Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 26

‫‪3‬‬ ‫توحيد الربوبية‬

‫توحيد الربوبية‬

‫تأليف الشيخ‪ :‬حممد بن إبراهيم احلمد‬


‫توحيد الربوبية‬ ‫‪4‬‬

‫املقدمة‬

‫إن احلمد هلل حنمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ باهلل من‬


‫شرور أنفسنا‪ ،‬وسيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده اهلل فال مضل له‪،‬‬
‫ومن يضلل فال هادي له‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال‬
‫شريك له‪ ،‬وأشهد أن حممداً عبده ورسوله_صلى اهلل عليه وآله‬
‫وسلم تسليمًا كثرياً_‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فإن توحيد الربوبية مبحث مهم من مباحث العقيدة؛ ذلك‬
‫أنه متعلق بأصل األصول‪ ،‬وأوجب الواجبات وهو اإلميان‬
‫باهلل_عز وجل_فمما يتضمنه اإلميان باهلل اإلميان بربوبيته‪،‬‬
‫وتفرده باخللق‪ ،‬والرزق‪ ،‬والتدبري‪.‬‬
‫ومما يدل على أهميته ما يثمره من الثمرات العظيمة؛ فالعلم‬
‫به‪ ،‬واإلميان مبقتضاه يثمر إجالل الرب‪ ،‬وتعظيمه‪ ،‬ورجاءه‪،‬‬
‫وحمبته واخلوف منه إىل غري ذلك؛ فال ينبغي التقليل من شأنه‪،‬‬
‫‪5‬‬ ‫توحيد الربوبية‬
‫وال ترك احلديث عنه‪ ،‬كما ال ينبغي_يف الوقت نفسه_أن جيعل‬
‫الغاية يف التوحيد‪ ،‬كما هو شأن أهل الكالم‪ ،‬بل إن الغاية يف‬
‫التوحيد هو توحيد األلوهية_كما سيأتي بيانه_‪.‬‬
‫ولعل فيما يلي من صفحات إيضاحاً هلذا املبحث‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل الوقفات التالية‪:‬‬
‫_تعريف توحيد الربوبية‪.‬‬
‫_معنى كلمة الرب‪.‬‬
‫_أمساء هذا النوع من التوحيد‪.‬‬
‫_أدلته‪.‬‬
‫_إنكار الربوبية‪.‬‬
‫_أنواع ربوبية اهلل على خلقه‪.‬‬
‫_توحيد الربوبية ليس هو الغايةَ يف التوحيد‪.‬‬
‫_آثار توحيد الربوبية وفوائده‪.‬‬
‫_ما ضد توحيد الربوبية؟‬
‫_ال ِفرَق اليت أشركت بالربوبية‪.‬‬
‫توحيد الربوبية‬ ‫‪6‬‬
‫وأخرياً أسأل اهلل_تبارك وتعاىل_أن ينفعنا مبا نقول ونسمع‪،‬‬
‫وأن جيعل أعمالنا خالصة لوجهه‪ ،‬وأن يغفر لنا زللنا وخطأنا‪،‬‬
‫إنه على ذلك قدير‪ ،‬وباإلجابة جدير‪ ،‬واهلل أعلم‪ ،‬وصلى اهلل‬
‫وسلم على نبينا حممد وآله وصحبه‪.‬‬
‫حممد بن إبراهيم احلمد‬
‫الزلفي‪ :‬ص‪.‬ب‪064 :‬‬
‫‪www.toislam.net‬‬
‫‪7‬‬ ‫توحيد الربوبية‬

‫تعريف توحيد الربوبية‬

‫هو اإلقرار اجلازم بأن اهلل وحده ربُ كلِ شيءٍ ومليكه‪،‬‬
‫وأنه اخلالق للعامل‪ ،‬احمليي املميت‪ ،‬الرزاق ذو القوة املتني‪ ،‬مل‬
‫يكن له شريك يف امللك‪ ،‬ومل يكن له ولي من الذل‪ ،‬ال رادَ‬
‫ألمره‪ ،‬وال معقب حلكمه‪ ،‬وال مضاد له‪ ،‬وال مماثل‪ ،‬وال‬
‫مسي‪ ،‬وال منازع له يف شيء من معاني ربوبيته ومقتضيات‬
‫أمسائه وصفاته( )‪.‬‬
‫وهناك تعريف آخر خمتصر وهو‪ :‬توحيد اهلل بأفعاله‪.‬‬

‫( ) انظر تفسري العزيز احلميد للشيخ سليمان بن عبداهلل‪ ،‬ص‪ ،30_33‬وأعالم‬


‫السنة املنشورة للشيخ حافظ احلكمي‪ ،‬حتقيق مصطفى أبو النصر الشليب‪ ،‬ص‪،55‬‬
‫وانظر اإلرشاد إىل صحيح االعتقاد للشيخ صاحل الفوزان‪ ،‬ص‪. 6‬‬
‫توحيد الربوبية‬ ‫‪8‬‬

