Professional Documents
Culture Documents
ADAE4172
ADAE4172
docxواﺟﮭﺔ +ﻣﻘدﻣﺔ+ﻣﻠﺧص+اھداء+اﯾﺔ
.docxاﻟﻣﻘدﻣﺔ1
.docxاﻟﻣﺑﺣث-اﻟﻔﺻل اﻷول -اﻧواع اﻟﺗﻛﯾﯾف اﻟﺟزاﺋﻲ ا
- Copie.docxﻣﻠﺧص اﻟﻣﺑﺣث اﻻول -اﻟﻔﺻل اﻻول ﻣن اﻟﻘﺳم اﻻول
.docxﻣﻠﺧص اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ-اﻟﻔﺻل اﻻول ﻣن اﻟﻘﺳم اﻻول
.docxاﻟﻣﺑﺣث -اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ -.اﻻﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﯾﯾف اﻟﺟزاﺋﻲ
.docxﻣﻠﺧص اﻟﻔﺻل اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ -اﻻﻋﺗراﺿﺎت
.docxﻣﻠﺧص اﻟﻣﺑﺣث واﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻔﺻل اﻻول
.docxاﻟﻣﺑﺣث اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ -ﻧطﺎق اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﯾﯾف وﺗﻘدﯾره
.docxﻣﻠﺧص اﻟﻔﺻل اﻻول
).docxﻣﻠﺧص اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
.docxاﻟﻣﺑﺣث اﻟﻔﺻل اﻻول ﻗﻧوات اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﯾﯾف
.docxخـــاﺗمــــ6
.docxﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟمـــراﺟﻊ7.
.docxﻣﻼﺣﻖ 8
.rtfﻓﮭرس
وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
الحمد هلل رب العالمين الذي وفقني إلى انجاز هذا البحث ثم الشكر الجزيل
والتقدير الكبير لالستاذ المشرف الدكتور عبد الحفيظ طاشور الذي قبل االشراف
على هذا البحث وأْسدى الي التوجهات النافعة والمالحظات القيمة من خالل تتبعه
الرسالة من بدايتها الى نهايتها .
كما اتوجه بجزيل الشكر والتقدير للسادة اعضاء لجنة المناقشة في سبيل ما بذلوه
من عناية لدى تفحصهم لهذه الرسالة وقبولهم مناقشتها .
بالضياف خزاني.
المــلخــص
من ضمن معايير التكييف الجزائي التي إعتمدها الفقه يظهرالمعيار الثالثي لتقسيم
الجرائم وفق المادة 72عقوبات ،و لكن زاد المشرع على ذلك معايير أخرى تتحكم في وصف
الجرائم وهو معيارجسامة الجريمة وفق المادة 58من قانون العقوبات ،كما أخذ المشرع
بمعيارتعدد األوصاف والجرائم كذلك وفق المادتين 43و 47عقوبات على التوالي من خالل
إنعكاس الوصف الجزائي على العقوبة .
كما أن للتكييف الجزائي أنواع فمنه القضائي والتشريعي ،وتكييف للدعوى وآخر للواقعة
كما بين ذلك الفقه وأحكام القضاء تعليقا على نصوص القانون ،فإن كان تكييف الواقعة
يتماشى مع قواعد التكييف الجزائي المختلفة التي تعتبر بمثابة واجب على القاضي الجزائي في
إطار تكييف الواقعة ،وهو ما يعبر عنه باللغة الفرنسية (الحقائق) ، facts :وكذا في إطار
تكييف الفعل الذي يطلق عليه الفقه الفرنسي . fait :
وفي هذا اإلطار نرى أن إعتماد المادة 72إجراءات جزائية التي تغير وصف الجريمة
بإعمال الظروف المشددة يكرس تكييفات خاطئة ،فقد نادى الفقهاء بإلغاها ،وعملية التكييف
الجزائي على تعقيدها يعترضها عدة مسائل تؤثر في سيرالدعوى العمومية أهمها تعدد األفعال
واألوصاف المحتملة للفعل ،على أن هناك صورة أخطر تعترض تكييف الوقائع ،هي مسألة
التكييفات المحتملة ،وكل هذا يتم خرقا لحقوق الدفاع من خالل متابعة المتهم بأفعال أخرى
غير واردة في ملف الدعوى ،وان مسألة تنازع اإلختصاص السلبي بين القضاة تهربا من
الفصل في الدعوى فال حل له .
وأهم ما يمكن دراسته في موضوع التكييف الجزائي هي قواعده ،فمن حق المتهم تنبيهه عند
تعديل التكييف الجزائي المحالة به الدعوى ،ومنحه مهلة لتحضير دفاعه واستعانته بمحام
يباشر عنه اإلجراءات ،كما أن تعديل التكييف الجزائي له شروط منها التماثل بين الوقائع
وانطباقه على نفس الوقائع المتضمنة في الملف ،كما أننا نجد في التشريع المصري والفرنسي
إستثناءات على واجب المحكمة في التكييف وتعديله ،وهذا يخص جرائم الغش والصحافة ،
وال يوجد لدينا مثل هذا اآلمر.
إن مصادر التكييف الجزائي هي الوقائع التي لها أقسام فمنها الوقائع الطبيعية والوقائع
اإلرادية ،بجانبها نجد وقائع رئيسية معدلة أو منشئة آلثار جنائية تكفي وحدها إلنشاء آثار
جنائية ،والصنف الثاني منها هي -الوقائع التابعة للوقائع الرئيسية التي تحتاج إلى وقائع
أخرى إلنشاءها آثار جنائية ،كما أن هناك نوع آخر من الوقائع تخرج الفعل من نطاق
التكييف الجزائي يطلق عليها الوقائع السلبية ،والقاضي مضطر للتعامل مع كل هذه الوقائع
في تطبيقه للتكييف الجزائي وانزاله على وقائع الدعوى .
Résumé
إذا كان تطبيق التكييف القانوني إن القاضي الجزائي وفي صدد تطبيقه للنص
التجريمي يتقيد بمبدأ الشرعية الجزائية في إصباغ تكييف قانوني مالئم ،ما من شأنه منع
التدخل في سياسة التجريم ،غير انه في المجال العملي يالحظ أن هذا المبدأ ليس مطلقا.
وبناء على ذلك فإن ثبوت الواقعة ال يكفي للحكم باإلدانة ما لم تكن الواقعة مجرمة
قانونا لذا يعتبر التكييف وسيلة القاضي في إنزال القانون من الطابع المجرد الى الواقعة
فيلتقي الواقع بالقانون .
وقبل الخوض في تحديد ضابط التكييف القانوني للجرائم ،البد أن نعرج بصفة
وجيزة على معيار تقسيم الجرائم في التشريعات العقابية إذ أن األساس القانوني غير موحد
فيما يخص االثار العملية سوءا كانت آثار إجرائية :كقواعد االختصاص الجزائية ،أو
مسألة طرق الطعن في األحكام و تقادم الدعوى الجزائية أو كانت اثارا موضوعية
كالشروع أو االشتراك أو العود أو رد االعتبار .
و يمكن استخالص أن الوصف القانوني ما هو إال عالقة بين الوقائع الغير طبيعية
المكونة للفعل االجتماعي من جهة ،والنص القانوني من جهة أخرى ،فمجرد دخول الفعل
دائرة األوصاف الجنائية يسبغ عليه وصف الجريمة وخروجه عنها ينفي عنه هذا الوصف
وال تقتصر عملية التكييف القانوني على جهة االتهام أو التحقيق طبقا للمادة 891من قانون
االجراءات الجزائية ،بل تمتد لجهة الحكم أيضا وذلك ألن تكييف جهة االتهام أوالتحقيق ما
هو إال إفصاح عن وجهة نظرها.
وبالتالي ال يحول هذا التكييف األولي منع المحكمة من تعديله متى رأت أن ترد
الواقعة بعد تمحيصها بإعمال التكييف القانوني السليم مادام تصرفها ال يؤدي لتغيير التهمة
ذاتها ،كما أن جهة االتهام أو التحقيق ال تفصل في مسؤولية المتهم فهي ال تستبد بالتكييف
النهائي للجريمة الذي خص به المشرع قضاء الحكم الذي يوفر ضمانات العالنية والشفوية
وبالتالي ف سلطة القاضي الجزائي في فحص الوصف القانوني لألفعال ليس حقا له بل واجبا
أ
عليه ، 1و يراد بالتكييف القانوني للجريمة عموما ردها لفصيلتها العامة :جناية أو جنحة أو
مخالفة ،بينما يقصد بالتكييف القانوني للواقعة هو تحديد موضعها من بين الوقائع التي
تشترك معها في االسم القانوني الواحد
وأهمية هذا الموضوع سوف نسعى لتحديد معنى التكييف القانوني وما يرتبه من
آثار يرتبط بعضها بأثر الوقائع والظروف على تكييف الجريمة ،ويرتبط بعضها اآلخر
بالقواعد الموضوعية واإلجرائية المتصلة بالواقعة محل التكييف هذا من جهة ،ومن جهة
أخرى فإن تطبيق التكييف الجزائي يقودنا للتساؤل عن مدى عالقة التكييف الجزائي بحقوق
الدفاع أهمهم أطراف الدعوى الجزائية .
وإذا نظرنا من جهة القاضي فهو ملزم بالحكم في النزاع المعروض عليه وفي
سبيل ذلك ابتكر الفكر القانوني " مفتاح قانوني" سمي التكييف الذي يتطلب لقيامه شرطين
فاألول يتمثل في الواقعة المجردة التي لها خصائص معينة يرتب عليها القانون أثرا معينا
وهذا الشرط هو من عمل المشرع الذي مجرد إضفاءه وصفا معين على واقعة ما فإنه ينشأ
هذا النوع من التكييف ، 2أما الشرط الثاني فهو أن يكشف القاضي بأن الواقعة المعروضة
عليه لها خصائص الواقعة المجردة التي أضفى عليها المشرع تكييفا معينا ،فيكون دوره في
هذا الشأن كاشف ألنه يتمثل في أن الخصائص التي يتطلبها المشرع في الواقعة المجردة قد
3
توفرت في الواقعة المعروضة عليه.
أما إذا نظرنا إليه من جهة المتهم ،فتظهر هذه العالقة في صورة تمسكه بالتكييف
االخف للواقعة وتأثير ذلك على نوع العقوبة وهو ما نوضحه في موضوع أثار التكييف
الجزائي ،وقد تكون مصلحة المتهم في إبقاء التكييف المتطلب شرط دخيل على أركان
- 1الشواريب (عبد احلميد) ،سلطة احملكمة اجلنائية يف تكييف وتعديل وتغيري وصف اإلهتام يف الفقه والقضاء ،منشأة املعارف
األسكندرية ،9191 ،ص 18
- 2القبالوي (حممد عبد ربه حممد) ،التكييف يف املواد اجلنائية ،دراسة مقارنة ،دار الفكر اجلامعي ،مصر ،ط ،1002ص81
بتصرف قليل
- 3سرور (أمحد فتحي) ،النقض يف املواد اجلنائية ،دار النهظة العربية القاهرة ، 8991 ،ص .188
ب
الجريمة ولو كان التكييف الجديد يحمل عقوبة أشد كأن تكيف سرقة اإلبن لمال أبيه بالسرقة
ال بإنتهاك حرمة منزل ،ألن التكييف الثاني يجعل اإلتهام حكرا على النيابة العامة وحدها .
أما بالنسبة للمجني عليه ،فمن مصلحته أن تكيف الواقعة بالوصف األشد دون
سواه ،فهل هذه القاعدة تسري على إجراء اإلدعاء المباشر الذي ال يطبق في الجنايات ؟.
و يظهر تأثير التكييف الجزائي على مصلحة الخصوم في صورة التجنيح الشرعي
للجرائم ،فقد تكون من مصلحة المضرور (المجني عليه) أحيانا أن تكيف الواقعة بالجنحة
أوالمخالفة بدل الجناية حتى تقبل شكواه أمام النيابة العامة دون أن تمر على التحقيق الذي
هو وجوبي في الجنايات طبقا للمادة 66من قانون اإلجراءات الجزائية وهذا ما تحققه
صورة التجنيح التشريعي والقضائي ،فاألمر غير مختلف عن القاعدة العامة.
ويعدً القاضي المكيف هو المحور األساسي في دائرة التكييف الجزائي لما ينفرد به
من سلطات واسعة يبسطها على الدعوى العمومية في جميع مراحلها ومن بين هذه المراحل
عملية التكييف الجزائي ،فيتأثر التكييف الجزائي بالنظام العام فيما يتعلق بمسألة تحديد
اإلختصاص في نظر الدعوى العمومية ،فالدفع بعدم اإلختصاص بأنواعه يعدً من النظام
العام ،وكذلك األمر في حالة الدفع بسبق الفصل في الدعوى فال يجوز التصدي للدعوى من
جديد بعد سبق الفصل فيها وهو دفع من النظام العام أيضا ،كما يتأثر التكييف القانوني
بالخطأ في القانون من حيث إعتبار الخطأ في التكييف موجبا للنقض على أساس الخطأ في
القانون .
و لم نجد لدى الفقه الجزائي دراسة وافية لموضوع التكييف الجزائي إال ما ورد
تحت تسمية ضمانات المتهم في مرحلة المحاكمة ،أو بعنوان الدفوع في المواد الجزائية أو
ما كان عبارة عن نقل وتصفيف الجتهادات قضائية تخدم الموضوع ،كما جاء إجتهاد
المحكمة العليا في هذا المجال قليال ومتناقضا ،وبعد البحث إستطعت حصر بعض المراجع
التي تخدم الموضوع وال غرابة في أن تكون أغلبها من الفقه المقارن للسبق في هذه المجال
لذا يكون المجال الطبيعي للدراسة هو قضاء النقض المقارن كجهة مقومة لإلجتهاد القضائي
وذلك إلستخراج موقف القضاء الجزائري من مسألة التكييف الجزائي .
ج
ومن خالل اإلطالع على مسار هذه القرارات القضائية واالراء الفقهية في هذا
المجال ،صادفتنا عدة إشكاليات يتعلق بعضها باآلثار المختلفة للتكييف الجزائي ،والنطاق
الذي يتم فيه ؟ ،و يتعلق االخر بمسألة صاحب الحق في تكييف الوقائع والقواعد التي تحكم
هذا التكييف ومدى صالحية القاضي في استبعاد النص خدمة للشرعية ،ثم ما هي حدود و
ضوابط التكييف القانوني و الرقابة عليه ؟ .
إن مناقشة هذه اإلشكاليات يمكننا من معرفة عناصر التكييف الجزائي وما يترتب
عليه من اثار موضوعية أو إجرائية ،تغطي هذه الدراسة ،فيكون الهدف الرئيسي للدراسة
هو إرشاد القاضي الجزائي للتطبيق السليم للقانون ،وتبيان حدود وضوابط سلطته التقديرية
ألن مسار التكييف الجزائي له عالقة بالنيابة العامة .
كما تهدف هذه الدراسة إلى تحليل ومناقشة عنصر التكييف الجزائي في إطار منهج
االستدالل القانوني وهي قواعد القانون الجزائي بدل إخضاعه لمنهج االستدالل المنطقي
والذي يتم عن طريق وسيلة التجنيح القضائي ،وهذا يطرح مسألة ما يعرف بالتحديد
الواقعي لألثر القانوني للجريمة .
ومن خالل هذا التمهيد نناقش اإلشكالية التالية :هل أن أساس التكييف الجزائي
يتعلق بالوقائع أم بالقانون ؟
في إطار تحليل الموضوع اتبعنا المنهج الوصفي واالستقرائي عموما ،وهما
المالئمان لهذا النوع من الدراسة ،دون أن ننفي استعانتنا بباقي المناهج األخرى ومنها
المنهج اإلستنتاجي عند إستنتاج موقف القضاء الجزائي الجزائري وإقتباس الحلول القضائية
حول تطبيق القوانين المقارنة سيما الفرنسية أو المصرية منها لمواد قانونية وقرارات
قضائية وتحليلها.
وقد حصرنا موضوع دراسة التكييف الجزائي في التقسيم والتبويب االتي :
القسم االول :صورالتكييف الجزائي والقواعد العامة في إعماله .
الفصل االول :صورالتكييف الجزائي و اثاره ،والفصل الثاني :االعتراضات التي تواجه
عملية التكييف الجزائي
القسم الثـاني :قواعد التكييف والرقابة عليه ،في الفصل االول :القواعد العامة التي تحكم
التكييف الجزائي ،والفصل الثاني :اليات الرقابة على التكييف الجزائي.
د
القسم االول :صور التكييف الجزائي واالعتراضات التي تواجهه
بداية نالحظ أن تطبيق التكييف الجزائي يكون من خالل النصوص القانونية الحاملة
للتكييف الجزائي ،أو من خالل القضاء .
فمن ناحية القانون الجزائي الجزائري ،نجد أن النصوص التشريعية خلت من ذكر مصطلح
التكييف إال ما جاء ذكره تحت تسمية الوصف الجزائي ،كما ورد في المادة 37من قانون
اإلجراءات الجزائية ،والمادة 73من قانون العقوبات والمادة 77و 5و 73من قانون
العقوبات ،وذلك على غرار ما ورد في التشريعين الفرنسي والمصري من إشارة للتكييف
الجزائي صراحة ،فإذ نظرنا لنص المادة 753 :من قانون اإلجراءات الجزائية الفرنسي
نجده قد خال من إيراد تعريف للتكييف القانوني ،فما هو الحال بالنسبة للتشريع الجزائي
الجزائري ؟ .
ونجد مثاال لذلك في جريمة السرقة بإضافة ظرفين لها حسب المادة 757من قانون
العقوبات يرتقي بها المشرع إلى مصاف الجناية ،وكذلك المادتين 393و 391من قانون
االجراءات الجزائية ،فقد تضمنتا إشارة للتكييف القانوني للجريمة و ليس االسم القانوني لها
والذي هو وصف الجريمة ،فيمكن القول مسار التشريع الجزائري بالنسبة لموضوع التكييف
الجزائي قد ربط مصطلح وصف التجريم أو التكييف الجزائي بالواقعة المرتكبة ،وعليه
سنعالج في هذا الموضوع صور التكييف الجزائي وآثاره (الفصل األول) ،ثم ندرس
االعتراضات التي تواجه التكييف الجزائي (الفصل الثاني) ،نركز فيه على إشكالية
التجنيح القضائي ،واالشكاالت العملية التي يثيرها تصحيح الخطأ الوارد على القانون
ودراسة مسألة تنازع القوانين تبعا للتقسيم الذي إتبعه الفقهاء .
10
الفصل األول :صور التكييف الجزائي وآثاره
-7 +1ومثاهلا ما جاء يف القرارين حملكمة النقض الفرنسية الذي أعاد تكييف اجلرمية جلناية بتوافر ظرف التعدد ،وإبضافة ظرف
الليل تصبح جناية ،انظر:
-Cass.crim.22-12-1970.Bull.crim.n348 / Cass.crim.7-12-1954.Bull.crim.n375.
Cass. crim.12-5, 1970.Bull.crim.n160 --regard :
- Jean Pradel: - droit pénal général, en collaboration avec andré Varinard; Grands
arrêts du droit pénal général .3 Ed. Dalloz. 2001.n44.
- 2انظر قرار الغرفة اجلنائية رقم ،10قرار ، 0191-10-10ملف ، 013.09اجمللة القضائية ،0111-0ص00.
11
المنهية للوصف الجنائي ،كما ندرس عنصر التكييف السلبي واإليجابي ،إذ أن التكييف
الجزائي يجرى أمام جهة قضاء الحكم أو اإلحالة ،أما في(المبحث الثاني ) فندرس االثار
المترتبة عن التكييف الجزائي ،سواء االجرائية أوالموضوعية ،ومنها مسألة ضمانات
التحقيق القضائي ،ومسألة الطعن في الحكم الوارد على الخطا في القانون ومن االثار
الموضوعية ،مسألة اثار العقوبة وسقوط الحق المدني وإجراءات كل من الدعوى المدنية
التبعية .
هناك عدة معايير لتقسيم الجرائم ،ويمكن إجماال حصر ما ذهب إليه الفقه إلى
معيارين - :حسب خطورتها :إلى جنايات ،جنح ،مخالفات حسب نص المادة 73من
قانون العقوبات ،ومن ثمة فإن المعيار الذي إستند إليه المشرعون في التكييف القانوني
للجرائم هو تقسيمها بحسب جسامتها إلى جنايات ،وجنح ،ومخالفات ،فيبين هذا المعيار
طبيعة كل منها وبذلك يتحدد ضابط التكييف القانوني في اطار هذه األنواع الثالثة من
الجرائم ،1لكن وإذا ما حكم في نوع معين من الجرائم بعقوبة مقررة لنوع اخر منها ،فهنا
نكون أمام معيار تكييف اخر ،وهذا يطرح اشكال هام ،فهل العبرة بالعقوبة التشريعية أم
القضائية في ضابط التكييف الجزائي ؟ .
- 1أنظر يف دلك بتفصيل :جنيب (حسين حممد ) ،شرح قانون العقوابت القسم العام ،دار النهضة العربية ط( ،7بال اتريخ)
ص , 51مشار إليه يف مؤلف . :القبالوي (حممد عبد ربه) ،التكييف يف املواد اجلنائية ،دراسة مقارنة دار الفكر اجلامعي،
ط ، 3002ص73
12
إن مسألة الفرز بين أنواع التكييف الجزائي تخلّف آثارا على الحكم الجنائي ،فيتعين
على القاضي اإلشارة في حكمه لنوعي التكييف ،فقد يتفق تكييفه مع تكييف الشارع ،وقد
يختلف عنه فيكون محال للتصويب ،سواء من جانب المحكمة األعلى درجة ،أو محكمة
النقض 1وقد إتجه الفقه الفرنسي إلى تفرقة التكييف الجزائي إلى عدة صور. 2
فمن حيث موضوعه إلى تكييف للواقعة و آخر للجريمة ،وهنا نتسائل عن موقف الفقه
و التشريع اإلسالمي في هذا الموضوع ؟ ،أما من حيث مصدره ،فينقسم إلى تكييف
تشريعي و آخر قضائي ،و في هذا اإلطار يكون التقسيم األنسب لهذا الفصل بدراسة ضوابط
التكييف الجزائي (المطلب االول ) ،ومسألة التكييف السلبي وااليجابي في (المطلب الثاني)
ثم أخص الموضوع بدراسة المعيار االقتصادي في تكييف الجرائم الجمركية .
إن تقسيم الجرائم يثير إشكالية هامة تتعلق بالضابط المتعمد في التكييف الجزائي وفقا
3
للمعيار الثالثي لتقسيم الجرائم ؟ .
-القبالوي (محمود عبد ربه) ،التكييف في المواد الجنائية ،مرجع سابق ،ص.65 1
- 2سويلم (محمد علي) ،التكييف في المواد الجنائية (دراسات تحليلية ،تأصيلية ،وتطبيقية مقارنة بآراء الفقه ،وأحدث
أحكام محكمة النقض) ،دار المطبوعات الجامعية باإلسكندرية ط ، 7335 ،ص 36
- 3وهذا املوقف يتماشى مع ما ذهب إليه القضاء الفرنسي"إن األسباب املخففة يف حال اعتمادها من قبل احملكمة تؤدي إىل
ختفيض العقوبة ال إىل املساس ابلوصف القانوين للجرم الذي يبقى اثبتا :
-STEFANI (G) et LEVASSEUR (G), Droit pénal général,Précis, Dalloz,. 12 et
10ième et 13ième édition, Paris, 1978. p.232.
وللقضاء السوري موقف أكثر شرعية ملخصه انه ":إذا كان التخفيف ألسباب قانونية معفية من العقاب فهذا يؤدي إىل تغري
وصف اجلرمية يف حني لو كان التخفيف ألسباب تقديرية فهذا ال يؤثر يف وصف اجلرمية " ،انظر :
13
أجاب الفقه عن هذا األمر بقوله :إن العبرة بتكييف الواقعة في القانون الموضوعي هي
طبقا للعقوبة القانونية دون العقوبة المحكوم بها ،ما معناه أن ال تأثير للظروف على التكييف
،وهذا التصنيف لم يلقى تأييدا كامال من الفقه ،فقد إنتقد كونه نظري ال يتفق مع الواقع ،
ففي جرائم المخدرات تصل عقوبة الجنحة إلى 33سنوات حبس ،وكما في جرائم التهريب ،
من خالل المادة 37من قانون 35/36الذي تم تشديد العقوبة فيه لتصل إلى 73سنة ،ومع
ذلك تظل جنحة مع أنها معاقبة بحد الجناية فاقترحوا معيارا بديال عن ذلك وهو:
وصف العقوبة بالحبس أو السجن : 1وقد انتقد هذا المعيار إلعتداده بالركن المعنوي فقسم
الجرائم إلى :جنح وجنايات دون المخالفات .
و بالعكس من ذلك فعديد الجنح في قانون 35/36وقانون... 3/91ال يعتد فيها
بالركن المعنوي إطالقا ،كما هو الحال في بعض المخالفات ،لكن كما اشرت مسبقا فقد
عالج المشرع في المادة 71من قانون اإلجراءات الجزائية المشكل ،وقد ساير القضاء
الجزائي الجزائري في قراراته المستجدة الحل الوارد هذه المادة ، 2إذ إعتدت محكمة
-العوجي (مصطفى) ،القانون اجلنائي ،منشورات احلليب احلقوقية ،طبعة ، 0110ص ، 001وحنن ابالعتداد هبذه املادة
لضبط ساسة التجنيح ،فاألعذار القانونية يف الفقه هي :الوقائع احملددة قانوان واليت من شاهنا إعفاء اجملرم من العقاب أو ختفيفه
عنه ابلرغم من إبقائها على اجلرمية واملسؤولية"..انظر:
- Jean-René Garraud ;Traité théorique et pratique d'instruction criminelle et de
procédure pénale . 1909.tome dexieme.no537.p.723
- 1ولكن مل تتقيد املواد بذلك فبفعل املادة 3.ق ع اليت متكن من النزول ابلعقوبة إىل سنة واحدة حبسا يف اجلناية املعاقبة بـ
من 3إىل 01سنوات سجن ،إضافة إىل أخطاء الرتمجة بني النصني الفرنسي والعريب كما يف املادة 9.عقوابت اليت تعاقب
ب (من 0إىل 3سنوات سجن) ،املادة 97من قانون العقوابت اليت تعاقب مبن ( 01-3سنوات سجن) ،و املادة ..9
مكرر 0عقوابت (من 0إىل 3سنوات سجن) ،لتفصيل ذلك انظر :
-جندي( عبد املالك )،املوسوعة اجلنائية ،جزء اثلث ،دار العلم للجميع ،بريوت لبنان ،طبعة ، 0111ص 00
- 2انظر قرارا احملكمة العليا 011.-01-7 :ملف رقم .711.االجتهاد القضائي ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،ص1.
،وقرار ، 0119-3-09ملف رقم ، 090171اجمللة القضائية ،0-0119ص.01.
14
النقض عندنا بالحد األقصى المقرر للجريمة مسايرة الفقه بدوره ايضا بصرف النظر عما
1
يحكم به القاضي من عقوبة .
كما قضت محكمة النقض المصرية ،بأن العبرة بالتكييف الذي اعتمده الحكم عند
تعديل تكييف الجريمة بمعرفة قضاء الحكم في نطاق المادة 731من قانون االجراءات
الجزائية المصري ،2فما هو موقف القضاء الجزائري عندنا ؟ ،اوضح هذا الموقف في
النقاط ادناه ،بالتالي فإن ضابط التكييف أو معياره ال يتحدد بجسامة الجريمة فقط كما هو
األمر بالنسبة للقضاء الفرنسي والمصري ،فالحال عندنا أن التكييف يتحدد بثالث معايير أو
ضوابط ،لذا اتعرض في هذا المطلب الى :لموضوع فصل عناصر التكييف الجزائي
(الفرع األول ) ،ثم أعرج على معيار التكييف الجزائي الحامل لتعدد الوقائع تبعا لوحدة او
تعدد النصوص (الفرع الثاني) والتي يتحكم فيها مدى جسامة الجريمة وتكييف الواقعة ،ثم
اتطرق الى انواع الوقائع المجرمة معدلة او منهية للوصف الجنائي كل هذا يكون موضوع
(الفرع الثالث ).
للتكييف القانوني حكم خاص فقاضي الموضوع حين يتصدى لهذا الوصف يكون له
طبقا للقانون سلطة إبقاءه أو تعديله وفقا لما يتراء له أنه التطبيق السليم لنصوص القانون
3
وسلطة القاضي الجزائي في فحص الوصف القانوني لألفعال ليس حقا له بل واجبا عليه.
والمقصود بالتكييف القانوني للجريمة هو ردها لفصيلتها سواء جناية ،جنحة ،مخالفة
بينما يقصد بالتكييف القانوني للواقعة تحديد موضعها من بين الوقائع التي تشترك معها في
- 1قرار الغرفة اجلنائية األوىل يف 0191-0-0ملف رقم ، 01.09اجمللة القضائية لسنة ، 0-0111ص.00.
- 2سويلم (حممد علي) ،مرجع سابق ،ص . .0.
- 3الشواريب( عبد احلميد) ،سلطة احملكمة ،مرجع سابق ،ص .73
15
اإلسم القانوني الواحد ، 1والتكييف الجزائي يفترض أنه إذا طرحت الواقعة طرحا صحيحا
على القاضي الجنائي ،تعين عليه الفصل فيها بحكم القانون ،واألساس القانوني للتكييف
هو حكم المادة 33من قانون العقوبات التي تنص على أن " ال جريمة وال عقوبة بغير
قانون" ،بهذا كان التكييف الجزائي عمال ملزما للقاضي فيكون من واجبه الفصل في
الدعوى وإال كان منكرا للعدالة ، 2وعليه نتناول معنى التكييف الجزائي في (الفقرة االولى
)ثم بيان عناصر التكييف الجزائي ،ثم أبين عناصر التكييف الجزائي في( الفقرة الثانية ).
- 1سالمة مأمون ،اإلجراءات اجلنائية يف التشريع املصري ،دار النهضة العربية 3997ج ،7ص .351
-حسين حممود جنيب ،قوة احلكم اجلنائي يف إهناء الدعوى اجلنائية ،دار النهضة العربية ،طبعة رقم ،10سنة 0199 2
ص.731
- 3حسين حممود جنيب ،قوة احلكم اجلنائي يف إهناء الدعوى اجلنائية ،مرجع سابق ،ص.773
18
1
،فالسرقة مثال هي إسم قانوني القانوني للجريمة والذي هو أعم من التكييف القانوني لها
فمنها ما يكيف بسرقة من خادم باألجرة أو سرقة بالليل أو باإلكراه و كل منها ذو تكييف
قانوني متميز ،و لذا ذهب رأي في الفقه المصري إلى أن المراد بالتكييف القانوني للجريمة
2
،أما بالنسبة للتكييف هو منزلتها في التقسيم الثالثي للجرائم ،جناية ،جنحة أو مخالفة
القانوني في قانون اإلجراءات الجزائية ،فقد إستعمل الشارع هذا التعبير ـ التكييف ـ في
نص المادة 731من قانون اإلجراءات الجزائية المصري ،والتي تجيز للمحكمة أن تغيّر
في حكمها الوصف القانوني للفعل المسند إلى المتهم ....ويبدو واضحا إختالف هذا المعنى
عن المعنى الذي يقرره قانون العقوبات ،فهو أوسع نطاقا ألنه يتضمن تحديد الموضع
القانوني للجريمة بكل تفاصيله ، 3فما هو الحال بالنسبة للتشريع الجزائي الجزائري ؟ .
أما بالنسبة لورود مصطلح التكييف في قانون اإلجراءات الجزائية ،فقد عبر المشرع
عن هذا المعنى بتعبير وصف الجريمة من خالل نص المادة 37من قانون اإلجراءات
الجزائية حيث ورد تعبير التكييف تحت تسمية وصف الجريمة ،والذي كما أشار إليه
الدكتور محمود نجيب حسني أع ّم وأشمل من التكييف القانوني للجريمة ،فهو يمثل إسمها
القانوني ،وكذلك المادتين 393و 391من قانون االجراءات الجزائية ،فقد تضمنتا إشارة
للتكييف القانوني للجريمة و ليس االسم القانوني لها ـ والذي هو وصف الجريمة ،فيمكن
القول مسار التشريع الجزائري بالنسبة لموضوع التكييف الجزائي قد ربط مصطلح وصف
التجريم أو التكييف الجزائي بالواقعة المرتكبة ،ونجد مثاال لذلك في جريمة السرقة بإضافة
ظرفين لها حسب المادة 757من قانون العقوبات يرتقي بها المشرع إلى مصاف الجناية أو
ما جاء ذكره في المادة 33من قانون اإلجراءات الجزائية التي تربط حالة التلبس بظرفي
التزامن وأثر الجريمة ،وهذا يؤكد ربط مفهوم التكييف الجزائي بالواقعة اإلجرامية
- 1حسين حممود جنيب ،قوة احلكم اجلنائي يف إهناء الدعوى اجلنائية ،مرجع سابق ،.ص 733وبعدها .
- 2حسين حممود جنيب ،قوة احلكم اجلنائي يف إهناء الدعوى اجلنائية ،مرجع سابق ،ص733
- 3حسين حممود جنيب ،قوة احلكم اجلنائي يف إهناء الدعوى اجلنائية ،دار النهضة العربية ،ط ،3933 7نبد 333ص.731
19
المرتكبة ،وتارة ربطت المواد وصف الجريمة بنوعية ومقدار العقوبة كما في المادة767
إجراءات جزائية .
أما بالنسبة للتحديد القضائي لمفهوم التكييف الجزائي ،فيالحظ أنه تندر األحكام
القضائية التي توضح مفهوم التكييف القانوني ،أوقد يغلب عليها االكتفاء بذكر القاعدة
القانونية فقط وهي أن التكييف القانوني واجب على المحكمة ،ويوضح ذلك حكم لمحكمة
النقض المصرية الذي ورد فيه " أنه إذا كانت محكمة الجنح ال يجوز لها البت في غير
الوقائع التي طرحت عليها فإن لها تقدير هذه الوقائع في عالقتها بجميع النصوص القانونية
وردّها إلى تكييفها القانوني الصحيح ، 1والمحكمة ليست مقيدة بتكييف جهة االتهام وكذا
فبإستقراء أحكام محكمة النقض نجد أن بعض أحكامها قد تصدّت لتعريف التكييف القانوني
للواقعة ،هذه األحكام ذهبت إلى أن التكييف القانوني للواقعة يعني مجرد ردها إلى أصل
من نصوص القانون الواجب التطبيق ،2فما الحال عليه في القضاء الجزائي الجزائري ؟ .
لم يكن القضاء عندنا أحسن حاال من القضاء المصري إذ ندرت أحكام القضاء من
دراسة موضوع التكييف الجزائي ،عدا إسقاطه مباشرة على وقائع الحكم المنقوض ،وفي
هذا الصدد فقد جاء في بعض قرارات المحكمة العليا اإلشارة للتكييف الجزائي دون تحديد
مفهومه ومن هذه اإلشارات أنه " :إذا تضمن نص المادة 391من قانون اإلجراءات
الجزائية ضرورة تض ّمن حكم اإلحالة بيان الوقائع موضوع اإلتهام ووصفها القانوني و إال
كان باطال فإن المشرع إعتبر هذه البيانات من اإلجراءات الجوهرية ومن النظام العام و
رتب جزاء البطالن على مخالفتها ،فإذا كان قرار غرفة االتهام خاليا من هذه البيانات
الجوهرية واعتمد عليه في حكم محكمة الجنايات رغم كون منطوقه ال يتضمن أية واقعة و
-قرار للمحكمة العليا رقم 758137مؤرخ يف , 3913/37/33مشار إليه يف :اجمللة القضائية,للمحكمة العليا ,عدد 1
بصدد تحديد النص الواجب التطبيق على الفعل ، 2من بين األفعال التي تشترك في
نفس اإلسم القانوني الواحد ،فأول ما يواجهه القاضي هو تكييف الواقعة ،ثم تكييف الجريمة
ونعني به تصنيف الجريمة في إطار التقسيم الثالثي للجرائم ، 3 .وعليه يكون
موضوع دراستي لهذا العنصر الوارد في هذا الفرع إلى االتي :
معيار تعدد الوقائع تبعا لوحدة أو تعدد الوقائع والنصوص في( الفقرة االولى) ،ودراسة
تكييف الواقعة وتكييف الجريمة من خالل (الفقرة الثانية) ،ثم اترك (الفقرة االخيرة )
للتفرقة بين النوعين من التكييف الجنائي .
- 1قرار رقم 76 ،665 :يف ،3913/37/75القسم األول ،غرفة جنائية اثنية ،جملة قضائية للمحكمة العليا ،عدد ()37
سنة ،3919ص .737
- 2قرار يف ،3911/33/35 :القسم األول ،غرفة جنائية ( ،)37طعن رقم ،33 ،593جملة قضائية للمحكمة العليا عدد
( )37سنة ، 3993عن قسم املستندات والنشر ,الديوان الوطين لألشغال الرتبوية ,ص .713
- 3قرار صادر يف ,3913/36/33 :للغرفة اجلنائية الثانية ,مشار إليه يف :بغدادي جياليل ،االجتهاد القضائي يف املواد
اجلنائية ،اجلزء األول ،املؤسسة الوطنية لالتصال والنشر واإلشهار ،وحدة الطباعة ابلرويبة ،اجلزائر ط ، 3916ص.773
- 4قرار مؤرخ يف 0110/00/00رقم CD ،.30 :مصدر سابق.
