Professional Documents
Culture Documents
المواريث2
المواريث2
العلوم القانونية
موسم 0202/0202
1
جاءت الشريعة اإلسالمية معلنة المساواة والعدل بين الجميع ولذلك وضعت نظاما دقيقا يكفل توزيع الثروات التي
تركها اآلباء واألقرباء ومن في منزلتهم توزيعا عادال و أحكام المواريث قد راعى فيها الشارع كافة الحقائق ،ووازن
بينها بطريقة دقيقة و حكيمة ،مما يجعل أحكامها متكاملة ،مترابطة ،ال ينقض بعضها بعضا ،مما يؤدي إلى
تحقيق العدالة في أدق معانيها .وان تتبع مسائل المواريث يدل على ما اتسمت به أحكامه من الحكمة والعدالة في
من العلوم الشرعية المحمودة لذاتها ،لما ينشأ عن المعرفة لهذا العلم واتقانه من تحقيق العدل الذي شرعه هللا عز
وجل في تقسيم المواريث ،وايصال الحقوق ألهلها على الوجه المشروع .وعلم الفرائض نصف العلم؛ ألن العلم
قسمان :قسم يتعلق بحياة اإلنسان في هذه الدنيا ،من عبادات ومعامالت وأنكحة ،وهذا القسم مبسوط في أغلب
الفقه .وقسم يتعلق باإلنسان بعد وفاته وهذا هو علم الفرائض .و يحتل باب الميراث من بين أبواب الفقه اإلسالمي
مكانة رفيعة ,ومنزلة سامية لم تقتصر على عناية المؤلفين من المسلمين به وافرادهم إياه بالتأليف ,بل إن الخلفاء
أنفسهم منذ عهد رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم -أولوه جانبا من االهتمام .فقد روي أن سيدنا عمر -رضي هللا
عنه -ذهب إلى بالد الشام سنة " "81هجرية؛ ليعلِّم الناس علم المواريث ".
ولقد اعتنى النبي صلى هللا عليه وسلم ببيان أهمية وفضل هذا العلم ،ورغب في غير ما حديث إلى العناية
-8قوله صلى هللا عليه وسلم « :تعلموا الفرائض وعلموه؛ فإنه نصف العلم ،وهو ينسى ،وهو أول شيء
ينزع من أمتي».
-2وعن عبد هللا بن مسعود – رضي هللا عنه – أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال « :تعلموا القرآن
وعلموه الناس ،وتعلموا الفرائض وعلموه الناس؛ فإني امرؤ مقبوض ،وأن العلم سيقبض ،وتظهر
الفتن ،حتى يختلف اإلثنان في الفريضة ،فال يجدان من يقضي بها».
2
فهذه األدلة وغيرها تدل على فضل تعلم الفرائض ووجوب العناية بها ،وهذا أمر بدت الحاجة
الملحة الداعية إليه في هذه العصور المتأخرة ؛ حيث قل العالمون بالفرائض في أوساط طلبة العلم،
وبدأت تتفشى في الناس العادات الجاهلية من جديد ؛ حيث وجد في بعض المجتمعات من يحرمون
األنثى من ميراثها الشرعي الذي أوجبه لها رب العالمين سبحانه ،أو يجبرونها على التنازل عنه وتركه،
ووجد فيهم كذلك من يقسم الميراث على هواه ،فال يعطى صاحب كل ذي حق حقه ،أو يقصرون اإلرث
على أوالد الميت دون بقية الورثة.
ولقد قسم هللا تعالى الفرائض بنفسه في كتابه بين خلقه ،وهو أدرى بالمصلحة ،والحكمة ،والنفع ،ثم قال بعد
عذَابٌ ُّم ِهي ٌن )﴾(النساء : اَّللَ َو َرسُولَه ُ َويَت َ َعد ه ُحد ُودَه ُ يُد ِْخ ْله ُ ن ً
َارا خَا ِلدًا ِفي َها َو َله ُ َ ص ه َو َٰذَ ِل َك ْالف َْو ُز ْال َع ِظي ُم َ ،و َمن َي ْع ِ
.)81-81فسمى هللا تعالى المواريث التي شرعها في كتابه لخلقه حدودا؛ مما يشعر أنه ال يجوز تعديها ومجاوزتها،
فمن تصرف في المواريث على غير الطريقة التي شرع هللا سبحانه فورث غير وارث ،أو حرم وارثا من ميراثه ،أو
روى ابن ماجه ساوى بين الذكر واألنثى في الميراث ممن لم يسو هللا بينهما فقد خالف حكم هللا الذي أنزله.
بسند حسن عن أنس بن مالك – رضي هللا عنه – قال :قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم « :من قطع ميراث
وهذا كله يحتم على طالب العلم العناية بعلم الفرائض ،ونشره بين الناس حتى يعودوا إلى هدي ربهم،
و هذه مجموعة من المحاضرات المتعلقة بقواعد الميراث في الشريعة اإلسالمية والتي نرجو أن تكون مفيدة للطلبة
3
وع ُُثَّ الث ََّم َره احلَ ُّد َوامل ُ
وض ُ ش َره إِ َّن م ِ
بادئ ُك ِل فَ ٍّن َع َ َ
ع
الشا ِر ْ اال ْس ُم ِاال ْستِ ْم َد ُ
اد ُح ْك ُم َّ وِ
َ
ضلُهُ والو ِ
اض ْع ِ
َون ْسبَةٌ َوفَ ْ َ َ
حاز َّ
الشرفَا اجلميع َ
َ وم ْن درى
َ ِ
بالبعض اكتفى والبعض
ُ مسائل
ٌ
يطلق على علم الفرائض عدد من المسميات؛ فيقال :الفرائض ،والمواريث ،وفقه المواريث ،وعلم الميراث.
وهذه األلفاظ كلها يراد بها معنى واحد عند التجوز؛ وهو علم الفرائض ،لكن المعنى الدقيق لكل واحد منها يختلف
الفرائض لغة :جمع فريضة ،وفريضة من حيث الصناعة الصرفية فعيلة بمعنى مفعولة ،أي مفروضة ،وهذه
ٍ
معان منها (( :الواجب ،والمقدر )) ،وشاهد إطالق اللفظة مشتقة من الفرض ،والفرض لغة يطلق على
الفرض بمعنى الواجب في لغة العرب :ما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي هللا عنه أن
النبي صلى هللا عليه وسلم قال (:يأيها الناس قد فرض هللا عيكم الحج فحجوا ) ،فقوله قد فرض :أي أوجب
وشاهد إطالق الفرض بمعنى المقدر :قوله تعالى ( :فنصف ما فرضتم ) ،فقوله :ما فرضتم :أي قدرتم
من المهر ،وذلك فيما إذا طلقتم قبل الدخول وقد سميتم المهر
واصطالحا :هو علم يعرف به من يرث ومن ال يرث ،ومقدار ما لكل وارث.
وقيل :هو فقه المواريث وما ضم إليه من حسابها .وقيل :هو نصيب مقدر شرعا لوارث .واألول أصح ؛ ألنه
ينص على الغاية المقصودة من علم الفرائض ،وهذا هو المطلوب تعريفه هنا ؛ حيث نريد تعريف علم الفرائض.
والميراث في اللغة :هو البقاء ،وانتقال الشيء من قوم آلخرين ،ويطلق بمعنى :الموروث.
واصطالحا :ما تركه الميت بعد موته من أموال وحقوق ،يستحقها بموته الوارث الشرعي.
وعلم الميراث :هو قواعد فقهية وحسابية ،يعرف بها نصيب كل وارث من التركة.
وفقه المواريث :هو األحكام الفقهية المتعلقة باإلرث ،وكيفية قسمة التركة.
هذه أهم اإلطالقات التي تطلق على الفرائض.
4
موضوع علم الفرائض :
المراد بالموضوع في االصطالح :هو محل بحث العلم ،فعلم الفرائض من حيث الموضوع يبحث في التركات من
جهة قسمتها ونصيب كل وارث منها ،على وفق ما شرعه هللا تعالى في كتابه الكريم ،ووضحه رسوله األمين
صلى هللا عليه وسلم في سنته .ومعرفة من يرث ومن ال يرث من أقرباء الميث ،والطرق الحسابية التي يتوصل من
أن تحصل لمتعلمه ملكة يكون له بها قدرة على قسمة التركة بين المستحقين بالوجه الشرعي.
الواضع لعلم الفرائض :هو هللا سبحانه وتعالى ،في كتابه الكريم؛ حيث تولى سبحانه قسمة المواريث
بنفسه ،فلم يكلها إلى ملك مقرب ،وال إلى نبي مرسل ،إال أن النبي صلى هللا عليه وسلم قد بين أحكام الفرائض
بسنته وقضى في بعض المسائل بسنته؛ كميراث الجدة ،وهذا ال إشكال فيه وال معارضة؛ ألن سنة الرسول صلى هللا
عليه وسلم في الحقيقة ما هي إال وحي يوحى من عند هللا سبحانه وتعالى.