‫أمساء هذا النوع من التوحيد‬

‫هلذا النوع من التوحيد أمساء أخرى منها‪:‬‬


‫_توحيد الربوبية كما سبق‪.‬‬
‫‪_2‬التوحيد العلمي‪.‬‬
‫‪_3‬التوحيد اخلربي‪.‬‬
‫‪_0‬توحيد املعرفة واإلثبات‪.‬‬
‫‪_5‬التوحيد االعتقادي‪.‬‬

‫معنى كلمة الرب‬

‫كلمة الرب يف اللغة تطلق على عدة معانٍ‪.‬‬


‫قال ابن منظور‪= :‬الرب يطلق يف اللغة على املالك‪،‬‬
‫والسيد‪ ،‬واملدبِر‪ ،‬واملربي‪ ،‬والقيِم‪ ،‬واملنعم‪. +‬‬
‫وقال‪= :‬وال يطلق غري مضاف إال على اهلل_عز وجل_وإذا‬
‫أطلق على غريه أضيف‪ ،‬فقيل‪ :‬ربُ كذا‪. +‬‬
‫‪9‬‬ ‫توحيد الربوبية‬
‫قال‪= :‬وقد جاء يف الشعر مطلقاً على غري اهلل_تعاىل_وليس‬
‫بالكثري‪ ،‬ومل يذكر يف غري الشعر‪.) ( +‬‬
‫وقال‪= :‬ورب كل شيء‪ :‬مالكه ومستحقه‪ ،‬وقيل‪ :‬صاحبه‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬فالن رب هذا الشيء أي ِملْكُه له‪.‬‬
‫وكل من ملك شيئاً فهو ربه‪ ،‬يقال‪ :‬هو ربُ الدابة‪ ،‬ورب‬
‫الدار‪ ،‬وفالن رب البيت‪ ،‬وهن ربات احلجال‪.)2( +‬‬
‫أما الرب من حيث إنه اسم من أمساء اهلل فمعناه‪ :‬من له‬
‫خلْقُ وَا َألمْرُ]‬
‫اخللق واألمر وامللك‪ ،‬قال_تعاىل_‪[:‬أَال لَهُ الْ َ‬
‫(األعراف‪.)50 :‬‬
‫وقال‪[ :‬ذَلِكُمْ اللَهُ رَبُكُ ْم لَهُ الْ ُملْكُ](فاطر‪.) 3:‬‬
‫قال ابن منظور‪= :‬الرب‪ :‬هو اهلل_عز وجل_هو رب كل‬
‫شيء‪ ،‬أي مالكه‪ ،‬وله الربوبية على مجيع اخللق ال شريك له‪،‬‬
‫وهو رب األرباب‪ ،‬ومالك امللوك واألمالك‪.)3( +‬‬

‫( ) لسان العرب ‪.044_333/‬‬


‫(‪ )2‬لسان العرب ‪.333/‬‬
‫(‪ )3‬لسان العرب ‪.333/‬‬
‫توحيد الربوبية‬ ‫‪10‬‬

‫أدلة توحيد الربوبية‬

‫أدلة توحيد الربوبية كثرية متنوعة‪ ،‬تدل على تفرد اهلل‬


‫بالربوبية على خلقه أمجعني‪ ،‬فقد جعل اهلل خللقه أموراً لو‬
‫تأملوها حق التأمل وتفكروا بها_لَ َدَلتْهُمْ إىل أن هناك خالقاً‬
‫مدبراً هلذا الكون‪.‬‬
‫والقرآن مليء بذكر األدلة على ربوبية اهلل‪ ،‬فمن ذلك‬
‫قوله_تعاىل_‪ [:‬الْحَمْدُ ِللَهِ رَبِ الْعَالَ ِمنيَ](الفاحتة‪،)2 :‬‬
‫وقوله[ إِنَ اللَهَ هُوَ الرَزَاقُ ذُو اْلقُوَةِ الْ َمتِنيُ](الذاريات‪:‬‬
‫‪ ،)55‬وقوله‪[:‬إِنَمَا َأ ْمرُهُ ِإذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ َيقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ‬
‫(‪ )52‬فَسُبْحَانَ الَذِي بِيَدِهِ َملَكُوتُ كُلِ شَيْءٍ َوِإلَيْهِ‬
‫جعُونَ](يس‪ ،)53 ،52 :‬وقوله‪[:‬إِنَ فِي خَلْقِ‬
‫ُترْ َ‬
‫السَمَوَاتِ وَاألَرْضِ وَاخْتِالفِ اللَيْلِ وَالنَهَارِ وَالْ ُفلْكِ اَلتِي‬
‫حرِ بِمَا يَنفَعُ النَاسَ َومَا أَنزَلَ اللَهُ مِنْ السَمَاءِ مِنْ‬
‫جرِي فِي الْبَ ْ‬
‫تَ ْ‬
‫ث فِيهَا مِنْ كُلِ دَابَةٍ‬
‫مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ األَ ْرضَ َبعْدَ مَوْتِهَا وََب َ‬
‫‪11‬‬ ‫توحيد الربوبية‬
‫خرِ بَيْنَ السَمَاءِ وَاألَرْضِ‬
‫صرِيفِ ال ِريَاحِ وَالسَحَابِ الْمُسَ َ‬
‫وَتَ ْ‬
‫آليَاتٍ ِلقَوْمٍ يَ ْع ِقلُونَ] (البقرة‪ ،) 60:‬وقوله_تعاىل_‪[ :‬اللَهُ‬
‫الَذِي َخ َلقَ ُكمْ ثُمَ رَزَقَ ُكمْ ثُمَ يُمِيتُ ُكمْ ُثمَ يُحْيِي ُكمْ هَلْ مِنْ‬
‫شُ َركَائِ ُكمْ مَنْ يَ ْفعَلُ مِنْ َذلِ ُكمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وََتعَالَى عَمَا‬
‫ُيشْ ِركُونَ](الروم‪.)04 :‬‬
‫ومن الدالالت على ربوبية اهلل على خلقه مايلي‪:‬‬
‫_داللة الفطرة‪ :‬ذلك أن اهلل_سبحانه_فطر خلقه على‬
‫اإلقرار بربوبيته‪ ،‬وأنه اخلالق‪ ،‬الرازق املدبر‪ ،‬احمليي املميت؛‬
‫فاإلميان بالربوبية أمر جبلي مركوز يف فطرة كل إنسان‪ ،‬وال‬
‫يستطيع أحد دفعه وال رفعه‪.‬‬
‫قال شيخ اإلسالم ابن تيمية×‪= :‬وملا كان اإلقرار‬
‫( )‬
‫بالصانع فطرّياً كما قال "‪= :‬كل مولود يولد على الفطرة‪+‬‬
‫احلديث_فإن الفطرة تتضمن اإلقرار باهلل‪ ،‬واإلنابة إليه‪ ،‬وهو‬

