Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 12

‫سمات الجاني السيكوباتي مغتصب امرأة‬

Characteristics of the psychopathic offender of a woman rapist


2
‫ فريدة ذيب‬،*،1‫توفيق برغوتي‬
toufikberg@gmail.com ،)‫ مركز البحث في العموـ االسالمية والحضارة (الجزائر‬0
f.dib@univ-setif2.dz ،)‫ (الجزائر‬2‫جامعة سطيؼ‬2

2522-56-53 :‫تاريخ النشر‬ 2522-55-06 :‫تاريخ القبوؿ‬ 2520-02-26:‫تاريخ االستالـ‬

‫ حيث أجريت‬،‫ ىدفت ىذه الدراسة اإلكمينيكية إلى التعرؼ عمى بعض سمات الجاني السيكوباتي مغتصب امرأة‬:‫ممخص‬
‫ وتمثمت أدوات‬،‫ أيف استخدـ الباحثاف المنيج العيادي كمنيج لمدراسة‬،‫ سنة‬24 ‫ىذه الدراسة عمى حالة شاب يبمغ مف العمر‬
:‫ وقد أسفرت الدراسة عمى النتائج التالية‬.‫ واختبار الرورشاخ‬،‫ المقابمة العيادية‬،‫الدراسة في المالحظة‬
.‫ االندفاعية سمة مف سمات الجاني السيكوباتي المغتصب امرأة‬-
.‫ السادية سمة مف سمات الجاني السيكوباتي المغتصب امرأة‬-
.‫ اغتصاب‬،‫ جاني سيكوباتي‬،‫ سمات‬:‫الكممات المفتاحية‬

Abstract: This clinical study aimed to identify some of the characteristics of the psychopathic
perpetrator of a woman rapist, where this study was conducted on the case of a young man at the age
of 24 years, where the researchers used the clinical approach as a method of study, and the study tools
were the observation, the clinical interview, and the Rorschach test. The study resulted in the
following results:
- Impulsivity is a characteristic of the psychopathic perpetrator of a woman rapist.
- Sadism is a feature of the psychopathic perpetrator of a woman rapist.
Keywords: Traits, PsychopathicOffender, Rape.

‫*المؤلف المراسل‬

132 242 230 2522 50 55


‫‪ -1‬مقدمة– إشكالية‪:‬‬
‫منذ أف وجد االنساف وىو يسعى إلقامة عالقات مع غيره مف بني جنسو في إطار لو قواعده العامة في حاجة‬
‫اسميا مجتمعية‪ ،‬مبنية عمى أساس التفاعؿ بيف الجنسيف؛ فكؿ واحد منيـ مسؤوؿ عف بناء المجتمع في شتى‬
‫المجاالت‪ ،‬ضمف عالقات إنسانية مف تعاوف واحتراـ وبذؿ وعطاء ووفاؽ وصدؽ وتقدير لكؿ واحد منيما لدور‬
‫اآلخر في الحياة‪ ،‬وىذا باستثمار القدرات والمواىب المختمفة؛ حيث أنو كمما اتضحت نوعية العالقة بيف الطرفيف‬
‫أدت إلى الراحة والطمأنينة والحب‪.‬‬
‫فالرجؿ يبحث عف امرأة يشعر معيا برجولتو التي يكوف بجانبيا أكثر رجولة وقوة‪ ،‬والمرأة أيضا فيي تبحث عف‬
‫الرجؿ الذي يشعرىا باألماف وبأنوثتيا‪ ،‬ولكف تعددت نوعية العالقات وأخذت عدة أشكاؿ كالحب والعنؼ‪ ،‬وقد تزايد‬
‫ىذا األخير بيف األفراد ووصؿ إلى أعنؼ الجرائـ‪ ،‬حيث أف الجريمة حسب تعريؼ محمود أبو النيؿ يقوؿ "ىي‬
‫القياـ بفعؿ مضاد لمقانوف الجنائي والذي يقوـ بو أفراد يحكـ عمييـ بحكـ صادر مف المحكمة ويشير النمط‬
‫اإلجرامي لمشخص الذي لديو ميؿ قوي لمسموؾ اإلجرامي" (العيسوي‪.)26 ،2555 ،‬‬
‫ومف ىذه الجرائـ ما مورس ضد المرأة وفي صدارتيا جريمة االغتصاب المنافية لمبادئ المجتمع‪ ،‬ولعؿ ىذا‬
‫الفعؿ المشيف تقؼ ورائو مجموعة مف الدوافع النفسية‪ ،‬وضمف ىذه األخيرة ىناؾ مجموعة مف األشكاؿ واألنماط‬
‫ونوع مف الخمؿ الموجود في شخصية الرجؿ السيكوباتي المغتصب‪ ،‬حيث أف السيكوباتي حسب تعريؼ الدكتور‬
‫عبد الرحماف محمد العيسوي "ىذا الشخص الذي يخرؽ القانوف الخمقي وييدده دوف مباالة ويرتكب المحرمات‬
‫والمعاصي واألخطاء دوف أف يشعر بتأنيب الضمير أو بموـ الذات" (العيسوي‪ ،)257 ،2555 ،‬حيث نجده أيضا‬
‫يتميز بمجموعة مف السمات النفسية أو مجموعة مف الخصائص أو األوصاؼ النفسية التي تميزه عف غيره مف‬
‫الجناة‪،‬و قد أضاؼ ( ‪ ) Kiehl & all ,2001, 677‬بأنيا اضطراب في السموؾ المضاد لممجتمع مع عدـ‬
‫القدرة عمى الحب والرحمة والعاطؼ وتكويف عالقات إنسانية ىادفة مع عدـ اإلستفادة مف التجارب والخبرات‬
‫السابقة‪ ،‬ويقوـ بمجموعة مف الممارسات أحيانا عمنا‪ ،‬وأحيانا في الخفاء وكميا مضادة لممجتمع ولكؿ الضوابط‬
‫القانونية‪ ،‬وقد كانت ىناؾ مجموعة مف الدراسات التي حاولت وضع مجموعة مف الخصائص والسمات لمجاني‬
‫السيكوباتي المغتصب إلمراة ‪ ،‬فيذه الظاىرة التي تتعرض ليا اآلالؼ مف النساء‪ ،‬ومنيا مف تقدـ شكاو عمنية‬
‫ومنيا مف يعـ الصمت عمييا‪ ،‬نظ ار لممجتمع خاصة العربي والجزائري‪ ،‬لكف حتى ولو تمقى ىؤالء المجرميف‬
‫العقوبات ولكف يعاودوف نفس السموؾ‪ ،‬وتبقى ىناؾ مجموعة مف التساؤالت حوؿ ىذه الشخصية وسماتيا‪.‬‬
‫وعمى ىذا األساس‪ ،‬سنحاوؿ في ىذه الدراسة معرفة بعض السمات التي يتميز بيا الجاني السيكوباتي المغتصب‬
‫امرأة‪ ،‬مف خالؿ اإلجابة عمى التساؤالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ىؿ االندفاعية سمة مف سمات الجاني السيكوباتي المغتصب امرأة؟‬
‫‪ -‬ىؿ السادية سمة مف سمات الجاني السيكوباتي المغتصب امرأة؟‬
‫‪-2‬فرضيات الدراسة‬
‫تـ صياغة فرضيات الدراسة عمى النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -‬االندفاعية سمة مف سمات الجاني السيكوباتي المغتصب امرأة‪.‬‬
‫‪ -‬السادية سمة مف سمات الجاني السيكوباتي المغتصب امرأة‪.‬‬

