Professional Documents
Culture Documents
الجرائم الجمركية-محول
الجرائم الجمركية-محول
fb.com/Elkanounia.Ma twitter.com/ElkanouniaMa
األعمال جامعة عبد المالك السعدي
قانون األعمال
ماستر قانون
ماستر:
الخامس الفوج:الفوج
الخامس كلية العلوم القانونية واالقتصادية
لألعمال
الجنائيولة مادة:القانون
صعوبة المقا مادة واالجتماعية تطوان
www.elkanounia.com
الجرائم الجمركية
أيوب الحجوجي
السنة الجامعية:
2019 / 2018
1
www.elkanounia.com
2
مقدمــــــــــــة
تعتبر الجمارك ومقابلها في العامية المغربية "الديوانة" ،مؤسسة إدارية تنهض بدور
إقتصادي هام ،من خالل مراقبة التجارة العابرة للحدود ومحاربة كافة أشكال الغش
الضريبي المتعلق بتلك التجارة.
والجمرك هي مصلحة إدارية ذات طابع إقتصادي مكلفة بمراقبة المبادالت التجارية
العابرة للحدود مع إستخالص جبايات الضرائب على الوارد والصادر من تلك
www.elkanounia.com
المبادالت ،ولها دور هام في النشاط اإلقتصادي المحلي (تساهم المداخيل الجمركية
في المغرب بحوالي ٪ 44من مداخيل الدولة) من خالل حماية المنتج الوطني
والتصدي للتهريب في كافة المنافذ البرية والجوية والبحرية ،وحماية البالد والعباد
من المواد الخطيرة والمسمومة والضارة والمحظورة ،ولها دور آخر متمثل في
مراقبة مرور السلع واألفراد على الحدود.
وتكمن أهمية إدارة الجمارك في منع دخول أو خروج الممنوعات والمحجور عليه
من البضائع التي ال تجيزها القوانين والتشريعات الوطنية ،مع وضع الخطط
والسياسات التي تحد من عمليات التهريب وتطبيق أنظمة جمركية إقتصادية على
البضائع في الحدود المسموح بها ومنع التحايل والتقليد والغش التجاري.
ولقد عرف النظام الجمركي بالمغرب ثالث فترات زمنية مهمة من حيث النشأة
والتطور:
كانت البداية قبل الحماية الفرنسية من خالل إتفاقية الجزيرة الخضراء لسنة 1906
حينها وضعت المبادئ العامة للعمل الجمركي المغربي.
الفترة الثانية ،كانت مع دخول المغرب فترة الحماية الفرنسية ،حينما صدر ظهير
05غشت 1914الخاص بتنظيم مهمة األمين ،ثم صدر بعدها ظهير 1918ثم
3
ظهير 20أبريل 1921ثم القرار الوزيري بتاريخ 1يونيو 1922وبعده صدر
ظهير 11أكتوبر 1925ثم صدر ظهير 27أبريل 1927ليليه ظهير 05يونيو
1936الذي يعتبر أول قانون شبه كامل يؤسس للنظام الجمركي المغربي
بخصوص المبادالت التجارية والتعشير.
الفترة الثالثة ،تجلت ببزوغ فجر اإلستقالل سنة ،1956حيث قد صدرت عدة
ظهائر شريفة قصد تنظيم مختلف أوجه العمل الجمركي ،بداية بظهير 24ماي
1957المؤسس للرسوم الجمركية الذي اللبنة األولى إلدارة الجمارك ،كما إنخرط
www.elkanounia.com
ومن خالل كل هاته التعديالت التي طالت القانون الجمركي ،أصبح هذا األخير
قانونا مواكبا للمتطلبات اإلقتصادية المتمثلة في المساهمة في تأهيل اإلقتصاد
الوطني وتشجيع اإلستثمارات دون إغفاله لحماية المستهلك ومحاربة الغش
والتهريب وتحقيق المنافسة المشروعة.
وبالرغم من كل األهمية التي حازها القانون الجمركي على مر السنيين ،فال يزال
هذا القانون من أبرز القوانين غموضا لدى العامة والخاصة بل وحتى المهتمين
بالشأن القانوني ،إذ لم يستوف القانون الجمركي بصفة عامة والجرائم الجمركية
خاصة حظا وافرا من الدراسة والبحث على المستوى الوطني.
وترجع قلة البحث في مجال الجرائم الجمركية إلى نذرة المؤلفات والبحوث ،إضافة
إلى الطابع التقني والميداني لهذا النوع من الجرائم وما تتسم به من خصوصيات
4
وتقلبات وتعديالت سريعة ومستمرة لمواكبة التحوالت والتحديات على المستوى
الدولي.
وهذا ما جعل بعض الفقه يعتبر القانون الجنائي الخاص شبيها بشواطئ البحر
األبيض المتوسط صيفا ،1حيث توجد بعض الشواطئ مزدحمة بالمصطافين بينما
توجد مناطق أخرى صخرية ال تجلب إال هواة العزلة والمتاعب ،وكذلك الحال في
ا لقانون الجنائي الخاص ،فتوجد فيه بعض الجرائم إستنفذت بحثا كجرائم السرقة
والمصب وخيانة األمانة بينما توجد جرائم أخرى لم يتعرض لها إال قلة من
www.elkanounia.com
الباحثين ،والجرائم الجمركية من هذه الطائفة األخيرة ،فالجرائم الجمركية تختلف في
كثير من القواعد عن الجرائم الخاضعة للقانون الجنائي ،سواء على المستوى
الموضوعي أو اإلجرائي ،فالجرائم الجمركية تعتبر جرائم شاذة بل ومتمردة أحيانا
على القواعد العامة.
1لحسن بوسقيعة ،المنازعات الجمركية في ضوء الفقه واجتهاد القضاء والجديد في أحكام قانون 98.10المعدل
والمتمم لقانون الجمارك -دار الحكمة للنشر والتوزيع ،الجزائر – 2001ص .6
5
الفصل األول :الجرائم الجمركية بين الخصوصية والجنوح
تعد الجرائم الجمركية ذات طابع خاص نظرا لتميزها وانفرادها بقواعد خاصة
تخالف القواعد المألوفة في القانون الجنائي وذلك بسبب صعوبة تحديد هذه األفعال
وتبيانها ،وكذا ارتباطها الوثيق بحياة الدولة المالية واالقتصادية.
وعليه سنحاول معالجة هذا الفصل من خالل مبحثين متتاليين ،نتطرق في األول
لخصوصية الجرائم الجمركية ،على أن نتعرض في الثاني لتصنيف الجرائم
الجمركية محاولين أن نلتمس مظاهر شذوذها عن القواعد العامة.
www.elkanounia.com
وقصد تسليط الضوء على هذه الجرائم ارتأينا تقسيم هذا المبحث إلى مطلبين:
نتناول في المطلب األول ماهية الجريمة الجمركية ،وفي الثاني عناصر التجريم
في الجريمة الجمركية.
إن الوقوف على ماهية الجريمة الجمركية يقتضي بالضرورة التعرض لمفهومها
وإبراز الخصائص التي تميزها عن الجرائم العادية في القانون الجنائي.
6
الفقرة األولى :مفهوم الجريمة الجمركية
لقد عرف المشرع المغربي الجريمة بشكل عام في الفصل 110من مجموعة
القانون الجنائي واعتبرها " كل عمل أو امتناع مخالف للقانون الجنائي ومعاقب
عليه بمقتضاه ".
هكذا يظهر لنا جليا أن المشرع المغربي تبنى نفس المفهوم للجريمة الجمركية في
كال القانونين ،غير أنه تجدر اإلشارة إلى أنه قبل التعديل األخير الذي طال مدونة
الجمارك والضرائب غير المباشرة في 5يونيو ،2000كان المشرع المغربي
يستعمل مصطلح مخالف للجريمة الجمركية ،رغم أنها كانت أحيانا تأخذ صبغة
الجنح الضبطية ،غير أن هذا المقتضى الذي أسال الكثير من المداد وخلق الكثير من
الخالف تم تجاوزه بفعل التعديل األخير عند تعريفه الجريمة الجمركية وذلك عندما
تحدث عن الجنحة والمخالفة.2
للجريمة الجمركية جملة من الخصائص التي تميزها وتنفرد بها ،حتى أن بعض
الفقه ذهب إلى إمكانية الحديث عن فرع جديد من فروع القانون الجنائي يسمى
بالقانون الجنائي الجمركي ،3نذكر منها ما يلي:
- /1تنص المادة 204على أن " الجنحة أو المخالفة الجمركية عمل أو امتناع مخالف للقوانين واألنظمة
الجمركية ومعاقب عليها بمقتضى هذه النصوص ".
- /2لحسن بوسقيعة ،المنازعات الجمركية في ضوء الفقه واجتهاد القضاء والجديد في أحكام قانون 98.10
المعدل والمتمم لقانون الجمارك -دار الحكمة للنشر والتوزيع ،الجزائر – 2001ص .10
7
-الطابع الشكلي:
تتميز الجريمة الجمركية بطابع شكلي وذلك لكون القانون اشترط لقيامها أن تتم في
شكل معين ،ودون أن تتطلب تحقيق نتيجة معينة ،4ذلك أن مدونة الجمارك ال تعير
اهتماما للنتيجة المترتبة عن الفعل المخالف للقوانين واألنظمة الجمركية ،ومن
األمثلة على ذلك ما نص عليه الفصل 201من مدونة الجمارك التي تقضي بأن
الغرامات الجبائية يجب الحكم بها في جميع الحاالت ولو لم تلحق األفعال المرتكبة
أي ضرر مادي بالدولة.
www.elkanounia.com
إن الجريمة الجمركية تتحقق في الغالب بمجرد تحقق ماديتها دون حاجة للبحث في
توفر سوء النية.