‫( ) أخرجه البخاري (‪ ،) 355‬ومسلم (‪.)2655‬‬


‫توحيد الربوبية‬ ‫‪12‬‬
‫معنى ال إله إال اهلل‪ ،‬فإن اإلله هو الذي يعرف ويعبد‪.) (+‬‬
‫وهلذا فإن املشركني يف اجلاهلية كانوا مقرين بتوحيد الربوبية‬
‫مع شركهم باأللوهية‪.‬‬
‫ومما يدل على ذلك ما هو مبثوث يف ثنايا أشعارهم‪ ،‬ومن‬
‫ذلك قول عنرتة‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫إن كان ربي يف السماء قضاها‬ ‫يا عبل أين من املنية مهربي‬

‫وقول زهري ابن أبي سلمى‪:‬‬


‫ليخفى ومهما يكتم اهلل يعلم‬ ‫فال تكتُمُنَ اهلل ما يف نفوسكم‬
‫(‪)3‬‬
‫ليوم احلساب أو يعجل فينقم‬ ‫يُؤَخر فَيُوضَعْ يف كتاب فَيُدَخرْ‬

‫ولقد بني اهلل_سبحانه وتعاىل_ذلك يف القرآن كما يف‬


‫خرَ‬
‫قوله‪َ [:‬ولَئِنْ سََأْلتَ ُهمْ مَنْ خَلَقَ السَمَوَاتِ وَاألَ ْرضَ وَسَ َ‬
‫الشَمْسَ وَاْلقَ َم َر لََيقُولُنَ اللَهُ فَأَنَا يُ ْؤفَكُونَ] (العنكبوت‪.)6 :‬‬

‫( ) جمموع الفتاوى لشيخ اإلسالم ابن تيمية ‪.6/2‬‬


‫(‪ )2‬ديوان عنرتة ص ‪.40‬‬
‫(‪ )3‬ديوان زهري بن أبي سلمى ص‪.25‬‬
‫‪13‬‬ ‫توحيد الربوبية‬
‫‪_2‬داللة األنفس‪ :‬فالنفس آيةٌ كبريةٌ من آيات اهلل الدالة‬
‫على ربوبيته‪ ،‬ولو أمعن اإلنسان النظر يف نفسه وما فيها من‬
‫العجائب لعلم أن وراء ذلك رباً حكيماً خالقاً قديراً‪.‬‬
‫َوِإلَيْهِ‬ ‫صُوَ َركُمْ‬ ‫فَأَحْسَنَ‬ ‫قال_تعاىل_‪[:‬وَصَوَرَكُمْ‬
‫س َومَا سَوَاهَا (‪])4‬‬
‫الْمَصِريُ](التغابن‪ ،)3 :‬وقال‪[:‬وَنَفْ ٍ‬
‫(الشمس‪.)4 :‬‬
‫‪_3‬داللة اآلفاق‪ :‬كما قال سبحانه‪[:‬سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي‬
‫حتَى َيتَبَيَنَ لَهُمْ أَنَهُ الْحَقُ َأوََلمْ يَكْفِ بِ َربِكَ‬
‫اآلفَاقِ َوفِي أَنْفُسِهِمْ َ‬
‫أَنَهُ عَلَى كُلِ شَيْءٍ شَهِيدٌ](فصلت‪.)53 :‬‬
‫فلو تأمل اإلنسان اآلفاق وما أودع اهلل فيها من الغرائب‬
‫والعجائب_ألدرك أن هناك خالقاً هلذه األكوان‪ ،‬وأنه عليم‬
‫حكيم( )‪.‬‬