‫‪131‬‬ ‫‪242 230‬‬ ‫‪2522‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪55‬‬


‫‪ -3‬أهداف الدراسة‪:‬‬
‫تيدؼ ىذه الدراسة إلى تحقيؽ ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬التعرؼ عمى بعض السمات عند الجاني السيكوباتي المغتصب امرأة‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة ما إذا كانت االندفاعية مف سمات الجاني السيكوباتي المغتصب ام أرة‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة ما إذا كانت السادية مف سمات الجاني السيكوباتي المغتصب امرأة‪.‬‬
‫‪-4‬أهمية البحث‪:‬‬
‫إف معرفة سمات الجاني السيكوباتي المغتصب المرأة‪ ،‬يساعد األخصائييف النفسانييف عمى وضع بروتكوؿ‬
‫عالجيي مناسبة‪.‬‬
‫كذلؾ مف جانب آخر لمعرفة خصائصو وسماتو قد تحاوؿ بعض الشرائح وخاصة الضعيفة منيا بتجنبو‪.‬‬
‫‪-5‬التحديد اإلجرائي لممفاهيم‪:‬‬
‫‪1-5‬السيكوباتية‪ :‬عرؼ الدليؿ التشخيصي االحصائي لالضطرابات العقمية الخامس (‪ )DSM 5‬الشخصية‬
‫السيكوباتية بأنيا نموذج مضطرب لمشخصية تغتصب حقوؽ اآلخريف وتبدا منذ الطفولة وتستمر حتى فترة‬
‫النضج‪ ،‬وىذا النموذج أيضا يعرؼ بالسيكوباتية أو االعتالؿ االجتماعي‪ ،‬أو اضطراب الشخصية المضادة‬
‫لممجتمع وذلؾ ألف الخداع والتالعب يمثؿ الصفة األساسية الضطراب ىذه الشخصية (عبيد‪.)300 ،2525 ،‬‬
‫‪ -‬ىي الشخصية المضادة لممجتمع‪ ،‬وتتسـ باالضطراب النفسي‪ ،‬وبعد النضج االنفعالي‪ ،‬ويغمب عمى تصرفاتو‬
‫االنحراؼ االجتماعي والخروج عف القوانيف والمعايير الخمقية‪ ،‬لنشأتيا في بيوت وأسر باردة انفعاليا‪ ،‬أو لضعؼ‬
‫في بناء الشخصية؛ بسبب التدليؿ المفرط في الطفولة بحيث ال يتعمـ الفرد في طفولتو قمع رغباتو‪ ،‬فيثبت عند‬
‫مستوى طفمي مف التمركز حوؿ الذات أو لعدـ توفر األنماط االجتماعية السوية (ىياجنة والحمد‪.)379 ،2507 ،‬‬
‫ويعرؼ السيكوباتي إجرائيا بأنو الشخص الذي ال يمتثؿ لممعايير االجتماعية‪ ،‬ويقوـ بسموكات معادية لممجتمع‬
‫ومدمرة لألخريف متجاىال كؿ القواعد والضوابط اإلجتماعية دوف تأنيب ضمير‪.‬‬
‫‪2-5‬االغتصاب‪" :‬حالة التحرش أو التالصؽ بأعضاء الجنس سواء اقترف ذلؾ بإيالج القضيب في الميبؿ أو ال‪،‬‬
‫وسواء اقترف باستخداـ القوة أو التيديد بيا أو ال‪ ،‬وذلؾ دوف موافقة المرأة ورضاىا‪ ،‬وكذلؾ إذا كانت الضحية‬
‫قاص ار تحت سف السادسة عشر أو كانت معاقة عقميا أو حركيا"‪" ،‬وىو أشد أنواع السموؾ العنيؼ الذي يقترفو‬
‫الرجؿ بحؽ المرأة‪ ،‬وذلؾ ألنو سموؾ يطعف عفتيا وطيارتيا" (ويس‪.)2556 ،‬‬
‫واجرائيا اإلغتصاب ىو استخدا ـ القوة واإلعتداء الجنسي‪ ،‬وأحيانا يكوف فيو اإليالج الجنسي أو أي سموؾ مف‬
‫السموكات العنيفة الممارسة عمى األشخاص وىـ في حالة رفض لو سواء كانت إمراة أو قصر أو ذوي‬
‫اإلحتياجاتالخاصة ‪ ،‬حيث أنيـ ال يستطيعوف مقاومتو‪.‬‬
‫أما إغتصاب المرأة اجرائيا ىو السموؾ الجنسي الذي يمارس عمى المرأة بالقوة‪ ،‬فيقوـ فيو الرجؿ باغتصابيا بإكراه‪،‬‬
‫ويحدث فيو فعؿ اإليالج‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫ىن ػػاؾ مجموع ػػة م ػػف الد ارس ػػات الت ػػي تناول ػػت موض ػػوع اإلغتص ػػاب وح ػػاولو إعط ػػاء مجموع ػػة م ػػف التفس ػػيرات ح ػػوؿ‬
‫الشخصية السيكوباتية‪ ،‬وقد توصمت لنتائج عدة مف بيف ىذه الدراسات نجد‪:‬‬

‫‪133‬‬ ‫‪242 230‬‬ ‫‪2522‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪55‬‬


