Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 12

‫‪276 - 265‬‬ ‫دللة امليَل اجمللذ‪ ،07 :‬العذد‪ 2021( 01 :‬و)‬

‫‪ISSN : 2437 - 1068 ● EISSN 8392-2710‬‬

‫أىظاس يف كتاب " األجوبة الصػشى ألبي الشعود عبذ الكادس بً علي الفاسي"‬
‫‪Notes in "The Small Answers‬‬
‫"‪of Abu Al-Saud Abdul Qadir Bin Ali Al-Fassi‬‬
‫د‪ .‬محيذ بً امحاد أيت احلياٌ املشاكشي*‬

‫وزارة التربيت الىطنيت – أكاديميت مراكش‪( -‬المغرب)‬


‫‪Fayd13@hotmail.com‬‬

‫تاريخ النشر‪:‬‬ ‫تاريخ القبىل‪:‬‬ ‫تاريخ االستالم‪:‬‬


‫‪2021/00/30‬‬ ‫‪2021/03/21‬‬ ‫‪2020/12/11‬‬

‫************‬
‫ملخص ‪:‬‬
‫تتغيا ىذه الكرقة العممية الكشؼ عف نماذج مف أخطاء المحققيف كتصحيفاتيـ‪ ،‬كعف بعض الينات‬
‫التي تعترض المشتغميف عمى تحقيؽ النصكص التراثية‪ ،‬كأبرزىا ما تعمؽ بالمنيج العممي المتبع في‬
‫التحقيؽ‪.‬‬
‫كليس يخفى ما يمكف أف يترتب عف ىذا النقص المنيجي‪ ،‬كاالضطراب العممي مف إساءة كتغيير‬
‫كتحريؼ‪ ،‬كلعؿ عممنا في ىذه الدراسة أضرب عف الفرش النظرم‪ ،‬كاىتـ بالجانب التطبيقي‪ ،‬مف خالؿ‬
‫عمؿ أكاديمي ناؿ بو صاحبو درجة الدكتكراه‪.‬‬
‫كمف خالؿ تتبعي لمنص المحقؽ كقفت عمى مجمكعة مف المالحظات‪ ،‬كسمتيا بأنظار في كتاب‬
‫األجكبة الصغرل ألبي السعكد عبد القادر الفاسي‪ ،‬رجكت أف تسيـ في التنبيو إلى خطكرة عممية التحقيؽ‪،‬‬
‫كضركرة امتالؾ الميارات كالقدرات كالكفايات قبؿ خكض غمار ىذه التجربة‪.‬‬
‫الكلنات املفتاحية‪ :‬تحقيؽ النصكص؛ األجكبة؛ النكازؿ؛ التحريؼ؛ التصحيؼ‪.‬‬
‫‪Abstract :‬‬
‫‪This scientific paper aims to uncover examples of the errors of the investigators and their‬‬
‫‪corrections, and some of the insults that challenge the practitioners to achieve the traditional‬‬
‫‪texts, most notably related to the scientific method used in the investigation.‬‬
‫‪It is no secret that this systematic deficiency, and the practical turmoil of abuse, change‬‬
‫‪and distortion, may result in the consequences of this study, which is a striking feature of the‬‬
‫‪theoretical brushes, and has taken care of the practical aspect, through the academic work of‬‬

‫* المؤلف المراسل‪.‬‬
‫‪Institute of Islamic Sciences- El Oued University- Algeria‬‬ ‫●‬ ‫معهد العلىم اإلسالميت ــ جامعت الىادي ــــ الجسائر‬ ‫●‬

‫سابط اجمللة على البوابة ‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/507‬‬


‫● ● ● أىظاس يف كتاب " األجوبة الصػشى ألبي الشعود عبذ الكادس بً علي الفاسي"● ● ●‬ ‫‪266‬‬

‫‪which has received a doctorate.‬‬


‫‪By following the investigative text, I stood on a set of observations, and i named them with‬‬
‫‪a look in the book of the small answers of Abu Al-Saud Abdul Qadir al-Fassi, i hope to‬‬
‫‪contribute to the alert to the seriousness of the investigation process.‬‬
‫‪Keywords:‬‬
‫‪investigators; answers; traditional texts.‬‬

‫‪ 1‬مكذمة‪:‬‬

‫الحمد هلل كاىب النعـ‪ ،‬كمعمـ اإلنساف العمـ بالقمـ‪ ،‬كصمى اهلل كسمـ عمى سيدنا محمد النبي األكرـ‪،‬‬
‫كعمى آؿ بيتو الطاىريف كصحبو كالسائريف عمى سنتو كمنيجو األقكـ‪.‬‬

‫كبعد‪ ،‬فإف مف بيف ما أبدع فيو عمماء المغرب فف النكازؿ كالفتاكل كاألجكبة‪ ،‬كليـ في ذلؾ مؤلفات‬
‫عظيمة كشييرة‪ ،‬تؤكد تيمـ الفقيو المغربي بأمكر الديف كأحكاؿ الناس كمعاشيـ‪ ،‬كترصد حركية المجتمع‬
‫كتناقش القضايا التي شغمت الخاصة كالعامة‪ ،‬كتتيح لمباحث النبيو معمكمات دفينة يقتنصيا مف بيف ثنايا‬
‫السؤاالت كالمناقشات الفقيية كاألجكبة‪.‬‬

‫كيعتبر كتاب األجكبة الصغرل مف أىـ ىذه الكتب العتبارات كثيرة‪ ،‬أىميا السياؽ الزماني ليذه‬
‫األجكبة‪ ،‬كصدكرىا عف محقؽ كبير كعمـ فذ مف أعالـ المغرب‪ ،‬كليذه األسباب كغيرىا‪ ،‬نجد الكتاب قد‬
‫حظي بمكانة متمي زة عند كثير مف الفقياء كالنكازلييف الذيف جاؤكا بعده‪ ،‬إذ حرصكا عمى النقؿ عنو‬
‫كاعتمدكه في تآليفيـ‪.‬‬

