Professional Documents
Culture Documents
10 +اللسانيات+والصوتيات+الجنائية
10 +اللسانيات+والصوتيات+الجنائية
10 +اللسانيات+والصوتيات+الجنائية
ماجستير لغويات تطبيقية من قسم اللغة والنحو: ابتسام بنت عبد الرحمن الرشودي:إعداد الباحثة
. المملكة العربية السعودية، جامعة أم القرى، كلية اللغة العربية،والصرف
امللخص:
هدف هذا البحث للتعرف على أهمية اللسانيات والصوتيات الجنائية ،واشتمل البحث على
مبحثين ،تناول األول التعريف باللسانيات الجنائية ومجاالتها ،واستعرض الثاني أهمية الصوتيات
الجنائية وأهميتها في اإلثبات الجنائي .استخدمت الباحثة المنهج الوصفي وتوصل البحث إلى النتائج،
أهمها ،أن اللغة متعلقة بالعلوم اإلنسانية ،والعلوم القانونية ومنها (الجنائية) أقرب العلوم اإلنسانية
واالجتماعية باللسانيات .وأن علم اللسانيات الجنائي ،يقصد به االحتكام إلى اللغة واالستعانة بها
باعتبارها وسيلة من وسائل إثبات تهمة ما أو نفيها .ويشمل علم اللسانيات الجنائية مجاالت متعددة،
تساعد في الكشف عن بعض الجرائم ،وتساعد في نفي أو إثبات األدلة .واللسانيات الجنائية مثلها مثل
التخصصات االجتماعية األخرى ،لها مصطلحاتها ولها طبيعتها وفي نفس الوقت أدى إلزامها لبقية
أفراد المجتمع فالبد أن تكون مفهومة لهم ،فمصطلحاتها خارج الحلقة الطبيعية لدائرة المفاهيم
المتعارف عليها في علوم اللغة األم بين أفراد نفس المجتمع اللغوي .وعلى عالم اللغة الجنائي أن يلم
في ظواهر الدراسات اللغوية ،ومالمح استخدامات اللغة وتراكيبها .ويتركز اهتمام الصوتيات الجنائية
على الجوانب الصوتية للكالم التي يمكن أن تستخدم كدليل جنائي.
Abstract:
some crimes, and help to deny or prove evidence. Forensic linguistics, like
any other social discipline, has its own terminology and nature, and at the
same time obligated it to the rest of the members of society, it must be
understood by them, as its terms are outside the natural circle of the accepted
concepts in the sciences of the mother tongue among the members of the
same linguistic community. The forensic linguist must be familiar with the
phenomena of linguistic studies, the features of language usage and its
structures. Forensic phonetics is concerned with the phonemic aspects of
speech that can be used as forensic evidence
المقدمة:
الحمد هلل رب العالمين ،والصالة والسالم على سيد المرسلين ،محمد النبي األمين ،صالة
وسالما دائمين إلى يوم الدين ،وبعد:
إن الدراسات اللغوية تتقاطع مع الدراسات القضائية والقانونية في محاور عدة منها؛ دراسة
المدونات القضائية ،والدراسات المصطلحية ،والدراسات الحجاجية ،ودراسة أغراض الكالم
التداولية ،وغيرها .وقد حظيت اللسانيات القانونية باهتمام كبير في السنوات األخيرة من قبل اللسانيين،
واتسع مجال دراستها لتنفتح على تخصصات قانونية ومنها؛ اللسانيات الجنائية Forensic
linguisticsأو (علم اللغة الجنائي) ،الذي هو فرع من فروع اللسانيات التطبيقية ،ومجال خصب
لتطبيق المعرفة اللسانية في وصف المشكالت القانونية التي تكون اللغة جزءا من أدلتها.
وتعرف اللسانيات الجنائية بأنها" :العلم القائم على دراسة النصوص التحريرية والشفهية ذات
الصلة بالجرائم والخالفات القانونية ،أو المسائل المتعلقة بإجراءات التقاضي ،أو ما يتعلق بلغة
القانون ،ومدى وضوحها ،وكيفية إصالحها ،وإتاحتها لفهم األشخاص العاديين والمتخصصين على
السواء"(.)1
وقد اكتسبت اللسانيات الجنائية أهمية كبرى في مجال الدوائر القانونية في بداية التسعينات
من القرن الماضي ،ونشأت بعض المراكز األكاديمية المتخصصة في هذا المجال ،حيث ظهرت
الجمعية العالمية لعلم اللغة الجنائي ،ومقرها الواليات المتحدة األمريكيةInternational ،
) Association for Forensic and Legal Linguistics (IAFLLوتضم في عضويتها
اللسانيين والقانونيين ،والجمعية العالمية لعلم األصوات الجنائيThe International ،
) Association for Forensic Phonetics (IAFPومقرها المملكة المتحدة ،وظهر إلى حيز
الوجود بعض المجالت والدوريات المتخصصة(.)2
(1( 'Suicidal ideations and attempts in juvenile delinquents', Journal of Child Psychology
and Psychiatry · November 2003, pp 1058–1066.
( )2علم اللغة الجنائي :نشأته وتطوره وتطبيقاته ،عبد المجيد الطي ب عمر ،المجلة العربية للدراسات األمنية والتدري ب،
المجلد ،23العدد ،45ص274
تنطلق إشكاالت هذا البحث من غياب االعتماد األمثل على اللغة باعتبارها دليال من أدلة
الثبوت أو النفي في مجال القضاء وإجراءاته.
وفي هذا البحث أحاول األجابة عن سؤال رئيسي واحد ويتفرع منه عدة أسئلة ثانوية ،فسؤال
البحث الرئيسي هو :ما اللسانيات والصوتيات الجنائية؟ وتتفرع منه عدة األسئلة التالية:
منهج البحث:
يعتمد البحث على المنهج الوصفي ،وقد استخدمت هذه المادة العلمية لوصف وتعريف
اللسانيات والصوتيات الجنائية.
