Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 37

‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬

‫الثاني ‪ /‬السنة الخامسة‬

‫انفصال الوحدات‬
‫المكونة للدولة الفيدرالية‬

‫جامعة كربالء ‪/‬‬ ‫أ‪.‬م‪.‬د‪.‬صالح جبير ألبصيصي‬


‫كلية القانون‬

‫الخالصة‬

‫إن الكثير من دساتير الدول الفيدرالية تضع نصوصا تمنع الواليات األعضاء من االنفصال وتؤكد‬
‫على الوح دة الداخلي ة للبالد‪ ,‬في حين س كتت بعض الدس اتير عن اإلش ارة له ذا األم ر وم ع ذل ك‬
‫وجدت حاالت نادرة لدساتير نظمت مسألة االنفصال ‪ .‬إن القانون الدولي يعترف بحق االنفصال‬
‫كح ق ش رعي في حال ة ح ق تقري ر المص ير ال ذي أك ده ميث اق األمم المتح دة وعن د اكتس اب الج زء‬

‫‪356‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫الثاني ‪ /‬السنة الخامسة‬

‫المنفص ل للشخص ية الدولي ة‪ .‬إن هن اك عناص ر تك رس الوح دة في ال دول الفيدرالي ة وعلى العكس‬
‫هناك أسباب تشجع االنفصال األمر الذي يتطلب تعزيز األولى وإ ضعاف الثانية‪.‬‬

‫المقدمة‬

‫‪-1‬تعريف الموضوع‬

‫إن الكث ير من دس اتير ال دول الفيدرالي ة تض ع نصوص ا تمن ع ص راحة أو ض منا الوح دات المكون ة‬
‫للدولة من االنفصال وتؤكد على الوحدة الداخلية للبالد وتكفل الحفاظ على سالمة االتحاد واس تقالله‬
‫وسيادته‪ ،‬وتعد دساتير الواليات المتحدة األمريكية والمكسيك والبرازيل ونيجيريا والهند واسبانيا‬
‫من األمثلة على ذلك ويؤكد عدد من نصوص الدستور العراقي النافذ لعام ‪ 2005‬على وحدة الدولة‬
‫ومنه ا الم ادة األولى وال تي نص ت ص راحة على إن جمهوري ة الع راق دول ة اتحادي ة مس تقلة ذات‬
‫سيادة كاملة وان الدستور ضامن لوحدة العراق‪.‬‬

‫ه ذا ولم تتن اول بعض الدس اتير االتحادي ة مس الة االنفص ال ب أي ش كل من اإلش كال مث ل دس اتير‬
‫اس تراليا وألماني ا وسويس را ‪،‬في حين نج د نم اذج فري دة من الدس اتير االتحادي ة أعطت حق ا رس ميا‬
‫للوالي ات باالنفص ال مث ل دس تور االتح اد الس وفيتي الس ابق لع ام ‪ 1977‬والدس تور اإلثي وبي لع ام‬
‫‪. 1995‬‬

‫إما موقف القانون الدولي العام من االنفصال فانه بشكل عام ال يشجع عليه ألنه يتعارض مع مبدأ‬
‫وح دة وس المة أراض ي الدول ة ولكن ه في نفس ال وقت يتعام ل بواقعي ة م ع الدول ة الجدي دة في حال ة‬
‫نجاح الحركة االنفصالية من فرض سيطرتها وإ دارتها للجزء المنفصل عن الدولة األصلية ‪،‬ولذلك‬
‫اعترف المجتمع الدولي بالكثير من الدول الناشئة عن االنفصال‪.‬‬

‫‪-2‬مشكلة البحث‬

‫‪357‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫الثاني ‪ /‬السنة الخامسة‬

‫تتركز مشكلة البحث في شيوع ظاهرة االنفصال أو المطالبة باالنفصال للوحدات المكونة للدول‬
‫الفيدرالية ‪،‬إلى الحد الذي جعل البعض يسمي هذا العصر ب(عصر االنفصال) والذي دفع الدول‬
‫اليوم إلى االهتمام بأمنها الداخلي ووحدتها أكثر من اهتمامها بأمنها الخارجي‪.‬‬

‫‪-3‬منهج البحث‬

‫ستكون دراستنا لموضوع البحث وفق المنهج التحليلي والمقارن‪ ،‬وحسب المتاح لنا من المصادر‬
‫القانونية ذات الصلة بالموضوع‪.‬‬

‫‪-4‬خطة البحث‬

‫سنتناول موضوع البحث في مبحثين نتناول في األول مظاهر الدولة الفيدرالية إما المبحث الثاني‬
‫فسنتناول فيه تعريف االنفصال وصوره وأسبابه مع خاتمة نستعرض فيها أهم النتائج والتوصيات‬
‫‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫مظاهر الدولة الفيدرالية‬

‫إن هناك مظاهرا أساسية في الدول الفيدرالية تحرص على السير على ضوئها وان عدم االلتزام‬
‫بها قد يكون مدعاة للوحدات المكونة للدولة الفيدرالية لطلب االنفصال‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫مظاهر الوحدة في الدولة الفيدرالية‬

‫‪358‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫الثاني ‪ /‬السنة الخامسة‬

‫إن هناك مظاهرا للوحدة في الدولة الفيدرالية تتمثل على المستويين الدولي والداخلي‪.‬‬

‫أوال‪:‬مظاهر الوحدة على المستوى الدولي‬

‫تع د الدول ة الفيدرالي ة شخص ا من أش خاص الق انون ال دولي الع ام في حين تنع دم الشخص ية الدولي ة‬
‫للواليات األعضاء ‪,‬ويترتب على وحدة الشخصية الدولية للدولة الفيدرالية إن يكون لها وحدها ح ق‬
‫ال دخول في عالق ات دولي ة م ع غيره ا من ال دول ‪،‬وان تك ون وح دها عض وا في المنظم ات‬
‫الدولية‪،‬كما يكون لها وحدها حق التمثيل الدبلوماسي ولها وحدها حق إعالن الحرب ‪،‬كما يكون‬
‫لها وحدها كقاعدة عامة حق إبرام المعاهدات الدولية واالنضمام إليها‪.‬‬

‫ويترتب على وحدة الشخصية الدولية ما يأتي‪:‬‬

‫‪-1‬احتك ار التعام ل الخ ارجي‪:‬إن الدول ة االتحادي ة وح دها ال تي تتمت ع بح ق التعام ل الخ ارجي م ع‬
‫الدول األجنبية والمنظمات الدولية سواء في وقت السلم أم وقت الحرب ‪,‬هذا وإ ذا كان ما تقدم يمثل‬
‫القاعدة العامة فان هناك ثمة استثناء قد تسمح به بعض الدساتير الفيدرالية إذ تجعل للواليات حق‬
‫التمثيل الدبلوماسي وإ برام بعض المعاهدات الدولية ومثال ذلك الدستور السويسري لعام ‪1999‬‬
‫وك ذلك دس تور اإلم ارات العربي ة المتح دة لع ام ‪، 1971‬إذ أج ازت الم ادة(‪ )8‬من الدس تور‬
‫السويسري للكانتونات عقد اتفاقيات لتنظيم شؤون الجوار والحدود‪ ،‬إما المادة (‪ )123‬من الدستور‬
‫اإلم اراتي فإنه ا س محت لإلم ارات األعض اء بعق د اتفاقي ات مح دودة ذات طبيع ة إداري ة محلي ة م ع‬
‫الدول المجاورة لها وبشرط إخطار المجلس األعلى لالتحاد مسبقا ‪،‬كما ويجوز لإلمارات األعضاء‬
‫(‬
‫االحتفاظ بعضويتها في منظمة األوبك ومنظمة الدول العربية المصدرة للنفط أو االنضمام إليها‬
‫‪.)1‬إم ا الموق ف في الدس تور الع راقي فق د حس مته الفق رة أوال من الم ادة (‪)110‬من الدس تور ال تي‬
‫أش ارت إلى االختصاص ات الحص رية للحكوم ة االتحادي ة وال تي جعلت من ض منها رس م السياس ة‬
‫الخارجية والتمثيل الدبلوماسي والتفاوض بشان المعاهدات واالتفاقيات الدولية وإ برامها ‪،‬وبالتالي‬
‫ال يجوز ألي من األقاليم أو المحافظات غير المنتظمة في إقليم إبرام المعاهدات الدولية ‪،‬علما إن‬
‫الفق رة الرابع ة من الم ادة(‪)121‬من الدس تور أج ازت لألق اليم والمحافظ ات تأس يس مك اتب له ا في‬
‫الس فارات والبعث ات الدبلوماس ية العراقي ة لمتابع ة الش ؤون الثقافي ة واالجتماعي ة واإلنمائي ة وه ذه‬

‫‪359‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫الثاني ‪ /‬السنة الخامسة‬

‫المك اتب ال تخ رج عن الش ؤون الم ذكورة فال تتن اول الش ؤون السياس ية أو األمني ة ال تي هي من‬
‫اختصاص الحكومة االتحادية‪.‬‬

‫‪-2‬وح دة جنس ية الدول ة‪:‬إن الجنس ية ال تي يتمت ع به ا مواطن و دول ة االتح اد واح دة بغض النظ ر عن‬
‫الوحدات التي ينتمون إليها وذلك لتعلق األمر بشعب دولة واحدة وان اختلفت قوميات تلك الدول ة أو‬
‫تعددت أعراقها أو دياناتها‪.‬‬

‫‪-3‬وحدة إقليم الدولة‪:‬إن إقليم الدولة االتحادية يشكل وحدة واحدة بحيث يشمل جميع أقاليم الوحدات‬
‫الداخلة في االتحاد والذي قد يشكل قارة كما في استراليا او شبه قارة كما في الهند‪.‬‬

‫‪ -4‬وح دة رئيس الدول ة‪:‬ي رأس الدول ة الفيدرالي ة ش خص واح د ق د يك ون رئيس ا أو ملك ا يمث ل رم ز‬
‫وحدة الدولة الفيدرالية‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬مظاهر الوحدة على المستوى الداخلي‬

‫إن هناك عدة عناصر تشجع الوحدة في الدول الفيدرالية ومنها سيادة الدستور االتحادي ونظام‬

‫المجلسين التشريعين والقضاء االتحادي ‪.‬‬

‫‪ -1‬سيادة الدستور االتحادي‪:‬إن احد المالمح المهمة في الدول الفيدرالية هي ضمان سيادة‬
‫الدستور االتحادي باعتباره مصدر السلطات الحكومية سواء أكانت اتحادية أم إقليمية ولذلك فان‬
‫أعلوية هذا الدستور هي شرط أساسي في الدولة الفيدرالية‪.‬‬

‫إن الدس تور االتح ادي يمث ل األس اس الق انوني ال ذي تق وم علي ه الدول ة الفيدرالي ة ويمث ل ض مانة‬
‫مزدوجة تتجسد في كفالة االستقالل الذاتي للواليات من جهة ومن جهة أخرى يشكل حماية كبرى‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫للنظام االتحادي‬

‫إن وضع الدستور االتحادي يتم بمشاركة ممثلين عن الحكومة االتحادية وحكومات الواليات سواء‬
‫عن د وض عه بطريق ة الجمعي ة التأسيس ية المنتخب ة من الش عب أو عن د وض عه بطريق ة االس تفتاء‬
‫الدس توري ال ذي يف ترض موافق ة أغلبي ة ش عب الدول ة الفيدرالي ة على مش روع الدس تور الم راد‬
‫إقراره‪.‬‬

‫‪360‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫الثاني ‪ /‬السنة الخامسة‬

