Professional Documents
Culture Documents
Part 2
Part 2
Part 2
النظرية الكالسيكية
لكي نعرف كيف تبقى جميع الموارد موظفة توظيفًا كامًال فالبد من أن نتفهم أوًال كيف اعتقد
االقتصاديون الكالسيك و لفترة طويلة من الزمن أن النظام الرأسمالي قادر على تحقيق التوظف الكامل،
وكيف أثبتت األيام عدم صحة نظريتهم نتيجة الكساد العظيم الذي اجتاح العالم في الثالثينيات من القرن
12
الماضي .تلى ذلك ظهور النظرية الحديثة للتوظف أو ما يعرف بالنظرية الكنزية نسبة إلى االقتصادي
اإلنجليزي "جون مينرد كينز" والتي كانت ذات قيمة وأهمية كبرى حتى ظهور حالة جديدة مخالفة
والمعروفة بظاهرة "التضخم الركودي" Stagflationوهي عبارة عن "االرتفاع في المستوى العام
لألسعار والمصحوب بمعدالت من البطالة".
تشير النظرية االقتصادية إلى أن نظام التحليل االقتصادي نشأ في بريطانيا والواليات المتحدة
األمريكية منذ ظهور العالم االقتصادي ديفيد ريكاردو(1823-1772م) وحتى عقد الثالثينات من القرن
العشرين .وال يشير هذا النظام الكالسيكي إلى نظرية متكاملة بالمعنى الدقيق ،ألنه رغم وجود الكثير من
األفكار في كتابات االقتصاديين الكالسيك والتي تتعلق بالناتج والتوازن والعمالة ،إال أنها كتابات ال تحتوي
توضيح كامل للعوامل األساسية المحددة لتلك المتغيرات ،كما أنه ال توجد نظريات كاملة في التحليل
االقتصادي الكلي.
اعتقد الكالسيك أن النظام االقتصادي الرأسمالي قادر على تحقيق التوظف الكامل للموارد ،وأنه إذا
ما حدث أي انحراف عن مستوى التوظف الكامل كما في حاالت الحروب أو الكوارث أو اإلضرابات
السياسية ،فإن ضوابط تلقائية من خالل جهاز األسعار سرعان ما تعيد االقتصاد القومي إلى حالته الطبيعية
وهي حالة التوظف الكامل .وعلى الرغم من كون النظرية أصبحت مرفوضة من جانب غالبية االقتصاديين
إال أنه من الضروري لنا دراستها كخلفية لدراسة النظرية الحديثة للتوظف .والنظرية الكالسيكية تقوم
على اعتقادين أساسيين هما-:
-1أنه من غير المحتمل حدوث قصور في الطلب الكلي أواإلنفاق(مستوى إنفاق غير كافي لشراء إنتTTاج
التوظف الكامل).
Tاق
Tاض اإلنفT -2أنه حتى لو حدث قصور في اإلنفاق فإن تعديًال في األسعار واألجور يحدث ليمنع انخفT
الكلي من أن يؤدي إلى انخفاض الناتج الحقيقي والتوظف والدخل.
ومن هنا يظهر أن النظرية الكالسيكية تتركز على عدة افتراضات منها توافر شروط المنافسة الكاملة
في أسواق السع والخدمات ومرونة األسعار واألجورو عدم واستحالة حTTدوث عجTTز في الطلب .وهTTذا
االعتقاد من قبل الكالسيك مبني على إيمانهم بقانون ساي ( Say’s Lowنسبة إلى االقتصادي الفرنسي
TلعTة السTًTا قيمT"جان باتست ساي") ومضمونه أن عملية إنتاج السلع إنما تولد قدرًا من الدخل يعادل تمامT
المنتجة .بمعنى أن إنتاج أي قدر من الناتج إنما يولد تلقائيًا المال الكافي لسحب هذا الناتج ،وينص القTTانون
باختصار على أن "كل عرض يخلق الطلب الخاص به" “ .”Every Supply Creates Its Demand
Tل من المنتجين Tة لكT Tلحة الذاتيT
Tق المصT Tام في تحقيT
وفي ظل هذه االفتراضات تتمثل القوة الدافعة للنظT
والمستهلكين على حد سواء .كما وتستمد النظرية الكالسيكية لالقتصاد من أسلوب التوازن الجزئي.