23
وتطبيقا لهذا المبدأ قضى بأنه إذا تعددت الوقائع وكانت كل واحدة منها تكون جريمة
مستقلة بذاتها وحصلت متابعتها معا أمام جهة قضائية واحدة طبقا لمقتضيات المادة 73من
قانون إ ج غير أن هذه الجهة فصلت في إحداها وسهت عن الفصل في األخرى فإن ذلك ال
1
يمنع من رفع الدعوى مرة ثانية عن الوقائع التي وقع السهو عن الحكم فيها.
تطبيقا للتفرقة بين تكييف الواقعة وتكييف الجريمة فإن إختالس أموال عمومية يعتبر
سرقة في القطاع العام ،ويستوجب عقوبة السجن المؤبد ،فواقعة إختالس المال تكيّف سرقة
،وكونها واقعة في القطاع العام تعتبر إختالس أموال عمومية معاقب عليه بالسجن ،يكيّف
بجناية ،فأساس التفرقة بين النوعين من التكييف :يعتمد على وصف الواقعة باإلعتماد على
2
عنصرين:
فأوال تكييف الجريمة ،وهو إطالق إسم خاص على الجريمة مثال (سرقة ،نصب )...في
إطار التقسيم الثالثي للجرائم حسب المادة 73من قانون العقوبات ،وكذا إدراجها في عائالت
معينة حسب المادة 53من قانون العقوبات التي " ...تعتبرها من نفس النوع ."...
وثانيا :تحديد أركانها المميزة للجريمة :والتي تعني الفعل النموذجي للجريمة وعالقته
بالواقعة المرتكبة ،وأحيانا يحدد وصف الواقعة ببعض الظروف المشددة كاإلغتيال الذي،
وفي القانون الجزائي الجزائري يخضع تكييف الجريمة لمعيار تعدد الوقائع والصور,
ومقدار العقوبة ،يشترط إلطالقه على واقعة ما ،إقترانها بظرفي سبق اإلصرار والترصد
وهو الصفة الخاصة للجريمة ،بينما نجد أنه و كما أشرنا سابقا فإن تكييف الجريمة قد
يخضع لمعيار مقدار العقوبة ،وأحيانا كيّف الواقعة على أساس عنصر اقتصادي كما هو
- 1قرار 33 ،313يف , DC ، 3916/37/73 :وأنظر قرار رقم 75 ،333 :يف /33 :يناير لسنة .DC، 3916
- 2سويلم حممد علي ،نفس املرجع ،ص .31
24
الحال في اإلخالل بنظام األسعار ،1فللواقعة المرتكبة عالقة مع الفعل النموذجي حتى
تنسحب إلى دائرة التجريم 2وهذا ما يبرز عنصر التكييف القضائي المتجسد في المطابقة .3
فهل األمر نفسه في الفقه و التشريع اإلسالمي ؟.
ينقسم التكييف من حيث موضوعه في الفقه اإلسالمي إلى تكييف للواقعة ،وتكييف
للجريمة ،فالفعل المزهق للنفس يعتبر قتال ،ويؤدي لتوقيع عقوبة القصاص أو الدية ومن ثمة
فالجريمة المعاقب عليها بمثل هذه العقوبة تعتبر من جرائم القصاص ،4وعليه فالقتل يعتبر
تكييف للواقعة ,ووصف القصاص أو الدية هو تكييف للجريمة ،واآلن ننتقل لدراسة التفرقة
بين النوعين من المسائل المهيئة لمعايير التكييف الجزائي .
-حيث تشرتط حمكمة النقض املصرية لقيام املتابعة يف اجلرائم االستهالكية كقيد على النيابة العامة تقدمي طلب من السلطة 1
املختصة ،ويكفي كونه مكاملة هاتفية...وحمل الشاهد هنا هو أن الطلب ال بد أن يشتمل كما قررت حمكمة النقض من أن
"الواقعة جبميع أوصافها وكيوفها القانونية املمكنة ...وقوة األ ثر القانوين لالرتباط ما دام جيري حتقيقه من الوقائع داخال يف مضمونه
ذلك الطلب " ،انظر يف ذلك - :خلف امحد حممد حممود ،احلماية اجلنائية للمستهلك يف جمال عدم اإلخالل ابألسعار ومحاية
املنافسة ومنع االحتكار ،دار اجلامعة اجلديدة،مصر،طبعة ، 0111ص001و000
" - 2هذه العالقة هي كل ما يتعلق ابلوقائع اليت تكون يف جمموعها حقيقة قانونية ...وختتلف هذه الوقائع عن العلم ابلقانون ألنه
مفرتض عند احملقق " انظر يف ذلك :
-خلف امحد حممد حممود ،املرجع نفسه ،ص.003
- 3سويلم حممد علي ،مرجع سابق ،ص ..9
- 4القبالوي حممد عبد ربه ،مرجع سابق ،ص 39
25
الجريمة ومثال ذلك ما جاء في نص المادة األولى من قانون العقوبات ،1أما تكييف الواقعة
فيكون من خالل المطابقة بين الوقائع المرتكبة مع الفعل النموذجي المتطلب للجريمة.
جنائي فتصبح الوقائع ذات وصف معين في نفس العائلة القانونية األولى أو تنقلها إلى عائلة
أخرى ،وينتج عن كال األمرين اثار قانونية ،وهناك وقائع منهية للوصف الجنائي وهي التي
تخلع عن الواقعة وصف التجريم لترجعها إلى مجرد واقعة طبيعية أو مدنية تبعا لمعيار
موضع الواقعة في القانون االجرائي أوالموضوعي كما يبرز معيارالوقائع الطبيعية واإلرادية
وأخيرا هناك معيار الوقائع الرئيسية والتابعة ،فمن منطلق أن القانون يجب أن يشتمل على
نصوص بقدر األفعال التي يراد حضرها ،2فإن المعايير المحددة للوقائع المكونة للجريمة
تتنوع على النحو التالي : 3
- 1ويف هذا اختلف مع ما ذهب إليه بعض الفقه " من أن مواد قانون العقوابت اعتمدت يف وصف الواقعة على عنصرين ...
إعطائها امسا خاصا ،مث حتديد أركاهنا "...لكن ابستقراء نص املادة 39من قانون العقوابت نرى أن هذا ينطبق على تكييف
اجلرمية وليس الواقعة ،وعليه يتناقض الفقيه سويلم حممد علي مع ما كان يتبناه سابقا ...فاملادة 10عقوابت فرنسي تتعلق
بتكييف اجلرمية ال الواقعة ،انظر -:سويلم حممد علي ،مرجع سابق،ص.01.
-انظر املادة 10من قانون العقوابت ،و -احلديث فخري عبد الرزاق و الزعيب خالد محيدي ،شرح قانون العقوابت ، 2
القسم العام،املوسوعة اجلنائية ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،طبعة، 0111إصدار أول ،ص77
- 3انظر يف ذلك :الصيفي عبد الفتاح ،القاعدة اجلنائية دراسة حتليلية هلا على ضوء الفقه اجلنائي املعاصر ،الشركة العربية للنشر
والتوزيع ،بريوت ،لبنان،طبعة ،0109ص 00.و النظرية العامة للقاعدة اإلجرائية اجلنائية ،طبعة 019.لنفس املؤلف
،ص ، 0.انقال عنه سويلم حممد علي ،مرجع سابق،ص.01
26
الفقرة األولى :معيار تحديد الوقائع اإلجرامية
فمن حيث معياراألثر القانوني :تنقسم الوقائع طبقا لهذا المعيار إلى وقائع قانونية
وأخرى جنائية ،فالواقعة هي أثر قانوني إذا انصرفت إلى مراكز جنائية كانت الواقعة جنائية
،وبالعكس تكون قانونية .
ومن حيث معيار موضع الواقعة في القانون االجرائي أو الموضوعي :فإذا تموضعت
الواقعة في إطار القانون الموضوعي ،قام حق الدولة في العقاب ،وإذا تموضعت في القانون
اإلجرائي ترتب عليه أثرا إجرائي وليس عقوبة بل جزاء ،وهذا منتقد بالنظر لموضع مواد
التقادم 1:و 6و ... 3من قانون العقوبات ،وموضع المادة 93من قانون اإلجراءات الجزائية
الواردة في سماع الشهود ،والمادة 15من قانون اإلجراءات الجزائية حول إفشاء سر مستند
متحصل من تفتيش .
وبالنسبة لمعيارالوقائع الطبيعية واإلرادية :فمن الوقائع الطبيعية مثال واقعة ضياع
المال ،ومن الوقائع اإلرادية نجد مثال واقعة اإلحتفاظ به بنية تملكه ،وهي وحدها الواقعة
المعاقبة .
أما بالنسبة لمعيار الوقائع الرئيسية والتابعة :فوفقا له نالحظ أن الواقعة الرئيسية
وحدها تكفي إلحداث األثر الجنائي كالقتل مثال وإختالس المال في السرقة وهي أنواع :
الواقعة الرئيسية المنشئة آلثار جنائية :كواقعة التلبس طبقا للمادة 31و ..1إجراءات
وانظر خبالف ذلك :املادة 0،0/.1واملادة 71عقوابت احملددة ألسباب اإلابحة ،فربغم أن الواقعة متس مركز جنائي كما هو
احلال يف حالة الدفاع الشرعي وما أذن به القانون واألمر به ،فالواقعة تظل قانونية وال تتحول إىل جنائية فربغم مساسها مبركز
جنائي فهذا املعيار منتقد متس هذه املراكز.
27
وواقعة رئيسية معدلة آلثار جنائية الحقة :كحالة الضرورة وأسباب اإلباحة ،كما إذا
تسبب شخص في إحداث حريق لعدم إحتياطه ،فيدفع بحالة الضرورة ليسقط الجريمة.
أما الواقعة التابعة لغيرها فال تكفي وحدها إلحداث األثر الجنائي ،وهي قد تكون إما
منشئة آلثار جنائية ،كوجود العنصر األجنبي في الجريمة ،1إذ نص العهد الدولي للحقوق
2
المدنية والسياسية على العنصر األجنبي كواقعة منشئة آلثار جنائية.
وقد تكون وقائع تابعة معدلة آلثار جنائية كما جاء في المادة 3. :من قانون العقوبات
المتضمنة للظروف المخففة القضائية ،فهي وقائع تابعة معدلة والحقة للعقاب.
وقد تكون وقائع تابعة مانعة للعقاب ،كما جاء في نص المادة 79و 71من قانون
العقوبات المتضمنة لألعذار المعفية من العقاب بنصها على أن "ال عقوبة ...وهذه الوقائع
التابعة للوقائع الرئيسية المانعة من العقاب تدخل في إطار التكييف السلبي وهذا يجرنا
للحديث عن التكييف اإليجابي والسلبي.
إن التكييف الجزائي له أداتين هما الواقعة والقانون ،والواقعة ما هي إال تصرف مادي
وبهذا فالتصرف المادي إما أن يكون نشاط سلبي أو إيجابي ،إرادي أو غير إرادي ،مشكال
-انظر بتفصيل :فارس مجال سيف ،التعاون الدويل يف تنفيذ األحكام اجلنائية األجنبية ،دراسة كقارنة بني القوانني الوضعية 1
-اجملايل نظام توفيق ،شرح قانون العقوابت ،القسم العام ،دراسة حتليلية يف النظرية العامة للجرمية واملسؤولية اجلزائية ،دار 1
إن قضاء الحكم هو ما يستقل به قاضي الموضوع من سلطة قانونية منحها إياه المشرع
لما يدور في الجلسة من كيوف قانونية وتعديل لها وإصالح لألخطاء الواردة على التكييف
عن طريق أمر إحالة من قاضي التحقيق بكيوفه التي اعطاها للواقعة بعد ان يتصل بها
قاضي التحقيق اما عن طريق طلب افتتاحي من وكيل الجمهورية أو إدعاء مدني ،والتي
فيها نقرأ بأن تكييف أمر اإلحالة سيكون إما إحالة يقبل االستئناف أمام غرفة االتهام أم أمر
بانتفاء وجه الدعوى فنكون بصدد تكييف سلبي في هذه الحالة بخالف أمر اإلحالة التي تعطي
فبالنسبة لجهة اإلحالة :نشير إلى أن جهات التحقيق والحكم معا غير مقيدة بطلبات
النيابة العامة للوقائع ،وكذا جهات الحكم فهي غير مقيدة بأمر اإلحالة ،ذلك أن الطلب
اإلفتتاحي ،وبعده أمر اإلحالة يبنى على مجرد قرائن ،كما أن الطلب اإلفتتاحي غير مسبب،
وأما القرينة بنوعيها قانونية أم قضائية ال ترقى إلى الدليل ،1وبهذا نكون أمام تكييف سلبي
غير مقيد بأي نص قانوني عدا عالقته بالدليل الجنائي ،فيسهل إخراج الواقعة بهذا من دائرة
التجريم بسهولة .
أما فيما يخص قضاء الحكم :فمن منطلق أن اإلدانة تبنى على أساس اليقين وأما البراءة
فيكفي لها الشك في اإلسناد ،فوجب تسبيب الحكم بها حرصا على التسبيب السليم للتكييف
الجزائي ،وبما أن للمحكمة الحق حتى في تعديل تكييف جهة التحقيق ،فيتم إعمال الوقائع
الرئيسية المعدلة ،والمستقلة الكافية إلنشاء آثار جنائية وذلك بكل حرية فنكون بصدد تكييف
2
إيجابي ،ولهذا المبدأ إستثناءات نعرضها الحقا.
-انظر - :ابلضياف خزاين ،مذكرة املاجستري ،مبدأ الشرعية اجلزائية وأثره على السلطة التقديرية للقاضي اجلزائي ،املركز 1
القانون العام جائز وليس فيه مساس ابالستثناء الوارد يف املادة املذكورة والعكس غري صحيح ،انظر يف ذلك ( :انقال عنه الدكتور
سويلم حممد علي ،مرجع سابق ،ص 313وبعدها ).
-Garraud : traite d’instruction criminelle.11.n.546 , Crim16-02-1990.B.no.64
ويسري هذا االستثناء على قانون الغش والعفو الشامل ،واآلن ما هو احلال يف ظل القانون اجلزائي اجلزائري .؟ ليس يف القانون
اجلزائري – يف النصوص املتفرقة واليت تتناول جرائم النشر ،فليس لدينا قانون إعالم -أي اثر هلذا االستثناء فاحلال يبقى قانون
اإلجراءات اجلزائية هو املطبق.
- 1انظر املادة 701إجراءات مدنية ،وانظر مستشار زودة ،حماضرات ملقاة على طلبة القضاة لسنة .0111
- 2لكن يعارض ،سويلم حممد علي مسالة خضوع التكييف للرقابة ابلقول :ابن التكييف التشريعي يفلت من الرقابة
القضائية...انظر يف ذلك ,املرجع السابق لنفس املؤلف ,ص73:
- 3القبالوي حممد عبد ربه ,مرجع سابق :ص.63:
- 4إبراهيم حممد حممود ،مرجع سابق ،ص376و.373
32
هذا و إن ما يميز التكييف التشريعي عن القضائي هو شق التجريم الذي تقتصر
1
مطابقته بالواقعة اإلجرامية في التكييف القضائي دون شق العقاب.
كما تختلط عملية التكييف الجزائي بعملية التجنيح ففي أي نوع من أنوع التكييف
2
الجزائي نصنف ظاهرة التجنيح ؟.
- 1هل األمر نفسه يف قضائنا ،انظر سويلم حممد علي ،مرجع ابق ،ص. 90 :
- 2يعترب التجنيح بنوعيه صورة خاصة من التكييف كما سنوضحه يف جمال إشكاالت التكييف اجلزائي ،لكن نشري إىل أن
أساس ظهور هذه الصورة من التكييف هي القانون البلجيكي ،وقد انتقد الفقه والقضاء هذا النظام وأوردو له حلول مكملة
ألعماله من خالل إنشاء دوائر استئناف جديدة ومنع النقض واإلحالة أمام احملكمة العليا ،فيورد الفقه أن " تكدس القضااي أمام
حماكم النقض العربية-للطعن يف اجلنح-أوصل إىل ضرورة تدخل املشرع حلل هذه األشكال والقضاء على مشكلة بطئ التقاضي
وصورة ذلك أن احملكوم عليه قد ميضي العقوبة ابلكامل ،أو جزء منها مما جيعل احملاكمة أمامها شكلية وصورية ال فائدة منها ..ولقد
انتقد بعض الفقه والقضاة صالحيات حمكمة النقض مؤخرا من خالل نزع بعض الصالحيات هلا ..وإسنادها حملكمة االستئناف
...ويؤكد العاملني على القضاء ..يف مصر أن :كثرة اجلنح حتتم الفصل فيها ،ويؤدي إىل تيسري إجراءات التقاضي ،وحل مشكلة
بطء التقاضي وتراكم الطعون املطروحة على حمكمة النقض...ومن مثة فان التعديل األخري مبثابة حل سحري لتسهيل إجراءات
التقاضي..ملزيد تفصيل انظر :
-الشريف حامد ،شرح التعديالت اجلديدة يف قانون اإلجراءات اجلنائية وقانون الطعن ابلنقض يف ضوء الفقه وأحكام القضاء ،دار
الفكر اجلامعي ،إسكندرية ،طبعة ، 0119ص . 000ونرى بدوران أن هذا احلل جدير ابلتبين عندان ،أما عليه احلال حاليا وفقد
ساير مشرعنا االجتاهات احلديثة للتجنيح يف قانون الفساد 10-10من خالل جتنيحه جلل اجلرائم االقتصادية ،فما يعترب هذا
النوع من التكييف تكون اإلجابة على هذا من خالل إشكاالت التكييف اجلزائي يف املبحث املوايل :لكن ال مانع من أن نوضح
ابن :
التجنيح ليس قاعدة أو مبدأ قانوين وإمنا ممارسة وتطبيق عرف يف القضاء ،وهو عملية تتمثل يف متابعة أو حماكمة جناية حتت
وصف أو تكييف أقل خطورة فتعامل وكأهنا جنحة ،مثال :سرقة موصوفة جناية كسرقة بسيطة وهي جنحة .
على أساس هذا التعريف للتجنيح القضائي ميكن بعد ذلك متييزه عن التجنيح التشريعي ،حيث أن التجنيح يف هذه احلالة يقوم به
املشرع نفسه وليس القضاء وهبذه الكيفية فإن تغيري اإلختصاص الذي يرتتب عن ذلك ابلضرورة يندرج يف إطار القواعد العادية
لإلختصاص وليس يف إطار اإلستثناءات الواردة عليها ابلنسبة جلرمية معينة ،وسا وضح ذلك يف حينه عند دراسة االعرتاضات اليت
تواجه التكييف اجلزائي فباعتباره صورة خاصة للتكييف اجلزائي فهو أيضا من إشكاالت التكييف األويل.
33
الفرع الثاني :تبعا لجسامة الجريمة
تنص المادة 35من قانون االجراءات الجزائية على أن " الجريمة تتنوع حسب
جسامتها الى جنح ومخالفات وجنايات ،لكن تبرز صورة خاصة للتكييف الجزائي لتخرج
الدعوى العمومية عن هذا االساس ،وهذا يقودنا الى دراسة معيار تكييف الجريمة
االقتصادية الجمركية بعد المصادقة على االتفاقية الخاصة بمكافحة التهريب ،كما
والتعديالت الكثيرة المجراة على قانون الجمارك وهو ما سيكون موضوع الفقرات التالية .
تنص المادة 73من قانون العقوبات كما أشرنا لذلك أن المشرع الجزائري اعتمد تقسيما
ثالثيا للجرائم ،كما أنه ونظرا للمادة 5من قانون العقوبات ،نجد أنها قسمت الجرائم بحسب
مقدار ما قرر لها من عقوبة ،فعقوبة الجنايات هي اإلعدام ،السجن المؤبد ،السجن المؤقت
(من 73-5سنة) ،وعقوبة الجنحة هي الحبس من 7شهرين إلى 5سنوات والغرامة األكثر
من 7333دج ،وأما عقوبة المخالفة فهي الحبس من يوم إلى شهرين والغرامة األقل من
7333دج .
وإذا كانت هذه العقوبة من عقوبات الجناية صنفت الجريمة جناية ،1مع مراعاة ما جاء
في للمادة 57من قانون العقوبات ،2ويتضح مما تقدم أن القضاء الجزائري حدد ضابط
التكييف بـ :معيارين ،بدل معيار واحد ،وهي - :تعدد الوقائع والنصوص ،كما يحدد ضابط
التكييف بـ - :بجسامة الجريمة أو مقدار العقوبة ،على ذلك فتبعا لهذا المعيار نتعرض
الصورة الخاصة للتكييف الجزائي(الفقرة األولى) ،ثم ندرس المعيار اإلقتصادي في تكييف
الجرائم الجمركية (الفقرة الثانية ).
- 1قرار رقم 37 ،737يف , 3935/36/33 :وأنظر كذلك :قرار رقم 33 ،167 :يف ، DC ،3931/37/36وأنظر
كذلك :قرار رقم 31 ،733يف /36فرباير DC،3939
- 2قرار رقم 73 ،937 :يف DC،3917/33/33
34
الفقرة األولى :الصورة الخاصة للتكييف الجزائي
إن القاضي الجزائي منذ إتصاله بالملف إلى أن يصدر حكمه يطبق القانون بمفهومه
الواسع ،أما المفهوم الضيق له فيتمثل في ثالث نقاط :
فال جريمة وال عقوبة وال تدبير أمن بغير نص :وهذا ما جاء في المادة 33من قانون
العقوبات ،ومنه كان النص المطبق على الواقعة هو التكييف الجزائي ثم التأكد من سريان
مفعوله إمتثاال لمبدأ الشرعية ،ثم إنطباق الواقعة على القضية :وهذا ما يلجأ فيه للتفسير
ويقتصر دور القاضي في النوع هذا من التكييف الجزائي على تحديد إنطباق النص على
الواقعة المجرمة ،وتحديد نوع الجريمة فهو بذلك ينطبق تماما على الجرائم الشكلية وجرائم
الصحافة والغش كما أشرنا لهذا سابقا في الفرع السابق ،فيعرفه البعض بذلك أنه " الصفة
1
القضائية الممنوحة للفعل المعاقب عليه قانونا ".
وقد ذهب رأي في الفقه إلى أن "التكييف التشريعي ما يقابل النموذج القانوني
للجريمة ،في حين جعل من التكييف القضائي ما يقابل المطابقة للنموذج القانوني" .2
سد الفصل في التكييف القانوني إذا لكل من الواقعة والجريمة من خالل المطابقة
فيتج ّ
فالمطابقة هي حكم على الفعل الصادر عن الجاني بأنه يطابق النموذج القانوني للجريمة
3
وإلجراء التكييف القضائي بمعرفة القاضي للواقعة يقوم بعملين:
في المرحلة األولى ،يحدد النموذج القانوني للجريمة الذي تجرى المطابقة معه من
أركان وشروط مفترضة وخاصة كما حددها القانون ،أما في المرحلة الثانية ،يفحص الحالة
الواقعية المطروحة أمامه ليقف على مكوناتها وأركانها ،فإذا وقعت المطابقة بين الواقعة
المطروحة على القاضي ،والواقعة المجردة النموذجية أثبت القاضي قيام الجريمة ،أما إذا
1
- - Jean Claude soyer. Le tiquette juridique posée sur un fait. p72
- 2وزير عبد العظيم مرسي ،الشروط املفرتضة يف اجلرمية ،دراسة حتليلية أتصيلية ،دار النهضة العربية ،011. ،ص.49
- 3أنظر يف ذلك :وزير عبد العظيم مرسي ،املرجع نفسه ،ص .71 ،79
35
تخلفت المطابقة لغياب عنصر أو شرط مفترض ،فال تقوم الجريمة ،وإذا نتج عن هذا التخلف
توفر نموذج قانوني لجريمة أخرى ،فيبحث القاضي في شأن مطابقة الفعل لها" ما يطلق عليه
بتحول الجريمة.1
وعلى القاضي أن يشير في حكمه لنوعي التكييف ،1ومقتضى ذلك أنه إذا أضفى
المشرع وصف الجريمة على واقعة ما بأن حدد خصائصها وعقوبتها باإلستناد لنص
. - 1فما مدى تطبيق القضاء اجلزائري هلذه املسألة ـ حتول اجلرمية -؟ ،إذا كانت القاعدة هي (عدم تقيد حمكمة املوضوع) ,
ابلتكييف املرفوعة به الدعوى ،بل من واجبها أن متحص الواقعة املطروحة عليها جبميع كيوفها ،وأوصافها ،وأن تطبق عليها،
القانون تطبيقا صحيحا ،إال أنه ترد إستثناءات على هذه القاعدة تتعلق ب :ـ عدم إمكانية وصف الفعل الواحد بوصفني يف
نفس القرار ،بل يوصف ابلفعل األشد ،وتطبيقا لذلك قضى أبنه " :إذا إستفاد املتهم أبمر هنائي أبن ال وجه للمتابعة ،فيما
خيص إستعمال سالح أبيض ،وأثناء إعتدائه على الضحية ،فإنه ....من بعد ذلك إعادة تكييف الواقعة ابجلرح العمد
ابلسالح أبيض وإدانته طبقا للمادة 766 :من قانون العقوابت ،وإال ترتب على ذلك النقض خلرق مبدأ حجية الشيء املقضي
به "ولقد أشران هلذا اإلجتهاد للمحكمة العليا فيما خيص مسألة" :حتديد معيار التكييف" - :قرار:رقم 33 ،593مؤرخ يف 35
يناير 3911ـ كما قضى أيضا أبنه " :إذا رفعت الدعوى ضد شخص معني ،عن ذات الواقعة بوصف معني ،وصدر فيها حكم
هنائي ابلرباءة ،فال جيوز من بعد ذلك متابعة نفس الشخص مرة أخرى عن ذات الواقعة بوصف آخر خمتلف عن األول ما مل
تكن الرباءة قد صدرت بصفة غري قانونية طبقا ملقتضات املادة 7 ،733من قانون اإلجراءات اجلزائية" .انظر :قرار للمحكمة
العليا رقم 33 ،993 :مؤرخ يف ، / 3933/35/33و القرار رقم 77 ،316 :مؤرخ يف ، 3919/35/39إذا فمن خالل
هذه اإلجتهادات للمحكمة العليا يف إطار مراقبتها لتطبيق القانون ،نالحظ أنه ال جمال إلعمال نظرية حتول اجلرمية اليت
يوردها الفقه] .هذا عن موقف القضاء اجلزائي اجلزائري ـ فما هو موقف القضاء الفرنسي من هذه املسألة؟ ،مبدئيا فإن قسوة
العقوابت يف ظل قانون ،3133 :وعدم مساحه للمحلفني مبحكمة اجلناايت ،ابللجوء إىل مبدأ تفريد العقوبة إبستعمال ظروف
التخفيف يف قضااي غري خطرية ،جعل احمللفني ( )...مضطرين للنطق برباءة املتهمني رغم ثبوت الوقائع ـ أي أن الوقائع ال تنطوي
على وصف منوذج اجلناية ـ ،وهو ما جعل النيابة تعاود متابعة نفس املتهمني من أجل نفس الوقائع ،ولكن أبوصاف جنحية ـ
خرقا ملبدأ عدم جواز املتابعة من أجل نفس والقائع مرتني ولو كان ذلك حتت أوصاف جزائية خمتلفة ،وهي الطريقة اليت أدانتها
حمكمة النقض الفرنسية [ ،وهبذا فإن قانون 3133لقانون العقوابت هو الذي أدى لوجود وخلق نظرية حتول اجلرمية اليت
أشار هلا الفقه ـ من خالل التطبيق القضائي] ،وأمامه ذه الوضعية جاء قانون 3173/36/75ليدخل مبدأ إفادة املتهمني من
ظروف التخفيف وميكن إعتبار ق 3133هو أول بداية لظهور التجنيح القضائي وهدا يثري إشكال :فهل يعترب مفهوم
التجنيح هو أساس واملربر القانوين لوجود.نظرية حتول اجلرمية ؟ خاصة إذا كان له طابع تشريعي حمض..؟ ،أنظر بتفصيل يف كل
ما سبق إيضاحه حول موقف القضاء و التشريع اجلزائي اجلزائري و الفرنسي :شنويف حممد ،التجنيح القضائي يف القضاء اجلزائي
املقارن ،ماجستري يف القانون اجلنائي ،والعلوم اجلنائية بن عكنون ،سنة ،7333/7333ص 731و بعدها.
36
تشريعي معين كما هو الحال في المادة 33من قانون العقوبات ،كأن تكييف السرقة بأنها
إختالس منقول مملوك للغير كان هذا عنصرا أوال للتكييف التشريعي ،أما العنصر الثاني له،
فهو الذي ينصب على تحديد نوع الجريمة بأنها جناية ،جنحة ،مخالفة طبقا لنص المادة 73
من قانون العقوبات ،وتطبيقا لذلك نجد المشرع يستعمل أحيانا لفظ " يكيّف أو يوصف" ،كما
نص عليه في المادة 77من قانون العقوبات بأنه" :يوصف الفعل الواحد عند التعدد بالوصف
األشد ،وفي الغالب يرد تعريف الجريمة وتحديد إسمها دون إستخدام فعل يكيف أو يوصف
كما جاء في المادة 711،373 ،75من قانون العقوبات ،وعليه نتناول دراسة هذه المسائل
في الفقرات التالية:
اعتمد المشرع على خالف المعايير السابقة نوعا آخرا لتكييف الجرائم الجمركية قد
راعى فيه السياسة االقتصادية ،وسنتعرض لهذا النوع من التكييف من خالل الفقرات التالية:
فقبل تعديل قانون الجمارك باألمر : 7335/33/75كانت المادة 779من قانون
الجمارك قبل تعديل 3991تنص على أن "خرق أحكام المادة 776تشكل في كل األحوال
جنحة " ،فكانت طبيعة البضاعة محل الغش هي المعيار في إعتبار الفعل جنحة أم مخالفة،
فإن كانت محظورة أو خاضعة لرسم مرتفع فالفعل جنحة وفيما عداه فهو مخالفة .
-3عرفت المادة 73من قانون الجمارك البضائع المحظورة :وهي نوعان - :البضائع
المحظور إستيرادها أو تصديرها ،ثانيا البضائع المحظورة عند الجمركة غير أن إستيرادها
أو تصديرها موقوف على رخصة أو شهادة إجراءات ،أما بالنسبة للبضائع الخاضعة لرسم
مرتفع حسب المادة 35ق من قانون الجمارك :بأنها البضاعة الخاضعة لرسوم وحقوق
جمركية تفوق ، % 35على أن مسألة البضاعة الحساسة القابلة للتهريب وفق المادة 776
- 1قرارغ ج م ق 7.قرار 3996-33-3ملف ،.373665مشار إليه يف -أحسن بويقسعة ،املنازعات اجلمركية ،طبعة
37سنة ، 7339/7331ص.337
- 2بوسقيعة أحسن ،املنازعات اجلمركية ،طبعة ، 7339/7331مرجع سابق ،ص337وبعدها ويف ذلك تع ّد على قواعد
التكييف اجلزائي فان عدم مناقشة إدارة اجلمارك يف وصف اجلرمية ومل تثر احملكمة العليا يف املادة 533إجراءات جزائية فيما خيص
خطا تطبيق القانون .
- 3انظر يف ذلك ابلضياف خزاين وجعدي عبد الكرمي ،التكييف يف املواد اجلزائية ،منشورات برييت .7337/7333
38
إثر تعديله في 3991 وقد أورد قانون الجمارك إستثناءات على هذه القاعدة
رقم ،33/91إذ تعتبر الجنحة مخالفة في حاالت معينة ،ولو تعلقت بالمادة 776أو المادة
73أو المادة /35ق من قانون الجمارك ،وذلك بنص المادة 773من قانون الجمارك وهي:
أوال -الوقائع المعدلة للوصف الجزائي :وهي المنصوص عليها في المواد من 739حتى
777من قانون 33/91وهي تتدرج النوع من الدرجة األولى حتى الدرجة الثالثة ،إذ تتعلق
بتعيين المرسل أو المرسل إليه الحقيقي ،أو القيمة أو النوع أو المنشأ ،أو مخالفات
المسافرين ،أو الرزم والطرود ومخالفات اإلعتداء على الملكية الفكرية ،كون البضاعة في
طرود أو رزم مغلقة :تم التصريح بها وحدة واحدة ،فهنا تتحول الجريمة إلى مخالفة .
-7المراقبة الجمركية البريدية للمظاريف المرسلة :وهي المرسلة من شخص آلخر،
فتتحول الجريمة إلى مخالفة بشرط كون البضاعة ال تكتسي طابعا تجاريا ،وكذا
التصريحات المزورة التي يدلي بها المسافرين .
-3مخالفات اإلعتداء على الملكية الفكرية طبقا للمادة 77من ق :33/91وهي البضاعة
التي تخالف منشأها الحقيقي ،فتتعلق بتزييف النوع أو القيمة أو المنشأ سواء كان التزييف
بكونها أجنبية أو جزائرية .
وفي الحقيقة فإن هذه اإلستثناءات تتعلق ببضاعة تمر على الجمارك و صاحبتها
تصريحات مزيفة ،بالتالي فليست ذات أهمية كبرى ،فاستبعد المخالفات المتعلقة باألسلحة
أو المخدرات أو الممنوعة عند اإلستيراد أو التصدير ،على أن هذه اإلستثناءات لم تعد
مبررة بعدما خفف المشرع عقوبات الجنح التي تضبط في مكاتب الجمارك عند فحص
1
البضاعة المنصوص عليه في المادة 775من قانون. 33/91
الثانية في ظل تعديالت : 7335أمر 35/35المؤرخ في 7335/33/75المتضمن قانون
المالية التكميلي ،ثم أمر 35/36الخاص بمكافحة التهريب وفيه تخلى المشرع عن طبيعة
-بوسقيعة أحسن ،التشريع اجلمركي مدعما ابالجتهاد القضائي ،طبعة ، 37الديوان الوطين لألشغال الرتبوية ، 7333 1
ص.99
39
البضاعة محل الغش كمعيار للتمييز بين أعمال التهريب من جنح إلى مخالفات ذلك أن
المخالفات تم إلغاءها بموجب أمر 35/36المتعلق بالتهريب ،فيشترط لتطبيق األمر :
أوال -تعلق األمر 35/36بأعمال التهريب :تنازل المشرع عن معيار طبيعة البضاعة
1
لتمييز الجنحة عن المخالفة ،وذلك في اآلتي :
تخلى المشرع عن المادة 777التي تعتد بطبيعة البضاعة كمعيار لوصف الجنحة إذا
كانت محظورة أو خاضعة لرسم مرتفع وتعاقب بالمواد من 771-775من قانون،33/91
وتعتبر مخالفة من الدرجة الخامسة حسب المادة 777من قانون 33/91بتغير طبيعة
2
البضاعة .
كما سوى المشرع بين الجنح المتعلقة بأعمال التهريب بين طبيعة البضاعة المحظورة
أو الخاضعة لرسم مرتفع من خالل المواد 776حتى 771قانون ،33/ 91والتي تم إلغاءها
بالمادة 37من أمر ، 35/36وبهذا األمر أصبحت لدينا جنحا تتحول إلى جناية في حالتين:
تهريب األسلحة طبقا للمادة 33من أمر : 35/36ولكن هذه اإلضافة كان باإلمكان 3
اإلستغناء عنها ،فاألمر 3993/33/73في مادته " 76إعتبر األمر جناية كل إستيراد أو
تصدير لسالح حربي دون رخصة " على أن المادة 33من أمر 35/36تشمل كل أنوع
األسلحة سواء صيد أو أبيض فيما يتعلق باإلستيراد أو التصدير دون رخصة خارج
المكاتب الجمركية وبذلك يعتبر أمر 3993أضيق من أمر ،35/36وفي نفس الوقت هو
أوسع منه نظرا ألن المادة 76تجرم بوصف الجناية لكل فعل" إستيراد أو تصدير داخل
المكاتب الجمركية ،أو أعمال التهريب خارج المكاتب الجمركية فبعكس المادة 33من
2
،أما في ظل ففي ظل أمر 33/31المتعلق بالمخدرات :يكون الوصف جناية
األمر 35/36المتعلق بالتهريب :في المادة 35منه تحت عنوان التهريب الذي يشكل تهديدا
خطيرا ،و كذلك فإنه يقع على القضاء توضيح الفعل الذي يعتبر تهديدا خطيرا من غيره
ألن عبارات المادة 33و 35جاءت فضفاضة تتنافى مع الدقة التي تميز القانون الجزائي
الدقيق ،فعلى القضاء التدخل لضبط هذه المسألة.
تعلق األمر بالجرائم الجمركية األخرى :لم يضفي أمر 7335/33/75التكميلي المواد
من 739حتى 775من قانون الجمارك إذ ظلت طبيعة البضاعة هي التي تتحكم في وصف
الجريمة بإستثناء الوصف الخاص المعطى في المادة 773من قانون 33/91وزاد أمر
35/36على الوصف شدة بحيث إعتبر بعض الجنح جنايات.