5
تستمد أحكام علم الفرائض من الكتاب ،والسنة ،واالجتهاد المقيد في حدود نصوص الكتاب والسنة في
فالكتاب :وردت فيه أربع آيات شملت أحكام المواريث كلها لمن تدبرها وفهم المراد منها؛ وهي:
ق اثَْنتَْي ِّن ِّ ِّ ِّ اَّلل ِّفي أَو ِّ
الد ُك ْم لِّ هلذ َك ِّر ِّم ْث ُل -اآلية األولى :قوله تعالى ﴿ :ي ِّ
َحظ ْاأل ُْنثََي ْي ِّن فَإ ْن ُك هن نس ً
اء فَ ْو َ ْ يك ُم هُ
وص ُ ُ
ِّ
الس ُد ُس م هما تََر َك إِّ ْن َ
كان لَهُ َولَ ٌد احٍد
ِّم ْنهُ َما ُّ
ف وِّألَبوي ِّه لِّ ُك ِّل و ِّ
ص ُ َ ََ ْ
ِّ كان ْ ِّ
ت واح َدةً َفلَهَا الن ْ َفلَهُ هن ثُلُثا ما تََر َك َوا ْ
ِّن َ
هة ي ِّ
وصي بِّها ِّ ِّ ٍ ِّ ُم ِّه ُّ ث فَِّإن كان لَه ِّإ ْخوةٌ فَ ِِّل ِّ ِّ ِّ ِّ ُّ ِّ
الس ُد ُس م ْن َب ْعد َوصي ُ فَإ ْن لَ ْم َي ُك ْن لَهُ َولَ ٌد َوَوِّرثَهُ أ ََبواهُ فَِلُمه الثلُ ُ ْ َ ُ َ
يما﴾(النساء ِّ ِّ أَو دي ٍن آباؤ ُكم وأَبناؤ ُكم ال تَدرون أَيُّهم أَ ْقرب لَ ُكم ن ْفعا فَ ِّريضةً ِّمن هِّ
اَّلل إِّ هن ه
يما َحك ً
كان َعل ً
اَّللَ َ َ َ ْ ُ َ ُْ َ ُ ْ َ ً ُ ْ َْ ُ ْ ْ َْ
.)88 :
وهذه اآلية في ميراث األوالد؛ ذكو ار واناثا ،وان نزلوا ،وميراث اآلباء؛ ذكو ار واناثا ،وان علوا.
ف َما ت ََر َك أ َ ْز َوا ُجكُ ْم ِإ ْن لَ ْم يَكُ ْن لَ ُه هن َولَد ٌ ۚ فَإ ِ ْن َكانَ لَ ُه هن َولَد ٌ فَلَ ُك ُم ص ُ -اآلية الثانية :قوله تعالى َ ﴿ :ولَكُ ْم ِن ْ
وصينَ ِب َها أ َ ْو دَي ٍْن ۚ َولَ ُه هن ُّ
الرب ُ ُع ِم هما ت ََر ْكت ُ ْم ِإ ْن لَ ْم يَكُ ْن لَكُ ْم َولَد ٌ ۚ فَإِ ْن صيه ٍة يُ ِ الربُ ُع ِم هما ت ََر ْكنَ ۚ ِم ْن بَ ْع ِد َو ِ ُّ
ُ َك ََللَةً أ َ ِو ور ُ صونَ ِب َها أ َ ْو دَي ٍْن ۗ َو ِإ ْن َكانَ َر ُج ٌٌ ي ُ َ صيه ٍة تُو ُ َكانَ لَكُ ْم َولَد ٌ فَلَ ُه هن الث ُّ ُم ُن ِم هما ت ََر ْكت ُ ْم ۚ ِم ْن َب ْع ِد َو ِ
ُ ۚ ِم ْن بَ ْع ِد ُس ۚ فَإِ ْن كَانُوا أ َ ْكث َ َر ِم ْن َٰذَ ِل َك فَ ُه ْم شُ َركَا ُء ِفي الثُّلُ ِ سد ُاح ٍد ِم ْن ُه َما ال ُّ خ أ َ ْو أ ُ ْختٌ فَ ِلكُ ٌِ َو ِ ْام َرأَة ٌ َولَه ُ أ َ ٌ
ع ِلي ٌم َح ِلي ٌم﴾ (النساء .)82 : اَّللُ َ صيهةً ِمنَ ه ِ
اَّلل ۗ َو ه ار ۚ َو ِ ض ٍغي َْر ُم َ ص َٰى ِب َها أ َ ْو دَي ٍْن َ صيه ٍة يُو َ َو ِ
وتضمنت هذه اآلية ميراث األزواج والزوجات ،وميراث اإلخوة ألم؛ ذكو ار واناثا.
َٰ -اآلية الثالثة :قول الحق سبحانه وتعالى ﴿ :يَ ْست َ ْفتُون ََك قُ ٌِ ه
ٱَّللُ ي ُ ْفتِيكُ ْم ِفى ْٱل َكلَلَ ِة ۚ إِ ِن ْٱم ُر ٌؤاْ َهلَ َك لَي َ
ْس لَه ُۥ
ف َما ت ََر َك ۚ َوه َُو يَ ِرث ُ َها ٓ إِن له ْم يَكُن له َها َولَد ٌ ۚ فَإِن كَانَت َا ٱثْنَتَي ِْن فَلَ ُه َما ٱلثُّلُث َ ِ
ان ِم هما ص َُولَد ٌ َولَهُۥٓ أ ُ ْختٌ فَلَ َها نِ ْ
َضلُّواْ ۗ َو ه
ٱَّلل ُ ِب ُك ٌِ ش ْ
َى ٍء سا ٓ ًء فَ ِللذهك َِر ِمثْ ٌُ َح ِظ ْٱْلُنثَيَي ِْن ۗ يُبَ ِي ُن ه
ٱَّللُ َلكُ ْم أَن ت ِ ت ََر َك ۚ َو ِإن كَانُ ٓواْ ِإ ْخ َوة ً ِر َج ً
اًل َو ِن َ
ع ِلي ٌم﴾(النساء .)871 :
َ
وهي في ميراث اإلخوة واألخوات األشقاء أو ألب.
اَّلل ِمنَ
ب هِ ض ِفي ِكت َا ِ -اآلية الرابعة :قول رب العالمين سبحانه َ ﴿ :وأُولُو ْاْل َ ْر َح ِام بَ ْع ُ
ض ُه ْم أ َ ْو َل َٰى ِببَ ْع ٍ
ورا﴾ (األحزاب : َٰ
ب َم ْسطُ ً اج ِرينَ إِ هًل أَن ت َ ْفعَلُوا ِإلَ َٰى أ َ ْو ِليَا ِئكُم هم ْع ُروفًا ۚ كَانَ ذَ ِلكَ ِفي ْال ِكت َا ِ
ْال ُمؤْ ِم ِنينَ َو ْال ُم َه ِ
.)1
وهي نص في توريث ذوي األرحام؛ ممن ليس بصاحب فرض ،وال عاصب؛ عند فقد الورثة بالفرض
والتعصيب.
وأما السنة :فقد ورد فيها عدد من األحاديث التي تدل على بعض أحكام المواريث ،تفصيال آلية وتوضيحا
لمعناها ،أو بيانا لحكم سكت عنه القرآن؛ فمن ذلك :
6
-8ما رواه عبد هللا بن عباس – رضي هللا عنهما -أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال « :ألحقوا الفرائض
بأهلها ،فما بقي فهو ألولى رجل ذكر».
ويدل هذا الحديث على اإلرث بالتعصيب ،ويستفاد منه أن العصبة يرثون على ترتيب معين سيأتي في باب
التعصيب – إن شاء هللا – بيانه.
-2حديث أسامة بن زيد – رضي هللا عنه – أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال « :ال يرث الكافر
المسلم ،وال المسلم الكافر».
-1حديث عبد هللا بن عمرو – رضي هللا عنهما – أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال « :ال يتوارث أهل
ملتين شتى».
ويستفاد من هذين الحديثين :أنه ال توارث مع اختالف الدين بين الوارث والمورث.
-1ما رواه عبادة بن الصامت -رضي هللا عنه « -أن النبي صلى هللا عليه وسلم قضى للجدتين من
الميراث بالسدس بينهما».
وهو دليل على إرث الجدة ،سواء أكانت واحدة أم أكثر تأخذ السدس.
-5حديث عبد هللا بن مسعود – رضي هللا عنه – قال « :قضى النبي صلى هللا عليه وسلم لالبنة
النصف ،والبنة االبن السدس ؛ تكملة الثلثين ،وما بقي فلألخت».
ويدل على ميراث بنت االبن مع وجود البنت ،وأن األخت تكون عصبة مع البنات ،فتأخذ ما بقي بعد
فرضهن.