ويعتقد الكالسيك أن القطاع العائلي سوف يعرض الموارد في السوق وذلك فقط إذا كانت لديهم الرغبة
في استهالك بعض السلع والخدمات التي ينتجها االقتصاد القومي .ولو فرضنا أن مكونات الناتج إنمTTا هي
متفقه مع رغبات وتفضيالت المستهلكين فالبد من سحب ذلك الناتج من األسواق بواسطة طلب المستهلكين.
Tاتج،
Tذا النT
Tرض هT أي إذا رغب رجال األعمال في بيع إنتاج التوظف الكامل فما عليهم إال أن يقوموا بعT
وقانون ساي يضمن لهم توافر القوة الشرائية الكافية المتصاص هذا الناتج .إال أنه يتضح أن التفسير السابق
يغفل أمرًا هامًا حيث أنه بالرغم من حقيقة كون أي مستوى من الناتج إنما يولد دخًال مساويًا لهذا النTTاتج ،
ولكن ليس هناك ما يضمن أن الحاصلين على الدخل سوف ينفقونه بالكامل على شراء الناتج .فمن المحتمل
أن يتسرب جزء من الدخل في صورة مدخرات ،حيث يعد االدخار تسربًا من تيار الدخل /اإلنفاق ،األمTTر
الذي يبطل إنطباق قانون ساي .فوجود االدخار يTترتب عليTه حTدوث قصTور في الطلب الكلي ،أي أن
العرض لن يخلق الطلب المكافئ له.
13
لم يوافق االقتصاديون الكالسيك على أن اإلدخار سوف يؤدي إلى حدوث قصور في اإلنفاق وبالتالي
Tلع
Tراء سT Tاق على شT Tور اإلنفT
Tرى من صT حدوث بطالة ،فهم ينظرون إلى االدخار على أنه صورة أخT
TالTطة رجT Tتثمر بواسT Tوف يسT االستثمار .ومسندهم في ذلك أن كل لاير يدخر بواسطة القطاع العائلي سT
األعمال .وإننا نتساءل هنا :ماذا لو فرض وكان ما يعرضه رجال األعمال من استثمارات ال يساوي مTTا
يدخره األفراد؟ .يقال هنا أن الحكم لسعر الفائدة ،والذي يمثل في نظر الكالسيك المكافأة التي يحصل عليها
Tادة
Tوا بزيTTإنهم لن يقومT األفراد مقابل االدخار .فاألفراد عادة يفضلون االستهالك على االدخار ،وعليه فT
مدخراتهم إال إذا دفعت لهم مكافأة أكبر .وبناء على ذلك فإن الكالسيك يؤمنون بأن سعر الفائدة كفيل باعادة
التوازن بين االدخار واالستثمار من خالل تأثيره الطردي على األول والعكسي على الثاني.
يكون المنظمون مستعدين لدفع سعر الفائدة ما دام االستثمار مربحًا ،للحصول على األموال القابلTTة
Tاقص لالستثمار .وطالما أن إنتاجية رأس المال تتنT
سعر مع زيادة حجمه ،فإن عدد المشروعات االستثمارية
الفائدة المربحة سيزداد مع انخفاض سعر الفائTTدة .وعلى
S
I TةTوال الموجهT ذلك يكون منحنى الطلب على االمT
Tل (الطلب) I لالستثمار متمثال بالمنحنى سالب الميT
Tتيعلى الرسم .أما األموال الموجهة لالقراض والT
هي مدخرات في األساس فيعبر عنها بTTالمنحنى S
i
Tعرالموجب الميل (العرض) .فإذا حدث وارتفع سT
Tتثمار
Tبر من االسT Tار أكTالفائدة حيث يكون االدخT
Tعربمعنى وجود فائض في عرض األموال ،فإن سT
الفائدة يبدأ في االنخفاض ويستمر في ذلTTك حTTتى
االدخار المستوى الذي يعود فيTTه التTTوازن بين االدخTTار
واالستثمار
واالستثمار ،والعكس بالعكس.