أكد المشرع الجمركي على الطابع المميز للمخالفات الجمركية من خالل المادة 777
من قانون .33/91
43
أو يخرج منه) ،ويميز المشرع بين 37حاالت بخصوص البضائع محل اإلستيراد أو
التصدير من المسافر:
-األشياء واألمتعة الشخصية ذات الطابع غير التجاري ،و-البضائع المخصصة
لإلستعمال العائلي والتي حددت قيمتها المادة 33من قانون ، 77/37و في 7337/37/71
المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة - ( 7333قيمة 538333د ج ،وهذه تعتبر مخالفة
من الدرجة الثالثة إذا ارتكبت بتصريح مزور حسب المادة / 773ج ،و -البضائع التي
تكتسي طابعا تجاريا ،وهذه مسألة موضوعية يعمل فيها بنظام القرائن المعنوية والقضائية
دون القرائن القانونية .
ويتنازع وصف هذه الحالة عدة أوصاف فهي مخالفة درجة ثالثة باعتبار المادة
/773ج " والتي ال تميز بين الطابع التجاري للبضاعة " ،ومن جهة أخرى تشترط المادة
لتطبيقها أن ال يعاقب قانون الجمارك على الفعل بوصف أشد ،كما وبالرجوع إلى المادة
/ 775و التي تضفي وصف الجنحة " حالة التصريح المزور بهدف اإلسترداد أو اإلعفاء
أو..بشأن اإلستيراد أو التصدير عندما تكون البضاعة محظورة أو خاضعة لرسم مرتفع"،
1
كما كرست المادة 779تطبيق الوصف األشد في المادة 77عقوبات ،فما هو الحل ؟ .
الجرائم المعاقبة في أمر مكافحة التهريب :أصبحت جرائم التهريب منذ أمر
3882/80/32المتعلق بالتهريب جنحا أو جنايات هذا وإنه ال توجد مادة تعرف التهريب
- 1يرى األستاذ :بوسقيعة أحسن " :أن املادة 773هي إستثناء على القاعدة العامة املذكورة يف املادة 775ابعتبار أن حالة
املسافر غري مذكورة فيها ،كما أن املادة 779ال تطبق ابلتبعية لذلك ،ابلتايل فالراجح تطبيق املادة /773و بشأن تصرحيات
املسافري ن املزورة لبضاعة بغض النظر عن كوهنا خاضعة لرسم مرتفع أو حظرها نسبيا أو كانت ذات طابع جتاري شرط أن ال
يكون احلضر مطلقا أو األسلحة واملخدرات " ..بوسقيعة أحسن ،املنازعات اجلمركية ،مرجع سابق ،ص376و ، 373لكنين
أؤيد الدكتور فيما ذهب إليه من إستدالل وأخالفه يف أن ترجيح املادة 773كان على أساس أهنا النص األحدث إذ عدلت
إبضافة الفقرة و ابلقانون 37/33فهي أحدث من املادة 775يف .3991
44
صراحة في هذا األمر ،عدا ما ذكر في المادة 233جمارك ،فقبل األمر المذكور كانت
1
أعمال التهريب إما :
جنح الدرجة األولى :وتتعلق بأعمال التصدير أو اإلستيراد بدون تصريح أو تصريح
مزور ،وجنح الدرجة الثانية :وكانت األصل في التهريب في المادة ، 233و جنح
الدرجة الثالثة والرابعة :في المادة 233و ،230وهما مشددتين .
وبصدور األمر المذكور ألغت المادة 33المواد المذكورة ،فعدل هذا الوصف
المذكور كما يلي :جنح التهريب البسيط :وهي ما تنص عليه المادة 3/ 33من أمر
35/36وهي ما نصت عليه المادة 776والتي ال تقترن بأي ظرف مشدد.
جنح التهريب المشدد :وذلك بإقتران الجنحة السابقة بأحد الظروف السابقة:
-إقتران التهريب بظرف التعدد :وترتكب الجنحة في هذه األحوال من 37أشخاص أو
أكثر طبقا للمادة 7/33أمر 35/36ويسري ظرف التعدد على األشخاص اللذين ساهموا
فقط في الجريمة أو المستفيدين من الغش أو المدبرين ،غير أن العبرة تكون فقط بمسرح
الجريمة .
-إخفاء البضاعة عن المراقبة الجمركية :طبقا للمادة 7/33من أمر 35/36وتشمل هذه
الصورة إخفاء البضائع داخل تجويفات أو مخابئ مهيأة خصيصا للتهريب ،وذلك بنص
المادة 33من أمر ،35/36ويرى الدكتور بوسقيعة أنه ال يشترط إستعمال وسيلة النقل أو
وجود البضاعة في المخزن فعال بل يكفي إحداث تغييرات على وسيلة النقل أو إعداد
المخزن الستقبال البضاعة.2
46
الصورة بالتالي تعتبر مسألة موضوعية يرجع فيها للقرائن القضائية ،وكان األجدى
بالقضاء إعطاء أمثلة عن ذلك ،فمنها الجريمة المنظمة العابرة للحدود .
47
مــلخـص الفصل -المبحث األول-
أمام لم يحصر المشرع تعريفا دقيقا للتكييف الجزائي مما يفتح الباب واسعا
االجتهادات الفقهية :بأنه " :حكم القانون في الواقعة " .
وقد عبر المشرع عن هذا المعنى بتعبير وصف الجريمة من خالل نص المادة 37
من قانون اإلجراءات الجزائية حيث ورد تعبير التكييف تحت تسمية وصف الجريمة ،
وتظهر عناصر التكييف الجزائي كاالتي :الواقعة اإلجرامية ،ثم النص القانوني المطبق ،
ثم القاضي الجزائي ،ثم الفاعل :
وتظهر صورة إرتباط التكييف الجزائي بالواقعة مثل إقتران التكييف الجزائي بظرف
الليل في المادة 757و 753من قانون العقوبات ،والوقائع إما أن تكون وقائع معدلة أو
منهية للوصف الجنائي وهي التي تخلع عن الواقعة وصف التجريم لترجعها إلى وقائع مدنية
هذا وتختلف نوعية التكييف الجزائي من سلبي الى إيجابي حسب نوعية جهة التحقيق
إن كان قضاء الموضوع أو قضاء اإلحالة ،إلى التكييف التشريعي ،ويستنتج ذلك من
خالل أوجه الطعن بالنقض الذي يرد على الحكم لوقوع الخطأ في تطبيق القانون ،وتتحدد
قواعد االختصاص وتقادم الدعوى العمومية على أساس التكييف التشريعي ،بينما تتحدد
حجية الشيء المحكوم فيه على أساس التكييف القضائي طبقا للمادة 57من قانون العقوبات
و بالنسبة لمعيار التكييف الجزائي فقد إعتمدت محكمة النقض عندنا معيار الحد
األقصى المقرر للجريمة لبناء عملية التكييف الجزائي مسايرة الفقه بدوره ،فسلطة القاضي
الجزائي في فحص الوصف القانوني لألفعال ليس حقا له بل واجبا عليه ،ولقد خال القانون
معرفة للتكييف الجزائي عدا اإلكتفاء بنوع معين من الجرائم من خالل
الجنائي من نصوص ّ
تحديدها تارة بالواقعة اإلجرامية ومطابقتها بأركان الجريمة ،وتارة اخرى يحدد التكييف
باللجوء للعقوبة ،فقد يتعلق إصطالح التكييف الجزائي بالتخلّي عن الجريمة بتوافر ظرف
في الجاني يجعل العقاب غير ممكن كما هو الشأن في حاالت عدم العقاب المنصوص عليها
في المادة 763من قانون العقوبات ،أو ما يسمى في فرنسا بالحصانة العائلية ،ويتضح مما
تقدم أن القضاء الجزائري حدد ضابط التكييف بـ :معيارين ،بدل معيار واحد ،وهي - :تعدد
الوقائع والنصوص .
وقد اعتمد المشرع على خالف المعايير السابقة معيارا حديثا وفعاال لتكييف الجرائم
الجمركية أساسه السياسة االقتصادية ،فقبل تعديل قانون الجمارك باألمر : 5775/73/55
كانت المادة 753من قانون الجمارك قبل تعديل 8333تنص على أن "خرق أحكام المادة
556تشكل في كل األحوال جنحة " ،فكانت طبيعة البضاعة محل الغش هي المعيار في
إعتبار الفعل جنحة أم مخالفة ،فإن كانت محظورة أو خاضعة لرسم مرتفع فالفعل جنحة
وفيما عداه فهو مخالفة .
مــلخــص
فالتكييف الجزائي يتطلب قيام شرطين إلعماله :فالشرط األول :يتمثل في الواقعة
المجردة التي لها خصائص معينة والتي يرتب عليها القانون أثرا معينا ،وهذا الشرط هو من
عمل المشرع ،والشرط الثاني :فهو أن يكشف القاضي بأن الواقعة المعروضة عليه لها
خصائص الواقعة المجردة التي أضفى عليها المشرع تكييفا معينا ،فيكون دوره في هذا الشأن
كاشف ،بالنسبة للمتهم :فمن مصلحته أن تكيف الجريمة بالتكييف األخف .
إن التكييف الجزائي يخلُف وراءه اثارا إجرائية وموضوعية ،وهذا التنوع في األثر
نتيجة طبيعية نظرا لتعدد معايير التكييف الجزائي ،ونحصي نتائج عديدة للتكييف الجزائي
من خالل التحكم بعدة عناصر هي :تحديد االختصاص ،ضمانات التحقيق اإلبتدائي ،
موضوع الطعن في الحكم الجنائي المؤسس على وجه الخطأ في القانون .
وسنركز الدراسة أيضا على عنصر التحقيق القضائي كون أن المحققين ،ومن وراءهم
النيابة العامة ولسرعة الفصل في الملف وتحت غطاء توافر القرائن القوية ،ولتأكيد إلصاق
وصف اإلتهام باألشخاص فإنه يلقى بمسألة التكييف الجزائي جانبا .
أما بالنسبة للمجني عليه :فمن الناحية النظرية البحتة ،يبدوا من مصلحة المجني عليه
أن تكيف الواقعة بالوصف األشد فهل هذه القاعدة عامة بالنسبة لإلدعاء المباشر ،هذا األمر
ليس على إطالقه فقد تكون مصلحة المضرور (المجني عليه) أحيانا في أن تكيف بالجنحة أو
المخالفة بدل الجناية حتى يقبل إدعاءه المباشر دون أن يمر على التحقيق الذي هو وجوبي في
الجنايات حسب المادة 66من قانون العقوبات .
وللتكييف الجزائي أيضا اثر مبطل أو مفسد على اإلجراءات من حيث أثره الالحق على
اإلختصاص النوعي ،وصورة ذلك ما نصت عليه المادة 66من قانون اإلجراءات الجزائية
فإذا كانت هذه الممارسة تتم على هامش الشرعية ،فإن إختالف التكييف الجزائي
للجريمة ...يترتب عليه إختالف في طرق الطعن لألحكام الصادرة في شأن كل نوع من
أنواع الجرائم وهذا ما يسمى بالتكييف السلبي ،كما تعد البراءة الصادرة عن محكمة
عسكرية لصالح متهم متى فصلت في جريمة غير التي كان محاال من أجلها غير قانونية.
ومثال التكييف السلبي أن ال يكون واجب على القاضي تكييف واقعة لم ينشر القانون
المجرم لها في الجريدة الرسمية ،ولو صدر القانون فعال وصودق عليه كأثر لتطبيقه من
. حيث الزمان
وتطبيقا للمادة 03من قانون العقوبات فكان التمييز بين الواقعة والجريمة دور في
تجريم الشريك وبالتحديد في الواقعة المانعة من التجريم ،كما تنص المادة 660من قانون
العقوبات والمادة 82كذلك أن" التكييف المعطى للجريمة له أثر كبير على تقادم العقوبة
عدا ما ذكر في المادة 8/ 666من قانون اإلجراءات الجزائية التي تربط مقدار العقوبة
بالتقادم المقرر في المادة هذه لبدء حساب التقادم ،ومن شأن التكييف الجزائي زعزعة
إستقرار المراكز القانونية حيث ستتغير طبيعة الجريمة بتغير طبيعة العقوبة ،واألمر
مختلف بالنسبة للرشوة فهي تخضع للمادة 668من قانون اإلجراءات الجزائية وال تتقادم
وفي هذا مس كبير بمركز المتهم .
كما أن التكييف الجزائي يتأثر بنوع العقوبة المحكوم بها ،فإذا قضت المحكمة
بعقوبة مخففة لتنزل بها لعقوبة جنحية طبقا للمادة 6/30أمام محكمة الجنايات ،أو ما
جاءت به المادة 82من قانون العقوبات ،فهذا النزول ال يؤثر إطالقا على التكييف المقرر
للجريمة .
لكن األمر ليس بهذه البساطة فالمشرع قد وضع نفسه موضع تناقض ذلك عندما
قررت المادة 6/30عقوبات أن العقوبات المحكوم بها في الجنايات ال يسمح بالمعارضة
فيها طبقا للمادة 896من قانون اإلجراءات الجزائية ،فهل هذا الحكم يستفيد منه المتهم
المحال أمام محكمة الجنايات بوصف جنحة أو مخالفة مرتبطة بها ،وفي هذا خرق لحقوق
الدفاع نهيب بالمشرع لحل هذا اإلشكال فورا أو اإلجتهاد القضائي .
وغير بعيد على ظروف التخفيف التي لها أثر على التكييف القضائي في صورة تجنيح
الجناية فإن حاالت التشديد الوجوبي تلزم القاضي بتطبيقها ،أما األعذار المعفية من العقاب
حسب المادة 64و 62عقوبات ،فال أثر لها إال على العقاب دون التجريم أو التكييف الجزائي
1
المبحث الثاني :اآلثار المترتبة عن التكيف الجزائي
إن تقسيم الجرائم يخلف وراءه اثارا إجرائية وموضوعية ،وهذا التنوع في األثر نتيجة
طبيعية نظرا لتعدد معايير التكييف الجزائي كما ذكرنا سابقا ،فمن خالل تداخل االثار
اإلجرائية والموضوعية التي أخصص لها (المطلب األول) ،كما أفرد لمسألة اثار العقوبة
وسقوط الحق المدني (المطلب الثاني).
وقد جاء إدراجنا لعنصر التكييف الجزائي ضمن صوره ،نظرا ألن التفرقة -كما
أوردها الفقه الفرنسي -بين أنواع التكييف الجزائي المتعددة ،تحدث أثارا قانونية على
صعيد عدة مسائل موضوعية وإجرائية في القانون الجنائي ،فمثال إن للتفرقة بين الواقعة
والجريمة أثار هامة سواء على عنصر اإلختصاص النوعي أو عنصر التقادم – أي تكييف
2
الجريمة دون تكييف الواقعة -التي تتباين حسبما كانت الجريمة جناية ،جنحة ،مخالفة .
إن تكييف الجريمة على نحو معين يرتب جميع اآلثار اإلجرائية والموضوعية فال
تعتبر طريقتان له -اآلثار الموضوعية واإلجرائية -كما ال توجد حدود فاصلة بين نطاق كل
3
من القانونين في اآلثار المترتبة على التكييف.
وتبدوا أهمية التكييف الجزائي :من خالل ما يرتبه من آثار بعضها يرتبط بأثر الوقائع
والظروف من تكييف الجريمة وبعضها اآلخر يرتبط بالقواعد الموضوعية واإلجرائية
وسنكتفي في مجال هذه الدراسة باإلشارة بإيجاز إلى هذا العنصر على غرار ما يتبعه من
مطالب أخرى ،فهو أعم من أن تستوعبه مباحث ومطالب ،فقد يكون موضوعا لدراسات
مستقلة .
1
-Parreau(B) : De la qualification en matiere criminelle.Paris.1962.No.1.p3et5.
- 2أنظر يف ذلك بتفصيل :القبالوي حممد عبد ربه ،مرجع سابق ،ص 654وما بعدها
-عبيد رؤوف ،املشكالت العملية اهلامة يف اإلجراءات اجلنائية،دار الفكر العريب ،طبعة3لسنة ،0891جزء اول 3
،ص .333انقال عنه حممد عبد ربه القبالوي ،مرجع سابق ،ص.544
49
المطلب األول :اآلثار اإلجرائية والموضوعية:
وفي هذا الشأن رتب القضاء تفرقة بين األشكال الجوهرية وغير الجوهرية داخل
األعمال اإلجرائية الشكلية ال الموضوعية :فالقواعد الموضوعية التي يتوقف عليها صحة
اإلجراء تعتبر جوهرية حين يتطلب القانون صفة معينة في القائم باإلجراء وهو ما يعبر
عنه باألهلية اإلجرائية ،ومحل معين وأن يباشر في ظروف معينة ،فالقواعد المتعلقة
بالوجود القانوني لإلجراء كصدور األمر من وكيل الجمهورية المختص لتمديد إختصاصات
الضبطية القضائية كتابة أو شفاهة يترتب عليها أن اإلجراء يبقى صحيحا ما دام يؤدي
الغرض من هذا اإلجراء.1 .
نخصص هذه الدراسة لمسألة االثار اإلجرائية وذلك أن الحق الموضوعي يمارس
ضمن اإلطار اإلجرائي ،فكان من الطبيعي ان نسبق بدراسة األثار اإلجرائية وعالقتها
بالتكييف الجزائي (الفرع األول ) ،كما خصصنا دراسة األثار الموضوعية ( الفرع الثاني)
والتي لها تأثير مباشر على الحق الموضوعي الذي يتأثر بالتكييف الجزائي بدوره .
نوزع هذه االثار على الفقرات التالية بدأ بعنصر دراسة ضمانات التحقيق القضائي
(الفقرة االولى) ،ومسألة اإلحالة وتحديد اإلحتصاص بنظر الدعوى (الفقرة الثانية) ثم
ندرس موضوع الطعن في الحكم الجنائي المؤسس على وجه الخطأ في القانون (الفقرة
الثالثة) في إطار القواعد اإلجرائية للتكييف الجزائي للجريمة نحصي نتائج عديدة له في
-قرارين للمحكمة العليا ,قرص مضغوط نوع ,DCإصدار اثلث,مصدر سابق -0 .رقم01 ،313 :مؤرخ يف 1
إن للتكييف الجزائي آثار إجرائية هامة ،لهذا كفل المشرع ضمانات للمتهم في
التحقيق اإلبتدائي نظرا لخطورته في تقييد حرية المتهم ،مثال تنص المادة 314من قانون
اإلجراءات الجزائية على أنه " :فإذا خلص من المرافعات أن واقعة تحتمل وصفا قانونيا
مخالفا لما تضمنه حكم اإلحالة ،تعين على الرئيس وضع سؤال أو عدة أسئلة إحتياطية "،4
peuvent proposer .par des conclusions formels que soit posée la question de
(coups mortels) c’est un expo. P : 123.tribunal criminel. .article 264 .Alu ; et
l’article 306 aussi dit : résulta e des débats que le fait comporte une
qualification autre que celle donnée lare de renvoi le président doit poser une
ou plusieurs questions subsidiaires
- 1بوسقيعة أحسن ،التحقيق القضائي ،دار هومة ،طبعة . 3112
- 2جندي عبد املالك،املوسوعة اجلنائية ،جزء اثلث ،جرائم راب فاحش ،طبعة ، 3119ص04
53
اإلبن لمال أبيه بالسرقة ال بإنتهاك حرمة منزل ،ذلك أن السرقة طبقا للمواد،349، 351 :
311من قانون العقوبات يتوقف تحريك الدعوى فيها على الشكوى كقيد عليها .1
أما بالنسبة للمجني عليه :فمن الناحية النظرية البحتة ،يبدوا من مصلحة المجني عليه
أن تكيف الواقعة بالوصف األشد ،فهل هذه القاعدة عامة بالنسبة لإلدعاء المباشر -الذي ال
يجوز في الجنايات -؟ ،وماذا بشأن التجنيح الشرعي للجرائم و مساوئه على مصلحة
الخصوم ؟ .
هذا األمر ليس على إطالقه فقد تكون مصلحة المضرور (المجني عليه) أحيانا في أن
تكيف بالجنحة أو المخالفة بدل الجناية حتى يقبل إدعاءه المباشر دون أن يمر على التحقيق
الذي هو وجوبي في الجنايات حسب المادة 44من قانون العقوبات وكذلك األمر فيما يخص
مسألة التجنيح التشريعي والقضائي فاألمر مختلف عن القاعدة العامة. 2
وللتكييف الجزائي أيضا اثر مبطل أو مفسد على اإلجراءات من حيث أثره الالحق على
اإلختصاص النوعي ،وصورة ذلك ما نصت عليه المادة 04من قانون اإلجراءات الجزائية "
التي تعطي الحق لضباط الشرطة القضائية ،اإلنتقال خارج دائرة اإلختصاص وبناء على أمر
من القاضي المختص الذي يقع اإلجراء في دائرته ،فيقوم ضابط الشرطة القضائية بإجراءات
معينة كسماع مشتبه فيه مثال ،ثم يخبر وكيل الجمهورية بالجريمة بأثر الحق ولحد اآلن
فهناك دالئل قوية للجريمة ،وتقرير إخباري أولي ،وهذه اإلجراءات سليمة ألنه لم يتم بعد
تحريك الدعوى العمومية من النيابة العامة ،وإعطائها وصفا غير الوارد في المادة 1/04من
- 1غري أن هدا يثري إشكالية :قيام الرابطة الزوجية من عدمه ،وأثر ذلك على حتريك الدعوى العمومية ؟ /طبقا للمادة 311
من قانون العقوابت ،واليت تضع قيد لتحريك الدعوى ،على إحدى األفعال اليت تدخل يف إحدى حاالت املادة 349من
قانون العقوابت ،وهذه احلالة هي ـ سرقة إحدى الزوجني لآلخر ؟ -جاء إجتهاد احملكمة العليا يف هدا الشأن صريح ليوضح
مبوجب قرارها رقم ،00 ،1540 :يف" DC ،0555/14/11 :أبنه يف حالة احنالل الرابطة الزوجية ،ال يعفى املتهم من
العقوبة .
- 2وهذا يثري إشكال حول ما إذا كانت هذه القاعدة عامة من أنه من مصلحة تكييف الواقعة ابجلنحة ،بدل اجلناية ،حىت يقبل
إدعاء املباشرة ؟ فيكون بذلك التجنيح سواء يف شكله القضائي أو التشريعي ذا فائدة يف مصلحة اجملين عليه أي إجيايب يف شأنه،
وعلى العكس من ذلك إذ يكون سليب يف مصلحة املتهم.
54
قانون اإلجراءات الجزائية ،فهنا يخضعون في اإلجراءات المتخذة منهم إلى أحكام المادة
6/04من قانون اإلجراءات الجزائية ،فيمكن بالتالي للمحامي الطعن في اإلجراء المتخذ منهم
دون تمديد اإلختصاص من وكيل الجمهورية المختص إقليميا وهو من النظام العام.1
وفي هذا قضت محكمة النقض الفرنسية أنه يمتنع على القاضي بناء قناعته على
إعترافات حاصلة في تحقيقات مخالفة لألصول ،فتعتبر كأنها لم تكن.2
تثير مسألة اإلحالة عنصر اإلختصاص بنظر الدعوى :فيختلف األثر ما بين الجنحة
والجناية والمخالفة من حيث اإلختصاص لنظر الدعوى وتأثير ذلك أن محكمة الجنايات
تنظر الجنايات وكذا األمر بالنسبة محكمة الجنح والمخالفات ،وهذا ال يجب خرقه ،إذا فكيف
يؤثر التكييف الجزائي على اإلختصاص ؟ .
يجيب الفقه على ذلك بالقول أنه كثيرا ما تلجأ النيابة العامة إلعادة تكييف الجنايات إلى
جنح إلعتبارات عدة أهمها التخفيف على محكمة الجنايات نظرا لتكدس الملفات الجنائية
وهذا ما أصطلح عليه تسمية .(politique de correctionaisation) :
فإذا كانت هذه الممارسة تتم على هامش الشرعية ،فإن ما تعود عليه من فوائد عملية
جمة يشفع لها عيوبها.1
- 1املشكل أن املادة 02من قانون اإلجراءات اجلزائية مل ترتب جزاء يف طياهتا لكن بتطبيق املادة 411من نفس القانون فهي
جتعل اجلزاء أ بطال العمل اإلجرائي ،وعليه فالبطالن هو "اجلزاء الذي يصيب العمل اإلجرائي الذي صدر خمالفا للقانون ،فيسلبه
آاثره املفروض ترتيبها حبسب القانون" ،لتفصيل أكثر انظر :
-شكيب عاصم ،بطالن احلكم اجلزائي ،نظراي وعمليا دراسة مقارنة ،منشورات احلليب احلقوقية ،الطبعة االوىل 3112ص33
وما بعدها .وكحل هلذه املسالة انظر تعليق على املادة 02إجراءات جزائية ل حممد حزيط ،مذكرات يف قانون اإلجراءات اجلزائية
اجلزائري،دار هومة طبعة اثنية، 3112ص.44
- 2شكيب عاصم ،املرجع نفسه،ص91
55
وتطبيقا لذلك قضت المحكمة القضائية اإلصالحية :بأن الخروج عن هذا المبدأ يعد
إنتهاك لقواعد النظام العام لمحكمة الجنح يقوض المبادئ األساسية للقانون الجنائي وصورة
2
زائفة للعدالة والحقائق.
- 1اتفق مع األستاذ بوسقيعة من حيث اجلهة القضائية القائمة ابلتجنيح وهي النيابة العامة ،حسب مبدأ املالئمة اجلنائية طبقا
للمادة 4/32إجراءات جزائية ،وان الوكيل مباشرة خيرب النائب العام الن النيابة جزء ال يتجزأ طبقا للمادة 30من قانون
اإلجراءات اجلزائية ،واختلف معه يف أن هذه املمارسة تتم على هامش الشرعية ،فالتسمية الصحيحة أهنا تتم خرقا للشرعية
اجلنائية على النحو التايل ،فإ ذا تغاض قاض النيابة العامة عن بعض الظروف املكونة للجرمية ،فيكون قد أنكرها وان أنكار واقعة
جمرمة هو أنكار للعدالة -وليس خرقا للقانون -متاثل متاما رفض القاضي الفصل يف الدعوى ،وأما مع توافر الواقعة والظروف
نفسها املصاحبة للجرمية ،ومع ذلك تعطى وصف جنحة ،فهذا خرق للقانون يستوجب النقض ..انظر املادة 3/411و2
إجراءات جزائية اليت ترتب النقض على أساس خمالفة القانون ...كما اختلف معه يف أن التجنيح سيؤدي ملنع التكدس عن حمكمة
اجلناايت واهلدف من التجنيح ،فكان التجنيح فعال يؤدي هدف هو رفع التكدس عن حمكمة اجلنح عندما كانت اغلب
االتفاقيات املنبثقة عن احلقوق املدنية والسياسية حلقوق اإلنسان غري مصادق عليها من الدول العربية ،فكانت اغلب اجلرائم يف
ظل القوانني اجلنائية املوروثة عن االستعمار ،ويف ظل السياسات البوليصية العربية متتاز ابلتشديد يف اجلرائم املاسة ابالقتصاد
الوطين خاصة ،فكانت فعال حمكمة اجلناايت مكدسة ،أما اآلن فاألمر خمتلف فمحاكم اجلنح هي اليت تعاين التكديس فاجلنح
أسبوعية أما اجلناايت ففي دورات ،ابلتايل فاهلدف من جتنيح اجلناايت والتعدي على االختصاص هبدف امسى –اجرائي -مل يعد
مربرا خاصة يف ظل التجنيح التشريعي ملعظم اجلناايت االقتصادية...انظر قانون 10-12وقانون ، .15-19وانظر كذلك :
Recherche et publicqtion de documents-www.oboulo.com.-
2
- [...] La correctionnalisation judiciaire ébranle les principes fondamentaux
du droit pénal... Elle le fait à double titre : elle implique un travestissement des
faits et est de ce fait parfaitement illégale. 1 Un travestissement des faits La
correctionnalisation judiciaire repose tout entière sur un travestissement des
faits plus ou moins grave. Le procureur peut agir sur deux éléments. 1 L’action
sur l’élément matériel de l’infraction - oublier une circonstance aggravante:
prenons l’exemple du vol. Un vol simple est puni de trois ans
d'emprisonnement et de 45000 euros d'amende tandis qu’un vol avec arme est
puni de vingt ans de réclusion criminelle et de 150000 euros d'amende.
[...]...for more detailles look at sit following ; www.oboulo.com.
56
الفقرة الثالثة :الطعن في الحكم الوارد على الخطأ في القانون
إن إختالف التكييف الجزائي للجريمة ...يترتب عليه إختالف في طرق الطعن في
األحكام الصادرة في شأن كل نوع من أنواع الجرائم .
كما تنظر محكمة الجنح القضية على 13درجات ،في حين تنظرها محكمة الجنايات
على درجتين كما ال يقرر الطعن في المخالفات أقل من 15أيام وغرامة أقل من 011دج،
وفي األوامر الجزائية حسب المادة 351مكرر من قانون اإلجراءات الجزائية .
1
وإن هذا وإن التكييف القانوني للواقعة يعد واجب على عاتق المحكمة أيا كان نوعها
تغيير الوصف القانوني ليس قاصرا على ما تعطيه النيابة العامة من تكييف جزائيا إنما يمتد
للوصف القانوني الذي يعطيه قاضي التحقيق أو الهيئة اإلتهامية . 2
ومثال الحكم الوارد على الخطأ في القانون أنه " إن هي –المحكمة -خالفت هذا األمر
في إعطاء الوصف القانوني للفعل بأن أبقت األفعال المسندة إلى المدعى عليه دون وصف
قانوني تكون قد عرضت حكمها للنقض واإلبطال ،3وهذا ما يسمى بالتكييف السلبي ،كما أنه
تعد غير قانونية البراءة الصادرة عن محكمة عسكرية لصالح متهم متى فصلت في جريمة
غير التي كان محاال من أجلها .4
- 1العوضي عبد املنعم ،قاعدة تقيد احملكمة اجلنائية ابالهتام ،دراسة مقارنة ،دار النهضة العربية طبعة ،0823ص.323
- 2شكيب عاصم ،املرجع السابق ،ص.532
- 3شكيب عاصم ،املرجع نفسه ،ص .532
- 4بغدادي جياليل ،االجتهاد القضائي يف املواد اجلزائية ،جزء أول،املؤسسة الوطنية لالتصال والنشر واإلشهار ،طبعة 0882
،ص ، 332رقم 248و.912
57
الفرع الثاني :اآلثار الموضوعية
إ ن التكييف الجزائي ليس له عالقة فقط بالقانون اإلجرائي كما وضحنا في الفرع
األول ،لكن فإن للتكييف الجزائي أيضا عالقة بالقانون الموضوعي من حيث تطبيق القانون
في المكان والزمان وهو ما نوضحه (الفقرة األولى) ،كما نوضح مسألة الشروع
واإلشتراك واإلتفاق الجنائي (الفقرة الثانية) ،وتظهر هذه اآلثار من خالل تطبيق القانون
من حيث المكان ،وأحكام الشروع وتطبيق الظروف المخففة ،و أحكام العود ،واإلتفاق
الجنائي .
من آثار التكييف الجزائي ،أن ال يسري قانون العقوبات على الجرائم التي تقع في
الخارج طبقا لمبدأ الشخصية اإليجابية إال إذا كانت الجريمة جناية أو جنحة طبقا للقانون
الداخلي للدولة ،فمن جهة قانون العقوبات األردني في المادة األولى فقرة أولى ،يعاقب
األردني إذا إرتكب جريمة وهو في الخارج فعال يجعله فاعال أو متدخال في جريمة تعد
1
جناية أو جنحة في قانون العقوبات األردني ،وقد إستثنى المشرع المخالفات من هذا الحكم.
كما يؤثر التكييف على تطبيق القانون من حيث الزمان ،بحيث أن أنواع التكييف
الجزائي والتمييز بين تكييف الواقعة والجريمة ،وما أشرنا إليه من أن التكييف القضائي هو
مطابقة النموذج القانوني للواقعة النموذجية مع الواقعة المرتكبة فهذا يؤثر على تطبيق
2
القانون من حيث الزمان.
- -احلديثي فخري عبد الرزاق والزعيب خالد محيدي ،شرح قانون العقوابت ،القسم العام ،طبعة اولىاصدار ، 3118دار 1
كما أن الشروع :غير معاقب عليه في المخالفات ويعاقب عليه مطلقا في الجنايات
وشرط وجود نص في الجنح (مادة 30-31من قانون العقوبات) .
وتطبيقا للمادة 31من قانون العقوبات ،قضت المحكمة العليا بأنه" ما دامت المادة 115
عقوبات ال تعاقب على المحاولة في جنحة إنتهاك حرمة منزل ،فإن قضاة المجلس اللذين
قضوا بعدم قيام الجنحة في حق المتهم الذي دق على باب سكن الضحية الخارجي بقوة دون
3
الدخول إليه ،لم يخطئوا في تطبيق القانون".
واألصل أن اإلشتراك :معاقب عليه في الجنايات والجنح دون المخالفات طبقا للمادة
66من قانون العقوبات .
من شأن التكييف الجزائي زعزعة إستقرار المراكز القانونية ،حيث ستتغير طبيعة
الجريمة بتغير طبيعة العقوبة ...كما يستتبع ذلك مغايرة في مجال اإلختصاص النوعي
وأحكام التقادم ،كما أن تعديل التهمة من جريمة ألخرى تارة تكونان معاقبتان بنفس العقوبة
-أي من نفس الطبيعة الجنحية مثال -يظهر أنه ال يؤثر على المراكز القانونية للمتهم ،لكن
األمرغير ذلك ،كما نخصص هذا المطلب لدراسة مسألة تقادم العقوبة (الفرع األول) ،ثم
اإلعتداد بالتكييف المستمد من نوع العقوبة المحكوم بها ،فنرى ما مدى تأثير نوع العقوبة
المحكوم بها على نوع التكييف المعطى للجريمة وتتم دراسة هذا العنصر على ضوء المادة
19من قانون العقوبات الجزائري ،كما نتعرض إلشكالية سقوط الحق المدني (الفرع الثاني
) فنركز على إجراءات الدعوى المدنية التبعية التابعة للدعوى العمومية وذلك على ضوء
إن للتكييف الجزائي كذلك أثر على العقوبة ،فمن خالل المادة 403من قانون
العقوبات والمادة 19كذلك نالحظ أن" التكييف المعطى للجريمة له أثر كبير على تقادم
العقوبة ،وال يهم مقدار العقوبة المسلطة ما دامت تتم في إطار الحدود التي نص عليها
القانون عدا ما ذكر في المادة 1/ 406من قانون اإلجراءات الجزائية التي تربط مقدار
العقوبة بالتقادم المقرر في المادة هذه ،لبدء حساب التقادم ،وفي هذا الصدد فقد إتجه الفقه
إلى أن ظرف العود في أحوال التشديد غير مؤثر في نوع الواقعة التي تظل على حالها ألنه
جوازي للقاضي ،ال يقيده بعقوبة نوع دون نوع آخر .1
فاإلختالس المنصوص عليه على سبيل المثال في المادة 15من قانون 10-14يعد
جنحة معاقبة ب من 01-1سنوات حبس ،فيظهر أن تعديل التهمة ال يمس المتهم في
مركزه ،لكن وبالرجوع للمادة 56من قانون 0-14حيث تراجع المشرع عن أحكام التقادم
وأخضعه للمادة 406من قانون اإلجراءات الجزائية وبحدود العقوبة المقررة للجنح األكثر
من 15سنوات ،واألمر مختلف بالنسبة للرشوة فهي تخضع للمادة 401من قانون
اإلجراءات الجزائية وال تتقادم ،وفي هذا مس كبير بمركز المتهم ،وفي ما يلي نرى هل
يعتد المشرع بالتكييف الجزائي المستمد من نوع العقوبة المحكوم بها ؟.
من خالل ذلك نتعرض لإلعتداد بالتكييف المستمد من نوع العقوبة المحكوم بها (الفقرة
األولى) ،ومسألة الظروف المشددة والمخففة (الفقرة الثانية ).
- 1عبيد رؤوف ،مبادئ القسم العام من التشريع العقايب ،دار الفكر العريب ،طبعة رابعة ، ، 0828ص 092
61
الفقرة األولى :اإلعتداد بالتكييف
المستمد من نوع العقوبة المحكوم بها
نالحظ أن قضاء المحكمة بعقوبة مخففة لتنزل بها لعقوبة جنحية طبقا للمادة 6/53
أمام محكمة الجنايات أوفي محكمة الجنح لتفوق حدود الجنحة في التشريعات العربية بعكس
تشريعنا فيما جاءت به المادة 19من قانون العقوبات ،فهذا النزول ال يؤثر إطالقا على
التكييف المقرر للجريمة ،لكن األمر ليس بهذه البساطة فالمشرع قد وضع نفسه موضع
تناقض ذلك عندما قررت المادة 6/53عقوبات النزول بالعقوبة إلى الحبس عند تخفيفها
حتى تصل إلى عام حبس فهذه الجريمة المحكوم بها بالحبس حسب رأي الفقه والقضاء
تعتبر جنحة ،فلنوع العقوبة المحكوم بها هذا أثر كبير على التكييف المقرر للجريمة كما بينا
سا بقا ،وكذا نالحظ أن لهذا أثر في تحديد طرق الطعن المقرر طبقا لنوع العقوبة المحكوم
بها ،ففي العقوبات المحكوم بها في الجنايات ال يسمح بالمعارضة فيها طبقا للمادة 156من
قانون اإلجراءات الجزائية في مقدمة القسم الثاني بعنوان (في حضور المتهم) والتي تجعل
كجزاء لغياب المتهم الحكم في غيبته حضوريا وكذا المادة 314إجراءات جزائية في
الفصل الثاني بعنوان (التخلف عن الحضور أمام محكمة الجنايات) والتي تقرر أن تنعدم
األحكام الصادرة عن محكمة الجنايات بقوة القانون ،فهل هذا الحكم يستفيد منه المتهم
المحال أمام محكمة الجنايات بوصف جنحة أو مخالفات مرتبطة بها وكذا حالة الخطأ في
التكييف وإعادة تعديل تكييف الجناية إلى جنحة خاصة في ظل المواد 169إجراءات
جزائية ،والتي تعطي الوالية العامة لمحكمة الجنايات أو المادة 151من نفس القانون التي
تمنع الحكم بعدم اإلختصاص.
