معاهدة فرساي - ويكيبيديا

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 249

‫معاهدة فرساي‬

‫إحدى المعاهدات التي أنهت الحرب العالمية األولى‬

‫معاهدُة ڤرساي (باإلنجليزية‪Treaty of :‬‬


‫‪)Versailles‬‏‪( ،‬بالفرنسية‪)Traité de Versailles :‬‏‪،‬‬
‫(باأللمانية‪ )Versailler Vertrag :‬أو «صلح ڤرساي»‪،‬‬
‫أو «معاهدُة السالِم بيَن الحلفاِء والقوى المرتبطة‬
‫وبيَن ألمانيا» بحسِب االسِم الرسمي‪ ،‬هي المعاهدُة‬
‫التي أسدلِت الستاَر من جانب القانوِن الدولِّي على‬
‫أحداِث الحرب العالمية األولى‪ُ .‬و ِق َع عليها بعَد‬
‫مفاوضاٍت شاّق ٍة وعسيرٍة استمَّر ت ستَة أشهٍر هي‬
‫وقائُع مؤتمِر باريَس للسالِم (دخلِت الهدنُة العامُة مع‬
‫ألمانيا حيز التنفيذ في الساعة الحادية عشرة من‬
‫ضحى يوم ‪ .)1918/ 11/ 11‬وَّق َع الحلفاُء‬
‫المنتصروَن في الحرب اتفاقَّي اٍت منفصلًة مَع دوِل‬
‫المركِز الخاسرِة وهي الرايخ األلمانّي ‪ ،‬واإلمبراطورية‬
‫النمساوية‪-‬المجرية‪ ،‬والدولة العثمانية‪ ،‬ومملكُة‬
‫بلغاريا‪ُ ]1[.‬س ل َم ِت الصياغُة النهائيُة للنّص الذي تَّم‬
‫االتفاُق عليِه إلى الحكومِة األلمانية في ‪ 7‬مايو‪/‬أيار‬
‫‪ 1919‬للموافقِة علِي ِه من ِق َب ِل ها‪ ،‬وجرْت مراسُم‬
‫التوقيِع في ‪ 28‬يونيو‪/‬حزيران ‪1919‬م‪ .‬تض ّم َن ِت‬
‫ع‬ ‫ِة‬ ‫الكامل‬ ‫ِة‬ ‫بالمسؤولي‬ ‫األلمان‬ ‫المعاهدُة االعتراَف‬
‫ِن‬ ‫َّي‬
‫الحرب ما أثاَر حنقُا واسعًا داخَل ألمانيا فقِد اعتبَر‬
‫تنازًال عن الكرامِة الوطنّي ِة ‪ ]2[،‬فألمانيا وإْن كاَن عليها‬
‫نصيُب ها من المسؤولّي ِة إال أَّن ه ليسِت المسؤولّي ُة‬
‫كاملًة ‪ .‬لقْد كاَن بندًا مثيرًا لكثيٍر مَن الجدِل ‪« :‬إقراُر‬
‫ألمانيا وحلفاِئ ها بمسؤولّي ِت ها عِن التسبِب في جميع‬
‫الخسائِر واألضراِر » التي وقعْت أثناَء الحرِب (تضمنِت‬
‫المعاهداُت مَع دوِل المركِز األخرى مواَّد مماثلًة )‪.‬‬
‫أضحت هذِه المادُة (المادة ‪ُ )231‬ت عرُف باسِم «بنِد‬
‫ذنِب الحرِب »‪.‬‬
‫معاهدة ڤرساي‬

‫(بالفرنسية‪)Traité de Versailles :‬‏‬

‫النسخة اإلنجليزية من المعاهدة‬

‫‪ 28‬يونُي و‪/‬حزيراَن ‪1919‬م‬ ‫التوقيع‬


‫قاعُة المرايا في قصِر ڤرساي‪ ،‬پاريس‪،‬‬ ‫المكان‬
‫فرنسا‬
‫‪ 10‬يناير‪/‬كانون الثاني ‪1920‬م‬ ‫تاريخ النفاذ‬
‫الواليات المتحدة‪ ،‬واإلمبراطورية‬ ‫الموقعون‬
‫البريطانية‪ ،‬وفرنسا‪ ،‬وإيطاليا‪،‬‬
‫واليابان‪ ،‬وجمهورية فايمار‬

‫ة‬ ‫ال ك ة الف ن‬ ‫اإل ا‬


‫الحكومة الفرنسية‬ ‫اإليداع‬
‫هدنة كومبين األولى‬
‫تعديل مصدري (‪https://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%‬‬
‫‪D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%87%D8%AF%D8%A9_%D‬‬
‫‪9%81%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%8A&action=edit&se‬‬
‫‪ - )ction=0‬تعديل (‪https://ar.wikipedia.org/w/index.php?titl‬‬
‫‪e=%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%87%D8%AF%D8%A9‬‬
‫=‪_%D9%81%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%8A&veaction‬‬
‫‪)edit‬‬

‫تمّخ ضِت المعاهدة عن تأسيِس عصبة األمم التي أريَد‬


‫منها الحيلولُة دوَن وقوِع صراٍع مس ّلٍح بيَن الدوِل كما‬
‫حدَث في الحرب العالمية األولى‪ ،‬ونزِع فتيِل‬
‫النزاعاِت الدوليِة قبَل انفجارها‪ .‬ألزمِت المعاهدُة‬
‫ألمانيا بخسارِة بعٍض من أراضيها وتقديِم تنازالٍت‬
‫إقليمّي ٍة واسعٍة ‪ ،‬وتقاسمِت الدوُل المنتصرُة الرئيسُة‬
‫مستعمراِت ها في إفريقيا والمحيط الهادي‪ .‬وخسرِت‬
‫الدولة العثمانية ‪-‬كذلك‪ -‬أراٍض شاسعًة في آسيا‬
‫وانتهت نهائ ّي ًا كإم راطورّي ٍة وتوزعت ممتلكاُت‬
‫وانتهت نهائّي ًا كإمبراطورّيٍة ‪ ،‬وتوزعت ممتلكاُت‬
‫اإلمبراطورية النمساوية المجرية على عدِة بلداٍن في‬
‫وسِط القارِة وشرقها وذلَك بموجِب معاهداٍت الحقٍة‬
‫لمعاهدِة ڤرساي‪.‬‬

‫فيما يتعلُق بالقيوِد العسكرَّي ِة على ألمانيا فقد فرضِت‬


‫المعاهدُة ضوابَط وقيودًا صارمًة جدًا على اآللِة‬
‫العسكريِة األلمانيِة بغيَة منِع األلماِن من إشعاِل حرٍب‬
‫ثانيِِة ‪ ،‬فنّص ت على تجريِد الجيِش األلمانّي من السالِح‬
‫الثقيِل ‪ ،‬وإلغاِء نظاِم التجنيِد اإللزامِّي المعموِل به‪،‬‬
‫فقط‪]3[.‬‬
‫واالحتفاِظ بمئِة ألِف (‪ )100,000‬جندٍّي‬
‫وعدِم بناِء قّو ٍة جوّي ٍة ‪ ،‬وااللتزاِم بـخمسَة عشَر ألَف‬

‫(‪ )15,000‬جندٍّي في البحرَّي ِة ‪ ،‬وتحديِد عدِد السفِن‬


‫الحربَي ِة بعدٍد محدوٍد ومن ِع ها من بناِء غّو اصاٍت‬
‫حربَّي ة‪ ]4[.‬وُف ِرَض عليها أّال يحَّق للجنوِد البقاُء في‬
‫الخدمِة العسكريِة أقَّل مْن اثن عشَر (‪ )12‬عامًا‬
‫ْي‬
‫وللضّب اِط خمسٍة وعشريَن (‪ )25‬عامًا بحيُث يغدو‬

‫الجيُش األلمان ُّي قائمًا عل الكفاءاِت العسكرّي ِة غيِر‬


‫الجيُش األلمانُّي قائمًا على الكفاءاِت العسكرّيِة غيِر‬
‫الشاّبة‪]5[.‬‬

‫ثَّم جاَء دفُِع التعويضاِت لبعِض البلداِن ‪ُ .‬ح ّد دت هذِه‬


‫التعويضاُت بمبلِغ تسعٍة وستيَن ومئتْي (‪ )269‬ملياِر‬
‫مارٍك ألمانٍّي ذهبٍّي ‪ ،‬ثَّم ُخ ّف َض عدَة مراٍت فيما بعُد ‪،‬‬
‫وبحسِب خبراٍء اقتصادّي يَن فإنها ‪-‬رغَم التخفيضاِت ‪-‬‬
‫بقيت مغالًى فيها‪ ]6[.‬ونتَج عن ذلَك أْن أثقلِت الديوُن‬
‫االقتصاَد األلمانَّي المن َه َك بسبِب الحرِب وتبعاِت ها مما‬
‫رفَع درجَة الغضِب والغلياِن الشعبِّي ‪ ،‬وأسهَم في‬
‫النهايِة باندالِع الحرِب العالمّي ِة الثانيِة ‪.‬‬

‫كاَن االقتصادُّي البريطانُّي الالمُع جون مينارد كينز‬


‫(‪1946-1883‬م) ‪-‬عضُو الوفِد البريطانِّي إلى مؤتمِر‬
‫پاريَس للسالِم ‪ -‬بعيَد النظِر عندما وصَف معاهدَة‬
‫ڤرساَي بعبارتِه الشهيرِة ‪« :‬سالٌم قرطاجٌّي » (إشارًة‬
‫ل ّم احًة منُه إلى تدميِر الرومان قرطاجَة كلّي ًا‪ ،‬لقد‬
‫حققوا السالَم ‪ ،‬ولكن على أنقاِض دولة)‪ ،‬واعتبَر أن من‬
‫شأِنها أْن تدمَر ألمانيا اقتصادّي ًا‪ ،‬وأنها ذاُت نتائَج‬
‫شأِن ها أْن تدمَر ألمانيا اقتصادّيًا‪ ،‬وأنها ذاُت نتائَج‬
‫عكسّي ٍة ‪ .‬وقد بقَي هذا األمُر موضوَع أخٍذ ورٍّد دائٍم‬
‫من قبِل المؤرخيَن واالقتصادّي يَن على حٍّد سواء‪.‬‬

‫من ناحيٍة أخرى رأت شخصياٌت بارزٌة من الحلفاِء‬


‫المعاهدَة من وجهِة نظٍر أخرى‪ ،‬فقد انتقدها‬
‫الماريشال الفرنسّي فرديناند فوش (‪1929-1851‬م)‬
‫‪-‬القائُد األعلى لجيوش الحلفاِء الذي وَّق َع على الهدنِة‬
‫مع األلماِن ‪ -‬ألنها تعامُل ألمانيا بشكٍل متساهٍل للغاية‪،‬‬
‫ووصفها بقولِه ‪« :‬هذا ليَس سالمًا‪ ،‬إّن ُه فقط هدنٌة لمدِة‬
‫عشريَن عامًا »‪ ،‬ما اعتبَر ‪-‬فيما بعُد ‪ -‬نبوءًة غيَر‬
‫مسبوقٍة ‪ .‬وُي روى أَّن صحافّي ًا سأَل جورج كلمنصو‬
‫رئيَس الوزراِء الفرنسي (‪1920-1917‬م) عن سبِب‬
‫عداِئِه لأللماِن (وقد اشتهَر بتصلبِه الشديِد أثناَء‬
‫المفاوضاِت )‪ ،‬وقاَل له‪« :‬هْل ذهبَت يومًا إلى ألمانيا‬
‫ورأيَت األلماَن ؟»‪ ،‬فأجاَب ‪« :‬ال‪ ،‬ولكني خالَل حياتي‬
‫رأيُت األلماَن مرتيِن يأتوَن إلى فرنسا» (إشارًة منه‬

‫إلى الحرِب الفرنسيِة ‪-‬الپروسيِة (‪1871-70‬م)‪،‬‬


‫م)‬ ‫(‬ ‫پرو‬ ‫إ ى ر ِب ر‬
‫والحرب العالمية األولى)‪ ،‬وسواًء كانِت الروايُة‬
‫صحيحًة أو صيغت على سبيِل «المضحِك ‪-‬ال ُم بكي»‬
‫فإنها تصوُر الروَح التي جرت فيها المفاوضاُت التي‬
‫أّد ت إلى معاهدِة ڤرساي‪.‬‬

‫س ّم يِت المعاهدُة بمعاهدِة ڤرساَي على اسِم المكاِن‬


‫الذي جرت فيه مراسُم توقي ِع َه ا النهائي وهو قاعُة‬
‫المرايا الشهيرُة في قصر ڤرساَي التاريخِّي في‬
‫ضواحي پاريس‪ ،‬لكَّن معظَم المفاوضاِت جرت في‬
‫پاريس‪ ،‬وُع قدِت اجتماعاُت «األربعِة الكباِر »؛ بريطانيا‬
‫وفرنسا وإيطاليا والوالياِت المتحدِة بشكٍل عاٍّم في‬
‫مقر وزارِة الخارجيِة الفرنس ّي ِة (بالفرنسية‪Quai :‬‬
‫‪)d'Orsay‬‏‪.‬‬

‫المساق التاريخ‬
‫المساق التاريخي‬

‫الهدنة‬

‫ماريشاُل فرنسا فرديناند فوش ‪ Foch‬الثاني من اليميِن ‪ ،‬صاحب المقولة الشهيرة «أفضل وسيلٍة للدفاع هي الهجوم»‪.‬‬
‫ُة‬ ‫ُة‬ ‫ُأ‬
‫خذت هذِه الصور خارَج مقطورِة القطاِر التي شهدت توقيَع الهدنِة في كومبيين‪-‬فرنسا بيَن األلماِن والحلفاِء ‪ ،‬المقطور عيُنها التي أصَّر هتلُر على توقيِع‬
‫الهدنِة فيها مع فرنسا في العام ‪1940‬م ‪.‬‬

‫خريَف العام ‪ 1918‬شرعت دول المركز في‬


‫االنهيار‪ ]7[.‬بدأت معدالت الفرار داخل الجيش‬
‫األلماني باالزدياد‪ ،‬وخفضِت الضربات على المدنيين‬
‫بشكٍل كبير من اإلنتاج الحربي‪ ]9[]8[.‬على الجبهة‬
‫الغربية شنت قوات الحلفاء هجوم «مئة اليوم»‬
‫‪]10[.‬‬
‫وهزمت جيوش الغرِب األلمانّي ِة بشكٍل حاسٍم‬
‫تمرد بحارة البحريِة القيصريِة األلمانّي ِة في كيل‬
‫والذي تطور إلى اندالِع انتفاضاٍت في ألمانيا ما أصبح‬
‫ُي عرف باسم الثورة األلمانية‪ُ ]12[]11[.‬أ علنِت‬
‫الجمهورية فيما القيصر في زيارٍة إلى هولندا‪ ،‬وأرسل‬
‫له المستشار (رئيس الوزارة) طالبًا منه التنازل‪،‬‬
‫وحينما منحته الحكومة الهولندية بحفٍز من الملكة‬
‫فلهلمينا اللجوء‪ ،‬كانت القيصرية أضحت من الماضي‪.‬‬
‫حاولِت الحكومة األلمانية التوصل إلى تسويٍة سلمّي ٍة‬
‫على أساس نقاط ويلسوَن األربع عشرة‪ ،‬وأكدت أنها‬
‫تستسلم على هذا األساس‪ .‬بعد المفاوضات وقعت‬
‫قوات الحلفاء وألمانيا هدنًة دخلت حيز التنفيذ في‬
‫الساعة الحادية عشرة من صباح يوم ‪ 11‬نوفمبر‪/‬‬
‫تشرين الثاني بينما القوات األلمانية ماتزال متمركزًة‬
‫وبلجيكا‪]15[]14[]13[.‬‬ ‫في فرنسا‬

‫شهدِت الهدنة بعد انتهائها في (‪)1918/ 12/ 13‬‬


‫ثالثة تمديداٍت حتى دخول معاهدة ڤرساي حيز‬
‫التنفيذ؛ األولى (‪،)1919/ 1/ 16 - 1918/ 12/ 13‬‬
‫والثانية (‪ ،)1919/ 2/ 16 - 1919/ 1/ 16‬والثالثة‬
‫(‪ .)1920/ 1/ 10 - 1919/ 2/ 16‬فرضِت الهدنة‬
‫إطالق جميع األسرى وعودة الجيش األلماني في‬
‫الشرق إلى حدوِد ما قبل الحرب وتسليم معداٍت‬
‫حربيٍة وإلغاء معاهدَت ْي برست ليتوفسك وبوخارست‬
‫لعام ‪ ،1918‬كما اشترطت إخالًء فوريًا للقوات‬
‫األلمانيِة من بلجيكا ولوكسمبورچ واألراضي الفرنسية‬
‫المحتلة في غضون خمسَة عشَر يومًا ‪ ]16[.‬عالوًة على‬
‫أن قواِت الحلفاء ستحتل منطقة الراينالند‪ .‬أواخَر‬
‫العاِم ‪ 1918‬دخلت قوات الحلفاِء ألمانيا‪ ،‬وبدأِت‬
‫احتاللها وأسست «مفوضية راينالند العليا‬
‫المتحالفة»‪]17[.‬‬

‫الحصار‬
‫اعتمدت ألمانيا وبريطانيا على واردات المواد‬
‫الغذائية والمواد الخام التي توجب شحن معظمها‬
‫عبر األطلسي‪ .‬كان حصار ألمانيا (‪ )1919-14‬عمليًة‬
‫بحريًة قام بها الحلفاء لوقف توريد المواد الخام‬
‫والمواد الغذائية لدول المركز‪ .‬كانت عمليات بحرّي ِة‬
‫القيصرّي ِة األلمانّي ِة مقتصرًة بشكٍل أساسٍّي على‬
‫الخليج األلماني‪ ،‬واستخدمِت المغيرين التجاريين‬
‫[اإلغارات على السفن التجارية] والحرب بواسطة‬
‫الغواصات غير المقيدة [ألنها تستطيع تجاوز نطاق‬
‫الحصار] لعمل حصاٍر مضاد‪ .‬صرح المجلس األلماني‬
‫للصحة العامة في ديسمبر‪/‬كانون األول ‪ 1918‬أن‬
‫‪ 763‬ألف مدنٍّي ألمانٍّي ماتوا أثناء حصار الحلفاء‪،‬‬
‫على أن دراسًة أكاديمّي ًة عاَم ‪ 1928‬قدرت عدد‬
‫ألفًا ‪]18[.‬‬ ‫الموتى بـ‪424‬‬

‫دام الحصار ثمانية أشهٍر بعد توقيع الهدنِة في ‪11‬‬


‫الثان ‪ 1918‬وف ال ا ‪1919‬‬ ‫‪/‬تش‬ ‫نوف‬
‫نوفمبر‪/‬تشرين الثاني ‪ ،1918‬وفي العام ‪ 1919‬جرى‬
‫التحكم في واردات المواد الغذائية من ِق َب ِل الحلفاء‬
‫حتى وقعت ألمانيا معاهدة ڤرساي‪ ]19[.‬في مارس‪/‬‬
‫آذار ‪ 1919‬أبلغ ونستون تشرشل ‪-‬وزير شؤون‬
‫الحرب والطيران‪ -‬مجلَس العموم أن الحصاَر‬
‫المتواصل كان ناجحًا وأن «ألمانيا قريبة جدًا من‬
‫المجاعة»‪ ]20[.‬من يناير‪/‬كانون األول ‪ 1919‬إلى‬
‫مارس‪/‬آذار ‪ 1919‬رفضت ألمانيا مطالَب الحلفاء‬
‫بتسليم سفنها التجارية إلى موانئ الحلفاء لنقل‬
‫اإلمدادات الغذائية‪ .‬اعتبر البعض أنه ‪-‬بما أن الهدنة‬
‫وقٌف مؤقٌت للحرب‪ -‬فإن اندالع القتال مرًة أخرى‬
‫سيؤدي لالستيالء على األسطول األلماني‪ ]21[.‬أضحى‬
‫الوضع يائسًا شتاَء العام ‪ 1919‬حتى وافقت ألمانيا‬
‫أخيرًا على تسليم أسطولها التجاري في مارس‪/‬آذار‪،‬‬
‫ثم سمح الحلفاء باستيراد مئتين وسبعين (‪)270‬‬
‫الغذائية‪]22[.‬‬ ‫ألف طٍّن من المواد‬

‫جادل المراقبون ‪-‬من ألماٍن وغيرهم‪ -‬بأن أشهر‬


‫الحصار هذه كانِت األكثَر َر َه قًا عل المدنيين‬
‫الحصار هذه كانِت األكثَر َرَهقًا على المدنيين‬
‫األلمان[‪ ]23‬على الرغم من استمرار الخالف حول مدى‬
‫ومن هو المخطئ حقًا ‪ ]28[]27[]26[]25[]24[.‬وفقًا‬

‫للدكتور «ماكس روبنر» لقَي مئة ألف مدنٍّي ألمانٍّي‬


‫حتوفهم بسبب استمرار الحصار بعد الهدنة‪ ]29[.‬كما‬
‫أصدر عضو حزب العمال والناشط المناهض للحرب‬
‫«روبرت سميلي» في المملكة المتحدة بيانًا في‬
‫يونيو‪/‬حزيراَن ‪ 1919‬يدين استمرار الحصار زاعمًا‬
‫أن مئة ألِف مدنٍّي ألمانٍّي شهدوا نهاية حياتهم نتيجة‬
‫ذلك‪]31[]30[.‬‬

‫شروط السالم‬
‫زعماء الدول األربع الكبرى في مؤتمر باريس للسالم ‪ 27 .‬مايو‪/‬أيار ‪.1919‬‬
‫من اليسار إلى اليمين ‪ :‬ديفيد لويد جورج‪ ،‬فيتوريو أورالندو‪ ،‬جورج كلمنصو‪ُ ،‬و درو ويلسون ‪.‬‬

‫صّو ت الكونجرس األمريكي على إعالن الحرب على‬


‫ألمانيا في السادس من أبريل‪/‬نيسان من العام‬
‫‪ ]32[،1917‬وساهم الرئيس وودرو ويلسون بصياغة‬
‫شروط السالم إلى حٍّد كبيٍر ‪ .‬كان يهدف إلى فصل‬
‫الحرب عن الخالفات والطموحات القومية‪ ،‬وفي‬
‫الثامن من يناير‪/‬كانون الثاني ‪ 1918‬أصدر ويلسون‬
‫النقاَط األربَع عشرَة ‪ ،‬حيث ُو ضعِت الخطوط العريضة‬
‫لسياسة «التجارة الحرة»‪ ،‬واالتفاقيات المفتوحة‪،‬‬
‫والديمقراطية‪ ،‬وفي حين لم ُي ستخدم مصطلح‬

‫«تقرير المصير» (باإلنجليزية‪self- :‬‬


‫‪)determination‬‏ إال أنه جرى افتراضه‪ ،‬كما دعِت‬
‫ِت‬ ‫ر‬ ‫جرى‬ ‫)إ‬
‫النقاط األربَع عشرَة إلى إنهاء الحرب عن طريق‬
‫التفاوض‪ ،‬ونزع السالح الدولي‪ ،‬وانسحاب دول المركز‬
‫من األراضي المحتلة‪ ،‬وإنشاء دولٍة بولنديٍة ‪ ،‬وإعادة‬
‫ترسيم الحدود في أوروپا على أسٍس عرقيٍة [أي‬
‫قوميٍة ]‪ ،‬وتشكيل عصبة األمم لضمان االستقالل‬
‫السياسي وسالمة أراضي جميع الدول‪ ]33[.‬وُد عَي إلى‬
‫سالٍم عادٍل وديمقراطٍّي غير قابٍل للتسوية في‬
‫موضوع ضِّم األراضي‪ .‬استندِت النقاط األربع عشرة‬
‫إلى البحث االستقصائي حول الموضوعات التي من‬
‫المحتمل أن تثار في مؤتمر السالم المتوقع والذي‬
‫أجراه فريق ُد عي «لجنة التحقيق» برئاسة مستشار‬
‫السياسة الخارجية للرئيس ويلسون «إدوارد إم‬
‫هاوس»‪]34[.‬‬

‫ُش كلْت لجنة التحقيق (باإلنجليزية‪)The Inquiry :‬‏‬


‫كمجموعٍة بحثيٍة في سبتمبر‪/‬أيلول من العام‬
‫ي‬
‫‪1917‬م من قبل الرئيس ويلسون إلعداد تصوراٍت‬
‫لمفاوضات السالم عقب الحرب‪ .‬تألفِت المجموعة من‬
‫خمسين ومئة (‪ )150‬أكاديمٍّي برئاسة المستشار‬
‫الرئاسي إدوارد هاوس‪ ،‬وإشراف الفيلسوف سيدني‬
‫ميزس‪ ،‬ورئيس البحوث والتر ليبمان (استبدل به‬
‫الحقًا «آيسايا بومان»)‪ .‬اجتمعِت اللجنة في مكتبة‬
‫نيويورك العامة‪ ،‬ولكن اجتماعاتها جرت فيما بعد في‬
‫مكاتب «الجمعّي ة الجغرافّي ة األمريكّي ة» في نيويورك‬
‫بومان‪]35[.‬‬ ‫بعد انضمام‬

‫انضم عشرون وواحد (‪ )21‬من أعضاء لجنة التحقيق‬


‫إلى «اللجنة األمريكّي ة الكبرى للتفاوض على السالم»‪،‬‬
‫أي الوفد األمريكي إلى مؤتمر پاريس للسالم الذي بدأ‬
‫‪1919‬م‪]35[.‬‬ ‫في ‪ 18‬يناير‪/‬كانون الثاني من العام‬

‫الجائحة‬
‫نهايَة العام ‪ 1917‬وبدايَة ‪ُ 1918‬ر صد مرٌض سريع‬
‫العدوى للغاية سرعان ماتحول لما ُد عي بـ«جائحة‬
‫إنفلونزا ‪( »1918‬باإلنجليزية‪Influenza 1918 :‬‬
‫‪)Pandemic‬‏‪ ،‬وُق ّد ر ضحاياه ما بين ‪ 100-50‬مليون‬
‫[‪ ]36‬موزعين على أربع موجاٍت (بين فبراير‪/‬شباط‬
‫‪ 1918‬ومارس‪/‬آذار ‪ )1920‬كان أكثر من نصفهم بين‬
‫‪ 40-20‬سنة‪ ،‬و‪ ٪ 99‬منهم دون الخامسة‬
‫والستين[‪ ]38[]37‬ما جعله أفتك وباٍء في‬
‫التاريخ‪[،‬هامش ‪ ]1‬وخّف ض متوسط العمر المتوقع حول‬
‫العالم (في الواليات المتحدة بـ‪ 12‬عامًا لسنة ‪.)1918‬‬
‫حسَب دراسٍة عاَم ‪ 2007‬للمجالت الطبية من تلك‬
‫الفترة فإن الڤيروس لم يُك أشَّد فتكًا من سالالت‬
‫اإلنفلونزا السابقة‪ ،‬لكن تبعاِت الحرب من ضعف‬
‫المناعة ‪-‬بسبب التوتر النفسي والتعرض للغازات‬
‫الكيميائية وسوء التغذية‪ ،-‬والمشافي والمخيمات‬

‫الطبية المزدحمة‪ ،‬وحظائر الخنازير ‪-‬التي تحول‬


‫الڤيروس فيها منتقًال من الطيور‪ -‬إلطعام الجنود‬
‫بالقرب من المعسكراِت المكتظة أصًال‪ ،‬وسوء النظافة‬
‫الصحية عززت سرعة العدوى ومنها العدوى‬
‫الجرثوميِة اإلضافيِة التي أودت بمعظم‬
‫الضحايا‪]40[]39[.‬‬

‫وتعتبر بعُض المراجع الوباَء أحَد األسباِب في ترجيح‬


‫كفِة قواِت الحلفاِء ‪ ،‬وعامًال في نجاحهم في المناطق‬
‫الوسطى وفوزهم في الحرب‪ ]41[.‬ذلك كله بينما كان‬
‫السياسيون يتنافسون في إظهار براعاتهم الخطابية‬
‫والجدلية بدًال من التعجيل في إقرار السالم‬
‫واالستقرار‪.‬‬

‫المفاوضات‬
‫بدأت المحادثات بين الحلفاء لتأسيس موقٍف‬
‫تفاوضٍّي مشترٍك في ‪ 18‬يناير‪/‬كانون الثاني ‪1919‬‬

‫في قاعة ‪ Salle de l'Horloge‬بوزارة الخارجية‬


‫الفرنسية في باريس‪ ]42[.‬شارك في البداية سبعون‬
‫( )‬ ‫ًا‬
‫مندوبًا من عشرين وسبع (‪ )27‬دوٍل في‬
‫المفاوضات‪ ]43[،‬واستبعدت روسيا بسبب توقيعها‬
‫على اتفاق سالٍم منفصٍل (معاهدة بريست ليتوفسك)‪،‬‬
‫وانسحابها المبكر من الحرب‪ .‬عالوًة على ذلك اسُت بعد‬
‫المفاوضون األلمان لحرمانهم من فرصة تقسيم‬
‫الحلفاء دبلوماسيًا ‪]44[.‬‬

‫اجتمع «مجلس عشرٍة » ‪ Council of Ten‬في البدء‬


‫رسميًا لتقرير شروط السالم (تألف من مندوَب ْي ن عن‬
‫كٍّل من بريطانيا وفرنسا والواليات المتحدة وإيطاليا‬
‫واليابان)‪ ،‬ثم استبدل به «مجلس الخمسة» الذي‬
‫تشكل من وزراء خارجية هذه البلدان لمناقشة‬
‫القضايا الفرعية‪ .‬كّو ن رئيس الوزراء الفرنسي جورج‬
‫كلمنصو‪ ،‬ورئيس الوزراء اإليطالي ڤيتوريو إيمانويل‬
‫أورالندو‪ ،‬ورئيس الوزراء البريطاني ديڤيد لويد‬

‫جورج‪ ،‬ورئيس الواليات المتحدة وودرو ويلسون‬


‫«األربعة الكبار» (في وقٍت ما أصبحوا «الثالثة‬
‫أو الن و)‬ ‫لڤ‬ ‫ال ؤق‬ ‫ا‬ ‫االن‬ ‫الك ا‬
‫الكبار» بعد االنسحاب المؤقت لڤيتوريو أورالندو)‪.‬‬
‫اجتمع هؤالء األربعة خمسًا وأربعين ومئة (‪)145‬‬
‫جلسٍة مغلقٍة التخاذ جميع القرارات الرئيسية‪ ،‬والتي‬
‫صادق عليها المجلس بأكمله الحقًا ‪ .‬حضرِت القوى‬
‫الصغرى «المؤتمر العام» األسبوعي الذي ناقش‬
‫القضايا في منتدًى عاٍّم ‪ ،‬لكنها لم تتخذ قراراٍت ‪ .‬شكل‬
‫هؤالء األعضاء أكثر من خمسين لجنٍة قدمت‬
‫توصياٍت مختلفًة ُأ دمج العديد منها في النص النهائي‬
‫للمعاهدة‪]47[]46[]45[.‬‬

‫األهداف البريطانية‬
‫ديڤيد لويد جورج (باإلنجليزية ‪)Lloyd George :‬‏ آخُر رئيِس وزارٍة بريطانٍّي من «حزِب األحرار» (‪ .)1922-16‬مؤيد عنيد لتيار الصهيونية المسيحية ‪.‬‬
‫يعد عّر اب تصريح بلفور الذي أصدره وزير خارجيته باسم حكومته ‪.‬‬

‫عانت بريطانيا من أعباٍء ماليٍة باهظٍة مع دماٍر مادٍّي‬


‫ضئيٍل أثناء الحرِب ‪[]48[،‬هامش ‪ ]2‬وكاَن االئتالف‬
‫البريطانُّي زمَن الحرِب قد أعيَد انتخاُب ُه من خالل ما‬
‫دعي بقسيمة االئتالِف (باإلنجليزية‪Coupon :‬‬
‫‪)election‬‏ نهايَة العاِم ‪1918‬م‪ ،‬مع التأكيِد على‬
‫سياسِة الضغِط على األلماِن «حتى آخر‬
‫قطرة»‪ ]50[]49[.‬فّض َل الرأُي العاُّم البريطان «سالمًا‬
‫ُّي‬

‫عادًال» من شأنِه أْن ُي جبَر ألمانيا على دفِع تعويضاٍت‬


‫إضافًة إلى عدِم القدرِة على تكراِر عدواِن الحرِب ‪،‬‬
‫وذلَك بالرغِم من أَّن «الرأَي العاَّم الليبرال َّي » كاَن أكثَر‬
‫وذلَك بالرغِم من أَّن «الرأَي العاَّم الليبرالَّي » كاَن أكثَر‬
‫ميًال نحو فكر «ويلسو » عن سالم المصالحة‪]51[.‬‬
‫َن‬ ‫ِة‬

‫عارَض رئيُس الوزارِة البريطانيِة لويد جورج فكرَة‬


‫االنتقاِم ‪ ،‬وحاوَل التوفيَق بيَن مطالِب كلمنصو ونقاِط‬
‫ويلسوَن األربَع عشرَة ‪ ،‬ألنُه سيتعيُن على أوروبا في‬
‫النهايِة التصالُح مَع ألمانيا‪ ]52[.‬أراَد لويد جورج‬
‫شروطًا للتعويِض التشُّل االقتصاَد األلمانَّي كي تبقى‬
‫ألمانيا قوًة اقتصاديًة قابلًة للحياِة وشريكًا‬
‫بإدرا‬ ‫المطالب‬ ‫خال‬ ‫ومن‬ ‫ث‬ ‫تجاريًا ‪]52[]49[]48[.‬‬
‫ِج‬ ‫ِة‬ ‫ِل‬ ‫َّم‬
‫معاشاِت الحرِب البريطانّي ِة وتعويضاِت األرامِل في‬
‫التعويضاِت األلمانّي ِة ضمَن لويد جورج أَّن مبلغًا كبيرًا‬
‫البريطانية‪]53[.‬‬
‫سيذهُب إلى الخزينِة‬

‫كاَن لويد جورج يهدُف إلى الحفاِظ على توازن ميزان‬


‫القوى األوروبي [وهَو هدٌف تقليدٌّي للسياسِة‬
‫البريطانيِة في القارِة ] وذلَك إلحباِط أِّي محاولٍة‬
‫فرنسيٍة لترسيِخ فرنسا كقوٍة أوروبيٍة مهيمنٍة ‪ ،‬وبهذا‬
‫المعنى فإن إحياَء ألمانيا سيكوُن بمنزلِة ثقٍل موازٍن‬
‫المعنى فإن إحياَء ألمانيا سيكوُن بمنزلِة ثقٍل موازٍن‬
‫لفرنسا وراد لروسيا البلشفية‪ .‬أراَد لويد جورج أيضًا‬
‫ٍع‬
‫تحييَد البحريِة األلمانيِة إلبقاِء البحرّي ِة الملكّي ِة أكبَر‬
‫قوٍة بحريٍة في العالِم ‪ ،‬وتفكيَك اإلمبراطوريِة‬
‫االستعماريِة األلمانيِة مع محاولِة حيازِة العديِد من‬
‫نظاِم االنتداب تحَت مظلِة عصبة‬ ‫مستعمراِت ها باسِم‬
‫الذي عارضته دوُل الدومينيون‪]52[.‬‬
‫األمم‪ ،‬وهَو النظاُم‬

‫األهداف الفرنسية‬
‫جورج بنجامين كلمنصو (بالفرنسية ‪)Clemenceau :‬‏ الملقُب بالنمر‪ ،‬طبيب‪ ،‬وصحافي‪ ،‬ورئيُس الوزارِة الفرنسية مرتين (‪ )1909-06‬و (‪ )1920-17‬في‬
‫الجمهورية الثالثة ‪.‬‬

‫صورة جوية ألنقاض بلدة "‪- "Vaux-devant-Damloup‬إقليم "موز" (بالفرنسية ‪)Meuse :‬‏‪ -‬شمال شرقي فرنسا (‪.)1918‬‬

‫فقدت فرنسا نحَو ثالثمئِة ألٍف ومليوِن جندٍّي كان‬


‫ربعهم (‪ )٪ 25‬من الرجاِل م ّم ن تراوَح ت أعمارهم بيَن‬
‫الثامنة عشرَة والثالثين عامًا‪ ،‬وأربعمئِة ألِف مدنٍّي ‪.‬‬
‫كما تعرضت لخسائَر مادّي ٍة أكثَر من أي دولٍة أخرى‬
‫(ُد مرْت ما تدعى بالمنطقِة الحمراِء ؛ وه المنطقُة‬
‫َي‬
‫َي‬
‫األكثُر تصنيعًا ومصدُر معظِم الفحِم وخاِم الحديِد في‬
‫الشماِل الشرقِّي ‪ ،‬وفي األياِم األخيرِة من الحرِب كانت‬
‫المناجُم قد ُغ مرت بالفيضاناِت ‪ ،‬كما ُد مرِت السكُك‬
‫الحديديُة والجسوُر والمصانُع )‪ ]54[.‬هدَف كلمنصو إلى‬
‫ضما أم فرنسا من خال إضعاِف ألمانيا اقتصاديًا‬
‫ِل‬ ‫ِن ِن‬
‫كمنت‬ ‫محلها‬ ‫فرنسا‬ ‫وحلو‬ ‫‪،‬‬ ‫وعسكريًا وإقليميًا‬
‫ٍج‬ ‫ِل‬
‫رئيسٍّي للصلِب في أوروپا‪ ]54[.‬لخَّص عضُو الوفِد‬
‫البريطانِّي المفاوِض في ڤرساَي االقتصادُّي الشهير‬
‫جون مينارد كينز هذا الموقَف بأنه محاولة «إعادَة‬
‫عقارِب الساعِة إلى الوراِء ‪ ،‬والتراجِع ع ّم ا حققه تقدُم‬
‫ألمانيا منذ العا ‪1870‬م»‪]55[.‬‬
‫ِم‬

‫قاَل كلمنصو لويلسون‪" :‬أمريكا بعيدٌة ‪ ،‬محميٌة‬


‫بالمحيِط ‪ ..‬وحتى نابليون نف ُس ه اليمكنه أن يمَّس‬

‫إنجلترا‪ ..‬كالكما محمٌي ‪ .‬نحن لسنا كذلك"‪ ]56[.‬أراَد‬


‫الفرنسيوَن حدودًا على نهر الراين لحمايِة فرنسا من‬
‫الغزِو األلمانِّي ‪ ،‬وكذلك لتعويِض التدّن ي السكاني‬
‫واالقتصادي الفرنسي‪ ]57[]55[.‬رفَض األمريكيوَن‬
‫والبريطانيوَن االّد عاَء الفرنسَّي ‪ ،‬وبعَد شهريِن مَن‬
‫المفاوضاِت وافَق الفرنسيوَن على تعهٍّد بريطانٍّي بعقد‬
‫تحالٍف فورٍّي مَع فرنسا إذا ماهاجمتها ألمانيا ثانيًة ‪،‬‬
‫ووافَق ويلسون على تقديِم اقتراٍح مماثٍل إلى مجلِس‬
‫الشيوِخ األمريكي‪ ،‬وكاَن كلمنصو قد أخبَر مجلَس‬
‫النواِب في ديسمبَر ‪/‬كانوَن األوَل ‪ 1918‬أَّن هدَف ُه‬
‫الحفاُظ على تحالٍف مَع كال البلدين‪ .‬قبَل كلمنصو‬
‫العرَض مقابَل احتالِل الراينالند لخمسَة عشَر عامًا‪،‬‬
‫وعلى أن تقبَل ألمانيا بمنطقة الراينالند كمنطقٍة‬
‫السالح‪]58[.‬‬ ‫منزوعة‬

‫طالَب المفاوضوَن الفرنسيوَن بتعويضاٍت إلرغاِم‬


‫ألمانيا على دف تكاليِف الدماِر الذي تسببت بِه طيلَة‬
‫ِع‬

‫الحرِب ‪ ،‬ولتقليِص القدرِة األلمانية‪ ]58[.‬كما أرادوا‬


‫أيضًا خاَم ي الحديِد والفحِم في وادي السار («حوض‬
‫فرنسا‪]58[.‬‬ ‫السار» أِو «السارالند») من خالِل ض ّم ِه إلى‬
‫أ َّل‬
‫كان الفرنسيون على استعداٍد لقبوِل مبلٍغ أقَّل مما قد‬
‫يتنازُل عنه األمريكيوَن من تعويضاِت ‪ ،‬كما كاَن‬
‫كلمنصو مستعدًا لمناقشِة قدرِة ألمانيا على الدفِع مَع‬
‫الوفِد األلماني قبَل صياغِة التسويِة النهائّي ة‪ .‬وفي‬
‫أبريَل ‪/‬نيساَن ومايو‪/‬أياَر من العام ‪ 1919‬عقَد‬
‫الفرنسيوَن واأللماُن محادثاٍت منفصلًة حوَل ترتيباٍت‬
‫مقبولٍة للطرفيِن بشأِن قضايا مثِل التعويِض وإعادِة‬
‫اإلعما والتعاو الصناعِّي ‪ .‬كما عارضت فرنسا جنبًا‬
‫ِن‬ ‫ِر‬
‫إلى جنٍب مع دوِل الدومنيوِن البريطانية وبلجيكا‬
‫نظاَم االنتداِب وفضلوا ضَّم المستعمراِت األلمانيِة‬
‫السابقة[‪ ]59‬ضمًا مباشرًا ‪.‬‬

‫األهداف األمريكية‬
‫توماس وودرو ويلسون الرئيُس الثامُن والعشروَن للوالياِت المتحدِة األمريكيِة (‪ )1921/ 3/ 4-1913/ 3/ 4‬عِن الحزِب الديمقراطِّي ‪ ،‬رئيُس جامعِة‬
‫برنستون‪ ،‬حاكُم واليِة نيوجرسي‪ ،‬تبنى «مبادئ ويلسون األربعة عشر» للسالم ‪.‬‬