وبذلك يرى الكالسيك أن مرونة سعر الفائTTدة
Tدوري Tدفق الT
Tة على التT
تؤدي إلى توازن االدخار مع االستثمار ،وتعمل مرونة هذا السعر على المحافظT
للدخل .ولما كان الكالسيك يفترضون وجود فرص غير محدودة لالستمار ،فإن االقتصاد يعمل دائمTTا في
ظل االستخدام الشامل بصرف النظر عن مقدار ما يرغب الناس في إدخاره.
وهناك من يقول ماذا لو فشل سعر الفائدة في إعادة التوازن المنشود؟ يقول الكالسيك :حتى لو عجزت
أسعار الفائدة على احداث التوازن ،فإن مرونة أسعار السلع والخدمات كفيلة باحداث ذلك التTTوازن .أي أن
انخفاض االنفاق الكلي مثًال يتبعه انخفاض في المستوى العام لألسعار ،فيزيد اإلنفاق ويتحقTTق التTTوازن.
ومرونة األجور تعني أن قوة السوق تدفع باألجور إلى االنخفاض إلى أن يتم استخدام جميع المتعطلين عن
العمل ،كما هو موضح بالرسم المقابل.
معدل
إذا كان عدد العمال الباحثين عن العمل هوL1
األجر
وكان معدل األجر المطلوب هو ،W1في حين أن
PMV 2LPMV 1L
قيمة الناتج الحدي لهؤالء العمال هي ،VMPL1فإن
عدد العمال المتعطلين عن العمل يكون .L1 L2هذا
البطالة ستدفع العاطلين إلى البحث عن عمل بأجر
W 1
W 2
14
L L عدد العاملين
1 2
Tذا
أقل فتندفع األجور إلى أسفل أي إلى المستوى W2ويلتحق جميع العاطلين عن العمل بسوق العمل عند هT
المستوى األقل من األجر.
هذا وتعتبر متطابقة "فيشر" Fisherأو معادلة التبادل من األسس الهامة للتحليل النقدي الكالسTTيكي.
تنص هذه المعادلة باختصار على أن كمية النقود المتداولة في االقتصاد خالل فترة زمنية معينة البTTد وأن
Tة أن الطلب تتساوى مع القيمة النقدية للسلع والخدمات المتداولة خالل تلك الفترة .تفترض المدرسة التقليديT
Tه
Tادالت .وعليT على النقود يتشكل بناءا على أن النقود تستخدم كوسيط للتبادل فقط ،ومن ثم تفي بدافع المبT
يتحدد الطلب على النقود وفقا لما تشتريه تلك النقود من السلع والخدمات ،أي أنه طلب على النقود الحقيقية
والتي تقاس بقسمة كمية النقود على مستوى األسعار .فإذا اعتبرنا أن كمية النقود هي ،Mوسرعة تداولها
هي ،Vفإن كمية النقود المتداولة تكون .VM :ولو كانت كمية السلع والخدمات المتبادلة هي ،Yومعدل
سعرها ،Pفإن القيمة النقدية لتلك السلع والخدمات يكون ( .PYعلما بأن سرعة دوران النقود هي عTTدد
المرات التي تستخدم فيها الوحدة النقدية إلجراء المعامالت خالل فترة زمنية معينة ،وهي تمثTTل مقلTTوب
النسبة المحتفظ بها في شكل نقود سائلة لتمويل المبادالت .) kوعليه تكون معادلTTة التبTTادل كالتTTالي:
Tرا
Tوق (نظTTة في السT وقد افترض الكالسيك ثبات كًال من سرعة دوران النقود وحجم السلع المتبادلT
Tة،
الفتراض التوظف الكامل) ،وبذلك فإن المستوى العام لألسعار يتناسب طرديا مع كمية النقود المعروضT
ووفقا للكالسيك فإن مضاعفة كمية النقود المعروضة يترتب عليه مضاعفة المستوى العام لألسعار.