أهمية البحث:
تتجلى أهمية هذا البحث بأنه إحدى الدراسات النادرة من نوعها في العالم العربي في مجال
اللسانيات الجنائية ،ويمثل نقطة التقاطع بين تطبيقات علم اللسانيات والقانون ،وعلم األدلة الجنائية في
اإلثبات الجنائية ،وفض المنازعات القانونية التي تتضمن أدلة لغوية.
أهداف البحث:
يهدف هذا البحث إلى التعريف بعلم اللسانيات الجنائية بشكل عام ويناقش تطوره عبر الزمان،
ومجاالته المختلفة في مجال اإلثبات الجنائي وتحديد هوية المجرمين من خالل دراسة الشواهد
والبينات اللغوية المسجلة أو المصاحبة لوقوع الجرائم ،ويهدف لتعريف بالصوتيات الجنائية ،والبصمة
الصوتية بوصفها دليال من األدلة إلثبات أو نفي التهمة عن المتهم.
لغة" :اللسان :جارحة الكالم ،واللسن بكسر الالم :اللغة .وحكى أبو عمرو :لكل قوم لسن أي لغة
يتكلمون بها .وقوله -عز وجل﴿ :-وما أرسلنا من رسول إال بلسان قومه﴾ [إبراهيم]4 :؛ أي بلغة قومه؛
واللسان .الخبر أو الرسالة .ومنه قول الشاعر :أتتني لسان بني عامر وقد تقدم ،ذهب بها إلى الكلمة
فأنثها؛ وقال أعشى باهلة :إني أتاني لسان ال أسر به ذهب إلى الخبر فذكره .وفي التنزيل العزيز:
﴿فإنما يسرناه بلسانك﴾ [مريم ]97 :ابن سيده :واللسان اللغة ،مؤنثة ال غير ".ويقال :هو لسان القوم:
المتكلم عنهم"(.)1
اصطالحا :مصطلح اللسانيات علم حديث ،وأول ما ظهر في ألمانيا ( ،Linguistikثم استعمل
في الدراسات اللغوية في فرنسا ( Linguistiqueسنة 1826م ،ثم في إنجلترا ( ،Linguisticsسنة
1855م.
وفي الثقافة العربية المعاصرة ظهر مصطلح اللسانيات سنة 1966م ،على يد عالم اللسانيات
الجزائري عبد الرحمن الحاج صالح(.)2
وتعرف اللسانيات بأنها" :الدراسة العلمية والموضوعية للسان البشري من خالل األلسنة
الخاصة بكل مجتمع ،فهي دراسة اللسان البشري ،تتميز بالعلمية والموضوعية"(.)3
أو هي الدراسة العلمية للغة اإلنسانية ،أو دراسة اللغة على نحو علمي ،والمقصود بالعلمية:
"دراسة اللغة وبحثها عن طريق المالحظات المنظمة والتجريبية التي يمكن إثباتها باالستناد إلى
نظرية عامة ما لبنية اللغة"(.)4
عرف دي سوسير اللسانيات أو علم اللغة بأن موضوع علم اللغة الوحيد والصحيح هو اللغة
معتبرة في ذاتها ،ومن أجل ذاتها" .ويقصد بهذا التعريف أن عالم اللغة يدرس اللغة كما هي ،أو كما
تظهر ،فليس له أن يغير من طبيعتها ،أو يدري جوانب دون جوانب أخرى ،ألنه يستحسن هذا الجانب
لسان العرب ،ابن منظور ،ج ،13ص .386والمعجم الوسيط ،والقاموس المحيط، ()1
ـ 2016-م ،ص.63-62
مقدمة في اللسانيات ،عاط ف ف ضل محمد ،دار المسيرة للنشر والتوزيع ،ط1437 ،2ه ()4
أو ذاك ،وأنه يدرس اللغة بغرض الدراسة نفسها ،ويدرسها دراسة موضوعية تسعى إلى الكشف عن
حقيقتها" ( .)1فهو علم يبحث في اللغة من جميع جوانبها الصوتية ،والصرفية ،والمفرداتية ،والداللية،
والنفسية واالجتماعية ،والمعجمية ،والتطبيقية (.)2
لغة :من الجذر جنى "جنى الشخص :أذنب ،ارتكب جرما"( ،)3ويقال" :جنى الذنب عليه
يجنيه جناية :جره إليه"(.)4
والجناية" :الذنب والجرم وما يفعله اإلنسان مما يوجب عليه العقاب أو القصاص في الدنيا
واآلخرة"(.)5
اصطالحا :الجناية في القانون :أنه ال جريمة وال جزاء إال بنص في القانون ،فتحديد األفعال
التي تعد جرائم وبيان أركانها ،وتحديد الجزاءات المقررة لها من حيث نوعها ،كل ذلك يجب أن يرد
صراحة في نص قانوني مكتوب يضعه المشرع سلفا .فال جريمة وال عقوبة إذا دون نص تشريعي
صادر عن السلطة التشريعية ،فدور العرف منعدم في القانون الجنائي سواء من حيث تجريم األفعال،
أو من حيث العقاب عليها.