‫"تبقى هناَك إذن النقطُة الخامسَة عشَر "‪ :‬رسٌم أمريكي ساخٌر (‪ )1919‬عن التهديد العسكري أللمانيا يشيُر إلى أنه بسبِب عدِم األخِذ بنقاِط ويلسون‬
‫األربعَة عشَر اليتبقى سوى النقطِة الخامسَة عشَر على يِد الماريشاِل فوش‪ ،‬وهَي بِس ُن السيف ‪.‬‬
‫الصفحُة األولى من مبادئ ويلسون األربعة عشر مطبوعٌة باإلنجليزّي ِة ‪.‬‬

‫قبَل دخوِل أمريكا الحرَب تحدَث ويلسوُن عن "سالٍم‬


‫بال نصر"‪ .‬تذبذَب هذا الموقُف بعَد انهماِك الوالياِت‬
‫المتحدِة في الحرب في السادِس من أبريَل ‪/‬نيساَن‬
‫‪1917‬م‪ .‬تكلَم ويلسوُن عن المعتديَن األلماِن الذين‬
‫اليمكُن أن يكوَن ثمَة سالٌم معهم‪ ]60[.‬في الثامِن من‬
‫ينايَر ‪/‬كانوَن الثاني ‪1918‬م ألقى ويلسون خطابًا‬
‫شهيرًا ‪ُ-‬ي عرُف "بالنقاِط األربعَة عشَر"‪ -‬أعلَن فيه‬

‫أهداَف السالِم األمريكيِة ‪" :‬إعادُة بناِء االقتصاِد‬


‫األوروبِّي ‪ ،‬وتقريُر المصيِر للجماعاِت العرقيِة‬
‫األوروبيِة والشرِق األوسطيِة ‪ ،‬وتعزيُز التجارِة الحرِة ‪،‬‬
‫السابقِة[هامش ‪]3‬‬ ‫وإنشاُء انتداٍب مناسٍب للمستعمراِت‬
‫]‪،‬‬ ‫ش‬ ‫[‬
‫وإنشاُء انتداٍب مناسٍب للمستعمراِت السابقِة‬
‫وقبَل كِّل شيٍء إنشاُء عصبة أمم قويٍة تضمُن‬
‫السالم‪ ]61[.‬كاَن الهدُف من هذا المطلِب األخيِر توفيُر‬
‫منتدًى لمراجعِة معاهداِت السالِم حسَب الحاجِة ‪،‬‬
‫والتعامِل مَع المشاكِل التي نشأت وتنشأ نتيجًة‬

‫للسالِم ولظهوِر دوٍل‬


‫جديدة‪]62[.‬‬

‫أحضَر ويلسون معه كباَر المفكريَن كمستشاريَن لوفِد‬


‫السالِم األمريكي‪ ،‬ورّد َد جميعهم الموقَف األمريكَّي‬
‫العاَّم «النقاُط األرب َع َة عشَر »‪ .‬عارَض ويلسوُن بشدٍة‬
‫معاملة ألمانيا بقسوٍة ‪ ]61[،‬وفي حين سعى‬
‫البريطانيوَن والفرنسيوَن ‪-‬وبحماسٍة كبيرٍة ‪ -‬لضِّم‬
‫اإلمبراطوريِة االستعماريِة األلمانيِة ‪ ،‬رأى ويلسون في‬
‫ذلَك انتهاكًا للمبادِئ األساسيِة للعدالِة وحقوق اإلنسان‬

‫َل‬
‫للسكاِن األصلييَن ‪ ،‬وفّض ل ُه ُم الحَّق في تقريِر المصيِر‬
‫ع‬ ‫من خال إنشاِء نظاِم االنتداب‪ .‬الفكرُة المرَّو جُة‬
‫ِن‬ ‫ِل‬
‫القوى الكبرى دعت إلى التصرِف كأوصياٍء غيِر‬
‫مهتميَن بمنطقٍة ما‪ ،‬ومساعدِة السكاِن األصلييَن حتى‬
‫مهتميَن بمنطقٍة ما‪ ،‬ومساعدِة السكاِن األصلييَن حتى‬
‫يتمكنوا من حكِم أنفسهم‪ ]63[.‬وعلى الرغِم مْن هذا‬
‫عدِم رفِض‬ ‫الموقِف فإَّن ويلسوَن من أجِل ضماِن‬
‫َل تسليَم‬ ‫اليابان االنضماَم إلى عصبة األمم فّض‬
‫مستعمرِة «شاندونچ» األلمانيِة شرِق َّي الصيِن إلى‬
‫اليابا بدًال من إعادتها إلى السيطر الصينية‪]64[،‬‬
‫ِة‬ ‫ِن‬
‫ومما زاَد من إرباِك األمريكييَن السياساُت الحزبيُة‬
‫الداخليُة في الوالياِت المتحدة‪ ،‬ففي نوفمبَر ‪/‬تشريَن‬
‫الثاني لعاِم ‪ 1918‬فاَز الحزُب الجمهورُّي في‬
‫االنتخاباِت [النصفيِة ] في مجلِس الشيوِخ بهامٍش‬
‫ضئيل‪ ،‬لكَن ويلسوَن ‪-‬وهَو ديمقراطُّي ‪ -‬رفَض ضَّم‬
‫الجمهورّي يَن البارزيَن إلى الوفِد األمريكِّي ما جعَل‬
‫جهوَد ُه تبدو حزبيًة ‪ ،‬وساهَم في خطِر الهزيمِة‬

‫السياسيِة في الداخل‪ ]61[.‬كاَن هذاِن الموقفاِن مما‬


‫أسهَم في هِّز السمعِة عن مثاليِة ويلسوَن ‪.‬‬

‫األهداف اإليطال ة‬
‫األهداف اإليطالية‬

‫من اليسار ‪ :‬فوش‪ ،‬كلمنصو‪ ،‬لويد جورج‪ ،‬أورالندو‪ ،‬سونينو ‪.‬‬

‫بقيت إيطاليا على الحياد بالرغم من تحالفها مع‬


‫«ألمانيا» و«النمسا والمجر»‪ ،‬وفي العام ‪1915‬‬
‫انضمت إلى الحلفاء بموجب اتفاقيِة لندن السرية‬
‫(‪( )1915-4-26‬باإليطالية‪)Patto di Londra :‬‏ مع‬
‫دوِل الوفاق الثالثي‪ ،‬وفيها ُو عدت بأراٍض ؛ تيرنتينو‪،‬‬
‫وجنوب التيرول حتى برينر‪ ،‬وترييستي (باإليطالية‪:‬‬
‫‪)Trieste‬‏[هامش ‪( ]4‬شرقَّي البندقية)‪ ،‬وشبه جزيرة‬

‫إستريا‪ ،‬ومعظم الساحل الدلماشي (باستثناء ميناء‬


‫افيومي)‪ ،‬وفالونا‪ ،‬ومحميًة على ألبانيا‪ ،‬وأنطاليا (على‬
‫المتوسط في تركيا)‪ ،‬وربما مستعمراٍت في إفريقيا‪.‬‬

‫ا اإل طال ف‬ ‫ال‬ ‫ا ل‬ ‫ا‬ ‫ف‬


‫في پاريس حاول رئيس الوزراء اإليطالي فيتوريو‬
‫إيمانويل أورالندو التوصل إلى التنفيذ الكامل‬
‫لمعاهدة لندن‪ .‬استند دعمه الشعبي على خسارة‬
‫سبعمئة ألف جندٍّي وتكاليَف ُق ّد رت باثنْي عشر مليار‬
‫ليرٍة إيطاليٍة في الحرب ما جعل الحكومة والشعب‬
‫يشعران بحق الحصول على مناطَق أخَر لم تذكر في‬
‫معاهدة لندن‪ ،‬وخاصًة افيومي التي اعتقد الكثير‬
‫الطليان‪]65[.‬‬ ‫بوجوب ضمها بسبب أغلبية سكانها‬

‫عمَل رئيُس الوزراِء فيتوريو إمانويلي أورالندو ووزيُر‬


‫خارجّي ِت ِه سيدني سونينو ‪-‬وهو أنجليكانٌّي من أصٍل‬
‫بريطانًّي ‪ -‬في المقاِم األوِل لتأميِن تقسيِم ملكّي ِة‬
‫عاٍّم كاَن سونينو يتماشى مع‬ ‫هابسبورچ‪ .‬بشكٍل‬
‫بينما فّض َل أورالندو تسويًة ما‬ ‫الموقِف البريطانِّي‬
‫فيما بيَن كلمنصو وويلسوَن (كان أورالندو ال يعرف‬
‫اإلنجليزية‪ ،‬ووقع العبء األكبر في التواصل‬
‫والتفاوض على سونينو)‪ .‬حازت إيطاليا ‪-‬في‬
‫المفاوضاِت بما يخص معاهدة لندن‪ -‬على إستريا‬
‫وترييستي وترينتينو وجنوب التيرول‪ ،‬وُس لمت‬
‫معظم دالماشيا إلى صربيا وكرواتيا وسلوڤينيا‪،‬‬
‫وبقيت افيومي متنازعًا عليها ما تسبب في غضٍب‬
‫قومٍَي ‪ ،‬واعُت رف بالمحميات على ألبانيا وأنطاليا وجزر‬
‫الدوديكانيز في بحر إيجه‪ .‬حاز أورالندو أيضًا على‬
‫العضوّي ِة الدائمِة إليطاليا في مجلِس األمِن التابِع‬
‫لعصبة األمم‪ ،‬ووع بانتقال قطا جوباالند[هامش ‪]5‬‬
‫ِع‬ ‫ٍد‬
‫البريطانِّي ‪ ،‬وقطاِع أوزو[هامش ‪ ]6‬الفرنسِّي إلى‬
‫المستعمرتيِن اإليطالّي تيِن في كٍّل مَن الصومال وليبيا‬
‫على التوالي‪ .‬مع ذلَك اعتبَر القوميوَن الطلياُن الحرَب‬
‫انتصارًا مشوهُا لما اعتبروه مكاسَب إقليمّي ًة صغيرًة‬
‫جرى تحقيُق ها في المعاهداِت األخرى التي تؤثُر‬
‫بشكٍل مباشٍر على حدوِد إيطاليا‪ ،‬واستغلوا األمر‬

‫لزيادة شعبيتهم‪ُ .‬أ جبَر أورالندو في النهايِة على‬


‫التخلي عِن المؤتمِر واالستقالة‪ ،‬وإذ لم يعتبِر الحرب‬
‫العالمية األولى نصرًا مشّو هًا‪ ،‬فقد قال رّد ًا على‬
‫القومييَن الذين طالبوا بتوسٍع أكبَر ‪ :‬إَّن «إيطاليا اليوَم‬
‫الدو‬ ‫َع‬ ‫م‬ ‫ِة‬‫المساوا‬ ‫ِم‬‫قد‬ ‫على‬ ‫‪...‬‬ ‫دولٌة عظيمٌة‬
‫ِل‬
‫التاريخّي ِة والمعاصرِة العظيمة‪ .‬هذا بالنسبِة لي هو‬
‫هدُف نا الرئيسُّي والتوسُع الرئيسُّي »‪ .‬يوَم التوقيِع على‬
‫المعاهدِة احتَّل فرانشيسكو سافيريو نيتي مكاَن‬
‫«أورالندو» الذي كان مضى أسبوع واحد على‬
‫استقالته‪]66[.‬‬

‫فحوى المعاهدة وإمضاؤها‬


‫«ليكن معلومًا أنه ليس بدافع الخوف» –‬
‫رسم ساخر برتغالي (‪ ،)1919-6-30‬بعنوان‬
‫«السالم»[هامش ‪]7‬‬
‫قصُر ڤرساَي ‪ :1919 -‬توقيُع معاهدِة ڤرساَي في قاعة المرايا‪ ،‬ريشة «وليام أوربن»‪.‬‬

‫الفيلدمارشال «پاول فون هندنبرچ » (‪ )1934 /8 /2-1847‬لمَع اسمُه قائدًا لمعركِة تاننبرچ (‪ 30-26‬أغسطَس ‪/‬آَب ‪ )1914‬التي سحق فيها أحد جيشين‬
‫روسيين في الحرب ‪ .‬القائُد األعلى للجيوِش األلمانية (‪ .)1919-16‬الرئيُس الثاني لجمهورية ڤايمار (‪ .)1934-25‬أشاَر بأن ال ِق َب َل للجيَش بمواجهٍة‬
‫عسكريٍة مما أسهَم في تصويِت الجمعيِة الوطنيِة وموافقِة الحكومِة على المعاهدة ‪.‬‬

‫‪8:19‬‬

‫وقائع توقيع معاهدة ڤرساي‬


‫وقائع توقيع معاهدة ڤرساي ‪.‬‬

‫توقيع وخاتم الحكومة األلمانية على المعاهدة ‪ -‬في خاتمة ثالث صفحاٍت من التواقيع؛ الصفحة األخيرة (‪.)436‬‬

‫في الثامَن عشَر من أبريل‪/‬نيسان ‪ 1919‬غادر وفٌد‬


‫ألمانٌّي من ثمانين ومئة (‪ )180‬عضٍو برئاسِة وزيِر‬
‫الخارجيِة «أولريخ چراف فون بروكدورف‬
‫رانتزاو»[هامش ‪ ]8‬إلى پاريس للتفاوض على ما اتفق‬
‫عليه الحلفاُء ‪ ،‬لكن في الخامس من مايو‪/‬أيار ُأ ب ِل غ‬
‫الوزير اآللماني أنه لن تكون ثمة مفاوضات‪ ،‬وأنه‬
‫بمجرد تسلم ُم َس ّو دة االتفاق ‪-‬التي بلغت ثمانين ألف‬
‫كلمٍة ‪ -‬فإن أمام األلمان خمسة عشر يومًا للرد‪ .‬في‬
‫ال ابِع من مايو‪/‬أيار ‪ 1919‬مع ت لم ال ُم ّو دة رَّد‬
‫السابِع من مايو‪/‬أيار ‪ 1919‬مع تسلم الُمسّودة رَّد‬
‫«فون بروكدورف رانتزاو» على ويلسون وكلمنصو‬
‫ولويد جورج‪« :‬يمكننا أْن نشعَر بقوِة الكراهيِة‬
‫الكاملِة التي تواجُه نا هنا‪ ...‬تطلبوَن منا االعتراَف‬
‫بأّن ا الطرُف المذنُب الوحيُد في الحرِب ؛ مثُل هذا‬
‫االعتراِف من فمي سيكون كذبًة »‪ ،‬أصدرِت‬
‫الحكومُة األلمانيُة احتجاجًا على ما اعتبرته مطالَب‬
‫غيَر عادلٍة و«انتهاكًا للشرِف »‪ ،‬وانسحبت بعَد ذلك‬
‫بوقٍت قصيٍر من المؤتمر‪ .‬وفي خطاٍب عاطفٍّي أماَم‬
‫الجمعّي ِة الوطنّي ِة (‪ 12‬مايو‪/‬أياَر ‪ )1919‬وصَف‬
‫رئيِس الحكومة «فيليب شايدمان» المعاهدَة بأنها‬
‫«مطرقُة ساحرٍة مروعٌة قاتلٌة »‪ ]67[،‬وصاح‪« :‬أي يٍد‬

‫ال تنقبض؟! تلك التي ُت صّف د نفسها وُت صّف دنا بهذه‬
‫الطريقة!!!»[‪ ]67[]68‬في يونيو‪/‬حزيراَن ‪ 1919‬أعلَن‬
‫الحلفاُء أَن الحرَب ستستأنُف إذا لم توق الحكومُة‬
‫ِع‬
‫األلمانيُة على المعاهدِة ‪ .‬لْم تتمكِن الحكومُة من إقرار‬
‫وقٍف ش ٍك وف ‪ 18‬ون و‪ /‬ز ا أ ل وز‬
‫موقٍف مشترٍك ‪ ،‬وفي ‪ 18‬يونيو‪/‬حزيران أعلن وزير‬
‫الخارجيِة أن المادة ‪ 231‬ستجعل ألمانيا تقبل‬
‫المسؤولية الكاملة عن الحرب‪ ]71[]70[]69[،‬وظهرت‬
‫عبارة «بند ذنب الحرب»‪ ،‬استقاَل «فيليب شايدمان»‬
‫‪-‬أوُل رئيِس حكومٍة ألمانٍّي منتخٍب ديمقراطّي ًا ‪ -‬في‬
‫‪ 20‬يونيو‪/‬حزيران ‪ 1919‬بدًال مَن الموافقِة على‬
‫التوقيِع ‪ .‬استنكَر األلماُن من جميِع األطياِف السياسّي ِة‬
‫المعاهدَة ‪-‬ال سيما البنَد الذي ُي نحي بالالئمِة على‬
‫ألمانيا في بدِء الحرِب ‪ -‬باعتبارها إهانًة لشرِف األمة‪،‬‬
‫وأشاروا إليها باسِم «اإلمالِء » (باأللمانية‪Das :‬‬
‫‪ )Diktat‬إذ جرى طرحها على ألمانيا على مبدِأ «إما‬
‫قبوُل ها وإما عدًم ه» (باإلنجليزية‪Take it or leave :‬‬
‫‪)it‬‏‪.‬‬
‫أرسَل چوستاڤ باور رئيُس الحكومِة الجديدِة برقيًة‬
‫تفيُد بنيِت ِه التوقيَع إذا ما جرى سحُب بعض المواِّد‬
‫بما في ذلَك المواُّد ‪ 227‬و‪ 230‬و‪ ،231‬فأصدَر الحلفاُء‬
‫رّد ًا على ذلَك إنذارًا في (‪ )1919 /6 /22‬بأن على‬
‫ألمانيا َق بوَل المعاهدِة في غضوِن أربٍع وعشريَن ساعًة‬
‫ألمانيا َقبوَل المعاهدِة في غضوِن أربٍع وعشريَن ساعًة‬
‫أو مواجهَة غزٍو مْن قواِت الحلفاِء عبَر نهر الراين‪.‬‬
‫جرْت مشاوراٌت بيَن رئيِس الوزراِء ورئيِس‬
‫الجمهوريِة الذي طلَب من قائِد الجيِش فون هندنبرچ‬
‫تقييمًا للوضِع ‪ ،‬والذي بدورِه ‪-‬بعَد مشاوراٍت مع قادِة‬
‫‪ -‬كلَف رئيَس هيئة األركاِن بإبالِغ الحكومِة بأْن‬ ‫الجيِش‬
‫للجيش بمواجهٍة عسكريٍة مما أسهَم في‬ ‫ال قبَل‬
‫تصويِت الجمعيِة الوطنيِة بالموافقِة على المعاهدة‪،‬‬
‫وفي الثالِث والعشريَن من يونيو‪/‬حزيراَن وقبَل‬
‫سويعاٍت من انقضاِء المهلِة أرسَل باوُر برقّي ًة تفيد بأَّن‬
‫الثام‬ ‫ِت‬ ‫السب‬ ‫َم‬‫يو‬ ‫‪.‬‬ ‫للتوقي‬ ‫وفدًا ألمانيًا سيصُل قريبًا‬
‫ِن‬ ‫ِع‬
‫والعشريَن من يونيو‪/‬حزيراَن (‪ )1919‬وفي الذكرى‬
‫الخامسِة الغتياِل األرشيدوِق «فرانز فرديناند»‬

‫‪-‬الصاعُق الذي فجَر ُأ واَر الحرِب ‪ -‬جرى التوقيُع على‬


‫معاهدِة ڤرساي للسالم‪ ]72[.‬على أن يبدأ نفاذها في‬
‫‪ 10‬يناير‪/‬كانون الثاني ‪1920‬م‪.‬‬

‫فضًال عن ألمانيا كان من الموقعين الواليات المتحدة‬


‫)‬ ‫(‬ ‫أل‬
‫األمريكية (لكن الكونجرس لم ُي صدقها)‪ ،‬والمملكة‬
‫المتحدة‪ ،‬وفرنسا‪ ،‬وإيطاليا‪ ،‬واليابان‪ ،‬وبلجيكا‪،‬‬
‫واليونان‪ ،‬والمملكة الحجازية الهاشمية‪ ،‬وپولندا‪،‬‬
‫والبرتغال‪ ،‬ورومانيا‪ ،‬وصربيا‪ ،‬وتشيكوسلوڤاكيا‪،‬‬
‫وكرواتيا‪ ،‬وسلوڤينيا‪ ،‬وبوليڤيا‪ ،‬والبرازيل‪ ،‬وكوبا‪،‬‬
‫واإلكوادور‪ ،‬وچواتيماال‪ ،‬وهايتي‪ ،‬وهندوراس‪،‬‬
‫ونيكاراچوا‪ ،‬وپنما‪ ،‬والپيرو‪ ،‬واألوروچواي‪ ،‬وليپيريا‪،‬‬
‫ومملكة سيام‪ ،‬ودوُل الدومينيون المشاركُة في‬
‫الحرب؛ كندا‪ ،‬وأستراليا‪ ،‬ونيوزيلندا‪ ،‬وجنوب إفريقيا‪،‬‬
‫وحكومة الهند اإلنجليزية‪ ،‬وكانت الصين في حالة‬
‫حرٍب مع ألمانيا منذ العام ‪ ،1917‬واشتركت في‬

‫مؤتمر پاريس لكن حكومتها لم توقِع اعتراضًا على‬


‫مصير مستعمرة «تسينفتاو»‪.‬‬

‫تض ّم نِت المعاهدُة خمسة عشر فصًال وأربعيَن‬


‫وأربعمئِة (‪ )440‬مادٍة تناولت ما بيَن جرائِم الحرِب ‪،‬‬
‫ة‬ ‫افقِة‬ ‫أل ان ا‬ ‫ا‬ ‫ظ ان ا ال‬
‫وحظِر اندماِج النمسا مع ألمانيا دون موافقِة عصبة‬
‫األمم‪ ،‬وحريِة المالحِة في األنهاِر األوروبيِة الرئيسيِة ‪،‬‬
‫وعودِة المصحِف إلى ملِك الحجاز [بمعنى االستقالِل‬
‫عن الدولِة العثمانّي ة]‪.‬‬

‫من بين المعاهدات التي نتجت عن الحرب كانت‬


‫معاهدة ڤرساي األولى التي أقرِت المنظماِت الدوليَة‬
‫ونظاَم االنتداِب ونظمِت الحدود‪ ..‬الخ‪ ،‬وتلتها أربٌع‬
‫أخُر مع بقيِة دول المركز ‪-‬وجميعها لم ُت دَع إلى‬
‫المفاوضات‪ -‬كٌّل بما يخصها من تسويات ما بعد‬
‫الحرب‪ ،‬أما الوحيدة التي ُأ لغيت ‪-‬باتفاق الطرفين‪-‬‬
‫فكانت معاهدة سيڤر واستبدل بها معاهدة لوزان عام‬
‫‪ .1923‬بناًء على معاهدات الُّص ل وهَي معاهدُة‬
‫ِح‬
‫ڤرساَي مَع ألمانيا في الثامِن والعشريَن (‪ )28‬من‬
‫لعاِم ‪1919‬م[‪ ]73‬والمعاهداِت الالحقِة‬ ‫يونيو‪/‬حزيراَن‬
‫لها‪ ،‬وكلها ُو ّق عت في فرنسا‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫عليها والمت ِّم مِة‬

‫* معاهدُة سان جرمان (باإلنجليزية‪Treaty of :‬‬


‫‪َ )Saint Germain en Laye‬ع الِّن م ا ف‬
‫‪)Saint-Germain-en-Laye‬‏ مَع الِّنمسا في‬
‫العاش (‪ )10‬م سبتمبر‪/‬أيلوَل لعا ‪1919‬م‪]74[.‬‬
‫ِم‬ ‫ْن‬ ‫ِر‬
‫* ومعاهدُة نويي (باإلنجليزية‪Treaty of :‬‬

‫‪)Neuilly-sur-Seine‬‏ مع بلغاريا في السابِع‬


‫والعشريَن (‪ )27‬من نوفمبر‪/‬تشريَن األوِل لعاِم‬
‫‪1919‬م‪]75[.‬‬

‫* ومعاهدُة تريانون (باإلنجليزية‪Treaty of :‬‬


‫‪)Trianon‬‏ مَع المجِر في الرابِع (‪ )4‬مْن يونيو‪/‬‬
‫حزيرا لعا ‪1920‬م‪]76[.‬‬
‫َن ِم‬
‫* ومعاهدُة سيڤر (باإلنجليزية‪Treaty of :‬‬
‫‪)Sèvres‬‏ مع الدولِة العثمانيِة في العاشِر (‪)10‬‬
‫‪1920‬م‪]77[.‬‬
‫مْن أغسطَس ‪/‬آَب لعاِم‬

‫مقاطعات رومانيا الثالث باالسم العثماني ‪:‬‬


‫األفالق (واالشيا) باألخضر‪ ،‬والبغدان (مولداڤيا) بالبرتقالي‪ ،‬واألردل (ترانسيلفانيا) باألصفر ‪.‬‬
‫خريطُة أوروپا السياسيُة عام ‪.1914‬‬

‫أوروپا (‪ ،)1920-19‬والمناطق المحتلة نتيجة الحرب والهدنة ‪.‬‬

‫أوروپا عام ‪ 1923‬بعد إنفاذ قرارات ڤرساي ‪.‬‬


‫ُبعثْت دولٌة إلى الحياِة مجددًا وهَي پولندا [كانْت‬
‫فقدِت استقاللها أواخَر القرٍن الثامَن عشَر وتوازعْت‬
‫أراضيها روسيا وپروسيا]‪ ،‬كذلك ُش طرِت النمسا‬
‫والمجر فانفصلْت كٌّل منهما عِن األخرى‪ ،‬وأضحَت ا‬
‫كيانْي ِن مستقلين‪ .‬واْص ُط نعْت دولٌة أخرى هي‬
‫تشيكوسلوڤاكيا‪ ،‬وتحوّلْت دولتاِن صغيرتاِن إلى‬
‫دولتيِن كبيرتْي ِن ‪ ،‬وهما‪:‬‬

‫* يوچوسالڤيا التي كانت مملكَة صربيا قبَل‬


‫الحرِب ‪ ،‬فتضاعفت مساَح ُت ها ثالثَة أضعاٍف ‪ ،‬وازداَد‬
‫سكانها إلى ثالثِة أمثاٍل أيضًا (‪ 12‬مليونًا عاَم‬
‫‪ )1921‬بعدما أضيَف إليها‪[:‬هامش ‪]9‬‬

‫الجبل األسود (‪ 13.812‬كم‪( )²‬باإلنجليزية‪:‬‬


‫‪)Montenegro‬‏‪ ،‬وكرواتيا (‪ 56.594‬كم‪)²‬‬
‫(باإلنجليزية‪)Croatia :‬‏ بما فيها دلماشيا‪،‬‬
‫والبوسنة والهرسك (‪ 51.129‬كم‪( )²‬باإلنجليزية‪:‬‬
‫‪)Bosnia and Herzegovina‬‏‪ ،‬وسالڤونيا‬
‫(‪ 20 273‬ك ‪ ( )²‬اإلن ل ز ة‪ )Slovenia :‬وذلَك‬
‫(‪ 20.273‬كم‪( )²‬باإلنجليزية‪)Slovenia :‬‏‪ ،‬وذلَك‬
‫على حساِب إمبراطورية النمسا والمجر‪.‬‬
‫* ورومانيا التي تضَّخ مْْت مساحُت ها كثيرًا‬
‫فاسترّد ت ترانسلڤانيا (‪ 102.834‬كم‪ )²‬مَن المجر‪،‬‬
‫وبوكوڤينا (باإلنجليزية‪)Bucovina :‬‏ من أوكرانيا‪،‬‬
‫ومقاطعة بساربيا من روسيا‪ ،‬وبذلَك تضاعفْت‬
‫مساحُت ها مثلما تضاعَف سكاُن ها حتى انضَّم إليها‬
‫أكثُر مْن ثمانيِة مالييَن نصُف هم فقط من‬
‫الرومانيين‪.‬‬

‫التعديالت المناطقية‬
‫«إيجاُد حدوٍد جديدٍة هو إيجاُد مشاكَل‬
‫جديدة» –‬
‫إدوارد هاوس عضو الوفد األمريكي‪ ،‬يوميات‬
‫(‪)1919-6-29‬‬
‫(‪)1919 6 29‬‬
‫لم يؤثْر حدٌث ما على خارطِة أوروبا السياسّي ِة طي َلَة‬
‫تاريِخ ها مثُل معاهدِة ڤرساَي وتوابعها من المعاهداِت ‪،‬‬
‫لم تعِّد ِل‬ ‫ذلَك أنه حتى تبعاِت الحرِب العالميِة الثانيِة‬
‫وما‬ ‫الحدوَد الدوليَة مثلما فعلت معاهدُة ڤرساَي‬
‫لحقها من معاهدات‪ .‬لقد أعيد رسُم الحدوِد في وسط‬
‫أوروبا وشرِق ها وأجزاٍء مهمٍة من غرِب ها‪ ،‬وأنشئت دوٌل‬
‫جديدٌة بالكامِل واندثرت أخرى‪ ،‬وتداخلِت القومّي اُت‬
‫واألقلّي اُت والدياناُت في مجموعٍة مَن الكياناِت‬
‫الصغيرِة سواًء الناتجِة أو المعدلة‪.‬‬

‫ألمانيا‬
‫المناطُق المقتطعُة مْن أْلمانيا بموجِب معاهدِة ڤرساَي (نحو ‪ %13‬من مساحتها)‪.‬‬

‫باألخضِر ‪ :‬مناطُق دولّي ة تحَت إدارِة عصبِة األمم هي دانتزيچ (على البلطيِق )‪ ،‬ومقاطعُة الساِر (بيَن فرنسا وألمانيا)‪ ،‬باألصفِر ‪ :‬مناطُق اقتطعَت لصالِح دوِل‬
‫الجواِر ‪ ،‬بالداكِن ‪ :‬جمهوريُة ڤايمار (باأللمانية ‪.)Weimar Republik :‬‬

‫جّر دِت المعاهدُة ألمانيا من خمسٍة وعشريَن ألَف‬


‫(‪ )25.000‬ميٍل مرب (ما يعادُل خمسًة وستيَن ألَف‬
‫ٍع‬
‫(‪ )65.000‬كم‪ )²‬مَن األراضي وسبعِة مالييِن شخٍص‬
‫ع‬ ‫بالتخلي‬ ‫ْت‬ ‫طولب‬ ‫كما‬ ‫]‪،‬‬ ‫[من أصل نحو ‪ 60‬مليونًا‬
‫ِن‬
‫المكاسِب التي حققتها من معاهدة برست ليتوفسك‬
‫(معاهدُة السالِم التي وقعها االتحاد السوفييتي في ‪3‬‬
‫مارس‪/‬آذار ‪ 1918‬مَع دوِل المركِز عقَب خروِج ه مَن‬

‫الحرب) ومنِح االستقالِل للمحمّي اِت التي جرى‬


‫إنشاؤها‪]78[.‬‬
‫اتحاُد الرايِخ األلمانّي أو الرايخ الثاني (‪1871‬م‪1918-‬م)‪ ،‬مملكة بروسيا باألزرق ‪.‬‬

‫ألمانيا بين ‪ .1923-1918‬األقاليُم المقتطعة ‪:‬‬


‫‪ )1‬اشليزفيچ‪-‬هولشتاين (الدنمارك)‪.‬‬
‫‪ )2‬بوميرانيا وبروسيا الغربية وبوزن (پولندا)‪.‬‬
‫‪ )3‬دانتزيچ (عصبة األمم)‪.‬‬
‫‪ )4‬ميِم ل (ليتوانيا)‪.‬‬
‫‪ )5‬سيليزيا العليا (پولندا)‪.‬‬
‫‪ )6‬هولتشين (تشيكوسلوڤاكيا)‪.‬‬
‫‪ )7‬األلزاس واللورين (فرنسا)‪.‬‬

‫‪ )8‬موْر ِس نت ومالميدي (بلجيكا)‪.‬‬


‫لم تلحظ السار ألنها أعيدت باستفتاٍء (‪.)1935‬‬

‫في أوروپا الغربيِة ُط لَب من ألمانيا االعتراُف بالسيادِة‬


‫البلجيكيِة على مدينِة «موِر ْس ِن ت» (باإلنجليزية‪:‬‬
‫‪)Moresnet‬‏‪ ،‬والتنازُل عن منطقِة «مالميدي»‬
‫(باإلنجليزية‪)Eupen-Malmedy :‬‏‪ ،‬وفي غضوِن ستِة‬
‫ي‬
‫أشهٍر من نقِل السيادِة ُط لَب إلى بلجيكا إجراُء‬
‫استفتاٍء عاٍّم حوَل اختياِر مواطني المنطقِة بالبقاِء‬
‫تحَت السيادِة البلجيكيِة أو العودِة إلى ألمانيا‪ ،‬وتبليِغ‬
‫النتائِج إلى عصبة األمم‪ ،‬وااللتزاِم بقراِرها‪ .‬أجرَي‬
‫االستفتاُء في ‪ 20‬سبتمبَر ‪/‬أيلوَل ‪ .1920‬خصصت‬
‫عصبُة األمِم هذه األراضي لبلجيكا‪ ،‬وأعقب ذلَك لجنُة‬
‫الحدوِد في العام ‪ ،1922‬ثم وضُع الحدوِد الجديدِة‬
‫التي اعترفت بها الحكومُة األلمانّي ُة في ‪ 15‬ديسمبر‪/‬‬
‫‪]79[.1923‬‬ ‫كانون األول‬

‫وكتعويٍض عن تدميِر مناجِم الفحِم الفرنسّي ِة تقرر‬


‫على ألمانيا التنازُل عن إنتاِج مناجِم الفحِم في منطقِة‬
‫الساِر لفرنسا عالوًة على التنازِل عِن السيادِة على‬
‫اإلقليم إلدارٍة دوليٍة بإشراِف عصبة األمم لخمسَة‬
‫لتقري‬ ‫بعدها‬ ‫ٌء‬‫استفتا‬ ‫جرى‬ ‫ُي‬ ‫عشَر (‪ )15‬عامًا‬
‫ِر‬
‫السيادة‪ .‬في ‪ 13‬ينايَر ‪/‬كانوَن الثاني (‪- )1935‬وبعَد‬
‫خمسة عشَر عامًا من نفاِذ المعاهدة‪ -‬أجرَي استفتاُء‬
‫تحديِد مستقبِل السارالند‪ .‬جاَء تسعوَن في المئِة من‬
‫األصواِت لصالِح االتحاِد مع ألمانيا‪ ،‬وأربعٌة باأللِف‬
‫لالتحاِد مع فرنسا‪ ،‬وعاد اإلقليم للسيادِة األلمانّي ِة في‬
‫األو من مار ‪/‬آذا (‪]80[.)1935‬‬
‫َر‬ ‫َس‬ ‫ِل‬

‫أعادِت المعاهدُة أيضًا مقاطعتْي األلزاس (بالفرنسية‪:‬‬


‫‪)Elsass‬‏ واللورين (بالفرنسية‪)Lorraine :‬‏‪،‬‬
‫(باإلنجليزية‪)Alsace-Lorraine :‬‏ إلى فرنسا بإلغاِء‬
‫البنوِد التي تخُّص هاتيِن المقاطعتيِن في معاهدتْي‬
‫ڤرساَي وفرانكفورَت لعاِم ‪ .1871‬تمكنت فرنسا مَن‬

‫االّد عاِء بأَّن مقاطعتْي األلزاِس واللوريِن كانتا بالفعِل‬


‫جزءًا مْن فرنسا وليستا ألمانيتين من خالِل الكشِف‬
‫عن رسالٍة ُم رسلٍة من الملِك الپروسي إلى اإلمبراطورِة‬
‫أوجيني والتي قدمتها أوجيني‪ ،‬وفيها كتَب «ڤيلهلم‬
‫األول» أَّن ألمانيا أرادْت ضّم أراضي المقاطعتيِن‬
‫لغرٍض وحيٍد هو الدفاُع الوطني وليَس لتوسيِع‬
‫]‬ ‫[‬
‫األراضي األلمانّي‬
‫ة‪]81[.‬‬

‫أجرَي استفتاٌء في پروسيا الشرقية (باأللمانية‪:‬‬


‫‪ )Ostpreußen‬في ‪ 11‬يوليو‪/‬تموَز ‪ .1920‬وقرَر‬
‫‪ % 99.3‬من السكاِن من أصِل ‪ % 90‬نسبة المشاركيَن‬
‫البقاَء مع ألمانيا‪ ]79[،‬كما ُم نحْت دولُة پولندا الجديدُة‬
‫رقعًة كبيرًة مَن األراضي األلمانية تتمثُل في پروسيا‬
‫الغربّي ِة وبوزن‪ ،‬وممرًا ضيقًا إلى بحر البلطيق ينتهي‬
‫غرَب دانتزيج (أو چدانسك الپولونيِة )‪ ،‬وهَو ما ُع رَف‬
‫بقضيِة «الممر الپولندي»‪ .‬وبذا ُف صَل بّر يًا ما بيَن‬
‫پروسيا الشرقّي ِة وألمانيا (ُق َِس مْت پروسيا الشرقّي ة‬

‫الحقًا عقَب الحرب العالمية الثانية بيَن روسيا‬


‫االتحادية (ضمَن االتحاد السوفييتي) وپولندا‪ ،‬وثمَة‬
‫جيُب صغيٌر مَن األرِض اليوَم على بحر البلطيق‬
‫شماَل شرق پولندا يتبُع روسيا االتحادية ومفصوٌل‬
‫َِي‬
‫عنها برّي ًا هّو منطقُة مدينِة «كونيچسبرچ»‬
‫(باأللمانية‪ )Königsberg :‬أو «كاليننچراد» الروسية‬
‫ًا‬ ‫ًا‬ ‫أ‬ ‫)‬
‫منذ ‪ ،)1946‬كما أعطيْت پولندا جزءًا كبيرًا من‬
‫سيليزيا العليا بما فيِه من نصيٍب وافٍر من الثروِة‬
‫المعدنّي ِة ‪.‬‬

‫بعد تنفيِذ المعاهدِة كانت سيليزيا العليا تحكمها في‬


‫البدايِة بريطانيا وفرنسا وإيطاليا‪ ]82[.‬بيَن العامْي ن‬
‫‪1919‬م و‪1921‬م اندلعْت ثالثُة أعماٍل عنٍف كبيرٍة‬
‫بيَن المدنييَن األلماِن والپولنديين مما أدى إلى تورِط‬
‫القوا العسكري األلمانية والپولندية أيضًا ‪]83[]82[.‬‬
‫ِة‬ ‫ِت‬
‫في مارَس ‪/‬آذاَر (‪ )1921‬عقدِت اللجنُة المشتركُة بين‬
‫الحلفاِء استفتاَء سيليزيا العليا الذي تَّم سلمّي ًا بالرغم‬

‫من أعماِل العنِف السابقة‪ .‬صوَت حوالْي ستوَن بالمئِة‬


‫للبقاِء مع ألمانيا‪ ]84[.‬بعَد التصويِت ناقشت عصبُة‬
‫األمِم مستقبَل المقاطعِة ‪ ]85[،‬وعام ‪1922‬م ُق ِّس مت‬
‫سيليزيا العليا؛ في الشماِل الغربِّي «أوپلن»‬
‫(باإلنجليزية‪)Oppeln: :‬‏ (أوبولي أو أبولوسكي‬
‫بالبولونية) بقيت مع ألمانيا بينما ُن قل الجنوُب‬
‫[‪]82‬‬ ‫ول ا‬ ‫ل ز ا إل‬ ‫الش ق‬
‫پولندا‪]82[.‬‬ ‫الشرقُّي من سيليزيا إلى‬

‫وتقرَر أن ُي تنازَل عن «ميمل» (باأللمانية‪،)Memel :‬‬


‫(بالليتوانية‪- )Klaipėda :‬اإلقليُم الصغيُر في أقصى‬

‫پروسيا الشرقيِة ‪ -‬إلى الحلفاِء لتقريِِر‬ ‫شماِل شرقِّي‬


‫مايرتؤوَن ‪ ،‬فبقَي تحت سلطِة عصبة‬ ‫مصيرِه وفَق‬
‫األمم مع حاميٍة عسكريٍة فرنسيٍة إلى ‪ 9‬ينايَر ‪/‬كانوَن‬
‫الثاني (‪ )1923‬عندما غزْت ليتوانيا المنطقَة أثناَء‬
‫ثورِة «كاليپدا»‪ .‬انسحبِت الحاميُة الفرنسيُة ‪ ،‬وفي‬
‫فبرايَر ‪/‬شباَط وافَق الحلفاُء على ضِّم مي ِم ل إلى‬
‫ليتوانيا على شكِل «منطقِة حكٍم ذاتي»‪ .‬في الثامِن‬

‫مْن مايو‪/‬أياَر (‪ )1924‬بعَد مفاوضاٍت بيَن الحكومِة‬


‫الليتوانّي ِة ومؤتمِر السفراِء وجهوِد عصبة األمم ُص ِّد َق‬
‫على ضم «ميميل» إلى ليتوانيا‪ ]86[.‬قبلت ليتوانيا‬
‫«قانوَن ميمَل األساسّي »‪ ،‬وهَو ترتيٌب لتقاسِم السلطِة‬
‫لحمايِة غيِر الليتوانيين في اإلقليِم باإلضافِة إلى‬
‫وضعِه «ذاتِّي الحكِم » بينما تبقى المسؤوليُة عن‬
‫عل الم توى المحل ِّي‬ ‫اإلقل م ب ِد القوى العظم‬
‫اإلقليم بيِد القوى العظمى‪ .‬على المستوى المحلِّي‬
‫توسطْت عصبُة األمِم بيَن األلماِن والليتوانييَن م ّم ا‬
‫ساعَد على استمراِر ترتيِب تقاسِم السلطِة حتى العاِم‬
‫‪ُ ]86[.1939‬ض َّم هذا اإلقليُم نهائيًا إلى ليتوانيا بعَد‬
‫الحرب العالمية الثانية‪.‬‬

