النار ويصوره هوميروس برأس‬
‫أسد وجسم ماعز وذيل ثعبان‪ ،‬وموطنه اسيا الصغرى في ‪lycia‬ليكيا‪.‬‬
‫‪-‬صورت األسطورة البطل بيلرفون يمتطى البيجاسوس داخل إطار هندسي‬
‫يتخذ شكل المعين‪ ،‬محاط بإطار من زخرفة الجديلة وبداخلها البطل يحمل‬
‫الرمح ويضع بها كتلة كبيرة من الرصاص‪ ،‬حيث يستخدمها الفنان لترمز إلى‬
‫تدمير اإلله للشر‪ ،‬ونظ ار النتشار مناجم الرصاص في بريطانيا فقد استخدم‬
‫الفنان هذا المشهد للتأكيد على أهمية هذا العنصر المعدنى‪.‬‬

‫‪ -‬على األرضية وفى منتصف اللوحة يظهر البطل ممتطيا الجواد راكضا ويميل‬
‫البطل قليال إلى الخلف‪ ،‬وأسفل الجواد صورت الخمي ار في الة ركض في نفس‬
‫اتجاه البطل ويالحظ هنا تصويرها على غرار الفنون اليونانية‪-‬وعند أركان‬
‫اللوحة يصور اربعة دالفين يمثالن األصداف المفتوحة‪ ،‬أما خارج اإلطار‬
‫صور في الزوايا األربعة دوائر بداخلها شخصية ذكورية هى تجسيد لفصول‬
‫السنة األربعة‪ .‬فعلى الجانب األيمن من الجزء العلوى صور تجسيد الربيع‬
‫وعلى كنفه األيمن طائر‪ -‬وفي المقبل تجسيد للشتاء يرتدى قلنسوة هرمية على‬

‫رأسه وأسفل الربيع صور الخريف وهنا هو مفقود وفي المقابل تجسيد للصيف‬
‫يرتدى إكليل من الذرة‪.‬‬
‫مسقط أفقى للقطعة كاملة‬

‫تصوير جدارى يصور إكليل نباتى من أوراق الشجر والزهور بين اثنان من‬
‫األعمدة تحمل تيجان أيونية‪ ،‬وينتهى اإلكليل بشريط يمتد بين العمودين ويقف‬
‫فوقهما وعلى غصن صور باللون البنى عصفور في كل جانب‪ ،‬ويحمل اإلكليل‬
‫بداخلها زخرفة اصطلح على تسميتها بمونجرام ‪ Monogram‬السيد الممسيح‪،‬‬
‫يضم‬ ‫الذى‬
‫الحرفان "األلفا"‬
‫و"األوميجا‪ " Λ Ω‬الحرف األول واألخير في األبجدية اليونانية كما ذكر السيد‬
‫المسيح عن نفسه فقال"أنا البداية والنهاية‪ -‬األول واألخر" ‪ -‬وبطول اإلكليل‬
‫حرفى ‪ PX‬بالحروف اليونانية التى تعنى خريستوس (المسيح) والحرفان‬
‫متداخالن‪ .‬يؤرخ التصوير بالقرن الرابع الميالدى‪ ،‬وتم العثور عليه في‬
‫‪. Lullingstone Roman Villa.‬‬

‫تمثال برونزي‪ -:‬تم العثور على تمثال إليزيس في لندن من البرونز‪،‬‬
‫ومحفوظ في متحف لندن تحت رقم ‪ A25383‬تجلس اإللهة في هيئة إيزيس‬

‫ديمتر (كيريس) ‪ ،‬ونفذ التمثال بالهيئة الكالسيكية ؛ ترتدي عباءة طويلة معقودة‬
‫أسفل الصدر بعقدة إيزيس تجلس بطريقة ثالثة أرباع اللفة‪ ،‬ويالحظ في التنفيذ‬
‫روعة ثنايا المالبس‪ ،‬والواقعية في إبراز الركبة المنثنية أسفل الرداء‪ ،‬كذلك‬
‫تصوير مالمح الوجه والشعر بطريقة يونانية‪.‬‬

‫دبابيس الشعر‬
‫كانت دبابيس الشعر من أكثر العناصر الشخصية المستخدمة بغرض‬
‫الزينة؛ أو لجلب الحظ السعيد؛ كما استخدمت كهدايا رخيصة الثمن‪ ،‬وهدايا‬
‫في المعابد أو نذور في المقابر‪ ،‬وقد انتشرت هذه الموضة على مناطق ساحل‬
‫البحر األبيض المتوسط‪ ،‬وعرفت النساء الرومان بشعرهن الطويل؛ واستخدامهن‬
‫لدبابيس الشعر في عمل تسريحات تواكب موضة العصر‪ ،‬وقد انتقلت هذه‬
‫الموضة إلى النساء في بريطانيا بعد الغزو الروماني لها‪ ،‬واستخدمت في‬
‫تصنيعها العاج والعظام والمعادن خاصة النحاس والحديد‪ ،‬ومع بداية القرن‬
‫الرابع ندر استخدام هذه الدبابيس بعد االعتراف بالمسيحية‪.1‬‬
‫ظهرت اإللهة إيزيس على هيئة تمثال نصفي ‪ Bust‬ثبت أعلى دبوس‬
‫شعر من البرونز لإللهة إيزيس؛ صورت اإللهة باألمامية ونفذت المالمح‬
‫بطريقة أرخية وزينت شعرها بتاج حتحوري‪ ،2‬يستند التمثال النصفي على حامل‬
‫‪1‬‬
‫‪- Johns, The Jewellery Of Roman, 293; Todd, A Companion to‬‬
‫‪Roman Britain, 296.‬‬
‫‪-2‬صورت اإللهة إيزيس ترتدي التاج الحتحوري وهو عبارة عن قرني البقرة التي ترمز إلى‬
‫األمومة والخصوبة؛ وقد استخدمت إيزيس التاج الحتحوري باعتبار حتحور البقرة السماوية‬
‫ابنة إله الشمس وجاء رمز الريش وهو رمز ثنائي مع داللة شمسية وسماوية‪ ،‬وظهر في‬
‫مصر القديمة يزين رأس الملكات ومنها الملكة تيي زوجة الملك أمنحتب الثالث؛ تزينت به‬
‫الملكات البطالمة رؤوسهن ومنهن الملكة برنيكي الثانية‪ ،‬كما ظهرالريش في معابد دندرة‬

‫متخ ًذا شكل اليد اليمنى في إشارة إلى الحظ السعيد‪ ،‬أو ربما الخصوبة‪ .1‬زينت‬
‫اليد بسوار بشكل ثعبان ويرمز إلى الروح الخيرة‪ ،‬كما ارتبط بالشفاء ‪ ،‬ووالدة‬
‫األرواح الجديدة؛ وأحيانا استخدم كإشارة إلى األسالف والموت واألمل في‬
‫البعث‪ .‬وبشكل عام ترمز وجود مشاهد مصرية على أدوات الحياة اليومية‬
‫إلبراز نوع من الرفاه ية للنخبة الغربية‪ ،‬ويالحظ أن هذه النماذج نفذت عادة‬
‫مطابقة للطرز الفنية الموجودة في بومبي‪.2‬‬
‫بأنها طائر بشري‪ ،‬للمزيد‪ :‬راجع ‪; Frankfurter, D.& Hans, J. 2001: 196-197.‬‬
‫‪Kelly, S.E. 1975: 49‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- Jenney, Hall, & Angela, Wardle, Dedicated Followers of Fashion‬‬
‫‪Decorative Bone Hairpins from Roman London, Oxford, 2005, 173.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Heing, The Art of Roman, 168.‬‬

‫الفصل الثالث‬
‫والية بالد الغال‬
‫‪ 13-1‬مقدمة تاريخية وحضارية‬

‫‪ 14-1‬الفنون الغالية المتأثرة بالفن الروماني‬
‫‪ 15-1‬تجسيد بالد الغال‬
‫‪ 16-1‬قنوات المياه وأقواس النصر‬
‫‪ 17-1‬معبد أغسطس المائل‬
‫‪ 18-1‬فسيفساء سانت ماري‬

‫الفصل الثالث‪ :‬واليـــــــــة بـــــالد الــــــــــــــغــــال‬

‫مقدمة تاريخية‬
‫والية بالد الغال (فرنسا‪ -‬بلجيكا‪ -‬والجزء األلمانى الواقع على نهر الراين)‬
‫‪ : Gaule‬تشمل بالد الغال التى فتحت على يد قيصر كال من فرنسا باستثناء‬
‫القسم الجنوبي منها كان مقاطعة رومانية في السابق‪ ،‬وكان الجزء األكبر من‬
‫قارة أوروبا عموما يحتلها من قبل قبائل الكلتيون ‪ Celts‬الذين جاؤا من أوروبا‬
‫الوسطى‪ ،‬وفي عام ‪200‬ق‪.‬م اجتاحت مجموعة جديدة من المهاجرين هى‬
‫البجين‪ Belgae‬وهم الكلتيون الذين اختلطوا مع األلمان‪ ،‬ومع الوقت تواجد‬
‫كال الكلت والبلجيين في كافة بالد الغال‪.‬‬
‫في عام ‪ 390‬ق‪.‬م‪ ،‬عبرت قبائل الغال جبال األلب واكتسحتها إلى إيطاليا‪،‬‬
‫الغاليون من روما‪ ،‬ولكنهم استمروا في‬
‫ّ‬ ‫حيث نهبت روما وأحرقتها‪ .‬وانسحب‬
‫الج زء الشمالي من جزيرة إيطاليا‪ .‬أصبح اإلقليم الواقع جنوب جبال األلب‬
‫معروفاً عند الرومانيين بغال سيسالبين أو جانب جبال األلب الغالي وأطلقوا‬
‫على إقليم شمال جبال األلب جبال ألب ترانسالبين (أو ما وراء جبال األلب‬
‫الغالي)‪ .‬وفي القرن الثالث ق‪.‬م‪ ،‬اجتاحت القبائل الغال ّية ثريس (تراقيا) ومقدونيا‬
‫أخير آسيا الصغرى‪.‬‬
‫و ًا‬

‫‪-‬كان الغاليون على درجة كبيرة من التحضر والرفاهية‪ ،‬ولكنهم متأخرين من‬
‫الناحية السياسية‪ ،‬وكانوا يمتلكون قرى ومدن ذات أسوار عالية‪ .‬وتمتع سكان‬
‫بالد الغال بمهارة عالية باألعمال الزراعية حيث اعتادوا الحنطة‪ ،‬كما ازدهروا‬
‫في صناعة السيوف وبعض المنتجات المعدنية األخرى‪ .‬وكانت القطع النقدية‬
‫التى أصدرها الغاليون هى تقليد للقطع النقدية اإلغريقية والرومانية إضافة‬
‫إلى قطع قاموا بإصدارها في أسواق التداول‪.‬‬
‫‪ -‬استمرت الحروب بين روما وبالد الغال تحت قيادة قيصر منذ عام ‪-58‬‬
‫‪52‬ق‪.‬م‪ ،‬وقد اهتم قيصر كثي ار بنظام حكم الواليات وعمل على إصالحه؛ فقرر‬
‫إلغاء نظام االلتزام في جمع الضرائب‪ ،‬وفرض بدال منه ضريبة سنوية حتى‬
‫يمنع الرأسماليين من استغالل الواليات‪ ،‬وأتبع ذلك بتعيينه وموظفين أكفاء في‬
‫الواليات وشدد عليهم المراقبة كما زود الجهاز اإلدارى في الواليات بعدد معين‬
‫من عبيده المحررين‪ ،‬كما توسع في منح المواطنه الرومانية للواليات وخاصة‬
‫أسبانيا وبالد الغال كما منح المواطنة الالتينية لكثير من المدن في الواليات‬
‫لتعميم المواطنة الرومانية بين سكان اإلمبراطورية‪.‬‬
‫‪-‬تزايدت أهمية بالد الغال مع االزدهار التجارى الذى تحقق لوجود شبكة واسعة‬
‫من الطرق التى أقيمت ألهمية بالد الغال ضد الغزوات األولى الجرمانية‬

‫حيث أصبحت واليات الغال وحدة متماسكة وتحولت إلى والية واحدة مع بداية‬
‫القرن الثالث الميالدى‪.‬‬
‫الغاليون وحضارتهم‪:‬‬
‫ّ‬ ‫عبادة‬
‫لقد انتشر الكلت في مناطق واسعة من أوربا واصطدموا بشعوبها‬
‫ودولها‪ ،‬لكنهم لم يشكلوا دولة واحدة تجمعهم ولم يعرفوا أي شكل من أشكال‬
‫وم ُّ‬
‫رد ذلك ـ كما يبدو ـ إلى غياب مفهوم الدولة عندهم إلى‬ ‫االتحاد فيما بينهم‪َ .‬‬
‫حد بعيد‪ ،‬لنزعتهم الفردية الطاغية التي تأبى االنضباط والنظام وترفض‬
‫الخضوع لسلطة الدولة‪ .‬كان لدى الكلتيين عند ظهورهم تاريخ أرستقرطي‬
‫وحربي حيث أزاحت في كثير من األحيان الملكية الشائعة بين قبائلهم‪ ،‬ولكن‬
‫تلك األرستقراطية كانت مشتتة ومتناحرة فيما بينها‪ ،‬عماد قوتها االقتصادية‬
‫ملكية األرض الزراعية‪ ،‬وأساس سلطتها السياسية األتباع والحاشية‪.‬‬
‫وتعد ظاهرة الوالء من أبرز سمات المجتمع الكلتي‪ ،‬حيث كانت العالقة‬
‫بين السيد الحامي والتابع العبد تقوم على االلتزام المتبادل‪ :‬فاألول يتصف‬
‫بالشهامة‪ ،‬وعلى العبد أن يخلص لسيده حتى الموت‪ .‬وكانت الحرب والصيد‬
‫أهم شاغل ألولئك السادة النبالء‪ .‬كانت الخلية األساسية في المجتمع الكلتي‬
‫القبيلة التي يدعي أفرادها االنحدار من جد مشترك وتخضع لسلطة زعيم قبلي‬
‫أو ملك يحمل غالباً لقب ريكس (‪ Rix‬ومنها كلمة ملك بالفرنسية ‪ ،)Rois‬الذي‬

‫لم يكن في الحقيقة سوى رئيس عائلة قوية استمر توارث السلطة فيها‪ ،‬إال إذا‬
‫نازعتها أسرة أقوى مدعية أحقيتها في السلطة أو رغبتها في تقاسمها‪ ،‬وهذا ما‬
‫أدى إلى اختفاء السلطة الملكية لدى معظم القبائل الغالية زمن قيصر‪،‬‬
‫وكان عدد أولئك الملوك كبي اًر جداً‪ ،‬لكنهم لم يمارسوا سلطتهم إال في حدود‬
‫قبيلتهم‪ ،‬وكان النبالء يختارونهم عادة من األسر المالكة المتنفذة‪ ،‬ويتم تنصيبهم‬
‫بعد استشارة اآللهة وفق طقوس سحرية غريبة‪ ،‬وقد استمرت الملكية في الجزر‬
‫البريطانية وقادت المقاومة الكلتية ضد االحتالل الروماني زمناً طويالً‪ .‬وإلى‬
‫جانب االرستقراطية‪ ،‬كانت طبقة الدرويد ‪ Druides‬متأصلة في الحضارة‬
‫الكلتية‪ ،‬إذ كانوا يجمعون بين وظائف الكاهن والطبيب والساحر والقاضي‪،‬‬
‫وتمتزج في علومهم المعارف اإلنسانية واإللهية ويشبهون بذلك طبقة‬
‫البراهمانيين في الهندوالمجوس في إيران القديمة‪ .‬كانت تعاليمهم شفهية اليجوز‬
‫كتابتها‪ ،‬وال ُيعرف عن الديانة الكلتية إال ما نقله المؤرخون والكتاب‬
‫اإلغريق والرومان‪.‬‬
‫كانت الطقوس تتم في العراء وعند الينابيع واألشجار المقدسة‪،‬‬
‫وكان الكلتيون يقدسون عدداً كبي اًر من اآللهة‪ ،‬ومنها إله السماء‬
‫الحرب‬ ‫وإله‬ ‫جوبتير‪،‬‬ ‫باإلله‬ ‫قرنوه‬ ‫تناروس ‪ Tanarus‬الذي‬
‫إيسوس ‪ Esus‬الذي اقترن باإلله مارس وإله النور بيلينوس ‪ Belenus‬الذي‬