وهذا المبدأ جاء ذكره في النظام األساسي للحكم في المملكة العربية السعودية ،الصادر عام
1412هـ (المادة )38ونصها" :العقوبة شخصية ،وال جريمة ،وال عقوبة إال بناء على نص شرعي
أو نص نظامي ،وال عقاب إال على األعمال الالحقة للعمل بالنص النظامي"(.)6
تعتبر اللسانيات الجنائية Forensic linguisticsأو (علم اللغة الجنائي) من العلوم الحديثة،
وتندرج تحت علم اللسانيات التطبيقي الذي عرفه عبده الراجحي بأنه" :ميدان تلتقي فيه علوم مختلفة
دراسات في اللسانيات التطبيقية ،حلمي خليل ،دار المعرفة الجامعية2003 ،م ،ص.19 ()1
ـ
المعجم المف صل في علوم اللغة (األلسنيات) ،محمد التونجي وراجي األسمر ،دار الكت ب العلمية ،ط1421 ،1ه ()2
ـ2020 -م ،ص.35 المسؤولية الجنائية في الفقه اإلسالمي ،عبد هللا بن سعد الرشيد ،دار التحبير ،ط1441 ،1ه ()5
مبدأ الشرعية في القانون الجنائي وعالقته بنظام العقوبات في اإلسالم ،إيمان بن ت محمد عزام،بح ث علمي محكم، ()6
حين تتصدى لمعالجة اللغة اإلنسانية"( .)1ومن هذا التعريف يتضح أن اللغة متعلقة بالعلوم اإلنسانية،
والعلوم القانونية ومنها (الجنائية) أقرب العلوم اإلنسانية واالجتماعية باللسانيات ،والدليل على ذلك أن
القوانين تقوم على ضبط لغة اإلنسان وسلوكه ،فاللغة إما أن تكون دليال يستخدم أو تكون الجريمة بذاتها.
وقد اشتهر استخدام علم اللسانيات الجنائية ،من قبل الغربيين في سنة 1968م عندما حلل
جان سفارتفيك ( )Jan svartvikأقوال تيموثي جون إيفانز ( )Timothy Jhon Evansعن طريق
عملية تنص مقابلة الشرطة مع المجرم حيث قتل زوجته وطفله(.)2
وفي بداية الثمانيات من القرن الماضي ،فإن دراسات روجر شوي ()Roger Shuy
وزمالئه من علماء اللغة األمريكيين ،هي التي وضعت اللبنات األساسية لعلم اللسانيات الجنائية ،وقد
عالجت الدراسات الكثير من المجاالت الجنائية والنزاعات المدنية التي تكون اللغة فيها جزءا من
البينات المتاحة أو كلها.وفي منتصف التسعينات أنشأت بعض المراكز األكاديمية المتخصصة في هذا
المجال ،حيث ظهرت الجمعية العالمية لعلم اللغة الجنائي ،ومقرها الواليات المتحدة األمريكية،
) International Association for Forensic and Legal Linguistics (IAFLLوتضم
في عضويتها اللسانيين والقانونيين ،والجمعية العالمية لعلم األصوات الجنائيThe ،
) International Association for Forensic Phonetics (IAFPومقرها المملكة المتحدة،
وظهر إلى حيز الوجود بعض المجالت والدوريات المتخصصة (.)3
وهذا العلم حاز على اعتراف الدوائر العدلية في كثير من البلدان المتقدمة مثل الواليات
المتحدة وأستراليا ،وألمانيا والنمسا والمجر والسويد ،ففي تلك البلدان أنشئت المختبرات اللغوية
الجنائية ،ويقوم بالعمل فيها مجموعة من اللغويين المتدربين ،لتقديم شهادتهم إلى المحاكم والدوائر
القانونية ،وذلك من خالل فحص البيانات الصوتية أو أي داللة لغوية وتحليها إلثبات صحة نسبتها
للمتهم أو نفيها عنه(.)4
( )1علم اللغة التطبيقي وتعليم العربية ،عبده الراجحي ،دار المعرفة الجامعية1995،م ،ص.12
علم اللغة الق ضائي ،مقدمة في اللغة والجريمة والقانون ،تألي ف:دزجون اولسون ترجمة :محمد بن ناصر الحقباني، ()2
ـ.
النشر العلمي والمطابع1429 ،ه
علم اللغة الجنائي :نشأته وتطوره وتطبيقاته ،عبد المجيد الطي ب عمر ،المجلة العربية للدراسات األمنية والتدري ب، ()3
وأما علماء المسلمين والعرب هم األوائل ولهم السبق في هذا العلم ،وخاصة علماء الحديث فهم
أول من استخدم أساليب هذا العلم ،وذلك في إثبات نسبة األحاديث النبوية للرسول .
واإلمام الطبري -رحمه للا -حيث استخدم نظريات علم األسلوبية وبنفس الطريقة التي
يستخدم بها اليوم في إثبات صحة تلك األحاديث الشريفة(.)2
هو العلم الذي يعني بتطبيق نظريات علم اللغة على القضايا الجنائية من أجل المساعدة في
نفي أو إثبات األدلة.
وذكر الدكتور عبدالمجيد الطيب عمر عددا من المصطلحات التعريفية لعلم اللسانيات
الجنائية ،وهي:
-تعريف كوبوسوف )2003( Koposovبأنه "العلم القائم على دراسة النصوص التحريرية
والشفهية ذات الصلة بالجرائم والخالفات القانونية أو المسائل المتعلقة بإجراءات التقاضي أو ما يتعلق
بلغة القانون ومدى وضوحها وكيفية إصالحها وإتاحتها لفهم األشخاص العاديين والمتخصصين على
السواء".
-تعريف برينان )2001( Brennanأشار أن "هناك خالفا في مفهوم هذا المصطلح في أوساط
الباحثين في هذا المجال ،فالبعض يحصره في استخدام تقنيات ونظريات علم اللغة للتحري في الجرائم التي
انظر :علم اللغة الق ضائي ،معقد بن قعيد العتيبي ،بح ث في مجلة البحوث األمنية العدد ،2018 ،71ص.221 ()1
علم اللغة الجنائي :نشأته وتطوره وتطبيقاته ،عبد المجيد الطي ب عمر ،المجلة العربية للدراسات األمنية والتدري ب، ()2
تشكل البينات اللغوية فيها جزءا من القرائن ،أو كل القرائن واألدلة الجنائية أو المدنية الموجودة في مسرح
الجريمة أو النزاع ،أما البعض اآلخر من الباحثين فيوسعون مفهوم هذا المصطلح ليشمل دراسة كل ما سبق
إضافة إلى دراسة كل العالئق القائمة بين اللغة والقانون".
