‫مثابرة‬

‫النبي أيوب‬
‫عليه السالم‬
‫‪‘ALAIHI SALAM‬‬
‫النبي أيوب عليه السالم هو ابن عش‬
‫بن إسحاق بن إبراهيم‪.‬‬

‫إيش مربي ثري في محافظة الشام‪.‬‬

‫عندما توفي والده‪ ،‬انتقلت جميع‬

‫ثروته إىل النبي أيوب عليه السالم‪.‬‬

‫النبي أيوب كان له ‪ 3‬زوجات‪ .‬واحد‬

‫منهم اسمه ستي رحمة‪.‬‬
 ‫أرسل هللا سبحانه وتعاىل النبي أيوب‬
‫ليبشر أهل حوران وتيه ‪ ،‬في إقليم‬
‫مسقط رأسه‪.‬‬

‫كان النبي أيوب معروفا بأنه شخص ذكي‬

‫ومهذب وحكيم وخيري ومفيد يحتاج إىل‬
‫مساعدته‪.‬‬

‫باإلضافة إىل ذلك ‪ ،‬طور أيضا مكانا‬

‫للراحة والعبادة للمسافرين‬
 ‫يجعل الشيطان حسودا‪ .‬أراد الشيطان أن‬
‫يغري النبي أيوب بالوقوع في الخطية‪.‬يواجه‬
‫الشيطان هللا سبحانه وتعاىل عىل الفور‬
‫ويطلب اإلذن الختبار صبر وطاعة النبي‬
‫أيوب‪ . .‬هللا سبحانه وتعاىل أيضا يلبي طلب‬
‫الشيطان‪.‬‬

‫ثم بدأ الشيطان في وضع خطط إلضعاف‬

‫النبي أيوب‪ .‬طرق مختلفة فعلها الشيطان‬
‫للتأكد من أن أيوب يرتكب خطيئة‪.‬‬

‫في وقت قصير ‪ ،‬بدأ الشيطان تصميمه ‪،‬‬

‫ماتت جميع ماشية النبي أيوب من مرض‬
‫غريب‪ ..‬احترق منزله فجأة‪.‬‬

‫لم يعد النبي أيوب قادرا عىل دفع رواتب‬

‫عماله‪ .‬كان عىل أيوب تسريح عماله‪ .‬أصبح‬
‫النبي أيوب وعائلته فقراء‪.‬‬
‫وبينما كان أيوب يصلي ‪ ،‬جاء الشيطان‬
‫ليحرضه ‪" ،‬يا أيوب ‪ ،‬لقد أحرق هللا‬
‫أموالك حتى أصبحت فقيرا‪.‬‬

‫هل تعبد كثيرا إذا أصبحت فقيرا؟ قال‪:‬‬

‫"حقا ‪ ،‬ما لدي لله سبحانه وتعاىل‪.‬‬

‫إذا شاء هللا أن يأخذها ‪ ،‬ما زلت ممتنا‪.‬‬

‫ألم يعطني هللا نعمة كبيرة منذ فترة‬
‫طويلة؟ ثم استمر النبي أيوب وعائلته‬
‫في أداء واجبهم في عبادة هللا سبحانه‬
‫وتعاىل‪.‬‬
 ‫جاء الشيطان مرة أخرى بخطة أخرى لزعزعة‬
‫اإليمان الذي كان لدى النبي أيوب وعائلته‪.‬‬

‫عندما اجتمع أبناء النبي أيوب في أحد بيوته ‪،‬‬

‫دمر الشيطان المنزل وقتل جميع أبناء أيوب‪.‬‬
‫‪.‬هذا جعل النبي أيوب وزوجته حزينين للغاية‬

‫ثم جاء الشيطان إىل أيوب وقال‪ :‬يا أيوب ‪،‬‬

‫أخذ هللا جميع أطفالك‪ .‬ماذا تقصد تعبده؟‬

‫لكن النبي أيوب ظل صابًر ا وقال‪" :‬إن أوالدي‬

‫لله"‪ .‬فإن شاء هللا لهم فهذا حقه‪ .‬سأظل‬
‫صابًر ا وممتًن ا له‪.‬‬
 ‫فشل الشيطان مرة أخرى‪ .‬لقد كان منزعًجا‬
‫بشكل متزايد‪ ،‬لكنه لم يفقد األمل في إغراء‬
‫النبي أيوب وزوجته‪.‬‬

‫وفي أحد األيام كان النبي أيوب يصلي‪ ،‬نفخ‬

‫الشيطان في أنف النبي أيوب وفمه فأصابه‬
‫بمرض جلدي‪ .‬وانتشر المرض في جسد النبي‬
‫أيوب‪ .‬وكان جسده مغطى ببقع الدم والقيح‬
‫والعديد من الديدان‪ .‬يوما بعد يوم مرض‬
‫النبي أيوب يزداد سوءا‪.‬‬

‫أخيًر ا استلقى النبي أيوب وأدى عبادته عىل‬

‫السرير‪ .‬يتم تلبية جميع احتياجاته من قبل‬
‫زوجته المخلصة‪.‬‬

‫في البداية‪ ،‬تعاطف الناس مع المعاناة التي‬

‫عاشها النبي أيوب‪ .‬ولكن‪ ،‬بسبب تفاقم‬
‫مرض النبي أيوب‪ ،‬بدأوا يبتعدون عنهم‪.‬‬
‫وحدها زوجته ستي رحمة كانت ترافق النبي‬
‫أيوب دائًم ا في أفراحه وأحزانه‪.‬‬
‫وفي أحد األيام‪ ،‬جاء الناس مملوءين بالغضب‪.‬‬
‫وطلبوا من النبي أيوب وزوجته مغادرة هذه‬
‫المنطقة‪ .‬ويخافون من انتشار المرض الذي‬
‫أصاب النبي أيوب‪.‬‬