‫كليس يستريب البحثة في ذلؾ‪ ،‬فإف الشيخ عبد القادر الفاسي رحمو اهلل مف عمماء القرف الحادم عشر‬
‫الذيف قيؿ فييـ‪" :‬لكال ثالثة النقطع العمـ مف المغرب" (الكتاني‪1982 ،‬ـ‪ ،‬صفحة ‪ ،)767/2‬كقد اجتمع‬
‫فيو رحمو اهلل ما تفرؽ في أقرانو مف العمـ كالتقكل كالكرع‪" ،‬عالـ فاس كاماميا كمسندىا كبركتيا المتكفى‬
‫بيا سنة ‪1091‬ق بعد أف انتيت إليو رياسة العمـ في ىذه الديار‪ ،‬فال قاض كال محكـ كال مفت كال راك إال‬
‫كىك ينسب إليو‪ ،‬قدمو لذلؾ سنو كعممو كجاىو المكركث" (الكتاني‪1982 ،‬ـ‪ ،‬صفحة ‪.)763/2‬‬

‫كالكتاب الذم بيف أيدينا "األجكبة الصغرل لسيدم عبد القادر الفاسي"‪ ،‬طبع كنشر ألكؿ مرة عمى يد‬
‫محمد محمكد كلد محمد األميف سنة ‪2003‬ـ بمكريتانيا‪.‬‬

‫● دللة امليَل ● معَذ العلوو اإلسالمية ● جامعة الوادي ــ اجلزائش ●‬


‫سابط اجمللة على البوابة ‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/507‬‬
‫‪267‬‬ ‫● ● ●‬ ‫● ● ● د‪ .‬محيذ بً امحاد أيت احلياٌ املشاكشي‬

‫كمف المكافقات أف تتزامف ىذه النشرة مع مناقشة أطركحة لمدكتكراه في العمكـ الشرعية بكمية اآلداب‬
‫كالعمكـ اإلنسانية بمدينة كجدة –المغرب‪ ،-‬بعنكاف "األجكبة الصغرل ألبي السعكد عبد القادر بف عمي بف‬
‫يكسؼ الفاسي دراسة كتحقيؽ" لمطالب عمي بف أحمد اإلبراىيمي‪ ،‬ناؿ بيا درجة الدكتكراه بميزة مشرؼ‬
‫جدا‪ ،‬قبؿ أف تتكفؿ ك ازرة األكقاؼ كالشؤكف اإلسالمية بطبعو سنة ‪2007‬ـ‪.‬‬

‫كبعد قراءتي لمكتاب بطبعتيو‪ ،‬طبعة محمد محمكد كلد األميف‪ ،‬كطبعة الدكتكر عمي بف أحمد‬
‫اإلبراىيمي‪ ،‬اتضح أف الكتاب في طبعتو األكلى –طبعة مكريتانيا‪ -‬ليس سكل إخراج تقني لمنص‬
‫األصمي‪ ،‬كال يمتفت إلى ما كضع عمى غالؼ الكتاب مف عبارة "المحقؽ كالناشر"‪ ،‬إذ ال يظير في الكتاب‬
‫أم أثر لمتحقيؽ سكل نقؿ النص كاعادة طبعو كالغالب عمى الظف أنو نقمو مف طبعة حجرية‪.‬‬

‫أما الدراسة الثانية لمكتاب بتحقيؽ الدكتكر عمي بف أحمد اإلبراىيمي فقد عنت لي حكليا مجمكعة مف‬
‫الممحكظات‪ ،‬كظيرت بعض التعقبات العممية‪ ،‬انصبت في مجمميا عمى النص المحقؽ كبعض اليكامش‬
‫العممية التي حشا بيا المحقؽ بحثو‪ ،‬كالتي مف شأنيا أف تفسد ىذا العمؿ القيـ ما لـ تتداركيا يد التصكيب‬
‫كالتصحيح بالنقد العممي اليادؼ‪ ،‬كلـ ترعيا بالنصيحة المعرفية الكافية الشافية‪ ،‬كالمناقشة اليادئة اليادفة‪،‬‬
‫كىي مكضكع ىذه المباحثة العممية‪.‬‬

‫كلعؿ ما حممتو تضاعيؼ الكتاب مف أسماء لمكتب كاألعالـ بعضيا مصرح بو كاآلخر مضمر‪،‬‬
‫كأسماء األماكف كالبقاع‪ ،‬كأنكاع مف المصطمحات الفقيية كاأللفاظ المحمية‪ ،‬مف لباس كأطعمة كأك ٍ‬
‫اف‬
‫كغيرىا‪ ،‬تجعؿ ميمة المحقؽ عسيرة غير ميسرة‪ .‬مما يكجب غض النظر عف مجمكعة مف الينات‪،‬‬
‫كالتماس العذر لممحقؽ فييا‪ ،‬إذ يمكف إلحاقيا باألخطاء المطبعية المعفك عنيا‪ ،‬كيعذر صاحبيا الستحالة‬
‫الكماؿ‪ ،‬كلحكؽ النقص باألعماؿ‪.‬‬

‫غير أني أزعـ أف المحقؽ كقع في بعض األخطاء المنيجية التي ال يسع السككت عنيا‪ ،‬كفي اإلبانة‬
‫ليا‪ ،‬كاإللماع إلييا‪ ،‬سدا لثغرات عممية جميمة‪ ،‬كتقكيما لعمؿ مضني قاـ بو المحقؽ‪ ،‬ابتغى منو إخراج‬
‫النص المحقؽ في أقرب صكرة لما كضعو الشيخ اإلماـ‪.‬‬

‫كلعؿ أىـ ىذه الممحكظات ما يمي‪:‬‬

‫● اجمللذ‪ ،07 :‬العذد‪( 01 :‬رو الكعذة‪ٍ1442 /‬ـ ‪ -‬جواٌ‪2021/‬و) ●‬


‫● ● ● أىظاس يف كتاب " األجوبة الصػشى ألبي الشعود عبذ الكادس بً علي الفاسي"● ● ●‬ ‫‪268‬‬

