Professional Documents
Culture Documents
إدارة الأزمة من منظور العلاقات الدولية - دراسة تأصيلية نظرية
إدارة الأزمة من منظور العلاقات الدولية - دراسة تأصيلية نظرية
جامعة محمد الصديق بن يحي -جيجل ،الجزائر البريد االلكترونيhaitamalaid77@gmail.com : 0
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الملخص:
إذا كان موضوع إدارة األزمات الدولية يعود إلى الواجهة قياسا بتعداد الحروب وتسارع وتيرتها ،هذا السيما في
ظل ظرف دولي مثقل بمجريات األحداث المتعارضة توجها والمتناقضة هدفا في عمومها ،األمر الذي وضع األطراف
الدولية أمام محك مصيري يستوجب ضرورة اإللمام بمعطيات األزمة منعا لتفاقم تداعياتها الوخيمة ،هذا ما يستدعي دراسة
األزمة وتدارك أبعادها بهدف احتواء إف ارزاتها السلبية ،كونها تمثل فترة غموض ونقطة تراجع ومحطة تصدع في بنية
العالقات بين األفراد أو الدول على حد سواء ،هذا جراء سوء التقدير وعدم بلوغ مستوى اإلدراك والطرح الناظم لها ،وعليه
فقد جاء هذا المقال للوقوف أكثر على الدالالت اللفظية لألزمة على اعتبار أنها مفهوما غامضا تتداخل مضامينه وتتعدد
سياقاته اللفظية وحتى اإلجرائية ،نظ ار لتشابك أسباب ومعطيات التفاعالت المفضية إلى حدوث األزمة ،كما تبنى هذا
المقال طرحا أكاديميا موضوعيا يهدف إلى البحث أساسا في سبل اإلدارة الفعالة لألزمة ،للظفر بمعطيات أكثر دقة ويقينا
بشأن الموضوع محل الدراسة(األزمة) ،بهدف الوقوف على موجبات و ميكانيزمات التدخل الخارجي إلحداث أو إدارة
األزمة ،هذا من خالل وضع األزمة كمفهوم في أطر تسمح بدراستها وفق مداخل نظرية وأخرى إجرائية ،ومن ثمة اإلسقاط
على مجريات التفاعالت الدولية ،بغية الوصول إلى استنتاجات توضح خصوصية وطبيعة إدارة األزمة في العالقات
الدولية.
العالقات الدولية. الكلمات المفتاحية :األزمة ،إدارة األزمة الدولية ،التدخل الدولي،
Abstract
The international crisis management issue is due to the increasing and accelerating
war, especially under an international situation that is overburdened with conflicting and
contradictory events, which makes the international parties face a critical test, which the
necessity of knowing the crisis data in order to prevent the aggravation of its bad
consequences, which requires studying the crisis and solving its dimensions In order to
contain its negative consequences, because it represents a period of ambiguity, a point of
retreat and a rupture in the structure of relations between individuals or countries as well, as a
result of misjudgment and lack of awareness and appreciation, so this article came to consider
the verbal indications of the crisis more as a vague concept that interferes with its contents
and multiplicity of its context This article is based on an objective academic approach, which
aims to examine ways of Crisis management, by putting the crisis as a concept in frameworks
94 المجلة األفريقية للدراسات القانونية والسياسية ،جامعة أحمد دراية ،ادرار– الجزائر ISSN:0750-8800
×EISSN: 0508-080 المجلد ، 80:العدد ،80 :السنة :جوان 0808
الجزاء التأديبي للموظف العام في قانون الوظيفة العامة الجزائري ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.د /حيتامة العيد ،ط .د /زناندة أمينة
that allow it to be studied according to theoretical and procedural approaches, and hence there
is a projection on the international interactions, to reach conclusions that clarify the specificity
and nature of crisis management in international relations.
Keywords: Crisis, International crisis management, international intervention, International
Relations.
***
مقدمة:
المعول
ّ لما كانت الدول هي الشكل الوحيد للتنظيم الجوهري والمناسب للمجتمع اإلنساني ،كان من
عليه أن تهتم هذه الكيانات بضمان أمنها الداخلي فرديا أو جماعيا بواسطة تحالفات ،غير أن السلم
واألمن الدوليين أصبحا يواجهان في ظل مستجدات الوضع الراهن أشكاال متعددة من العنف كاإلرهاب،
الحروب ،التمرد وغيرها من مظاهر الصراع أو األزمات ،ففي خضم تصاعد حدة هذه األخيرة كان لزاما
على أعضاء المجتمع الدولي ،اإلسراع في استحداث آليات تكفل عالجها واحتوائها أو حتى التقليل من
تنامي حدتها ،وتفشي خطورتها كأقل تقدير.
إن إبقاء إدارة األزمات في سياقها المفهوماتي البحت ،والذي يقوم أساسا على البحث في أسباب
وخلفيات األزمات والصراع ،وكذا المراحل العملية لتجاوز تداعيات االضطرابات األمنية على الدولة ضمن
نسقها اإلقليمي أو الدولي على حد سواء ،يستوجب دراسة األزمة في إطارها القانوني والمؤسساتي
ووضعها في سياق ممنهج ،يقربها من مواضيع العالقات الدولية ،إال أنه ونظ ار إلدماج "التدخل" كآلية
لها أصبح هذا الموضوع-إدارة األزمة -من أكثر الموضوعات تعقيدا وأعمقها تطو ار في وقتنا الحالي،
بحيث أضحى للمفهوم سياقات داللية تتجاوز المعنى اإلبستمولوجي لّلفظ ،على نحو جعل منه مدلوال
لسلوك دولي ينتهج بإرادة دولية ،يتم على نحو يتيح لبعض األطراف أو الفواعل توظيفه كأداة إلضعاف
سيادات الدول وكذريعة للتدخل في شؤون هاته األخيرة باسم الشرعية الدولية ،بالشكل الذي أفضى إلى
خلق وضعيات من الالتوازن داخل المنظومة الدولية.
إن المتمعن في آليات التعاطي مع األزمات على اختالف أسبابها وتداخل مسبباتها ،يلحظ تعدد
سبل إدارة األزمات الدولية والتي تواتر استخدامها بين الدول ،سواء ما تعلق منها بالوسائل السياسية والتي
غالبا ما تندرج ضمنها الوساطة والمفاوضات إضافة إلى المساعي الحميدة ،هذا ناهيك عن التوفيق
والتحقيق ،وكذا عرض النزاع على المنظمات اإلقليمية والدولية للفصل فيه ،أما فيما يتعلق بالوسائل
القانونية فإنها تشمل التحكيم والقضاء الدولي ،وقد تتعداه إلى الوسائل القهرية ،والتي تتضمن تبني طرق
إكراهية على شكل ضغوط تتنوع بين ما هو اقتصادي ،سياسي ،هذا مع إمكانية توظيف األداة العسكرية،
وأمام تأزم األوضاع الدولية الراهنة في ظل تنامي حدة النزاعات ،وحتى الصراعات بشقيها الداخلي
والخارجي ،األمر الذي أفضى إلى ظهور صراعات مركبة لم تشهدها المجتمعات من قبل ذات سمات
مميزة على ما كانت عليه سابقا ،هنا برزت حتمية إعادة النظر في ميكانيزمات التعاطي مع مستجدات
95 المجلة األفريقية للدراسات القانونية والسياسية ،جامعة أحمد دراية ،ادرار– الجزائر ISSN:0750-8800
×EISSN: 0508-080 المجلد ، 80:العدد ،80 :السنة :جوان 0808
الجزاء التأديبي للموظف العام في قانون الوظيفة العامة الجزائري ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.د /حيتامة العيد ،ط .د /زناندة أمينة
وقضايا البيئة الدولية الراهنة ،هذا باستحداث آليات أكثر فاعلية وأقرب إلى تحقيق السالم المنشود من
المجتمع الدولي ،هذا ضمانا لتجاوز حالة الفوضى والالتوازن ،التي أضحت السمة الغالبة على تفاعالت
أعضاء المنظومة الدولية.