‫إن الغالبية العظمى من دساتير الوحدات المكونة للدولة الفيدرالية تكاد تكون صورة طبق األصل‬
‫من الدس تور الفي درالي م ع بعض التغ يرات الطفيف ة ال تي ته دف إلى إب راز الخص ائص المحلي ة‬
‫للوالية‪ ،‬فمثال نجد إن مشروع دستور إقليم كردستان العراق جاء بديباجته وأبوابه الثمانية انعكاسا‬
‫لدس تور الع راق االتح ادي وان تم منح رئيس اإلقليم ص الحيات كب يرة بمقتض ى الم ادة(‪ )65‬من‬
‫مش روع الدس تور تف وق ص الحيات رئيس مجلس وزراء اإلقليم وب العكس لم ا تض منته نص وص‬
‫الدس تور االتح ادي ‪.‬ه ذا م ع األخ ذ بنظ ر االعتب ار إن دس اتير الوح دات في الدول ة الفيدرالي ة‬
‫وقوانينه ا المحلي ة ال يمكن له ا إن تتع ارض م ع الدس تور االتح ادي أو الق انون االتح ادي وفي ذل ك‬
‫تعزيز للوحدة السياسية للدولة الفيدرالية وكذلك يالحظ إن الدساتير االتحادية تتضمن عادة السياسة‬
‫المالية الموحدة للدولة إذ إن المركزية المالية معتمدة في جميع الدول الفيدرالية على اإلطالق لكي‬
‫(‪)3‬‬
‫تتمكن الحكومة الفيدرالية من إعادة توزيع الموارد المالية بين الواليات ‪.‬‬

‫إن هناك ضرورات كبيرة تستدعي إن يكون الدستور االتحادي جامدا طالما إن هذا الدستور يتولى‬
‫تحدي د اختصاص ات ك ل من حكوم ة االتح اد وحكوم ات الوالي ات ول ذلك ف ان تع ديل الدس تور‬
‫االتح ادي يتطلب إج راءات معق دة طالم ا ك ان من ش أن ه ذا التع ديل إن يمس االس تقالل ال ذاتي‬
‫للواليات ويقلل من اختصاصاتها التي نص عليها الدستور االتحادي قبل التعديل المزمع إجراءه‬
‫‪,‬وله ذا يل زم إلج راء التع ديل وتنفي ذه موافق ة أغلبي ة الوالي ات األعض اء ‪،‬وعلي ه فقد اتفقت الدس اتير‬
‫االتحادية على االكتفاء بموافقة أغلبية الواليات األعضاء ولم تتطلب إجماعها بشأن التعديل ذلك‬
‫ان اإلجماع ضروري فقط عند إنشاء االتحاد ووضع دستوره إما تعديله فيكتفي في ه باألغلبية وليس‬
‫لألقلية التي ترفض التعديل إن تنفصل عن االتحاد‪.‬‬
‫( ‪)4‬‬

‫‪ -2‬نظام المجلسين التشريعيين‪:‬يق وم البرلم ان االتح ادي في أك ثر ال دول الفيدرالي ة من حيث‬


‫التش كيل على نظ ام المجلس ين التش ريعين ويش كل اح د المجلس ين على أس اس قاع دة االنتخ اب لك ل‬
‫ش عب االتح اد وبالت الي يك ون لك ل والي ة في ه ذا المجلس ع دد من المقاع د تختل ف عن الوالي ات‬
‫األخرى بحسب حجمها السكاني ويسمى هذا المجلس بمجلس النواب أو مجلس الشعب أو المجلس‬
‫األدنى‪ ,‬أما المجلس األخر فيتشكل على أساس تمثيل الواليات األعضاء في االتحاد كونها وحدات‬
‫سياس ية متم يزة وله ا اس تقاللها الذاتي وعادة م ا يك ون لك ل والي ة عدد من المقاعد مس او للوالي ات‬

‫‪361‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫الثاني ‪ /‬السنة الخامسة‬

‫األخ رى وبغض النظ ر عن ع دد س كانها أو مس احتها ويس مى ه ذا المجلس بمجلس الوالي ات أو‬
‫مجلس االتح اد أو المجلس األعلى أو مجلس الش يوخ وي ذكر إن ه ذا التنظيم الم زدوج ج اء لتبدي د‬
‫مخ اوف الوالي ات الص غيرة وال تي تخش ى من تمثيله ا القلي ل من األعض اء في مجلس الن واب إن‬
‫يجعله ا ض حية الهيمن ة للوالي ات الكب يرة كم ا إن ه ذا ال ترتيب التش ريعي يمكن إن ي وفر الفرص ة‬
‫المناس بة للوالي ات الص غيرة إلب راز مص الحها اإلقليمي ة في قض ايا السياس ة الخارجي ة والمس ائل‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫إن قاع دة االزدواج ال تي يق وم عليه ا البرلم ان االتح ادي ض رورة مهم ة لتمثيله ا طبيع ة الدول ة‬
‫الفيدرالية ولتمكين الواليات من االشتراك في سلطات الحكم وعليه فانه إذا كان مجلس النواب يعبر‬
‫عن مظه ر الوح دة في الدول ة الفيدرالي ة ف ان مجلس االتح اد يع بر عن مظه ر االس تقالل في الدول ة‬
‫االتحادية كما يمثل مظهر للمساواة بين الوحدات المكونة للدولة (‪.)5‬‬

‫إن سلطات المجلسين وان كانت متباينة حسب كل دستور إال انه في معظم الدول المعاصرة تكاد‬
‫تكون متساوية بحيث يشترط موافقة كل منها على كل مشروعات القوانين االتحادية قبل إصدارها‬
‫فإذا كان مجلس النواب يضع هذه التشريعات فإنها تعرض على مجلس الواليات والذي يملك في‬
‫بعض األحيان ممارسة حق الفيتو أو حق التأجيل أو حق عقد جلسة مشتركة إزاء هذه التشريعات‬
‫وخاصة تلك التي تتطرق إلى مصالح الواليات أو األقليات ومع ذلك فان بعض الدساتير االتحادية‬
‫تمنح مجلس الوالي ات ص الحيات تف وق س لطات مجلس الن واب كالدس تور األم ريكي ال ذي أن اط‬
‫بمجلس الشيوخ سلطة التصديق على بعض إعمال رئيس الجمهورية مثل عقد المعاهدات وتعيين‬
‫كبار المسؤولين‪ ،‬إال انه في نفس الوقت قد تجعل بعض الدساتير االتحادية مجلس النواب في مركز‬
‫أقوى من مجلس الواليات كما في الدستور األلماني لعام ‪ 1949‬الذي منح مجلس النواب سلطات‬
‫تش ريعية تف وق مجلس الوالي ات إذ يس تطيع مجلس الن واب اإلص رار على تب ني ق انون معين رغم‬
‫معارض ة مجلس الوالي ات وذل ك عن د التص ويت علي ه في الم رة الثاني ة بع د إعادت ه إلي ه من مجلس‬
‫الواليات(‪.)6‬هذا ونجد إن الدستور العراقي النافذ نص على تشكيل مجلس االتحاد في المادة (‪)65‬‬
‫منه واوجب على مجلس النواب وضع القانون الخاص بتشكيله إال إن هذا القانون لم ير النور لحد‬
‫أالن ‪،‬ويمكن الق ول أخ يرا ان ه أي ا ك ان األم ر في توزي ع الس لطات التش ريعية بين المجلس ين ف ان‬
‫البرلمان االتحادي يختص بمجلسيه كقاعدة عامة بسلطة التشريع في المسائل التي تتعلق بالمرافق‬

‫‪362‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫الثاني ‪ /‬السنة الخامسة‬

‫الحيوية للدولة كالشؤون الخارجية والدفاع والجنسية والمسائل المالية كالكمارك والعملة والهجرة‬
‫والموص الت وتك ون تش ريعاته ناف ذة على كام ل إقليم الدول ة الفيدرالي ة والس اكنين فيه ا ويجب إن‬
‫تخض ع كاف ة الوالي ات له ذه التش ريعات وان تتقي د به ا في تش ريعاتها الداخلي ة وال ش ك إن في ذل ك‬
‫تكريس لوحدة الدولة الفيدرالية‪.‬‬

‫‪-3‬السلطة التنفيذية‪:‬إن للدولة الفيدرالية سلطتها التنفيذية الخاصة بها ‪،‬والتي تختلف من دولة‬
‫فيدرالية إلى أخرى وذلك بحسب النظام السياسي الذي يحدده الدستور الفيدرالي(‪.)7‬‬

‫ففي الدول ذات النظام الرئاسي كالواليات المتحدة األمريكية تتكون السلطة التنفيذية االتحادية من‬
‫رئيس الدول ة وح ده ال ذي ينتخب ه الش عب بطري ق غ ير مباش ر ويعاون ه ع دد من المع اونين من‬
‫الوزراء‪.‬‬

‫إما في الدول التي تأخذ بالنظام البرلماني كألمانيا وكندا والهند واستراليا فأنها تتميز بثنائية السلطة‬
‫التنفيذية التي تتكون من رئيس دولة غير مسؤول ومن حكومة فيدرالية تتألف من رئيس الحكومة‬
‫وعدد من الوزراء وتكون مسؤولة إمام البرلمان الفيدرالي‪.‬‬

‫إم ا ال دول ال تي تأخ ذ بنظ ام حكوم ة الجمعي ة كسويس را فتتك ون الس لطة التنفيذي ة فيه ا من ع دد من‬
‫األعض اء ينتخبهم البرلم ان الفي درالي ويرس ها رئيس المجلس الفي درالي وهي غ ير مس ؤولة إم ام‬
‫البرلمان كونها منبثقة عنه‪.‬‬

‫وتتولى الحكومة االتحادية تنفيذ التشريعات التي يسنها البرلمان االتحادي على مستوى إقليم الدولة‬
‫االتحادية بكامله كما تتخذ القرارات الالزمة لذلك ‪.‬‬

‫‪ -4‬القضاء االتحادي‪:‬تعت بر الس لطة القض ائية االتحادي ة س لطة هام ة ج دا في ال دول الفيدرالي ة‬
‫ألنه ا تحاف ظ على الت وازن بين الحكوم ة االتحادي ة وحكوم ات الوالي ات األعض اء كم ا أنه ا تك ون‬
‫السلطة النهائية لفض النزاعات بينهما كما إن لهذه الهيئة القضائية االتحادية اختصاصها األصيل‬
‫في الرقابة على دستورية القوانين االتحادية وقوانين الواليات بالنسبة للدستور االتحادي ‪,‬وتبرز‬
‫أهمية اختصاص المحاكم االتحادية بنظر المنازعات بين الواليات أو بين إحدى الواليات والدولة‬
‫االتحادي ة ألن ه ال يمكن ح ل مث ل ه ذه المنازع ات ب الطرق الدبلوماس ية م ادامت العالق ات بين ه ذه‬

‫‪363‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫الثاني ‪ /‬السنة الخامسة‬

‫الوالي ات ليس ت من طبيع ة دولي ة وإ نم ا هي من طبيع ة دس تورية داخلي ة كم ا ال يمكن ح ل ه ذه‬


‫المش كالت ب الطرق اإلداري ة ذل ك إن النظ ام الفي درالي ال يجع ل الدول ة االتحادي ة دول ة أعلى من‬
‫الوالي ات إداري ا وإ نم ا يض من له ا االس تقالل ال داخلي وله ذا ف ان األس لوب القض ائي ه و األس لوب‬
‫الوحيد لحل مثل هذه المنازعات وهو ما أخذت به معظم الدول االتحادية (‪.)8‬هذا ويرى البعض‬
‫ان ه الب د من تحق ق ش رطين لكي يمكن القب ول بالمح اكم االتحادي ة كهيئ ات محاي دة ومس تقلة وهم ا‬
‫االستقاللية عن إي تأثير من أية سلطة في الدولة والثاني التمثيل النسبي في عضوية المحكمة كأن‬
‫تمث ل فيه ا كاف ة المج اميع الديني ة واللغوي ة والقومي ة ومن ذوي االختص اص الق انوني والقض ائي‬
‫الع الي(‪.)9‬ولق د ك ان للمح اكم االتحادي ة في األنظم ة الفيدرالي ة العالمي ة مواق ف متم يزة في ش أن‬
‫محاوالت بعض الواليات في االنفصال عن الدولة الفيدرالية إالم ومن ذلك قرار المحكمة االتحادية‬
‫العليا في الواليات المتحدة األمريكية والذي جاء فيه(إن اتحاد الواليات المتحدة األمريكية غير قابل‬
‫لله دم)وذل ك بمناس بة محاول ة إح دى عش ر والي ة أمريكي ة االنفص ال وإ قام ة كونفدرالي ة خاص ة به ا‬
‫إثناء الحرب األهلية(‪)1865-1861‬كما إن المحكمة العليا في المكسيك أجهضت محاول ة انفص ال‬
‫إحدى الواليات في عام ‪ 1938‬ولعل احدث واهم اإلحكام القضائية هو حكم المحكمة العليا في كندا‬
‫عام ‪ 1998‬الذي أصدرته بمناسبة استفتاء أجرته والية كيبك لالنفصال عن كندا إذ إن ‪ %80‬من‬
‫سكان الوالية يتحدث باللغة الفرنسية و‪%20‬يتحدث باللغة االنكليزية علما بان اللغتان رسميتان في‬
‫اإلقليم وقد كانت نتائج االستفتاء الذي حدث مرتين أخراهما عام ‪ 1995‬هي إن نسبة ‪% 49,5‬من‬
‫السكان صوت لصالح االستقالل و‪% 50,5‬صوت لصالح البقاء ضمن كندا الفيدرالية وبعد فشل‬
‫طلب االنفص ال ق ررت المحكم ة العلي ا إن إي طلب النفص ال إقليم كيب ك عن بقي ة إقليم كن دا يتطلب‬
‫التف اوض بش أن ش روط االنفص ال ليس بين الحكوم ة االتحادي ة وإ قليم كيب ك ولكن م ع جمي ع‬
‫حكومات المقاطعات واألقليات في كيبك أيضا باإلض افة إلى مناقش ة المبادئ األساسية التي تنظم‬
‫الفيدرالية والواردة في القوانين األساسية(الدستور) مثل مبدأ الفيدرالية والديمقراطية والدستورية‬
‫وحكم القانون فاالنفصال يتطلب في النهاية التفاوض على تعديل القوانين األساسية( الدستور) التي‬
‫لم تنص على االنفصال (‪.)10‬‬