‫اندمج باإلله أبولون‪ .‬ويتحدث قيصر عن آلهة خمسة رئيسية عند الغاليين‪ .‬أما‬
‫هي‪:‬‬ ‫وطنية‬ ‫ثالثة‬ ‫آلهة‬ ‫لوكان ‪ Lucanus‬فيذكر‬ ‫الشاعر‬
‫تيوتاتيس ‪ Teutates‬وايسوس وترانيس ‪ Taranis‬الثالوث الذى يحظى‬
‫بتقديس الجميع‪.‬‬
‫‪Taranis‬‬ ‫‪Aisus‬‬ ‫‪Teutates‬‬
‫هناك أيضا ثالث إلهات مشتركة هي‪ :‬إيبونا ‪ Epona‬إلهة الخيل‪،‬‬

‫وأنداتا ‪ Andata‬إلهة النصر‪ ،‬التي يقدم لها أضاحي بشرية‪ ،‬وإلهات الخصب‬
‫التي تظهر مجتمعة وتشكل ثالوثاً مشتركاً‪ .‬كان الكهنة الدرويد يربون الشباب‬

‫الغالى على تقاليد األجداد ومعتقداتهم وتصوراتهم عن العالم اآلخر‪ .‬ويتحدث‬

‫القدماء عن وحشية طقوسهم الدينية‪ ،‬فقد كانت الضحايا البشرية معهودة عندهم‬
‫وكانت الرؤوس تعلق في المعابد والبيوت‪ ،‬وكان امتالك إحدى الجماجم دليل‬
‫الشجاعة ويرمز إلى السيادة على الناس‪ .‬كان الغاليون ‪ ،‬حسب الروايات‬
‫القديمة‪،‬ـ يتصفون بطول القامة وقوة العضالت ولون البشرة الفاتح والشعر‬
‫األشقر الطويل‪ ،‬وهي صفات تعزى خاصة إلى الطبقة المحاربة‪ .‬وكانت الحرب‬
‫جزءاً أساسياً من حياة الغاليين‪ ،‬ولما كانوا يمتلكون أسلحة جديدة فعالة فقد‬
‫استطاعوا اجتياح أوربا الوسطى‪ ،‬وغزوا إيطاليا واليونان وآسيا الصغرى‪.‬‬
‫وتنسب لهم عادات بربرية كالقتال عراة‪ ،‬والظهور في خضم المعارك مثل‬
‫شياطين الحرب فيثيرون الفزع والرعب في قلوب أعدائهم‪ .‬وكانوا يقدرون‬
‫شجاعة المقاتل الفردي‪ ،‬لذلك كانت المعركة تبدأ بعدد من المبارزات الفردية‬
‫البطولية‪ ،‬كما كانوا يستخدمون عربات حربية خفيفة ذات عجلتين في جيوشهم‬
‫المنظمة ذات االستراتيجية القتالية‪.‬‬
‫بلغ الغاليون مستوى عالياً من الحضارة المادية‪ ،‬واستغلوا مهارتهم في‬
‫صناعة الحديد ليس فقط في الحرب والقتال وإنما أيضاً في الزراعة وتطويرها‪.‬‬
‫وكان اقتصادهم يقوم على زراعة الحبوب والخضار وتربية المواشي وعلى‬
‫تصنيع المعادن والتجارة‪.‬لم يكن العالم الكلتي في أي مرحلة منعزالً عن‬

‫الحضارات األخرى المجاورة‪ ،‬وثمة شواهد كثيرة على اقتباسات حضارية‬

‫من اإلغريق واإلتروسكيين‪ ،‬ومنها اكتشاف كنز أثري في فيكس ‪ Vix‬في‬
‫حوض نهر السين في قبر إحدى األميرات الغاليات‪ ،‬يضم أدوات ثمينة‬
‫ومصنوعات إغريقية وإتروسكية‪ ،‬ويعطي تصو اًر عن الغنى الذي وصل إليه‬
‫الملوك الغاليون في القرن الخامس ق‪.‬م‪ ،‬وحياة الترف السلمية واالهتمام‬
‫بالفنون‪ ،‬وهي صورة تتعارض والروايات القديمة التي تقدم صورة مخيفة عن‬
‫الغاليين وحروبهم وغزواتهم‪.‬‬
‫‪-‬الفنون الغالية المتأثرة بالفن الرومانى‪-:‬تميزت الفنون الكلتية في‬

‫الغال قبل دخول الرومان باآلتى‪-:‬‬
‫‪-1‬الميل إلى الزخارف الهندسية‬
‫‪-2‬األسلوب المعبر والواقعى‬
‫‪-3‬التأثر بالحضارة اليونانية واإلترورية منذ القرن السابع ق‪.‬م نتيجة‬
‫لالتصال بينهم‬
‫‪-4‬خصصت بعض الحرف لالستخدام المحلى مثل صناعة التماثيل‬
‫المحلية األصلية ذات السمات غير الرومانية‬

‫‪-5‬ظهر فخار عالى الجودة عرف باسم ‪ ،terra sigillata‬حمل بعض‬

‫التأثير اليونانى الخاص برسوم الفخار‬
‫‪-6‬استورد الغاليون العديد من نسخ التماثيل الرومانية لتزيين ضواحى‬
‫المدن وطرقها‪ ،‬والمبانى العامة‪.‬‬
‫‪-7‬قبل سيطرة الرومان على بالد الغال كانت تتميز بإنتاج األعمال‬
‫المعدنية المتطورة حيث برعوا في إنتاج مشغوالت ذهبية وأغمال معدنية‬
‫على درجة كبيرة من الفخامة واإلتقان‪،‬وتميزت بسمات الفن المحلى‬
‫الغالى من خالل تصوير مالمح الوجه وتسريحة الشعر فضال عن‬

‫المالبس‪ ،‬كما تأثروا أيضا باألعمال الفنية اإلغريقية التى وفدت إليهم‬
‫نتيجة التجارة بينهم وبين اليونان وروما منذ القرن الرابع ق‪.‬م‪.‬‬
‫‪-‬العجلة أحد الرموز الدينية لإلله تارانيس‪-:‬‬
‫كانت العجلة رمز هام في الديانة الكلتية والمرتبطة باإلله تارانيس؛ فقد‬
‫كانت العجلة عنصر كونى يرمز إلى السماء وكان يمسكها تارانيس‬
‫باعتباره إله السماء حيث عبد في بالد الغال وانتشرت عبادته حتى جزر‬
‫بريطانيا والدانوب‪ ،‬وارتبط باإلله جوبيتر باعتباره إله الصواعق والرعد‪.‬‬
‫تم العثور على العديد من العجالت المعدنية دائرية الشكل والتى‬
‫استخدمت كنذور وتؤرخ بحوالى ‪50‬م ومحفوظة بالمتحف األثرى‬
‫بباريس‪.‬‬
‫أما عن تصوير اإلله تارانيس فى الفن‬

‫ففى الفنون الغالية تم العثور على‬
‫العديد من التماثيل البرنزية التى تصور‬
‫تارانيس أقرب إلى اإلله زيوس جوبيتر‬
‫فى وضع العرى ويمسك الصاعقة‬
‫والعجلة‪.‬‬

‫وبدأ تصويره بالهيئة العسكرية‬

‫ابتداء من القرن الثانى الميالدى‬
‫حيث صور على تمثال مفقود‬
‫الرأس جوبيتر‪-‬تارانيس يرتدى‬
‫الزى العسكري ويحمل في يده‬
‫اليمنى العجلة –بينما يقف بجوار‬
‫رمز‬ ‫النسر‬ ‫اليسرى‬ ‫قدمه‬
‫اإلمبراطورية الرومانية – التمثال‬
‫يرجع إلى القرن ‪2‬م‪ -‬ومحفوظ في ‪.)Musée lapidaire d’Avignon‬‬
‫تجسيد والية الغال‪--:‬جسدت والية الغال خالل العصر الجمهورى‬
‫واألوغسطى في هيئة سيدة من البرابرة األسرى ويظهر ذلك على ديناريوس‬

‫رومانى يرجع إلى ‪48‬ق‪.‬م يصور ‪ Gallia Comata‬بمالمح حزينة بالوجه‬
‫الجانبى والشعر الطويل المنسدل على الوجه ومالمح الغال الحزينة التى تعبر‬
‫عن م اررة الهزيمة‪.‬‬

‫‪ -‬سكت على العملة الغالية‬

‫إلى‬ ‫تشير‬ ‫موضوعات‬
‫انتصارات قيصر في حروب‬
‫الغال وكانت من أوائل‬
‫التى‬ ‫المعدنية‬ ‫العمالت‬
‫سكت تشير إلى انتصارات‬
‫قيصر العسكرية في الغال‬
‫كانت عام ‪48‬ق‪.‬م‪ ،‬بعد‬
‫ثالث سنوات من الحروب الغالية‪ ،‬ومن الواضح أن انتصارات قيصر‬
‫العسكرية كان يستخدمها كنوع من الدعاية السياسية‪.‬‬
‫وعلى عملة أخرى تصور تجسيد بالد الغال من خالل تصوير رجل على الوجه‬
‫األول يصور ‪ Vercingetorix‬وهو زعيم القبائل الغالية بالوضع الجانبي‬
‫وخلفه الدرع الغالى ويصور هنا متقدم في العمر وبمالمح حزينة ومنكسرة وكأنه‬
‫مغلوب على أمره على عكس طبيعة الشعب الغالى كنوع من أنواع االخضاع‬
‫والمهانة‪ -‬على الوجه اآلخر صور قيصر راكبا العربة الحربية بيجا ‪Biga‬‬
‫وممسكا الدرع في يده اليمنى‪ ،‬ويسوق العربة أحد المحاربين يمسك بالسوط في‬
‫اليد اليمنى بينما باليسرى يمسك باللجام‪.‬‬

‫‪The Gallic Chieftain Vercingetorix‬‬

‫وفى عصر اإلمبراطور هادريان صور تجسيد غاليا على دينار من‬
‫الفضة حيث صورت رتكعة على ركبتيها على الجانب األيسر من‬
‫المشاهد وترتدى خيتون طويل وتنظر في اتجاه اإلمبراطور ويمد لها‬
‫يده ليتصافحا وتحمل في يدها اليسرى قرن الخيرات ‪ ،‬وهنا ترمز‬
‫الصورة إلى استقبال غاليا‬
‫لإلمبراطور وهو يحاول‬
‫إحياء الوالية ونهضتها‪.‬‬
‫تمتع الغاليون بمهارة عالية في األعمال الزراعية حيث اعتادوا على زراعة‬
‫المحاصيل الزراعية كالقمح إلنتاج المخبوزات والفاكهة‪ ،‬ومن ضمن المنحوتات‬
‫الجنائزية التى تم الكشف عنها في أرلون في بيلجيكا ‪Arlon pilier du‬‬
‫‪ – cultivateur‬يعود النصب إلى منتصف القرن الثانى الميالدى‪ ،‬محفوظ‬
‫في متحف لوكسمبرج‪ -‬يصور الحياة الزراعية للفالح حيث قسمت القطعة إلى‬
‫جزئين يصور في الجزء السفلى إثنان من الفالحين يقومان بعملية حرث األرض‬

‫وتقليبها باستخدام الفأس‪ -‬يقفان بالوضع ثالثة أرباع اللفة ويرتديان مالبس‬
‫قصيرة تناسب عملهما‪ -‬بينما في الجزء العلوى السوق وبيع الفاكهة حيث صور‬
‫اثنان من البائعين يقومان برص وترتيب فاكهة التفاح على المنضدة بينما‬
‫يظهر أحد السادة واقفا على أقصى يمين اللوحةينتاول أحد ثمرات التفاح في‬
‫مشهد من الحياة اليومية لعملية بيع وشراء داخل سوق الفاكهة‪.‬‬
‫‪Piller du‬‬
‫‪cultivateur‬‬
‫أرلون – بلجيكا‪-‬نصب‬
‫تذكارى جنائزى‪-‬‬
‫يرجع إلى منتصف‬
‫القرن ‪2‬م‪.‬‬

‫اإللهة إيبونا‪ : Epona‬كانت إلهة حامية للخيول والحمير والبغال‪ .‬وأحد أشكال‬
‫الخصوبة‪ ،‬والوفرة ‪ ،‬والحبوب وارتبطت في الفن الرومانى الغالى بتصويرها‬
‫جالسة على حصان أو بجوارها يحيط بها خيول‪ ،‬وربما ترمز هذه الهيئة برحلة‬
‫الروح ما بعد الحياة ‪ ،‬وتعد من األلهة الكلتية التي كانت تُعبد في في روما‬
‫نفسها باعتبارها راعية الفرسان ‪،‬‬
‫وانتشرت عبادتها انتشا ار كبي ار في‬
‫اإلمبراطورية الرومانية بين القرنين‬
‫األول والثالث الميالديين ‪.‬‬
‫‪-‬نحت بارز لإللهة إيبونا جالسة‬
‫باألمامية‪ -‬تحمل سلة الخبز‪-‬‬
‫جالسة بين اثنان من الخيول‪ ،‬يرجع‬
‫النحت إلى القرن الثانى م‪ .‬ومحفوظ في متحف برلين‪ -‬ألمانيا‪.‬‬
‫قناة مياه ‪Pont du Gard‬‬

‫‪ -‬من أهم انجازات العمارة الرومانية هى قنوات المياه التى تجلب المياة لمسافات‬
‫بعيدة إلى القالع الرومانية والواليات التابعة لها‪ ،‬ومنها قناة التى بناها الرومان‬

‫في منتصف القرن األول الميالدى‪ ،‬لتصل المياه إلى مدينة نيم ‪Nemes‬‬
‫جنوب فرنسا‪ -‬حيث زودت المدينة بحوالى ‪4000‬متر مكعب من المياه يوميا‪.‬‬
‫‪-‬يبلغ طول القناة ‪ 50‬كم‪ ،‬وكانت ترتفع في ثالث مستويات بارتفاع ‪50‬م‪-‬‬
‫وسمحت للماء بالتدفق عبر نهر ‪ – Gardon‬استخدم الحجر الجيرى األصفر‬
‫في بناء الجسر المجاور للقناة أما الجدران الجانبية والجزء العلوى من القناة‬
‫استخدم في بنائها كتل حجرية مرتبطة بالمونة‪.‬‬
‫‪-‬تظهر براعة المهندسون الرومان في قوة البناء الذى يقف حتى اليوم حيث تم‬
‫ترقيم الحجارة قبل البدء في البناء؛ كذلك ظهر بعض آثار وضع السقاالت‪،‬‬
‫وتبدو البراعة في بناء جزء كبير من القناة تحت األرض من خالل حفر خنادق‬
‫بنى بداخلها جزء من القناه على ألواح حجرية ودعامات‪.‬‬
‫‪ -‬تميزت القناة باستخدام السمات المعمارية العامة في العمارة الرومانية والتى‬
‫تأتى مقدمتها إستخدام العقود في إقامة القناه‪ -‬واستخدام الحجارة المحلية في‬
‫البناء – وطريقة أشلر الرومانية ‪. Opus Quadratum‬‬
‫‪-‬خزان الماء ‪ Castellum‬في مدينة نيم يتم إفراغ المياه في الخزان لتعبر نحو‬
‫ثقوب دائرية التى تربط أنابيب إمداد المياه بالمدينة‪.‬‬