فمن تجليات هيمنة الركن المادي على هذا النوع من الجرائم ما نصت عليه مدونة
الجمارك في الفصل 181عندما تحدث عن جنحة التهريب ،والذي أوجب على
األشخاص الموجودة في حوزتهم البضائع الخاضعة للرسوم والمكوس عن االستيراد
أو األشخاص الذين ينقلون هذه البضائع ،أن يدلوا بمجرد ما يطلب منهم ذلك أعوان
اإلدارة الجمر كية مما يثبت أصلها أو دخولها بصفة قانونية إلى التراب الجمركي،
وإال اعتبرت عناصر الجنحة قائمة في حقهم ،دون اخد مسألة تهريب هذه البضائع
بعين االعتبار.
فباإلضافة إلى العقوبات الجنائية األصلية أو التكميلية ،يوجد أيضا تدابير احتياطية
والتي يمك ن أن تصدر إما بقرار قضائي أو إداري بأمر من اإلدارة الجمركية ،وإن
- /3حتيم عبد القادر ،الجريمة الجمركية ،مقال منشور في مجلة المرافعة – العدد ،7دجنبر ،1997ص .12
8
كان هذا المقتضى األخير ترد عليه العديد من االنتقادات على أن اإلدارة الجمركية
ال يمكن أن تكون حكما وخصما في نفس الوقت.
لكون هذه األخيرة تتصل اتصاال وثيقا بالنشاط االقتصادي والمالي للدولة ،وال
www.elkanounia.com
سي ما ما للسياسة الجمركية من تأثير على السياسة االقتصادية التي تتبعها الدولة،
لتمويل مرافقها العامة ،وتنفيذ مشاريع التنمية داخل الوطن ،ولعل من أبرز مظاهر
الطابع االقتصادي للجريمة الجمركية تتجلى في توسيع دائرة المسؤولية عن هذه
الجرائم ،وتقرير أن المسؤولية من فعل الغير باإلضافة إلى إضفاء مزيد من من
الضمانات إلنجاح السياسة االقتصادية وذلك بالنص على مسؤولية األشخاص
المعنوية ،حيث تعاقب هذه األخيرة بالعقوبات التي تالءم طبيعتها فهي تمسها في
مالها أو نشاطها كغرامات والمصادرات.
للجريمة بصفة عامة أركان ال يمكن أن تتحقق إال بوجودها ،والجريمة الجمركية
شأنها شأن باقي كل الجرائم حيث ال بد أن تتوفر فيها عناصرها وأركانها ،حتى
تكتسي طابع التجريم ،غير أنها تعتبر شاذة ومتمردة عن بعض القواعد األساسية
للجريمة ،األمر الذي يحتم علينا كشفه في كل ركن على حدة.
إن الركن القانوني للجريمة الجمركية يتمثل في النص القانوني الذي يجرم
ويعاقب على كل إخالل بالقوانين الجمركية ،فما دام أن الركن القانوني بالمفهوم
9
المادي ،يعني أن التصرف مهم كان ضارا بالفرد أو المجتمع فإنه ال يعتبر جريمة
إال إذا تدخل المشرع واعتبره كذلك بنصوص قانونية تجرم الفعل أو الترك وتعاقب
الفاعل.5
فإن المادة 204من القانون الجمركي نصت على أن " الجنحة أو المخالفة
الجمركية عمل أو امتناع مخالف للقوانين واألنظمة الجمركية ومعاقب عليها
بمقتضى ه ذه النصوص " فهذا النص وباقي النصوص األخرى التي تنظم القانون
الجمركي هي التي تضفي الشرعية على الجرائم الجمركية.
www.elkanounia.com
غير أنه إذا كان مبدأ الشرعية يقتضي أن يكون الفعل المجرم محددا تحديدا كافيا
ال يسمح للملزمين باالعتذار بجهله ،فإن القانون الجمركي يحدد فقط المبدأ العام
للجريمة الجمركية وتتكفل اإلدارة بتنظيم شروط التطبيق وهذا يتكرر في أغلبية
النصوص 6.وهذا راجع لعدة اعتبارات منها الطابع التقني للعمل الجمركي وكذا
صعوبة تحديد بعض األفعال بشكل دقيق ،األمر الذي يؤدي بإدارة الجمارك إلصدار
العديد من المراسيم التي من خاللها تبح تقوم بعمل تشريعي أكثر مما هو تنفيذي.
وبالتالي فخصوصية الجريمة الجمركية من ناحية الركن القانوني التي تقوم عليه
ال يتسم وطبيعة المحافظة على شرعية الجرائم المنصوص عليها في الفصول 3و4
من ق ج.
- /4أحمد أبو العالء ،القانون الجنائي العام بين النظري والتطبيقي ،الطبعة الخامسة 2013 ،تطوان .ص .19
- /5عبد اللطيف بو عالم ،المنازعات الزجرية في القانون الجمركي المغربي ،رسالة لنيل الماستر في قانون
األعمال والمقاوالت ،جامعة محمد الخامس – الرباط السنة الجامعية . 2008-2007ص .8
10
الفقرة الثانية :الركن المادي
يعرف الركن المادي للجريمة بأنه النشاط الذي يقوم به الجاني ،ويؤدي إلى
تحقيق النتيجة اإلجرامية ،فتصبح عناصره هي نشاط مادي ،ونتيجة إجرامية
7
وعالقة سببية.
وبالتالي فإن أي فعل يخالف القانون الجمركي يعتبر جريمة جمركية سواء أكان
ايجابيا أو سلبيا كعدم التصريح مثال بالبضائع أو عدم تسجيلها ببيان الباخرة ...
ولهذا فالعمل المخالف للقانون الجمركي ال يتطلب بالضرورة قيام نتيجة وهي
www.elkanounia.com
حصول الضرر كما هو الحال في الجرائم المادية ،بل قد تجرم فقط الخطر وال تعتد
بالنتيجة.
أوال :المحاولة
إن المحاولة في القانون الجنائي معاقب عليها في الجنايات وفي الجنح بمقتضى
نص خاص ،أما المخالفات فال عقاب عليها مطلقا 8.أما المحاولة في الجريمة
الجمركية فهي معاقب عليها كالجريمة التامة نفسها ،ولو كانت األفعال التي تتصف
بها مجرد بداية أو بدءا في التنفيذ وارتكبت خارج التراب الخاضع كالتهريب الذي
9
تبدأ محاوالت مادياته خارج أرض الوطن عبر الحدود المتاخمة للتراب الجمركي.
- /6البشير ازميزم ،محاضرات في موضوع .شرح القانون الجنائي المغربي ،القسم العام ،الجزء األول .
السنة الجامعية 2018-2017ص.43
- /7أنظر الفصول 116-115-114من القانون الجنائي المغربي.
- /8أنظر الفصل 206من القانون الجمركي.
11
حسب القانون الجنائي العام .وعموما فالمحاولة الجمركية يعاقب عليها كما يعاقب
على الجريمة التامة مع العلم أن الجريمة الجمركية هي إما جنحة أو مخالفة سواء
كانت الجريمة مستحيلة أو خائبة أو شكلية فمتى لم يحصل العدول االختياري وقبل
التنفيذ يعاقب على المحاولة.
ثانيا :المشاركة
إذا كان المشرع المغربي يميز بين الجناية والجنحة في المشاركة واللتان يعاقب
المشارك فيهما بنفس عقوبة المرتكب األصلي للجناية أو الجنحة ،وأما المشارك في
www.elkanounia.com
أما الحاالت التي يعتبر فيها األشخاص متواطئين في ارتكاب الجنحة أو المخالفة
الجمركية فهي المنصوص عليها في المادة 221من القانون الجمركي في فقرته
الثالثة ،وهي غير الحاالت المنصوص عليها في القانون الجنائي ،وبالتالي فهي
تتوزع بين:
-1التحريض المباشر على من يرتكب الغش أو تسهيل ارتكابه بأية وسيلة من الوسائل،
وذلك باعتبار أن التهريب الجمركي ال يتم من طرف شخص واحد ،إذ هو سلسلة
من األعمال التي يقوم بها عدة أشخاص يؤلفون مشروعات ضخمة ومؤسسات أو
عصابات خفية .مثل تقديم إرشادات وإشعارات تساعد المهربين في انجاز مخالفاتهم
أو جريمتهم أو إعارة سيارة لنقل البضائع المهربة.
-2شراء أو حيازة ولو خارج الدائرة بضائع ارتكب الغش بشأنها ،بمجرد شراء بضائع
مهربة أو حيازتها تفترض قيام جريمة المشاركة في الجريمة.
12
-3التستر عن تصرفات مرتكبي الغش أو محاولة جعلهم في مأمن من العقاب ،وبالتالي
حتى تقوم جريمة المشارك في الجريمة الجمركية ومعاقبته يجب توافر فعل رئيسي
معاقب عليه وعمل يكون فعاله للمشاركة ،وضرورة توفر القصد أي علم المشارك
10
لما يعتزمه الفاعل األصلي فعله ،أو قد يكون قد فعله.
كما سبق القول فإن للجريمة بصفة عامة أركان ثالثة يقتضي توفرها للقول
بثبوت الجريمة وهي الركن القانوني المادي والذي سبق لنا أن تطرقنا إليهم ،وركن
www.elkanounia.com
أخير وهو الركن المعنوي الذي هو اإلرادة الجنائية ،أي توجيه اإلرادة فعال إلى
تحقيق النشاط اإلجرامي ،أو على األقل تعطيل هذه اإلرادة وارتكاب الجريمة عن
طريق اإلهمال.
وإذا كان هذا المقتضى ينطبق على الجريمة بصفة عامة ،فكيف هو األمر بالنسبة
للجريمة الجمركية؟ هل بدورها تقتضي توفرها على الركن المعنوي؟.