‫ويمكن الق ول إن حكم المحكم ة العلي ا في كن دا يرس م إس تراتجية إي انفص ال يمكن إن ينش أ في‬
‫المستقبل إذ ال يمكن االنفصال من جانب واحد فقط ‪,‬فالحكومة االتحادية والواليات األخرى ملزمة‬

‫‪364‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫الثاني ‪ /‬السنة الخامسة‬

‫بالتف اوض بحس ن ني ة ح ول مس ائل من قبي ل األغلبي ة المطلوب ة لالنفص ال وح دود اإلقليم المنفص ل‬
‫وضمان حقوق األقليات إضافة إلى مسائل أخرى مهمة في الدولة الفيدرالية يجب االتفاق عليها قبل‬
‫إجراء االستفتاء لالنفصال والتي تتضمن حتما تعديل الدستور‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫مظاهر االستقالل في الدولة الفيدرالية‬

‫تتمث ل مظ اهر اس تقالل الوح دات المكون ة للدول ة الفيدرالي ة في وج ود دس تور خ اص لك ل‬


‫والية‪،‬وسلطات عامة تشريعية وتنفيذية وقضائية‪.‬‬

‫أوال‪:‬دستور الوالية‬

‫تتمثل مظاهر استقالل الواليات المكونة للدولة الفيدرالية في وجود دستور خاص لكل والية كقاعدة‬
‫عام ة في ال دول الفيدرالي ة م ع وج ود بعض االس تثناءات في بعض ال دول ال تي ال توج د دس اتير‬
‫لوالياتها مثل اإلمارات العربية المتحدة والهند ونيجيريا‪ .‬إن دساتير هذه الواليات تنظم السلطات‬
‫العامة فيها وتبين حقوق مواطنيها‪،‬وتستقل بوضعه وتعديله السلطة التأسيسية في الوالية‪،‬وال يحد‬
‫من حريته ا في ذل ك إال القي ود ال تي يض عها الدس تور االتح ادي ض مانا لوح دة الدول ة ومص لحتها‬
‫العامة‬
‫(‪.)11‬‬

‫ثانيا‪:‬السلطة التشريعية للوالية‬

‫تتمث ل الس لطة التش ريعية في الوالي ة في برلم ان منتخب بواس طة ن اخبي الوالي ة ‪،‬يت ولى وض ع‬
‫تشريعات الوالية ومراقبة سلطتها التنفيذية‪،‬وعلى الرغم من إن تشريعات كل والية تتقيد بإحكام‬

‫‪365‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫الثاني ‪ /‬السنة الخامسة‬

‫دستورها وبإحكام الدستور االتحادي إال إن هذه التشريعات من جانب أخر تمثل الطابع المميز لكل‬
‫والية ولذلك ما قد نجده مباحا في والية قد يكون محظورا في والية أخرى(‪.)12‬‬

‫ثالثا‪:‬السلطة التنفيذية للوالية‬

‫تت ولى الش ؤون السياس ية واإلداري ة في ك ل والي ة حكوم ة خاص ة به ا تعم ل بش كل مس تقل عن‬
‫الحكومة االتحادية ومن دون أية رقابة أو توجيه أو إشراف من قبل األخيرة وإ نما تكون مسؤولة‬
‫إمام برلمان الوالية فقط‪.‬‬

‫وق د تتك ون الحكوم ة من رئيس ومجلس وزراء في حال ة تط بيق الوالي ة للنظ ام البرلم اني أو من‬
‫رئيس ومعاونين في حالة تطبيق الوالية للنظام الرئاسي وتقوم هذه الحكومة بمهمة تنفيذ فوانيين‬
‫الوالية وإ صدار القرارات الالزمة بهذا الخصوص وعلى مستوى إقليم الوالية‪.‬‬

‫رابعا‪:‬السلطة القضائية للوالية‬

‫إن السلطة القضائية للوالية تتمثل في محاكمها الخاصة التي تقوم بالفصل في المنازعات التي تثور‬
‫بين مواطنيها وتتولى تطبيق قوانينها في النطاق الجغرافي لحدودها اإلقليمي‪.‬‬

‫المطلب الثالث‬

‫مظاهر المشاركة في الدولة الفيدرالية‬

‫إن المشاركة تعني إن الوحدات األعضاء في االتحاد الفيدرالي تشترك في صنع القوانين االتحادية‬
‫عن طري ق ممثليه ا في الهي أت الفيدرالي ة إذ يعت بر الدس تور الفي درالي اتفاق ا أو ميثاق ا بين االتح اد‬
‫واألق اليم ويتطلب تعديل ه موافق ة المرك ز وع دد مح دد من األق اليم وهن ا ت برز إش كال المش اركة في‬
‫الس لطة إذ ال يتص ور التع ديل من ج انب واح د (‪.)13‬فمثال يتطلب تع ديل الدس تور األم ريكي لع ام‬

‫‪366‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫الثاني ‪ /‬السنة الخامسة‬

‫‪ 1787‬موافقة ثالثة أرباع الواليات على التعديل بعد تقديمه من ثلثي أعضاء الكونغرس ‪،‬في حين‬
‫يتطلب تعديل دستور سويسرا إجراء استفتاء شعبي إما في العراق فان الفقرة أوال من المادة ‪126‬‬
‫تتطلب موافقة ثلثي أعضاء مجلس النواب وموافقة الشعب عليه عن طريق االستفتاء‪.‬‬

‫هذا وتختلف درجة المشاركة تبعا للدساتير االتحادية فقد يكون االشتراك في أعلى درجاته في حال ة‬
‫اشتراط اإلجماع عند اتخاذ القرارات االتحادية حيث تتمتع كل والية بحق االعتراض وقد يكون‬
‫االشتراك في اضعف درجاته في حالة االكتفاء باألغلبية البسيطة عند اتخاذ القرارات االتحادية‪,‬‬
‫ويتجلى هذا االشتراك بأقوى مظاهره عند تعديل الدستور الفيدرالي وفي وجود مجلس الواليات او‬
‫المجلس األعلى أو مجلس الش يوخ وال ذي يتك ون من ممثلي ه ذه الوالي ات على ق دم المس اواة مهم ا‬
‫(‬
‫صغر حجم الوالية أو قل عدد نفوسها ويمارس هذا المجلس اختصاصات هامة تش ريعية وسياس ية‬
‫‪.)14‬‬

‫إن المش اركة في الس لطة ال تقتص ر على الس لطة التش ريعية وإ نم ا أيض ا تك ون مش اركة الوالي ات‬
‫للس لطة المركزي ة في الس لطة التنفيذي ة االتحادي ة أيض ا من خالل المش اركة في الحكوم ة ممثل ة‬
‫بالوزارات وكذلك الهيأت والوكاالت التنفيذية األخرى فالنظام الفيدرالي يفترض وجود مؤسسات‬
‫اتحادي ة مهمته ا إدارة المص الح المش تركة وف رض تط بيق الق وانين الص ادرة عنه ا على الوالي ات‬
‫األعضاء وان هذه األخيرة تشارك في هذه المؤسسات في اتخاذ القرارات التي تهم مجموع الدولة‬
‫الفيدرالية (‪.)15‬‬

‫إن الدولة الفيدرالية تتمتع بفرصة اكبر للبقاء إذا كانت المجموعات اإلقليمية كلها ممثلة في داخل‬
‫الحكوم ة الفيدرالي ة‪ ،‬إذ إن المجموع ات ال تي تج د نفس ها خ ارج الحكوم ة الفيدرالي ة س وف تك ون‬
‫مصلحتها في المحافظة على الفيدرالية اقل وحوافزها لالنشقاق اكبر ولذلك نجد إن جميع األنظمة‬
‫الفيدرالية الناجحة تعمل على مبدأ المشاركة في السلطة على المستوى الفيدرالي في حين نجد ان‬
‫الفيدراليات الفاشلة كانت تفتقر إلى ممارسة المشاركة في السلطة‪.‬‬

‫ولك ل م ا تق دم ف ان مش اركة الس لطة المحلي ة للس لطة االتحادي ة هي وس يلة للوح دة في األنظم ة‬
‫الفيدرالية وهي تعمل على تقوية الحكومة االتحادية‪ ،‬ال إضعافها ومن هنا كانت أهمية مشاركة كل‬
‫والية في الحكومة االتحادية‪.‬‬

‫‪367‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫الثاني ‪ /‬السنة الخامسة‬

‫المبحث الثاني‬

‫تعريف االنفصال وصوره وأسبابه‬

‫لقد درج البعض على ذكر االنفصال على انه حق بقول ه(حق االنفص ال)(‪)16‬وفي ذلك تجاوز على‬
‫الحقيقة الن االنفصال لم يتقرر على انه حق مسلم به في أكثر الدول الفيدرالية‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫تعريف االنفصال‬

‫أوال‪:‬تعريف االنفصال‬

‫إن تعريف االنفصال يتطلب الوقوف على المعنى اللغوي والمعنى االصطالحي‪.‬‬

‫‪368‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫الثاني ‪ /‬السنة الخامسة‬

‫‪-1‬تعري;;ف االنفص;;ال لغ;;ة‪:‬الٌفـصل ه و الب ون بين ش يئيين‪،‬وفص لت الش ى فانفص ل إي قطعت ه‬


‫فانقطع واالنفصال مطاوع فصل‪،‬والفصل هو القضاء بين الحق والباطل وكما قال تعالى (انه لقول‬
‫فصل)ويقال فصل عن موضع كذا إذا انفصل عنه وجاوزه(‪.)17‬‬

‫‪-2‬تعريف االنفصال اصطالحا‪:‬يقصد باالنفصال خروج جزء من إقليم الدولة عن سيادة الدولة‬
‫األص لية بقص د تأس يس دول ة جدي دة ‪ ،‬ولكي تنش أ الدول ة الجدي دة يجب إن تك ون ق د اس تجمعت كاف ة‬
‫عناص ر الدول ة القانوني ة واس تقرت في الج زء المنفص ل وعج زت الدول ة إالم عن إقناعه ا بالع دول‬
‫عن قراراها باالنفصال (‪.)18‬‬