بناء على ما تم طرحه يمكن صياغة اإلشكال الجوهري اآلتي :فيما تكمن سبل وميكانيزمات بلوغ
إدارة فعالة لألزمات الدولية ،في ظل بيئة تفاعلية تشهد تداخل المصالح وتناقض الرؤى للفواعل الدولية؟
وللوقوف أكثر على حقيقة الموضوع (إدارة األزمة من منظور العالقات الدولية :دراسة تأصيلية نظرية) تم
التطرق إلى المحاور التالية بالدراسة والتحليل:
المحور الثالث :إدارة األزمة الدولية بين دالالت المفهوم النظري وموجبات التفعيل اإلجرائي
***
لقد ساد االختالف والتباين بين المختصين والمنظرين في حقل العلوم السياسية إزاء إعطاء تعريفا
جامعا وشامال لألزمة ،وكذا تحديد األدوات واألساليب التي تعنى بإدارتها ،ومع تعدد الدراسات التي
تناولت موضوع األزمة ،فإنها تبقى محتفظة بدرجة عالية من الخصوصية ،وذلك لجملة من االعتبارات،
أهمها أن األزمة موضوعا يهتم بدراسة الفكر االستراتيجي ،كما أنها-األزمة -تنتج عن أنماط متعددة من
() 1
وتصاعد التفاعالت السياسية والدولية ،فهي بهذا حاضرة متى ظهرت مؤشرات التباين واالضطراب
درجات وحدة التنافس والصراع بين الوحدات والفواعل الدولية.
فاألزمة تمثل حالة مستوطنة في المجتمع الدولي ،ونظ ار لهذا فإنه يتوقع حدوثها كظاهرة طبيعية
بين األفراد ،وكذا بين أعضاء األسرة الدولية ،وإن كانت األزمة حالة غير مرضية الحدوث ،وهذا نظ ار لما
تنطوي عليه من خطورة عالية( ،)2إذ لم تعد أي دولة أو مؤسسة إنتاجية بمنأى عن األزمات ،فهاته
األخيرة على ما يبدو أصبحت جزء ال يتج أز من مجريات الحياة المعاصرة ،كما ال يقتصر مفهوم األزمة
على األزمات الكبرى المعروفة فحسب ،وإنما هناك أزمات قد يتعرض لها اإلنسان على مستوى مسيرة
.نواف قطيش ،إدارة األزمات ،عمان :دار الراية للنشر والتوزيع ،9002 ،ص. 192
.فهد أحمد الشعالن ،إدارة األزمات ،الرياض :أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية ،9222 ،ص. 2929
96 المجلة األفريقية للدراسات القانونية والسياسية ،جامعة أحمد دراية ،ادرار– الجزائر ISSN:0750-8800
×EISSN: 0508-080 المجلد ، 80:العدد ،80 :السنة :جوان 0808
الجزاء التأديبي للموظف العام في قانون الوظيفة العامة الجزائري ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.د /حيتامة العيد ،ط .د /زناندة أمينة
حياته الشخصية أو األسرية ،واألزمات على إختالفها قد تكون طارئة الحدوث كما قد تفتعل()1جراء تدخل
أطراف وفواعل خارجية تسعى لتحقيق مآرب من خالل إثارتها أو إدارتها ،هذا السيما في ظل منظومة
تتداخل وتتشابك من خاللها مصالح األطراف الدولية ما يجعلها أكثر عرضة للتنافس أو الصدام.
قد يصعب تحديد مفهوما دقيقا وشامال لألزمة ،هذا السيما بعد اتساع نطاق استخدام هذا المفهوم
وانطباقه على مختلف صور العالقات اإلنسانية ،بحيث شمل مجاالت التعامل اإلنساني والسياسي كافة،
إال أن تطوره التاريخي قد ظهر في الطب اإلغريقي القديم()2تعبي ار عن نقطة تحول مصيرية في تطور
المرض ،بحيث يرتهن بها شفاء المريض خالل فترة زمنية محددة أو موته ،ومن ثمة تكون مؤشرات
المرض أو دالئل األزمة هي األعراض التي تظهر على المريض والتي تكون ناجمة أساسا عن صراع
المريض مع المرض.
بدأ استخدام تعبير األزمة مع بداية القرن السادس عشر في المعاجم الطبية ،وبعدها تم اقتباسه
واستخدامه في القرن السابع عشر في األدب السياسي ،هذا للداللة على ارتفاع درجة التوتر في العالقات
بين الدولة والكنيسة ،وبحلول القرن التاسع عشر تواتر استخدامه للداللة على ظهور المشاكل التي
تواجهها الدول ،كإشارة إلى نقطة التحول الحاسمة في تطور العالقات السياسية ،االقتصادية وحتى
عرفتها دائرة معارف العلوم االجتماعية على أنها" :خلل فادح ومفاجئ
االجتماعية ،أما في عام 9291م ّ
في العالقة بين العرض والطلب في السلع والخدمات ورؤوس األموال"( ،)3ومنذ ذلك التاريخ بدأ التوسع
في استخدام مصطلح األزمة في إطار علم النفس عند الحديث عن أزمة الهوية ،كما استخدمه
الديمغرافيون عند حديثهم عن أزمة اإلنفجار السكاني ،إذ أن تعدد مجاالت توظيف المفهوم أسفر عن
التداخل بين مفهوم األزمة والمفاهيم المختلفة المتقاربة له من حيث المعنى ذات اإلرتباط الحيوي والوثيق
به .أما عن األسباب الكامنة وراء نشوب األزمات فهي متعددة ومتباينة ،إال أنه يمكن إجمال أهمها فيما
يلي (:)4
.1اسماعيل عبد الفتاح عبد الكافي ،إدارة الصراعات واألزمات الدولية :نظرة مقارنة إلدارة الصراع العربي اإلسرائيلي في
مراحله المختلفة( ،د ،ب ،ن :د ،د ،ن) ،د ،س ،ن ،ص.93
.2عبادة محمد التامر ،سياسة الواليات المتحدة وإدارة األزمات الدولية(إيران-العراق-سورية-لبنان أنموذجا) ،بيروت:
المركز العربي لألبحاث ودراسة السياسيات ،9093 ،ص.93
.3مالك محسن خميس العيساوي ،الحروب بالوكالة :إدارة األزمة الدولية في االستراتيجية األمريكية ،القاهرة :العربي
للنشر والتوزيع ،9092 ،ص.93
.4إدريس لكريني ،إدارة األزمات في عالم متغير :المفهوم والمقومات والوسائل والتحديات ،األردن :المركز العلمي
للدراسات السياسية ،9090 ،ص.93
97 المجلة األفريقية للدراسات القانونية والسياسية ،جامعة أحمد دراية ،ادرار– الجزائر ISSN:0750-8800
×EISSN: 0508-080 المجلد ، 80:العدد ،80 :السنة :جوان 0808
الجزاء التأديبي للموظف العام في قانون الوظيفة العامة الجزائري ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.د /حيتامة العيد ،ط .د /زناندة أمينة
-وجود خالفات متراكمة لم يتم حلها أو السعي إلستيعابها ،هذا على الرغم من مرور وقت طويل على
بروزها.
-تعارض المصالح واألهداف وتباينها بين األفراد أو حتى بين الجماعات والدول.
-تنامي اإلشاعات بين الخصوم ،واالستمرار في استفزاز بعضها بعضا.
