Professional Documents
Culture Documents
Tugas Durus Ust Catur
Tugas Durus Ust Catur
Tugas Durus Ust Catur
Dosen Pembimbing:
Ust. Catur Baro Hapsako, S.Pd .
Disusun oleh:
Muhamad Naufal Insan Febrian(20221200210027)
}َهْل َأَتاَك َحِد يُث اْلَغاِش َيِة* ُو ُجوٌه َيْو َم ِئٍذ َخاِش َع ٌة* َعاِم َلٌة َّناِص َبٌة* َتْص َلى َنارًا َح اِمَيًة * ُتْس َقى ِم ْن َع ْيٍن آِنَيٍة
َّلْيَس َلُهْم َطَع اٌم ِإَّال ِم ن َض ِر يٍع* َّال ُيْس ِم ُن َو َال ُيْغ ِني ِم ن ُجوٍع* ُو ُجوٌه َيْو َم ِئٍذ َّناِع َم ٌة* ِّلَس ْع ِيَها َر اِض َيٌة* ِفي َج َّنٍة
َعاِلَيٍة* َّال َتْس َم ُع ِفيَها الِغَيًة* ِفيَها َع ْيٌن َج اِر َيٌة* ِفيَها ُسُرٌر َّم ْر ُفوَع ٌة* َو َأْك َو اٌب َّم ْو ُضوَعة
***
معنى المفردات
.يوم القيامة ،سّم يت بذلك ألنها تغشى الناس وتحيط بهم }:اْلَغاِش َيِة {
.نبت تأكله اإلبل يضّر وال ينفع ،وإنما سّم ي ضريعًا ألنه يشبه عليها أمره ،فتظنه كغيره من النبت َ}:ض ِر يٍع{
***
حديث الغاشية
وهي القيامة التي تفّنن التعبير القرآني عنها ،لإليحاء باألجواء التي تنطلق في مشاهدها }َهْل َأَتاَك َحِد يُث اْلَغاِش َيِة{
وأهوالها وصدماتها الواقعية ،ليواجهها القلب البشري ،من خالل ذلك ،بالخوف الشعوري الذي يدفع إلى المزيد
من التفكير ومن التركيز ،للوصول إلى مسألة اإليمان واالنتماء إليه بكل قّوٍة .ولعل التعبير عنها بالغاشية من
خالل أنها تفرض نفسها على واقع الناس هناك ،فتغشاهم وتحيط بهم ،كما يحيط الغشاء بالموقع كله ،أو ألّن
أهوالها الشديدة تغشاهم فتحول بينهم وبين الرؤية في شّد ة تأثيرها عليهم ،فتبدو للعيون كالدخان الذي يحجب األفق
..بكثافته
وإذا كان الخطاب للنبي(ص) كما يروى أنه مّر على امرأة تقرأَ{ :هْل َأَتاَك َحِد يُث اْلَغاِش َيِة} فقام يستمع ويقول:
«نعم قد جاءني» ،فإنه ليس مختصًا به بالمضمون ،بل هو شامٌل لكل الناس الذين يبّلغهم النبي ذلك ،فيأتيهم كل ما
يأتيه ،ويخاطبهم بكل ما يخاطبه به ،ألن المضمون ال يتوجه إليه كرسول ،بل كإنسان مسؤوٍل ،ال بد من أن
.يتحمل مسؤولية نفسه من خالل القناعة الفكرية الباحثة عن الحق أينما كان
***
وتلك هي وجوه األشقياء الذين رفضوا مواقف الخشوع هلل في الدنيا ،فلم يستغرقوا في }ُو ُجوٌه َيْو َم ِئٍذ َخاِشَع ٌة{
مواقع عظمته ،ولم يعيشوا روحية العبودية في االبتهال إليه ،والصالة بين يديه ،واالنفتاح على آفاق رحمته في
مواقف رضاه ،بل استكبروا وعاندوا وتمردوا على رسوله وكتابه ،فجاءت الغاشية ،التي أطبقت عليهم من كل