Tادية
Tة اقتصT وختاما يمكن القول بأن الفكر التقليدي الكالسيكي لم يتبلور عنه ما يمكن أن يعتبر نظريT
متكاملة تبحث في مستوى النشاط االقتصادي .وكما سبق وذكرنا فإنه فكر يقوم على أن النظام الرأسTTمالي
قادر على إدارة نفسه ذاتيًا و تلقائيًا بالشكل الذي يجعل من توازن التوظف الكامل للموارد أمر دائم التحقق.
ويالحظ أن الفكر الكالسيكي فكر يميل إلى التفاءل وقد يرجع ذلك إلى الجو االقتصادي العام الذي ساد تلك
الفترة الزمنية ،حتى حدوث الكساد العظيم.
النظرية الكينزية
15
قام عدد من االقتصاديين بانتقاد النظرية الكالسيكية للتوظف بعد حدوث الكساد الكبTTير .و في عTTام
Tتوى Tد مسT Tا تحديT
1936قدم االقتصادي اإلنجليزي "جون مينرد كينز" تفسيرًا جديدًا للكيفية التي يتم بهT
Tدة والنقTود" General Theory of Tف ،الفائT Tة للتوظT Tة العامT
Tه "النظريT
Tك في كتابTTف وذلT التوظT
Employment,Interest, and Moneyوالذي أحدث به ثورة كبيرة في الفكر االقتصادي فيما يتعلق بمشكلة
البطالة .وتتعارض نظرية التوظف الحديثة بشدة مع النظرية الكالسيكية ،حيث ترى النظرية الحديثTTة أن
Tل ،وأن Tف الكامTالنظام االقتصادي الرأسمالي ال يحتوي على الميكانيكية القادرة على ضمان تحقق التوظT
Tة Tديد .فحالT
االقتصاد القومي قد يصل إلى التوازن في الناتج القومي رغم وجود بطالة كبيرة أو تضخم شT
التوظف الكامل والمصحوب باستقرار نسبي في األسعار وفق الفكر الكنزي إنما هي حالة عرضية وليست
دائمة التحقق.
وتتلخص أهم مقومات النظرية الحديثة فيما يلي-:
-1عدم ارتباط خطط االدخار بخطط االستثمار-:
Tاع Tط القطT ترفض النظرية قانون ساي بتشكيكها في مقدرة سعر الفائدة على تحقيق التزامن بين خطT
العائلية فيما يتعلق باالدخار مع خطط قطاع رجال األعمال فيما يتعلق باالستثمار .فبينما كTTان الكالسTTيك
يعتقدون بأن زيادة االدخار يترتب عليها زيادة في االستثمارات المقدمة من رجال األعمال ،فإن النظريTTة
Tة.الحديثة تقول بأن ادخار أكثر معناه استهالك أقل وبالتالي طلب أقل على مختلف السلع والخدمات المقدمT
فكيف نتوقع أن يتوسع رجال األعمال في استثماراتهم في الوقت الذي ينكمش فيه الطلب على المنتجTTات؟
Tريقين مختلفينكما تؤكد النظرية الحديثة هذه الفكرة بقولها أن كال من اإلدخار واالستثمار يتمان بواسطة فT
ولدوافع مختلفة .فدوافع االدخار (شراء سلعة في المستقبل ،االحتياط ألي ظروف طارئة ،لضمان مستقبل
األبناء ،حبًا في المال ..إلخ) .تختلف تمامًا عن دوافع االستثمار (تحقيق الربح).
-2سعر الفائدة-:
إن سعر الفائدة رغم تأثيره على قرارات المستثمرين إال أنه ليس العامل الوحيد أو األكTTثر أهميTTة،
فالعامل الحاسم هنا هو معدل الربح الذي يتوقعه رجال األعمال .ففي حاالت الركود وتشاؤم رجال األعمال
حول المبيعات واألرباح تكون أسعار الفائدة منخفضة ،ولكن هذا االنخفاض ال يشجع رجال األعمTTال على
زيادة استثماراتهم.