‫‪ - 1‬دراسةةةةة زهةةةة ار ج ةةةةدو ي( ‪ ) 7000 - 7002‬بعن ػ ػواف اإلعتػ ػػداء الجنسػ ػػي‪ -‬د ارسػ ػػة سػ ػػيكوباتولوجية‬
‫لمتوظيػػؼ النفسػػي لممعتػػدي الجنسػػي‪ ،‬والتػػي تمػػت بخمػػس واليػػات فػػي الغػػرب الج ازئػػري ( معسػػكر‪ ،‬مسػػتغانـ‪ ،‬وى ػراف‪،‬‬
‫غميزاف وسيدي بمعباس ) وكاف اليدؼ منيا‪:‬‬
‫‪ -‬دراسة وفيـ التوظيؼ النفسي لممعتدي جنسيا لمتوصؿ لألسباب الدافعة لممرور الى الفعػؿ‪ ،‬وكػذا محاولػة‬
‫اإلجابػػة عػػف تسػػاؤالت المشػػرع الج ازئػػري امػػاـ شػػرعية الحكػػـ عمػػى المعتػػدي جنسػػيا‪ ،‬وأىميتػػو القانونيػػة مػػف عػػدميا ‪،‬‬
‫وسبؿ الوقاية والعالج بعيدا عف العقوبة السػالبة لمحريػة‪ ،‬وفيػـ أسػباب تكػرار المعتػدي لمفعػؿ رغػـ تمقيػو لمعقوبػة‪ ،‬وقػد‬
‫إعتمػػدت فػػي الد ارسػػة عمػػى المػػنيج العيػػادي مػػع اإلسػػتعانة باختبػػارات اسػػقاطية وىػػي ‪ TAT‬و الرورشػػاخ عمػػى عينػػة‬
‫متكونة مف سبعة ( ‪ ) 02‬حاالت ذكور راشديف تمقوا عقوبة عمى األعتداء الجنسي وتوصمت إلى النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -‬وجود صعوبة في الحركة الغريزية‬
‫‪ -‬غيػػاب الموضػػوع يحػػدث إضػػطرابا فػػي العالقػػة بػػاآلخر‪ ،‬والتػػي تكػػوف مرضػػية أو نرجسػػية لكنيػػا سػػمبية؛‬
‫فالنقص في موضوع الحب األولي يؤثر سمبا عمى العالقات الحالية بالمواضيع األخرى‬
‫‪ -‬القيػػاـ باإلعتػػداء الجنسػػي لتػػرميـ التصػػدع فػػي النرجسػػية وىػػذا مػػا يفسػػر ويتػػرجـ التكيػػؼ االجتمػػاعي لديػػو‬
‫فػي معظػـ عالقاتػػو أو يػدعـ اسػقاطا حػػادا لمغ ارئػز العدوانيػة‪ ،‬اإلضػػطراب الػذي تحػده االسػػتثارة الداخميػة أو الخارجيػػة‬
‫الذي يياجـ الغالؼ النرجسي اليش والغالؼ الجسدي الذي ييدد بدوره اإلنفجػار أو بػالخمط مػع االخػر خاصػة أمػاـ‬
‫الالتمايز مع االخر وىشاشة الحدود‪.‬‬
‫‪ – 2‬دراسة تيرفي ( ‪ : ) Tarevy 2008‬ب وان الشخصية السيكوباتية والشخصية السادية‬
‫وعالقتهما بارتكاب السموك اإلجرامي‪،‬‬
‫‪The‬‬ ‫استخدمت الباحثة المنهج الوصفي اإلرتباطي‪ ،‬كما استعانت بقائمة ىار لمشخصية السيكوباتية (‬
‫‪. ) Hare Psychpath Checkist Revised‬‬
‫وقد طبقت الدراسة عمى عينة مف المحبوسيف مف مرتكبي جرائـ العنؼ‪ ،‬وتكونت مف ‪ 49‬فردا‪ ،‬وقد‬
‫توصمت نتائج الدراسة إلى‬
‫الشخصية السيكوباتية ليا عالقة ايجابية بارتكاب السموؾ اإلجرامي‬
‫أكثر اإلضطرابات شيوعا بيف المجرميف ىو إضطراب الشخصية السيكوباتية والشخصية السادية‪.‬‬
‫‪ 3‬دراسة سارة صالح الدين أبكر عمر( ‪ )2222‬بعنواف دوافع السموك اإلجرامي ووعالقتها باضطراب‬
‫الشخصية السيكوباتية لدى مرتكبي جرائم اإلغتصاب لسجن الهدى بوالية الخرطوم (السودان )‬
‫ىدفيا التعرؼ عمى دوافع السموؾ اإلجرامي وعالقتو باضطراب الشخصية السيكوباتية لدى مرتكبي جرائـ‬
‫اإلغتصاب لدى نزالء سجف اليدى بالخرطوـ‪ ،‬وتـ االعتماد عمى المنيج الوصفي االرتباطي بتطبيؽ مقاييس دوافع‬
‫السموؾ اإلجرامي واضطرابات الشخصية السيكوباتية كأدوات لجمع المعمومات عمى عينة تكونت مف ‪000‬‬
‫محبوس توصمت لمنتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -‬يتسـ دوافع السمؾ اإلجرامي لدى نزالء سجف اليدى باالرتفاع‬
‫‪ -‬توجد عالقة بيف دوافع السموؾ االجرامي واضطراب الشخصية السيكوباتية لدييـ‬
‫‪ -‬ال توجد فروؽ في السموؾ االجرامي تبعا لمتغير العمر لدى ىده العينة‬
‫‪ -‬ال توجد فروؽ دالة في السموؾ االجرامي تبعا لممستوى التعميمي وتبعا لمحالة اإلجتماعية‬

‫‪132‬‬ ‫‪242 230‬‬ ‫‪2522‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪55‬‬