‫( ) انظر الشيخ عبدالرمحن بن سعدي وجهوده يف توضيح العقيدة‪42_4 :‬‬


‫للشيخ عبدالرزاق العباد‪ ،‬واإلميان باهلل للكاتب ص‪ 53_ 0‬ط ‪.‬‬
‫توحيد الربوبية‬ ‫‪14‬‬

‫إنكار الربوبية‬

‫مل ينكرْ توحيدَ الربوبية أحدٌ من البشر‪ ،‬إال طائفة من‬


‫الشذاذ‪ ،‬املكابرين‪ ،‬املعاندين‪ ،‬املنكرين ملا هو متقرر يف‬
‫فطرهم؛ فإنكارهم إمنا كان بألسنتهم مع اعرتافهم بذلك يف‬
‫قرارة أنفسهم‪.‬‬
‫ومن أشهر من عرف بذلك فرعون؛ الذي قال لقومه_كما‬
‫أخرب اهلل عنه_‪[ :‬أَنَا َربُ ُكمْ ا َألعْلَى] (النازعات‪،)20 :‬‬
‫ت لَ ُكمْ مِنْ ِإلَهٍ غَيْرِي](القصص‪.)35 :‬‬
‫وقال‪[:‬مَا َعلِ ْم ُ‬
‫وكالمه هذا جمرد دعوى مل يَ ُقمْ عليها بينةٌ‪ ،‬وال دليلٌ‪ ،‬بل‬
‫كان هو نفسُه غري مؤمن مبا يقول‪.‬‬
‫قال_سبحانه وتعاىل_على لسان موسى_عليه السالم_‪:‬‬
‫[َلقَدْ َعلِ ْمتَ مَا أَنزَلَ هَؤُالء إِالَ رَبُ السَمَوَاتِ وَاألَرْضِ‬
‫َبصَاِئرَ َوإِنِي ألَظُنُكَ يَا ِفرْعَوْنُ مَثْبُوراً] (اإلسراء‪.) 42:‬‬
‫وأخرب_عز وجل_وهو العليم بذات الصدور_أن كالم‬
‫‪15‬‬ ‫توحيد الربوبية‬
‫فرعون ودعواه مل يكن عن عقيدة ويقني‪ ،‬وإمنا هو مكابرة‬
‫وعناد‪ ،‬قال_تعاىل_‪َ [:‬وجَحَدُوا بِهَا وَا ْستَْيقََنتْهَا أَنْفُسُ ُهمْ ُظلْماً‬
‫وَ ُعلُوّاً](النمل‪.) 0 :‬‬
‫وممن أنكر ذلك_أيضاً_الشيوعيون‪ ،‬فلقد أنكروا ربوبية‬
‫اهلل‪ ،‬بل أنكروا وجوده_سبحانه وتعاىل_بناءً على عقيدتهم‬
‫اخلبيثة الفاجرة اليت تقوم على الكفر بالغيب‪ ،‬واإلميان باملادة‬
‫وحدها‪.‬‬
‫وهم يف احلقيقة مل يزيدوا على أن مسوا اهلل بغري امسه‪،‬‬
‫حبيث ألَهوا الطبيعة‪ ،‬ونعتوها بنعوت الكمال اليت ال تليق بأحد‬
‫إال اهلل_عز وجل_‪ ،‬فقالوا‪ :‬الطبيعة حكيمة‪ ،‬الطبيعة ختلق‪،‬‬
‫إىل غري ذلك‪.‬‬
‫وكالمهم هذا باطل متهافت‪ ،‬بل إن أصحاب هذا املبدأ‬
‫انشقوا على أنفسهم‪ ،‬ولعن بعضُهم بعضاً‪ ،‬وكَ َفرَ بعضُهم‬
‫ببعض‪.‬‬
‫توحيد الربوبية‬ ‫‪16‬‬

‫أنواع ربوبية اهلل على خلقه‬

‫ربوبية اهلل على خلقه على نوعني‪:‬‬


‫_الربوبية العامة‪ :‬وهي جلميع الناس؛ َبرِهم وفاجرِهم‬
‫مؤمنِهم وكافرِهم؛ وهي خلقه للمخلوقني‪ ،‬ورزقُهم‪،‬‬
‫وهدايتهم‪ ،‬ملا فيه مصاحلهم اليت فيها بقاؤهم يف الدنيا‪.‬‬
‫‪_2‬الربوبية اخلاصة‪ :‬وهي تربيته ألوليائه املؤمنني‪ ،‬فريبيهم‬
‫باإلميان‪ ،‬ويوفقهم له‪ ،‬ويكملهم‪ ،‬ويدفع عنهم الصوارف‬
‫والعوائق احلائلة بينهم وبينه‪.‬‬
‫ولعل هذا املعنى هو السر يف كون أكثر أدعية األنبياء بلفظ‬
‫الرب؛ فإن مطالبهم كلَها داخل ٌة حتت ربوبيته اخلاصة( )‪.‬‬

