‫معاهدة‬

‫اتفاق دولي‬

‫المعاهدة الدولية أو اإلتفاق الدولي هي «توافق‬

‫إرادة شخصين أو أكثر من أشخاص القانون الدولي‬
‫على إحداث آثار قانونية معينة طبقًا لقواعد‬
‫القانون الدولي» وقد أخذت لجنة القانون الدولي‬
‫بهذا المعنى الواسع للمعاهدة في المشروع اللذي‬
‫أعدته لقانون المعاهدات‪[.‬مالحظة ‪ ]1‬والقصد كان شمول‬
‫اصطالح المعاهدات لكافة اإلتفاقيات اللتي تعقدها‬
‫الدول والمنظمات الدولية والمقر المقدس (الفاتيكان)‬
‫والكيانات الممهدة للدولة كحركات التحرير‪ ،‬ولكن‬
‫إتفاقية فيينا لقانون المعاهدات قصرت نطاق تطبيقها‬
 ‫على المعاهدات اللتي المعاهدات اللتي تعقد بين‬
‫الدول فقط‪.‬‬

‫أول صفحتان من معاهدة برست ليتوفسك‪ ،‬مكتوبة باللغات‬

‫األلمانية والمجرية والبلغارية والتركية العثمانية والروسية‬

‫عرفت الفقرة األولى من المادة الثانية من إتفاقية‬

‫فيينا المعاهدة «اإلتفاق الدولي المعقود بين الدول‬
‫في صيغة مكتوبة واللذي ينظمه القانون الدولي‬
‫سواء تضمنته وثيقة واحدة أو وثيقتان أو أكثر‬
‫ومهما كانت تسميته الخاصة» وينطبق مصطلح‬
‫اإلتفاقية كذلك على«أيه معاهدة تعد أداة منشئة‬
‫لمنظمة دولية وعلى اية معاهدة تعتمد في نطاق‬
‫منظمة دولية‪ ،‬ومع عدم اإلخالل بأية قواعد خاصة‬
 ‫بالمنظمة» (المادة ‪ 5‬من إتفاقية فيينا لقانون‬
‫المعاهدات)[‪]1‬‬

‫خصائص المعاهدة‬

‫أوًال‪ :‬التعبير عن إرادتين أو أكثر إلنتاج آثار‬

‫قانونية‬

‫المعاهدة هي تصرف قانوني بإرادتين أو أكثر ال‬

‫يشترط فيه أن يقع توافق اإلرادتين أو اإلرادات في‬
‫وقت واحد‪.‬فالمعاهدة يمكن أن تولد من تصريح‬
‫منفرد صادر عن إرادة طرف معين يتبعه قبول من‬
‫طرف آخر‪ ،‬كما يمكن أن تولد من تصريح جماعي‬
‫يعقبه قبول من دولة أو أكثر مثل إتفاقيات لندن لعام‬
‫‪ 1975‬بشأن صادرات المعدات النووية‪.‬‬

‫وفي المعاهدات الدولية تتجه إرادة األطراف إلى‬

‫إحداث أثر قانوني معين أي إلى إنشاء حقوق‬
 ‫وواجبات قانونية ملزمة لألطراف‪ ،‬أما التصرف‬
‫القانوني اللذي يخلو من اآلثار القانونية الملزمة‬
‫لألطراف فال يعد معاهدة دولي‪ .‬ويندرج ضمن هذه‬
‫الفئة من التصرفات الوثائق اللتي تتبادلها الدول‬
‫واللتي يفترض أنها ليست مكتوبة‪ .‬كما تشمل كذلك‬
‫البيانات الصحفية المشتركة اللتي تصدر عن اللقاءات‬
‫اللتي تجمع بين رؤساء الدول أو رؤساء الحكومات‬
‫مثل «مؤتمرات القمة األوروربية» و«مؤتمرات القمة‬
‫العربية» وهي ال تربط األشخاص اللذين تصدر عنهم‪،‬‬
‫من الناحية القانونية البحتة‪ ،‬سوى برباط أدبي ذي‬
‫[‪]2‬‬ ‫طابع شخصي بحت‪.‬‬