‫الت قيةةب عمةةد الدراسةةات السةةابقة‪ :‬مػػف خػػالؿ الد ارسػػات السػػابقة يمكػػف القػػوؿ أنيػػا تتفػػؽ فػػي اإلجمػػاؿ عمػػى‬
‫تحقي ػػؽ ى ػػدؼ مش ػػترؾ لمد ارس ػػة الحالي ػػة وى ػػو معرف ػػة بع ػػض الس ػػمات والخص ػػائص النفس ػػية الت ػػي تمي ػػز المج ػػرميف‬
‫السيكوباتييف‪ ،‬وىدا ما نجده في دراسة كؿ مف جعدوني سارة‪ ،‬وتيرفي وكدا سارة صالح الديف‬
‫كما نجػد مػف التوافػؽ فػي المػنيج حيػث نجػد د ارسػة جعػدوني اعتمػدت المػنيج العيػادي المعتمػد فػي الد ارسػة‬
‫الحالية وكدا حتى في اإلستعانة باختبارات اسقاطية فيي المناسبة لمثؿ ىده الدراسات‬
‫فػػي حػػيف نجػػد د ارسػػة سػػارة صػػالح الػػديف وتيرفػػي اعتمػػدتا المػػنيج الوصػػفي اإلرتبػػاطي لد ارسػػة العديػػد مػػف‬
‫الحاالت في أدوات الدراسة وىنا كاف اإلختالؼ‪.‬‬
‫وبػػالنظر والػػتمعف لمد ارسػػات السػػابقة نجػػد أف الباحثػػة جعػػدوني تمكنػػت مػػف التوصػػؿ والتأكيػػد عمػػى أف ىنػػاؾ‬
‫مجموعة مف السمات والخصائص الخاصة بالسيكوباتي والدوافع التي تدفعو لممرور لمفعؿ والمتثمػؿ فػي اإلغتصػاب‬
‫رغـ تمقيو لمعقوبة‪ ،‬ومف السمات التي تبحػث فييػا الد ارسػة الحاليػة وىػي اإلندفاعيػة لممػرور ل غتصػاب‪ ،‬ومػف ناحيػة‬
‫نجد دراسة سارة صالح الديف تؤكػد ىػي االخػرى أنػو توجػد عالقػة بػيف دوافػع السػموؾ اإلج ارمػي وسػمات وخصػائص‬
‫الشخصػػية السػػيكوباتية‪ ،‬وأف العمػػر أو المسػػتوى التعميمػػي والحالػػة اإلجتماعيػػة ال توجػػد فييػػا فػػروؽ دالػػة لػػدى ىػػده‬
‫العينة‪.‬في حيف دراسة تيرفي تؤكد أيضا عمى أف معظـ المجريمف دوو شخصية سيكوباتية وشخصػية سػادية ‪ ،‬وىػي‬
‫نقطة اإللتقاء في ىدؼ الدراسة الحالية‪.‬‬
‫اإلج ار ات الم هجية لمدراسة الميدا ية‪:‬‬
‫م هج الدراسة‪ :‬نظ ار لكوف الدراسة الحالية تسعى لمعرفة سمات الجاني السيكوباتي المغتصب امرأة‪ ،‬فإف المنيج‬
‫الذي تـ اعتماده ىو المنيج العيادي‪ ،‬الذي يمتاز بصفة منيجية ومراقبة السموؾ مف زاوية خاصة والكشؼ‬
‫بموضوعية عف تصرفات المغتصب تجاه المرأة‪.‬‬
‫حدود الدراسة‪ :‬شممت الدراسة مايمي‪:‬‬
‫الحدود المكا ية‪ :‬أجريت الدراسة في عيادة نفسية بالشرؽ الجزائري‬
‫الحدود الزما ية‪ :‬تمت خالؿ سنة ‪2507‬‬
‫عي ة الدراسة‪ :‬تمت الدراسة عمى حالة واحدة وىو الحالة (س) ذكر يبمغ مف العمر ‪ 24‬سنة طفؿ وحيد‪ ،‬ذو‬
‫مستوى دراسي ‪ 9‬أساسي‪ ،‬بطاؿ‪ ،‬أعزب‪ ،‬الوالداف مطمقاف وعمى قيد الحياة بعمر ‪ 49‬سنة‪ ،‬أـ ماكثة بالبيت‪ ،‬أب‬
‫مياجر مقيـ بفرنسا‪ .‬وىو ذو بنية جسمية قوية طويؿ القامة أسمر البشرة‪ ،‬المباس مرتب‪ ،‬نظيؼ‪ ،‬غالب الوقت‬
‫مبتسـ‪.‬‬
‫‪ -6‬أدوات الدراسة‪ :‬ول جابة عمى تساؤالت الدراسة وتحقيؽ أىدافيا‪ ،‬تـ استعماؿ األدوات التالية‪:‬‬
‫‪1-6‬المالحظة‪ :‬مف خالؿ وضع شبكة مالحظة‪ ،‬وتـ فييا مالحظة سموكيات الرجؿ مف خالؿ المالحظة‬
‫المقصودة والمباشرة وغير المباشرة حيث نستفيد مف خالؿ األفعاؿ التي يقوـ بيا الحالة والتناقض في القوؿ فيي‬
‫سالح في منيج االنحراؼ‪.‬‬
‫‪2-6‬المقابمة ال يادية‪ :‬فالمقابمة العيادية حسب تعريؼ ‪ :Ellenrosse‬ىي "عالقة دينامية وتبادؿ لفظي بيف‬
‫شخصيف أو أكثر" (ياسيف‪ .)35 ،0986 ،‬وفي ىذه الدراسة اعتمدنا عمى المقابمة النصؼ موجية‪ ،‬والتي تمعب‬
‫دو ار كبي ار في جمع البيانات لتزويدنا بما نحتاجو في دراسة الحالة ل لماـ بكافة الجوانب‪.‬‬

‫‪132‬‬ ‫‪242 230‬‬ ‫‪2522‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪55‬‬


‫‪3-6‬اختبار الرورشاخ‪ :‬الذي يعرؼ عمى أنو إجراء منظـ لقياس سمة‪ ،‬مف خالؿ عينة مف السموؾ‪ ،‬وىو بذلؾ‬
‫يسيؿ الحصوؿ عمى البيانات‪ ،‬قد ال يكوف الفرد واعيا بيا شعوريا أو غير قادر عمى التعبير عنيا‪ .‬واختبار‬
‫الرورشاخ أحد االختبارات اإلسقاطية شيرة وكفاءة‪ ،‬حيث اعتمدنا عميو في بحثنا ىذا لمعرفة ودراسة سموكات‬
‫الحالة‪.‬‬
‫‪4-6‬دراسة حالة‪ :‬الحالة (س) ‪ ،‬قاـ بعدة جرائـ وأغمبيا جرائـ اإلغتصاب منيا ماىو مصرح بيا واألخرى غير‬
‫مصرح بيا‪ ،‬ومنيا مف لـ يتمؽ عنيا العقوبة‪ ،‬لعدـ تمقي الشكاوي مف طرؼ الضحايا‪ ،‬أو عدـ كفاية األدلة‪ ،‬وفيما‬
‫يمي تاريخ الحالة‪:‬‬
‫‪3-6‬التاريخ األسري واالجتماعي ‪ :‬صراعات والدية وحمؿ غير مرغوب فيو خاصة أثناء الحمؿ وطالؽ قبؿ‬
‫الوالدة‪ ،‬بعد ميالده بشير وضعتو األـ أماـ بيت الجدة مف األب بدافع إعادة الزواج وخروجيا مف بيت األىؿ لعدة‬
‫صراعات‪ ،‬في سف الثالثة أعادتو الجدة لألـ لعدـ كفايتيا مف الجانب المادي‪ ،‬اإلنفاؽ مف طرؼ األب قميؿ جدا‬
‫في فترة صيؼ عند مجيئو أحيانا‪ ،‬عدـ وجود مسكف خاص ونوع السكف مع الجيراف عبارة عف غرؼ يجمعيا سور‬
‫(كراء غرفة في بيوت شعبية )‪ ،‬ا ألـ تعمؿ في الدعارة وتتنقؿ كثي ار وتتركو عند الجارة البالغة مف العمر ‪ 45‬سنة‪،‬‬
‫االنتقاؿ إلى بيت خاص في عمارة بعمر ‪ 7‬سنوات‪.‬‬
‫‪4-6‬التاريخ الت ميمي‪ :‬مشاكؿ في المرحمة االبتدائية وافتعاؿ العراؾ والنزاعات مع أقرانو‪ ،‬حيث قاـ بمناوشات‬
‫كالمية عنيفة مع التالميذ بسبب الحديث عف أمو في أمور ال أخالقية‪ ،‬الغيابات المتكررة واعادة السنوات‪ ،‬عدـ‬
‫وجود رغبة في الدراسة مما أدى إلى تغيير مكاف الدراسة لكف بقاء نفس السموؾ‪.‬‬
‫‪5-6‬التاريخ السموكي‪ :‬عدائية مفرطة مع محيطو؛ شكاوي الجدة منو حسب أقواؿ األـ‪ ،‬تجاوزات وتمرد وعصياف‬
‫لألوامر والتوجييات‪ ،‬قضـ األظافر‪ ،‬أخذ حاجيات الجيراف عمى أنيا ممؾ خاص‪ ،‬افتعاؿ العراؾ والنزاعات ومع‬
‫أقرانو في المدرسة والمحيطيف مع المرور إلى الضرب‪ ،‬لـ يكوف أي عالقات صداقة‪ ،‬بداية التدخيف في سف‬
‫السابعة مع رفقاء السوء "بديت بكري خالص" ثـ التعمؽ واستعماؿ كؿ األنواع "ك ت زيد باش سد مشاكمي مع‬
‫الوالدة وواش دير الزم كمي" اإلخفاؽ في المدرسة والتوقؼ النيائي عف الدراسة حسب قوؿ األـ "ك ت روح‬
‫و حاول الم ممين باه ي جحوه" في سف ‪ 06‬سنة‪ ،‬لكف حسب رأيو "أ ا ك ت ق ار و رف ق ار هاذوك األغبيا ما‬
‫ي رفوش اله هما يفهمو ك ت جح بصح واش دير بالقراية المي ق ار ق ار بكري"‪ ،‬بداية االحتياج لمجانب المادي‬
‫فذىب لمنيب والسرقة والسموكيات االنحرافية " ار ي خير شكون سرق‪ ،‬سرق المي ع دها الصوارد " وم ين‬
‫جيب الخدمة ماكا ش وعاله خالوك باش تخدم ار ي هكذا مميح"‪ ،‬القياـ بسموكات السرقة بالتيديد‪ ،‬دخولو لمسجف‬
‫مرتيف بسبب الضرب والجرح العمدي بعقوبات صغيرة بسبب شتـ األـ "دخمت عمد جالها"‪ ،‬لـ يمتحؽ بالخدمة‬
‫العسكرية "راهم يتمسخرو ما روحش وشكون يبقد مع الوالدة"‪ ،‬حاوؿ االعتداء عمى األـ بواسطة خنجر وفؾ‬
‫الصراع بتدخؿ الجيراف ومحاولة تسميميا مف خالؿ افتعاؿ الشجار معيا ثـ دفع طاولة الطعاـ ليقع األكؿ عمى‬
‫األرض " هي تروح دير هاذاك الشي حاشاك وهما يهدروا عميها وزادت رمات ي وأ ا لحمة قدام باب جداتي‪،‬‬
‫راهي قالتمي جدة"‪.‬‬
‫‪6-6‬التاريخ الصحي‪ :‬ال توجد أي اضطرابات وتشوىات خمقية أو إعاقات جسمية عند الحالة‪.‬‬

