Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 54

‫ﻣوﻗﻊ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ‬ www.elkanounia.

com ‫ﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻟﻌروض زوروا‬

fb.com/Elkanounia.Ma twitter.com/ElkanouniaMa
‫األعمال‬ ‫جامعة عبد المالك السعدي‬
‫قانون األعمال‬
‫ماستر قانون‬
‫ماستر‪:‬‬
‫الخامس‬ ‫الفوج‪:‬الفوج‬
‫الخامس‬ ‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫لألعمال‬
‫الجنائيولة‬ ‫مادة‪:‬القانون‬
‫صعوبة المقا‬ ‫مادة‬ ‫واالجتماعية تطوان‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫عرض تحت عنوان‪:‬‬

‫الجرائم الجمركية‬

‫من إقتراح‪:‬‬ ‫من إعداد الطلبة الباحثين‪:‬‬

‫د‪.‬عبد العالي أغباشي‬ ‫دالل العلوي‬ ‫المهدي بالحاج‬

‫محمد الرحوتي‬ ‫أحمد عريفي‬

‫أيوب الحجوجي‬

‫السنة الجامعية‪:‬‬

‫‪2019 / 2018‬‬

‫‪1‬‬
www.elkanounia.com

2
‫مقدمــــــــــــة‬
‫تعتبر الجمارك ومقابلها في العامية المغربية "الديوانة"‪ ،‬مؤسسة إدارية تنهض بدور‬
‫إقتصادي هام‪ ،‬من خالل مراقبة التجارة العابرة للحدود ومحاربة كافة أشكال الغش‬
‫الضريبي المتعلق بتلك التجارة‪.‬‬

‫والجمرك هي مصلحة إدارية ذات طابع إقتصادي مكلفة بمراقبة المبادالت التجارية‬
‫العابرة للحدود مع إستخالص جبايات الضرائب على الوارد والصادر من تلك‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫المبادالت‪ ،‬ولها دور هام في النشاط اإلقتصادي المحلي (تساهم المداخيل الجمركية‬
‫في المغرب بحوالي ‪ ٪ 44‬من مداخيل الدولة) من خالل حماية المنتج الوطني‬
‫والتصدي للتهريب في كافة المنافذ البرية والجوية والبحرية‪ ،‬وحماية البالد والعباد‬
‫من المواد الخطيرة والمسمومة والضارة والمحظورة‪ ،‬ولها دور آخر متمثل في‬
‫مراقبة مرور السلع واألفراد على الحدود‪.‬‬

‫وتكمن أهمية إدارة الجمارك في منع دخول أو خروج الممنوعات والمحجور عليه‬
‫من البضائع التي ال تجيزها القوانين والتشريعات الوطنية‪ ،‬مع وضع الخطط‬
‫والسياسات التي تحد من عمليات التهريب وتطبيق أنظمة جمركية إقتصادية على‬
‫البضائع في الحدود المسموح بها ومنع التحايل والتقليد والغش التجاري‪.‬‬

‫ولقد عرف النظام الجمركي بالمغرب ثالث فترات زمنية مهمة من حيث النشأة‬
‫والتطور‪:‬‬

‫كانت البداية قبل الحماية الفرنسية من خالل إتفاقية الجزيرة الخضراء لسنة ‪1906‬‬
‫حينها وضعت المبادئ العامة للعمل الجمركي المغربي‪.‬‬

‫الفترة الثانية‪ ،‬كانت مع دخول المغرب فترة الحماية الفرنسية‪ ،‬حينما صدر ظهير‬
‫‪ 05‬غشت ‪ 1914‬الخاص بتنظيم مهمة األمين‪ ،‬ثم صدر بعدها ظهير ‪ 1918‬ثم‬

‫‪3‬‬
‫ظهير ‪ 20‬أبريل ‪ 1921‬ثم القرار الوزيري بتاريخ ‪ 1‬يونيو ‪ 1922‬وبعده صدر‬
‫ظهير ‪ 11‬أكتوبر ‪ 1925‬ثم صدر ظهير ‪ 27‬أبريل ‪ 1927‬ليليه ظهير ‪ 05‬يونيو‬
‫‪ 1936‬الذي يعتبر أول قانون شبه كامل يؤسس للنظام الجمركي المغربي‬
‫بخصوص المبادالت التجارية والتعشير‪.‬‬

‫الفترة الثالثة‪ ،‬تجلت ببزوغ فجر اإلستقالل سنة ‪ ،1956‬حيث قد صدرت عدة‬
‫ظهائر شريفة قصد تنظيم مختلف أوجه العمل الجمركي‪ ،‬بداية بظهير ‪ 24‬ماي‬
‫‪ 1957‬المؤسس للرسوم الجمركية الذي اللبنة األولى إلدارة الجمارك‪ ،‬كما إنخرط‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫المغرب في مجلس التعاون الجمركي سنة ‪ 1968‬وصدر ظهير ‪ 13‬أبريل ‪،1973‬‬


‫وبعدها صدرت أول مدونة للجمارك والضرائب الغير مباشرة بمقتضى القانون رقم‬
‫‪ 1.77.339‬الصادر بتاريخ ‪ 09‬أكتوبر ‪ 1977‬كما وقع تغييره بمقتضى القانون‬
‫رقم ‪ 39.02‬المصادق عليه بالظهير الشريف رقم ‪ 1.00.222‬بتاريخ ‪ 5‬يونيو‬
‫‪.2000‬‬

‫ومن خالل كل هاته التعديالت التي طالت القانون الجمركي‪ ،‬أصبح هذا األخير‬
‫قانونا مواكبا للمتطلبات اإلقتصادية المتمثلة في المساهمة في تأهيل اإلقتصاد‬
‫الوطني وتشجيع اإلستثمارات دون إغفاله لحماية المستهلك ومحاربة الغش‬
‫والتهريب وتحقيق المنافسة المشروعة‪.‬‬

‫وبالرغم من كل األهمية التي حازها القانون الجمركي على مر السنيين‪ ،‬فال يزال‬
‫هذا القانون من أبرز القوانين غموضا لدى العامة والخاصة بل وحتى المهتمين‬
‫بالشأن القانوني‪ ،‬إذ لم يستوف القانون الجمركي بصفة عامة والجرائم الجمركية‬
‫خاصة حظا وافرا من الدراسة والبحث على المستوى الوطني‪.‬‬

‫وترجع قلة البحث في مجال الجرائم الجمركية إلى نذرة المؤلفات والبحوث‪ ،‬إضافة‬
‫إلى الطابع التقني والميداني لهذا النوع من الجرائم وما تتسم به من خصوصيات‬

‫‪4‬‬
‫وتقلبات وتعديالت سريعة ومستمرة لمواكبة التحوالت والتحديات على المستوى‬
‫الدولي‪.‬‬

‫وهذا ما جعل بعض الفقه يعتبر القانون الجنائي الخاص شبيها بشواطئ البحر‬
‫األبيض المتوسط صيفا‪ ،1‬حيث توجد بعض الشواطئ مزدحمة بالمصطافين بينما‬
‫توجد مناطق أخرى صخرية ال تجلب إال هواة العزلة والمتاعب‪ ،‬وكذلك الحال في‬
‫ا لقانون الجنائي الخاص‪ ،‬فتوجد فيه بعض الجرائم إستنفذت بحثا كجرائم السرقة‬
‫والمصب وخيانة األمانة بينما توجد جرائم أخرى لم يتعرض لها إال قلة من‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫الباحثين‪ ،‬والجرائم الجمركية من هذه الطائفة األخيرة‪ ،‬فالجرائم الجمركية تختلف في‬
‫كثير من القواعد عن الجرائم الخاضعة للقانون الجنائي‪ ،‬سواء على المستوى‬
‫الموضوعي أو اإلجرائي‪ ،‬فالجرائم الجمركية تعتبر جرائم شاذة بل ومتمردة أحيانا‬
‫على القواعد العامة‪.‬‬

‫ومن ثم فإلى أي حد تتوافق القواعد المنظمة للجرائم الجمركية مع‬


‫القواعد العامة للقانون الجنائي؟ وما هي آليات المكافحة التي‬
‫تتوافق مع خصوصية الجرائم الجمركية؟‬

‫لإلجابة عن هذه اإلشكالية سنعتمد منهج قانوني في التحليل من خالل تناولنا‬


‫للنصوص القانونية وتحليلها تحليال نقذيا‪ ،‬وذلك وفق التصميم التالي‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬الجرائم الجمركية بين الخصوصية والجنوح‬

‫الفصل الثاني‪ :‬آليات مكافحة الجرائم الجمركية الموافقة لخصوصياتها‬

‫‪ 1‬لحسن بوسقيعة‪ ،‬المنازعات الجمركية في ضوء الفقه واجتهاد القضاء والجديد في أحكام قانون ‪ 98.10‬المعدل‬
‫والمتمم لقانون الجمارك‪ -‬دار الحكمة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر – ‪ 2001‬ص ‪.6‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الجرائم الجمركية بين الخصوصية والجنوح‬

‫تعد الجرائم الجمركية ذات طابع خاص نظرا لتميزها وانفرادها بقواعد خاصة‬
‫تخالف القواعد المألوفة في القانون الجنائي وذلك بسبب صعوبة تحديد هذه األفعال‬
‫وتبيانها‪ ،‬وكذا ارتباطها الوثيق بحياة الدولة المالية واالقتصادية‪.‬‬

‫وعليه سنحاول معالجة هذا الفصل من خالل مبحثين متتاليين‪ ،‬نتطرق في األول‬
‫لخصوصية الجرائم الجمركية‪ ،‬على أن نتعرض في الثاني لتصنيف الجرائم‬
‫الجمركية محاولين أن نلتمس مظاهر شذوذها عن القواعد العامة‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫المبحث األول‪ :‬خصوصية الجرائم الجمركية‬

‫تتسم الجريمة الجمركية ببعض االستثناء والخروج عن المفهوم العادي للجريمة‬


‫وفقا للقانون الجنائي‪ ،‬حيث أن المشرع المغربي في إطار مدونة الجمارك‬
‫والضرائب غير المباشرة جاء بقواعد خاصة ومتميزة‪ ،‬ويتجلى هذا في عناصرها‬
‫التجريمية التي تنفرد بها و كذا في كل ركن من اركانها ‪.‬‬

‫وقصد تسليط الضوء على هذه الجرائم ارتأينا تقسيم هذا المبحث إلى مطلبين‪:‬‬

‫نتناول في المطلب األول ماهية الجريمة الجمركية‪ ،‬وفي الثاني عناصر التجريم‬
‫في الجريمة الجمركية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية الجريمة الجمركية‬

‫إن الوقوف على ماهية الجريمة الجمركية يقتضي بالضرورة التعرض لمفهومها‬
‫وإبراز الخصائص التي تميزها عن الجرائم العادية في القانون الجنائي‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مفهوم الجريمة الجمركية‬

‫لقد عرف المشرع المغربي الجريمة بشكل عام في الفصل ‪ 110‬من مجموعة‬
‫القانون الجنائي واعتبرها " كل عمل أو امتناع مخالف للقانون الجنائي ومعاقب‬
‫عليه بمقتضاه "‪.‬‬

‫بينما تطرق لتعريف الجريمة الجمركية في المادة ‪ 204‬من مدونة الجمارك‬


‫والضرائب غير المباشرة‪ ،‬حيث عرفها بأنها " عمل أو امتناع مخالف للقوانين‬
‫واألنظمة الجمركية ومعاقب عليها بمقتضى هذه النصوص "‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫هكذا يظهر لنا جليا أن المشرع المغربي تبنى نفس المفهوم للجريمة الجمركية في‬
‫كال القانونين‪ ،‬غير أنه تجدر اإلشارة إلى أنه قبل التعديل األخير الذي طال مدونة‬
‫الجمارك والضرائب غير المباشرة في ‪ 5‬يونيو ‪ ،2000‬كان المشرع المغربي‬
‫يستعمل مصطلح مخالف للجريمة الجمركية‪ ،‬رغم أنها كانت أحيانا تأخذ صبغة‬
‫الجنح الضبطية‪ ،‬غير أن هذا المقتضى الذي أسال الكثير من المداد وخلق الكثير من‬
‫الخالف تم تجاوزه بفعل التعديل األخير عند تعريفه الجريمة الجمركية وذلك عندما‬
‫تحدث عن الجنحة والمخالفة‪.2‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬خصائص الجريمة الجمركية‬

‫للجريمة الجمركية جملة من الخصائص التي تميزها وتنفرد بها‪ ،‬حتى أن بعض‬
‫الفقه ذهب إلى إمكانية الحديث عن فرع جديد من فروع القانون الجنائي يسمى‬
‫بالقانون الجنائي الجمركي‪ ،3‬نذكر منها ما يلي‪:‬‬

‫‪ - /1‬تنص المادة ‪ 204‬على أن " الجنحة أو المخالفة الجمركية عمل أو امتناع مخالف للقوانين واألنظمة‬
‫الجمركية ومعاقب عليها بمقتضى هذه النصوص "‪.‬‬
‫‪ - /2‬لحسن بوسقيعة‪ ،‬المنازعات الجمركية في ضوء الفقه واجتهاد القضاء والجديد في أحكام قانون ‪98.10‬‬
‫المعدل والمتمم لقانون الجمارك‪ -‬دار الحكمة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر – ‪ 2001‬ص ‪.10‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬الطابع الشكلي‪:‬‬

‫تتميز الجريمة الجمركية بطابع شكلي وذلك لكون القانون اشترط لقيامها أن تتم في‬
‫شكل معين‪ ،‬ودون أن تتطلب تحقيق نتيجة معينة‪ ،4‬ذلك أن مدونة الجمارك ال تعير‬
‫اهتماما للنتيجة المترتبة عن الفعل المخالف للقوانين واألنظمة الجمركية‪ ،‬ومن‬
‫األمثلة على ذلك ما نص عليه الفصل ‪ 201‬من مدونة الجمارك التي تقضي بأن‬
‫الغرامات الجبائية يجب الحكم بها في جميع الحاالت ولو لم تلحق األفعال المرتكبة‬
‫أي ضرر مادي بالدولة‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫‪ -‬يغلب عليها الطابع المادي‪:‬‬

‫إن الجريمة الجمركية تتحقق في الغالب بمجرد تحقق ماديتها دون حاجة للبحث في‬
‫توفر سوء النية‪.‬‬