يصعب علىّ -بروز أزمات مخطط لها مسبقا ومدبرة بهدف تحقيق أهداف استراتيجية إلطراق معينة ،ما
الطرف القريب من األزمة احتوائه ،هذا كونه قد يجهل خلفياته ومسبباته ،فقد تغيب عنه الرؤية الكاملة
والشاملة التي تساعده في احتواء األزمة كأقل تقدير.
-األخطاء البشرية الناجمة أساسا عن سوء الفهم وسوء التقدير أو سوء اإلدارة ،إلى جانب العشوائية في
يسرع من تبلور األزمة وحتى تفاقمها واتساع أمدها.
اتخاذ الق اررات ،ما ّ
-عامل الشك الذي غالبا ما يالزم الدول التي ترى في خصومها استعدادهم لتهديد سالمتها أو أمنها ،ما
يسرع في مسألة تبني إستراتيجيات استباقية وقائية أو حتى دفاعية ،ما ينجم عنه عادة تأزم الوضع بين
ّ
تبين الحقائق وتقصي الدالئل التي تدين الخصم وتكشف نواياه الفعلية في التعديالطرفين جراء إغفال ّ
على الطرف األخر.
-خرق الدول لالتفاقيات والمعاهدات القائمة بينهما ،بالشكل الذي يمس المصالح الحيوية لألطراف
المتعاقدة.
-تورط زعماء وقادة الدول في مسائل وقضايا خالفية العتبارات شخصية ،قد تتعارض في مجملها مع
المصالح القومية لدولهم.
-إصرار األطراف المتنازعة على مواقفها ،ورفضها التنازل عن مطالبها في سبيل تحقيق الصالح العام.
3.3األزمة في حقل العلوم السياسية:
تعبر األزمة عن موقف وحالة يواجهها متخذ القرار في إحدى الكيانات السياسية واإلدارية (دولة،
مؤسسة ،مشروع) ،تتالحق فيها األحداث وتتزامن وتتشابك فيها األسباب والنتائج ،وقد يفقد معها متخذ
القرار قدرته على السيطرة عليها ،أو تحديد اتجاهاتها ومساراتها المستقبلية ،كما قد يتحكم فيها ويوجهها
صوب تحقيق األهداف المطلوبة والمصالح السياسية المرجو منه تحقيقها ،وبناء عليه فاألزمة هي لحظة
حرجة وحاسمة تتعلق بمصير الكيان السياسي للدولة التي تعترضها المشكلة ،والتي يجد بموجبها صاحب
القرار صعوبة في التعاطي معها ،بالشكل الذي قد يجعله في حيرة بالغة من أمره بشأن اتخاذ القرار
المالئم لحل األزمة ،هذا في ظل دائرة مضطربة تعاني من عدم التأكد وقصور المعرفة وكذا اختالط
98 المجلة األفريقية للدراسات القانونية والسياسية ،جامعة أحمد دراية ،ادرار– الجزائر ISSN:0750-8800
×EISSN: 0508-080 المجلد ، 80:العدد ،80 :السنة :جوان 0808
الجزاء التأديبي للموظف العام في قانون الوظيفة العامة الجزائري ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.د /حيتامة العيد ،ط .د /زناندة أمينة
()1
،هذا إضافة إلى تداعي كل منها بشكل متالحق ليزيد من درجة غياب رؤية وتصور األسباب بالنتائج
مستقبلي واضح عن تطورات ما قد يحدث مستقبال حيال تلك األزمة.
بمعنى آخر فاألزمة هنا تعكس مدى إدراك متخذ القرار في الدولة ،بوجود خطر يهدد بقاء الكيان
(:)2
السياسي ذاته ،كما قد يهدد قيم الدولة أو أهدافها ،وبناء عليه يمكن تصور األزمة السياسية على أنها
-ظرف انتقالي يتسم بعدم التوازن ،ويمثل نقطة تحول المجتمع أو الدولة ،وغالبا ما ينجم عنه تغيي ار كبي ار.
-حالة توتر ونقطة تحول تتطلب اتخاذ قرار سياسي ،غالبا ما ينجم عنه مواقف جديدة-سلبية كانت أو
ايجابية ،-من شأنها أن تؤثر على مختلف الكيانات ذات العالقة باألزمة.
-موقف عصيب قد ينجم عنه نتائج سلبية ،السيما في حال عجز متخذ القرار عن التعاطي مع األزمة أو
أصابه القصور في احتوائها.
-فترة حرجة ،أو حالة غير مستقرة تتطلب حدوث تغي ار حاسما على مستوى الكيان السياسي.
-خبرة تتعلق بعائق سياسي غير مألوف.
بناء عليه ،فإن األزمة السياسة متعلقة أساسا بمظاهر الصراع الدولي والنزاع بين الحكومات والدول،
كما ترتبط أيضا بعنصر التهديد للمصالح الدولية واألمن الوطني للدول (.)3
عرفت على أنها نوعا من التوتر والحيرة لدى المسؤولين داخل المنشأة اإلدارية ،بالشكل الذي
فقد ّ
من شأنه التأثير على الجوانب اإلدارية وكذا أداء العاملين وكيان المؤسسة واستراتيجية بقائها وعالقتها
بالجمهور ،كما قد يطال تأثير األزمة أهداف اإلدارة المسطرة والمرجو تحقيقها (. )4
فهي تعرف على أنها خلل وعدم توازن في عناصر النسق .0.0األزمة من الناحية االجتماعية:
االجتماعي( ،)5هذا في ظل سيادة حاالت من التوتر والقلق مصاحبا بالشعور بالعجز لدى األفراد ،هذا
.1عبد الغفار عفيفي الدويك" ،االتجاهات الحديثة في إدارة األزمات الدولية :الشرق األوسط نموذجا" ،المجلة الدولية
ألبحاث األزمات ،المجلد ،9العدد التعريفي ،السعودية ،مايو ،9091ص.99
.2زينب خليل سعد القذافي" ،استراتيجيات مواجهة األزمات التعليمية بمدارس التعليم الثانوي بليبيا" ،مجلة البحث العلمي
في التربية ،العدد الثامن عشر ،د ،ب ،ن ،9091 ،ص.923
.عبادة محمد التامر ،مرجع سابق الذكر ،ص. 320
دار العلوم للنشر والتوزيع، .4السيد السعيد ،استراتيجيات إدارة األزمات والكوارث-دور العالقات العامة ،-القاهرة:
،9003ص.99
.مالك محسن خميس العيساوي ،مرجع سابق الذكر ،ص. 591
99 المجلة األفريقية للدراسات القانونية والسياسية ،جامعة أحمد دراية ،ادرار– الجزائر ISSN:0750-8800
×EISSN: 0508-080 المجلد ، 80:العدد ،80 :السنة :جوان 0808
الجزاء التأديبي للموظف العام في قانون الوظيفة العامة الجزائري ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.د /حيتامة العيد ،ط .د /زناندة أمينة
ناهيك عن عدم القدرة على إقامة عالقات إنسانية واجتماعية ،ومن ثمة ظهور قيم ومعايير أخالقية مغايرة
للثقافة السائدة في المجتمع.
ينجم هذا النوع من األزمات أساسا عن صراع مسلح( ،)2تستخدم من خالله القوات المسلحة ضد
دول أخرى ،أو التهديد باستخدامها بالشكل الذي يحدث توت ار بين العالقات السياسية لتلك األطراف
الدولية ،وهذا كنتيجة حتمية لالضطراب األمني السائد.
.6.0األزمة الوطنية:
والتي تعرف على أنها األزمة الشاملة التي تمس باألمن الداخلي والخارجي على حد سواء ،وتهدد كيان
الدولة ( )3بالكامل كاالحتالل الفعلي للدولة أو التهديد باحتاللها.