‫وي ذكر البعض إن االنفص ال يع د من الناحي ة التاريخي ة األس لوب األك ثر ب روزا في إنش اء ال دول‬
‫‪،‬ففي الق رن العش رين نش أت عن طري ق االنفص ال العدي د من ال دول والس يما بع د مرحل ة انته اء‬
‫‪ ،‬ويب دو إن ال رأي المتق دم يخل ط بين االس تقالل واالنفص ال ‪،‬إذ إن االنفص ال يع ني‬ ‫(‪)19‬‬
‫االس تعمار‬
‫تجزئ ة ارض الدول ة بينم ا االس تقالل يع ني التح رر من االس تعمار وإ ذا ك ان األول(االنفص ال)‬
‫يص طدم بمب دأ أساس ي من مب ادئ الق انون ال دولي الع ام وال ذي يتض من ض رورة المحافظ ة على‬
‫الوحدة اإلقليمية للدولة‪،‬فان الثاني(االس تقالل) يمثل مبدأ مقررا في القانون الدولي العام هو حق‬
‫التحرر وتصفية االستعمار(‪.)20‬‬

‫إن مس ألة االنفص ال لكي تك ون مش روعة ‪،‬فإنه ا تتم من خالل تع ديل الدس تور في حال ة ع دم النص‬
‫فيه على االنفصال مع األخذ بنظر االعتبار ما يتطلبه تعديل الدستور االتحادي من إجراءات معقدة‬
‫وال تي غالب ا م ا تتطلب إج راء االس تفتاء وال ذي بموجب ه يتم ع رض مس ألة تغ ير الس يادة عن اإلقليم‬
‫على ش عب ه ذا اإلقليم لكي يق رر م ا إذا ك ان يقب ل ه ذا التغي ير أو ال يقبل ه‪ ،‬ه ذا م ع األخ ذ بنظ ر‬
‫االعتب ار إن اس تفتاء الس كان لم يص بح بع د قاع دة ملزم ة من قواع د الق انون ال دولي الع ام ‪،‬وان‬
‫االلتج اء إلي ه أو االس تغناء عن ه ال زال ام رأ مرهون ا بظ روف ك ل حال ة وخاض عا لالعتب ارات‬

‫السياسية والواقعية أكثر من خضوعه لحكم القانون ‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬التنظيم القانوني لالنفصال‬

‫لقد تم تنظيم االنفصال من الناحية القانونية دستوريا ودوليا‪.‬‬

‫‪369‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫الثاني ‪ /‬السنة الخامسة‬

‫‪-1‬التنظيم الدستوري‪ :‬تتضمن الكثير من الدساتير الفيدرالية نصوصا تمنع صراحة أو ضمنا‬
‫الوح دات من االنفص ال و تؤك د على الوح دة الداخلي ة للدول ة والحف اظ على س المة االتح اد وتمن ع‬
‫تجزئ ة الدول ة وانهياره ا ويع د دس تور الوالي ات المتح دة األمريكي ة من األمثل ة الواض حة على‬
‫الدس اتير ال تي تمن ع انفص ال الوالي ات عن الدول ة االتحادي ة وك ذا الح ال م ع دس اتير المكس يك‬
‫والبرازي ل ونيجري ا والهن د واس بانيا إذ تحظ ر األخ يرة على المجتمع ات ال تي تتمت ع ب الحكم ال ذاتي‬
‫إجراء استفتاءات شعبية بشان االنفصال كما إن المادة الثانية من الدستور شددت على مفهوم عدم‬
‫‪,‬وتؤك د نص وص الدس تور الع راقي الناف ذ لع ام‬ ‫(‪)21‬‬
‫قابلي ة تجزئ ة األم ة االس بانية وال وطن االس باني‬
‫‪ 2005‬على وحدة الدولة ومنها المادة األولى من الدستور التي نصت صراحة على إن (جمهورية‬
‫العراق دولة اتحادية واحدة مستقلة ذات سيادة كاملة ‪...‬وهذا الدستور ضامن لوحدة العراق ) إن‬
‫العب ارة االولى من ه ذه الم ادة توك د على وح دة الدول ة االتحادي ة وال تي تتن افى م ع فك رة انفص ال‬
‫الوح دات المكون ة له ا كم ا إن عج ز الم ادة الم ذكورة يؤك د إن ه ذا الدس تور يض من وح دة الدول ة ‪،‬‬
‫فض ال على إن ص يغة اليمين ال تي يؤديه ا ك ل عض و في البرلم ان وك ذلك رئيس الدول ة ورئيس‬
‫مجلس ال وزراء تحتم محافظ ة ك ل منهم على وح دة الع راق وس يادته والس هر على س المة أرض ه‬
‫وسمائه ومياهه وثرواته‪ ،‬وهذا يجعل من يدعوا منهم لالنفصال حانثا باليمين الدستورية ويستوجب‬
‫المس اءلة إمام المحكمة االتحادية العليا ‪،‬كما إن المادة الرابعة والس تين من الدستور والمخصص ة‬
‫للتعريف برئيس الجمهورية تلقي على عاتق الرئيس الحفاظ على استقالل العراق وسيادته ووحدت ه‬
‫وس المة أراض يه ‪،‬علم ا إن الم ادة (‪)106‬من الدس تور تل زم الس لطات االتحادي ة بالمحافظ ة على‬
‫وح دة الع راق وس المته واس تقالله ونظام ه ال ديمقراطي االتح ادي ‪،‬ورغم ص راحة النص وص‬
‫المتقدمة التي تؤكد على وحدة الدولة اال اننا نجد ان المادة(‪)107‬من مشروع دستور اقليم كردستان‬
‫العراق تنص على انه(لشعب كردستان‪-‬العراق الحق في تقرير مصيره بنفسه‪ )...‬ويعد هذا النص‬
‫مخالف ا للنص وص المتقدم ة فض ال عن مخالفت ه لنص الم ادة(‪ )121‬من دس تور ‪2005‬ال تي تنص‬
‫على إن(يقوم اإلقليم بوضع دستور له ‪,‬يحدد هيكل سلطات اإلقليم وصالحياته واليات ممارسة تلك‬
‫الصالحيات على إن ال يتعارض مع هذا الدستور)‬

‫إن بعض الفق ه يح ذر من المخ اطر المترتب ة على إق رار ح ق االنفص ال ألن ه ال ينس جم م ع المب ادئ‬
‫التي تقوم عليها الدولة الفيدرالية إذ يشكل خطرا على وحدة الدولة ويؤثر على استقرارها كما أنه‬

‫‪370‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫الثاني ‪ /‬السنة الخامسة‬

‫يؤدي إلى ضعف الحكومة االتحادية ويضعها تحت ضغط حكومات الواليات الذي تستعمله إلكراه‬
‫الحكومة االتحادية للحصول على مطالبها الخاصة‪,‬وعليه إن إنشاء دولة اتحادية يستدعي التزاما‬
‫دائما بالتعاون واالنسجام وبالتالي فان االنفصال ال يتوافق مع مبادئ الدولة الفيدرالية( ‪.)22‬‬

‫ه ذا ولم تتن اول بعض الدس اتير االتحادي ة مس ألة االنفص ال ب أي ش كل من اإلش كال مث ل دس اتير‬
‫استراليا وألمانيا وسويسرا ‪,‬وفي المقابل نجد نماذج فريدة من الدساتير أعطت حقا رسميا للوحدات‬
‫المكونة للدولة باالنفصال بداعي الطبيعة التعاقدية لالتحاد التي تتيح ألي من اإلطراف فسخ العقد‬
‫‪,‬كما إن رسم المسار الشرعي لالنفصال يجنب األمة األزمات الدستورية وهذا هو حال دساتير‬
‫االتحاد السوفيتي السابق وأخرها لعام ‪ ،1977‬وإ ثيوبيا لعام ‪، 1995‬وسانت كيتسي ونفيس لعام‬
‫‪ 1983‬ودس تور الص رب وم ونتنغرو لع ام ‪2003‬واالم ر ينطب ق على دس تور جمهوري ة الس ودان‬
‫الفيدرالي االنتقالي لعام ‪.)23( 2005‬‬

‫لق د تض منت دس اتير االتح اد الس وفيتي لألع وام ‪ 1936 1924‬و‪ 1977‬نصوص ا تج يز ح ق‬
‫انفص ال الجمهوري ات االتحادي ة مث ل الم ادة(‪)72‬من الدس تور األخ ير ال تي جعلت لك ل جمهوري ة‬
‫عض و في االتح اد ح ق االنفص ال‪ ،‬لكن تفعي ل ذل ك الح ق ك ان مس تحيال في ظ ل ترك ز الس لطة‬
‫االتحادي ة بي د هيئ ة رئاس ة مجلس الس وفيت األعلى ال ذي يض م أعض اء اللجن ة المركزي ة للح زب‬
‫الشيوعي والتي ركزت بيدها كل السلطات ولم تعط إلى الجمهوريات إال سلطة قليلة جدا ال تتالئم‬
‫مع واقع الدولة االتحادية وهذا يعني انتفاء إي إمكانية النفصال تلك الجمهوريات ال بل إن السلطة‬
‫االتحادية قد أنهت االستقالل الذاتي للعديد من المناطق المحلية دون موافقتها وهذا مخالف لمبادئ‬
‫النظام الفيدرالي‪.‬إما الدستور اإلثيوبي لعام ‪ 1995‬فقد نص صراحة في الفقرة الرابعة من المادة‬
‫التاس عة والثالثين على ح ق القومي ات والش عوب والطوائ ف في تقري ر مص يرها بم ا في ذل ك ح ق‬
‫االنفصال وتكوين دولة مستقلة ولكن ذلك يتم في ظل آليات معقدة جدا تجعل من تحقق االنفصال‬
‫امرأ صعبا فالمكون أالثني الراغب بتفعيل حقه بتقرير مصيره بأي شكل من اإلشكال ان يقدم طلبا‬
‫موقعا من ثلثي أعضاء الجهاز التشريعي للوالية وتقوم الحكومة المركزية بعد ثالث سنوات من‬
‫تق ديم الطلب بتنظيم اس تفتاء لس كان تل ك الوالي ة ويك ون االس تفتاء ناجح ا إذا ص وتت علي ه األغلبي ة‬
‫المطلق ة من الن اخبين ولكن في جمي ع األح وال ف ان ق رار االس تفتاء يعت بر س اريا في ح ال مص ادقة‬
‫المجلس األعلى في البرلمان‪ ,‬ويالحظ كذلك إن المادة (‪ )113‬من دستور األمة الكاربية في سانت‬

‫‪371‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫الثاني ‪ /‬السنة الخامسة‬

‫كيتسي ونفيس لعام ‪ 1983‬وضعت وصفا مفصال لمسار االنفصال وكذا الحال مع دستور صربيا‬
‫ومونتنغرو لعام ‪2003‬الذي أجازت المادة (‪)60‬منه للدول األعضاء االنفصال بعد مرور ثالث‬
‫سنوات من وضعه‪،‬ونفس الحال تكرر في الفقرة (‪ )2‬من المادة (‪)222‬من الدستور السوداني لعام‬
‫‪.2005‬‬

‫ه ذا وإ ذا ك ان الواق ع الدس توري م ا تق دم إال إن الواق ع العملي يخبرن ا ب ان تل ك القي ود الدس تورية لم‬
‫تمنع الجماعات اإلقليمية من السعي لالنفصال من جانب واحد األمر الذي يتطلب إتاحة الفرصة‬
‫للمزيد من المفاوضات بين الحكومة االتحادية وتلك الجماعات للوصول إلى حلول سلمية قد تقبل‬
‫االنفصال وهو أمر نادرا جدا كما هو الحال في انفصال جنوب السودان أو يتم اللجوء إلى المحكمة‬
‫االتحادية العليا في حالة وجودها لحل النزاع بين الدولة األصلية والوحدة المطالبة باالنفصال كما‬
‫في كندا أو قد ينتهي األمر إلى استعمال القوة للمحافظ ة على وحدة الدول ة كما حدث عند محاولة‬
‫بيفاريا االنفصال عن نيجيريا‪.‬‬

‫‪-2‬التنظيم الدولي ‪ :‬يع د مب دأ الس المة اإلقليمي ة من المب ادئ المس تقرة في الق انون ال دولي وه و‬
‫احد القيود الواردة على ممارسة حق تقرير المصير وقد اقر من اجل المحافظة على سيادة الدولة‬
‫وس المتها اإلقليمي ة ه ذا من ج انب ‪،‬إال ان ه من ج انب أخ ر يع ترف وبش كل اس تثنائي بح ق تقري ر‬
‫المص ير بش كل ش رعي في ح االت التخلص من االس تعمار وفي ح االت االنته اك الش ديد لحق وق‬
‫اإلنسان(‪)24‬علما إن حق تقرير المصير أصبح حقا من الحقوق الجماعية لإلنسان ال يمكن تجاهله‬
‫فه و ح ق ق انوني مع ترف ب ه في الق انون ال دولي الوض عي(‪)25‬ه ذا وان ق رار الجمعي ة العام ة لألمم‬
‫المتحدة المرقم (‪ ) 2625‬لعام ‪ 1970‬والمتعلق بالعالقات الودية بين الدول قد أقر منح حق تقرير‬
‫المصير لثالث فئات من الشعوب وهي ‪:‬‬