‫خزان مياه قناة بونت لو جارد‬
‫‪Pont du Gard‬‬

‫‪ -‬تم بناء جسر ‪ Pont du Gard‬إلى حد كبير دون استخدام المشابك المعدنية‬
‫الواصلة بين األحجار‪ ،‬وكان يحتوي على ما يقدر بـ‬
‫‪ 50،400‬طن من الحجر الجيري بحجم ‪ 21000‬متر‬
‫مكعب‪ ،‬يضفي الحجر الجيري الناعم ذو اللون األحمر‬
‫الخشن الذى تم قطعه جنوب النهر‪ ،‬حيث تم قطع‬
‫تماما عن طريق االحتكاك‬
‫معا ً‬‫الكتل بدقة لتتناسب ً‬
‫والجاذبية ‪ ،‬مما يلغي الحاجة إلى المالط‪.‬‬
‫يرجع الفضل في بناء القناة‬

‫اإلمبراطور‬ ‫صهر‬ ‫إلى‬
‫‪،‬‬ ‫أوغسطس‬ ‫الروماني‬
‫ماركوس فيبسانيوس أغريبا ‪،‬‬
‫حوالي عام ‪ 19‬ق‪.‬م‪ .‬في ذلك‬
‫الوقت ‪ ،‬كان يشغل منصب‬
‫كبير القضاة ‪ ،‬المسؤول عن‬
‫إدارة إمدادات المياه في روما‬
‫ومستعمراتها‬

‫المنحوتات الدينية‬
‫عرف عن اإلله ميركوري اتحاده مع اإللهة المحلية روزميرتا‬
‫‪( Rosmerta‬عرفت اإللهة روزميرتا‪ :‬بأنها إلهة للخصوبة والوفرة وشاع‬
‫عبادتها في المقاطعات الرومانية الغربية خاصة بالد الغال‪ ،‬وقد عثر على‬
‫العديد من النقوش التي تشير إلى أهمية هذه اإللهة باعتبارها اقترنت باإلله‬
‫ميركوري فقد ظهر حوالي سبعة وعشرين من المنحوتات في الواليات الغربية‬
‫تمثل الزواج األسطوري بينهما‪ ،‬سواء كانت تحمل الباتي ار أو القرن الخيرات أو‬
‫سلة من الفاكهة وترتدي رداء طويل وعادة يكون فضفاض) حيث صورت‬
‫اإللهة على لوحة رخامية بوضع األمام ية تقوم بصب إراقة الحليب من وعاء‬
‫صغير الشكل‪ ،1‬ويقف بجوارها اإلله ميركوري عارًيا على النمط اليوناني فيما‬
‫عدا عباءة تلتف حول رقبته‪ ،‬وتشير إلى سرعته في الحركة وبجواره أحد‬
‫مخصصاته وهو الديك‪.2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- . Ferguson, J. 1970: 216‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Burkert, W. 1985: 158; Huskinson. J. 2000: 259 .‬‬

‫عرفت اإللهة روزميرتا‪ :‬بأنها إلهة للخصوبة والوفرة وشاع عبادتها في‬
‫ال مقاطعات الرومانية الغربية خاصة بالد الغال‪ ،‬وقد عثر على العديد من‬
‫النقوش التي تشير إلى أهمية هذه اإللهة باعتبارها اقترنت باإلله ميركوري فقد‬
‫ظهر حوالي سبعة وعشرين من المنحوتات‬
‫في الواليات الغربية تمثل الزواج األسطوري‬
‫بينهما‪ ،‬سواء كانت تحمل الباتي ار أو القرن‬
‫الخيرات أو سلة من الفاكهة وترتدي رداء‬
‫طويل وعادة يكون فضفاض‪.‬‬
‫يذكر هسكينسون ‪ Huskinson‬أن المشهد‬
‫السابق يشير إلى الزفاف األسطوري بين‬
‫اإللهة المحلية وميركوري؛ ويبرز انتشار‬
‫عبادة ميركوري خارج روما خاصة في‬
‫الغال وشمال أفريقيا؛ ذلك لتطويع الديانات‬
‫األخرى لصالح العبادة الرسمية والسيطرة عليها‪ ،1‬كما يرمز إلى زيادة الخصوبة‬
‫‪1‬‬
‫‪- Henig, M. 1984: 7; Huskinson. J. 2000: 259.‬‬

‫فميركوري كان يرتبط بالخصوبة واإللهة المحلية ترمز إلى األنوثة لذلك قدم‬
‫الحليب إلى كليهما‪.1‬‬
‫‪-‬مذبح لإلله ميركورى وروزميرتا الغالية‪.‬القرن الثانى الميالدى‬
‫ويعد الحليب ‪ Lac‬أحد التقديمات‬

‫األولية لإلراقة لدى الرومان‪،‬‬
‫ويتحدث بلينيوس األكبر عن‬
‫أسطورة تأسيس روما بأنه عندما‬
‫قام رومولوس وأخوه بتأسيس‬
‫مدينة روما‪ ،‬قاما بعمل إراقة من‬
‫‪1‬‬
‫‪- Staples, A. 1998: 133.‬‬

‫الحليب الممزوج بالعسل‪ ، 1‬وقد ندر تقديم إراقة الحليب في روما؛ إال لآللهة‬
‫ذات الطابع القديم التي اعتمدت على ضخ األلبان واستخدم الحليب كإراقة‬
‫أولية إلى اإللهة المحلية ماترونا‪ ،2Matronae Aufaniae‬ويذكر فستوس‬
‫استخدام إراقة الحليب في طقوس القرابين إلى كل من اآللهة إيزيس‪ ،3‬كذلك‬
‫استخدم الحليب في صنع تقديمات من‬
‫كعك الجبن ويعد هذا النوع من الكعك‬
‫أحد الطقوس األولية لآللهة المنزلية‬
‫‪ -‬المادة الخام‪ :‬الحجر‬
‫‪ -‬المصدر (مكان الكشف)‪ :‬عثر عليها‬
‫فى بالد الغال‬
‫‪ -‬مكان الحفظ‪ :‬متحف بون‪ -‬ألمانيا‪-‬‬
‫تحت رقم ‪.7776‬‬
‫‪ -‬المادة الخام‪ :‬الحجر‬
‫‪ -‬التقنية‪ :‬نحت بارز‬
‫‪1‬‬
‫‪- Pliny the Elder, 4.148; Takács, S. 2008: 110.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Walker, H. 1999: 124.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Pliny the Elder, Natural History, 14.14.88‬‬

‫‪ -‬حالة الحفظ‪ :‬جيدة‬

‫‪ -‬نوع القربان‪ :‬إراقة الحليب‬
‫‪ -‬متلقو القربان‪ :‬اإللهة ماتيرونا‬
‫‪ -‬التاريخ‪:‬بداية القرن الثاني م‪.‬‬
‫لقد استفاد الفنان الروماني من هذا الموروث الدينى الجديد على روما‪ ،‬وقام‬
‫بتطويع التقاليد المحلية ليبرز من خاللها خصائص العبادة الرومانية‪ ،‬التي تمثل‬
‫مشهد اإلراقة على النمط الروماني‪ ،‬وهو عبارة عن مذبح يصور اإللهة ماتيرونا‬
‫‪1‬وفي أعلى المذبح نقش يفيد بتكريس المذبح إلى اإللهة‪ ،‬ويصور على الجانب‬
‫السفلى مشهد اإلراقة على المذبح‪ ،‬وعلى الجزء السفلى من المذبح ُي َر ْجح أنها‬
‫‪ -1‬جاءت من الكلمة الالتينية ‪ matres‬وتعني أم ‪ ،‬وجاءت منها الكلمة الالتينية ‪matronae‬‬

‫وتعنى المرأة المتزوجة وتحولت بعد ذلك إلى إلهة‪ ،‬وقد ارتبطت باإللهة يونو حيث كرس لها‬
‫معبد في عام ‪375‬ق‪.‬م‪ ،‬وكان يقام على شرفها احتفال ‪ Matronalia‬وكان اليوم األول من‬
‫شهر مارس ‪ Martius‬ويعتقد أنها نشأت عبادتها منذ رومولوس‪ ،‬ويرمز إلى قدسية الزواج‬
‫والسالم المرتبط بالزواج األول بين السابين والرومان‪ ،‬وتروي المصادر أنه كلما ولد طفل‬
‫روماني كان اآلباء يقدمون بموجب مرسوم ملكي أقره الملك سرفيوس قربانًا إلى يونو‬
‫‪ Lucina‬التي تساعد األم في فترات الحمل والوالدة ‪ ،‬وكانت النساء المتزوجات تقدمن‬
‫القرابين إلى يونو ‪ Lucina‬إلهة الوالدة في معبدها‪ ،‬وانتشرت عبادتها في مناطق شمال غرب‬
‫أوروبا وكانت تعبد خاصة في ألمانيا وشمال إيطاليا وفرنسا الشرقية وتعد تلك المناطق واقعة‬
‫تحت سيطرة الجيش الروماني منذ القرن األول الميالدي واستمرت حتى القرن الخامس‬
‫الميالدي‪ .‬راجع‪Huskinson, J. 2000: 259; Erdkamp, P. 2011: 466f.:‬‬

‫من الحليب؛ حيث رافقت اإللهة ماتيرونا اإلله ميركورى وكان يقدم إليها إراقة‬
‫من الحليب‪.1‬‬
‫اقفا في وضع المواجهة‪ ،‬يرتدى‬
‫صور على الجانب األيمن من المذبح شخص و ً‬
‫طويال والرأس فقدت؛ بينما تمتد يده اليمنى التي صورت بحجم أكبر من‬
‫ً‬ ‫رداء‬
‫الطبيعى؛ في اتجاه المذبح الذي صور في منتصف المشهد وهو عبارة عن كتلة‬
‫مستطيلة الشكل مز ًينا من األمام بإكليل من الغار ويعلوه البخور‪ ،‬ويصور خلف‬
‫المذبح أحد الكاميلوس يحمل صندوق البخور ويقف بوضع األمامية‪ ،‬ويقف على‬
‫الجانب األيسر شخص آخر ظهره للمشاهد يقوم بحرق البخور على المذبح‪ .‬ولم‬
‫تقدم هنا األضحية الحيوانية وربما استبعدت طقوس القرابين الحيوانية في الغال؛‬
‫ألن العامة لم يستفيدوا فعليا من تلك األضاحي فعسكت المشاهد أغلبها تصوير‬
‫طقوس الصب وحرق البخور والقرابين من الفاكهة ؛ ًا‬
‫نظر الرتباط اإللهة ماتيرونا‬
‫بالخصوبة‪ ،‬بينما وجد على الجزء العلوي شخصيات نسائية من تابعات وكاهنات‬
‫اإللهة في وضع الجلوس‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- Huskinson, J. 2000: 259‬‬

‫‪ -‬قـــوس نـــصـــر تيــبريـــوس‬

‫يقع قوس نصر أورنج جنوب شرق فرنسا أقيم في عام ‪25‬م لتخليد ذكرى‬
‫انتصارات ‪ Agrippa‬وتكريم محاربين الفرقة الثانية في و ‪Legio II‬‬
‫‪ .Augusta‬قام اإلمبراطور تيبريوس بإعادة بنائه الحًقا لالحتفال بانتصارات‬
‫جرمانيكوس على القبائل األلمانية في راينالند‪.‬‬
‫يحمل القوس نقش مخصص لإلمبراطور تيبيريوس في ‪ 27‬م‪ .‬على الواجهة‬
‫الشمالية ‪ ،‬بما في ذلك منحوتات تعبر عن المعارك البحرية وغنائم الحرب‬
‫الرومانية وهم يقاتلون األلمان والغال‪ .‬وفيها يظهر جندي مشاة روماني يحمل‬
‫درع ‪ Legio II Augusta‬على أرض المعركة األمامية‪.‬‬
‫تم تشييد القوس من األحجار الجيرية الضخمة – يتكون القوس من ثالث‬
‫فتحات ‪ Arches‬العقد األوسط أكبر حجما من العقدين الجانبين ويحمل أعمدة‬
‫كورنثية‪ ،‬يتميز القوس بظاهرة المدخل المنكسر وهو عبارة عن جمالون ذات‬
‫عارضة مكسورة وتطل إلى األمام وغير مكتمل‪ ،‬وكان الهدف من هذه الزخرفة‬
‫هو هو محاولة تحويل المبنى إلى شكل زخرفى‪.‬‬

‫‪-‬على الواجهة الشمالية تم قطع الجمالون والكورنيش وإدراج نقش معدنى مفقود‬
‫اآلن‪ .‬وقد تم تزيين القوش بمنحوتات مختلفة وجمالون منكسر ‪ -‬تخص معارك‬
‫عسكرية وبحرية‪ ،‬وغنائم الحرب بين الرومان واأللمان والغال ويظهر جدندى‬
‫رومانى؛ يحمل درع على أرض المعركة البحرية العسكرية‪ .‬ويبلغ طول‬

‫المبنى‪19.5‬م‪ -‬بينما العرض ‪8.5‬م‪ -‬واالرتفاع ‪19.21‬م‪ ،‬يحتوى الواجهة على‬

‫أربعة تماثيل‬
‫تم تزيين القوس بمختلف أشكال النقوش العسكرية ‪ ،‬بما في ذلك المعارك‬
‫البحرية ‪ ،‬غنائم الحرب ‪ ،‬والرومان الذين يشنون الحرب ضد األلمان‬
‫والغال ‪ .‬توجد أربعة من األلواح أسفل أقواس الجناح ‪ ،‬وتصور الخوذات والرماح‬
‫والدروع التي يتم التخلص منها على أربعة صفوف ‪.‬بعض الدروع تحمل‬
‫أسماء ‪Decurdus ،: Sacrovir‬و ‪ Marius.‬قد تكون هذه األسماء هي‬
‫أسماء النحاتين المحليين ‪ .‬تحت هذه اللوحات األربع ‪ ،‬هناك أربعة لوحات‬
‫أخرى تصور الجوائز البحرية ‪ .‬واحد يقع في الشمال الشرقي هو الحفاظ عليها‬
‫بشكل أفضل ‪ .‬هذه اللوحات تصور السفن الحربية والمعارك والمراسي ‪.‬ربما‬
‫كان الغرض من هذه النقوش هو التأكيد على تفوق البحرية الرومانية بعد‬
‫معركة أكتيوم ‪ .‬يمتد إفريز على طول الجوانب األربعة للنصب التذكاري ‪.‬النحت‬
‫يصور معركة بين الرومان والغال ‪.‬في حين أن الرومان يصورون ارتداء الزى‬
‫العسكرى ‪ ،‬الخوذة والدرع ‪ ،‬يبينما يصوير الغال وهم عراة ‪ ،‬بشعر طويل ‪،‬‬
‫وإن كانوا يحملون دروع ‪.‬‬

‫اللوحة النحتية الرئيسية أعلى الواجهة الوسطى للقوس تصور‬

‫معركة بين الرومان والغاليين‬

‫‪The Temple of Augustus and Livia in Colonia Julia‬‬

‫يطلق عليه المعبد ذو الطراز المائل‪Italic style‬‬
‫الملك‬ ‫أغسطس‬ ‫‪-‬عزل‬
‫هيرودس أرخيالوس في عام‬
‫‪ 7‬م‪ ،‬وربما لذلك كانت العائلة‬
‫هذه‬ ‫الهيرودية‪-‬تمتلك‬
‫األراضى هناك‪ ،‬تم تكريس‬
‫البداية‬ ‫في‬ ‫المعبد‬ ‫هذا‬
‫لإلمبراطور أغسطس مع‬
‫نهاية القرن األول ق‪.‬م‪ ،‬وفى‬
‫عام ‪41‬م تم تكريسه إلى‬
‫زوجة‬ ‫اإلمبراطورليفيا‬
‫اإلمبراطور أغسطس التى توفيت فى عام ‪ 29‬م‪ ،‬بأمر من حفيدها اإلمبراطور‬
‫كالوديوس‪ ،‬حيث تم إعادة بناء الواجهة وثلثي الجانب الشرقي للمبنى‬
‫‪-‬يتميز المعبد بأنه مبنى على تطابق النصفين ‪ ،symmetry‬حيث يقام المعبد‬
‫في مساحة مفتوحةمقام على منصة مرتفعة ‪ podium‬ومدعم بساللم تحمل‬
‫أعمدة كورنثية يبلغ طولها ‪27‬م‪-‬عرضها ‪15‬م‪.‬‬