‫‪ - 2‬إغفال التعشيف والرتمجة لواضع األسئلة الشيخ الفكيُ عبذ العزيز بً احلشً الزياتي‬
‫وما استتبعُ مً إشكاالت‪:‬‬
‫ذكر صاحب األجكبة الصغرل الشيخ عبد القادر بف عمي الفاسي سبب التأليؼ عند مقدمة كتابو يقكؿ‪:‬‬
‫"كبعد‪ ،‬أكرمنا اهلل كاياؾ بتقكاه‪ ،‬ككفقنا كاياؾ لما يحبو كيرضاه‪ ،‬فإنو قد اتصؿ بنا مف قبمكـ مكتكب يشتمؿ‬
‫عمى نكازؿ زعمتـ أنو التبس عميكـ حكميا‪ ،‬كمسائؿ استبيـ عميكـ فيميا‪ ،‬خصصتمكني فييا بالخطاب‪،‬‬
‫كعينتمكني لرد الجكاب‪ ،‬ككمفتمكني أف أكتب لكـ ما يككف كفيال بالبياف‪ ،‬كعميو المعكؿ في ذلؾ الشأف"‬
‫(الفاسي‪ ،‬األجكبة الصغرل‪2007 ،‬ـ‪ ،‬الصفحات ‪.)175-174‬‬
‫كيتضح مف خالؿ ىذه الديباجة أف الكتاب المبحكث ىك مجمكع أجكبة عف أسئمة كجييا الفقيو عبد‬
‫العزيز الزياتي البف خالو كشيخو عبد القادر الفاسي‪ ،‬بمغت في مجمكعيا أربعا كستيف مسألة تتنكع بيف‬
‫العبادات كالمعامالت كالتصكؼ كالنحك كغيره‪ ،‬كأنيا كردتو عمى سبيؿ المكاتبة أم التراسؿ كالذم ال يككف‬
‫إال مف بعيد‪.‬‬

‫بينما أشار محقؽ الكتاب "أف عبد العزيز الزياتي كاف يأتي بنصوص األسئلة المطروحة عليه قصد‬
‫إحالتها على شيخه عمى حاليا‪ ،‬كلك أنيا في الغالب محررة مف طرؼ عكاـ‪ ،‬أك أشباه العكاـ‪ ،‬كال تسمح لو‬
‫األمانة العممية بالتصرؼ فييا‪ ،‬أك تقديميا أك تأخيرىا‪ ،‬كتنحرؼ أحيانا عبارات السائميف عف األسمكب‬
‫الفصيح‪ ،‬السيما عندما يتحدثون عن العادات واألعراف المحلية" (الفاسي‪ ،‬األجكبة الصغرل‪2007 ،‬ـ‪،‬‬
‫صفحة ‪.)64‬‬

‫كيبقى السؤاؿ المطركح ىؿ كاف المحقؽ عمى كعي تاـ بالسياؽ الذم تندرج تحتو ىذه األجكبة‪ ،‬كىؿ‬
‫أدرؾ تماـ اإلدراؾ ما سطره الشيخ في مقدمة كتابو‪ ،‬كاف كنا ال نستطيع القطع في ىذه المسألة إذ أف‬
‫ألفاظ المحقؽ تحتمؿ التأكيؿ كتفتح الباب أماـ مجمكعة مف االستشكاالت كالتي كاف عمى المحقؽ أف‬
‫يكضحيا كيحسـ فييا بمغة قاطعة‪ ،‬فالمؤلؼ يصرح بتكصمو بمكتكب السائؿ كىك يشرع في اإلجابة عنيا‬
‫جممة كما كردت عميو جممة‪ ،‬بينما يدعي المحقؽ بأف الفقيو–السائؿ‪ -‬يأتي بنصكص األسئمة التي‬
‫عرضت لو قصد إحالتيا عمى شيخو‪ ،‬كىذا ال يتأتى إال بالمالقاة كالمشاىدة كالحضكر بيف يدم‬
‫الشيخ‪...‬كلعؿ المحقؽ يدرؾ أف الفقيو السائؿ لو كظيفة يمتزـ بيا مف إمامة كتعميـ بمسجد القصبة مما‬

‫● دللة امليَل ● معَذ العلوو اإلسالمية ● جامعة الوادي ــ اجلزائش ●‬


‫سابط اجمللة على البوابة ‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/507‬‬
‫‪269‬‬ ‫● ● ●‬ ‫● ● ● د‪ .‬محيذ بً امحاد أيت احلياٌ املشاكشي‬

‫يتعذر معو الحضكر اليكمي بيف يدم الشيخ‪ ،‬غير أنو يتحيف الفرص إلحالة ىذه األسئمة كعرضيا عميو‪،‬‬
‫لكف السؤاؿ المطركح‪ ،‬ىؿ كاف يعرضيا جممة كاحدة‪ ،‬أـ أف األسئمة كانت ترد عمى الشيخ تباعا؟‬

‫أما االستشكاؿ الثاني الذم كاف عمى المحقؽ أف ينتبو إليو كيحسـ فيو‪ ،‬ىك كيؼ أمكف أف تكجو‬
‫األسئمة لمفقيو عبد العزيز –التمميذ‪ ،-‬كال تكجو مباشرة إلى الشيخ عمى ما ىك عميو مف الشيرة كاإلمامة‪،‬‬
‫كزاكيتو مشرعة أماـ الزكار كسط بمدة فاس‪ ،‬إال أف تككف صادرة مف مكاف بعيد‪.‬‬

‫كما كاف مف الضركرم التحقؽ مف مكاف كركد ىذه السؤاالت‪ ،‬كمف جية صدكرىا‪ ،‬ألف ذلؾ يتيح‬
‫لممحقؽ تجمية العديد مف القضايا التي فاتتو‪ ،‬كىك يدقؽ في ثنايا الكتاب كما سنبيف الحقا‪ ،‬كلعؿ إغفاؿ‬
‫ىذا اإلجراء المنيجي ىك مرد ىذه اليفكات العممية المتعمقة بعدـ عنايتو بشخص الفقيو السائؿ‪ ،‬كعدـ‬
‫االلتفات إليو بما يستحؽ مف بحث كدراسة كتنقيب‪ ،‬كاستعاضتو عف ذلؾ ببياف القرابة بيف الشيخ المجيب‬
‫كالفقيو جامع السؤاالت فقط‪.‬‬