ويتبين من خالل هذه التعريفات أن علم اللسانيات الجنائي ،يقصد به االحتكام إلى اللغة
واالستعانة بها باعتبارها وسيلة من وسائل إثبات تهمة ما أو نفيها(.)2
فأساس علم اللغة الجنائي ما هو إال اإلدراك الصحيح العلمي للنصوص والمواد اللغوية
المتنوعة بما يخدم القانون ،وتقديم األدلة والبراهين في إثبات أو نفي الجريمة ،وغالبا ما يشمل دراسة
أقوال الشهود وكالمهم ،ومقارنة النصوص المكتوبة ،وتحليل مضمون الخطابات المتنوعة ،ودراسة
لغة وكتاب المستندات المختلفة ومواجهة السرقة الفكرية التي غالبا أساسها لغوي سواء كان مكتوبا
أو مقروءا ،ودراسة األصوات والتسجيالت الصوتية(.)3
يشمل علم اللسانيات الجنائية مجاالت متعددة ،تساعد في الكشف عن بعض الجرائم ،وتساعد
في نفي أو إثبات األدلة.
التعرف على هوية األشخاص عن طريق عينات من اللغة المسجلة المنطوقة (صوت) أكثر
نجاحا من اللغة المكتوبة؛ بسبب تمييز الصوت اإلنساني ،بينما المكتوب يعتمد على مفهوم لغة الشخص.
وهو المجال األكثر استخداما في هذا العلم ،ويمكن التعرف على هوية المتحدث من خالل السمع العادي
( )Auditory Identificationوذلك عن طريق ما يعرف بطابور الشخصية الصوتي ( Voice
،)line-upوال يحتاج الشخص سواء استخدام حاسة السمع فيمكن تمييز الشخص اآلخر من خالل
صوته دون أن يراه ،وفي طابور الشخصية الصوتي يتم التعرف على الشخص المتهم ،وذلك بعرض
صوت المتهم مع أصوات تكون مشابهة له على شريط مسجل في شكل طابور ،ومن ثم يطلب من
الشاهد االستماع لتلك األصوات وتمييز صوت الجاني الذي ظن أنه يعرفه من خالل صوته .أو استخدام
التعرف على هوية الشخص من خالل نص معين كتبه ،ويتم هذا بمقارنة نماذج وعينات من
نصوص تكون معلومة صحة نسبتها للشخص المتهم مع النص الذي هو موضوع التساؤل .وعلى
هذه الحال يحلل أسلوب النصين ومقارنتهما ومن ثم الوصول لقرار بشأن تطابق النصين.
وعند تحليل النص يعتمد على تقسيم النص ثالثة أقسام رئيسة للصول على ثالثة أنواع من
األدلة وهي:
-األدلة الداخلية :وهذه تقوم على تحديد نقاط التشابه في سمات أسلوبية النصين.
-األدلة الخارجة :وهذه تشمل معرفة تاريخ ومكان كتابة النص أو تحديد البريد التي أرسل
منها وبصمة الحامض النووي للمؤلف (.)DNA
-إعطاء وجهة نظر عالم اللغة الجنائي عن مدى احتمال نسبة النص موضوع التساؤل للمتهم.
وفي هذه القضية مثاال على ذلك :جريمة اختطاف ليدبورغ (1932م) ،تم إثبات هوية الخاطف
برونو ريشتارد ( ،)Bruno Richardتم االختطاف من سرير األطفال في منزل ليندبيرغ ،وبعد
اثنين وسبعين يوما وجد سائق الشاحنة جثة الطفل بجانب الطفل ،وقد أرسل الخاطف رسالة طلب
فدية من األسرة ،وبعد مرور من ازمان اكتشفت الشرطة المشتبه به في هذه القضية برونو ريتشارد،
ولكنه أعلن برأته حتى النفس األخير من حياته .وثبتت الشرطة إدانته بمقارنة خطه اليدوي مع نص
الرسالة التي طلب فيها الفدية ،فتم إثبات هوية الخاطف وذلك عن طريق تحليل النصوص المكتوبة.
ينظر :علم اللغة الق ضائي ،الحقباني ،وعلم اللغة الجنائي :نشأته وتطوره وتطبيقاته ،عبد المجيد الطي ب عمر، ()1
ص.276
فتحقيق هوية المؤلف يمثل مجاال مهما يحاول من خالله علم اللسانيات الجنائي تحديد هوية
الشخص الذي كتب نصا معينا(.)1
التعرف على هوية الشخص من خالل تحليل الخطاب أو الحوار ،باالعتماد على اإلجابة عن
مجموعة أسئلة افتراضية مثل" :من هو الشخص الذي ابتدر الحوار؟ وهل كان المتهم موافقا على
المشاركة في ارتكاب جريمة ما؟ أم هل كان مرغما على القيام بعمل إجرامي ما".
فتحليل الخطاب أمر مهم ويفيد في التعرف على الحقيقة ،ودور عالم اللسانيات الجنائية النظر
واإللمام في بعض مالمح استخدامات اللغة وتراكيبها وما يترتب عليها من مقاصد ومعان محددة.
فليس من الضروري أن تكون لفظة (نعم) دالة على الموافقة ،فقد تلفظ ويراد بها الطلب من المتكلم
االستطراد في الحديث وليس الموافقة على المشاركة في جريمة ما.