إن الجواب على ها السؤال يقتضي التمييز ما بين قبل وبعد تعديل 5يونيو
2000فقبل هذا التعديل كان الفصل 205ينص على أنه " تتكون المخالفة
الجمركية بمجرد ارتكابها بصفة مادية دون حاجة إلى اعتبار نية مرتكبها ".
لكن بعد إلغاء الفصل 205بمقتضى ظهير 5يونيو ،2000كتن من شأن هذا
التعديل تعزيز الحماية الجنائية وعدم معاقبة حسني النية ،كما من شأنه كذلك إكمال
عناصر التجريم وانعكاس ذلك إيجابا على العدالة القانونية أثناء المسائلة الجنائية.
13
المبحث الثاني :تصنيف الجرائم الجمركية وشذوذها عن القواعد
العامة
الجريمة بصفة عامة وبغض النظر عن التعريف الذي منحه لها المشرع في الفصل
110من القانون الجنائي ،تكون إما جناية أو جنحة أو مخالفة وفق القواعد العامة
للقانون الجنائي ،غير أن المشرع من خالل مدونة الجمارك إعتبر الجرائم الجمركية
فقط إما جنح أو مخالفات ،وهو ما نص عليه في الفصل 279من مدونة الجمارك.
وقد نظم المشرع المغربي تصنيف الجرائم الجمركية من الفصل 279إلى 299
www.elkanounia.com
من مدونة الجمارك ،وتطرق فيها لطبقتين من الجنح ،وأربع طبقات من المخالفات،
عكس المشرع الفرنسي الذي قسمها إلى خمس طبقات من المخالفات وثالث أنواع
من الجنح.11
لذلك ،سوف نح اول التطرق لكل جريمة على حدة منطلقين من الجنح الجمركية
(المطلب األول) وصوال إلى المخالفات الخاصة بها (المطلب الثاني).
نميز في القانون الجمركي بين الجنح من الطبقة األولى (الفقرة األولى) والجنح من
الطبقة الثانية (الفقرة الثانية).
Art 408: il existe cinq classes des contraventions douaniers et trois de d élits 11
douqniers.
14
المخدرات ،وجاء بالفصل المذكور أن األفعال اآلتي ذكرها تعتبر جنح جمركية من
الطبقة األولى ،وهي:
أمام هذه الفئة من الجنح الجمركية من الطبقة األولى المنصبة على المخدرات وجب
إعطاء تعريف لهذه األخيرة ،وفي هذا اإلطار فلقد سبق للجنة للمخدرات باألمم
www.elkanounia.com
المتحدة أن عرفت المواد المخدرة بكونها "كل مادة أو مستحضر تحتوي على
عناصر منومة أو مسكنة من شأنها عند إستخدامها في غير األغراض الطبية أو
الصناعية أن تؤذي في حالة من التعود أو اإلدمان عليها مم يضر بالفرد والمجتمع
جسمانيا ونفسيا وإجتماعيا".12
وبالرجوع إلى الصورة األولى من الجنح الجمركية من الطبقة األولى ،نجد أن
المخدرات بجميع أصنافها يحظر التعامل بها ما لم تكن خاضعة للترخيص ،ما يفيد
أن المشرع قيد التعامل بها شرط وجود ترخيص ،وما يقر األمر أن المادة 1من
مدونة الجمارك قد جعلتها قابلة للترخيص؛ وورد في هذا الصدد قرار لمحكمة
النقض بتاريخ 08ماي 2000جاء فيه" :المخدرات خاضعة للتصريح الجمركي
كونها بضاعة محظورة وال يجوز التعامل بها إال بوجود ترخيص".
12تم تعريف المخدرات أيضا بكونها "كل مادة تؤثر على النشاط الذهني والحالة النفسية لمتعاطيها سواء كانت
طبيعية أو تصنيعية أو كيماوية ويؤدي تناولها لغير قصد العالج إلى أضرار نفسية وإجتماعية ،والبد من النص
على تجريمها من أجل المعاقبة عليها".
بدر الوهاب عافالني ،القانون الجنائي الجمركي ،بحث لنيل الدراسات العليا المعمقة ،جامعة الحسن الثاني ،كلية
العلوم القانونية واإلقتصادية واإلجتماعية ،الدار البيضاء ،وحدة قانون األعمال ،2001-2000ص .105
15
لقد أثارت هذه الصورة من الجنح الجمركية من الطبقة األولى نقطة مهمة تتعلق
بتحديد مفهوم الحيازة في إطار الفصل 181من مدونة الجمارك ،وأنتجت جدال
قانونيا بخصوص تحديد مفهومها وحصر عناصرها المادية ،فهناك من إعتبرها تلك
الحيازة المادية الصرفة المتمثلة في التالمس مباشر بين المخالف والمادة المخدرة،
ما يفيد أنه إذا لم يقع هناك حيازة مادية فإنه ال يمكن الحديث عن وجود جريمة
جمركية ،غير هناك من ذهب إلى خالف ذلك لما إعتبر أن مجرد السيطرة الفعلية
على المخدر تعتبر حيازة بمفهومها القانوني وليس بالضروري أن يكون هناك
تالمس مباشر للقول بوجود الحيازة في القانون الجمركي.13
www.elkanounia.com
وفي هذا النقاش أدلى القضاء المغربي بدلوه في الموضوع لما إعتبر أن الحيازة في
القانون الجمركي السيما حيازة المخدرات ال تستلزم أن تكن مادية صرفة ،حيث
جاء في قرار لمحكمة النقض بتاريخ 25نونبر 2009أن "عنصر الحيازة الغير
مبررة للمخدرات يتحقق إما وقاعا بمالمستها بصفة مباشرة من طرف المتهم ،وإما
حكما بالسيطرة الفعلية عليها بواسطة الغير ،حتى ولو لم يحصل أي إتصال مباشر
بها من طرف المتهم".
- 3كل خرق لألحكام المتعلقة بحركة وحيازة المخدرات والمواد المخدرة داخل
دائرة الجمارك؛
هذه الحالة تعتبر إحدى صور التهريب ،وذلك حسب الفقرة الثانية من الفصل 282
من مدونة الجمارك ،لكن ما يالحظ أن المشرع تشدد في عقوبتها عندما تعلق األمر
بالمخدرات أو المواد المخدرة ،14ذلك أن التهريب يعد من الجنح الجمركية من
الطبقة الثانية التي يتم العقاب عليها بعقوبات أخف من الجنح الجمركية من الدرجة
13حفيظ بن محمد لحماوي صافي ،المنازعات الجمركية الزجرية على ضوء العمل القضائي المغربي ،مطبعة
الخوارزمي – تطوان ،الطبعة األولى ،2017ص .16
14عبد اللطيف بوعالم ،المنازعات الزجرية في القانون الجمركي المغربي ،بحث لنيل الماستر ،جامعة محمد
الخامس -السويسي ،كلية العلوم القانونية واإلقتصادية واإلجتماعية ،الرباط ،ماستر قانون األعمال والمقاولة
،2008-2007ص .30
16
األولى ،لكن المشرع قد إرتأى لما لهذه الصورة من صور التهريب من خطورة
ضرورة إعتبارها من جنح الطبقة األولى وإقرانها بأقسى الجزاءات.
لقد حدد المشرع المغربي في الفصل 281من مدونة الجمارك الجنح الجمركية من
الطبقة الثانية في األفعال التالية:
- 2كل زيادة غير مبررة في الطرود وبصفة عامة كل زيادة في العدد تثبت عند
القيام بإحصاء في المستودع أو في المستودع الصناعي الحر؛
17
- 7كل عمل أو مناورة تنجز بطرق معلوماتية أو إلكترونية ،ترمي إلى إتالف واحد
أو أكثر من المعلومات المختزنة في النظم المعلوماتية لإلدارة ،عندما يكون
الغرض من هذا اإلتالف هو التملص من رسم أو مكس أو الحصول بصفة غير
قانونية على إمتياز معين؛
ونظرا لتعدد الجنح المنوطة بالطبقة الثانية سنقتصر على دراسة جريمة أو جنحة
التهريب نظرا لكثرة صورها وتركيز المشرع عليها من جهة (أوال) وتأثيرها على
اإلقتصاد الوطني من جهة أخرى (ثانيا).
إن المشرع المغربي في معرض تحديده للجنح الجمركية من الطبقة الثانية تطرق
لتعريف التهريب في الفصل 282من مدونة الجمارك ،معتبرا إياه:
-اإلستيراد أو التصدير خارج مكاتب الجمرك وبوجه خاص الشحن والتفريغ والنقل
من سفينة إلى أخرى أو من طائرة إلى أخرى خارج نطاق الموانئ والمطارات
حيث تتواجد مكاتب الجمرك.
-كل خرق ألحكام هذه المدونة المتعلقة بحركة أو حيازة البضائع داخل المنطقتين
البرية والبحرية لدائرة الجمارك.
18
-حيازة البضائع الخاضعة ألحكام الفصل 181عندما تكون هذه الحيازة غير مبررة
أو عندما تكون المستندات المدلى بها على سبيل اإلثبات مزورة أو غير صحيحة أو
غير تامة أو غير مطابقة.
-اإلستيراد أو التصدير بدون تصريح عندما تكون البضائع المارة من مكتب جمركي
قد وقع التستر عنها عند إجراء المعاينة من طرف اإلدارة بإخفائها في مخابئ أعدت
خصيصا لذلك أو بأماكن غير معدة عادة لتلقي هذه البضائع.
يشكل التهريب أخطر الجرائم التي تهدد المقاولة المغربية نظرا لوجود بضائع
أجنبية داخل التراب الوطني بشكل غير قانوني ،فالتهريب أضحى ظاهرة معقدة
نظرا إلزدياد وثيرته داخل النسيج اإلقتصادي المغربي.