‫وكاَن مَن المقرِر عن طريِق استفتاٍء عاٍّم يعقُد في‬


‫وقٍت الحٍق أن ُي حَّل موضوِع السيادِة على اشلزفيچ‪-‬‬
‫هولشتاين‪[ ]87[.‬كانِت اشلزفيچ‪-‬هولشتاين قِد‬
‫اقتطعت من الدنمارك في حرب اشلزفيچ الثانية عاِم‬
‫‪1864‬م مع پروسيا]‪ .‬بنتيجِة استفتاٍء من خياريِن‬

‫فقط؛ إما الدنمارك وإما ألمانيا في فبراير‪/‬شباَط‬


‫ومارس‪/‬آذاَر ‪ 1920‬صّو تت «اشلزفيچ الشمالية»‬
‫الناطقة بالدنماركيِة لصالِح االنضماِم للدنمارك‪ ،‬فيما‬
‫صّو تت «اشلزفيچ الجنوبية» الناطقة باأللمانّي ِة‬
‫لصالِح‬
‫ألمانيا‪]87[.‬‬

‫وعالوًة على فقداِن ألمانيا مستعمراِت ها‪ ،‬فقِد اْش ُت رَط‬


‫لضماِن األمِن في أوروپا عدُم قياِم اتحاٍد سياسٍّي‬
‫بينها وبيَن النمسا من دوِن موافقِة عصبة‬
‫األمم‪[]88[.‬هامش ‪]10‬‬

‫كانِت المفاوضاُت حوَل خارطة ألمانيا ومستقب ِل ها‬


‫عسيرًة جدًا وطويلًة وشاّق ًة ‪ ،‬لكَّن الحلفاَء ‪-‬فيما عدا‬
‫إنشاِء پولندا ورسِِم حدوِد ها‪ -‬نظروا إلى الناحيِة‬
‫المادّي ِة المتمثلِة بالتعويضاِت ‪ ،‬واقتساِم المستعمراِت‬
‫القليلِة أللمانيا أكثَر من االهتماماِت األخرى‪ ،‬وبذلَك‬
‫َت ركت معاهدُة ڤرساَي الرايخ األلماني سليمًا إلى حٍّد‬
‫كبيٍر من الناحيتيِن الجغرافيِة واالقتصاديِة ‪ ،‬وحفظت‬
‫لُه وحدَت ُه السياسيَة وإمكاناِتِه ‪ ،‬كما سنرى الحقًا في‬
‫الفصل األخير‪ .‬األمُر الذي لْم يحدْث بالمثِل مَع‬
‫اإلمبراطورّي تْي ِن النمساويُة ‪-‬المجريُة والعثمانيُة في ما‬
‫يخُّص معاهدتيهما الالحقتين‪.‬‬
‫تفكيك اإلمبراطورية النمساوية المجرية بموجب معاهدتي سان جرمان وتريانون بعد الحرب ‪.‬‬

‫النمسا‬

‫الخريطة اإلثنّي ة‪-‬اللغوّي ة في إمبراطورية النمسا والمجر (‪ .)1910‬مثاٌل جلّي على أن الدوَل التي أنشأتها المعاهدة لم تحَّل التوتراِت الداخليَة إن لم تُك‬
‫فاقَم تها بسبب إعالئها اإلثنية القومية أساسَا على حساب التعايش المشترك في دولٍة تعدديٍة كما كان الحال في اإلمبراطورياِت السابقة ‪.‬‬
‫(أطلٌس تاريخي من العام ‪.)1911‬‬

‫اقُت ِط َع ْت من النمسا بوهيميا وموراڤيا اللتين يبلُغ‬


‫تعداُد سكاِن هما عشرُة مالييَن أغلبيتهم من التشيك‬
‫ليتكَّو َن منهُم ومن مليونْي ِن مَن السلوڤاِك ومليوٍن آخَر‬
‫مَن المجريّي َن والروتينييَن دولُة تشيكوسلوڤاكيا‬
‫المستحدثُة كذلَك تخلِت النمسا إليطاليا عن جنوِب‬
‫المستحدثُة‪ .‬كذلَك تخلِت النمسا إليطاليا عن جنوِب‬
‫التيرول‪ ،‬ومنطقِة تيرنتينو‪ ،‬وميناء ترييستي‪ ،‬وشبِه‬
‫جزيرِة إستريا‪ ،‬وبعِض الجزِر على ساحِل دلماشيا على‬
‫األدرياتيك‪]89[.‬‬

‫لم يكتِف الحلفاُء بذلك‪ ،‬بل قلصْت معاهدُة سان‬


‫جرماَن عديَد سكاِن النمسا أكثر‪ ،‬فبعدما كاَن تعداُد هْم‬
‫اثنيِن وعشريَن (‪ )22‬مليونًا أتبعِت المعاهدُة سبعَة‬
‫مالييِن ونصَف مليوٍن (‪ )7.5‬مَن السالِڤ في چاليسيا‬
‫إلى پولندا الجديدِة ‪ ،‬وأكثَر من مليوٍن آخريَن من غيِر‬
‫األلماِن ‪ ،‬كما تقلصْت مساحُت ها إلى نصِف مساحِت ها‬

‫السابقة‪ ]90[.‬وُح ّد د جيشها بثالثين ألفًا‪ ،‬كما رفض‬


‫الحلفاء التسمية الجديدة «دولة النمسا األلمانية»‬
‫(باأللمانية‪[ )Staat Deutschösterreich :‬المتآلفة‬
‫مع واقع أن النمساويين من أصوٍل جرمانيٍة ‪،‬‬
‫واأللمانّي َة لغُت هم األم]‪ ،‬وُأ ِق َّر ت معاهدُة «سان جرمان»‬
‫النمسا»‪]91[.‬‬ ‫باسم «دولة‬

‫ق ْت ف ال كِز‬ ‫ا ال‬ ‫ال‬ ‫ّل‬ ‫و ذلَك ت‬


‫وبذلَك تحوّلِت النمسا التي بقيْت في المركِز مَن‬
‫قروٍن‬ ‫الحياِة السياسيِة في أوروپا ألكثَر من خمسِة‬
‫الموارِد‬ ‫خلْت إلى دولٍة صغيرٍة (‪ 83,855‬كم‪ )²‬قليلِة‬
‫مغلقٍة دونما ميناٍء بحرٍّي في وسِط أوروپا‪.‬‬

‫المجر قبَل معاهدِة تريانوَن وبعَد ها ‪.‬‬

‫توقيع معاهدة تريانون في الرابِع مْن يونيو‪/‬حزيراَن من العام ‪.1920‬‬

‫المجر‬
‫انفصلِت المجر عن النمسا نتيجة الحرب‪ ،‬وفي ‪4‬‬
‫يونيو‪/‬حزيران ‪ُ 1920‬و قعت في ڤرساي معاهدة‬
‫تريانون التي َف رضْت عليها جيشًا اليتجاوز تعداُد ه‬
‫خمسًة وثالثين ألفًا‪ ،‬وَو زعْت مناطَق من أراضيها‬
‫على‪]94[]93[]92[:‬‬
‫السابقِة‬

‫يوچوسالڤيا من الجنوب‪ ،‬فحازْت صربيا إقليَم‬


‫ڤويڤودينا (‪ 21,507‬كم‪- )²‬التابع لمملكِة هنغاريا‬
‫ما بيَن (‪ -)1920–1876‬ذي األغلبيِة الهنغاِر يِة‬
‫النسبّي ِة (كاَن نصُف سكاِنِه هنغاٌر وألماٌن ‪ ،‬وثلُث ه من‬

‫الصرِب ذلك الوقت‪ ،‬واإلقليُم يتمتُع بحكٍم ذاتٍّي‬


‫ضمن صربيا منُذ الحرب العالمية الثانية بسبِب‬
‫وض ِع ِه السكاني هذا)‪ ،‬كذلك انفصلت كرواتيا‬
‫وسلوڤينيا وانضمتا إلى يوچوسالڤيا‪.‬‬
‫ورومانيا من الشرِق ومنحْت إقليَم ترانسلڤانيا‬
‫(‪ 102,834‬كم‪.)²‬‬
‫وتشيكوسلوڤاكيا من الشمال وحازت إقليم‬
‫م‬ ‫ل‬ ‫ن‬
‫«كارباثيان روثينيا»‪.‬‬
‫وُض َّم معظم إقليم «بورچنالند» إلى النمسا ذاِت ها‬
‫من الغرب‪ ،‬في حين اختارت مقاطعة «سوبرون»‬
‫البقاء مع المجر بموجب استفتاٍء عاٍّم جرى في‬
‫ديسمبر‪/‬كانون األول من العام ‪.1921‬‬

‫تقلصت مساحة المجر إلى ‪ 93,030‬كم‪ ،²‬وُح رمْت من‬


‫منفذها على البحر األدرياتيكي وهو ميناء افيومي‬
‫(باإلنجليزية‪)Fiume :‬‏ (ريكا الكرواتية حاليًا)‪ ،‬وتقرر‬
‫عليها تسليم أسطولها التجاري للحلفاء‪ ،‬فأضحت دولًة‬

‫مغلقًة وتضاءلت مساحُت ها من خمسٍة وعشريَن ومئِة‬


‫(‪ )125‬ألِف ميٍل مربٍع إلى ثالثيَن وخمسِة (‪ )35‬آالٍف‬
‫وحسب‪.‬‬

‫تشيكوسلوڤاكيا‬
‫المناطُق الناطقة باأللمانّي ِة عاَم ‪ 1930‬داخَل حدوِد جمهورية «تشيكيا» الحالّي َة ‪ ،‬والتي خالَل فترِة ما بيَن الحربيِن ُي شاُر لها بالـ«سوديت»‪.‬‬

‫بلغاريا بعَد معاهدِة نوبي ‪ .‬خسرْت ‪ %10‬من مساحتها لصالِح اليوناِن ويوچوسالڤيا ‪.‬‬

‫في أوروپا الوسطى كاَن على ألمانيا والنمسا‬


‫االعتراُف باستقالِل «تشيكوسلوڤاكيا» (باإلنجليزية‪:‬‬
‫‪)Czechoslovakia‬‏ الدولِة المستحدثِة (كانت فيما‬
‫سلف تحَت سيطرِة النمسا)‪ .‬وُن قلت منطقُة‬
‫«هولتشين» (باأللمانية‪ )Hultschin :‬الصغيرُة في‬
‫سيليزيا العليا إليها أيضًا في ‪ 3‬فبراير‪/‬شباَط‬
‫‪]79[.1921‬‬
‫بالمقابِل ولدْت مشكلُة إقليِم «السوديت»‬
‫(سوديتنالند) (باأللمانية‪ ،)Sudetenland :‬وهي‬
‫المناطُق الحدوديُة بين ألمانيا وتشيكوسلوڤاكيا‬
‫‪-‬وتشكُل أجزاًء من أقاليِم بوهيميا وموراڤيا وسيليزيا‬
‫التشيكية‪ -‬ويقطنها ألماٌن (تسعوَن بالمئِة من سكاِن ها‬
‫من األلمان)‪ ،‬وكانت مثار نزاٍع بين الدولتيِن أثاره‬
‫هتلر بدأ بضم السوديت (‪ 1‬أكتوبر‪/‬تشرين األول‬
‫‪ ،)1938‬وانتهى باالحتالل األلماني لتشيكوسلوڤاكيا‬
‫(‪ 15‬مارس‪/‬آذار ‪ ]95[،)1939‬فلما استعادتها األخيرة‬

‫عقب الحرب العالمية الثانية طردْت سكانها األلماَن‬


‫منها‪.‬‬

‫بلغاريا‬
‫الوحدات اإلدارية األلمانية ما قبل ‪ 1945‬من جهة الشرق ‪ .‬خط أودر‪-‬نايسه يمثل الحدود الحالية ‪.‬‬

‫أسفرِت الحرب عن خسائَر إقليميٍة كبيرٍة لبلغاريا وما‬


‫يقارب ‪ 87.500‬جندٍّي قتيل‪ ]96[.‬قضت معاهدة نويي‬
‫بتقليِص مساحِة بلغاريا بمقداِر الُع شَر (حوالي أحَد‬
‫عشَر ألَف كم‪ )²‬وخسارِة ُس بِع سكانها بعدما فقدت‬
‫تراقيا الغربية (‪ 8.578‬كم‪ )²‬التي كانت انتزعْت ها مَن‬
‫الدولة العثمانية نتيجة حربي البلقان األولى والثانية‬
‫‪1913-12‬م‪ ،‬وكانت حيويًة ألنها منفٌذ لها إلى بحر‬

‫إيجة إضافًة لساح ِل ها على البحر األسود (لحظت‬


‫معاهدة نويي تأمين منفٍذ إلى بحر إيجه لكنه لم‬
‫ينفذ)‪ُ .‬و ضعت هذِه المنطقُة (تراقيا الغربية) تحَت‬
‫إدارِة الحلفاِء ثم تقرر تسليمها إلى اليونان في مؤتمر‬
‫سان ريمو (‪ 26-19‬أبريل‪/‬نيسان ‪ ،)1920‬كما ُس لمت‬
‫ثالُث مناطَق صغيرٍة على حدوِد ها الغربيِة إلى‬
‫يوچوسالڤيا‪ ]97[.‬ما بين العامين ‪ 1912‬و‪1929‬‬
‫هاجر أكثر من ‪ 253.000‬الجٍئ إلى بلغاريا من‬
‫هاجر أكثر من ‪ 253.000‬الجٍئ إلى بلغاريا من‬
‫األراضي المفقودة نتيجة هذه الحروب العديدة‬
‫كلها‪ ]98[،‬وهكذا غدت بلغاريا ‪-‬التي كانْت تتطلُع‬
‫لزعامِة دوِل البلقان في عاِم (‪1913-12‬م) (كانت‬
‫تلقب «پروسيا البلقان»)‪ -‬إحدى أصغِر دوِل المنطقِة‬
‫[قبَل إعالن استقاللها (‪ 5‬أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪)1908‬‬
‫كانت إقليمًا ذا حكم ذاتي ضمَن الدولة العثمانية‬
‫تأسَس بنتيجة الحرب الروسية العثمانية (‪–1877‬‬
‫‪ ،)1878‬ومعاهدة سان استيفانو (‪ ،)1878‬ومؤتمر‬
‫برلين (‪.])1878‬‬

‫پولندا‬

‫ملصق پولندي حول استفتاء سيليزيا (‪ )1921‬يقول ‪:‬‬


‫صّو ت لپولندا»‬ ‫«أم تذكرن‬
‫«أمي تذكرني صّوت لپولندا»‪.‬‬
‫يلحظ التشابه مع ملصٍق دنماركٍّي عن استفتاء اشلزفيچ العام السابق ‪.‬‬

‫«الممُّر البولونُّي » (‪1939–20‬م) الذي ورد في نقاط ويلسون األربعة عشر‪ ،‬وقررته معاهدُة ڤرساَي ‪ ،‬وتبدو مدينُة «دانتزيج» ذاُت اإلدارِة الدولية‬
‫(باألحمر)‪.‬‬

‫لحظِت النقطة الثالثة عشرة من مبادئ ويلسون‬


‫«دولًة پولنديًة مستقلًة » مع إتاحة وصولها إلى‬

‫البحر‪[]99[.‬هامش ‪ ]11‬كاَن على ألمانيا أْن تعترَف‬

‫باستقالِل پولندا وأن تتخلى عن «جميِع الحقوِق‬


‫والملكّي ِة على اإلقليم»‪ .‬كاَن من المقرِر التنازُل عْن‬
‫أجزاٍء مْن «سيليزيا العليا» لپولندا أيضًا مَع تحديِد‬
‫مستقبِل بقيِة المقاطعِة عن طريِق االستفتاء‪ .‬وتحدُد‬
‫الحدوُد الداخليُة بناًء على التصويِت والظروِف‬
‫الجغرافّي ِة واالقتصادّي ِة لكِّل منطقة‪ .‬أما مقاطعُة‬
‫بوِزن (بالبولونيِة «بوزنان») ‪-‬التي غدْت تحَت‬
‫ي‬ ‫ِز‬
‫السيطرِة الپولندّي ِة خالَل انتفاضِة پولندا الكبرى‪-‬‬
‫فجرى التنازل عنها أيضًا لپولندا‪ ]101[]100[.‬كان مقررًا‬
‫تقريُر السيادِة على جزٍء من جنوِب شرِق پروسيا عبَر‬
‫االستفتاِء بينما نقلْت منطقُة «سولداو» الپروسّي ُة‬
‫الشرقّي ُة ‪-‬انواقعُة على جانبْي الخِّط الحديدِّي الرابِط‬
‫بيَن «وارسو» («ڤرصوفيا» الپولونيِة ) وميناِء‬
‫«دانتزيچ»‪ -‬إلى پولندا من دوِن استفتاٍء ‪.‬‬

‫مي‬ ‫َف‬‫أل‬ ‫َن‬‫(عشري‬ ‫كم‪²‬‬ ‫(‪)51,800‬‬ ‫جرى منُح ما يعادُل‬


‫ٍل‬
‫مربٍع ) إلى پولندا من أراضي مملكة پروسيا‬
‫(باإلنجليزية‪)Prussia :‬‏‪ ]102[.‬ونقَل قسٌم من‬
‫«بوميرانيا الشرقيِة » (بالپولونيِة «بومريليا») على‬
‫أسٍس تاريخّي ٍة وعرقّي ٍة إلى بولندا لتسهيِل وصوِل‬
‫هذِه األخيرِة إلى البحِر ؛[‪ ]103‬القضّي ة التي أضحت‬
‫ُت عرُف باسِم «الممِّر الپولندي» (باإلنجليزية‪Polish :‬‬
‫‪)Corridor‬‏‪.‬‬
‫شملِت األراضي الپولندية پولندا الروسّي ِة وپولندا‬
‫النمساوّي ِة وپولندا البروسّي ِة القديمِة ‪ ،‬وتوَّس عت نحَو‬
‫الشرِق غيَر أَّن المعاهدَة لْم تعّي ِن الحدوَد من تلك‬
‫الجهِة ‪ ،‬فوقعت الحرَب الپولندية‪-‬السوڤييتّي ة (‪-19‬‬
‫‪1920‬م) التي أعقبتها معاهدُة ريغا (‪ 18‬مارَس ‪/‬آذاَر‬
‫الحدود‪]104[.‬‬ ‫‪1921‬م) لترسيم‬

‫دانتزيج الحرة‬

‫منظر جوي لمركز مدينة دانتزيج التاريخي حوالي ‪.1920‬‬


‫جواز پولندي أصدر في دانتزيچ من قبل «المفوضية الپولندية لچدانسك» سنة ‪ ،1935‬وُم دد سنة ‪ 1937‬قبل أن يهاجر حامله سنة ‪ 1938‬إلى فلسطين ‪.‬‬

‫أمل الپولنديون بأن تصبح «دانتزيج» (اللفظ‬


‫باأللمانية‪ ،‬باإلنجليزية‪ :‬دانزيچ) (باإلنجليزية‪:‬‬
‫‪)Danzig‬‏ ((بالبولندية‪« ،)Gdańsk :‬چدانسك») جزءًا‬
‫من پولندا‪ .‬تقّر َر على ألمانيا التنازُل عن الميناِء ذي‬

‫األغلبّي ِة األلمانّي ِة وما حوله (ما يقرب من مئتي قريٍة )‬


‫بما في ذلك دلتا نهِر «ڤيستوال» على البلطيِق لعصبِة‬
‫األمِم إلنشاِء مدينِة دانتزيچ الحّر ِة (المواد ‪104-100‬‬
‫من القسم الحادي عشر من الجزء الثالث للمعاهدة)‪.‬‬

‫دون أي تصويٍت عاٍّم إلضفاء الشرعية على خسارِة‬


‫ألمانيا للمدينة ولدت مدينة دانتزيج الحرة‬
‫(باأللمانية‪ ،)Freie Stadt Danzig :‬وهي دويلة شبه‬
‫مستقلٍة تحت إشراف عصبة األمم مع شؤوٍن خارجيٍة‬
‫مستقلٍة تحت إشراف عصبة األمم مع شؤوٍن خارجيٍة‬
‫تحت السيطرة الپولندية إلى حد كبير‪ .‬شملت حقوق‬
‫پولندا أيضًا مجانّي ة استخدام الميناء [دون رسوم]‪،‬‬
‫ومكتَب بريٍد پولندي‪ ،‬وحاميًة پولنديًة في منطقة‬
‫ڤسترپالته (باأللمانية‪ ،)Westerplatte :‬واتحادًا‬
‫جمركيًا مع پولندا التي منحت كذلك الحق بتطوير‬
‫وصيانة وسائل النقل واالتصاالت ومرافق المرفأ‪.‬‬
‫[‪ ]105‬اعتبر ذلك مستوحًى من تاريخ المدينة التي‬
‫كانت لقروٍن جزءًا من پولندا‪ ،‬وتشاركت معها المصالح‬

‫االقتصادية‪ ،‬وازدهرت بفضلها‪ ،‬وتمتعت معها‬


‫‪]106[.‬‬
‫باستقالليٍة واسعٍة‬

‫كان لمدينة دانتزيچ الحرة دستورها ونشيدها الوطني‬


‫وبرلمانها وحكومتها‪ ،‬واللغة الرسمية فيها كلتا‬
‫األلمانية والپولندية‪ ،‬وأصدرت طوابعها الخاصة‬
‫وعملتها «چولدن دانتزيچ» (باأللمانية‪Danzig :‬‬
‫‪ .)Gulden‬تقرر أن تكون للمدينِة شبِه المستقلِة‬
‫[‪ 1952‬كم‪ ²‬بما فيها ‪ 58‬كم‪ ²‬مسطح مائي] جنسيتها‬
‫ي ه‬ ‫ي] ج‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫يه‬ ‫م ب‬ ‫[‬
‫الخاصة بناًء على اإلقامة‪ ،‬وبذا فقَد السكاُن األلمان‬
‫جنسيتهم األلمانّي َة مع إنشاِء اإلدارِة الحديدة‪ ،‬لكنهم‬
‫ُم نحوا الحَّق في الحصوِل عليها مرًة أخرى في‬
‫غضون العامين األولين من وجوِد الدويلة‪ ،‬وكان على‬
‫أي امرٍئ يرغب في االحتفاِظ بالمواطنِة األلمانّي ِة ترك‬
‫ممتلكاته ونقل إقامته خارج منطقة دانتزيج الحرة‬
‫ألمانيا‪]104[.‬‬ ‫إلى مناطَق أخرى من‬

‫في إحصاِء األوِل من نوفمبَر ‪/‬تشريَن الثاني ‪1923‬‬


‫كانت نسبة الناطقين باأللمانية كلغٍة أّم ‪%95,03‬‬
‫(نسبة ‪ %94,5‬من هؤالء مسجلون كمواطني‬
‫دانتزيچ) من أصل ‪ 366,730‬نسمة هم تعداُد سكان‬
‫الدويلة‪ ]107[.‬وخالفًا إلقليم السار ‪-‬الذي ُن ّص على‬
‫تنظيم استفتاٍء بحقه بعد خمسة عشر عامًا ‪ -‬لم تلحِظ‬
‫المعاهدة نهايًة لهذا الوضع (دام من ‪1920-11-15‬‬
‫إلى ‪ )1939-8-31‬والذي كان السبب المباشر للغزو‬
‫النازي ل ولندا (أزمة دانتزيچ ‪ )1939‬واندالع الحرب‬
‫النازي لپولندا (أزمة دانتزيچ ‪ )1939‬واندالع الحرب‬
‫العالمية الثانية‪[.‬هامش ‪ ]12‬أدى هذا الوضع [الهزيُل‬
‫والمقلقُل ] إلى توتٍر كبيٍر بين اإلدارة األلمانيِة المحليِة‬
‫النازية‪]108[.‬‬ ‫وجمهورِّي ة پولندا وال سيما بعد صعود‬
‫ُض ّم ِت المدينة إلى پولندا بعَد الحرِب العالمية الثانية‬
‫وَه ّج ر الروس من تبقى من األهلين األلمان (حوالي‬
‫‪ 120‬ألفًا) واسُت بِد ل بهم نازحون پولنديون من‬
‫الشرق‪ .‬كانت دانتزيچ مثاًال تاريخيًا على تسوياٍت‬
‫فاقمت المعضالت عوضًا عن حلها‪.‬‬

‫هذا فيما يتعلُق بالتغييراِت السياسيِة في‬


‫أوروپا‪]109[.‬‬

‫القيود العسكرية‬
‫فيليب شايدمان يلقي خطابًا من نافذِة مستشارّي ِة الرايخ عقَب تولّي ِه رئيسًا للحكومِة (‪ 9‬نوفمبَر ‪/‬تشريَن األوَل ‪ .)1918‬لم يطْل بِه المقاُم فقد استقاَل‬
‫(‪ 20‬يونيو‪/‬حزيراَن ‪ )1919‬احتجاجًا على المعاهدة ‪.‬‬

‫مظاهرة شعبية كبيرة (‪ )1919-5-15‬أمام الرايخستاچ (البرلمان األلماني) في برليَن احتجاجًا على معاهدِة ڤرساي ‪ .‬كاَن نّص المعاهدِة قْد ُس لَم إلى‬
‫الحكومِة األلمانّي ِة في (‪.)1919-5-7‬‬

‫يقوم الرجال بتفكيك مدقٍع ثقيٍل امتثاًال لمعاهدة ڤرساي (األرشيف األلماني االتحادي)‪.‬‬

‫كانِت المعاهدُة شاملًة ومعقدًة من حيث القيوُد‬


‫المفروضُة عل القواِت المسلحِة األلمانّي ِة بعَد‬
‫المفروضُة على القواِت المسلحِة األلمانّيِة بعَد‬
‫الحرِب ‪ .‬وكانِت األحكاُم تهدُف إلى جعِل الجيش‬
‫األلماني غيَر قادٍر على العمِل الهجومي وتشجيِع نزِع‬
‫السالِح الدولي‪ ]111[]110[.‬توّج َب على ألمانيا أْن ُت سّر َح‬
‫عددًا كافيًا من الجنوِد بحلوِل الحادي والثالَث يَن (‪)31‬‬
‫مْن مارّس ‪/‬آذاَر من العام ‪1920‬م لتترَك جيشها‬
‫اليزيُد عْن مئِة ألِف رجٍل في سبِع فرِق مشاٍة وثالِث‬
‫فرِق فرساٍن كحٍّد أقصى‪ .‬حّد دِت المعاهدُة تنظيَم‬
‫الفرِق ووحداِت الدعِم ‪ ،‬وكاَن مقررَا أيضًا حُّل هيئِة‬
‫العامة‪ ]112[.‬واقتصرِت المدارُس العسكرّي ُة‬
‫األركاِن‬
‫لك‬ ‫ٌة‬‫واحد‬ ‫الضباِط على ثالثٍة ‪ ،‬مدرسٌة‬ ‫لتدريِب‬
‫ِل‬
‫سالٍح ‪ ،‬وتقرَر إلغاُء التجنيد اإلجباري‪ .‬وجَب على‬
‫ألمانيا كذلَك االحتفاُظ بالجنوِد وضباِط الصِّف مدَة‬
‫اثنْي عشَر عامًا على األقِّل ‪ ،‬والضباِط مدًة التقُّل عْن‬
‫خمسٍة وعشريَن عامًا مَع منِع الضباِط السابقيَن من‬
‫من‬ ‫ِف‬‫بهد‬ ‫َك‬‫ذل‬ ‫حضو التدريباِت العسكرّي ة‪ .‬كُّل‬
‫ِع‬ ‫ِر‬
‫ألمانيا من تكويِن كادٍر فتٍّي كبيٍر من الرجاِل‬
‫[االحتياِط ] المدربيَن ‪ ،‬وكاَن عدُد الرجاِل المسموِح لهم‬
‫وِح هم‬ ‫ر ِل‬ ‫ر َن و َن‬
‫بمغادر الخدم العسكري مبكرًا محدودًا ‪]113[.‬‬
‫ِة‬ ‫ِة‬ ‫ِة‬

‫نهر الراين (باأللمانية ‪ )Rhein :‬مع روافِد ِه ‪ ،‬ويبدو في الشماِل رافده نهُر الرور (باأللمانية ‪ )Ruhr :‬حيث تقع «دويسبورچ» (باأللمانية ‪ )Duisburg :‬على‬
‫تقاطعهما‪ ،‬واحُد مْن أهِّم أنهاِر أوروبا وأهُّم نهٍر في ألمانيا‪ ،‬طولُه ‪ 1230‬كم‪ ،‬ومساحُة حوضِه (راينالند) ‪ 252‬ألَف كم‪ ²‬يقع معظمها في ألمانيا ‪.‬‬

‫جرى كذلَك تقليُل عديِد الموظفيَن المدنييَن الذين‬


‫يدعموَن الجيَش وتقليُص قوى الشرطِة إلى حجمها‬
‫قبَل الحرِب مَع زياداٍت تقتصُر على التناسِب مَع‬
‫التزايد السكانّي فحسب‪ ،‬أما القواُت شبُه العسكرّي ِة‬
‫فممنوعة‪]114[.‬‬

‫تقرَر أيضًا أْن تكوَن منطقة الراينالند‬


‫ر‬ ‫وَن‬ ‫ْن‬ ‫رَر‬
‫َة‬
‫منزوع السالِح ‪ ،‬مع هدِم جميِع‬
‫التحصيناِت فيها وإلى مسافِة تتراوُح في‬
‫أقصاها حتى خمسيَن كيلومترًا (‪31‬‬
‫ميًال) شرَق نهر الراين ومنِع بناِء‬
‫تحصيناٍت جديدٍة ‪ ،‬وأن تكوَن المنطقُة‬
‫غرَب الرايِن خلوًا من أِّي تحصيناٍت‬
‫حربيٍة أو قواٍت عسكرية‪ ]115[.‬وُد مرِت‬
‫الهياكُل والتحصيناُت العسكرّي ُة في‬
‫جزيرتْي «ِه ليغوالند» و«دوني» [في بحر‬
‫الشمال]‪ ]116[.‬وُح ظَر على ألمانيا تجارُة‬
‫أنوا‬ ‫على‬ ‫قيوٌد‬ ‫ْت‬ ‫رض‬ ‫األسلحِة ‪ ،‬وُف‬
‫ِع‬
‫األسلحة وكمياتها‪ ،‬كما ُح ِظ َر تصنيُع‬
‫األسلحِة الكيميائّي ِة أو تخزيُن ها [كان‬
‫األلمان أول من استخدم الغازات‬
‫الكيميائية في الحرب]‪ ،‬والعرباِت المدرعِة ‪،‬‬
‫والدباباِت ‪ ،‬والطائراِت الحربّي‬
‫ة‪]117[.‬‬

‫ُس مَح للبحرّي ِة األلمانّي ِة بسِّت بوارَج‬


‫مدرعٍة مسبقًا [أي ما قبل الهدنة]‪،‬‬
‫واقُت صَر على ستِة طّر اداٍت خفيفٍة كحٍّد‬
‫أقصى (بما اليتجاوُز مئًة وستَة آالِف‬
‫(‪ )6,100‬طٍّن )‪ ،‬واثنتي عشرَة مدّم رًة‬
‫(التتجاوُز ‪ 810‬أطناٍن )‪ ،‬واثني عشَر‬
‫زورق طوربيٍد (بما اليزيُد عن مئتْي‬
‫(‪ )200‬طٍّن )‪ ،‬وُح ظرِت الغواصاُت‬
‫مطلقًا ‪ ]118[.‬كاَن مقررًا أال تتجاوَز القوُة‬

‫البشريُة العاملُة في البحرّي ِة خمسَة عشَر‬


‫ألَف رجٍل بما فيها أفراُد األسطوِل‬
‫والدفاعاِت الساحلّي ِة ومحطاِّت اإلشارِة‬
‫واإلدارِة والخدماِت البرّي ِة األخرى والضباِط‬
‫والرجاِل من جميِع الرتِب ‪ ،‬والُي سمْح لتعداِد‬
‫الضباِط وضباِط الصِّف أْن يتجاوَز ألفًا‬
‫وخمسمئِة رجٍل ‪ .‬وُف رَض على ألمانيا‬
‫إيقاُف تشغيِل ثماني سفٍن حربّي ٍة وثمانيِة‬
‫طّر اداٍت خفيفٍة واثنتيِن وأربعيَن مدمرًة‬
‫وخمسيَن زورق طوربيٍد ‪ .‬ونزُع سالِح‬
‫اثنتيِن وثالثيَن سفينَة مساعدٍة وتحوي ُل ها‬
‫(المادة‬ ‫إلى االستخداِم التجاري‪ .‬ومنعِت‬
‫‪ )198‬ألمانيا من امتالِك قواٍت جوّي ٍة بما‬
‫في ذلَك قوٍة جويٍة ‪-‬بحريٍة [في مارس‪/‬‬
‫آذار ‪ 1935‬أعلن هرمان غورينغ مجددًا‬
‫عن وجود قوٍة جويٍة ألمانية] وطالبتها‬
‫بتسليِم جميِع المواِد الجوّي ِة ذاِت الصلة‪.‬‬

‫بالتزامِن مَع ذلَك ُم نعت ألمانيا من تصنيِع‬


‫أو استيراِد الطائراِت أو المواِد ذاِت الصلِة‬
‫لمدِة ستِة أشهٍر بعَد توقيِع‬
‫المعاهدة‪]119[.‬‬

‫وفي مؤتمر سان ريمو (‪ 26-19‬أبريل‪/‬نيسان ‪)1920‬‬


‫‪-‬بين بريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان والواليات‬
‫المتحدة بصفة مراقب‪ُ -‬بحثت التوترات الفرنسية‪-‬‬
‫األلمانية في حوض الرور والمتعلقة بشروط معاهدِة‬
‫ا ألل ان ا‬ ‫فض ال‬ ‫ل‬ ‫ال أك‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ڤ‬
‫ڤرساي‪ ،‬وجرى التأكيد على رفض السماح أللمانيا‬
‫جيشها‪]120[.‬‬ ‫بزيادِة حجم‬

‫التعويضات‬

‫«دعنا نرك تجمع» –‬


‫(‪[)1921‬هامش ‪]13‬‬
‫رسٌم أمريكي ساخٌر‬

‫تسليم التعويضات ‪:‬‬


‫كانِت التعويضاُت مادّي ًة وعينّي ة ‪.‬‬
‫(األرشيف األلماتي االتحادي)‪.‬‬
‫استعراض لالعبي إقليِم الرور في مهرجاِن ميونخ للجمباِز (‪ )1923‬أثناَء االحتالِل الفرنسي‪-‬البلجيكي لحوِض الرور (تقول الالفتُة اليسرى ‪« :‬الرور‬
‫سيبقى ألمانيًا »‪ ،‬واليمنى ‪« :‬لن نكوَن مستعَب دين قط»)‪ ،‬كاَن حوض الرور من أهِّم المناطِق الصناعّي ِة في ألمانيا وقتئذ ‪.‬‬
‫(األرشيف األلماتي االتحادي)‪.‬‬

‫في الماّد ِة ‪ 231‬فاتحِة القسم الخاص بالتعويضات‬


‫ع‬ ‫ِة‬ ‫ّي‬ ‫المسؤول‬ ‫كامل‬ ‫بتحمل‬ ‫ها‬ ‫ُت‬ ‫وحليفا‬ ‫ألمانيا‬ ‫لزمت‬ ‫ُأ‬
‫ِن‬
‫جميع الخسائ واألضرا التي تعرضت لها دوُل‬
‫ِر‬ ‫ِر‬
‫الحلفاِء وشركاؤها ومواطنوها والتي سّب بتها الحرُب‬
‫«نتيجَة ‪ ...‬عدواِن ألمانيا وحلفاِئ ها»‪ ،‬وقد ِص يغت‬

‫لتكون أساسًا قانونيًا إلقرار تعويضات الحرب العالمية‬


‫األولى‪ .‬طالبِت المعاهدُة ألمانيا بتعويِض الحلفاِء ‪،‬‬
‫وُش ِك لْت «لجنة التعويضاِت الدولّي ة» مْن جانِب‬
‫الحلفاِء لتقديِر المبلِغ الذي يتعيُن على ألمانيا أداؤه‬
‫بدقٍة ‪ ،‬والشكِل الذي ستتخُذ ه المدفوعات‪ُ .‬ط لَب مَن‬
‫اللجنِة «منُح الحكومِة األلمانيِة فرصًة عادلًة‬

‫إلسماِع صوِت ها»‪ ،‬وتقديِم استنتاجاتها بحلوِل األوِل‬


‫من مايو‪/‬أياَر عاَم ‪ ،1921‬وفي غضوِن ذلَك طلبِت‬
‫المعاهدُة من ألمانيا دفَع ما يعادُل عشريَن ملياِر مارٍك‬
‫(خ ُة ل ا اِت وال أ ك ) ف‬ ‫أل ان ذ‬
‫ألمانٍّي ذهبٍّي (خمسُة ملياراِت دوالٍر أمريكي) في‬
‫صورِة ذهٍب أو سلٍع أو سفٍن أو مواَّد خاٍم أو أوراٍق‬
‫ماليٍة أو سواها‪ ]121[.‬أقر هذا في المعاهدة وقتما‬
‫كانت ألمانيا على شفا المجاعة بسبب الحصار فضًال‬
‫عن وفيات جائحة اإلنفلونزا اإلسبانية‪.‬‬

‫حّد دِت اللجنٌة التعويضاِت في التاسِع والعشريَن من‬


‫ينايَر ‪/‬كانوَن الثاني للعاِم ‪1921‬م بتسعٍة وستيَن‬

‫ومئتْي (‪ )269‬ملياِر مارٍك ألمانٍّي ذهبٍّي ُت ؤدى على‬


‫اثنيِن وأربعيَن (‪ )42‬قسٍط سنوٍّي ‪[،‬هامش ‪ ]14‬ثَّم حّد د‬
‫جدوُل مدفوعاِت لندن في ‪ 5‬مايو‪/‬أيار ‪1921‬‬
‫مجموَع التعويصات المطلوبة من دول المركز جمعاء‬
‫باثني وثالثيَن ومئِة (‪ )132‬مليا مارٍك ذهب كحٍّل‬
‫ٍّي‬ ‫ِر‬ ‫ِن‬
‫وسٍط ما بين المطالبات والتقييمات البريطانية‬
‫والفرنسية والبلجيكية‪ .‬أقّر ِت اللجنة بأن دول المركز‬
‫لن يمكنها أداء سوى القليل‪[،‬هامش ‪ ]15‬وأن العبء‬
‫سيقع على عاتق ألمانيا‪ .‬توجب على ألمانيا ‪-‬بموجب‬
‫جدول مدفوعات لندن‪ -‬سداد خمسين مليار مارٍك‬
‫جدول مدفوعات لندن سداد خمسين مليار مارٍك‬
‫ذهبٍّي ُح سمت منها تسديدات ما بعد الهدنة وحتى‬
‫تاريخه (الفترة ما بين ‪ 1919‬و‪ )1921‬فأضحى‬
‫اإلجمالي وقتها واحدًا وأربعين (‪)41‬‬
‫مليار‪[]123[]122[.‬هامش ‪]16‬‬

‫كان يمكن أللمانيا ‪-‬بغية الوفاء‪ -‬أن تدفع نقديًا أو‬


‫عينيًا منتجاٍت كالفحم‪ ،‬واألخشاب‪ ،‬واألصباغ‬

‫الكيميائية‪ ،‬واألدوية‪ ،‬والماشية‪ ،‬واآلالت الزراعية‪،‬‬


‫ومواد البناء‪ ،‬وآالت المصانع‪ .‬مثًال ساعدت ألمانيا في‬
‫ترميم مكتبة جامعة لوڤان في بلجيكا ‪-‬التي دمرها‬
‫األلمان في ‪ 25‬أغسطس‪/‬آب من العام ‪ -1914‬وقد‬
‫ُح سمت التكاليف من مبلغ التعويضات‪ .‬كما جرى أخذ‬
‫التغييرات اإلقليمية التي فرضتها المعاهدة في‬
‫االعتبار‪ ]125[]124[.‬تط ّلب الجدول تسديد خمسين‬
‫ومئتْي (‪ )250‬مليون دوالٍر أمريكٍّي في غضون‬
‫خمسة وعشرين يومًا‪ ،‬ثم خمسمئة (‪ )500‬مليون‬
‫دوالٍر سنويًا‪ ،‬باإلضافة إلى ستٍة وعشرين (‪ )26‬في‬
‫) ي‬ ‫رين (‬ ‫ٍة و‬ ‫إى‬ ‫و ٍر‬ ‫وي ب إل‬
‫المئة من قيمة الصادرات األلمانية‪ .‬كان من المقرر أن‬
‫ُت صدر الحكومة األلمانية أسنادًا بفائدة خمسٍة في‬
‫المئة‪ ،‬وأنشأت صندوق غرٍق [هامش ‪ ]17‬بنسبة واحٍد في‬
‫التعويضات‪]126[.‬‬ ‫المئة لدعم دفع‬

‫ألمانيا ‪ :‬الخسائر اإلقليمية في أوروپا والمناطق منزوعة السالح والمحتلة بموجب معاهدة ڤرساي ‪.‬‬

‫وأدى السداُد الشحيُح إلى عمليِة احتالل الرور‬


‫(باأللمانية‪ )Ruhrbesetzung :‬المنطقِة الصناعّي ِة‬
‫الغنيِة من قبِل القوات الفرنسية والبلجيكية (من ‪11‬‬
‫ينايَر ‪/‬كانوَن الثاني ‪ 1923‬إلى ‪ 25‬أغسطَس ‪/‬آَب‬
‫ف ا‬ ‫ا ا‬ ‫ال‬ ‫ال ا‬ ‫إ ا‬ ‫‪)1925‬‬
‫‪ )1925‬بدعوى إدارِة المناجِم والصناعاِت فيها‬
‫وتشغي ِل ها لتحصيِل التعويضاِت ‪ ،‬لكَّن تطبيَق‬