‫فمن تجليات هيمنة الركن المادي على هذا النوع من الجرائم ما نصت عليه مدونة‬
‫الجمارك في الفصل ‪ 181‬عندما تحدث عن جنحة التهريب‪ ،‬والذي أوجب على‬
‫األشخاص الموجودة في حوزتهم البضائع الخاضعة للرسوم والمكوس عن االستيراد‬
‫أو األشخاص الذين ينقلون هذه البضائع‪ ،‬أن يدلوا بمجرد ما يطلب منهم ذلك أعوان‬
‫اإلدارة الجمر كية مما يثبت أصلها أو دخولها بصفة قانونية إلى التراب الجمركي‪،‬‬
‫وإال اعتبرت عناصر الجنحة قائمة في حقهم‪ ،‬دون اخد مسألة تهريب هذه البضائع‬
‫بعين االعتبار‪.‬‬

‫من حيث الجزاء‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫فباإلضافة إلى العقوبات الجنائية األصلية أو التكميلية‪ ،‬يوجد أيضا تدابير احتياطية‬
‫والتي يمك ن أن تصدر إما بقرار قضائي أو إداري بأمر من اإلدارة الجمركية‪ ،‬وإن‬

‫‪ - /3‬حتيم عبد القادر‪ ،‬الجريمة الجمركية‪ ،‬مقال منشور في مجلة المرافعة – العدد ‪ ،7‬دجنبر ‪ ،1997‬ص ‪.12‬‬

‫‪8‬‬
‫كان هذا المقتضى األخير ترد عليه العديد من االنتقادات على أن اإلدارة الجمركية‬
‫ال يمكن أن تكون حكما وخصما في نفس الوقت‪.‬‬

‫‪ -‬ذات طابع اقتصادي‪:‬‬

‫مراعاة لكثير من االعتبارات التي تمس مصالح الدولة وخاصة المصالح‬


‫االقتصادية والضريبية وكذا الحفاظ على النظام الجمركي فإن معظم التشريعات‬
‫احتفظت بمبدأ العقاب على الجريمة الجمركية ‪.‬‬

‫لكون هذه األخيرة تتصل اتصاال وثيقا بالنشاط االقتصادي والمالي للدولة‪ ،‬وال‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫سي ما ما للسياسة الجمركية من تأثير على السياسة االقتصادية التي تتبعها الدولة‪،‬‬
‫لتمويل مرافقها العامة‪ ،‬وتنفيذ مشاريع التنمية داخل الوطن‪ ،‬ولعل من أبرز مظاهر‬
‫الطابع االقتصادي للجريمة الجمركية تتجلى في توسيع دائرة المسؤولية عن هذه‬
‫الجرائم‪ ،‬وتقرير أن المسؤولية من فعل الغير باإلضافة إلى إضفاء مزيد من من‬
‫الضمانات إلنجاح السياسة االقتصادية وذلك بالنص على مسؤولية األشخاص‬
‫المعنوية‪ ،‬حيث تعاقب هذه األخيرة بالعقوبات التي تالءم طبيعتها فهي تمسها في‬
‫مالها أو نشاطها كغرامات والمصادرات‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عناصر التجريم في الجرائم الجمركية‬

‫للجريمة بصفة عامة أركان ال يمكن أن تتحقق إال بوجودها‪ ،‬والجريمة الجمركية‬
‫شأنها شأن باقي كل الجرائم حيث ال بد أن تتوفر فيها عناصرها وأركانها‪ ،‬حتى‬
‫تكتسي طابع التجريم‪ ،‬غير أنها تعتبر شاذة ومتمردة عن بعض القواعد األساسية‬
‫للجريمة‪ ،‬األمر الذي يحتم علينا كشفه في كل ركن على حدة‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الركن القانوني‬

‫إن الركن القانوني للجريمة الجمركية يتمثل في النص القانوني الذي يجرم‬
‫ويعاقب على كل إخالل بالقوانين الجمركية‪ ،‬فما دام أن الركن القانوني بالمفهوم‬

‫‪9‬‬
‫المادي‪ ،‬يعني أن التصرف مهم كان ضارا بالفرد أو المجتمع فإنه ال يعتبر جريمة‬
‫إال إذا تدخل المشرع واعتبره كذلك بنصوص قانونية تجرم الفعل أو الترك وتعاقب‬
‫الفاعل‪.5‬‬

‫فإن المادة ‪ 204‬من القانون الجمركي نصت على أن " الجنحة أو المخالفة‬
‫الجمركية عمل أو امتناع مخالف للقوانين واألنظمة الجمركية ومعاقب عليها‬
‫بمقتضى ه ذه النصوص " فهذا النص وباقي النصوص األخرى التي تنظم القانون‬
‫الجمركي هي التي تضفي الشرعية على الجرائم الجمركية‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫غير أنه إذا كان مبدأ الشرعية يقتضي أن يكون الفعل المجرم محددا تحديدا كافيا‬
‫ال يسمح للملزمين باالعتذار بجهله‪ ،‬فإن القانون الجمركي يحدد فقط المبدأ العام‬
‫للجريمة الجمركية وتتكفل اإلدارة بتنظيم شروط التطبيق وهذا يتكرر في أغلبية‬
‫النصوص‪ 6.‬وهذا راجع لعدة اعتبارات منها الطابع التقني للعمل الجمركي وكذا‬
‫صعوبة تحديد بعض األفعال بشكل دقيق‪ ،‬األمر الذي يؤدي بإدارة الجمارك إلصدار‬
‫العديد من المراسيم التي من خاللها تبح تقوم بعمل تشريعي أكثر مما هو تنفيذي‪.‬‬

‫وبالتالي فخصوصية الجريمة الجمركية من ناحية الركن القانوني التي تقوم عليه‬
‫ال يتسم وطبيعة المحافظة على شرعية الجرائم المنصوص عليها في الفصول ‪3‬و‪4‬‬
‫من ق ج‪.‬‬

‫‪ - /4‬أحمد أبو العالء‪ ،‬القانون الجنائي العام بين النظري والتطبيقي‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ 2013 ،‬تطوان‪ .‬ص ‪.19‬‬
‫‪ - /5‬عبد اللطيف بو عالم ‪ ،‬المنازعات الزجرية في القانون الجمركي المغربي‪ ،‬رسالة لنيل الماستر في قانون‬
‫األعمال والمقاوالت‪ ،‬جامعة محمد الخامس – الرباط السنة الجامعية ‪ . 2008-2007‬ص ‪.8‬‬

‫‪10‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الركن المادي‬

‫يعرف الركن المادي للجريمة بأنه النشاط الذي يقوم به الجاني‪ ،‬ويؤدي إلى‬
‫تحقيق النتيجة اإلجرامية‪ ،‬فتصبح عناصره هي نشاط مادي‪ ،‬ونتيجة إجرامية‬
‫‪7‬‬
‫وعالقة سببية‪.‬‬

‫وبالتالي فإن أي فعل يخالف القانون الجمركي يعتبر جريمة جمركية سواء أكان‬
‫ايجابيا أو سلبيا كعدم التصريح مثال بالبضائع أو عدم تسجيلها ببيان الباخرة ‪...‬‬
‫ولهذا فالعمل المخالف للقانون الجمركي ال يتطلب بالضرورة قيام نتيجة وهي‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫حصول الضرر كما هو الحال في الجرائم المادية‪ ،‬بل قد تجرم فقط الخطر وال تعتد‬
‫بالنتيجة‪.‬‬

‫والركن المادي في الجرائم الجمركية يمتاز ببعض الخصوصيات على مستوى‬


‫المحاولة والمشاركة لذلك سنحاول معالجتها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المحاولة‬

‫إن المحاولة في القانون الجنائي معاقب عليها في الجنايات وفي الجنح بمقتضى‬
‫نص خاص‪ ،‬أما المخالفات فال عقاب عليها مطلقا‪ 8.‬أما المحاولة في الجريمة‬
‫الجمركية فهي معاقب عليها كالجريمة التامة نفسها‪ ،‬ولو كانت األفعال التي تتصف‬
‫بها مجرد بداية أو بدءا في التنفيذ وارتكبت خارج التراب الخاضع كالتهريب الذي‬
‫‪9‬‬
‫تبدأ محاوالت مادياته خارج أرض الوطن عبر الحدود المتاخمة للتراب الجمركي‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة في هذا المقام أن المشرع الجمركي لم يحدد عناصر المحاولة‬


‫والمتمثلة في البدء بالشروع في التنفيذ لماديات الجريمة وانعدام العدول اإلرادي‬

‫‪ - /6‬البشير ازميزم‪ ،‬محاضرات في موضوع‪ .‬شرح القانون الجنائي المغربي‪ ،‬القسم العام ‪ ،‬الجزء األول ‪.‬‬
‫السنة الجامعية ‪ 2018-2017‬ص‪.43‬‬
‫‪ - /7‬أنظر الفصول ‪ 116-115-114‬من القانون الجنائي المغربي‪.‬‬
‫‪ - /8‬أنظر الفصل ‪ 206‬من القانون الجمركي‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫حسب القانون الجنائي العام‪ .‬وعموما فالمحاولة الجمركية يعاقب عليها كما يعاقب‬
‫على الجريمة التامة مع العلم أن الجريمة الجمركية هي إما جنحة أو مخالفة سواء‬
‫كانت الجريمة مستحيلة أو خائبة أو شكلية فمتى لم يحصل العدول االختياري وقبل‬
‫التنفيذ يعاقب على المحاولة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المشاركة‬

‫إذا كان المشرع المغربي يميز بين الجناية والجنحة في المشاركة واللتان يعاقب‬
‫المشارك فيهما بنفس عقوبة المرتكب األصلي للجناية أو الجنحة‪ ،‬وأما المشارك في‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫المخالفة ال عقاب عليه‪ ،‬أما العقوبة في المشاركة في الجريمة الجمركية في نفس‬


‫العقوبة المطبقة على المرتكبين األصليين‪ .‬وفي ذلك تنص المادة ‪ 224‬من مدونة‬
‫الجمارك والضرائب غير المباشرة بقولها‪ " ،‬إن الشركاء والمتواطئين في ارتكاب‬
‫جنحة أو مخالفة جمركية تطبق عليهم وفق شروط الحق العام نفس العقوبات المطبقة‬
‫على المرتكبين الرئيسيين للجنحة أو المخالفة الجمركية‪." ...‬‬

‫أما الحاالت التي يعتبر فيها األشخاص متواطئين في ارتكاب الجنحة أو المخالفة‬
‫الجمركية فهي المنصوص عليها في المادة ‪ 221‬من القانون الجمركي في فقرته‬
‫الثالثة‪ ،‬وهي غير الحاالت المنصوص عليها في القانون الجنائي‪ ،‬وبالتالي فهي‬
‫تتوزع بين‪:‬‬

‫‪ -1‬التحريض المباشر على من يرتكب الغش أو تسهيل ارتكابه بأية وسيلة من الوسائل‪،‬‬
‫وذلك باعتبار أن التهريب الجمركي ال يتم من طرف شخص واحد‪ ،‬إذ هو سلسلة‬
‫من األعمال التي يقوم بها عدة أشخاص يؤلفون مشروعات ضخمة ومؤسسات أو‬
‫عصابات خفية‪ .‬مثل تقديم إرشادات وإشعارات تساعد المهربين في انجاز مخالفاتهم‬
‫أو جريمتهم أو إعارة سيارة لنقل البضائع المهربة‪.‬‬

‫‪ -2‬شراء أو حيازة ولو خارج الدائرة بضائع ارتكب الغش بشأنها‪ ،‬بمجرد شراء بضائع‬
‫مهربة أو حيازتها تفترض قيام جريمة المشاركة في الجريمة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -3‬التستر عن تصرفات مرتكبي الغش أو محاولة جعلهم في مأمن من العقاب‪ ،‬وبالتالي‬
‫حتى تقوم جريمة المشارك في الجريمة الجمركية ومعاقبته يجب توافر فعل رئيسي‬
‫معاقب عليه وعمل يكون فعاله للمشاركة‪ ،‬وضرورة توفر القصد أي علم المشارك‬
‫‪10‬‬
‫لما يعتزمه الفاعل األصلي فعله‪ ،‬أو قد يكون قد فعله‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الركن المعنوي‬

‫كما سبق القول فإن للجريمة بصفة عامة أركان ثالثة يقتضي توفرها للقول‬
‫بثبوت الجريمة وهي الركن القانوني المادي والذي سبق لنا أن تطرقنا إليهم‪ ،‬وركن‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫أخير وهو الركن المعنوي الذي هو اإلرادة الجنائية‪ ،‬أي توجيه اإلرادة فعال إلى‬
‫تحقيق النشاط اإلجرامي‪ ،‬أو على األقل تعطيل هذه اإلرادة وارتكاب الجريمة عن‬
‫طريق اإلهمال‪.‬‬

‫وإذا كان هذا المقتضى ينطبق على الجريمة بصفة عامة‪ ،‬فكيف هو األمر بالنسبة‬
‫للجريمة الجمركية؟ هل بدورها تقتضي توفرها على الركن المعنوي؟‪.‬‬

‫إن الجواب على ها السؤال يقتضي التمييز ما بين قبل وبعد تعديل ‪ 5‬يونيو‬
‫‪ 2000‬فقبل هذا التعديل كان الفصل ‪ 205‬ينص على أنه " تتكون المخالفة‬
‫الجمركية بمجرد ارتكابها بصفة مادية دون حاجة إلى اعتبار نية مرتكبها "‪.‬‬

‫لكن بعد إلغاء الفصل ‪ 205‬بمقتضى ظهير ‪ 5‬يونيو ‪ ،2000‬كتن من شأن هذا‬
‫التعديل تعزيز الحماية الجنائية وعدم معاقبة حسني النية‪ ،‬كما من شأنه كذلك إكمال‬
‫عناصر التجريم وانعكاس ذلك إيجابا على العدالة القانونية أثناء المسائلة الجنائية‪.‬‬

‫‪ - /9‬أنظر الفصل ‪ 29‬من القانون الجمركي‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تصنيف الجرائم الجمركية وشذوذها عن القواعد‬
‫العامة‬
‫الجريمة بصفة عامة وبغض النظر عن التعريف الذي منحه لها المشرع في الفصل‬
‫‪ 110‬من القانون الجنائي‪ ،‬تكون إما جناية أو جنحة أو مخالفة وفق القواعد العامة‬
‫للقانون الجنائي‪ ،‬غير أن المشرع من خالل مدونة الجمارك إعتبر الجرائم الجمركية‬
‫فقط إما جنح أو مخالفات‪ ،‬وهو ما نص عليه في الفصل ‪ 279‬من مدونة الجمارك‪.‬‬