لو نطبق النص المذكور على إطالقه نرى أن المحكوم عليه أمام محكمة الجنايات ال
يستفيد من حق المعارضة ،وفي هذا خرق لحقوق الدفاع نهيب بالمشرع لحل هذا اإلشكال
62
فورا أو اإلجتهاد القضائي في هذا المجال ،وال داعي لتبني موقف محكمة النقض الفرنسية
أو المصرية كما جرت العادة بدون " جزارة "اإلجتهادات المتوصل إليها كما جرت العادة.1
ويزداد األمر خطورة عندما تؤيد محكمة النقض الموحدة لالجتهاد القضائي من
المفروض هذا الفراغ في المادة 314من قانون اإلجراءات الجزائية ،وذلك بتطبيق قضائي
خاطئ ،فقد قضت المحكمة العليا بأن " القاعدة التي تسري على األحكام الصادرة غيابيا
في المواد الجنائية والتي كان يتعين على المحكمة تطبيقها ،هي تقادم العقوبة وفقا ألحكام
المادة 403إجراءات جزائية وليس تقادم الدعوى العمومية كما ذهبت إليه المحكمة.
ويستنتج ذلك من نص المادة 314إجراءات جزائية التي تنص على أنه إذا تقدم
المحكوم عليه المتخلف غيابيا وسلم نفسه للسجن أو إذا قبض عليه قبل إنقضاء العقوبة
المقضي عليه بها بالتقادم ،فإن الحكم واإلجراءات المتخذة منذ تقديم نفسه تنعدم بقوة
2
القانون– فالقانون أخذ بتقادم العقوبة وليس بتقادم الدعوى العمومية في مثل حالة المتهم.
فما هو الحال عليه في التشريعات والفقه المقارن ؟.
يرى جانب من الفقه بأن العبرة في سقوط الحكم الغيابي هي بالعقوبة المقضي بها فإذا
كانت من نوع الجنحة فإن الحكم القاضي بها يقبل المعارضة ،ألن نصوص القانون تعطى
لكل محكوم عليه غيابيا بعقوبة الجنحة حق المعارضة بهذا الحكم وهذا الحق يكون دون شك
للمحكوم عليه غيابيا من محكمة الجنايات في جنحة ،وباإلضافة إلى ذلك فإن إحالة الجنحة
-اقرتح تعديل املادة 385كما يلي "وتتعلق اإلحكام املنصوص عليها يف هذه املادة ابجلرمية املوصوفة جناية دون اجلرائم 1
إن أسباب التشديد هي الوجه المقابل ألسباب التخفيف ،فالمشرع عندما يضع العقوبة
لجريمة ما ،فهو يحددها على تقدير وقوعها في ظروف عادية لكن كثيرا ما تقترن الجريمة
بظروف خاصة ،يرى المشرع من غير المالئم التغاضي عنها ،كون تفريد العقاب يقتضي
التناسب بين العقوبة ،وحال الجريمة ومرتكبها ،وتعرف الظروف المشددة بأنها ":وقائع أو
أحوال تتصل بالجريمة ذاتها ،أو بشخص مرتكبها ،ويكون من شأ نها جعل الجريمة أكثر
جسامة ،أو اإلفصاح عن خطورة زائدة في شخص فاعلها مما يقتضي تشديد العقوبة عليه،
إما برفع حدودها ،أو بتغير نوعها وإحالل عقوبة أشد محلها أو بإضافة عقوبة أخرى أو
2
تدبير إليها.
فالتكييف الجزائي للجريمة يؤثر على العقوبة بحسب األحوال التي سنبين فإن كنا قد
أشرنا إلى الوقائع عموما من خالل تأثيرها على التكييف فاآلن سنفصل هذه الوقائع إذ أن
شغل الدفاع الشاغل ينصب على نوع العقوبة دائما وبتشديدها أو تخفيفها تظهر أهمية
ضمانات التكييف الجزائي ،وهذه الظروف المشددة أصناف .
أوال -تصنيف الظروف المشددة :هناك حاالت بتوافرها في أي جريمة ،يجوز
للقاضي تجاوز الحد األقصى للعقوبة المقررة قانونا للجريمة ،وتسمى الظروف المشددة و
- 1حسين حممود جنيب ،قوة احلكم اجلنائي يف إهناء الدعوى اجلنائية،دار النهضة العربية ،طبعة 3لسنة،0822ص.82
- 2عوض حممد ،قانون العقوابت ،مرجع سابق ص430 ،431
65
هي نوعان ، 1سنتعرض لهما على التوالي ، 2وليس مما يتفق مع خطة الدراسة أن نتعرض
لمختلف الظروف المشددة ..
بالحصر والدراسة المفصلة ،ألن المجال الطبيعي لها هو القسم الخاص ،حيث تدرس
3
،وعليه سنتعرض لتفصيل هذه الظروف من خالل الظروف الجرائم كل على حدى
المشددة الخاصة ،ثم الظروف المشددة العامة .
فالنسبة للظروف المشددة الخاصة :و هي تنقسم بدورها إلى :ظروف مشددة واقعية :
وهي تلك الوقائع الخارجية التى رافقت الجريمة فتغلط الفعل إذا إتصلت به ومثالها ذلك
حمل سالح أبيض ،والليل ،في جريمة السرقة فالسرقة يعاقب عليها بموجب المادة351 :
من قانون العقوبات بالحبس سنة إلى 15سنوات ،وبإقترانها بظرف الليل تشدد العقوبة
لتصبح السجن من 5إلى 01سنوات ،وهذه الظروف تظهر عالقتها المباشرة بالتكييف
الجزائي ،وذلك من خالل إقتناع النيابة العامة بثبوت الوقائع أو نفيها ،وهي بدورها إما :
ظروف مشددة شخصية :وهي بخالف الظروف الموضوعية التي تلحق الركن المادي
للجريمة فهذه الظروف الشخصية تلحق الركن المعنوي لها ،ومثالها :سبق اإلصرار
المقترن بالقتل حسب المادة 145من قانون العقوبات ،وقد تلحق صفة في الفاعل كصفة
القاضي ،وكاتب الضبط في جريمة الرشوة طبقا للمادة 014مكرر عقوبات والملغاة
بموجب المادة 16من قانون ،14/ 10وصفة األولياء في حالة ممارستهم لوسائل العنف
والحرمان على أوالدهم القصر ،وذلك حماية للصغير من األخطار التي يمكن أن يتعرض
لها ،إذ عاقب القانون باإلعدام في الحاالت المنصوص عليها في الفقرتين 3و 6من المادة
- 1هذا التصنيف ليس حامسا وال دقيقا إذ أن :عبد هللا اوهايبية يعلق على هذا ابن الظرف املشدد الواحد قد حيتمل أكثر من
وصف ,فظرف العود مثال ,عام وهو ظرف شخصي ...انظر يف ذلك:
-عبد هللا اوهايبية ,شرح قانون العقوابت ,شرح قانون العقوابت اجلزائري ،القسم العام ،مطبعة الكاهنة – اجلزائر -ط ,1113
ص 315بعنوان تصنيف الظروف املشددة .
. -عوض حممد,قانون العقوابت ,مرجع سابق,ص 430وما بعدها
. - 2بوسقيعة أحسن ،الوجيز يف القانون اجلزائي ،مرجع سابق ص 151
- 3وأنظر .:عوض حممد ،قانون العقوابت مرجع سابق ص .436
66
110عقوبات ، 1وتتعلق أغلب هذه الظروف ،بجرائم اإلعتداء ،كالقتل والضرب والجرح
وهتك العرض.2
الظروف المشددة العامة :ال يوجد 3في قانون العقوبات الجزائري ظرف مشدد عام غير
ظرف العود ، 4فالتعدد في الجرائم بموجبه يرتكب الشخص عدة جرائم دون أن يفصل
بينها حكم قضائي نهائي سواء كان تعددا مادي حقيقي طبقا للمادة 33عقوبات أو تعدد
األفعال التي يشكل كل منها جريمة خاصة دون صدور حكم نهائي فاصل بينها ،فإذا وقع
التعدد فالعقوبة حسب المادة 35عقوبات هي عقوبة الفعل األشد بمعنى أن المشرع
الجزائري ال يأخذ بمبدأ ضم العقوبات السالبة للحرية و تطبيقها مجتمعة على المحكوم عليه
قد يكون ظرفا مخففا وال يمكن أن يعتبر تشديدا بأي حال من األحوال .
والعود ،هو أن يأتي الشخص جريمة أو أكثر بعد صدور حكم بات عليه من اجل
جريمة سابقة ،ولظرف العود صور متعددة ،فقد يكون عاما ،أو خاصا ،بسيطا أو متكررا
و مؤبدا أو مؤقتا ،كما أن له أركان للقول بتوافره هي:
- 1نصر الدين مروك ،احلماية اجلنائية للحق يف سالمة اجلسم يف القانون اجلزائري واملقارن ،والشريعة اإلسالمية ،ودراسة مقارنة
0551برقم، 55/10 : "مذكرة دكتوراه دولة يف القانون اجلنائي ،والعلوم اجلنائية " كلية احلقوق بن عكنون ،سنة 0554
ص .131
- 2اخلليفي انصر علي انصر ،مرجع سابق ،ص314 ،315
- 3تعدد اجلرائم هو الذي مبوجبه يرتكب الشخص عدة جرائم دون أن يفصل بينهما حكم قضائي هنائي ا -سواء كان تعدد
مادي حقيقي طبقا للمادة ( )33وهو تعدد األفعال اليت يشكل كل منها جرمية خاصة ،دون صدور حكم هنائي فاصل
بينهما فإذا وقع التعدد فالعقوبة حسب املادة 35من قانون العقوابت هي عقوبة الفعل األشد مبعىن أن املشرع اجلزائري ال
أيخذ مببدأ ضم العقوابت السالبة للحرية وتطبيقها جمتمعة على احملكوم عليه ،وهذا قد يكون ظرفا خمففا وال ميكن أن يعترب
تشديدا أبي حال من األحوال ،لتفصيل أكثر أنظر ....:عبد هللا أوهابية ،شرح القانون العقوابت ،مرجع سابق ،ص.305
ب -أو كان تعدد صوراي :وهو أن حيتمل الفعل عدة أوصاف فيوصف الفعل الواحد الذي حيتمل عدة أوصاف ابلوصف
األشد منها ما جاء يف املادة 31من قانون العقواب4ت ،وهذا ميكن اعتباره تشديدا يف التكييف اجلرمي وال ميس هيكله
العقوبة ،ويفهم ذلك من معىن نص املادة 31من قانون العقوابت ،وعليه فال ميكن اعتبار تعدد اجلرائم ظرفا مشددا،
ابلتايل حسنا فعل عبد هللا أوهابية ،إذ حضر التشديد العام يف العود فقط.
- 4أوهابية عبد هللا ،شرح القانون العقوابت ،مرجع سابق ،ص.315
67
الحكم السابق ،فيجب أن يكون قد صدر ضد المتهم بجريمة جديدة حكم نهائي جنائي
سابق بسب إرتكاب جريمة ما ،والمشرع الجزائري في المادة 645 ،665 55 ،56
عقوبات لم يحصر الجريمة السابقة ،بنوع معين من الجرائم ،بخالف المشرع المصري في
المواد 56 65عقوبات ،فقد إشترط في الحكم السابق أن يكون صادرا بشأن جناية أو جنحة،
مستبعدا بذلك المخالفات من مجال العود .
وثاني هذه األركان هي إرتكاب جريمة جديدة ،يرتكبها المجرم وتكون الحقة على
ضرورة الحكم الصادر ضده في جريمة سابقة نهائيا ،وفي خالل مدة معينة هي خمسة
سنوات ،والمشرع أحيانا يعتد بالعود في حالة إرتكاب جريمة جديدة دون شرط ،وأحيانا
يشترط أن تكون الجريمة الجديدة ،من نفس النوع طبقا للمواد 55 ،56و المواد 51
بالنسبة للنوع الثاني منها ،وطبقا للمواد 55و 645 ،665عقوبات ففي العود تشدد القوبة
المقضي بها .
على أن مسألة العود تثير عدة إشكاالت عملية ،إذ فكيف يمكن إثبات ظرف العود
فهذا إشكال يصادف القاضي أثناء نظره في القضية ؟ .
إستقر قضاء المحكمة العليا ،على أنه " سواء تعلق بجنايات أو جنح أو مخالفات يقع
إثبات سوابق المتهم بتقديم صحيفة السوابق القضائية ،ويقع ذلك على عاتق النيابة العامة،
األصل أن ال يكون لإلنسان سوابق ،1لكن اإلشكال ،يبقى حول ما إذا وقعت متابعة
الشخص بإسم غير حقيقي ،فكيف يثبت العود ؟ ،أو في حالة المنازعة في صفيحة السوابق
القضائية ؟ ،ثم هل ما ورد في صحيفة السوابق القضائية يعتبر حجة قاطعة أم ال ؟ ،كل هذه
اإلشكاالت تبقى محال إلجتهاد القضائية أخرى كونها تخرج عن موضوع الدراسة .
مدى سلطة القاضي الجزائري في األخذ بالظروف المشددة :تعتبر الظروف المشددة هي
الوسائط الشرعية التي يتمكن القاضي في ظلها من تحقيق مالئمة كاملة بين ما ينطق به من
عقاب ،والظروف الواقعية للدعوى التي تستلزم مزايدة من التشديد يتجاوز ما يسمح به
النص التجريمي في شكله التجريدي ،هذه المالئمة هي ما نسميه عندنا بالتكييف الجزائي
- 1جندي عبد املالك ،مرجع سابق،ص33و ، 33لكن وابلعكس من ذلك تنص املادة 39من قانون العقوابت عندان أبنه ال
أتثري على طبيعة الفعل مبا ينطق به القاضي فالتكييف الوارد على العود يتعلق بتكييف العقوبة ال طبيعة اجلرمية ،وتطبيقا لذلك
قضت حمكمة النقض املصرية " ابن اجلرائم املذكورة تعترب جناية أو جنحة حبسب ما حيكم به القاضي" وأطلق عليها الفقه اسم
اجلرائم القلقة النوع ،وال توجد عندان هذا النوع من اجلرائم...انظر بتفصيل :
-القبالوي حممد عبد ربه ،مرجع سابق ،ص .032
-نص املشرع اجلزائري على األعذار القانونية املخففة يف نص املادة 51من قانون العقوابت ،وتسمى موانع العقاب 2
وتشمل-:إعذار االستفزاز املنصوص عليها يف املادة 156, 51, 111من قانون العقوابت –وعذر صغر السن املنصوص عليه
يف املواد 65:حىت املادة 50من قانون العقوابت .يف حني نص القانون على االعذار القضائية املخففة يف املادة 53من
قانون العقوابت فقط ) :
- 3بوسقيعة أحسن ،مرجع سابق ص.161
71
مدلول ظروف التخفيف :تعرف هذه الظروف بأنها " :عناصر أو وقائع عرضية تبعية
تخفف من جسامة الجريمة وتكشف عن ضآلة خطورة فاعلها ،1و تستتبع تخفيف العقوبة
إلى أقل من حدها األدنى ،أو الحكم بتدبير يتناسب مع تلك الخطورة ،وهناك تعريفات
أخرى لظروف التخفيف القضائية أوردها الفقه ،2والتعريف الذي نختاره هو :أنها وقائع
عارضة يتولى تحديدها القاضي في كل جريمة على حدى ويقدر أثرها القانوني على
3
العقوبة الواجب تطبيقها.
وفي الفقه الجزائري :عرفها األستاذ عبد هللا أوهايبة بأنها :أخذ المحكوم عليه بالرأفة.
ألسباب ومبررات يراها القاضي جديرة بأن تحمله على تخفيف العقاب على المتهم إما
بالنزول عن الحد األدنى المقرر للجريمة ،وإما بإستبدال عقوبتها بعقوبة أخف وهي سلطة
4
جوازية مقررة للقاضي الجنائي يستعملها حسب ما يراه هو وفقا لقاعدة االقتناع الشخصي.
ولهذه الظروف القضائية المخففة عالقة كبيرة بالتكييف الجزائي عند األخذ بها
فبخصوص مجال تطبيق الظروف المخففة ،فإنها تطبق على كافة الجرائم سواء كانت
جنايات أو جنح أو مخالفات .
وعلى كافت الجانحين سواء كانوا جزائريين أو أجانب ،مبتدئين أو متعودين وال
تشمل الظروف المخففة الغرامات الجبائية المقررة للجرائم الجمركية والضريبية ،5وكذا ال
يجوز إعمال هذه الظروف في مجال العقوبات التبيعية والتكميلية حسب نص المادة 53فقرة
- 1ولقد استقرت حمكمة النقض املصرية على " تطبيق سلطة القاضي التقديرية يف تقدير ما يعد من حاالت اإلدمان للمخدر
ويستوجب صاحبه اإلعفاء من املسؤولية ,فكل من يتقدم بتلقاء نفسه إىل املصحة طالبا العالج ...يعفى من املسؤولية ,ويودع
مبصحة عالج بدال من أدانته وإيداعه السجن " طعن رقم 031:يف ... 0544/15/01ملزيد تفصيل انظر يف ذلك. - :
الشريف حامد:فن املرافعة أمام احملاكم اجلنائية ,دار الفكر اجلامعي ,اإلسكندرية ,طبعة رقم, 1113ص.155:
- 2أنظر يف ذلك :عوض حممد ،مرجع سابق ،ص.405
- 3اخلليفي انصر علي انصر ،الظروف املشددة واملخفية يف عقوبة التعزير يف الفقه اإلسالمي ،مطبعة املدين املؤسسة السعودية،
مصر ط ،0551 ،0/ص315
- 4أوهابية عبد هللا ،شرح القانون العقوابت ،املرجع السابق،ص .305 + 309
- 5بوسقيعة أحسن ،الوجيز يف القانون اجلنائي العام ،املرجع السابق ص .161
72
11من قانون العقوب ات ،وفي هذا الصدد نالحظ أن قانون العقوبات المصري ربط تطبيق
الظروف المخففة بالنسبة للسلطة التقديرية للقاضي في مجال الجنايات فقط ،1أما بخصوص
آثار التحقيق القضائي :فقد حددت المادة 53من قانون العقوبات حدود سلطة لقاضي في
2
:إذا كانت العقوبة األصلية هي اإلعدام جاز الحكم على المتهم ب 01 التحفيف فيما يلي
سنوات سجن ،إذا كانت العقوبة المقررة هي السجن المؤقت جاز إنزال القاضي للحد األدنى
المقرر للعقوبة حتى 13سنوات .
وفي الحاالت التي تكون فيها العقوبة هي الحبس أو الغرامة ،يجوز تخفيض الحد
األدنى لعقوبة الحبس إلى يوم واحد والغرامة إلى 15دج ،ويجوز الحكم بإحدى العقوبتين
كما يجوز إستبدال الحبس بالغرامة على أن ال تقل عن 11دج ،وإذا جوز للقاضي إستبدال
الحبس بالغرامة ،وكانت عقوبة الحبس وحدها المقررة ،فالغرامة المقضي بها ال يجب أن
تتجاوز 310111د ج .
مدى سلطة القاضي في تحديد الظروف المخففة :يتضح موقف المشرع الجزائري من
مسألة مدى سلطة القاضي في تحديد هذه الظروف :من خالل نص المادة 53 :من قانون
العقوبات فيالحظ أن هذه الظروف المخففة ليس لها ضابط فكلما فعله المشرع هو أنه بين
3
حدود العقوبة عند التخفيف ،إذا نلجأ للفقه والقضاء لتبين األمر:
- 1أنظر :عوض حممد ،مرجع سابق ،ص , .410وأنظر املادة 01من قانون العقوابت املصري.
- 2أوهابية عبد هللا ،شرح القانون العقوابت ،مرجع سابق،ص .311
- 3فهل اخذ املشرع اجلزائري اجلزائي ابلسلطة املقيدة ام املوسعة للقاضي اجلزائي؟.
يتضح موقف املشرع اجلزائري من مسألة سلطة القاضي اجلزائي يف حتديد هذه الظروف املخففة ليس هلا ضابط فكلها فعله
املشرع هو أنه يبني حدود العقوبة الواجب النطق هبا عند التحقيق إذا نلجأ للفقه والقضاء لتبني األمر ،فقد قضت احملكمة العليا يف
قرارها أبن تطبق الظروف املخففة أمر جوازي وليست حقا للمتهم مكتسبا ،قرار رقم 110061 :يف ،. 0555/11/ 14
وأن احملكمة غري ملزمة ابلرد على طلب املتهم إفادته هبا :قرار رقم, 001446 :
يف , 0555/15/ 10قرص مضغوط,املصدر السابق - .فهذا يبني أن القاضي غري مقيد حباالت معينة للقول بتوفر مسألة
الظروف املخففة .على أن الفقه يورد بعض احلاالت كمثال عن هذه الظروف .
73
فقد قضت المحكمة العليا بأن " :تطبيق الظروف المخففة أمر جوازي وليست حقا
للمتهم (أ) ،وأن المحكمة غير ملزمة بالرد على طلب المتهم إفادته بها(ب) " كما أن تطبيق
القانون حاليا ال يقتصر على النطق بالعقوبة بطريقة ميكانيكية ،فيجب األخذ بجميع األفكار
الفلسفية للعقاب ،وبخاصة تفريده ،فالمشرع ال يمكن أن يحدد مسبقا حاالت تخفيف العقوبة،
على أن بعض الدول تضع قائمة لهذه الظروف ،وتعطي للقاضي إمكانية أن يضيف
ظروفا أخرى مما يجسد فكرة صعوبة هذا التحديد ،و عليه سنعالج مدى سلطة القاضي
الجزائي في تحديد الظروف المخففة من خالل السلطة الموسعة له ،ثم السلطة المقيدة له ،ثم
السلطة النسبية له .
فسلطة القاضي الموسعة في تحديد الظروف المخففة :تجعله وحده يختص بالقول
بتوافرها من عدمه دون أي رقابة عليه ،من قبل محكمة القانون وله أن يستنتج ذلك من
ماديات الجريمة أومن شخصي ة الجاني ،أومن كليهما معا ،ويتميز هذا اإلتجاه باإلجتهاد
لإللمام بكل الظروف التي يمكن أن تكتنف الجريمة حيث يكون من المتعذر اإللمام بها
مسبقا ،ويعاب على هذا النظام أنه يسمح بتفشي ظاهرة الحبس القصير المدى والتي أجمع
كافة علماء العقاب على عدم فائدته لما ينطوى عليه من أضرار جسيمة للمحكوم عليه
،والمجتمع والسياسة الجنائية بصفة عامة ،1كما له آثار سلبية أخرى فيما يخص إطالق
أ) -فقد أورد بوسقيعة أحسن ،أمثلة عنها من خالل املمارسات القضائية منها (ضعف الضرر) جمرد الشروع وهي الظروف
اخلارجة عن الركن املادي وحيز الضرر ،ورد األشياء حمل .السرقة ،الصلح بني األطراف ،وهي مما يلحق ابجلرمية ،والتوية
و.نبل الباعث مما يتعلق بشخص اجلاين ،.لتفصيل أكثر أنظر يف ذلك -0 :.بوسقيعة أحسن،شرح قانون العقوابت يف ضوء
املمارسات القضائية منشور تيربيت ،ط 11/14ص . - 1 .15 ،19بوسقيعة أحسن ،الوجيز يف القانون اجلنائي ،املرجع
السابق ,ص . 164
ب) -إذ يستطيع احملامي طلب العقوبة املخففة أتسيا على عدم إنطواء الركن املعنوي على كبري إمث أنظر يف ذلك. :حممد
شتا أبوا سعد,الرباءة يف اإلحكام اجلزائية وأثرها يف رفض الدعوى املدنية ومنشاة املعارف ابإلسكندرية ،بال اتريخ ,ص .054 :
- 1بكار حامت حسن موسى ،مرجع سابق ص113
74
نظام التجنيح من خالل العقوبات المخففة التي تنزل تغير من طبيعة العقوبة من السجن إلى
1
الحبس فيؤدي إلى تكييف مغاير لما أسبغته النيابة العامة على الجريمة .
أما سلطة القاضي المقيدة في تحديد الظروف المخففة :فإنه ينفرد بها المشرع حصرا
ولكن القاضي غير ملزم بتخفيف العقوبة عند توفر أحد تلك األسباب المنصوص عليها ألن
التخفيف جوازي له في مثل هذه الحالة وليس وجوبيا عليه ،وذلك أبرز ما يميز الظروف
المخففة الم حددة ،عن األعذار القانونية المخففة التي تفرض على القاضي تخفيف العقوبة
حال وجودها . 2
كما أن للقاضي سلطة نسبية في تحديد الظروف المخففة :نظرا لعيوب كل من السلطة
الموسعة والسلطة المقيدة للقاضي في تحديد هذه الظروف ،فقد إتجه بعض الفقهاء و
المشرعين نحو إيجاد قاعدة وسطية تضم أبرز مزايا القاعدتين السابقتين ،حيث تسمح
للمشرع بالنص على تلك الظروف المخففة ،وأباح للقضاء أن يستظهر من الظروف غير
- 1وهنا وقع املشرع يف تناقض فيقرر من خالل املادة 43فقرة 3و 5عقوابت جزائري وإذا اعتربان أن املعيار املعتمد يف القانون
اجلزائري هو طبيعة العقوبة أكان احلبس أو السجن ،فال شك أن التكييف القانوين للجرمية سيتغري ،وهذا ما يقرره القانون
املصري للعقوابت كذلك يف األخذ مبعيار حتديد اجلرمية ويزداد األمر سوءا إذا تركت السلطة التقديرية للقاضي يف األخذ ابلظروف
،ولكن وخبالف ذلك فيظهر أن املشرع قد وضع حال هلذا األمر ابن اعتمد نص املادة 39عقوابت اليت تنص على أن ال يتغري
نوع اجلرمية مبا ينطق به القاضي من عقوبة ،فبهذا املعيار يظهر أن الظروف املخففة ال تؤثر على التكييف القانوين للجرمية
- 2نشأت إبراهيم أكرم ،مرجع سابق ص ، 046 ،043وابستقراء املادة 51عقوابت اليت تقرر أن " األعذار هي حاالت
حمددة يف القانون على سبيل احلصر يرتتب عليها مع قيام اجلرمية واملسؤولية أما عدم عقاب املتهم إذا كانت أعذار معفية وإما
ختفيف العقوبة إذا كانت خمففة , "..وعليه نرى إن الظروف املففة املقيدة للقاضي األخذ هبا واليت حددها املشرع حصرا يف ال تؤثر
على التكييف اجلزائي إال يف صورة واحدة إذا كانت معفية ليس من العقاب أمنا من املسؤولية كلها حسب الواد 35و61
عقوابت ،وهو ما يسمى ابلتكييف السليب للواقعة أو الواقعة املانعة للجرمية ،وأما الظروف املخففة على النحو الذي ذكران
فيكون هلا أتثري كما ذكران يف الظروف املخففة القضائية طبقا للمادة 19عقوابت
75
تلك التي نص عليها المشرع وفقا لمتطلبات الحياة ،وما تمليه مقتضيات التفريد القضائي بما
ينسجم مع مبدأ سيادة القانون وتطور المجتمع بشكل يتفق و تعاليم السياسة الجنائية الحديثة.1
نطاق سلطة القاضي في التخفيف :تثير هذه المسألة عدة إشكاالت من الناحية العملية ليس
موضعها اآلن ،إذ سنأتي إلريدها بعد أن نحاول إستعراض تقييد سلطة القاضي الجزائي في
التخفيف ومدى حريته فيه ،من خالل األتي :سلطة القاضي الحرة في التخفيف ،ثم السلطة
المحددة له ثم السلطة المزدوجة له .
فسلطة القاضي الحرة في التخفيف :تتضح في إعماله سلطته في إدخال الظروف المخففة
فليس له أن يبين في حكمه نوع الظروف المخففة التي أخذ بها بل أنه غير ملزم باإلشارة
إلى تلك الظروف المخففة ،إذ يكفي أن ينزل إلى مادون الحد األدنى المقرر جزاء للجريمة
2
المرتكبة ليستشف منه ضمنيا أنه أخذ بالظروف المخففة.
كما أنه و من خالل نص المادة 01من قانون العقوبات المصري يتضح أن المشرع
لم يشأ أن يضع للقاضي بيانا حاصر الظروف التي يعتد بها في مقام التخفيف ،ولم يزوده
بضابط موضوعي يعينه على إستخالص هذه الظروف بل ترك األمر لمطلق تقديره ،3فمن
خالل هذين النصين نرى أن القاضي يتمتع بسلطة حرة وموسعة في التخفيف وهو ما يسمى
بنظام التخفيف الحر الذي يبسط أمام القاضي مجال تخفيف العقوبات إلى أدنى الحدود الدنيا
- 1بكار حامت حسن موسى ،مرجع سابق ص ، 335و يرى الفقه أن هذا األمر خطري جدا خاصة وانه له عالقة كما أسلفنا
الذكر ابلتكييف اجلديد للجرمية كما يورد الفقهاء ،فهل -:هل احلكم بعقوبة جنحة يزيل وصف اجلناية عن الواقعة اجلرمية ؟
،انظر يف ذلك :عبيد رؤوف ،مرجع سابق،املشكالت العملية اهلامة يف اإلجراءات اجلنائية ،ص 340وبعدها.
- 2بوسقيعة أحسن ،الوجيز يف القانون اجلنائي العام ،املرجع السابق ص .352
- 3عوض حممد ،قانون العقوابت القسم العام ،دار اجلامعة اجلديدة للنشر اإلسكندرية طبعة سنة ، 1111ص ، .231ويف
هذا إخالل ابلقانون فعد األخذ هبا والنزول ابلعقوبة إىل حد احلبس ال شك حسب اجتهاد القضاء سيد خال يف نوع آخر من
اجلرائم وهي اجلنحة مما يؤدي إىل تكييف مغاير إذا تغاضينا على نص املادة 39عقوابت ابلتايل من ضماانت التكييف اجلزائي
كما سنوضح أن تسبب اإلحكام لتمكني احملكمة العليا من بسط رقابتها على التكييف اجلزائي .
76
العامة ألخف أنواعها عندما يرى أن هذا التخفيف ضروري منظورا في ذلك للظروف
اإلستثنائية للقضية وشخصية المجرم.1
أما سلطته المحددة في التخفيف :فنالحظ أنه برغم إعطاء القاضي سلطة حرة في التخفيف
ومع ذلك فهي ليست مطلقة بل هي مقيدة من وجهين أحدهما يتعلق بمجالها واآلخر
بحدودها وسنرى هذا في إطار الفقه ثم القانون المقارن لما هو عليه الحال ،ففي إطار
القانون ا لمصري :تقيد السلطة القضائية بوجهين :من حيث مجالها ،تتفق الظروف المخففة
مع األعذار القانونية من هذا الوجه فكالهما يقتصر مجاله على الجنايات دون الجنح و
المخالفات ...وعلة قصر التخفيف على الجنايات ظاهرة ..فأهون عقوبة للجناية هي السجن
و أدنى حد للسجن مدة ثالثة سنوات و هذا حد –األدنى -مرتفع فكان التخفيف مناسب في
إطالقا ،3لكن قد يعطل 2
الجنايات ،على أنه ال مجال للظروف المخففة في غير الجنايات.
المشرع تطبيق الظروف المخففة و بنصوص خاصة كليا أو جزئيا كما هو الحال بالنسبة
لحكم المادة 34من قانون مكافحة المخدرات.4
أما من حيث حدودها :فإنه ال يجوز للقاضي بدعوى التخفيف أن يقضي على الجاني
بأي عقوبة مخففة يراها بل يجب أن تكون العقوبة المقضي بها داخلة في نطاق العقوبات
التي رخص القانون في توقيعها ،وقد أجيز للقاضي بوجه عام أن ينزل بالعقوبة درجة أو
درجتين على نحو ما بينته المادة 01عقوبات .....فإذا كانت العقوبة المقررة للجريمة هي
السجن فال يجوز للقاضي عند التخفيف أن ينزل بها إال درجة واحدة فيحكم الحبس . 5
- 1على أنه ميكن للقاضي وفق تنفيذ العقوبة إذا تعذر ختفيفها ....أنظر يف ذلك :
-عوض حممد ،مرجع سابق ,ص 441وبعدها (وفق التنفيذ).
- 2من أمثلة الظروف املتعلقة بظروف القضية اخلارجية ذات صلة ابجلرمية وهي :
-كحال جمرد الشروع ومن أمثلة الظروف املتعلقة بشخص اجملرم - ،عذر نبل الباعث ..ولتفصيل أكثر أنظر :
-بوسقيعة أحسن ،الوجيز يف القانون اجلنائي العام ،مرجع سابق ،ص 164
- 3عوض حممد ،مرجع سابق ص .411 ،410
- 4عوض حممد ،املرجع نفسه ,ص .411
- 5عوض حممد ،املرجع نفسه ,ص.413
77
وفي ما يخص سلطة القاضي المزدوجة في التخفيف فانه وتبعا لهذه السلطة المزدوجة
التي منحها القانون للقاضي ،فإنه يباشر سلطته المحددة في التخفيف النسبة للظروف
المخففة العادية وينتقل إلى ممارسة سلطته الحرة في التخفيف إزاء الظروف المخففة جدا ،1
وبعد التعرض اآلن لسلطة القاضي الجزائي عموما في التخفيف ،ننتقل اآلن إلستعراض
موقف المشرع الجزائري من ذلك ؟.
موقف المشرع الجزائري :تتجلى سلطة القاضي في التخفيف في القانون الجزائري
من خالل إبراز مجال تطبيق الظروف المخففة ،ثم آثار منح الظروف المخففة للمتهم .
وإن مجال تطبيق الظروف المخففة يظهر من خالل النظام الحر بحيث جعل المشرع سلطة
التخفيف تشمل جميع الجرائم وعلى كافة الجانحين حتى العائدين منهم ،غير أن منح
الظروف ال تشمل مواد الغرامات الجبائية المقررة للجرائم الجمركية والضريبية.2
أثار منح الظروف المخففة للمتهم :عموما نجد أن المادة53من قانون العقوبات قد
جاءت بحدود قانونية كحد أدنى للعقوبة عند إعمال ظروف التخفيف ،غير أن المحكمة العليا
أصدرت مؤخرا قرارا ذهبت فيه مذهبا مغايرا ،حيث قضت فيه بأن تطبيق الظروف
المخففة يقتضي النزول يقضي النزول بالعقوبة إلى مادون الحد األدنى المقرر قانونا ،3ولقد
جاء في نص قرار آخر للمحكمة العليا على أنه تخالف نص المادة 53من ق ع المحكمة
التي أدانت المتهم بجنحة الضرب والجرح العمدي مع إستعمال سالح أبيض ..والمعاقب
عليها في المادة 144عقوبات بعقوبتى الحبس والغرامة ،وقضت عليه بعقوبة الحبس وحدها
4
دون الغرامة.
- 1نشأت إبراهيم أكرم ،احلدود القانونية لسلطة القاضي اجلنائي يف تقدير العقوبة ،مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان،
األردن (بدون اتريخ) ،ص .096 ،091 ،019
- 2بوسقيعة أحسن ،الوجيز يف القانون اجلنائي العام ،املرجع السابق ,ص461
- 3بوسقيعة أحسن ،قانون العقوابت يف ضوء املمارسات القضائية ،مرجع سابق ,ص .31
- 4بوسقيعة أحسن ،قانون العقوابت ،مرجع سابق ,ص .15
78
فمن خالل هذا نرى أن أحكام المحكمة العليا قد تضاربت بشأن مدى تقييد سلطة
القاضي في األخذ بالتخفيف ،فلم يتضح موقف المشرع الجزائري من مدى توسعة نطاق
سلطة القاضي في التخفيف أو تضيقها .
على أن مسألة آليات التخفيف القضائي تثير بعض اإلشكاليات في التطبيق القضائي
وفي ظل تضارب القوانين الخاصة مع قانون العقوبات ،فما هو مصير المادة 53عقوبات ،
في ظل قانون مكافحة الفساد ،1وبعض القوانين الخاصة األخرى ؟ ،فهل يمكن إصطحاب
هذه الظروف بوقف التنفيذ ؟ ،إذا توافر في جريمة ما ظرف مخفف قضائي وعذر قانوني
مخفف فأيهما نطبق ؟ ،2و هل يمتد تأثير الظروف المخففة القضائية من الدعوى العمومية
إلى الدعوى المدنية التبعية 3؟.