‫‪ -3‬اخلطأ يف حتكيل مكاٌ وسود األسئلة‪:‬‬

‫جاء في المسألة الخامسة كاألربعيف مف الكتاب‪ :‬ىذا المسجد الذم أنا فيو مالزـ‪ ،‬عادتي أنني إذا‬
‫كقفت فيو لمصالة‪ ،‬أنحرؼ لجية ألنني اختبرتو كحدم كمع غيرم‪ ،‬فكجدناه منحرفا لجية اليميف‪ ،‬كىي‬
‫ناحية المغرب‪ ،‬ككاف عمى ذلؾ االختبار‪ ،‬أني أنحرؼ أكثر مما أفعؿ‪ ،‬ألنني تكسطت في انحرافي مف‬
‫الجية التي نصب إلييا‪ ،‬كالجية التي قامت لنا عمييا األدلة‪ ،‬كالمسجد مسجد القصبة" (الفاسي‪ ،‬األجكبة‬
‫الصغرل‪2007 ،‬ـ‪ ،‬صفحة ‪ ،)322‬فنص المسألة يبيف أف الفقيو عبد العزيز الزياتي يتحدث عف المسجد‬
‫الذم يالزـ فيو‪-‬يشارط‪ ،-‬كىك مسجد منحرؼ القبمة‪ ،‬كالذم يدعى مسجد القصبة‪ ،‬أما المحقؽ فأضاؼ‬
‫في اليامش بصيغة القطع كاليقيف أف المقصكد ىك "مسجد قصبة النكار‪ ،‬التي تكجد بباب المحركؽ‪،‬‬
‫بجكار باب الشريعة‪ ،‬بنى ىذا المسجد محمد الناصر المكحدم‪ ،‬عاـ ‪600‬ىػ‪ ،‬ككاف بيا كرسي مف‬
‫الكراسي العممية‪ ،‬التي كانت تابعة لمسجد القركييف‪ ،‬كيعد ىذا الكرسي مف الكراسي القديمة" (الفاسي‪،‬‬
‫األجكبة الصغرل‪2007 ،‬ـ‪ ،‬صفحة ‪ ،)322‬كأحاؿ عمى كتاب جامع القركييف لمدكتكر عبد اليادم‬
‫التازم‪.‬‬

‫● اجمللذ‪ ،07 :‬العذد‪( 01 :‬رو الكعذة‪ٍ1442 /‬ـ ‪ -‬جواٌ‪2021/‬و) ●‬


‫● ● ● أىظاس يف كتاب " األجوبة الصػشى ألبي الشعود عبذ الكادس بً علي الفاسي"● ● ●‬ ‫‪270‬‬

‫كعميو فإف ما اطمأف إليو المحقؽ ىك أف الفقيو مالزـ بمسجد قصبة النكار غير بعيد عف زاكية الشيخ‬
‫عبد القادر الفاسي‪ ،‬الذيف انقطع لمتعميـ كالتدريس بفاس حتى كافتو المنية بعد خركجو مف القصر الكبير‪،‬‬
‫كأف ما ذكره الشيخ مف كصكؿ مكتكب الفقيو كسؤاالتو لـ يستفزه لمبحث كالتساؤؿ‪ ،‬كقطع جازما بأف المراد‬
‫بالمسجد مسجد قصبة النكار بفاس‪.‬‬

‫كلك أف المحقؽ تكقؼ عند ما يجكد بو نص الفتكل قميال ألدرؾ خطكرة ما ذىب إليو‪ ،‬فالفقيو عبد‬
‫العزيز يسترسؿ في الكالـ‪ ،‬فيقكؿ عف المسجد كالقصبة‪" :‬كالمسجد مسجد القصبة‪ ،‬كمنشئكه معمكـ حاليـ‪،‬‬
‫ليسكا بأئمة يقتدل بيـ‪ ،‬كانما كانكا أصحاب مخزف‪ ،‬حسبما ىك معمكـ مف تاريخ إنشاء ىذا البمد عند‬
‫الناس‪ ،‬عمى أف مساجد البمد كميا في المدينة كرباطاتيا لـ تتفؽ عمى جية كاحدة‪ ،‬بؿ بينيما تبايف‬
‫كتخالؼ في ذلؾ‪ ،‬كليست البالد مكضع األئمة كالعمماء" (الفاسي‪ ،‬األجكبة الصغرل‪2007 ،‬ـ‪ ،‬صفحة‬
‫‪.)322‬‬

‫كلعؿ ىذا النص يحكم الكثير مف المعمكمات الخطيرة كاإلفادات القيمة التي أغفميا المحقؽ كأعرض‬
‫عنيا مما أكقعو في ارتباؾ معرفي‪ ،‬كجعؿ القارئ يقع في خمط شديد‪ ،‬كأفقد نص المؤلؼ أمانتو‬
‫كمصداقيتو‪ ،‬إذ كيؼ يسكغ لمقارئ أف ينعت مساجد فاس كزكاياىا بعدـ االتفاؽ عمى جية كاحدة‪ ،‬كانحراؼ‬
‫محاريبيا عف القبمة‪ ،‬بؿ لك سممنا بذلؾ‪ ،‬فيؿ مف المعقكؿ أف تكصؼ فاس بالد العمـ كالمعرفة بأنيا ليست‬
‫مكضع األئمة كالعمماء‪ ،‬ككيؼ يقره الشيخ عمى ذلؾ‪ ،‬إال أف يككف الفقيو الزياتي يقصد بمدا غير فاس‪ ،‬أك‬
‫لـ تكح لو لفظة الرباطات بدؿ الزكايا بشيء مف ىذا القبيؿ‪ ،‬كما ىك ىذا المسجد الذم بناه المخزف؟‪.‬‬