‫وقد نظم المشرع المغربي تصنيف الجرائم الجمركية من الفصل ‪ 279‬إلى ‪299‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫من مدونة الجمارك‪ ،‬وتطرق فيها لطبقتين من الجنح‪ ،‬وأربع طبقات من المخالفات‪،‬‬
‫عكس المشرع الفرنسي الذي قسمها إلى خمس طبقات من المخالفات وثالث أنواع‬
‫من الجنح‪.11‬‬

‫لذلك‪ ،‬سوف نح اول التطرق لكل جريمة على حدة منطلقين من الجنح الجمركية‬
‫(المطلب األول) وصوال إلى المخالفات الخاصة بها (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الجنح الجمركية‬

‫نميز في القانون الجمركي بين الجنح من الطبقة األولى (الفقرة األولى) والجنح من‬
‫الطبقة الثانية (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الجنح الجمركية من الطبقة األولى‬

‫لقد خصص المشرع المغربي الفصل ‪ 279‬المكرر مرتين من مدونة الجمارك‬


‫للجنح الجمركية من الطبقة األولى‪ ،‬وهي تتمحور أساسا في كل فعل جرمي يكتسي‬
‫درجة قصوى من الخطورة حيث نجده يتعلق أساسا بإستيراد أو تصدير أو حيازة‬

‫‪Art 408: il existe cinq classes des contraventions douaniers et trois de d élits 11‬‬
‫‪douqniers.‬‬

‫‪14‬‬
‫المخدرات‪ ،‬وجاء بالفصل المذكور أن األفعال اآلتي ذكرها تعتبر جنح جمركية من‬
‫الطبقة األولى‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ - 1‬إستيراد أو تصدير المخدرات والمواد المخدرة ومحاولة إستيرادها أو‬


‫تصديرها بدون رخصة أو تصريح؛ وكذا إستيرادها أو تصديرها بحكم تصريح غير‬
‫صحيح أو غير مطابق؛‬

‫أمام هذه الفئة من الجنح الجمركية من الطبقة األولى المنصبة على المخدرات وجب‬
‫إعطاء تعريف لهذه األخيرة‪ ،‬وفي هذا اإلطار فلقد سبق للجنة للمخدرات باألمم‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫المتحدة أن عرفت المواد المخدرة بكونها "كل مادة أو مستحضر تحتوي على‬
‫عناصر منومة أو مسكنة من شأنها عند إستخدامها في غير األغراض الطبية أو‬
‫الصناعية أن تؤذي في حالة من التعود أو اإلدمان عليها مم يضر بالفرد والمجتمع‬
‫جسمانيا ونفسيا وإجتماعيا"‪.12‬‬

‫وبالرجوع إلى الصورة األولى من الجنح الجمركية من الطبقة األولى‪ ،‬نجد أن‬
‫المخدرات بجميع أصنافها يحظر التعامل بها ما لم تكن خاضعة للترخيص‪ ،‬ما يفيد‬
‫أن المشرع قيد التعامل بها شرط وجود ترخيص‪ ،‬وما يقر األمر أن المادة ‪ 1‬من‬
‫مدونة الجمارك قد جعلتها قابلة للترخيص؛ وورد في هذا الصدد قرار لمحكمة‬
‫النقض بتاريخ ‪ 08‬ماي ‪ 2000‬جاء فيه‪" :‬المخدرات خاضعة للتصريح الجمركي‬
‫كونها بضاعة محظورة وال يجوز التعامل بها إال بوجود ترخيص"‪.‬‬

‫‪ - 2‬الحيازة غير المبررة بمفهوم الفصل ‪ 181‬من مدونة الجمارك للمخدرات‬


‫والمواد المخدرة؛‬

‫‪ 12‬تم تعريف المخدرات أيضا بكونها "كل مادة تؤثر على النشاط الذهني والحالة النفسية لمتعاطيها سواء كانت‬
‫طبيعية أو تصنيعية أو كيماوية ويؤدي تناولها لغير قصد العالج إلى أضرار نفسية وإجتماعية‪ ،‬والبد من النص‬
‫على تجريمها من أجل المعاقبة عليها"‪.‬‬
‫بدر الوهاب عافالني‪ ،‬القانون الجنائي الجمركي‪ ،‬بحث لنيل الدراسات العليا المعمقة‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية واإلقتصادية واإلجتماعية‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬وحدة قانون األعمال ‪ ،2001-2000‬ص ‪.105‬‬

‫‪15‬‬
‫لقد أثارت هذه الصورة من الجنح الجمركية من الطبقة األولى نقطة مهمة تتعلق‬
‫بتحديد مفهوم الحيازة في إطار الفصل ‪ 181‬من مدونة الجمارك‪ ،‬وأنتجت جدال‬
‫قانونيا بخصوص تحديد مفهومها وحصر عناصرها المادية‪ ،‬فهناك من إعتبرها تلك‬
‫الحيازة المادية الصرفة المتمثلة في التالمس مباشر بين المخالف والمادة المخدرة‪،‬‬
‫ما يفيد أنه إذا لم يقع هناك حيازة مادية فإنه ال يمكن الحديث عن وجود جريمة‬
‫جمركية‪ ،‬غير هناك من ذهب إلى خالف ذلك لما إعتبر أن مجرد السيطرة الفعلية‬
‫على المخدر تعتبر حيازة بمفهومها القانوني وليس بالضروري أن يكون هناك‬
‫تالمس مباشر للقول بوجود الحيازة في القانون الجمركي‪.13‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫وفي هذا النقاش أدلى القضاء المغربي بدلوه في الموضوع لما إعتبر أن الحيازة في‬
‫القانون الجمركي السيما حيازة المخدرات ال تستلزم أن تكن مادية صرفة‪ ،‬حيث‬
‫جاء في قرار لمحكمة النقض بتاريخ ‪ 25‬نونبر ‪ 2009‬أن "عنصر الحيازة الغير‬
‫مبررة للمخدرات يتحقق إما وقاعا بمالمستها بصفة مباشرة من طرف المتهم‪ ،‬وإما‬
‫حكما بالسيطرة الفعلية عليها بواسطة الغير‪ ،‬حتى ولو لم يحصل أي إتصال مباشر‬
‫بها من طرف المتهم"‪.‬‬

‫‪ - 3‬كل خرق لألحكام المتعلقة بحركة وحيازة المخدرات والمواد المخدرة داخل‬
‫دائرة الجمارك؛‬

‫هذه الحالة تعتبر إحدى صور التهريب‪ ،‬وذلك حسب الفقرة الثانية من الفصل ‪282‬‬
‫من مدونة الجمارك‪ ،‬لكن ما يالحظ أن المشرع تشدد في عقوبتها عندما تعلق األمر‬
‫بالمخدرات أو المواد المخدرة‪ ،14‬ذلك أن التهريب يعد من الجنح الجمركية من‬
‫الطبقة الثانية التي يتم العقاب عليها بعقوبات أخف من الجنح الجمركية من الدرجة‬

‫‪ 13‬حفيظ بن محمد لحماوي صافي‪ ،‬المنازعات الجمركية الزجرية على ضوء العمل القضائي المغربي‪ ،‬مطبعة‬
‫الخوارزمي – تطوان‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2017‬ص ‪.16‬‬
‫‪ 14‬عبد اللطيف بوعالم‪ ،‬المنازعات الزجرية في القانون الجمركي المغربي‪ ،‬بحث لنيل الماستر‪ ،‬جامعة محمد‬
‫الخامس ‪ -‬السويسي‪ ،‬كلية العلوم القانونية واإلقتصادية واإلجتماعية‪ ،‬الرباط‪ ،‬ماستر قانون األعمال والمقاولة‬
‫‪ ،2008-2007‬ص ‪.30‬‬

‫‪16‬‬
‫األولى‪ ،‬لكن المشرع قد إرتأى لما لهذه الصورة من صور التهريب من خطورة‬
‫ضرورة إعتبارها من جنح الطبقة األولى وإقرانها بأقسى الجزاءات‪.‬‬

‫‪ - 4‬وجود مخدرات أو المواد المخدرة في مستودع أو مخازن وساحات‬


‫اإلستخالص الجمركي‪.‬‬

‫إن مجرد وجود مخدرات أو مواد مخدرة في مستودع أو مخازن وساحات‬


‫اإلستخالص الجمركي يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون الجمركي‪ ،‬ألن هذا القانون‬
‫يحضر وجود هذه المادة حتى ولو كانت مخزنة بدون ترخيص‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الجنح الجمركية من الطبقة الثانية (التهريب‬


‫نموذجا)‬

‫لقد حدد المشرع المغربي في الفصل ‪ 281‬من مدونة الجمارك الجنح الجمركية من‬
‫الطبقة الثانية في األفعال التالية‪:‬‬

‫‪ - 1‬التهريب المعرف به في الفصل ‪ 282‬من مدونة الجمارك؛‬

‫‪ - 2‬كل زيادة غير مبررة في الطرود وبصفة عامة كل زيادة في العدد تثبت عند‬
‫القيام بإحصاء في المستودع أو في المستودع الصناعي الحر؛‬

‫‪ - 3‬وجود بضائع في المستودع ال تستفيد من نظام المستودع لسبب غير سبب‬


‫عدم صالحيتها للحفظ؛‬

‫‪ - 4‬خرق مقتضيات الجزء الثامن من هذه المدونة والمتعلق بالضرائب غير‬


‫المباشرة؛‬

‫‪ - 5‬خرق مقتضيات الفقرة ‪ 1‬من الفصل ‪ 46‬من مدونة الجمارك؛‬

‫‪ - 6‬خرق مقتضيات الفصل ‪ 56‬من مدونة الجمارك؛‬

‫‪17‬‬
‫‪- 7‬كل عمل أو مناورة تنجز بطرق معلوماتية أو إلكترونية‪ ،‬ترمي إلى إتالف واحد‬
‫أو أكثر من المعلومات المختزنة في النظم المعلوماتية لإلدارة‪ ،‬عندما يكون‬
‫الغرض من هذا اإلتالف هو التملص من رسم أو مكس أو الحصول بصفة غير‬
‫قانونية على إمتياز معين؛‬

‫‪ - 8‬إستيراد أو تصدير البضائع المحظورة‪ ،‬أو أنجزت عن طريق مكتب الجمرك‬


‫إما بدون تصريح مفصل أو بحكم تصريح غير صحيح أو غير مطابق للبضائع‬
‫المقدمة؛‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫‪ - 9‬وجود بضائع في مخازن وساحات اإلستخالص الجمركي الواقعة خارج‬


‫الحظائر الجمركية للموانئ والمطارات والتي تقصى من هذه المخازن والساحات‬
‫الجمركية طبقا ألحكام الفقرة ‪ 3‬من الفصل ‪ 62‬من مدونة الجمارك‪.‬‬

‫ونظرا لتعدد الجنح المنوطة بالطبقة الثانية سنقتصر على دراسة جريمة أو جنحة‬
‫التهريب نظرا لكثرة صورها وتركيز المشرع عليها من جهة (أوال) وتأثيرها على‬
‫اإلقتصاد الوطني من جهة أخرى (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم التهريب وفق مدونة الجمارك‬

‫إن المشرع المغربي في معرض تحديده للجنح الجمركية من الطبقة الثانية تطرق‬
‫لتعريف التهريب في الفصل ‪ 282‬من مدونة الجمارك‪ ،‬معتبرا إياه‪:‬‬

‫‪-‬اإلستيراد أو التصدير خارج مكاتب الجمرك وبوجه خاص الشحن والتفريغ والنقل‬
‫من سفينة إلى أخرى أو من طائرة إلى أخرى خارج نطاق الموانئ والمطارات‬
‫حيث تتواجد مكاتب الجمرك‪.‬‬

‫‪-‬كل خرق ألحكام هذه المدونة المتعلقة بحركة أو حيازة البضائع داخل المنطقتين‬
‫البرية والبحرية لدائرة الجمارك‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪-‬حيازة البضائع الخاضعة ألحكام الفصل ‪ 181‬عندما تكون هذه الحيازة غير مبررة‬
‫أو عندما تكون المستندات المدلى بها على سبيل اإلثبات مزورة أو غير صحيحة أو‬
‫غير تامة أو غير مطابقة‪.‬‬

‫‪-‬اإلستيراد أو التصدير بدون تصريح عندما تكون البضائع المارة من مكتب جمركي‬
‫قد وقع التستر عنها عند إجراء المعاينة من طرف اإلدارة بإخفائها في مخابئ أعدت‬
‫خصيصا لذلك أو بأماكن غير معدة عادة لتلقي هذه البضائع‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬آثار التهريب على اإلقتصاد الوطني‬


‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫يشكل التهريب أخطر الجرائم التي تهدد المقاولة المغربية نظرا لوجود بضائع‬
‫أجنبية داخل التراب الوطني بشكل غير قانوني‪ ،‬فالتهريب أضحى ظاهرة معقدة‬
‫نظرا إلزدياد وثيرته داخل النسيج اإلقتصادي المغربي‪.‬‬

‫وقد ساعدت مجموعة من العوامل على تفاقم هذه الظاهرة‪ ،‬كإقتناء البضائع المهربة‬
‫من مناطق معفاة وإفالتها من الرسوم المستحقة على الواردات‪ ،‬وهذه الظاهرة ليست‬
‫من إحتكار الشرائح اإلجتماعية الضعيفة‪ ،‬بل هناك محترفين من ذوي رؤوس‬
‫األموال هم الذين يمارسون هذا النشاط‪ ،‬كما أن إقبال المستهلك المغربي على‬
‫المنتوجات األجنبية يساهم في إزدياد الظاهرة‪ ،‬إضافة إلى تعداد أبواب وقنوات‬
‫التهريب‪.15‬‬

‫فالتهريب إذن يعد سرطان النسيج اإلقتصادي وعواقبه وخيمة على اإلقتصاد‬
‫والمجتمع‪ ،‬فهو ينافس المنتوجات والمصنوعات المحلية بصفة غير قانونية مما‬
‫يتسبب في إغالق وحدات اإلنتاج وخسائر في المبيعات ويؤثر على األرباح وإزدياد‬
‫البطالة وعلى اإلستثمارات المحلية‪ ،‬كما أنه يلحق أضرار فادحة بالنمو اإلقتصادي‪.‬‬

‫‪ 15‬عبد الرزاق بلقسح‪ :‬النزاعات الجمركية الزجرية‪ ،‬مجلة المحاكم المغربية‪ ،‬عدد ‪ 87‬مارس ‪ -‬أبريل‪ ،‬الجزء‬
‫األول‪ ،2001 ،‬ص ‪.118‬‬