وقد ساعدت مجموعة من العوامل على تفاقم هذه الظاهرة ،كإقتناء البضائع المهربة
من مناطق معفاة وإفالتها من الرسوم المستحقة على الواردات ،وهذه الظاهرة ليست
من إحتكار الشرائح اإلجتماعية الضعيفة ،بل هناك محترفين من ذوي رؤوس
األموال هم الذين يمارسون هذا النشاط ،كما أن إقبال المستهلك المغربي على
المنتوجات األجنبية يساهم في إزدياد الظاهرة ،إضافة إلى تعداد أبواب وقنوات
التهريب.15
فالتهريب إذن يعد سرطان النسيج اإلقتصادي وعواقبه وخيمة على اإلقتصاد
والمجتمع ،فهو ينافس المنتوجات والمصنوعات المحلية بصفة غير قانونية مما
يتسبب في إغالق وحدات اإلنتاج وخسائر في المبيعات ويؤثر على األرباح وإزدياد
البطالة وعلى اإلستثمارات المحلية ،كما أنه يلحق أضرار فادحة بالنمو اإلقتصادي.
15عبد الرزاق بلقسح :النزاعات الجمركية الزجرية ،مجلة المحاكم المغربية ،عدد 87مارس -أبريل ،الجزء
األول ،2001 ،ص .118
19
المبحث الثاني :المخالفات الجمركية
إن آثار إرتكاب المخالفات الجمركية على اإلقتصاد الوطني أقل بدرجة من إرتكاب
الجنح الجمركية ،نظرا لما خصصه المشرع من مقتضيات خاصة لها ،وحدد لها
عقوبات متفاوتة من حيث النتيجة اإلجرامية.
لقد جاء في الفصل 285من مدونة الجمارك تحديد كامل وحصر شامل لجميع
المخالفات الجمركية من الطبقة األولى ،والتي هي:
يقصد بها كل البضائع المحظور ة التي ال يحق إستيرادها أو تصديرها ،وجاء في
حكم إلدارية الدار البيضاء بتاريخ 22أكتوبر 2008على أنه" :لكن حيث إن
السيوف تعتبر سالحا بمفهوم الفصل 303من القانون الجنائي كما عدل بمقتضى
القانون رقم 38.00بتاريخ 15يناير .2001
وحيث إن الفصل 23من مدونة الجمارك والضرائب غير المباشرة تنص على أنه،
تطبيق هذه المدونة تعتبر محظورة جميع البضائع التي يكون إستيرادها أو
تصديرها:
20
أو خاضعا لقيود أو ضوابط الجودة أو التكييف أو اإلجراءات الخاصة.
وحيث إن السيوف المحجوزة تعتبر سالحا بمفهوم المادة 303من القانون الجنائي
ومن البضائع المحظورة."...
- 2اإلستيراد أو التصدير بدون تصريح مفصل عن طريق مكتب للجمرك إذا كان
ينتج عن عدم التصريح التجانف عن رسم أو مكس أو التملص منه؛
تتميز هذه المخالفة بسهولة إرتكابها ،فهي تتضمن عمل إيجابي يتمثل في إجراء
www.elkanounia.com
- 3عدم القيام داخل اآلجال المحددة بإيداع التصريح التكميلي المنصوص عليه
في الفصل 76المكرر من مدونة الجمارك؛
لتبسيط إجراءات اإلستخالص الجمركي ،قد تسمح اإلدارة بإيداع تصاريح إحتياطية
أو مبسطة على أن يتم تقديم تصريح تكميلي مطابق لنموذج المنصوص عليه في
الفقرة 3من الفصل 94داخل اآلجال المحددة بقرار لوزير المالية.
21
لذلك فالفصل 94من القانون الجمركي يعاقب على عدم التصريح التكميلي داخل
17
اآلجال القانونية المحددة في القرار.
- 4حيازة البضائع من األماكن المشار إليها في الفصل 27من مدونة الجمارك،
بعد إيداع التصريح المفصل ،دون أن تكون الرسوم والمكوس قد تم أداؤها أو
ضمانها وقبل تسليم رفع اليد عن البضائع؛
طبقا لمقتضيات لمقتضيات الفصل 100فإنه ال يمكن حيازة أية بضاعة من مكاتب
الجمرك أو من األماكن المعنية طبقا للفصل 27ودون أن تكون الرسوم الواجبة قد
www.elkanounia.com
تم سلفا أداؤها أو ضمانها ودون أن يكون قد منح في شأنها رفع اليد عن البضائع
من طرف اإلدارة.
هذه الحالة هي بمثابة التهريب الحكمي حتى ولو لم يحصل المهرب على ما أراده،
فالمشرع أقر بالمسؤولية المفترضة ،فبمجرد توهم الموظفين أنهم خدعوا من
المهرب تقوم قرينة التهريب على هذا األخير.18
– 6عدم تقديم البضائع المودعة تحت نظام المستودع عند أول طلب ألعوان
اإلدارة؛
22
– 7عدم تقديم البضائع الموضوعة تحت نظام العبور والوثائق الجمركية التي
يجب أن ترفق بها بمجرد ما يطلب ذلك أعوان اإلدارة؛
نظام العبور حسب مقتضيات الفصل 155من القانون الجمركي ،نظام يساعد على
نقل البضائع تحت رعاية الجمرك من مكتب أو مستودع جمركي إلى مكتب أو
مستودع جمركي آخر ،وتستفيد من وقف الرسوم والمكوس المفروضة عليها.
– 9عدم تقديم البضائع الموضوعة تحت نظام المستودع الصناعي الحر أو عدم
إثبات إستعمال البضائع المذكورة بمجرد ما يطلب ذلك أعوان اإلدارة؛
– 10عدم تقديم البضاعة المودعة تحت مسؤولية الحارس األمين عليها ،بمجرد
ما يطلب ذلك أعوان اإلدارة؛
لقد حدد المشرع المغربي في الفصل 294من مدونة الجمارك المخالفات من الطبقة
الثانية ،واعتبرها كل:
- 1تحويل بضائع من مستودع إلى آخر أو كل مناولة جرت فيه بذون إذن؛
23
البضائع في المستودع تخضع لمراقبة إدارة الجمارك ،وكل تحويل يحتاج إلى إذن
جديد وإال إعتبر مخالفة معاقب عليها طبقا للفصل 239من مدونة الجمارك ،وكذلك
كل مناولة جرت بدون إذن يعاقب عليها طبقا للفصل 293من مدونة الجمارك.
- 3عدم القيام داخل اآلجال المحددة بتسوية وضعية البضائع الموضوعة وفق
نظام المستودع أو المستودع الصناعي الحر أو تحت نظام العبور أو التحويل تحت
مراقبة الجمرك؛
قد نص الفصل 127من مدونة الجمارك من أنه تحدد المدة القصوى لبقاء البضائع
في ثالث سنوات فيما يخص المستودع العمومي وسنتين فيما يخص المستودع الحر
إبتداءا من تاريخ تسجيل تصريح التدخل بالدخول.19
- 4كل تصريح غير صحيح أو مناورة عند اإلستيراد أو التصدير عندما ينتج عن
هذا التصريح غير الصحيح أو هذه المناورة التجانف عن رسم أو مكس أو
التملص منهما؛
24
- 6إستيراد أو تصدير بضائع غير محظورة أنجز عن طريق مكتب للجمرك إما
بدون تصريح مفصل أو بحكم تصريح غير صحيح أو غير مطابق للبضائع المقدمة
عندما ال ينتج عن ذلك تجانف عن رسم أو مكس أو تملص منهما؛
جاء بالفصل 297من مدونة الجمارك أن المخالفات الجمركية من الطبقة الثالثة هي
كل تصريح غير صحيح أو مناورة تهدف أو تؤدي إلى الحصول كال أو بعضا على
إرجاع مبلغ أو منفعة ما ترتبط بالتصدير.
تهم هذه المخالفات بالدرجة األولى نظام اإلستيراد أو الدراوباك ،20وقد جاءت هذا
الفصل بهاته المقتضيات الزجرية معاقبة لكل متالعب يهدف من وراء إرتكابه هذه
الجريمة الحصول على إسترجاع منافع مرتبطة بالتصدير أكثر مما يستحق وفقا
للقانون.
تشكل مخالفات جمركية من الطبقة الرابعة حسب الفصل 299من مدونة الجمارك،
األفعال المخالفة ألحكام:
20نظام اإلستيراد أو الدراوباك نظام يمكن من إسترجاع مقدار من الرسوم والمكوس التي أداها عند إستيراد
بضاعة أجنبية أدمجت في صنع بضائع ثم تصديرها.
25
-القوانين واألنظمة المكلفة اإلدارة بتطبيقها عندما ال تكون هذه المخالفة معاقب
عنها خصيصا بنص خاص؛
-هذه المدونة والنصوص المتخذة لتطبيقها عندما ال تكون هذه المخالفات معاقب
عنها خصيصا بهذه المدونة.
- 1كل إغفال أو عدم صحة بشأن أحد البيانات الواجب تضمينها في التصريحات
www.elkanounia.com
عندما ال يكون للمخالفات الجمركية أي تأثير على تطبيق الرسوم أو المكوس أو
تدابير الحظر أو القيود؛
- 6المخالفات ألحكام الفصل -1(23ب) بشأن عدم مراعاة ضوابط الجودة أو
التكييف المفروضة عند اإلستيراد أو التصدير عندما ال يترتب عن هذه المخالفات
أي أثر ضريبي؛
26
الفصل الثاني :آليات مكافحة الجرائم الجمركية الموافقة
لخصوصياتها
لقد نص المشرع المغربي على مجموعة من األليات والتدابير أثناء وضعه لمدونة
الجمارك والضرائب غير المباشرة الهادفة إلى ردع ووضع حد لكل الجرائم
الجمركية ،وبمجرد قيام هذه الجرائم من شأنه تحريك مجموعة من المساطر
واإلجراءات بحيث قد تكون هذه المساطر ،مساطر ذات طبيعة إدارية شبه قضائية
كما قد تكون ذات طبيعة قضائية صرفة وذلك بحسب الحاالت المنصوص عليها في
www.elkanounia.com
هذا القانون بحيث يمكن متابعة مرتكبي هذه األفعال المخالفة للقوانين واألنظمة
الجمركية المنصوص عليها في مدونة الجمارك بجميع الطرق القانونية مع مراعاة
األحكام المتعلقة بالمتابعات أمام المحاكم.