‫إف الخطأ المنيجي الذم كقع فيو المحقؽ سيالحقو في ثنايا الكتاب كتضاعيفو‪ ،‬إذ كاف األكلى‬
‫كاألحرل بو أف يقدـ ترجمة كافية لكاضع األسئمة الشيخ الفقيو العالـ سيدم عبد العزيز الزياتي بدؿ‬
‫االكتفاء بذكر صمة القرابة بيف الشيخ كالفقيو‪ ،‬كاذ ذاؾ ستفتح لو الكثير مف مغالؽ الكتاب‪.‬‬

‫كعمى الرغـ مف أف المصادر التي ترجمت لمزياتي أغفمت الكثير مف المعمكمات كسكتت عف جكانب‬
‫كثيرة مف حياتو‪ ،‬غير أنيا كانت كثيرة كمتنكعة ليس يصعب عمى الباحث االطالع عمييا‪ ،‬كمنيا‪ :‬كتاب‬
‫صفكة مف انتشر‪ ،‬كطبقات الحضيكي‪ ،‬كاليكاقيت الثمينة‪ ،‬كنشر المثاني‪ ،‬كاإلعالـ بمف حؿ بمراكش مف‬
‫األعالـ‪ ،‬كغيرىا مف المصادر‪ ،‬بينما استعنت لمترجمة لو بكتاب عمدة الراكيف لمرىكني‪.‬‬

‫● دللة امليَل ● معَذ العلوو اإلسالمية ● جامعة الوادي ــ اجلزائش ●‬


‫سابط اجمللة على البوابة ‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/507‬‬
‫‪271‬‬ ‫● ● ●‬ ‫● ● ● د‪ .‬محيذ بً امحاد أيت احلياٌ املشاكشي‬

‫كتجمع ىذه المصادر عمى أف الفقيو عبد العزيز بف أبي الحسف بف أبي الطيب الزياتي‪ ،‬مف عائمة كاف‬
‫ليا باع كبير في العمـ‪ ،‬خصكصا مف جية أمو‪ ،‬يقكؿ الرىكني‪" :‬الذم لو عمقة كارتباط كبير ببني الجد‬
‫الفيرييف‪ ،‬لككنو ابف أختيـ ‪...‬ككاف رحمو اهلل أستاذا مجكدا مقرئا عالما محصال نبيال‪ ،‬كلو كتاب في‬
‫النكازؿ كاألحكاـ –يقصد بو كتاب الجكاىر المختارة مما كقفت عميو مف نكازؿ اغمارة‪... -‬ككجدت بخط‬
‫بعضيـ أنو كاف إماما بجامع القصبة مف تطكاف" (الفاسي‪ ،‬األجكبة الضغرل‪2007 ،‬ـ‪ ،‬صفحة ‪.)78/4‬‬

‫كنص الرىكني يحمؿ مف المعمكمات الشيء الكثير مما افتقده المحقؽ كىك يعالج قضايا الكتاب‪،‬‬
‫فجامع القصبة المذككر ليس سكل جامع مدينة تطكاف –مدينة في شماؿ المغرب‪ -‬بعدما ىدمت كأعيد‬
‫بناؤىا عمى يد السيد المنظرم القائد –المخزف‪ -‬كما أشار إلى ذلؾ الزياتي في نص المسألة‪ ،‬يقكؿ‬
‫الرىكني‪" :‬جامع القصبة كىك العتيؽ ىنا‪ ،‬ألنو مف بناء المنظرم‪ ،‬كال يعمـ جامع بني قبمو في ىذا البناء‬
‫األخير الكاقع عاـ ‪888‬ىػ‪ ،‬أما ما قبمو فقد انيدـ الجميع‪ ،‬كلـ يبؽ مسجد كال جامع‪ ،‬كىك جامع صغير"‬
‫(الفاسي‪ ،‬األجكبة الضغرل‪2007 ،‬ـ‪ ،‬صفحة ‪.)209‬‬

‫كلعؿ المحقؽ لك اىتدل إلى كضع ترجمة كافية لمزياتي لتكصؿ إلى مؤلفو الذم جمع فيو نكازؿ البالد‬
‫التي عاش فييا‪ ،‬كالتي ذكرىا في سؤاالتو لمشيخ كذكر بعض عاداتيـ كأعرافيـ‪ ،‬ككسميـ بالبربر‪.‬‬

‫كأعجب كيؼ أف المحقؽ لـ يتكقؼ عند مجمكعة مف المؤشرات التي ذكرت في "األجكبة الصغرل"‪،‬‬
‫كأشار ىك نفسو إلى أف أصؿ العديد مف الكممات مرتبط بمنطقة الشماؿ كالريؼ‪ ،‬كمصطمح الدرار كنكع‬
‫مف اليقطيف يجفؼ كيستعمؿ فيو الماء‪ ،‬كالصامت‪ ،‬كغيرىا‪.‬‬

‫يقكؿ عند شرح معنى الدرار‪ ،‬مصطمح مشيكر في الشماؿ الغربي كالريؼ ص‪ ،231:‬كيقكؿ في‬
‫مكضع آخر‪ :‬كيشتير ىذا النكع مف القرع في المنطقة الشمالية مف المممكة ص‪ ،210 :‬كالصامت ىك‬
‫الماء الذم يعصر مف العنب قبؿ نضجو‪ ،‬كيشتير ىذا النكع في منطقة الشماؿ ص‪( .209 :‬الفاسي‪،‬‬
‫األجكبة الصغرل‪2007 ،‬ـ‪ ،‬صفحة ‪)232‬‬

‫‪ -4‬كلنات صحفَا احملكل أو غريٍا‪:‬‬

‫التزمت في ىذه المباحثة أف أضرب صفحا عف العديد مف األخطاء كاألغالط التي يمكف‬
‫لمقارئ أف يجد ليا كجيا مف الصحة‪ ،‬أك يككف مصدرىا السيك أك ما يعترم الباحث مف قمة تركيز‬

‫● اجمللذ‪ ،07 :‬العذد‪( 01 :‬رو الكعذة‪ٍ1442 /‬ـ ‪ -‬جواٌ‪2021/‬و) ●‬


‫● ● ● أىظاس يف كتاب " األجوبة الصػشى ألبي الشعود عبذ الكادس بً علي الفاسي"● ● ●‬ ‫‪272‬‬