‫‪19‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬المخالفات الجمركية‬
‫إن آثار إرتكاب المخالفات الجمركية على اإلقتصاد الوطني أقل بدرجة من إرتكاب‬
‫الجنح الجمركية‪ ،‬نظرا لما خصصه المشرع من مقتضيات خاصة لها‪ ،‬وحدد لها‬
‫عقوبات متفاوتة من حيث النتيجة اإلجرامية‪.‬‬

‫لقد صنف المشرع المغربي المخالفات الجمركية في الفصول من ‪ 284‬إلى ‪299‬‬


‫إلى أربع طبقات ورتبها حسب خطورة الفعل الجرمي‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬المخالفات الجمركية من الطبقة األولى‬


‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫لقد جاء في الفصل ‪ 285‬من مدونة الجمارك تحديد كامل وحصر شامل لجميع‬
‫المخالفات الجمركية من الطبقة األولى‪ ،‬والتي هي‪:‬‬

‫‪ - 1‬إستيراد أو تصدير البضائع المحظورة‪ ،‬المشار إليها في البند "ب" من الفقرة‬


‫األولى من الفصل ‪ 23‬من مدونة الجمارك عن طريق مكتب للجمرك بدون تصريح‬
‫مفصل‪.‬‬

‫يقصد بها كل البضائع المحظور ة التي ال يحق إستيرادها أو تصديرها‪ ،‬وجاء في‬
‫حكم إلدارية الدار البيضاء بتاريخ ‪ 22‬أكتوبر ‪ 2008‬على أنه‪" :‬لكن حيث إن‬
‫السيوف تعتبر سالحا بمفهوم الفصل ‪ 303‬من القانون الجنائي كما عدل بمقتضى‬
‫القانون رقم ‪ 38.00‬بتاريخ ‪ 15‬يناير ‪.2001‬‬

‫وحيث إن الفصل ‪ 23‬من مدونة الجمارك والضرائب غير المباشرة تنص على أنه‪،‬‬
‫تطبيق هذه المدونة تعتبر محظورة جميع البضائع التي يكون إستيرادها أو‬
‫تصديرها‪:‬‬

‫ممنوعا بأي وجه من الوجوه؛‬

‫‪20‬‬
‫أو خاضعا لقيود أو ضوابط الجودة أو التكييف أو اإلجراءات الخاصة‪.‬‬

‫وحيث إن السيوف المحجوزة تعتبر سالحا بمفهوم المادة ‪ 303‬من القانون الجنائي‬
‫ومن البضائع المحظورة‪."...‬‬

‫‪ - 2‬اإلستيراد أو التصدير بدون تصريح مفصل عن طريق مكتب للجمرك إذا كان‬
‫ينتج عن عدم التصريح التجانف عن رسم أو مكس أو التملص منه؛‬

‫تتميز هذه المخالفة بسهولة إرتكابها‪ ،‬فهي تتضمن عمل إيجابي يتمثل في إجراء‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫عملية اإلستيراد أو التصدير‪ ،‬وشقا يتمثل في عدم إجراء التصريح المفصل‪.‬‬

‫وهي تشبه الصورة الرابعة للتهريب المنصوص عليها في الفصل ‪ ،282‬وذلك‬


‫عندما تكون البضائع قد تم إستيرادها أو تصديرها عن طريق مكتب جمركي بدون‬
‫تصريح ووقع التستر عنها‪ ،‬لكن الفرق أن في هذه الصورة ال يشترط المشرع أن‬
‫يكون قد وقع التستر عن البضاعة عند مرورها بمكتب جمركي ولكن يشترط النتيجة‬
‫اإلجرامية وهي التجانف عن رسم أو مكس أو التملص منه‪.16‬‬

‫‪ - 3‬عدم القيام داخل اآلجال المحددة بإيداع التصريح التكميلي المنصوص عليه‬
‫في الفصل ‪ 76‬المكرر من مدونة الجمارك؛‬

‫لتبسيط إجراءات اإلستخالص الجمركي‪ ،‬قد تسمح اإلدارة بإيداع تصاريح إحتياطية‬
‫أو مبسطة على أن يتم تقديم تصريح تكميلي مطابق لنموذج المنصوص عليه في‬
‫الفقرة ‪ 3‬من الفصل ‪ 94‬داخل اآلجال المحددة بقرار لوزير المالية‪.‬‬

‫‪16‬عبد اللطيف بوعالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.30‬‬

‫‪21‬‬
‫لذلك فالفصل ‪ 94‬من القانون الجمركي يعاقب على عدم التصريح التكميلي داخل‬
‫‪17‬‬
‫اآلجال القانونية المحددة في القرار‪.‬‬

‫‪- 4‬حيازة البضائع من األماكن المشار إليها في الفصل ‪ 27‬من مدونة الجمارك‪،‬‬
‫بعد إيداع التصريح المفصل‪ ،‬دون أن تكون الرسوم والمكوس قد تم أداؤها أو‬
‫ضمانها وقبل تسليم رفع اليد عن البضائع؛‬

‫طبقا لمقتضيات لمقتضيات الفصل ‪ 100‬فإنه ال يمكن حيازة أية بضاعة من مكاتب‬
‫الجمرك أو من األماكن المعنية طبقا للفصل ‪ 27‬ودون أن تكون الرسوم الواجبة قد‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫تم سلفا أداؤها أو ضمانها ودون أن يكون قد منح في شأنها رفع اليد عن البضائع‬
‫من طرف اإلدارة‪.‬‬

‫‪ – 5‬عدم تقديم البضائع الموضوعةبمخازن وساحات اإلستخالص الجمركي‪،‬‬


‫حسبما هو معرف به في الفصل ‪ 61‬بمجرد ما يطلب ذلك أعوان اإلدارة وكذا‬
‫البضائع المقدم بشأنها التصريح الموجز والمشار إليه في الفصل ‪ 59‬المكرر من‬
‫هذه المدونة؛‬

‫هذه الحالة هي بمثابة التهريب الحكمي حتى ولو لم يحصل المهرب على ما أراده‪،‬‬
‫فالمشرع أقر بالمسؤولية المفترضة‪ ،‬فبمجرد توهم الموظفين أنهم خدعوا من‬
‫المهرب تقوم قرينة التهريب على هذا األخير‪.18‬‬

‫‪ – 6‬عدم تقديم البضائع المودعة تحت نظام المستودع عند أول طلب ألعوان‬
‫اإلدارة؛‬

‫‪17‬قرار لوزير المالية رقم ‪ 1068-00‬الصادر في ‪ 24‬أغسطس ‪.2004‬‬


‫‪18‬عبد اللطيف بوعالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ – 7‬عدم تقديم البضائع الموضوعة تحت نظام العبور والوثائق الجمركية التي‬
‫يجب أن ترفق بها بمجرد ما يطلب ذلك أعوان اإلدارة؛‬

‫نظام العبور حسب مقتضيات الفصل ‪ 155‬من القانون الجمركي‪ ،‬نظام يساعد على‬
‫نقل البضائع تحت رعاية الجمرك من مكتب أو مستودع جمركي إلى مكتب أو‬
‫مستودع جمركي آخر‪ ،‬وتستفيد من وقف الرسوم والمكوس المفروضة عليها‪.‬‬

‫‪ – 8‬كل شطط متعمد في إستعمال أنظمة المستودع الصناعي الحر أو القبول‬


‫المؤقت لتحسين الصنع الفعال أو القبول المؤقت أو العبور أو التحويل تحت مراقبة‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫الجمرك حسب مدلول الفصل ‪ 286‬من مدونة الجمارك؛‬

‫‪ – 9‬عدم تقديم البضائع الموضوعة تحت نظام المستودع الصناعي الحر أو عدم‬
‫إثبات إستعمال البضائع المذكورة بمجرد ما يطلب ذلك أعوان اإلدارة؛‬

‫‪ – 10‬عدم تقديم البضاعة المودعة تحت مسؤولية الحارس األمين عليها‪ ،‬بمجرد‬
‫ما يطلب ذلك أعوان اإلدارة؛‬

‫‪ – 11‬خرق مقتضيات الجزء السادس المكرر من هذه المدونة‪ ،‬المتعلق بمراقبة‬


‫أنظمة اإلعفاء أو وقف إستيفاء الرسوم والمكوس عند اإلستيراد؛‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المخالفات الجمركية من الطبقة الثانية‬

‫لقد حدد المشرع المغربي في الفصل ‪ 294‬من مدونة الجمارك المخالفات من الطبقة‬
‫الثانية‪ ،‬واعتبرها كل‪:‬‬

‫‪ - 1‬تحويل بضائع من مستودع إلى آخر أو كل مناولة جرت فيه بذون إذن؛‬

‫‪23‬‬
‫البضائع في المستودع تخضع لمراقبة إدارة الجمارك‪ ،‬وكل تحويل يحتاج إلى إذن‬
‫جديد وإال إعتبر مخالفة معاقب عليها طبقا للفصل ‪ 239‬من مدونة الجمارك‪ ،‬وكذلك‬
‫كل مناولة جرت بدون إذن يعاقب عليها طبقا للفصل ‪ 293‬من مدونة الجمارك‪.‬‬

‫‪ - 2‬عدم القيام بالتصدير أو اإليداع في المستودع داخل اآلجال فيما يخص‬


‫البضائع أو األشياء أو األدوات أو المنتوجات الموضوعة‪:‬‬

‫‪ .‬إما تحت نظام القبول المؤقت لتحسين الصنع‪.‬‬


‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫‪ .‬وإما تحت نظام القبول المؤقت‪.‬‬

‫‪ - 3‬عدم القيام داخل اآلجال المحددة بتسوية وضعية البضائع الموضوعة وفق‬
‫نظام المستودع أو المستودع الصناعي الحر أو تحت نظام العبور أو التحويل تحت‬
‫مراقبة الجمرك؛‬

‫قد نص الفصل ‪ 127‬من مدونة الجمارك من أنه تحدد المدة القصوى لبقاء البضائع‬
‫في ثالث سنوات فيما يخص المستودع العمومي وسنتين فيما يخص المستودع الحر‬
‫إبتداءا من تاريخ تسجيل تصريح التدخل بالدخول‪.19‬‬

‫‪ - 4‬كل تصريح غير صحيح أو مناورة عند اإلستيراد أو التصدير عندما ينتج عن‬
‫هذا التصريح غير الصحيح أو هذه المناورة التجانف عن رسم أو مكس أو‬
‫التملص منهما؛‬

‫‪ - 5‬خرق مقتضيات الفصول ‪ )1(32‬إلى ‪ )2(38‬و‪)2(46‬و‪ 47‬و‪)3(49‬‬


‫و‪ )2(50‬و‪ 55‬و‪ )2(57‬و‪ 68‬و‪ 69‬و‪ )2(76‬من مدونة الجمارك؛‬

‫‪19‬عبد اللطيف بوعالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.45‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ - 6‬إستيراد أو تصدير بضائع غير محظورة أنجز عن طريق مكتب للجمرك إما‬
‫بدون تصريح مفصل أو بحكم تصريح غير صحيح أو غير مطابق للبضائع المقدمة‬
‫عندما ال ينتج عن ذلك تجانف عن رسم أو مكس أو تملص منهما؛‬

‫‪ - 7‬رفض تسليم الوثائق المشار إليها في الفصل ‪42‬من مدونة الجمارك؛‬

‫‪ – 8‬كسر أو إتالف األختام المستعملة من طرف أعوان اإلدارة كما هو منصوص‬


‫عليه في الفصل ‪ 40‬مكرر؛‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬المخالفات الجمركية من الطبقة الثالثة‬

‫جاء بالفصل ‪ 297‬من مدونة الجمارك أن المخالفات الجمركية من الطبقة الثالثة هي‬
‫كل تصريح غير صحيح أو مناورة تهدف أو تؤدي إلى الحصول كال أو بعضا على‬
‫إرجاع مبلغ أو منفعة ما ترتبط بالتصدير‪.‬‬

‫تهم هذه المخالفات بالدرجة األولى نظام اإلستيراد أو الدراوباك‪ ،20‬وقد جاءت هذا‬
‫الفصل بهاته المقتضيات الزجرية معاقبة لكل متالعب يهدف من وراء إرتكابه هذه‬
‫الجريمة الحصول على إسترجاع منافع مرتبطة بالتصدير أكثر مما يستحق وفقا‬
‫للقانون‪.‬‬

‫الفقرة الرابعة‪ :‬المخالفات الجمركية من الطبقة الرابعة‬

‫تشكل مخالفات جمركية من الطبقة الرابعة حسب الفصل ‪ 299‬من مدونة الجمارك‪،‬‬
‫األفعال المخالفة ألحكام‪:‬‬

‫‪ 20‬نظام اإلستيراد أو الدراوباك نظام يمكن من إسترجاع مقدار من الرسوم والمكوس التي أداها عند إستيراد‬
‫بضاعة أجنبية أدمجت في صنع بضائع ثم تصديرها‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ -‬القوانين واألنظمة المكلفة اإلدارة بتطبيقها عندما ال تكون هذه المخالفة معاقب‬
‫عنها خصيصا بنص خاص؛‬

‫‪ -‬هذه المدونة والنصوص المتخذة لتطبيقها عندما ال تكون هذه المخالفات معاقب‬
‫عنها خصيصا بهذه المدونة‪.‬‬

‫وتطبق أحكام الفقرة السابعة بالخصوص على‪:‬‬

‫‪ - 1‬كل إغفال أو عدم صحة بشأن أحد البيانات الواجب تضمينها في التصريحات‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫عندما ال يكون للمخالفات الجمركية أي تأثير على تطبيق الرسوم أو المكوس أو‬
‫تدابير الحظر أو القيود؛‬

‫‪ - 2‬كل إغفال تقييد في السجالت المبوبة والسجالت وغيرها من الوثائق التي‬


‫يكون إمساكها إجباريا؛‬

‫‪ - 3‬عدم التنفيذ الكلي أو الجزئي لإللتزامات المتعهد بها في مستند جمركي؛‬

‫‪ - 4‬خرق مقتضيات الفصول ‪ 36‬و‪ )1( 49‬و‪1(53‬و‪ )2‬و‪ )1(54‬و‪1(57‬و‪)3‬‬


‫من مدونة الجمارك؛‬

‫‪ - 5‬كل خرق لتدابير إحتياطية أمرت بها السلطة اإلدارية؛‬

‫‪ - 6‬المخالفات ألحكام الفصل ‪-1(23‬ب) بشأن عدم مراعاة ضوابط الجودة أو‬
‫التكييف المفروضة عند اإلستيراد أو التصدير عندما ال يترتب عن هذه المخالفات‬
‫أي أثر ضريبي؛‬