‫( ) انظر تيسري الكريم الرمحن يف تفسري كالم املنان للشيخ ابن سعدي ‪.255/‬‬
‫‪17‬‬ ‫توحيد الربوبية‬

‫توحيد الربوبية ليس هو الغاية يف التوحيد‬

‫توحيد الربوبية حق‪ ،‬وأمره عظيم‪ ،‬وال يصح إميان العبد‬


‫إذا مل يؤمن به‪ ،‬ولكن هذا النوع من أنواع التوحيد ليس هو‬
‫الغايةَ اليت جاءت بها الرسل‪ ،‬وأنزلت من أجلها الكتب‪،‬‬
‫وليس الغايةَ اليت من جاء بها فقد جاء بالتوحيد وكماله؛ ذلك‬
‫أن اهلل أمر بعبادته اليت هي كمال النفوس وصالحها وغايتها‪،‬‬
‫ومل يقتصد على جمرد اإلقرار به كما هو غاية الطريقة‬
‫الكالمية( )‪.‬‬
‫أضف إىل ذلك أن املشركني كانوا مقرين به كما مر‪ ،‬ومع‬
‫ذلك مل يدخلهم يف اإلسالم؛ ألن اإلقرار بتوحيد الربوبية ال‬
‫يكفي وحده‪ ،‬بل ال بد من توحيد األلوهية‪.‬‬
‫ثم إن توحيد الربوبية مركوز يف الفطر كلها‪ ،‬فلو كان هو‬
‫الغاية ملا كان هناك حاجة من إرسال الرسل وإنزال الكتب‪.‬‬

‫( ) انظر جمموع الفتاوى ‪. 2/2‬‬


‫توحيد الربوبية‬ ‫‪18‬‬

‫آثار توحيد الربوبية ومثراته‬

‫لإلميان بالربوبية آثار عظيمة‪ ،‬ومثرات كثرية‪ ،‬فإذا أيقن‬


‫املؤمن أن له رّباً خالقاً هو اهلل_تبار ك وتعاىل_وأن هذا الرب هو‬
‫رب كلِ شيءٍ ومليكُه وهو مصرف األمور‪ ،‬وأنه هو القاهر‬
‫فوق عباده‪ ،‬وأنه ال يعزب عنه مثقال ذرة يف السموات‬
‫واألرض_أَنِسَت رُوحُه باهلل‪ ،‬واطمأنت نفسه بذكره‪ ،‬ومل‬
‫تزلزله األعاصري والفنت‪ ،‬وتوجه إىل ربه بالدعاء‪ ،‬وااللتجاء‪،‬‬
‫واالستعاذة‪ ،‬وكان دائماً خائفاً من تقصريه‪ ،‬وذنبه؛ ألنه يعلم‬
‫قدرة ربه عليه‪ ،‬ووقوعه حتت قهره وسلطانه‪ ،‬فتحصل له‬
‫بذلك التقوى‪ ،‬والتقوى رأس األمر‪ ،‬بل هي غاية الوجود‬
‫اإلنساني( )‪.‬‬
‫وهلذا قال"‪= :‬ذاق طعم اإلميان من رضي اهلل رَباً‬

‫( ) انظر منهج جديد لدراسة التوحيد للشيخ عبدالرمحن عبداخلالق ص‪.52‬‬


‫‪19‬‬ ‫توحيد الربوبية‬
‫وباإلسالم ديناً‪ ،‬ومبحمدٍ رسوالً‪.) ( +‬‬
‫ومن مثراته أن اإلنسان إذا علم أن اهلل هو الرزاق‪ ،‬وآمن‬
‫بذلك‪ ،‬وأيقن أن اهلل بيده خزائن السموات واألرض‪ ،‬ال مانع‬
‫ملا أعطى‪ ،‬وال معطي ملا منع_قطع الطمع من املخلوقني‪،‬‬
‫واستغنى عما بأيديهم‪ ،‬وانبعث إىل إفراد اهلل بالدعاء واإلرادة‬
‫والقصد‪.‬‬
‫ثم إذا علم أن اهلل هو احمليي املميت‪ ،‬النافع الضار‪ ،‬وأن ما‬
‫أصابه مل يكن ليخطئه‪ ،‬وما أخطأه مل يكن ليصيبه‪ ،‬وأن أمره كلَه‬
‫بيد اهلل_انبعث إىل اإلقدام والشجاعة غري هياب‪ ،‬وحترر من رق‬
‫املخلوقني‪ ،‬ومل يعد يف قلبه خوف من سوى اهلل_عز وجل_‪.‬‬
‫وهكذا جند أن توحيد الربوبية مستلزم لتوحيد األلوهية‪.‬‬
‫والكالم يف مقتضيات الربوبية وما تثمره من مثرات يفوق‬
‫احلصر والعد‪ ،‬وما مضى إمنا هو إشارات عابرة يقاس عليها‬
‫غريُها‪.‬‬