‫‪-‬المعبد مبنى على طراز ‪ Hexastyle‬يتقدمه ‪ 6‬أعمدة كورنثية بها قنوات‪،‬‬

‫والمعبد يحتوى على ‪3‬حجرات لقدس األقداس مخصصة للثالوث الرومانى‬
‫(جوبيتر‪-‬جونو‪ -‬مينرفا) ولكن من الملفت للنظر هنا هو صغر مساحة المعبد‪-‬‬
‫كما تتميز حجرة قدس األقداس بأنها تستند على الجدار الخلفى للمعبد‪.‬‬

‫فسيفساء سانت رومانى في فيينا ‪:‬‬
‫تقع مدينة فيينا على نهر الرون‪ -‬وبدأت الحفائر بها وأسفرت على العديد من‬
‫اللقى األثرية ومنها العثور على قطعة فسيفساء ضخمة داخل أرضية أحد‬
‫المنازل‪ -‬والتى يعود تاريخها إلى القن الثالث الميالدى –وتضم اللوحة حوالى‬
‫أربعون مشهد يعبر عن الحياة الريفية ومراحل الزراعة محددة داخل إطارات‬
‫مربعة الشكل تفصل كل لوحة عن األخرى بحدود عبارة عن زخرفة الجديلة‪.‬‬
‫‪ -‬تصور اللوحات المركزية منها معظم الفصول األربعة الشتاء والربيع‬
‫والصيف والخريف‪ ،‬وتحيط باللوحة المركزية لكل فصل تصوير لموضوعات‬

‫تعبر عن النشاط الزراعى لهذا الفصل‪ ،‬وكذلك المهرجانات واالحتفاالت‬

‫الجدينية التى كانت ت قام فى مواسم البذر والحصاد –كذلك بعض‬
‫الموضوعات الرمزية التى ترمز إلى تجسيد فصول السنة‪.‬‬
‫‪ -‬ومنها جزء من فسيفساء فيينا تعرف باسم فسيفساء الفصول الزراعية تصور‬
‫سيدة تقوم بتقديم القرابين على المذبح أمام تمثال اإللهة التي يرجح أنها كيريس‬
‫ويقف بجوارها شخص ربما يكون أحد المزارعين يرتدي الخالميس القصير‪.‬‬
‫المادة الخام‪ :‬مكعبات صغيرة الحجم‪ -‬عثر عليها في عام ‪ 1890‬في أحد‬
‫المنازل الخاصة في مقاطعة‬
‫كلونيا جنوب فرنسا‬
‫متحف‬ ‫الحفظ‪:‬‬ ‫مكان‬ ‫‪-‬‬
‫اللوفر‪ -‬باريس‪ -‬رقم ‪G677‬‬
‫‪ -‬حالة الحفظ‪ :‬أجزاء كثيرة من‬
‫القطعة في حالة سيئة‬
‫‪ -‬التقنية‪ :‬الفسي فساء بطريقة المكعبات المتناهية في الصغر ‪Opus‬‬
‫‪Vermiculatum‬‬
‫‪ -‬نوع القربان‪ :‬إراقة على المذبح‪ -‬متلقو القربان‪ :‬اإللهة كيريس ‪ -‬التاريخ‪:‬‬
‫نهاية القرن الثالث ‪.‬م‬

‫مشهد حصاد ثمار الكروم وقطفه من إثنان من الفالحين‬
‫أحد األطفال األسطوريون تعبي ار عن إيروس يقوم بقيادة ثور ويمسك في يده‬
‫العصا لقيادته تعبي ار عن أحد المشاهد في الحياة اليومية الزراعية‪ -‬جاء تصور‬
‫الصور في وضع ثالثة أرباع اللفة مع حركة واقعية‪ -‬الطفل صور عاريا إال‬
‫من عباءة تلتف حول رقبته ويمسك بيسراه سلة بها زهور وفواكه‪.‬‬

‫الفخار الغالي‬
‫كان الفخار السامني الغالي ‪ Samian pottery‬على درجة كبيرة من الدقة؛‬
‫فقد تأثر بشكل كبير مع الفخار اليوناني نتيجة للعالقات التجارية ما بين بالد‬
‫الغال خالل القرن الرابع ق‪.‬م‪ ،‬كما عثر على عدد كبير من فخار السامنيين‬
‫داخل القبائل الكلتية شمال بالد الغال وهذه كلها تعكس الروابط التجارية بين‬
‫الحضور اإليطالي والغاليون ‪ ،‬تميز الفخار الغالي بكبر حجمة واألواني ذات‬
‫الطابع الخشن‪ ،‬وكانت تستخدم عادة لتخزين السوائل‪ .‬وتميز الفخار السامني‬
‫في القرنين الثاني والثالث الميالدي بابتكار األساليب الزخرفية‪ ،‬ثم بدأ الفخار‬
‫من المناطق الجرمانية في الظهور‪ .‬وكانت هذه األداة صارخة مقارنة باللون‬
‫معدنيا بشكل كبير‪.‬‬
‫ً‬ ‫األحمر القوي للفخار السامني وكان مظهره‬
‫من اهم نماذج الفخار الغالي يصور‬

‫مشهد من مشاهد الحياة اليومية‪ ،‬ببروز‬
‫بسيط مع فصل كل شخصية بإطار‬
‫منفصل يذكرنا بالمرحلة الثالثة من‬
‫التصوير الجداري‬

‫األعمال المعدنية‬
‫تجدر اإلشارة أنه قبل سيطرة الرومان على الغال كانت األعمال المعدنية من‬
‫أهم الحرف المتطورة‪ ،‬حيث برعوا في األعمال المعدنية والحلي ذات التقنية‬
‫العالية واأللوان الزاهية والزخرفة بإتقان‪ ،‬خاصة في منطقة ‪Celts la Tena‬‬
‫حيث حملت التأثيرات المحلية خاصة المعادن‪،‬‬
‫كما تأثر الغاليون بالثقافة اليونانية‬
‫كنوز فضية تم العثور عليها في مقبرة بجوار هيكل لإلله ميركوري‬

‫‪ -Canetonensis‬ترجع إلى نهاية القرن األول الميالدي‪.‬‬

‫الفصل الرابع‬
‫والية جرمانيا‬
‫‪ 19-1‬مقدمة تاريخية‬
‫‪ 20-1‬نموذج لألقنعة المعدنية‬
‫‪ 21-1‬تجسيد والية جرمانيا‬
‫‪ 22-1‬فنون مختلطة العناصر الفنية‬
‫‪ 23-1‬مظاهر طقوس تقديم القرابين على الفنون‬
‫الجرمانية‬
‫‪ 24-1‬الفسيفساء‬

‫الفصل الرابع واليــــــــة جـــرمــــانــيـــــا‪Germania‬‬

‫جرمانيا‪ :‬هو المصطلح الرومانى للمنطقة الجغرافية الواقعة شمال وسط أوروبا‬
‫التى تقطنها الشعوب الجرمانية‪ ،‬وتقع جرمانيا شمال اإلمبراطورية الرومانية‪،‬‬
‫وكانت أراضيها تقع على الحدود الغربية من نهر الراين في الغرب‪ ،‬وشكلت‬
‫األجزاء الرومانية مقاطعتين من اإلمبراطورية‪ ،‬هما جرمانيا الشمالية (جنوب‬
‫فرنسا اآلن‪-‬وبلجيكا‪-‬وغرب ألمانيا) –وجرمانيا الجنوبية (سويس ار‪-‬جنوب غرب‬
‫ألمانيا‪-‬وشرقي فرنسا)‪.‬‬
‫‪ -‬حقق يوليوس قيصر انتصارات على القبائل الجرمانية (ألمانيا السفلى) عام‬
‫‪ 58‬ق‪.‬م‪ ،‬وكذلك خالل عصر أغسطس تحت قيادة القائد دروسوس ‪-12‬‬
‫‪9‬ق‪.‬م‪ ،‬شقيق تي بيريوس األصغر والذى وضع القواعد العسكرية الرومانية على‬
‫نهر الراين ودعم هذا النصر اإلمبراطور تبيريوس بقيادة جرمانيكوس في عام‬
‫‪19-16‬م‪.‬‬
‫‪ -‬يعتبر الجرمان أنفسهم من أصل مانوس ‪ Mannus‬ابن اإلله تويسكو‬
‫‪ Tuisco‬المولود من باطن األرض‪ ،‬وكان مانوس شخصية أسطورية له ثالثة‬
‫أ بناء ومنهم نشأت القبائل الجرمانية الثالثة‪.‬‬

‫‪ -‬أما عن الديانة فيذكر تاكيتوس أن اإلله المحلى ‪( Odin‬إله السماء والهواء)‬

‫اقترن باإلله ميركورى في كثير من الخصائص‪ ،‬حيث ارتبطا بالدور الهام‬
‫الخاص بالعالج والخصوبة؛ فكانوا يقدمون إلى ميركورى قرابين بشرية وإلى‬
‫جوبيتر ومارس قرابين حيوانية‪.‬‬
‫‪ -‬اختلف الجرمان عن الرومان من خالل عقائدهم الدينية فهم لم يهتموا‬
‫بالطقوس الدينية بل عبدوا في البداية مظاهر القوى والكائنات التى باستطاعتهم‬
‫رؤيتها مثل الشمس والسماء والقمر‪ .‬كما عرفوا البطل هيراكليس كأنه إله قديم‬
‫زارهم قبل مجئ الرومان وكذلك عبدوا اإللهة إيزيس‪.‬‬
‫‪ -‬يعتبر الجرمان من الشعوب التى حافظت على أجناسها بعدم التزاوج مع‬
‫أجانب ليبقى الدم الجرمانى نقى‪ ،‬وكانوا يهتمون بأجسادهم ويبذلون الجهد في‬
‫المحافظة على شبابهم عن طريق التدريب البدنى المتواصل‪.‬‬
‫‪ -‬أدى محافظتهم على نقاء أجسادهم إلى اتخاذهم مالمح واحدة منها‪ -:‬طول‬
‫القامة وقوة البنيان الشعر األصفر الطويل والعيون الزرقاء‪.‬‬
‫‪ -‬اهتم الجرمان بالصيد واألعمال الحربية وكان هدفهم تعليم النفس منذ الصغر‬
‫على العمل وتحمل المشقة‪ ،‬واليعد الجرمان من الشعوب التى اهتمت بالزراعة‬
‫فهم يعيشون بصورة أساسية معتمدين على األلبان والجبن واللحوم‪.‬‬

‫‪-‬كان الجرمان يسعون إلتالف األراضى المجاورة لهم وطرد سكان الجوار‬
‫وكان هذا بمثابة فخر وشجاعة‪ ،‬وكانوا يحبون أن يترك از األراضى المجاورة لهم‬
‫بدون سكان بغرض التأمين حتى التقوم أى قبيلة بالهجوم عليهم‪ .‬ولقد كان‬
‫تأثير الجرمان على الرومان كبير حيث التحق عدد كبير من الجرمان في‬
‫الجيش الرومانى‪.‬‬
‫‪-‬األحداث السياسية وانعكاسها في الفن ‪-:‬‬
‫‪-1‬المرحلة األولى‪ -:‬أعاد الجنرال دروسوس‪ Drusus‬بالنيابة عن اإلمبراطور‬
‫أغسطس تنظيم قطاع األراضى على طول نهر الراين السفلى كمنطقة عسكرية‪.‬‬
‫وبنى حصن كبير على التل يعرف اآلن باسم هونيربيرغ‪ ،‬ويقع على الضفة‬
‫وهو الفرع الرئيسى لنهر الراين‪.‬‬ ‫الجنوبية لنهر وال‪Waal‬‬
‫‪ -‬تم العثور على عدد من الخوذات البرونزية في موقع معركة ‪Teutoburge‬‬
‫‪ Forest‬حيث تم قتل ثالثة فرق رومانية على يد القائد الرومانى أرمينيوس‬
‫(ذو األصل الجرمانى)عام ‪9‬م‪.‬‬
‫ينتمى هذا القناع إلى أحد الفرسان الرومان‪ -‬حيث تم استخدام هذه األقنعة في‬
‫مسيرات الفرسان والمناورات عند تمثيل المعارك الوهمية‪ -‬كنوع من المسابقات‬
‫والبطوالت التى لعبت دور هام في تشجيع ورفع معنويات الجنود وتحفيزهم‬
‫على القتال‪.‬‬

‫‪ -‬صنعت األقنعة والخوذات من مجموعة متنوعة من المعادن والسبائك من‬

‫الذهب أو الحديد المغطى بالقصدير‪ ،‬وكانت مزينة بنقوش لشخصيات أسطورية‬
‫ترمز إلى البطولة مثل هيراكليس أو إله الحرب مارس‪-‬وشخصيات إلهية‬
‫ارتبطت بالجيش‪ -‬أو أباطرة مثل اإلمبراطور فسبسيان‪.‬‬
‫تم العثور على هذه األقنعة جنوب مدينة ‪ Nijmegen‬وترجع إلى العصر‬
‫الفالفى‪.‬‬
‫‪The Nijmegen cavalry helmet, second half of the first‬‬

‫‪century,‬‬ ‫‪Museum‬‬ ‫‪het‬‬ ‫‪Valkhof,‬‬ ‫‪Nijmegen‬‬ ‫‪(The‬‬
‫‪Netherlands‬‬

‫‪ --‬بدأت المرحلة الثانية من الحرب في عام ‪ 5‬م‪ ،‬عندما عاد تيبريوس إلى‬
‫جيش ألمانيا السفلى وقام بحملتين حتى وصل إلى نهر ‪– Elbe‬بمساعدة القائد‬
‫جرمانيكوس ابن دروسوس الذى قاد الجيوش الرومانية إلى النصر‪ .‬وبدأت‬
‫الفنون تمجد هذه االنتصارات وتسجلها من خالل نصب تذكارى تم العثور‬
‫عليه في مدينة ‪– Nijmegen‬يتكون من جزأين عبارة عن لوحة حجرية (من‬
‫الحجر الجيرى) طويلة أشبه بالعمود زينت بمنحوتات قليلة البروز توضح‬
‫تجاور الشخصيات الحقيقية مع أخرى رمزية‪.‬‬
‫نصبا تذكارًيا إلى‬
‫ً‬ ‫إلى عصر تيبريوس (‪37-14‬م) أقام القائد جيرمانيكوس‬
‫اإلمبراطور تيبريوس (كتالوج‪ )24‬تعود إلى ‪ 20‬م‪ ،‬بعد االنتصارات التي حققها‬
‫على القبائل الجرمانية في الفترة مابين ( ‪16-14‬م) إذ أقيمت له العديد من‬
‫‪1‬‬
‫اقفا في وضع المواجهة يقدم‬
‫النصب التذكارية ؛ حيث يصور اإلمبراطور و ً‬
‫اإلراقة من الباتي ار على المذبح‪ ،‬إلى اإلله جوبيتر أوبيتموس (األفضل)‪ 2‬وتقف‬
‫بجواره إلى يمين المشهد وخلف المذبح اإللهة ديا روما بتتويجه بإكليل نباتي‬
‫نظر لوقوف‬
‫يتميز باألوراق الكبيرة‪ ،‬ويختلف هذا المشهد عن المشاهد السابقة؛ ًا‬
‫اإلمبراطور على يسار المذبح بوضع األمامية ويالحظ أنه يرتدى التوجا على‬
‫‪1‬‬
‫‪- Fishwick, D. 1992: 180; Holloway, R. 1994: 64.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Fishwick, D. 1992: 180; Holloway, R. 1994: 64.‬‬