التعرف على هوية الشخص من خالل تحليل لهجته ،فمعرفة اللهجات من المجاالت المهمة
في علم اللسانيات الجنائي ،فيمكن "إثبات أو نفي صحة حديث مسجل لمتهم وذلك بناء على سمات
لهجته" .حيث إن لكل لهجة لونا نطقيا وتكون متداخلة السمات من صوتي وصرفي وتركيبي وداللي،
وذكر إبراهيم أنيس تعريف اللهجة" :هي مجموعة من الصفات اللغوية تنتمي إلى بيئة خاصة،
ويشترك في هذه الصفات جميع أفراد هذه البيئة ،وبيئة اللهجة هي جزء من بيئة أوسع وأشمل تضم
عدة لهجات ،لكل منها خصائصها ،ولكنها تشترك جميعا في مجموعة من الظواهر اللغوية ."...فتحليل
اللهجة يقوم بتحليل أداء بعض العبارات واأللفاظ أو المفردات المستخدمة في النص واألداء الصوتي
لها .وفي هذه القضية مثاال على ذلك :جريمة قتل جري نيكول ،أدين ديفيد هودجسون بقتل جيني
نيكول ،وحلل اللغويون األسلوب في الرسائل النصية التي يتم تلقيها من هاتفها بعد اإلبالغ عن فقدها،
فوجدوا أن النمط الثاني كان مشابها ألسلوب ديفيد هودجسون فبرهنا علماء اللغة إلدانة هودجسون
على أن استخدام جيني لكلمة "أنا ( ")meو"أنا ( ")myselfأثناء كتابة "أنا" والكلمات المتعلقة بـ
ينظر :علم اللغة الجنائي :نشأته وتطوره وتطبيقاته ،عبد المجيد الطي ب عمر ،ص ،276ومساهمة علم اللغة ()1
الجنائي في قب ض المجرمين ،عبد الهاد ي عبدالرحيم وآخرون ،بح ث محكم ،المجلة العربية لآلداب والدراسات
اإلنسانية ،مج ،5:ع2021 ،20م.
"أنا" ،وما كان استخدام هودجسون لكلمة "أنا (")meو" أنا ( ،")myselfتم تحديدها على أنها لهجة
يوركشاير .فمن خالل تحليل اللهجة تم إثبات التهمة على الجاني(.)1
نظرا لتحديد هوية الالجئين وأصولهم وجنسياتهم ،يقوم عالم اللسانيات الجنائية بتحليل اللغة
األصلية ومعرفة لغة األم للمتحدث ،وينبني على هذا التحليل مبادئ اكتساب اللغة ونظرياته(.)2
فطريقة كالم الشخص تكشف -إلى حد كبير -هويته ومكان ولدته ونشأته ،مثاال على ذلك:
"فربما يستغل لجئ من أرض مجاورة للعراق -إيران مثال -الوضع اإلنسان في العراق ويقوم بادعاء
أنه عراقي للحصول على اللجوء الذي يحصل عليه العراقي وللتمتع بالميزات التي يتمتع بها العراقي،
وقد يقوم ذلك ألغراض تجسسية لصالح إيران مثل في الدول التي تؤوي الالجئين والمهاجرين أو
لهدف شخصي" (.)3
()4
وهي اللغة القانونية "تلك التي تكتب بها القواعد القانونية ،ويتحدث بها أساتذة القانون".
غير مفهومة عند أفراد المجتمع العامية" ،وقد أكد جيمار Gémar,Jean-Claudeعلى أن القانون
يمتلك لغة متخصصة ،تتوفر على مفردات ونحو وداللة وأسلوب ،يميزها عن غيرها من لغات
التخصص األخرى" )5(.تستخدم صيغة المبني للمجهول للتركيز على الفعل ،وتستعمل الجمل الطويلة
المركبة ،خاصة منها الشرطية واالستثنائية.
ينظر :علم اللغة الجنائي :نشأته وتطوره وتطبيقاته ،عبد المجيد الطي ب عمر ،ص .276ومساهمة علم اللغة ()1
اللغة القانونية وخ صائ صها ،أدري س حسوني ،مجلة البوغاز للدراسات القانونية والق ضائية ،ع2020 ،8م ،ص.121 ()4
اللغة العربية في الحقل القانوني ،زغدودة ذياب مروش ،جامعة الحاج لخ ضر باتنه لجزائر ،ص.3 ()5
فتعلم لغة القانون أمر مهم لعالم اللسانيات الجنائية ،فاللغة نصف العمل القانوني ،والتطبيق
السليم للقانون ال يتم إال بنصوص واضحة ودقيقة ،بعد االهتمام بالصياغة السليمة للنصوص القانونية،
التي تعد أساس القاعدة القانونية .فتبديل حركة في حرف قد يبدل الحكم من حق إلى باطل ،وبالعكس،
فهناك فرق بين قول القائل :أنا قاتل غالمك ،وبين القائل :أنا قاتل غالمك؛ فاألول لم يفعل وبالتالي ال
يؤاخذ بها ألنها لم تحدث ،والثاني فعل الجرم ،وبالتالي يؤاخذ عليه(.)1
تعتبر دراسة المصداقية اللغوية من الدراسات المثيرة للجدل في علم اللسانيات الجنائية ،إذ
تشمل مجموعة من طرق التحليل اللغوي التي تهدف إلى تحديد صدق المتحدث أو كذبه ،فمن خالل
تحليل إفادات المتهم لغويا ،صدق المتحدث من كذبه ،فينظر إلى متن الحديث يبحث عن أي تناقضات
أو عبارات معينة تدل على أن المتهم يخفي شيئا ،فكثرة القسم والتعابير المبهمة وغيرها من األساليب،
إشارات تدل على كذب المتحدث أو عدم مصداقيته.
إال أن هذه الطريقة في التعرف على المتهم ال تقوم على ثوابت علمية أو أساليب منهجية
محددة ،بل تقوم كذلك على الحدس واألحكام الذاتية واالنطباعات الشخصية ،فمن الصعب االعتماد
عليه بصور كلية في إصدار األحكام القانونية التي تقرر صدق المتهم أو كذبه من خالل أقواله
()2
وإفاداته.