.5.0األزمة الدولية:
والتي ينظر لها على أنها تصعيدا حادا للفعل ورد الفعل ،أي هي عملية انشقاق تحدث تغييرات
على مستوى الفاعلية بين الدول ،بحيث تؤدي إلى تصاعد حدة التوتر والخالف بين األطراف الدولية،
والتي غالبا ما تفضي إلى نشوب الحرب( ،)4ومع ذلك ال تؤدي كلها إلى اندالع الحروب ،كما حدث في
الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي ،وما يحدث حاليا بين الكوريتين الشمالية والجنوبية وكذا
األزمة بين الهند وباكستان بسبب كشمير.
.0.0األزمة اإلقليمية:
100 المجلة األفريقية للدراسات القانونية والسياسية ،جامعة أحمد دراية ،ادرار– الجزائر ISSN:0750-8800
×EISSN: 0508-080 المجلد ، 80:العدد ،80 :السنة :جوان 0808
الجزاء التأديبي للموظف العام في قانون الوظيفة العامة الجزائري ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.د /حيتامة العيد ،ط .د /زناندة أمينة
والتي تعكس حدوث موقفا مفاجئا تتجه من خالله العالقات بين طرفين أو أكثر نحو المواجهة
بشكل تصعيدي ،هذا نتيجة لتعارض قائم بين المصالح المتعلقة بكيانات تلك األطراف أو المساس
بوجودها ،ما يستلزم تحركا إقليميا مضادا وسريعا للحفاظ على تلك المصالح الحيوية( ،)1هذا باستخدام
وسائل الضغط واإلكراه على اختالف أنواعها سواء كانت سياسية ،عسكرية أو حتى اقتصادية.
على الرغم من تباين األسباب المفضية إلى تبلور األزمات واختالفها ،يمكن للدارسين والباحثين
في هذا الشأن الوقوف على مسببات فعلية قد تكون محدثة لها ،فقد يمكن لألزمة أن تبرز كنتيجة حتمية
لخلل في العالقات بين الجماعات أو الدول ،أو نتيجة خرق إحداها لالتفاقيات القائمة بينها ،مع حدوث
ردود فعل من قبل األطراف التي شهدت تضر ار جراء اإلخالل بشروط أو بنود االتفاقيات والتي كانت
ملزمة ألطرافها ،كما قد تنجم األزمة أيضا جراء تعاظم حالة الشك أو الريب المصاحبة لسلوك الفاعلين
الدوليين ،ضمن بيئة دولية أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها تشهد تعارضا للمصالح وتباينا في األهداف
في فهم طبيعة مجريات األحداث تفاقم االستراتيجية وحتى القيم ،كما يمكن أن يصاحب القصور
المعطيات لدرجة بلوغها مستوى األزمة ،كل هاته األسباب منفردة أو مجتمعة تؤدي دونما أدنى شك إلى
بروز األزمة ،من هنا يمكن الوقوف على خصائص هذه األخيرة ،والتي تميزها عن غيرها من األحداث
والمواقف الدولية ،وعليه فاألزمة تتسم بما يلي(:)2
-هي محطة تحول حاسمة غالبا ما تتسم بالفجائية ،تتم مجرياتها ضمن نسق داخلي أو دولي تهدد
مصالح أطراف معينة ،وتثير نوعا من الذهول واالرتباك لدى األطراف المعنية بها.
-تتسم بالتعقيد والتشابك في عناصرها والتداخل في مسبباتها ،وتنطوي على خطورة كبيرة متى صاحب
هذا التعقيد تصعيدا وقصو ار في الفهم واإللمام بمجرياتها ،ومن ثمة قد تستقطب اهتماما كبي ار من المهتمين
بشأنها على نحو قد يزيد من تفاقمها وتعقيدها.
-تهديد قيم الوحدة السياسية ،بالشكل الذي يستوجب ضرورة إسراع صانع القرار إلدراكها واحتوائها.
-يتواكب مع التهديد احتمال التورط في العداء العسكري.
-إدراك المعنيين بالحدث أن الوقت المتاح لالستجابة والرد هو وقت محدد والفرصة ضئيلة ،هذا لتوضيح
االتجاهات التخاذ الحلول االستراتيجية والبديلة.
-تتطلب جهدا كبي ار لمواجهتها لتالفي تطوراتها السلبية ،والتي قد يمتد خطرها للمستقبل.
101 المجلة األفريقية للدراسات القانونية والسياسية ،جامعة أحمد دراية ،ادرار– الجزائر ISSN:0750-8800
×EISSN: 0508-080 المجلد ، 80:العدد ،80 :السنة :جوان 0808
الجزاء التأديبي للموظف العام في قانون الوظيفة العامة الجزائري ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.د /حيتامة العيد ،ط .د /زناندة أمينة
-تضع صانعي القرار على محك حقيقي ،بحيث تتطلب اتخاذ ق اررات حاسمة تفرض استثما ار متسارعا
للوقت.
-هي نتاج لتراكم مجموعة من التأثيرات والخالفات السابقة ،والتي لم يتم حسمها في مراحل سبقت تبلور
وتفاقم األزمة.
-تطرح نوعا من االرتباط والشك في الخيارات المطروحة للتعامل معها ،السيما في ظل غياب معطيات
وحقائق كافية حولها.
-غالبا ما تتجاوز مخرجاتها المستوى المحلي للتأثير ،ليصل بذلك صدى تداعياتها حدود التفاعل الدولي،
نتيجة اتساع مداها وتعاظم مستوى التدخل الخارجي في معطياتها.
-قد تخّلف حالة من االرتباك والتوتر العالميين خالل فترة زمنية قصيرة ،السيما في ظل تشابك وتعقيد
العالقات الدولية ،هي بذلك تستدعي تبني خيارات استراتيجية مشتركة أكثر فاعلية الحتواء تداعياتها.
-إن األزمة في كل مستوياتها الداخلية والخارجية ،وبغض النظر عن القدرة أو الفشل في احتوائها وإدارتها
()1
تجلب نحوها أنصا ار أو معادين-وفقا لطبيعتها ومصالح المؤيدين والمعارضين
حدتها وخطورتها ،يمكن لألزمة أن تشكل فرصة سانحة لتعزيز المكاسب وتطوير وعلى الرغم من ّ
المهارات والخبرات ،خاصة إذا ما تم التعاطي مع أسبابها بفاعلية ،على نحور يضمن احتوائها أو التقليل
من خطورة تداعياتها ،ومن ثمة الخروج بمحصلة من الخبرات التي تضمن للكيان التعاطي الفعال مع
أزمات مستقبلية بذات الخصوصية ،ما يوفر على أطراف األزمة الوقت والجهد واإلمكانات أيضا.
()2
إن األزمة على اختالف أشكالها تتخذ ثالثة أبعاد أساسية ،تتمثل فيما يلي:
.1صبحي رشيد اليازجي" ،إدارة األزمات من وحي القرآن الكريم-دراسة موضوعية"-مجلة الجامعة اإلسالمية(سلسلة
الدراسات اإلسالمية) ،المجلد التاسع عشر ،العدد الثاني ،غزة :كلية أصول الدين الجامعة اإلسالمية ،يونيو،9099
ص.993
.2ديفيد جارنم ،دراسات في النزاعات الدولية وإدارة األزمة ،أبو ظبي :مركز اإلمارات للدراسات والبحوث اإلستراتيجية،
،9009ص.3
102 المجلة األفريقية للدراسات القانونية والسياسية ،جامعة أحمد دراية ،ادرار– الجزائر ISSN:0750-8800
×EISSN: 0508-080 المجلد ، 80:العدد ،80 :السنة :جوان 0808
الجزاء التأديبي للموظف العام في قانون الوظيفة العامة الجزائري ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.د /حيتامة العيد ،ط .د /زناندة أمينة
بناء على ما تقدم ذكره ،فإن األزمة ينظر إليها من خالل منظور مستقبلي ،هذا على اعتبار أن
الخطر الحقيقي المصاحب لألزمة ال يتعلق بالماضي فحسب أو ينصرف للحاضر ،لكنه يتجه وبشدة إلى
ما يمكن أن تحدثه تلك األزمة مستقبال.