‫كانتباه‪ ،‬كسأتكقؼ عند نمكذجيف مف األخطاء التي أدت إلى تغيير المفظ أك المعنى أك ىما معا‬
‫مما ال يحؽ لممحقؽ أف يقع فيو‪.‬‬
‫اليوع األول‪:‬‬

‫جاء في المسألة الحادية كالعشريف‪ :‬ىؿ يمزـ الدراز‪-‬ىكذا مصحفة‪ -‬أف يجكز بصره عمى ألكاح‬
‫الصبياف؟ فيتأمؿ ما فييا مف خطأ كصكاب أك ال؟ (الفاسي‪ ،‬األجكبة الضغرل‪2007 ،‬ـ‪ ،‬صفحة‬
‫‪ ، )231‬كعرفو المحقؽ بأنو يراد بو الفقيو أك المعمـ الذم ينظر في ألكاح الصبياف كيصمح ما فييا‬
‫مف خطإ في الرسـ المتعارؼ عميو‪ .‬كلـ يحؿ المحقؽ إلى مراجعو كىذا ديدنو في مكاقؼ كثيرة مف‬
‫الكتاب‪.‬‬

‫كلعؿ القارئ يمتمس لممحقؽ العذر فربما يككف خطأ مطبعيا صرفا لمتقارب ما بيف الحرفيف‪،‬‬
‫غير أف المؤلؼ يعكد بعد ست صفحات فقط مف الكتاب ليعيد نفس الخطأ‪ ،‬فعرؼ الحذؽ بأنو‬
‫ذلؾ العمؿ الذم يقكـ بو الدراز –ىكذا‪ -‬الفقيو الذم ينظر في ألكاح التالميذ‪.‬‬

‫كبالرجكع إلى طبعة مكريتانيا نجد الناشر أثبتيا بالراء بدؿ الزام‪ ،‬كىك األصح‪ ،‬كالدراز عندىـ‬
‫كما كضح الرىكني في كتابو عمدة الراكيف‪" :‬الدراز الطراز كصاحبو دراز كحساف كحرفتو تدرازت"‬
‫(الفاسي‪ ،‬األجكبة الضغرل‪2007 ،‬ـ‪ ،‬صفحة ‪.)149/2‬‬

‫اليوع الثاىي‪:‬‬

‫جاء في المسألة الثالثة كالعشريف‪ :‬ما معنى قكلو في النصيحة الكافية أيضا‪ ،‬كمنيا أكؿ‬
‫النقانؽ؟ ‪...‬أثبت المحقؽ في متف النص ما يمي‪" :‬كقاؿ ابف الحسا القطامي‪ :‬صنؼ مف الطعاـ‬
‫يسمى بالمغرب المشيدة‪ .‬كأكرد في اليامش قكلو‪ :‬ابف الحسا القطامي لـ أقؼ عمى ترجمتو كال‬
‫كتبو‪ .‬كفي العبارة جممة مف األخطاء مردىا في اعتقادم قصكر المحقؽ في التدقيؽ كالبحث‪ ،‬فمك‬
‫كمؼ المحقؽ نفسو عناء البحث عف ىذا الطعاـ المذككر‪ ،‬كىك كما جاء في كتاب األجكبة‬
‫الصغرل ص‪ :244‬عجيف خفيؼ يعمؿ أقراصا كيطبخ عمى المقالة‪ ،‬كقد يخمط بعجينيا أىؿ‬
‫المشرؽ سك ار كلك از كفستقا‪.‬‬

‫● دللة امليَل ● معَذ العلوو اإلسالمية ● جامعة الوادي ــ اجلزائش ●‬


‫سابط اجمللة على البوابة ‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/507‬‬
‫‪273‬‬ ‫● ● ●‬ ‫● ● ● د‪ .‬محيذ بً امحاد أيت احلياٌ املشاكشي‬

‫كيذكر ابف مريـ التممساني في كتابو البستاف ما يشير إلى ىذا الطعاـ المعركؼ عندىـ‪،‬‬
‫كيصنع مف سميد كعسؿ كيقدـ لمضيكؼ (التممساني‪1908 ،‬ـ‪ ،‬صفحة ‪.)162‬‬

‫إف ما أثبتو المحقؽ كما يمي‪" :‬كقاؿ ابف الحسا القطامي‪ :‬صنؼ مف الطعاـ يسمى بالمغرب‬
‫المشيدة" مجرد تصحيؼ كتصرؼ مخؿ بالنص األصمي‪ ،‬كالصكاب‪ :‬كقاؿ ابف الحشا‪ :‬القطائؼ‬
‫صنؼ مف الطعاـ يسمى بالمغرب المشيدة"‪.‬‬

‫كىذا يناسب المقاـ كالسياؽ‪ ،‬فالقطائؼ طعاـ يسكل مف الدقيؽ المرؽ بالماء شبيت بخمؿ‬
‫القطائؼ التي تفترش كالكاحدة‪ :‬قطيفة (اليركم‪2001 ،‬ـ‪ ،‬صفحة ‪.)26/9‬‬

‫أما ابف الحشا أك ابف الحشاء فطبيب تكنسي مف أعالـ القرف ‪13‬ىػ‪ ،‬ألؼ معجما في الطب‬
‫اسمو مفيد العمكـ كمبيد اليمكـ كىك في األلفاظ الطبية مف األعضاء كاألكصاؼ كاآلالت كاألدكية‬
‫التي كردت في كتاب المنصكرم ألبي بكر الرازم (محفكظ‪1994 ،‬ـ‪ ،‬صفحة ‪ .)143/2‬فصحؼ‬
‫الكممة األكلى كالثانية كألحقيما ببعض‪ ،‬كظف أنو عمـ مف األعالـ فراح يطيؿ البحث مف غير‬
‫جدكل‪ ،‬ليؤكد عدـ العثكر عمى ىذا الكاتب كلـ يقؼ عمى كتاباتو‪.‬‬