وعلى عالم اللغة الجنائي أن يلم في ظواهر الدراسات اللغوية ،ومالمح استخدامات اللغة
وتراكيبها ،فمن صفات المحقق الجنائي ،سواء كان عالم في اللغة أو غيرها ،البد أن تتكون لغته سليمة،
وسالمة أسلوبه فيما يكتبه ويدونه ،ويكون خطه واضحا ،وتوقي اللحن والخطأ في اإلمالء(.)3
وقد طرح عبد المجيد الطيب عمر في دراسته المميزة سؤاال وجيها وأجاب عنه.
في أي مرحلة من اإلجراءات القانونية يستدعى عالم اللغة الجنائي لإلدالء بشهادته؟
اللغة العربية في الحقل القانوني ،زغدودة ذياب مروش ،جامعة الحاج لخ ضر باتنه لجزائر ،ص.3 ()1
علم اللغة الجنائي :نشأته وتطوره وتطبيقاته ،عبد المجيد الطي ب عمر ،ص.293 ()2
التحقيق في الجريمة إجراءاته وتوصي ف وقائعه وتسبي ب ق ارره ،عبد هللا بن محمد آل خنين ،دار الح ضارة للنشر ()3
ـ21-2-م ،ص.209
والتوزيع ،ط1442 ،1ه
ولإلجابة عن هذا السؤال فإنه ينظر إلى اإلجراءات القانونية على أنها تتكون من ثالث مراحل:
-مرحلة المحاكمة.
-مرحلة االستئناف.
فقد يستدعى عالم اللغة الجنائي لإلدالء بشهادته في مرحلة التحري بعد فحص البيانات الموجودة في
تلك المرحلة إن كانت تحتوي على بينات لغوية ،وقد يكتفي بذلك ،وقد يستدعى في مرحلة المحاكمة جون
مرحلة التحري ،وقد يستدعى في مرحلة استئناف الحكم دون غيرها إذا ظهرت معلومات وبينات لغوية لم
تكن متاحة في المرحلتين السابقتين ،وقد يستدعى اللغوي للنظر في بعض القضايا حتى قبل مرحلة التحري،
وقبل أن تكون المسالة موضوعا لنزاع قانوني لتقديم وجهة نظره في المتخاصمين(.)1
إن اللسانيات الجنائية مثلها مثل إي تخصص اجتماعي آخر ،لها مصطلحاتها ولها طبيعتها وفي
نفس الوقت أدى إلزامها لبقية أفراد المجتمع فالبد أن تكون مفهومة لهم ،فمصطلحاتها خارج الحلقة
الطبيعية لدائرة المفاهيم المتعارف عليها في علوم اللغة األم بين أفراد نفس المجتمع اللغوي .وذكر
العصيمي أن "سوالن وتيرسما ) )Tiersma & Solanيشير إلى أن القوانين كتبت ألجل أن تطاع
وينصاع لها ...ويعني ذلك أن تكون مفهومة ومحددة وممكنة"( )2وعلى ذلك فإن اللسانيات الجنائية لها
خصائص ،ومن هذه الخصائص ما يلي:
الدقة في صياغة األلفاظ ومسألة التعبير عن المفاهيم بكيفية واضحة ،واالبتعاد عن الغموض •
والحشو واستخدام المجاز والبديعيات ،فهي تختلف عن اللغة األدبية التي من طبيعتها
الغموض واإلسهاب وغيره ،ويقصد بالدقة" استخدام األلفاظ حسب معناها الصحيح ،وفي
موضعها الصحيح"(.)3
الوضوح والبساطة في األلفاظ واختيار األلفاظ التي تكون مألوفة ،بحيث تعبر عن العبارات •
بسهولة ويسر ،ويستطيع السامع والقارئ أن يفهم حقيقة المراد من الخطاب سواء كان شفهيا
أو تحريريا ،واالبتعاد عن األلفاظ الغريبة والمعقدة.
االيجاز واالختزال ويكون التعبير تعبيرا موجزا ودقيقا ،وعدم اإلطالة؛ ألن الغاية منه هو •
المعنى والسياق ال الغاية الجمالية في التعبير.
وتكتسب هذه الخصائص أهمية كبيرة في القانون الجنائي ،وذلك ألن هذا القانون يسوده مبدأ
شرعية الجرائم والعقوبات الذي يوجب أن تتصف نصوص التجريم بالوضوح وأن تبعد عن الغموض
وااللتباس ،فال يكفي أن ينص الشارع على تجريم فعل معين؛ وإنما عليه أن يوضح عناصر هذا الفعل
ويكون دقيق وواضح(.)1
يعرف الصوت بأنه :ظاهرة فيزيائية تصدر عن اإلنسان في مناسبات شتى عن طريق جهاز
النطق؛ إذ يكتسب الكالم لدى اإلنسان خواص ذاتية تنطوي على مميزات فردية ( .)2ويتركز اهتمام
الصوتيات الجنائية على الجوانب الصوتية للكالم التي يمكن أن تستخدم كدليل جنائي.
فإن علماء الصوتيات الجنائيين يمكن أن يساعدوا قوات الشرطة في عملية تفريغ التسجيالت
الصوتية المتنازع عليها وتفسيرها .كما يمكنهم تقديم المشورة في تصميم ما يسمى بمجموعة االستعراض
الصوتي ،أو طابور العرض الصوتي للتعرف على المشتبه بهم وهو المصطلح المرادف لطابور
الشخصية ،حيث يتم إسماع الشاهد أو الضحية تسجيالت صوتية لعدد من المشتبه بهم ،وأصوات أخرى
مماثلة لهم ،ويطلب منهم التعرف على صاحب الصوت المطلوب(.)3
ويستند الباحثون في مجال التعرف على المتحدث على أساسين متينين ،فاألساس األول أن
يكون كل إنسان مر بطفولة فريدة وبذلك تكون لديه عقلية أو نفسية فريدة ومن ثم فإن لكل إنسان
أصول اللغة الق ضائية ،أشرف توفيق شم س الدين ،المجلة القانونية والق ضائية2013 ،م ،ص58 ()1
ب صمة ال صوت وأثرها في اإلثبات الجنائي ،عمر عبد المجيد م صبح ،مجلة البحوث األمنية ،مج ،21ع،52 () 2
2012م ،ص.22
( )3مقدمة في علم اللغة الجنائي اللغة في علم األدلة ،مالكولم كولتهارد ،أليسون جونسون ،ديفيد ريغ،ترجمة عبدالرحمن
ـ 2019-م ص-181 بن عبد العزيز القرشي ،مركز النشر العلمي جامعة الملك عبد العزيز ،ط1441 ،1:ه
.182
طريقة فريدة في الكالم نتيجة لإلصدار الفريد لكل دماغ لإلشارات الكهربائية من الدماغ إلى الجهاز
الصوتي وبهذا يكون هذه اإلشارات مختلف من إنسان إلى آخر .واألساس اآلخر أن لكل إنسان جهازا
صوتيا فريدا بحيث ال يتطابق جهازان تطابقا تاما.