.0.0الكارثة :هي أكثر المفاهيم تداخال مع األزمة ،إال أنها قد ال تعبر عنها بالضرورة ،فالكارثة هي
حالة مدمرة حدثت فعال ،كما أنها خّلفت ضر ار محددا (ماديا أو غير مادي أو كالهما معا) ،كما قد تكون
الكوارث هي إحدى مسببات األزمة أو إحدى نتائجها ،إال أنها ال تكون األزمة في حد ذاتها(( )1الزالزل
والبراكين هي نماذج عن الكارثة).
.0.0القوة القاهرة :يشترك هذا المفهوم مع األزمة في أن كليهما يخرج عن نطاق سيطرة متخذ القرار
بحيث يصعب التحكم فيه ،إال أن مفهوم القوة القاهرة ال يعبر بالضرورة عن األزمة أو ينطبق عليها تمام
االنطباق ،بحيث أن المفهوم يعكس حدوث ظرف طارئ يصعب التنبؤ أو التحكم فيه( ،)2بالشكل الذي
يفضي إلى الحيلولة دون القيام بعمل معين متفق عليه مسبقا ،فالحرب مثال هي قوة قاهرة توقفت بسببها
بعض المعامل والمصانع ،ومن ثمة كانت سببا في حدوث أزمة.
جراء نشوء حادث غير متوقع الحدوث ،على النحو الذي لم
.0.0الصدمة :تعني شعو ار فجائيا حادا تتولد ّ
يكن مبرمجا حدوثه ،وهو شعور مركب بين الغضب والذهول والخوف ،ذلك فإن الصدمة هي إحدى
والتي تولدت عند انفجارها في شكل فجائي وسريع دون سابق إنذار ()3
عوارض األزمة أو إحدى نتائجها،
أو تمهيد.
.0.0المشكلة :تعبر هذه األخيرة عادة عن السبب الرئيسي الذي يحدث حالة ما من الحاالت غير
المرغوب في وقوعها( ،)4ومن ثمة قد تكون المشكلة هي سبب األزمة ،إال أنها لن تكون األزمة بحد
ذاتها.
.1مروان سالم العلي" ،إستراتيجيات إدارة األزمة الدولية :أزمة الصواريخ الكوبية أنموذجا" ،مجلة جيل الدراسات السياسية
والعالقات الدولية ،العدد ،92د ،ب ،ن :مركز جيل البحث العلمي ،يونيو ،9092ص.22
.نواف قطيش ،مرجع سابق الذكر ،ص. 293
.علي حسن السعدني" ،فن إدارة األزمات" ،دنيا الوطن ،تاريخ النشر ،92/01/9099 :ص. 39
.4محمد براق ،مريزق عدمان" ،دور المعلومات في إدارة األزمات إشارة إلى حالة المؤسسات الصحية" ،رماح للبحوث
والدراسات ،العدد ،2عمان :مركز البحث وتطوير الموارد البشرية رماح ،جوان ،9099ص.99
103 المجلة األفريقية للدراسات القانونية والسياسية ،جامعة أحمد دراية ،ادرار– الجزائر ISSN:0750-8800
×EISSN: 0508-080 المجلد ، 80:العدد ،80 :السنة :جوان 0808
الجزاء التأديبي للموظف العام في قانون الوظيفة العامة الجزائري ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.د /حيتامة العيد ،ط .د /زناندة أمينة
.7.0الصراع :يقترب مفهوم الصراع والنزاع من مفهوم األزمة ،وهذا باعتبار أن بعض األزمات تعكس
تصارع وتناقض إرادتين مختلفتين وتضاد مصالحهما وتعارضهما( ،)1إال أن الصراع ال يكون بالغ الحدة
وشديد التدمير كما هو الحال في األزمات ،إذ أن الصراع غالبا ما تكون أبعاده واتجاهاته وحتى أطرافه
وأهدافه معلومة ويستغرق وقتا طويال ،في حين تكون مثل هذه المعلومات مجهولة بالنسبة لألزمات ،والتي
غالبا ما يكون أمدها قصيرا.
يعبر هذا المفهوم عن التضاد وعدم التطابق سواء في الشكل ،الظروف أو حتى .6.0الخالف:
المضمون( ،)2وقد يكون أحد مظاهر األزمة في النظام السياسي أو بين الدول ،أما االختالف في الفكر
والرأي والمصالح فال يؤدي بالضرورة إلى األزمة ،لكن إذا ما تطور الخالف واشتد كانت احتماالت األزمة
أكثر وقوعا.
المحور الثالث :إدارة األ زمة الدولية بين دالالت المفهوم النظري وموجبات التفعيل اإلجرائي
تحفل الساحة الدولية في إطار تفاعالتها بالعديد من التناقضات بين أعضاء المنظومة الدولية،
حيث تنوعت ما بين صراعات وأزمات وحتى حروب ،فالمقصود بالصراع ( )conflictالتعارض في
المصالح ،أما النزاع ( )disputeفهو تعارض في الحقوق القانونية ،في حين أن األزمة ( )crisisهي
تحول فجائي عن السلوك المعتاد ،األمر الذي من شأنه أن يفضي إلى حدوث سلسلة من التفاعالت
يترتب عليها نشوء موقفا مفاجئا ينطوي على تهديد مباشر للقيم أو المصالح الجوهرية الدولية( ،)4مما
يستلزم معه ضرورة اتخاذ ق اررات سريعة في ظرف قياسي محدود ،بالشكل الذي يمنع تفجر األزمة في
شكل صدام عسكري أو مواجهة(.)5
.اسماعيل عبد الفتاح عبد الكافي ،مرجع سابق الذكر ،ص. 193
.2عبد الغفار عفيفي الدويك ،إدارة األزمات والكوارث واتخاذ القرار ،الرياض :جامعة نايف العربية للعلوم األمنية،9099 ،
ص.91
.صبحي رشيد اليازجي ،مرجع سابق الذكر ،ص. 3992
.4عبد الحق بن جديد" ،اإلتصال وإدارة النزاعات الدولية" ،مجلة العلوم اإلنسانية ،العدد الحادي عشر ،بسكرة :جامعة
محمد خيضر ،ماي ،9001ص.29
.مالك محسن خميس العيساوي ،مرجع سابق الذكر ،ص. 593
104 المجلة األفريقية للدراسات القانونية والسياسية ،جامعة أحمد دراية ،ادرار– الجزائر ISSN:0750-8800
×EISSN: 0508-080 المجلد ، 80:العدد ،80 :السنة :جوان 0808
الجزاء التأديبي للموظف العام في قانون الوظيفة العامة الجزائري ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.د /حيتامة العيد ،ط .د /زناندة أمينة
ففي ظل كل الحاالت-السالفة الذكر -توجد أساليب متنوعة للتعامل مع كل موقف ،فقد يجري
احتواء الصراع بمعنى اإلحاطة به والسيطرة عليه ومنع انتشاره ،وقد تتم تسوية النزاع بمعنى التوصل إلى
حلول قانونية وسياسية مرضية بين الطرفين ،في حين تكون إدارة األزمة تجسد التالعب بالعناصر
المكونة لها واألطراف المحدثة لها والفاعلة فيها أيضا ،وهذا بهدف تعظيم االستفادة من ورائها لصالح
األمن القومي.