‫‪132‬‬ ‫‪242 230‬‬ ‫‪2522‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪55‬‬


‫‪7-6‬التاريخ الج سي‪ :‬قامت الجارة بفعؿ ( ‪()Fellations‬لعؽ أو مص القضيب بالمساف ) بدءا مف عمر ‪3‬‬
‫سنوات مع الحالة ( حسب رواية الجارة )عند احضاره مف طرؼ الجدة‪ ،‬وكرر السموؾ عدة مرات الى عمر ‪9‬‬
‫سنوات‪ ،‬أوؿ تجربة جنسية غير كاممة مع فتاة بعمره في عمر ‪ 6‬سنوات مف خالؿ تقميد ما كاف يراه مف أمو "ك ت‬
‫م بها راقد و حل عي ي و شوف" بصبصة نحو الجنس اآلخر "ماكا ش وحدة ما تقبمشبيا ديما مبيش و مبس‬
‫الحطة"‪ ،‬بداية عالقات جنسية بعمر ‪ 05‬سنة مع نساء بعمر أمو "ك ت حب دير مع ال سا الكبار و اود واش‬
‫اودها بزاف هما ي رفو مميح "‪ ،‬القياـ بعالقات جنسية غير محمية وعدوانية عند‬ ‫صرالي مع الجارة و حب‬
‫االنتياء مف العالقة " م بهالها مدلها كمشي غالط و ديها دير واش حب عاله تحسبي فيهم عاقالت‬
‫راهم ‪ ......‬وكي كمل الزم خميمها حاجة تتفكر ي بيها"‪ " ،‬س المرأة المي تروح في المغرب وحدها باي ة بمي‬
‫مطمقة وما ع دهاش راجمها و غطي وجهي و روح ديرلها و هرب"‪ ،‬مشاىدة األفالـ اإلباحية كثي ار‪.‬‬
‫‪ -7‬عرض ال تائج وم اقشتها‪:‬‬
‫‪1-7‬عرض تائج المالحظة‪:‬‬
‫‪-‬السموك ال ام‪ :‬لباس عادي ومرتب‪ ،‬نظافة ممفتة‪ ،‬متوازف في الحركة‪ ،‬سموؾ يظير بالعادي قبؿ الحديث عف‬
‫حالتو‪.‬‬
‫‪-‬المزاج وال اطفة‪ :‬مزاج قمؽ ومتقمب‪ ،‬حياتو االنفعالية والعاطفية كثيرة التقمبات بيف مشاكؿ العائمة والمجتمع‪.‬‬
‫‪-‬الكالم والحوار‪ :‬مفيوـ وواضح وصريح‪.‬‬
‫‪-‬التفكير‪ :‬ترابط وتسمسؿ في األفكار‪.‬‬
‫‪-‬محتوى األفكار‪ :‬معظميا عدوانية وجنسية‪.‬‬
‫‪-‬الوعي والذاكرة والت بيه‪ :‬واع بحالتو‪ ،‬يتمتع بذاكرة قوية‪ ،‬ال ييمؿ أدؽ التفاصيؿ‪ ،‬التوجو المكاني والزماني جيد‪،‬‬
‫يتشتت انتباىو حيف تذكره بطفولتو والعنؼ الذي تعرض لو مف خالؿ الشرود في بعض األحياف‪ ،‬مستوى متوسط‬
‫في الكتابة والقراءة‪.‬‬
‫‪2-7‬عرض تائج المقابمة‪:‬‬
‫قدر عاؿ مف النرجسية التي يحاوؿ حمايتيا مف اآلخر‪ ،‬ويستعمؿ‬
‫عكست المقابالت مع الحالة أنيا شخصية تتبنى ا‬
‫في حديثو جسده ل غراء واالطراء‪ ،‬واالفتخار بالذات مع نقد متواصؿ لألخريف‪ ،‬في محاولة فاشمة لموصوؿ إلى‬
‫صورة ذات مثالية‪.‬‬
‫‪ -‬سموكو يتميز بالالمسوؤلية‪ ،‬والبرود العاطفي‪ ،‬والفشؿ في االمتثاؿ لممعايير االجتماعية؛ مف حيث النيب‬
‫والسرقة والكذب المتكرر واستعماؿ األسماء المستعارة والتخفي أثناء القياـ بعمميات اغتصابية‪.‬‬
‫‪ -‬ىناؾ تناقض؛ مف جية يؤمف بالسمـ والخضوع لمقانوف ومف جية أخرى غرائزه الجنسية غير مراقبة‪ ،‬والعدوانية‬
‫الموجية ضد اآلخريف (أنا أ عمى متناقض يرفض سموكات الوالدة ومف جية يمارس العدواف) (تناقض وجداني‬
‫نتيجة المشاكؿ يقوؿ شيء ويفعؿ آخر)‪ .‬ىشاشة أنا أعمى لـ يتشكؿ أو ضعيؼ‪.‬‬
‫* وقد توصؿ كؿ مف ) ‪( Chagnon,2000, Ciavaldini,2001, Ravit, 2004‬إلى أف المغتصب جنسيا‬
‫فعمو كدفاع لمواجية الضعؼ الجنسي والضعؼ في اليوية‪ ،‬وىو فعؿ دفاعي شاذ يسيطر فيو عمى المشيد النفسي‬
‫في سجؿ الذىاف والحاالت البينية‪ ،‬وقد توجد في الحاالت النفسية المرضية كالسيكوباتية‪.‬‬