وبا لتالي سوف نتطرق في هذا الفصل إلى كل من االليات اإلدارية لمكافحة الجرائم
الجمركية (المبحث األول) لنتطرق في (المبحث الثاني) لآلليات الزجرية.
تعتبر الجريمة الجمركية فعال ماديا تتجلى في مخالفات مادية للقانون الجمركي من
خالل إتيان فعل جرمي معاقب عليه بمقتضى مدونة الجمارك بنص صريح ،وكل
جريمة جمركية تنتج عنها عدة آثار من شأنها أن تساهم في تحريك مجموعة من
المساطر ليس بالضرورة قضائية المتمثلة في حق إدارة الجمارك اتخاذ جميع
اإلجراءات اإلدارية التي من شأنها الحد من آثار الجريمة الجمركية أو ضمان
مستحقاتها المالية كما هو الحال بالنسبة للتدابير التحفظية واالمتيازات المخصصة
27
لفائدتها (المطلب األول) ،وفي أحيان أخرى إنهاء النزاع الجمركي من خالل عقد
المصالحة الجمركية (المطلب الثاني).
أعطى المشرع بموجب مدونة الجمارك صالحيات ومهام واسعة إلدارة الجمارك
والتي باتباعها تضمن حقها في الحصول على تعويضات مالية نتيجة قيام جريمة
www.elkanounia.com
جمركية ،ومن أمثلة ذلك حيازة البضائع الخاضعة للقانون الجمركي بحيث يحق لها
-إدارة الجمارك -بيعها إذا كان ليس بإمكانها االحتفاظ بها كما يحق لها اتالفها في
حال ثبت أنها غير صالحة لالستهالك أو االستخدام دون أن ننسى صالحيتها في
فرض كفالة مالية في حال أرادت رفع اليد على المحجوزات والسلطات المخولة لها
لضمان أداء الواجبات الجمركية كأحد أبرز في اتخاذ اإلجراءات التحفظية
االمتيازات المخصصة إلدارة الجمارك.
إن منطوق الفصل 266من مدونة الجمارك ينص صراحة على أن البضائع
ووسائل النقل المحجوزة التي ال يمكن االحتفاظ بها دون أن تتعرض للتلف أو
للنقصان في قيمتها تباع من طرف اإلدارة بناء على أمر صادر عن قاض أقرب
محكمة ابتدائية وينفذ هذا األمر رغم التعرض أو االستئناف،وفي حال البيع يودع ما
تم استخالصه بصندوق قابض الجمارك للتصرف فيه طبقا لما تبت به في النهاية
المحكمة المكلفة بالنظر في الحجز.
28
وجدير بالذكر أن مقتضيات الفصل 266من مدونة الجمارك تثير مجموعة من
االشكاليات العملية السيما أن ماتحجزه إدارة الجمارك من بضائع ووسائل النقل
يعتبر في قانون المسطرة الجنائية محجوزا ناتجا عن جريمة جمركية ،وفي نفس
الوقت يعتبر وسيلة من وسائل اإلقناع التي يتعين أن ترجع اليه محاكم الموضوع
عند البت في القضايا المعروضة عليها بهذا الخصوص.21
www.elkanounia.com
فإذا كان الفصل المذكور يسعف إدارة الجمارك في بيع المحجوزات فإنه يتعين
عليها مراعاة الشروط المنصوص عليها في الفصل ،266المتمثلة في ضرورة
إثبات أن المحجوز ال يمكن االحتفاظ به دون أن يتعرض للتلف أو للنقصان في
قيمته مع استصدارها أمرا من المحكمة قصد السماح لها بالبيع مما يفيد على أن
إدارة الجمارك في حال قامت ببيع المحجوز دون توفر الشروط المذكورة وبدون
أمر من المحكمة ،تكون حينها تحت حكم المتعسفة في استعمال السلطةوقد يكون
فعلها مشوبا بنوع من الخطورة ألنه ساهم في تبديد محجوز له أهمية بالغة في
تكوين قناعة المحكمة الزجرية.
كذلك حينما استعمل المشرع عبارة ال يمكن االحتفاظ بالمحجوز دون تعرضه للتلف
أو لنقصان في قيمته ،فهو إذن كل محجوز ال يمكن االحتفاظ به ولو لمدة من الزمن
تتجاوز الحد المألوف والذي يحتم على اإلدارة سلوك مسطرة البيع في وقت ال
يتجاوز أسبوعا واحدا فإذا قامت إدارة الجمارك ببيع المحجوز سبق االحتفاظ به
لمدة ليست بيسيرة أو خضوعه إلجراء من إجراءات التحقيق كالخبرة أو صدر
بشأنه حكم غير حائز لقوة الشيء المقضي به قاضي باإلرجاع ،في الوقت الذي
21الدكتور حافظ بن محمد الحمادي الصافيالمنازعات الجمركية الجزرية على ضوء العمل القضائي المغربي
الطبعة األولى 2017مطبعة الخوارزمي ص.87 :
29
أقدمت إدارة الجمارك على هذا االجراء رغم عدم توفر الشرط المنصوص عليه في
نفس المادة يعتبر تصرفا مشوبا بالتعسف ويرتب مسؤوليتها اإلدارية ،وهو ما جاء
في حيثيات قرار صادر عن استئنافية الرباط اإلدارية.22
الفصل 266بخصوص المحجوز موضوع الخبرة مع تبيان قيمة البيع ،وما يثبت
ذلك من وثائق الموضوع حينها ستبت المحكمة في المحجوز بما يخوله القانون
ووفق ما يقتضيه الفصل 266حيث يتعين عليها األمر بتسليم المخالف القيمة المالية
للمحجوز الذي تم بيعه المحتفظ به من طرف السيد القابض إلدارة الجمارك أي أن
المبلغ المتحصل عليه من البيع يوضع رهن إشارة القابض إلى حين بت المحكمة
في المحجوز.
غير أن عدم جواب إدارة الجمارك بعد بيع المحجوز وعدم إدالئها بأي وثيقة تفيد
سلوك مسطرة الفصل 266يجعل هذا من الصعب إنجاز الخبرة المأمور بها من
طرف المحكمة الزجرية أو من إرجاع المحجوز لصاحبه الشرعي في حالة
التصريح ببراءته ،وفي حالة صدور حكم وأصبح حائزا لقوة الشيء المقضي به
تكون إدارة الجمارك ملزمة بتنفيذ القرار المذكور ،أو إذا امتنعت أو تعذر عليها ذلك
لعدم وجود المحجوز أصال لكونه بيع ،وبالتالي الحل الوحيد الذي يبقى أمام
المتضرر هو المطالبة بالتعويض عن الضرر ،ورغم إدالء اإلدارة بما يفيد تطبيق
مقتضيات الفصل 266بحذافيره أمام المحكمة اإلدارية فإن هذه األخيرة ستراقب
22قرار استئنافية الرباط اإلدارية عدد 833بتاريخ 25/02/2015في الملفين عدد 461/12/6و
524/15/6ع .م أورده حفيظ صافي في المنازعات الجمركية الزجرية على ضوء العمل القضائي المغربي.
30
مدى مشروعية المسطرة ،وتكون ملزمة بالبت في دعوى التعويض على أساس عدم
تنفيذ الحكم بإرجاع المحجوز والتصرف فيه دون مصادرة وليس البت في وضعية
المحجوز نفسه ومدى صحة بيعه ،كما أن المحكمة اإلدارية ستكون ملزمة بالحكم
الجنحي الحائز لقوة الشيء المقضي به القاضي بإرجاع المحجوز وتطبق على
اإلدارة مقتضيات الفصل 7923من قانون االلتزامات والعقود وليس مقتضيات
الفصل 232وهو ما يشكل ضررا إلدارة الجمارك حيث يستحسن التعويض في
إطار القواعد العامة من خالل تحديد قيمة المحجوز عن طريق الخبرة أو السلطة
24
التقديرية.
www.elkanounia.com
ينص الفصل 267من مدونة الجمارك على أنه عندما ترفع اليد عن األشياء
المحجوزة بمقتضى حكم مطعون فيه فإن تسليمها إلى الذين صدر الحكم لصالحهم ال
يتم إال مقابل كفالة عن قيمة األشياء المذكورة ،إذ ال يمكن للمخالف الحصول على
المحجوزات إال إذا أدى كفالة عن قيمتها.
وعلى العموم يتعين على المحكمة مراعاة مقتضيات الفصل 267عند رفع اليد عن 11
المحجوزات وإرجاعها ألصحابها حيث يستحسن أن تأمر باإلجراء المذكور دون أن
23الفصل : 79الدولة والبلديات مسؤولة عن االضرار الناتجة مباشرة عن تسيير إدارتها وعن االخطاء
المصلحية لمستخدميها.
24الدكتور حافظ بن محمد الحمادي الصافي المنازعات الجمركية الجزرية على ضوء العمل القضائي
المغربيم.س (ص .)89
31
يكون مشموال بالتنفيذ المعجل ألنه يتعارض مع الفصل 267الذي يعتبر نصا
خاصا دون دون أن ننسى أن الفصل 270من قانون المسطرة الجنائية أقر مبدأ
هاما متمثال في عدم جواز المطالبة باألشياء المحجوزة أو بأثمانها مالم يرفع عنها
25
الحجز ،ومعلوم أن الحجز يرفع بحكم وخالفه المصادرة التي تقع بحكم القضاء.