-1ما رواه المقدام بن معد يكرب أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال « :من ترك ماال فلورثته ،وأنا وارث
من ال وارث له ،أعقل عنه وأرث ،والخال وارث من ال وارث له يعقل عنه ويرثه».
وهو يفيد أن ذوي األرحام يرثون عند عدم وجود الوارث األصلي ،وأن ما يتركه الميت من مال يكون من
نصيب ورثته.
-7حديث عائشة – رضي هللا عنها – في اإلرث بالوالء ،أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال « :الوالء
لمن أعتق».
وأما االجتهاد المقرون باإلجماع :فإن االجتهاد يكون مصد ار من مصادر علم الفرائض إذا
انعقد عليه اإلجماع ؛ كالعمريتين ،ونحوها من المسائل التي قضى فيها الصحابة واجتمعت كلمتهم عليها،
ولم يعلم لهم في عصرهم مخالف .وأما االجتهاد المجرد ،أو الذي لم يتأيد باإلجماع فإنه ال يعتبر حجة في
الفرائض ،وال دخل له فيها.
7
ومما يجب أن يعلم :أن االجتهاد السائغ في الفرائض هو ما كان في فهم النصوص وتوجيهها ،أو تفسيرها،
وأما االجتهاد العام فال دخل له في الفرائض ،بمعنى :أنه ال مساغ ألحد أن يجتهد في إحداث فرض جديد ،أو
حرمان أحد من الورثة من حقه أو غير ذلك؛ ألن علم الفرائض توقيفي.
تعلم الفرائ ض من فروض الكفايات التي تجب على مجموع األمة ،بحيث إذا قام به من يكفي سقط اإلثم
المسائل التي يهتم بها علم الفرائض :هي قضاياه ،وفروعه المستخرجة من قواعده ،والتي تبحث في كل
باب من أبوابه ،يحصل من إدراكه ا والعلم بها تقسيم التركة بين الورثة؛ ومعرفة الورثة ،ككون النصف للبنت ،والربع
كان العرب في الجاهلية يتوارثون بالنسب والسبب ؛ إذ كان التوارث معروفا في األمم السابقة لهم ،إال أن
هذا التوارث كان بعيدا عن العدل ،خاليا من الرحمة ،مجانبا للشفقة ؛ إذ كان يقوم على النعرات الجاهلية ،والعصبية
القبلية.
وأهم أسباب اإلرث التي كان العرب يتوارثون بها في الجاهلية وعصر صدر اإلسالم ما يلي :
-8اإلرث بالتبني؛ ومعناه :أن يدعي شخص أبوة من ليس بولده ،فيتوارثون بهذا االدعاء ،وكان التبني
موجودا حتى عصر صدر اإلسالم؛ فقد تبنى النبي صلى هللا عليه وسلم زيد بن حارثة رضي هللا عنه.
8
-2اإلرث بالمعاهدة والتحالف ؛ فكان الرجل من القبيلة يتعاهد مع غيره من أبناء القبائل األخرى ويتحالف
دمه ،ومالَه مالُه ،ويرث كل منهم اآلخر؛ وامتد هذا إلى بداية اإلسالم؛ هدمه ،ود َمه ُ هدمه ُ معه على أن َ
ت أ َ ْي َمانُكُ ْم فَآتُوهُ ْم ان َو ْاْل َ ْق َربُونَ ۚ َوالهذِينَ َ
عقَدَ ْ قال هللا تعالىَ ﴿ :و ِلكُ ٌٍ َجعَ ْلنَا َم َوا ِل َ
ي ِم هما ت ََر َك ْال َوا ِلدَ ِ
ش ِهيدًا ﴾(سورة النساء ،اآلية .)11 : علَ َٰى كُ ٌِ ش ْ
َي ٍء َ َصيبَ ُه ْم ۚ ِإ هن ه َ
اَّلل َكانَ َ ن ِ
والمعنى :والذين تحالفتم معهم باأليمان المؤكدة فآتوهم نصيبهم من الميراث؛ وذلك أن الرجل كان يتحالف
مع اآلخر على أن أيهما مات ورثه اآلخر ،مقابل النصرة والتعاون والدفاع عن بعضهما.
وهذا في الحقيقة ظلم واجحاف؛ إذ كيف يحرم الضعيف صغي ار كان أو امرأة من مال أبيه ويعطى كله
للكبير القوي القادر على الكسب ؟ ! بل لقد كان هذا الفعل من العرب دليال على الجهل العظيم الذي كانوا يعيشون
فيه ؛ فإن الورثة الصغار ،والنساء الضعاف أحق بالمال من القوي القادر على الكسب ،لكنهم عكسوا الحكم ،فأبطلوا
الحكمة التي راعاها الشارع الحكيم ،فضلوا بأهوائهم ،وأخطأوا في آرائهم وفهمهم .فلما جاء اإلسالم وقويت شوكة
9
المسلمين ،وبدأ تشريع األحكام ،أبقى اإلسالم األحالف التي كانت قائمة ،ومنع من التحالف الجديد ؛ فقد روى ابن
عباس رضي هللا عنه أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال « :كل حلف في الجاهلية؛ أو عقد أدركه اإلسالم فال
وشرع اإلسالم للميراث أسبابا أخرى مبنية على العدل يزيده اإلسالم إال شدة ،وال عقد وال حلف في اإلسالم
والرح مة والحكمة ؛ وأبطل التوارث الذي كان قائما في الجاهلية ،ونظم التوارث في اإلسالم على نحو يحقق العدل
فنسخ اإلسالم التوارث بالتبني؛ في قوله تعالى َ ﴿ :و َما َج َع ٌَ أ َ ْد ِع َيا َءكُ ْم أ َ ْبنَا َءكُ ْم ۚ َٰذَ ِل ُك ْم قَ ْولُكُ ْم ِبأ َ ْف َوا ِهكُ ْم ۖ َو ه
اَّلل ُ
اَّلل فَإِ ْن لَ ْم ت َ ْعلَ ُموا آبَا َءهُ ْم فَإِ ْخ َوانُكُ ْم ِفي ال ِد ِ
ين سطُ ِع ْندَ ه ِ س ِبي ٌَ ،ا ْدعُوهُ ْم ِِل َبا ِئ ِه ْم ه َُو أ َ ْق َ َيقُو ٌُ ْال َح هق َوه َُو َي ْه ِدي ال ه
ورا َر ِحي ًما})(﴾(5األحزاب غف ُ ً ت قُلُوبُكُ ْم َو َكانَ ه
اَّلل ُ َ طأْت ُ ْم ِب ِه َولَ ِك ْن َما تَعَ همدَ ْ ح ِفي َما أ َ ْخ َ
علَ ْيكُ ْم ُجنَا ٌ َو َم َوا ِليكُ ْم َولَي َ
ْس َ
.)5-1 :
ب
ض ِفي ِكت َا ِ ونسخ التوارث بالمعاهدة والهجرة والمواالة؛ بقوله تعالى َ ﴿ :وأُولُو ْاْل َ ْر َح ِام بَ ْع ُ
ض ُه ْم أ َ ْو َل َٰى ِببَ ْع ٍ
ورا( ﴾(األحزاب َٰ
ب َم ْسطُ ً اج ِرينَ إِ هًل أَن ت َ ْفعَلُوا ِإلَ َٰى أ َ ْو ِليَا ِئكُم هم ْع ُروفًا ۚ كَانَ ذَ ِلكَ ِفي ْال ِكت َا ِ
اَّلل ِمنَ ْال ُمؤْ ِمنِينَ َو ْال ُم َه ِ
هِ
.)1 :
ونظم اإلسالم التوارث بالنسب على وجه يحقق العدل الذي شرعت من أجله المواريث ،فأعطى النساء
11
قال ابن كثير – رحمه هللا ( : -كان أهل الجاهلية يجعلون جميع الميراث للذكور دون اإلناث ،فأمر هللا
تعالى بالتسوية بينهم في أصل الميراث ،وفاوت بين الصنفين ؛ فجعل للذكر مثل حظ األنثيين؛ وذلك الحتياج
الرجل إلى مؤنة ال نفقة والكلفة ومعاناة التجارة ،والتكسب ،وتحمل المشاق ،فناسب أن يعطى ضعفي ما تأخذه
األنثى).
نعم ! جعل هللا تعالى للذكر مثل حظ األنثيين؛ ألنه ذو حاجتين :حاجة لنفسه ،وحاجة لعياله؛ وألن األنثى
إذا مات ابن آدم تعلق بما تركه من مال وحقوق مالية حقوق خمسة؛ هي مؤن التجهيز والحقوق العينية
المتعلقة بعين التركة ،والديون المرسلة ،والوصية بالثلث فأقل ألجنبي ،واإلرث .واليك بيانها على النحو التالي :
الحقوق والديون المتعلقة بعين التركة؛ كالدين الموثق بعين مرهونة من مال الميت ،وكثمن مبيع لم يستلمه
البائع حتى مات المشتري ،فهذه الحقوق مقدمة على مؤن التجهيز عند التزاحم في التركة.