‫ا‪-‬الشعوب التي تعيش في مناطق مستعمرة‪.‬‬

‫ب‪-‬الشعوب المحتلة أو األقاليم التي تم ضمها بالقوة وبدون استفتاء شعبي حر‪.‬‬

‫ج‪-‬حالة الدولة االتحادية التي تم تشكليها عن طريق االنضمام الطوعي من عدد من الدول والتي‬
‫أجاز دستورها االتحادي حق االنفصال ‪.‬‬

‫‪372‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫الثاني ‪ /‬السنة الخامسة‬

‫ان حق تقرير المصير كأي حق من الحقوق القانونية األخرى له من الضوابط الالزمة لتطبيقه فال‬
‫يمكن التسليم به كحق مطلق يطلق العنان للشعوب في تطبيقه الن ذلك يؤدي للفوضى الدولية فإذا‬
‫ك ان من المس لم ب ه تطبيق ه في الح االت الس ابقة إال إن ممارس ته تص بح معق دة عن د مواجه ة مش كلة‬
‫األقلي ات‪ ,‬إذ إن الش عب ال ذي تتعام ل الحكوم ة م ع مكونات ه المختلف ة على ق در المس اواة ال يمكن‬
‫لألقلي ات في ه المطالب ة باالنفص ال عن الدول ة إالم ‪ ,‬كم ا إن مج رد االنتهاك ات البس يطة لحق وق‬
‫اإلنسان تجعل إمكانية المطالبة من األنظمة الحاكمة باحترام تلك الحقوق والحريات ومع ذلك يج يز‬
‫البعض االع تراف لألقلي ات ال تي تع اني من االض طهاد والظلم طلب االنفص ال عن الدول ة إالم‬
‫(‬
‫بش رط إن يك ون الظلم ق د بل غ درج ة عالي ة من الخط ورة م ع ع دم وج ود الب ديل المحلي أو ال دولي‬
‫‪)26‬ولذلك فان حق تقرير المصير ال يعني إقرار حق االنفصال للوحدات عن الدولة إالم على أساس‬
‫أنها تملك لغة أو دين أو قومية معينة إذ يمكن احترام هذه الخصوصيات من قبل الحكومة االتحادية‬
‫ال بل إن هذه الخصوصيات هي التي تدفع إلى إقامة النظام الفيدرالي‪.‬‬

‫إن العالقات الدولي ة تقوم على المص الح وعلى أساسها يتقرر مصير المح اوالت االنفص الية إذ إن‬
‫االعتراف به يولد اثأرا سلبية على كثير من الدول وخاصة تلك التي تتألف من عناصر قومية أو‬
‫ديني ة اواثني ة ذات نزاع ات انفص الية(‪)27‬وع ادة م ا يتخ ذ المجتم ع ال دولي موقف ا معارض ا اتج اه ه ذا‬
‫االنفص ال ألن ه يمكن إن يتس بب في توت ير العالق ات الدولي ة ‪,‬ال ب ل يمكن إن ي ؤدي األخ ذ ب ه إلى‬
‫ت دمير الهيك ل الكلي ليس لل دول وإ نم ا الق ارة بأكمله ا مث ل ق ارة إفريقي ا وال تي تح وي العدي د من‬
‫المجموع ات العرقي ة والديني ة والمحلي ة وه ذا م ا يمكن تص ور خطورت ه عن دما ح اولت‬
‫قبائل(االيبو)االستقالل عن نيجيريا وكان في داخل هذه القبائل محاولة لتقسيمها إلى عشرين دويلة‬
‫على أس اس االختالف في اللهج ات المحلي ة فيم ا بينه ا (‪)28‬كم ا إن ح ل االتح ادات الفيدرالي ة يتطلب‬
‫تصفية األصول واألموال العامة والخاصة بين الدولة إالم والواليات المنفصلة وما يستتبع ذلك من‬
‫مشاكل عديدة‪.‬‬

‫إن خالصة ما تقدم إن تفعيل (حق) االنفصال استنادا إلى حق تقرير المصير ورد كأحد الحلول في‬
‫حالة االستبداد واالضطهاد الذي تتعرض له جماعة معينة ويكون الخيار األخير والذي تصطحبه‬
‫ش روط مهم ة ومنه ا إن يتم وف ق آلي ات دس تورية وقانوني ة معق دة ومتف ق عليه ا م ع ب اقي االثني ات‬
‫والمجموعات اإلقليمية األخرى‪ ,‬فمثلما كان التوحد طوعيا واختياريا مع المجموعات األخرى فان‬

‫‪373‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫الثاني ‪ /‬السنة الخامسة‬

‫الخ روج يجب إن يك ون مرهون ا بمبارك ة وتأيي د المكون ات األخ رى كم ا إن المك ون ال ذي يطلب‬
‫االنفصال عليه إن يضع في اعتباره مدى درجة التطور والكمال السياسي واالقتصادي الذي يوهله‬
‫لتفعيل هذا (الحق) وخصوصا بالنسبة لألقليات االثنية القاطنة في مساحة جغرافية محددة وليس‬
‫تلك المشتتة في جميع إنحاء الدولة االتحادية وبخالف ذلك يولد تفعيل هذا (الحق) إشكاالت أكثر‬
‫مم ا س يطرحه من حل ول ليس للمك ون أالث ني فحس ب وإ نم ا لكام ل المكون ات األخ رى في الدول ة‬
‫الفيدرالية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫صور االنفصال‬

‫حدثت عدة حاالت لالنفصال في عدة دول فيدرالية منها من استخدم الطرق السلمية في االنفصال‬
‫ومنها من استخدم الطرق القسرية ومنها من نجح ومنها من فشل‪.‬‬

‫أوال‪-‬االنفصال السلمي‬

‫إن هن اك ح االت تم خالله ا انفص ال الوح دات عن الدول ة الفيدرالي ة بش كل س لمي س واء عن طري ق‬
‫االس تفتاء أم بدون ه ومن األمثل ة على ذل ك انفص ال ف نزويال عن كولومبي ا في بداي ة الثالثين ات من‬
‫الق رن التاس ع عش ر وك ذلك االنفص ال ال ذي حص ل في االتح اد الفي درالي لج زر الهن د الغربي ة ع ام‬
‫‪ 1962‬وكذا الحال لالتحاد الفيدرالي لروديسيا ونايسالند عام ‪ ,1963‬وإ ذا كان ما تقدم قد حدث‬
‫في ظ ل اتح ادات فيدرالي ة مس تعمرة ف ان هن اك ح االت انفص ال س لمية ح دثت خالل نص ف الق رن‬
‫الماضي فقد انفصلت سنغافورة عن ماليزيا عام‪ 1965‬كما إن االتحاد السوفيتي السابق قد تفكك‬
‫إلى خمس عشرة جمهورية في عام ‪، 1991‬كما حصل االنفصال في تشيكوسلوفاكيا عام ‪، 1993‬‬
‫كم ا اس تطاعت جزي رة نفيس إن تنفص ل عن اتح اد س انت كيتس ي ونفيس بثل ثي األص وات للمجلس‬
‫التش ريعي للجزيرة عام ‪1998‬كم ا تم انفص ال جمهوري ة الجب ل األس ود عن اتحاد ص ربيا والجب ل‬
‫األس ود بع د إج راء االس تفتاء في أيل ول من ع ام ‪ .)29( 2006‬إن دراس ة وتحلي ل ح االت االنفص ال‬

‫‪374‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫الثاني ‪ /‬السنة الخامسة‬

‫المتقدمة توضح أنها تعود لعدة أسباب لم تنشأ بصفة أساسية نتيجة تبني الفيدرالية وإ نما بسبب سوء‬
‫اس تعمال الت دابير الفيدرالي ة ‪،‬فعلى س بيل المث ال ح دث االنفص ال في تشيكوس لوفاكيا بس بب تب ني‬
‫الفيدرالية الثنائية الطائفة ‪،‬إذ يطرح هذا النمط من االتحاد مشاكل عديدة بسبب إصرار الوحدتين‬
‫على التساوي فيما بينها في كافة األمور ‪،‬حيث يملك كال الوحدتين حق (الفيتو) في كافي القرارات‬
‫السياس ية الك برى مم ا ي ؤدي في أحي ان كث يرة إلى الجم ود والتوق ف عن اتخ اذ وإ قام ة المش اريع‬
‫والخطط العامة المفيدة لالتحاد‪،‬كما إن الوحدتين المكونتين لالتحاد(التشيك)و(السلوفاك) تتفاوتان‬
‫بعدد السكان وبحجم الثروة فضال عن غياب التحالفات واالئتالفات السياسية بين الوحدتين ‪ ،‬وكل‬
‫ذلك أسهم في انفصال الوحدتين اللتان كانتا تشكالن معا الدولة الفيدرالية‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬االنفصال ألقسري‬

‫إن االنفصال ألقسري يحدث بانفصال الوحدات المكونة للدولة الفيدرالية باستخدام وسائل العنف‬
‫والق وة المس لحة كم ا حص ل ب إعالن انفص ال ش رق باكس تان ( بنغالدش) ع ام ‪ 1971‬عن دول ة‬
‫باكستان الفيدرالية والذي تحقق بعد حرب أهلية استمرت على مدار أسبوعين أدت في النهاية إلى‬
‫ظه ور دول ة بنغالدش المس تقلة عن باكس تان ال تي احتفظت بنظامه ا الفي درالي في ظ ل دس تورها‬
‫الجديد لعام ‪،1973‬كما حصل االنفصال والتفكك ألقسري أيضا في يوغسالفيا السابقة عام ‪1991‬‬
‫إذ تفككت ه ذه الدول ة الفيدرالي ة بم وجب دس تور ع ام ‪ 1974‬إلى خمس ة دول وبع د ح رب أهلي ة‬
‫طاحن ة (‪.)30‬إن ه ذا الن وع من االنفص ال ه و األخ ر يط رح جمل ة من األس باب ‪،‬فعلى س بيل المث ال‬
‫ك انت الدول ة الفيدرالي ة في يوغس الفيا الس ابقة تفتق ر إلى الديمقراطي ة وك انت الس لطة المركزي ة‬
‫والحزب الواحد يهيمن على كل المجاالت السياسية واالقتصادية في الدولة فلم يكن هناك إي نوع‬
‫من المش اركة في الس لطة‪،‬كم ا ك ان لالختالف ات القومي ة والعرقي ة (الص رب‪،‬الك روات‪،‬األلب ان‬
‫‪،‬المس لمين )بين س كان الدول ة دورا في زي ادة االنش قاقات الداخلي ة والس عي لالنفص ال في ظ ل ع دم‬
‫وج ود ف رص التس امح والتع ايش الس لمي وخاص ة في ظ ل األوض اع االقتص ادية الص عبة ال تي‬
‫عاشتها تلك الدولة بسبب الفساد وضعف التخطيط االقتصادي المركزي ‪،‬ولذلك كانت الدولة في‬
‫بداي ة التس عينيات مقس مة على المس تويات اإلقليمي ة واالقتص ادية والعرقي ة ‪،‬إلى إن انتهى األم ر‬
‫أخيرا إلى حرب أهلية عام ‪ 1991‬أدت إلى انفصال الوحدات الفيدرالية فيها‪.‬‬

‫‪375‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫الثاني ‪ /‬السنة الخامسة‬

‫يبدو مما تقدم إن مشكلة يوغسالفيا السابقة لم تكن في طابعها الفيدرالي أو تعددها العرقي ولكن في‬
‫نظامها غير الديمقراطي وواقعها االقتصادي‪،‬ذلك إن الفيدرالية استخدمت كأداة إلدارة الصراع‬
‫العرقي وبنجاح في عدة دول متعددة القوميات مثل سويسرا وكندا ولعل الهند المثل البارز للدولة‬
‫الفيدرالية المتعددة االثنيات‪.‬‬