‫‪ٍ -5‬وامش يلزو أٌ حتزف‪:‬‬


‫مف بيف المسائؿ التي كجييا الزياتي لشيخو عبد القادر الفاسي أسئمة متعمقة ببعض األعراؼ‬
‫كالتقاليد التي عمت بيا البمكل في البالد البربرية‪ ،‬سكاء ما تعمؽ منيا باألعراس كالحفالت‪ ،‬أك‬
‫التعاطي لمخمر كمباشرتيا مع رقة الديانة‪.‬‬

‫كاذا كاف ىذا األمر ال يقتصر عمى البرابر دكف غيرىـ مف أىؿ البالد‪ ،‬أك يككف خاصا بيـ‬
‫دكف غيرىـ‪ ،‬فإف كتب النكازؿ كالفتاكل دأبت عمى تتبع كتقصي ىذه المستجدات‪ ،‬كاإلشارة إلى ما‬
‫يحدث مف المنكرات التي فشت في المجتمع‪.‬‬

‫غير أف المحقؽ كفي سياؽ التعريؼ بالبرابر لـ يجد مصد ار مف المصادر العممية في الباب‬
‫سكل معجـ البمداف لياقكت الحمكم ‪626‬ىػ‪ ،‬فجاء تعريفو كما يمي في كالـ حذفت أغمبو زعما‬
‫أنو ال يناسب المقاـ كال يقبمو المقاؿ مف شنيع الكصؼ كسيء القكؿ‪ ،‬كاجتزأت منو ما يمي‪" :‬‬
‫كالبربر أجفى خمؽ اهلل كأكثرىـ طيشا كأسرعيـ إلى الفتنة كأطكعيـ لداعية الضاللة كأصغاىـ‬

‫● اجمللذ‪ ،07 :‬العذد‪( 01 :‬رو الكعذة‪ٍ1442 /‬ـ ‪ -‬جواٌ‪2021/‬و) ●‬


‫● ● ● أىظاس يف كتاب " األجوبة الصػشى ألبي الشعود عبذ الكادس بً علي الفاسي"● ● ●‬ ‫‪274‬‬

‫لنمؽ الجيالة‪ ،‬كلـ تخؿ جباليـ مف الفتف كسفؾ الدماء قط‪ ،‬كليـ أحكاؿ عجيبة كاصطالحات‬
‫حسف ليـ الشيطاف الغكايات كزّيف ليـ الضالالت حتى صارت طبائعيـ إلى الباطؿ‬
‫غريبة‪ ،‬كقد ّ‬
‫بكة فقبمكا‪ ،‬ككـ زاعـ فييـ أنو الميدم‬
‫الن ّ‬
‫مائمة كغرائزىـ في ضد الحؽ جائمة‪ ،‬فكـ مف ادعى فييـ ّ‬
‫المكعكد بو فأجابكا داعيو كلمذىبو انتحمكا‪ ،‬ككـ ّادعى فييـ مذاىب الخكارج فإلى مذىبو بعد‬
‫المحرمة كاستباحكا الفركج بغير حؽ كنيبكا األمكاؿ كاستباحكا‬
‫ّ‬ ‫اإلسالـ انتقمكا ثـ سفككا الدماء‬
‫الرجاؿ‪ ،‬ال بشجاعة فييـ معركفة كلكف بكثرة العدد كتكاتر المدد‪ .‬كتحكى عنيـ عجائب‪"...‬‬
‫(الحمكم‪1995 ،‬ـ‪ ،‬صفحة ‪.)369/1‬‬

‫لعؿ مف نافمة القكؿ أف الحمكم يعتبر مف أىـ المصادر لتكثيؽ األمكنة كالبقاع‪ ،‬ناىيؾ عف‬
‫العديد مف المعطيات التاريخية كالجغرافية بأدؽ تفصيؿ‪ ،‬كىك ما جعمو معتمد الكثير مف البحثة‬
‫كالدارسيف‪ ،‬غير أف المحقؽ المدقؽ ال يستغني عف الكتب المعاصرة كغيرىا‪ ،‬كما ال يكتفي بيذه‬
‫الكتب التراثية كأمثاليا‪ ،‬فالتعريؼ بالمدف كاألمصار عند الحمكم كغيره بمغة عصره تحتاج إلى‬
‫كثير مف البياف كالشرح كالتفصيؿ‪ ،‬بؿ ربما نجد الكثير مف ىذه البقاع قد تغير اسميا كتبدلت‬
‫صفاتيا‪ ،‬كربما اختفت كلـ تعد إال آثا ار كرسكما‪.‬‬

‫أما ما كصؼ بو الحمكم البربر أك البرابر كمنيـ سكاف المغرب‪ ،‬فيك كصؼ عاـ‪ ،‬تتخممو‬
‫أحكاـ قيمة كأكصاؼ قادحة‪ ،‬تكاد تنطؽ بالتكجيات كالخمفيات اإليديكلكجية كالسياسية التي‬
‫تصدر عنيا‪ ،‬بؿ إف بعضيا كاف كاف يصدؽ عمى فترة معينة فإف إيراده مف المحقؽ في سياؽ‬
‫مختمؼ ىك نكع مف التعسؼ كالبعد عف الحؽ كاإلنصاؼ‪.‬‬

‫أما ما تحممو األجكبة مف عادات كأعراؼ كخركج عف أحكاـ الشريعة فيذا أمر عاـ كليس‬
‫يقصر عمى البربر دكف غيرىـ مف البدك‪ ،‬كمرد ذلؾ ما يفشك عندىـ مف الجيؿ بأحكاـ الديف‪،‬‬
‫كانحصار العمـ في المدف كالحكاضر خصكصا أياـ الفتف كالقالقؿ‪.‬‬

‫كما ال يخفى أف ما يحممو نص الحمكم يخالؼ حقيقة البرابر كاألمازيغ في البالد المغاربية‬
‫عامة‪ ،‬حيث كانت ىذه البقاع ميدا لتعمـ القرآف كتدارس العمكـ‪ ،‬كأخرجت زكاياىا كمدارسيا‬