‫‪132‬‬ ‫‪242 230‬‬ ‫‪2522‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪55‬‬


‫‪ -‬سموكاتو متيورة دوف األخذ في الحسباف عواقب السموؾ‪ ،‬مما يعرض اآلخريف لمخطر مف خالؿ اختطاؼ‬
‫الفتيات واستعماؿ العدوانية عمييف دوف تخطيط مسبؽ‪.‬‬
‫‪ -‬أفكار استحواذية لممرور إلى الفعؿ‪ ،‬االستحواذ يرتبط بضحية معينة (امرأة كبيرة والسموؾ ‪ " Fellation‬لعؽ‬
‫القضيب ')‪ ،‬عدـ القدرة عمى كبح األفكار العدوانية التي تؤدي إلى إيذاء اآلخريف‪.‬‬
‫‪ -‬العالقة في ‪ 6‬سنوات تنـ عف قضيب لـ يكتمؿ ال يرضي األـ (ممارسة لمدعارة – أـ قضيبية) دخوؿ تصور‬
‫الموضوع الجزئي – القضيب ‪ -‬كوسيمة لمقدرة المطمقة وغيابو ييدد كيانو‪ .‬انكار غياب القضيب يؤدي إلى إنكار‬
‫غياب األـ ويترجـ باليروب إلى المرور إلى الفعؿ مف خالؿ العدوانية وتناوؿ المخدرات والكحوؿ والسرقة والضرب‬
‫والجرح العمدي‪ ،‬التقميد واالكتشاؼ‪.‬‬
‫* وفي ىذا الصدد يرى (‪ ) Balier,2000 :2008‬أف الشخص الذي لـ يحقؽ ولـ يصؿ لبوغ الممذة يقوـ بالسموؾ‬
‫العنيؼ كمحاولة دفاعية لحماية األنا مف اإلنفجار ‪ ،‬أو مف اإلكتئاب‪ ،‬فالمعتدي الجنسي يعيش ىشاشة في الحدود‪،‬‬
‫وىي تترجـ بوجود مرض في النرجسية‪.‬‬
‫‪ -‬صدمة نفسية مبكرة التي كانت في بداية األوديب كإحباط مؤثر جدا‪ ،‬فيذا االضطراب النزوي جاء في وقت‬
‫مبكر وغير مالئـ فأدى إلى صعوبة تكييفات دفاعو لكي يواجييا (أنا أعمى لـ يكتمؿ)‪ ،‬ىذه الصدمة تؤثر في‬
‫إيقاؼ التطور الميبيدي الالحؽ لمحالة (ضياع الموضوع واالنييار) (دخولو في األوديب حدثت صدمة لـ يدخؿ)‪.‬‬
‫‪ -‬الكره والغضب مف األـ ناتج عف االىماؿ في المرحمة األولى‪ .‬احباط مف تركو لمجارة وفعؿ الجارة عميو‪ ،‬عمؿ‬
‫األـ بالدعارة ترجـ في عدواف مشحوف ضد األـ" المساس بالنرجسية المثالية"‪ .‬ويؤكد (‪ ) Balier , 2008‬بأف‬
‫اإلغتصاب ىو حؿ لمصراع عمى مستوى المشيد األولي القائـ عمى كره األوـ؛ مما يؤدي الستحالة فقد الموضوع‬
‫األولي مع استحالة تحقيؽ اإلتحاد اإلندماجي وبيذا ال يستطيع استدخاؿ التقمصات األولية‪.‬‬
‫‪ -‬استدخاؿ لمممنوع كاف سيئا وصورة األب غير مدمجة لغيابو‪ ،‬واستدخاؿ صورة األـ التي يعتقد فييا النجاة أدت‬
‫بو مف جانب إلى تعرضو صدمة نفسية مف طرؼ الجارة‪ ،‬وأوؿ تجربة جنسية غير كاممة مف جية أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬عجز في التعبير المباشر عف الغريزة الجنسية لذا كاف المرور إلى الفعؿ العدواني أسيؿ بالنسبة لو لفقر‬
‫استعماؿ ميكانيزمات الدفاع‪.‬‬
‫‪ -‬ليست لديو عالقات باألخر غير العالقة الجنسية المضطربة أو رفقاء السوء مؤقتا خاصة في اإلدماف‪.‬‬
‫‪ -‬االغتصاب بالصدفة أو بالتخطيط يكوف آ نيا وذو نزعة انتقامية مف الفشؿ واإلحباط الذي يعاني منو‪ ،‬ليس لديو‬
‫قدرة في اتخاذ الق اررات‪ ،‬غياب وضع استراتيجية‪ ،‬فينا حسب (‪ )Aubut, 1993 :26‬وظيفة ترميـ الجروح؛‬
‫بمعنى اإلغ تصاب يرتبط بالمذة الجنسية فقط‪ ،‬وىذا السموؾ يخمؽ لو واعا جديدا يسمح لو بحماية نفسو مف القمؽ‬
‫التدميري‪ ،‬وترميـ النرجسية يقابمو مف جانب آخر وىـ القدرة المطمقة؛ مف خالؿ حديثو خميمها حاجة تتفكر ي‬
‫بيها‪.‬‬
‫‪ -‬التقمص بالمعتدي مف خالؿ اغتصاب الفتيات وترؾ أثر عمى أجساميف‪ ،‬صورة الموضوع تشوه فقاـ باإلسقاط‬
‫عمى الفتيات "تعذيب األـ عف طريؽ األخريات"‪.‬‬
‫‪3-7‬عرض تائج اختبار الرورشاخ‪:‬‬

‫‪132‬‬ ‫‪242 230‬‬ ‫‪2522‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪55‬‬