‫المطلب الثالث‬

‫أسباب االنفصال في الدولة الفيدرالية‬

‫إن أسباب انفصال الوحدات في الدولة الفيدرالية عديدة وتختلف من حيث األهمية إال أنها في كل‬
‫األح وال ال تخ رج عن األس باب السياس ية واألس باب االقتص ادية وأس باب أخ رى تتف اوت أهميته ا‬
‫حسب كل دولة فيدرالية‪.‬‬

‫أوال‪:‬األسباب السياسية‬

‫إن الدواة الفيدرالية بطبيعتها تتطلب نظام حكم ديمقراطي سواء داخل الواليات المكونة لالتحاد أو‬
‫على مس توى مؤسس ات الحكوم ة المركزي ة(‪.)31‬إن الكث ير من األنظم ة الفيدرالي ة ال تي فش لت ك ان‬
‫سبب فشلها يعود إلى طابعها غير الديمقراطي أكثر من طابعها الفيدرالي ولذلك فان حاالت الفشل‬
‫واالنفصال التي حدثت في االتحاد السوفيتي السابق وتشيكوسلوفاكيا ويوغسالفيا كانت بسبب كون‬
‫حكوماتها كانت شديدة المركزية وتفتقر إلى الديمقراطية وهذا ما غيب فرص الحوار أو التعاون‬
‫فيم ا بين المرك ز والوالي ات كم ا إن األخ يرة في كث ير من األحي ان ك انت مكره ة ب القوة لالس تمرار‬
‫باالتح اد ول ذلك كل ه فلم يكن من المس تغرب إن تس عى ه ذه الوالي ات لالنفص ال كلم ا تل وح الفرص ة‬
‫المناسبة وهو ما حصل بعد ذلك‪.‬‬

‫إن النظ ام الفي درالي ال ديمقراطي يتطلب حكم الق انون وتوزي ع الس لطات حس ب الدس تور واح ترام‬
‫حق وق األقلي ات وان ه ذه المس ائل لم تكن متحقق ة في األنظم ة الفيدرالي ة الفاش لة كم ا إن األنظم ة‬

‫‪376‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫الثاني ‪ /‬السنة الخامسة‬

‫الفيدرالية يجب إن تقوم بصورة طوعية لكي تكون لها فرصة اكبر للبقاء أكثر من تلك التي تفرض‬
‫عليها الفيدرالية بالقوة فاألنظمة الفيدرالية الطوعية التي تأسست نتيجة المفاوضات بين مجموعاته ا‬
‫المختلفة تتمتع بفرصة اكبر ذلك إن المواطنين يعتبرون فيها السلطة المركزية سلطة شرعية لذلك‬
‫نجد اليوم إن أصعب تحدي يواجه النظام الفيدرالي الروسي هو أزمة الشيشان التي أشعلت حربين‬
‫ع ام ‪ 1996-1994‬ع ام ‪ 2000- 1999‬وس بب ذل ك كل ه إن الشيش ان لم تنض م إلى االتح اد‬
‫الروسي بإرادتها الحرة وإ نما نتيجة ضمها بالقوة (‪.)32‬‬

‫إن النظ ام االنتخ ابي ال ذي تس تخدمه المؤسس ات الحكومي ة الفيدرالي ة ي وثر على الط ابع التم ثيلي‬
‫للوالي ات إذ إن لألنظم ة االنتخابي ة المختلف ة ت أثير على عملي ة التراب ط الفي درالي وتمثي ل وجه ات‬
‫النظ ر اإلقليمي ة ووجه ات نظ ر األقلي ات ومن ثم االس تقرار النس بي للحكوم ات‪،‬كم ا إن األح زاب‬
‫السياس ية تع د من العناص ر المهم ة في المحافظ ة على كي ان الدول ة الفيدرالي ة وس واء ك انت ه ذه‬
‫األحزاب كبيرة أم ص غيرة ‪،‬إذ إن امتالك هذه األحزاب الرؤي ة الواضحة عن النظام الفيدرالي قد‬
‫ي دفعها إلى نق ل ه ذه الرؤي ا إلى قواع دها الش عبية في المرك ز أو األق اليم من اج ل ال دفع بمزي د من‬
‫الحرص على وحدة الدولة الفيدرالية وبعيدا عن مطالب االنفصال ‪,‬إن انحياز األحزاب السياسية‬
‫للعم ل على المس توى الفي درالي أو الترك يز على المس توى اإلقليمي في المق ام األول يلغي دور ه ذه‬
‫األحزاب كجسور فعالة أو ممتدة بين أجزاء االتحاد وقد كان لهذا العنصر دور كبير في انفصال‬
‫عدد كبير من األقاليم والواليات كما في انفصال بنغالدش عن باكستان عام ‪ 1971‬واالنهيار الكلي‬
‫لالتح اد الفي درالي اليوغس الفي ع ام ‪ 1991‬وانهي ار تشيكوس لوفاكيا ع ام ‪ 1992‬وك ذلك يش هد‬
‫االتحاد الفيدرالي في بلجيكا خطرا حقيقيا في ظل تركيز األحزاب السياسية على المس توى اإلقليمي‬
‫وكذا الحال في كندا(‪،)33‬وأخيرا يمكن مالحظة إن وجود الحزب الواحد في الدولة الفيدرالية قد أدى‬
‫إلى انهي ار الكث ير من ه ذه الدول وذلك لغياب وس ائل الديمقراطي ة في التعام ل م ع الص عوبات مم ا‬
‫يولد حاالت االنفصال والتي تعتبر نادرة جدا في األنظمة الفيدرالية الديمقراطية‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬األسباب االقتصادية‬

‫إن احد العناصر المهمة التي يتوقف عليها نجاح النظام الفيدرالي هو توفر المصادر االقتصادية‬
‫الكافي ة لتموي ل الحكوم ة الفيدرالي ة وحكوم ات الوالي ات فليس المهم إن تك ون الحكوم ة الفيدرالي ة‬

‫‪377‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫الثاني ‪ /‬السنة الخامسة‬

‫ق ادرة على تموي ل نفس ها وإ نم ا من الج وهري أيض ا إن تك ون الحكوم ات اإلقليمي ة ق ادرة على فع ل‬
‫‪.‬‬ ‫الشى نفسه‬
‫(‪)34‬‬

‫إن إح دى الم يزات العام ة في جمي ع األنظم ة الفيدرالي ة تقريب ا هي جع ل غالبي ة مص ادر اإلي رادات‬
‫المالي ة بيد الحكوم ة المركزي ة لكي تتمكن من القيام بالدور المتوق ع منه ا في إعادة توزي ع الموارد‬
‫المالية بين والياتها المختلفة ولعل ابرز هذه الموارد هي الموارد الطبيعية التي يمكن إن توجد في‬
‫بعض الوالي ات دون األخ رى وان القول خالف ذل ك س يؤدي إلى ف وارق كب يرة في ث روة الوالي ات‬
‫ولق د أس هم التف اوت في حجم ال ثروات بين الوح دات الفيدرالي ة في‬ ‫(‪)35‬‬
‫المكون ة للدول ة الفيدرالي ة‬
‫إح داث توترات كب يرة بين ه ذه الوح دات نفس ها وبينه ا وبين الحكوم ة الفيدرالي ة ‪,‬ول ذلك فقد نش أت‬
‫وتطورت في جميع األنظمة الفيدرالية مجموعة من المجالس واللجان من اجل تسهيل عملية عدالة‬
‫توزيع الثروات بين الواليات المختلفة‪.‬‬

‫إن الوضع االقتصادي الضعيف في بعض الواليات قد يدفعها لطلب االنفصال عن الدولة االتحادي ة‬
‫إالم للبحث عن مصادر تمويل جديدة وهذا ما حصل فعال في والية استراليا الغربية التي صوت‬
‫أغلبية سكانها باالنفصال عن االتحاد الفيدرالي االسترالي عام ‪ 1933‬بسبب الوضع االقتصادي‬
‫المتردي إال إن الحكومة الفيدرالية االسترالية كانت حازمة ورفضت تنفيذ انفصالها وعوضا عن‬
‫ذلك استجابت لمطالبها االقتصادية بتأسيس نظام خاص بالمساعدات المالية للواليات التي تواجه‬
‫صعوبات اقتصادية (‪.)36‬‬

‫لق د ك انت األنظم ة الفيدرالي ة الش يوعية تع اني من ض عف اقتص ادي لم تمكن أنظمته ا من توف ير‬
‫مس توى معاش ي مقب ول ل ذلك وج دت الوالي ات األك ثر نش اطا من الناحي ة التجاري ة في ه ذه الدول ة‬
‫الفرص ة مواتي ة لالنفص ال كم ا حص ل في جمهوري ات البلطي ق في االتح اد الس وفيتي الس ابق وك ذا‬
‫الحال في سلوفينيا في يوغسالفيا السابقة وكذا الحال في تشيكوسلوفاكيا إذ إن الفوارق االقتصادية‬
‫الكب يرة بين الوح دتين المكون تين لالتح اد الفي درالي فيه ا(التش يك والس لوفاك)أدى إلى ع دم رغب ة‬
‫الوحدة األغنى من االلتزام بالعديد من القيود المفروضة عليها من اجل استيعاب الوحدة األفقر(‪.)37‬‬

‫ثالثا‪:‬األسباب األخرى لالنفصال‬

‫‪378‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫الثاني ‪ /‬السنة الخامسة‬

‫هناك عدة أسباب غير ما تقدم سابقا يمكن إن تكون مدعاة النفصال الوحدات في الدولة الفيدرالية‬
‫ولعل أبرزها ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬ع ;;دد الوح ;;دات المكون ;;ة للدول ;;ة الفيدرالي ;;ة‪ :‬إن ع دد الوالي ات المكون ة للدول ة‬
‫الفيدرالي ة وموقعه ا وع دد س كانها يمكن إن ي وثر بش كل كب ير على وح دة االتح اد‬
‫الفي درالي‪ ،‬فحينم ا يك ون عدد الوالي ات كب يرا نس بيا (على س بيل المث ال (‪ )89‬وح دة في‬
‫االتح اد الفي درالي الروس ي أو (‪)50‬والي ة في الوالي ات المتح دة األمريكي ة) س وف يق ل‬
‫نف وذ ه ذه الوح دات ‪,‬إال إن ه ذا النف وذ والق وة ت زداد له ذه الوالي ات عن دما يق ل ع ددها‬
‫(كالوحدات الست في استراليا والوحدات العشر في كندا)في حين إن األمر يكون أكثر‬
‫س وءا في االتح اد ال ذي يتك ون من وح دتين كم ا في باكس تان وتشيكوس لوفاكيا واتح اد‬
‫ماليزي ا وس نغافورة إذ يول د ذل ك نزاع ات ح ادة ذات قط بين ت ؤدي غالب ا إلى ع دم‬
‫االس تقرار وبالت الي إلى االنفص ال كم ا في االتح ادات الس ابقة ‪,‬كم ا إن التف اوت في ع دد‬
‫السكان والموقع الجغرافي قد يشكل ذلك مصدرا للشقاق واالنفصال األمر الذي يتطلب‬
‫إن يتم إع ادة النظ ر في تع ديل الح دود اإلقليمي ة من اج ل تقليص ه ذا التف اوت كم ا ج رى‬
‫ذلك في الهند ونيجيريا (‪.)38‬إن الخالصة مما تقدم بان حجم الواليات ومساحتها وكثافة‬
‫سكانها يعتبر ذو أهمية رئيسية في الدول الفيدرالية وانه يجب إن يكون هناك نوع من‬
‫التوازن المعقول والذي يمكن إن يؤمن قدرة كل الواليات األعضاء على المحافظة على‬
‫استقاللها وان ال تهيمن إي منها على اآلخرين‪.‬‬