‫الطراز األغسطي وهي التوجا التي يتم ارتداؤها خالل االحتفاالت الدينية‬
‫وارتبطت بتقديم القرابين‪ ،‬وفيها يتم شد الجزء الملفوف خلف الجسم بإحكام‪،‬‬
‫وتقوم اإللهة بتتويجه بنبات الغار‪ ،‬أما المذبح فيبدو أنه خال من أى تقديمات‪،‬‬
‫بينما يمسك اإلمبراطور الباتي ار بالقرب منه وكأنه مازال في مرحلة اإلعداد‬
‫لإلراقة‬
‫اقفا في وضع المواجهة يقدم اإلراقة من الباتي ار‬
‫‪ -‬الوصف‪ :‬يصور اإلمبراطور و ً‬
‫على المذبح‪ ،‬إلى اإلله جوبيتر أوبيتموس (األفضل)‪ ،‬وتقف بجواره إلى يمين‬
‫المشهد وخلف المذبح اإللهة ديا روما بتتويجه بإكليل نباتي يتميز باألوراق‬
‫نظر لوقوف اإلمبراطور‬
‫الكبيرة‪ ،‬ويختلف هذا المشهد عن المشاهد السابقة؛ ًا‬
‫على يسار المذبح بوضع األمامية ‪ ،‬وتقوم اإللهة فيكتوريا بتتويجه بينما تحمل‬
‫في يدها اليسرى سعف النخيل‪.‬‬

‫فورم نوفيوماجوس‬ ‫‪ -‬المادة الخام‪ :‬الحجر الرملي‪( -‬مكان الكشف)‪:‬‬

‫‪ Noviomagus,‬المفقود‪ -‬هوالندا‬
‫‪ -‬مكان الحفظ‪ :‬متحف نيمفجن ألمانيا‪ -‬رقم‪ - 59.79‬القطعة منفصلة إلى‬
‫جزأين وتم عمل ترميمات بها‬
‫‪ -‬التقنية‪ :‬نحت بارز‪ -‬ويعد تقدمة نذرية من اإلمبراطور إلى جوبيتر ‪Votive‬‬
‫اإلراقة‪-‬التاريخ‪20 :‬م‪.‬‬

‫‪-‬تجسيد والية جرمانيا‬

‫‪-1‬المرحلة األولى‪ -:‬مع بداية العصر اإلمبراطورى وسيادة السالم الرومانى‬
‫خالل حكم أغسطس لم ينتشر تجسيد الواليات الغربية عموما على العمالت؛‬
‫بينما صور تجسيد ألمانيا في أكثر من مرحلة وهى عادة تصور في هيئة إمرأة‬
‫واقفة أو جالسة ترتدى رداء يغطى جزعها السفلى بينما يترك الصدر عاريا‬
‫حكم دوميتيان (العصر الفالفى) وخالل هذا العصر انتشر شاع والية جرمانيا‬
‫بأسلوب محدد وهو سيدة في حالة الحداد والحزن واألسى‪ -‬وجاءت السيدة‬
‫كاشفة عن الجزء العلوى من الجسد في إشارة إلى المهانة‪.‬‬
‫اإلمبراطور فسبسيان على الوجه األول – وتجسيد والية جرمانيا على الوجه‬
‫اآلخر‪.‬‬

‫‪-2‬المرحلة الثانية‪ -:‬ومع بداية القرن الثانى الميالدى اختلف تجسيد والية‬
‫جرمانيا من كونها سيدة في وضع الحداد نتيجة الهزيمة والخضوع‪ ،‬إلى سيدة‬
‫في وضع الوقوف تحمل أسلحتها واقفة بشموخ وكبرياء‪ -‬حيث تجسدت في‬
‫صورة إمرأة قوية ذات شعر أشقر طويل يتدفق ويميل إلى الحمرة وترتدي‬
‫الدروع‪ .‬وغال ًبا ما كانت تمسك بـ ‪( Reichsschwert‬السيف اإلمبراطوري) ‪،‬‬
‫أحيانا صورة نسر أسود‪.‬‬
‫ً‬ ‫وتمتلك درًعا على طراز العصور الوسطى يحمل‬
‫أحيانا على أنها تحمل أو ترتدي التاج اإلمبراطوري الروماني المقدس‪.‬‬
‫ً‬ ‫وتظهر‬

‫تمثال من الرخام –يرجع إلى ‪10‬م‪ -‬يصور سيدة تدعى توسلندا زوجة أرمينيوس‬
‫القائد الخائن لروما وابنة األمير سيجيستس ‪ -Segestes‬والتى استطاع القائد‬
‫جرمانيكوس أن يأسرها ويأتى بها إلى روما‪ -‬هذا التمثال يرمز إلى انتصار‬
‫روما وهزيمة جرمانيا‪.‬‬
‫‪ --‬احتل اإلمبراطور أوكتافيان أوغسطس أراضي الجرمان الجنوبية ‪ .‬و في‬
‫السنة السابعة قبل الميالد ‪ ،‬عندما تم تعيين ‪Publius Quinctilius Varus‬‬
‫حاكما أللمانيا ‪ ،‬الذي دعا ‪ Arminius‬كقائد للقوات المساعدة ‪ -‬وهو رجل‬
‫ً‬
‫نبيل شاب من أصل جرماني ‪ ،‬نشأ على أرض الرومان ‪ ،.‬فإن السنوات التي‬
‫قضاها خارج الوطن لم تحرمه من الوطنية ‪.‬بعد أن اكتسب ثقة قائده ‪ ،‬أدخل‬
‫الجيش الروماني في فخ وأدى إلى هزيمته في غابة ‪ Teutoburg‬في ‪ 9‬م‪.‬‬

‫من أجمل تصوير لسيدة جرمانية‬

‫إلحدى النساء والمسماه توسنلدا‬
‫‪ Tusnelda‬زوجة أرمينيوس‪.‬‬
‫القائد الذى انشق عن الرومان وانضم‬
‫للقبائل الجرمانية‪-‬وهو تعبير عن‬
‫إضفاء للكبرياء والهدوء للشعوب‬
‫المهزومة‪..‬‬
‫تمثال من الرخام‪-‬متحف فلورنسا‬
‫النزي‪ -‬يرجع إلى القرن الثاني‬
‫الميالدي‪-‬‬
‫الطابع الكالسيكى‪ -‬تعبير الوجه الذى يعكس مالمح االكتئاب (تأثير سكوباس)‬
‫بدقة وبراعة‪-‬النبل والكبرياء الشموخ على المالمح ووضع الوقوف‪ ،‬واستم اررية‬
‫لتسريحة الشعر حيث يقسم الشعر من الوسط وينسدل في شكل بوكالت‬
‫حلزونية‪.‬‬

‫‪ -‬مالمح النحت توضح المرحلة االنتقالية مابين كالسيكية التعبير خالل‬

‫العصر الهادريانى‪ ،‬والتعبيرية العنيفة‬
‫التى تميز العصر األنطونينى‪ -‬تجسيد‬
‫الوالية عادة يتم بنحت كامل االستدارة‬
‫على خلفية بارزة وعلى قاعدة تظهر‬
‫التجسيدات نفذت بأحجام ضخمة‪،‬‬
‫واستخدمت لتزيين مدخل المعبد‪.‬‬
‫الطابع‬ ‫الفنية‪-:‬‬ ‫‪-‬السمات‬
‫الكالسيكى‪-‬تعبير الوجه الذى يعكس‬
‫مالمح االكتئاب (تأثير سكوباس) بدقة‬
‫وبراعة‪-‬النبل والكبرياء الشموخ على‬
‫المالمح ووضع الوقوف‪.‬‬
‫‪Capitoline Museum -145 AD- Germania Hadrianeum‬‬
‫‪temple of deified Hadrian in the Campus Martius‬‬

‫الفنون مختلطة العناصر الفنية‪-:‬‬

‫تم العثور على بعض المنحوتات التى تتميز بوجود الطابع المحلى من خالل‬
‫تصوير ‪ Capta‬األسرى الجرمان على بقايا البوابة الشرقية‪Kastrich‬‬
‫للمعسكر الرومانى في مدينة ماينز ‪ Mayence‬ويرجع الفضل في وجوده إلى‬
‫القائد الرومانى ‪ ، Drusus‬والذي حوله الرومان فيما بعد إلى حصن دائم‬
‫ومقر للجيوش الرومانية ضد هجمات القبائل األلمانية‪ -‬ترجع هذه البوابة إلى‬
‫‪ 70‬بعد الميالد‪ -‬حفظت هذه المنحوتات في المتحف الوطنى في ماينز‬
‫‪.Landesmuseum Mainz‬‬
‫صور إلى اليمين ربة النصر المجنحة اإللهة فيكتوريا تحمل فرع النخيل في‬
‫يدها اليسرى‪ ،‬ورمز النصر بينما تستند على إكليل من خشب البلوط ‪ ،‬وهذا‬
‫اإلكليل يعد مكافأة شرفية قدمت إلى جنود الفيلق الذين أنقذوا حياة زمالئهم في‬
‫المعركة‪.‬‬

‫إلى اليسار بقايا لقاعدة حجرية مربعة الشكل استخدمت كدعامة حجرية لعمود‪-‬‬
‫نحتت عليها إثنان من الجنود الرومان يحمالن الدروع والشارات العسكرية‬
‫وينظران إلى بعضهما‪ -‬ظهرت المالمح الفنية تعبر عن القوة والقسوة‪-‬‬
‫والمالبس لها الطابع الرومانى وهو الزى العسكرى المعروف‪.‬‬

‫صور إلى‬
‫اليمين اثنان‬
‫من السجناء‬
‫العراة‬
‫والمكبلين‬
‫باألغالل‬
‫بسالسل‬
‫حول أعناقهم‪ -‬المنحوتات نفذت بفظاظة وغلظة وتبين تصوير األسرى‬
‫بصورة همجية للغاية ‪ ،‬وال يرى المرء التعاطف التصوير االنسانى كما في‬
‫تمثال األسيرة توسلندا‪ -‬الرؤوس صورت غير متناسقة بحجم أكبر من‬
‫الطبيعى ومالمح الوجه غير متقنه ولكن تعلوها نظرة حزيمة إثر الهزيمة‪-‬‬
‫نفذت الشخصيات األسيرة عراه ومكبلين من الخلف‪ .‬وقد احتفلت النقوش‬
‫بفوز اإلمبراطور دوميتيان على تشاتى ‪ ،‬وهي قبيلة ألمانية محبوبة عاش‬
‫شمال جبال تاونوس في عام ‪ 83‬بعد الميالد‪ .‬كان االنتصار فعاالً في تأمين‬
‫قطاع واسع من األراضي على الضفة اليمنى لنهر الراين وفي النهاية‬
‫السيطرة على ‪. Agri Decumates‬‬

‫‪ -‬المنحوتات الجنائزية تعبر عن ماهية أصحابها‬

‫‪ -‬قطعة أخرى من النحت البارز –عثر عليها ‪ -neumagen –trier‬ترجع‬
‫إلى (‪185-180‬م) –متحف الحضارة بروما‪ -‬تصور المعلم جالسا على مقعد‬
‫ذى مسند للظهر في وسط المشهد بوضع ثالثة أرباع اللفة‪ ،‬بهيئة رجل متقدم‬
‫في العمر ميزه الفنان بمالمح الوجه واللحية والشعر الكثيف ويضع قدمه على‬
‫قطعة حجرية مستطيلة الشكل‪ ،‬وعلى جانبيه يجلس اثنان من التالميذ يتالقان‬
‫التعليم ويمسكان بألواح الكتابة‪ ،‬وعلى الجانب األيمن يقف صبى يعتذر لمعلمه‬
‫عن التأخير‪.‬‬
‫‪-‬‬

‫ويظهر في المشهد طرق ا لتعلم كما وصفتها المصادر األدبية الرومانية حيث‬
‫يقوم المعلم بتلقين التالميذ‪ ،‬وعندما يستوعب التالميذ المقطع كانوا يواصلون‬
‫تعلم الكتابة خطوة بخطوة‪ ،‬واستخدمت ألواح الكتابة الشمعية لتحسين الخط‬
‫وقطع االوستراكا كما استخدموا الرق والحبر في الكتابة المدرسية كما استخدم‬
‫أقالم من الخوص توضع في الحبر ويكتب بها على األلواح‪.‬‬
‫كان للجزء الجنوبي من المقاطعة العديد من المراكز التي كان لها آثار على‬
‫تثقيف السكان المحليين‪ :‬اثنين من الكولونيا وحصن الفيلق ‪.‬حتى في القرن‬
‫األول قبل الميالد ‪ ،‬حيث أصبحت أجزاء كبيرة من تتعلم الالتينية ‪ ،‬كما‬
‫يتضح من النقوش الالتينية المعروفة ‪ .‬وقد تعززت هذه العملية عن طريق‬
‫توظيف السكان المحليين في الوحدات المساعدة ‪ ،‬الذين حصلوا على الجنسية‬
‫الرومانية في نهاية فترة خدمتهم ‪.‬يشهد األفواج من ‪ Ubii‬و ‪ Cugerni‬و‬
‫‪Baetasii‬كتابياً ‪ ،‬ويمكن افتراض التجنيد المحلي من القبائل المسماة ‪ ،‬على‬
‫األقل خالل القرن األول‪.‬‬

‫‪ -‬كانت العناصر الدينية المحلية طويلة األجل بشكل خاص ‪ ،‬ومثال نموذجي‬
‫في جنوب ألمانيا هو تبجيل ألهة األمومة وظهرت هذه اإللهة على العديد من‬
‫النقوش والتماثيل الطين ‪ ،‬وارتدت المالبس المحلية ‪ .‬ومنها نحت على مذبح‬
‫نذرى من الحجر صور عليه ألهات األمومة ‪( Ubi Matrones-‬وهى قبيلة‬
‫رومانية تعيش في مقاطعة‬
‫جانب‬ ‫جالسات‬ ‫كولونيا)–‬
‫بعضهم البعض على مقعد ‪،‬‬
‫في صف واحد‪ .‬ترتدين فوق‬
‫رؤوسهن سالل السالل من‬
‫الفاكهة أو الخبز‪ .‬ترتدين لباس‬
‫محلى يتكون من رداء داخلي ‪،‬‬
‫معقود حول العنق وحول الحافة‬
‫السفلية ‪ ،‬مغطى بمالبس‬
‫خارجية واألكمام طويلة‪ .‬يوضع‬
‫معا في الوسط ‪ ،‬وترتدي النساء قالدات حول الرقبة يتم تعليقها على‬
‫الشال ً‬
‫شكل هالل معلق على شكل ظالل القمر وتسمى ‪lunalea.‬‬

‫طقوس تقديم القرابين الرومانية في والية جرمانيا‪-:‬‬

‫‪َ -‬ب ّين إدوارد ‪ Edward‬الغياب النسبى لمشاهد ذبح القرابين في الفن الروماني؛‬
‫نظر لنبذ العنف وتصنيفه ضمن المحرمات التي تتنافي مع مبادئ أغسطس‬ ‫ًا‬
‫التي انتهجها إبان سياسته الدينية التي تحمل طابع السالم ونبذ العنف‪ ،1‬ويرى‬
‫برندل ‪ Brendel‬وفقا لبعض الشواهد األثرية بمشهد قتل ضحايا القرابين؛ أن‬
‫غالبا من المسئولين عن التضحية وأدوات الذبح‪،‬‬
‫ً‬ ‫عناصر المشهد تتكون‬
‫باإلضافة إلى حيوانات القرابين خاصة الثور‪ ،‬وعادة يظهر الحيوان بمرافقة‬
‫الفيكتيمارى‪ ،‬وتشير المصادر األدبية إلى ذبح الثيران والخنازير إلعادة طقس‬
‫‪ ، Immolatio‬وكان يصور غالبا رأس الثور تنحنى ألسفل بواسطة أحد‬
‫المساعدين لترمز بذلك إلى الخضوع والموافقة ‪ ،‬بينما يقوم آخر بمسك الفأس‬
‫والمطرقة‪ ،‬ومن المالحظ اختفاء تصوير الكهنة في مشاهد الذبح‪.‬‬
‫على عدد من المنحوتات الجنائزية التي تنتمي إلى إحدى المقاطعات الجرمانية‬
‫يصور الفنان إلى اليمين مشهد قتل الثور ولكن المشهد بصفة عامة في حالة‬
‫سيئة وتبرز بقايا ذراع البوبا مرفوعة ألعلى أثناء لحظة الضرب‪ ،‬ووإلى اليسار‬
‫يصور إثنين من الثيران يقودهما إثنين من الفيكتيماري ويحمل مطرقة في يده‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- Edward, K. 1976: 82.‬‬