‫داـ االختبار مدة ساعة وربع‪ ،‬وعدد االستجابات كاف ثري ‪ 30‬إجابة واجتياح المحتوى الجنسي‪ ،‬كاف المفحوص‬
‫يممس ويدقؽ في البطاقة بيديو وينتظر بميفة البطاقة الموالية‪.‬‬
‫يعكس غ ازرة اإلنتاجية الفكرية قمؽ حاد ييدد وحدة األنا مف خالؿ الحركات اإلسقاطية الجنسية والعدوانية دوف‬
‫رقابة مف األنا‪.‬‬
‫البطاقة ‪ :11‬تصور الذات؛ تولد قمؽ تمثؿ في تصور الذات مف خالؿ صورة الجسد (جسد جنسي مف جسد‬
‫المرأة)‪.‬‬
‫البطاقة ‪ :12‬بطاقة جنسية نموذج عالئقي ما قبؿ أوديبي و أوديبي (صدمة الجارة وأوؿ عالقة جنسية مبكرة)‪.‬‬
‫الحرماف العاطفي في العالقة مع األـ (أنبوب اختبار) فراغ وصدع في تصور الذات‪ HD ،‬حركة بشرية جنسية‬
‫وعدوانية‪.‬‬
‫البطاقة ‪ :13‬تصور العالقة مع الزوج عالقة متصارعة ترجـ بأنا مثالي نرجسي‪ ،‬غياب األب واستدخاؿ حركة‬
‫أنثوية‪.‬‬
‫البطاقة ‪ :14‬بطاقة أبوة؛ صدمة غياب كمي لألب‪.‬‬
‫البطاقة ‪ :15‬تصور الذات؛ عدـ اإلحساس بالتكامؿ وتوضح اضطراب في تصور الذات‪.‬‬
‫البطاقة ‪ :16‬بطاقة جنسية؛ حركة جنسية حيادية جنسية ذكرية أنثوية‪.‬‬
‫البطاقة ‪ :17‬بطاقة أمومة؛ عالقة مضطربة مع األـ‪ ،‬فراغ وال أمف وجماد (‪ 2‬حجر)‪.‬‬
‫البطاقة ‪ :18‬تصور العالقة والذات؛ حركة جنسية عالئقية مع موضوع الحب األولي‪.‬‬
‫البطاقة ‪ :19‬بطاقة رمزية تعبي ار عف صورة األمومة ما قبؿ التناسمية؛ حركة جنسية ذكرية أنثوية تصور نفسو مف‬
‫المرة مف الناحية الجنسية‪.‬‬
‫خالؿ صورة أ‬
‫البطاقة ‪ :11‬حركات نكوصية‪ ،‬نزعة جنسية في مرحمة الطفولة‪.‬‬
‫* وعية ال القة‪:‬‬
‫نجدىا غير متكيفة مع الواقع‪ ،‬وترجمت ضعؼ إنتاجية اإلجابات الشكمية الجيدة اإليجابية وارتباطيا بمحتوى‬
‫جنسي؛ حيث نجده استعمؿ كممة (فرج) بكثرة عددىا ‪ 8‬داللة عمى حركية عالئقية تحركيا غريزة ليبيدية‪ ،‬وكذا‬
‫تحمؿ إجاباتو األولى جنسية مما يشير إلى إجابات جنسية عالية في حياتو‪ ،‬فتجعمو يركز عمى الجانب الجنسي‬
‫وييمؿ الرقابة التي تظير في العدوانية‪ .‬فينا نجد أف تفكيره سطحي فيؤدي إلى صعوبة في العالقة بالعالـ‬
‫الخارجي‪ .‬ومف خالؿ ما عرض نجد أف الحالة يعاني مف‪:‬‬
‫ىشاشػػة فػػي األنػػا‪ ،‬المجػػوء الػػى أسػػيؿ الحمػػوؿ‪ ،‬والفشػػؿ فػػي االمتثػػاؿ لممعػػايير االجتماعيػػة‪ ،‬االندفاعيػػة (اإلخفػػاؽ فػػي‬
‫التخطيط)‪ ،‬العدوانية (تكرار المشاجرات)‪ ،‬الالمسوؤلية الدائمة (رفض العمؿ)‪ ،‬االفتقار إلى الشػعور بتأنيػب الضػمير‬
‫(الالمب ػػاالة ف ػػي إلح ػػاؽ األذى ب ػػالغير م ػػع التم ػػذذ ف ػػي القي ػػاـ بعممي ػػات االغتص ػػاب والس ػػموؾ الع ػػدواني عم ػػى الفتي ػػات‬
‫وتبريره)‪ ،‬الخداع والكذب المتكرر واستخداـ أسماء مستعارة واالحتياؿ‪.‬‬
‫ومف خالؿ ىذه األعراض نستنتج أف ىذه الشخصية سيكوباتية حسب الدليؿ التشخيصػي واالحصػائي لالضػطرابات‬
‫النفسية وفؽ المحاور التالية‪:‬‬
‫المحور األول‪ :‬اضطرابات قمؽ‪ ،‬اضطرابات جنسية‪ ،‬اضطرابات التحكـ االندفاعي‪.‬‬

‫‪132‬‬ ‫‪242 230‬‬ ‫‪2522‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪55‬‬


‫المحور الثا ي‪ :‬اضطراب الشخصية المضاد لممجتمع‪.‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬ال توجد أي اضطراب صحي وطبي‪.‬‬
‫المحور الرابع‪ :‬انفصاؿ الوالديف‪ ،‬االغتصاب‪ ،‬عمؿ األـ بالدعارة‪ ،‬السرقة‪ ،‬اإلدماف‪ ،‬التمرد عمى القانوف‪...‬‬
‫التقييم‪.65 – 50 :‬‬
‫الخطة ال الجية‪ :‬اتباع العالج المعرفي والتركيز عمى السموكي والعالج العائمي‪.‬‬
‫‪4-7‬تحميل ال تائج في ضو الفرضيات‪:‬‬
‫مف خالؿ دراستنا التي ىدفت إلى التعرؼ عمى بعض السمات النفسية لمجاني المغتصب امرأة‪ ،‬وانطالقا مف‬
‫فرضيات الدراسة واتباعنا لممنيج العيادي وتطبيؽ اختبار الرورشاخ‪ .‬فبالرجوع إلى نتائج الحالة تبيف لنا مف خالؿ‬
‫األدوات المستعممة صحة الفرضية األولى التي ترى بأف مف سمات الجاني السيكوباتي االندفاعية (المرور إلى‬
‫الفعؿ االغتصابي) دوف تردد بمجرد وجود المرأة أمامو دوف تخطيط مسبؽ‪ ،‬وىدا ما توصمت إليو دراسة جعدوني‬
‫(‪ ) 2505 - 2557‬بأف المعتدي جنسيا مف الدوافع التي تدفعو اندفاعيتو لممرور لمفعؿ‪ ،‬فغياب الموضوع األوؿ‬
‫يحدث اضطرابا في العالقة باآلخر‪ ،‬وىده العالقة تكوف مرضية او نرجسية لكنيا سمبية‪ ،‬إضافة إلى االضطراب‬
‫الجنسي الذي ظير في معظـ البطاقات وتمثؿ في السادية مف خالؿ العدوانية (االستجابات) المترجمة في سموؾ‬
‫االغتصاب المباشر ضد المرأة مف طرؼ الجاني السيكوباتي‪ ،‬وقد كانت دراسة جعوني تؤكد مف خالؿ نتائجيا‬
‫عمى وجود صعوبة في الحركة الغريزية التي تستثير السيكوباتي وتجعمو يقوـ باإلعتداء الجنسي عمى الضحية‪،‬‬
‫ومف جية أخرى فيو ال يمتزـ بالضوابط القانونية مع صعوبة االمتثاؿ لممعايير االجتماعية‪ ،‬وفي ىدا الصدد فقد‬
‫أيدت دراسة تيرفي( ‪ ) 2558‬بأف الشخصية السيكوباتية ليا عالقة إيجابية بإرتكاب السموؾ اإلجرامي‪.‬‬
‫‪5-7‬تحميل ال تائج في ضو األهداف‪:‬مف خالؿ النتائج تـ التعرؼ عمى بعض السمات النفسية لدى الجاني‬
‫السيكوباتي وعمى رأسيا االندفاعية الكبيرة لمقياـ بالفعؿ االغتصابي عمى المرأة ىذا مف جانب‪ ،‬ونجد أيضا‬
‫العدوانية الغيرية مع التمذذ فييا أثناء القياـ بالفعؿ اإلجرامي عمييا‪ ،‬وصعوبة االنضباط مع معايير المجتمع لفقره‬
‫في استعماؿ ميكانيزمات الدفاع‪.‬‬
‫‪-8‬الخاتمة‪:‬‬
‫االغتصاب فع ػػؿ غيػػر سػػوي وسموؾ مضطرب يصنؼ ضمف خانة االضطرابات الجنسي ػػة‪ ،‬والمتتبع ليػػذا الفعؿ‬
‫عبػػر العصور يعتبر جريمػػة اجتماعػػية قديػػمة قػػدـ اإلنساف‪ ،‬واذا حددنا موضػػوع االغتصاب فنعرفو بأنو انحراؼ‬
‫جنس ػػي فػػي العممػػية والموضوع‪ ،‬قاـ بو شخص بالػػغ نحػػو طفؿ أو بالغ إلشباع دوافعو الجنسية والعدائية‪ ،‬خاصة‬
‫مع إسياـ بعض العوامؿ األخرى في ذلؾ‪ .‬فػػجرـ االغتصاب منتشر عبر أرجاء العالـ وفي كؿ األوقات وفي كؿ‬
‫المجتمعات‪ ،‬وازداد انتشاره حتى داخؿ األسرة الت ػػي تعتػػبر أساس األم ػػف والحب‪ ،‬لكف ىذه الحقيق ػػة الثابت ػ ػػة يبق ػػى‬
‫يسودى ػػا الكثػػير مػػف السرية مف خالؿ كتـ الضحية أو المحيطيف بيا لفعؿ االغتصاب‪ ،‬خاصة إذا وقػػع مف األب‪،‬‬
‫األخ‪ ،‬العـ‪ ...‬أي أقػػرب المقربيػػف‪ ،‬أو إذا كاف المجرـ المغتصب يعاني م ػػف مرض نفسي أو اضطراب ف ػػي‬
‫الشخصيػػة كالمغتصب السيكوبات ػػي الػػذي كػػاف محػػور دراستػ ػػنا‪.‬‬