-3معارضة فكرة مرونة األجور و األسعار-:
تنكر النظرية الحديثة وجود مرونة في األسعار و األجور بالدرجة التي يمكن معها ضمان العودة إلى
TامTل النظTTعار في ظTTام األسTTاق الكلي .فنظT التوظف الكامل و ذلك على أثر حدوث انخفاض في االنفT
االقتصادي الرأسمالي الحديث لم يعد نظام منافسة تامة بل أصبح نظامًا مشوهًا بعدم كمال السTوق ومقيTدًا
بعقبات عملية و سياسة تعمل على عدم تحقيق مرونة األسعار واألجور .فهناك منتجون يتمتعون بسTTيطرة
احتكارية على أسواق أهم السلع و لن يسمحوا بانخفاض أسعار منتجاتهم عند انخفاض الطلب ،كما أنTTه في
أسواق العمل نجد نقابات العمال القوية تعارض االتجاه نحو تخفيض األجور .وحتى وإن فTTرض وجTTود
مرونة في األجور واألسعار عند انخفاض اإلنفاق الكلي فإنه من المشكوك فيه أن يؤدي هذا االنخفاض إلى
انخفاض األسعار واألجور نتيجة النخفاض الدخول النقدية.
وبرفضنا لنظرية التوظف الكالسيكية ،فإننا نعترف بعدم ميكانيكية النظام الرأسمالي في قدرتTTه على
Tرة على
Tف مباشTتحقيق التوظف الكامل للموارد ،وأن مستوى التوظف كما تراه النظرية الكنزية إنما يتوقT
مستوى اإلنفاق الكلي والذي سنتعرض له ولمكوناته في الدروس الالحقة.
16
ما هي محددات اإلنفاق الكلي أو الطلب الكلي؟ وما هي مكوناته؟ وما عالقة هذه المكونات بالتوازن؟
يتكون االقتصاد في النموذج الكنزي المبسط من سوق للسلع والخدمات يتشكل من أربعTة قطاعTات
أساسية هي :قطاع االستهالك ،قطاع األعمال ،قطاع الحكومة ،وقطاع العالم الخارجي.
TتهالكيTاعين اسT Tون من قطT تناولنا في مبادئ االقتصاد الكلي التوازن في اقتصاد بسيط مغلق مكT
وإنتاجي ،ثم تبعنا ذلك بالتوازن في اقتصاد ذي ثالث قطاعات حيث يظهر أثر التدخل الحكومي في الحيTTاة
االقتصادية.
للقطاع الحكومي دور كبير في النشاط االقتصادي ،حيث يضاف اإلنفاق الحكومي ليشكل المكون
الثالث لإلنفاق الكلي إلى جانب االستهالك واالستثمار .من جهة أخرى يظهر تأثير الضرائب العكسي على
TدTراد فيزيT
مستوى اإلنفاق ومن ثم الدخل ،فتخفيض الضرائب يعمل على زيادة القدرة الشرائية لدى األفT
االستهالك وبالتالي يزيد اإلنفاق الكلي والعكس بالعكس.
نطلق على زيادة اإلنفاق الحكومي وتخفيض الضرائب "السياسة التوسعية" والتي تتبعها الحكومة في
Tادة
Tومي وزيT Tاق الحكT حاالت االنكماش والركود التي يتعرض لها االقتصاد الوطني .أما تخفيض اإلنفT
الضرائب فتعرف بـ" السياسة االنكماشية" وهي التي تتبع في حاالت التضخم .وكلتا السياستين التوسعية
TةTرف بـ"السياسT واالنكماشية واللتان تقومان على استخدام اإلنفاق الحكومي والضرائب يدخالن فيما يعT
المالية" والتي سنتعرض لها في الجزء التالي من المنهج.