‫ومازالت الزينة بين قرني الثور ويتضح أن الحيوانات كانت تخلع عنها الزينة‬
‫قبل لحظة الذبح مباشرة‪ ،‬مع مالحظة وجود خلفية معمارية عبارة عن مقدمة‬
‫معبد في المشهد‬
‫الوصف‪ :‬بقايا قطعة نحتية معروفة باسم منحوتات ‪Anzio‬‬

‫المادة الخام‪ :‬الرخام الوردي‬
‫‪ -‬المصدر (مكان الكشف)‪50 :‬كم جنوب روما مقابل ‪ Latina‬على ساحل‬
‫البحر‪.‬‬

‫‪ -‬مكان الحفظ‪ :‬متاحف المعهد األلماني أوفيتزي ‪ -‬رقم ‪703738‬‬

‫‪ -‬حالة الحفظ‪ :‬أجزاء مفقودة من النحت‪ -‬التقنية‪ :‬نحت بارز‪ -‬نوع القربان‪:‬‬
‫التضحية بالثور‬
‫‪ -‬متلقو القربان‪ :‬اإلله جوبيتر ‪ -‬التاريخ‪161-138 :‬م‬
‫يصور الفنان لحظة القتل فيقوم اثنان من الفيكتيمارى بالضغط على الضحية‬
‫ويمسكانه من قرونه ويميالنه على جانبى رأسه‪ ،‬ويبدو أن المذبح كان على‬
‫الجانب األيسر من النحت‪ ،‬ويصور الكاهن في منتصف المشهد يرتدى التوجا‬
‫في مستوى آخر في الخلفية‪ ،‬وعلى الجانب األيمن صور شخص شبه عار‬
‫غالبا مايحتوى على نقش ‪vota‬‬
‫ينظر ناحية الكاهن ويقف خلف الدرع الذي ً‬
‫‪Dec‬أو ‪ Vota xx‬وهى رموز مألوفة في اإلمبراطورية ربما كانت وثيقة‬
‫استخدمت في منحوتات أوفيتزى وظهرت في عمالت ماركوس أوريليوس‬
‫وأنطونينوس بيوس‬
‫عدد قليل من المشاهد تصور لحظة قتل حيوان األضحية‪ ،‬ويعزى السبب في‬
‫ذلك إلى أن بطل المشهد في تلك اللحظة لم يكن اإلمبراطور وال الكهنة وال‬
‫حتى المواطنين الرومان الذين يقدمون القربان‪ ،‬بل هم العبيد األقل ً‬

‫شأنا في‬
‫الدولة‪ .‬وهناك مشاهد للذبح على عدد من التوابيت تجمع مابين طقس‬
‫‪ immolatio‬قتل الثور مع ظهور اإلمبراطور وتحت سلطته‬

‫الوصف‪ :‬مذبح جنائزي يصور مشهد ذبح الثور على نمط الفن الشعبي‪ -‬المادة‬
‫الخام‪ :‬الحجر الجيري‬
‫‪ -‬المصدر (مكان الكشف)‪ :‬الواجهة الشرقية لقصر ‪ Marraudi‬في‬
‫متحف ‪ - Avignon- Calvet‬التقنية‪ :‬نحت‬ ‫‪ -Vaison‬مكان الحفظ‪:‬‬
‫بارز ‪-‬متلقو القربان‪ :‬آلهة العالم اآلخر‪ -‬التاريخ‪ :‬القرن الثاني م‬

‫علي قطعه فسيفساء عثر عليها في منطقة الحمامات )‪ ( Rottwell‬بألمانيا‪،‬‬

‫ومحفوظة في متحف ‪ Rottweil‬وترجع إلى منتصف القرن الثالث الميالدى‪،‬‬
‫ويصور أورفيوس جالساً وحوله الحيوانات فى إحدى المقاطعات الغربية بألمانيا‬
‫حيث كان التصميم األصلي لتلك القطعة الفنية عبارة عن أربع أشكال هندسية‬
‫مستطيله الشكل جميعها مفقود اآلن‪ ،‬ويتوسط المشهد تصوير أورفيوس جالساً‬
‫بوضع الثالث أرباع يتجه بنظره ناحية اليسار ‪ ،‬يجلس علي صخرة ويسند‬
‫قدمه اليمنى علي األرض ويمسك بالقيثارة التي يضعها علي قدمة اليسرى كان‬
‫هذا النوع من القيثارة شائعا في الفترة الكالسكية حيث يكون الجسم مسطح‬
‫متكامل مع الزارعين وممتدا بعيدا ‪،‬وقد برع الفنان في تصوير أورفيوس متجاهال‬
‫للمشاهد‪.1‬‬
‫قطعة فسيفساء‬
‫ألورفيوس – والية‬
‫جرمانيا‪ -‬القرن‬
‫الثالث الميالدي‪.‬‬
‫‪- I.J.Jesnick,op.cit,p.78,fig.47.‬‬
‫‪1‬‬

‫أما على جانبى أورفيوس فقد صور الفنان إثنان من الطيور إلى يسار المشاهد‬
‫يقف طائر الغراب علي أوراق شجيرة صغيرة بمحاذاة كتف أورفيوس كما صور‬
‫علي الجانب األيمن للمشاهد طائر أصغر حجما يقف علي غصن في مستوي‬
‫أعلي من الغراب – وقد استخدم الفنان الفسيفساء الصغيرة ذات اللون األسود‬
‫لتحديد إطار مربع الشكل أما اإلطار الخارجي عبارة عن مثلثات متتالية علي‬
‫شكل إطار خارجي ويرتدى أورفيوس مالبس شرقية عبارة عن رداء طويل‬
‫فضفاض ذات أكمام طويلة ضيقة ‪ ،‬ويلتف حول رقبته مئزر يلتفي طرفاة علي‬
‫الكتف األيمن وثبت بروش صغير – كما يرتدي القبعة الفريجية‪،‬وقد استخدم‬
‫الفنان الضوء والظل من خالل تصوير وجه أورفيوس الذي قسم الي نصفين‬
‫النصف األيمن يظهر بوضوح تساقط الضوء علي وجهه وبالتالي يظهر الظل‬
‫علي الجانب اآلخر‬

‫قطعة فسيفساء أخرى تم العثور عليها في ‪ Villa Nenning‬بالقرب من نهر‬

‫موسيل‪-‬التأريخ ‪150‬م‪ -‬عبارة عن قطعة مستطيلة الشكل تأخذ شكل السجادة‬
‫مصور بداخلها ‪ 7‬مشاهد محاطة بمجموعتين من األشكال الهندسية ‪.‬‬
‫فسيفساء تعبر عن الحياة اليومية – مشهد الصيد والقنص والمجالدة‪.‬‬

‫‪ -‬العب الهارب يقوم بالعزف وهى أحد المراسم لبداية األلعاب الرومانية حيث‬
‫يقف بوضع ثالثة أرباع اللفة وفي المنتصف يظهر شخص واقفا على منصة‬
‫عالية وأمامه أحد األلعاب المائية ‪ Hydraulis‬وهى مكونة من ‪ 27‬أنبوب من‬
‫أنابيب المياه مختلفة األطوال وضعت على منضدة خشبية سداسية الشكل‪.‬‬
‫‪-‬اخترع اليونانى ‪ Ctesibius‬من اإلسكندرية هذه اآللة ‪ Hydraulis‬ويعرف‬
‫بالعربية اسم األرغن المائى‪ ،‬وهى عبارة عن صندوق من البرونز يمأل بالماء‬
‫في شكل مذبح‪ ،‬أنابيب تثبت كساللم تصل أطوالها مابين ‪185-150‬سم‪-‬‬
‫وهى أداة مكلفة‪ ،‬وتثبت هذه القوائم باألسطوانات متعددة األحجام‪ ،‬وجدت في‬
‫منازل األثرياء لتشغيل األلة الموسيقية وضغط الموسيقي على المفاتيح‪.‬‬

‫‪ -‬تبدأ األلعاب عادة بمطاردة أحد الحيوانات المفترسة ‪( Ventaiones‬قتال‬

‫الحيوانات المفترسة) ويصور هنا أحد المجالدين بعد إصابة الحيوان بالرمح‬
‫بينما يظهر سن الرمح مكسور ونقاط الدماء تتساقط على االرض‪ ،‬ويقف‬
‫المصارع بوضع ثالثة أرباع اللفة يرتدى واقى للذراع والكتف ورداء قصير‬
‫بحزام حول الوسط‪.‬يلوح بيده تعبي ار عن السرور واالنتصار‪.‬‬

‫‪-‬منظر الصيد ‪ Venatio‬وهنا يصور لحظة سقوط الحمار الوحشى بسبب‬

‫ضربات التى يتلقاها من مخالب النمر‪ ،‬وبينما يحاول النمر الوقوف في نظرة‬
‫تفاخر وقوة‪ ،‬وقد برز المشهد أكثر واقعية من خالل تصوير لحظة التشابك‬
‫وسقوط قطرات الدماء من الحمار على األرض‪ .‬والمشهد يعبر عن الترفيه‬
‫الذى يتم في مبانى المجالدة الرومانية‪ ،‬ويشمل صيد الحيوانات البرية وقتلها‪.‬‬

‫‪-‬فسيفساء ثساليا –ترجع إلى القرن الثالث الميالدى‪ -‬محفوظة في متحف ترير‬
‫ألمانيا‪ - Trier mosaic museum-‬تحمل رموزها التى تعبر عن وظيفتها‬

‫وهى ملهمة للفنانيين –حيث تحمل قناع كوميدى في يدها اليسرى‪ -‬بينما تحمل‬
‫عصا الراعى باعتبارها إلهة لالحتفاالت عند تفتح الثمار واألزهار‪-.‬التكنيك‬
‫الفنى – نفذت بطريقة‪opus tessllatum‬‬
‫اإللهة ثاليا ‪: θαλεια‬هو اسم مشتق يحتوي على عدة معاني‪ ،‬منها‬
‫"االحتفاالت"‪ ،‬تفتح األزهار‪ ،‬و"الترف"‪ ،‬وقد تشير إلى صفات خاصة في هذه‬
‫الشخصيات أو األعمال التي تقوم بها واألدوار التي اتخذتها في األساطير‬
‫اإلغريقية‪.‬‬

‫الفصل الخامس‬
‫والية داكيا‬
‫‪ 26-1‬تجسيد والية داكيا‬
‫‪ 27-1‬الرموز والشعارات الداكية على الفنون الرومانية‬
‫‪ 28-1‬نماذج لكسرات الفخار الداكي والخوذات الفضية‬

‫الفصل الخامس واليــــــــــــة داكـــــيــــا ‪Dacia‬‬

‫عرفت باليونانية ‪ Dacia -Getae‬وبالالتينية تقع داكيا شرق أوروبا من‬
‫ترانسيلفانيا إلى نهر الدانوب وهي موجودة في رومانيا الحالية‪ .‬كانت مملكة‬
‫مستقلة لفترة من الزمن قبل أن تغزوها روما وتضمها إلمبراطوريتها وكان شعب‬
‫داكيا من الشعوب الزراعية ولديهم العديد من مناجم الذهب ومناجم الحديد‪.‬‬
‫ان الداكيون على درجة من الحضارة عندما عرف بهم الرومان‪ ،‬وآمنوا بخلود‬
‫الروح وأن الموت هو تغير في الحياة‪ .‬الكاهن األكبر كانت له مكانة كبيرة بين‬
‫الناس كممثل لآللهة على األرض وكان كبير مستشاري الملك وق ارراته كانت‬
‫تعتبر نهائية‪ .‬وكان الشعب مقسما لطبقتين وهما طبقة األرستقراطيين‬
‫‪ tarabostes‬و التى كان لديه ا الحق فقط بتغطية رؤوسها وارتدوا قبعات من‬
‫القماش‪ ،‬أما الطبقة الثانية هم العامة ‪ comati‬والتي شكلت جموع الجيش‬
‫والفالحين والحرفيين وكانوا يطيلون شعورهم وكانوا يسكنون في أكواخ خشبية‬
‫تحيط بها أسيجة‪ ،‬ولكن مع تأثرهم بفن العمارة الروماني بنوا حصون مسورة‬
‫من‬ ‫والفضة‬ ‫بالذهب‬ ‫واشتغلوا‬ ‫مخروطية‪.‬‬ ‫حجرية‬ ‫وأبراج‬
‫مناجم ترانسيلفانيا واهتموا بالتجارة ويظهر هذا من كثرة العمالت النقدية في‬
‫أرضهم‪.‬‬

‫ظهرت مملكة داكيا مع بداية القرن الثاني ق‪.‬م تحت حكم الملك أورولس‪ ،‬وقد‬
‫حاول قيصر أن يغزوها ولكنه أخفق نظ ار لقوتهم وتنظيمهم العسكرى وفي‬
‫كتابات أغسطس ذكر أنه أرغمهم على االعتراف بروما كقوى عظمى دون أن‬
‫يستطيع السيطرة عليها‪.‬‬
‫‪ -‬كان شعب داكيا دائم الثورات حيث اندلعت عدة ثورات مع بداية حكم أغسطس‬
‫إال أن اعنفها كانت تحت حكم اإلمبراطور دوميتيان عام ‪85‬م بقيادة ديكابالوس‬
‫ملكهم‪.‬‬
‫غ از الرومان مملكة داكيا بعد حملتين عسكريتين في عام ‪107-101‬م‪ ،‬حيث‬
‫قام تراجان بالهجوم حيث أعاد فكرة التوسع العدوانى ألول مرة منذ سقوط‬
‫الجمهورية‪ ،‬وكانت النتيجة في حملته األولى (‪ )102 – 101‬احتالل العاصمة‬

‫الداكية‪ -‬في الحملة الثانية قهرت المملكة كلها وحولت لمحافظة رومانية وانتحر‬
‫ديكيبالوس ‪ ،‬وأقام مستعمرة هناك عرفت باسم ‪ ، Ulpia traiana‬وخلد ذكرى‬
‫هاتان الحملتان بالنحت البارز على عمود تراجان‪.‬‬
‫‪ -‬اهتم الرومان بالسيطرة على مملكة داكيا لما كانت تتمتع به من مناجم للفضة‬
‫والذهب‪ ،‬كما اهتموا بالزراعة وتربية المواشى والتجارة‪.‬‬
‫‪ -‬نحت الرومان العديد من التماثيل التى عرفت باسم (‪)Getae – Dacians‬‬
‫ألسرى الداكيين وأحد هذه التماثيل ألخر ملوك الداكيين الذى خاض الحروب‬
‫الرومانية وبعد الهزيمة قام باالنتحار (بدال من االستسالم)‬
‫تمثال نصفي يعتقد أنه ملك للملك ‪ .King Decebal‬تم وضعه داخل عمود‬
‫جنبا إلى جنب مع تماثيل نصفية أخرى تحمل كتابة " ‪Captivus‬‬ ‫تراجان ً‬
‫‪ ."Dacus‬عمود تراجان – يرجع التمثال إلى القرن الثانى الميالدى‪ -‬المادة‬
‫الخام من الرخام‪ -‬يتميز التمثال بالواقعية والتقدم في السن – اللحية والشارب‬
‫الطويل والقبعة الداكية‪.‬‬