‫‪122‬‬ ‫‪242 230‬‬ ‫‪2522‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪55‬‬


‫وباعتبار االغتصاب فعػػؿ يسوده الصمت والسري ػػة‪ ،‬فمواجية الفػػتاة الضحية لػػو يكػػوف عبػػر م ارح ػػؿ مختمػػفة‪،‬‬
‫وتػػزداد حػػدة الصدمػػة ليذه الخبرة المؤلمة حسب متغيرات وعوامؿ عديػػدة‪ ،‬فمػػذا تك ػ ػػوف األعػ ػراض واآلثػ ػ ػػار النفسػػية‬
‫مختمفػػة مف ضحية إلػػى أخرى‪.‬‬
‫االقتراحات والتوصيات‪:‬‬
‫‪ -‬اإلىتماـ بالشخصية السيكوباتية بجميع فئاتيا‪ ،‬ومحاولة إعادة إدماجيا داخؿ األوساط المجتمعية‪.‬‬
‫‪ -‬تخصيص مراكز مختصة تتوفر عمى برامج عالجية متخصصة بالسموكات المضادة لممجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬تسميط عقوبات رادعة مع محاولة ضبط سموكات السيكوباتييف لفترات طويمة حتى يتـ اكتسابيا وتغيير البناء‬
‫الفكري وتغيير االفكار المشوىة المكتسبة‪.‬‬
‫االحاالت المراجع‪:‬‬
‫عبيد‪ ،‬معتز أحمد‪ ،) 2525( ،‬أبعاد القير النفسي كمنبئات لمشخصية السيكوباتية لدى عينة مف الشباب الجامعي‪،‬‬
‫مجمة االرشاد النفسي‪ ،‬جامعة عيف شمس‪ ،‬المجمد ‪ ،62‬العدد ‪ ،62‬ص (‪.)368 -299‬‬
‫العيسوي‪ ،‬عبد الرحماف‪ ،)2555( ،‬مبحث الجريمة‪ ،‬مصر‪ ،‬الفكر الجامعي‪.‬‬
‫ىياجنو‪ ،‬وليد سميماف والحمد‪ ،‬نايؼ عمواف‪ ،) 2507( ،‬الخصائص السيكومترية لمقياس الشخصية السيكوباتية في‬
‫ضوء نمودج سمـ التقدير لنظرية االستجابة لمفقرة‪ ،‬المجمة األردنية لمعموـ االجتماعية‪ ،‬الجامعة األردنية‪،‬‬
‫المجمد ‪ ،05‬العدد ‪ ،3‬ص (‪.)398 -375‬‬
‫ويس‪ ،‬راضية‪ ، )2556( ،‬آثار صدمة االغتصاب عمى المرأة‪ .‬مذكرة ماجستير‪ ،‬قسـ عمـ النفس‪ ،‬كمية العموـ‬
‫االنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫ياسيف‪ ،‬عطوؼ أحمد‪ ،)0986( ،‬عمـ النفس العيادي‪ ،‬لبناف‪ ،‬دار المالييف‪.‬‬
‫‪Aubut. J. et coll. ( 1993) : les agression sexuels ; Théorie, évaluation et traitement,‬‬
‫‪paris, Malouines. P 26.‬‬
‫‪Balier.C .( 2000): Elément pour la mise en forme des processus thérapeutique, In A,‬‬
‫‪Ciavaldini et Balier Agression sexuelles: pathologies suivies thérapeutiques et‬‬
‫‪cadre judiciaire, paris, Masson.‬‬
‫‪Chagnon. Jy.( 2000) : Les troubles narcissique chez les agresseurs sexuels, In‬‬
‫‪psychologie clinique et projective, vol 06, paris, Dunod .p 265 - 278‬‬
‫‪Ciavaldini. A et coll. ( 2001) :Psychopathologie des agresseurs sexuels, paris,‬‬
‫‪Masson‬‬
‫‪Kiehl. K. A. Smith A,M, Hair , R.D.et.al (2001) Limbic obnor militias in affect ire‬‬
‫‪Processing by Criminal Psychopaths as revealed by function imaging Biological‬‬
‫‪Psychiatry.P 677‬‬

‫‪122‬‬ ‫‪242 230‬‬ ‫‪2522‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪55‬‬


Ravit. M. ( 2004) : Le viol ou l’autre comme empreinte de soi , In psychologie
clinique et projective, l’acte délinquance et dynamique du fonctionnement
psychique, vol 10. P 209 – 223.

121 242 230 2522 50 55

You might also like