‫( ) رواه مسلم (‪ ،)30‬وأمحد ( ‪.)245/‬‬


‫توحيد الربوبية‬ ‫‪20‬‬

‫ما ضد توحيد الربوبية‬

‫يضاد توحيد الربوبية اإلحلاد‪ ،‬وإنكار وجود الرب_عز‬


‫وجل_‪.‬‬
‫ويضاده_أيضاً_اعتقاد متصرف مع اهلل_عز وجل_يف أي‬
‫شيء؛ من تدبري الكون‪ ،‬من إجياد‪ ،‬أو إعدام‪ ،‬أو إحياء‪ ،‬أو‬
‫إماتة‪ ،‬أو جلب خري‪ ،‬أو دفع شر‪ ،‬أو غري ذلك من معاني‬
‫الربوبية‪ ،‬أو اعتقاد منازع له يف شيء من مقتضيات أمسائه‬
‫وصفاته‪ ،‬كعلم الغيب‪ ،‬أو كالعظمة‪ ،‬والكربياء‪ ،‬وحنو‬
‫ذلك( )‪.‬‬
‫وكما يضاده_أيضاً_اعتقاد مشرع مع اهلل_عز وجل_ألنه هو‬
‫الرب وحده‪ ،‬وربوبيته شاملة ألمره الكوني والشرعي‪.‬‬

‫( ) انظر أعالم السنة املنشورة ص ‪.56‬‬


‫‪21‬‬ ‫توحيد الربوبية‬

‫( )‬
‫الفرق اليت أشركت بالربوبية‬
‫هناك أقوامٌ أشركوا بالربوبية‪ ،‬وفِرَقٌ أشركت به‪ ،‬ومن هؤالء‪:‬‬
‫_اجملوس‪= :‬األصلية‪ +‬قالوا باألصلني‪ :‬النور والظلمة‪،‬‬
‫وقالوا‪ :‬إن النور أزليٌ‪ ،‬والظلمة حمدثة‪.‬‬
‫‪_2‬الثنوية‪= :‬أصحاب االثنني األزلييّن‪ : +‬يزعمون أن النور‬
‫والظلمة أزليان قدميان‪ ،‬خبالف اجملوس الذين قالوا حبدوث‬
‫الظالم‪ ،‬لكن قالوا باختالفهما يف اجلوهر‪ ،‬والطبع‪ ،‬والفعل‪،‬‬
‫واخلرب‪ ،‬واملكان‪ ،‬واألجناس‪ ،‬واألبدان‪ ،‬واألرواح‪ ،‬ومل يقولوا‬
‫بتماثلهما يف الصفات واألفعال‪ ،‬كما ترى‪ ،‬وإن قالوا بتساويهما يف‬
‫القدم‪.‬‬
‫‪_3‬املانوية‪= :‬أصحاب ماني بن فاتك‪ : +‬قالوا‪ :‬إن العَالَمَ‬
‫مصنوع من أصلني قدميني‪ ،‬ولكن قالوا باختالفهما يف النفس‪،‬‬
‫والصورة‪ ،‬والفعل‪ ،‬والتدبري‪.‬‬

‫( ) انظر شرح العقيدة الطحاوية البن أبي العز احلنفي‪ ،‬حتقيق الشيخ أمحد‬
‫شاكر‪ ،‬ص‪.26_20‬‬
‫توحيد الربوبية‬ ‫‪22‬‬
‫‪_0‬النصارى‪= :‬القائلون بالتثليث‪ : +‬فالنصارى مل يثبتوا للعامل‬
‫ثالثة أرباب ينفصل بعضها عن بعض‪ ،‬بل هم متفقون على أنه‬
‫صانع واحد يقولون‪ :‬باسم األب واالبن وروح القدس إله واحد‪،‬‬
‫ويقولون‪ :‬واحد بالذات ثالثة باألقنوم‪.‬‬
‫أما األقانيم فإنهم عجزوا عن تفسريها‪.‬‬
‫وقوهلم هذا متناقض أميا تناقض وتصوره كافٍ يف رده‪ ،‬قال‬
‫شيخ اإلسالم ابن تيمية_رمحه اهلل تعاىل_‪= :‬وهلذا قال طائفة من‬
‫العقالء‪ :‬إن عامة مقاالت الناس ميكن تصورُها إال مقالة‬
‫النصارى‪ ،‬وذلك أن الذين وضعوها مل يتصوروا ما قالوا‪ ،‬بل‬
‫تكلموا جبهل‪ ،‬ومجعوا يف كالمهم بني النقيضني وهلذا قال‬
‫بعضهم‪ :‬لو اجتمع عشرة نصارى لتفرقوا عن أحدَ عشرَ قوالً‪.‬‬
‫وقال آخر‪ :‬لو سألت بعض النصارى وامرأته وابنه عن‬
‫توحيدهم لقال الرجل قوالً‪ ،‬وامرأته قوالً آخر‪ ،‬وابنه قوالً‬
‫ثالثاً‪.) (+‬‬
‫وقال ابن القيم_رمحه اهلل تعاىل_ يف معرض رده عليهم‪:‬‬