في ظل تعارض مواد القانون التجاري 561 ،560 ،561 ،535 ،539 :مع
المواد 316و 315من قانون العقوبات ،فهل يمكن إفادة مرتكب جريمة إصدار شيك
بدون رصيد من الظروف المخففة القضائية المنصوص عليها في المادة 53من قانون
العقوبات ؟ ،4إذن عمليا كيف تثار مسألة الظروف القضائية المخففة أمام المحاكم.؟
أجابت المحكمة العليا عن هذه المسألة بقولها حيث أن ما يثيره الطاعن في هذا الوجه
سديد ،ذلك أنه بالرجوع إلى ورقة األسئلة ،والحكم المطعون يتضح أن المحكمة أفادت
المدانين ...بظروف التخفيف دون طرح أسئلة واإلجابة عنها خرقا ألحكام المادة 315من
القانون اخلاص فرع عقود ومسؤولية ،كلية احلقوق ،بن عكنون حتت رقم ،00 13/99 :ص 31 ،30وما بعدها.
-قرار رقم 0101001 :يف 0556/01/16إذ يوضح اإلجتهاد القضائي للمحكمة العليا يف هذا القرار صراحة مبنع إفادة
املتهم ظروف التحقيق يف الغرامة صراحة يف جرائم الشيك.
79
قانون اإلجراءات الجزائية ، 1هذا أمام محكمة الجنايات ،أما أمام المحاكم الجزائية للجنح و
المخالفات ،فقد جاء في قرار المحكمة العليا أن تطبيق الظروف المخففة أمر جوازي متروك
لتقدير القاضي ،وليست أمرا مفروضا عليه ، 2فواضح من خالل هذه القرارات ،أن إثارة
الظروف المخففة أمام الحاكم الجزائية عدا محكمة الجنايات يكون في شكل طلبات عادية من
الدفاع وليس في شكل دفوع ،3ومن خالل ما سبق نستخلص أن منح القاضي سلطة حرة في
التخفيف سواء أكانت لوحدها أم إلى جانب سلطة تخفيف محددة ،فإن هذه السلطة المفرطة
الم منوحة للقاضي هي خرق لمبدأ قانونية العقوبة كما تبعث نظام العقوبات التحكمية من
جديد ،وتطبيقا لذلك يختلف مستوى الحد األدنى للعقوبة التي يجوز النزول عنده بإختالف
وصف الجريمة والعقوبة المقررة لها قانونا طبقا للمادة 53عقوبات وما بعدها ،كما ووقف
التنفيذ بدون قيد للمخالفات وبشروط في الجناية والجنحة طبقا للمادة 551من قانون
العقوبات ،وللظروف المخففة أثر كذلك على التكييف القضائي في صورة تجنيح للجناية إذ
هناك نص في قانون 0515عقوبات مصري ،يجعل بعض الجنايات جنحا إذا إقترنت
بأعذار قانونية ،أو ظروف مخففة على أنه في الحالة المنصوص عنها في الفقرة األولى من
المادة 01من القانون رقم 6لسنة 0515فتجوز اإلحالة بدال من تقديم المتهم لمحكمة
4
الجنايات .
- 1قرار رقم 1505191 :يف ، 1110/11/03مشار إليه يف اإلجتهاد القضائي للغرفة اجلنائية ابحملكمة العليا ،عدد خاص
قسم واثئق ،مرجع سابق ،ص من 659إىل .511
- 2قرار يف ،0549/13/14جمموعة األحكام ،ص ،0591/15/03 ،306نشرة القضاة 0593ص ،000مشار إيل
هذا:
-بوسقيعة أحسن ،قانون العقوابت ،مرجع سابق ص .19
-قرار رقم 0010446 :يف ،0555/15/10 :غري مشهور ،مشار هلذا يف :أحسن بوسقيعة ،مرجع سابق ،قانون 3
تنص المادة الثانية إجراءات جزائية على ":أن الحق المدني يجب أن يكون ناتج
عن جريمة من نوع جنحة أو جناية ،أو مخالفة ،ويعني هذا أنه ال بد من وجود تكييف
جرمي للوقائع ،وذلك بتحريك الدعوى العمومية من النيابة ،ولكن المادة الثالثة فقرة 6من
نفس القانون جاءت بخالف ذلك ،فإكتفت بتقرير كون الوقائع ناتجة عن الجريمة حتى ولو
لم تتم مطابقتها بالنموذج القانوني لها بفعل التكييف القضائي للواقعة ،فتكفي لوحدها للمطالبة
بالحق المدني ،بشرط العالقة السببية فقط ،هذا وإنه دائما :إذا قرر الحكم الجزائي أمرا ما
-عمر حممود ،جمموعة القواعد القانونية اليت قررهتا حمكمة النقض واإلبرام يف املواد اجلنائية ،جزء 5لسنة ، 0839ص.042
81
في شأن أحد عناصر أركان الواقعة الجرمية ،فال يجوز للمحكمة المدنية أن تقرر ما
1
يخالفه.
لكن المحكمة المدنية ال تتقيد بما لم تفصل فيه المحكمة الجزائية بعد ،وكذا ال تتقيد بحكم
البراءة كما هو الشأن في حالة سائق السيارة عند تبرئته من القتل الخطأ .....فال تلزم
المحكمة المدنية بهذا الوصف الجزائي ...بل عليها أن تلتزم بالخطأ المدني .....فالخطأ
المدني مفترض في جانب السائق وتحكم بالتعويض على السائق – كما ال تتقيد المحكمة
2
المدنية إال بما فصلت فيه المحكمة الجزائية وكان فصلها فيه ضروريا .
-السعيد كامل ،شرح قانون أصول احملاكمات اجلزائية،دراسة حتليلية أتصيلية مقارنة يف القوانني األردنية واملصرية والسورية 1
- 8التجنيح القضائي اإلبتدائي :يتم أمام قاضي التحقيق –3 ،التجنيح القضائي النهائي :
يتم ذلك بلجوء محكمة الجنايات إلى طرح سؤال إحتياطي بتهمة جنحة يتداول أعضائها عليه
حالة اإلجابة بالنفي على السؤال الرئيسي طبقا للمادة 603إجراءات جزائية ،بالتالي فهو
تجنيح للواقعة ال للدعوى -4 ،التحنبيح القضائي بعد المحاكمة :جرى العمل القضائي أن
يتابع شخص بجناية ولكن أثناء المحاكمة وبما أن محكمة الجنايات محكمة شعبية فإننا
نالحظ كثرة األسئلة التي تتضمنها ورقة األسئلة والتي للمحلفين تصويت عليها فتكثر
األحكام بالبراءة ،فيقع أن يتابع شخص حكم برائته من بجناية بجنحة مجددا لنفس الوقائع
ويضع القضاء الفرنسي إستثنائيين على إعادة التكييف والمتابعة من جديد بنفس الوقائع
وإعادة المتابعة واإلدانة من جديد ،إذا كانت هذه الجريمة قد تجددت منذ اإلدانة السابقة
وتمثل جريمة مستمرة ،أو كانت حادثة التماثل ال توجد إلختالف أحد أركان الجريمة
السابقة عن الجريمة األولى التي تقرر بشأنها البراءة ،فهذا النوع من التجنيح القضائي طبقا
للمادة 851إجراءات جزائية لم يعد يعمل به وذلك لكون المادة 711إجراءات جزائية تمنع
إعادة نظر الدعوى ولو بوصف جديد ،وهو التجنيح الذي يعقب الحكم ،أما التجنيح
التشريعي :فال يلزم إلتمامه تحريف لواقعة معينة ،إنما يكفي إلتمامه إبدال نوع العقوبة
المقررة للجريمة لتكون عقوبة جنحة بدال من عقوبة الجناية .
و للتجنيح أثر على التكييف الجزائي :فاألمر ليس بهذه البساطة ،فقد ترى محكمة
الجنح أن الواقعة تشكل جناية وتمنع هذا التجنيح بحكم نهائي بعدم اإلختصاص ،فيغيّر
فيتعود القضاة على
ّ قواعد اإلختصاص ،كما يمس بعدة قواعد قانونية كتقسيم الجرائم،
إغفال بعض الوقائع
كما أن مبدأ الوالية الكاملة يتم خرقا لحالة االرتباط :فالتعارض بين نظام التجنيح
سكالقضائي ،ومبدأ والية المحكمة الكاملة في نظر الوقائع المعروضة فيبدو كحالة تم ّ
إيجابي باإلختصاص الجزائي وال يختلف األمر كثير عن حالة االرتباط ،فتتحدان في
تكييف واحد ،ففي حالة عدم وجود إرتباط بين الجنحة والجناية المحالتين على محكمة
الجنايات بالتالي تلغى حالة اإلرتباط لعدم إمكان تطبيق نص المادة 811إجراءات جزائية
فهل يمكن الحكم بعدم اإلختصاص ؟.
والتغاضي عن أحوال اإلرتباط المنصوص عليه في المادة 811إجراءات
جزائية ، ،لكن كان واجب تطبيق المادة 811وعدم مخالفة القانون ،وبتطبيق هذه المادة
فإنه يجب على محكمة الجنايات الحكم بعدم اإلختصاص وهنا تصطدم بالمادة158
إجراءات جزائية ،فما هو الحل ؟.
وتطبيقيا فإن محكمة الجنايات هنا تحكم بإعادة التكييف من جناية إلى جنحة وذلك
بإضافة سؤال إحتياطي وتحكم بعقوبة الجنحة ،وإن عملية التكييف الجزائي تعتريها عوارض
البد من تصحيحها ،قد يؤدي إلى مشكالت ينتج عنها خرق للقانون ،ومثالها :
-ومبدأ حجية الشيء المقضي كعارض على تصحيح الخطأ في التكييف ،فهل نغلب
الوصف المعطى للوقائع بعد التجنيح أم الوصف الحقيقي للواقعة ؟ ،فإن هذا النوع من
التجنيح يتبع بالضرورة اإلختصاص فيحرك عنصر التكييف الجزائي والبد له من نص
إلعماله كما في المادة 18من قانون العقوبات الفرنسي .8115/81/81
-وخرق مبدأ عدم إضرار الطاعن بطعنه ،ويتحقق ذلك بصدور حكم غيابي أمام
محكمة الجنح بعدم اإلختصاص لكون الواقعة لها وصف الجناية ،وبعد مرور هذه المدة
بثالث سنوات عارض المتهم ودفع بسقوط الدعوى فأيدت المحكمة المعارضة .
وال نجد مثاال على ذلك في قضائنا من تقرير عدم اإلختصاص في الحكم الغيابي ،
ولم يثبت أنه بلغ بحكم اإلدانة فإن معارضته تكون مقبولة لحين سقوط العقوبة بالتقادم أي
بمرور05سنوات في الجنح طبقا للمادة 414إجراءات جزائية ،بالتالي نكون قد طبّقنا تقادم
عقوبة الجنحة على عقوبة الجناية وهذا غريب ،نحن أمام مبدئين قضائيين ،أحدهما يناقض
اآلخر نوضحهما في اآلتي :
أ -إن اإلختصاص النوعي من النظام العام ،ب -تطبيق نص المادة 8/477التي تقرر" عدم
إضرار الطاعن بطعنه إذا كان وحده المستأنف ،ومنها تقرير الغرفة الجزائية بعدم
اإلختصاص كون الوقائع لها وصف الجناية فهذه إساءة لحالة المتهم .
ومن عوارض التجنيح القضائي أيضا :
تنازع القوانين بالمعنى الدقيق التعدد المعنوي للجرائم :فما يكون الحل إلزالة هذا
الغموض ،والنص الخاص يغلّب على النص العام ولنص طويل المدى يستغرق النص
قصير المدى ،وذلك بشرطين - :أن ترتكب الجريمة األولى لتسهيل إرتكاب الثانية المادة
122و -أن تكون الجريمتين من نفس النوع :وفقا لنص المادة 53عقوبات جزائري .
والتعدد المعنوي للجرائم :وهو أن يقبل الفعل المنسوب للجاني وصفين أو أكثر من
األوصاف التي وردت كلها في قانون العقوبات المادة 777عقوبات والمعاقب عليه في
المادة 774عقوبات ،ففي هذا المثال توافر في كل تكييف قانوني العناصر التي حددها
القانون دون تناقض ،وكل هذه الكيوف الزمة لتجريم الواقعة التي أتاها الجاني ويتوافر في
هذه الحالة ما يسمى بالتعدد المعنوي بين الجرائم ،مما سبق نتسائل عن الحل في حالة التعدد
الصوري أو المعنوي ؟.
وبالنسبة التعدد المتعارض لألوصاف الجزائية :هذا التعدد لألوصاف الجزائية يعدّ
ضرب من ضروب التعدد الظاهري للجرائم ليس إال ،لذا وجب إستبعاد التكييفات األخرى
المتعارضة فالجاني ال يحاكم عن ذات فعله مرتين ،فهل يمكن إعادة رفع الدعوى مع تغيير
الوصف القانوني للواقعة ؟ - ،ثم ما هو أساس التفرقة بين إعادة التكييف التجنيح القضائي،
ومدى قانونية كل منها وتأثيره على الفكر العقابي واإلجرائي الجزائي ؟.
و تظهر حالة األوامر المزدوجة القضائية :هناك خالف في الوسط القضائي حول هذه
المسألة ،خاصة وأن اإلجتهادات القضائية باألوامر المزدوجة التي هي حقيقة من إنشاء
كتاب الضبط و مهندسي اإلعالم اآللي مراعاة للتطبيقية ،فيلجأ قاضي التحقيق إلصدار أمر
بإعادة التكييف ومعه مباشرة أمر إحالة ،ويمكن في الحقيقة إصدارها إن أعطينا لها مبرر
إلى القياس على المادة 747إجراءات جزائية ومن جهة أخرى للمستوى المتدني السائد في
أوساطه في ظل تشكيل المحكمة العليا يعد خروجا عن مصادر القانون .
تشمل دراسة قواعد التكييف الجزائي عنصر الرقابة في تطبيقه ،و مدى سلطة
المحكمة الجنائية في التكييف القانوني للواقعة ،هذا األمر يطرح تساؤالت حول حكم
التكييف المعدل ،فهل يشمل األشخاص الجدد أم الوقائع ،أم مسائل القانون ،فإذا أدانت
محكمة الموضوع المتهم دون أن تحدد النص القانوني الواجب التطبيق على التهمة
المنسوبة إليه فإن حكمها يعتبر معيبا لكونها قد أدانت المتهم عن أفعال مجردة كما أن أساس
هذا المبدأ هو :
-مبدأ الشرعية الجنائية :فالمبدأ السائد فقها وقضاء و رغم عدم وجود نص قانوني
أن محكمة الموضوع ال تتقيد بالوصف القانوني المسبغ على الفعل المنسد إلى المتهم بل من
واجبها أن تمحص الواقعة المطروحة بجميع كيوفها على شرط أن تعلل قضاءها تعليال
كافيا ،و -مبدأ أساس واجب المحكمة الجزائية في التكييف القانوني للواقعة :إن هذا
اإللزام له طبيعة دستورية ،وإعتبارات عملية كتفادي الحكم بعدم اإلختصاص النوعي وأن
ال يعاد محاكمة المتهم بأوصاف أخرى لنفس الواقعة .
و واجب على المحكمة إلحاطة المتهم بالواقعة بشكل عام وفق التكييف القانوني و
إحتمال كشف ظروف جديدة ،وفي هذا تتقيد المحكمة في إسباغ التكييف القانوني السليم
للواقعة بأربعة شروط - :عدم تقيد المحكمة الجنائية بالتكييف القانوني الموفوع به الدعوى
-كما ال تتقيد المحكمة الجزائية بالتكييف الذي أثبتته غيرها من الجهات القضائية وكل ما
تتقيد به هو أال تضر بمركز المتهم وفي هذه الحالة األخيرة ال يجوز لمحكمة النقض أن
تراقب المحكمة اإلستئنافية في التكييف ألن قضاءها كان مقيد بحد إجرائي يقيد سلطتها ،
وكقيد على هذه القاعدة يظهر :إعمال نظام التجنيح القضائي ،أو إلمتداد إختصاص محكمة
الجنايات بفعل حالة اإلرتباط وعدم التجزئة .
كما أن للمحكمة سلطة في تعديل الوصف الجنائي للواقعة ،فقد برزت آراء في الفقه
بررت صالحية القاضي الجزائي في تغيير التكييف بشرط أن يتقيد بمبدأ وجوب تسبيب
األحكام الجزائية ،وإن تعديل التكييف من شأنه الخروج على والية المحكمة الجنائية للتهمة
من تالعب في األسعار إلى نصب واحتيال .
ومن القيود الواردة على مبدأ التكييف ،قاعدة التقيد بحدود الدعوى في نطاق هذه
الحدود غير التي وردت بأمر اإلحالة هذا المبدأ ضمنا في قانونا من نص المادة 76فقرة 4
وكذا المادة 052ووفقا للمادة 052من قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري بالقول " ال
تختص محكمة الجنايات بالنظر في أي إتهام آخر غير وارد بقرار غرفة اإلتهام" ،وقد
يخرج المشرع عن هذا المبدأ في جرائم الجلسات طبقا للمادة 576وبعدها إجراءات
جزائية فإن فصل المحكمة فيما يجاوز حدود الدعوى يعد فصال في دعوى غير قائمة .
ومبدأ الفصل بين سلطتي اإلتهام والقضاء :يشترط إلعمال التكييف الجزائي تمامها
في مواجهة المتهم و أمام محكمة أول درجة حتى ال يحرمه فيما يتعلق باألساس الجديد من
،
إحدى درجات التقاضي ،فكان التجهيل المتعلق بتلك الوقائع من شأنها إبطال أمر اإلحالة
لكن يرد على التعديل في التكييف إستثنائين بنص قانون العقوبات الفرنسي حالتي -:جرائم
الصحافة - :جرائم الغش ،ووفقا لهذا المبدأ نتساءل عن التكييف المعطى في شكوى إدارة
الجمارك وتكييفها الصحيح أم الخاطئ مع إطالق يدها في تسليم التكليف بالحضور ،وكذا
في تحريك الدعوى العمومية طبقا للمادة 442إجراءات جزائية ،فيعطل بذلك والية
المحكمة في إعادة التكييف ويقصره على إدارة الجمارك وحدها إال أن هذا التكييف ال يقيد
سلطة محكمة الجنايات ويجوز لها تعديله من خالل المرافعة .
والمستقر عليه قضاء ،أن التكييف مسألة قانون يستتبع رقابة محكمة النقض وقد ت
تحولت المحكمة العليا إلى محكمة موضوع أيضا في حاالت معينة ،هنا تصبح الحاجة
للتفريق بين طبيعة التكييف الجزائي إن كانت مسألة قانون أم وقائع بال فائدة مادامت
المحكمة العليا تنظر في كلتاهما ،وأساس ذلك أن جهة اإلستئنافية عليها أن تراقب صحة
تكييف حكم محكمة أول درجة من أي خطأ وارد على الوقائع ،حتى لو لم يكن هذا الخطأ
هو أحد أسباب اإلستئناف ،غير أنه ال يسوغ لقضاة اإلستئناف تغيير الوصف القانوني
للواقعة بدون أن يكون لها مأخذ صحيح في األوراق ،وضوابط رقابة المحكمة اإلبتدائية
على التكييف الجزائي تسري على المحكمة اإلستئنافية أيضا ،من شرط تقيَد بأشخاص
الدعوى أمام محكمة أول درجة ،والتقيد بوقائع الدعوى أمام محكمة أول درجة سواء أكانت
الواقعة الجديدة التي لم تنظر أمام محكمة درجة أولى مرتبطة بالدعوى الجنائية أم بالدعوى
المدنية ،أو كانت مرتبطة بالواقعة التي تم الفصل فيها إرتباطا ال يقبل التجزئة ،وكقيد
ثالث يتمثل في :تنبيه المتهم إلى التغيير الذي أجرته المحكمة فإذا غيرت المحكمة
اإلستئنافية التكييف ،أما القيد الرابع :فهو التقيد بحدود ما أستؤنف من الحكم وإال تكون
المحكمة قد قضت بما لم يطلب منها .
لكن ترد على هذا المبدأ إستثناءات في إطار استخدام المادة 265و 474من قانون
20/20المتعلق باإلجراءات المدنية واإلدارية في مصر أو فرنسا ،كما يجوز للمحكمة
اإلستئنافية تعديل التكييف بإضافة عناصر جديدة بإضافة الظرف المشدد (الوفاة) يخرج عن
والية المحكمة اإلبتدائية وعن والية محكمة اإلستئناف.
وقد عنيت محكمة النقض بوضع روابط رقابتها من وقائع وأمور حازت قوة الشيء
المحكوم فيه دون غير ذلك من الوقائع الثابتة في التحقيقات للتداخل بين الوظيفتين كون
المحكمة العليا محكمة قانون ،لكن أضيف لها الفصل في الوقائع طبقا للمادة 764إجراءات
مدنية ،وإن حقوق الدفاع هو البحث في النص القانوني الذي يصلح لإلعمال على وقائع
النزاع و هو جوهر السلطة التقديرية ،فيكون اإلخالل بحق الدفاع هو حرمان المتهم من
إبداء أقواله بكامل حرية أو الرد عليه -إذا كان جازما -وال يعتبر إخالال بحق الدفاع ما
يبديه المتهم دفاعا عاديا حول نفي ما إسند إليه ،فهل يعتبر التكييف دفاعا جوهريا أم ال ؟ .
للنيابة العامة حق طلب التمسك بتكييف معين أو اإلبقاء على تكييف اخر ،كما يتمسك
المتهم بالتكييف الجزافي بواسطة وسيلة قانونية تدعى الطلبات ،وبنفاذ هذه الطلبات يبقى
للمتهم وسيلة واحدة هي الدفوع لمواجهة تكييف النيابة العامة .
إن الدفع القانوني يتعلق بنفي الجريمة للوقائع أما الدفع الواقعي فهو المتعلق بسلطة
القاضي الجزائي في التحقق من الوجود المادي للوقائع ،ونذكر أن ال التشريع الجزائي
الجزائري وال اإلجتهاد القضائي إستطاع التمييز بين الطلبات والدفوع عدا أنه عدد بعض
اآلثار على إغفال هذه الدفوع بصفة عامة ،وبخصوص إبداء الدفع الفرعي (األولي)
المقرر في المادة 442اجراءات جزائية فال تقبل إال إذا كان من طبيعتها نفي وصف
الجريمة ،و يعتبر إخالال بحقوق الدفاع قبول المتهم المرافعة على أساس الوقائع الجديدة
وتطبيقا لذلك قضت المحكمة العليا أنه " :على قضاة اإلستئناف أن بطالن نسبي
يستعملوا مع حق التصدي وأن يفصلوا في الموضوع طبقا لنص المادة 440من قانون
اإلجراءات الجزائية ,وأال يكتفوا بالحكم بالبطالن ،ويعتبر البطالن صريحا أم ضمنيا في
سياق مناقشة القرار للوقائع ،كما أن الرد مطلوب عن الدفوع والطلبات الجوهرية فقط أما
التي حتى في حالة الرد عليها ال تغير من األمر شيئا ،فإن إغفال الرد عليها ال يشكل سببا
للبطالن ،كما أنه إذا كان الدفع أو الطلب المقدم سيستفيد منه الغير فال مجال للتمسك به ما
لم يكن ينطوي على مصلحة مشتركة ال تعرض الحكم للنقض .
ويكون تعديل التهمة هو تحوير كيانها ،أما تغيير الوصف فهو تغيير في اإلسم
القانوني للجريمة فقط مع اإلبقاء على جميع عناصر التهمة أو الموضوع كما أقيمت به
الدعوى ،وهنا نميز بين فرضين :تلتزم المحكمة فيهما بلفت نظر الدفاع :
أوالها إضافة عناصر جديدة (وقائع) إلى الواقعة المرفوعة بها الدعوى بعد إستبعاد
جزء منها سواء كان هذا التعديل لصالح المتهم أم ضده و الثاني فهو ،تعدد األوصاف التي
يستوعب أحدها اآلخر وهناك حالة يوردها الفقهاء منها إضافة مواد قانونية جديدة بأمر
اإلحالة تسيء لمركز المتهم فليس له أن يطعن أمام محكمة النقض بحصول هذا التعديل
بدون علمه إذا كان بوسعه أن يعلم به ويدافع أمام المحكمة اإلستئنافية على أساسه ،فإن هو
لم يطلع على الحكم اإلبتدائي قبل المرافعة اإلستئنافية فهذا إهمال منه يجب أن يحمل هو
وزره " ،وال نجد نصا في القضاء عندنا في إطار معالجة هذا التكييف على أساس طلب
إعادة التكييف ،إال في حالة تعديل التكييف بإستبعاد بعض عناصر الواقعة اإلجرامية
المرفوعة بها الدعوى ،وحالة ما إذا كان التكييف الجديد متضمن في التكييف القديم
المرفوعة به الدعوى بإضافة أشخاص ووقائع في حاالت معينة والنقص في التعليل في
الحكم يوازي إنعدامه .
ـــــــــــــ المبحث الثاني:
نطاق الرقابة على التكيف الجزائي وتقديره
تعددت المعايير الفقهية التي تحدد نطاق رقابة محكمة النقض (المطلب األول) على
مسألة التكييف فإنقسمت إلتجاهين :
إتجاه يتبنى المعيار المقيد لرقابة محكمة النقض على التكييف الجزائي :فندرس في هذا
العنصر التقدير القانوني وغير القانوني ثم التقدير المنطقي والتقدير المعنوي كما نتعرض
للمسائل المعقدة و المسائل الواقعية .
أما اإلتجاه الثاني فهو يطلق رقابة محكمة النقض على التكييف الجزائي :فندرس
نظرية " الرئيس باريس " في قضاء النقض الفرنسي ،كما نتعرض لموقف القضاء
الجزائري لهذه المسألة من خالل إبراز مسار المحكمة العليا على التكييف المتذبذب ،والذي
تبناه الفقه ،فنبرز القيود الواردة على حرية المحكمة العليا في بسط الرقابة على التكييف
بإعتبار المحكمة العليا هي المقومة للنشاط القضائي لباقي الجهات القضائية في صورة
أحكام جنائية صادرة عن قضاة الموضوع ،وكختام للدراسة نقدر موضوع التكييف
الجزائي ( المطلب الثاني ) فنوضح حجيته في الحكم الجزائي وتقييم تطبيقه على الوقائع
وهو ما يمثل عصبه الذي ال يتم إال به ،وإن أهم عنصر في موضوع التكييف وهو
موضوع عالقة إنكار العدالة بإعمال التكييف الجزائي ،والذي يطرح دراسة القيمة القانونية
للتكييف القضائي الذي له عالقة وطيدة بإنكار الوقائع ثم نقدم حال للحد من صورة التكييف
الجزائي في صورة التجنيح الذي ندعوا للحد منه .
183
المطلب األول :النطاق الرقابة على التكييف الجزائي
تمارس الرقابة الجزائية على التكييف الجزائي من خالل تذبذب المحكمة العليا في
تتبع مسار التكييف الجزائي ،وإن أي دراسة البد أن تختم بعنصر الرقابة ،لكن البد أن
نبين نطاق هذه الرقابة حتى نتحكم في آثارها ما يكون موضوع نطاق الرقابة الجزائية
والذي قسمه الفقه إلى معيار مقيد ،واخر واسع يطلق حرية الرقابة على التكييف الجزائي
وهو المعيار المطلق (الفرع األول ) ،ونخص بالدراسة القيود الواردة على التكييف
الجزائي ( الفرع الثاني) كنتيجة طبيعية لهذه المعاير أعاله ،وذلك لدراسة تكييف قاضي
الموضوع بالنسبة لألحكام الجنائية في عنصر تسبيب الحكم ومدى تقيد قاضي الحكم
بالتكييفات السابقة في مرحلة التحقيق القضائي .
ركز أصحاب هذا الرأي على تضييق مجال رقابة المحكمة العليا على التكييف
الجزائي ،وسبب هذا التذبذب الذي إنعكس على موقف الفقه لبسط رقابة المحكمة على
التكييف الجزائي هو عدم وجود أساس قانوني لرقابة المحكمة العليا على تكييف الوقائع
تعكس القانون ومسألة التكييف الجزائي ليست وقائع فقط بل قانون أيضا وهو ما ندرسه في
ظل قانون . 80/80
فقد ذهب البعض إلى أن محكمة النقض تباشر رقابتها على التكييف الذي يرتبط
بوقائع تستمد وجودها من مجرد حدوثها ،بينما ال تباشر رقابتها على التكييف المرتبط
بوقائع ال تستمد وجودها مجرد حدوثها ،وهذا ما فسح المجال ليوسع مجال رقابة المحكمة
العليا على التكييف الجزائي من خالل إتجاه القضاء فكان التقسيم الموالي لهذا العنصر من
خالل الفقرات أدناه .
184
الفقرة األولى :الفقه الذي يتبنى المعيار
1
المقيد لرقابة محكمة النقض على التكييف
فقد نادى بهذا المعيار للتمييز بين األفكار المحددة في القانون واألفكار غير المحددة
طبقا لنظرية الرئيس الفرنسي "باريس" ،فيرى هذا الرأي أن القانون حرص على تحديد
بعض المفاهيم القانونية المحددة مثل الفاعل األصلي ،الشروع ،السرقة وترك تحديد مفاهيم
أخرى للقضاء مثل عالقة السببية ،الفعل الفاضح ،ورتب عل ى النوع الثاني ـ أي المسائل
الواقعية التي تخضع للسلطة المطلقة للقاضي أثرا موضوعيا هو الخطأ في الواقع أو سوء
تطبيق القانون على الواقع وهي تدخل في دائرة الحكم الواقعي.
أما بالنسية لمعيار التمييز بين التقدير القانوني والتقدير غير القانوني :فقد ذهب البعض
إلى أن محكمة النقض تباشر رقابتها على التكييف الذي يرتبط بوقائع تستمد وجودها من
مجرد حدوثها كتكييف واقعة بأنها سرقة ،أو نصب ،فور حدوثها بينما ال تباشر رقابتها
على التكييف المرتبط بوقائع ال تستمد وجودها مجرد حدوثها بل يتعين لتقديرها تدخل
القاضي لتكييف وقائعها كجرائم الصحافة التي منها القذف والتشهير.
كما أن هناك تفرقة بين التكييف المنطقي والتكييف المعنوي :فالتكييف المنطقي بمعزل
عن شعور القاضي ،فهو الذي يخضع لرقابة محكمة النقض بعكس التكييف المرتبط بشعور
القاضي ،كما أن المسائل المعقدة التي يحتاج تفسيرها إلى نصوص قانونية وظروف
خارجة عنها تعد مسائل واقعية تخرج عن رقابة النقض ،أما بخصوص معيار التكييف العام
والتكييف الخاص ،فالتكييف العام هو الذي يصلح ألن يكون وصفا معينا لكل الوقائع
المشابهة ،بينما يعتبر التكييف خاصا إذا كان يصلح لتكييف واقعة محددة دون غيرها من
الوقائع المشابهة لها في دعوى أخرى ومثاله تكييف فعل الصحفي بأنه تشهير في دعوى
معينة وأنه تستر عن جريمة في واقعة أخرى والنوع األول هو محل رقابة النقض فقط.
أعلنت محكمة النقض الفرنسية في حكم شهير لها أن أعمال تلك الرقابة واجب عليها
وهذا يعني أن محكمة النقض الفرنسية قد ثبتت نظرية الرقابة العامة على التكييف ،1وهي
تقف في إتجاه مضاد لنظرية الرئيس باريس .
ومن خالل هذه اإلتجاه يثار التساؤل حول موقف القضاء من مسألة نطاق رقابة
التكييف ؟ ،فبالنسبة لموقف القضاء الفرنسي ،ففي البداية كانت رقابة محكمة النقض
الفرنسية تأخذ بنظرية الرئيس باريس في حكم شهير لها في إحدى قضايا الصحافة فقد
فرقت بين الحكم الواقعي والحكم القانوني :وأخضعت األول دون الثاني لرقابة النقض
وإنتهت إلى أن " :التكييف يدخل في جانب الحكم القانوني دون تفرقه بين الجرائم محددة
المفهوم وغير محددة المفهوم" ،وقد إستقر القضاء الفرنسي على هذا اإلتجاه األخير
فأصبحت رقابة محكمة النقض مطلقة بدون تمييز بين جريمة و أخرى".
أما عن موقف القضاء الجزائري ،فهل الرقابة فيه مقيدة بمسائل دون أخرى أم هي
مطلقة على كافة أجزاء الحكم من عناصر موضوعية وقانونية ؟.
لتوضيح ذ لك نستعرض موقف المحكمة العليا من خالل قرارها ملف رقم " 44205
وتطبيقا لذلك قضي أنه "من المستقر عليه قضاء -مبدأ قضائي ـ أن البحث في نية المتهم
وقصده عند إرتكاب الجريمة ليس من المسائل القانونية التي تخضع لرقابة المجلس األعلى ـ
محكمة عليا ـ إنما األمر موكول فيها إلى قضاة الموضوع ويكفي إلثبات القصد الجنائي أن
يكونوا بنوا -قضاة الحكم -قضائهم على صحة الواقعة ونسبتها إلى المتهم وبما إستنتجوه
من ظروف الدعوى ،ومالبساتها بشرط أن يكون ما توصلوا إليه سائغا منطقيا وقانونيا ـ
- 1القبالوي حممد عبد ربه ،مرجع سابق ص .472وأنظر كذلك يف هذا :سويلم حممد علي ،مرجع سابق ،ص .505
186
معيار التكييف المنطقي والمعنوي -ومن ثم فإن النعي على القرار المطعون فيه بإنعدام
1
األساس القانوني غير مؤسس يستوجب رفضه ".
ومن خالل هذ ا اإلجتهاد القضائي يتبين لنا موقف المحكمة العليا بإعتمادها على
التكييف المقيد دون المطلق ،وذلك دون قيد أو شرط بالنسبة لقضاء الموضوع ،أما عند
الطعن بإعادة النظر الوارد على التكييف ،فالمبدأ العام أن محكمة النقض ال تملك الفصل في
التكييف عند الطعن بإعادة النظر بإعتبار أن الطعن بإعادة النظر يكون إلصالح خطأ جسيم
يتعلق بوقائع الدعوى ،وبالتالي تتحقق مخالفة القانون وباألحرى الخطأ في التكييف عند
إعادة النظر ،على عكس الطعن بالنقض بإعتبار أن التكييف يدخل في الجانب القانوني
للحكم ،وهذا على عكس ما جرى عليه العمل في فرنسا ومصر ففيهما تستطيع محكمة
النقض مراقبة التكييف إذا كان يترتب على حكمها تكييف سلبي لواقعة الدعوى .2
من هذه القيود ما يتعلق بصفة الخصم ومصلحته ،فاألصل أنه إذا رفع الطعن بالنقض
من أحد الخصوم فهناك مبدأ يجب التقيد به وهو(:أن ال يضار الطاعن بطعنه) ،ومنها ما
يتعلق بوجه الطعن المثار ،فال يجوز لمحكمة النقض عند نقض الحكم لألسباب التي أقيم
عليها الطعن أن تنقض الحكم ألسباب أخرى ما لم تكن هذه األسباب تتصل بالطاعن وكانت
مقدمة من طاعن آخر.
وعليه نستعرض في هذا المجال عنصر تسبيب األحكام الجنائية الذي يفصح فيه
القاضي عن تكييفه الجزائي وسبب التوصل إليه ،ونالحظ في هذا المجال أن قاضي
- 1قرار رقم 442205 :مشار إليه يف . :دالندة يوسف ،قانون العقوابت ،مرجع سابق ،ص..942
- 2سويلم حممد علي ،مرجع سابق ،ص .544
187
الموضوع يتقيد بتكييف النيابة العامة عادة أو قاضي لتحقيق وعدم التقيد به يخرج القضية
من والية المحكمة عادة كما سنراه في الفقرة أدناه .