بناء عليه فقد أضحت إدارة األزمات الخارجية أسلوبا مستحدثا في إدارة الصراعات الدولية ،لها
استراتيجية محددة تقوم على مجموعة من األصول والمبادئ الدولية ،كما أنها أضحت علما وفنا()1رفيعا
يمارسه قادة األمم ورجال الدولة بمزيد من المهارات واالحترافية.
يعد مفهوم إدارة األزمة أحد مفاهيم الدراسات االستراتيجية ،فهو بمثابة عملية إدارية مقصودة تقوم
على التخطيط والتدريب( ،)2هذا بهدف التنبؤ بحدوث األزمات ومن ثمة التعرف على أسبابها ومسبباتها
الداخلية ،وكذا تحديد األطراف الفاعلة والمؤثرة على سيرورتها ومجرياتها ،وبناء عليه يتم توظيف
واستحداث كل اإلمكانيات والوسائل المتاحة لتسويتها والوقاية من عواقبها( ،)3أي ضرورة اتخاذ قر ا
ارت
()4
سريعة في مواجهة ظرف طارئ ،وهو األمر الذي يتم تحت ثالثة ضغوط حادة ،وهي:
ضيق الوقت.
التهديد باستخدام القوة والعنف.
عدم توفر المعلومات الكافية للتوصل إلى حل أو تسوية.
مع لجوء فواعل المجتمع الدولي إلى استخدام هذا األسلوب طو ار بالفشل وطو ار بالنجاح في سياقات
تاريخية عديدة ،فإن دواعي بروز إدارة األزمة في الظروف الراهنة قد ازدادت وترسخت ،وعليه يمكن أن
نرصد مجموعة من الدواعي واالعتبارات التي تجعل إدارة األزمات-كعلم وفن-أكثر إلحاحا في توظيفها
من ذي قبل ،وهي على النحو التالي:
.0.0الطبيعة المزدوجة للتفاعالت الدولية :حيث أصبح من المسلمات أن التفاعالت الدولية بين أعضاء
المجتمع الدولي تأخذ طابعين مختلفين تتراوح في مجملها بين التعاون والصراع ،وفي ذروة غلبة أحدهما-
.اسماعيل عبد الفتاح عبد الكافي ،مرجع سابق الذكر ،ص. 12
.محمد براق ،مريزق عدمان ،مرجع سابق الذكر ،ص. 293
.صبحي رشيد اليازجي ،مرجع سابق الذكر ،ص. 3999
.4حامد الحدراوي ،كرار الخفاجي"أسباب نشوء األزمات وإدارتها :دراسة استطالعية ألراء عينة من أعضاء مجلس النواب
العراقي" ،مجلة الكوفة للعلوم القانونية والسياسية ،العدد ،3الكوفة :كلية القانون ،د ،س ،ن ،ص .923
105 المجلة األفريقية للدراسات القانونية والسياسية ،جامعة أحمد دراية ،ادرار– الجزائر ISSN:0750-8800
×EISSN: 0508-080 المجلد ، 80:العدد ،80 :السنة :جوان 0808
الجزاء التأديبي للموظف العام في قانون الوظيفة العامة الجزائري ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.د /حيتامة العيد ،ط .د /زناندة أمينة
الصراع مثال-توجد دواعي كامنة للنمط اآلخر(التعاون) ،ففي ظل عنف المواجهة العسكرية وذروة التنازع
والحرب بين الطرفين قد تجدهما يتبادالن جرحى الحرب واألسرى من خالل الصليب األحمر الدولي أو
الهالل األحمر ،وهذا الوضع يستدعي منا أن ندرك أن أفضل معالجة للوضع هي استخدام سالح مزدوج
من نفس الطبيعة-إدارة األزمات ،-هذا السيما في ظل التحول الحاصل في نمط الصراعات الدولية لعالم
ما بعد الحرب الباردة ،والذي طبعه انحسار المتغير العسكري واإليديولوجي مقابل تنامي دواعي األخذ
بالعامل االقتصادي وحتى الثقافي في فهم وتفسير مجريات وسياق األحداث الدولية( ،)1على نحو يعزز
ضرورة إقامة تحالفات وتكتالت دولية تتوحد فيها الرؤى وتختزل معها االختالفات والتناقضات ،واعتمادها
كآلية إلدارة األزمات الحاصلة على نحو يعود بالنفع على الفواعل ككل على اختالف توجهاتها.
.0.0تجذر الصراعات الدولية :بمعنى اإلدراك أن النزاعات والصراعات بين األمم والدول والجماعات
جزء ال يتج أز من الطبيعة البشرية ومن تركيبة العالقات االجتماعية( ،)2بحيث تتعدد جذور هذه الصراعات
وتتنوع ما بين األسباب البيولوجية الحيوية(الرغبة في تنازع البقاء ،االختالفات العرقية ،)...واألسباب
النفسية التي ترجع إلى عوامل اإلحباط ،اإلحساس بالتهميش وتنوع األمزجة السياسية ،واألسباب
السكانية(الديموغرافية) الراجعة إلى الضغط الديموغرافي بسبب ارتفاع معدل السكان أو تباين عناصر
تركيبهم وانتماءاتهم ،هذا ناهيك عن األسباب الجغرافية التي تتمثل في تأثير الموقع والمكان أو تباين
المناخ والموارد الطبيعية ،هذا إضافة إلى األسباب االقتصادية مثل أنماط المعيشة والتوزيع غير العادل
للثروات أو شحها ،هذا فضال عن األسباب الثقافية التي تتجلى في اختالف العقائد واإليديولوجيات مما قد
يحدث التصادم الحضاري.
.0.0تفاقم المناخ الدولي لألزمات :لقد تالحقت وتداخلت مشاكل عصر األزمات منذ بداية القرن
العشرين ،كما تعددت صورها وأشكالها وأنماط تفاعالتها التنازعية والصراعية ،وهذا نظ ار للوضع االنتقالي
للنظام الدولي السائد نتيجة لتعدد فواعله وتشابك مصالحهم ،بالشكل الذي أفضى إلى تنامي وتيرة
حدة الصراعات القومية الداخلية ،وكذا المضاعفات الناجمة عن الصراعات اإلقليمية وكذا تصاعد ّ
انتكاسات التجارب التحديثية التي انتهجتها الدول النامية ،هذا إضافة إلى تفاقم األزمات االقتصادية (.)3
.1فوزي نورالدين" ،تحليل الصراعات الدولية المعاصرة :بين األبعاد الثقافية واالعتبارات االستراتيجية" ،مجلة العلوم
اإلنسانية ،العدد ،91/93الجزائر :جامعة محمد خيضر بسكرة
.2محمد هيكل ،مهارات إدارة األزمات والكوارث والمواقف الصعبة ،القاهرة :الهيئة المصرية العامة للكتاب،9003 ،
ص.92
.3ثامر كامل الخزرجي ،العالقات السياسية الدولية واستراتيجية إدارة األزمات ،ردمك :دار مجدالوي للنشر والتوزيع،
،9003ص.912
106 المجلة األفريقية للدراسات القانونية والسياسية ،جامعة أحمد دراية ،ادرار– الجزائر ISSN:0750-8800
×EISSN: 0508-080 المجلد ، 80:العدد ،80 :السنة :جوان 0808
الجزاء التأديبي للموظف العام في قانون الوظيفة العامة الجزائري ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.د /حيتامة العيد ،ط .د /زناندة أمينة
.0.0تعقد إدارة الصراعات الدولية :ففي ظل هذا المناخ الدولي المتأزم أضحت إدارة الصراعات الدولية
حالة أكثر تعقيدا ،كما أصبحت أكثر إلحاحا لألسباب التالية:
-تذبذب مخرجات عملية صناعة القرار ،وهو األمر الذي يمكن رده إلى تقلب الحالة المزاجية
لصناع القرار أنفسهم( ،)1هذا إضافة إلى عامل التقدم في السن-السيما إذا ما تعلق األمر بحكام
األنظمة السياسية العربية.-
-عجز النظام واألساليب التقليدية في اإلدارة عن مواجهة الطوارئ المباغتة( ،)2ومن ثمة التورط في
الحروب عوض إدارة األزمة و احتوائها ،هذا مقارنة بأسلوب القوى العظمى في إدارة األزمات الدولية.