‫‪26‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات مكافحة الجرائم الجمركية الموافقة‬
‫لخصوصياتها‬

‫لقد نص المشرع المغربي على مجموعة من األليات والتدابير أثناء وضعه لمدونة‬
‫الجمارك والضرائب غير المباشرة الهادفة إلى ردع ووضع حد لكل الجرائم‬
‫الجمركية‪ ،‬وبمجرد قيام هذه الجرائم من شأنه تحريك مجموعة من المساطر‬
‫واإلجراءات بحيث قد تكون هذه المساطر‪ ،‬مساطر ذات طبيعة إدارية شبه قضائية‬
‫كما قد تكون ذات طبيعة قضائية صرفة وذلك بحسب الحاالت المنصوص عليها في‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫هذا القانون بحيث يمكن متابعة مرتكبي هذه األفعال المخالفة للقوانين واألنظمة‬
‫الجمركية المنصوص عليها في مدونة الجمارك بجميع الطرق القانونية مع مراعاة‬
‫األحكام المتعلقة بالمتابعات أمام المحاكم‪.‬‬

‫وبا لتالي سوف نتطرق في هذا الفصل إلى كل من االليات اإلدارية لمكافحة الجرائم‬
‫الجمركية (المبحث األول) لنتطرق في (المبحث الثاني) لآلليات الزجرية‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اآلليات اإلدارية الشبه قضائية لمكافحة الجرائم‬


‫الجمركية‬

‫تعتبر الجريمة الجمركية فعال ماديا تتجلى في مخالفات مادية للقانون الجمركي من‬
‫خالل إتيان فعل جرمي معاقب عليه بمقتضى مدونة الجمارك بنص صريح‪ ،‬وكل‬
‫جريمة جمركية تنتج عنها عدة آثار من شأنها أن تساهم في تحريك مجموعة من‬
‫المساطر ليس بالضرورة قضائية المتمثلة في حق إدارة الجمارك اتخاذ جميع‬
‫اإلجراءات اإلدارية التي من شأنها الحد من آثار الجريمة الجمركية أو ضمان‬
‫مستحقاتها المالية كما هو الحال بالنسبة للتدابير التحفظية واالمتيازات المخصصة‬

‫‪27‬‬
‫لفائدتها (المطلب األول)‪ ،‬وفي أحيان أخرى إنهاء النزاع الجمركي من خالل عقد‬
‫المصالحة الجمركية (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬للتدابير التحفظية واالمتيازات المخصصة لفائدة‬


‫إدارة الجمارك‬

‫أعطى المشرع بموجب مدونة الجمارك صالحيات ومهام واسعة إلدارة الجمارك‬
‫والتي باتباعها تضمن حقها في الحصول على تعويضات مالية نتيجة قيام جريمة‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫جمركية‪ ،‬ومن أمثلة ذلك حيازة البضائع الخاضعة للقانون الجمركي بحيث يحق لها‬
‫‪ -‬إدارة الجمارك ‪ -‬بيعها إذا كان ليس بإمكانها االحتفاظ بها كما يحق لها اتالفها في‬
‫حال ثبت أنها غير صالحة لالستهالك أو االستخدام دون أن ننسى صالحيتها في‬
‫فرض كفالة مالية في حال أرادت رفع اليد على المحجوزات والسلطات المخولة لها‬
‫لضمان أداء الواجبات الجمركية كأحد أبرز‬ ‫في اتخاذ اإلجراءات التحفظية‬
‫االمتيازات المخصصة إلدارة الجمارك‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬التدابير التحفظية‬

‫إن منطوق الفصل ‪ 266‬من مدونة الجمارك ينص صراحة على أن البضائع‬
‫ووسائل النقل المحجوزة التي ال يمكن االحتفاظ بها دون أن تتعرض للتلف أو‬
‫للنقصان في قيمتها تباع من طرف اإلدارة بناء على أمر صادر عن قاض أقرب‬
‫محكمة ابتدائية وينفذ هذا األمر رغم التعرض أو االستئناف‪،‬وفي حال البيع يودع ما‬
‫تم استخالصه بصندوق قابض الجمارك للتصرف فيه طبقا لما تبت به في النهاية‬
‫المحكمة المكلفة بالنظر في الحجز‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫وجدير بالذكر أن مقتضيات الفصل ‪ 266‬من مدونة الجمارك تثير مجموعة من‬
‫االشكاليات العملية السيما أن ماتحجزه إدارة الجمارك من بضائع ووسائل النقل‬
‫يعتبر في قانون المسطرة الجنائية محجوزا ناتجا عن جريمة جمركية‪ ،‬وفي نفس‬
‫الوقت يعتبر وسيلة من وسائل اإلقناع التي يتعين أن ترجع اليه محاكم الموضوع‬
‫عند البت في القضايا المعروضة عليها بهذا الخصوص‪.21‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫فإذا كان الفصل المذكور يسعف إدارة الجمارك في بيع المحجوزات فإنه يتعين‬
‫عليها مراعاة الشروط المنصوص عليها في الفصل ‪ ،266‬المتمثلة في ضرورة‬
‫إثبات أن المحجوز ال يمكن االحتفاظ به دون أن يتعرض للتلف أو للنقصان في‬
‫قيمته مع استصدارها أمرا من المحكمة قصد السماح لها بالبيع مما يفيد على أن‬
‫إدارة الجمارك في حال قامت ببيع المحجوز دون توفر الشروط المذكورة وبدون‬
‫أمر من المحكمة‪ ،‬تكون حينها تحت حكم المتعسفة في استعمال السلطةوقد يكون‬
‫فعلها مشوبا بنوع من الخطورة ألنه ساهم في تبديد محجوز له أهمية بالغة في‬
‫تكوين قناعة المحكمة الزجرية‪.‬‬

‫كذلك حينما استعمل المشرع عبارة ال يمكن االحتفاظ بالمحجوز دون تعرضه للتلف‬
‫أو لنقصان في قيمته‪ ،‬فهو إذن كل محجوز ال يمكن االحتفاظ به ولو لمدة من الزمن‬
‫تتجاوز الحد المألوف والذي يحتم على اإلدارة سلوك مسطرة البيع في وقت ال‬
‫يتجاوز أسبوعا واحدا فإذا قامت إدارة الجمارك ببيع المحجوز سبق االحتفاظ به‬
‫لمدة ليست بيسيرة أو خضوعه إلجراء من إجراءات التحقيق كالخبرة أو صدر‬
‫بشأنه حكم غير حائز لقوة الشيء المقضي به قاضي باإلرجاع‪ ،‬في الوقت الذي‬

‫‪ 21‬الدكتور حافظ بن محمد الحمادي الصافيالمنازعات الجمركية الجزرية على ضوء العمل القضائي المغربي‬
‫الطبعة األولى ‪ 2017‬مطبعة الخوارزمي ص‪.87 :‬‬

‫‪29‬‬
‫أقدمت إدارة الجمارك على هذا االجراء رغم عدم توفر الشرط المنصوص عليه في‬
‫نفس المادة يعتبر تصرفا مشوبا بالتعسف ويرتب مسؤوليتها اإلدارية‪ ،‬وهو ما جاء‬
‫في حيثيات قرار صادر عن استئنافية الرباط اإلدارية‪.22‬‬

‫إن توفر شروط المادة ‪ 266‬يرفع عن إدارة الجمارك المسؤولية المرفقية‬


‫المنصوص عليها بالفصل ‪ 232‬من نفس المدونة‪ ،‬في حال أمرت المحكمة بإجراء‬
‫خبرة على محجوز تبين بيعه‪ ،‬يتعين على االدارة المعنية بمجرد‬
‫استدعاءهاأوإشعارها بتقرير الخبير أن تباشر إلى تقديم األدلة على تطبيق مقتضيات‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫الفصل ‪ 266‬بخصوص المحجوز موضوع الخبرة مع تبيان قيمة البيع‪ ،‬وما يثبت‬
‫ذلك من وثائق الموضوع حينها ستبت المحكمة في المحجوز بما يخوله القانون‬
‫ووفق ما يقتضيه الفصل ‪ 266‬حيث يتعين عليها األمر بتسليم المخالف القيمة المالية‬
‫للمحجوز الذي تم بيعه المحتفظ به من طرف السيد القابض إلدارة الجمارك أي أن‬
‫المبلغ المتحصل عليه من البيع يوضع رهن إشارة القابض إلى حين بت المحكمة‬
‫في المحجوز‪.‬‬

‫غير أن عدم جواب إدارة الجمارك بعد بيع المحجوز وعدم إدالئها بأي وثيقة تفيد‬
‫سلوك مسطرة الفصل ‪ 266‬يجعل هذا من الصعب إنجاز الخبرة المأمور بها من‬
‫طرف المحكمة الزجرية أو من إرجاع المحجوز لصاحبه الشرعي في حالة‬
‫التصريح ببراءته‪ ،‬وفي حالة صدور حكم وأصبح حائزا لقوة الشيء المقضي به‬
‫تكون إدارة الجمارك ملزمة بتنفيذ القرار المذكور‪ ،‬أو إذا امتنعت أو تعذر عليها ذلك‬
‫لعدم وجود المحجوز أصال لكونه بيع‪ ،‬وبالتالي الحل الوحيد الذي يبقى أمام‬
‫المتضرر هو المطالبة بالتعويض عن الضرر‪ ،‬ورغم إدالء اإلدارة بما يفيد تطبيق‬
‫مقتضيات الفصل ‪ 266‬بحذافيره أمام المحكمة اإلدارية فإن هذه األخيرة ستراقب‬

‫‪22‬قرار استئنافية الرباط اإلدارية عدد ‪ 833‬بتاريخ ‪ 25/02/2015‬في الملفين عدد ‪ 461/12/6‬و‬
‫‪ 524/15/6‬ع‪ .‬م أورده حفيظ صافي في المنازعات الجمركية الزجرية على ضوء العمل القضائي المغربي‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫مدى مشروعية المسطرة‪ ،‬وتكون ملزمة بالبت في دعوى التعويض على أساس عدم‬
‫تنفيذ الحكم بإرجاع المحجوز والتصرف فيه دون مصادرة وليس البت في وضعية‬
‫المحجوز نفسه ومدى صحة بيعه‪ ،‬كما أن المحكمة اإلدارية ستكون ملزمة بالحكم‬
‫الجنحي الحائز لقوة الشيء المقضي به القاضي بإرجاع المحجوز وتطبق على‬
‫اإلدارة مقتضيات الفصل ‪7923‬من قانون االلتزامات والعقود وليس مقتضيات‬
‫الفصل ‪232‬وهو ما يشكل ضررا إلدارة الجمارك حيث يستحسن التعويض في‬
‫إطار القواعد العامة من خالل تحديد قيمة المحجوز عن طريق الخبرة أو السلطة‬
‫‪24‬‬
‫التقديرية‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬االمتيازات اإلدارية شبه القضائية‬

‫أوال‪ :‬فرض الكفالة المالية في حال رفع اليد عن المحجوزات بحكم‬


‫مطعون فيه‬

‫ينص الفصل ‪ 267‬من مدونة الجمارك على أنه عندما ترفع اليد عن األشياء‬
‫المحجوزة بمقتضى حكم مطعون فيه فإن تسليمها إلى الذين صدر الحكم لصالحهم ال‬
‫يتم إال مقابل كفالة عن قيمة األشياء المذكورة‪ ،‬إذ ال يمكن للمخالف الحصول على‬
‫المحجوزات إال إذا أدى كفالة عن قيمتها‪.‬‬

‫وعلى العموم يتعين على المحكمة مراعاة مقتضيات الفصل ‪ 267‬عند رفع اليد عن‬ ‫‪11‬‬

‫المحجوزات وإرجاعها ألصحابها حيث يستحسن أن تأمر باإلجراء المذكور دون أن‬

‫‪ 23‬الفصل ‪ : 79‬الدولة والبلديات مسؤولة عن االضرار الناتجة مباشرة عن تسيير إدارتها وعن االخطاء‬
‫المصلحية لمستخدميها‪.‬‬
‫‪24‬الدكتور حافظ بن محمد الحمادي الصافي المنازعات الجمركية الجزرية على ضوء العمل القضائي‬
‫المغربيم‪.‬س (ص ‪.)89‬‬

‫‪31‬‬
‫يكون مشموال بالتنفيذ المعجل ألنه يتعارض مع الفصل ‪ 267‬الذي يعتبر نصا‬
‫خاصا دون دون أن ننسى أن الفصل ‪ 270‬من قانون المسطرة الجنائية أقر مبدأ‬
‫هاما متمثال في عدم جواز المطالبة باألشياء المحجوزة أو بأثمانها مالم يرفع عنها‬
‫‪25‬‬
‫الحجز‪ ،‬ومعلوم أن الحجز يرفع بحكم وخالفه المصادرة التي تقع بحكم القضاء‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحق في اتخاذ اإلجراءات التحفظية لضمان أداء الواجبات‬


‫الجمركية‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫إن مقتضيات الفصل ‪ 268‬من مدونة الجمارك تعطي إلدارة الجمارك صالحيات‬
‫واسعة تتمثل في اتخاذها لإلجراءات تحفظية متى ثبت لها مخالفة النصوص‬
‫القانونية في حق األشخاص المسؤولين مدنيا وجنائيا بقصد السهر على حسن تطبيق‬
‫هذا القانون‪.‬‬

‫لقد جاء الفصل ‪ 268‬من مدونة الجمارك لتعديل المادة ‪ 159‬من مدونة تحصيل‬
‫الديون العمومية‪ ،‬بهدف مالئمة هذه األخيرة مع أحكام التشريع الجنائي‪ ،‬بحيث كانت‬
‫الصياغة قبل التعديل تنص فقط على المحاضر الجمركية‪ ،‬ليتم التنصيص بعد ذلك‬
‫على المحاضر المثبتة لمخالفة التشريع الجمركي‪.‬‬

‫كما منح الفصل ‪ 268‬سلطة إلدارة الجمارك على المنقوالت والبضائع واألموال‬
‫التي لم يضع أعوان إدارة الجمارك اليد عليها وحجزها في إطار البحث التمهيدي‬
‫بمناسبة ارتكاب فعل جرمي مخالف للقانون الجمركي وذلك بغاية استخالص المبالغ‬
‫المالية المستحقة لإلدارة المذكورة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪25‬حفيظ صافي المنازعات الجمركية الزجرية على ضوء العمل القضائيم‪.‬س(ص‪.)97‬‬