‫وبحزن طلبت ستي رحمة من النبي أيوب أن‬

‫يغادر المكان‪ .‬في الواقع‪ ،‬أعطى النبي أيوب‬
‫الحرية لستي رحمة إذا أرادت أن تتركه‪ .‬لكن‬
‫ستي رحمة اختارت أن تظل وفية للنبي أيوب‪.‬‬

‫للحفاظ عىل حياتها مع النبي أيوب‪ ،‬كانت ستي‬

‫رحمة عىل استعداد لبيع مجوهراتها‪ .‬عندما‬
‫نفدت مجوهراتها‪ ،‬كانت ستي رحمة مستعدة‬
‫للعمل لتلبية احتياجاتها‪.‬‬

‫يوًم ا بعد يوم‪ ،‬كان مرض النبي أيوب الجلدي‬

‫يتفاقم‪ .‬ولم تتحمل ستي رحمة رؤية زوجها‬
‫يعاني أكثر فأكثر‪ .‬فقال‪ :‬يا زوجي لماذا ال تدعو‬
‫هللا بالشفاء؟ ال أستطيع تحمل رؤيتك في هذه‬
‫الحالة‪.‬‬
 ‫فأبى النبي أيوب قائًال ‪ :‬يا زوجتي إني أستحي‬
‫من هللا أن أطلب الشفاء وقد أنعم هللا علي‬
‫بصحة أطول من هذا المرض‪.‬‬

‫النبي أيوب ظل يعبد هللا رغم مرضه الشديد‪.‬‬

‫إن الشيطان يغضب من صبر النبي أيوب‪.‬‬
‫بحيله‪ ،‬أغرى الشيطان ستي رحمة بترك النبي‬
‫أيوب الذي بدا أنه لم يعد لديه أمل‪.‬‬

‫فكرت ستي رحمة في ترك النبي أيوب عندما‬

‫خرجت من المنزل لقضاء احتياجات زوجها‪.‬‬
‫وعندما نادى زوجته لم يسمع النبي أيوب إجابة‬
‫من زوجته‪ .‬وحاول االتصال عدة مرات‪ ،‬لكن‬
‫زوجته لم تكن في المنزل‪ .‬ظن النبي أيوب أن‬
‫زوجته تركته‪ .‬ووعده أنه إذا عادت زوجته‬
‫سيجلدها مائة جلدة‪ .‬ودعا النبي أيوب هللا‬
‫للشفاء‪ .‬فأعطاها هللا‪ ،‬وقال‪“ :‬اضرب عىل‬
‫األرض بقدميك”‬
‫ثم داس النبي أيوب عىل األرض بقدميه‪ .‬تخرج‬
‫مياه عذبة جًد ا‪ .‬ثم اغتسل النبي أيوب وشرب‬
‫الماء‪ .‬ولم يمض وقت طويل حتى شعر النبي‬
‫أيوب بصحة جيدة مرة أخرى‪ .‬لقد تم شفاء‬
‫المرض الجلدي الذي كان يعاني منه‪ ،‬حتى أن‬
‫وجهه يبدو أكثر وسامة ووسامة‪.‬‬

‫ولم يمض وقت طويل حتى عادت زوجته‬

‫وحاولت العثور عىل زوجها‪ .‬وكم اندهشت‬
‫زوجته لوجود رجل في منزلها ال تعرفه‪ .‬فسأل‪:‬‬
‫من أنت؟ “أين زوجي؟ ”أجاب النبي أيوب‪“ :‬أنا‬
‫زوجك‪ ،‬وقد شفى هللا مرضي”‪.‬‬
‫لم تصدق ستي رحمة ما رأت‪ .‬ومع ذلك فهي‬
‫سعيدة بوضع زوجها الحالي‪.‬‬

‫ثم ركضت وألقت بنفسها أمام زوجها لتعتذر‪.‬‬

‫لقد شعر بالذنب ألنه كان ينوي ترك النبي‬
‫أيوب‪.‬‬
 ‫لقد كافئ هللا النبي أيوب عىل صبره وثباته في‬
‫مواجهة التجارب‪ .‬ثم رد هللا جميع أموال النبي‬
‫أيوب بسبب إصراره عىل العمل‪.‬‬

‫عىل الرغم من أنه أصبح ثرًي ا مرة أخرى‪ ،‬إال أن‬

‫ًف‬
‫النبي أيوب كان ال يزال لطي ا ومفيًد ا‪ .‬وبصرف‬
‫النظر عن رد ثروته‪ ،‬فقد أعطى هللا للنبي أيوب‬
‫ًض‬
‫أي ا عدًد ا من األطفال الذين أصابتهم كارثة في‬
‫الماضي‪.‬‬

‫لقد كافئ هللا النبي أيوب عىل صبره وثباته في‬

‫مواجهة التجارب‪ .‬ثم رد هللا جميع أموال النبي‬
‫أيوب بسبب إصراره عىل العمل‪.‬‬

‫عىل الرغم من أنه أصبح ثرًي ا مرة أخرى‪ ،‬إال أن‬

‫ًف‬
‫النبي أيوب كان ال يزال لطي ا ومفيًد ا‪ .‬وبصرف‬
‫النظر عن رد ثروته‪ ،‬فقد أعطى هللا للنبي أيوب‬
‫ًض‬
‫أي ا عدًد ا من األطفال الذين أصابتهم كارثة في‬
‫الماضي‪.‬‬