‫‪ -2‬توزيع السلطات بين الوالي;;ات‪ :‬إن توزي ع الس لطات بين والي ات االتح اد الفي درالي‬
‫بش كل متس اوي ومتناس ق ه و القاع دة العام ة وم ع ذل ك ق د توج د بعض الوالي ات ونظ را‬
‫لطبيعته ا الخاص ة ق د ت نزع للمزي د من الحكم ال ذاتي المس تقل مم ا يتطلب اعتم اد بعض‬
‫التدابير غير المتناسقة كان تمنح هذه الواليات استقاللية اكبر لتجنب حاالت االنفصال‬
‫ومثال ذلك والية كيبك في كندا وواليتي (سباه)و(ساراواك)في ماليزيا وكذا الحال في‬
‫عدد من واليات الهند واسبانيا وبلجيكا والعديد من الدول الفيدرالية األخرى‪.‬‬
‫(‪)39‬‬

‫‪379‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫الثاني ‪ /‬السنة الخامسة‬

‫مم ا تق دم يتض ح ان ه يجب إيج اد ن وع من المرون ة في تركيب ة النظ ام الفي درالي لكي ي واكب‬
‫المتغ يرات ال تي يتطلبه ا العص ر للمحافظ ة على وح دة الدول ة الفيدرالي ة ول ذا رأين ا إن بعض‬
‫الدول الفيدرالية أعطت لبعض والياتها دون غيرها الحق في إبرام بعض االتفاقيات الدولية أو‬
‫منحها حق التمثيل الدبلوماسي أو العضوية في بعض المنظمات الدولية‪...‬الخ من االمتيازات‬
‫وذلك نتيجة عدد من المتغيرات التي تحيط بتلك الدولة الفيدرالية‪.‬‬

‫‪-3‬تعدد القوميات واللغات والثقافات‪:‬إن النظام الفيدرالي كان الحل النموذجي لمشاكل‬
‫الدول ذات القوميات واالنتماءات والطوائف المتعددة ولكن عدم التعامل مع تلك التعددية وفق‬
‫روح العصر قد يؤدي إلى انفراط عقد االتحاد الفيدرالي‪.‬‬

‫إن الوحدة تمثل تحديا كبيرا في الكثير من األنظمة الفيدرالية التي تشهد انقسامات كبيرة في‬
‫الهوي ة على أس اس اختالف األس س الطبقي ة واللغوي ة والعرقي ة والديني ة إذ إن وج ود ع دد من‬
‫االثني ات والثقاف ات واللغ ات في الدول ة الفيدرالي ة يتطلب ض رورة االع تراف به ذه الجماع ات‬
‫ومراعاة خصوصياتها خاصة إذا شكلت هذه الجماعات أقليات كبرى في الدولة‪ ,‬ذلك إن عدم‬
‫توفير الضمانات الدستورية والقانونية لحقوق الجماعات قد يدفعها للمطالبة باالنفصال لذلك‬
‫تنص معظم دساتير الدول الفيدرالية على احترام حقوق الجماعات المتنوعة التي تعيش فيها‬
‫وذلك بمنحها الحق في استخدام لغاتها المحلية وثقافاتها الخاصة بها كما يسمح لها بممارسة‬
‫طقوس ها الديني ة وجمي ع المظ اهر ال تي تري د ه ذه الجماع ات االحتف اظ به ا كج زء من ارثه ا‬
‫(‪.)40‬‬
‫التاريخي و الحضاري‬

‫إن االس تجابة لطموح ات وتطلع ات الطوائ ف والقومي ات المتع ددة وإ ب راز تراثه ا وتقالي دها‬
‫وتمكينها من حكم نفسها بنفسها يودي كل ذلك إلى تخلصها من الكبت والحرمان ولهذا تأثير‬
‫ايج ابي في التخفي ف من الحساس يات القومي ة والديني ة ويس اعد في تق ارب الجماع ات المختلف ة‬
‫على الثوابت الوطنية والقواسم المشتركة إال إن العكس صحيح إذ إن الهيمنة والتفرد بالسلطة‬
‫والتضييق على الحريات يولد ردود فعل معاكسة قد تصل إلى حد المطالبة باالنفصال‪.‬‬

‫‪380‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫الثاني ‪ /‬السنة الخامسة‬

‫الخاتمة‬

‫لقد توصلنا في بحثنا إلى جملة من النتائج والتوصيات‪.‬‬

‫أوال‪:‬النتائج‬

‫‪ -1‬تق وم الدول ة الفيدرالي ة على مب ادئ رئيس ية تتمث ل في علوي ة الدس تور االتح ادي ومب دأ‬
‫المشاركة في السلطة االتحادية فضال عن االستقالل الذاتي للواليات‪.‬‬

‫‪ -2‬منعت معظم الدس اتير الفيدرالي ة انفص ال الوح دات المكون ة للدول ة الفيدرالي ة‪ ،‬في حين‬
‫سكتت بعضها عن تنظيم هذه المسألة‪ ،‬في حين ظهرت حاالت نادرة لدساتير نظمت هذه‬
‫المسألة وبشروط صعبة التحقيق‪.‬‬

‫‪-3‬إن الق انون ال دولي الع ام يوك د على مب دأ الس المة اإلقليمي ة لل دول وذل ك بحماي ة أراض ي‬
‫الدولة وحدودها من التغيير أو التقسيم‪.‬‬

‫‪-4‬إن هن اك مظ اهرا تعم ل على توحي د وش د أج زاء الدول ة الفيدرالي ة ومنه ا وج ود الدس تور‬
‫االتحادي وازدواج المجلس التشريعي والمحكمة االتحادية العليا‪.‬‬

‫‪-5‬توج د أس باب سياس ية واقتص ادية واجتماعي ة ق د ت دفع في حال ة ع دم احتوائه ا من قب ل‬


‫الحكومة االتحادية إلى مطالبة الوحدات باالنفصال‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬التوصيات‬

‫‪381‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫الثاني ‪ /‬السنة الخامسة‬

‫‪-1‬ض رورة وج ود نص وص دس تورية واض حة وص ريحة ت وزع االختصاص ات بين الس لطة‬
‫االتحادية وسلطات الواليات بشكل يمنع التداخل ويقلل النزاع‪.‬‬

‫‪-2‬يتعين ع رض دس اتير الوح دات المكون ة للدول ة الفيدرالي ة قب ل إقراره ا على المحكم ة‬
‫االتحادية العليا أو إية جهة مستقلة أخرى من اجل ضمان عدم مخالفتها للدستور االتحادي‪.‬‬

‫‪-3‬ت أمين مش اركة الوالي ات في وض ع الدس تور االتح ادي وتعديل ه من خالل المش اركة في‬
‫تشكيل المجلس التشريعي وتعزيز المشاركة في السلطة التنفيذية االتحادية والهيئات االتحادية‬
‫األخرى مما يعزز وحدة االتحاد ويقلل فرص االنفصال‪.‬‬

‫‪-4‬تفعي ل دور المحكم ة االتحادي ة الفيدرالي ة ال تي تع د ص مام األم ان لمعالج ة المس ائل ال تي‬
‫تتعلق بدستورية القوانين وتفسير نصوص الدستور والفصل بالمنازعات بين حكومة االتحاد‬
‫ا‪.‬‬ ‫ا بينه‬ ‫يرة في م‬ ‫ات وبين األخ‬ ‫ات الوالي‬ ‫وحكوم‬

‫‪382‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫الثاني ‪ /‬السنة الخامسة‬

‫الهوامش‬

‫(‪ -)1‬د‪.‬ماجد راغب الحلو ‪،‬النظم السياسية والقانون الدستوري‪،‬منشاة المعارف‪,‬اإلسكندرية‪, 2005,‬ص‬
‫‪. 122‬‬

‫‪Brian Hocking,Foreign Relations and Federal States,Leicester University‬‬


‫‪.Press,London,1993,p12‬‬

‫(‪ -)2‬د‪.‬مصطفى أبو زيد فهمي‪,‬النظرية العامة للدولة دار المطبوعات الجامعية‪,‬اإلسكندرية‪, 1997,‬ص‪.20‬‬

‫فالح حاجم ‪،‬التكامل السياسي بين مكونات الدولة الفيدرالية‪ ،‬أنظر الموقع ‪(3)-‬‬
‫االلكتروني‪www.Altihad.com‬‬

‫(‪ -)4‬د‪.‬احس ان المف رجي‪،‬د‪.‬كط ران زغ ير نعم ة‪،‬د‪.‬رع د الج دة‪,‬النظري ة العام ة في الق انون الدس توري والنظ ام‬
‫الدستوري في العراق‪،‬المكتبة القانونية‪،‬بغداد‪، 1990،‬ص‪104‬‬

‫(‪ -)5‬رحيم قاسم‪،‬النظام الفيدرالي في العراق وتوزيع السلطات‪،‬المركز العربي لتطوير حكم القانون والنزاهة‪،‬‬
‫‪، 2006‬ص‪36‬‬

‫(‪ )6‬رونالد ل‪.‬واتس‪,‬االنظمة الفيدرالية ‪,‬منتدى االتحادات الفيدرالية ‪,‬اوتاوة‪, 2006,‬ص‪121‬‬

‫(‪ -)7‬رحيم قاسم‪،‬المصدر السابق‪،‬ص‪39‬‬

‫(‪- )8‬د‪.‬احسان المفرجي واخرون‪,‬المصدر السابق‪,‬ص‪109‬‬

‫(‪ -)9‬رونالد ل‪.‬واتس ‪,‬المصدر السابق‪,‬ص‪128-127‬‬

‫(‪ -)10‬المصدر اعاله‪,‬ص‪135‬‬

‫(‪-)11‬ماجد راغب الحلو‪،‬المصدر السابق‪،‬ص‪132‬‬

‫‪383‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫الثاني ‪ /‬السنة الخامسة‬

‫(‪-)12‬المصدر اعاله‪،‬ص‪133‬‬

‫(‪ -)13‬انظر منتدى االتحادات الفيدرالية على الموقع االلكتروني‪www.fourmfed.org‬‬

‫(‪ -)14‬د‪.‬محسن خليل‪,‬القانون الدستوري والنظم السياسية‪,‬بال مكان طبع‪, 1987,‬ص‪321‬‬

‫(‪ -)15‬د‪.‬محمد عمر مولود‪,‬الفيدرالية وإ مكانية تطبيقها كنظام سياسي(العراق نموذجا)ط‪, 1‬المؤسسة الجامعية‬
‫للدراسات والنشر والتوزيع‪،‬بيروت‪, 2009،‬ص‪80‬‬

‫(‪ -)16‬انظر على سبيل المثال‪:‬‬

‫‪-‬د‪.‬محمد عمر مولود‪,‬المصدر السابق‪,‬ص‪80‬‬

‫‪Andrei Kreptul,The constitutional right of secession in political theory and -‬‬


‫‪history,Mises Institute Working ,Seattle University School of law,2003,p6‬‬

‫‪Scott Boykin, The Ethics of Secession, Transaction Publishers,Lndon.1998,p8 -‬‬

‫‪Andrew Shorten, Constitutional Secession Right,Ireland,2010 -‬‬

‫(‪ -)17‬الشيخ اإلمام محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي‪،‬مختار الصحاح‪،‬دار الفكر للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪،‬بيروت‪،1989،‬ص‪505‬‬

‫(‪ -)18‬د‪.‬عبد الواحد محمد الفار‪،‬القانون الدولي العام‪،‬دار النهضة العربية‪،‬القاهرة‪،1994،‬ص‪148‬‬

‫(‪-)19‬انظر‪:‬‬

‫‪Peter Radan,Post-Secession International Borders: A Critical -‬‬


‫‪Analysis.www.austlii.edu.au\au\journals\MULR|2000\3.html‬‬

‫(‪-)20‬د‪.‬علي زراقط‪،‬الوسيط في‬


‫القانون الدولي العام‪،‬ط‪،1‬الموسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪،‬بيروت‪،2011،‬ص‪290‬‬

‫(‪ -)21‬انظر‪:‬‬

‫‪Andrei Kreptul,op.cit,p40-‬‬

‫‪-‬د‪.‬ناصيف نعيم‪,‬أضواء على فكرة تقسيم األردن إلى أقاليم في ضوء تجربة األقلمة االسبانية‪ ,‬بدون سنة طبع‪,‬ص‬
‫‪9‬‬

‫‪384‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫الثاني ‪ /‬السنة الخامسة‬