كما أن من هذه القيود ما يتعلق بالجزء المطعون فيه من الحكم ،فإذا كان الحكم قد
فصل في تهمتين ،وقصر المتهم طعنه على ما قضى به الحكم بالنسبة ألحدهما فال يجوز
للمحكمة أن تتعرض لما قضى به الحكم بالنسبة للتهمة األخرى .1
ومن هذه القيود ما يتعلق بحدود الدعوى المنظورة أمام محكمة أول درجة ،وذلك بأن
تحال لها الدعوى بعد نقضها لتفصل فيها من جديد ،ويشمل هذا القيد العنصر الشخصي
والعيني للدعوى ،كما يجب التقيد بقاعدة اإلختصاص النوعي وإحترام حقوق الدفاع ،
فبالنسبة لقرارات اإلحالة ،فإنه يورد الفقه قاعدة معينة في هذا الشأن وهي " أن محكمة
النقض ال تتقيد بالتكييف المسند للقرار المطعون فيه " ,بيد أنها ال تملك عند قبول الطعن
غير نقض األمر واإلحالة دون النقض والتصحيح كما في األحكام ،أما بالنسبة للقضاء
الجزائري فإن النقض المترتب على الخطأ في تكييف أمر اإلحالة يكتفي بنقض الدعوى
وإحالتها فقط دون التصحيح .2
- 1أنظر يف ذلك بتفصيل حول هذه النقطة الثالثة . :حسين حممود جنيب ،الوجيز يف شرح قانون اإلجراءات اجلنائية ،احملكمة
وطرق الطعن يف األحكام ،دار النهضة العربية ،ط ، 4332ص .222مشار إليه (املرجع) يف كتاب /
-سويلم حممد علي ،مرجع سابق ،ص .503
- 2أنظر يف ذلك :بغدادي جياليل ،مرجع سابق ،ج ،4ص ،. 252 ،254القرار رقم 422555 :يف .4322/05/25
و القرار رقم 242024 :يف / 4322/05/23ورقم 32539 :يف 4375 /05/45
188
المطلب الثاني :تقدير التكييف الجزائي
من البديهي أن دخول الفعل حوزة المحكمة الجنائية فإن القاضي مدعو إلى تكييف
األفعال الجرمية تمهيدا لتحديد إختصاصه ،وهذا الواجب ملقى على جميع جهات القضاء
وبالرغم من أن التكييف الجزائي من النظام العام إال أن التطبيق العملي للمحاكم الجزائية
يفرض مخالفة هذه القواعد إما :نظرا لنظام التجنيح أو حالة اإلرتباط أو إمتداد إختصاص
محكمة الجنايات ،1وإن تقدير عملية التكييف الجزائي ال تكتمل إال ببيان حجتيه وتقييمه
(الفرع األول) وذلك على ضوء ورود الوقائع المجرمة ،ومدى مطابقته للوصف القانوني
الصحيح أم ال ،و في سبيل ذلك البد من اإلشارة لمبدأ عدم إنكار العدالة الذي أوضح الحقا
أنه ال يظهر فقط في صورة عدم تصدي القاضي للنزاع بل يمتد أيضا في صورة إنكار
الوقائع المعروضة على المحكمة في صورة تجنيح الدعوى ( للفرع الثاني ).
يعترض المكيف القاضي مبدأ حجية الشيء المقضي فيه ومدى تعارضه مع الرقابة
على التكييف الجزائي ( الفقرة األولى) ،فيظهر هذا اإلشكال بالنسبة لقاضي الموضوع
وخاصة المحكمة العليا ،كون الوقائع تحال عليهم مرفوقة بتكييفات سابقة ،بخالف قاضي
عادة يتصل التكييف ألول مرة وال يقيده النيابة العامة إنما قاضي الموضوع عادة يضعه
تعديل التكييف خارج خط الدعوى العمومية ،ثم ندرس تقييم تطبيق التكييف على الوقائع
باعتبار الوقائع أنواع( الفقرة الثانية ) ،وفي أي من هذه األنواع نصف التكييف ،فتخرج
-وجد هذا املبدأ أساسه على أن من ميلك األكثر ميلك األقل وذلك إبعطاء حمكمة اجلناايت حق النظر يف اجلرائم ذات 1
الوصف اجلنائي ويف اجلنح املتالزمة معها ،وهذا ما كرسته 132من قانون إجراءات جزائية فرنسي بقوهلا " فال يقتصر
اختصاص حمكمة اجلناايت على نظر هذه اجلرائم فقط بل منحها قانون اإلجراءات اجلنائية االختصاص بنظر اجلنح اليت تقع
بواسطة الصحف أو غريها من طرق النشر عدا اجلنح املضرة أبفراد الناس وابجلرمية اليت حتال إليها بوصف اجلناية إذا مل يتبني أهنا
جنحة إال بعد التحقيق فيها" انظر كذلك املادة 152ا ج جزائري .
189
باقي األنواع من الدراسة ومسار الدعوى الجزائي ابتداءا وفي ذلك اقتصار واختصار
للوقت واإلجراءات .
تثار هذه المشكلة بصدد التكييفات للواقعة الواحدة وترفع الدعوى عن إحداها بحكم
بات ،فهل هذا الحكم يحوز قوة إنهاء الدعوى الجنائية الناشئة عن هذه الجريمة بالذات أم
تمتد قوته إلى كل جريمة يحتمل أن تكيف بها هذه الواقعة؟ ،1وذلك أنه ال يعقل أن يستمر
النزاع دون حد ، 2وأساس هذه الحجية يرجعه أغلب الفقهاء إلى نظرية اإلستقرار القانوني
.3
لمراكز الخصوم وعدم منازعة صاحب الحق في حقه
فتظهر حجية التكييف الجزائي على الدعوى العمومية :كما يورد الفقه المصري في
4
مسألة حجية التكييف القانوني في االتي :
تمثل الرأي األول :في إنحصار قوة الحكم الجنائي في التكييف الذي فصل فيه :في
"أنه ال تمتد قوة هذا الحكم إلى جميع التكييفات القانونية التي تحتملها الواقعة نفسها ،بالتالي
يكون من الجائز أن يحاكم المتهم مرة أخرى من أجل نفس الواقعة مكيفة بتكييف قانوني
- 1القبالوي حممد عبد ربه ،مرجع سابق ،ص 966و جتيب املادة 322إجراءات جزائية عن هذا حبجية احلكم الصادر يف
التكييف األول على التكييف الثاين.
- 2انظر يف ذلك :زودة عمر ،مرجع سابق ،ص 235وبعدها .
-وينتج عن هذا دفع بسبق الفصل ،وكذا إشباع احلاجة بصدور األحكام القضائية وتعلق ذلك ابلنظام العام ومنع التعارض 3
.....انظر يف ذلك بتفصيل :زودة عمر ،دروس ملقاة على طلبة القضاة لسنة ، 1002و املادة 332من القانون املدين،
كما يورد - :فودة عبد احلكم ":إىل انه مبجرد طرح احملكمة لتكييف واعتمد آخر فال جيوز العودة مرة أخرى وبذلك يكون قد
حتدد املركز القانوين للمتهم ابحملاكمة األوىل ،فال جيوز نقض هذا املركز دون مقتضى " انظر -فودة عبد احلكم ،حجية األمر
املقضي ،بند ، 629مشار إليه يف :القبالوي حممد عبد ربه ،مرجع سابق ،ص . 604
- 4القبالوي حممد عبد ربه ،مرجع سابق ،ص 420وبعدها .
190
1
،ويستثنى من هذا كما قضت محكمة النقض المصرية "والية المحكمة العسكرية آخر
في حضر فصلها في التكييف المحتمل للواقعة بإعتبار أن التكييف المحتمل يخرج الواقعة
من واليتها ".2
أما الرأي الثاني :فيعتمد على شمول الحكم لجميع الكيوف القانونية التي تحتملها
الواقعة ،وهذا مقتضى المادة 944إجراءات جزائية وتطبيقا لذلك قضت المحكمة العليا بأنه:
" متى كان من الثابت أن المتهم إستفاد بأمر نهائي بأن ال وجه للمتابعة فيما يخص إستعمال
سالح أبيض أثناء إعتدائه على الضحية فإنه ال يسوغ من بعد ذلك إعادة تكييف الواقعة
بالجرح العمد بسالح أبيض وإدانته طبقا للمادة 255من قانون العقوبات وإال ترتب على ذلك
3
النقض لخرق مبدأ حجية الشيء المقضي به ".
وبهذا فإن الواقعة يزول عنها التكييف اإليجابي ،ويحل محله التكييف السلبي وهو يعد
أول تكييف إجرائي يؤدي إلى سقوط الدعوى الجنائية ويحول دون تحريكها مرة أخرى من
4
سلطة اإلتهام كما يحول دون عرضها على القضاء من جديد بتكييف جديد .
والدفع الناتج عن هذا أن سبق الفصل لحجية الشيء المقضي ال يرتبط بالنظام العام ،فال
يثيره القاضي تلقائيا وكل ذلك بشرط وحدة الواقعة في الدعويين فالعبرة بداهة هي بذات
5
الواقعة أيا كان التكييف الذي أعطى لها.
- 1وهذا األمر يؤدي إىل تضارب ومساس حبجية الشيء املقضي فيه وتناقضا مع املادة 322إجراءات جزائية.
-انظر :القبالوي حممد عبد ربه ،مرجع سابق ،ص 412هامش ، 5فتجيز حمكمة النقض الفرنسية املالحقة يف حمكمة 2
اجلناايت على أساس التكييف اجلديد إذا حكم على الشخص ابلرباءة فقط إما اإلدانة فال تعاد احملاكمة ألجلها وهذا منحى
غريب عن حمكمتنا فتطبيقا لذلك قضت أبنه " فإذا رفعت الدعوى ضد شخص معني عن ذات الواقعة بوصف معني وصدر فيها
حكم هنائي ابلرباءة فال جيوز من بعد ذلك متابعة نفس الشخص مرة أخرى عن ذات الواقعة بوصف آخر خمتلف عن األول ما مل
تكن الرباءة قد صدرت بصفة غري قانونية طبقا ملقتضيات املادة 322فقرة 1من قانون اإلجراءات اجلزائية ...
- 3بغدادي جياليل ،مرجع سابق ،ص 139هامش .459
- 4القبالوي حممد عبد ربه ،مرجع سابق ،ص . 439
- 5القبالوي حممد عبد ربه ،املرجع نفسه ،ص . 465
191
وعلى هذا فإختالف التكييف القانوني للواقعة ال يبرر إعادة المحاكمة إلخالل ذلك بحجية
1
األمر المقضي .
وال تكتمل دراسة هذا العنصر إال باإلشارة لحجيته على الدعوى المدنية :لقد قررت
المادة 545إجراءات جزائية مصري بأن ":مبدأ حجية الحكم الجنائي على الدعوى المدنية
يكون فقط فيما يتعلق بالتكييف القانوني للواقعة التي فصل فيها الحكم الجنائي" ،وهذه المادة
2
ال مقابل لها في القانون الفرنسي وال يزال يفتقر إلى نص صريح يقرر هذا المبدأ
والتمسك بهذه الحجية ال يستلزم إتحاد الخصوم في الدعويين الجنائية والمدنية ،وبناء على
ذلك يجوز اإلحتجاج به على المجني عليه ولو لم يكن مدعيا بالحق المدني وعلى المسؤول
عن الحقوق المدنية والضامن أو أي شخص آخر كما في حجية حكم جريمة الزنا في
المطالبة بالطالق ،وال يكون إال أمام المحاكم المدنية دون الدعوى المدنية التبعية أمام
المحكمة الجنائية ، 3وخالصة لما سبق فإنه ظهر في هذا األمر رأيين:
فالرأي األول :ملخصه وإستنادا للمادة 402من قانون اإلثبات المدني المصري التي
تنص على أن " :القاضي المدني ال يتقيد بالوقائع التي فصل فيها القضاء الجزائي وكان
4
فصله فيها ضروريا ،بل أيضا يتقيد بالتكييف القانوني للواقعة .
1
أما الرأي الثاني :فيرى أن ما يتقيد به القاضي المدني هو الوقائع فقط دون القانون.
إن تقييم موضوع التكييف الجزائي ال يكون إال من خالل نقده ،ثم بيان القيمة القانونية
له ،فقد أنتقد التكييف الجزائي القائم على أساس الواقعة المعتمدة على أساس أن ضابط
التكييف المعتمد على معيار جسامة العقوبة فقط إلى جنايات وجنح ومخالفات والمأخوذ عن
القانون الفرنسي أنه :تقسيم تعسفي :ألنه عاجز عن وضع تعريف للجناية والجنحة
والمخالفة فال يعلم منه طبيعة الجناية ،وال الذي يميزها عن الجنحة فالفرق مثال بين الفعلين
كالجناية والجنحة ليس في طبيعة كل منهما ،وإنما هو في جسامتهما النسبية حتى أن الفعل
الواحد يكون تارة جناية أو جنحة كالسرقة مثال ،وأنه يجعل جسامة الجريمة مترتبة على
جسامة العقوبة :والمعقول أن جسامة العقوبة هي التي تترتب على جسامة الجريمة.
كما أنه متخبط :ألنه إن كانت الجنايات والجنح من نوع واحد وال يمكن فصلها من
حيث األحكام العامة ،إال أن المخالفات تخرج عن هذا التقسيم فينبغي إخراجها من النظرية
العامة للجريمة ، 2ويترتب على هذا التقسيم نتائج هامة مفادها :
هذا التقسيم ال يتناول الجرائم غير المنصوص عليها بقوانين خاصة ومعاقبة بعقوبات
الجنح ،وكانت تسمى ( ، )delits –contraventionsو تطبق عليها قواعد المخالفات.
كما أن وصف الفعل يرتبط بالعقوبة المقضي بها بتأثير األعذار القانونية والظروف
المخففة ،3يتحدد بجسامة الجريمة فقط كما هو األمر بالنسبة للقضاء الفرنسي والمصري،
- 1انظر يف ذلك :القبالوي حممد عبد ربه ،مرجع سابق ،ص ...220وكذا املادة 3فقرة 6قانون إجراءات جزائية .
- 2انظر ..جندي عبد املالك املوسوعة ،مرجع سابق ،ص ، 29-25وقد استجاب قانون 09/05هلذا النقد وجعل اجلرائم
جناايت وجنح فقط ،كما ألغى قانون اجلمارك املخالفات من فيما خيص قانون التهريب ،لكن فاركان اجلرمية وعناصرها أي
النظرية العامة تنطبق أيضا على املخالفة .
-فالفعل يعترب جنحة حبكم القانون نفسه يف حالة األعذار القانونية أما يف الظروف املخففة حالة فالقاضي هو الذي يبدل 3
عقوبة اجلناية ابجلنحة ماعدا أذا كانت اجلناية مرتكبة بواسطة الصحف أو غريها من طرق النشر كما جاء يف نص املادة 21من
193
فالحال عندنا أن التكييف يتحدد بثالث معايير أو ضوابط أخرى لتفادي النقد الموجه للمعيار
1
الثالثي في التقسيم .
ولتفادي هذا النقد الموجه لسلبيات التكييف الجزائي خاصة في صورته الغير شرعية
وهي التجنيح ،عرض الفقه أساليب وطرق قانونية مانعة لهذه العملية ،منها مسألة إعادة
2
التكييف واإلستئناف ألوامر قاضي التحقيق ،وكذا لطلب النيابة العامة :
إن التجنيح القضائي اصبح نظرية قائمة بذاتها فعدا تقييدها بتعليمات النائب العام عادة
في تعليماته الشفوية لوكالء الجمهورية التابعين له ،وعدم تصدي غرفة اإلتهام المختصة
برقابة تكييف النيابة العامة وقاضي التحقيق إال انه يالحظ أن النائب العام عضوا في تشكيلة
غرفة اإلتهام فمن غير المعقول تراجعه عن تعليماته السابقة فتبدوا العملية كأنها ممارسة
غير مشروعة لتالعب النائب العام بها ،وال يملك القاضي عدا الحكم بالبراءة من التهمة
الغير ثابت قانونية تكييفها ،فيبقى فقط الجرائم اإلقتصادية المجنحة بأمر المشرع بمنئ عن
هذا التعدي الخطير على مبدأ الشرعية الجزائية للتكييف الجزائي في خرق واضح لمبدأ
إنكار العدالة لتنزل الجناية غلى جنحة بتطبيق التجنيح القضائي ،وإن كان أغلب القضاة
يطبقونه من جانب التصدي للفصل في النزاع باإلبقاء على الوقائع سليمة ،فهو في الوقت
نفسه يتضمن غلق لباب التكييف الجزائي في جانبه القضائي المتمثل في التجنيح القضائي
قانون رقم 06لسنة 2605كوهنا ليست حقا للمتهم ،فهذا ينقل االختصاص إىل حمكمة اجلنح يف نظر اجلرائم القليلة األمهية
لتخفيف العبء عن حمكمة اجلناايت يف مصر..انظر -:جندي عبد املالك ،مرجع سابق ،ص ، 26-22أما عندان فمهما نزل
القاضي ابلعقوبة فال ينتقل االختصاص .
- 1انظر الفصل التمهيدي بعنوان ضابط التكييف القانوين.
- 2انظر بتفصيل :شنويف حممد ،مرجع سابق .
194
هذا كله يقودنا لدراسة القيمة القانونية للتكييف القضائي ( الفقرة األولى) ،وكيف تحد من
هذه الصورة (الفقرة الثانية ).
إ ذا كان التكييف الجزائي مستساغا قانونا وواجب على المحكمة فإن إعادة التكييف ال
تعد كذلك كون أنها إرتبطت غالبا بالتجنيح القضائي كما أشرنا لهذا سلفا ،وهذا النوع من
العمليات التجنيحية والتي يقوم به القضاة في مرحلة ما قبل المحاكمة ال شك أنه عملية
تتضمن ممارسة غير شرعية لما فيها من مخالفة لخاصية من خصائص قواعد اإلختصاص
الجزائية التي هي من النظام العام ،ولذا فهي ال تلزم ال القضاة وال األطراف الذين
يستطيعون دائما الدفع بعدم إختصاص محكمة الجنح المعنية ،كما للمحكمة ذلك تلقائيا فال
شك أن منعها سيعود بفوائد جمة على األطراف وتطبيقا صائبا لمبدأ الشرعية الجزائية،
وتدعى هذه الصورة من التكييف أيضا –التجنيح -تكييف الدعوى ،في حين أن التكييف
الجزائي في صورة تكييف الواقعة فهو واجب على المحكمة يخضع حكمها لرقابة للنقض،
طبقا للمادة 490إجراءات جزائية :فإن الخطأ في التكييف الجزائي يعد سببا للنقض ،وهذا
الواجب في إعطاء تكييف للدعوى ينطبق على الوقائع اإلجرائية كما على الوقائع
الموضوعية ،فالقاضي ملزم بتقليب وقائع الدعوى على جميع وجوهها القانونية والتأكد من
أنها ال تقع تحت أي تكييف قانوني من تكييفات الجرائم المستوجبة للعقاب قانونا .1
إذا أعطينا الوقائع تكييفا قانونيا معينا ،فإن إمكانية الرجوع إلى األصل أو الوصف
الصحيح تبقى قائمة طيلة عمر الخصومة الجزائية من تحريك الدعوى العمومية إلي غاية
196
حقيقة ،وهنا تتداخل أدلة اإلثبات مع عنصرالتكييف الجزائي أوتكون بناء على تحريف
للوقائع إذ أن هذه الممارسة غير الشرعية تتم تحت غطاء واجب التكييف الجزائي على
القاضي –وهذا ما نحاول الحد منه – أو بإيعاز من النائب العام عند إعالمه من وكيل
الجمهورية بالمتابعة وذلك تطبيقا للمنشور رقم 663المؤرخ في 41جويلية 4633من
السيد وزير العدل حافظ األختام ،فبعد علمه بالواقعة قد يأمر وكيل الجمهورية الممثل له
أمام المحاكم طبقا للمادة 63إجراءات جزائية وذلك بطلب إعادة التكييف أمام قاضي
التحقيق أو عدم إختصاص المحكمة حالة اإلحالة إلى المحكمة ،وما يستتبعه من تطبيق
1
المادة 633والمادة 636إجراءات جزائية .
وهذا ما يمكن أن يستنتج من نص المادة 420إجراءات جزائية والتي نصت أنه ":
إذا رأى النائب العام في الدعاوى المنظورة أمام المحاكم فيما عدا محكمة الجنايات أن
الوقائع قابلة لوصفها جناية فله إلى ما قبل إفتتاح المرافعة أن يأمر بإحضار األوراق
وإعداد القضية وتقديمها ومعها طلباته فيها إلى غرفة اإلتهام ".
- 1و تطبيقا لذلك قضت احملكمة العليا أبنه " :إذا ما قضت حمكمة اجلنح أو غرفة جزائية ابجمللس بعدم اختصاصها ابلبت يف
دعوى أحيلت إليها اثر حتقيق قضائي بدعوى أن الواقعة تكون جناية وصار هذا احلكم أو القرار هنائيا اوجب املشرع يف هذه
احلالة إحالة القضية على غرفة االهتام ال للفصل يف تعارض األمر ابإلحالة مع احلكم أو القرار بل لتتميم اإلجراءات اجلنائية وإحالة
املتهم على حمكمة اجلناايت اليت هلا وحدها حق النظر يف موضوع الدعوى ابن تربئ املتهم أو تدينه على أساس التكييف الذي تراه
اثبتا حسب اقتناعها ،ومن مث تعرض قرارها للنقض غرفة االهتام اليت قضت بعدم اختصاصها بدعوى أهنا ليست اجلهة العليا
املشرفة على قاضي التحقيق " انظر :قرار رقم 44660يف ،2625/05/12جملة قضائية ل
،2660عدد،،1ص152و.151
وكذا قضت بنقض قرار غرفة االهتام " اليت رفضت طلبات النيابة العامة هبذا الشأن على أساس انه سبق هلا النظر يف هذه القضية
" ،وكذا " :وملا تبني أن غرفة االهتام أيدت أمر قاضي التحقيق الذي رفض طلبات النيابة العامة الرامية إىل إجراء حترايت جديدة
على نفس الوقائع اليت سبق له أن حقق فيها واصدر أمرا ابإلحالة وانتهت الدعوى بفصل اجمللس بعدم االختصاص النوعي فيها
فانه كان إال جدر بقضاة غرفة االهتام التصدي لألمر بعد إلغاءه والقضاء إبحالة امللف على حمكمة اجلناايت ،بعد تصحيح
اإلجراءات ليتسىن هلا فك النزاع القائم " انظر يف ذلك - :قرار يف 2660/21/06رقم،16646جملة قضائية
سنة،2661ع،6ص.246
-قرار رقم 106211يف، 2663/21/12جملة قضائية ،2665ع،2ص..162
197
على أن هذه المادة النادرة التطبيق والمهجورة أن صح القول في التطبيق القضائي
لما ينجر عنه من مشكالت عملية جمة قد تكون أكثر تعقيدا من إعمالها كطريق قانوني
لتفادي وصد عملية التجنيح القضائي التي يقوم بها وكالء الجمهورية بناء على تعليمات
1
النائب العام فالنيابة كمبدأ عام ال تقبل اإلنقسام .
كما يضيف البعض إلى أن هذه المادة على غرابتها ،فهي تتعارض مع أحكام المادة
55إجراءات جزائية التي تنص على" :وجوب إجراء التحقيق اإلبتدائي في الجنايات"،
فوكيل الجمهورية في إطار مبدأ المالئمة قد يحيل الدعوى أمام محكمة الجنح عن طريق
إستدعاء مباشر أو تكليف بالحضور في جرائم معينة أو إجراء التلبس طبقا للمادة 54و43
إجراءات جزائية ،أو إحالة أمام قاضي التحقيق وفي الحالة األخيرة فقاضي التحقيق هو
المحيل على المحكمة ،فإذ بإتباع حرفيتها فقد يفترض أن وكيل الجمهورية بطريق واحد
هو الذي تكون فيه الدعوى قد مرت بتحقيق وجوبي وهو إتصال المحكمة بالقضية بأمر
إحالة على قاضي التحقيق بعد طلب إفتتاحي من النيابة العامة بإعتبارها جنحة وتبين للنائب
العام أن وصفها القانوني جناية فله حسب هذه المادة (420إجراءات جزائية) طلب األوراق
2
القضية وذلك بشرط عدم إفتتاح المرافعة فيها ويقدمها إلى غرفة اإلتهام .
- 1فكيف تتم املطالبة ابلقضية عمليا أمام احملكمة ،خاصة وان أي قضية مطروحة على احملكمة اجلزائية البد أن خترج حبكم ،
ومن مثة جيوز للنيابة العامة االستئناف لعدم االختصاص كون الوقائع تشكل جناية.
-لكن وخبالف ذلك نرى أن إمكان تطبيق املادة يف غري حالة اإلحالة على احملكمة جائز قانوان إذا عملنا ابملواد 2
260و 262إجراءات جزائية اليت " جتيز إجراء حتقيق تكميلي أو إضايف وذلك إذا رأت غرفة االهتام إن القضية متت إحالتها
دون إجراء حتقيق ابتدائي أمام حمكمة اجلناايت ،فيمكن يف هذه احلالة اعتبار املادة 220االستثناء الوحيد على املادة 99ق ا
ج ،وهو ما يؤيد وجهة النظر الثانية اليت تقول :أن املادة 220ق اج جائت يف القسم األول أحكام عامة للفصل الثاين يف
غرفة االهتام للمجلس القضائي وكل هذا حتت الباب الثالث يف جهات التحقيق وذلك من قانون اإلجراءات اجلزائية وان املواد من
99إىل 122تدخل يف الباب الثالث إمام جهات حتقيق ،ابلتايل ميكن محل هذه املادة على وجهني :
الوجه األول :أهنا تقصد استئناف أمر اإلحالة إذا سهى عن ذلك وكيل اجلمهورية طبقا للمواد 240و 242إجراءات جزائية ،
وأنقت مهلة ال 3أايم املمنوحة لوكيل اجلمهورية فيبقى فقط 10يوما للنائب العام وميكن تصور هذا حالة املتهم احملبوس احتياطيا
إذ ال ميكن حتديد اجللسة قبل شهر.
198
أما فيما يخص مرحلة التحقيق :فيستطيع قاضي التحقيق إعادة تكييف الوقائع وال
يتقيد بما ورد في الطلب اإلفتتاحي لوكيل الجمهورية ،وهي طريقة لرفض التجنيح القضائي
المتبع من النيابة العامة ،ولكن نالحظ عمليا أن قضاة التحقيق يسايرون النيابة العامة حالة
تجنيحها لجناية وذلك لكون هذه المبادرة من سلطة اإلتهام سوف تقلل أعمال قضاة التحقيق
القضائية وعناء كثرة القضايا أمامهم ،وهو ما يوفر لهم أيضا قسطا من الراحة وذلك
لتفادي إجراء إستجواب إجمالي وال مواجهة وال إصدار أمر بإرسال الملف إلي النائب العام
وال إطالة اإلجراءات من طلب خبرة أو تحقيق شخصية وخبرة عقلية ،وحتى عناء تتبع
ميعاد تجديد الحبس المؤقت والتمديد مرتين طبقا للمادة 431من قانون اإلجراءات الجزائية
كما أنه غالبا ما تلجأ غرفة اإلتهام إلى تأييد أمر قاضي التحقيق ال بإعتباره درجة ثانية تابع
لها لكن نظرا إلعتبارات حجم العمل ال إال إضافة إلى األخذ بعين اإلعتبار تفاهة الجريمة أو
خطورتها وهذا هو المعيار المعتمد ،وال ينظر أبدا إلى قواعد التكييف الجزائي أو إلى الخطأ
1
فيه وما يتضمنه التكييف الجزائي الخاطئ .
وإذا لجأت غرفة اإلتهام إلى التكييف الخاطئ عن طريق التجنيح للتخفيف عن محكمة
الجنايات ،فيمكن تدارك هذا األمر عن طريق النقض في قرار اإلحالة أمام المحكمة العليا
أو تدارك ذلك أمام المحكمة الجنحية التي لها عن طريق دفع أو تلقائيا الحكم بعدم
الوجه الثاين :يف حالة اتصال احملكمة ابلدعوى بغري بطريق اإلحالة كالتلبس أو ...فال تكون اجلناية قد أجرت فيها حتقيق
يف نقع وهنا ، ابتدائي
أشكال يف حالة طلب النائب العام األوراق ،فكيف يتصل هبا ميحيلها على غرفة االهتام ؟ ، .فهناك طريق واحد هو أما الدفع
بعدم االختصاص من النيابة العامة قبل املرافعة ابعتباره من النظام العام أو الطعن ابحلكم ابالستئناف بعد صدوره .
-هذا القضاء –احلل -يتضمن حتريف للوقائع يستتبعه نكران العدالة كما بينا مسبقا ،ابلتايل فمجموع االشتئنافات على 1
مستوى غرفة اإلهتام ،وبوجود عنصر القضاة احملالني على التقاعد واللذين يشكل اغلبهم كتاب ضبط يف احلقيقة سيؤدي إىل نتائج
وخيمة على انتهاك مبدأ الشرعية اجلزائية ال يكاد يبتعد كثريا عن اجلرم الذي سيحاكم عليه املتهم ،فاملالحظ ان حتريف الوقائع
يدخل يف مفهوم نكران القاضي للعدالة الذي كثريا ما عزل ألجله القضاة ،كما سيكرس تكييفات خاطئة للوقائع التكييف
الصحيح للواقعة .
199
1
اإلختصاص .وإعادة تكييف الوقائع إلى جناية .
وفيما يلي نستعرض أدناه نموذج لقرار غرفة اإلتهام يتضمن تأييد أمر قاضي التحقيق
يرجى التمعن في التسبيب المعطى له:
فإذا حكمت محكمة الدرجة األولى بعدم اإلختصاص تلقائيا أو بناء على دفع من
الضحية وذلك لمنع عملية التجنيح القضائي فال شك أن هذا لمصلحة المتهم بأن يبقى على
وصف الجناية للواقعة فيحصل على تعويض مدني أكثر من ذلك الذي سيحصل عليه أمام
محكمة الجنح.
أما أمام محكمة اإلستئناف فهناك وسيلة واحدة لتفادي التجنيح هي الحكم بعدم
اإلختصاص ألنه من النظام العام إذ تثيره المحكمة من تلقاء نفسها ،وهنا قد تتعدى المحكمة
على بعض المبادئ القانونية في سبيل تقرير حالة عدم اإلختصاص ،من بينها تجاوز مبدأ
عدم إضرار الطاعن بطعنه إذا كان الحكم مرفوعا من النيابة العامة وحدها وفي إطار
النقض تبسط المحكمة العليا رقابتها على التكييف الجزائي وتصحح الوصف القانوني
للوقائع كون اإلختصاص النوعي من النظام العام يثار تلقائيا من أي جهة قضائية وفي أي
مرحلة للدعوى ،2كما لها في ظل قانون 86/80التصدي حتى للوقائع زيادة فأصبحت
-وتطبيقا لذلك قضت احملكمة العليا انه " من املستقر عليه قانوان وقضاء انه اذا تبني لغرفة االهتام إن الوقائع حتمل وصفا 1
قانونيا غري الوصف القانوين املعطى هلا ،فانه جيب عليها إعطاء تلك الوقائع التكييف القانوين الصحيح ومن مث فان القضاء مبا
خيالف هذا املبدأ يعد خطا يف تطبيق القانون"..انظر جملة قضائية لسنة،2663قسم املستندات والنشر ابحملكمة العليا ،عدد،3
ص ،196قرار رقم 44469بتاريخ ، 2660/02/02
- 2وخبالف ذلك قضت احملكمة العليا إن " إاثرة الدفع بعدم االختصاص النوعي للجهة القضائية املصدرة للقرار من
الطرف املدين مناقشة للوقائع ،ومساس ابلدعوى العمومية -ال جييزه له القانون[، -لتقرير عدم اختصاص حمكمة اجلنح فإهنا
تقوم مبناقشة الوقائع ومطابقتها ابلنموذج القانوين كما وضحنا سابقا ،وهذه املناقشة ال ميكن إاثرهتا ألول مرة إمام احملكمة العليا
يف ظل القانون القدمي لإلجراءات املدنية أمام يف ظل قانون 06/02فإذا اختلطت الوقائع ابلقانون ميكن ذلك ووقائع التكييف
اجلزائي ختتلط ابلقانون لزاما ،كما أن اخلوض فيها يرجع للدعوى العمومية ال املدنية ] ،وابلتايل ال ميكن أن تشكل وجها من
أوجه الطعن ابلنقض يف حالة يف حالة طعن الطرف املدين وحده ،مما جيعل النعي هبذا التسبيب يف غري حمله "..انظر يف ذلك:
جملة قضائية ،سنة ، 2626عدد،2قسم املستندات والنشر ابحملكمة العليا،ص ،340قراررقم،16361يف
200
محكمة موضوع وقانون في حاالت معينة .
كما أن نص المادة 252إجراءات جزائية والتي تعطي محكمة الجنايات األولوية
1
الكاملة في الفصل في الجنح والمخالفات من شأنها منع عملية التجنيح القضائي .
فحسب تطبيقات القضاء :نالحظ أنه إذ كان قاضي التحقيق يستطيع منع التجنيح
القضائي الذي بادرت إليه النيابة العامة ،فإنه قد يكون هو نفسه مصدر هذه العملية وذلك
بتغيير الوصف الجنائي المعطى من النيابة العامة ،ويبلغ هذه األخيرة التي لها حق
اإلستئناف في إعادة التكييف أمام غرفة اإلتهام ،ويمكن أن يستأنف هذا األمر سواء من
طرف النيابة وتبلغ لألطراف الذين لهم مصلحة ويحال أمام غرفة اإلتهام لتفصل فيه ،أما
إذا لم يستأنف فيعتبر أمر قاضي التحقيق بالتجنيح القضائي عن طريق إعادة التكييف وأمر
اإلحالة أمام محكمة الجنح نهائي ،وقد أشرنا إلى هذا أعاله ،لكن اآلن ندرس نموذجا
إلعادة التكييف الجزائي ،ثم تسبيب إستئنافه من النيابة العامة ،بحيث نكون أمام تنازع
إختصاص حقيقي :
ولخطورة عملية التجنيح القضائي فيكون للنائب العام دور في منع هذه الصورة من
التجنيحات القائمة على تعليمات إدارية ،وأساس ذلك أن للمادة 420من قانون اإلجراءات
الجزائية يمكن للنائب العام منع عملية التجنيح القضائي كما بينا سابقا ،والتي نرى أنها تقصد
القضايا المحالة على محكمة الجنح من طرف قاضي التحقيق وبالتالي فال مجال للقول بوجود
إستثناء على المادة 55إجراءات جزائية ،وإن التحقيق اإلبتدائي قد تم ويمكن لغرفة اإلتهام
، .2623/22/11لقد أسست احملكمة العليا هذا القرار على وجود املصلحة لصاحب الطعن ،لكن ومادام إاثرة عيب عدم
االختصاص من النظام العام تلقائيا فكان هلا تقرير هذا العيب ولو كان مرفوعا من الطرف املدين ،فوفقا هلذا االجتهاد فالنيابة
العامة وحدها اليت هلا مصلحة يف إاثرة هذا العيب ابعتبار أن املتهم ال مصلحة له كذلك يف إاثرة هذا العيب واالرتقاء ابجلنحة إىل
جناية.
1
- Le tribunal criminel est la juridiction compétente pour connaître des fait
…… crimes
201
اإلحالة على محكمة الجنايات إذا رأت أن القضية تحتوي على األدلة أو القرائن الكافية التي
1
تسمح لها باإلحالة .
- 1ولكن وكنقد هلذه الوجهة الثانية والغريب يف هذه املادة 220ق ا ج أهنا ال تقصد نزع امللف من أمام حمكمة اجلنح اليت
ستنضر يف القضية قبل فتح املرافعة كما جاء يف حرفية املادة نفسها الن ذلك مل حيدث عمليا ،وال يتأتى للنائب العام التدخل يف
حالة اتصال قاضي احلكم (حمكمة اجلنح)ابلقضية إال عن طريق طلبات أو استئناف .
والتفسري الذي نراه صحيحا للمادة 220ق أجزائية – واليت اعتربانها مادة تدعم تصدي النائب العام لعملية التجنيح القضائي
اليت قام هبا وكيل اجلمهورية أو قاضي التحقيق – هو على ضوء املادة 240و 242ا ج فطبقا للمادة 240ق ا ج حيق لوكيل
اجلمهورية استئناف مجيع أوامر قاضي التحقيق أمام غرفة االهتام يف خالل ثالثة أايم من صدور األمر ،وان للنائب العام نفس احلق
ابعتباره هيئة واحدة و لكن يف مهلة 10يوما من صدور أمر قاضي التحقيق ،وعلى ضوء هاتني املادتني فإذا فرضنا أن قاضي
التحقيق اخطأ يف تكييف جرمية وصفها القانوين جناية أو انه تعمد ذلك أي قام بعملية جتنيح قضائي جلناية وقام بتبليغ هذا
التكيف وأمر اإلحالة أمام حمكمة اجلنح ،لوكيل اجلمهورية طبقا للمادة 1/291ق ا ج فإذا مل يستأنف (عدم املعارضة) هذا
األخري على أمر اإلحالة فانه أي وكيل اجلمهورية سيقوم إبرسال امللف بغري متهل إىل قلم كتاب اجلهة القضائية (حمكمة اجلنح)
حسب املادة 295ق ا جزائية (ويقوم بتكليف املتهم ابحلضور للجلسة أمام هذه اجلهة ابلتاريخ احملدد من النيابة (مصلحة
اجلدولة) لكن إذا كان املتهم حمبوس فاجللسة األوىل البد أن تنعقد حسب نقس املادة يف مهلة شهر) وبعد فوات مدة الثالثة أايم
املمنوحة لوكيل اجلمهورية ال يبقى للنيابة العامة الستئناف أمر اإلحالة الصادر من قاضي التحقيق سوى مهلة 10يوما املمنوحة
للنائب العامل ولكن استعمال هذا احلق ضمن هذه املهلة ال يتأتى إال بشرط إال تكون احملكمة اجملال أمامها القضية قد افتتحت
املرافعة فيها ،وابلتايل فتفسري املادة 220على ضوء املادة 242أن األول جاءت لتقييد الثانية ،فإذا كان وكيل اجلمهورية هو
الذي يتعامل مع أوامر قاضي التحقيق سيستأنفها أمام غرفة االهتام فاملشروع قد خول للنائب العام يف مهلة أطول من 3أايم
املمنوحة لوكيل اجلمهورية وهي 10يوما لرفع االستئناف الذي يبلغ لألطراف أمام غرفة االهتام ،وكأن املادة 242قد خولت
حق االستئناف للنائب العام يف حالة هتاون وكيل اجلمهورية أو إغفاله ممارسة حقه هذا وخاصة إذا كان اتفاق على التكييف
اجلنحي (التجنيح القضائي) مع قاضي التحقيق فهنا حيق للنائب العام استئناف ذلك يف مهلة 10يوما من صدور أمر اإلحالة
من قاضي التحقيق وأن تكون هذه املهلة قبل افتتاح املرافعة وما دمنا يف هذا السياق نذكر انه تطبيقا للمادة 295ق ا ج اليت
تستوجب حالة وجود متهم حمبوس احتياطيا وصدور أمر إحالة أن تنعقد اجللسة األوىل يف مهلة شهر واملادة 242ق ا ج اليت
تعطي احلق للنائب العام الستئناف أوامر قاضي التحقيق يف مهلة 10يوما من صدورها ،هذا احلل ورد يف :حممد شنويف ،
مرجع سابق ،ص .13-11
202
يتصل قاضي التحقيق بالوقائع إما بطلب افتتاحي يقيد تكييفه أو بموجب شكوى
مصحوبة بإدعاء مدني يكون فيه مجال التكييف أوسع نطاقا فتكون له سلطة إصدار أمر
اإلحالة في حالة التكييف اإليجابي ،واألمر بآال وجه للمتابعة كتكييف سلبي .