‫‪32‬‬
‫حيث إن الفصل ‪ 268‬مكن إدارة الجمارك من القيام بكل إجراء تحفظي وذلك بغية‬
‫حجزها ووضعها تحت الحراسة القضائية‪ ،‬بشرط توفر المحاضر المثبتة لمخالفة‬
‫هذا القانون‪ ،‬كما اشترط كذلك أن يكون المال موضوع الحجز التحفظي ملك‬
‫للمخالف‪.‬‬
‫ليس نفسه المنصوص‬ ‫‪26‬‬
‫باإلضافة إلى أن الحجز التحفظي المذكور بالفصل ‪268‬‬
‫عليها في ظل مقتضيات قانون المسطرة المدنية باعتباره قانونا عاما بالنسبة لمدونة‬
‫الجمارك كقانون خاص‪ ،‬إذ أنه في إطار الفصل ‪ 268‬ال يشترط توفر السند المثبت‬
‫للدين‪ ،‬متجاوزا بذلك القواعد العامة المنصوص عليها بقانون المسطرة المدنية‪ ،‬كما‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫قد يشمل المبالغ المالية التي تخص المخالف وتوجد لدى الغير كاألبناك مثال‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المصالحة الجمركية‬

‫لقد عرف المشرع المغربي الصلح بالفصل ‪ 1098‬من ق‪.‬ل‪.‬ع واعتبره " عقدا‬
‫بمقتضاه يحسم الطرفان نزاعا قائما أو يتوقعان قيامه وذلك بتنازل كل منهما لألخر‬
‫عن جزء مما يدعيه لنفسه أو بإعطائه ماال معينا أو حقا " ‪ ،‬وجاء أيضا بالفصل‬
‫‪ 273‬من مدونة الجمارك على أن اإلدارة قبل حكم نهائي أو بعده أن تصالح‬
‫األشخاص المتابعين من أجل أفعال مخالفة للقوانين واألنظمة الجمركية ‪،‬لكن رغم‬
‫توحد التعريفات في هدف المصالحة الذي هو إنهاء النزاع إال أنه تم اإلختالف في‬
‫طبيعتها القانونية حيث اعتبرها بعض الفقه عقد إداري كون أن أحد أطرافها شخص‬
‫عام ‪ ،‬في حين اعتبرها اتجاه ثاني أنها عقد مدني ‪،‬إال أنه ونظرا لطابع الرضائية‬
‫الذي تمتاز به المصالحة الجمركية يمكن القول على أن عقد المصالحة هو عقد‬
‫مدني وليس إداري وهو األمر الذي اعتبره القضاء المغربي في قرار صادر عن‬

‫‪ 26‬الفصل ‪ : 268‬يمكن إتخاذ كل اإلجراءات التحفظية المفيدة على أساس المحاضر المثبتة لمخالفات التشريع‬
‫الجمركي في حق كل األشخاص المسؤولين جنائيا أو مدنيا قصد ضمان جميع أنواع الديون الجمركية الناتجة‬
‫عن المحاضر المذكورة‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض والصادر بتاريخ ‪ 2000-07-20‬أنه العقد المبرم‬
‫بين إدارة الجمارك والشخص المتورط في القضية يعتبرا عقد رضائيا وتخضع‬
‫النزاعات المتعلقة بابرامه وتنفيده لمقتضيات القانون المدني ‪ ،‬فبعد أن تم الحد من‬
‫هذا الجدل ينبغي التساؤل عن الشروط الخاصة إلبرام عقد الصلح (فقرة أولى)‬
‫واالثار المترتبة سواء بالنسبة للطرفين أو بالنسبة للغير (فقرة ثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬شروط المصالحة الجمركية‬

‫مادام أن عقد المصالحة الجمركية خاضع ألحكام القانون المدني فيما يتعلق بآثاره‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫فإنه يتعين أن تطبق عليه جميع الشروط الموضوعية والشكلية المنصوص عليها‬
‫قانونيا لتأسيسه ‪.27‬‬

‫لذلك فمن الضروري التوفر على أهمية كاملة حتى يتم إبرام الصلح مع اإلدارة‬
‫خاصة وأن سن الرشد المدني ال يختلف عن الجنائي إال في حالة الترشيد بمقتضى‬
‫مدونة التجارة واألسرة ‪،‬سيما إذا كان المخالف قاصرا لكن هذا اليمنع من أن ينوب‬
‫عنه الولي الشرعي كما يمكن تعيين وكيل في هذا الشأن وفق ما تقتضيه أحكام‬
‫الوكالة ‪.28‬‬

‫غير أن اإلشكال الذي قد يثار بالنسبة للمحامي الذي يتعين عليه الحصول على وكالة‬
‫خاصة من المخالف كي يبرم المصالحة الجمركية وذلك بمقتضى الفصل ‪ 30‬من‬
‫قانون المحاماة ألنه إذا لم يتوفر على هذه الوكالة فإن ذلك الصلح غير مجبر وغير‬
‫معني للمخالف كون أنه يدخل في أعمال الفضولي‪ ،‬ويجوز للشخص المعنوي أن‬
‫يصالح باسم ممثله القانوني باإلضافة إلى ذلك ينبغي أال يكون سبب ومحل‬

‫‪ -27‬حفيظ الصافي ‪ ،‬المنازعات الجمركية للزجرية على ضوء العمل القضائي ‪ ،‬مطبعة الخوارزمي ‪ ،‬تطوان ‪،‬‬
‫الطبعة األولى ‪ ،2017 ،‬ص ‪. 103 :‬‬
‫‪ - 28‬أنظر الفصل ‪ 892‬ق ‪.‬ل‪ .‬ع ‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫المصالحة الجمركية مشروعا كون القانون يجيزها ولو انصبت على بضاعة غير‬
‫مشروعة مثل الخمور أو المخدرات ‪.‬‬

‫أما فيما يخص الشروط الشكلية والمتمثلة فيما يلي‪:‬‬

‫• المصادقة على المصالحة من طرف الوزير المكلف بالمالية أو من طرف مدير‬


‫اإلدارة‪.‬‬

‫• شكيلة الكتابة في عدد من النسخ يساوي عدد األطراف الذين لهم مصلحة مستقلة‬
‫فيها‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫لكن اإلشكال المطروح هنا يتعلق بالتصديق على المصالحة‪ ،‬إذ نجد أن المصادقة‬
‫على المصالحة من طرف الوزير المعني ال يطرح أي مشكل بينما التصديق عليها‬
‫من طرف رئيس اإلدارة يطرح مشكال خصوصا و أن إدارة الجمارك يمكن رئاستها‬
‫من المدير الجهوي أو اإلقليمي أو اآلمر بالصرف‪ ،‬فمن هو الشخص المعني إذا؟‬

‫فالمالحظ أنه الإشكال في المقصود بعبارة مدير اإلدارة ما دام أن التصرف صادر‬
‫عن اإلدارة كجهة إدارية وما دام يتم التوقيع بالعطف ‪.29‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬آثار المصالحة الجمركية‬

‫الصلح مع إدارة الجمارك يرمي إلى تسوية نزاع جمركي قائم وفق شروط‬
‫موضوعية وشكلية سبق تبيانها‪ ،‬إذ يترتب بعد ذلك آثارا مهمة سواء في مواجهة‬
‫األطراف (أوال)‪ ،‬أم في مواجهة الغير (ثانيا)‪.‬‬

‫‪- 29‬حفيظ صافي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.105 :‬‬

‫‪35‬‬
‫أوال‪ :‬آثار المصالحة في مواجهة األطراف‬

‫تكتسي المصالحة المصادق عليها من طرف الجهات المختصة تجاه األطراف قوة‬
‫الشيئ المقضي به سواء كانت هذه المصالحة قبل الحكم أو بعده وتلزم طرفيه‬
‫وتكون غير قابلة للمراجعة (المواد ‪ 1106‬و‪ 1112‬من ق‪ ،‬ل‪ ،‬ع)‪.‬‬

‫فقبل صدور الحكم النهائي فاألثر المترتب عن هذه المصالحة هو انقضاء الدعوى‬
‫سواء الجبائية أو العمومية وهو ما نصت عليه الفقرة الثانية من الفصل ‪ 276‬و‬
‫الفقرة الثانية من الفصل ‪ 273‬وبذلك فبمجرد إبرام المصالحة على وجه صحيح‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫يترتب عليه سقوط الدعوى العمومية بقوة القانون وبذلك تغل يد المحكمة عن‬
‫مواصلة الدعوى‪.‬‬

‫أما في حالة إجراء مصالحة بعد صدور حكم نهائي أو ما يمكن اإلصطالح عليه‬
‫بالمرحلة القضائية فإنه ال يترتب عليه سقوط عقوبة الحبس والتدبير الوقائي‬
‫وهذا بخالف المشرع المصري الذي ينص في الفصل ‪ 124‬من قانون‬ ‫‪30‬‬
‫الشخصي‬
‫الجمارك المصري على أنه " يترتب على التصالح انقضاء الدعوى العمومية أو‬
‫وقف تنفيذ العقوبة الجنائية وجميع اآلثار المترتبة على الحكم حسب الحال "‬

‫وبذلك فإن المحكمة ال تقضي بسقوط الدعوى العمومية تلقائيا‪ ،‬وإنما يتم ذلك بناءا‬
‫على طلب إما من طرف اإلدارة المعنية أو من طرف المخالف إال أن هذا األخير‬
‫يكون ملزم بإثبات كل ما تم التصالح بشأنه مع اإلدارة المعنية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬آثار المصالحة في مواجهة الغير‬

‫للمصاحة الجمركية آثر نسبي حيث تقتصر آثارها على أطرافها وعليه ال تترتب أي‬
‫آثر على العير فال يستفيد منها األشخاص الذين شاركوا المتهم في ارتكاب المخالفة‬
‫وال تشكل المصالحة التي تتم مع أحد المخالفين حاجزا أمام متابعة األشخاص‬

‫‪ -30‬أنظر الفصل ‪ 273‬من مدونة الجمارك‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫االخرين الذين ساهمو معه في ارتكاب المخالفة أو شاركوه هذا من جهة ومن جهة‬
‫أخرى فالمصالحة ال ترتب ضرر لغير عاقديها فإذا أبرم أحد المتهمين مع إدارة‬
‫الجمارك مصالحة فإن شركاؤه اليلزمون بما يترتب على هذه المصالحة من آثار في‬
‫ذمة المتهم الذي ابرمها ‪ ،‬واليمكن إلدارة الجمارك أن تحتج بإعتراف المتهم الذي‬
‫تصالحت معه بارتكاب المخالفة إلثبات إذناب شركائه ‪.31‬‬

‫لكن تجدر اإلشارة إلى أن آثار المصالحة في مواجهة الغير تختلف بحسب ما إذا‬
‫تمت المصالحة قبل أو بعد صدور الحكم النهائي‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫فالمصالحة التي تتم قبل صدور حكم نهائي ال تلزم الغير طبقا لمقتضيات الفصل‬
‫‪ 276‬من م‪.‬ج أما األشخاص الذين يبرمون مصالحة بعد صدور حكم نهائي فإنهم‬
‫يكونوا ملزمين حسب مقتضيات الفصل ‪ 213‬من م‪.‬ج بتأدية المصاريف والغرامات‬
‫والمصادرات على وجه التضامن كذلك يمكن إلدارة الجمارك أن تستخلص دينها‬
‫بمقتضى عقد المصالحة في مواجهة الخلف العام للهالك ‪.32‬‬

‫ويطرح تساؤل بخصوص الكفيل أيضا بمعنى هل هو ملزم بأداء مقابل المصالحة أم‬
‫أنه غير ملزم؟‬

‫القانون الجمركي اليقدم إجابة واضحة على هذا اإلشكال لكن بالرجوع إلى‬
‫مقتضيات الفصل ‪ 230‬من التي تلزم الكفالء بقدر ماتلزم الملزمين الرئيسين بأداء‬
‫الرسوم والمكوس والعقوبات المالية مما يعني أن الكفيل يكون ملزم حتى ولو يشرط‬
‫موافقته على المصالحة أو علمه بها‪.‬‬

‫‪ -31‬عبد اللطيف بوعالم‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في قانون األعمال ‪ ،‬كلية العلوم القانونية واإلقتصادية‬
‫واإلجتماعية ‪،‬الربا‪ ،‬السنة ‪ ، 2008/2007‬ص‪. 76 :‬‬
‫‪ -32‬انظر الفصل ‪ 265‬من مدونة الجمارك ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬االليات الزجرية لمكافحة الجرائم الجمركية‬

‫لقد عرف المشرع المغربي الجريمة بمقتضى الفصل ‪ 110‬من ق‪.‬ج معتبرا إياها‬
‫أي عمل او امتناع مخالف للقانون الجنائي و معاقبا عليه بمقتضاه و اعتبر كل‬
‫شخص سليم العقل قادر على التمييز مسؤوال جنائيا بصفة شخصية عن الجرائم التي‬
‫يرتكبها او الجنايات و الجنح التي يكون مشاركا في ارتكابها و في محاولته ارتكاب‬
‫الجنايات و في الجنح بنص خاص طبقا للفصل ‪ 132‬من ق‪.‬ج و اشترط في‬
‫الجنايات و الجنح توفر عنصر العمد مع استثناء تام للمخالفات كما حدد المشرع‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫استثناءات على المسؤولية الجنائية لألشخاص الطبيعيين في حالة نقصان او انعدام‬


‫االهلية الجنائية ‪ .‬اذن من الواضح ان القانون الجنائي في شقه العام يخاطب‬
‫المسؤول الجنائي و الذي ساهم مساهمة مباشرة او غير مباشرة في ارتكاب‬
‫الجريمة ‪ .‬و ذلك في اطار مبدا الشرعية الجنائية ‪ ،‬غير ان نطاق المسؤولة في‬
‫القواعد الجنائية العامة ال تتسع و استيعاب كل الجزاءات الجمركية باعتبار الجريمة‬
‫الجمركية ذات طابع خاص بالنظر ارتباطها الوثيق بحياة الدولة المالية و االقتصادية‬
‫وكذلك لما لها من تأثيرات سلبية على االمن االقتصادي مما استلزم تخصيص احكام‬
‫تتناسب و خطورة هذه الجريمة و تأسيسا على هذا يحق لنا التساؤل عما اذا كانت‬
‫مدونة الجمارك قد تبنت المبادئ العامة المنصوص عليها في القانون الجنائي العام‬
‫ام ان طبيعتها القانونية جعلتها تنفرد بشكل خاص بتحديد المسؤولية الجنائية ؟‬