‫ثانيًا ‪ :‬الصيغة المكتوبة‬

‫اإلرادة وحدها ليست كافية لنشأة المعاهدة‪ ،‬إذ ال بد‬

‫من ان يتم التعبير عنها لكي تظهر إلى العالم‬
‫الخارجي‪ .‬وتعقد المعاهدة في العادة كتابة ولهذا‬
 ‫توجب إتفاقية فيينا في المعاهدة اللتي تنطبق عليها‬
‫ان تتخذ صفة مكتوبة‪ .‬غير ان اإلتفاقية ال تغفل‬
‫ظاهرة اإلتفاقيات الدولية اللتي ال تتخذ شكال مكتوبا‬
‫أي اإلتفاقيات الشفوية‪ ،‬فهي تقرر أن عدم سريان‬
‫إتفاقية فيينا على اإلتفاقيات الدولية اللتي ال تتخذ‬
‫شكال مكتوبا ال يخل بالقوة القانونية لتلك اإلتفاقات‬
‫إذا كانت تخضع لها بصورة مستقلة عن هذه‬
‫اإلتفاقيات‪]2[.‬‬

‫ثالثًا ‪ :‬نسبة التصرف إلى دول أو منظمات‬

‫دولية‬

‫أطراف المعاهدة الدولية هم أشخاص القانون الدولي‬

‫اللذين تعقد المعاهدة بإسمهم‪ ،‬ومن قبل السلطة‬
‫المختصة بعمل ذلك‪ ،‬وتبقى المعاهدات الدولية بين‬
‫الدول األكثر أهمية بين المعاهدات الدولية األخرى‪،‬‬
‫وكان المفكرون خالل القرن التاسع عشر ومطلع القرن‬
 ‫العشرين يقصرون اصطالح المعاهدة على اإلتفاقيات‬
‫اللتي تعقد فيما بين الدول ألنها كانت تعد األشخاص‬
‫الوحيدة المباشرة للقانون الدولي‪.‬‬

‫وقد أخذت إتفاقية فيينا بالمعنى التقليدي حين نصت‬

‫على عدم انطباقها إال على المعاهدات فيما بين الدول‬
‫ولكنها توضح أن عدم سريان اإلتفاقية على اإلتفاقات‬
‫الدولية اللتي تعقد بين الدول واألشخاص األخرى‬
‫للقانون الدولي أو بين هذه األشخاص األخرى مع‬
‫بعضها البعض ال يخل بالقوة القانونية لتلك اإلتفافية‪.‬‬

‫يعقد المقر المقدس (البابا) إتفاقات مع الدول يطلق‬

‫عليها اسم «الكونكوردات»‪ .‬ومن الناحية المادية تعالج‬
‫هذه اإلتفاقات مسائل روحية ذات طبيعة داخلية‬
‫وتدخل بالتالي في االختصاص الداخلي للدولة‬
‫المتعاقدة (تنظيم العبادة والتأديب الكنسي)‪.‬‬
‫إتفاقيات مهمة ال تعتبر معاهدات دولية ألن أحد‬
 ‫أطرافها أو كليهما ليس شخصًا من أشخاص القانون‬
‫الدولي‬

‫‪ .1‬اإلتفاقات المعقودة بين الشركات والمنظمات‬

‫المهنية في بلدان مختلفة‪.‬‬
‫‪ .2‬اإلتفاقات المعقودة بين الدول واألشخاص‬
‫األجنبية أو المشروعات األجنية‪.‬‬
‫‪ .3‬اإلتفاقات المعقودة بين الدول وسكان البالد‬
‫األصليين‪]3[.‬‬

‫رابعًا ‪ :‬خضوع التصرف للقانون الدولي‬

‫ال يعد التصرف القانوني المعقود بين أشخاص القانون‬

‫الدولي معاهدة دولية إال إذا كان يخضع للقانون‬
‫الدولي‪ .‬أما في حالة إتفاق األطراف الصريح أو‬
‫الضمني على خضوع التصرف للقانون الداخلي لدول‬
‫دولية‪]4[.‬‬ ‫معينة فال يعد التصرف معاهدة‬
 ‫خامسًا ‪ :‬تعدد الوثائق اللتي تتكون منها‬
‫المعاهدة‬