11
بعين تركة كرهن وثقا يبدأ أوال بما تعلقا
مؤن التجهيز هي :كل ما يحتاجه الميت من حين موته إلى أن يوارى في قبره؛ من نفقات غسله ،وأجرة
كفنه ،وحمله ،وحفر قبره ،ودفنه ،بدون إسراف أو تقتير وقد اختلف األئمة في تقديم مؤن تجهيز الميت على
الديون المتعلقة بعين تركته على قولين :
* القول األول :لِلئمة الثالثة؛ أبي حنيفة ،ومالك ،والشافعي وهو أن الحقوق والديون العينية المتعلقة بيعن
التركة مقدمة على مؤمن التجهيز .واستدلوا :بأن هذه الحقوق والديون سابقة التعلق بعين تركة اإلنسان قبل وفاته،
بينما مؤن التجهيز طارئة على تركته بعد مماته ،وكل ما كان سابقا فهو مقدم على الطارئ.
* والقول الثاني :لإلمام أحمد بن حنبل وهو أن مؤن التجهيز مقدمة على الديون والحقوق العينية المتعلقة
بعين التركة.
12
ودفنه من فروض الكفايات التي إذا قام بها من يكفي سقط اإلثم عن المسلمين وان لم يقم بها أحد أثموا
جميعا.
قال شيخ اإلسالم ابن تيمية – رحمه هللا ( : -من ظن أن غيره ال يقوم به تعين عليه).
وقال اإلمام النووي – رحمه هللا ( : -لو مات إنسان ولم يوجد ما يكفن به إال ثوب مع مالك له ،غير
محتاج إليه ،لزمه بذله بقيمته ،كالطعام للمضطر).
الديون المرسلة :هي الديون التي لم تتعلق بعين التركة ،وانما تعلقت بالذمة ،سواء أكان الدين هلل تعالى،
ككفارة وزكاة ،مات اإلنسان قبل أدائها ،أم كان آلدمي ،كسلف ،وقرض ،وأجرة ،ونحو ذلك.
فتوفى ديون الميت المرسلة من تركته بعد تجهيزه ،ووفاء الحقوق المتعلقة بعين التركة.
رابعا :الوصية
رابع الحقوق المتعلقة بعين التركة الوصية ؛ وهي في اللغة :العهد بالشيء ؛ تقول أوصى لفالن إذا عهد
إليه بأمر ،أو هي مأخوذة من وصيت الشيء إذا وصلته ،فالموصي وصل بعض التصرف الجائز له في حياته
واصطالحا :تمليك مضاف إلى ما بعد الموت بطريق التبرع ،سواء أكان في األعيان ،أم في المنافع.
فالكتاب :قوله تعالى :كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خي ار الوصية للوالدين واألقربين
بالمعروف حقا على المتقين( البقرة .)811 :
وأما السنة :فما روى سعد بن أبي وقاص -رضي هللا عنه – أن النبي صلى هللا عليه وسلم ازره في
مرض اشتد به عام حجة الوداع ،فقال :يا رسول هللا ! إني قد بلغ بي من الوجع ما ترى ،وأنا ذو مال ،وال
يرثني إال ابنة لي ،أفأتصدق بثلثي مالي ؟ قال « :ال !» ،قلت :فالشطر يا رسول اله ؟ فقال « :ال !»،
13
قلت :فالثلث يا رسول هللا ؟ قال « :الثلث ،والثلث كثير – أو كبير – إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير لك
من أن تذرهم عالة يتكففون الناس».
واإلجماع منعقد على مشروعية الوصية لمن كان له مال ،وأنها من القربات التي تنفع اإلنسان بعد مماته.
فإذا مات اإلنسان نفذت وصاياه بعد مؤن تجهيزه ،وأداء الحقوق والديون التي للغير عليه ،ويشترط في
تنفيذ هذه الوصايا ما يلي :
-الشرط األول :أن تكون الوصية في حدود الثلث ،لقوله صلى هللا عليه وسلم لسعد « :الثلث ،والثلث
كثير» ،ولقوله صلى هللا عليه وسلم « :إن هللا تصدق عليكم عند وفاتكم بثلث أموالكم ،زيادة في
أعمالكم».
-الشرط الثاني :أن تكون الوصية ألجنبي عن الميت يعني لغير وارث ،لقوله صلى هللا عليه وسلم :
« إن هللا قد أعطى لكل حق حقه ،فال وصية لوارث » إال إذا أجاز الورثة الوصية للوارث بعد موت
مورثهم فإن الوصية له تنفذ ،ألن الحق لهم ،فإذا أجازوه صح ،لقوله صلى هللا عليه وسلم « :ال
تجوز وصية لوارث إال أن يشاء الورثة »
-الشرط الثالث :أن تكون الوصية مباحة شرعا غير محرمة ،ومثال الوصية المباحة :الوصية لذي
رحم مسلم ،والوصية ببناء مسجد .ومثال الوصية المحرمة :الوصية لدور اللهو والخمر ونحوها .
أركان الشيء :ما كان فيه ،وسميت أركانا تشبيها بأركان البيت الذي ال يقوم إال بها؛ ألن اإلرث ال يتم إال بها،
والركن في اللغة :جانب الشيء األقوى ،وفي االصطالح :هو ما كان جزءا من الشيء ،داخال في ماهيته ،بحيث ال
يوجد ذلك الشيء إال بوجوده ،كالركوع في الصالة ،فهو جزء من الصالة نفسها ،والبد من وجوده لصحتها.
وال بد من وجود ثالثة أشياء حتى يتحقق اإلرث ,جمعها الناظم بقوله :
أركانه ما دونها توريث ووارث مورث موروث
وهي:
- ١الوارث ,وهو الذي ينتمي إلى الميت بسبب من أسباب الميراث.
- ٢المورث ,وهو الميت حقيقة أو حكما كالمفقود الذي حكم بموته.
-٣الموروث ,ويسمى تركة وميراثا وارثا ,وهو ما تركه الميت من أموال وحقوق ثابتة له شرعا ،خلت من تعلق حق
الغير بها
فهذه األركان البد من اجتماعها حتى يتحقق اإلرث ،واذا فقد أحدها انتفى اإلرث.
-والدليل عليه :أن الشارع الحكيم رتب اإلرث على أسباب يجب أن تتوفر في الوارث ،ومعلوم أن الحكم
الشرعي البد له من أسباب ،فإذا لم توجد أسبابه لم يكن صحيحا.
* فإذا توفرت هذه الشروط صح اإلرث ،واذا تخلفت كلها أو أحدها لم يصح اإلرث.
مـــــوانـــــع اإلرث
16
البد الستحقاق الميراث أن تنتفي الموانع من اإلرث التي نص الشرع على أنها تمنع من التوارث بين الميت
وقريبه الحي.
والمانع في اللغة :هو الحائل ،والحاجز بين الشيئين ،كالحيض بالنسبة للمرأة ؛ فإنه يمنعها من الصوم
والصالة والعبادة.
والمانع عند الفرضيين :ما تفوت به أهلية اإلرث مع قيام سببه من قرابة ،أو نكاح ،أو والء.
وموانع اإلرث سبعة مجموعة في عبارة " عـــــــش لـــــــك رزق " ؛ وهي المقصودة بقول العالمة
الرسموكي في منظومته :
إذا مات زوج وترك زوجته حامال فإن الجنين الذي يوجد في بطنها يرث من تركة الميت ،ولكن شريطة أن
واذا خرج الجنين من بطن أمه ميتا فإنه ال يرث ألنه لم يستهل .
ومن ثم يعتبر عدم اإلستهالل مانعا من موانع اإلرث ،ألن الوارث اختل فيه شرط من شروط الوارث وهو
أن يكون حيا بعد وفاة الميت .والدليل على ذلك قول النبي صلى هللا عليه وسلم " :إذا استهل المولود ورث " .
17
ثانيا :الـــشــك :الشك له ثالث صور :
مثاله :أن يدعي الوارث أنه زوج للهالكة ونشك في كونه زوجا لها ،وال يتوفر الوارث على أدلة صحيحة
مثاله :أن يموت الميت والوارث معا في حادثة سير ونشك في أيهما تقدمت وفاته ونحن نعلم أن الوارث
مثاله أن يقتل الوارث الموروث ونشك في كون الوارث قتل الموروث عمدا أم قتله خطأ ،والقتل العمد مانع
م ثاله :أن يتهم الزوج زوجته بالزنا أو يقول الزوج بأن الجنين الذي في بطنها ليس ولدا له وال يتوفر على
18
في هذه الحالة بين هللا كيفية الحكم بين الزوجين ،وهو أن يحلف الزوج أمام القاضي الشرعي أربع شهادات
باهلل أنه صادق ويحلف في الخامسة بأن يلعنه هللا إن كان كاذبا,
وبهذا الحلف يدفع الزوج عن نفسه عقوبة القاذف وهي أن يجلد ثمانين جلدة.