‫«المقاومِة السلبيِة » من قبِل األلماِن أدى إلى فشِل‬


‫الحملِة ‪ ،‬وفي األثناء جرت إعادُة هيكلِة الديون‬
‫بموجِب «خطة دوز» (باإلنجليزية‪)Dawes :‬‏ في‬
‫أبريَل ‪/‬نيساَن من العام ‪ .1924‬ثم وبناًء على طلٍب‬
‫ألمانٍّي في عام ‪ُ 1928‬خ ّف َض المبلُغ اإلجمالُّي إلى‬

‫اثنْي عشَر ومئِة (‪ )112‬ملياِر مارٍك ذهبٍّي فيما ُس ّم َّي‬


‫«خطَة يونغ» (باإلنجليزية‪)Young :‬‏ عاَم ‪،1928‬‬
‫والتي أقّر ت في مؤتمر الهاي في العام ‪.1929‬‬

‫كانت ألمانيا ُت عّو ل في السداد بنسبٍة كبيرٍة على‬


‫تمويل المصارف األمريكية‪ ،‬وكان الحلفاء يسددون‬
‫بهذه التعويضات جزءًا وافرًا مما عليهم من قروٍض‬
‫للوالياِت المتحدِة تراكمت بسبب ظروف الحرب‪.‬‬
‫وفجأًة انهارت هذه الحلقة باندالع أزمة «الركود‬
‫العظيم» (باإلنجليزية‪)Great Recession :‬‏ بدءًا‬
‫وول‬ ‫الثالثا األ و (‪ )1929 10 29‬ف‬
‫بالثالثاء األسوِد (‪ )1929-10-29‬في «وول‬
‫ستريت»‪ .‬كانت ألمانيا ثانَي دولٍة تنتقُل إليها األزمة‬
‫عقب اندالعها وأكبَر المتضررين األوروپيين منها‪،‬‬
‫وتوقف التسديد مجددًا ‪ .‬وفي العام ‪( 1934‬بعد أكثر‬
‫من خمسة عشر عامًا من تسديد القروض) عادت‬
‫المديونية البريطانية ألمريكا لتصل إلى ‪ 4.4‬مليون‬
‫دوالر‪[]127[.‬هامش ‪]18‬‬

‫عاَم ‪ُ 1931‬ع ّلق التسديد لعاٍم كامٍل بسبِب األزمِة‬


‫االقتصاديِة الخانقة‪ ،‬ثم اُت فَق في مؤتمِر لوزاَن‬
‫(‪ )1932‬على إيقافه إلى أجٍل غير مسمًى ‪ ،‬ثم رفَض‬
‫هتلر الدفَع بعد مجيئِه إلى الحكم (‪ 30‬يونيو‪/‬‬
‫حزيران ‪ )1933‬بدعوى رفضه «إمالَء ڤرساي»‪.‬‬
‫دفعت ألمانيا في الفترة (‪ )1931-19‬أقَّل مْن واحٍد‬
‫وعشريَن (‪ )21‬مليار مارٍك ألمانٍّي من كامِل‬
‫التعويضات‪ ،‬وبحسِب خبراٍء اقتصاديَّي َن فإنُه بالرغِم‬
‫من تخفيِض المبلِغ الكلِّي لحجِم التعويضاِت إال أنُه‬
‫يبقى مغالًى فيه‪ ،‬ونتَج عن ذلَك أن أثقلِت الديوُن‬
‫االقتصاَد األلمانَّي المرَه َق بسبِب الحرِب والحصاِر م َّم ا‬
‫ت سَّبَب بدرجٍة عاليٍة مَن االستياِء والسخِط والغلياِن‬
‫فأسهَم ‪-‬مَع العوامِل األخِر في النهايِة ‪-‬‬ ‫الشعبِّي‬
‫ضراِم الحرِب العالميِة الثانيِة ‪.‬‬ ‫بإشعاِل‬

‫وبموجِب اتفاِق لندن (‪ )1953-2-27‬الذي قلَص‬


‫المبالَغ المتبقيَة من التعويضاِت إلى النصِف استأنفت‬

‫ألمانيا الغربّي ُة ‪-‬وحدها‪ -‬دفَع تعويضاِت الحرِب‬


‫العالميِة األولى‪ ،‬والتي كانت عبارًة عن أسناٍد سياديٍة‬
‫ألمانيٍة ُأ صِد رت ما بيَن عامي (‪ )1930-24‬وبيعت‬
‫لمستثمريَن أجانَب (معظمهم أمريكان) ولم تسدد‪.‬‬
‫وفي الثالِث من أكتوبَر ‪/‬تشرين األوِل (‪ )2010‬الذكرى‬
‫العشرين لتوحيد األلمانّي تين ُس ّد َد آخُر قسٍط‬
‫منها‪ ]128[.‬وكان أول قسٍط قد ُس دد في يونيو‪/‬‬
‫‪]129[.1921‬‬ ‫حزيران من العام‬

‫الضمانات‬
‫السالم وعلف مدافع المستقبل ‪:‬‬
‫القادة األربعة‪ ،‬والنمر (كلمنصو) يقول ‪" :‬عجيب! كأني أسمع نحيب طفل"‪ ،‬وقد كتب فوق الصبي المعاقب (ألمانيا) "صف ‪."1940‬‬
‫بنفاذ بصيرٍة رأى الرسم المعضلة والحرب العالمية الثانية تلوح‪ ،‬وكأنما يقول انتظروا عام ‪.1940‬‬
‫ريشة ويل ديوسون (‪.)1938-1880‬‬
‫صحيفة "ديلي هيرالد"‪ :‬مايو‪/‬أيار ‪.1919‬‬

‫لضماِن امتثال ألمانيا قررِت المعاهدة أْن تحتَّل قواُت‬


‫الحلفاِء منطقَة «الراينالند» ورؤوَس الجسوِر شرَق‬
‫نه الراين لخمسَة عش عامًا‪]130[،‬‬
‫وإذا لم ترتكْب‬ ‫َر‬ ‫ِر‬
‫ألمانيا أَّي عدواٍن ‪ ،‬فسيجري انسحاٌب مرحلٌّي ؛ ُي خلى‬
‫الرو‬ ‫نه‬ ‫رأُس جسر كولونيا والمنطقُة الواقعُة شماَل‬
‫ِر‬ ‫ِر‬
‫وعلى طوله بعَد خمِس سنواٍت (المنطقة الشمالية من‬
‫حوض الراين في ألمانيا‪[ ،‬أخليت في العام ‪،)]1926‬‬
‫ويخل رأ ال ر ف كوبلنز واألراض الواقعُة إل‬
‫ويخلى رأس الجسر في كوبلنز واألراضي الواقعُة إلى‬
‫الشماِل منُه بعَد عشِر سنواٍت (المنطقة الوسطى من‬
‫حوض الراين‪[ ،‬أخليت في العام ‪ ،)]1929‬وبعَد‬
‫خمسَة عشَر عامًا يتُّم سحُب ما تبقى مْن قواِت‬
‫ِل‬‫حا‬ ‫وفي‬ ‫الحلفاء [أخليت في العام ‪]131[.]1930‬‬

‫تراجعت ألمانيا عِن التزاماِت المعاهدِة ‪ ،‬يعاُد احتالِل‬


‫رؤوِس الجسوِر على الفور‪ ]132[.‬وطبقًا للمواد ‪42‬‬

‫و‪ 43‬و‪ُ 44‬ح ظر على ألمانيا تشييد أي حصوٍن أو‬


‫صيانتها غربي نهر الراين وحتى الحدود الدولية‪،‬‬
‫وشرقّي ه إلى نطاٍق يمتد في أقصاه حتى خمسين‬
‫كيلو مترًا‪« ،‬وُت عد مخالفة ألمانيا لتلك البنود بأّي‬
‫شكٍل من األشكال عمًال عدوانيًا وإخالًال بالسالم‬
‫العالمي»‪ .‬بعد انسحاب فرنسا وبلجيكا من منطقة‬
‫الرور في ‪ 25‬أغسطس‪/‬آب من العام ‪ 1925‬تداعِت‬
‫الدول األربع ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا إلى‬
‫اتفاقيٍة جديدٍة لتحديد العالقات‪ ،‬فجاءت اتفاقّي اِت‬
‫لوكارنو (‪ )1925‬في لوكارنو لتنص على أّن بند نزع‬
‫أ‬ ‫ًا‬
‫أج‬ ‫إلى‬ ‫السالح في منطقِة الراينالند سيبقى ساريًا‬
‫ٍل‬
‫غير س ى‪]133[.‬‬
‫ُم ّم‬

‫ُو صفت اتفاقّي اِت لوكارنو أو معاهدة لوكارنو بالمهمة‬


‫ِل‬‫مقاب‬ ‫في‬ ‫ألمانيا‬ ‫جانب‬ ‫من‬ ‫ًة‬ ‫ّي‬ ‫طوع‬ ‫ًة‬ ‫باعتبارها موافق‬
‫«إمالِء ڤرساي»‪ ]134[.‬وبموجبها تعهدت بريطانيا‬
‫وإيطاليا بالحفاظ على ترسيم الحدود األلمانية‬

‫الفرنسية‪ ،‬وصون المنطقة منزوعة السالح في‬


‫الراينالند ضد أّي انتهاٍك صارخ‪ ]135[،‬مع أنه لم ُي ذكر‬
‫تحديد واضح لما قد ُي عتبر انتهاكًا صارخًا‬
‫(باإلنجليزية‪)Flagrant Violation :‬‏‪ .‬قررِت المعاهدة‬
‫كذلك أنه إذا حاولت ألمانيا مهاجمة فرنسا فإن‬
‫بريطانيا وإيطاليا ُم لزمتان بمساندة فرنسا‪ ،‬وبالمثل‬
‫إذا هاجمت فرنسا ألمانيا فإن بريطانيا وإيطاليا‬
‫ُم لزمتان بمساندة ألمانيا‪[ ]136[،‬وهو تطور في موقف‬
‫الحلفاء جاء بعد االحتالل الفرنسي‪-‬البلجيكي للرور]‪.‬‬
‫وصف المؤرخ األمريكي چرارد واينبرچ نزع التسلح‬
‫ف الراينالند بأنه «أهم معاهدِة سالٍم ُص ّد ق عليها‬
‫في الراينالند بأنه «أهم معاهدِة سالٍم ُصّدق عليها‬
‫في تاريخ أوروپا» إذ جعلت هجوم ألمانيا على‬
‫جيرانها في الغرب أمرًا مستحيًال‪ ،‬فوجود منطقٍة‬
‫منزوعِة السالح يعني عجز ألمانيا عن الدفاع عن‬
‫حدودها الغربية‪ ،‬واستحالة إمكانية هجومها على‬
‫جيرانها في الشرق ألّن ذلك سيتيح الفرصة أمام‬
‫فرنسا لشّن هجوم مضاٍّد مدّم ٍر إذا ماحاولت ألمانيا‬
‫غزَو أّي دولٍة من الدول الواقعة تحت الحماية‬
‫الفرنسية بموجب نظام الحلف الفرنسي في أوروپا‬
‫الشرقية‪ ،‬أو ما ًد عي «الحاجز الوقائي» (باإلنجليزية‪:‬‬
‫‪)Cordon Sanitaire‬‏ مجازًا ‪[]137[.‬هامش ‪ ]19‬أدت‬
‫دبلوماسية وزير الخارجية األلماني چوستاڤ‬
‫اشتِرِز مان (باأللمانية‪ )Stresemann :‬واتفاقيات‬
‫لوكارنو إلى انفراٍج في السياسة األورپية‪ ،‬وانضمام‬
‫ألمانيا إلى عصبة األمم في العام ‪.1926‬‬

‫أعلن وزير الخارجية األلماني اشتِرِز مان في العام‬


‫‪ 1929‬أن ألمانيا ستتوقف عن دفع التعويضات‪ ،‬ولن‬
‫ُت صادق على خطة يونغ (‪ )1928‬إلعادِة جدولتها مالم‬
‫يوافِق الحلفاُء أوًال على االنسحاب من الراينالند‬
‫بحلول العام ‪ .1930‬انعقد مؤتمر الهاي (‪)1929‬‬
‫حول التعويضات األلمانية‪ ،‬وأقَّر االقتراح البريطاني‬
‫بتخفيضها وإخالء الراينالند من الجنود اإلنجليز‬
‫والفرنسيين بحلول العام ‪ .1930‬وبذلك غادر آخُر‬

‫جندٍّي بريطانٍّي أواخَر العام ‪ 1929‬وآِخ ُر جندٍّي‬


‫فرنسٍّي في يونيو‪/‬حزيران ‪ .1930‬كانت الراينالند‬
‫طيلة فترة احتاللها من قبل الحلفاء ُت عد ضمانًا لألمن‬
‫القومي الفرنسي‪ ،‬فمن خاللها يمكن للفرنسيين أن‬
‫يتصََد وا ألّي محاولٍة صريحٍة من قبِل ألمانيا إلعادة‬
‫تسليح الراينالند عن طريق ضمها لفرنسا‪ .‬ولكن في‬
‫اللحظة التي غادر فيها الجنوُد الفرنسيون لم يعد‬
‫للراينالند هذا الدور مما فسح الفرصة أمام األلمان‬
‫إلعادة عسكرتها‪ .‬وكان قرار فرنسا بتشييد خط‬
‫ماجينو (باإلنجليزية‪)Maginot Line :‬‏ في العام‬
‫‪ 1929‬بمنزلِة اعتراٍف ضمنٍّي بأّن إعادة التسليح‬
‫ح‬ ‫ٍّي ّن‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫األلماني للراينالند على مستوًى شامٍل ليست إال‬
‫مسألة وقٍت فقط‪ ،‬ومن المرّج ح أّن تبدأ في‬
‫الثالثينات‪ ]139[]138[،‬لقد أشار «المكتب الثاني»‬
‫[االستخبارات العسكرية] في األركان العامة الفرنسية‬
‫إلى أّن ألمانيا كانت تنتهك معاهدة ڤرساي باستمراٍر‬
‫على مدى العشرينات مستعينة باالتحاد السوڤييتي‪،‬‬

‫والمتوقع لها أن تستمر في انتهاكاتها ‪-‬إنما بشكل‬


‫صريٍح فحسب‪ -‬بعد خلو الراينالند من القوات‬
‫الفرنسية[‪( ]140‬أعلنت ألمانيا النازية في ‪ 7‬مارس‪/‬‬
‫آذار ‪ 1936‬عن إعادة تسليج الراينالند)‪ .‬أدى بناء خط‬
‫ماجينو بدوره إلى تقليل أهمية منطقة الراينالند من‬
‫وجهة نظر األمن [القومي] الفرنسي‪.‬‬

‫في اجتماٍع لقادة الجيش القيصري (باأللمانية‪:‬‬


‫‪ )Reichswehr‬برئاسة فون هندنبرچ في ديسمبر‪/‬‬
‫كانون األول من العام ‪( 1918‬بدأِت الهدنة في ‪-11‬‬
‫‪ )1918-11‬تقرر أّن الهدف الرئيسي منذ اللحظة‬
‫زلة‬ ‫ٍة للف ز‬ ‫ِّن‬ ‫ل‬ ‫إ ا ة ا ال‬
‫إعادة بناِء الجيش لشِّن حرٍب جديدٍة للفوز بمنزلة‬
‫«القوة العالمية» التي سعى لها الرايخ األلماني رغم‬
‫فشله في الفوز بآخر حرٍب له‪ .‬على مدار العشرينات‬
‫وحتى مطلع الثالثينات كان الجيش األلماني يخطط‬
‫لتدمير فرنسا وحليفتها بولندا‪ ،‬واقتضت هذه الخطط‬
‫بالضرورِة إعادة عسكرة الراينالند‪ .‬اتخذِت الحكومة‬

‫األلمانية عّد ة خطواٍت ممنهجٍة استعدادًا إلعادة‬


‫العسكرة تلك مثل صيانِة المعسكرات الحربيِة‬
‫[الخاليِة ] بصفٍة دوريٍة ‪ ،‬وإخفاِء المعدات العسكرية‬
‫في مخازَن سريٍة ‪ ،‬وتشييِد األبراج بدعوى مراقبة‬
‫الحرائق وجباية الجمارك لكن الهدف الحقيقي منها‬
‫كان تحويلها إلى أبراج مراقبٍة وصواري بنادَق رشاشٍة‬
‫الحرب‪]141[.‬‬ ‫عند إعادة نشر الجيش على طول جبهة‬

‫احتالل الراينالند‬
‫مدنيون ألمان ينتظرون التفتيش بحثًا عن أسلحٍة ناريٍة من قبل جنوٍد بلجيكيين قبلما ُي سمح لهم بالمرور فوق جسر أوبركاسل على الراين في‬
‫دوسلدورف ‪.‬‬

‫القوات الفرنسية في كوبلنز (‪.)1929‬‬


‫(األرشيف األلماني االتحادي)‪.‬‬

‫المراقبة على نهر الراين‬


‫لوحة بريشة ويليام روثنشتاين ‪.‬‬
‫الرور ‪.‬‬ ‫خريطُة احتالِل الراينالند ‪ .‬المنطقُة الداكنة الُم هّش رُة بخطوٍط زرٍق مائلٍة هَي منطقُة حوِض‬
‫المنطقة الفرنسية (الزرقاء) بما فيها المنطقة األمريكية سابقًا ‪ -‬المنطقة البلجيكية (الصفراء) ‪ -‬المنطقة البريطانية (البنية) ‪ -‬منطقة الرور (الُم هّش رة)‬
‫احتلت من قبل فرنسا وبلجيكا (‪ - )1925-23‬منطقة السار (الخضراء) احتلتها فرنسا وأدارتها تحت مظلة عصبة األمم ‪.‬‬

‫أواخَر العام ‪ 1918‬دخلِت القوات األمريكية‬


‫والبريطانية والفرنسية والبلجيكية منطقة الراينالند‬
‫والبريطانية والفرنسية والبلجيكية منطقة الراينالند‬
‫لفرض الهدنة‪ ]17[.‬قبل توقيع المعاهدة كان قوام قوة‬
‫االحتالل حواَلْي أربعين ألفًا وسبعمئة ألف‬
‫(‪ )740,000‬رجٍل ‪ ]145[]144[]143[]142[،‬وبعد التوقيع‬
‫انخفض العدد بشكٍل كبيٍر حتى بلغ عديدها بحلول‬
‫العام ‪ 1926‬ستة آالٍف وسبعين ألف (‪)76,000‬‬

‫مقاتٍل فحسب‪ ]146[.‬وخالل جانٍب من مفاوضات العام‬


‫‪ 1929‬التي أضحت «خطة يونغ» تفاوض اشتِرِز مان‬
‫وأريستيد برياند على االنسحاب المبكر لقوات‬
‫الحلفاء من الراينالند‪ ]147[.‬وفي ‪ 30‬يونيو‪/‬حزيران‬
‫من العام ‪ 1930‬بعد تبادل الخطب وإنزال األعالم‬
‫انسحبِت القوات األخيرة لالحتالل األنجلو‪-‬فرنسي‪-‬‬
‫ألمانيا‪]148[.‬‬ ‫بلجيكي من‬

‫احتفظت بلجيكا بقوة احتالٍل قوامها حوالي عشرة‬


‫آالف (‪ )10,000‬جندٍّي خالل السنوات األولى ومقر‬
‫قيادتها في آخن‪ ]143[،‬ثم انخفض هذا العدد إلى‬
‫‪ 7,102‬بحلول العام ‪ ،1926‬واستمر في االنخفاض‬
‫ض‬ ‫ر ي‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ول‬
‫الدبلوماسية‪]149[]146[.‬‬ ‫نتيجة التطورات‬

‫دخل الجيش البريطاني الثاني البالغ قوامه خمسة‬


‫وسبعون ألفًا ومئتا ألف (‪ )275,000‬جندٍّي ألمانيا‬
‫أواخَر العام ‪ ]144[.1918‬وفي مارس‪/‬آذار من عام‬
‫‪ 1919‬دعيت هذه القوة باسم «جيش الراين‬
‫البريطاني» (‪ )BAOR‬ومقر قيادتها قلونيا‪ ،‬ثم تضاءل‬
‫العدد اإلجمالي لهذه القوات بسرعٍة إذ ُس ّر ح الجنود‬
‫القدامى واستبدل بهم جنوٌد عديمو الخبرة أكملوا‬
‫القتالية‪]150[.‬‬ ‫تدريبهم األساسي بعد توقف األعمال‬
‫بلغ «جيش الراين البريطاني» بحلول العام ‪1920‬‬
‫من ‪ 40,594‬رجًال فقط‪ ،‬وفي العام التالي ُخ ّف ض‬
‫عديده إلى ‪ 12,421‬مقاتٍل ‪ ،‬وتذبذب حجمه خالل‬
‫السنوات التالية‪ ،‬لكنه لم يتخَّط أبدًا تسعة آالف‬
‫رجٍل ‪ ]151[.‬لم يلتزِم البريطانيون بجميع عملياِت‬
‫االنسحاب اإللزامي من األراضي كما تمليه معاهدة‬
‫ڤرساي بسبب عدم وفاء ألمانيا بالتزاماتها‬
‫التعاهدية [‪ ]152‬ومع أنه ُبحَث ف االنسحاب الكامل‬
‫ومع أنه ُبحَث في االنسحاب الكامل‪،‬‬ ‫التعاهدية‪.‬‬
‫إال أنه ُر فض لصالح البقاء لمواصلة الجهود لكبح‬
‫الطموحات الفرنسية ومنع إنشاء جمهورية راينالند‬
‫المستقلة‪]153[.‬‬

‫االحتالل العسكري الفرنسي‪-‬البلجيكي لمنطقة الرور‪ ،‬والذي أدى إلى انسحاب القوات األمريكية من الراينالند ‪.‬‬
‫جندي فرنسي (إلى اليمين) يواجه مدنيًا (إلى اليسار) فيما يتجه جندي ثاٍن نحوهما ‪.‬‬
‫(األرشيف االتحادي األلماني)‪.‬‬

‫كان جيش الراين الفرنسي في البداية بقوام خمسين‬


‫ألفًا ومئتي ألف (‪ )250,000‬مقاتٍل ‪ ،‬بما في ذلك ‪-‬في‬
‫ذروته‪ -‬أربعين ألفًا (‪ )40,000‬من القوات‬
‫االستعمارية اإلفريقية [التي شكلت فيما بعد «الفيلق‬
‫االستعماري» (اإلفريقي)] (بالفرنسية‪Troupes :‬‬
‫‪ )Coloniales‬وبحلول العام ‪ 1923‬انخفضت قوة‬
‫‪)Coloniales‬‏‪ .‬وبحلول العام ‪ 1923‬انخفضت قوة‬
‫االحتالل الفرنسية ‪-‬ومقر قيادتها في ماينز‪ -‬إلى ما‬
‫يقرب من ثالثين ألفًا ومئة ألف (‪ )130,000‬رجٍل ‪ ،‬بما‬
‫في ذلك ‪ 27,126‬جندٍّي إفريقٍّي ‪ ]145[.‬بلغ تعداد‬
‫القوات ذروته مرًة أخرى خمسين ألفًا ومئتي ألف‬
‫(‪ )250,000‬أثناء احتالل الرور قبلما يتناقص إلى‬
‫‪]154[]146[.1926‬‬ ‫ستين ألفًا (‪ )60,000‬بحلول العام‬
‫اعتبر األلمان استخدام القوات االستعمارية الفرنسية‬
‫عمًال متع َّم دًا بهدف اإلذالل‪ ،‬واستغلوا وجودها في‬
‫حملٍة دعائيٍة أطلق عليها «العار األسود» (باأللمانية‪:‬‬
‫‪ )Die schwarze Schmach‬استمرت طوال‬
‫العشرينات والثالثينات من القرن الماضي‪ ،‬ولكن‬
‫ذروتها كانت في عامْي ‪ 1920‬و‪ .1921‬أوردت مذكرة‬
‫الحكومة األلمانية ‪-‬على سبيل المثال‪ -‬في العام‬
‫‪ 1921‬بالتفصيل ثالثمئة (‪ )300‬عمل عنٍف من قبل‬
‫القوات االستعمارية تضمنت ستين وخمس (‪)65‬‬
‫جرائم قتٍل ‪ ،‬وسبعين ومئة (‪ )170‬جريمٍة جنسيٍة ‪.‬‬
‫أبلغ الجنرال هنري توريمان ألين قائد القوات‬
‫و‬ ‫ري وري ن ين‬ ‫بغ ج رل‬
‫األمريكية وزيَر الخارجية األمريكي أنه منذ بدء‬
‫االحتالل وحتى يونيو‪/‬حزيران من العام ‪ 1920‬كان‬
‫ثمة ستون وست (‪ )66‬حاالت اتهاٍم رسميٍة ضد‬
‫القوات االستعمارية الملونة‪ ،‬من بينها عشرون‬
‫وثمانية (‪ )28‬إداناٍت ‪ ،‬واعترف بوجود ستين حالٍة‬

‫أخرى غير مبلٍغ عنها‪ ]155[.‬لكن اإلجماع التاريخي‬


‫على أن االتهاماِِت ُم بالٌغ فيها ألغراٍض سياسيٍة‬
‫ودعائيٍة ‪ ،‬وأن القواِت االستعماريَة [اإلفريقيَة ]‬
‫تصرفت بشك أفضَل بكثي من نظرائهم البيض‪]145[.‬‬
‫ٍر‬ ‫ٍل‬
‫يقدر أن نحو خمسمئٍة إلى ثمانمئٍة (‪ )800-500‬من‬
‫أطفال «ِس فاح راينالند»[هامش ‪ُ ]20‬و لدوا نتيجة‬
‫المعاشرة ما بين ألمانياٍت وأفراد القوات االستعمارية‪،‬‬
‫والذين تعرضوا الحقًا لالضطهاد‪]156[.‬‬

‫تشكل الجيش الثالث األمريكي من القوة الموجودة‬


‫في ألمانيا بعديد مئتي ألف ‪ 200,000‬رجٍل ومقر‬
‫قيادته في كوبلنز‪ .‬وفي يونيو‪/‬حزيران من العام‬
‫الل‬ ‫اال‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫ا ال‬ ‫‪1919‬‬
‫‪ُ 1919‬س ّر ح هذا الجيش وتقلصت قوة االحتالل‬
‫األمريكية إلى خمسَة عشَر ألفًا (‪ )15,000‬بحلول‬
‫العام ‪ ]142[]157[.1920‬قبل تنصيب «وارن جي‬
‫هاردينغ» رئيسًا في ‪ 4‬مارس‪/‬آذار من العام ‪1921‬‬
‫خفض ويلسون الحامية إلى خمسمئٍة وستة آالف‬

‫‪ 6500‬رجٍل ‪ ]142[،‬لكن بعد االحتالل الفرنسي‪-‬‬


‫البلجيكي لمنطقة الرور في ‪ 7‬يناير‪/‬كانون األول من‬
‫العام ‪ 1923‬أصدر مجلس الشيوخ األمريكي تشريعًا‬
‫لسحب القوة المتبقية‪ ]159[]158[،‬وبدأِت الحامية‬
‫األمريكية مغادرتها للراينالند في ‪ 24‬يناير‪/‬كانون‬
‫األول من العام ‪ ،1923‬وأتمت انسحابها في أوائل‬
‫للفرنسيين‪]160[.‬‬ ‫فبراير‪/‬شباط وسلمت منطقتها‬

‫المنظمات الدولية‬
‫فجوة الجسر ‪ :‬جسر عصبة األمم الذي صممه الرئيس األمريكي (الالفتة)‪ ،‬فيما العم سام يسترخي وقد نزع حجر التاج (أمريكا) من القنطرة إلماحًا إلى‬
‫جعل العصبة عقيمًا ‪.‬‬

‫رسم ساخر يهزأ من عدم انضمام أمريكا للعصبة (‪ 10‬ديسمبر‪/‬كانون األول العاَم ‪.)1920‬‬

‫العالم (‪ :)1945-20‬عصبة األمم عبر تاريخها ‪ .‬الداكن ‪ :‬دول أعضاء ‪ .‬الرمادي ‪ :‬دول خارج المنظمة ‪ .‬األزرق؛ مستعمرات ‪ .‬البرتقالي ‪ :‬دول االنتداب ‪.‬‬

‫جمي‬ ‫إلى‬ ‫ُخ ّص َص الجزُء األوُل مَن المعاهدِة ‪-‬إضافًة‬


‫ِع‬
‫المعاهداِت الالحقِة الموقعِة مَع دوِل المركِز ‪ -‬لميثاِق‬
‫عصبة األمم الذي نَّص على إنشاِء العصبِة ‪ ،‬وهي‬
‫منظمٌة دوليُة الصفِة مهمتها التحكيُم في النزاعاِت‬
‫الدولّي ة (الجزء األول)‪ ]161[،‬ونظَم الجزُء الثالَث عشَر‬
‫تأسيَس منظمة العمل الدولية لتنظيِم ساعاِت العمِل ‪،‬‬
‫بما ف ذلَك الحُّد األقص ليوِم العمِل وأسبوعِه‪،‬‬
‫بما في ذلَك الحُّد األقصى ليوِم العمِل وأسبوعِه ‪،‬‬
‫وتنظيِم عرِض العمِل (باإلنجليزية‪Labour :‬‬
‫‪)Supply‬‏‪ ،‬والحمايِة مَن البطالِة ‪ ،‬وتوفيِر أجٍر معيشٍّي ‪،‬‬
‫وحمايِة العامِل مَن األمراض والعلل واإلصاباِت‬
‫الناجمِة عْن عملِه ‪ ،‬وحمايِة األطفاِل والشباِب والنساِء ‪،‬‬

‫والتوفيِر ألجِل الشيخوخِة واإلصابِة ‪ ،‬وحمايِة مصالِح‬


‫الع ّم اِل عنَد العمِل خارَج بلِد هم‪ ،‬واالعتراِف بمبدأ‬
‫حرّي ِة تكويِن الجمعياِت ‪ ،‬وتنظيِم التعليِم المهنِّي‬
‫والتقانِّي ‪ ،‬وتدابيَر أخرى[‪ ]162‬كما دعِت المعاهدُة‬
‫الموقعيَن إلى التصديِق على اتفاقّي ِة «األفيوِن »‬
‫الدولية‪]163[.‬‬

‫االستعمار واالنتداب‬

‫لم تكِن المستعمراُت األلمانيُة كثيرًة ‪ ،‬فقد أتمْت ألمانيا‬


‫توُّح دها عاَم ‪1871‬م‪ ،‬ودخلِت السباَق االستعمارَّي‬
‫متاخرًة ‪ ،‬وكان من أسباِب قياِم الحرِب المنافسُة‬
‫ا ٍة ف ا و ا‬ ‫اطو ٍة ا‬ ‫األل ان ُة إلنشا إ‬
‫األلمانيُة إلنشاِء إمبراطوريٍة استعماريٍة فيما وراء‬
‫البحار في وقٍت كاَن العالُم فيِه قِد اقُت سَم ‪ ،‬أما‬
‫المستعمراُت األلمانيُة القليلُة فقِد استولَي عليها أثناء‬
‫الحرِب لحرمان ألمانيا من مواردها‪ ،‬ولكن ُس ّو َي‬
‫وضُع ها قانونيًا بموجِب معاهدة ڤرساي‪ .‬طالبِت المادة‬

‫‪ 119‬من المعاهدة ألمانيا بالتخلي عن السيادة على‬


‫المستعمرات السابقة‪ ،‬وحّو لِت المادة ‪ 22‬من ميثاق‬
‫عصبة األمم تلك األراضي إلى العصبة التي وزعتها‬
‫على دول الحلفاِء بناًء على نظاِم االنتداِب‬
‫(باإلنجليزية‪)Mandate :‬‏‪]164[.‬‬

‫صاغ نظاَم االنتداِب «مجلُس العشرة» في ‪ 30‬ينايَر ‪/‬‬


‫كانوَن األول من العام ‪ ،1919‬وأحيَل من بعُد إلى‬
‫عصبة األمم‪ُ .‬و جدْت أربَع عشرَة منطقَة انتداٍب‬
‫ُو ّز عت على سبع دوٍل بريطانيا وفرنسا وبلجيكا‬
‫وجنوب إفريقيا ونيوزيلندا وأستراليا واليابان‪ُ .‬ن ظمِت‬
‫االنتداباُت وفقًا للمادة ‪ 22‬من ميثاق العصبة بحيث‬
‫تشرف لجنة االنتداب الدائمة في عصبة األمم على‬
‫ى‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ج‬ ‫ر‬
‫تنظيم استفتاءاٍت عامٍة في المناطق المتناَز ع عليها‬
‫فقط ليقرر شعبها إلى أي بلٍد ينضم‪[،‬هامش ‪ ]21‬وقد‬
‫[‪]164‬‬ ‫ُص نفت في ثالثة أنواٍع متدرجٍة من االنتداب‪:‬‬

‫انتدابات (أ)‪ :‬وتنطبق على أجزاٍء من الدولِة‬


‫العثمانيِة القديمة‪ ،‬وهي المجتمعات التي‪:‬‬
‫«‪ ...‬وصلت إلى مرحلٍة من التطور بحيث يمكنها‬
‫القيام كدوٍل مستقلٍة معترٍف بها‪ ،‬وتخضع بصورٍة‬
‫مؤقتٍة للمساعدة والنصح اإلداري من قبل االنتداب‬
‫إلى أن يحين الوقت الذي تصبح فيه قادرًة على‬
‫النهوض وحدها‪ ،‬وتكون رغبات هذه المجتمعاِت‬
‫هي العامل الرئيس في اختيار الدولِة المنتَد بة‬
‫[وهو مالم ُي راَع في كال بالد الشام والعراق]‪».‬‬
‫(المادة ‪.)22‬‬
‫اعتبرت هذه الدول مستقلًة ولكنها ستخضع‬
‫لسلطٍة إلزاميٍة حتى بلوغها مرحلة النضج‬
‫[‪]120‬‬ ‫اس‬ ‫ال‬
‫]‬ ‫السياسي‪[.‬‬

‫انتدابات (ب)‪ :‬وتنطبق على المستعمرات األلمانّي ِة‬


‫السابقِة التي تتحمل عصبة األمم مسؤوليتها بعد‬
‫الحرب العالمية األولى‪ .‬والتي توصف بأنها‬
‫«الشعوب» التي‪:‬‬

‫«‪ ...‬يتوّج ب وجود دولٍة منتَد بٍة مسؤولٍة عن إدارة‬


‫أراضيها ‪-‬بشرط ضمان حرية الضمير والدين‪-‬‬
‫للحفاظ على النظام العام واآلداب العامة‪ ،‬وحظر‬
‫االنتهاكات مثل تجارِة العبيد‪ ،‬واالّت جار باألسلحِة‬
‫والخمور‪ ،‬ومنع إقامِة تحصيناٍت أو قواعَد عسكريٍة‬
‫وبحريٍة والتدريب العسكري للمواطنين ألغراٍض‬
‫أخرى غير الشرطة والدفاع عن أراضيها‪ ،‬وتأمين‬
‫تكافؤ فرٍص للتجارِة مع باقي الدول األعضاِء في‬
‫عصبة األمم‪( ».‬المادة ‪.)22‬‬
‫انتدابات (ج)‪ :‬وتشمل جنوب غرب إفريقيا‬
‫(ناميبيا) وبعض جزر جنوب المحيط الهادي‪،‬‬
‫والتي تديرها الدول األعضاء في عصبة األمم‪،‬‬
‫وصّن فت على أنها «األراضي» التي‪:‬‬
‫وصّنفت على أنها «األراضي» التي‪:‬‬
‫«‪ ...‬بسبب تناثر سكانها‪ ،‬أو صغر حجمها‪ ،‬أو بعدها‬
‫عن مراكز الحضارة‪ ،‬أو المتواصلة جغرافيًا مع‬
‫أراٍض للدولة المنتَد بة‪ ،‬أو لظروٍف ما أخرى ُي فضل‬
‫أن تدار وفقًا لقوانين الدولة المنتَد بة على أجزاٍء‬

‫التتجزأ من أراضيها مع مراعاة الضمانات المذكورة‬


‫أعاله لصالح السكان األصليين‪( ».‬المادة ‪.)22‬‬
‫المستعمراُت األلمانّي ُة‬ ‫المستعمراُت األلمانّي ُة شرَق‬
‫المستعمراُت األلمانّي ُة غرَب إفريقيا (باأللمانية‪:‬‬
‫جنوَب إفريقيا (باأللمانية‪:‬‬ ‫إفريقيا (باأللمانية‪:‬‬
‫‪)Deutsch-Westafrika‬‬
‫‪)Deutsch-S üdafrika‬‬ ‫‪)Deutsch-Ostafrika‬‬

‫* ناميبيا حاليًا (باستثناء‬


‫* الكاميرون األلمانية (‪( )1914-1884‬باإلنجليزية‪:‬‬ ‫خليج والفيس البريطاني)‬ ‫* تنچانيقا‪ :‬استولْت عليها‬
‫‪)Cameroon‬‏‪ :‬كان األلمان هم من أطلقوا اسم‬ ‫ضمتها دولُة جنوِب إفريقيا‬ ‫بريطانيا ‪( ،1922‬استقلْت‬
‫"الكاميرون"‪ ،‬قسمْت الكاميروُن إلى جزٍء فرنسٍّي‬ ‫(أحد الحلفاِء )‪ ،‬استقلْت‬ ‫(‪ )1961‬وبعَد ضمها «سلطنَة‬
‫أضحى فيما بعُد "الكاميرون" (بالفرنسية‪:‬‬ ‫(‪1990‬م)‪.‬‬ ‫زنجباَر » (‪ )1964‬أصبحْت‬
‫‪)Cameroun‬‏‪ ،‬وجزٍء بريطانٍّي قِّس م الحقًا إلى قسميِن ‪:‬‬ ‫جزٌء من «بوتسوانا»‪:‬‬ ‫تنزانيا)‪.‬‬
‫أحُد هما انض َّم إلى نيجيريا واآلخُر إلى الكاميرون‪.‬‬ ‫ضّم ته بريطانيا‪.‬‬ ‫رواندا‪-‬أوروندي (‪-1885‬‬
‫توچوالند (‪ُ :)1914-1884‬ف سمت إلى قسمين جزٌء‬ ‫مثلُث «كيونجا»‪ :‬احُت ّل‬ ‫‪ :)1917‬حاليًا دولتا‬
‫بريطانٌّي (باأللمانية‪ )Ghana-Westteil :‬انض َّم إلى‬ ‫أثناَء الحرِب ‪ ،‬وُض َّم‬ ‫«رواندا» و«بوروندي»‪،‬‬
‫غانا (‪ ،)1957‬وجزٌء فرنسٌّي أصبَح جمهورّي َة‬ ‫واستولْت عليهما مملكُة‬
‫(‪ )1920‬إلى مستعمرِة‬
‫«توچو»‪.‬‬ ‫"موزمبيق" التابعِة‬ ‫بلجيكا‪.‬‬
‫للبرتغاِل (أحد الحلفاِء )‪.‬‬
‫الجنود اليابانيون على تخوِم مستعمرِة «تسينغتاو » تمهيدًا الحتاللها أواخَر ‪.1914‬‬

‫المستعمراُت األلمانّي ُة في إفريقيا‪ .)1920-1884( ،‬الحدود السياسية هي حدود المناطق التي تستعمرها الدول األوروبية ‪.‬‬

‫الفيلدمارشال سموتس يمينًا (يوليو‪/‬تموز ‪ )1919‬رئيس وزراء جنوب إفريقيا (‪ 1919-9-3‬إل ‪ 1939-9-5( )1924-6-30‬إل ‪ )1948-9-4‬أحد‬
‫الفيلدمارشال سموتس يمينًا (يوليو‪/‬تموز ‪ ،)1919‬رئيس وزراء جنوب إفريقيا (‪ 1919 9 3‬إلى ‪ 1939 9 5( ،)1924 6 30‬إلى ‪ .)1948 9 4‬أحد‬
‫مقترحي عصبة األمم وصاحب فكرة االنتداب ‪.‬‬

‫اإلمبراطوريُة األلمانيُة (‪1914‬م)‪.‬‬

‫وأعطيِت اليابان جزَر المحيِط الهادي األلمانيَة شماَل‬


‫خط االستواء وهَي جزر مارشال وكارولينا عدا غوام‬
‫وماريانا‪ ،‬وكذلَك ميناَء «تشينجداو» أو «تسينغتاو»‬
‫(باأللمانية‪ )Tsingtau :‬في شبِه جزيرِة شاندونغ‬
‫شرقَّي الصيِن [حصلت ألمانيا عليها عاَم ‪ 1898‬مَن‬
‫الصيِن بموجِب عقِد إيجاٍر‪ ،‬واحتلتها اليابان أواخَر‬
‫‪ .]1914‬وأخذْت أستراليا الجزَر جنوَب خِّط االستواِء‬
‫وشرَق غينيا الجديدة [«بابوا غينيا» حاليًا ] ماعدا‬
‫ساموا األلمانيِة التي آلت إلى نيوزيلندا‪ ،‬كما حاَز ت‬
‫بريطانيا ناورو‪.‬‬

‫كانِت الروُح التي سادت مؤتمَر باريَس وأنتجت‬


‫كانِت الروُح التي سادت مؤتمَر باريَس وأنتجت‬
‫معاهدَة ڤرساي روحًا متعصّب ًة مَن القرِن التاسَع عشَر‬
‫تدوُر في ف َلِك «المركزيِة األوروبيِة » (باإلنجليزية‪:‬‬
‫‪)European Centralism‬‏ وتؤمُن بتفوِق «العرق‬