‫المطلب األول‪ :‬قيام المسؤولية الجنائية الجمركية‬

‫ان المتفحص لمقتضيات مدونة الجمارك سيتضح له ان المبادئ التي تم اعتمادها في‬
‫القانون الجنائي بخصوص المسؤولية الجنائية ال سيم عنصر العمد الذي تخلف‬
‫جذريا عما تم تبنيه في مدونة الجمارك ال سيما فيما يتعلق بالقصد الجنائي الذي تم‬
‫تجاوزه من خالل سن المشرع بمدونة الجمارك لمبدا افتراض المسؤولية الجنائية‬
‫حيث تم اإلقرار بقيام المسؤولية في حق بعض األشخاص على مجرد اإلهمال كما‬

‫‪38‬‬
‫نصت على ذلك المادة ‪ 223‬من مدونة الجمارك و الضرائب الغير المباشرة‬
‫باإلضافة الى سن مبدا المسؤولية عن فعل الغير كاستثناء من مبدا المسؤولية عن‬
‫األفعال الشخصية ‪ ،33‬و بالتالي فان الجريمة الجمركية ال يشترط ان يرتكبها شخص‬
‫بصفة شخصية بل قد تمتد الى اشخاص ال يقومون بإتيان األفعال المادية المكونة‬
‫للجريمة ‪ ،‬و بالتالي يعتبرون شركاء او متواطئين او فاعلين معنويين او أشخاصا‬
‫ساعدوا بإهمالهم في ارتكاب الغش مما يبين لنا ان المشرع في المجال الجمركي قد‬
‫‪ ،‬حيث لم يقتصر على عقاب من اتى‬ ‫‪34‬‬
‫شدد و وسع من دائرة المسؤولين جنائيا‬
‫احدى األفعال المادية فقط وانما شمل كل من قام بتسهيل إتيان هذا الفعل و المالحظ‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫هو خروج مدونة الجمارك عن القواعد العامة الواردة في مجموعة القانون الجنائي‬
‫المتعلقة بأحكام انعدام و نقصان المسؤولية بسبب االختالل و الضعف في القوى‬
‫العقلية و عدم اكتمال التمييز حيث اعتبرت المجنون مسؤوال جنائيا طبقا للفصل‬
‫‪ 228‬الوارد في القسم الرابع المعنون ب القاصرون و المجانين فهدف المشرع‬
‫الجمركي من تقرير مسؤولية القاصر و المجنون هو حماية حقوق اإلدارة الجمركية‬
‫و ضمان تنفيذ السياسة الجمركية من جهة اولى و من جهة أخرى فان المجنون‬
‫غالبا ما يستعمل كأداة او وسيلة لتنفيذ األفعال المادية لفائدة فاعل معنوي بغية‬
‫الهروب من العقاب ‪ .‬كما نص المشرع في الفصل ‪ 227‬من القانون الجمركي عل‬
‫المسؤولية الجنائية لألشخاص المعنوية حيث ان إدارة الجمارك تقيم الدعوى مباشرة‬
‫ضد الشخص المعنوي و ذلك في شخص من يمثلها قانونا‪.‬‬

‫ان التطرق لموضوع المسؤولية الجنائية في الجرائم الجمركية ال يمكن الحديث عنه‬
‫اال من خالل تحديد اهم عنصر فيها ‪ ،‬اال وهو المجرم او الجاني او المخالف بمفهوم‬
‫مدونة الجمارك‪ ،‬و قد يكون هذا المخالف اما فاعال اصليا او مشاركا او مساهما ‪.‬‬

‫‪33‬اكر ي احميد‪ ،‬المسؤولية الجنائية عن فعل الغير في الجرائم االقتصادية مقال منشور بمجلة القضاء و القانون‬
‫العدد ‪ 138‬فبراير ‪ 1988‬ص ‪19‬‬
‫‪ 34‬حفيظ بن محمد لمحماوي صافي‪ ،‬المنازعات الجمركية الزجرية على ضوء العمل القضائي المغربي‪ ،‬الطبعة‬
‫االولى ‪ 2017‬تطوان ص ‪112‬‬

‫‪39‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬مسؤولية الفاعلون االصليون‬

‫الواضح من خالل تفحص مقتضيات مدونة الجمارك انها ميزت بين نوعين من‬
‫الفاعلين األصليين فئة تعتبر اصلية في ارتكاب الجريمة لما لها من عالقة مباشرة‬
‫بها‪ ،‬و فئة اصلية بحكم افتراض قرينة قاطعة و يطلق عليهم المفترض فيهم ارتكاب‬
‫الجرائم الجمركية اما لصفتهم او لما يقومون به من مهام لها عالقة وطيدة بالعمل‬
‫الجمركي ‪ .‬و من خالل الرجوع لمقتضيات الفصول ‪ 222‬و ‪ 223‬و ‪ 287‬من‬
‫مدونة الجمارك نجد انها حددت المسؤولين جنائيا اصليا بصفة شخصية و افتراضية‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫حيث ال يخرج الفاعل األصلي للجريمة الجمركية عن ستة اشخاص‪ ،‬ثالثة منهم‬
‫مسؤولين جنائيا بصفة اصلية و شخصية و ثالثة بصفة اصلية مفترضة‪ ،‬و تهم الفئة‬
‫األولى موقعو التصريحات و المؤتمنون على عمل مستخدميهم و المتعهدون في‬
‫حين تحصر الفئة الثانية في الحائزون و الناقلون للبضائع المرتكب الغش بشأنها و‬
‫ربابنة البواخر و قواد الطائرات و الكفيل في األنظمة االقتصادية إلدارة الجمارك‪.‬‬

‫أوال‪ :‬األشخاص المسؤولون جنائيا بصفة اصلية شخصية‬

‫‪1‬ـ موقعو التصريحات الجمركية‪:‬‬

‫لقد نص الفصل ‪ 222‬من مدونة الجمارك على ان موقعو التصريحات الجمركية‬


‫مسؤولون جنائيا بصفة اصلية فيما يخص االغفاالت و البيانات غير الصحيحة و‬
‫الجنح او المخالفات الجمركية األخرى المالحظة في تصريحاتهم‪ ،‬لقد تم التنصيص‬
‫على عمليات التصريح الجمركي في الجزء الرابع من مدونة الجمارك الذي عنونه‬
‫المشرع بعمليات االستخالص الجمركي من الفصل ‪ 65‬الى متم الفصل ‪ ،79‬حيث‬
‫تطرق المشرع للصيغة اإلخبارية للتصريح من خالل الفصل ‪ 65‬من مدونة‬
‫الجمارك في فقرته األولى على وجوب تقديم تصريح بخصوص البضائع المستوردة‬
‫او المقدمة للتصدير و يتعين ان يودع التصريح بمكتب جمركي مفتوح للعمليات‬
‫الجمركية التي يعتزم القيام بها ان موقع التصريح الجمركي يعد مسؤوال جنائيا‬

‫‪40‬‬
‫بصفة اصلية حسب منطلق الفصل ‪ 222‬من مدونة الجمارك و تتحقق مسؤوليته‬
‫الجنائية من خالل أفعال مادية تتجلى في االغفاالت او البيانات غير الصحيحة و‬
‫مختلف الجنح و المخالفات المالحظة في التصريح و نظرا للخطورة التي تكتسبها‬
‫عملية التصريح الجمركي و ما تتطلبه من دقة ال متناهية‪ ،35‬تدخل المشرع المغربي‬
‫و حدد الفئة المؤهلة لتقديم التصريح المفصل للبضائع بالفصل ‪ 67‬من مدونة‬
‫الجمارك و كذا من خالل مقتضيات مرسوم رقم ‪ 2.77.862‬بتاريخ ‪ 9‬أكتوبر‬
‫‪ 1997‬بتطبيق مدونة الجمارك و الضرائب غير المباشر و حصر تلك الفئة فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫ـ مالك البضاعة‪ :‬عرفته الفقرة الثانية من الفصل ‪ 67‬من مدونة الجمارك و اعتبرته‬
‫الناقل و الحائز و المسافر و سكان الحدود‬

‫ـ المعشر المقبول ‪ :‬عرفت الفقرة الثانية من الفصل ‪ 67‬من مدونة الجمارك المعشر‬
‫بكونه كل شخص ذاتي او معنوي يزاول مهنة القيام لفائدة الغير باإلجراءات‬
‫الجمركية المتعلقة بالتصريح المفصل بالبضائع سواء كانت هذه المهنة ممارسة‬
‫بصفة رئيسية او بصفة ثانوية و كيفما كان نوع التوكيل المخول له‪ .‬و جدير بالذكر‬
‫ان مؤسسة المعشر المقبول قد يطالها عقوبات تأديبية من قبيل السحب المؤقت‬
‫للرخصة و كذا السحب النهائي في حال ارتكاب مخالفات مهنية جسيمة‪.‬‬

‫ـ األشخاص المشار اليهم بالفصل ‪ 69‬من مدونة الجمارك‪.‬‬

‫المقصود باألشخاص المشار اليهم بالفصل ‪ 69‬من مدونة الجمارك‪ ،‬كل األشخاص‬
‫الطبيعية او المعنوية التي ال تزاول مهنة المعشر و تريد بمناسبة تجارتها او‬
‫صناعتها ان تقدم الى الجمارك تصريحات لفائدة الغير شريطة الحصول على اذن‬
‫باستخالص البضائع من الجمارك و يمنح االذن المذكور وفق شروط الفقرتين ‪2‬و‪3‬‬
‫من الفصل ‪ 68‬من مدونة الجمارك‪.‬‬

‫‪35‬حفيظ محمد لمحماوي صافي مرجع سابق ص ‪113‬‬

‫‪41‬‬
‫‪2‬ـ المؤتمن على عمل المستخدم او الوكيل‬

‫المؤتمنون عن عمل مستخدميهم فيما يخص العمليات الجمركية المنجزة بتعليمات‬


‫منهم يعتبرون مسؤولين جنائيا وفقا لمقتضيات الفصل ‪ 222‬من القانون الجمركي و‬
‫المؤتمن هو الشخص الذي يكلفه الغير بالسهر على مصالحه قد يكون مالك البضاعة‬
‫او مستوردها و قد يكون هو المصرح باعتبار ان هذه العملية تتم باسم المعشر و‬
‫توقع باسم احد مستخدميه العامل بمقتضى وكالة و المسؤولية الجنائية للمؤتمن‬
‫تقترب من المسؤولية المدنية عن فعل الغير غير انها تتعلق بالجانب الزجري من‬
‫خالل انتقال المسؤولية الجنائية من التابع الى المتبوع‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫‪3‬ـ المتعهد في حالة عدم تنفيذ االلتزامات الموقعة من طرفه‬

‫بمقتضى الفصل ‪ 222‬يعتبرون مسؤولين جنائيا و ذلك في حالة عدم تنفيذ‬


‫االلتزامات التي يوقعها عادة المتهم خصوصا المتعهد من األنظمة االقتصادية‬
‫بمقتضى سند االعفاء المشار اليه في الفصل ‪ 116‬من مدونة الجمارك الذي يتضمن‬
‫االمتثال لمقتضيات القوانين الخاصة في هذا الشأن و االخالل بهذه االلتزامات يرتب‬
‫عنه مسؤولية المتعهد الجنائية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األشخاص المسؤولون جنائيا بصفة اصلية و مفترضة‬

‫ان المشرع المغربي بمقتضى الفصل ‪ 223‬من مدونة الجمارك حدد األشخاص‬
‫الذين يفترض فيهم مسؤولية جنائية نظرا لمهامهم او لطبيعة المسؤوليات التي تقع‬
‫عليهم او الرتباطهم الغير المباشر بالبضائع موضوع الغش وهم ‪:‬‬

‫‪1‬ـ الحائز للبضاعة و ناقلها‪:‬‬

‫ـ يقصد بالحائز للبضاعة‪ ،‬كل شخص له حيازة مادية على بضاعة ألحكام الجمارك‬
‫سواء كان مالكا لها ام ال في اطار الفصل ‪ 181‬من مدونة الجمارك ‪ .‬و تقوم‬
‫المسؤولية الجنائية للحائز بمجرد الكشف عن بضائع في وضعية غير قانونية سواء‬

‫‪42‬‬
‫بحوزتها و باألماكن التي يعتبر مسؤوال عنها‪ .36‬و الحيازة تشمل جميع من‬
‫بحوزتهم البضائع سواء كانوا ناقلين او مستودعين مالكين ام ال مودعينا او أصحاب‬
‫األماكن المودع فيها‪ ،‬و كذلك أصحاب المعامل و المخازن‪ ،‬فالحيازة تأخذ مفهوم‬
‫واسع‪.‬‬

‫‪2‬ـ ربان السفينة و قائد الطائرة و ما يدخل في حكمهما‬

‫تقوم مسؤوليتهم فيما يخص االغفاالت و المعلومات غير الصحيحة المضمنة في‬
‫بياناتهم و بصفة عامة فيما يخص الجنح او المخلفات الجمركية المرتكبة على ظهر‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫بواخرهم و سفنهم ومراكبهم و طائراتهم كذلك اال انهم قد يعفون من هذه المسؤولية‬
‫اذا اثبتوا انهم قاموا بواجبهم‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مسؤولية الشركاء و المتواطئين‬

‫نصت الفقرة األولى من الفصل ‪ 221‬من القانون الجمركي على ان الشركاء و‬


‫المتواطئين في ارتكاب جنحة او مخالفة جمركية تطبق عليهم وفق شروط الحق‬
‫العام نفس العقوبات المطبقة على المرتكبين الرئيسيين للجنحة او المخالفة الجمركية‬
‫و يمكن ان نطبق عليهم التدابير االحتياطية المنصوص عليها في الفصل ‪ 220‬و قد‬
‫حددت مدونة الجمارك المتواطئين في الجريمة الجمركية من غير الحاالت‬
‫المنصوص عليها في القانون الجنائي فيما يلي ‪:‬‬

‫ـ من حرضوا مباشرة على ارتكاب الغش او سهلوا ارتكابه بأية وسيلة من الوسائل ‪.‬‬

‫ـ من استتروا او حازوا ولو الدائرة بضائع ارتكب الغش بشأنها‬

‫ـ من ستروا تصرفات مرتكبي الغش او حاولوا جعلهم في مأمن من العقاب‬

‫‪36‬عبد الرزاق بلقسح المنازعات الجمركية الزجرية مجلة المحاكم المغربية عدد ‪ 87‬مارس الجزء االول ص‬
‫‪102‬‬

‫‪43‬‬
‫كما اعتبر المشرع أصحاب المصلحة في الغش كل ممول عملية الغش و مالك‬
‫البضائع المرتكب الغش بشأنها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬العقاب كوسيلة لقمع الجرائم الجمركية‬