ثم ينتقل القاضي الشرعي إلى الزوجة فتحلف بدورها أربع شهادات باهلل أن زوجها كاذب وتحلف في
وبهذا الحلف تدفع الزوجة عن نفسها حد الزنا وهو أن ترجم ألنها محصنة.
وحينما يحلف كل منهما يقوم القاضي الشرعي بالتفريق بينهما ،واألمر الذي ال شك فيه أن أحدهما كاذب.
يقصد باختالف الدين هنا :أن يكون كل واحد من المورث والوارث على دين غير دين صاحبه؛ ككون
الوارث مسلما ،والمورث نصرانيا .فال توارث من الجانبين مع اختالف الدين.
-والدليل على منع التوارث بين المسلم وقريبه الكافر ما يلي:
-8ما رواه أسامة بن زيد – رضي هللا عنه – أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال« :ال يرث المسلم
الكافر ،وال الكافر المسلم»( .رواه الجماعة إال النسائي)
-2ما رواه عبد هللا بن عمرو – رضي هللا عنهما – قال :قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم« :ال
يتوارث أهل ملتين شتى»( .رواه أحمد ،وأبو داود ،وابن ماجه ،والترمذي بنحوه ،واسناده حسن)
-1أن الوالية منقطعة بين الكافر والمسلم.
19
واصطالحا :عجز حكمي يقوم بالشخص ،سببه الكفر باهلل تعالى ؛ بمعنى :أن الشارع حكم على هذا
الشخص بعدم نفاذ تصرفاته ،وجعله رقيقا لغيره؛ بسبب كفره باهلل سبحانه.
والرق يمنع التوارث من الجانبين ؛ فال يرث السيد عبده ،وال يرث العبد سيده .والسبب في ذلك :أن هللا
تعالى أضاف الميراث إلى مستحقيه بالالم الدالة على التمليك في آيات المواريث قال هللا تعالى ( :ولكم نصف ما
ترك أزواجكم ،)...مما يدل على أن المال الموروث يكون ملكا للوارث ،والرقيق ال يملك ؛ لقوله صلى هللا عليه
وسلم « :من باع عبدا وله مال ،فماله للبائع إال أن يشترط المبتاع».
وألن العبد لو ورث لصار المال لسيده ،وهو أجنبي عن الميت ،وال سبب لتوريثه من أسباب اإلرث ،فيكون
هذا اإلرث باطال.
والعبد مطلقا ال يرث وال يورث؛ مكاتبا كان ،أو مدبرا ،أو أم ولد ،أو من علق عتقه بصفة لم توجد قبل
موت المورث؛ لعموم قوله صلى هللا عليه وسلم « :المكاتب عبد ما بقي عليه درهم».
ال توارث بين الزاني وولد الزنى ،ألنه ال توجد عالقة شرعية بينهما ،وانما يرث من أمه وترث هي منه قال النبي
القتل العمد :وهو أن يقصد الجاني إنسانا معصوم الدم ،فيضربه بما يقتله غالبا .فهذا النوع مانع -8
من اإلرث عند جماهير العلماء ،والدليل على ذلك :
قوله صلى هللا عليه وسلم« :ال يرث القاتل من المقتول شيئا». أ-
ب -قوله صلى هللا عليه وسلم« :ليس لقاتل ميراث».
21
والروايات كثيرة يقوي بعضها بعضا في الداللة على أن القاتل ال يرث ممن قتله شيئا.
ر -القاعدة الفقهية التي تنص على :أن من استعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه .فالقاتل استعجل
-2القتل الخطأ :هو أن يفعل إنسان ماله فعله ،فيقتل آدميا معصوم الدم ،مثل أن يرمي غرضا بعيدا يظنه
صيدا فيتبين أنه آدمي معصوم الدم ،وكحوادث الدهس بالسيارات.
فجمهور أهل العلم :على أن هذا القتل مانع من اإلرث ،فال يرث القاتل من المقتول شيئا؛ لعموم األدلة
السابقة بدون مخصص ،وسدا للذريعة ،حتى ال يقتل الوارث مورثه ويزعم أنه قتله خطأ .أما المالكية :فإنهم يرون
أنه يرث ،وال يمنع هذا النوع من القتل التوارث ،بشرط أن يثبت أنه قتله خطأ؛ لكنهم ال يورثونه من الدية ؛ ألنها
تجب عليه ،وال وجه لتوريثه من مال يجب عليه ،بل يرث من المال القديم ،ولهذا يقولون :إنه يرث من تالد المال
دون طريفه.
* ولعل الراجح هو قول المالكية ؛ ألن هللا تعالى قد تجاوز لهذه األمة عن الخطأ والنسيان وما استكرهوا
عليه ،وقتل الخطأ قد يحدث كثي ار بدون قصد ،حتى إن الوالد قد يقتل ولده وفلذة كبده بدون أن يشعر ،كأن يرجع
عليه بالسيارة أو نحوها فيقتله ،فلو منعنا التوارث بينهما بهذا لكان فيه ظلم واجحاف .على أن يحتاط القاضي في
-1القتل شبه العمد :وهو أن يتعمد الجاني ضرب إنسان معصوم الدم بما ال يقتل غالبا فيموت به ،أو
يضربه بما ال يقتل غالبا في مقتل ،كما لو ضربه بعصى على مؤخرة رأسه فمات.
فهذا النوع مانع عند جميع العلماء .لعموم األدلة ،ولوجود القصد من الجاني ،فألحق بالقتل العمد.
1ـ ـالقتل بالتسبب :وهو ما جرى مجرى الخطأ ؛ كأن يفعل اإلنسان فعال ،فيموت بسببه إنسان معصوم
الدم ،كمن حفر بئ ار فمات بها قريب له ،أو وضع حج ار في الطريق فسقط عليه شخص فمات .ومثله
في الحكم :القتل من الصبي والمجنون والنائم لو انقلب على مورثه وهو نائم فقتله .فهذا النوع يمنع من
21
اإلرث عند الشافعية والحنابلة؛ لعموم ا ألدلة؛ وألن هذه األنواع من القتل مضمونة بدية وكفارة .وأما عند
الحنفية والمالكية :فال تمنع من اإلرث ؛ ألنها ال توجب قصاصا وال كفارة.
-5القتل بحق ؛ كقتل الصائل الذي يصول على اإلنسان دفاعا عن نفسه ،وكقتل الجاني قصاصا .وهذا
النوع يمنع من اإلرث عند الشافعية فقط ؛ لعموم األدلة ،وسدا للذريعة ،حتى ال يجعل القتل ذريعة إلى استعجال
أسباب اإلرث:
يتوقف استحقاق الميراث شرعا على وجود أسباب تقتضي اإلرث ،وانتفاء موانع تمنع منه .وأسباب اإلرث محل
خالف بين الفقهاء من حيث العدد ،ولكن المتفق عليه منها ثالثة ،جمعها البرهاني بقوله:
وهذا بيانها:
* تعريف السبب:
السبب في اللغة :هو ما يتوصل به إلى غيره ،حسيا كان أو معنويا؛ فالحسي كالحبل الذي يتوصل به
إلى الماء من البئر ،والمعنوي كالعلم الذي يتوصل به إلى الخير والفقه في الدين .فأسباب الميراث هي ما جعل
الشرع وجودها سببا للحصول على اإلرث ،وعدمها سببا للحرمان منه .واليك تفصيل وبيان األحكام المتعلقة بهذه
األسباب المتفق عليها:
22
أوال :النكاح
ويقصد به عقد الزوجية الصحيح الخالي من الموانع ،ولو لم يحصل دخول وال خلوة .فخرج بالصحيح
النكاح الفاسد؛ وهو ما اختل شرطه ،كمن عقد على امرأة بدون ولي .وخرج به النكاح الباطل؛ وهو ما اختل ركنه،
كمن عقد على ذات محرم عليه ،أو على خامسة ،فهذان العقدان ال توارث بهما .فالنكاح سبب من أسباب اإلرث
بين الزوجين من الجانبين ،فمتى عقد رجل على امرأة عقدا صحيحا خاليا من الموانع الشرعية مستوفيا لشروطه كان
ذلك سببا للتوارث بينهما .فإذا مات أحد الزوجين ولو قبل الدخول ورثه اآلخر؛ لعموم قول الحق سبحانه وتعالى﴿ :
ولكم نصف ماترك أزواجكم ﴾(النساء .)82 :وألن النبي صلى هللا عليه وسلم قضى في بروع بنت واشق – رضي
هللا عنها – أن لها الميراث من تركة زوجها ،وكان زوجها قد مات عنها قبل الدخول بها ،ولم يكن فرض لها صداقا.