إن مقتضيات الفصل 268من مدونة الجمارك تعطي إلدارة الجمارك صالحيات
واسعة تتمثل في اتخاذها لإلجراءات تحفظية متى ثبت لها مخالفة النصوص
القانونية في حق األشخاص المسؤولين مدنيا وجنائيا بقصد السهر على حسن تطبيق
هذا القانون.
لقد جاء الفصل 268من مدونة الجمارك لتعديل المادة 159من مدونة تحصيل
الديون العمومية ،بهدف مالئمة هذه األخيرة مع أحكام التشريع الجنائي ،بحيث كانت
الصياغة قبل التعديل تنص فقط على المحاضر الجمركية ،ليتم التنصيص بعد ذلك
على المحاضر المثبتة لمخالفة التشريع الجمركي.
كما منح الفصل 268سلطة إلدارة الجمارك على المنقوالت والبضائع واألموال
التي لم يضع أعوان إدارة الجمارك اليد عليها وحجزها في إطار البحث التمهيدي
بمناسبة ارتكاب فعل جرمي مخالف للقانون الجمركي وذلك بغاية استخالص المبالغ
المالية المستحقة لإلدارة المذكورة. 4
32
حيث إن الفصل 268مكن إدارة الجمارك من القيام بكل إجراء تحفظي وذلك بغية
حجزها ووضعها تحت الحراسة القضائية ،بشرط توفر المحاضر المثبتة لمخالفة
هذا القانون ،كما اشترط كذلك أن يكون المال موضوع الحجز التحفظي ملك
للمخالف.
ليس نفسه المنصوص 26
باإلضافة إلى أن الحجز التحفظي المذكور بالفصل 268
عليها في ظل مقتضيات قانون المسطرة المدنية باعتباره قانونا عاما بالنسبة لمدونة
الجمارك كقانون خاص ،إذ أنه في إطار الفصل 268ال يشترط توفر السند المثبت
للدين ،متجاوزا بذلك القواعد العامة المنصوص عليها بقانون المسطرة المدنية ،كما
www.elkanounia.com
قد يشمل المبالغ المالية التي تخص المخالف وتوجد لدى الغير كاألبناك مثال.
لقد عرف المشرع المغربي الصلح بالفصل 1098من ق.ل.ع واعتبره " عقدا
بمقتضاه يحسم الطرفان نزاعا قائما أو يتوقعان قيامه وذلك بتنازل كل منهما لألخر
عن جزء مما يدعيه لنفسه أو بإعطائه ماال معينا أو حقا " ،وجاء أيضا بالفصل
273من مدونة الجمارك على أن اإلدارة قبل حكم نهائي أو بعده أن تصالح
األشخاص المتابعين من أجل أفعال مخالفة للقوانين واألنظمة الجمركية ،لكن رغم
توحد التعريفات في هدف المصالحة الذي هو إنهاء النزاع إال أنه تم اإلختالف في
طبيعتها القانونية حيث اعتبرها بعض الفقه عقد إداري كون أن أحد أطرافها شخص
عام ،في حين اعتبرها اتجاه ثاني أنها عقد مدني ،إال أنه ونظرا لطابع الرضائية
الذي تمتاز به المصالحة الجمركية يمكن القول على أن عقد المصالحة هو عقد
مدني وليس إداري وهو األمر الذي اعتبره القضاء المغربي في قرار صادر عن
26الفصل : 268يمكن إتخاذ كل اإلجراءات التحفظية المفيدة على أساس المحاضر المثبتة لمخالفات التشريع
الجمركي في حق كل األشخاص المسؤولين جنائيا أو مدنيا قصد ضمان جميع أنواع الديون الجمركية الناتجة
عن المحاضر المذكورة.
33
الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض والصادر بتاريخ 2000-07-20أنه العقد المبرم
بين إدارة الجمارك والشخص المتورط في القضية يعتبرا عقد رضائيا وتخضع
النزاعات المتعلقة بابرامه وتنفيده لمقتضيات القانون المدني ،فبعد أن تم الحد من
هذا الجدل ينبغي التساؤل عن الشروط الخاصة إلبرام عقد الصلح (فقرة أولى)
واالثار المترتبة سواء بالنسبة للطرفين أو بالنسبة للغير (فقرة ثانية).
مادام أن عقد المصالحة الجمركية خاضع ألحكام القانون المدني فيما يتعلق بآثاره
www.elkanounia.com
فإنه يتعين أن تطبق عليه جميع الشروط الموضوعية والشكلية المنصوص عليها
قانونيا لتأسيسه .27
لذلك فمن الضروري التوفر على أهمية كاملة حتى يتم إبرام الصلح مع اإلدارة
خاصة وأن سن الرشد المدني ال يختلف عن الجنائي إال في حالة الترشيد بمقتضى
مدونة التجارة واألسرة ،سيما إذا كان المخالف قاصرا لكن هذا اليمنع من أن ينوب
عنه الولي الشرعي كما يمكن تعيين وكيل في هذا الشأن وفق ما تقتضيه أحكام
الوكالة .28
غير أن اإلشكال الذي قد يثار بالنسبة للمحامي الذي يتعين عليه الحصول على وكالة
خاصة من المخالف كي يبرم المصالحة الجمركية وذلك بمقتضى الفصل 30من
قانون المحاماة ألنه إذا لم يتوفر على هذه الوكالة فإن ذلك الصلح غير مجبر وغير
معني للمخالف كون أنه يدخل في أعمال الفضولي ،ويجوز للشخص المعنوي أن
يصالح باسم ممثله القانوني باإلضافة إلى ذلك ينبغي أال يكون سبب ومحل
-27حفيظ الصافي ،المنازعات الجمركية للزجرية على ضوء العمل القضائي ،مطبعة الخوارزمي ،تطوان ،
الطبعة األولى ،2017 ،ص . 103 :
- 28أنظر الفصل 892ق .ل .ع .
34
المصالحة الجمركية مشروعا كون القانون يجيزها ولو انصبت على بضاعة غير
مشروعة مثل الخمور أو المخدرات .
• شكيلة الكتابة في عدد من النسخ يساوي عدد األطراف الذين لهم مصلحة مستقلة
فيها.
www.elkanounia.com
لكن اإلشكال المطروح هنا يتعلق بالتصديق على المصالحة ،إذ نجد أن المصادقة
على المصالحة من طرف الوزير المعني ال يطرح أي مشكل بينما التصديق عليها
من طرف رئيس اإلدارة يطرح مشكال خصوصا و أن إدارة الجمارك يمكن رئاستها
من المدير الجهوي أو اإلقليمي أو اآلمر بالصرف ،فمن هو الشخص المعني إذا؟
فالمالحظ أنه الإشكال في المقصود بعبارة مدير اإلدارة ما دام أن التصرف صادر
عن اإلدارة كجهة إدارية وما دام يتم التوقيع بالعطف .29
الصلح مع إدارة الجمارك يرمي إلى تسوية نزاع جمركي قائم وفق شروط
موضوعية وشكلية سبق تبيانها ،إذ يترتب بعد ذلك آثارا مهمة سواء في مواجهة
األطراف (أوال) ،أم في مواجهة الغير (ثانيا).
35
أوال :آثار المصالحة في مواجهة األطراف
تكتسي المصالحة المصادق عليها من طرف الجهات المختصة تجاه األطراف قوة
الشيئ المقضي به سواء كانت هذه المصالحة قبل الحكم أو بعده وتلزم طرفيه
وتكون غير قابلة للمراجعة (المواد 1106و 1112من ق ،ل ،ع).
فقبل صدور الحكم النهائي فاألثر المترتب عن هذه المصالحة هو انقضاء الدعوى
سواء الجبائية أو العمومية وهو ما نصت عليه الفقرة الثانية من الفصل 276و
الفقرة الثانية من الفصل 273وبذلك فبمجرد إبرام المصالحة على وجه صحيح
www.elkanounia.com
يترتب عليه سقوط الدعوى العمومية بقوة القانون وبذلك تغل يد المحكمة عن
مواصلة الدعوى.
أما في حالة إجراء مصالحة بعد صدور حكم نهائي أو ما يمكن اإلصطالح عليه
بالمرحلة القضائية فإنه ال يترتب عليه سقوط عقوبة الحبس والتدبير الوقائي
وهذا بخالف المشرع المصري الذي ينص في الفصل 124من قانون 30
الشخصي
الجمارك المصري على أنه " يترتب على التصالح انقضاء الدعوى العمومية أو
وقف تنفيذ العقوبة الجنائية وجميع اآلثار المترتبة على الحكم حسب الحال "
وبذلك فإن المحكمة ال تقضي بسقوط الدعوى العمومية تلقائيا ،وإنما يتم ذلك بناءا
على طلب إما من طرف اإلدارة المعنية أو من طرف المخالف إال أن هذا األخير
يكون ملزم بإثبات كل ما تم التصالح بشأنه مع اإلدارة المعنية.