فمن المبادئ القانونية العامة أن أوامر قاضي التحقيق المنصوص عليها في المادة
271من قانون اإلجراءات الجزائية هي وحدها القابلة لإلستئناف من المتهم أمام غرفة
اإلتهام ومن ثمة فإن القضاء بما يخالف هذا المبدأ يعد مخالفة للقواعد الجوهرية ،وهذا
يقودنا إلى القول بعدم جواز الطعن بالنقض على غرار اإلستئناف فيما يخص الخطأ
المنصب على تكييف األمر باإلحالة وذلك إلنتفاء المصلحة ،وهذا بعكس قرار اإلحالة
الصادر من غرفة اإلتهام ،نص المادة 291من قانون اإلجراءات الجزائية ،أما المدعي
المدني فال يجوز له ذلك لعدم إمتالكه حق تحريك الدعوى العمومية اصال ،ولكن حيث أن
العبرة بحقيقة الواقع وليس بالتكييف الخاطئ المسبغ على القرار وتطبيقا لذلك فإنه يجوز
للمدعي المدني الطعن في األمر برفض التحقيق الموصوف خطأ بأنه أمر باألوجه للمتابعة
ولو لم تطعن النيابة العامة فيه ،هذا ما إستقر عليه القضاء الفرنسي ،فماذا عن موقف
القضاء الجزائري ؟ .
لقد أعتبر مخالفة القانون عدم إثبات كل أركان الجريمة يعد عدم كفاية في األسباب
يسمح برقابتها ـ المحكمة العليا ـ على التكييف المسند للوقائع ،وبما أن األحكام الجنائية
خالصة وصف الوقائع وغلق لباب التكييف الجزائي ،يمارس هذه الوظيفة قاضي
الموضوع ويتقيد فيها بتكييفات سابقة من خالل مطابقة المجموع الواقعي مع القانون
الواجب التطبيق على الجريمة هذه العالقة تتم بطريق اإلستدالل المنطقي بحيث إذا أشرك
القاضي مسائل قانونية مع أخرى واقعية غير صحيحة ويكون قد وقع في فساد اإلستدالل
فرقابة محكمة النقض لعيب الفساد في اإلستدالل ال يعتبر تدخال منها في الموضوع كما
أثبتها قضاة الموضوع و يجب إثارة عيب التسبيب تلقائيا من المحكمة العليا طبقا للمادة
132من قانون اإلجراءات الجزائية .
كما تعد أوجه الطعن في األحكام هي طرق الرقابة الموضوعية كلما تعلقت بحصول
الواقعة إثباتا أونفيا دون تكييفها القانوني ،فبما أن األصل أن الحكم البات يحوز حجية وقوة
الشيء المحكوم به ،غير أن بعض األخطاء في تقدير الوقائع تصل من الجسامة بحيث تُهدر
معها حجية الحكم مقابل حماية المصالح اإلجتماعية طبقا للمادة 135من قانون اإلجراءات،
وما يهمنا هو:
وفي إطار دراسة حاالت الرقابة على التكييف الجزائي تبرز إشكالية موضوع التكييف
هل هو مسألة قانون أم وقائع ؟ ،فاإلتجاه األول ،يرى أن التكييف مسألة قانون ،أما اإلتجاه
الثاني فيرى أن التكييف عمل مختلط ،أما اإلتجاه الثالث يرى التكييف وسيلة فنية الزمة
إلعمال القانون ،فهو مجرد إعمال لذهن القاضي فهو ليس مسألة قانونية وال واقعية ،ومن
ثمة فإن الخطأ في التكييف الجزائي هو بأن يدخل القاضي في هذا التكييف عنصرا دخيال
عليه أو يستبعد منه عنصرا الزما فيه ،سواء كان ذلك متصال بالركن المادي أو بالركن
المعنوي ،أو أسباب اإلباحة أو موانع مسؤولية ،فبالرغم من ذلك يكون التكييف الخاطئ
للقاضي بمنىء عن رقابة محكمة النقض وهذا ما يعرف بنظرية العقوبة المبررة ـ أو
بعد ترسيم قواعد التكييف الجزائي وخصائصه ،ندرس اآلن آليات الرقابة على
التكييف الجزائي ،وهي الجهة القضائية الموكل لها مسألة المصادقة على التكييف الجزائي
من الجهة القضائية األدنى درجة ،فما هي أدوات أو آليات الرقابة التي تفرضها المحكمة
على التكييف الجزائي وحاالتها ؟ ،نناقش هذا األمر من خالل دراسة (المبحث األول)
بعنوان قنوات الرقابة على التكييف الجزائي وحاالته ،وسنخص فيه بالتفصيل أوامر قاضي
التحقيق واألحكام الجنائية (المطلب األول ) بعنوان قنــوات الرقابــة الجنائية وفي معالجة
هذه المواضيع دائما نربط ذلك بحق الدفاع ،فيما نخصص (المطلب الثاني) من الدراسة
لسرد حاالت الرقابة على التكييف الجزائي ،وفيها أدرس مدى استقاللية القاضي في تكييفه
الجزائي في الفرع االول ،وحاالت مخالفة القانون أو الخطأ في التكييف في الفرع الثاني ،
وفي كما ندرس نطاق الرقابة على التكييف الجزائي وتقديره الذي يضبط معيار مقيد أطلقه
الفقه والقيود الواردة على هذه الرقابة بالنسبة لألحكام الجنائية (المبحث الثاني ) ثم نقدر
التكييف الجزائي من حيث حجية تطبيقه على الوقائع في الفرع األول ،ثم نستعرض
ضرورة الحد من التكييف الجزائي في صورة التجنيح ،و عالقة إنكار العدالة بالخطأ في
التكييف الجزائي ، .وفي إحدى فقرات الفرع الثاني
168
المبحث األول :قنــوات الرقابــة و حاالتها
نركز أركز على طرق هذه الرقابة ،ثم أبين عالقتها بحقوق الدفاع ،فالقاعدة أنه ال
يجوز النقض في قرارات قضاء التحقيق بإعتبار أنها تقبل الطعن بطريق اإلستئناف ،وهو
األمر الذي توضحه المواد من 979-961إجراءات جزائية ،وبالتالي ال تكون صادرة من
آخر درجة.
وتتعلق دراسة آليات هذه الرقابة الجنائية على التكييف الجزائي (المطلب األول )
والتي تتم بها بسط رقابة الجهة األعلى درجة على التكييف الجزائي للجهة التابعة لها وهما
جهتي قاضي التحقيق بإصدار أوامر وغرفة االتهام التي تعطي قرارات ،ثم األحكام
الجنائية كجهة مصادقة على التكيف فنستعرض طرق ممارسة هذه الرقابة الجزائية ،أما
حاالت الرقابة الجزائية (المطلب الثاني) فنخصها بموضوع استقاللية القاضي في تكييفه
في مسائل الواقع والقانون ،ثم حالة مخالفة القانون أو الخطأ في التكييف الجزائي .
إن الرقابة على التكييف الجزائي لها أدوات (الفرع األول) يمارسها أطراف الدعوى
العمومية من خالل العمل على تصحيح كل فيما منحه إياه المشرع من صالحية ،بدأ بوكيل
الجمهورية في إطار تحريكه الدعوى العمومية وهي تحرك موضوع التكييف الجزائي ،أو
في إطار المكنة التي أعطاها المشرع لقاضي التحقيق المتمثلة في أوامر اإلحالة بتوفر
قرائن تكون موضوع اإلثبات وليست موضوع التكييف الجزائي ،فأين ترتكز سلطتة
القاضي في الرقابة على التكييف الجزائي ،وفي هذا الصدد نركز على مدى استقاللية
القاضي في تكييفه من خالل مسائل الواقع والقانون ،ثم ندخل في صميم دراسة موضوع
169
األحكام الجنائية (الفرع الثاني) التي لها عالقة كبيرة بحقوق الدفاع خاصة في مرحلة
المحاكمة التي تتجسد فيها بموضوع طرق الرقابة على التكييف بإعتبار الجلسة علنية
والحكم واجب العلنية يذكر جميع نقاط التكييف القانونية ،فتمارس الرقابة بوضوع وآجال
دقيقة.
يتصل قاضي التحقيق بالوقائع إما بطلب افتتاحي يقيد تكييفه أو بموجب شكوى
مصحوبة بإدعاء مدني يكون فيه مجال التكييف أوسع نطاقا فتكون له سلطة إصدارأمر
اإلحالة في حالة التكييف اإليجابي ،واألمر بآال وجه للمتابعة كتكييف سلبي ،وكال األمرين
خاضعين لرقابة غرفة االتهام األعلى درجة والتي لها حق الرقابة على تكييف قاضي
التحقيق للوقائع ،فت برز حالة مخالفة القانون التي تنتاب كال التكييفين وكيفية معالجتها في
الفقرات أدناه :
ندرس أوال الرقابة الواردة على قرارات التحقيق عموما ثم نركز على ثم قرارات
قضاء اإلحالة وأال وجه للمتابعة ،ثم نتعرض إلى الرقابة على األحكام الجنائية .
قرارات قضاء اإلحالة :تضمن القضاء المصري والفرنسي على ثالث قنوات للرقابة
تجييز لمحكمة النقض جواز الرقابة من خاللها ،وذلك من خالل :
-حالة الخطأ في تكييف قرار اإلحالة :قضت محكمة النقض الفرنسية بأنه إذا كانت
الواقعة في حقيقتها جناية ووصفت خطأ بقرار اإلتهام ،فإنه يجوز الطعن فيه-قرار اإلتهام-
بالنقض بإعتبار أن هذا القرار ال يقيد محكمة الجنايات في تكييفها لوقائع الدعوى لكن
وبإ ستقرار مجموعة أخرى من اإلجتهادات القضائية يورد الفقه تفرقة بالنسبة للمتهم بين
170
حقه في الطعن على وثيقة اإلتهام (قرار اإلحالة) وبين أمر اإلحالة الصادر عن قاضي
التحقيق ،فالمبدأ السائد فقها وقضاء أنه يجوز له الطعن فيها بالنقض.....أما قرارات اإلحالة
في الجنح ،1والمخالفات فال يجوز بحسب األصل الطعن فيها بالنقض ما لم تفصل في
اإلختصاص أو تتضمن نصوصا نهائية غير قابلة للتعديل بواسطة المحكمة ،2أما المدعي
المدني فال يجوز له الطعن بالنقض على هذه القرارات بنوعيها .
هذا عن القضاء الفرنسي ،فما هو موقف القضاء الجزائري من هذه المسألة ؟ .إن
أمر اإلحالة الصادر من قاضي التحقيق ال يجوز إستئنافه وال الطعن بالنقض المنصب عليه
وتطبيقا لذلك قضت المحكمة العليا في قرارها الصادر في 9117/77/42رقم 77417
والذي جاء فيه أنه" :من المبادئ القانونية العامة أن أوامر قاضي التحقيق المنصوص عليها
في المادة 974من قانون اإلجراءات الجزائية هي وحدها القابلة لإلستئناف أمام غرفة
اإلتهام ومن ثمة فإن القضاء بما يخالف هذا المبدأ يعد مخالفة للقواعد الجوهرية في
اإلجراءات وما كان من الثابت في قضية الحال أن غرفة اإلتهام قبلت إستئناف أمر قاضي
التحقيق القاضي ب اإلحالة ...تكون بقضاءها ذلك قد أخطأت في تطبيق القانون ومتى كان
كذاك إستوجب نقض القرار المطعون فيه ،3ومن ثمة فصراحة هذا اإلجتهاد تؤدي بنا إلى
القول بعدم جواز الطعن بالنقض على غرار اإلستئناف فيما يخص الخطأ المنصب على
تكييف األمر باإلحالة ،وهذا بعكس قرار اإلحالة الصادر من غرفة اإلتهام ،وهو ما قضت
به المحكمة العليا في هذا الصدد بقولها ":إذا تضمن نص المادة 911من قانون اإلجراءات
الجزائية ضرورة تضمن حكم اإلحالة بيان الوقائع موضوع اإلتهام ووصفها القانوني ،وإال
كان باطال فإن المشرع إعتبر هذه البيانات من اإلجراءات الجوهرية ..ورتب جزاء
- 1تعليق :وهذا ما يورده الفقه من آاثر سلبية للتجنيح القضائي ومدى عالقته حبقوق الدفاع ،إضافة لآلاثر السلبية األخرى
للجنيح .أنظر يف ذلك / :مساوئ التجنيح القضائي :مذكرة ماجستري "التجنيح القضائي" ،لألستاذ :شنويف حممد
،0222/0220ص 811وبعدها ،رقم .88/20/12
- 2سويلم حممد علي ،مرجع سابق ،ص .213
- 3قرار للمحكمة العليا رقم 072.07 :يف 0007/70/.2مشار إليه يف دالندة .يوسف ،قانون اإلجراءات اجلزائية،
منقع ابلقانون رقم ، 02/72 :املؤرخ يف ،.772/00/07دار هومة للنشر والتوزيع ،ط /.772 :ص .007
171
البطالن على مخالفتها فإن كان قرار غرفة اإلتهام خاليا من هذه البيانات الجوهرية وإعتمد
عليه في حكم محكمة الجنايات رغم كونه ال يتضمن أية واقعة وال أي ظرف مشدد ...وإن
الطعن بالنقض في الحكم المطعون فيه تأسيسا على إنعدام األساس القانوني يكون مقبوال
وفي محله ،لذ لك يستوجب نقض حكم محكمة الجنايات وتمديد البطالن إلى قرار غرفة
1
اإلتهام .
الخطأ في تكييف األمر بأال وجه للمتابعة :من حيث األصل فإن المتهم ال يجوز له
الطعن بالنقض في هذه القرارات إلنتفاء المصلحة بينما يجوز الطعن بالنقض للنيابة العامة،
أما المدعي المدني فال يجوز له ذلك لعدم إمتالكه حق تحريك الدعوى العمومية ،ولكن
حيث أن العبرة بحقيقة الواقع ،وليس بالتكييف الخاطئ المسبغ على القرار ،وتطبيقا لذلك
فإنه يجوز للمدعي المدني الطعن في األمر برفض التحقيق الموصوف خطأ بأنه أمر
باألوجه للمتابعة ،ولو لم تطعن النيابة العامة ، 2هذا ما إستقر عليه القضاء الفرنسي ،فماذا
عن موقف القضاء الجزائري ؟
إستقر قضاء المحكمة العليا على أنه ":متى كان من المقرر قانونا على أنه يجوز
للمدعي المدني أن يطعن بطريق اإلستئناف في أوامر قاضي التحقيق المتعلقة بعدم إجراء
التحقيق أو باألوجه للمتابعة ،أو األوامر التي تمس حقوقه المدنية ومن ثمة فإن القضاء بما
3
يخالف هدا المبدأ يعد خطأ في تطبيق القانون .
مخالفة القانون :لم يقتصر الطعن بالنقض في التشريع الفرنسي على الخطأ في
تكييف الجريمة بل شمل جميع القرارات التي تتضمن مخالفة القانون أو الخطأ في تفسيره
أو في تطبيقه ،4وعلى هذا األساس إستقر قضاء محكمة النقض الفرنسية على ضرورة
- 1قرار رقم ،22887. :مشار إليه يف كتاب - :دالندة يوسف ،قانون العقوابت ،مرجع سابق ،ص.02.
- 2سويلم حممد علي ،مرجع سابق ،ص .232
- 3دالندة يوسف ،قانون العقوابت ،مرجع سابق ،ص.070
- 4نالحظ انه كان هناك أشكال ابلنسبة حملكمتنا العليا يتعلق ابلعنصر املشمول ابلرقابة وهو القانون فقط فهناك جرائم كاإلهانة
املوجه ملوظف عمومي ففيها ختتلط الوقائع ابلقانون من حتديد صلة املهان أو السياقة يف حالة سكر واليت تعتمد على عنصر زماين
172
التسبب ،فإعتبرت عدم إثبات كل أركان الجريمة يعد عدم كفاية في األسباب يسمح برقابتها
1
ـ المحكمة العليا ـ على التكييف المسند للوقائع .
فما هو موقف القضاء الفرنسي من مسألة مخالفة القانون ؟ ،لقد إستقر قضاء المحكمة
العليا على أن القرار الذي يكتفي بالقول بأن التهمة ثابتة دون بيان عناصر 2الجريمة
المستوجبة للعقوبة والنصوص القانونية المطبقة عليهــا ال يصلح كأساس لإلدانة وسيتوجب
3
النقض .
ومكاين وكمي لتحديد التكييف بدقة فما فهل للمحكمة العليا احلق ابلرقابة هنا ،وهل حل القانون اجلديد لإلجراءات املدنية هذا
األشكال ابلنسبة الختالط الواقع ابلقانون وتعميم الرقابة للنقض عليه ؟ ..نعتقد نعم حل األشكال.
- 1سويلم حممد علي ،مرجع سابق ،ص ..238
- 2نالحظ وخبالف ذلك أنه بعض األحيان فإن قرار اإلحالة خاصة قد يكيف اجلرمية بتكييف يتغاضى فيه عن بيان بعض
عناصر اجلرمية فقد تكون اجلرمية مكيفة على أساس أهنا جناية وفقا للوصف القانوين الصحيح هلا ،ولكن ابلنظر لضآلة الضرر،
يرى القضاء جتنيحها وذلك ،ابلسكوت والتغاضي عن بعض عناصر الركن املادي الذي بوجوده تكون اجلرمية جناية
وابلسكوت عنه تكون اجلرمية جنحة ،وبذلك حتال القضية أمام حمكمة اجلنح بدال من حمكمة اجلناايت ،ومن األمثلة األكثر
شيوعا :
أ -تنص املادة 20من قانون العقوابت ،على وجوب أن يوصف الفعل الواحد الذي حيتمل عدة أوصاف ابلوصف األشد
من بينها.
ب -حالة ارتكاب جرمية النصب واالحتيال ابستعمال التزوير يف حمررات رمسية الذي يوصف ابجلناية ،فإنه يتم السكوت عن
ركن التزوير وتتم متابعة املتهم على أساس جنحة النصب واالحتيال ،فيحال أمام حمكمة اجلنح....ملزيد تفصيل أنظر:
-شنويف حممد "التجنيح القضائي" مذكرة ماجستري ،مرجع سابق 22/20 ،رقم , 8820/12 :ص ، .55 ،20 ،57هذا
يف ظل قانون العقوابت قبل التعديل] -فما هو عليه احلال يف ظل قانون الفساد 22/28؟ .
- 3قرار رقم 035702 :يف , 8310/20/22قرص ,إصدار اثلث عن القسم األول لغرف اجلنائية الثانية.
-وأنظر كذلك :قرار رقم 715523 :يف 8332/28/23مشار إليه يف جياليل بغدادي ،اإلجتهاد القضائي ،مرجع سابق،
جزء 28ص078 ،802
173
الفرع الثاني :الرقابة على األحكام الجنائية
توجد عالقة مابين المجموع الواقعي والقانون الواجب التطبيق على الجريمة هذه
العالقة تتم بطريق اإلستدالل المنطقي في مطابقة الوقائع مع مفترض نموذجي لقاعدة
قانونية معينة ،بحيث إذا أشرك القاضي مسائل قانونية مع أخرى واقعية غير صحيحة أو
قيامه برفض عناصر قانونية أو واقعية كان يجب عليه إدخالها في حسابه عند إجراء
اإلستدالل يكون قد وقع في فساد اإلستدالل " ،ورقابة محكمة النقض لعيب الفساد في
اإلستدالل ال يعتبر تدخال منها في الموضوع أو رقابة منها على وقائع النزاع كما أثبتها
قضاة الموضوع ،ولكنها رقابة تستهدف التأكد من سالمة المنطق القضائي من حيث الوقائع
1
ومن حيث القانون ...وهكذا تم إحترام حقوق الدفاع ".
وعليه تعتبر األحكام الجنائية خالصة وصف الوقائع وغلق لباب التكييف الجزائي ،يمارس
هذه الوظيفة قاضي الموضوع ويتقيد فيها بتكييفات سابقة ،فهذا يطرح مسألة مهمة هي
عالقة الرقابة على هذه األحكام بحق الدفاع ويشمل هذا الحق الضحية إضافة للمتهم (
الفقرة األولى ) ،وما هي طرق الرقابة التي تصحب تكييف الحكم لتصحيح التكييف الوارد
على الوقائع (الفقرة الثانية) .
- 1إمساعيل عمر نبيل ،النظام القانوين للحكم القضائي يف قانون املرافعات املدنية والتجارية ،دار اجلامعة اجلديدة للنشر
اإلسكندرية ،طبعة .772رقم ،70ص . 0.0-0.7
174
بإلغائه أو تعديله دنوا –قربا -به إلى الحقيقة الواقعية والقانونية دعما لحق المتهم في
1
المحاكمة العادلة .
وإن أهم دعائم حق الطعن في األحكام هو :تسبيبها ،2بحيث يجب إثارة عيب
التسبيب تلقائيا من المحكمة العليا طبقا للمادة 028من قانون اإلجراءات الجزائية 3وبداية
التسبيب تكون بإسقاط عنصر الواقع على القانون إعماال للتكييف الجزائي .
إذ أن عدم البيان الكافي لعناصر التكييف يصم العلل القانونية بالقصور بما يخضعها
4
للرقابة عليها من محكمة النقض .
يعتبر الطـعن بالنقض وسيلة لحماية حقوق الدفاع ،إذ أن المحكمة العليا هي التي
تختص بالفصل في الطعن بالنقض ،بإعتبار أنها محكمة قانون ،والطعن بالنقض ينصب
على القانون ال على الوقائع ،فإن المجلس األعلى بإعتباره محكمة للنقض ،ال ينظر إال في
5
،إنما يحاكم الحكم الحكم وال يجري محاكمة عن الوقائع موضوع الدعوى الجنائية
المطعون فيه لتحديد مدى مطابقته للقانون ، 6ومخالفة القانون أو الخطأ في تطبيقه ،ثم
- 1بكار حامت ،محاية حق املتهم يف حماكمة عادلة,منشاة املعارف ابإلسكندرية ,طبعة سنة,8335:ص.012:
- 2أنظر يف ذلك - :قرار للمحكمة العليا رقم 837800:املؤرخ يف. 8333/82/02:قرص مضغوط,اإلصدار الثالث ,ال
مصدر أعاله .والفاصل يف مدى كفاية التسبيب -.االجتهاد القضائي للمحكمة العليا,قسم الواثئق مرجع سابق,ص020
05. 801املؤرخ يف: - 3تتم إاثرة القصور يف التسبيب تلقائيا ،أنظر :قرار احملكمة العليا يف هذا الصدد ،رقم:
. 8310/27/03و ويف قرار أخر فقد أاثرت احملكمة العليا عيب التسبيب لوحدها ،وكان الطعن مرفوعا إليها بشأن عدم قانونية
(شرعية عقد األمانة) ,فيبدو أن القصور يف التسبيب يتداخل مع عيب خمالفة القانون.
هذا القرار الثاين :برقم 05. 827 :املؤرخ يف 88:يناير ,8312قرص مضغوط ,نفس املصدر.
- 4شكيب عاصم ،تعليل احلكم ابإلدانة ،مرجع سابق ،ص 027:هامش .0
- 5زيدة مسعود ،اإلقتناع الشخصي للقاضي اجلزائي ،املؤسسة الوطنية للكتاب طبعة سنة ،911 1اجلزائر ،ص .11
وتطبيقا لذلك قضي أنه " :وإنما يقتصرـ األثر الناقل ـ على القضاء في صحة األحكام
من قبيل أخذها أو عدم أخذها بحكم القانون فيما يكون قد عرض عليها-المحكمة -من طلبات
وأوجه الدفاع ،وال ينظر قضاء النقض القضية إال بالحالة التي كانت عليها أمام محكمة
الموضوع ،3بأن يكون رافع الطعن خصما في الدعوى ،ومراعاة عدم األضرار بالطاعن
وحده ،فقد إستقر ا لقضاء على تطبيق هذه القاعدة على الطعن بالنقض رغم عدم النص
عليها ،وذلك قياسا على الطعن باإلستئناف . 4
وما جاء في قرار محكمة النقض المصرية بأنه " :لكن ذلك ال يحول دون تقدير
الوقائع وإعطاءها الوصف القانوني الصحيح لحكمها في الشكل بالقبول أو رفض الطعن،5
فإذا قبل الوصف تنتقل للنظر في موضوعها ،بأن تلغي حكم الطعن وتثبت الحكم المطعون
فيه وتحيل الدعوى على الجهة القضائية غير أن المحكمة العليا قد تنقض الحكم دون إحالة،
إذا تبين لها أن الوقائع المثبتة في الحكم المطعون فيه ال تشكل جريمة فتقضي ببراءة المتهم،
أو كان الحكم أخطأ قد في الوصف القانوني للواقعة ،وينصب على الحكم البات باإلدانة،
- 1الشلقاين أمحد شوقي ،مبادئ اإلجراءات اجلزائية يف التشريع اجلزائري ،اجلزء الثالث طبعة ،9111 :ديوان املطبوعات
اجلامعية ،اجلزائر ،ص.555
- 5نقض مصري قرار رقم 8301/27/21 :رقم .205 :قرار رقم 8375/22/20 :رقم .827:مشار هلذه القرارات,
يف كتاب :الشلقاين امحد شوقي ،ج ، 2مرجع سابق ،ص . 757-750
176
والمشوب بخطأ في الوقائع إلثبات البراءة للمحكوم عليه ،فبما أن األصل أن الحكم البات
يحوز حجية وقوة الشيء المحكوم به ،غير أن بعض األخطاء في تقدير الوقائع تصل من
الجسامة ،بحيث تهدر معها حجية الحكم مقابل حماية المصالح اإلجتماعية ،1وبهذا أوجد
القانون طريقا آخر إستثنائي هو إلتماس حاالت إعادة النظر طبقا للمادة 728من قانون
اإلجراءات ،وما يهمنا هو:
واقعة تقديم مستندات بعد الحكم باإلدانة :في جناية قتل يترتب عليها قيام دالئل كافية
على وجود المجني عليه المزعوم قتله حيا ،وهذه حالة إضافة واقعة جديدة مبنية على أسس
قانونية ،كما أن للطعن لصالح الـقانون عالقة بكفالة حق الدفاع فوفقا ألحكام المادة 722من
قانون اإلجراءات الجزائية ،فإن هذا الطريق مقرر لضمان حسن تطبيق القانون ،وذلك أن
هناك حاالت وبرغم كون الحكم مشوب بخطأ قانوني ،فإن األحكام الصادرة بناء عليها
تصبح نهائية فتفلت من الرقابة القانونية بالتالي إبتكر المشرع هذا الطعن لصالح القانون
لتصحيح هذه األحكام وهذا الطريق ال يمكن تطبيقه إال في حاالت تدارك خطأ وارد في
تطبيق القانون بمفهومه الضيق دون الواقع ،والذي يقتصر على مبادئ الحق المقررة
2
بنصوص قانونية أو إجرائية ال تحقق العدالة بدونها .
وكما إذا حكم على الشخص إنتهاكا إلجراءات جوهرية يترتب عليها حكم البطالن
3
بقوة القانون كعدم إحترام حق الدفاع .
نركز في الدراسة على مسألة مدى إستقاللية القاضي في تكييفه (الفرع األول) من
خالل فصل مسائل الوقائع عن القانون نظرا لألثر المختلف لكالهما ،فعلى إختالف هذه
االثار تختلف طرق الرقابة فيها فهي تختلط في الحكم الجنائي ،ثم نتعرض لحالة مخالفة
القانون أوالخطأ في التكييف الجزائي (الفرع الثاني ) ،وحالة التصدي للموضوع بإعتبارها
أهم حاالت إطالق الرقابة على التكييف الجزائي .
ومن أهم حاالت الرقابة ما أنيط به رقابة األخطاء الموضوعية والقانونية ،فاألصل
هو أن ال يخضع القاضي ألي رقابة من أي جهة كانت وهو المبدأ الذي قننته مختلف الدول
في دساتيرها ،وإن أخطاء القضاة ترد على التقدير الواقعي أو القانوني ،ومن خالل
النصوص القانون ...
إن أول ما يدرسه القاضي هو الفصل بين مسائل القانون والواقع ،فهي مختلطة في
تكييف أوامر قاضي التحقيق ،وحكم قاضي الموضوع ( الفقرة االولى ) ،وهذا ما يعقد
أدوات الرقابة على التكييف الجزائي ،ثم نصنف موضوع التكييف الجزائي هل هو مسألة
قانون أم وقائع ( الفقرة الثانية ) وقد أقر المشرع طرق الطعن المختلفة كوسيلة للرقابة على
األحكام القضائية ،ومن هذه الوسائل ما أنيط به الرقابة على األخطاء القانونية دون تلك
1
الموضوعية .
ومنذ أن ظهر نظام النقض اقتصرت الرقابة على التكييف في الجانب القانوني دون
الموضوعي كون أن القاضي يفصل في الدعوى وفقا للمراحل التالية:
أوالها :تحديد الوقائع من الناحية المادية وهده المرحلة ال تثير غير مسائل موضوعية.
وثانيها :التكييف القانوني لهذه الوقائع ،أما ثالث هذه ـ تطبيق النتائج القانونية المترتبة على
هذا التكييف ،هذا وان المرحلة الثانية والثالثة تثيران مسائل قانونية ،وفيما يتعلق بالمرحلة
األولى والثانية ،فنالحظ أنه كثيرا ما يختلط القانون بالوقائع فال يعرف ما إذا كانت المسألة
التي فصل فيها القاضي هي مسألة موضوع أم هي مسألة تكييف قانوني ،فهل التكييف
مسألة قانون أم واقع ؟ .1
فاإلتجاه األول ،يرى أن التكييف مسألة قانون ،فهو عالقة قانونية بين الواقعة والنص
القانوني الذي تخضع له تلك الواقعة ،ذلك أن تكييف الواقعة في عناصرها المادية
والمعنوية هو إدخالها في القالب اإلجرامي المجرد الذي ينطبق عليها ،أما اإلتجاه الثاني
فيرى أن التكييف عمل مختلط ،يتطلب جهدا قانونيا ،وآخر واقعيا خاصا بتكييف الواقعة
في حين أن اإلتجاه الثالث ،يرى الكييف وسيلة فنية الزمة إلعمال القانون ،فهو مجرد
تعتبر حالة مخالفة القانون هي األدوات التي تحرك اداة الرقابة الجزائية لتصحيح
مسار التكييف الجزائي ،وقد تكون ممارسة الرقابة ليس بهدف تصحيح مخالفة القانون لكن
لخطأ في التكييف الجزائي ،أدرس هذا العنصر من خالل الفقرات أدناه.
والخطأ في التكييف يكون مصدره دائما اإلخالل بضوابط التكييف القانوني بأن يدخل
القاضي في هذا التكييف عنصرا دخيال عليه أو يستبعد منه عنصرا الزما فيه ،سواء كان
ذلك متصال بالركن المادي أو بالركن المعنوي أو يعتبر الحكم واقعة معينة تصلح ألن تكون
1
ركنا في النموذج القانوني للجريمة تصلح على خالف الحقيقة.
الخطأ في التكييف الجزائي هو عدم رد واقعة الدعوى إلى أصل نص القانون فتفلت
من التطبيق عليها ،فهل يعتبر التجنيح سواء بالتشديد للوصف الجزائي أو بالتخفيف منه
إخالال بضوابط التكييف ،خاصة وأن التجنيح 1قد يكون تشريعا أم قضائيا ؟ ،وتتخذ صور
الخطأ في التكييف اآلتي:
إرتباط الخطأ بركن من أركان الجريمة أو أسباب اإلباحة أو موانع مسؤولية بحيث
ينصب الطعن بالنقض في هذه الحالة على :مخالفة القانون ،الخطأ في تطبيقه ،أو في تأويله
إال أنه بالرغم من كون خطأ القاضي في التكييف القانوني للواقعة يعد خطأ في تطبيق
القانون مما يعرض حكمه للنقض ،فبالرغم من ذلك يكون التكييف الخاطئ للقاضي بمنىء
عن رقابة محكمة النقض ،وذلك إذا كانت العقوبة التي صدر بها الحكم المطعون فيه تدخل
بنوعها ومقدارها في حدود العقوبة التي يحكم بها لو أن الحكم قد صدر صحيحا وفقا
2
للقانون ،وهذا ما يعرف بنظرية العقوبة المبررة ـ أو المقررة في الجريمة .
- 1فهل يعترب التجنيح ابلتحقيق من الوصف اجلرمي ،إخالل بضوابط التكييف خاصة وأن التجنيح قد يكون تشريعيا كما قد
يكون قضائيا إذ أن مفهوم التجنيح ذاته يعين ( :أن الوصف القانوين الذي أعطي للوقائع هو وصف جناية يكون صحيحا
ذلك لكن يتم التغاضي عن بعض الظروف لتجنح القضية ،وحتال أمام حمكمة اجلنح ،بدال من حمكمة اجلناايت) ،أنظر
بتفصيل :شنويف حممد "التجنيح القضائي" مذكرة ماجستري ،مرجع سابق 75/ 4رقم , 9974/15 :ص .51 ،926
- 2القبالوي حممد عبد ربه ،مرجع سابق ص 200وكذا انظر-:رؤوف عبيد ،ضوابط تسبيب اإلحكام اجلنائية وأوامر التصرف
يف التحقيق مع حتليل موقفها من اإلجراءات والدفوع ومن رقابة النقض عليها ،طبعة ،72سنة ، 0082دار الفكر
العريب،ص022
181
الفقرة الثانية :التصدي للموضوع
إتجه المشرع المصري 1على عكس المشرعين الفرنسي والبلجيكي ـ إلى إلزام محكمة
النقض بالتصدي للموضوع والفصل في الخصومة ،بالتالي تكييف أو رقابة تكييف واقعة
الدعوى عند الطعن بالنقض للمرة الثانية...وأساس هذا النص هو تفادي تكرار إعادة
2
الدعوى إلى محكمة الموضوع وتكرار وقوع بطالن في إجراءات هذه المحاكمة .
وشروط هذا التصدي كون الحكمين منصيين على نفس الوقائع بين نفس األشخاص.
- 1فما هو موقف القضاء أو التشريع اجلزائري من هذه املسألة؟ نالحظ أنه وحسب املادة 2.2من قانون اإلجراءات
اجلزائية ،فإنه إذا قبلت احملكمة العليا الطعن فإهنا تكتفي إبحالة الدعوى للجهة القضائية الفاصلة يف املوضوع دون التصدي
للموضوع .ومل أعثر يف قضاء احملكمة العليا ما يفيد حكما يف مسألة التصدي للموضوع ،وبصدور قانون 70/78وكما اشران
سابقا فان املشرع مكن احملكمة العليا من التصدي للموضوع يف حاالت.
182
الخاتمـــة
إستنتجنا عدة نتائج من الدراسة مفادها أن الوصف الصحيح لنوع الجريمة يثير عدة
صعوبات :
ف من الناحية اإلجرائية :تتمثل صعوبات التكييف القانوني في حالة تعدد األوصاف أي
قابلية الفعل الواحد ألن يقع تحت عدة أوصاف فعلى مستوى التشريع جاء بحل مأخوذ من
اإلجتهاد القضائي اإليطالي دون التفرقة بين التعدد الظاهري والتعدد الحقيقي بل يشملها
بنص واحد بموجبها يؤخذ بالوصف األشد ،غير أن الواقع العملي أكد فشل هذه القاعدة
فعمليا الشخص يتابع بسلسلة من التهم من أجل فعل واحد ألنه أصال قد خرق عدة نصوص
لرفع نسبة البريد العام وتصرف النيابة فيه ولتشدد التعليمات في المتابعات العشوائية في
إطار مرحلة اإلدارة القاضية التي يعرفها القضاء حاليا والتي هي وليدة مشروع إصالح
العدالة فقد عرضت على المحكمة العليا عدة قضايا متعلقة بتعدد المتابعات من أجل فعل
واحد غير أنها طبقت المادة 10عقوبات لتلغي أحد المتابعات بدل المادة 43و43
عقوبات.