* مسألة :
يقطع التوارث بين الزوجين الطالق؛ وهو حل قيد النكاح أو بعضه .وهو نوعان :
األول :الطالق الرجعي؛ وهو الطلقة والطلقتان؛ فهذه يحق للزوج مراجعتها ما دامت في العدة ،والمطلقة
الرجعية ترث من زوجها باإلجماع إذا مات وهي في العدة؛ ألنها زوجة ،لها حكم الزوجات ما دامت في العدة،
وسواء طلقها في حال صحته أم في حال مرضه.
الثاني :الطالق البائن بينونة كبرى ،فهذا على ثالثة أنواع :
-األول :أن يكون الطالق وقع في حال صحة المطلق ،أو في حال مرضه غير المخوف كالزكام ونحوه،
فهنا ال ترث المطلقة منه بإجماع أهل العلم؛ ألن صلة الزوجية انقطعت بالطالق فصارت الزوجة أجنبية عنه ،وهو
غير متهم بحرمانها من الميراث.
-والثاني :أن يكون الطالق وقع في حال مرض الزوج المخوف ،وهو غير متهم بحرمانها من اإلرث،
كمن نشزت عليه زوجته أثناء إصابته بمرض السرطان – أجارنا هللا تعالى منه – وتبرمت من خدمته ومرضه
فطلقها ،فهذه ال ترث منه إجماعا.
23
-والثالث :أن يقع الطالق في مرض الزوج المخوف بقصد حرمانها من الميراث ؛ كمن أصابه الطاعون
فطلق زوجته حتى ال ينالها شيء من تركته ،ترثه مطلقا ؛ خرجت من العدة أو ال ،ما لم تتزوج بغيره ،أو ترتد عن
دينها ،معاملة له بنقيض قصده ؛ إذ قصد الفرار من توريثها ،وهذا المعنى ال يزول بانقضاء العدة
* ثانيا :النسب
-8الذكور :كل ذكر ليس بينه وبين الميت أنثى فإنه يرث وان عال بمحض الذكور ؛ كاألب ،وأبيه،
وأبيه.
-2اإلناث :كل أنثى ليس بينها وبين الميت ذكر مسبوق بأنثى فإنها ترث وان علت ؛ كاألم ،وأم األم،
وأم األب ،وأم أم األب .أما :أم أب األم فال ترث ألنها بينها وبين الميت ذكر مسبوق بأنثى ،فهي من ذوي األرحام
-والفروع :هم األبناء والبنات ،ومن تفرعوا منهم ،وان نزلوا بمحض الذكورية ؛ ليخرج من ذلك أوالد
البنات
وضابط من يرث من الفروع هو :كل من ليس بينه وبين الميت أنثى فإنه يرث ،وما عدا ذلك فمن
ذوي األرحام ؛ فمثال من يرث منهم :اإلبن ،والبنت ،وابن اإلبن ،وبنته ،وان نزلوا .ومثال من ال يرث منهم :ابن
البنت ،وبنت البنت ،وان نزلوا.
-والحواشي :ضابطهم ؛ من آلبائك عليهم والدة ،أو من تفرعوا من أصولك ،أو هم فروع األصول؛
وهذا يشمل اإلخوة ،واألخوات ،وأبنائهم ،واألعمام ،والعمات ،وأبنائهم ،وان نزلوا.
وضابط من يرث من الحواشي :
-8الذكور :كل من أدلى للميت بذكر فإنه يرث كاإلخوة وأبنائهم ،واألعمام وأبنائهم ،وأما من يدلي بأنثى
فال يرث ،كأبناء األخوات ،واألخوال ،ما عدا اإلخوة ألم فإنهم يدلون للميت باألنثى (األم) ويرثون معها بنص
القرآن.
24
-2اإلناث :ال يرث من إناث الحواشي مطلقا إال األخوات ؛ سواء كن شقيقات ،أم ألب ،أم ألم ،وما
عداهن فمن ذوي األرحام.
ثالثا :الوالء
وهو في اللغة :النصرة ،والقرابة ،والملك .واصطالحا :عصوبة سببها نعمة المعتق على عتيقه بالعتق.
واإلرث بالوالء مقدم على الرد ،ومقدم كذلك على توريث ذوي األرحام ؛ لقوله صلى هللا عليه وسلم « :الميراث
للعصبة ،فإن لم يكن عصبة فللمولى».
* جمهور أهل العلم على أن الذي يرث بالوالء هو السيد (المعتق) ؛ فيرث عتيقه الذي أنعم عليه بالعتق إذا
لم يكن له وارث شرعي ،فإن لم يوجد السيد المعتق فيرث المعتق عصبته المتعصبون بأنفسهم ،وهم الذكور ؛ لقوله
صلى هللا عليه وسلم « :الوالء لحمة كلحمة النسب» .وفي الصحيحين :أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال « :إنما
فمثال :لو أعتق خالد رقيقه عبد هللا ،فمات عبد هللا ،وليس له وارث ،فإن خالدا يرثه .ولو مات عبد هللا
وخالد معا ولخالد ولد فإنه يرث عبد هللا ،ولو كان له ولد وبنت فإن الولد يرث دون البنت ؛ ألن الولد عاصب
بالنفس ،والبنت عاصبة بالغير ،ولو كان لخالد بنت وأخت شقيقة وعم ،فإن الذي يرث عبد هللا هو العم فقط ؛ ألنه
25
[اًلبن والبنت] يرثون بالتعصيب للذكر ضعف اْلنثى اَّللُ فِي أ َ ْوال ِدكُ ْم لِلذهك َِر مِ ثْ ُل َح ِظ األُنث َ َي ْي ِن
وصيكُ ْم ه
يُ ِ
[السدس لألب واْلم مع وجود الولد] ُس مِ هما ت ََركَ ِإ ْن كَانَ لَهُ َولَد َوألَبَ َو ْي ِه ِلك ُِل َواحِ ٍد مِ ْن ُه َما ال ُّ
سد ُ
[الثلُ لألم مع عدم الولد] والباقي لألب فَ ِإ ْن لَ ْم يَك ُْن لَهُ َولَد َو َو ِرثَهُ أَبَ َواهُ فَأل ُ ِم ِه الثُّلُ ُ
ث
وصي [السدس لألم مع جمع اإلخوة] ُس مِ ْن بَ ْع ِد َو ِصيه ٍة يُ ِ سد ُ فَ ِإ ْن كَانَ لَهُ ِإ ْخ َوة َفأل ُ ِم ِه ال ُّ
بِ َها أ َ ْو دَ ْي ٍن آبَا ُؤكُ ْم َوأ َ ْبنَا ُؤكُ ْم ال ت َ ْد ُرونَ أَيُّ ُه ْم أ َ ْق َر ُ
ب لَكُ ْم نَ ْفعا ً
علِيما ً َحكِيما ً ()11 اَّلل إِنه ه َ
اَّلل كَانَ َ فَ ِريضَةً مِ ْن ه ِ
[النصف للزوج مع عدم الولد] ْف َما ت ََركَ أ َ ْز َوا ُجكُ ْم ِإ ْن لَ ْم يَك ُْن لَ ُه هن َولَد
َولَكُ ْم نِص ُ
[الربع للزوجة مع عدم الولد] الربُ ُع مِ هما ت ََر ْكت ُ ْم إِ ْن لَ ْم َيك ُْن لَكُ ْم َولَد
َولَ ُه هن ُّ
َف ِإ ْن كَانَ لَكُ ْم َولَد فَلَ ُه هن الث ُّ ُم ُن مِ هما ت ََر ْكت ُ ْم مِ ْن َب ْع ِد َو ِصيه ٍة [الثمن للزوجة مع وجود الولد]
صونَ بِ َها أ َ ْو دَ ْي ٍن
ت ُو ُ
ث كَاللَ ًة أ َ ْو ْ
ام َرأَة َولَهُ أَخ أ َ ْو أ ُ ْخت فَ ِلك ُِل [السدس لألخ أو اْلخت لألم مع اًلنفراد] ور ُ
َوإِ ْن كَانَ َر ُجل يُ َ
ُس َواحِ ٍد مِ ْن ُه َما ال ُّ
سد ُ
26
فَ ِإ ْن كَانُوا أ َ ْكث َ َر مِ ْن ذَ ِلكَ فَ ُه ْم ش َُركَا ُء فِي الثُّلُ ِ
ث مِ ْن بَ ْع ِد [الثلُ لألخ أو اْلخت لألم مع اًلجتماع]
اَّللُ ض ٍار َو ِصيه ًة مِ ْن ه ِ