‫‪-‬لقد عرف الطراقيون أغطية الرأس ولكنهم تحديا للشعب اليونانى ارتدوا في‬
‫الحروب أغطية مصنوعة من جلود الحيوانات مثل الذئاب والثعالب وكانت‬
‫تأخذ ثالثة أشكال‪ -‬كما ارتدوا غطاء القبعة الفريجية ذا االهداب والشرائط‬
‫الجانبية التى تغطر الرقبة من الخلف والوجنتين والمصنوع كلة من قطعة قماش‬
‫واحد‪.‬‬
‫كما ارتدوا القبعة السكيثية وهى عبارة عن خوذة مرتفعة ذو نهاية مدببة وقد‬
‫ظهرت في الفنون الفارسية لتميزهم وقد صوروا في الفن بنوعين من القبعات‪،‬‬
‫األولى ذو حافة عليا‪ -‬والثانية تشبه القبعة الفريجية تأخذ شكل مستدير الطرف‬
‫من أعلى وتنتصب عند القمة وتميل إلى األمام‪.‬‬

‫‪-‬يتميز الرداء الشرقى بأنه رداء قصير ملون باللون االسود ذا أكمام نصفية‬
‫ضيقة‪ -‬وبه حزام عند الخصر‪ ،‬ويضع عباءة قصيرة تصل طولها إلى أسفل‬
‫الركبتين بقليل ويلتف طرفاها حول رقبته وتتدلى على الظهر‪ ،‬كما يرتدى القبعة‬
‫الطراقية ذو نهاية مدببة فوق الرأس من األمام‪ -‬وينتعل حذاء ذات الرقبة‬
‫مربوط برباط في نهايته‪.‬‬
‫تمثال ‪Getae Dacian‬‬

‫‪Sculpture‬‬ ‫‪in‬‬ ‫تمثال‬
‫‪ around‬لشخص من داكيا‬
‫الداكية‪-‬التأريخ‬ ‫بالمالبس‬
‫بداية القرن الثانى م‪-‬محفوظ‬
‫في متحف االثار بنابولى‪.‬‬
‫تتميز تماثيل داكيا بخصائص‬
‫(شخصيات‬ ‫قوية‬ ‫بدنية‬
‫بطولية)‪-‬‬
‫السجناء‬ ‫تصوير‬ ‫سمات‬
‫الداكيون الرداء الطويل وأسفله‬

‫سروال والشعر واللحية‪ -‬الذراع المطوية واأليدى المتشابكة‪ -‬الرداء الشرقى‪-‬‬

‫المالمح الشرقية‪-‬طول القامة‪.‬‬
‫تمثال لمحارب من داكيا‬

‫موجود قوس نصر قنسطنطين‬

‫تجسيد والية داكيا‪:‬‬

‫المرحلة األولى ‪ :‬جاء تجسيد والية داكيا يتبع االنتصارات التى أحرزها‬
‫اإلمبراطور تراجان وتحويلها إلى والية رومانية‪ ،‬ومنها عدد من العمالت فئة‬
‫ديناريوس يصور داكيا في هيئة سيدة جالسة على األرض وتستند باليد اليمنى‬
‫على األرض بينما تضع يها اليسرى على رأسها في إشارة إلى الحزن ‪،‬‬
‫وب جوارها سيف مقوس مكسور ويعد هذا السيف أحد أسلحة داكيا القديمة‪.‬‬

‫فقد كانت الدعاية الرومانية من قبل السياسة الرومانية في الحرب على داكيا‬
‫بجنديا أو مجرد أسير داكى في‬

‫ً‬ ‫تحت حكم تراجان‪ .‬يظهر تجسيد داكيا أيضا‬
‫أشكال مختلفة من الهزيمة أو الحداد على العمالت المعدنية في عصر تراجان‬
‫مقيدا في اتجاه الركوع‪.‬‬
‫رمحا إلى تصويره ً‬
‫يالزم ً‬

‫صورت داكيا على عملة سيستريتوس ترجع إلى حوالى ‪111-103‬م‪ -‬جالسة‬
‫على صخرة وتتجه جهة اليسار تصور حزينة وبجوارها الدرع وأمامها صورت‬
‫األسلحة التقليدية ومنها السيف المقوس لداكيا‪ -‬وهذه الصورة تعبر عن قوتها‬
‫العسكرية وما تتمتع به هذه الوالية من خيرات‬

‫تجسيد لنهر الدانوب وهو أحد االساليب التصويرية للسرد التاريخى‪ -‬لغزو‬
‫داكيا حيث أمر تراجان المعمارى أبولودروس الدمشقى بإنشاء جسر لعبور‬
‫الجيوش فوق نهر الدانوب ‪ -‬صورت على عملى سيستريتوس – من عصر‬
‫تراجان – حيث صور رجل تجسيد لنهر الدانوب مضطجع ومتقدم في العمر‬
‫يحول نظره عن داكيا وكأنه يبتعد عنها وال يدعمها‪.‬‬

‫تجسيد نهر الدانوب فوق عمود تراجان‬

‫‪-‬أسرى الحروب الداكيا‬
‫عند سيطرة الرومان على أى منطقة كانوا يستولوا عليها وكانوا يبيعون رجالها‬
‫ونسائها وأوالدهم كما يباع العبيد أو يقتلون جميعا‪ ،‬أى أن جميع سكان البلد‬
‫المفتوح هم ملكا للفاتحين‪ ،‬يتصرفون بهم كما يرغبون‪ ،‬إن شاؤا استعبدوهم أو‬
‫أعتقوهم‪ ،‬وكانوا يعاملونهم كغنائم يبيعونهم للنخاسين الذين يرافقون الجيش‬
‫الرومانى‪ ،‬وإذا نقلوهم إلى روما كانوا يباعون في مزاد علنى في سوق الرقيق‬
‫فى كل مدينة‪ ،‬فيعرض العبد على صندوق خشبي وتعلق في رقبته بطاقه كتب‬
‫فيها عمره وأوصافه وعيوبه‪ .‬فكانوا يبيعون بعد كل حرب أالف من األسرى‬
‫رجاال ونساءا‪ .‬إن ما يقرب من خمسون ألف أسير من الداكيين قد نقلوا إلى‬

‫روما العاصمة لمشاركتهم في عروض المجالدة والمصارعة كجزء من احتفاالت‬

‫تراجان باالنتصار عليهم وهو مايفسر تواجد العديد من التماثيل األسرى‬
‫الداكيون‪.‬‬
‫تجسيد لوالية داكيا بهيئة سيدة تمسك المنجل المائل أحد األسلحة الداكية‬

‫كان ‪(flax‬المنجل بالالتينية) احد اهم االسلحة الداكية والطراقية التي‬
‫استخدمها الداكيون وكانت اشارة اليهم ‪ ،‬تم صناعة النصل من الحديد وكان‬
‫عبارة عن نصل معدني طويل اشبه بالسيف يحملونهم طبقة النبالء – يصل‬
‫طول النصل عادة حوالي ‪ 16‬بوصة (‪ 41‬سم) مع مقبض طويل‪ .‬وكان يد‬
‫‪ falx‬لها ذراع وقضيب خشبي طوله ‪ 3‬أقدام (‪ 0.91‬م) مع شفرة حديدية منحنية‬
‫طويلة بطول متساو تقر ًيبا موصول إلى النهاية‪.‬‬

‫كما استخدم الداكيون الدروع المعدنية بأشكالها المختلفة‬
‫‪ Dacian Draco‬باليونانية تعني الثعبان وهى احد الرموز القديمة التي تعبر‬
‫عن الشعب الداكي أما عن تنين دراكون عبارة عن راس تنين بفك ثعلب كان‬
‫يثبت علي حامل ويوضع في الهواء حيث يصدر اصوات من الشرائط التي‬
‫تزينه (ويعد احد رموز الحماية وإخافة العدو) وقد اصبح النمط الزخرفي لرأس‬
‫التنين أو الثعبان شائعا في داكيا منذ القرن ‪ 8-6‬قبل الميالد‪.‬‬
‫علي عمود تراجان يظهر تمثيل للجند الداكيين يحملون شعار التنين في ‪20‬‬
‫مشهد حيث صور الفنان الفرسان الداكيون يعبرون النهر بالخيول حاملين‬

‫لشعار التنين وهذا يرمز الي النصر‪ ،‬وقد حرص الفنان الروماني علي ابراز‬
‫االختالف العرقي ما بين الداكيين والشعوب المجاورة لها جنوب نهر الدانوب‪.‬‬
‫منحوتات عمود تراجان – تصور شعار التنين المميز الخاص بالداكيين‬
‫منحوتات معبد هادريانوم – القرن الثانى الميالدى‪ -‬محفوظ في متحف‬

‫الميتروبوليتان‪.‬‬

‫يظهر شعار التنين علي عمالت ترجع الي عصر االمبراطور الروماني‬
‫انطونيوس بيوس (‪ 138-161‬م) ‪،‬مشي ار الي انها كانت ال تزال الشعار المميز‬
‫للداكيين خالل القرن الثاني م‬
‫تجسيد لمقاطعة داكيا الرومانية في هيئة سيدة واقفة باالمامية بينما تلتف براسها‬
‫جهة اليسار تمسك حامل ينتهي بشعار تنين براس ذئب ‪.‬‬

‫تم الكشف عن فخار داكيا التقليدي داخل المدن الداكية ‪ ،‬جنبا الي جنب مع‬
‫الفخار روماني الصنع الذي يضم التصميمات المحلية ‪ -‬فكان التاثير الفني‬
‫الروماني في داكيا ينحصر في تغيير عدد قليل من انماط الفخار الداكية مثل‬
‫القدور واكواب الشراب الشفاف ذي الجدران السميكة الذي اطلق عليه كاس‬
‫داكيا تميزت هذه القطع االثرية عادة بانها مصنوعة يدويا حيث ندر استخدام‬
‫عجلة الفخراني‪ .‬حيث تشكلت من فخار محلي الصنع وتستمر استخدام التكنيك‬
‫الداكي مع بداية القرن االول الميالدي؛ فقد انتشر الفخار ذي الطابع الروماني‬
‫‪.‬‬

‫ظهرت بعض األعمال الفضية التي تعود إلى القرن األول قبل الميالد من‬
‫منطقة الدانوب السفلى من األساور واأللياف والخوذات الداكية إلى جانب عدد‬
‫صغير من األقراص المزخرفة واللوحات واألوانى‪.‬‬

‫الفصل السادس‬
‫والية هسبانيا‬
‫‪ 30-1‬تجسيد والية هسبانيا‬
‫‪ 31-1‬تخطيط مقاطعة ميريدا‬
‫‪ 32-1‬مدرج ‪Tarragona Amphitheatre‬‬
‫‪ 33-1‬المسرح الروماني في ميريدا‬
‫‪ 34-1‬فسيفساء ميرديدا‬

‫الفصل السادس واليـــة هســبـــانـــيــا‬

‫كانت أسبانيا أحد الواليات الرومانية التى أخضعها أغسطس وضمها‬
‫لإلمبراطورية في عام ‪ 26‬ق‪.‬م وكانت أسبانيا من الواليات المسالمة التى التثير‬
‫أى اضطرابات‪ .‬يمكن اشتقاق اسم ‪ Hispania‬من اسم ‪ Punic‬قديم يرمز إلى‬
‫مكان وتعنى الكلمة جزيرة األرنب‪ .‬هناك نظرية أخرى بأنها تحمل اسم مشتق‬
‫من الكلمة الفينيقية كلمة "‪ ، " span‬بمعنى مخفي ‪ ،‬يشير إلى مخفي ‪ ،‬أي ‪،‬‬
‫أرض بعيدة أو بعيدة‪.‬‬
‫وتقع على شبه الجزيرة األيبيرية (البرتغال وإسبانيا)‪ ،‬ففى القرن الثالث ق‪.‬م‬
‫(‪ 218‬ق‪.‬م) بدأ الغزو الرومانى على هذه المنطقة ‪ ،‬بعد فترة من الغزوات‬
‫أساسيا من اإلمبراطورية الرومانية وترتب على ذلك‬
‫ً‬ ‫أصبحت هسبانيا جزًءا‬
‫ثروة ضخمة من المواد األولية والبشرية‪ .‬وظلت على مدار قرون واحدة من‬
‫األجزاء األكثر أهمية في العالم الرومانى ومهد لبعض حكومات اإلمبراطورية‪.‬‬
‫وقد أعطى اإلمبراطور فسبسيان حق المواطنة لجميع األيبيريين عام ‪73‬م‪ ،‬وقد‬
‫أصبحت والية رومانية حيث انتقل إليها العديد من الرومان ‪.‬‬
‫‪-‬نظم الرومان هسبانيا من خالل تقسيم مختلف للمقاطعات اإلدارية وكان الحكم‬
‫في هذه المقاطعات للحكومات الخاصة بالحكام وهؤالء الحكام كانوبمثابة واله‬
‫لروما؛ وعلى مدار حكم الرومان إلسبانيا قسمت إلى مقاطعات كاألتي‪-:‬‬

‫هسبانيا العليا‪ :‬وهواالسم يطلق على مقاطعات منطقة جنوب وغرب هسبانيا‪.‬‬
‫وهسبانيا السفلى‪ :‬وهواالسم يطلق على مقاطعات منطقة الشرق‪.‬‬

‫تجسيد والية أسبانيا‬
‫صورت هسبانيا في هيئة سيدة تمسك بمخصصات محلية مثل السالح‬

‫األيبري وهو عبارة عن رمحان ‪ Caetre‬وكذلك صورت بجوارها أرنب ‪،‬‬
‫باإلضافة إلى سنابل القمح ‪.‬‬
‫كان اإلمبراطور هادريان من هسبانيا لذلك فقد ظهر على العملة اإلسبانية‬
‫بشكل كبير خالل القرن الثانى الميالدى تصور هسبانيا جالسة على محفة‬

‫مصورة تتجه إلى الجانب األيسر وتمسك بغصن الزيتون بيدها اليمنى‬
‫غصن زيتون حيث ترمز هنا إلى السالم‪.‬‬
‫تمثال تراجان من البرونز‬

‫مذبح نذرى –عثر عليه في معبد‬

‫‪Campus‬‬ ‫الهادريانوم‪ -‬فى معسكر‬
‫‪ – Martius‬يرجع إلى عصر أنطونينوس‬
‫بيوس‪ 145 -‬م‪ .‬صورت في هيئة سيده‬
‫بوضع الوقوف ترتدى رداء طويل يصل‬
‫اسفل الركبة وأسفله سروال وعباءة تلتف‬
‫حول رقبتها – صورت بمالمح هادئة‬
‫والتحمل أى من األسلحة نتيجة لعدم‬
‫حدوث اضطرابات في اسبانيا‪ -‬ولكن تم‬
‫تدعيم فكرة الحماية من خالل الرداء‬
‫بزخارف على هيئة أبراج‪.‬‬

‫مقاطعة ميريدا الرومانية‪:‬‬

‫ازدادت سياسة تأسيس المستعمرات الرومانية مع تولى قيصر الحكم ‪ ،‬أما‬
‫خالل القرن األول الميالدي ‪ ،‬اكتسبت العديد من المدن مكانة إضافية عندما‬
‫ُمنح سكانها درجة من الوضع القانوني كمواطنين رومانيين ‪ ،‬مما يعني أنه‬
‫يمكنهم المشاركة في الحياة العامة في روما كقناصل أو حتى أعضاء في‬
‫مجلس الشيوخ‪ .‬بحلول نهاية القرن األول الميالدى‪ ،‬كانت شبه الجزيرة األيبرية‬
‫بأكملها تتمتع بامتيازات الجنسية الرومانية‪.‬‬
‫ُزودت كل بلدة رومانية بأحكام تعكس الثقافة الرومانية‪ ،‬والمزيد من وسائل‬