السؤال الذي يطرح هنا :كيف يتحقق التوازن في اقتصاد مكون من ثالثة قطاعات؟
طالما أن اإلنفاق الكلي يتكون اآلن من ثالثة قطاعات ،فإن النموذج الخاص بتحديد المستوى التوازني
للدخل يتحقق بتوازن العرض الكلي مع الطلب الكلي كالتالي-:
أي-: أوًال -الدخل = اإلنفاق الكلي
17
و بالتعويض عن قيم ( )6( ، )4( ، )3في المعادلة ( )1يكون-:
،فإن دالة االدخار يمكن اآلن ،لو افترضنا دالة االستهالك كما في مثالنا السابق:
اشتقاقها من دالة االستهالك كما سبق ودرسنا لتكون :
،وكان مستوى التوازن في قطاعين عند .800ولو افترضنا هنا وجود وإذا كان االستثمار هو :
مع عدم وجود ضرائب وكأن اإلنفاق الحكومي لم يتم تمويلTTه عن طريTTق إنفاق حكومي هو:
الضرائب ،فإن مستوى الدخل التوازني يكون-:
وهذا يعني أن إضافة اإلنفاق الحكومي والبالغ 140قد أدى إلى زيادة الدخل التوازني للدخل عما كان عليه
TاقTاعف اإلنفT
في حالة قطاعين فقط بمقدار .)800-1150( 350وترجع هذه الزيادة في الدخل ألثر مضT
الحكومي والذي هو عبارة عن عدد المرات التي يتغير بها الدخل نتيجة تغير اإلنفاق الحكومي مرة واحدة.
وعليTTه يكTTون مضTTاعف اإلنفTTاق الحكTTومي : Government expenditure multiplier
وفي مثالنا هذا يكون مضاعف اإلنفاق الحكومي والذي هو مقلوب الميل الحدي لالدخار =
وعلى ذلك نقول بأن ما ينطبق على اإلنفاق االستهالكي التلقائي واالستثمار التلقائي ينطبTTق أيضًTTا على
اإلنفاق الحكومي.
اآلن ،لو أضفنا ضريبة مقدارها 100إلى نموذج تحديد المستوى التوازني للدخل نجد أن-:
يتبين لنا أن فرض ضريبة مقدارها 100أدى إلى انخفاض الدخل بمقدار 150عن النموذج السابق
( ،)1000 -1150وعليه يكون مضاعف الضريبة الثابتة مسـاويًا .)100 ÷150 ( 1.5ومضاعف الضريبة
الثابتة هو عدد الوحدات التي يتغير بها الدخل نتيجة تغير الضريبة الثابتة بوحدة واحدة .ويمكن اشTTتقاقه
Tدخل Tة الT
Tل دالTمن تغيرات الدخل التوازني كما في حالة مضاعف االستثمار ،أو بالحصول على تفاضT
Tدي Tل الحTبالنسبة لتغير الضريبة ،والذي يعطينا الميل الحدي لالستهالك بإشارة سالبة مقسومًا على الميT
لالدخار ،أي أن-:
18
ومن واقع ما تقدم نقول بأن مضاعف الميزانية المتوازنة يساوي الواحد الصحيح ،وهذا ما يؤكد أن
تغير اإلنفاق الحكومي وتغير الضريبة بمقدار متساوي سوف يؤدي إلى تغير الدخل بنفس المقدار.
ونخلص من ذلك أنه إذا زادت السلطات االقتصادية من مستوى إنفاقها بمقدار معين ،وتم تمويل هذا اإلنفاق
فإن فائض الميزانية عند المستوى التوازني الجديد للTTدخل بزيادة حصيلة الضريبة بنفس المقدار
. لن يتغير أي:
Tبية
Tريبة نسT
لقد تناولنا هنا حالة الضريبة الثابتة Lump Sum Taxعلى الدخل ،ولكن قد تكون الضT
Proportional Taxوليست ثابتة بمعنى أن الضريبة تشكل نسبة من الدخل ويكون مقدارها مساويا معدل
) .وقد تكون الضريبة المفروضة هي ضريبة مزدوجة بمعنى وجTTود الضريبة مضروبا في الدخل(
) .وعليه فإن المستوى التوازني للدخل يكون: ضريبة ثابتة وأخرى نسبية (
Tبر
Tا يعT
Tائي ،بينمT
حيث أن مضاعف االستثمار يعبر عن استجابة الدخل لتغيرات االستثمار الخاص التلقT
مضاعف اإلنفاق الحكومي عن استجابة الدخل تغيرات اإلنفاق الحكومي ..وهكذا.