‫األبيض» واستعمار الشعوب األخرى‪ ،‬ولْم تُك‬


‫المجا‬ ‫وفس‬ ‫المصير‬ ‫تقرير‬ ‫حق‬ ‫االّد عاءاُت حوَل‬
‫ِل‬ ‫ِح‬
‫أماَم الشعوِب المقهورِة لعرِض مطالِب ها ِل تخَّص سوى‬
‫الشعوِب األوروبيِة ال ُي ستثنى من هذا سوى ويلسوَن‬
‫واألمريكاِن ‪[،‬هامش ‪ ]22‬وبالّر غم من دعوِة أطراٍف كثيرٍة‬
‫من أنحاِء العالِم لحضوِر المؤتمِر إال أَّن المفاوضاِت‬
‫بشأِن العالِم خارَج أوروپا تمّخ ضْت في النهايِة عن‬
‫إعادِة توزيِع المستعمراِت ‪ ،‬وكانِت المملكة الحجازية‬
‫الهاشمية مع دوِل الدومنيون األربع المشاركِة في‬
‫الحرب الدوَل الوحيدَة غيَر األوروپية التي نالت‬
‫اعترافًا دوليًا نتيجة اشتراِك ها في المؤتمر وتوقي ِع ها‬
‫على المعاهدة‪ ،‬لكْن كاَن ال بَّد من حِل مشكلٍة تتعلُق‬
‫بالقانون الدولي وتتلخُص في أَن انتقاَل حيازِة‬
‫مستعمرٍة من دولٍة إلى أخرى تقتضي‬
‫تعويضًا‪[،‬هامش ‪ ]23‬وبالتالي فالتخلي عنها ‪-‬نتيجَة‬
‫حرٍب مثًال ‪َ -‬ي فترُض أْن ُي قَّي َم وُي درَج ضمَن‬
‫التعويضاِت المترتبِة على الطرِف الخاسِر‪ ،‬وهنا‬

‫واجهِت الحلفاَء مشكلٌة قانونّي ٌة فإذا ُق ِّو مِت‬


‫المستعمراُت وأدخلْت ضمَن التعويضاِت فإَّن ألمانيا‪،‬‬
‫والدولة العثمانية خاّص ًة لن يتوّج َب عليهما دفُع مبالَغ‬
‫كبيرٍة بْل ربما التدفعا شيئًا‪ ،‬وتضيُع مكاسُب مادّي ٌة‬
‫ِن‬
‫معتبرٌة على الحلفاِء ال سّي ما وأنهم جميعًا ‪-‬خال‬
‫الواليات المتحدة األمريكية‪ -‬خرجوا من الحرِب على‬
‫شفي اإلفال ‪]165[.‬‬
‫ِس‬ ‫ِر‬

‫ُو لَد الحُّل على يِد «سموتس» (باإلنجليزية‪)Smuts :‬‏‬


‫عضِو وفِد جنوب إفريقيا‪ ،‬فاستنادًا لحق تقرير‬
‫المصير الذي غدا أحَد أهداِف مؤتمر پاريَس للسالم‬
‫فإَّن على الدوِل المنتصرِة أن تدّر َب الشعوَب التي‬
‫كانْت تحَت سيطرِة ألمانيا والدولة العثمانية على‬
‫إدارِة شؤونها ورعايِة مصالحها وتأخَذ بيِدها من أجِل‬
‫إدارِة شؤونها ورعايِة مصالحها وتأخَذ بيِد ها من أجِل‬
‫نيِل استقالِل ها الناجِز‪ ،‬وبذا ُو لَد مبدأ االنتداب أي‬
‫انتداُب إحدى الدوِل المنتصرِة لتدريِب شعِب إحدى‬
‫المستعمراِت على حكِم نفسِه بنفسِه ‪ ،‬ولكْي يكوَن‬

‫األمُر ُم قَّننًا من ناحيِة القانون الدولي فقِد اْش ُت رَط أْن‬


‫يكوَن ذلَك بموافقِة عصبة األمم التي شكلت ‪-‬من بعُد ‪-‬‬
‫لجنًة لإلشراِف على حسِن إدارِة الدولِة المنتّد بِة‬
‫ُد عَي ت لجنَة االنتداباِت كانْت تستمُع إلى تقريٍر نصِف‬
‫سنوٍّي ُم َع ٍّد من قبِل دولِة االنتداِب عن سيِر عم لَّي ِة‬
‫االنتداب‪ ،‬وكاَن ذلَك يجري عادًة من دوِن أن يكوَن ألي‬
‫هيئ وطني رأ أو مشاركٌة في وض ‪]165[.‬‬
‫ِع ِه‬ ‫ٍة ٌي‬ ‫ٍة‬

‫بّي َن وزيُر خارجيِة الواليات المتحدة األمريكية‬


‫روبرت النسينچ عضُو الوفِد األمريكٍّي لمفاوضاِت‬
‫السالم أَّن نظاَم االنتداب الذي ينُّص على منِح عصبِة‬
‫األمِم للدوِل المنتصرِة صكوَك انتداٍب على الشعوِب‬
‫ال ُم حَّر ّر ِة ‪-‬لمساعدِت ها على النهوِض وتأسيِس دوٍل‬
‫وأنظمٍة حديثٍة‪ -‬كاَن بكِّل بساطٍة وسيلًة أْر سّت ها القوى‬
‫وسيلًة أْرسّتها القوى‬ ‫وأنظمٍة حديثٍة كاَن بكِّل بساطٍة‬
‫المتحدُة التي لم‬ ‫العظمى المنتصرُة (عدا الوالياُت‬
‫تشارْك في عصبة األمم) لتخفَي تقاُس َم ها لغنائِم‬
‫الحرِب ‪ ،‬فإذا تَّم االستيالُء على أراضي العدِّو بصورٍة‬

‫القواني‬ ‫مباشرٍة ‪ ،‬فإَّن قيمَة هذِه األراضي ‪-‬في ظِّل‬


‫ِن‬
‫الدوليِة ‪ -‬ستكوُن بديًال الّد عاءاِت الحلفاِء بالمطالبِة‬
‫بتعويضاٍت عن خسائِر الحرِب أو عن جزٍء منها‪ .‬وّض ح‬
‫النسينچ أيضًا أَّن الجنراَل جان سموتس هو صاحب‬
‫المفهوِم األصلِّي لالنتداِب ‪ ،‬يقوُل أحُد المختصّي َن في‬
‫الدولي‪]165[:‬‬ ‫القانون‬

‫لو أرادْت دوُل الحلفاِء االستيالَء على ممتلكاِت‬


‫الدوِل الوسطى [أْي دوِل المركِز ] وحليفاِت ها‬
‫وض ِّم ها إلى ممتلكاِت ها الخاّص ِة «كمستعمراٍت »‬
‫لكاَن عليها إْذ ذاَك حسُم قيمِة تلَك المستعمراِت‬
‫والممتلكاِت المستْو َلى عليها من أصِل قيمِة‬
‫التعويضاِت التي فرضْت ها على األعداِء ‪ ،‬ولكَّن ها‬
‫بفضِل النظاِم الجديِد الذي أبرزُه الجنراُل سمطس‬
‫س‬ ‫ج ر ُل‬ ‫ي برز‬ ‫ب ِل‬ ‫ِم ج ي ِد‬
‫[سموتس]‪ ...‬تمكنت من تحاشي ذلَك ‪.‬‬

‫مقارنة الدولة العثمانية قبَل معاهدُة سيفَر عاَم ‪1920‬م‪ ،‬وبعدها‪ ،‬وحاليًا‬
‫تاريخ‬
‫ميٌل مربٌع (كم ‪)²‬‬

‫الدولة العثمانيُة ‪ 613,720‬ميل‪ 1,589,540( 2‬كـم‪)2‬‬ ‫‪1914‬‬

‫‪1920‬‬

‫سوريا الطبيعّي ُة‬ ‫بموجِب‬


‫معاهدة‬
‫بما فيها لبناُن‬
‫مملكة الحجاز‬ ‫سيفر‬
‫عسير‬ ‫العراق‬ ‫وفلسطيُن وشرُق‬ ‫الدولة العثمانيُة أرمينيا‬
‫الهاشمية‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫وحدوِد‬
‫‪ 35,000‬ميل‬ ‫‪2‬‬
‫‪ 140,000‬ميل‬
‫ِم‬ ‫واألقالي‬ ‫ِن‬ ‫األرد‬ ‫ميل‬ ‫‪62,000‬‬ ‫ميل‬ ‫‪175,000‬‬
‫‪ 100,000 2‬ميل‬ ‫االحتالل‬
‫‪ 91,000( 2‬كـم‬ ‫(‪ 453,000‬كـم‪ 160,000( )2‬كـم‪ )2‬السور ّيِة الشمالّي ِة (‪ 370,000‬كـم )‬
‫(‪ 260,000‬كـم )‬ ‫‪2‬‬ ‫عقَب‬
‫‪ 140,000‬ميل‬
‫الحرب‬
‫(‪ 350,000‬كـم‪)2‬‬
‫العالمية‬
‫األولى‬
‫سوريا الحاليُة‬
‫تركيا‬
‫(اقتطَع منها‬ ‫‪2‬‬
‫‪ 301,380‬ميل‬
‫"األقالي ُم السورّي ُة‬
‫‪2‬‬
‫(‪ 780,580‬كـم )‬
‫مملكة الحجاز‬ ‫الشمالّي ُة "‪ ،‬وعاَم‬
‫الهاشمية‬ ‫‪1939‬م «لواُء‬ ‫(بعدما أضيَف لها‬
‫ضمْت (‪-24‬‬ ‫اسكندروَن »‬ ‫«األقالي ُم‬
‫‪1925‬م) إلى‬ ‫‪ 4800‬كم‪)²‬‬ ‫السورّي ُة‬

‫عسير‬ ‫«سلطنِة نجٍد »‬ ‫‪2‬‬


‫‪ 71,500‬ميل‬ ‫أرمينيا‬ ‫الشمالّي ُة »‬
‫العراق‬
‫تحَت اس ِم ممل كِة (ضّم ْت إلى‬ ‫ل ْم ُت قَّر ها معاهدُة (‪ 185,180‬كـم‪)2‬؛‬ ‫(غيُر معروفٍة‬
‫‪2‬‬
‫‪ 169,000‬ميل‬ ‫حاليًا‬
‫السعود يِة عا‬ ‫‪ 2‬الحجاِز ونجٍد‬ ‫ولبناُن‬ ‫لوزان عاَم‬ ‫بدقٍة لكن تقدُر‬
‫(‪ 437,000‬كـم )‪.‬‬ ‫ًا‬
‫‪1932‬م)‪.‬‬ ‫وملحقاِت ها‬ ‫‪2‬‬
‫‪ 4,075‬ميل‬ ‫‪1923‬م‪.‬‬ ‫تقريب بحوالْي‬
‫(الحقًا «المملكُة‬ ‫(‪ 10,554‬كـم‪)2‬؛‬ ‫‪ 50,000‬كم‪)²‬‬
‫العربيُة‬ ‫واألردُن‬ ‫عاَم ‪1920‬م‪،‬‬
‫السعوديُة » منذ‬ ‫‪2‬‬
‫‪ 34,000‬ميل‬ ‫و«لواُء‬
‫عام ‪1932‬م)‬ ‫(‪ 89,000‬كـم‪)2‬؛‬ ‫اسكندروَن »‬
‫وفلسطيُن‬ ‫(‪ 4800‬كم‪ )²‬عاَم‬
‫‪2‬‬
‫‪ 10 000‬م ل‬ ‫‪1939‬م)‪.‬‬
‫‪ 10,000‬ميل‬ ‫‪1939‬م)‪.‬‬
‫(‪ 27,000‬كـم‪.)2‬‬

‫وهكذا ‪-‬وبالمحّص لِة ‪ -‬اْس ُت وِل َي على مستعمراِت دوِل‬


‫المركِز الخاسرِة من دوِن أن يقلَل ذلَك من التعويضاِت‬

‫التي ُف رضْت عليها‪ ،‬ومعلوٌم أَّن التعويضاِت الجائرَة‬


‫التي فرضت على ألمانيا وتفاعالتها كانت ‪-‬نهايَة‬
‫المطاِف ‪ -‬أحَد األسباِب المهمة الندالِع الحرب العالمية‬
‫الثانية‪ .‬ووقَع على شعوِب المستعمراِت «المحَّر رِة »‬
‫عبُء إنقاِذ مستعمريهم من وطأِة ديوِن هم التي‬
‫راكمتها أعباُء الحرِب وإعادِة بناِء اقتصاداِت هم المدمرِة‬
‫بفعِل تلَك الحرِب ‪ ،‬جنبًا إلى جنب مع المستعمرات‬
‫القائمة مسبقًا ‪[]167[]166[.‬هامش ‪]24‬‬

‫فسوريا ولبنان ‪-‬على سبيِل المثاِل ‪ -‬خضعتا الحتالٍل‬


‫فرنسٍّي مباشٍر ‪ُ-‬ش ّر َع الحقًا بموجِب صِّك انتداٍب من‬
‫عصبة األمم‪[-‬هامش ‪ ]25‬بدعوى مساعدِت هما على‬
‫االستقالل بعد «تحريرِه ما» خالل الحرِب ‪ ،‬وسّد دت‬
‫حكوماُت ُه ما ‪-‬فضًال عن ذلَك ‪ -‬على مدى سنواٍت أقساطًا‬
‫مقررًة من الديِن العثمانِّي العام[‪ ]168‬الذي تعود أصوُله‬
‫إلى القرن التاسع عشر‪ .‬فمن جهٍة عوملتا ‪-‬بموجِب‬
‫المعاهدِة ومن قبل العصبِة ‪ -‬كمستعمرٍة كانت محتلًة‬

‫من قبل إحدى دول المركز وُح ررت أثناء الحرب‪ ،‬وهو‬
‫األساس القانوني لوضعها تحت االنتداب‪ ،‬ومن جهٍة‬
‫أخرى ُأ لزمت بمطالباٍت بتسديد حصٍة من ديون‬
‫الدولِة العثمانيِة بينما تحريرها يقتضي أن تتحرر‬
‫كذلك من جميع التزاماتها اتجاه مستعمرها‬
‫السابق‪[.‬هامش ‪]26‬‬

‫الشرق األدنى‬

‫حدوُد تركَّي ا وفقًا لمعاهدة سيڤر ‪.‬‬


‫خريطُة الحكومِة البريطانّي ِة (‪1918‬م) توضُح نتيجَة المفاوضاِت التي جرْت بيَن الحكومِة البريطانيِة والشريِف حسين (‪1916-15‬م)‪ .‬أعدها أرنولد‬
‫توينبي ‪-‬مدير دائرة الدراسات في وزارة الخارجية البريطانية‪ -‬ضمَن وثائِق الوفِد البريطاني إلى مؤتمِر السالم في پاريس ‪ .‬وتبدو فيها بالخط األحمر‬
‫حدود الدولة العربية المقترحة‪ ،‬وقد استثنيت منها عدن (محمية بريطانية وقتذاك)‪ ،‬وكذلك جنوب العراق (مراعاًة للمصالح البريطانية)‪ ،‬وساحل سوريا‬
‫ولبنان (باألزرق) (مراعاًة للمصالح الفرنسية)‪ ،‬أما فلسطين فقد كانت ُم تضَّم نًة خالفًا لما اّد عته الحكومة البريطانية فيما بعد قي «الكتاب األبيض» الذي‬
‫أصدرته وزارة المستعمرات عام ‪.1922‬‬

‫مملكة الحجاز الهاشمية (‪ )1925-16‬باألخضر وحدود إقليم الحجاز الطبيعية باألحمر ‪.‬‬
‫انتهاء مؤتمر سان ريمو (‪ 25‬أبريل‪/‬نيسان ‪ ،)1920‬خارج فيال ديفاشان (من اليسار إلى اليمين)‪ :‬ماتسوي كيشيرو‪ ،‬ديفيد لويد جورج رئيس الوزارة‬
‫البريطاني‪ ،‬جورج كرزون وزير الخارجية البريطاني‪ ،‬فيليب بيرتيلو الفرنسي‪ ،‬ألكسندر ميلران رئيس الوزراء الفرنسي‪ ،‬فيتوريو سيالوجا‪ ،‬فرانشيسكو‬
‫سافيريو نيتي رئيس الوزراء اإليطالي ‪.‬‬

‫مطالب المنظمة الصهيونية العالمية في مؤتمر باريس للسالم (‪ )1919‬بشأن فلسطين ‪.‬‬
‫أما في الشرق األوسط أِو الشرق األدنى ‪-‬بحسِب‬
‫التعبيِر السائِد وقتئٍذ استنادًا لمصطلحاِت الدوائر‬

‫االستعماريِة البريطانيِة ‪ ،-‬فكانت معاهدُة سيڤر (‪10‬‬


‫أغسطس‪/‬آب ‪1920‬م) إحدى المعاهداِت المهمِة‬
‫الالحقِة بمعاهدِة ڤرساَي ‪ ،‬وفيها أقّر ِت الدولة العثمانية‬
‫باالكتفاِء بمدينِة إسطنبوَل وقطعٍة صغيرٍة من تراقيا‬
‫إلى الغرب منها‪ ،‬وبالجزِء المركزِّي من آسيا الصغرى أو‬
‫هضبِة األناضو شماًال حتى البحر األسود‪ ،‬أَّم ا بقَّي ُة‬
‫ِل‬
‫أراضي الدولِة فقد ُج ّر دت منها‪ ،‬وبذا تكوُن الدولة‬
‫العثمانية قد ُص ّف َي ت نهائّي ًا ‪ .‬وّق ع السلطان العثماني‬
‫على معاهدة سيڤر ُم رغمًا تحَت ضغِط اإلنجليِز الذيَن‬
‫كانوا يحت ّلوَن إسطنبوَل والمضائَق واعتَر َف بموجِب ها‬
‫بوضِع مضيقْي البوسفور والدردنيل تحت رقابِة لجنٍة‬
‫حر‬ ‫ِة‬ ‫حال‬ ‫في‬ ‫هما‬ ‫دولّي ٍة ‪ ،‬فاليجوُز حصاُر هما وال إدخاُل‬
‫ٍب‬
‫إال بقراٍر مْن مجلِس العصبِة ‪ ،‬وكذلَك بالحكِم الذاتِّي‬
‫إلقليِم كردي في الجنوِب الشرقِّي من األناضوِل ‪ ،‬وأقَّر‬
‫بإنشاِء دولٍة جديدٍة مستقلٍة شرَق األناضوِل هَي‬
‫أرمينيا وتضُّم مناطَق وان في الجنوِب ‪ ،‬وقارَص‬
‫وأرضروَم في الوسِط ‪ ،‬وطرابزوَن شماًال على ساحِل‬
‫البحر األسود‪ ،‬وُو ضعت إزميُر واألراضي المجاورُة لها‬
‫‪-‬حيُث تستوطُن جاليٌة يونانّي ٌة كبيرٌة ‪ -‬بصورٍة مؤقتٍة‬
‫تحَت إدارٍة عسكريٍة يونانّي ٍة مَع بقاِئ ها اسميًا تحَت‬
‫السيادِة التركيِة (كانت احتلت أواخَر الحرب من قبِل‬
‫اليونانيين)‪ ،‬وأقّر ِت المعاهدُة منَح فرنسا منطقَة نفوٍذ‬
‫وسَط األناضول تمتُد إلى ما بعَد مدينِة سيواَس شماًال‬
‫وتشمُل أضنَة ومرسيَن وطرسوَس في الغرِب وحتى‬
‫نهر الفرات شرقًا‪ ،‬وعلى منِح إيطاليا منطقَة نفوٍذ‬
‫جنوَب األناضول‪ ،‬وتشمُل مدَن أنطاليا على ساحل‬
‫المتوسِط وقونية وأفيون قره حصار‪ ،‬وتمتُد نحَو‬
‫الشما الغرب قريبًا من بحر مرمرة‪]169[.‬‬
‫ِّي‬ ‫ِل‬

‫أعلن الشريُف الحسيُن بن علي االستقالَل عاَم ‪1916‬‬


‫إثَر إعالنِه الثورَة العربيَة الكبرى‪ ،‬وسرعاَن ماأعلنت‬
‫بريطانيا وفرنسا اعترافهما بمملكة الحجاز لحاجتهما‬
‫بريطانيا وفرنسا اعترافهما بمملكة الحجاز لحاجتهما‬
‫الماّس ِة لحليٍف ضد الدولة العثمانية‪ ،‬وعليه حضَر‬
‫األميُر فيصُل (‪ )1933-1883‬مؤتمَر السالِم بدعوٍة‬

‫أل‬ ‫‪-‬بعد‬ ‫ِه‬‫باشتراك‬ ‫بريطانّي ٍة لكَّن فرنسا لم تعترْف‬


‫ٍي‬
‫ومماطلٍة ‪ -‬إال كحليٍف عسكرٍّي فقط‪ .‬قَّد َم فيصل‬
‫مذكرًة يطلُب فيها االعتراَف بدولٍة عربيٍة مستق ّلٍة‬
‫جنوَب خِّط «اسكندرون‪-‬دياربكر» بضمانِة عصبة‬
‫األمم‪ ،‬وفي كلمِت ِه أماَم المؤتمر [مجلس العشِرة]‬

‫ِر‬‫تقري‬ ‫في‬ ‫ِب‬ ‫العر‬ ‫ِّق‬ ‫«أسهَب في شرِح مطالِب ِه بح‬


‫مصيرِه م بأنفسِه م‪ ،‬وبااللتزاِم باالتفاِق الذي تَّم في‬
‫مراسالت الحسين – مكماهون‪ ،‬وبتنفيِذ اإلعالِن‬
‫األنجلو‪-‬فرنسي الصريِح والقاطِع ‪ ،...‬وأقَّر كذلَك‬
‫بأَّن فلسطين قد تتطلُب نظامًا خاصًا ‪ ،‬وأَّن العراق‬
‫سوَف "يقبُل مساعدَة " بريطانيا العظمى‪ ،‬وأَّن‬
‫جبَل لبناَن سوَف يقبُل مساعدًة مماثلًة من فرنسا‪،‬‬
‫أما بالنسبِة لألجزاِء الباقيِة فإَّن مطلَب األميِر‬
‫كاَن االستقالَل » [‪]171[]170‬‬
‫]‬ ‫][‬ ‫االستقالَل»‪[.‬‬ ‫كاَن‬

‫ًا‬ ‫َّل‬
‫آذان ص ّم اَء ‪ ،‬فعلى الّر غِم مِن اتفاِق‬
‫لكَّن ذلَك ك ه لقَي‬
‫مَع مكماهوَن المندوِب العام في‬ ‫الشريِف الحسيِن‬
‫مصر ممثًال عن بريطانيا‪ ،‬وبالرغم مِن اعتراِف الحلفاِء‬
‫بالشريِف كملٍك للحجاِز وحليٍف ساهَم في الحرِب ‪،‬‬
‫وقدوِم فيصل األول إلى المؤتمر على هذا األساِس ‪،‬‬
‫وبالرغِم من إعالِن «المؤتمر السوري العام» بدمشق‬
‫(‪ 16‬جمادى اآلخرة ‪1338‬هـ ‪ 7 -‬مارس‪/‬آذار ‪)1920‬‬
‫سوريا الكبرى بحدوِد ها الطبيعّي ِة (أي بالد الشام)‬
‫دولًة مستقلًة استنادًا إلى حق تقرير المصير إال أَّن‬
‫معاهدَت ْي ڤرساَي وسيڤَر جاءتا خلوًا من أِّي ذكٍر لدولٍة‬
‫في آسيا العربية عدا مملكة الحجاز‪ ،‬وقررت فرنسا‬
‫وبريطانيا تقاُس َم «بالِد الشام» (سوريا الطبيعية)‪،‬‬
‫و«العراِق » تحت مس ّم ى االنتداِب بناًء على اتفاقية‬
‫سايكس بيكو للعاِم ‪1916‬م بينهما‪ ،‬ومقرراِت مؤتمر‬
‫سان ريمو (‪ 6-1‬شع ان ‪1338‬هـ ‪ 26-19 -‬أبريَل ‪/‬‬
‫سان ريمو (‪ 6-1‬شعبان ‪1338‬هـ ‪ 26-19 -‬أبريَل‪/‬‬
‫نيساَن ‪1920‬م) المعِّد لِة لها‪ ،‬والتي لم يكِن االتفاق‬
‫على االنتداب على الهالل الخصيب وتقسيم مناطقه‬

‫أهم ما فيها‪ ،‬بل أيضًا الموافقة على «تصريح‬


‫بلفور»[‪ ]120‬مما م ّه د الطريق لموافقة «عصبة األمم»‬
‫على تلبية إصرار بريطانيا بإدراجه في صك انتدابها‬
‫على فلسطين‪ ،‬وبذا صار شرعيًا من قبل المجتمع‬
‫الدولي‪.‬‬

‫وفي معاهدِة سيڤر (‪ 10‬أغسطس‪/‬آب من العام‬


‫‪ )1920‬مع الحلفاِء اعترفِت الدولة العثمانية بالحالِة‬
‫السياسّي ِة الراهنِة القائمِة في مصر (كانت بريطانيا‬
‫أعلنت عليها «الحمايَة » ُبعْي َد إعالِن الحرب العالمية‬
‫األولى)‪ ،‬والسودان (بصفتِه تحَت الحكِم اإلنجليزي‪-‬‬
‫المصري المشترِك منذ العام ‪1899‬م)‪ ،‬وقبرَص (كانت‬
‫تحَت اإلدارِة البريطانيِة الفعليِة والسيادة االسمّي ِة‬
‫العثمانّي ِة منُذ العاِم ‪1878‬م)‪ ،‬والتخلي عما تبّق ى مْن‬
‫جزِر بحر إيجه مما احتله الطلياُن خالَل الحرِب ‪،‬‬
‫وبالحمايِة الفرنسّي ِة على المغرِب (كانت أعلنت في‬
‫العام ‪1911‬م)‪ ،‬وتونَس (أعلنت في العام ‪1882‬م)‪،‬‬

‫وتنازلت عن كل ما لها من حقوٍق في البالِد العربيِة‬


‫األسيويِة ؛ سوريا‪ ،‬ومتصرفيِة جبِل لبناِن ‪ ،‬وفلسطين‪،‬‬
‫والعراِق ‪ ،‬والحجاز‪ ،‬ونجٍد ‪ ،‬واإلحساء‪ ،‬وعسير‪،‬‬
‫واليمن‪]169[.‬‬

‫في النهايِة ُو ِض عْت كٌّل من سوريا ومتصرفية جبل‬


‫لبنان تحَت االنتداب الفرنسِّي عاَم ‪1922‬م الذي لْم‬
‫يُك أكثَر مْن غطاٍء دولٍّي تحَت مظلِة عصبة األمم ألمٍر‬
‫واقٍع (كاَن الجيُش الفرنسُّي أتَّم احتالَلهما عاَم‬
‫‪1920‬م)‪ ،‬وكٌّل من فلسطيَن والعراِق تحَت االنتداِب‬
‫البريطانِّي عاَم ‪1922‬م (وقد احُت ّل تا خالَل الحرِب )‪،‬‬
‫شر‬ ‫ُة‬‫إمار‬ ‫ه‬ ‫ٍّي‬ ‫بريطان‬ ‫ٍف‬‫بإشرا‬ ‫وأِّس سْت دولٌة‬
‫ِق‬ ‫َي‬
‫األردن في ‪ 30‬مارس‪/‬آذار ‪.1921‬‬

‫ردود الفعل‬
‫«الحرب يصنعها الطرفان‪ ،‬ولكن المنتصَر هو‬
‫من يكتب شروَط السالم‪ ،‬والتاريَخ ‪ ،‬وردوَد‬

‫الفعل أيضًا ‪»..‬‬

‫ألمانيا‬

‫صورُة صحيفٍة لمراسم التوقيِع في ڤرساَي وأوُل صفحتيِن مَن التوقيعاِت واألختاِم على المعاهدة ‪.‬‬

‫‪-‬والمتعارضِة‬‫نتيجُة أهداِف المنتصريَن المتنافسِة‬


‫ُي رِض أحدًا ‪ .‬لْم‬
‫أحيانًا ‪ -‬جاءِت المعاهدُة حًال وسطًا لْم‬
‫ًة‬ ‫ًة‬
‫تغُد ألمانيا ُم سالم وال ُم تصالح ‪ ،‬ولم تضعْف بشكٍل‬
‫دائٍم كما أرادت لها فرنسا‪ ،‬وستقوُد المشاكُل التي‬
‫نجمت عن معاهدِة ڤرساَي إلى اتفاقّي اِت لوكارنو التي‬
‫ح ّس نِت العالقاِت بيَن ألمانيا والقوى األوروپّي ِة الكبرى‬

‫األخر‪ .‬وستؤدي إعادُة التفاوِض على نظاِم‬


‫التعويضاِت إلى خطِة دوز عاَم (‪1924‬م)‪ ،‬ثم خطة‬
‫يونغ لجدولة الدبوِن (‪1928‬م)‪ ،‬ثم تأجيِل دفِع‬
‫التعويضاِت إلى أجٍل غيِر مسمًى في مؤتمِر لوزاَن‬
‫(‪1932‬م)‪ .‬جرى االستشهاُد بالمعاهدِة ‪-‬في بعِض‬
‫اندالِع الحرِب العالمّي ِة الثانيِة‬ ‫األحياِن ‪ -‬كأحِد أسباِب‬
‫‪-‬كما ُي عتقُد ‪ -‬لْم يُك بالحّد ِة التي‬ ‫مع أَّن تأثيَر ها الفعلَِّي‬
‫كاَن ُي خشى منها‪ ،‬إال أَّن شروَط ها [وربما كاَن هذا‬
‫التأثيَر األهَّم ] أفضْت إلى استياٍء كبيٍر في ألمانيا‪،‬‬
‫وتضافَر ذلَك مع الحصاِر البحرِّي للحلفاِء الذي استمر‬
‫حتى توقيع المعاهدة‪ ،‬والدماِر‪ ،‬واالقتصاِد الهِّش‬
‫صنيعِة الحرِب وما آَل إليِه من التضخِم الفاحِش في‬
‫الفترة (‪1923-18‬م)‪ ،‬حفز كل ذلَك انتشاَر التّي اراِت‬
‫المتطرفِة كالشيوعّي ِة والنازّي ِة ‪ ،‬وآَل في نهايِة المطاِف‬
‫هتلر‪[.‬هامش ‪]27‬‬ ‫إلى بزوِغ نجِم أدولف‬
‫خريطُة العالِم تظهُر المشاركين في الحرِب العالميِة األولى ‪ .‬الحلفاُء باألخضر‪ ،‬ودول المركز بالبرتقالي‪ ،‬والبلدان المحايدة بالرمادي ‪.‬‬

‫ِب‬ ‫ذن‬ ‫ِة‬‫«بعبار‬ ‫ِة‬‫الشهير‬ ‫‪)231‬‬ ‫ِة‬‫(الماد‬ ‫عن‬ ‫ُر‬ ‫الكثي‬ ‫َل‬‫قي‬
‫الحرِب » (باإلنجليزية‪)"War Guilt Clause" :‬‏‪ ،‬وأوِل‬
‫مادٍة في القسِم المخّص ِص للتعويضاِت في المعاهدِة ‪.‬‬
‫قيَل بأنها لم تترجْم بشكٍل صحيٍح للجانِب األلمانّي ‪،‬‬
‫وأَّن صيغتها التاليَة كما وردْت في النسخِة التي‬
‫ُس ّل مْت للحكومِة األلمانّي ِة ‪« :‬تعترُف ألمانيا‪ ،‬بأَّن ألمانيا‬
‫وحلفاَء ها ‪-‬بصفتهم بادئي الحرِب ‪ -‬مسؤولوَن عْن‬
‫جميِع الخسائِر واألضراِر ‪ »...‬كانْت نتيجَة ترجمٍة غيِر‬
‫دقيقٍة للنِّص األصلِّي ‪-‬المحَّر ِر بكلتا اللغتيِن الفرنسيِة‬
‫واإلنجليزيِة ‪[-‬هامش ‪ ]28‬وهَي صيغٌة اعتبَر ْت ُم هينًة ‪،‬‬
‫وأّد ْت إلى شعوٍر باإلذالِل في أوساِط الشعِب األلمانِي ‪.‬‬
‫وجَد الرأُي العاُّم هذِه المادَة بأنها ظالمٌة ‪ ،‬فإذا كاَن‬
‫أللمانيا (وحلفائها) نصيُب ها ‪-‬بالطبِع ‪ -‬من المسؤولّي ِة إآل‬
‫أْن ه ليسِت المسؤولّي َة كاملًة ‪ ،‬كاَن ث ّم ة رأٌي مفاُد ُه أّن‬
‫ألمانيا قْد «تخلْت عن كرامِت ها»[‪ ]173[]172‬أدرَك‬
‫الموضو‬ ‫هذا‬ ‫المسؤولوَن «أَّن موقَف ألمانيا حياَل‬
‫ِع‬
‫لْم يُك حسنًا ألَّن الحكومَة اإلمبريالّي َة دفعِت‬
‫الشعَب األلمان إلى اإليما بها خالَل‬
‫ِن‬ ‫َّي‬
‫الحرِب »[‪ ]174‬كانِت الحكومُة واقعًة بيَن مطرقٍة‬
‫وسنداٍن ‪ ،‬فمْن جهٍة كاَن ثمة الغضُب الشعبُّي ‪ ،‬ومْن‬
‫جهٍة أخرى كاَن ضغُط الحلفاِء ‪ .‬كتب الكاتب األلماني‬
‫النازي ڤيليباالد شولز‪« :‬إن المعاهدة وضعت ألمانيا‬
‫في ظل العقوبات القانونية محرومًة من القوة‬
‫العسكرية‪ ،‬وقد ُد ِّم رت اقتصاديًا‪ ،‬وُأ ذَّلت‬
‫سياسيًا »‪ ]175[.‬فيما بعُد سيسعى السياسّي وَن‬
‫والمؤّر خوَن كٌّل مَن جهتِه إلى إثباِت أَّن ألمانيا لم تُك‬
‫وحَد ها المذنبَة في التسّب ِب بالحرِب؛ فإذا أمكَن دحُض‬
‫ُض‬ ‫َن‬ ‫إ‬ ‫رِب‬ ‫ّبِب ب‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫و‬

‫فإَّن االّد عاَء القانونَّي الذي يدعُم فرَض‬ ‫هذِه الحجِة‬


‫سينهار‪]176[.‬‬
‫التعويضاِت‬

‫بريطانيا والدومنيون‬

‫افتتاحية صحيفة «شيكاغو ديلي تريبيون» األمريكية ليوم ‪ 6‬مارس‪/‬آذار من العاِم ‪ 1923‬تعلن مقتَل خمسِة ألماٍن في الرور على يِد الُم حتل الفرنسّي ‪.‬‬
‫كان الموقفاِن اإلنجليزي واألمريكي ‪-‬بدعٍم من الرأي العام‪ -‬قد شرعا يبتعدان عن الموقِف الفرنسي منذ توقيِع المعاهدِة ‪.‬‬

‫رأى بعض الساسِة من اإلنجليِز والدومنيون أَّن‬


‫السياسَة الفرنسيَة كانْت جشعًة وانتقام ة‪]178[]177[،‬‬
‫ّي‬
‫آمن ديڤيد لويد جورج وسكرتيره الخاص فيليب كير‬
‫بالمعاهدة على الرغم من شعورهما بأَّن الفرنسييَن‬
‫سُي ْب قوَن أوروپا في حالِة اضطراٍب مستمٍر بفعِل‬
‫ٍر ِل‬ ‫ر ٍب‬ ‫وَن وروپ ي‬
‫حرصهْم على صوِن ها‪ ]177[.‬أصدر الجنراُل سموتز‬

‫(صاحُب فكرتي االنتداِب وعصبة األمم) بيانًا ُي ديُن‬


‫المعاهدَة ‪ ،‬ويأسُف لعدِم كتابِة الوعوِد «بنظاٍم دولٍّي‬
‫جديٍد وعالٍم أكثَر عدًال وأفضَل في هذِه‬
‫المعاهدة»!!‪ ،‬وكتب رئيُس الوزراِء األسترالي بيلي‬
‫هيوز إلى لويد جورج في خيبة أمٍل ‪« :‬لقد أكّد َت لنا‬
‫أنك التستطيُع الحصوَل على شروٍط أفضل‪ ،‬وأنا‬
‫آسف لذلك كثيرًا وآمل أن تكون هناك طريقة‬
‫أخرى حتى نتفق بشأن مطالب التعويض‬
‫المتناسبِة مع التضحيات الهائلِة التي ُق دمْت من‬
‫قبل اإلمبراطورية البريطانية‬
‫وحلفائها»‪[]179[.‬هامش ‪]29‬‬

‫الشار‬ ‫رج‬ ‫لدى‬ ‫لقيِت المعاهدُة َق بوًال واسعًا‬


‫ِع‬ ‫ِل‬
‫اإلنجليزِّي ‪ ]180[،‬لكَّن الرأَي العاَّم تغيَر مع تصاعِد‬
‫الشكوى األلمانّي ِة [‪ ]181‬حتى أعرَب رمزي ماكدونالد‬
‫و‬ ‫ر زي‬ ‫ر‬ ‫ى‬ ‫وى‬
‫(‪ )1937-1866‬رئيُس الوزارِة البريطانيِة (عدة مراٍت‬

‫بين ‪- )1935-24‬بعَد اإلعالِن رسميًا عن إعادِة نشر‬


‫الجيش األلماني في منطقِة الراينالند في ‪ 7‬مارس‪/‬‬
‫آذار ‪ -1936‬عن سرورِه ألن المعاهدَة تتالشى‪ ،‬وأمله‬
‫قاسيًا ‪]178[.‬‬ ‫بأَّن الفرنسييَن قد تلَّق وا درسًا‬

‫بذلْت كندا وأستراليا ونيوزيلندا وجنوُب إفريقيا‬


‫مساهماٍت كبيرًة في المجهوِد الحربي البريطاني‪،‬‬
‫ولكن كدوٍل مستقلٍة ال كمستعمراٍت بريطانية‪ ،‬وجاء‬
‫توقيُع ها على المعاهدِة بمنزلة اعتراٍف دولي‬
‫باستقاللها‪ ،‬في حيِن لم يجِر التعامُل مع الهنِد‬
‫بالسوّي ِة ذاِت ها وهي التي قدمْت أكبر مساهمٍة‬
‫عسكريٍة من بين المستعمرات البريطانّي ِة السابقِة‬
‫(الدومنيون) والقائمِة (وقعْت حكومة الهند‬
‫البريطانية المعاهدَة ممثلًة عن الهند)‪ .‬لقد كانت‬
‫الحرب ‪-‬وخالفًا للمخاوف البريطانية‪ -‬مثاًال غير‬
‫مسبوٍق عن حسن النيِة إزاء بريطانيا من قبل الهنود‬
‫ٍق‬
‫والنخبِة السياسّي ِة الهندّي ِة اعتقادًا بأن هذا الموقف‬

‫الحرب‪]183[]182[،‬‬ ‫سيفيُد الهنَد في تقرير مصيرها بعد‬


‫[لكّن الهنَد بقيْت خاضعًة للسيطرِة االستعمارّي ِة‬
‫البريطانّي ِة المباشرة‪ .‬كان ذلك مثاًال صارخًا عن‬
‫االزدواجيِة في التعامل مع الشعوِب ذواِت األصِل‬
‫األوروپي وسواها]‪.‬‬

‫فرنسا وإيطاليا والبرتغال‬

‫توقيع معاهدة ڤرساي والشيطان يسخر‪ ،‬فيما العواصف تزمجر وبرق الرعود في الخلفّي ة ‪.‬‬
‫رسٌم ساخٌر (‪ )1919‬ل"كارل أچنار جاكوبسون" (باإلنجليزية ‪)Jacobsson :‬‏‪.‬‬

‫قوبل توقيع المعاهدة بصخب الغناء والرقص في‬


‫للحرب‪]184[،‬‬ ‫پاريس‪ .‬ابتهج الناس بالنهاية الرسمية‬
‫وعودة األلزاس واللورين إلى فرنسا‪ ،‬وموافقة ألمانيا‬
‫تعويضات‪]185[.‬‬ ‫على دفع‬

‫وفيما صادقت فرنسا على المعاهدة فإن المزاج‬


‫المبتهج سرعان ما أفسح الطريَق لرد فعٍل سياسٍّي‬
‫عنيٍف على كلمنصو‪ .‬رأى اليميُن الفرنسُّي أَّن‬
‫المعاهدََة كانْت متساهلًة للغايِة ‪ ،‬وأنها فشلت في‬
‫تحقيِق جميِع مطالِب فرنسا‪ .‬صرح المارشال فرديناند‬
‫فوش بأن «هذه المعاهدة ليست سالمًا‪ .‬إنها هدنة‬
‫لمدة عشرين عامًا »‪ ،‬وهو ما اعتبر نبوءًة من بعُد ‪.‬‬
‫هاجم اليسارالفرنسي ‪-‬كذلك‪ -‬المعاهدَة وكلمنصو‬
‫لكونها قاسيٌة للغاية (تحول كلمنصو إلى إدانٍة‬
‫طقسيٍة للمعاهدة من الطرفين)‪ ،‬انتقاد للفشل في ضم‬
‫الراين‪ ،‬وللمساومة على األمن الفرنسي لصالح‬
‫الواليات المتحدة وبريطانيا‪ ]187[]181[]180[]186[.‬فيما‬
‫بعد عندما ترشح كلمنصو لرئاسِة الجمهوريِة في‬
‫ينايَر ‪/‬كانوَن األوَل من العام ‪ 1920‬خسر‬
‫‪]188[.‬‬
‫االنتخاباِت‬

‫كان رد الفعل في إيطاليا على المعاهدة سلبّي ًا للغاية‪.‬‬


‫عانِت البالُد من خسائَر بشريٍة كبيرٍة ‪ ،‬لكنها فشلت في‬
‫تحقيق معظم أهدافها الحريية الرئيسية وال سّي ما‬
‫السيطرة على الساحل الدلماسي وميناء افيومي‪ .‬أدى‬
‫عدم الدعم من قبل األطراف الثالثة الرئيسيين الكبار‬
‫مع التبايناِت في استراتيجية التفاوض بين رئيس‬
‫الوزراء ڤيتوريو أورالندو ووزير خارجيته سيدني‬
‫سونينو إلى تقويض موقف إيطاليا في المؤتمر‪ .‬عانى‬
‫أورالندو الغاضب من انهياٍر عصبٍّي وخرج في مرحلٍة‬
‫ما من المؤتمر‪ ،‬ومع أنه عاد الحقًا إال أنه فقد منصبه‬
‫كرئيس وزارٍة قبل أسبوٍع واحٍد فقط من موعد‬
‫التوقيع‪ ،‬فأنهى فعليًا حياته السياسية النشطة‪ .‬ساعد‬
‫الغضب واالستياء من المعاهدة بتمهيد الطريق‬
‫لتأسيس استبدادية (دكتاتورية) بينيتو موسوليني‬
‫‪]189[.‬‬
‫بعد ثالث سنواٍت‬