‫( ) اجلواب الصحيح ملن بدل دين املسيح البن تيمية ‪. 55/2‬‬


‫‪23‬‬ ‫توحيد الربوبية‬
‫= أما خرب ما عندكم أنتم فال نعلم أمةً أشدَ اختالفاً يف معبودها‬
‫منكم؛ فلو سألت الرجل‪ ،‬وامرأته‪ ،‬وابنته‪ ،‬وأمه‪ ،‬وأباه‪ ،‬عن‬
‫ل منهم بغري جواب اآلخر‪.) ( +‬‬
‫دينهم ألجابك ك ٌ‬
‫بل قيل فيهم‪= :‬لو توجهت إىل أي نصراني على وجه‬
‫األرض‪ ،‬وطلبت منه أن يصور لك حقيقة دينه‪ ،‬وما يعتقده يف‬
‫طبيعة املسيح تصويراً دقيقاً_ملا استطاع ذلك (‪.)2‬‬
‫هذا وقد بيَن الشيخ رمحة اهلل اهلندي يف كتابه (إظهار‬
‫احلق) ما عندهم من التناقض‪ ،‬وكذلك الشيخ حممد أبو زهرة‬
‫يف كتابه (حماضرات يف النصرانية)‪.‬‬
‫‪_5‬القدرية‪ :‬هم يف احلقيقة مشركون يف الربوبية‪ ،‬وهذا الزم‬
‫ملذهبهم؛ ألنهم يرون أن اإلنسان خالقٌ لفعله‪ ،‬فهم أثبتوا لكل‬
‫أحد من الناس َخلْقَ فعله‪.‬‬

‫( ) هداية احليارى يف أجوبة اليهود والنصارى البن القيم‪ ،‬ص ‪.32‬‬


‫(‪ )2‬ماجيب أن يعرفه املسلم عن حقائق النصرانية والتبشري إلبراهيم اجلبهان‪،‬‬
‫ص‪. 3‬‬
‫توحيد الربوبية‬ ‫‪24‬‬
‫واخللق إمنا هو مما اختص اهلل به‪ ،‬قال_تعاىل_[وَاللَهُ‬
‫َخ َلقَكُمْ َومَا َتعْ َملُونَ](الصافات‪.)36 :‬‬
‫وأفعال العباد ال خيرجها شيء من عموم خلقه_عز‬
‫وجل_( )‪.‬‬
‫‪_6‬الفالسفة الدهرية‪ :‬يف قوهلم يف حركة األفالك بأنها‬
‫تسعة‪ ،‬وأن التاسع منها وهو األطلس حيرك األفالك كلها‪،‬‬
‫فجعلوه مبدأ احلوادث‪ ،‬وزعموا أن اهلل حيدث ما يقدره يف‬
‫األرض‪.‬‬
‫‪_4‬عبدة األصنام من مشركي العرب وغريهم‪ :‬ممن كانوا‬
‫يعتقدون أن األصنام تضر وتنفع‪ ،‬فيتقربون إليها‪ ،‬وينذرون‬
‫هلا‪ ،‬ويتربكون بها‪.‬‬
‫‪_5‬غالة الصوفية‪ :‬لغلوهم يف األولياء‪ ،‬وزعمِهم أنهم‬
‫يضرون‪ ،‬وينفعون‪ ،‬ويتصرفون يف األكوان‪ ،‬ويعلمون‬

‫( ) انظر جمموع الفتاوى ‪ 255/5‬واإلميان بالقضاء والقدر للكاتب‬


‫ص‪. 40_ 43‬‬
‫‪25‬‬ ‫توحيد الربوبية‬
‫الغيب‪ ،‬ولقوهلم بوحدة الوجود‪ ،‬وربوبيةِ كلِ شيءٍ( )‪.‬‬
‫‪_3‬الروافض‪ :‬لقوهلم بأن الدنيا واآلخرة لإلمام‪ ،‬يتصرف‬
‫بها كيف يشاء‪ ،‬وأن تراب احلسني شفاءٌ من كل داء‪ ،‬وأمانٌ‬
‫من كل خوف‪ ،‬ولقوهلم‪ :‬إن أئمتهم يعلمون الغيب‪،‬‬
‫ويعلمون متى ميوتون‪ ،‬وال ميوتون إال بإذنهم‪.‬‬
‫وهذا باطل‪ ،‬وبطالنه ال حيتاج إىل دليل‪ ،‬بل إن فساده‬
‫يغين عن إفساده(‪.)2‬‬
‫‪_ 4‬النصريية‪ :‬لقوهلم بألوهية علي بن أبي طالب÷وبأنه‬
‫املتصرف بالكون‪ ،‬لوصفهم إياه بأوصاف ال جيوز أن يوصف بها‬
‫أحد إال اهلل_عز وجل_مع اختالف أقواهلم يف هذا؛ فبعضهم يقول‪:‬‬
‫إنه يسكن يف الشمس ويُسَمَون بـ‪ :‬الشمسية‪.‬‬
‫وبعضهم يقولون‪ :‬إنه يسكن يف القمر‪ ،‬ويُسَمَون بـ‪ :‬القمرية‪.‬‬