-اعتبارات التسوية السياسية القائمة حاليا ،وهي تسويات غير مستقرة كما أنها ال تحظى
بالشرعية()3في الكثير من المرات.
-انتشار األسلحة النووية ودخولها مناطق وأقاليم عديدة من العالم ،ما يقودنا إلى الحديث عن
االقتراب من حافة الرعب النووي(. )4
-التوازن الدولي واإلقليمي المضطرب()5بسبب الوضع الحرج والمتأزم في العديد من مناطق العالم.
.7.0مشروعية األهداف القومية جراء تفعيل مبدأ تسوية األزمات :تسعى العديد من الكيانات السياسية
الدولية إلى تحسين مناهجها في إدارة األزمات الدولية ،بحيث تتطلع إلى تحقيق مايلي:
()6
. تفادي التورط في حرب شاملة أو مواجهة عسكرية مباشرة
()7
. محاولة كل طرف تعظيم مكاسبه على حساب الخصم
تبقى األزمة الدولية جزء من محيط العالقات الدولية ،حيث أنها تخضع في مجلها لعامل التأثير
والتأثر في تفاعالتها إزاء بيئتها الخارجية ،كما أنها محكومة بإطارها وبعمق تلك التفاعالت الدولية
واتساعها ،وعلى الرغم من تواجدها في سياق المجرى العام لمحيط العالقات الدولية وبين تياراته
المتقاطعة ،إال أن األزمة الدولية تبقى تحتفظ بقدر من االستقاللية وتخضع لقوانينها ومسلماتها الخاصة
107 المجلة األفريقية للدراسات القانونية والسياسية ،جامعة أحمد دراية ،ادرار– الجزائر ISSN:0750-8800
×EISSN: 0508-080 المجلد ، 80:العدد ،80 :السنة :جوان 0808
الجزاء التأديبي للموظف العام في قانون الوظيفة العامة الجزائري ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.د /حيتامة العيد ،ط .د /زناندة أمينة
بها ،كما أنها تتسم بقدر من التحكم بالفعل واالستجابة ودرجة التصعيد ،والتعامل مع نقص المعلومات،
هذا إضافة إلى ضيق الوقت واالستقراء السلوكي وعامل اإلدراك.
فعلى صعيد البيئة الدولية ونظ ار لما تنطوي عليه من أفعال وردود أفعال إزاء قضايا مشتركة على
مستوى النسق الدولي ،وهو األمر الذي يمكن ّ
مرده إلى تقاطع المصالح بين الدول ،وكذا دخول بعضها
في تنظيمات إقليمية وأحالف وكتل ،ونتيجة لما حصل من تقدم علمي وتكنولوجي بالشكل الذي انعكس
على مكونات القوة للدول ،هذا فضال عن الثورات المتوالية في المواصالت واالتصاالت والمعلومات ،فقد
أضحى أي حدث دولي ذو صفة عالمية أكثر منه محلية ،وبعبارة أخرى فإن أي احتكاك متصاعد بين
دولتين ال بد وأن يعكس أو يستجيب لتأثيرات خارجية إما نحو مزيد من التصعيد أو التهدئة ،بحيث كلما
كانت البيئة اإلقليمية لطرفي األزمة تنطوي على أهمية جيواستراتيجية كانت األزمة محل استقطاب أكبر
للقوى الدولية( ،)1وبالمقابل أكثر عرضة لالستجابة لعملية التفاعل مع األزمة ،خصوصا من قبل تلك
الدول التي تتمتع بنفوذ واسع على غيرها ،والتي ترى أن أي زعزعة في ترتيب األوضاع تعني المساس
بمصالحها.
استنادا لذلك فإن أي تحليل لطبيعة األزمة الدولية في ظل معطيات ومتغيرات النظام الدولي القائم
ناد ار ما يجعل منها أزمة محلية ،ويعود السبب في ذلك إلى التشابك والترابط بين المصالح والتوجهات
واألهداف والنفوذ لدى الكثير من الدول الفاعلة والمؤثرة في البيئة الدولية.
ما يجدر اإلشارة إليه في هذا الصدد ،أن أخطر ما في األزمة هو المضاعفات التي يمكن أن تحدث
نتيجة لتدخل طرف ثالث قد تتعرض مصالحه الحيوية للخطر ،ما يدفع به إلى تبني سياسة مضادة
تفضي به إلى االنحياز صوب أحد طرفي األزمة وضد الطرف اآلخر بهدف ترجيح مصالحه الخاصة(،)2
ولما كانت البيئة الدولية متشابكة وحافلة بتداخل األهداف والمصالح ،فإن دخول أي طرف ثالث قد يجر
ّ
أطراف أخرى بسبب انتمائها إلى حلف أو معاهدة دفاع مشترك أو حتى اتفاقية تجارية ،هذا فضال عن
إمكانية اتساع رقعة المتداخلين في األزمة بالشكل الذي يزيد من خطورتها وقد يجعل منها صراعا دوليا
فعليا( ،)3على أن اسوء حاالت الصراع يمكن أن تدفع باألزمة باتجاه الحرب ،وهذا ما يعرف ب"تعقيد
األزمة" ،والتي تعكس أخطر حاالت التأزم شدة ،كما تعبر عن الحالة التي تصل فيها األزمة حد التعقيد،
108 المجلة األفريقية للدراسات القانونية والسياسية ،جامعة أحمد دراية ،ادرار– الجزائر ISSN:0750-8800
×EISSN: 0508-080 المجلد ، 80:العدد ،80 :السنة :جوان 0808
الجزاء التأديبي للموظف العام في قانون الوظيفة العامة الجزائري ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.د /حيتامة العيد ،ط .د /زناندة أمينة
بحيث يصل مؤشر التوتر في العالقات الدولية إلى حد استهداف القيم األساسية مع امكانية ضرب وحدة
الكيان السياسي وتهديد االستقرار األمني له.
خاتمة:
إن موضوع إدارة األزمات الدولية يعد أحد المواضيع الشائكة الفهم والتحليل على مستوى التنظير
الدولي ،وهو األمر الذي يمكن رده أساسا إلى التعقيد المنوط باألزمة في حد ذاتها سواء من حيث
الدالالت الن ظرية أو السياقات اإلجرائية التي تحدث أو تنجم عن التفاعالت التي تعبر عن هذا المفهوم-
األزمة ،-هذا في سياق تفاعل دولي أو حتى تفاعل قطري ال يتعدى حدود الدولة نفسها ،فاألزمة بهذا
تكون حاضرة متى ظهرت مؤشرات التباين واالضطراب ،وأمام تمايز الرغبات البشرية وتعارض المصالح
القومية ظل االختالف يطبع جل التفاعالت على جميع المستويات ،ما أوجب ضرورة التدخل العقالني
لكبح أي تنافر من شأنه أن يفضي إلى حدوث األزمة .وهو ما يعكس أساسا ضعف التخطيط وانعدام
اإلجراءات الوقائية أو حتى االستباقية الكفيلة بوضع االختالف والتباين في مستوى معين ال يرقى إلى
األزمة.