‫دخلِت البرتغال الحرَب إلى جانب الحلفاء في العام‬


‫‪ 1916‬لضمان الحفاظ على مستعمراتها اإلفريقية في‬
‫المقام األول‪ ،‬والتي كانت مهددًة بفقدانها من ق ل كٍّل‬
‫َب‬
‫من بريطانيا وألمانيا‪ .‬اعترفِت المعاهدة بالسيادة‬
‫البرتغالية على هذه المستعمرات ومنحتها أجزاًء‬
‫صغيرًة من المستعمرات األلمانية اإلفريقية المتاخمة‬
‫لمستعمراتها‪ .‬وبخالف ذلك كسبِت البرتغال نزرًا‬
‫يسيرًا من مؤتمر السالم‪ .‬لم ُت حرِز البّت َة نصيَب ها‬
‫الموعوَد من التعويضات األلمانية‪ ،‬وذهب المقعد الذي‬
‫كانت تطمح إليه في المجلس التنفيذي لعصبة األمم‬
‫الجديدة ‪-‬بدًال من ذلك‪ -‬إلى إسبانيا المحايدة التي لم‬
‫تشترك في الحرب‪ .‬بالمجمل صادقِت البرتغال على‬
‫المعاهدة‪ ،‬لكنها لم تْج ِن الكثير من حرٍب كلفتها أكثر‬
‫من ثمانية آالف جندٍّي ‪ ،‬وما يصل إلى مئة ألٍف من‬
‫رات‪]190[.‬‬
‫رعاياها األفارقة أبناِء المستع َم‬

‫الشرق األقصى‪ :‬الصين واليابان‬

‫الوفد الياباني في مؤتمر باريس للسالم ‪ .1919‬واحد من أكبر الوفود ‪.‬‬

‫شعر الكثيرون في الصين بالخيانة عندما جرى تسليم‬


‫األراضي األلمانية في الصين (تسينغتاو) لليابان‪ .‬أدى‬
‫هذا الشعور بالخيانة إلى مظاهراٍت واحتجاجاٍت‬
‫كبيرٍة في الصين مثل «حركِة ‪ 4‬مايو»‪ .‬كان ثمة‬
‫استياٌء كبيٌر من حكومِة دوان كيروي التي فاوضت‬
‫اليابانيين سّر ًا بغية االقتراِض لتمويل حمالتها‬
‫العسكرية ضد الجنوب‪ .‬في ‪ 12‬يونيو‪/‬حزيران من‬

‫العام ‪ُ 1919‬أ جبرِت الحكومة على االستقالة‪ ،‬وأمرِت‬


‫الحكومة الجديدة وفدها في ڤرساي بعدم التوقيع‪،‬‬
‫رفض ولنچتون كو (باإلنجليزية‪)Koo :‬‏ رئيس الوفد‬
‫الصيني التوقيع على المعاهدِة وكان الطرَف الوحيَد‬
‫في مؤتمر پاريس الذي لم ُي مِض ها في حفل‬
‫التوقيع‪ ]192[]191[.‬مما أدى ‪-‬نتيجًة لذلك‪ -‬إلى تدهور‬
‫الغرب‪]193[.‬‬ ‫عالقات الصين مع‬

‫كان لعالِم «غير البيض» المحرومين‪ ،‬والمستع َم ر غالبًا‬


‫آماٌل كبيرة بأن النظام الجديد سَي منح فرصًة غير‬
‫مسبوقٍة إلقرار مبدأ المساواة العرقية الذي تعترف به‬
‫القوى العالمية الرائدة‪ ]194[.‬كان للدبلوماسية اليابانية‬
‫ذكرياٌت مريرة عن خطاِب الخطِر األصفِر والغطرسِة‬
‫التي تكتسيها االفتراضاُت حول واجِب الرجل‬
‫األبيض‪ ،‬والذكرياِت التي تفاقمت بسبب تصاعد‬
‫التمييز ضد رجال األعمال‪ ،‬والقيوِد الصارمِة على‬
‫المهاجرين اآلسيويين‪ ،‬واألحكاِم القضائيِة المعاديِة‬
‫المهاجرين اآلسيويين‪ ،‬واألحكاِم القضائيِة المعاديِة‬

‫للمصالح اليابانيِة والتي َو سمت معاملة الدول الغربية‬


‫لليابانيين‪ ]194[.‬ترأَس وفَد اليابان رجُل الدولِة العجوز‬
‫سايونجي كينموشي [رئيس الوزراء السابق]‪ ،‬وكان‬
‫فيه من المفوضين البارزين البارون ماكينو والسفير‬
‫تشيندا سوتيمي‪.‬‬

‫ويلسون البائس بنقاطه األربعة عشر يختار بين المطالب المتنافسة ‪ .‬األطفال الرضع يمثلون بريطانيا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬بولندا‪ ،‬روسيا ‪...‬الخ ‪.‬‬
‫رسم ساخر (‪.)1919‬‬

‫مثلت ڤرساي فرصًة لقلب هذا النقص المفروض‬


‫والذي تعززت توتراته خاصًة في عالقة اليابان مع‬
‫الواليات المتحدة خالل الحرب العالمية‪ .‬اعتقد‬
‫ا ة‬ ‫ا ة ال‬ ‫ال‬ ‫ال ا ان و أ ال قة ف قوت‬
‫اليابانيون أن الثقة في قوتهم الصناعية المتنامية‪،‬‬

‫وغزو ممتلكات ألمانيا في الشرق األقصى إلى جانب‬


‫إخالصهم المؤكد للوفاق [الحلفاء]‪ ،‬سيسمح لهم أخيرًا‬
‫بشغل مكانهم الصحيح بين القوى العظمى‬
‫المنتصرة‪ ]194[.‬وقد التمسوا دعمًا خاصًا من الوفد‬
‫األمريكي للحصول على اعتراٍف بمبدأ «المساواِة‬
‫العرقيِة » (باإلنجليزية‪)Racial Equality :‬‏ في لجنِة‬
‫عصبة األمم‪ .‬رفض الدبلوماسيون البريطانيون‬
‫واألمريكيون واألستراليون مقترحاتهم لتحقيق هذه‬
‫الغاية‪ .‬كانوا جميعًا حساسين للضغوط الداخلية في‬
‫بالدهم؛ كان ويلسون نفسه ُم شِّر عًا لسياسات الفصل‬
‫العنصري في الواليات المتحدة‪ ،‬واعتبر آرثر بلفور‬
‫‪-‬وزير الخارجية البريطاني‪ -‬األفارقة أدنى منزلًة من‬
‫األوروپيين (كانِت المساواة صحيحًة فقط بالنسبة‬
‫ألفراٍد داخل دوٍل معينة)‪ ،‬فيما كان بيلي هيوز رئيُس‬
‫الوزراِء األسترالي ‪-‬المتبني لموقِف «اصفْع يابانيًا »‬
‫(باإلنجليزية‪)Slap a Jap :‬‏‪ -‬مدافعًا صريحًا عن‬
‫[‪[]194‬هامش ‪]30‬‬ ‫س اسة أسترال ا ال ضاء‬
‫]‬ ‫ش‬ ‫][‬ ‫البيضاء‪[.‬‬ ‫سياسة أستراليا‬

‫حظيت محاولة اليابان ‪-‬التي أيدتها عدة وفوٍد منها‬


‫المبعوث الصيني ولنچتون كو‪ -‬بإدراج مبدأ‬
‫«المساواة العرقية» في المعاهدة بتأييٍد واسٍع ‪ ،‬ولكنها‬
‫أجهضت فعليًا عندما رفضتها الواليات المتحدة‬
‫وبريطانيا وأستراليا[‪ ]194‬بالرغم من خطاٍب مقنع‬
‫بشدٍة ألقاه ماكينو‪ .‬كانت اليابان خامس القوى‬
‫العظمى في الحرب وفيما عدا اهتمامها بمستعمرات‬
‫ألمانيا في الهادي لم يك لديها مطلب سوى مقترح‬
‫الحلفاء‪[.‬هامش ‪]31‬‬ ‫«المساواة العرقية» الذي قمعه‬

‫شرعِت اليابان نف ُس ها قبل الحرب وأثناَء ها في توّس ٍع‬


‫استعمارٍّي قارٍّي مكيٍن جرى تسويغ أهدافه‬
‫بمصطلحات الرؤى األيديولوجية لآلسيويين ‪-‬مثل‬
‫الكوريين والصينيين‪ -‬لكونهم من الثقافِة والعرق‬
‫نفسه‪ ،‬على الرغم من أّن رؤية اليابان لتلك البلدان‬
‫كانت أبويًة [بمعنى سلطوية] وموجهًة إلخضاعها‬
‫لمصالحها‪ .‬سعِت اليابان إلى َق بوِل ها كالعٍب عالمٍّي‬
‫يتمتع بمكانٍة مماثلٍة للقوى الغربية التقليدّي ة‪ ،‬وقد‬
‫تصورت «مبدأ مونرو» (باإلنجليزية‪Monroe :‬‬

‫‪)Doctrine‬‏ آسيويًا حيث ُي عترُف بمجاٍل مناسٍب‬


‫لمصالحها الجيو‪-‬إستراتيجية في آسيا‪ .‬كانِت الياباُن‬
‫قبل ذلك ببضع سنواٍت حصلت على دعٍم بريطاني‪-‬‬
‫فرنسي لمطالبتها بإرِث الحقوق التي مارستها ألمانيا‬
‫في كٍّل من الصين ومنطقِة الهادي شماَل خط‬
‫االستواء‪ ،‬ومع ذلك أشار خبراء السياسة األمريكية‬
‫‪-‬غير المحيطين بهذه االتفاقيات السريِة ‪ -‬إلى أن‬
‫َي‬ ‫الياباَن تبنْت نموذجًا پروسيًا من شأنِه أن يهدَد سع‬
‫الصين للحكم المستقل‪ ،‬وقد القت هذه االعتبارات‬
‫ويلسون‪]195[.‬‬ ‫هوًى في نفس‬
‫خالء ‪.‬‬ ‫"الدخول المنتصر إلى الحالة الطبيعية"‪ :‬السيناتور "لودج" يرفع الفتة "الموت لعصبة األمم"‪ ،‬و"نوكس" يرفع يده محييًا في أرٍض‬
‫رسم أمريكي ساخر (‪ .)1921-4-14‬رولين كيربي (‪.)1952-1875‬‬

‫أمريكا‬

‫«العالم يعرف أمريكا أخيرًا كمنقِذ العالم!» كانت هذه‬


‫كلمات الرئيس األمريكي ويلسون أمام‬
‫جمهوره‪[،‬هامش ‪ ]32‬لكن الحزب الجمهوري ‪-‬بقيادة‬
‫السيناتور «هنري كابوت لودج»‪ -‬المسيطر على‬
‫مجلس الشيوخ أثبت أن من الممكن بناء تحالف‬
‫أغلبيٍة لكن من المستحيل إيجاد تحالف الثلثين الذي‬
‫كان ضروريًا لتمرير المعاهدة‪ ]196[.‬قاومِت الكتلة‬
‫المعارضة المكونة من ‪ 18-12‬عضوًا (أو من ُي دَع ْو ن‬
‫«المتناقضون») ‪-‬ومعظمهم من الجمهوريين مع بعض‬
‫ممثلين عن الديمقراطيين اإليرلنديين واأللمان‪-‬‬
‫المعاهدَة بشدة‪ .‬أيدت كتلة واحدة من الديمقراطيين‬
‫المعاهدَة بقوٍة حتى مع التحفظات التي أضافها‬
‫لودج‪ ،‬كما أيدتها مجموعة أخرى من الديمقراطيين‬
‫لكنها اّت بعت ويلسون في معارضة أي تعديالٍت أو‬
‫تحفظاٍت ‪ ،‬غير أن الكتلة األكبر بقيادة السيناتور لودج‬
‫‪-‬وتتألف من غالبية الجمهوريين‪ ]197[-‬أرادِت المعاهدَة‬
‫مع تحفظاٍت ال سيما على المادة العاشرة المتضمنة‬
‫سلطة «عصبة األمم» في شِّن الحرب دون تصويٍت‬
‫[أي بدون تفويٍض ] من قبل الكونجرس‬
‫األمريكي‪ ]198[.‬كان جميع «المتناقضين» أعداًء‬
‫لدودين للرئيس ويلسون الذي أطلق جولة نقاٍش‬
‫وطنيًة صيَف عام ‪ 1919‬لدحضهم‪ ،‬لكنه انهار في‬
‫منتصِف الطريِق بسكتٍة دماغيٍة خطيرٍة دمرت بشكٍل‬
‫فعاٍل مهاراتِه القيادية‪ ]199[.‬كانِت المعاهدة أقرَب‬
‫لإلقرار في ‪ 19‬نوفمبر‪/‬تشرين الثاني ‪ 1919‬حيث‬
‫شكل لودج وجمهورّي وه ائتالفًا مع الديمقراطيين‬
‫المؤيدين لها‪ .‬كانوا قريبين من أغلبية الثلثين نحو‬
‫معاهدٍة مع تحفظاٍت ‪ ،‬لكن ويلسون رفض هذه‬
‫التسوية وتبعه من الديموقراطيين عدٌد كاٍف إلنهاء‬
‫فرص التصديق نهائيًا ‪ .‬من بين الجمهور األمريكي‬
‫ككل عارض اإليرلنديون الكاثوليك واأللمان المعاهدة‬
‫البريطانيين‪]200[.‬‬ ‫بشدٍة قائلين إنها تحابي‬

‫واصَل الرئيُس الجمهوري الالحُق «وارن چ‪ .‬هاردينچ»‬


‫المعارضَة األمريكّي ة لعصبِة األمم‪ .‬أقر الكونجرس‬
‫لألعما‬ ‫مشروع «نوكس بورتر» الذي يضع حدًا‬
‫ِل‬
‫العدائّي ِة بين الواليات المتحدة ودوِل المركز‪ ،‬ووقعه‬
‫هاردينچ ليغدَو قانونًا في ‪ 2‬يوليو‪/‬تموز‬
‫‪ ]202[]201[.1921‬أبرمِت الوالياُت المتحدُة السالم‬
‫بمعاهداٍت ثنائّي ٍة الحقٍة ؛ مع ألمانيا (معاهدة برلين في‬
‫‪ 25‬أغسطس‪/‬آب ‪ ،)1921‬والنمسا (معاهدة ڤيينا في‬
‫‪ 24‬أغسطس‪/‬آب)‪ ،‬والمجِر (معاهدة بوداپست في‬
‫‪ 29‬أغسطس‪/‬آب)‪ ،‬ولم تنضَّم إلى عصبة األمم‪.‬‬

‫كتَب صديُق ويلسوَن ومستشاره للشؤون الخارجية‬


‫الكولونيل إدوارد ماندل هاوس رئيس لجنة التحقيق‬
‫وعضُو الوفِد األمريكي في مؤتمر السالم‪ -‬في‬
‫مذكراتِه يوَم ‪ 29‬يونيو‪/‬حزيراَن ‪ 1919‬ثانَي يوِم‬
‫التوقي ‪]203[:‬‬
‫ِع‬
‫سأغادُر پاريَس بعَد ثمانيِة أشهٍر مصيرّي ٍة بمشاعَر‬
‫متضاربٍة ‪ .‬بالنظِر إلى المؤتمِر في وقٍت الح ثمَة‬
‫ٍق‬
‫الكثيُر مما يجُب الموافقُة عليه‪ ،‬والندُم عليه‪ .‬من‬
‫السهِل تحديُد ما كاَن يجُب فعله‪ ،‬ولكْن من‬
‫األصعِب العثوُر على طريقٍة للقياِم بذلك‪ .‬بالنسبِة‬
‫ألولئَك م ّم ن يقولوَن إَّن المعاهدَة سيئٌة والينبغي‬
‫أبدًا إبراُم ها وأنها ستشرُك أوروپا في صعوباٍت ال‬
‫حصَر لها في تنفيذها‪ ،‬أشعُر برغبٍة في االعتراِف‬
‫بها‪ ،‬لكّني أوُّد أن أقوَل رّد ًا على ذلَك أيضًا اليمكُن‬
‫تحطيُم اإلمبراطوريات وإقامُة دوٍل جديدٍة على‬
‫أنقاضها دونما إزعاٍج ‪ .‬إيجاد حدوٍد جديدٍة هَو‬
‫إيجاد مشاكَل جديدٍة ؛ الواحُد يتبُع االخَر ‪ .‬وبينما‬
‫كاَن يجُب أن أفّض َل سالمًا مختلفًا إال أنني أشُّك‬
‫كثيرًا في إمكانّي ِة صنعه‪.‬‬
‫تقييمات تاريخية‬

‫جون مينارد كينز أحُد أبرِز علِم اِء االقتصاد‪ ،‬صاحب «المذهِب الكينزي»‪ ،‬دعا إلى تدخل الدولِة في االقتصاد‪ ،‬عضُو الوفِد البريطاني إلى مؤتمِر الَس الم‬
‫ممثًال لوزارِة الخزانِة البريطانيِة ‪ ،‬أحُد أشِّد المعارضيَن للبنوِد االقتصادّي ِة لمعاهدِة ڤرساي ‪.‬‬

‫ينقسُم المؤرخوَن حوَل تأثيِر المعاهدة‪ ،‬فقِد اعتبرها‬


‫بعضهم حًال جّي دًا في وقٍت صعٍب ‪ ،‬ورأى آخروَن أّن ها‬
‫إجراٌء كارثٌّي كاَن من شأِنِه أْن يغضَب األلماَن‬
‫ويدفعهْم للسعِي لالنتقام‪ .‬إَّن التأثيَر الفعلَّي للمعاهدِة‬
‫محُّل خال أيضًا ‪]204[.‬‬
‫ٍف‬

‫في كتابِه «التبعاُت االقتصاديُة للسالم» (باإلنجليزية‪:‬‬


‫‪The Economic Consequences of the‬‬
‫‪)Peace‬‏ وصَف جون مينارد كينز (‪)1946-1883‬‬
‫ِر‬ ‫‪-‬الممثُل الرئيُس لوزارِة الخزانِة البريطانيِة في مؤتم‬
‫باريَس ‪ -‬معاهدَة ڤرساَي بـ«سالٍم‬
‫ِر‬ ‫لتدمي‬ ‫ٌة‬ ‫مضلل‬ ‫ٌة‬ ‫محاول‬ ‫وأنها‬ ‫قرطاج »‪[،‬هامش ‪]33‬‬
‫ٍّي‬
‫با‬ ‫ّت‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫ألمانيا لصال االنتقاِم الفرنسي عوضًا‬
‫ِع‬ ‫ِن‬ ‫ِح‬
‫المبادِئ األكثِر عدًال من أجِل سالٍم دائٍم ‪ .‬وقال عِن‬
‫النقاِط األربعة عشر للرئيِس وودرو ويلسون التي‬
‫قبلتها ألمانيا عنَد عقد الهدنة‪« :‬أعتقد أن الحملَة‬
‫لتأميِن التكاليِف العامِة للحرِب ‪ ...‬كانْت واحدًة من‬
‫أخطِر أعماِل الالحكمِة السياسّي ِة على اإلطالق‬
‫التي كان رجاُل الدولِة مسؤوليَن عنها»‪ ]55[.‬أعرَب‬
‫كينُز عِن اعتقاِد ِه أَّن التعويضاِت التي ُط لبت من‬
‫ألمانيا كانت أكثَر بعدِة مراٍت مما يمكُن لها أن تدفعه‪،‬‬
‫وأنها ستؤدي إلى عدِم استقراٍر شديٍد ‪ ،‬ورأى أن من‬
‫شأن التعويضا أن تشَّل االقتصاَد األلماني‪]55[.‬‬
‫ِت‬

‫َل‬ ‫ال‬
‫عارض االقتصادي الفرنسي إتيان مانتو هذا التحليَل‬
‫في أربعينات القرن الماضي‪ .‬أّلف مانتو كتابًا ُن شر بعد‬
‫وفاته بعنوان «السالم القرطاجي‪ :‬أو العواقب‬
‫االقتصادية للسيد كينز» في محاولٍة لدحض‬
‫اّد عاءاِت كينز‪ .‬وفي اآلونة األخيرة جادل‬
‫االقتصاديون بأن قْص ر ألمانيا على جيٍش صغيٍر وّف ر‬
‫لها الكثير من األموال بحيث كان يمكنها تحمل‬
‫مدفوعات التعويضات‪ ]205[.‬آنذاك كان رأُي كينز‬
‫مدعومًا إلى حٍّد كبيٍر‪ ،‬أما اليوم ‪-‬وعلى الرغم من‬
‫العديِد من المؤرخيَن الذين يرون أّن التعويضاِت‬
‫كاَن ت َر َه قًا ‪ -‬إال أّن ه ُي عتقد أنه كان من الممكن‬
‫أداؤها‪ ]205[،‬لو توفرت فقط اإلرادة السياسية‬
‫والشعبية لذلك‪ .‬وتعتقد روث ِه نيغ أن العديد من‬
‫الباحثين في معاهدة ڤرساي يرون أّن شكلها‬
‫االقتصادي لم يك بتلك القسوة المفرطة على ألمانيا‬
‫كما ُص ّو ر‪ .‬وبينما ُش ّد َد على األضرار وااللتزاماِت في‬
‫الصحف اليومية إلرضاء ميول الناخبين‪ ،‬فإن الهدف‬
‫ا ٍة ألل ان ا لك ت ف أق اط ا فضًال‬ ‫كا تق‬
‫كان تقديم مساعدٍة أللمانيا لكي تدفع أقساطها فضًال‬
‫عن التعديالت التي حدثت بناًء على الطلب األلماني‬
‫إلعادة هيكلة جدول التعويضات‬
‫عمليًا ‪[]207[]206[.‬هامش ‪[]34‬هامش ‪]35‬‬

‫لقد جوِد َل ‪-‬على سبيِل المثاِل من قبِل المؤرِخ چرهارد‬


‫واينبرج في كتابِه «عالٌم تحَت السال »‪ -‬أَّن المعاهدَة‬
‫ِح‬
‫كانت في الواقع مفيدًة للغايِة أللمانيا‪ .‬جرى الحفاُظ‬
‫على الرايخ البسماركي[هامش ‪ ]36‬كوحدٍة سياسّي ٍة بدًال‬

‫من تفككِه ‪ ،‬ونجت ألمانيا إلى حد كبيٍر من االحتالِل‬


‫العسكري بعد الحرِب (على عكِس الوضِع عقَب‬
‫الحرب العالمية الثانية)‪ .‬وفي مقاٍل له عاَم ‪1995‬‬
‫أشاَر واينبرج إلى أنه مع اختفاِء «النمسا‪-‬المجر»‬
‫وانسحاِب روسيا من أوروبا أضحت ألمانيا القوَة‬
‫الشرقية‪]208[.‬‬ ‫المهيمنَة في أوروبا‬
‫البطالُة في جمهوريِة ڤايمار (‪.)1935-20‬‬

‫زعَم المؤرُخ العسكرُّي البريطانُّي كوريلي بارنيت أَّن‬


‫معاهدَة ڤرساي كانت «جَّد متساهلٍة مقارنًة بشروِط‬
‫السالِم التي كانت ألمانيا نفُس ها ‪-‬عندما كانت‬
‫تتوقُع الفوَز في الحرِب ‪ -‬تفكُر في فرضها على‬
‫الحلفاِء »‪ .‬عالوًة قاَل ‪« :‬إنها كانت بالكاِد صفعًة على‬
‫الرسِغ » عندما ُت قاَط ُع مع معاهدة بريست‪-‬ليتوفسك‬
‫التي فرضتها ألمانيا على االتحاد السوفييتي الروسي‬
‫المهزوِم في مارَس ‪/‬آذاَر عام ‪ ،1918‬والتي سلبْت ها‬
‫ثلَث سكاِن روسيا ‪-‬وإْن كاَن معظمهم من غيِر العرِق‬

‫الروسي‪ ،-‬ونصَف المشاريِع الصناعّي ِة الروسّي ِة‪ ،‬وتسعَة‬


‫الروسي ‪ ،‬ونصَف المشاريِع الصناعّيِة الروسّيِة ‪ ،‬وتسعَة‬
‫أعشاِر مناجِم الفحِم الروسّي ِة إلى جانِب تعويٍض ستِة‬
‫ملياراِت مارك‪ ]209[.‬في النهايِة وحتى وفَق الشروِط‬
‫«القاسيِة » لمعاهدِة ڤرساَي جرْت عودُة االقتصاِد‬
‫األلماني إلى وضعِه السابِق على الحرب‪.‬‬

‫اّد عى بارنيت أيضًا‪« :‬من الناحيِة االستراتيجّي ِة فإن‬


‫ألمانيا كانت في الواقِع في وضٍع متفّو ٍق بعد‬
‫المعاهدِة عما كانْت عليه في العام ‪1914‬م‪.‬‬
‫واجهِت الحدوُد األلمانيُة الشرقيُة كًال من روسيا‬
‫والنمسا اللتْي ِن كانتا في الماضي توازناِن القوَة‬
‫األلمانية»‪ .‬يؤكُد بارنيت أن الحدوَد الشرقيَة أللمانيا‬
‫بعَد الحرِب باتت أكثَر أمنًا‪ ،‬ألن اإلمبراطوريَة‬
‫َة‬ ‫َة‬
‫النمساوي السابق انقسمت بعد الحرِب إلى دوٍل‬
‫أصغَر وأضعَف ‪ ،‬وُد مرْت روسيا بالثورِة والحرِب‬
‫األهلّي ِة ‪ ،‬وپولندا المستعادُة حديثًا لم تكُن حتى لتقابَل‬
‫ألمانيا المهزومة‪ .‬في الغرِب كانت ألمانيا ُم واَز نًة فقط‬
‫مع فرنسا وبلجيكا‪ ،‬وكلتاهما كانتا أقَّل مْن حيُث عدُد‬
‫َّل مْن ي‬ ‫هم‬ ‫وب جي ‪ ،‬و‬ ‫مع ر‬
‫السكاِن والنشاِط االقتصادي من ألمانيا‪ .‬يختُم بارنيت‬
‫بالقوِل ‪« :‬إنه بدًال من إضعاِف ألمانيا‪ ،‬فإَّن المعاهدَة‬
‫«عززْت كثيرًا » القوَة األلمانّي َة »‪ ]210[.‬كاَن يجُب‬
‫على بريطانيا وفرنسا (وفقًا لبارنيت)‪« :‬تقسيُم‬
‫التراج‬ ‫خال‬ ‫من‬ ‫ٍم‬ ‫دائ‬ ‫بشك‬ ‫ها‬ ‫ألمانيا وإضعاُف‬
‫ِع‬ ‫ِل‬ ‫ٍل‬
‫عن عمِل بسمارك وتقسيِم ألمانيا إلى دوٍل أصغَر‬
‫وأضعَف بحيث اليمكن أبدًا تعطيُل السالِم في‬
‫أخرى»‪ ]211[،‬ومن خالِل الفشِل في القياِم‬ ‫أوروبا مرًة‬
‫عليه عدُم حِّل مشكلِة القوِة األلمانّي ِة‬ ‫بذلَك ‪-‬وبناًء‬
‫واستعادِة التوازِن في أوروبا‪ -‬فإَّن بريطانيا «فشلت‬
‫في هدِف ها الرئيس مَن المشاركِة في الحرِب‬
‫العظمى»‪]212[.‬‬

‫ورأى المؤرُخ البريطاني أللمانيا الحديثة ريتشارد ج‪.‬‬


‫إيفانز أَّن اليميَن األلماني وأحزاَب اليساِر كذلَك كانا‬

‫معارضْي ِن للمعاهدِة على السواء‪ ،‬وجادَل بأنه من غير‬


‫ر‬ ‫ن‬ ‫َل‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫ى‬ ‫ِن‬ ‫ر‬
‫الصحيِح أَّن ڤرساَي تسببت بالنهايِة المبكرِة‬
‫للجمهوريِة ‪ ،‬بدًال من ذلك أّكَد أَّن «الكساَد الكبيَر »‬
‫أوائَل الثالثيناِت هو ما وضَع حّد ًا للديمقراطّي ِة‬
‫األلمانية [يقصُد بوصول النازية إلى الحكم]‪ ،‬كما‬
‫جادَل بأن ڤرساَي لم تكِن السبَب الرئيَس لالشتراكّي ِة‬

‫القومّي ِة [النازية]‪ ،‬وأَّن االقتصاَد األلماني «تأثَر بشكٍل‬


‫التعويضات»‪]213[.‬‬
‫هامشٍّي فقط بتأثيِر‬

‫"تعويضات ڤرساي ‪ :‬دعنا نرك تجمع"‪.‬‬


‫ألمانيا الهزيلة ُت سحق تحت وطأة التعويضات ‪ .‬رؤية أمريكية معاصرة عن تعويضات الحرب ‪.‬‬
‫رسٌم أمريكي ساخٌر (‪.)1921‬‬

‫أشارِت المؤرخُة األميركّي ُة ذاُت األصِل الپولندي إيڤا‬


‫ي‬
‫ِل‬‫الدو‬ ‫من‬ ‫ِد‬‫للعدي‬ ‫سمحت‬ ‫َة‬‫طومسون إلى أن المعاهد‬
‫في وسِط أوروبا وشرقها بتحريِر نفسها مَن الحكِم‬
‫األلماني القمعي‪ ،‬وهَي حقيقٌة غالبًا مايتجاهلها‬
‫ًا‬
‫التأريُخ الغربي األكثِر اهتمام بفهم وجهِة النظِر‬
‫األلمانية‪ ،‬ففي الدوِل التي وجدت نفسها حرًة نتيجَة‬
‫المعاهدِة ‪-‬كالپولنديين أو التشيك‪ُ -‬ي نظر إلى المعاهدِة‬
‫على أنها رمٌز لالعتراِف باألخطاِء المرتكبِة ضَّد الدوِل‬
‫الصغيرِة مْن قبِل جيرانها العدوانيّي َن األكبِر‬
‫حجمًا ‪]214[.‬‬

‫أدى االستياُء من المعاهدِة إلى أرضيٍة نفسّي ٍة خصبٍة‬


‫للصعوِد النهائِّي للحزِب النازي‪ ]215[،‬لكَّن المؤرَخ‬
‫األسترالَّي األلمانَّي األصِل يورچن تاْم بكه حاجَج بأنه‬
‫كاَن «تشويهًا غادرًا للتاريخ» [وهو عنوان كتابه]‬
‫القوُل بأَّن البنوَد منعت نمَّو الديمقراطّي ِة في ألمانيا‪،‬‬
‫وساعدت على نمِّو الحزِب النازِّي قائًاِل إَّن شروطها لم‬

‫تُك عقابّي ًة كما هَو معتقٌد ‪ ،‬وإن التضخَم األلمانَّي‬


‫المفرَط في عشريناِت القر الماضي كان جزئّي ًا‬
‫ِن‬
‫ًة‬
‫سياس متع ّم دًة لتقليِل تكلفِة التعويضاِت ‪ ،‬وكمثاٍل‬
‫على الحجِج ضد «إمالء‪-‬ڤرساي» يقتبُس من‬
‫إليزابيث ويسكمان التي سمعت أرملتْي ضابطيِن في‬
‫ڤيسبادن تتذّم راِن من أّن ه «بسبِب نفاِد مخزوِن هما‬
‫مَن الجوارِب الكتانّي ِة فقد توّج َب عليهَّن غسُل‬
‫الكتاِن مرًة كَّل أسبوعيِن بدًال من مرٍة واحدٍة في‬
‫الشهر!»[‪[ ]216‬كداللٍة ساخرٍة على األزمِة خفيفِة‬
‫الوطأِة التي كانت ُت كابدها الشريحُة الوسطى من‬
‫المجتمِع األلماني]‪.‬‬

‫كتَب المؤرُخ األلمانُّي ديتليف ُبويِك رت أّن ڤرساَي‬


‫كانت بعيدًة كل البعِد عِن «السالِم المستحيِل » الذي‬
‫اّد عى معظُم األلماِن أنه كاَن موجودًا خالَل فترِة ما‬
‫بيَن الحربيِن ‪ ،‬وعلى الرغم من أنه ال يخلو من العيوِب‬
‫فقد كاَن في الواقِع معقوًال تمامًا أللمانيا‪ ]217[.‬بدًال من‬

‫ذلك حاجَج بويِك رت بأنه كاَن ُي عتقُد على نطاٍق واسٍع‬


‫ًا‬ ‫ًة‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫في ألمانيا أن ڤرساَي كانت معاهدًة غيَر معقولٍة تمامًا‪،‬‬
‫وكاَن هذا «التصوُر » وليَس «حقيقُة » معاهدِة ڤرساَي‬
‫ِل‬‫«اآلما‬ ‫ِب‬ ‫بسب‬ ‫أنه‬ ‫رت‬ ‫ِك‬ ‫ُبوي‬ ‫َظ‬ ‫الح‬ ‫ه المهم‪]217[.‬‬
‫َو‬
‫األلفية» [نسبًة إلى ألِف سنٍة ] ‪-‬التي نشأت في ألمانيا‬
‫خالل الحرِب العالميِة األولى وقتما بدا لبعِض الوقِت‬
‫أن ألمانيا كانت على وشِك غزِو أوروبا بأسرها‪ -‬فإَن أَّي‬
‫معاهدِة سالٍم سيفرضها الحلفاُء عقَب الحرِب على‬
‫الرايِخ األلماني المهزوِم كاَن من المحّت ِم أن توجَد رَّد‬
‫فعٍل قومّي ًا عنيفًا‪ ،‬ولم يُك ثمة شيٌء يمكُن للحلفاِء‬
‫فعله لتجنِب رِّد الفعِل العنيِف هذا‪ ]217[.‬علَق ُبويِك رت‬
‫على أن سياسَة التقارِب مع القوى الغربّي ِة التي اّت بعها‬
‫چوستاڤ اشتِرِز مان بين عامْي ‪ 1923‬و‪ 1929‬كانت‬
‫سياساٍت بناءًة ‪ ،‬ولربما سمحت أللمانيا بلعِب دوٍر أكثَر‬
‫إيجابّي ًة في أوروپا‪ ،‬وأنه لم يك صحيحًا أن‬
‫الديمقراطّي َة األلمانيَة كاَن محكومًا عليها بالموِت عاَم‬
‫‪ 1919‬بسبب ڤرساي‪ ]217[.‬أخيرًا جادَل ُبويِك رت بأَّن‬

‫«الكساد الكبير» وفي الوقِت نفسِه التحوَل إلى‬


‫ا ة‬ ‫ا ة االق‬ ‫[ال‬ ‫ٍة لالك ا الذا‬ ‫ا ٍة ق‬
‫سياسٍة قومّي ٍة لالكتفاِء الذاتي [السياسة االقتصادية‬
‫التي اتبعها هتلر بشأن إعادة البناء] في ألمانيا هَو ما‬
‫معاهدَة ڤرساي‪]217[.‬‬
‫أنهى جمهوريَة ڤايمار‪ ،‬وليَس‬

‫ذكَر المؤرُخ الفرنسُّي ريموند كارتييه أَّن مالييَن‬


‫األلماِن في إقلي َم ْي السوديت‪ ،‬وبوِزن (بوزنان) (في‬
‫پروسيا الغربيِة ) قد ُو ضعوا تحت حكٍم أجنبٍٍّي في‬
‫بيئٍة معاديٍة ‪ ،‬وجرى توثيُق المضايقاِت وانتهاِك‬
‫الحقوِق من قبِل السلطات‪ .‬ويؤكُد كارتييه أنه من‬
‫أصِل ‪ 1,058,000‬ألمانٍّي في بوزن عاَم ‪1921‬م هرَب‬
‫‪ 758,867‬من ديارهم في غضوِن خمِس سنواٍت‬
‫بسبِب المضايقاِت الپولندية‪ .‬أدت هذِه الصراعاُت‬
‫العرقّي ُة الشديدُة إلى مطالَب عامٍة بإعادِة ضِّم‬
‫األراضي المقتطعِة لتغدَو ذريعَة هتلر لضِّم‬
‫پولندا‪]104[.‬‬ ‫تشيكوسلوڤاكيا عام ‪ 1939‬وأجزاٍء من‬

‫ووفقًا لديڤيد ستيفنسون فقد أبدى معظُم المعلقيَن‬


‫ال ظاٍت ع ض ِط‬ ‫نذ فت األ ش فاِت الف ن ّي ِة‬
‫‪-‬منذ فتِح األرشيفاِت الفرنسّي ِة ‪ -‬مالحظاٍت عن ضبِط‬
‫النفِس الفرنسِّي ومعقولّي ٍة في المؤتمِر على الرغِم من‬
‫أَّن ستيفنسون أشاَر إلى أَّن «هيئَة المحلفيَن كانت‬
‫خارَج الخدمِة »‪ ،‬وأنه «ثمَة دالئُل على أَّن نّو اَس‬
‫الحكِم كاَن يتأرجُح في االتجاِه اآلخِر‬
‫»‪]218[.‬‬

‫[كداللٍة على التحيِز الذي ساَد أروقَة المؤتمر]‪.‬‬

‫رأى المؤرخ البريطاني إيريك هوبسباوم في تقييِم‬


‫المعاهدِة ونقاِط ويلسوَن األربعَة عشَر أن «أوَّل رِّد‬
‫فعٍل غربٍّي على نداء البالشفة للشعوب لصنع‬
‫السالم ونشرهُم المعاهداِت السريَة ‪-‬التي قام فيها‬
‫الحلفاء بتقسيم أوروپا فيما بينهم‪ -‬كانت نقاَط‬
‫الرئيس ويلسوَن األربعة عشَر التي لعبت بالورقة‬
‫القومية ضد دعوة لينين العالمية‪ .‬كان من‬
‫المفترض أن ُت شِك ل منطقٌة من الدول القومية‬

‫الصغيرة نوعًا من حزام الحجر الصحي ضد‬


‫وكا هذا ف الواق ن ة‬ ‫األ‬ ‫الف و‬
‫الفيروس األحمر‪ .... .‬وكان هذا في الواقع نية‬
‫صانعي السالم من الحلفاء»‪ ]219[.‬وبالمثل رأى جون‬
‫لويس چاديس‪« :‬عندما جعل وودرو ويلسون مبدأ‬
‫تقرير المصير إحدى هذه النقاط األربعة عشر كان‬
‫بنيته تقويض جاذبية البلشفية»‪ ]220[.‬وهذا الرأي‬
‫له تاريخ طويل‪ ،‬ويمكن تلخيصه بمالحظة راي‬
‫ستانارد بيكر الشهيرة‪« :‬اليمكن فهم پاريس بدون‬
‫موسكو»‪[ ]221[.‬بمعنى اليمكن اكتناه أهداف مؤتمر‬
‫پاريس ومعاهدة ڤرساي بمنأًى عن الخطر الشيوعي]‪.‬‬

‫التعديالت المناطقية‬

‫ميدالية تذكارية صدرت عام ‪ 1929‬في جمهورية ڤايمار بمناسبة الذكرى العاشرة لمعاهدة ڤرساي «المخزية»‪ .‬يصور وجه العملة ‪-‬الذي صممه «كارل‬
‫جويتز»‪ -‬جورج كلمنصو وهو يقدم معاهدًة ملِزمًة مزَّي نًة بجمجمٍة وعظمتين متقاطعتين إلى «أولريخ فون بروكدورف‪-‬رانتزاو» وزير الخارجية األلماني‬
‫(الذي استقال بسبب المعاهدة)‪ .‬يقف أعضاء آخرون من المؤتمر خلف كلمنصو بمن فيهم لويد جورج‪ ،‬وويلسون‪ ،‬وأورالندو ‪ ..‬الخ ‪.‬‬
‫أسفرت معاهدة ڤرساي عن إنشاء عدة آالٍف من‬
‫األميال من الحدود الجديدة‪ ،‬ولعبت الخرائط دورًا‬
‫باريس‪]223[]222[.‬‬ ‫مركزيًا في المفاوضات في‬
‫استقطبِت االستفتاءات العامة التي بدأت بسبب‬
‫المعاهدة الكثير من التعليقات‪ .‬كتب المؤرخ روبرت‬
‫بيكهام أن قضية اشلزفيچ‪-‬هولشتاين «كانت مبنيًة‬
‫على تبسيٍط شامٍل لتاريخ المنطقة‪ ... .‬تجاهلت‬
‫ڤرساي أي احتماٍل لوجود طريقٍة ثالثٍة ‪ ،‬كنوع‬
‫االتفاق الذي يمثله االتحاد السويسري؛ ثنائي اللغة‬
‫أو حتى بثالث لغاٍت ‪ .‬أو خياراٍت أخرى مثل‬
‫«دولة اشليسفيغ» ضمن كونفدراليٍة فضفاضٍة مع‬
‫الدنمارك أو ألمانيا‪ ،‬أو منطقة حكٍم ذاتٍّي تحت‬
‫حماية عصبة األمم»‪ ]224[.‬فيما يتعلق باالستفتاء‬
‫العام في شرق بروسيا كتب المؤرخ ريتشارد بالنك‬

‫ٍع‬ ‫متناز‬ ‫أخرى‬ ‫ٍة‬‫عرقي‬ ‫ٍة‬‫مجموع‬ ‫أي‬ ‫صدر‬ ‫ُت‬ ‫أنه «لم‬
‫عليها ‪-‬في ظل ظروٍف غير قسريٍة‪ -‬بيانًا أحادي‬
‫عليها في ظل ظروٍف غير قسريٍة بيانًا أحادي‬
‫الجانب بشأن تفضيلها القومي»‪ ]224[.‬كتب‬
‫ريتشارد ديبو «اعتقدت كٌّل من برلين ووارسو أن‬
‫الغزو السوفييتي لبولندا قد أثر على استفتاءات‬
‫بروسيا الشرقية‪ .‬بدت بولندا على وشك االنهيار‬
‫لدرجة أن الناخبين البولنديين قد أدلوا بأصواتهم‬
‫ألمانيا»‪]225[.‬‬ ‫لصالح‬