ومن الناحية الموضوعية :تثير مسألة الظروف المخففة والمشددة إشكاال فيما يتعلق
بطبيعة الجريمة ،فإن كانت التشريعات العربية قد حسمت الموقف بأن أدخلت مادة 34-من
أجرات مصري – التي تشير صراحة بأن طبيعة الجريمة تتغير بفعل الظروف المخففة
204
لتصبح جنحة ،فال يوجد مثل هذا النص وللوهلة األولى يبدوا أن المشرع قد حسم الموقف
عندما أتى بنص المادة 82التي تبقي الجريمة على حالها مهما نطق القاضي به من
عقوبة ،إال أن المحكمة العليا أخذت منحى مغاي ار بأن أكدت بأن القاضي إذا نزل بالعقوبة
إلى أقل من 13سنوات فعليه النطق بعقوبة الحبس ال السجن واال أعتبر الحكم مخالفا للمادة
13وخرقا للمادة 82وهي النص األحدث واألخص ،وفي الحقيقة هذا تأثّ ار بالمادة 34
مرة أخرى الخالف وأتى بالمادة 34مكرر 8و4و ،3وهذا تعارض صريح مع نص المادة
82والمادة ، 13فيكون المشرع قد إعتمد معيا ار جديدا لتقسيم الجرائم هو معيار الجهة
الفاصلة في الدعوى وهنا يقع إشكال فهل النطق بالحبس معناه إطالق وصف الجنحة
وبالتالي إعتماد آثارها من تقادم ورد إعتبار والعفو الشامل فهذه العشوائية في إطالق اإلجتهاد
القضائي من كتاب الضبط والنواب العامين المستشارين في المحكمة العليا حاليا واإلداريين
غالبا خطير جدا على مصادر القانون الج ازئي ،بإعتبار أن عمل النيابة العامة إداري
وكذا للتكييف الجزائي آثار على توزيع اإلختصاص بين المحاكم وذلك حسب نوعها إذ
يعتبر اإلختصاص النوعي من النظام العام يمكن إثارته في أي مرحلة ومن أي طرف ولو
ألول مرة أمام المحكمة العليا وتستطيع المحكمة أن تثيره تلقائيا ،إال أن إجتهاد المحكمة
العليا جاء أحيانا ليؤكد بأنه يقتصر على الدعوى العمومية فقط دون المدنية برغم من أن
205
مواد اإلختصاص النوعي لم تأتي حصرا ،إذ أن جل هذه الصعوبات كما أشرنا إليه نتيجة
النوعي للمحاكم ومنها عنصر التجنيح الذي يعد خروجا عن الشرعية الجزائية ،إذ فيه كما
أشرنا نكرانا للوقائع والعدالة ويخضع للتعليمات اإلدارية ،إال أن الفوائد التي عاد بها عمليا
شفعت له لتخفيف العبئ على محكمة الجنايات وهذا معمول به في كل التشريعات إال أنه
قانون العقوبات البلجيكي ،ففي بالدنا العربية كان مالئما خاصة في ظل أنظمة بوليسية
صنفت أغلب جرائم قانونها آنذاك إلى جنايات ال تنطوي على خطورة إجرامية كبيرة فكان
القضاة في حرج من ذلك مثال فيما يخص الجرائم اإلقتصادية الماسة بإقتصاد الدولة وكذا
في السرقات التي بتوافر ظرفين تصبح جناية رغم تفاهة الجريمة أحيانا ،وهذا ما يسمى
العقوبات الغير متالئمة مع األفعال المرتكبة مما ّأدى إلى تشجيعها خاصة في السرقات
والجرائم اإلقتصادية مما يحقق هدف العقاب وسياسة التجريم ،فإبتكر نظام التجنيح التشريعي
الذي شمل كل الجرائم اإلقتصادية خاصة مثل قانون الفساد والتهريب ..والصرف ،ويظهر
هذا محمودا للوهلة األولى لكن فيه إجحاف كبير لمصلحة المتهم وحقوق الدفاع كما سنفصله
فتحتوي محكمة الجنايات على قضاة شعبيين ال يخضعون لتعليمات و ازرة العدل
206
إذ أ ن أمر اإلحالة اليستأنفه المتهم بعكس جواز النقض في الجنايات لقرارغرفة اإلتهام
من المتهم ،كما تنمح الظروف المخفة وجوبا في الجنايات وال بد أن تكون محل سؤال
مستقل إذا طلبها المتهم بينما في الجنح فليست حقا فحتى ولو طلبها المتهم فال يناقشها
القاضي فليست حقا له ،ويالحظ سرعة إجراءات اإلحالة في الجنح أما في الجنايات ففيها
عدة تعقيدات قبل إحالة القضية لمحكمة الجنايات ،ضاعف المشرع حدود هذه الجنايات
المجنحة كما أكد أنها ال تتقادم كما في نص المادة 33عقوبات ،وخالصة األمر أن
الجزائي لما فيها من إنكار للعدالة كما أنها قد ترفض من القاضي أو بدفع بعدم اإلختصاص
النوعي من أحد األطراف إضافة إلى عدة إفتراضات عملية قريبة الوقوع ،وهذا لم يمنع و ازرة
الشؤون الجزائية في سائر الدورات التكوينية منها دورة 0553 :من الحث عليها لتقليل الزحم
على محكمة الجنايات ليشمل جميع الجنايات ،وقد إتبع القضاة ذلك فعال تحاشيا لبطء
اإلجراءات في الجناية إلى أن أصبح التجنيح آداة غير مرغوبة من قضاة الجنح ،في ظل
تجنيح تشريعي ألغلب الجنايات كما أشرنا ،فأصبحت قضايا الجنح باآلالف ،وخفف العبئ
207
للجنحة إلى جناية بدل إخضاع ذلك إدخال نص يسمح في حالة الظروف المشددة
للتعليمات التي تحصن من الطعن وال تراعى فيها حق الطعن في األحكام .
إعمال نظام معاكس لنظام التجنيح لتخفيف عبئ محاكم الجنح كون هناك إكتضاض في
عدد الجنح المستأنفة باآلالف نتيجة لكثرة الجنح على مستوى المحاكم فمعدل عدد القضايا
في محكمة متوسطة العمل هو 031قضية في األسبوع وأما الجنايات فدوراتها كل 14أشهر
جنح
واليتعدى عدد القضايا ال 011دائما في محكمة متوسطة العمل ،كما أن المشرع ّ
أغلبها تشريعيا في قانون الفساد والمخدرات مما ال يعطي مبرر لسياسة التجنيح حاليا.
بالتالي أقترح إعتماد ما ذهب إليه القضاء السوري في إتجاهه المعاصرواألكثر شرعية
بإفراد مادة قانونية ،لضبط سياسة التجنيح وعدم إبقائها خارج إطارالشرعية ملخصه أنه ":
في حين لو كان التخفيف ألسباب تقديرية فهذا ال يؤثر في وصف الجريمة "
يجرم تحريف الوقائع حالة ثبوتها ألن إمتناع القاضي عن الفصل في الوقائع
خلق نص جديد ّ
المعروضة عليه حالة ثبوتها يعد نكران للعدالة ،والغاء العمل باألوامر المزدوجة إلخاللها
القواعد في نصوص قانون اإلجراءات الجزائية ،أو إعتمادها كإجتهاد قضائي مبدئي ،ويمكن
إعتماد نص صريح على غرار المادة 345إجراءات جزائية يسمح باللجوء إلى اإلجراءات
208
المدنية حالة إفتقار قانون اإلجراءات الجزائية في كل النقاط القانونية ،وقصر مراقبة محكمة
النقض على القانون فقط دون الوقائع التي هي ملك للقاضي في إعمال المطابقة من خالل
سلطته التقديرية ،كما أطالب بنظام القاضي المتخصص ،لكون التكييف أخطر المراحل
التي تمر بها الدعوى ،لذا نطالب بإستقالل قاضي من قضاة الحكم به ،وال يفوتنا التأكيد
على شخصية وعينية الدعوى الجنائية ،وأن ينص المشرع على تغيير التكييف تشديدا أو
جواز في صلب النص القانوني للجريمة لو نطبق المادة 853إجراءات على إطالقه لذا نرى
أن المحكوم عليه أمام محكمة الجنايات ال يستفيد من حق المعارضة ،وفي هذا خرق
وال داعي لتبني موقف محكمة النقض الفرنسية أو المصرية كما جرت العادة بدون ج أزرة
اإلجتهادات المتوصل إليها كما جرت العادة ،فأقترح تعديل المادة 853إجراءات جزائية كما
يلي" :وتتعلق األحكام المنصوص عليها في هذه المادة بالجريمة الموصوفة جناية دون
209
قائمة المـــراجع
أوال -المراجع القانونية :
أ -المراجع بالعربية :
-مجحودة أحمد:
* رسالة االجتهاد القضائي في دولة القانون ،مجلة قضائية جزائرية ،عدد
رقم ،10سنة ،0191فرع .01
* محاضرات ملقاة على قضاة8119
-سرور أحمد فتحي :النقض في المواد الجنائية ،بند رقم , 051 :دار النهضة العربية،
طبعة سنة . 0119
-الشلقاني أحمد شوقي :مبادئ اإلجراءات الجزائية في التشريع الجزائري ،الجزء الثالث
طبعة ،0111 :ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر.
-الذهبي إدوار غالي :حجية الحكم الجنائي أمام القضاء المدني مكتبة غريب،
ط.0191-
-بوسقيعة أحسن:
* شرح قانون العقوبات في ضوء الممارسات القضائية منشور تيبرتي،
ط. 10/10
* التحقيق القضائي ،دار هومة ،طبعة 8110
* قانون اإلجراءات الجزائية في ضوء الممارسات القضائية ،منشورات
بيرتي ،طبعة . 8100-8101
* المنازعات الجمركية ،طبعة 10سنة 8111/8119
* التشريع الجمركي مدعما باالجتهاد القضائي ،طبعة ،10الديوان الوطني
لألشغال التربوية . 8111
* محاضرات في منازعات الجمارك لطلبة القضاة . 8119
210
-محمود خلف احمد محمد :الحماية الجنائية للمستهلك في مجال عدم اإلخالل باألسعار
وحماية المنافسة ومنع االحتكار ،دار الجامعة الجديدة،
مصر ،طبعة . 8119
-أبو زهرة محمد :أصول الفقه ،دار الفكر العربي ،ط 0159نبد .809
-عبيد الياس :الدفوع اإلجرائية في أصول المحاكمات المدنية والجزائية ،طبعة،8111
بيروت .
-بغدادي جياللي:
* االجتهاد القضائي في المواد الجزائية ،جزء أول ،المؤسسة الوطنية
لالتصال والنشر واإلشهار ،طبعة . 0110
* اإلجتهاد القضائي في المواد الجنائية ،الجزء األول ،المؤسسة الوطنية
لإلتصال والنشر واإلشهار ،وحدة الطباعة بالرويبة ،الجزائر ط. 0190
-ثروت جالل :دروس في قانون العقوبات المصري ،القسم العام ،مؤسسة الثقافة الجامعية،
سنة .0191
-سيف فارس جمال :التعاون الدولي في تنفيذ األحكام الجنائية األجنبية ،دراسة كقارنة بين
القوانين الوضعية والقانون الدولي الجنائي ،دار النهضة العربية
القاهرة،طبعة .8110
-الشريف حامد:
* شرح التعديالت الجديدة في قانون اإلجراءات الجنائية وقانون الطعن
بالنقض في ضوء الفقه وأحكام القضاء ،دار الفكر الجامعي اإلسكندرية،
، 8119وطبعة .8110
* فن المرافعة أمام المحاكم الجنائية ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،طبعة
رقم. 8110
-بكار حاتم :حماية حق المتهم في محاكمة عادلة ،منشاة المعارف باإلسكندرية ،طبعة
سنة. 0110:
211
-عبيد رؤوف :مبادئ القسم العام من التشريع العقابي ،دار الفكر العربي ،طبعة الرابعة
.0101
* المشكالت العملية الهامة في اإلجراءات الجنائية ،دار الفكر العربي
طبعة ،0191 0جزء أول والجزء ثاني.
* ضوابط تسبيب األحكام الجنائية وأوامر التصرف في التحقيق مع
تحليل موقفها من اإلجراءات والدفوع ومن رقابة النقض عليها ،طبعة
،10سنة ،0190دار الفكر العربي.
-العرابي زكي :المبادئ األساسية لإلجراءات الجنائية،ج 0رقم( 080بال تاريخ).
-عبد المنعم سليمان :النظرية العامة لقانون العقوبات ،دار الجامعة الجديدة للنشر،
اإلسكندرية ،ط.8111/
-بارش سليمان :مبدأ الشرعية في قانون العقوبات الجزائري ،دار الهدى ،عين مليلة
الجزائر ،ط ،8110
-عوض محمد :قانون العقوبات القسم العام ،دار الجامعة الجديدة للنشر اإلسكندرية طبعة
سنة 8111
-جندي عبد المالك :الموسوعة الجنائية ،دار العلم للجميع ،طبعة ،8بيروت ،لبنان ،ج8
و ج ،0الجزء الثاني بدون سنة طبع .الجزء الثالث 8119
-الشواربي عبد الحميد:
* حجية األحكام المدنية والجنائية في ضوء القضاء والفقه( ،الدفع بعدم
جواز نظر الدعوى السابقة الفصل فيها ،منشأة المعارف باإلسكندرية
ط . 0110
* سلطة المحكمة الجنائية في تكييف تعديل وتغيير وصف اإلتهام في
الفقه والقضاء ،منشأة المعارف اإلسكندرية 0191
-زودة عمر:
اإلجراءات المدنية على ضوء آراء الفقه واجتهادات القضاء طبعة 8111
212
-الحديثي عمر فخري عبد الرزاق:
حق المتهم في محاكمة عادلة ،دراسة مقارنة ،رسالة
ماجستير ،دار ثقافة للنشر والتوزيع ،طبعة سنة8115 :
-الحديثي عمر فخري عبد الرزاق :
شرح قانون العقوبات القسم العام،الموسوعة الجنائية، والزعبي خالد حميدي
دار الثقافة للنشر والتوزيع ،طبعة ، 8111إصدار أول.
-الصيفي عبد الفتاح :
* القاعدة الجنائية دراسة تحليلية لها على ضوء الفقه الجنائي
المعاصر ،الشركة العربية للنشر والتوزيع ،بيروت ،لبنان ،طبعة 0100
* النظرية العامة للقاعدة اإلجرائية الجنائية ،طبعة 0100
-العوضي عبد المنعم :
قاعدة تقيد المحكمة الجنائية باإلتهام ،دراسة مقارنة ،دار
النهضة العربية :ط 0100
-شكيب عاصم :
* بطالن الحكم الجزائي ،نظريا وعمليا دراسة مقارنة ،منشورات الحلبي
الحقوقية ،الطبعة االولى. 8110
الصادر باإلدانة ،منشورات الحلبي الحقوقية ،طبعة * تعليل الحكم
اولى ،8111بيروت.
-زروال عبد الحميد:
المسائل الفرعية ،أمام المحاكم الجزائية ،ديوان المطبوعات الجامعية،
طبعة سنة 0111
-ملزي عبد الرحمان:
محاضرات في قانون االثبات المدني الجزائري ،ملقاة على طلبة
السنة الثانية قضاة .8111
213
-مرسي وزير عبد العظيم:
دار الشروط المفترضة في الجريمة ،دراسة تحليلية تأصيلية،
النهضة العربية.0190 ،
-اوهايبية عبد هللا:
شرح قانون العقوبات ،شرح قانون العقوبات الجزائري ،القسم العام،
مطبعة الكاهنة – الجزائر -ط 8110
-الذهبي غالي:
حجية الحكم الجنائي أمام القضاء المدني مكتبة غريب ص ،000
ط.0191-
-غنام غنام محمد:
حق المتهم في محاكمة سريعة ،دار النهضة العربية القاهرة .0110
-رباح غسان:
الوجيز في قضايا المخدرات والمؤثرات العقلية ،منشورات الحلبي
الحقوقية ،طبعة 10سنة ،8119بيروت .
-عبد الستار فوزية:
شرح قانون اإلجراءات الجنائية دار النهضة العربية ،طبعة سنة 0118
-السعيد كامل:
-عمر محمود:
،0118ج.8
215
* شرح قانون العقوبات ،القسم العام ،مطبعة جامعة القاهرة ،ط ،01
. 0190
-القبالوي محمود عبد ربه:
التكييف في المواد الجنائية ،دراسة مقارنة دار الفكر الجامعي،
ط .8110
-سويلم محمد علي:
تأصيلية الجنائية (دراسات تحليلية، المواد في التكييف
وتطبيقية مقارنة بآراء الفقه ،وأحدث أحكام محكمة النقض) ،دار
المطبوعات الجامعية باإلسكندرية ط. 8115 ،
-حزيط محمد:
مذكرات في قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري ،دار هومة طبعة
ثانية.8110
-زبدة مسعود:
اإلقتناع الشخصي للقاضي الجزائي ،المؤسسة الوطنية للكتاب طبعة سنة
،0191الجزائر.
-المجالي نظام توفيق:
شرح قانون العقوبات،القسم العام ،دراسة تحليلية في النظرية العامة
للجريمة والمسؤولية الجزائية ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان،
طبعة .8111
-شديد الفاضل نبيل:
الدفوع الشكلية في قانون أصول المحاكمات الجزائية ،دراسة مقارنة،
جزء 18طبعة أولى لسنة 8115بيروت
-إسماعيل عمر نبيل:
* سلطة القاضي التقديرية في المواد المدنية والتجارية دراسة تحليلية
وتطبيقية ،دار الجامعة الجديدة للنشر اإلسكندرية ط . 8118
216
* النظام القانوني للحكم القضائي في قانون المرافعات المدنية
والتجارية ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،اإلسكندرية ،طبعة 8110
رقم. 10
-صقر نبيل ,ومروان محمد:
الموسوعة القضائية الجزائرية ،الدفوع الجوهرية في المواد
الجزائية ،دار الهالل للخدمات اإلعالمية ،طبعة (بدون
تاريخ).
-ناصر الخليفي ناصر علي:
الظروف المشددة والمخفية في عقوبة التعزير في الفقه
اإلسالمي ،مطبعة المدني المؤسسة السعودية ،مصر ط،0/
.0118
-مروك نصر الدين:
الحماية الجنائية للحق في سالمة الجسم في القانون الجزائري
والمقارن ،والشريعة اإلسالمية ،ودراسة مقارنة "مذكرة دكتوراه
دولة في القانون الجنائي ،والعلوم الجنائية " كلية الحقوق بن
عكنون ،سنة 0110/ 0110برقم.11/10 :
-نواصر العايش:
تقنين اإلجراءات ،طبعة سنة ( , 0118بدون ناشر).
-دالندة يوسف:
* الوجيز في ضمانات المحاكمة العادلة ،دار هومة للطباعة والنشر
والتوزيع طبعة سنة. 8115 :
في * قانون اإلجراءات الجزائية ،منقع بالقانون رقم 01/11 :المؤرخ
،8111/00/01دار هومة للنشر والتوزيع ،ط.8115 :
217
: المراجع بالفرنسية-ب
-Perreau(B ) : De la qualification en matières criminelle. Paris . 1926,
no 23, pp. 55-69 et 1962. No.1. et 27
-Dondieu Devabres(H. Hélie) , Traité de droit criminel et législation pénale
comparé,2eme ed,Recueil Sirey ,Paris 1943
219
-القانون رقم 10/10المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته ،وزارة العدل ،طبعة
أولى ،الديوان الوطني لألشغال التربوية.8110 ،
-القانون المدني الصادر بموجب األمر 05/059في 0105/11/80
-أمر 10/15المؤرخ في 09رجب عام 0180الموافق لـ 80أوت (غشت) ،سنة 8115
المتعلق بمكافحة التهريب المادة 88منه.
ـ األمر الرئاسي :رقم ، 11/ 10:المؤرخ في :أوت ،8110المعدل لالمر15/10
المتعلق بالمنافسة واألسعار.
-أمر 10/15المؤرخ في 09رجب عام 0180الموافق لـ 80أوت (غشت) سنة 8115
المتعلق بمكافحة التهريب.
-األمر رقم 05 :ـ 59مؤرخ في 0105/11/80المتضمن القانون المدني.
-مشروع اصالح العدالة ,توصيات اللجنة الرئاسية,سنة 8110
-األمر رقم 050/00المؤرخ في 09صفر عام0090هـ الموافق لـ 9يونيو 0100
المتضمن قانون العقوبات.
-المحكمة العليا ،اإلصدار الثالث ،رقم اإليداع القانوني )8111 ،001من 0109إلى
قرص CD/ROM8115
-اإلجتهاد القضائي للغرفة الجنائية بالمحكمة العليا ،عدد خاص قسم وثائق ،طبعة
. 8110/18/00
-المجلة القضائية,للمحكمة العليا,عدد,18:سنة . 0191
-مجلة قضائية للمحكمة العليا ،القسم األول ،غرفة جنائية ثانية ، ،عدد ( )18سنة .0191
-مجلة قضائية محكمة عليا ،العدد الثني ،قسم أول الغرفة الجنائية الثانية ،طعن رقم:
،81 ،101سنة .0191
220
-المجلة القضائية للمحكمة العليا ،القسم األول للغرفة الجنائية الثانية ،عدد 10 :سنة
.0191
-مجلة قضائية ،محكمة عليا العدد الثاني ،سنة ،0191قسم أول ،الغرفة الجنائية الثانية،
طعن رقم.894101 :
-المجلة القضائية للمحكمة العليا ،القسم األول للغرفة الجنائية الثانية ،عدد 10سنة .0191
-المجلة القضائية للمحكمة العليا ،عدد , 0سنة . 0191
-المجلة القضائية لسنة ،0111عدد رقم.10 :
-المجلة القضائية سنة 0191عدد ،11قسم المستندات والنشر.
-المجلة قضائية ،عدد ،18سنة ،0191للغرفة الجنائية الثانية للمحكمة العليا ،قسم
المستندات والنشر .
-ا لمجلة القضائية ,القسم األول للغرفة الجنائية الثانية للمحكمة العليا ،عدد ،10سنة
0191قسم المستندات والنشر .
-المجلة قضائية للمحكمة العليا ,الغرفة الجنائية الثانية،عدد 18سنة ،0191قسم
المستندات والنشر .
-المجلة القضائية للمحكمة العليا سنة ،0191عدد رقم ،11قسم المستندات والنشر .
-المجلة قضائية ،الغرفة جنائية األولى،عدد ،10سنة ،0111قسم المستندات والنشر.
-Crim. 28-10-1991 .B. C. n 383 . et.Cass. Crim.19-2-0159. Bull.
Crim .n 123
-Crim25-7-1991.Dr. penal1 992.35 ; Cass. crim.20-6-1931. Bull.
crim. n183.
- Cass. crim .22-12-1970. Bull. crim. n348. et -Cass.crim.7-12-1954.
Bull. crim.n375.
- Cass. crim.12-5-1970. Bull. crim. n160
-Crim16-02-1990.B. no.64.
221
-crim 30 juin 1981 . bull crim n 223 (délit d'abandon de famille).
-Crim 3juin.bull.crim no 211.
- Crim .10Mai 1917.B.no .124.
-Crim25-7-1991.Dr. pénal 1992.35
-Cass.crim.20-6-1931.Bull.crim.n183
-Crim.28-10-1991.B.C.n383
222
-1نموذج خاص بأمر إعادة تكييف واقعة من طرف قاضي التحقيق :
إذا أراد قاضي التحقيق القيام بتجنيح واقعة وصفها األصلي جناية فإنه يتعامل مع
القضية وكأن وكيل الجمهورية هو الذي أخطأ في التكييف فيقوم بإعادة التكييف الوارد إليه،
ويتم تبليغ هذا األمر لكل األطراف فيكون علي الشكل التالي:
-2نموذج إستئناف أمر إعادة التكييف الجزائي كوسيلة لمنع عملية التجنيح :
السيد وكيل الجمهورية لدى محكمة عين قزام نيابة وكيل الجمهورية
إلى السيد النائب العام بمجلس قضاء تمنراست رقم
الموضوع :تقرير إستئناف السيد وكيل الحجمهورية ضد أمر قاضي
التحقيق الغرفة األولى القاضي بإعادة تكييف الوقائع في قضية رقم:
-بعد اإلطالع على القضية المتبعة ضد .................. :بتهمة جناية تكوين جمعية أشرار
قصد إرتكاب جناية سرقة موصوفة األفعال المنصوص والمعاقب عليها بالمواد:
454و671و 677من قانون العقوبات .
-بعد اإلطالع على أمر إبالغ إعادة تكييف الوقائع المتابع بها المتهمين من جناية تكوين
جمعية أشرار قصد إرتكاب جناية سرقة موصوفة األفعال المنصوص والمعاقب عليها
بالمواد454 :و671و 677من قانون العقوبات ،الى جنحة محاولة السرقة للمتهم .....وبن
.....والمتهم .....طبقا للمادتين 46و 453من قانون العقوبات ،و إلى جنحة السرقة للمتهم
.....و.....والمتهم ....و ...طبقا للمادة 453من قانون العقوبات والصادرعن قاضي التحقيق
بتاريخ . 2366/36/62:
عــن الوقــائع
-حيث أنه بتاريخ ......:وفي حدود الساعة الثالثة صباحا تقدم من مصالح أمن دائرة عين
قزام المدعو .......مرفوقا بالمدعو ......بغرض تقييد شكوى رسمية جراء تعرضه لمحاولة
سرقة سيارته من نوع طيوطا أف جي 13زرقاء اللون ،والتي كانت أمام باب بيته بحي
133مسكن ضد ......ومن معه وذلك يوم الجمعة 2363/66/61الساعة الثانية صباحا إذ
سمع ضجيجا وحين خروجه وجد المشتبه به .....وإثنان الذا بالفرار تاركين أحذيتهم التي
جلبها الضحية معه إلى مصالح األمن ،وبسماع الضحية الثانية .....أكد أنه فعال قبل يومين
من عيد األضحى تعرضت سيارته للسرقة من قبل مجهولين من نوع طيوطا اف جي 13ليال
ثم وجدها بالقرب من مستودع الميكانيكي ....نافيا المتايعة كون أن سيارته أرجعت إليه .
وأثناء سماع المشتبه منه نفى معرفته بالمشتبهين اآلخرين كما نفى السرقة وأضاف أنه في
ذلك اليوم كان برفقة قريبه ....و ......وأثناء اإلقتراب من بيت الضحية إتفقا على فتح
السيارة وبسماع المشتبه فيه .......أكد أنه كان برفقة المدعو ...و.....وشخص آخر يجهل
هويته بالحفل الليلي إلى أن طلب منه ...مشاركتهم في سرقة سيارة الشاكي ....وأنه قبل أيام
من عيداألضحى طلبوا منه سرقة سيارة المدعو ..وتحويل مادة المازوت عليها فرفض ،
كما أضاف أن من بين النعال الموجودة نعل المشتبه فيه لكحل موسى البني اللون .
وبسماع المشتبه فيه ...أكد أنه فعال كان مع المشتبه فيهما .....بالحفل الغنائي إال أنه لم يخبره
بشيء نافيا أن يكون مع المشتبه فيهم أثناء السرقات التي تمت كما إعترف بمعرفته بالمشتبه
فيهم إال أنه لم يشاركهم السرقات كون المدعو ....أراد توريطه فقد طلب منه أن ينقل له مادة
المازوت على مكتن سيارته إال أنه رفض .
عـن اإلجـراءات
حيث أنه بتاريخ ...تمت إحالة الملف على السيد قاضي التحقيق الغرفة األولى بموجب طلب
إفتتاحي إلجراء التحقيق تحت رقم 63/3363 :بتهمة جناية تكوين جمعية أشرار قصد
إرتكاب جناية سرقة موصوفة األفعال المنصوص والمعاقب عليها بالمواد454 :و671و677
من قانون العقوبات ،مع إلتماس أمر إيداع للمتهم بوقي عابدين وأمر مناسب للبقية .
حيث أنه بتاريخ 2366/36/62 :أصدر السيد قاضي التحقيق أمر مخالف للطلب اإلفتتاحي
من النيابة فيما يخص الوصف المعطى للوقائع إطلعت عليه النيابة في 2366/36/67
مسببا أمره بأن ركني جناية تكوين جمعية أشرار في المواد 671و 677عقوبات وهما
اإلتفاق المسبق وغرض إرتكاب جناية ضد األموال أو األشخاص غير متوفرين ،مما
يقتضي إعطاء األفعال وصفا مغايرا.
أســباب اإلستئناف
-6حيث أن األفعال المنسوبة للمتهم جد خطيرة.
-2حيث أن أمر إرسال المستندات من قاضي التحقيق يبنى على قرائن فقط ال على أدلة وهو
األمر الذي توضحه قضية الحال من خالل تناقض تصريحات المتهمين وإتهام بعضهم
البعض ،مع تزامن ذلك مع تصريحات الضحايا التي لم يفندها المتهمين بأدلة كافية.
-4حيث أن أقوال المتهمين أجمعت كلها على وجود مخطط إجرامي سابق من خالل عرض
واقعة السرقة على فترتين زمنيتين قبل العيد بيومين لسرقة السيارة األولى ..وبعده ليلة
الجمعة بالتحديد حيث محاولة سرقة السيارة الثانية للضحية ، ....قصد إرتكاب جناية
السرقة الموصوفة والذي أكده المتهمين من خالل تناقض أقوالهم ،وهو ما يشترط لقيام جناية
تكوين جمعية األشرار طبقا للموالد 671و 677عقوبات.
-3حيث أمر قاضي التحقيق تعرض للوقائع ولم يعطها الوصف المالئم حتى ترتب آثارها
القانونية وذلك بأن تعرض لظرفي الليل والتعدد دون نفي أحد الظرفين بإعتبار قاضي
التحقيق قاضي أشخاص ال وقائع ،مما يجعل جنحة السرقة موصوفة طبقا للمادة 454
عقوبات .
-5حيث أن تأكيد قاضي التحقيق بأن الوقائع الترقى لتشكيل جناية السرقة الموصوفة دون
التعرض للظروف المشددة لها بالنفي يعد خطأ في التكييف يستتبع اإلستئناف كون األمر
ليس صادر في آخر درجة .
والحال هذا يتعين معه اإلبقاء على التكييف المعطى من النيابة في الطلب اإلفتتاحي.
- 7حيث أن جميع السرقات التي تمت في تلك الفترة كانت من نوع سرقة سيارات .
لهـذه األسـباب
نلتمس من هيئة غرفة اإلتهام الموقرة:
في الشــكل :قبول اإلستئناف شكال لوروده ضمن اآلجال القانونية.
في الموضوع :إلغاء أمر السيد قاضي التحقيق بإعادة التكييف واألمر من جديد باإلبقاء على
التكييف المعطى من النيابة العامة .
محكمة عين قزام في 2366/36/61:
وكيل الجمهورية
لهذه األسباب
إن طبيعة برنامج التطبيقي ة القضائية ال يمكن من إعادة تجنيح الجناية بعد أن تم
إعطائها وصف جناية ،لهذا فإن كتاب الضبط اآلن يتحايلون على هذا البرنامج بأن تتم
عملية التجنيح تحت تسمية إعادة تكييف وتجرى بالوورد:
Word office
وال يبقى أبدا لو تم تعميم التطبيقة أيضا على نموذج إعادة التكييف إمكانية لعملية
التجنيح القضائي ،فيبقى التجنيح التشريعي فقط الساري المفعول ،والنموذج التالي الذي بين
أيدينا التطبيقي ة يبين كيفية إجراء التكييف الجزائي تطبيقيا ،فال يوجد خانة كما نالحظ إلعادة
التكييف في صورة التجنيح القضائي أبدا .
فـــهرس
مقـــــدمة :
القسم االول :صور التكييف الجزائي والقواعد العامة في اعماله
الباب االول :صور التكييف الجزائي واثاره :
الفصل االول :انواع التكييف الجزائي :
المطلب االول :ضوابط التكييف الجزائي
الفرع األول :فصل عناصر التكييف الجزائي
الفقرة االولى :معنـى التكييف الجزائـي
الفقرة الثانية :بيان عناصر التكييف الجزائي
الفرع الثاني :معيار تعدد الوقائع
الفقرة االول :تكييف الواقعة وتكييف الجريمة
الفقرة االولى :التفرقة بين النوعين:
223
الفقرة الثالثة :التفرقة بين النوعين من التكييف
الفرع الثاني :تبعا لجسامة الجريمة
الفقرة االولى :الصورة الخاصة للتكييف الجزائي
الفقرة الثانية :الفرع الرابع :المعيار اإلقتصادي في تكييف الجرائم الجمركية
1 الفصل الثاني :االثار المترتبة عن التكييف الجزائي
المطلب االول :االثار االجرائية والموضوعية :
الفرع االول :االثار االجرائية
الفقرة االولى :ضمانات التحقيق القضائي :
الفقرة الثانية :االحالة وتحديداالختصاص بنظر الدعوى
الفقرة الثالثة :الطعن في الحكم الوارد على الخطا في القانون
الفرع الثاني :االثار الموضوعية
الفقرة االولى :من حيث المكان والزمان
الفقرةالثانية :الشروع واالشتراك واالتفاق الجنائي
المطلب الثاني :اثار العقوبة وسقوط الحق المدني
الفرع االول :تقدير بالعقوبة
الفقرة األولى :التقادم للعقوبة
الفقرة الثانية :الظروف المشددة واليات التخفيف
الفرع الثاني :وسقوط الحق المدني
الفقرة األولى :اجراءات الدعوى المدنية التبعية
+
الباب الثاني :االعتراضات التي تواجه عملية التكييف الجزائي
224
الفصل االول :اشكالية الخطا في التكييف
المطلب االول :الخطا الوارد في قضاء االحالة
واال وجه للمتابعة
الفرع االول :الخطا الوارد في قضاء االحالة
الفقرة االولى :اوامر قاضي التحقيق
الفقرة الثانية :الخطا في قرارات غرفة االتهام
الفرع الثاني :الخطا الوارد في االمر اال وجه للمتابعة
الفقرة األولى :االمر باال وجه للمتابعة
المطلب الثاني :الخطا في تكييف واقعة الدعوى
الفرع االول :الخطأ في تقدير الوقائع
الفقرة االولى :طبيعة الخطا الوارد على الوقائع
الفقرة الثانية :عالقة خطا تقدير الوقائع بالتكييف
الفصل الثاني :االشكاالت الناتجة عن تطبيق التكييف الجزائي(االعتراض)
المطلب االول :التجنيح القضائي
الفرع االول :تقدير التجنيح القضائي
225
الفقرة االول :مبدا الوالية الكاملة للمحكمة
المطلب الثاني :االشكاالت العملية التي قد يثيرها تصحيح الخطا الوارد على التكييف
الفقرة االولى :مبدا حجية الشيء المقضي كعارض على تصحيح الخطا في التكييف
226
Type text here
227
الفقرة االولى :تنبيه المتهم الى للوصف الجديد للتهمة:
الفقرة الثانية :نطاق تطبيق ضمانات التكييف الجزائي
الفرع الثاني :استثناءات ضمانات التكييف الجزائي
الفقرة االولى :التقيد بحدود الدعوى :
الفقرة الثالثة :الرد على الطلبات والدفوع:
الباب المبحث الثاني :اليات الرقابة على التكييف الجزائي
الفصل االول :قنــوات الرقابــة و حاالتها
المطلب االول :اليات الرقابــة على التكييف الجزائي
الفرع االولى :على قرارات قضاء التحقيق
الفقرة االولى :قرارات االحالة
الفقرة الثانية :قرارات اال وجه للمتابعة
الفقرة الثالثة :مخالفة القانون
الفرع الثاني :الرقابة على األحكام الجنائية
الفقرة االولى :عالقة رقابة األحكام بحقوق الدفاع
الفقرة الثانية :طرق الرقابة
المطلب الثاني :حاالت الرقابة على التكييف الجزائي
الفرع االولى :استقاللية القاضي في تكييفه الجزائي
الفقرة االولى :اختالط مسائل الواقع بالقانون في الحكم
الفقرة الثانية :موضوع التكييف قانون ام وقائع
الفرع الثاني :مخالفة القانون أو الخطأ في التكييف
228
الفقرة االولى مخالفة القانون خطأ في التكييف
الفقرة الثانية :التصدي للموضوع
الفصل الثاني :نطاق الرقابة على التكييف الجزائي وتقديره
المطلب االول :نطاق الرقابة على التكييف
الفرع االول :المعيار المقيد
الفقرة االول :الفقه الذي يتبنى المعيار المقيد لرقابة
محكمة النقض على التكييف
الفقرة الثانية :الفقه الذي يطلق رقابة محكمة النقض على التكييف
الفرع الثاني :القيود الواردة على الرقابة على التكييف
الفقرة االولى :بالنسبة لألحكام الجنائية
المطلب الثاني :تقدير التكييف الجزائي
الفرع االول :حجية وتقييمه
الفقرة االولى -حجية التكييف الجنائي :
الفقرة الثانية :تقييم تطبيق التكييف الجزائي على الوقائع
الفرع الثاني :عالقة انكارالعدالة بالتكييف الجزائي
خـــاتمــــة
المراجع
الفهرس
229