ولتحديد سمات المتحدث في القضايا الجنائية يعمل علماء الصوتيات باجتهاد الستخالص
أكبر قدر ممكن من المعلومات عن المتحدث من خالل عينة/عينات الكالم المتاحة لهم ،وذلك باستخدام
خبراتهم في علم الصوتيات والبرامج اإللكترونية المتخصصة .تتراوح سمات المتحدث التي يمكن
لعلماء الصوتيات الجنائيين تحديدها ما بين السمات البيولوجية مثل :العمر ،والجنس ،وبين العوامل
االجتماعية والثقافية مثل :العرقية /والمنطقة الجغرافية ،واللغة األولى .قد تكون بعض هذه السمات
أكثر وضوحا وموثوقية في تحديدها من البعض اآلخر(.)1
مراحل عملية تحليل الصوت البشري للكشف عن هويته أو بصمته الصوتية ،تمر عملية تحليل
الصوت البشري للكشف عن هويته ومطابقة البصمة الصوتية في مرحلتين :مرحلة االستخراج ،ومرحلة
المقارنة ،وتتضمن المرحلة األولى تحديد سمات الصوت التي سيعتمد عليها التحليل؛ وهي في الغالب
سمات لها عالقة بمقدار ذبذبة الصوت المعني ،ومستوى التردد األساسي له ،حيث تؤخذ المقاييس الخاصة
بهذه السمات الصوتية لكل حرف صوتي يرد في كل كلمة في العينة الملتقطة ،فمثال لو كانت كلمة باب
،babبين الكلمات التي ستخضع للتحليل تؤخذ الذبذبات األساسية ومقاييس بقية السمات لكل صوت من
أصوات هذه الكلمة الثالثة a(b( )b) :أما مرحلة المقارنة فتجري فيها مقارنة المعلومات التي تم التوصل
إليها من المرحلة األولى مع المعلومات عن األصوات المخزنة لمشبوهين في المجتمع ،حيث تجري
()2
أو رما ال تكون هناك أية أصوات مطابقة لعينة مطابقتها مع واجد منهم باستخدام االختبار المغلق
الفحص كما في حالة االختبار المفتوح(.)3
الطرق المتبعة في تحليل ومقارنة األصوات ،هناك طريقتان رئيستان يتبعهما علماء الصوتيات
الجنائية في تحليل ومقارنة عينات الكالم وهما" :الطريقة السماعية" و" الطريقة التقنية" في الطريقة
السماعية يقوم علماء الصوتيات باالستماع إلى العينات الكالمية ،ومن ثم إصدار تمثيل صوتي (كتابة
الصوت وليس الحرف) باستخدام االبجدية الصوتية الدولية .IPAوبذلك يمكنهم أن يحددوا الخصائص
الصوتية التي تبدو متسقة في صوت الجاني ،مثل كيفية نطق األصوات المتحركة والساكنة ،وعمليات
الكالم المتصل ،ويأخذون كذلك الخصائص الصوتية األخرى مثل التنغيم ،ونبرة الصوت ،واإليقاع،
ونوعية الصوت .وأما الطريقة التقنية ،الذي ينطوي التحليل الصوتي فيها على استخدام برامج حاسوبية
متخصصة لتحديد وقياس عناصر الكالم .وأحد أهم المعالم الصوتية تالتي يتم تحليلها غالبا باستخدام
األساليب التقنية هو حدة الصوت(.)1
البصمة الصوتية وأثرها في االثبات الجنائي؛ تسند بصمة الصوت باعتبارها دليال جنائيا
على أساس نظرية التفريد الجنائي كما هو الحال في بصمة األصابع فمن المعلوم أن لكل صوت
خصائص فردية ،كما أم وجود شخصين يتمتعان بنفس المقدرة واألسلوب في النطق عن طريق
تحريك اللسان والشفاه واللهاة يعد أمرا متعذر الحدوث ،وبذلك يقول كيرسا :إن احتمال أن يكون
لشخصين االستعمال الديناميكي ذاته ألنماط اللفظ :الشفتان ،واألسنان وغيرها لتمييز األصوات
المختلفة للكالم هي فرصة بعيدة واحتمال أن يكون لشخصين بعد التجويف الصوتي ذاته وأنماط
استعمال عناصر اللفظ ذاتها بشكل يجعل هذا البعد وهذا األنماط متطابقة بما فيه الكفاية لرفض أساليب
مطابقة سمات الصوت(.)2
اخلامتة
هدفت في هذا البحث إلى التعريف باللسانيات الجنائية ،وايضاح دورها المهم واعتبارها
إحدى أهم الوسائل إلثبات هوية الجاني أو نفي والتبرئة عن بعض المتهمين ،وذلك من خالل التحليل
العلمي لألدلة الجنائية التي يمكن أن توجد أو تسجل في مسرح جريمة ما ،وتم استعراض مفهومها
ونشأتها ،وذكر مجاالتها ،وذكر الخصائص السياقية للغة الجنائية وجعلها في متناول أفهام عامة الناس
وخاصتهم.