‫تتوزع العقوبات الجمركية الى عقوبات تمس الشخص في حريته و دمته المالية‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الجزاءات الشخصية السالبة للحرية‬

‫تعد عقوبة الحبس السالبة للحرية في مدونة الجمارك تم التنصيص عليها في الفصل‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫‪ 279‬مكرر‪ ،‬حيث عاقبت على خرق الجنح الجمركية من الطبقة األولى‪ ،‬بالحبس‬
‫من سنة الى ثالث سنوات‪ .‬وكذلك الفصل ‪ 280‬بالحبس من شهر الى سنة فيما‬
‫يخص الجنح من الطبقة الثانية‪.‬‬

‫و بالتالي يتبين بان عقوبة الحبس طبقت فيما يخص الجنح دون المخالفات و جاءت‬
‫منسجمة كذلك مع القواد العامة للقانون الجنائي التي جعلت ادنى مدة الحبس شهر و‬
‫أقصاها خمس سنوات بالنسبة للجنح‪.‬‬

‫غير انه بمقتضى الفصل ‪ 226‬ال تطبق العقوبات الحبسية المنصوص عليها في‬
‫المدونة على األشخاص المشار اليهم في الفصل ‪ 223‬اال في حالة صدور خطا‬
‫متعمد‪ ،‬كما انها ال تطبق على المجانين و القاصرين المشار اليهم في الفصل ‪،228‬‬
‫و كذا المسؤولين مدنيا‪ ،‬و بمقتضى الفصل ‪ 229‬فالعقوبة الحبسية المنصوص عليها‬
‫في القانون الجمركي تطبق عليها شروط الحق العام‪ ،‬لذلك فهي تخضع اذن لتفريد‬
‫العقاب و لسلطة القاضي في اختيار العقوبة‪ ،‬هاته السلطة التي تتخذ ثالث مظاهر‬
‫اما تشديد العقاب او تخفيفه او وقف تنفيذ العقوبة‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬العقوبات المالية‬

‫الغرامة هي عقوبة تلزم المحكوم عليه بان يدفع مبلغ من المال لإلدارة الجمركية و‬
‫العقوبة المالية معرفة في الفصل ‪ 35‬من القانون الجنائي بانها " الزام المحكوم عليه‬
‫بان يؤدي لفائدة الخزينة العامة مبلغا معينا من النقود بالعملة المتداولة قانونا في‬
‫المملكة "‪.‬‬

‫و الغرامة في القانون الجمركي اما نجدها محددة بين حد ادنى و اقصى كما هو‬
‫الشأن في الفصل ‪ 298‬المتعلقة بالمخالفات الجمركية من الطبقة الثانية‪ ،‬و اما‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫غرامة ترتبط بالمنفعة المحصل عليها‪ .‬كما هو الشأن بالنسبة للفصل ‪ 296‬الذي‬
‫ينص على انه يعاقب عن المخالفات الجمركية من الطبقة الثالثة بغرامة تعادل‬
‫ضعف مبلغ المنافع المرتبطة بالتصدير‪.‬‬

‫وما يجب اإلشارة اليه ان عقوبة الغرامة في مدونة الجمارك تأخذ صبغة تعويضات‬
‫مدنية و تصدر عن المحاكم الزجرية‪ ،‬و يجب الحكم بها في جميع الحاالت حتى و‬
‫لو لم يصدر او يلحق أي ضرر مادي بالدولة‪. 37‬‬

‫و تؤدى الغرامات لفائدة إدارة الجمارك و ليس للخزينة العامة‪ ،‬كما انها تطبق حتى‬
‫على القاصرين الذين تقل لعمارهم من ‪ 18‬سنة (ف‪ )228‬و يلزم فيها الكفالء بقدر‬
‫ما يلزم الملتزمون الرئيسيون بأداء الغرامة الجبائية حسب الفصل ‪ ،230‬و هذا‬
‫يشكل استثناء من مبدا شخصية العقوبة‪.‬‬

‫من خالل الرجوع لمقتضيات مدونة الجمارك يتضح ان تحديد الغرامة الجمركية‬
‫يستند الى قيمة الشيء الذي كان محال للغش و يعتبر في حسابها البضائع ووسائل‬
‫النقل و قيمة األشياء التي يتعذر حجزها وتعتبر القيمة الواجب اعتمادها في حساب‬

‫‪37‬حفيظ بن محمد لمحماوي صافي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪124‬‬

‫‪45‬‬
‫الغرامة قيمة الشيء في السوق الداخلية على حالته في تاريخ ارتكاب الغش ولو لم‬
‫تكن البضائع المعنية محل تجارة مشروعة‪.38‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫‪ 38‬عبد اللطيف بوعالم المنازعات الزجرية في القانون الجمركي المغربي رسالة لنيل الماستر في قانون االعمال‬
‫و المقاوالت جامعة محمد الخامس السويسي ‪2008/2007‬‬

‫‪46‬‬
‫خـاتــــمــــــــــــة‬
‫مما ال شك فيه أن تعديل ‪ 6‬يونيو ‪ 2000‬بما تضمن من أحكام و مقتضيات همت‬
‫عدة جوانب ومؤسسات قانونية خاصة بالمنازعات الجمركية التي شكلت محطة‬
‫هامة في انتقال القانون الجمركي إلى مصاف القوانين الحديثة التي تواكب‬
‫التطورات على المستوى التشريعي بالمغرب‪.‬‬

‫كما أن هذا التعديل أخرج القانون الجمركي بعض الشيء من الخصوصية التي كان‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫يتصف بها بعيدا عن القواعد العامة إلى أنه رغم هذا التعديل فمازال القانون‬
‫الجمر كي يكرس بعض الخصوصيات الشاذة والتي تبقى محط انتقاد من طرف الفقه‬
‫رغم طبيعة القانون وارتباطه بمصالح الدولة‪ ،‬فاإلصالح التشريعي ال يكون هدفه‬
‫فقط حماية مصالح الخزينة ومالية الدولة‪ ،‬بل أيضا يجب أن يشمل و يحافظ على‬
‫حقوق وحريات األفراد وإال كان التشريع يشوبه النقص‪.‬‬

‫ومن خالل هذه الدراسة المتواضعة تم التسجيل عدة مالحظات تتمثل في عدم‬
‫التوازن بين األطراف المتنازعة أي إدارة الجمارك والمتهمين؛ وعمومية النصوص‬
‫ومرونتها وكثرة النصوص التطبيقية‪ ،‬وكذا تميز المحاولة والمشاركة كعناصر من‬
‫الركن المادي بقواعد خاصة تمنح حماية أكثر لإلدارة على حساب المتهمين‪ ،‬ونفش‬
‫الشيء ينطبق على عناصر العقاب و المسؤولية الجنائية بخروجهما عن القواعد‬
‫العامة ليكرسا عدم التوازن والتكافؤ ويخدم مصلحة طرف على أخر‪ ،‬كما أن التقسيم‬
‫التقليدي للجريمة والمؤسس على عدة إعتبارات يفتقد في التصنيف الجمركي‬
‫للجرائم‪.‬‬

‫وال بد من اإلشارة إلى االعتبارات واألسباب التي تقف وراء سلوك هذا النهج في‬
‫سن قوانين وفقا لهذا الشكل وأهمها أن ذلك راجع لحماية المصالح الجوهرية‬
‫للمجتمع‪ ,‬وأهما حماية االقتصاد الوطني والدفاع عن األمن االجتماعي و المح افظة‬

‫‪47‬‬
‫على المصالح وحقوق الخزينة العامة للدولة كما أن األحكام الخاصة بالقانون‬
‫الجمركي عامة لم تأتي بمحض الصدفة فأغلبها كانت نتيجة اجتهاد قضائي استمر‬
‫مدة من الزمن و قام المشرع بتكريس وتزكية هذه االجتهادات في النصوص وكذا‬
‫بالقتباس من المشرع الفرنسي‪.‬‬

‫وفي ظل هذه اإلكراهات التي تجعل المشرع بنأى ويصيغ نصوص ذات طبيعة‬
‫خاصة‪ ،‬والبد من مقاربة شمولية تضع في االعتبار روح وفلسفة القواعد العامة‬
‫واالطار التاريخي والحقوقي التي جاءت فيها ليكون هناك توازن بين مصالح الدولة‬
‫وحريات األفراد‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫‪48‬‬
‫الئحة المراجع‬

‫المؤلفات‪:‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫• حفيظ بن محمد لحماوي صافي‪ ،‬المنازعات الجمركية الزجرية على‬


‫ضوء العمل القضائي المغربي‪ ،‬مطبعة الخوارزمي – تطوان‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى ‪2017‬‬

‫• لحسن بوسقيعة‪ ،‬المنازعات الجمركية في ضوء الفقه واجتهاد‬


‫القضاء والجديد في أحكام قانون ‪ 98.10‬المعدل والمتمم لقانون‬
‫الجمارك‪ -‬دار الحكمة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2001 ،‬‬

‫• أحمد أبو العالء‪ ،‬القانون الجنائي العام بين النظري والتطبيقي‪،‬‬


‫الطبعة الخامسة ‪ 2013‬تطوان‪.‬‬

‫• البشير ازميزم‪ ،‬محاضرات في موضوع‪ ،‬شرح القانون الجنائي‬


‫المغربي‪ ،‬القسم العام‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2018-2017‬‬

‫‪49‬‬
‫الرسائل واألطروحات‪:‬‬
‫• بدر الوهاب عافالني‪ ،‬القانون الجنائي الجمركي‪ ،‬بحث لنيل‬
‫الدراسات العليا المعمقة‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واإلقتصادية واإلجتماعية‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬وحدة قانون األعمال‬
‫‪.2001-2000‬‬

‫• عبد اللطيف بو عالم‪ ،‬المنازعات الزجرية في القانون الجمركي‬


‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫المغربي‪ ،‬رسالة لنيل الماستر في قانون األعمال والمقاوالت‪ ،‬جامعة‬


‫محمد الخامس – الرباط السنة الجامعية ‪.2007‬‬

‫المقاالت‪:‬‬
‫• عبد الرزاق بلقسح‪ :‬النزاعات الجمركية الزجرية‪ ،‬مجلة المحاكم‬
‫المغربية‪ ،‬عدد ‪ 87‬مارس ‪ -‬أبريل‪ ،‬الجزء األول‪.2001 ،‬‬

‫• حتيم عبد القادر‪ ،‬الجريمة الجمركية‪ ،‬مقال منشور في مجلة‬


‫المرافعة‪ ،‬العدد ‪ ،7‬دجنبر ‪.1997‬‬

‫• اكري احميد‪ ،‬المسؤولية الجنائية عن فعل الغير في الجرائم‬


‫االقتصادية مقال منشور بمجلة القضاء و القانون العدد ‪ 138‬فبراير‬
‫‪.1988‬‬

‫‪50‬‬
‫األحكام والقرارات القضائية‪:‬‬

‫• حكم المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء بتاريخ ‪ 22‬أكتوبر ‪ 2008‬في‬


‫الملف عدد ‪.2008/13/80‬‬

‫• قرار محكمة االستئناف اإلدارية بالرباط عدد ‪ 833‬بتاريخ ‪25‬‬


‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫فبراير ‪ 2014‬في الملفين عدد ‪ 6/12/461‬و ‪.6/15/524‬‬

‫• قرار المجلس األعلى عدد ‪ 3874‬بتاريخ ‪ 08‬ماي ‪ 2000‬في‬


‫الملف عدد ‪.2/932‬‬

‫• قرار المجلس األعلى عدد ‪ 1140‬بتاريخ ‪ 20‬يوليوز ‪ 2000‬في‬


‫الملف عدد ‪.00/4/582‬‬

‫• قرار المجلس األعلى عدد ‪ 3198/7‬بتاريخ ‪ 25‬نونبر ‪ 2009‬في‬


‫الملف عدد ‪.4963/2009‬‬

‫‪51‬‬
‫الفهرس‬
‫مقدمــــــة ‪3 .....................................................................................................‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الجرائم الجمركية بين الخصوصية والجنوح ‪6 ...............................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬خصوصية الجرائم الجمركية ‪6 ..............................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬ماهية الجريمة الجمركية ‪6 ...................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مفهوم الجريمة الجمركية ‪7 ....................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬خصائص الجريمة الجمركية ‪7 .................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬خصوصية عناصر التجريم في الجرائم الجمركية‪9 ........................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الركن القانوني ‪9 ...............................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الركن المادي‪11 ................................................................................‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬الركن المعنوي ‪13 ..............................................................................‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬تصنيف الجرائم الجمركية وشذوذها من القواعد العامة ‪14 ................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الجنح الجمركية ‪14 ...........................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الجنح الجمركية من الطبقة األولى ‪14 ........................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الجنح الجمركية من الطبقة الثانية (التهريب نموذجا) ‪17 ....................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المخالفات الجمركية ‪20 ......................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬المخالفات الجمركية من الطبقة األولى ‪20 ...................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬المخالفات الجمركية من الطبقة الثانية ‪23 .....................................................‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬المخالفات الجمركية من الطبقة الثالثة ‪25 .....................................................‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬المخالفات الجمركية من الطبقة الرابعة ‪25 ..................................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات مكافحة الجرائم الجمركية الموافقة لخصوصياتها ‪27 .................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬اآلليات اإلدارية شبه قضائية لمكافحة الجرائم الجمركية ‪28 ...............................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التدابير التحفظية واإلمتيازات المخصصة لفائدة إدارة الجمارك‪28 .......................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬التدابير التحفظية ‪28 ...........................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اإلمتيازات اإلدارية الشبه قضائية ‪31 .........................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المصالحة الجمركية ‪33 ......................................................................‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬شروط المصالحة الجمركية ‪34 ..............................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬آثار المصالحة الجمركية ‪35 ...................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬اآلليات الزجرية لمكافحة الجرائم الجمركية‪38 .............................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬قيام المسؤولية الجنائية الجمركية ‪38 ........................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مسؤولية الفاعلون األصليون ‪40 ..............................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مسؤولية الشركاء والمتواطئين‪43 .............................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬العقاب كوسيلة لقمع الجرائم الجمركية ‪44 ..................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الجزاءات الشخصية السالبة للحرية‪44 .......................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬العقوبات المالية ‪45 .............................................................................‬‬
‫خاتمــــــة ‪47 ...................................................................................................‬‬
‫الئحة المراجع ‪49 ..............................................................................................‬‬
‫الفهرس ‪52 .....................................................................................................‬‬

‫‪52‬‬
www.elkanounia.com

53

You might also like