‫● دللة امليَل ● معَذ العلوو اإلسالمية ● جامعة الوادي ــ اجلزائش ●‬


‫سابط اجمللة على البوابة ‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/507‬‬
‫‪275‬‬ ‫● ● ●‬ ‫● ● ● د‪ .‬محيذ بً امحاد أيت احلياٌ املشاكشي‬

‫عمماء أفذاذا في شتى الفنكف كالعمكـ كمف أبرزىـ كأجميـ قد ار ابف آجركـ‪ ،‬كاليكسي كالمختار‬
‫السكسي كغيرىـ‪.‬‬

‫‪ -6‬على سبيل اخلته‪:‬‬

‫إف عممية التحقيؽ إلى جانب ككنيا عممية شاقة مضنية‪ ،‬تبدأ باختيار النص المحقؽ‪ ،‬ثـ‬
‫االنتقاؿ إلى جمع النسخ الخطية كما يرافؽ ذلؾ مف صعكبات كما يعترض المشتغؿ مف عقبات‪،‬‬
‫ما تكاد تنتيي حتى يجد الباحث نفسو أماـ صعكبات الكشؼ عف الخطكط كالحركؼ كالكممات‬
‫كمقابمة النسخ‪ ،‬كتحرير النص‪.‬‬

‫كاذا سممنا بسالمة النسخ مف أخطاء النساخ كتصحيفاتيـ‪ ،‬فيمزـ المحقؽ أف يستحضر مياراتو‬
‫في الكقكؼ عمى المعمكمات كالسياؽ الزماني كالمكاني لمكثيقة‪ ،‬كالتأكد مف األعالـ كالفرؽ‬
‫كاألسماء كغيرىا‪.......‬‬

‫إف كتب النكازؿ بما تحكيو مف المعارؼ كالمعمكمات‪ ،‬كما تشممو مف المياديف كالمجاالت‪ ،‬مع‬
‫كفرة في األعالـ كاألماكف كأنكاع المصطمحات الفقيية كاالقتصادية كاالجتماعية ‪...‬تجعؿ ميمة‬
‫المتصدم لمتحقيؽ شاقة كمتعبة‪.‬‬

‫كلعؿ ىذه المباحثة أرادت التنبيو إلى بعض ىذه الشكارد كالينات التي غفؿ عنيا محقؽ أجكبة‬
‫الفاسي رحمو اهلل خاصة‪ ،‬كالغرض منيا إقامة ىذا العمؿ األكاديمي الجاد‪ ،‬كاإلشارة إلى خطكرة‬
‫عممية التحقيؽ التي تتطمب مزيد أمانة عممية‪ ،‬كحضكر بديية‪ ،‬كقكة صبر كتحمؿ‪.‬‬

‫كليده الغاية نرل أف االنفتاح عمى المراكز البحثية كالعمؿ الجماعي أصبح ضركرة ميمة‪ ،‬لما‬
‫فيو مف تعاضد الجيكد كتآزرىا‪ ،‬كتكامؿ أصحاب المعارؼ المختمفة‪ ،‬ألجؿ عممية تحقيؽ دقيقة‬
‫تخرج النصكص عمى الكجو الذم كضع لو أكؿ مرة‪.‬‬

‫‪ -7‬قائنة املشاجع‪:‬‬

‫‪ .1‬الكتاني (المتكفى‪1382 :‬ىػ)‪ :‬فيرس الفيارس كاألثبات كمعجـ المعاجـ كالمشيخات كالمسمسالت‪،‬‬
‫المحقؽ‪ :‬إحساف عباس‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي – بيركت‪ ،‬الطبعة الثانية‪.1982 :‬‬

‫● اجمللذ‪ ،07 :‬العذد‪( 01 :‬رو الكعذة‪ٍ1442 /‬ـ ‪ -‬جواٌ‪2021/‬و) ●‬


‫● ● ● أىظاس يف كتاب " األجوبة الصػشى ألبي الشعود عبذ الكادس بً علي الفاسي"● ● ●‬ ‫‪276‬‬

‫‪ .2‬الفاسي عبد القادر(المتكفى‪1091 :‬ىػ)‪ :‬األجكبة الصغرل‪ ،‬تحقيؽ عمي بف محمد اإلبراىيمي‪،‬‬
‫منشكرات ك ازرة األكقاؼ‪ ،‬دار أبي رقراؽ الرباط‪ ،‬الطبعة األكلى‪2007 :‬ـ‪.‬‬

‫‪ .3‬الرىكني أبك العباس(المتكفى‪1373 :‬ىػ)‪ :‬عمدة الراكيف في أخبار تطاكيف ‪ ،‬تحقيؽ جعفر بف‬
‫الحاج السممي‪ ،‬مطبعة الخميج العربي تطكاف المغرب‪ ،‬الطبعة األكلى‪2003 :‬ـ‪.‬‬

‫‪ .4‬التممساني ابف مريـ (المتكفى‪1014 :‬ىػ)‪ :‬البستاف في ذكر العمماء األكلياء في تممساف‪ ،‬المطبعة‬
‫الثعالبية الجزائر‪ ،‬طبعة‪1908 :‬ـ‪.‬‬

‫‪ .5‬اليركم أبك منصكر (المتكفى‪370 :‬ىػ)‪ :‬تيذيب المغة‪ ،‬المحقؽ‪ :‬محمد عكض مرعب‪ ،‬دار إحياء‬
‫التراث العربي – بيركت‪ ،‬الطبعة األكلى‪2001 :‬ـ‬
‫‪ .6‬محفكظ محمد (المتكفى‪ 1408 :‬ىػ)‪ :‬تراجـ المؤلفيف التكنسييف‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيركت –‬
‫لبناف‪ ،‬الطبعة الثانية‪ 1994 :‬ـ‪.‬‬
‫‪ .7‬الحمكم ياقكت (المتكفى‪626 :‬ىػ)‪ :‬معجـ البمداف‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيركت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪1951 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫● دللة امليَل ● معَذ العلوو اإلسالمية ● جامعة الوادي ــ اجلزائش ●‬
‫سابط اجمللة على البوابة ‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/507‬‬

You might also like