19
Tالم
Tاع العT
Tل في قطT ــــــــــــ نضيف هنا القطاع الرابع للمعالجة الكنزية البسيطة والمتمثT
الخارجي . The Foreign Sectorويجري التعامل مع هذا القطاع عبر تدفقات السع والخدمات في صورة
واردات وصادرات .تمثل الصادرات متغير خارجي للنموذج تتحدد قيمته وفقا لعوامل خارجيTTة وعليTTه
،حيث أن هي الTTواردات .و تتحدد الواردات وفقا لمستوى الTTدخل: يكون:
الميل الحدي لالستيراد .وبإضافة دوال القطاع الخارجي إلى دوال االقتصاد المغلق تتكامل التلقائية ،و
حلقات االقتصاد الكلي المفتوح ويكون مستوى الدخل التوازني كالتالي:
أو بصورة أخرى طالما أن الميل الحدي لالدخار( - 1 =)S1الميل الحدي لالستهالك ،فإنه يمكن كتابة
أو المضاعف كالتالي:
حيث يمثل المقام معدل التسرب الحدي في حالة االقتصاد المفتوح .هذا ويالحظ أنTه في حالTة االقتصTاد
حيث ينعدم التسرب الخارجي عن طريق الواردات فترتفع قيمة المضاعف تبعا لذلك. المغلق يكون
وما يهمنا هنا هو الكيفية التي يتم بواسطتها تحقيق التوازن في السوق النقدي بتساوي جانبي العرض
والطلب النقديين.
20
عرض النقود:
لعرض النقود ثالث مفاهيم تعرف في االقتصاد بـ و و .حيث أن:
:النقد المتداول + Cash Incerculationالودائع الجارية( Demand Depositsالتي تكون في البنوك
التجارية تحت طلب األفراد دون قيود عليها) ،وهذا هو المعنى الضيق للنقود.
+الودائع اآلجلة ( Time Depositsوالتي تختلف عن تلك التي تكون تحت الطلب في كونها :هي
ودائع بفائدة مما يحتم وجود قيود عليها تتمثل في الفترة التي يبقيها البنك عنده حتى يتحصل العميل على
الفائدة).
+أشباه النقود ( Near Moneyمثل ودائع االدخار أو صناديق االدخار المختلفة والودائع :هي
تشمل جميع أنواع النقود وأشكالها وما يتعلق بها ،وهذا هو المعنى الواسع للنقود. الحكومية) .أي أن
ولما كان عرض النقود يفترض بأنه متغير خارجي تتحكم فيه السلطات
النقدية ،فإنه يعد عديم التأثر بسعر الفائدة طالما كنا نتعامل مع العرض r
MS
الحقيقي للنقود أي عرض النقود منسوبا لألسعار .وبتمثيل سعر الفائدة على
المحور الرأسي وعرض النقود على المحور األفقي يكون منحنى عرض
النقود على النحو المبين بالرسم المقابل.