‫الحظ بالنك ‪-‬فيما يتعلق باالستفتاء في سيليزيا‪ -‬أنه‬


‫«بالنظر إلى أن ستين في المئة على األقل من‬
‫الناخبين يتحدثون البولندية‪ ،‬فهذا يعني أن نحو‬
‫بولندٍّي واحٍد من أصل ثالثٍة قد صّو ت أللمانيا»‪،‬‬
‫وأن «معظم المراقبين والمؤرخين البولنديين»‬
‫استنتجوا أن نتيجة االستفتاء كانت بسبِب «المزايا‬
‫األلمانية غير العادلة لشغل الوظيفة والوضع‬

‫االجتماعي واالقتصادي»‪ ،‬وزعم بالنك حدوث‬


‫«إكراٍه من مختلف األنواع حتى في مواجهة‬
‫إكراٍه من مختلف األنواع حتى في مواجهة‬
‫نظام احتال متحالٍف »‪ ،‬وأن ألمانيا منحت أصواتًا‬
‫ٍل‬
‫ألولئك «الذين ُو لدوا في سيليزيا العليا‪ ،‬ولكنهم لم‬
‫يعودوا يقيمون هناك»‪ .‬خلص بالنك إلى أنه على‬
‫الرغم من هذه االحتجاجات «فثمة الكثير من األدلة‬
‫األخرى بما في ذلك نتائج انتخابات الرايخستاغ‬
‫[البرلمان األلماني] قبل العام ‪ 1921‬وبعده‪،‬‬
‫والهجرة واسعة النطاق لسكان سيليزيا العليا‬
‫الناطقين بالبولندية إلى ألمانيا بعد العام ‪1945‬‬
‫ُت دّلل على أن هويتهم مع ألمانيا في العام ‪1921‬‬
‫لم تكن استثنائيًة وال مؤقتًة »‪ ،‬و«كان هناك عدد‬
‫كبير من األلمان والبولنديين ‪-‬وليس مصادفًة أنهم‬
‫من نفس الديانة الكاثوليكية‪ -‬الذين لم يتشاركوا‬
‫في فضاء الحياة نفسه فحسب‪ ،‬بل جاؤوا أيضًا‬

‫في كثيٍر من الحاالت ليَر ْو ا أنفسهم أعضاًء في‬


‫المجتمع القومي نفسه»‪ ]84[.‬زعم األمير «أوستاشي‬
‫ي‬ ‫ر و‬ ‫ز م‬ ‫و ي‬ ‫ع‬
‫سابيها» ‪-‬وزير الخارجية البولندي‪ -‬عن روسيا‬
‫السوفييتية «بأنها يبدو تتعمد تأخير مفاوضات»‬
‫إنهاء الحرب البولندية‪-‬السوفييتية «بهدف التأثير‬
‫على استفتاء سيليزيا العليا»‪ ]225[.‬حالما ُق ّس مِت‬
‫المنطقة حاولت كٌّل من ألمانيا وبولندا «تطهير»‬
‫حصتيهما من سيليزيا العليا «عن طريق االضطهاد‬
‫مما أدى إلى هجرة األلمان إلى ألمانيا‪ ،‬وهجرة‬
‫البولنديين إلى بولندا‪ ،‬لكن على الرغم من القمع‬
‫والهجرة فقد بقيت «أوبول سيليزيا» ‪Opole‬‬
‫عرقيًا »‪]82[.‬‬ ‫‪ Silesia‬مختلطًة‬

‫وكتب فرانك راسل ‪-‬فيما يخُّص استفتاء السار‪ -‬بأَّن‬


‫السكاَن «لم يجِر ترويُع هم في صناديق االقتراع»‪،‬‬
‫وأن «النظام األلماني الشمولي [النازي] لم يُك‬

‫مكروهًا بالنسبة إلى معظم سكان السار‪ ،‬وأنهم‬


‫فّض لوه حتى على كفاءة حكٍم دولٍّي اقتصادٍّي‬
‫ٍّي‬ ‫ٍّي‬
‫وخّي ر»‪ .‬وعندما أضحت نتيجة التصويت معروفًة فَّر‬
‫‪( 4100‬بما في ذلك ثمانمئة الجٍئ فروا من ألمانيا‬
‫سابقًا) من السكان عبر الحدود إلى فرنسا‪]226[.‬‬

‫الشروط العسكرية واالنتهاكات‬

‫أراد البريطانيون أثناء صياغة المعاهدة أن ُت لغَي‬


‫ألمانيا التجنيَد اإلجباري‪ ،‬وأن ُي سمح لها باالحتفاظ‬
‫بجيٍش متطوٍع فقط‪ ،‬وأراد الفرنسيون أن تحتفظ‬
‫ألمانيا بجيٍش مجّن ٍد يصل إلى مئتْي ألف رجٍل من‬
‫أجل تسويغ احتفاظهم بقوٍة مماثلٍة ‪ ،‬وهكذا كان نص‬
‫المعاهدة على مئة ألف متطوٍع بمثابة حٍّل وسٍط بين‬
‫الموقفين البريطاني والفرنسي‪ .‬من ناحيٍة أخرى رأت‬
‫ألمانيا أن هذه الشروط كما لو أنها تتركها بال حمايٍة‬
‫ضد أِّي عدٍو محتمٍل ‪ ]227[.‬كتب برنادوت إيفرلي‬

‫شميت أنه «ال يوجد ما يدعو لالعتقاد بأن‬


‫حكومات الحلفاء كانت غير صادقٍة عندما ذكرت‬
‫في بداية الجزء الخامس من المعاهدة ‪ ...‬أنه ‪-‬من‬
‫أجل تسهيل التخفيض العام لتسليح جميع الدول‪-‬‬
‫كان يتعين على ألمانيا نزع أسلحتها أوًال»‪ .‬أدى‬
‫عدم التصديق األمريكي على المعاهدة‪ ،‬وعدم‬
‫انضمامها إلى عصبة األمم إلى انعدام رغبة فرنسا في‬
‫نزع سالحها‪ ،‬مما دفع ألمانيا إلى الرغبة في إعادة‬
‫التسلح‪ ]180[.‬جادل شميت بأنه «لو بقي الحلفاء‬
‫األربعة متحدين‪ ،‬لكان بإمكانهم إجبار ألمانيا على‬
‫نزع سالحها بالفعل‪ ،‬ولكانت تضاءلت إرادة ألمانيا‬
‫وقدرتها على مقاومة األحكام األخرى‬
‫للمعاهدة»‪]228[.‬‬

‫كتب ماكس هانتكه ومارك شبويرر‪« :‬وجد‬


‫المؤرخون العسكريون واالقتصاديون أن الجيش‬

‫األلماني تجاوز بشكٍل ضئيٍل حدود المعاهدة» قبل‬


‫العام ‪ ]229[،1933‬وقد وافق آدم توز على ذلك‪ ،‬وكتب‪:‬‬
‫«لوضع هذا في المنظور فإن اإلنفاق العسكري‬
‫السنوي لجمهورية ڤايمار لم يك ُي حسب‬
‫بالمليارات‪ ،‬ولكن بمئات الماليين من مارك‬
‫الرايخ»؛ فبرنامج جمهورية ڤايمار ‪-‬على سبيل‬
‫المثال‪ -‬للعام ‪ 1931‬الذي بلغ ‪ 480‬مليون مارٍك‬
‫ألمانٍّي على مدار خمس سنواٍت مقارنًة بخطة‬
‫الحكومة النازية للعام ‪ 1933‬إلنفاق ‪ 4.4‬مليار مارٍك‬
‫ألمانٍّي سنويًا ‪ ]230[.‬جادل بي‪ .‬إم‪ .‬إتش‪ .‬بيل بأن‬
‫الحكومة البريطانية كانت على علٍم بإعادة تسليح‬
‫ڤايمار الحقًا‪ ،‬وأعطت االحترام العام للجهود األلمانية‬
‫من خالل عدم معارضتها‪ ]231[،‬وهو رأي شاركه فيه‬
‫تشرشل‪ .‬كتب نورمان ديفيز أنه كانت هناك «رقابة‬
‫غريبة» على «القيود العسكرية» تتمثل بأنها «لم‬
‫تدرِج الصواريَخ في قائمة األسلحة المحظورة»‪،‬‬

‫مما أتاح لڤرنر فون براون (باأللمانية‪Wernher von :‬‬


‫‪[)Braun‬هامش ‪ ]37‬مجاًال للبحث فيها أفضت ‪-‬في‬
‫خ ْر ِقِه [الذ ] أت ف ال ا‬ ‫ن ا ة ال طاف إل‬
‫نهاية المطاف‪ -‬إلى «خْر ِق ِه [الذي] أتى في العام‬
‫‪ ،»1943‬وقاد إلى تطوير صاروخ ‪V-2‬‬
‫«ڤي‪]232[.»»2-‬‬

‫صعود النازية‬

‫أثارِت المعاهدة الكثيَر من االستياء في ألمانيا‪ ،‬والذي‬


‫استغله «أدولف هتلر» في صعوده إلى السلطة على‬
‫رأس ألمانيا النازية‪ .‬كان من األمور المركزية في هذا‬
‫االعتقاد أسطورة «الطعن في الظهر» التي اعتبرِت‬
‫الجيَش األلماني لم يخسِر الحرَب وإنما خانته‬
‫جمهورية ڤايمار التي تفاوضت على استسالٍم غير‬
‫ضرورٍّي ‪ .‬أدى الكساد الكبير إلى تفاقم المشكلة وقاد‬
‫إلى انهيار االقتصاد األلماني‪[،‬هامش ‪ ]38‬وعلى الرغم‬
‫من أن المعاهدَة ربما لم تكِن السبَب في االنهيار‪ ،‬إال‬

‫أنها كانت كبش فداٍء مناسبًا ‪ .‬اعتبر األلمان المعاهدة‬


‫بمنزلة إذالٍل ‪ ،‬وتشّو فوا بفارغ الصبر إلى خطاب هتلر‬
‫الذي أنحى بالالئمة على المعاهدة في العلل التي‬
‫الذي أنحى بالالئمة على المعاهدة في العلل التي‬
‫تعاني منها ألمانيا‪ .‬وعد هتلر بمعاكسة عمليات النهب‬
‫لقوات الحلفاء‪ ،‬واستعادة األراضي األلمانية المفقودة‪،‬‬
‫وكبرياء ألمانيا‪ ،‬مما أفضى إلى اعتبار المعاهدة سببًا‬
‫الثانية‪]222[]233[.‬‬ ‫في الحرب العالمية‬

‫انظر أيًض ا‬
‫معاهدة فرساي في المشاريع الشقيقة‪:‬‬
‫صور وملفات صوتية من كومنز‪.‬‬

‫معاهدة المساعدة‬ ‫هيئة العمل الدولية‬


‫القانونية المتبادلة‬ ‫آثار الحرب العالمية‬
‫معاهدة نويي‬ ‫األولى‬
‫معاهدة تريانون‬ ‫أسباب الحرب‬
‫معاهدة سيڤر‬ ‫العالمية الثانية‬
‫معاهدة سان جرمان‬
‫معرض الصور‬
‫اجتماع اليوم السابق لسريان الهدنة (‪:)1918-11-10‬‬
‫يسارًا من األمام إلى الخلف‪ :‬ناچاي‪ ،‬دي روبيالند‪،‬‬
‫سونينو‪ ،‬أورالندو‪ ،‬هاوس‪ ،‬بليس‪ ،‬آرشين كلوس‪،‬‬
‫ڤنيزسلوس‪ ،‬ڤسنيتش‪.‬‬
‫يمينًا من الخلف لألمام‪ :‬بلين‪ ،‬فوش‪ ،‬پيشون‪ ،‬كلمنصو‪،‬‬
‫لويد جورج‪ ،‬بونار لو‪ ،‬ميلنر‪.‬‬
‫الوفد األلماني الذي رفض التوقيع وانسحب من‬
‫المؤتمر (‪( ،)1919‬األرشيف االتحادي األلماني)‪.‬‬

‫داخل قاعة المرايا‪ ،‬الترتيبات عشية توقيع المعاهدة‬


‫(‪.)1919-6-27‬‬
‫"على مائدة السالم"‪:‬‬
‫كلمنصو للوفد األلماني‪" :‬تفضلوا بأخذ أماكنكم ياسادة"‪،‬‬
‫(تالحظ المسامير في الكراسي واألغالل على الطاولة)‪.‬‬
‫(‪.)1919‬‬
‫مؤتمر السالم يومًا بعد يوٍم ‪ .‬الحج الرئاسي الذي أدى‬
‫إلى اكتشاف أوروپا‪.‬‬
‫المؤلف‪ :‬تشارلز تومسون (‪ .)1925-1858‬نشر ‪.1920‬‬
‫الصحيفة الرسمية لقانون الرايخ األلماني ‪ .1919‬تنازَل‬
‫القيصر ڤيلهلم الثاني في ‪ .1918-11-9‬وّق ع الرئيس‬
‫"فريدريش إيبرت" على إعالن دستور جمهورية ڤايمار‬
‫في ‪.1919-8-11‬‬
‫"السالم"‪)1919-6-30( :‬‬
‫"النسر األلماني‪ :‬سأوقع‪ ،‬لكن ليكن معلومًا أنه ليس‬
‫بدافع الخوف"‪.‬‬
‫رسم ساخر برتغالي‪.‬‬

‫مظاهرة في برلين ضد معاهدة ڤرساي بشأن بوزن‬


‫ودانتزيج (‪.)1919‬‬
‫"في انتظار القرار من پاريس"‪ :‬ريشة كليفورد بريمان‬
‫‪ .1919‬رسامو الخرائط في ترقٍب بعد طول انتظاٍر لما‬
‫سيتمخض عن مؤتمر باريَس من حدوٍد جديدٍة ‪.‬‬
‫"سالم الثامن والعشرين من يونيو‪/‬حزيران ‪:"1919‬‬
‫القيصر األلماني السابق ڤيلهلم الثاني يوم معاهدة‬
‫ڤرساي‪" .‬أخبار العالم"‪ )1919-6-29( :‬ريشة وليام‬
‫أوربن‪.‬‬
‫جواز دانتزيچ الحرة‪:‬‬
‫كتب عليه باأللمانية "مدينة دانتزيچ الحرة"‪ ،‬وتحته‬
‫شعار المدينة‪.‬‬

‫معاهدة نويي مع بلغاريا (صفحة التصديق)‪.‬‬


‫مقاطعات دولة النمسا‪-‬المجر‪ :‬النمسا (سيسليثانيا)‪)1:‬‬
‫بوهيميا‪ )2 .‬بوكوڤينا‪ )3 .‬كارينثيا‪ )4 .‬سلوڤينيا‪)5 .‬‬
‫دالماتيا‪ )6 .‬چاليسيا‪ )7 .‬إستيريا‪ )8 .‬النمسا السفلى‪)9 .‬‬
‫موراڤيا‪ )10 .‬سالزبورغ‪ )11 .‬سيليسيا‪ )12 .‬كوستنالند‪.‬‬
‫‪ )13‬التيرول‪ )14 .‬النمسا العليا‪ )15 .‬فورارلبرچ؛ المجر‬
‫(ترانسلثانيا)‪ )16 :‬المجر نفسها‪ )17 .‬كرواتيا؛ الملكية‬
‫النمساوية‪-‬المجرية‪ )18 :‬البوسنة والهرسك‪.‬‬
‫حشد ينتظر نتائج االستفتاء في أوبلن‪( .‬األرشيف‬
‫االتحادي األلماني)‪.‬‬

‫حشد أمام خارطٍة كبيرٍة تظهر تشيكوسلوڤاكيا‪ ،‬الدولة‬


‫الجديدة في أوروپا الوسطى‪.‬‬
‫أراضي إقليم "السوديت" الحدودّي ِة (باللون األخضِر)‬
‫ضمن تشيكوسلوڤاكيا‪.‬‬

‫الجبل األسود‪ ،‬وصربيا بإقليميها َذ َو ي الحكم الذاتي؛‬


‫"فويفودينا" المقتطع من المجر‪ ،‬و"كوسوفو" (المستقل‬
‫من جانٍب واحٍد عام ‪.)2008‬‬
‫"التماس سبب"‪،)20-1-24(:‬‬
‫ويلسون واألغلبية في مجلس الشيوخ يتراشقان أوحال‬
‫الحملة حول المعاهدة وميثاق عصبة األمم‪ ،‬فيما رجل‬
‫الشارع منكبًا يعلق‪ :‬تبًا !! كيف تتوقعون مني أن أفهم‬
‫هذا؟!‬
‫بورت توماس (‪.)1964-1881‬‬
‫"المتهم"‪( :‬مارس‪/‬آذار ‪)1920‬‬
‫اإلنسانّي ُة تديُن مجلَس الشيو األمريكِّي لقتِلِه معاهدَة‬
‫ِخ‬
‫ڤرساَي ‪ .‬رسٌم أمريكي ساخٌر ‪" .‬رولين كيربي"‪.‬‬
‫خريطُة ألمانيا عاَم ‪ :1947‬يتبّي ُن فيها "الم مُّر البولندي"‬
‫واألراضي التابعُة لجمهوريِة ڤايمار (‪ )1933-19‬التي‬
‫اقتطعْت بعَد الحرِب العالمّي ِة الثانيِة لصالِح پولندا‬
‫وروسيا االتحادية (باألبيض)‪ ،‬وإقليُم الساِر في الغرِب‬
‫بإدارٍة ثالثّي ٍة (باألبيض)‪.‬‬
‫معاهدة ڤرساي في عيون األلمان (حوالي العام ‪.)1920‬‬
‫مجهولة الرسام‪.‬‬

‫مظاهرة ضد معاهدة ڤرساي‪ ،‬برلين (‪( ،)1932‬األرشيف‬


‫االتحادي األلماني)‬
‫رسم فرنسي ساخر عن معاهدة بوخارست (‪،)1918‬‬
‫والتي اشترطِت الهدنُة إلغاءها‪ .‬وفيها القيصر األلماني‬
‫فيلهلم الثاني يهدد إمرأًة (رومانيا)‪ ،‬ويملي عليها شروط‬
‫االستسالم‪.‬‬

‫الهوامش‬
‫‪ .1‬من حيث الرقم المطلق لعدد الوفيات‪ ،‬أما نسبًة إلى‬
‫عدد السكان فلربما كان الطاعون األسود (باإلنجليزية‪:‬‬
‫‪)The Black Death‬‏ ما بين (‪ )1350-46‬األكثر فتكًا‬
‫في التاريخ حيث يعتقد أن ثلث سكان أوروپا قَض وا‬
‫نحبهم بسببه‪.‬‬

‫‪ .2‬تخلِت العائلة المالكة البريطانية عن لقبها األلماني‬


‫واتخذت بدَال منه لقب "عائلة ويندسور" عام ‪.1917‬‬

‫‪ .3‬الحُّق أَّن مبادَئ ويلسوَن طالبْت بإدارٍة عادلٍة‬


‫للمستعمراِت تخدُم مصالَح شعوبها‪ ،‬فلْم تُك فكرُة‬
‫"االنتداِب " قد بزغْت بعد‪.‬‬
‫‪" .4‬ترييستي"‪ :‬مرفٌأ إيطالٌّي هاٌّم على األدرياتيك‪ ،‬كانْت‬
‫محَّل نزاٍع على السيطرِة بيَن يوچوسالڤيا وإيطاليا‬
‫عقَب الحرب العالمية الثانية‪ .‬ذكرها اإلدريسي باسِم‬
‫"إصطاجانكو"‪« :‬ومْن كرادس [(باإليطالية‪:‬‬

‫‪)Grado‬‏] إلى إصطاجانكو خمسُة أمياٍل وهَي‬


‫ا ٌة األ ا‬ ‫ُة ال‬ ‫ٌة‬
‫مدينة متحضرٌة كبيرُة القطِر عامرٌة باألجناِد‬
‫والعّم اِل والّر جاِل والّت جاِر والّص نا ‪ ،‬وهَي حصينٌة‬
‫ِع‬
‫على نهٍر كبيٍر يأتي إليها مْن مسافٍة قريبٍة لكّن ُه‬
‫كبيٌر ومنُه شرُبهْم ‪ ،‬وهذِه المدينُة على آخِر طرِف‬
‫ُج وِن البنادقِة [الُج ون‪ :‬الخليج] وآخِر بالِد‬
‫البنادقيّي َن وُف ْر ضُة [أي منفُذ ] بالِد إيكالية‬
‫يغزي»‪.‬‬ ‫[(بالالتينية‪ ])Aquileia :‬وفيها أسطوٌل‬
‫من كتاب "نزهُة المشتاِق في اختراِق اآلفاِق " للشريِف‬
‫اإلدريسي (‪)559-493‬هـ\(‪1166-1100‬م)‪ .‬تعرضِت‬
‫األقلية السالڤونية في المدينة (نحو ‪ )% 25‬الضطهاٍد‬
‫وضفوٍط للتهجير عقب صعود الفاشية (‪.)1922‬‬

‫‪ .5‬جوباالند‪ :‬إقليٌم يقُع جنوَب غربِّي الصوماِل على خِّط‬


‫االستواِء بيَن الصومال من الشرِق ‪ ،‬وكينيا من الغرِب ‪،‬‬
‫وإثيوبيا من الشماِل ‪ ،‬والمحيط الهندي من الجنوِب ‪،‬‬
‫ضّم ته إيطاليا من مستعمرِة كينيا البريطانّي ِة ‪.‬‬

‫‪ .6‬قطاع أوزو‪ :‬شريٌط من األرِض الصحراوّي ِة على طوِل‬


‫تمئِة م ٍل‬ ‫الحدوِد الل ّي ِة التشادّي ِة بطوِل حوال‬
‫الحدوِد الليبّي ِة ‪-‬التشادّيِة بطوِل حوالْي ستمئِة ميٍل ‪،‬‬
‫ومساحِة حوالْي ثمانيَن ألِف كيلومتر مربع‬
‫‪ .7‬معرض الصور‬

‫‪ .8‬لقب «چراف» ‪( Graf‬ومؤنثه ‪ )Gräfin‬في ألمانيا لقُب‬


‫نبالٍة خالل العهد القيصري وما قبل يقابل في فرنسا‬
‫كونت أو ُق ُّم ص (و"كونتيسة")‪ .‬في العهد الجمهوري‬
‫منذ ‪ 1919‬أصبح قانونيًا جزءًا من اسم العائلة لمن‬
‫كان يحمل اللقب في السابق‪.‬‬

‫‪ .9‬جميع المساحات الواردة هي المساحات الحالية‪ ،‬وربما‬


‫يكون جرى عليها تعديٌل طفيٌف منذ ذلك الوقت‪.‬‬

‫‪ .10‬تاريخيًا كانت ثمة تبعية للدويالت األلمانية‬


‫لـ"إلمبراطورية الرومانية المقدسة لألمة الجرمانية"‬
‫تتمثل بشخص اإلمبراطور فقط‪ .‬في القرن التاسع‬
‫عشر ومن بعد الحروب النابليونية كان ثمة تنافس‬
‫بين "إمبراطورية النمسا والمجر" و"مملكة بروسيا"‬
‫على زعامة ألمانيا وتوحيدها‪ ،‬وانتهى الصراع لصالح‬
‫ح‬ ‫رع‬ ‫و هى‬ ‫ي وو ي‬ ‫ىز‬
‫بروسيا عام ‪ .1871‬بعد الحرب العالمية األولى‬
‫وتحول النمسا من قطٍب ومركز قراٍر في أوروبا إلى‬
‫دولٍة صغيرٍة خشي الحلفاء من انسياقها وراء النفوذ‬
‫األلماني مدعومًا باللغة والثقافة المشتركتين‪ ،‬مما‬
‫يعني هيمنًة ألمانيًة على وسط القارة وشرقها ‪-‬خاصًة‬
‫في ظل غياب ثقٍل روسٍّي من الشرق‪ -‬فاتفقت آراؤهم‬
‫على منع وحدة النمسا وألمانيا‪ .‬في ‪ 13‬مارس‪/‬آذار‬
‫‪ 1938‬وبعمليٍة عسكريٍة تمت سلميًا ضمت ألمانيا‬
‫النازية النمسا‪ ،‬وبعد يومين أعلن هتلر من ڤيينا ما‬
‫أسماه «إعادة توحيد» مع «بقية ألمانيا»‪ ،‬ولسبع‬
‫سنواٍت حتى نهاية الحرب اتحد البلدان اللذان لم‬
‫يعرفا مطلقًا اتحادًا بينهما طيلة تاريخهما‪.‬‬

‫‪Wilson's Point XIII: "an independent Polish .11‬‬


‫‪state"... "which should be assured a free‬‬
‫‪."and secure access to the sea‬‬

‫‪ .12‬أعلن هتلر الحرب على پولندا في األول من سبتمبر‪/‬‬


‫أيلول ‪ ،1939‬وردت فرنسا وبريطانيا بإعالنها على‬
‫ألمانيا في الثالث منه‪.‬‬
‫ي ي‬
‫‪ .13‬فقرة تقييمات تاريخية‬
‫‪ .14‬أي ما ُي قارُب ‪ 768‬ملياَر دوالٍر أمريكٍّي بتقديراِت عاِم‬
‫‪( 2010‬انظر‪Why Did World War I Just :‬‬
‫‪End?", Claire Suddath, "Time" Site (https://‬‬
‫‪web.archive.org/web/20180526234707/h‬‬
‫‪ttp://content.time.com/time/world/articl‬‬
‫)‪( e/0,8599,2023140,00.html‬موقع مجلة‬
‫تايم)‪ .27/10/2010 ،‬اطلع عليه بتاريخ‬
‫‪.).11/02/2021‬‬
‫للمقارنة كان الناتج المحلي اإلجمالي السنوي أللمانيا‬
‫قبل الحرب حوالي ‪ 12‬مليار دوالر‪.‬‬

‫‪ .15‬للمقارنة كانت التعويضات المفروضة على بلغاريا‬


‫‪ 100‬مليون جنيٍه استرليني‪.‬‬

‫‪ُ .16‬ص ّنفِت األسناد في ثالث فئاٍت ‪« :‬إيه»‪ ،‬و«بي»‪،‬‬


‫و«سي»‪ .‬توّج ب على ألمانيا تسديد األسناد فئتي‬
‫«إيه» و«بي» ومجموعها ‪ 50‬مليار مارٍك ألماني‬
‫(‪ 12.5‬مليار دوالٍر أمريكٍّي ) دونما قيٍد أو شرط‪ ،‬أما‬
‫ٍّي‬ ‫ٍر‬
‫سداد أسناد «سي» ‪-‬وكانت بال فوائَد ‪ -‬فيتوقف على‬
‫قدرة ألمانيا على الدفع‪ ،‬وتقييم لجنة التعويضات‪.‬‬

‫‪ .17‬صندوق غرق (باإلنجليزية‪)sinking fund :‬‏‪ :‬هو‬


‫صندوق ُي نشؤه كيان اقتصادي عن طريق تخصيص‬
‫اإليرادات على مدى فترٍة زمنيٍة لتمويل نفقاٍت‬
‫رأسماليٍة مستقبليٍة ‪ ،‬أو لسداد ديٍن طويل األجل‪ُ .‬ي شار‬
‫إلى اقتراض األموال عن طريق إصدار السند بالسند‬
‫العائم‪ ،‬أما الغرق فنقيضه وهو سداد الديون أو‬
‫الحصول على أصوٍل رأسماليٍة بدون اقتراٍض ‪.‬‬

‫‪ .18‬بنهاية الحرب العالمية األولى كانت ديون بريطانيا‬


‫تبلغ نحو ‪ 109‬بالمئة من قيمة ناتجها المحلي‬
‫اإلجمالي‪ ،‬لتغدَو في العام ‪ُ 1934‬ق رابة ‪ 200‬بالمئة‬
‫منه‪ .‬انظر "هل يشهد العالم األيام األخيرة‬
‫لإلمبراطورية األمريكية"‪" :‬قناة نعرف"‪ ،‬يوتيوب‪،‬‬
‫تاريخ النشر‪.2021 /9 /7 :‬‬
‫‪ .19‬المعنى الحرفي لـ"‪( "Cordon Sanitaire‬مقتبس من‬
‫الفرنسية) هو "الطوق الصحي"‪ ،‬ويستخدم على سبيل‬
‫االستعارة (باإلنجليزية‪)Metaphor :‬‏ ليشير بشكٍل‬
‫أساسٍّي لـ"االحتواء اإليديولوجي"‪ .‬وهو نظام‬
‫التحالفات الذي أقامته فرنسا في أوروپا بعد الحرب‬
‫العالمية األولى‪ ،‬وتمحورت حوله الدبلوماسية‬
‫الفرنسية فيما بين الحربين‪ ،‬وامتد من فنلندا إلى‬
‫البلقان‪ ،‬والذي ُي طّو ق ألمانيا تمامًا ويعزل روسيا‬
‫(االتحاد السوڤييتي) عن أوروپا الغربية‪ ،‬وهدف إلى‬
‫تكوين طوٍق ضاغٍط على ألمانيا من جهة الشرق بديٍل‬
‫عن روسيا‪ ،‬مما أدى إلى عزل دولتين "مريضتين"‬
‫سياسيًا في أوروپا‪.‬‬

‫‪ .20‬طفل ِس فاح راينالند (باإلنجليزية‪Rhineland :‬‬


‫‪)Bastard‬‏ لقب أطلق على األوالد الذين ولدوا نتيجة‬
‫عالقاٍت خارج الزواج مع أفراد القواِت االستعماريِة‬
‫اإلفريقيِة ‪ُ .‬ي ذكر أن تقرير القائد العام األمريكي أورد‪:‬‬
‫"مما ال شك فيه أن حاالٍت كثيرًة جرى فيها االعتداء‬
‫على فتياٍت ونسوٍة من قبل القوات االستعمارية‬
‫اف‬ ‫اال ل‬ ‫ال ل‬ ‫ال‬
‫الفرنسية الملونة ‪ ...‬حاالٍت لم يجِر تضمينها في‬
‫األرقام الرسمية ‪ ...‬رغبًة طبيعيًة في االبتعاد ‪ ."...‬انظر‬
‫المرجع األخير‪.‬‬

‫‪ .21‬طالب األمير فيصل بن الحسين ممثل مملكة الحجاز‬


‫بلجنٍة الستطالع رغبات الشعب في سوريا الطبيعية‬
‫(بالد الشام) وأجهضها الحلفاء (بريطانيا وفرنسا على‬
‫الخصوص وسايرتهما إيطاليا)‪ ،‬وبالنتيجة لم يشارك‬
‫بها سوى األمريكان (لجنة كينغ ‪ -‬كراين)‪ ،‬وقد قدمت‬
‫إلى سوريا وجالت في عدة مدٍن في كٍّل من فلسطين‬
‫ل نا أل‬ ‫وش ق األ د و و ا (وا تق لت وفودًا‬
‫وشرق األردن وسوريا (واستقبلت وفودًا من لبنان ألن‬
‫السلطة العسكرية الفرنسية منعتها من زيارة لبنان)‪،‬‬
‫واستمعت إلى مطالِب الشعب ورغباته من سياسيين‬
‫ووفوٍد شعبيٍة وجاء تقريرها ‪-‬الذي نشر عام ‪-1922‬‬
‫مؤكدًا على الرغبة الشعبية الساحقة باالستقالل‪.‬‬

‫‪ .22‬كاَن من مصلحِة الواليات المتحدة األمريكية تحرُر‬


‫المستعمراِت لفتِح أسواٍق جديدٍة للبضائِع األمريكّي ِة ‪.‬‬

‫‪ .23‬كانِت النظرُة العاّم ُة إلى المستعمراِت على أنها‬


‫ممتلكاٌت وحسْب ‪.‬‬

‫‪ .24‬يجدر الذكر أنه من مجموع ‪ 116,000‬عامٍل كانوا في‬


‫فرنسا بين (‪ )1918-14‬كان منهم ‪ 78.000‬من‬
‫الجزائريين‪ ،‬و‪ 54.000‬من المغاربة‪ .‬جرت أيضًا تعبئة‬
‫‪ 240.000‬جزائرٍّي خدم معظمهم كجنوٍد في فرنسا‪،‬‬
‫وهذا يشكل أكثر من ثلِث الرجال الفرنسيين الذين‬
‫تتراوح أعمارهم ما بين ‪ .40-20‬انظر‪Gillette &" :‬‬
‫‪"Saydam (1984) P 50‬‬
‫‪. Saydam (1984) P. 50‬‬
‫ووفقًا للمؤرخ المغربي عبد اهلل العروي (بالفرنسية‪:‬‬
‫‪)Laroui‬‏ فقد ُج ّند من الجزائر ‪ 173.000‬جندٍّي لقي‬
‫منهم ‪ 25.000‬حتوفهم‪ ،‬ومن تونس ‪ 56.000‬قتل‬
‫منهم ‪ .12.000‬وقد ساعد الجنود المغاربة أيضًا في‬
‫الدفاع عن باريس‪ .‬انظر‪Laroui (1977) PP. 12 & :‬‬
‫‪.351‬‬

‫‪ .25‬علمًا أن "بنك سوريا ولبنان الكبير" المخَّو ل بإصدار‬


‫النقد السوري تأسس برساميَل فرنسيٍة منذ عام‬
‫‪ 1919‬في پاريس‪ ،‬وبدأت السلطات العسكرية‬
‫الفرنسية بفرض أوراقه النقدية منذ آذار‪/‬مارس‬
‫‪( ،1920‬انظر "صيدا عبر حقب التاريخ‪ :‬منير الخوري‪،‬‬
‫ص‪ .)"324 .‬وكان أحد شروط إنذار غورو (يوليو‪/‬‬
‫تموز ‪ )1920‬الذي ُو ّج ه إلى الحكومة العربية في‬
‫تموز ‪ ) 9 0‬الذي ُوّجه إلى الحكومة العربية في‬
‫دمشق لالستسالم هو سحب النقد الورقي الذي‬
‫أصدرته (الدينار العربي) وفرض الليرة السورية‬
‫المصدَر ة من قبل بنك سوريا ولبنان‪.‬‬

‫‪ .26‬يتحدث يوسف الحكيم مثًال عن نجاح وزارة حقي‬


‫العظم (‪ )1955-1864‬الثانية من يونيو‪/‬حزيران‬
‫‪ 1933‬إلى مايو‪/‬أيار ‪( 1934‬بعد إحدى عشرة سنًة‬
‫من االنتداب الرسمي‪ ،‬وثالث عشرة سنًة من‬
‫االحتالل) بتخفيض دين سوريا من سبعيَن إلى أربعٍة‬
‫وعشرين مليون ليرٍة تركيٍة من أصل ديون الدولة‬
‫العثمانية‪( .‬انظر "سورية واالنتداب الفرنسي"‪ :‬يوسف‬
‫و‬ ‫ر ي‬ ‫و‬ ‫ور‬ ‫ر‬ ‫(‬
‫الحكيم‪ ،‬ص‪.)236 .‬‬
‫يذكر أن معاهدة لوزان (‪- )1923‬التي ُع قدت بديلًة‬
‫عن معاهدِة سيڤر‪ -‬قد ألزمِت الجمهوريَة التركيَة‬
‫بسداد ثلثي الدين العثماني العام فقط‪.‬‬

‫‪ .27‬لم تستطع كل من النمسا والمجر وتركيا سوى تسديد‬


‫القليل من التعويضات أو عدم الدفع على اإلطالق‬
‫بسبب الوضع االقتصادي المتردي‪ ،‬وألغيت نتيجة ذلك‬
‫طلبات التعويض‪ .‬وفي حالة بلغاريا ُخ ّف ضت‬
‫تعويضاتها (‪ 100‬مليون استرليني) بعد دفع جزٍء‬
‫يسيٍر فقط‪ ،‬ثم ألغيت الحقًا‪.‬‬

‫‪ .28‬اعتبر أنه كان على هذه الصيغة أن تكون‪" :‬‬


‫‪Germany accepts responsibility of‬‬
‫‪Germany and her allies causing all the‬‬
‫‪" :"...loss and damage‬ألمانيا تقبل مسؤولية‬
‫ألمانيا وحلفائها بالتسبب بكِّل الخسائر واألضرار‪"...‬‬

‫‪ .29‬بلغ مجموع ما حصلت عليه أستراليا من تعويضاٍت‬


‫عن مشاركتها في الحرب أكثر بقليٍل من خمسة‬
‫ر ه ي رب ر ب يٍل ن‬ ‫ن‬
‫ماليين ونصف مليون جنيٍه إسترليني (‪5,571,720‬‬
‫‪ ،)₤‬بينما قدرِت التكلفة الحقيقية لمشاركتها بنحو‬
‫سبعٍة وسبعين وثالثمئِة مليوٍن (‪.)₤ 376,993,052‬‬
‫انظر‪ ،Souter (2000) :‬ص‪.354 .‬‬
‫مثاٌل على الخسائر الفادحة الناجمة عن الحرب‪.‬‬

‫‪ .30‬سياسة أستراليا البيضاء‪ :‬مصطلح يلخص مجموعًة‬


‫من السياساِت العرقيِة التاريخيِة منذ عام ‪1901‬‬
‫الهادفِة لمنع األشخاص من أصوٍل عرقيٍة غير أوروپيٍة‬
‫‪-‬خاصًة اآلسيويين وسكان جزر المحيط الهادي‪ -‬من‬
‫الهجرة إلى أستراليا‪ .‬قامِت الحكومات األسترالية‬
‫الالحقة بتفكيك هذه السياسات تدريجّي ًا بين العامين‬
‫‪ 1949‬و‪.1973‬‬
‫‪ .31‬مما ورد في كلمة ماكينو‪« :‬كان الهدف الكامل من‬
‫الرابطة [عصبة األمم المقترحة] هو تنظيم سلوك‬
‫ًا‬ ‫ًا‬
‫األمم والشعوب تجاه بعضها بعض طبق لمعياٍر‬
‫أخالقٍّي أعلى مما كان سائدًا في الماضي‪ ،‬وإقامة‬
‫العدل في جميع أنحاء العالم»‪ ،‬وفي هذا الصدد‬
‫كانت أخطاء التمييز العنصري ‪-‬وال تزال‪ -‬مصدر‬
‫«استياٍء عميٍق من جانب أعداٍد كبيرٍة من‬
‫استياٍء عميٍق من جانب أعداٍد كبيرٍة من‬
‫الجنس البشري»‪ ،‬مما أّث ر بشكٍل مباشٍر على حقوقهم‬
‫واعتزازهم‪ .‬وقال إن العديد من الدول قاتلت في‬
‫الحرب األخيرة إلنشاء نظاٍم دولٍّي جديٍد ‪ ،‬وارتفعت‬
‫آمال مواطنيها اآلن إلى آفاٍق جديدٍة مع النصر‪.‬‬
‫وبالنظر إلى أهداف الرابطة‪ ،‬وأخطاء الماضي‪،‬‬
‫وتطلعات المستقبل قال ماكينو بأنه ينبغي لقادة العالم‬
‫المجتمعين في باريس أن يعلنوا صراحًة دعمهم‬
‫«لمبدأ المساواة بين الدول والمعاملة العادلة‬
‫لرعاياهم»‪.‬‬
‫انظر‪ ،Lauren (1978) :‬ص‪.270 .‬‬

‫‪ .32‬الرئيس وودرو ويلسون في حديٍث عن "عصبة األمم"‬


‫أمام جمهور مأدبة غداٍء في بورتالند‪.‬‬

‫‪« .33‬السالم القرطاجي»‪ :‬استعارة مجازية تعني فرض‬


‫"سالٍم " وحشٍّي للغاية يهدف إلى شِّل الطرف الخاسر‬
‫بشكٍل دائٍم ‪ .‬اشتق المصطلح من شروط السالم التي‬
‫فرضتها الجمهورية الرومانية على اإلمبراطورية‬
‫القرطاجية في أعقاب الحروب البونية (باإلنجليزية‪:‬‬
‫‪)Punic Wars‬‏ الثالث‪ ،‬والتي ربما كانِت الشروط‬
‫األفدح التي سجلها التاريخ‪ .‬بعد الحرب البونية‬
‫الثانية خسرت قرطاجة جميع مستعمراتها‪ ،‬وأجبرت‬
‫على التجريد من السالح‪ ،‬ودفِع جزيٍة دائمٍة لروما‪،‬‬
‫وُم نعت من شِّن حرٍب دونما إذٍن من روما‪ .‬في نهاية‬
‫الحرب البونية الثالثة أحرق الرومان قرطاجة‪،‬‬
‫واسترّق وا سكانها‪ ،‬وقيل بأنهم نثروا الملح على أرضها‬
‫لئال ُت نبَت ثانيًة ‪ .‬اشتهر المصطلح على مستوًى عالمٍّي‬
‫بعدما استعاره كينز لوصف معاهدة ڤرساي‪.‬‬

‫‪ .34‬تقول "سالي ماركس" في مقالٍة لها في نقد كتاب‬


‫كينز‪« :‬لما يقرب من أربعين عامًا جادل مؤرخو‬
‫دبلوماسية القرن العشرين بأن معاهدة فرساي‬
‫كانت أكثر منطقيًة مما توحي به سمعتها‪ ،‬وأنها‬
‫لم ُت سّبْب بحد ذاتها الكساد‪ ،‬أو صعود هتلر‪ ،‬أو‬
‫الحرب العالمية الثانية»(ص‪ .)632 .‬تدعي ماركس‬
‫أيضًا أن الكتاَب «جداٌل المٌع ‪ ،‬لكنه مشوه»(ص‪.‬‬
‫‪ ،)636‬وأنه «فقَد عند البحاثة مصداقّي ته منذ‬
‫طويلٍة »‪ ،‬وأن كينز ندم على كتابته(ص‪.)656 .‬‬ ‫فترٍة‬
‫انظر‪ :‬ماركس‪" :‬أخطاء وأساطير‪ :‬الحلفاء‪ ،‬وألمانيا‪،‬‬
‫ومعاهدة ڤرساي‪ ،"1921-1918 ،‬مجلة التاريخ‬
‫المعاصر‪ ،‬عدد ‪ ،85‬جزء ‪( ،3‬سبتمبر ‪ ،)2013‬ص ص‪.‬‬
‫‪doi:10.1086/670825. JSTOR .659–632‬‬
‫‪.10.1086/670825. S2CID 154166326‬‬

‫‪ .35‬ال بد من اإلشارة إلى أن القطاع المصرفي األمريكي‬


‫وجد في نتائج الحرب ‪-‬عندما خرجت جميع الدول‬
‫المشاركة على شفير اإلفالس عدا الواليات المتحدة‬
‫التي غدِت األكثَر ثراًء على مستوى العالم‪ -‬وجد فيها‬
‫فرصًة ذهبيًة لالستثمار وإعادة تدوير الرساميل‬
‫المصرفية بتشجيع تمويل االقتصادات المدمرة‪ ،‬ومن‬
‫هنا يأتي تفسيٌر ‪-‬ولو جزئٌّي ‪ -‬لألرقام الفلكية‬
‫للتعويضات على أنها استثمار مصرفي أمريكي عن‬
‫للتعويضات على أنها استثمار مصرفي أمريكي عن‬
‫طريق إقراض ألمانيا‪.‬‬
‫يعتبر المؤرخ "ستيفان آالن شوكر" ‪-‬مثًال‪ -‬بشأن‬
‫التعويضات (‪ )1933-19‬أن تدفق رأس المال‬
‫األمريكي تجاوز بشكٍل كبيٍر المدفوعاِت األلمانيَة ‪،‬‬
‫بحيث تلقت ألمانيا دعمًا بلغ أربعة أضعاف المبلغ الذي‬
‫اُت فق عليه في خطة مارشال بعد الحرب العالمية‬
‫الثانية‪ .‬انظر‪Masood (2018). "Promise to :‬‬
‫‪Pay (Vol. I): Banks, Battles & Bellies". K. M.‬‬
‫‪Rizvi (Independently Published). ISBN‬‬
‫‪ .978-1-7920-9582-5‬مؤرشف من األصل في ‪22‬‬
‫يوليو ‪( .2021‬باإلنجليزية)‪.‬‬

‫‪ .36‬نسبًة إلى بسمارك المستشار (رئيس الوزراء) الپروسي‬


‫ما بين (‪ )1890-62‬الذي يعود له الفضل في إنجاز‬
‫الوحدة األلمانية‪.‬‬

‫‪ .37‬العالم األلماني الذي كان مسؤوًال عن تطوير برنامج‬


‫الصواريخ األلماني خالل العهد النازي‪.‬‬

‫‪ .38‬في العام ‪ 1935‬وفي غضون سنتين من مجيء هتلر‬


‫تجاوز الناتج اإلجمالي المحلي األلماني ألول مرٍة منذ‬
‫ل ال طان‬ ‫ال‬
.‫الحرب مثيله البريطاني‬

‫المراجع‬

‫مسرد المراجع‬

1. Treaty of Versailles Preamble (https://en.


wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/
Preamble) ‫( نسخة محفوظة‬https://web.arch
ive.org/web/20190503035149/https://en.
wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/

Preamble) 2019-05-03 ‫على موقع واي باك‬


‫مشين‬.
2. Treaty of Versailles Signatures and
Protocol (https://en.wikisource.org/wiki/Tr
eaty_of_Versailles/Protocol) ‫نسخة محفوظة‬
(https://web.archive.org/web/201905040
64932/https://en.wikisource.org/wiki/Trea
ty of Versailles/Protocol) 2019-05-04 ‫على‬
ty_o _ e sa es/ otoco ) 0 9 05 0 ‫على‬
‫موقع واي باك مشين‬.
3. Treaty of Versailles/Part VII (https://en.wi
kisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Pa
rt_VII) ‫( نسخة محفوظة‬https://web.archive.
org/web/20190308025028/https://en.wik
isource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Part
_VII) 2019-03-08 ‫على موقع واي باك مشين‬.