‫الراحة الرومانية‪ ،‬وكان مركز الحياة الحضرية يدور حول الفورم وهو عبارة‬

‫عن ساحة مستطيلة كانت في البداية بمثابة السوق ولكنها أصبحت تدر ً‬
‫يجا‬
‫مركز األنشطة السياسية واالجتماعية وغيرها‪.‬‬
‫‪-‬أسس الرومان مدينة ‪ Emerita Augusta‬في عام ‪ 25‬قبل الميالد‬
‫واستمروا في أن تكون واحدة من أهم مدن اإلمبراطورية الرومانية‪ .‬وما تزال‬
‫حتى اآلن بعض المبانى الموجودة مثل قوس النصر والمسرح والسيركس والقناة‬
‫المائية‪.‬‬
‫مدرج ‪ Tarragona Amphitheatre‬هو مدرج من مدينة تاراكو‬
‫‪ Tarraco‬الرومانية وهى من أقدم المستوطنات الرومانية في أسبانيا‪ ،‬وهى‬
‫اآلن تقع داخل مقاطعة كاتالونيا شمال شرق إسبانيا‪ .‬تم بناؤه في القرن الثاني‬
‫الميالدي‪.‬‬
‫المدرج يأخذ شكل البيضاوى ويستوعب ما يصل إلى ‪ 15000‬متفرج ‪ ،‬وأطواله‬
‫‪ 102 × 130‬متر حوالى (‪ 427‬قدم × ‪ 335‬قدم)‪ .‬ويواجه البحر‪ .‬توجد بقايا‬
‫نقش كبير يرجع تاريخه إلى عهد ‪( Elagabalus‬القرن الثالث الميالدي) عند‬
‫مقدمة المنصة‪ .‬وتم استخدام المدرج للترفيه عن الجنود‪ ،‬وإقامة العروض‬
‫الدامية بين الوحوش البرية وال مصارعين وكذلك كان يتحول لساحة محاكمة‬
‫وإعدام المذنبين‪ .‬يتميز المدرج بأنه جزء منه مبنى مرفوع على عقود نصف‬
‫دائرية كانت تستخدم للتدعيم وكممرات جانبية‪،‬وهناك جزء كبير من المدرجات‬

‫المنحوتة بشكل كبير في الصخر ‪ ،‬خاصة ناحية المدرجات الجنوبية ‪ ،‬مدعومة‬

‫بقواعد خرسانية‪.‬‬
‫مدرج ‪Tarragona Amphitheatre‬‬

‫المسرح الرومانى في مدينة ميريدا‬

‫ومدعوما بجدار من طابقين مزين بأعمدة‬

‫ً‬ ‫قدما‬
‫يبلغ عرض المسرح حوالي ‪ً 60‬‬
‫رخامية وتماثيل‪ ، .‬يتسع لحوالي ‪ 14.000‬متفرج‪ .‬تم بناؤه في ‪ 16‬إلى ‪15‬‬
‫ق‪.‬م‪ .‬بأمر من القائد الرومانى أجريبا‪ -‬وقد خضع المسرح للعديد من التجديدات‬
‫فى بداية القرن الثاني الميالدي (ربما في عهد اإلمبراطور تراجان) ‪ ،‬عندما‬
‫ُشيدت واجهة المسرح ‪ ، scaenae‬وأدخلت في عهد قسطنطين األول ( بين‬
‫‪ 330‬و ‪ )340‬عناصر معمارية جديدة وممشى حول المسرح من الخارج‪ .‬يقع‬
‫المسرح عند حافة المدينة الرومانية المجاورة ألسوار المدينة‪ .‬بنيت بعض‬
‫المقاعد في تل يسمى ‪.Cerro de San Albin‬‬
‫شيد المبنى وفًقا ألحكام المهندس ‪ ، Vitruvius‬حيث نحتت المدرجات‬
‫واألوركست ار واتخذت شكل نصف دائري من ‪ cavea grandstands‬في‬
‫التدرج من تل سان ألبين يبلغ قطر مقاعد المشاهدين حوالي ‪ 86‬متر (‪282‬‬
‫قدم)‪ .‬تنقسم المدرجات إلى ثالثة طوابق‪ :‬األعمق ‪22( ، ima cavea‬‬
‫صفوف) ‪ 5( cavea media‬صفوف) و ‪ ، summa cavea‬ويضم الصف‬
‫اء ويدعم صفوف المقاعد نظام‬
‫األول مقاعد للطبقات االجتماعية األكثر ثر ً‬
‫تسهل الوصول إلى المسرح‬
‫خارجيا ّ‬
‫ً‬ ‫بابا‬
‫معقد من األقواس واألقبية‪ -‬وهناك ‪ً 13‬‬
‫والدخول إليه‪ .‬األوركست ار هي مساحة نصف دائرية مرصوفة بالرخام األبيض‬
‫واألزرق مخصصة للجوقة‪ .‬محاطة بثالثة مستويات من الشرفات‪ ،‬ويفصلها‬

‫عن المدرجات حاجز رخامي‪ .‬في الجزء األمامي يوجد جدار منخفض مع‬
‫أقسام مستقيمة ومنحنية بالتناوب ويفصلها عن المسرح‪.‬‬
‫استخدم الحجر فى بناء األرضية وغطيت بعض المنصات بالخشب‪ .‬يوجد‬
‫بعض الثقوب في األرضية حيث كانت في العصور القديمة تخدم مواقع خلفية‬
‫ذات خلفية جذابة‪ ،‬وتتألف خشبة المسرح من قاعدة من األحجار المرصوفة‬
‫بالرخام األحمر ‪ ،‬والتي تقف عليها أعمدة كورنثية من الرخام ذي العروق‬
‫الزرقاء ذات قواعد بيضاء‪ .‬تدعم هذه األعمدة ‪ entablature‬مع ‪architrave‬‬
‫واألفاريز المزخرفة ‪ .‬كما يوجد حائط رخامي كبير يحيط بالجزء الخلفي من‬
‫خشبة المسرح ‪.scaenae‬‬

‫قطعة فسيفساء تصور أعمال هيراكليز اإلثنى عشر –القرن الثالث الميالدى‪-‬‬
‫تم العثور عليها في مدينة‪ – Liria (Valencia‬ومحفوظ في‬

‫‪National Archaeological Museum of Spain, Madrid‬‬

‫مشهد أسطورى النتصار باخوس على جزر الهند‬

‫التكنيك‪ :‬موزايكو بطريقة ‪opus tessellatum‬‬
‫المصدر‪Ecija :‬‬
‫الوصف‪ :‬يصور ديونيسوس في وضع الوقوف يرتدى خيتون نسائى ومربوط‬
‫من الخصر‪ ،‬ويحمل اللجام في يده اليسرى‪ ،‬والثيرسوس في اليد اليمنى؛ يرافقه‬
‫على العربة شاب عارى ربما يكون ‪ Ampelos‬يتقدم العربة أحد الساتير نصفه‬
‫العلوى عارى ويحمل عصا الراعى في يده اليسرى‪.‬‬
‫التأريخ‪ :‬القرن الثالث الميالدى‬

‫قائمة المراجع العربية واألجنبية‬

‫‪ -‬الناصري‪ ،‬سيد أحمد‪ ،‬تاريخ اإلمبراطورية الرومانية السياسي والحضاري‪،‬‬
‫الطبعة ‪ ،2‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪.1991 ،‬‬
‫‪ -‬بارندر‪ ،‬جفري ‪ ،‬المعتقدات الدينية لدى الشعوب‪ ،‬ترجمة‪ ،‬عبد الفتاح‪ ،‬إمام‬
‫ومكاوي‪ ،‬عبدالغفار‪ ،‬عالم المعرفة‪.1993 ،‬‬
‫‪-‬بيتي راديس‪ ،‬فتح بالد الغال (يوليوس قيصر)‪ ،‬ترجمة على زيتون‪ ،‬منشورات‬
‫دار عالء الدين‪.2007 ،‬‬
‫‪-‬رانيا زيدان‪ ،‬مشاهد تقديم القرابين في الفن الروماني خالل القرون الثالثة‬
‫األولى للميالد‪ ،‬رسالة دكتوراة‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية األداب‪ ،‬جامعة عين شمس‪،‬‬
‫‪.2017‬‬
‫‪ -‬رانيا زيدان‪ ،‬الشواهد األثرية على وجود العبادة اإليسية في والية بريطانيا‬
‫الرومانية‪ ،‬مجلة مركز الدراسات البردية والنقوش‪.2020 ،‬‬
‫عابدين‪ ،‬ياسر و فاكوش‪ ،‬عقبة‪ ،‬فيتروفيوس "الكتب العشرة في العمارة" الكتاب‬
‫السادس‪ ،‬المنازل الخاصة‪ ،‬جامعة دمشق‪.1997 ،‬‬
‫‪-‬عزيزة سعيد محمود‪ ،‬فن الواليات األوربية‪.1999 ،‬‬
‫‪ -‬عزيزة سعيد‪ ،‬النحت الروماني‪.2000 ،‬‬

"‫قسم األثار اليونانية – المستوى السابع‬ ‫الفن الروماني في الواليات األوربية‬
-:‫المراجع األجنبية‬
-Heing, Martin, The Art of Roman Britain, London:

(1994).
-MacCulloch, John, The Religion of the Ancient Celts,
Floating Press (2009).
-Fishwick, Duncan, Imperial Cults in the Latin West,
Studies of Ruler Cult of the Western Provenances of the
Roman Empire, Vol. 3, Leiden: Boston, Austin Publishing
(2002)
--Todd, Malcolm, A Companion to Roman Britain,
Blackwell, Oxford, 2004.
-Tomlin, Rso, Britannia Romana, Rome Inscription and
Roman Britain, Oxford, 2018.
--Ridgeway. Victoria, Roman Southwark’s Ritual
Landscape; a study of sacred places in a Roman urban
environment, Newcastle University, 2016.
J. M. Alvarez-Martinez, Mosaicos romanos de Merida,
nuevos hallazgos (Madrid 1990)
184 ‫ رانيا زيدان‬/‫د‬

"‫قسم األثار اليونانية – المستوى السابع‬ ‫الفن الروماني في الواليات األوربية‬
-P. Johnson, Romano-British Mosaics (Princes

Risborough 1982; second ed. 1995)
- Heing, Martin, The Art of Roman Britain, London:
(1994).
MacCulloch, John, The Religion of the Ancient Celts,
Floating Press (2009).
-:‫مواقع شبكة المعلومات الدولية‬
http://www.emersonkent.com/wars_and_battles_in_history/r
oman_britain.htm
https://www.theoi.com/
http://philipharland.com/greco -roman-associations/337-
dedication-of-a-temple-to-neptune-and-minerva.
https://www.jstor.org/
185 ‫ رانيا زيدان‬/‫د‬

اثري707-الفن الروماني في الولايات الأوربية-درانيا - 230724 - 120223

Uploaded by

Copyright:

Available Formats

You might also like

اثري707-الفن الروماني في الولايات الأوربية-درانيا - 230724 - 120223

Uploaded by

Document Information

Original Title

Copyright

Available Formats

Share this document

Share or Embed Document

Sharing Options

Did you find this document useful?

Is this content inappropriate?

Copyright:

Available Formats

اثري707-الفن الروماني في الولايات الأوربية-درانيا - 230724 - 120223

Uploaded by

Copyright:

Available Formats

‫قسم اآلثار‬

‫الفن الروماني يف الواليات األوربية‬

‫كود املقرر‪ /‬أثر ي ‪707‬‬

‫د‪ /‬رانيا سمير زيدان‬

‫‪1‬‬ ‫د‪ /‬رانيا زيدان‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫م‬

‫مقدمة حول المقرر والمستهدف‬

‫السمات العامة للعمارة الرومانية‬

‫‪23‬‬ ‫والية بريطانيا‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪84‬‬ ‫والية بالد الغال‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪120‬‬ ‫والية جرمانيا‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪150‬‬ ‫والية داكيا‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪169‬‬ ‫والية هسبانيا‬ ‫الفصل السادس‬

‫‪183‬‬ ‫مراجع عربية وأجنبية‬ ‫المراجع‬

‫‪2‬‬ ‫د‪ /‬رانيا زيدان‬

‫يتناول المقرر الفنون الرومانية في الواليات األوربية التابعة لإلمبراطورية‬

‫‪3‬‬ ‫د‪ /‬رانيا زيدان‬

‫‪4‬‬ ‫د‪ /‬رانيا زيدان‬

‫‪-‬أما عن محتوى المقرر فيقسم المحتوى إلى حوالي من ‪ 12‬إلى ‪ 14‬أسبوع‬

‫‪5‬‬ ‫د‪ /‬رانيا زيدان‬

‫يتناول الفصل األول السمات العامة للعمارة الرومانية في الواليات‪ ،‬وأهم‬

‫‪6‬‬ ‫د‪ /‬رانيا زيدان‬

‫السمات ا لعامة للعمارة الرومانية في الواليات‬

‫‪ 1-1‬تخطيط مدينة ‪Aoesta‬‬

‫‪7‬‬ ‫د‪ /‬رانيا زيدان‬

‫‪8‬‬ ‫د‪ /‬رانيا زيدان‬

‫السمات العامة للعمارة الرومانية في الواليات الغربية‪-:‬‬

‫‪ -‬العـــــقـــــــــد ‪ : Arch‬كان التطور في طريقة قطع الحجر نفسه؛ فبدال من‬

‫‪9‬‬ ‫د‪ /‬رانيا زيدان‬

‫‪10‬‬ ‫د‪ /‬رانيا زيدان‬

‫‪11‬‬ ‫د‪ /‬رانيا زيدان‬

‫‪ -‬كانت الحمامات العامة سمة معمارية هامة جدا(مركز مجتمعى في المدن‬

‫‪12‬‬ ‫د‪ /‬رانيا زيدان‬

‫تخطيط مدينة ‪Aosta‬‬

‫‪13‬‬ ‫د‪ /‬رانيا زيدان‬

‫قوس نصر أغسطس في سوسة‬

‫‪14‬‬ ‫د‪ /‬رانيا زيدان‬

‫‪ Entablature‬والتى تقترب من الطراز الدورى حيث أصبحت منفذة عبارة‬

‫‪15‬‬ ‫د‪ /‬رانيا زيدان‬

‫‪16‬‬ ‫د‪ /‬رانيا زيدان‬

‫تقدماً في مجال إنشاء الطرق البرية وتقنية بناء الجسور و ّ‬

‫‪17‬‬ ‫د‪ /‬رانيا زيدان‬

‫جسر الكانت ار فوق نهر تاجوس – إسبانيا‬

‫‪18‬‬ ‫د‪ /‬رانيا زيدان‬

‫قناة سيكوفيا – من إسبانيا‬

‫‪19‬‬ ‫د‪ /‬رانيا زيدان‬

‫ويالحظ أن القناة بنيت وفقاً للمبادئ التي وضعها المهندس الرومانى‬

‫‪-‬مسرح أورنج في فرنسا ‪-:‬‬

‫‪20‬‬ ‫د‪ /‬رانيا زيدان‬

‫نسبيا في الزخرفة والزينة ‪ ،‬إال أن الجدار المكون من ثالثة‬

‫‪21‬‬ ‫د‪ /‬رانيا زيدان‬

‫يالحظ أن خلفية خشبة المسرح ‪ ،frons scaenae‬هو السطح الوحيد‬

‫‪22‬‬ ‫د‪ /‬رانيا زيدان‬

‫‪ 7-1‬مقدمة تاريخية تتضمن الغزو الروماني لوالية بريطانيا‬

‫‪23‬‬ ‫د‪ /‬رانيا زيدان‬

‫سعى الرومان إلى ضم جزيرة بريطانيا إلى حوزتهم‪ ،‬ويرجع السبب‬

‫‪24‬‬ ‫د‪ /‬رانيا زيدان‬

‫‪25‬‬ ‫د‪ /‬رانيا زيدان‬