الطلب على النقود :يمثل الطلب على النقود الجانب اآلخر المهم في السوق
النقدي ،وهو المحور الرئيسي في النظرية الكالسيكية والتي ترى أن للنقود
وظيفة واحدة فقط هي التبادل .أما النظرية الحديثة فترى ثالثة دوافع
أساسية للطلب على النقود وهي: MS/P
الطلب على النقود بدافع المعامالت :Transaction Motiveيقصد به االحتفاظ بالنقود في صورتها السائلة
للحصول على ما يحتاجه الفرد من سلع وخدمات .وهذا الدافع يتأثر بعدد من العوامل كفترة اإلنفاق وأنماط
االستهالك وغير ذلك ،إال أن الدخل يظل العامل األهم .يرتبط الطلب على النقود بدافع المعامالت بعالقTTة
طردية قوية مع الدخل وعليه نقول:
21
الطلب على النقود بدافع االحتياط :Precautionary Motiveيعني احتفاظ الفرد بالنقود احتياطا وتحسبا ألي
Tك
Tادي .ورغم ذلT طارئ أو ظروف مستقبلية .ويتأثر هذا النوع من الطلب بمدى شعور الفرد باألمان المT
الطلب على النقود بدافعي االحتياط والمبادالت معًTTا ،أي يظل الدخل هو العامل الحاسم ،وعليه تمثل
أن:
الطلب على النقود بدافع المضاربة :Speculation Motiveيقوم على أساس أن النقود مخزن للقيمة ،فبدًال
من االحتفاظ بالسلع والخدمات ،فإن النظرية الكنزية تقول بأن أمام الفرد اختياران :إما أن يستثمر أموالTTه
في النقود أو في السندات واألصول األخرى .وهذه األخيرة هي نقود منخفضة السيولة ،وعليه تتأثر بسعر
الفائدة .ومن هنا نقول بأن العالقة بين الطلب
i على النقود بدافع المضاربة (التفضيل النقدي)
iu وسعر الفائدة عالقة عكسية .إن ارتفاع سعر
Tعر Tة أو سTTاض قيمT الفائدة يؤدي إلى انخفT
السندات فيقبل الناس على شرائها حتى يتسنى
i1 لهم بيعها عند ارتفاع ثمنها ،وعليTTه ينخفض
i2 التفضيل النقدي ،والعكس عند انخفاض سعر
Liquidity
الفائدة.
Trap
iL
22
Md/P
توازن السوق النقدي:
بحصولنا على كل من الطلب على النقود والمعروض منها يمكننا تحقيق التوازن بتساوي الجانبين رياضيا
وبيانيا .بمساواة معادلتي العرض والطلب للسوق النقدي يكون مستوى الدخل التوازني على النحو التالي:
i
MS
Md
*i
هذا ويبين الرسم البياني المقابل تقاطع دالTTتي
الطلب على النقود وعرض النقود عند النقطة
Eوالممثلة لمستوى الدخل التوازني *Yعند
مستوى *iلسعر الفائدة.
*Y Md/P
23
اشتقاق i i
)(A )(D
المنحنى
:LM
يوضح الشكل
البياني التالي
عالقات
السوق النقدي
على التوالي
في األشكال I Y
a, b, c, d
ليظهر الشكل
dمنحنى S )(B S )(C
توازن السوق
النقدي. LM
وهنا يتم
اشتقاق
المنحنى بأربع
عالقات
أساسية كما
يتضح من Y Y
الشكل
الالحق،
وهي:
-عالقة سعر
الفائدة بالطلب على النقود بدافع المضاربة
-2عالقة الطلب على النقود بدافع المضاربة بالطلب على النقود بدافع االحتياط والمعامالت
-3عالقة الطلب على النقود بدافع االحتياط والمعامالت بالدخل
-4عالقة الدخل بسعر الفائدة.
ويمثل المنحنى LMمنحنى التوازن بمعنى أنه عبارة عن مجموعة من التوليفات التي تمثل كل منها
توليفة معينة من الدخل وسعر الفائدة يتحقق عندها التوازن في السوق النقدي بحيث .Ms=Mdويبين
المنحنى العالقة العكسية بين الدخل وسعر الفائدة ،بمعنى أن أي تغير في سعر الفائدة يعني االنتقال من نقطة
إلى أخرى على المنحنى أما تغير الدخل فيعني انتقال المنحنى بأكمله جهة اليمين في حالة زيادة الدخل وإلى
اليسار في حالة انخفاضه.
24
Mtd/P Mtd/P
(C) (B)
Y Msd/P
i (D) i (A)
Y Msd/P
25