اَّلل َو ه صى ِب َها أ َ ْو دَ ْي ٍن َ
غ ْي َر ُم َ َو ِصيه ٍة يُو َ
علِيم َحلِيم()11
َ
[اْلخ الشقيق أوْلب يكون عاصبا ً مع عدم الفرع] َوه َُو يَ ِرث ُ َها ِإ ْن لَ ْم يَك ُْن لَ َها َولَد
[الثلثان لألختين فأكثر شقيقة أوْلب مع عدم الفرع] فَ ِإ ْن كَانَتَا اثْ َنت َ ْي ِن فَلَ ُه َما الثُّلُث َ ِ
ان مِ هما ت ََركَ
[اإلخوة مع اْلخوات عصبة :الشقيق مع الشقيقة ،واْلخ سا ًء فَلِلذهك َِر مِ ثْ ُل َح ِظ األُنث َ َي ْي ِن
َو ِإ ْن كَانُوا ِإ ْخ َوةً ِر َجاالً َونِ َ
ْلب مع اْلخت ْلب] للذكر ضعف اْلنثى
علِيم ()171
ش ْيءٍ َ اَّللُ لَكُ ْم أ َ ْن ت َِضلُّوا َو ه
اَّللُ ِبك ُِل َ يُبَ ِي ُن ه
[للبنت النصف ولبنت اًلبن معها السدس تكملة للثلثين] ت ،فَقَا َل: تَ ،وا ْبنَ ِة ا ْب ٍنَ ،وأ ُ ْخ ٍع ْنِ :ب ْن ٍ (َ )1سُئِ َل ا ْب ُن َم ْ
سعُو ٍد َ
سله َم :ل ِْال ْبنَ ِة
ع َل ْي ِه َو َ صلهى ه
اَّللُ َ ي َ (أ َ ْق ِضي فِي َها بِ َما قَضَى النه ِب ُّ
[وتقاس عليها اْلخت ْلب إجماعاً] ت) ُس تَ ْكمِ لَةَ الثُّلُث َ ْي ِنَ ،و َما بَق َ
ِي فَل ِْأل ُ ْخ ِ ْفَ ،و ِال ْبنَ ِة ا ْب ٍن ال ُّ
سد ُ النص ُ
ِ
27
[اْلخوات مع البنات عصبة مع الغير]
َب َوا ْجلَ ُّد لَهُ َوإِ ْن َعلَ اَ ِالبْن وابْن ِ
االبْ ِن َم ْه َما نَ َزالَ
َواأل ُ َُ ُ
فَا ْش ُك ْر لِ ِذي ا ِإل ْْيَا ِز َوالتَّ ْنبِْي ِه َوال َْع ُّم َوابْ ُن ال َْع ِم ِم ْن أَبِْي ِه
28
الذ ُك ْوِر َه ُؤالَ ِء
فَ ُج ْملَةُ ُّ ج َوال ُْم ْعتِ ُق ذُو ال َْوالَِء
الزْو ُ
وَ َّ
الوارثون من الرجال
االبن
المباشر 1
ابن ابن اًلبن ،ابن ابن ابن اًلبن وإن نزٌ بمحض الذكور ابن االبن (وإن نزل) 1
أب أب اْلب ،أب أب أب اْلب وإن عَل بمحض الذكور الجد أب األب(وإن عال) 4
ابن ابن اْلخ الشقيق ،ابن ابن ابن اْلخ الشقيق وإن نزٌ بمحض الذكور ابن األخ الشقيق (وإن نزل) 8
ابن ابن اْلخ ْلب ،ابن ابن ابن اْلخ ْلب وإن نزٌ بمحض الذكور ابن األخ ألب (وإن نزل) 9
29
العم المباشر ،أو العم اْلعلى عم الميت الشقيق ،عم أب الميت الشقيق ،عم جد الميت 10العم الشقيق
الشقيق كعم اْلب
العم المباشر ،أو العم اْلعلى عم الميت ْلب ،عم أب الميت ْلب ،عم جد الميت ْلب 11العم ألب
كعم اْلب
ابن ابن العم الشقيق ،ابن ابن ابن العم الشقيق 11ابن العم الشقيق (وإن نزل) وإن نزٌ بمحض الذكور
ابن ابن العم ْلب ،ابن ابن ابن العم ْلب وإن نزٌ بمحض الذكور 13ابن العم ألب (وإن نزل)
فيرُ الزوج زوجته ولو مطلقة رجعية ،وًليرُ ولو زمن الطَلق الرجعي 14الزوج
المطلقة البائن
َوَزْو َجةٌ َو َج َّدةٌ َوُم ْعتِ َق ْه ت ابْ ٍّن َوأُمٌّ ُم ْش ِف َق ْه
ت َوبِْن ُ
بِْن ٌ
الوارثات من النساء
وإن نزٌ أبوها بمحض بنت ابن اًلبن ،بنت ابن ابن ابن اًلبن وًل تدخٌ بنت االبن 1
بنت بنت اًلبن ونحوها الذكور
(وإن نزلت)
أم أم اْلم ،أم أم أم اْلم ،أم أم أم أم اْلم الجدة (أم األم) (وإن وإن علت بمحض اإلناُ 4
علت)
(وإن علت)
أم أم أب اْلب ،أم أم أم أب اْلب الجدة (أم أب األب) وإن علت بمحض اإلناُ 1
(وإن علت)
تنبيهً :ل ترُ أم أب أب اْلب وإن عَل
فترُ الزوجة زوجها ولو كانت مطلقة رجعية ،وًل ولو زمن الطَلق الرجعي 10الزوجة
ترُ المطلقة البائن
31
أمثلة للقرابة غير الوارثين
بنت عم ألب 11 بنت أخ ألب 11 ابن ابن بنت 1
عم ألم 13 ابن أخ ألم 13 ابن بنت بنت 3
بنت عم ألم 15 ابن أخت ش 15 بنت بنت ابن 5
ابن خال 17 ابن أخت ألب 17 أب أم األم 7
بنت خال 18 بنت أخت ألب 18 أب أم األب 8
ابن خالة 30 بنت أخت ألم 10 أم أب األم 10
32
اب ِ
هللا تَ َع َال ض ال ُْم َق َّد َرةِ يف كِتَ ِ
الْ ُف ُرْو ِ
ص َّ
الش ْر ِع س بِنَ ِ
الس ْد ُ َوالثُّل ُ
ْث َو ُّ الربْ ِع
ف ُّ ف َوُربْ ٌع ُُثَّ نِ ْ
ص ُ صٌنِ ْ
ِ ٍّ ِ
اح َف ْظ فَ ُك ُّل َحافظ إِ َم ُ
ام فَ ْ ام َوالثُّلُثَان َو ُُهَا الت َ
َّم ُ
أنواع اإلرُ
التعصيب الفرض
اإلرث بغير تقدير بعد أصحاب الفروض إن وجدوا نصيب مقدر شرعا ً لوارث مخصوص
عصبة مع الغير عصبة بالغير عصبة بالنفس ( 8/1 )5الثلُ ( 8/1 )2الربع
وعددهم 2 وعددهم 1 وعددهم 81 ( 8/1 )1السدس ( 8/1 )1الثمن
33
أصحاب النصف وشروطهم 1/2 عددهم خمسة
( )8عدم الفرع الوارُ للزوجة (وهم أبناؤها وبناتها وإن نزلوا) الزوج 1
( )2عدم المشارك وهي (بنت اًلبن فأكثر) بنت االبنوإن نزلت
( )2عدم المشارك وهي (اْلخت الشقيقة فأكثر) األخت الشقيقة 4
( )1عدم الفرع الوارُ (كاًلبن ،والبنت ،وابن اًلبن ،وبنت اًلبن ،وإن
نزلوا)
34
( )8عدم المعصب وهو (اْلخ ْلب فأكثر)
( )2عدم المشارك وهي (اْلخت ْلب فأكثر) األخت ألب 5
( )1عدم الفرع الوارُ (كاًلبن ،والبنت ،وابن اًلبن ،وبنت اًلبن ،وإن
نزلوا)
35
أصحاب الثلثين وشروطهم 2/3 عددهم أربعة
( )1عدم الفرع الوارُ (كاًلبن ،والبنت ،وابن اًلبن ،وبنت اًلبن وإن نزلوا)
36
اْلختان
( )8عدم المعصب وهو (اْلخ ْلب فأكثر) 4
ألب فأكثر
( )2وجود المشارك وهي (اْلخت ْلب فأكثر)
( )1عدم الفرع الوارُ(كاًلبن ،والبنت ،وابن اًلبن ،وبنت اًلبن وإن نزلوا)
( )8عدم الفرع الوارُ للميت (وهم اًلبن وإن نزٌ ،والبنت وبنت اًلبن وإن نزلت) األم 1
( )2عدم الجمع من اإلخوة أواْلخوات (اثنين فأكثر ،أشقاء أوْلب أوْلم أومختلطين،
وارثين أو محجوبين بشخص ًل بوصف)
( )1أن ًل تكون إحدى الغراوين (وهي زوج أوزوجة مع أب وأم) وترثاْلم فيها ثلُ
الباقي
وًل يقوم الجد مقام اْلب في هذه المسألة ،فترُ اْلم معه الثلُ كامَلً .