جانب ،فال يجدون ،اآلن ،مجاًال للفرار وال للخالص ،ليعيشوا الخشوع في أجواء الذّل واالنكسار عندما يواجهون
.المصير المظلم في حاضرهم الذي تنتظره جهنم لتحتويهم في داخلها
في ما توحي به كلمة العاملة من الجهد القاسي المرهق لألجساد الذي بذله هؤالء في الدنيا ،وكلمة }َعاِم َلٌة َّناِص َبٌة{
الناصبة التي تدل على التعب واإلرهاق ،فقد عملوا وتعبوا وعاشوا اإلرهاق الجسدي ،فلم ينالوا من نتائجه
المرضية ،ألنهم لم يعملوا هلل ،بل عملوا لغيره .ولهذا ،فإن مالمح وجوههم في يوم القيامة هي مالمح الوجوه التي
.أرهقها العمل وآذاها النصب ،فال تنبض بأّية حيوّية ،وال توحي بأّي إشراق
..فتلفحها بلهيبها الذي يغشاها ليحّو لها إلى لون السواد }َتْص َلى َنارًا َح اِمَيًة{
أي حارة بالغة الحرارة ،لتزيدهم ظمًأ كلما حاولوا التبرد بهاَّ{ .لْيَس َلُهْم َطَع اٌم ِإَّال ِم ن}ُتْس َقى ِم ْن َع ْيٍن آِنَيٍة{
َض ِر يٍع } قيل« :الضريع نوع من الشوك يقال له الشبرق ،وأهل الحجاز يسمونه الضريع إذا يبس ،وهو أخبث
.طعام وأبشعه ال ترعاه دابة ،ولعل تسمية ما في النار به لمجرد المشابهة شكًال وخاّص ًة»[]1
ألنه ال يملك العناصر الغذائية الالزمة في إشباع أجهزة الجسم في ما تحتاجه من }َّال ُيْس ِم ُن َو َال ُيْغ ِني ِم ن ُجوٍع{
.الغذاء ،بل يدفع إلى الشعور بالجوع كلما أكله اآلكلون
إنها الصورة القاسية الشديدة للحياة التي يحياها هؤالء في النار ،مما ال ندرك واقعه ،ولكننا نستوحي صعوبته
.وقساوته وشّد ة تأثيره على اإلنسان هناك
***
رضّيٌة نضرٌة في ما توحي به النعومة من البهجة والراحة والسعادة ،فليس هناك هٌّم يثقل }ُو ُجوٌه َيْو َم ِئٍذ َّناِع َم ٌة{
.مالمحها باألذى ،وليس هناك خوٌف ينال انبساطها وإشراقها باإلرهاق ،وهي وجوه المؤمنين األتقياء السعداء
حيث يفيض الرضى منها ألنها تجد ما عملته من خيٍر وتقوى في الدنيا ،في ما تحصل عليه اآلن }ِّلَس ْع ِيَها َر اِض َيٌة{
ـ من رضى هللا ـ فترضى به وتطمئن له ،وتحس بالراحة النفسية التي تنعكس على مالمحها روحًا وسرورًا ،فها
هم يتطلعون إلى النتائج الطيبة ألعمالهم ليرتاحوا بعد الجهد الكبير الذي عانوا منه في الدنيا ،وبعد اآلالم الكثيرة
.التي عاشوها وصبروا عليها هناك
في ما يدل عليه العلّو من ارتفاع الدرجة وعلّو المقام الذي يطرد عنهم كل ذكريات الواقع الطبقي }ِفي َج َّنٍة َعاِلَيٍة{
الذي كان ينظر إليهم نظرة االستعالء ،ويعاملهم من مواقع االستكبار ،ليضعهم في الدرجة السفلى من السلم
االجتماعي للطبقات ،فكان المستكبرون في الدرجة العليا ،وكان المستضعفون المؤمنون البائسون في الدرجة