‫‪-‬جورج أندرسون‪,‬مقدمة عن الفيدرالية‪,‬منتدى االتحادات الفيدرالية‪, 2007,‬ص‪72‬‬

‫(‪Florentina Hawbo,Secession Right, Journal of politics and law .Vol -) -)22‬‬


‫‪1.No3.September .2008.p134‬‬

‫‪-K.C.Where,federal Covernment,Oxford University .London‬‬

‫‪4th,1967,p.87,‬‬

‫(‪ -)23‬الكتيب الدستوري‪,‬أعده طالب كلية القانون في جامعة (ييل ‪) Yale‬األمريكية ‪, 2004,‬ص‪65-64‬‬

‫‪-‬جوليان دتاس‪,‬دستور الصرب ومونتنغرو من الوحدة إلى تقسيم االتحاد‪,‬مجلة القانون العام وعلم السياسة‪،‬ترجمة‬
‫إبراهيم شمس الدين‪،‬بيروت‪،2008,‬ص‪Alem Habtu,Multiethnic Federalism in Ethiopia, 78‬‬
‫‪Queens college\CUNY ,2005,p131‬‬

‫(‪ -)24‬جورج أندرسون ‪,‬المصدر السابق‪,‬ص‪71‬‬

‫(‪ -)25‬د‪ .‬السيد محمد جبر ‪,‬المركز الدولي لألقليات في القانون الدولي العام مع المقارنة بالشريعة‬
‫اإلسالمية‪,‬منشاة المعارف‪,‬اإلسكندرية‪,‬بدون سنة طبع‪,‬ص‪211‬‬

‫(‪-)26‬د‪. .‬حسام محمد هنداوي‪,‬القانون الدولي العام وحماي حقوق األقليات‪,‬دار النهضة العربية‪,‬القاهرة‪,‬‬
‫‪،1997‬ص‪275-274‬‬

‫‪Christopher J.Borgen,Kosovo,s Declaration of Independence,Amercan Society of -‬‬


‫‪International Law,2008 ,p2‬‬

‫(‪ -)27‬انظر‪:‬‬

‫‪Lea Brilmayer,Secession and self-Determination, Yale Law School ,1991,p183 -‬‬

‫‪-‬د‪.‬حسن عذاب ألسكيني‪,‬الشكل الفيدرالي للدولة ‪,‬ط‪,1‬الغدير للطباعة‪,‬البصرة‪, 2009,‬ص‪45‬‬

‫(‪ -)28‬جورج أندرسون‪,‬المصدر السابق‪,‬ص‪71‬‬

‫(‪ -)29‬الكتيب الدستوري‪,‬المصدر السابق‪,‬ص‪67‬‬

‫(‪Annl.Griffiths,Handbook of Federal Countries ,Forum of Federation,2005,p.242 -)30‬‬

‫‪385‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫الثاني ‪ /‬السنة الخامسة‬

‫(‪-)31‬انظر للمزيد‪:‬محسن سعدون كركري‪,‬الفيدرالية في المجتمعات المتعددة‪,‬ط‪,1‬مطبعة ازادي‪,‬دهوك‪.‬‬


‫‪, 2008‬ص‪73‬‬

‫(‪-)32‬انظر الموقع االلكتروني ‪www.kafkas.com‬‬

‫(‪-)33‬ان مقاطعة البرتا في كندا تحوي على ثروات نفطية هائلة األمر الذي دفعها للمطالبة بالمشاركة في‬
‫االجتماعات الدولية حول الطاقة كما أنها أقامت مكتبا من ثالثة أشخاص في السفارة الكندية في واشطن لرعاية‬
‫مصالحها انظر‪:‬راؤول بليندنياخر‪,‬شاندرا باسما‪,‬حوارات بشان العالقات الخارجية في الدول الفيدرالية‪,‬ترجمة مها‬
‫بسطامي‪,‬منتدى االتحادات الفيدرالية‪, 2006,‬ص‪27‬‬

‫(‪-)34‬د‪.‬محمد عمر مولود‪,‬المصدر السابق‪,‬ص‪205‬‬

‫(‪-)35‬رونالد ل‪.‬واتس ‪,‬المصدر السابق ‪,‬ص‪44‬‬

‫(‪Ronald.L.Watts ,Comparing Federal-)36‬‬


‫‪Systems,2end.Canada‬‬ ‫‪.2000.p114‬‬

‫(‪-)37‬رونالد ل‪.‬واتس‪,‬المصدر السابق ‪,‬ص‪42‬‬

‫(‪-)38‬رونالد ل‪.‬واتس‪,‬نماذج المشاركة الفيدرالية في السلطة‪,‬المعهد الديمقراطي الوطني ومنتدى االتحادات‬


‫الفيدرالية‪,2006,‬ص‪17‬‬

‫(‪-)39‬المصدر السابق‪,‬ص‪44‬‬

‫(‪-)40‬رونالد ل‪.‬واتس‪,‬المصدر السابق ‪,‬ص‪140‬‬

‫‪386‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫الثاني ‪ /‬السنة الخامسة‬

‫المصادر‬

‫أوال‪:‬المراجع العربية‬

‫‪-‬الكتب‬

‫‪.-1‬إحسان ألمفرجي‪,‬د‪.‬كطران زغير نعمة‪,‬د‪.‬رعد الجدة‪,‬النظرية العامة في القانون الدستوري‬


‫والنظام الدستوري في العراق‪,‬المكتبة القانونية‪,‬بغداد‪.1990,‬‬

‫‪ .-2‬السيد محمد جبر ‪,‬المركز الدولي لألقليات في القانون الدولي العام مع المقارنة بالشريعة‬
‫اإلسالمية‪,‬منشاة المعارف‪,‬اإلسكندرية‪,‬بال سنة طبع‪.‬‬

‫‪ -3‬جورج أندرسون‪,‬مقدمة عن الفيدرالية‪,‬منتدى الفيدرالية‪. 2007,‬‬

‫‪-4‬د‪.‬حسام محمد هنداوي‪,‬القانون الدولي العام وحماي حقوق األقليات‪,‬دار النهضة‬


‫العربية‪,‬القاهرة‪.1997,‬‬

‫‪-5‬د‪.‬حسن عذاب السكيني‪,‬الشكل الفيدرالي للدولة ‪,‬ط‪,1‬الغدير للطباعة‪,‬البصرة‪. 2009,‬‬

‫‪ -6‬د‪.‬خالد قباني ‪,‬الالمركزية ومسألة تطبيقها في لبنان‪,‬ط‪,1‬منشورات عويدات‪,‬بيروت‪-‬باريس‪,‬‬


‫‪ -7‬رحيم‬ ‫‪. 1981‬‬
‫قاسم‪,‬النظام الفيدرالي في العراق وتوزيع السلطات‪,‬المركز العربي لتطوير حكم القانون والنزاهة‪,‬‬
‫‪-8‬رونالد‬ ‫‪.2006‬‬
‫ل‪.‬واتس‪,‬األنظمة الفيدرالية ‪,‬منتدى االتحادات الفيدرالية ‪,‬كندا‪2006,‬‬

‫‪ -9‬رونالد ل‪.‬واتس‪,‬نماذج المشاركة الفيدرالية في السلطة‪,‬المعهد الديمقراطي الوطني ومنتدى‬


‫االتحادات الفيدرالية‪،‬كندا‪.2006,‬‬

‫‪ -10‬راؤول بليندنياخر‪,‬شاندرا باسما‪,‬حوارات بشان العالقات الخارجية في الدول‬


‫الفيدرالية‪,‬ترجمة مها بسطامي‪,‬منتدى االتحادات الفيدرالية‪،‬كندا‪. 2006,‬‬

‫‪387‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫الثاني ‪ /‬السنة الخامسة‬

‫‪-11‬د‪.‬ماجد راغب الحلو ‪,‬النظم السياسية والقانون الدستوري‪,‬منشاة المعارف‪,‬اإلسكندرية‪,‬‬


‫‪.2005‬‬

‫‪ -12‬د‪.‬محسن خليل‪,‬القانون الدستوري والنظم السياسية‪,‬بال مكان طبع‪1987,‬‬

‫‪ -13‬د‪.‬محمد عمر مولود‪,‬الفيدرالية وإ مكانية تطبيقها كنظام سياسي(العراق نموذجا)ط‬


‫‪, 1‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪،‬بيروت‪2009،‬‬

‫‪ -14‬محسن سعدون كركري‪,‬الفيدرالية في المجتمعات المتعددة‪,‬ط‪,1‬مطبعة أزادي‪,‬دهوك ‪.2008‬‬

‫‪ -15‬د‪.‬مصطفى أبو زيد فهمي‪,‬النظرية العامة للدولة ‪,‬دار المطبوعات الجامعية‪,‬اإلسكندرية‪,‬‬


‫‪.1997‬‬

‫‪ – 16‬د‪.‬عبد الواحد محمد الفار‪،‬القانون الدولي العام‪،‬دار النهضة العربية‪،‬القاهرة‪. 1994،‬‬

‫‪-‬األبحاث‬

‫‪ -1‬جوليان دتاس‪,‬دستور الصرب ومونتنغرو من الوحدة إلى تقسيم االتحاد‪,‬مجلة القانون العام‬
‫وعلم السياسة‪،‬ترجمة إبراهيم شمس الدين‪،‬بيروت‪. 2008,‬‬

‫‪--2‬د‪.‬ناصيف نعيم‪,‬أضواء على فكرة تقسيم األردن إلى أقاليم في ضوء تجربة األقلمة‬
‫االسبانية‪,‬بدون سنة طبع‪.‬‬

‫‪-‬الدساتير‬

‫‪-1‬دستور الواليات المتحدة األمريكية لعام ‪1787‬‬

‫‪-2‬الدستور اإلماراتي لعام ‪1971‬‬

‫‪-3‬الدستور االسباني لعام ‪1978‬‬

‫‪-4‬الدستور اإلثيوبي لعام ‪1995‬‬

‫‪-5‬الدستور السويسري لعام‪1999‬‬

‫‪388‬‬
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫ السنة الخامسة‬/ ‫الثاني‬

2005 ‫ الدستور العراقي لعام‬-6

‫المراجع االنكليزية‬:‫ثانيا‬

Books-

.K.C.Where,federal Covernment,Oxford University .London ,4 th,1967-1

Brian Hocking, Foreign Relations and Federal States, Leicester -2


.University Press,London,1993

Researches-

Alem Habtu,Multiethnic Federalism in Ethiopia, Queens --1


college,CUNY,2005. 2-
Andrei Kreptul,The constitutional right of secession in political theory
.and history,Mises Institute Working , 18 August,2003

Andrew Shorten, Constitutional Secession Right, Ireland ,2003. -3


4-Annl.Griffiths,Handbook of Federal Countries ,Forum of
.Federation,2005

Christopher J.Borgen,Kosovo,s Declaration of Independence, -5


.American Society of International Law ,2008

Florentina Hawbo,Secession Right, Journal of politics and law .Vol -6


.1.No3.September .2008

Lea Brilmayer,Secession and self-Determination, Yale Law --7


.School ,1991

389
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫ السنة الخامسة‬/ ‫الثاني‬

Ronald.L.Watts ,Comparing Federal -8


.Systems,2end.Canada.2000

Scott Boykin, The Ethics of Secession, Transaction --9


.Publishers,London,1998

‫المواقع االلكترونية‬:‫ثالثا‬

www.fourmfed.org -1

www.Altihad.com -2

www.kafkas.com -3

Summary

390
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫ السنة الخامسة‬/ ‫الثاني‬

Many of the constitutions of the federal states put provisions


prohibit the Member States of the separation and underscores the
internal unity of the country, while some constitutions silent
reference to this matter, however, and found rare cases of
organized constitutions issue of secession. International law
recognizes the right of secession as a legitimate right in the case of
the right to self-determination, which was confirmed by the
United Nations Charter and when the acquisition of separate part
of the international personality. That there are elements dedicated
unit in the federal states and on the contrary, there are reasons
encourages separation which requires strengthening the first and
second weaken.

Secession Of The
Units In The
Federal States
391
‫العدد‬ ‫مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‬
‫الثاني ‪ /‬السنة الخامسة‬

‫‪By‬‬
‫‪A.P.Dr.Salah Jubair Al-Basisy‬‬

‫‪392‬‬

You might also like