‫توضح إتفاقية فيينا ان المعاهدة يمكن أن تكون في‬

‫وثيقة واحدة‪-‬األصل العام‪ -‬أو وثيقتين متصلتين أو‬
‫أكثر‪.‬‬

‫سادسًا ‪ :‬تعدد التسميات‬

‫تستخدم الدول العديد من االصطالحات للداللة على‬

‫التعهدات المبرمة فيما بينها‪ .‬فقد تستخدم اصطالح‬
‫المعاهدة ويحتفظ باصطالح المعاهدة عادة لإلتفاقات‬
‫الشكلية أو االرتسامية اللتي تنظم أمورًا أو مسائل‬
‫على درجة من األهمية‪ ،‬وهي عادة ما تكون ممهورة‬
‫بالتوقيع ومختومة وال تنفد قبل التصديق ومن‬
‫األمثلة التقليدية على المعاهدات بهذا المعنى الخاص‬
‫معاهدات السالم‪ ،‬معاهدات التحالف‪ ،‬معاهدات ترسيم‬
 ‫الحدود‪ ،‬معاهدات تسليم المجرمين‪ ،‬ومعاهدات‬
‫الصداقة والتجارة والتعاون‪ .‬ويالحظ أن استخدام‬
‫اصطالح المعاهدة قد تراجع بشكل كبير في العقود‬
‫أخرى‪]5[.‬‬ ‫األخيرة لصالح اصطالحات‬

‫أنواع المعاهدة‬
‫معاهدة ثنائية‪ :‬إذا كانت بين دولتين‪.‬‬
‫معاهدة متعددة االطراف‪ :‬أو جماعية إذا كانت بين‬
‫عدد من الدول أو بناء على دعوة منظمة دولية‪.‬‬

‫التسوية اإلقليمية‬
‫التسوية اإلقليمية هي إجراءات قانونية تتخذ عقب‬
‫نشوب حرب بين دولتين‪ ،‬تحت مظلة هيئة دولية أو‬
‫دولة كبرى‪ ،‬بغرض تحقيق تسوية سلمية بين الدول‬
‫المتحاربة‪ ،‬حفاظًا على األمن واالستقرار العالمي‪.‬‬
 ‫انظر أيًض ا‬
‫مبدأ الحدود الموروثة‬

‫مالحظات‬
‫‪ .1‬طبقا لهذا المشروع يقصد بالمعاهدة"كل إتفاق يعقد‬
‫بين شخصين أو أكثر من أشخاص القانون الدولي‬
‫العام بقصد إحداث آثار قانونية معينة مع خضوعه‬
‫للقانون الدولي‪ ،‬حولية لجنة القانون الدولي ‪/1962‬‬
‫ص‪161‬‬

‫مراجع‬
‫‪ .1‬د‪.‬محمد يوسف علوان‪ ،‬القانون الدولي العام ‪،‬المقدمة‬
‫والمصادر‪،‬ج‪،1‬دار النشر‪،2007،‬ص‪157‬‬

‫‪ .2‬د‪.‬محمد يوسف علوان‪ ،‬القانون الدولي العام ‪،‬المقدمة‬

‫والمصادر‪،‬ج‪،1‬دار النشر‪ ،2007،‬ص‪158،159‬‬

‫‪ .3‬د‪.‬محمد يوسف علوان‪ ،‬القانون الدولي العام ‪،‬المقدمة‬

‫والمصادر‪،‬ج‪،1‬دار النشر‪ ،2007،‬ص‪163-160‬‬
‫‪ .4‬د‪.‬محمد يوسف علوان‪ ،‬القانون الدولي العام ‪،‬المقدمة‬
‫والمصادر‪،‬ج‪،1‬دار النشر‪ ،2007،‬ص‪163‬‬

‫‪ .5‬د‪.‬محمد يوسف علوان‪ ،‬القانون الدولي العام ‪،‬المقدمة‬

‫والمصادر‪،‬ج‪،1‬دار النشر‪ ،2007،‬ص‪164‬‬

‫وصالت خارجية‬
‫في كومنز صور وملفات عن‪ :‬معاهدة‬

‫مجموعة معاهدات األمم المتحدة (‪http://treati‬‬

‫(باإلنجليزية)‬ ‫‪)es.un.org‬‬
‫بوابة السياسة‬
‫بوابة القانون‬
‫بوابة عالقات دولية‬

‫مجلوبة من «?‪https://ar.wikipedia.org/w/index.php‬‬
‫‪&oldid=62724947‬معاهدة=‪»title‬‬
 ‫آخر تعديل لهذه الصفحة كان يوم ‪ 4‬يونيو ‪ ،2023‬الساعة‬
‫‪• .22:17‬‬
‫المحتوى متاح وفق ‪ CC BY-SA 4.0‬ما لم يرد خالف ذلك‪.‬‬