للمصاحة الجمركية آثر نسبي حيث تقتصر آثارها على أطرافها وعليه ال تترتب أي
آثر على العير فال يستفيد منها األشخاص الذين شاركوا المتهم في ارتكاب المخالفة
وال تشكل المصالحة التي تتم مع أحد المخالفين حاجزا أمام متابعة األشخاص
36
االخرين الذين ساهمو معه في ارتكاب المخالفة أو شاركوه هذا من جهة ومن جهة
أخرى فالمصالحة ال ترتب ضرر لغير عاقديها فإذا أبرم أحد المتهمين مع إدارة
الجمارك مصالحة فإن شركاؤه اليلزمون بما يترتب على هذه المصالحة من آثار في
ذمة المتهم الذي ابرمها ،واليمكن إلدارة الجمارك أن تحتج بإعتراف المتهم الذي
تصالحت معه بارتكاب المخالفة إلثبات إذناب شركائه .31
لكن تجدر اإلشارة إلى أن آثار المصالحة في مواجهة الغير تختلف بحسب ما إذا
تمت المصالحة قبل أو بعد صدور الحكم النهائي.
www.elkanounia.com
فالمصالحة التي تتم قبل صدور حكم نهائي ال تلزم الغير طبقا لمقتضيات الفصل
276من م.ج أما األشخاص الذين يبرمون مصالحة بعد صدور حكم نهائي فإنهم
يكونوا ملزمين حسب مقتضيات الفصل 213من م.ج بتأدية المصاريف والغرامات
والمصادرات على وجه التضامن كذلك يمكن إلدارة الجمارك أن تستخلص دينها
بمقتضى عقد المصالحة في مواجهة الخلف العام للهالك .32
ويطرح تساؤل بخصوص الكفيل أيضا بمعنى هل هو ملزم بأداء مقابل المصالحة أم
أنه غير ملزم؟
القانون الجمركي اليقدم إجابة واضحة على هذا اإلشكال لكن بالرجوع إلى
مقتضيات الفصل 230من التي تلزم الكفالء بقدر ماتلزم الملزمين الرئيسين بأداء
الرسوم والمكوس والعقوبات المالية مما يعني أن الكفيل يكون ملزم حتى ولو يشرط
موافقته على المصالحة أو علمه بها.
-31عبد اللطيف بوعالم ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في قانون األعمال ،كلية العلوم القانونية واإلقتصادية
واإلجتماعية ،الربا ،السنة ، 2008/2007ص. 76 :
-32انظر الفصل 265من مدونة الجمارك .
37
المبحث الثاني :االليات الزجرية لمكافحة الجرائم الجمركية
لقد عرف المشرع المغربي الجريمة بمقتضى الفصل 110من ق.ج معتبرا إياها
أي عمل او امتناع مخالف للقانون الجنائي و معاقبا عليه بمقتضاه و اعتبر كل
شخص سليم العقل قادر على التمييز مسؤوال جنائيا بصفة شخصية عن الجرائم التي
يرتكبها او الجنايات و الجنح التي يكون مشاركا في ارتكابها و في محاولته ارتكاب
الجنايات و في الجنح بنص خاص طبقا للفصل 132من ق.ج و اشترط في
الجنايات و الجنح توفر عنصر العمد مع استثناء تام للمخالفات كما حدد المشرع
www.elkanounia.com
ان المتفحص لمقتضيات مدونة الجمارك سيتضح له ان المبادئ التي تم اعتمادها في
القانون الجنائي بخصوص المسؤولية الجنائية ال سيم عنصر العمد الذي تخلف
جذريا عما تم تبنيه في مدونة الجمارك ال سيما فيما يتعلق بالقصد الجنائي الذي تم
تجاوزه من خالل سن المشرع بمدونة الجمارك لمبدا افتراض المسؤولية الجنائية
حيث تم اإلقرار بقيام المسؤولية في حق بعض األشخاص على مجرد اإلهمال كما
38
نصت على ذلك المادة 223من مدونة الجمارك و الضرائب الغير المباشرة
باإلضافة الى سن مبدا المسؤولية عن فعل الغير كاستثناء من مبدا المسؤولية عن
األفعال الشخصية ،33و بالتالي فان الجريمة الجمركية ال يشترط ان يرتكبها شخص
بصفة شخصية بل قد تمتد الى اشخاص ال يقومون بإتيان األفعال المادية المكونة
للجريمة ،و بالتالي يعتبرون شركاء او متواطئين او فاعلين معنويين او أشخاصا
ساعدوا بإهمالهم في ارتكاب الغش مما يبين لنا ان المشرع في المجال الجمركي قد
،حيث لم يقتصر على عقاب من اتى 34
شدد و وسع من دائرة المسؤولين جنائيا
احدى األفعال المادية فقط وانما شمل كل من قام بتسهيل إتيان هذا الفعل و المالحظ
www.elkanounia.com
هو خروج مدونة الجمارك عن القواعد العامة الواردة في مجموعة القانون الجنائي
المتعلقة بأحكام انعدام و نقصان المسؤولية بسبب االختالل و الضعف في القوى
العقلية و عدم اكتمال التمييز حيث اعتبرت المجنون مسؤوال جنائيا طبقا للفصل
228الوارد في القسم الرابع المعنون ب القاصرون و المجانين فهدف المشرع
الجمركي من تقرير مسؤولية القاصر و المجنون هو حماية حقوق اإلدارة الجمركية
و ضمان تنفيذ السياسة الجمركية من جهة اولى و من جهة أخرى فان المجنون
غالبا ما يستعمل كأداة او وسيلة لتنفيذ األفعال المادية لفائدة فاعل معنوي بغية
الهروب من العقاب .كما نص المشرع في الفصل 227من القانون الجمركي عل
المسؤولية الجنائية لألشخاص المعنوية حيث ان إدارة الجمارك تقيم الدعوى مباشرة
ضد الشخص المعنوي و ذلك في شخص من يمثلها قانونا.
ان التطرق لموضوع المسؤولية الجنائية في الجرائم الجمركية ال يمكن الحديث عنه
اال من خالل تحديد اهم عنصر فيها ،اال وهو المجرم او الجاني او المخالف بمفهوم
مدونة الجمارك ،و قد يكون هذا المخالف اما فاعال اصليا او مشاركا او مساهما .
33اكر ي احميد ،المسؤولية الجنائية عن فعل الغير في الجرائم االقتصادية مقال منشور بمجلة القضاء و القانون
العدد 138فبراير 1988ص 19
34حفيظ بن محمد لمحماوي صافي ،المنازعات الجمركية الزجرية على ضوء العمل القضائي المغربي ،الطبعة
االولى 2017تطوان ص 112
39
الفقرة األولى :مسؤولية الفاعلون االصليون
الواضح من خالل تفحص مقتضيات مدونة الجمارك انها ميزت بين نوعين من
الفاعلين األصليين فئة تعتبر اصلية في ارتكاب الجريمة لما لها من عالقة مباشرة
بها ،و فئة اصلية بحكم افتراض قرينة قاطعة و يطلق عليهم المفترض فيهم ارتكاب
الجرائم الجمركية اما لصفتهم او لما يقومون به من مهام لها عالقة وطيدة بالعمل
الجمركي .و من خالل الرجوع لمقتضيات الفصول 222و 223و 287من
مدونة الجمارك نجد انها حددت المسؤولين جنائيا اصليا بصفة شخصية و افتراضية
www.elkanounia.com
حيث ال يخرج الفاعل األصلي للجريمة الجمركية عن ستة اشخاص ،ثالثة منهم
مسؤولين جنائيا بصفة اصلية و شخصية و ثالثة بصفة اصلية مفترضة ،و تهم الفئة
األولى موقعو التصريحات و المؤتمنون على عمل مستخدميهم و المتعهدون في
حين تحصر الفئة الثانية في الحائزون و الناقلون للبضائع المرتكب الغش بشأنها و
ربابنة البواخر و قواد الطائرات و الكفيل في األنظمة االقتصادية إلدارة الجمارك.
40
بصفة اصلية حسب منطلق الفصل 222من مدونة الجمارك و تتحقق مسؤوليته
الجنائية من خالل أفعال مادية تتجلى في االغفاالت او البيانات غير الصحيحة و
مختلف الجنح و المخالفات المالحظة في التصريح و نظرا للخطورة التي تكتسبها
عملية التصريح الجمركي و ما تتطلبه من دقة ال متناهية ،35تدخل المشرع المغربي
و حدد الفئة المؤهلة لتقديم التصريح المفصل للبضائع بالفصل 67من مدونة
الجمارك و كذا من خالل مقتضيات مرسوم رقم 2.77.862بتاريخ 9أكتوبر
1997بتطبيق مدونة الجمارك و الضرائب غير المباشر و حصر تلك الفئة فيما
يلي:
www.elkanounia.com
ـ مالك البضاعة :عرفته الفقرة الثانية من الفصل 67من مدونة الجمارك و اعتبرته
الناقل و الحائز و المسافر و سكان الحدود
ـ المعشر المقبول :عرفت الفقرة الثانية من الفصل 67من مدونة الجمارك المعشر
بكونه كل شخص ذاتي او معنوي يزاول مهنة القيام لفائدة الغير باإلجراءات
الجمركية المتعلقة بالتصريح المفصل بالبضائع سواء كانت هذه المهنة ممارسة
بصفة رئيسية او بصفة ثانوية و كيفما كان نوع التوكيل المخول له .و جدير بالذكر
ان مؤسسة المعشر المقبول قد يطالها عقوبات تأديبية من قبيل السحب المؤقت
للرخصة و كذا السحب النهائي في حال ارتكاب مخالفات مهنية جسيمة.
المقصود باألشخاص المشار اليهم بالفصل 69من مدونة الجمارك ،كل األشخاص
الطبيعية او المعنوية التي ال تزاول مهنة المعشر و تريد بمناسبة تجارتها او
صناعتها ان تقدم الى الجمارك تصريحات لفائدة الغير شريطة الحصول على اذن
باستخالص البضائع من الجمارك و يمنح االذن المذكور وفق شروط الفقرتين 2و3
من الفصل 68من مدونة الجمارك.
41
2ـ المؤتمن على عمل المستخدم او الوكيل
ان المشرع المغربي بمقتضى الفصل 223من مدونة الجمارك حدد األشخاص
الذين يفترض فيهم مسؤولية جنائية نظرا لمهامهم او لطبيعة المسؤوليات التي تقع
عليهم او الرتباطهم الغير المباشر بالبضائع موضوع الغش وهم :
ـ يقصد بالحائز للبضاعة ،كل شخص له حيازة مادية على بضاعة ألحكام الجمارك
سواء كان مالكا لها ام ال في اطار الفصل 181من مدونة الجمارك .و تقوم
المسؤولية الجنائية للحائز بمجرد الكشف عن بضائع في وضعية غير قانونية سواء
42
بحوزتها و باألماكن التي يعتبر مسؤوال عنها .36و الحيازة تشمل جميع من
بحوزتهم البضائع سواء كانوا ناقلين او مستودعين مالكين ام ال مودعينا او أصحاب
األماكن المودع فيها ،و كذلك أصحاب المعامل و المخازن ،فالحيازة تأخذ مفهوم
واسع.