( )1مقدمة في علم اللغة الجنائي اللغة في علم األدلة ،مالكولم كولتهارد ،أليسون جونسون ،ديفيد ريغ ،ترجمة
عبدالرحمن بن عبد العزيز القرشي ،ص.198-194
( )2ب صمة ال صوت وأثرها في اإلثبات الجنائي ،عمر عبد المجيد م صبح ،مجلة البحوث األمنية ،مج ،21ع،52
2012م ،ص.23
وقد تعرضت إلى علم األصوات الجنائي ،والبصمة الصوتية وأثرها في إثبات األدلة الجنائية،
وأن علم األصوات الجنائي رافد أساسي من روافد هذا العلم.
أهم النتائج:
• أن اللغة متعلقة بالعلوم اإلنسانية ،والعلوم القانونية ومنها (الجنائية) أقرب العلوم اإلنسانية
واالجتماعية باللسانيات.
• أن علم اللسانيات الجنائي ،يقصد به االحتكام إلى اللغة واالستعانة بها باعتبارها وسيلة من
وسائل إثبات تهمة ما أو نفيه.
• يشمل علم اللسانيات الجنائية مجاالت متعددة ،تساعد في الكشف عن بعض الجرائم ،وتساعد
في نفي أو إثبات األدلة.
• أن اللسانيات الجنائية مثلها مثل إي تخصص اجتماعي آخر ،لها مصطلحاتها ولها طبيعتها
وفي نفس الوقت أدى إلزامها لبقية أفراد المجتمع فالبد أن تكون مفهومة لهم ،فمصطلحاتها
خارج الحلقة الطبيعية لدائرة المفاهيم المتعارف عليها في علوم اللغة األم بين أفراد نفس
المجتمع اللغوي.
• وعلى عالم اللغة الجنائي أن يلم في ظواهر الدراسات اللغوية ،ومالمح استخدامات اللغة
وتراكيبها
• ويتركز اهتمام الصوتيات الجنائية على الجوانب الصوتية للكالم التي يمكن أن تستخدم كدليل
جنائي.
املصادر واملراجع
• أشرف توفيق شمس الدين ،أصول اللغة القضائية ،المجلة القانونية والقضائية2013 ،م.
• عادل عيسى الطويسي ،بصمة الصوت سماتها واستخداماتها ،المجلة العربية للدراسات
األمنية ،مج ،11عدد1996 ،22م.
• عمر عبد المجيد مصبح ،بصمة الصوت وأثرها في اإلثبات الجنائي ،مجلة البحوث األمنية،
مج ،21ع2012 ،52م.
• عبدللا بن محمد آل خنين ،التحقيق في الجريمة إجراءاته وتوصيف وقائعه وتسبيب قراره،
دار الحضارة للنشر والتوزيع ،ط1442 ،1هـ2021-م.
• عبده الراجحي ،علم اللغة التطبيقي وتعليم العربية ،دار المعرفة الجامعية1995،م.
• عبد المجيد الطيب عمر ،علم اللغة الجنائي :نشأته وتطوره وتطبيقاته ،المجلة العربية
للدراسات األمنية والتدريب ،المجلد ،23العدد 1429 ،45هـ 2008-م.
• حمدي سلطان حسن أحمد العدوي ،علم اللغة القضائي قراءة في تراثنا العربي والبناء عليه،
ط ،1مكتبة زهراء الشرق2021،م.
• معقد بن قعيد العتيبي ،علم اللغة القضائي ،مجلة البحوث األمنية ،العدد2018 ،71م.
• دزجون اولسون ترجمة :محمد بن ناصر الحقباني ،علم اللغة القضائي ،مقدمة في اللغة
والجريمة والقانون ،النشر العلمي والمطابع1429 ،هـ.
• صالح فهد العصيمي ،اللسانيات الجنائية ،تعريفها ،ومجاالتها ،وتطبيقاتها ،مركز الملك
عبدللا بن عبدالعزيز الدولي1441 ،هـ 2020-م.
• زغدودة ذياب مروش ،اللغة العربية في الحقل القانوني ،جامعة الحاج لخضر باتنه الجزائر.
• أدريس حسوني ،اللغة القانونية وخصائصها ،مجلة البوغاز للدراسات القانونية والقضائية،
ع2020 ،8م.
• مباحث في اللسانيات ،أحمد حساني ،ط ،2منشورات كلية الدراسات اإلسالمية والعربية ،دبي
الكرامة1434،هـ2013-م.
• إيمان بنت محمد عزام ،مبدأ الشرعية في القانون الجنائي وعالقته بنظام العقوبات في
اإلسالم ،بحث علمي محكم ،مجلة القضاء ،ع.5:
• عبد الهادي عبدالرحيم وآخرون ،مساهمة علم اللغة الجنائي في قبض المجرمين ،بحث محكم،
المجلة العربية لآلداب والدراسات اإلنسانية ،مج ،5:ع2021 ،20م.
• عبد للا بن سعد الرشيد ،المسؤولية الجنائية في الفقه اإلسالمي ،دار التحبير ،ط1441 ،1هـ-
2020م.
• محمد التونجي وراجي األسمر ،المعجم المفصل في علوم اللغة (األلسنيات) ،دار الكتب
العلمية ،ط1421 ،1هـ 2001-م.
• عاطف فضل محمد ،مقدمة في اللسانيات ،دار المسيرة للنشر والتوزيع ،ط1437 ،2هـ -
2016م.
• مالكولم كولتهارد ،أليسون جونسون ،ديفيد ريغ ،ترجمة عبدالرحمن بن عبد العزيز القرشي،
مقدمة في علم اللغة الجنائي اللغة في علم األدلة ،مركز النشر العلمي جامعة الملك عبد
العزيز ،ط1441 ،1:هـ 2019-م.