‫( ) انظر هذه هي الصوفية لعبدالرمحن الوكيل‪ ،‬ص‪ 35_35‬و‪. 33‬‬


‫(‪ )2‬انظر اخلطوط العريضة حملب الدين اخلطيب‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد مال اهلل‪،‬‬
‫ص‪ ،63‬وانظر مسألة التقريب بني أهل السنة والشيعة‪ ،‬د‪.‬ناصر القفازي‪،‬‬
‫ج ‪ ،234/‬والشيعة والسنة إلحسان إهلي ظهري‪ ،‬ص‪.66‬‬
‫توحيد الربوبية‬ ‫‪26‬‬
‫وبعضهم يقولون‪ :‬إنه يسكن يف السحاب‪ ،‬ولذا إذا رأوا‬
‫السحاب قالوا‪ :‬السالم عليك يا أمري النحل( )‪.‬‬
‫_الدروز‪ :‬لقوهلم بألوهية احلاكم بأمر اهلل العبيد‪،‬‬
‫وغلوهم فيه‪ ،‬ووصفِه بأوصافٍ ال تليق إال باهلل وحده‪،‬‬
‫كقوهلم عنه‪= :‬إنه يعلم خائنة األعني وما ختفي الصدور‪.)2(+‬‬
‫‪_ 2‬من يعتقدون تأثري النجوم والكواكب واألمساء‪ :‬وذلك‬
‫كحال الذين يتتبعون األبراج ويقولون_رمجاً بالغيب_إذا ولد‬
‫فالن يف الربج الفالني أو الشهر الفالني أو اليوم الفالني‪ ،‬أو‬
‫كان امسه يبدأ حبرف كذا أو كذا_فسيصيبه كذا وكذا‪،‬‬
‫ويضعون عليها دعاياتٍ تقول‪ :‬مِنْ شهر ميالدك تعرف‬

‫( ) انظر احلركات الباطنية يف العامل اإلسالمي‪ ،‬د‪.‬حممد بن أمحد اخلطيب‪،‬‬


‫ص ‪ ،30‬ودراسات يف الفرق لصابر طعمية‪ ،‬ص‪ ،02‬والنصريية‪ ،‬د‪.‬سهري‬
‫الفيل‪،‬ص‪ ، 43_33‬والباكورة السليمانية يف كشف أسرار الديانة النصريية‬
‫لسيلمان األذني‪ ،‬دار الصحوة‪.‬‬
‫(‪ )2‬انظر عقيدة الدروز‪ ،‬عرض ونقض د‪.‬حممد بن أمحد اخلطيب‪ ،‬ص‪، 4‬‬
‫وانظر احلركات الباطنية‪ ،‬ص‪.235_233‬‬
‫‪27‬‬ ‫توحيد الربوبية‬
‫حظك‪ ،‬أو من امسك تعرف حظك‪.‬‬
‫كل ذلك شرك يف الربوبية؛ ألنه ادعاءٌ لعلم الغيبِ‪ ،‬والغيبُ‬
‫ال يعلمه إال اهلل وحده ال شريك له‪.‬‬
‫‪_ 3‬القانونيون‪ :‬الذين يَصدون ويصدفون عن شرع اهلل‪،‬‬
‫والذين حيكمون الناس بالقوانني الوضعية‪ ،‬اليت هي من حناتة‬
‫أفكارهم‪ ،‬وزبالة أذهانهم‪.‬‬
‫فهؤالء حماربون هلل‪ ،‬منازعون له يف ربوبيته وحكمه‬
‫وشرعه( )‪.‬‬

‫( ) انظر ريالة حتكيم القوانني لسماحة الشيخ حممد بن إبراهيم×‪.‬‬


‫توحيد الربوبية‬ ‫‪28‬‬
‫الفهرس‬
‫‪3‬‬ ‫_ املقدمة‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪6‬‬ ‫_ تعريف توحيد الربوبية‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪7‬‬ ‫_ أمساء هذا النوع من التوحيد‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪7‬‬ ‫_ معنى كلمة الرب‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪9‬‬ ‫_ أدلة توحيد الربوبية‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫_ إنكار الربوبية‪13 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫_ أنواع ربوبية اهلل على خلقه‪15 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪16‬‬ ‫_ توحيد الربوبية ليس هو الغاية يف التوحيد‪. . . . . . . . . . . . .‬‬
‫_ آثار توحيد الربوبية ومثراته‪17 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫_ ما ضد توحيد الربوبية؟ ‪19 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪20‬‬ ‫_ الفرق اليت أشركت يف الربوبية‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

You might also like