تقوم مسؤوليتهم فيما يخص االغفاالت و المعلومات غير الصحيحة المضمنة في
بياناتهم و بصفة عامة فيما يخص الجنح او المخلفات الجمركية المرتكبة على ظهر
www.elkanounia.com
بواخرهم و سفنهم ومراكبهم و طائراتهم كذلك اال انهم قد يعفون من هذه المسؤولية
اذا اثبتوا انهم قاموا بواجبهم.
ـ من حرضوا مباشرة على ارتكاب الغش او سهلوا ارتكابه بأية وسيلة من الوسائل .
36عبد الرزاق بلقسح المنازعات الجمركية الزجرية مجلة المحاكم المغربية عدد 87مارس الجزء االول ص
102
43
كما اعتبر المشرع أصحاب المصلحة في الغش كل ممول عملية الغش و مالك
البضائع المرتكب الغش بشأنها.
تتوزع العقوبات الجمركية الى عقوبات تمس الشخص في حريته و دمته المالية.
تعد عقوبة الحبس السالبة للحرية في مدونة الجمارك تم التنصيص عليها في الفصل
www.elkanounia.com
279مكرر ،حيث عاقبت على خرق الجنح الجمركية من الطبقة األولى ،بالحبس
من سنة الى ثالث سنوات .وكذلك الفصل 280بالحبس من شهر الى سنة فيما
يخص الجنح من الطبقة الثانية.
و بالتالي يتبين بان عقوبة الحبس طبقت فيما يخص الجنح دون المخالفات و جاءت
منسجمة كذلك مع القواد العامة للقانون الجنائي التي جعلت ادنى مدة الحبس شهر و
أقصاها خمس سنوات بالنسبة للجنح.
غير انه بمقتضى الفصل 226ال تطبق العقوبات الحبسية المنصوص عليها في
المدونة على األشخاص المشار اليهم في الفصل 223اال في حالة صدور خطا
متعمد ،كما انها ال تطبق على المجانين و القاصرين المشار اليهم في الفصل ،228
و كذا المسؤولين مدنيا ،و بمقتضى الفصل 229فالعقوبة الحبسية المنصوص عليها
في القانون الجمركي تطبق عليها شروط الحق العام ،لذلك فهي تخضع اذن لتفريد
العقاب و لسلطة القاضي في اختيار العقوبة ،هاته السلطة التي تتخذ ثالث مظاهر
اما تشديد العقاب او تخفيفه او وقف تنفيذ العقوبة.
44
الفقرة الثانية :العقوبات المالية
الغرامة هي عقوبة تلزم المحكوم عليه بان يدفع مبلغ من المال لإلدارة الجمركية و
العقوبة المالية معرفة في الفصل 35من القانون الجنائي بانها " الزام المحكوم عليه
بان يؤدي لفائدة الخزينة العامة مبلغا معينا من النقود بالعملة المتداولة قانونا في
المملكة ".
و الغرامة في القانون الجمركي اما نجدها محددة بين حد ادنى و اقصى كما هو
الشأن في الفصل 298المتعلقة بالمخالفات الجمركية من الطبقة الثانية ،و اما
www.elkanounia.com
غرامة ترتبط بالمنفعة المحصل عليها .كما هو الشأن بالنسبة للفصل 296الذي
ينص على انه يعاقب عن المخالفات الجمركية من الطبقة الثالثة بغرامة تعادل
ضعف مبلغ المنافع المرتبطة بالتصدير.
وما يجب اإلشارة اليه ان عقوبة الغرامة في مدونة الجمارك تأخذ صبغة تعويضات
مدنية و تصدر عن المحاكم الزجرية ،و يجب الحكم بها في جميع الحاالت حتى و
لو لم يصدر او يلحق أي ضرر مادي بالدولة. 37
و تؤدى الغرامات لفائدة إدارة الجمارك و ليس للخزينة العامة ،كما انها تطبق حتى
على القاصرين الذين تقل لعمارهم من 18سنة (ف )228و يلزم فيها الكفالء بقدر
ما يلزم الملتزمون الرئيسيون بأداء الغرامة الجبائية حسب الفصل ،230و هذا
يشكل استثناء من مبدا شخصية العقوبة.
من خالل الرجوع لمقتضيات مدونة الجمارك يتضح ان تحديد الغرامة الجمركية
يستند الى قيمة الشيء الذي كان محال للغش و يعتبر في حسابها البضائع ووسائل
النقل و قيمة األشياء التي يتعذر حجزها وتعتبر القيمة الواجب اعتمادها في حساب
45
الغرامة قيمة الشيء في السوق الداخلية على حالته في تاريخ ارتكاب الغش ولو لم
تكن البضائع المعنية محل تجارة مشروعة.38
www.elkanounia.com
38عبد اللطيف بوعالم المنازعات الزجرية في القانون الجمركي المغربي رسالة لنيل الماستر في قانون االعمال
و المقاوالت جامعة محمد الخامس السويسي 2008/2007
46
خـاتــــمــــــــــــة
مما ال شك فيه أن تعديل 6يونيو 2000بما تضمن من أحكام و مقتضيات همت
عدة جوانب ومؤسسات قانونية خاصة بالمنازعات الجمركية التي شكلت محطة
هامة في انتقال القانون الجمركي إلى مصاف القوانين الحديثة التي تواكب
التطورات على المستوى التشريعي بالمغرب.
كما أن هذا التعديل أخرج القانون الجمركي بعض الشيء من الخصوصية التي كان
www.elkanounia.com
يتصف بها بعيدا عن القواعد العامة إلى أنه رغم هذا التعديل فمازال القانون
الجمر كي يكرس بعض الخصوصيات الشاذة والتي تبقى محط انتقاد من طرف الفقه
رغم طبيعة القانون وارتباطه بمصالح الدولة ،فاإلصالح التشريعي ال يكون هدفه
فقط حماية مصالح الخزينة ومالية الدولة ،بل أيضا يجب أن يشمل و يحافظ على
حقوق وحريات األفراد وإال كان التشريع يشوبه النقص.
ومن خالل هذه الدراسة المتواضعة تم التسجيل عدة مالحظات تتمثل في عدم
التوازن بين األطراف المتنازعة أي إدارة الجمارك والمتهمين؛ وعمومية النصوص
ومرونتها وكثرة النصوص التطبيقية ،وكذا تميز المحاولة والمشاركة كعناصر من
الركن المادي بقواعد خاصة تمنح حماية أكثر لإلدارة على حساب المتهمين ،ونفش
الشيء ينطبق على عناصر العقاب و المسؤولية الجنائية بخروجهما عن القواعد
العامة ليكرسا عدم التوازن والتكافؤ ويخدم مصلحة طرف على أخر ،كما أن التقسيم
التقليدي للجريمة والمؤسس على عدة إعتبارات يفتقد في التصنيف الجمركي
للجرائم.
وال بد من اإلشارة إلى االعتبارات واألسباب التي تقف وراء سلوك هذا النهج في
سن قوانين وفقا لهذا الشكل وأهمها أن ذلك راجع لحماية المصالح الجوهرية
للمجتمع ,وأهما حماية االقتصاد الوطني والدفاع عن األمن االجتماعي و المح افظة
47
على المصالح وحقوق الخزينة العامة للدولة كما أن األحكام الخاصة بالقانون
الجمركي عامة لم تأتي بمحض الصدفة فأغلبها كانت نتيجة اجتهاد قضائي استمر
مدة من الزمن و قام المشرع بتكريس وتزكية هذه االجتهادات في النصوص وكذا
بالقتباس من المشرع الفرنسي.
وفي ظل هذه اإلكراهات التي تجعل المشرع بنأى ويصيغ نصوص ذات طبيعة
خاصة ،والبد من مقاربة شمولية تضع في االعتبار روح وفلسفة القواعد العامة
واالطار التاريخي والحقوقي التي جاءت فيها ليكون هناك توازن بين مصالح الدولة
وحريات األفراد.
www.elkanounia.com
48
الئحة المراجع
المؤلفات:
www.elkanounia.com
49
الرسائل واألطروحات:
• بدر الوهاب عافالني ،القانون الجنائي الجمركي ،بحث لنيل
الدراسات العليا المعمقة ،جامعة الحسن الثاني ،كلية العلوم القانونية
واإلقتصادية واإلجتماعية ،الدار البيضاء ،وحدة قانون األعمال
.2001-2000
المقاالت:
• عبد الرزاق بلقسح :النزاعات الجمركية الزجرية ،مجلة المحاكم
المغربية ،عدد 87مارس -أبريل ،الجزء األول.2001 ،
50
األحكام والقرارات القضائية:
51
الفهرس
مقدمــــــة 3 .....................................................................................................
الفصل األول :الجرائم الجمركية بين الخصوصية والجنوح 6 ...............................................
المبحث األول :خصوصية الجرائم الجمركية 6 ..............................................................
المطلب األول :ماهية الجريمة الجمركية 6 ...................................................................
الفقرة األولى :مفهوم الجريمة الجمركية 7 ....................................................................
الفقرة الثانية :خصائص الجريمة الجمركية 7 .................................................................
المطلب الثاني :خصوصية عناصر التجريم في الجرائم الجمركية9 ........................................
الفقرة األولى :الركن القانوني 9 ...............................................................................
الفقرة الثانية :الركن المادي11 ................................................................................
www.elkanounia.com
52
www.elkanounia.com
53