المنحّطة على مستوى الحقوق التي ال يملكون منها إال القليل ،وعلى مستوى المسؤوليات التي تثقل حياتهم
باألعباء والتكاليف لمصلحة المستكبرين .وقد تبّد لت المواقع اآلن ،ولكن ال من خالل العقدة المستحكمة التي كانت
.تحكم الواقع المستكبر ،بل من خالل العمل ونتائجه
فهناك تعيش الجّو الرضّي الهادىء الوديع الجّد ي ،الذي يحمل الناس فيه مسؤولية الحفاظ }َّال َتْس َم ُع ِفيَها الِغَيًة{
على المعاني الروحية السابحة في رحاب القداسة في جنة هللا التي أعّد ها لتكون المجتمع الطاهر المنفتح على
الخير كله ،والنفع كله ،فال مجال فيه ألّية كلمة لغٍو ،سواء كان ذلك في نطاق الكلمات الصادرة عن حالة االنفعال،
في ما يمكن أن يسيء إلى الناس ،مما يجرح الذوق والكرامة ،أو كان في نطاق الكلمات الجوفاء التي ال تحمل أّي
معًنى نافٍع أو أّية فكرٍة مفيدٍة جاّد ٍة ،تمامًا كما هي التفاهات والنفايات ..وهكذا يعيش مجتمع الجنة روحية
المضمون الحّي المتحرك في مواقع رضى هللا ،ليزدادوا مع كل كلمٍة فكرًا نافعًا وروحًا طيبًة جديدًة ..ويأتي
الحديث عن النعم الحسية التي توحي بالحالة الروحية الناتجة منها ،في مقابل العذاب الحسي الذي يعانيه الكافرون
.في ما يوحي به من الحالة النفسية الصعبة التي تمثل عذابًا جديدًا باإلضافة إلى العذاب المادي
تثير في الجّو الكثير من المتعة واللذة الروحية والجمال ،فهي تمثل الينبوع المتدفق الذي يخرج }ِفيَها َع ْيٌن َج اِر َيٌة{
من األرض ،ويتدفق ويجري لينشر فيها الخصب والنضرة والخضرة والجمال ،وهي تثير الجو البارد الوديع
الذي يجعل أهل الجنة ينتشرون في ظالله على ضفاف هذه العين ،وفي امتداد جريانها ،لينعموا باللقاءات الحلوة
.اللذيذة البديعة التي يجتمع إليها الناس عند ضفاف الينابيع
فال تنالها األيدي ،فتبقى في جّد تها ونظافتها ،ليكون اإلنسان الذي ينام أو يستلقي أو يجلس }ِفيَها ُسُرٌر َّم ْر ُفوَع ٌة{
.عليها هو أّول إنسان يلمسها
في حالة إعداٍد سريٍع لتناولها من ِقَبل المؤمنين الشاربين فيهاَ{ .و َنَم اِر ُق َم ْص ُفوَفٌة} وهي }َو َأْك َو اٌب َّم ْو ُضوَع ٌة{
الوسائد والحشايا لالّتكاء في راحة واسترخاٍء {َو َز َر اِبُّي َم ْبُثوَثٌة} وهي الُبسط ـ جمع بساط ـ ذات الخمل ـ
.السجاجيد ـ مبثوثة هنا وهناك للزينة وللمتعة وللجلوس عليها
وربما كان الحديث عن هذه األشياء التي تمثل عناصر األوضاع المريحة السعيدة االسترخائية ،منطلقًا من الجّو
الذي يعيشه الناس في مجتمع الدعوة األّول ،حيث تلتقي معاني الراحة واالسترخاء في مثل هذه األوضاع،
.بأحاسيس اللذة والحالوة والمتاع في مجتمع أهل الجنة ،في ما يثيره ذلك من خياالت حلوٍة ،وأحالم لذيذة