وكتوصيات و اقتراحات للبحث فإننا نرى أن تبني خيارات استراتيجية كفيلة بالحد من تداعيات
األزمة والخروج منها بأقل األضرار الممكنة ،ظل مطلبا جوهريا دعت إليه األعراف الدولية أو حتى
القوانين التشريعية ،عبر فترات زمنية متالحقة ومستمرة ،هذا نظ ار لخطورة ما قد يفضي إليه تفاقم األزمة
على نحو قد يهدد معه األمن القومي للمجتمعات والدول ،من هنا كان لزاما تبني خيار استراتيجية إدارة
األزمة الدولية ،إال أن األمر قد ينجم عنه تفاقم الوضع وتعقد مستوى األزمة السيما إذا ما وظفت هذه
األخيرة لصالح أطراف أو فواعل دولية تربطها بها مصالح أو غايات جوهرية أو حتى ثانوية في إطار
تحالفات أو شراكات ،ومن هنا يمكن الوقوف على حقيقة أن اإلدارة الفعالة لألزمات الدولية ال يمكن
دراسة جدواها بمنأى عن متغيرين أساسين:
-قوة الدولة ذات الصلة الوثيقة باألزمة ،ومدى إلمامها بخلفياتها ومسبباتها في ظل الوقت المتاح
الحتوائها ،هذا في حدود اإلمكانيات المادية والبشرية المتاحة.
-طبيعة البيئة أو النسق الدولي الذي شهد األزمة ،في ظل معرفة نمط التفاعالت السائدة ضمنه (تعاونية،
صراعية) ،على نحو يحدد أي االتجاهات ستسلك األزمة (التصعيد أم االحتواء ثم االنحسار ولربما التفكك
والزوال).
109 المجلة األفريقية للدراسات القانونية والسياسية ،جامعة أحمد دراية ،ادرار– الجزائر ISSN:0750-8800
×EISSN: 0508-080 المجلد ، 80:العدد ،80 :السنة :جوان 0808
الجزاء التأديبي للموظف العام في قانون الوظيفة العامة الجزائري ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.د /حيتامة العيد ،ط .د /زناندة أمينة
المصادر والمراجع:
-0الكتب
-09إدريس لكريني ،إدارة األزمات في عالم متغير :المفهوم والمقومات والوسائل والتحديات ،األردن :المركز العلمي
للدراسات السياسية9090. ،
-09اسماعيل عبد الفتاح عبد الكافي ،إدارة الصراعات واألزمات الدولية :نظرة مقارنة إلدارة الصراع العربي اإلسرائيلي في
مراحله المختلفة( ،د ،ب ،ن :د ،د ،ن) ،د ،س ،ن.
-09ثامر كامل الخزرجي ،العالقات السياسية الدولية واستراتيجية إدارة األزمات ،ردمك :دار مجدالوي للنشر والتوزيع،
9003.
-02عبادة محمد التامر ،سياسة الواليات المتحدة وإدارة األزمات الدولية(إيران-العراق-سورية-لبنان أنموذجا) ،بيروت:
المركز العربي لألبحاث ودراسة السياسيات9093. ،
-03عبد العزيز رمضان علي الخطابي ،تغيير الحكومات بالقوة -دراسة في القانون الدستوري والقانون الدولي العام-
اإلسكندرية :دار الجامعة الجديدة9099. ،
-03عبد الغفار عفيفي الدويك ،إدارة األزمات والكوارث واتخاذ القرار ،الرياض :جامعة نايف العربية للعلوم األمنية،
9099.
-01عماد جاد ،التدخل الدولي ،القاهرة :نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع9001. ،
-02فهد أحمد الشعالن ،إدارة األزمات ،الرياض :أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية.9222 ،
-02مالك محسن خميس العيساوي ،الحروب بالوكالة :إدارة األزمة الدولية في االستراتيجية األمريكية ،القاهرة :العربي
للنشر والتوزيع9092. ،
-90محمد هيكل ،مهارات إدارة األزمات والكوارث والمواقف الصعبة ،القاهرة :الهيئة المصرية العامة للكتاب9003. ،
-99نواف قطيش ،إدارة األزمات ،عمان :دار الراية للنشر والتوزيع9002. ،
-0المجالت والدوريات:
-99حامد الحدراوي ،كرار الخفاجي"أسباب نشوء األزمات وإدارتها :دراسة استطالعية ألراء عينة من أعضاء مجلس
النواب العراقي" ،مجلة الكوفة للعلوم القانونية والسياسية ،العدد ،3الكوفة :كلية القانون ،د ،س ،ن.
-99خليل عرنوس سليمان" ،األزمة الدولية والنظام الدولي :دراسة في عالقة التأثير المتبادل بين إدارة األزمات
االستراتيجية الدولية وهيكل النظام الدولي" ،الدوحة :المركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات ،تشرين الثاني 9099 ،
-92ديفيد جارنم ،دراسات في النزاعات الدولية وإدارة األزمة ،أبو ظبي :مركز اإلمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية،
9009.
110 المجلة األفريقية للدراسات القانونية والسياسية ،جامعة أحمد دراية ،ادرار– الجزائر ISSN:0750-8800
×EISSN: 0508-080 المجلد ، 80:العدد ،80 :السنة :جوان 0808
الجزاء التأديبي للموظف العام في قانون الوظيفة العامة الجزائري ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.د /حيتامة العيد ،ط .د /زناندة أمينة
-93زينب خليل سعد القذافي" ،استراتيجيات مواجهة األزمات التعليمية بمدارس التعليم الثانوي بليبيا" ،مجلة البحث العلمي
في التربية ،العدد الثامن عشر ،د ،ب ،ن9091. ،
-93السيد السعيد ،استراتيجيات إدارة األزمات والكوارث-دور العالقات العامة ،-القاهرة ،دار العلوم للنشر والتوزيع،
9003.
-91صبحي رشيد اليازجي" ،إدارة األزمات من وحي القرآن الكريم-دراسة موضوعية"-مجلة الجامعة اإلسالمية(سلسلة
الدراسات اإلسالمية) ،المجلد التاسع عشر ،العدد الثاني ،غزة :كلية أصول الدين الجامعة اإلسالمية ،يونيو9099.
-92عبد الحق بن جديد" ،اإلتصال وإدارة النزاعات الدولية" ،مجلة العلوم اإلنسانية ،العددالحادي عشر ،بسكرة :جامعة
محمد خيضر ،ماي 9001.
-92عبد الغفار عفيفي الدويك" ،اإلتجاهات الحديثة في إدارة األزمات الدولية :الشرق األوسط نموذجا" ،المجلة الدولية
ألبحاث األزمات ،المجلد ،9العدد التعريفي ،السعودية ،مايو9091.
-90علي حسن السعدني" ،فن إدارة األزمات" ،دنيا الوطن ،تاريخ النشر92./01/9099 :
-99فوزي نورالدين" ،تحليل الصراعات الدولية المعاصرة :بين األبعاد الثقافية واإلعتبارات االستراتيجية" ،مجلة العلوم
اإلنسانية ،العدد ،91/93الجزائر :جامعة محمد خيضر بسكرة
-99مروان سالم العلي" ،إستراتيجيات إدارة األزمة الدولية :أزمة الصواريخ الكوبية أنموذجا" ،مجلة جيل الدراسات السياسية
والعالقات الدولية ،العدد ،92د ،ب ،ن :مركز جيل البحث العلمي ،يونيو .9092
-99محمد براق ،مريزق عدمان" ،دور المعلومات في إدارة األزمات إشارة إلى حالة المؤسسات الصحية" ،رماح للبحوث
والدراسات ،العدد ،2عمان :مركز البحث وتطوير الموارد البشرية رماح ،جوان .9099
111 المجلة األفريقية للدراسات القانونية والسياسية ،جامعة أحمد دراية ،ادرار– الجزائر ISSN:0750-8800
×EISSN: 0508-080 المجلد ، 80:العدد ،80 :السنة :جوان 0808