4. Treaty of Versailles/Part III (https://en.wi


kisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Pa
rt_III) ‫( نسخة محفوظة‬https://web.archive.o
rg/web/20190308022900/https://en.wikis
ource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Part_I
II) 2019-03-08 ‫على موقع واي باك مشين‬.

5. Treaty of Versailles/Part XII (https://en.wi


kisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Pa
rt_XII) ‫( نسخة محفوظة‬https://web.archive.
org/web/20190308023550/https://en.wik
isource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Part
_XII) 2019-03-08 ‫على موقع واي باك مشين‬.

6. Treaty of Versailles/Part VIII (https://en.


wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/
Part_VIII) ‫( نسخة محفوظة‬https://web.archi
ve.org/web/20190308023957/https://en.
wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/
Part_VIII) 2019-03-08 ‫على موقع واي باك‬
‫مشين‬.
7. Beller 2007، 95-182 ‫صفحة‬.
8. Bessel 1993، 48–47 ‫صفحة‬.
9. Hardach 1987، 84–183 ‫صفحة‬.
10. Simkins 2002، 71 ‫صفحة‬.
11. Tucker & Roberts 2005، 638 ‫صفحة‬.
12. Schmitt 1960، 101 ‫صفحة‬.
13. Schmitt 1960، 102 ‫صفحة‬.
14. Weinberg 1994، 8 ‫صفحة‬.
15. Boyer et al. 2009، 526 ‫صفحة‬.
16. Edmonds 1943، 1 ‫صفحة‬.

17. Martel 1999، 18 ‫صفحة‬.


18. Grebler 1940، 78 ‫صفحة‬.
19. Mowat 1968، 213 ‫صفحة‬.
20. Fuller 1993.
21. Marks 2013، 650 ‫صفحة‬.
22. March & 1919 Brussels agreement.
23. Paul، 145 ‫صفحة‬.
24. Marks 2013، 651 ‫صفحة‬.
25. Proceedings of the National Assembly
1919، 635–631 ‫صفحات‬.

26. Deutsche Allgemeine Zeitung 1919.


27. Roerkohl 1991، 348 ‫صفحة‬.
28. Rudloff 1998، 184 ‫صفحة‬.
29. Rubner 1919، 15 ‫صفحة‬.
30. Common Sense (London) 5 July 1919.
31. Bane 1942، 791 ‫صفحة‬.

32. Link 1972، 282–252 ‫صفحات‬.


33. Tucker & Roberts 2005، 429 ‫صفحة‬.
34. Cooper 2011، 424–422 ‫صفحات‬.
35. Rogers 1964، 462-260 ‫صفحات‬.
36. Jeffery K. Taubenberger and David M.
Morens. 1918 Influenza: the Mother of All
Pandemics. CDC:history (https://wwwnc.c
dc.gov/eid/vol12no01/05-0979.htm)
dc.gov/eid/vol12no01/05 0979.htm)
‫( نسخة محفوظة‬https://web.archive.org/we
b/20110903014210/http://www.cdc.gov/
ncidod/eid/vol12no01/05-0979.htm)
2011-09-03 ‫على موقع واي باك مشين‬.

37. Spanish flu facts. Channel 4 news.


retrieved 1 May 2009 (http://www.channel
4.com/news/articles/world/spanish%20fl
u%20facts/111285)[‫نسخة ]وصلة مكسورة‬
‫( محفوظة‬https://web.archive.org/web/201
00127100727/http://www.channel4.com/
news/articles/world/spanish%20flu%20fa
cts/111285) 2010-01-27 ‫على موقع واي باك‬
‫مش ن‬
‫مشين‬.
38. The 'bird flu' that killed 40 million (http://n
ews.bbc.co.uk/2/hi/health/4350050.stm).
BBC News. October 19, 2005. ‫نسخة‬
‫( محفوظة‬https://web.archive.org/web/201
71107104411/http://news.bbc.co.uk/2/h
i/health/4350050.stm) 2017-11-07 ‫على‬
‫موقع واي باك مشين‬.

39. "What really happened during the 1918


influenza pandemic? The importance of
bacterial secondary infections". The
Journal of Infectious Diseases. 196 (11):
1717–1718, author reply 1718–1719.
2007 ‫ديسمبر‬. doi: 10.1086/522355 (http
s://doi.org/10.1086%2F522355).
PMID 18008258 (https://pubmed.ncbi.nl
m.nih.gov/18008258).
m.nih.gov/18008258).

40. "The 1918 influenza pandemic: Insights


for the 21st century". The Journal of
Infectious Diseases. 195 (7): 1018–1028.
2007 ‫أبريل‬. doi: 10.1086/511989 (https://
doi.org/10.1086%2F511989).
PMID 17330793 (https://pubmed.ncbi.nl
m.nih.gov/17330793).

41. Andrew Price-Smith, Contagion and


Chaos, MIT Press, 2009.

42. Slavicek 2010، 37 ‫صفحة‬.


43. Lentin 1985، 84 ‫صفحة‬.
44. Weinberg 1994، 12 ‫صفحة‬.
45. Slavicek 2010، 1–40 ‫صفحات‬.
46. Venzon 1999، 439 ‫صفحة‬.
47. Lentin 2012، 22 ‫صفحة‬.
48. Thomson, David 1970، 605 ‫صفحة‬.
49 Haigh Christopher ed 1990
49. Haigh, Christopher, ed. 1990.
50. Slavicek, Louise Chipley 2010، -43 ‫صفحة‬
44.

51. Schmitt, Bernadotte 1960، :)1( 104 ‫صفحة‬


110–101.

52. Brezina, Corona (2006), Primary Sources


of American Treaties.

53. Yearwood, Peter J. (2009), Guarantee of


Peace.

54. Slavicek, Louise Chipley 2010.


55. Keynes 1920.
56. Keylor, William R. 1998، 34 ‫صفحة‬.
57. Lentin, Antony & 1992 Vol. 42 no. 12،
28 ‫صفحة‬.

58. Lentin, Antony & 1992 Vol. 42 no. 12،


32–28 ‫صفحة‬.

59. Trachtenberg & Marc 1982، :)3( 17 ‫صفحة‬


506–487.

60. Trachtenberg & Marc 1982، :)3( 17 ‫صفحة‬


490.

61. Cooper, John Milton 2011، & 454 ‫صفحة‬


505.

62. Brezina, Corona 2006، 21 ‫صفحة‬.


63. Slavicek, Louise Chipley 2010، & 46 ‫صفحة‬
7.

64. Slavicek, Louise Chipley 2010، 65 ‫صفحة‬.

65. Macmillan, ch 22.


66. Burgwyn، H. James (1993). Legend of the
Mutilated Victory: Italy, the Great War and
the Paris Peace Conference, 1915–1919.
{{‫}}استشهاد بكتاب‬: ‫يحتوي االستشهاد على‬
=‫ |مساراألرشيف‬:‫وسيط غير معروف وفارغ‬
)‫(مساعدة‬

67. Probst 2019.


68 W R: "shrivelled hand" speech
68. W-R: shrivelled hand speech.
69. Boemeke, Feldman & Glaser 1998،
538–537 ‫صفحة‬.

70. Binkley & Mahr 1926، 399 ‫صفحة‬.


71. Craig & Gilbert 1994، 141 ‫صفحة‬.
72. Slavicek, Louise Chipley 2010، 114 ‫صفحة‬.

73. Treaty of Versailles (https://en.wikisourc


e.org/wiki/Treaty_of_Versailles) ‫نسخة‬
‫( محفوظة‬https://web.archive.org/web/201
90503012732/https://en.wikisource.org/
wiki/Treaty_of_Versailles) 2019-05-03 ‫على‬
‫موقع واي باك مشين‬.
74. Austrian treaty signed in amity". ‫نيويورك‬
‫ مؤرشف من‬،12 ‫ صفحة‬،1919 ‫ سبتمبر‬11 ،‫تايمز‬
2014 ‫ فبراير‬19 ‫األصل في‬.
75. Neuilly-sur-Seine official site (‫)بالفرنسية‬،
‫ على موقع واي‬،2008 ‫ نوفمبر‬19 ‫نسخة محفوظة‬
‫باك مشين‬.
76. "A kartográfia története" (‫)باللغة المجرية‬.
Babits Publishing Company، ‫مؤرشف من‬
29 ‫ اطلع عليه بتاريخ‬،2006 ‫ يوليو‬10 ‫األصل في‬
2021 ‫أيار‬.

77. Treaty of peace with Turkey, signed at


Sèvres, August 10, 1920 (https://web.archi
ve.org/web/20180804105807/http://treat
ies.fco.gov.uk/docs/pdf/1920/ts0011.pd
f)

78. Truitt, Wesley B. 2010.


79. Martin 2007، ‫ صفحة‬xiii.
80. Russell, Frank M. 1951، 106-103 ‫صفحة‬.
81 Reinach Joseph 1920
81. Reinach, Joseph 1920.
82. Ther & Siljak 2001، 123 ‫صفحة‬.
83. Bartov & Weitz 2013، 490 ‫صفحة‬.
84. Bullivant, Giles & Pape 1999، –43 ‫صفحات‬
44.

85. Albrecht-Carrie 1940، 9 ‫صفحة‬.


86. Steiner 2007.
87. Peckham, Robert Shannan, ed. 2003.

88. Effectives and Cadres of the German


Army (https://en.wikisource.org/wiki/Trea
ty_of_Versailles/Part_V) ‫( نسخة محفوظة‬htt
ps://web.archive.org/web/201904270823
11/https://en.wikisource.org/wiki/Treaty_
of_Versailles/Part_V) 2019-04-27 ‫على موقع‬
‫واي باك مشين‬.
89. « La demande italienne d’application du
pacte de Londres », article du site Prassi
I li di Di i I i l d C il
Italiana di Diritto Internazionale du Conseil
National de la Recherche 03 ‫نسخة محفوظة‬
‫ على موقع واي باك مشين‬2016 ‫مارس‬.

90. Text of the Treaty of Saint-Germain-en-


Laye (https://www.austlii.edu.au/au/othe
r/dfat/treaties/1920/3.html) ‫نسخة محفوظة‬
(https://web.archive.org/web/201810041
44901/http://www.austlii.edu.au/au/othe
r/dfat/treaties/1920/3.html) 2018-10-04
‫على موقع واي باك مشين‬.
91. Brook-Shepherd، 245 ‫صفحة‬.
92. Arno J. Mayer 1967، 369 ‫صفحة‬.
93. Francis Deak 1942، 45 ‫صفحة‬.
94. Miller, Vol. IV, Document 246، 209 ‫صفحة‬.
95. Bruegel, Johann Wolfgang 1973، 45 ‫صفحة‬.
96. "WWI Casualty and Death Tables". PBS.
Archived from the original on 3 October
2016. Retrieved 28 July 2018.

97. Neuilly-sur-Seine official site (http://www.


ville-neuillysurseine.fr/1-13291-Son-histoir
e.php)(in French)[‫نسخة محفوظة ]وصلة مكسورة‬
(https://web.archive.org/web/200811190
45746/http://www.ville-neuillysurseine.fr/
1-13291-Son-histoire.php) 2008-11-19 ‫على‬
‫موقع واي باك مشين‬.
98. Mintchev, Veselin & October 1999 Vol. 3
no. 99، 124 ‫صفحة‬.

99 "A l P j t P id tW d
‫‪99. "Avalon Project - President Woodrow‬‬
‫‪Wilson's Fourteen Points".‬‬
‫‪avalon.law.yale.edu. Retrieved 2015-12-‬‬
‫‪20.‬‬

‫‪.‬صفحة ‪100. Frucht, Richard, ed. 2004، 24‬‬


‫‪ iii.‬صفحة ‪101. Martin, Lawrence 2007،‬‬
‫‪.‬صفحة ‪102. Brezina, Corona 2006، 34‬‬
‫‪103. Boemeke, Manfred F.; Feldman, Gerald D.‬‬
‫‪.‬صفحة ‪& Glaser, Elisabeth, eds. 1998، 325‬‬

‫عن مصير هؤالء السكان وحْس َب األب لوثار جروب ‪104.‬‬


‫(‪ 28‬أغسطس‪/‬آَب ‪ )2004‬في مقالة «البحث عن‬
‫األلمان» في الشرق‪« :‬لم يبدأ االضطهاُد مع «األحِد‬
‫الدامي في برومبيرج» قبل ‪ 50‬عامًا »‪ .‬ومن بين‬
‫‪ 1,058,000‬ألمانٍّي كانوا مازالوا يعيشون في بوزن‬

‫وپروسيا الغربية عاَم ‪ 1921‬وجَد كارتييه‪« :‬بحلوِل‬


‫عام ‪ 1926‬هاجَر ‪ 758,867‬تحت الضغِط‬
‫الپولندي‪ .‬وبعد مزيٍد من المحنِة قدرْت وزارة‬
‫الداخليِة في وارسو عدَد السكان من أصٍل ألمانٍّي‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ بأقل من ثالثمئِة ألِف‬1939 ‫تموز‬/‫ يوليو‬15 ‫في‬
‫) شخص‬300,000(».
(‫ الصحيفة العامة الپروسية‬Preussische
Allgemeine Zeitung (‫)باأللمانية‬، (/‫ أغسطس‬28
2004 ‫)آَب‬، (Retrieved 22 Seb. 2010 -
2010 ‫أيلول‬/‫ سبتمبر‬22 ‫)استرجعْت في‬.

105. Part_XIV Treaty of Versailles, Article 430-


Western Europe (https://en.wikisource.or
g/wiki/Treaty_of_Versailles/) ‫نسخة‬
‫( محفوظة‬https://web.archive.org/web/201
90308023700/https://en.wikisource.org/
wiki/Treaty_of_Versailles/Part_III) 2019-
03-08 ‫ مؤرشف من‬..‫على موقع واي باك مشين‬
)2007-5-3( ‫ اطلع عليه في‬.)2008-2-14( ‫األصل‬.

106. Maria Wardzyńska 2009، 37-36 ‫صفحة‬.


107 Mason 1946، 11-5 ‫صفحة‬
107. Mason 1946، 11 5 ‫صفحة‬.
108. Levine 1970، 102 ‫صفحة‬.
109. Part_XIV Treaty of Versailles, Article 430-
Western Europe (https://en.wikisource.or
g/wiki/Treaty_of_Versailles/) ‫نسخة‬
‫( محفوظة‬https://web.archive.org/web/201
90308023700/https://en.wikisource.org/
wiki/Treaty_of_Versailles/Part_XIV) 2019-
03-08 ‫على موقع واي باك مشين‬.

110. Shuster 2006.


111. Part_V Treaty of Versailles, preamble. (ht
tps://en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Ver
sailles/) ‫( نسخة محفوظة‬https://web.archiv
e.org/web/20190308023700/https://en.w
ikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Pa
rt_V) 2019-03-08 .‫على موقع واي باك مشين‬
‫ اطلع عليه في‬.)2008-2-14( ‫مؤرشف من األصل‬
)2007-5-3(.

112. Part_V Treaty of Versailles, Articles 159,


_ y , ,
160, 163 & Table I. (https://en.wikisource.
org/wiki/Treaty_of_Versailles/) ‫نسخة‬
‫( محفوظة‬https://web.archive.org/web/201
90308023700/https://en.wikisource.org/
wiki/Treaty_of_Versailles/Part_V) 2019-
03-08 ‫ مؤرشف من‬.‫على موقع واي باك مشين‬
)2007-5-3( ‫ اطلع عليه في‬.)2008-2-14( ‫األصل‬.

113. Part_V Treaty of Versailles, Articles 173,


174, 175, 176. (https://en.wikisource.org/
wiki/Treaty_of_Versailles/) ‫نسخة محفوظة‬
(https://web.archive.org/web/201903080
23700/https://en.wikisource.org/wiki/Trea
ty_of_Versailles/Part_V) 2019-03-08 ‫على‬
-2-14( ‫ مؤرشف من األصل‬.‫موقع واي باك مشين‬
)2007-5-3( ‫ اطلع عليه في‬.)2008.

114. Part_V Treaty of Versailles, Articles 161,


162, 176. (https://en.wikisource.org/wiki/
Treaty_of_Versailles/) ‫( نسخة محفوظة‬http
s://web.archive.org/web/2019030802370
0/https://en.wikisource.org/wiki/Treaty_of
_Versailles/Part_V) 2019-03-08 ‫على موقع‬
.)2008-2-14( ‫ مؤرشف من األصل‬.‫واي باك مشين‬
)2007-5-3( ‫اطلع عليه في‬.

115. Part_V Treaty of Versailles, Articles 41,


42, 180. (https://en.wikisource.org/wiki/Tr
eaty_of_Versailles/) ‫( نسخة محفوظة‬http
s://web.archive.org/web/2019030802370
0/https://en.wikisource.org/wiki/Treaty_of
_Versailles/Part_V) 2019-03-08 ‫على موقع‬
.)2008-2-14( ‫ مؤرشف من األصل‬.‫واي باك مشين‬
)2007-5-3( ‫اطلع عليه في‬.

116. Part_V Treaty of Versailles, Articles 115.


(https://en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_
Versailles/) ‫( نسخة محفوظة‬https://web.arc
hive.org/web/20190308023700/https://e
n.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versaille
s/Part_V) 2019-03-08 ‫على موقع واي باك‬
‫ اطلع عليه‬.)2008-2-14( ‫ مؤرشف من األصل‬.‫مشين‬
)2007-5-3( ‫في‬.

117. Part_V Treaty of Versailles, Articles 165,


170, 171, 172, 198 & Tables II & III. (http
s://en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Vers
ailles/) ‫( نسخة محفوظة‬https://web.archive.
org/web/20190308023700/https://en.wik
isource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Part
_V) 2019-03-08 .‫على موقع واي باك مشين‬
‫ اطلع عليه في‬.)2008-2-14( ‫مؤرشف من األصل‬
)2007-5-3(.

118. Part_V Treaty of Versailles, Articles 181,


190 (htt // iki / iki/T t
190. (https://en.wikisource.org/wiki/Treat
y_of_Versailles/) ‫( نسخة محفوظة‬https://we
b.archive.org/web/20190308023700/http
s://en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Vers
ailles/Part_V) 2019-03-08 ‫على موقع واي باك‬
‫ اطلع عليه‬.)2008-2-14( ‫ مؤرشف من األصل‬.‫مشين‬
)2007-5-3( ‫في‬.

119. Part_V Treaty of Versailles, Articles 198,


201 & 202 (https://en.wikisource.org/wiki/
Treaty_of_Versailles/) ‫( نسخة محفوظة‬http
s://web.archive.org/web/2019030802370
0/https://en.wikisource.org/wiki/Treaty_of
_Versailles/Part_V) 2019-03-08 ‫على موقع‬
.)2008-2-14( ‫ مؤرشف من األصل‬.‫واي باك مشين‬
)2007-5-3( ‫اطلع عليه في‬.

120. "‫ مؤتمر سان ريمو على موقع‬britannica.com" (h


ttps://web.archive.org/web/20200508053
036/https://www britannica com/event/Co
036/https://www.britannica.com/event/Co
nference-of-San-Remo). britannica.com.
‫( مؤرشف من األصل‬https://www.britannica.c
om/event/Conference-of-San-Remo) ‫في‬
08-05-2020.

121. Martel, Gordon, ed. 2010، 156 ‫صفحة‬..


122. Marks 1978، 237–236 ‫صفحات‬.
123. Ferguson 1998، 414 ‫صفحة‬.

124. Marks 1978، 234–223 ‫صفحات‬.


125. Kramer 2008، 10 ‫صفحة‬.
126. Martel 2010، 156 ‫صفحة‬.
127. BBC News (10 2006 ‫أيار‬/‫)مايو‬. What's a
little debt between friends? (Technical
report) (‫)باإلنجليزية‬. {{‫استشهاد بتقرير‬
‫}}فني‬: ‫يحتوي االستشهاد على وسيط غير معروف‬
‫ |مؤلفون مشاركون‬:‫( =وفارغ‬help) ‫نسخة‬
‫ على موقع واي‬2018 ‫أيلول‬/‫ سبتمبر‬06 ‫محفوظة‬
‫باك مشين‬.
128. Why Did World War I Just End?" By Claire
Suddath, Monday, Oct. 04, 2010", Time (htt
ps://web.archive.org/web/201805262347
07/http://content.time.com/time/world/ar
ticle/0,8599,2023140,00.html) ‫موقع مجلة‬
.2013 ‫ أغسطس‬17 ‫ مؤرشف من األصل في‬."‫"تايم‬
2021 ‫آذار‬/‫ مارس‬01 ‫اطلع عليه بتاريخ‬.

129. Fergusson 1999، 38 ‫صفحة‬.


130. Part_XIV Treaty of Versailles, Article 428.
(https://en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_
Versailles/) ‫( نسخة محفوظة‬https://web.arc
hive.org/web/20190308023700/https://e
n.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versaille
s/Part_V) 2019-03-08 ‫على موقع واي باك‬
‫ اطلع عليه‬.)2008-2-14( ‫ مؤرشف من األصل‬.‫مشين‬
)2007-5-3( ‫في‬.

131. Part_XIV Treaty of Versailles, Article 429.


(https://en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_
Versailles/) ‫( نسخة محفوظة‬https://web.arc
e sa es/) ‫ ( نسخة محفوظة‬ttps:// eb.a c
hive.org/web/20190308023700/https://e
n.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versaille
s/Part_V) 2019-03-08 ‫على موقع واي باك‬
‫ اطلع عليه‬.)2008-2-14( ‫ مؤرشف من األصل‬.‫مشين‬
)2007-5-3( ‫في‬.

132. Part_XIV Treaty of Versailles, Article 430.


(https://en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_
Versailles/) ‫( نسخة محفوظة‬https://web.arc
hive.org/web/20190308023700/https://e
n.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Versaille
s/Part_V) 2019-03-08 ‫على موقع واي باك‬
‫ اطلع عليه‬.)2008-2-14( ‫ مؤرشف من األصل‬.‫مشين‬
)2007-5-3( ‫في‬.

133. Martin Gilbert and Richard Gott 2000،


41 ‫صفحة‬.

134. Emmerson، 23-22 ‫صفحة‬.


134. Emmerson، 23 22 ‫صفحة‬.
135. Emmerson، 97 & 23 ‫صفحة‬.
136. Shore, p.، 7 ‫صفحة‬.
137. Weinberg 1970، 239 ‫صفحة‬.
138. Emmerson، 25 ‫صفحة‬.
139. Young 1996، 21-19 ‫صفحة‬.
140. Young 1996، 21 ‫صفحة‬.

141. Müller, Klaus Jürgen 1987، 48 ‫صفحة‬.


142. Pawley 2008، 84 ‫صفحة‬.
143. Liverman 1996، 92 ‫صفحة‬.
144. Pawley 2008، 2 ‫صفحة‬.
145. Collar 2012، 78 ‫صفحة‬.
146. Pawley 2008، 117 ‫صفحة‬.
147. Mommsen & Foster 1988، 273 ‫صفحة‬.
148. Pawley 2008، 182–181 ‫صفحات‬.
149. Jacobson 1972، 135 ‫صفحة‬.
150 Williamson 2017 245 19 ‫صفحات‬
150. Williamson 2017، 245 ,19 ‫صفحات‬.
151. Edmonds 1943، 147 ‫صفحة‬.
152. Williamson 2017، 247–246 ‫صفحات‬.
153. Pawley 2008، 94 ‫صفحة‬.
154. McDougall 1978، 155 ‫صفحة‬.

155. "Finds Negro troops orderly on Rhine" (htt


ps://web.archive.org/web/202004120501
42/https://timesmachine.nytimes.com/ti
mesmachine/1921/02/20/112671939.pd
f) (PDF). The New York Times. 20 ‫فبراير‬
‫ مؤرشف من األصل‬.1921 (https://timesmachi
ne.nytimes.com/timesmachine/1921/02/
20/112671939.pdf) (PDF) 12-04-2020 ‫في‬.
"Undoubtedly many cases have occurred
where many girls or women have been
assaulted by of the French colored
C l i l hi h
Colonial troops...cases which were not
included in official figures...natural desire
to keep out..."

156. Appiah & Gates 2005، 781 ‫صفحة‬.


157. Baker 2004، 21 ‫صفحة‬.
158. Mommsen & Foster 1988، 129 ‫صفحة‬.
159. Pawley 2008، 87 ‫صفحة‬.

160. Nelson 1975، 252–251 ‫صفحات‬.


161. Part_I Treaty of Versailles. (https://en.wik
isource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/)
‫( نسخة محفوظة‬https://web.archive.org/we
b/20190308023700/https://en.wikisourc
e.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Part_V)
2019-03-08 ‫ مؤرشف‬.‫على موقع واي باك مشين‬
-5-3( ‫ اطلع عليه في‬.)2008-2-14( ‫من األصل‬
)2007.

162. Part_XIII Treaty of Versailles, preamble


and Article 388. (https://en.wikisource.or
g/wiki/Treaty_of_Versailles/) ‫نسخة‬
‫( محفوظة‬https://web.archive.org/web/201
90308023700/https://en.wikisource.org/
wiki/Treaty_of_Versailles/Part_V) 2019-
03-08 ‫ مؤرشف من‬.‫على موقع واي باك مشين‬
)2007-5-3( ‫ اطلع عليه في‬.)2008-2-14( ‫األصل‬.

163. Part_X Treaty of Versailles, Article 295. (h


ttps://en.wikisource.org/wiki/Treaty_of_Ve
rsailles/) ‫( نسخة محفوظة‬https://web.archiv
e.org/web/20190308023700/https://en.w
ikisource.org/wiki/Treaty_of_Versailles/Pa
rt_V) 2019-03-08 .‫على موقع واي باك مشين‬
‫ اطلع عليه في‬.)2008-2-14( ‫مؤرشف من األصل‬
)2007-5-3(.

164. "Article 22". The Covenant of the League


of Nations [‫)باإلنجليزية( ]ميثاق عصبة األمم‬.
‫ يحتوي‬:}}‫ {{استشهاد بكتاب‬.]1924[ 1924
‫ف فا غ‬ ‫ط‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫اال‬
‫االستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ‪| :‬‬
‫مؤرشف من األصل في ‪= (help) 19‬مساراألرشيف‬
‫‪.‬مايو ‪ .2019‬اطلع عليه بتاريخ ‪ 20‬أبريل ‪2009‬‬

‫‪.‬فؤاد مفرج ‪165. 1933‬‬


‫‪166. Gillette & Saydam 1984.‬‬
‫‪167. Laroui 1977.‬‬
‫‪.‬يوسف الحكيم ‪168. 1983‬‬
‫قسم البحوث والدراسات (‪ 24‬مايو ‪169. .)2006‬‬
‫‪"" (https://www.aljazeer‬معاهدة سيفر ‪1920‬‬
‫‪a.net/2006/05/24/%D9%85%D8%B9%D‬‬
‫‪8%A7%D9%87%D8%AF%D8%A9-%D8%B‬‬
‫)‪3%D9%8A%D9%81%D8%B1-1920‬‬
‫الجزيرة نت‪ .‬الدوحة‪ :‬قناة الجزيرة ‪(HTML).‬‬
‫اإلخبارية‪ .‬اطلع عليه بتاريخ ‪.2022–03–21‬‬
‫{{استشهاد ويب}}‪ :‬الوسيط غير المعروف |سنة‬
‫)=‪ |date‬يقترح استخدام( الوصول= تم تجاهله‬
‫)مساعدة(‬

‫‪.‬ستيفن همسلي لونغريغ ‪ ،1958‬صفحة ‪170. 114‬‬


171. Marshall، Ernest (8 1919 ‫)فبراير‬. "Desires
of Hedjaz Stir Paris Critics" (https://web.ar
chive.org/web/20191217042945/https://t
imesmachine.nytimes.com/timesmachin
e/1919/02/08/97069904.pdf) (PDF). New
York Times. ‫( مؤرشف من األصل‬https://time
smachine.nytimes.com/timesmachine/19
19/02/08/97069904.pdf) (PDF) -2019 ‫في‬
17-12.

172. Binkley & Mahr 1926.


173. Morrow 2005.
k ld l
174. Boemeke, Feldman & Glaser 1998.
175. Hagen 1998.
176. Albrecht-Carrié 1940.
177. Lovin 1997، 96 & 9 ‫صفحات‬.
178. Stevenson 1998، 10 ‫صفحة‬.
179. Souter 2000، 354 ‫صفحة‬.

180. Schmitt 1960، 104 ‫صفحة‬.


181. Bell 1997، 22 ‫صفحة‬.
182. Brown 1994، 198–197 ‫صفحة‬.
183. Brown 1994، 203-201 ‫صفحة‬.
184. Slavicek 2010، 75 ‫صفحة‬.
185. Sontag 1971، 22 ‫صفحة‬.
186. Tucker & Roberts 2005، 426 ‫صفحة‬.
187. Ripsman 2004، 110 ‫صفحة‬.
188. Henig 1995، 52 ‫صفحة‬.
189. Gregor 1979.
190. de Meneses n.d..
191. Dreyer 2015، 60 ‫صفحة‬.
192. EB: May Fourth Movement.
193. Arnander & Wood 2016.
194. Lauren 1978، 278–257 ‫صفحات‬.
195. Kawamura 1997، 526–503 ‫صفحات‬.

196. Bailey 1945.


197. Widenor 1980.
198. Stone 1973.
199. Cooper 2011، ch 22–23.
200. Duff 1968، 598–582 ‫صفحات‬.
201. Wimer & Wimer 1967، 24–13 ‫صفحات‬.
202. The New York Times 1921.
203. Schiff 1996.
204. TNA: The Great War 1914 to 1918 n.d..
205. Hantke & Spoerer 2010، 864–849 ‫صفحات‬.
206. Henig 1984، 65 ‫صفحة‬.
207. Marks 2013، 659–632 ‫صفحات‬.
208. Weinberg 2008، 16 ‫صفحة‬.
209. Barnett 2002، 392 ‫صفحة‬.
210. Barnett 2002، 316 ‫صفحة‬.
211. Barnett 2002، 318 ‫صفحة‬.

212. Barnett 2002، 319 ‫صفحة‬.


213. Evans 1989، 107 ‫صفحة‬.
214. Thompson n.d..
215. BBC Bitesize.
216. Tampke 2017، ‫ صفحة‬vii,xii.
217. Peukert 1992، 278 ‫صفحة‬.
218. Stevenson 1998، 11 ‫( صفحة‬https://books.
google.com/books?id=7xZFKfQHAtMC&p
g=PA11&dq=%22in+contrast+with+earlier
+indictments+most+commentators+since
+the+1970s+have+been+impressed+by+f
rench+moderation+and+defensiveness%2
2).

219. Hobsbawm 1994، 67 ‫صفحة‬.


220. Gaddis 2005، 121 ‫صفحة‬.
221. McFadden 1993، 191 ‫صفحة‬.
222. Kent 2019، 279–275 ‫صفحات‬.

223. Altic 2016، 198–179 ‫صفحات‬.


224. Ingrao & Szabo 2007، 262 ‫صفحة‬.
225. Debo 1992، 335 ‫صفحة‬.
226. Russell 1951، 106–103 ‫صفحات‬.
227. Schmitt 1960، 105–104 ‫صفحات‬.
228. Schmitt 1960، 108 ‫صفحة‬.
229. Hantke & Spoerer 2010، 852 ‫صفحة‬.
230. Tooze 2007، 54–53 ,26 ‫صفحات‬.
231. Bell 1997، 229 ‫صفحة‬.
232. Davies 2007، 416 ‫صفحة‬.
233 Wilde 2020
‫‪233. Wilde 2020.‬‬

‫بيانات المراجع‬

‫الكتب‬

‫باللغة العربية‬

‫يوسف الحكيم (‪ .]1983[ )1991‬سورية‬


‫واالنتداب الفرنسي‪ .‬بيروت‪ ،‬لبنان‪( ،‬ط‪ .‬الثانية‪،‬‬
‫نسخة ‪ .)pdf‬دار النهار للنشر‪.‬‬
‫فؤاد مفرج (‪ .)1933‬رسالٌة في االنتداِب ‪ .‬بيروت‬
‫(لبنان) (ط‪ .‬األولى ‪ -‬نسخة ‪ .)pdf‬مطبعُة صادَر ‪.‬‬
‫ستيفن همسلي لونغريغ (دونما تاريخ‪ ،‬الطبعة‬
‫اإلنجليزية ‪ .)1958‬تاريخ سوريا ولبنان تحت‬
‫االنتداب الفرنسي [‪Syria and Lebanon under‬‬
‫‪ .]French Mandate‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ .‬ترجمة بيار‬
‫عقل (ط‪ .‬األولى‪ ،‬نسخة ‪ .)pdf‬دار الحقيقة‪.‬‬
‫بلغات أجنبية‬
Christopher Arnander; Frances Wood
(2016). "Introduction". The Betrayed Ally,
China in the Great War. Pen and Sword
(‫)باإلنجليزية‬. New York: The Macmillan

‫المجالت‬

JF. Brundage; GD. Shanks (Dec 2007).


"What really happened during the 1918
influenza pandemic? The importance
of bacterial secondary infections". The
‫الموسوعات‬

"May Fourth Movement" (https://web.a


rchive.org/web/20221108085429/http
s://www.britannica.com/event/May-Fo
urth-Movement) [‫ أيار‬4 ‫]حركة‬.
E l di B it i (‫ة‬ ‫) اإلن ل‬
Encyclopaedia Britannica (‫)باإلنجليزية‬.
Archived from the original (https://ww
w.britannica.com/event/May-Fourth-M
ovement) on 2022-11-08.

‫تقارير‬

The 'bird flu' that killed 40 million. BBC


News. October 19, 2005.
BBC News (19 2005 ‫تشرين األول‬/‫)أكتوبر‬.
The 'bird flu' that killed 40 million
(Technical report) (‫)باإلنجليزية‬.
{{‫}}استشهاد بتقرير فني‬: ‫يحتوي االستشهاد‬
‫ |مؤلفون‬:‫على وسيط غير معروف وفارغ‬
‫( =مشاركون‬help)
Miller, Vol. IV, 209. Document 246.
"Outline of Tentative Report and
Outline of Tentative Report and
Recommendations Prepared by the
Intelligence Section, in Accordance with
Instructions, for the President and the
Plenipotentiaries 21 January 1919".

Miller. "Document 246". Outline of


Tentative Report and Recommendations
Prepared by the Intelligence Section, in
Accordance with Instructions, for the
President and the Plenipotentiaries 21
January 1919 (Technical report)
(‫)باإلنجليزية‬. p. 209. {{‫استشهاد بتقرير‬
‫}}فني‬: ‫يحتوي االستشهاد على وسيط غير‬
‫ |مؤلفون مشاركون‬:‫( =معروف وفارغ‬help)

‫مواقع الشابكة‬

.)24/5/2006( ‫قسم البحوث والدراسات‬


‫"معاهدة سيفر ‪https://www.aljazee( "1920‬‬
‫‪ra.net/2006/05/24/%D9%85%D8%B9%‬‬
‫‪D8%A7%D9%87%D8%AF%D8%A9-%D‬‬
‫‪)8%B3%D9%8A%D9%81%D8%B1-1920‬‬
‫(‪ .)HTML‬الجزيرة نت‪ .‬الدوحة‪ :‬قناة الجزيرة‬

‫اإلخبارية‪ .‬اطلع عليه بتاريخ ‪.2022-03-21‬‬


‫{{استشهاد ويب}}‪ :‬الوسيط غير المعروف |‬
‫سنة الوصول= تم تجاهله (يقترح استخدام‬
‫|‪( )=date‬مساعدة)‬
‫‪Why Did World War I Just End? (https://‬‬
‫‪web.archive.org/web/2018052623470‬‬
‫‪7/http://content.time.com/time/world/‬‬
‫‪article/0,8599,2023140,00.html) " By‬‬
‫‪Claire Suddath, Monday, Oct. 04, 2010",‬‬
‫‪ .Time‬موقع مجلة «تايم»‪ .‬مؤرشف من األصل‬
‫في ‪ 17‬أغسطس ‪ .2013‬اطلع عليه بتاريخ ‪01‬‬
‫‪/‬آذا ‪2021‬‬ ‫ا‬
‫مارس‪/‬آذار ‪.2021‬‬
‫"مؤتمر سان ريمو (‪https://web.archive.org/‬‬
‫‪web/20200508053036/https://www.bri‬‬
‫‪tannica.com/event/Conference-of-San-‬‬

‫‪ ، )Remo‬بريتانيكا‪ ،‬مؤرشف من األصل في ‪8‬‬


‫مايو ‪.2020‬‬
‫نص معاهدة سان ريمو (‪https://web.archive.‬‬
‫‪org/web/20180804105807/http://treati‬‬
‫‪es.fco.gov.uk/docs/pdf/1920/ts0011.p‬‬
‫‪ ، )df‬مؤرشف من األصل في ‪ 4‬أغسطس ‪2018‬‬
‫(‪.)PDF‬‬
‫بوابة عقد ‪1920‬‬
‫بوابة السياسة‬
‫بوابة اإلمبراطورية األلمانية‬
‫بوابة فرنسا‬
‫بوابة الحرب العالمية األولى‬
‫بوابة القانون‬
‫بوابة األمم المتحدة‬
‫بوابة عقد ‪1910‬‬

‫بوابة عالقات دولية‬


‫هذه مقالٌة مختار ٌة‪ ،‬اعتباًر ا من نسخة ‪ 10‬أغسطس ‪https://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D( 2022‬‬
‫المزيد‬ ‫معرفة‬
‫‪8%B9%D8%A7%D9%87%D8%AF%D8%A9_%D9%81%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%8A&oldid=5896767‬‬

‫مجلوبة من «?‪https://ar.wikipedia.org/w/index.php‬‬
‫‪&oldid=61299559‬معاهدة_فرساي=‪»title‬‬

‫آخر تعديل لهذه الصفحة كان يوم ‪ 24‬فبراير ‪ ،2023‬الساعة‬


‫‪• .00:14‬‬
‫المحتوى متاح وفق ‪ CC BY-SA 3.0‬إن لم يرد خالف ذلك‪.‬‬

You might also like