‫(ملّخ ص)‬

‫تعد العالقة بين الدين والدولة في اإلسالم موضوًع ا ذا أهمية بالغة‪ ،‬حيث يسعى المسلمون في جميع أنحاء الع الم‬
‫لتحقيق التوازن الصحيح بين القيم اإلسالمية ومب ادئ الحكم الع ادل‪ ،‬ون ذكر على س بيل المث ال الدول ة التونس ية حيث ب دأ‬
‫رئيس الدولة ببعض التحوالت في دستور تونس وصرّح بالتصريحات الخاصة بشأن دين الدولة‪ .‬في الدستور الجدي د‪ ،‬تم‬
‫حذف البند الذي ينص على أن تونس دينها اإلسالم‪ ،‬واستبدل بتعريف ت ونس كدول ة ح رة مس تقلة ذات س يادة‪ .‬ومن جه ة‬
‫أخرى‪ ،‬صيغت المادة الخامسة في المسودة بشكل يش ير إلى أن ت ونس ج زء من األم ة اإلس المية وأن الدول ة تعم ل على‬
‫تحقيق مقاصد اإلسالم الحنيف في حماية النفس والعرض والمال والدين والحرية‪.‬‬

‫تقوم الشريعة اإلسالمية على مفهوم المقاص د الش رعية‪ ،‬وهي المص لحة العام ة والحف اظ على المص الح الخمس‬
‫األساسية‪ :‬حفظ ال دين‪ ،‬والنفس‪ ،‬والعق ل‪ ،‬والنس ل‪ ،‬والم ال‪ .‬ومن هن ا‪ ،‬ينبغي للدول ة ذات األغلب ة المس لمةا أن تعم ل على‬
‫تحقيق هذه المقاصد وتوفير بيئة تتماشى معها‪ .‬في هذا السياق‪ ،‬تهدف هذه الدراسة إلى استكش اف م دى تواف ق الدول ة م ع‬
‫مقاصد الشريعة‪ .‬وسنقدم تحليًال وصفًيا ألهم المقاصد الشرعية وكيفية تطبيقها في البنية السياس ية والمؤسس ات الحكومي ة‪.‬‬
‫سنناقش أيًض ا التحديات التي تواجه تحقيق هذا التوافق وكيفية التعامل معها بطرق فعالة‪.‬‬

‫ستكون لهذه الدراسة أهمية كبيرة في فهم النظرة اإلسالمية للحكم وتحقيق التوازن بين الدين والدولة‪ .‬ستساهم‬
‫في تعزيز الحوار العام حول قضايا الحكم اإلسالمي وتقديم توجيهات واضحة للحكام وصناع القرار في بناء الدولة متزنة‬
‫ومتماشية مع مقاصد الشريعة‪ .‬ومن ثما‪ ،‬فهم دور الدين والدولة في اإلسالم بمعنى استكشاف العالقة بين الدين والدولة في‬
‫اإلسالم وفهم مفهوم الدولة اإلسالمية ودورها في تنظيم المجتمع وتحقيق المقاصد الشرعية‪.‬‬