37
( )8عدم الفرع الوارُ للميت (وهم اًلبن وإن نزٌ ،والبنت وبنت اًلبن وإن نزلت) أوالد األم 1
(تنبيه :اإلخوة ْلم يرُ ذكرهم كأنثاهم وًل يفضٌ عليهم اجتماعا ً وًل انفراداً)
( )2أووجود جمع من اإلخوة أواْلخوات (كاثنين فأكثر ،أشقاء أو ْلب أو
ْلم أومختلطين ،وارثين أو محجوبين بشخص ًل بوصف)
38
االبن ( )8عدم المعصب وهو (ابن اًلبن فأكثر) بنت 5
فأكثر
( )2عدم الفرع الوارُ اْلعلى ،إًل صاحبة نصف أعلى منها (بنت أو بنت
ابن) (تكملة للثلثين) وًل ترُ السدس إًل معها وإن نزلت
التـــــــــــــــــعـــــــــصـــــــــــــيـــــــــب
هم قرابة الميت الذين يرثونه بغير تقدير بعد أصحاب الفروض إن وجدوا العصبة
39
-8عصبة بنسب :وهم كٌ الوارثين الذكور ماعدا (الزوج)(واْلخ ْلم) (والمع ِتق) العصبة أقسامهم -1
.وعددهم ()82 بالنفس
-2عصبة بسبب :وهم الوارثون بالوًلء وهما (المع ِتق والمع ِتقة) ،وعددهم ()2
-8عند انفرادهم عن أصحاب الفروض يأخذ أقرب العصبة جميع الماٌ أحكامهم
-2عند اجتماعهم مع صاحب فرض أو أكثر يأخذ أقربهم ما تبقى بعد ذوي
الفروض
-واْلب ،والجد (عند عدم اْلب) :فإنهما يرثان عندها السدس فرضا ً
41
الجهة
4 3 1 1 العدد الرقم
ابن اْلخ ب فأنزٌ ابن اْلخ شفأنزٌ اْلخ ْلب اْلخ الشقيق ( )4 األخوة الثالثة
ابن العم ب فأنزٌ ابن العم ش فأنزٌ العم ْلب العم الشقيق ( )4 العمومة الرابعة
()14 المجموع
-2الــــعــــصــــبــــة
وهم الذين يكونون عصبة بواسطة غيرهم وهن أربع نسوة
بالــغـيــر
ُ]
ُ يعصبانهن في الميرا ِ قاٌ الرحبي [ :واًلب ُن واْل ُ
خ مع اإلنا ِ
تكون عاصبة بابن اًلبن فأكثر الوارُ بالتعصيب ،وبابن اًلبن اْلنزٌ -1بنت االبن فأكثر
منها إذا احتاجت إليه ،وهو عندما تكون غير وارثة بالفرض
تكون عاصبة باْلخ ْلب فأكثر الوارُ بالتعصيب -4األخت ألب فأكثر
41
وهم الذين يكونون عصبة مع غيرهم وهما اثنتان من النساء -3الـــــعـــصـــبـــة
تكون عاصبة مع بنت فأكثر أوبنت ابن فأكثر أو معهما -1األخت الشقيقة فأكثر
معاً ،وكن وارثا ٍ
ت بالفرض ،وًليكون ذلك إًل مع عدم
عاصب أقرب
تكون عاصبة مع بنت فأكثر أوبنت ابن فأكثر أو معهما -1األخت ألب فأكثر
معاً ،وكن وارثا ٍ
ت بالفرض ،وًليكون ذلك إًل مع عدم
عاصب أقرب
تعريف الحجب :الحجب لغة هو المنع و الحرمان ،و شرعا هو المنع من اإلرث بالكلية أو من
بعضه .فالحاجب هو من يمنع غيره من الميراث أما المحجوب فهو الممنوع من اإلرث .و يجب
التمييز بين الحجب بالوصف والحجب بالشخص :
42
فالحجب بالوصف يتعلق بجميع الورثة وهي التي تسمى بموانع الميراث والمجموعة في عبارة
{عش لك رزق} ،فإذا اتصف به أحد الورثة فإنه يحرم من الميراث وال يؤثر على باقي الورثة خالفا
للحجب بالشخص ،فالمحجوب المقصود هنا قد يحجب حجب حرمان أو حجب نقصان وهو يسري
على جميع الورثة أصحاب الفروض وعصبة ماعدا :
-األبوين (األب و األم)
-الزوجين (الزوج و الزوجة)
-األوالد ( االبن و البنت الصلبية)
أنــواع الـحجب
قسم علماء الفرائض الحجب إلى نوعان :حجب نقصان و حجب حرمان.
هناك البعض من الورثة يحجبون حجب نقصان و ال يسقطون من الميراث ،فوجود الحاجب معهم
أثر على نصيبهم فقط ،فنقلهم من الميراث بالفرض األكبر إلى الميراث بالفرض األصغر ،و هذا
النوع من الحجب يخص أصحاب الفروض :كاألم التي تنزل إلى فرضها األصغر عند وجود
الجمع من اإلخوة أو الفرع الوارث ،و كالزوج الذي يرث الربع بدال من النصف عند وجود الفرع
الوارث و نفس األمر بالنسبة للزوجة التي ترث الثمن بدال من الربع عند وجود الفرع الوارث.
43
حجب الحرمان هو الذي يحرم الوارث من الميراث و يسقطه بسبب وجود الحاجب أي الواسطة
التي أدلى بها إلى الميت.
و هذا ما يظهر أساسا في ميراث اإلخوة و األخوات ألم و في الميراث بالتعصيب ،حيث يحجب
القريب من العاصب بالنفس البعيد من العصبة ،أي إذا كان أقرب منه في الجهة أو في الدرجة
أوفي قوة القرابة.
الحاجب
44
جدول َح ْجب الحرمان المحجوب
الحاجب
-1الثالثة المتقدمون (الفرع الذكر واألصل الذكر والشقيق والشقيقة ( )8األخت ألب
العاصبة مع الغير)
-1والشقيقتان فأكثر إذا لم يكن لألخت ألب عاصب وهو األخ ألب
45
جدول َح ْجب الحرمان المحجوب
الحاجب
( )10ابن األخ الشقيق -1الفرع الوارث الذكر (االبن وإن نزل)
وإن نزل
-1واألصل الوارث الذكر (وإن عال)
األقرب وابنُه الع هم األبعدَ وابنَه ،كما يحجب الع ُّم األبعد ُ
ُ ويحجب الع ُّم
األكثر بعدا ً وابنَه
َ وابنُه الع هم
46
جدول َح ْجب الحرمان المحجوب
الحاجب
-10وابن العم الشقيق ( )15ابن العم ألب وإن التسعة المتقدمون
نزل
ب وإن نزل الع هم األبعدَ وابنَه ويحجب اب ُن ِ
العم األقر ِ
ضوابط الحجب
- 1كل من أدلى للهالك بشخص ال يرث مع وجوده إال اإلخوة لألم .
ـ كل من أدلى للموروث بواسطة حجبته تلك الواسطة ،إال اإلخوة لألم .
- 1إلخوة َيحجبون األم حجب نقص من الثلث إلى السدس ،و أبناؤهم ال يحجبونها .
- 3تحجب األم بالمتعدد من اإلخوة ولو لم يرثوا أو كان الوارث واحدا منهم فقط .
- 10الشقيقة إذا كانت عاصبة مع البنت :تحجب األخ لألب ومن بعده .
- 11ألخت ألب إذا كانت عاصبة مع البنت :تحجب ابن األخ الشقيق ومن بعده
النسب األربع
48
التوافق
عددان يتفقان في جزء من األجزاء 3
(ومتى قبال القسمة على أكثر من عدد ،قسما على األكبر من
هذه األعداد)
التباين
عددان اليوجد بينهما اتفاق في أي جزء ،مثل )3-1( : 4
()3-8( )3-4
اجتماع النسب
اجتماع أكثر من نسبة :
49
عند اجتماع أكثر من نسبة نبدأ بالتماثل والتداخل إن
وجدا ،ثم ننظر في الناتج بحسب الموجود من التوافق أو
التباين
خالصة النسب
التماثل 1=)1-1( . 3=)3-3( .1=)1-1( :
األربع
51
القسم األول :أصول متفق عليها ،وهي.]24 ،12 ،8 ،6 ،4 ،3 ،2[ :
أو تقول :االثنان ،وضعفها ،وضعف ضعفها .و :الثالثة ،وضعفها ،وضعف ضعفها ،وضعف ضعف ضعفها.
أو تقول :أربعة وعشرون ،ونصفها ،ونصف نصفها ،ونصف نصف نصفها.
و :ثمانية ،ونصفها ،ونصف نصفها.
القسم الثاني :أصول مختلف فيها ،وهي.]36 ،18[ :
فيرى بعض العلماء أنهما أصالن ,وهو قول الجمهور ،ويرى بعضهم أنهما مص ّحان ال أصالن.
وهذان األصالن ال يوجدان إال في باب ميراث اإلخوة مع الجد على القول بتوريث اإلخوة مع الجد.
كيفية التأصيل:
عند تأصيل المسألة فإنها ال تخلو من ثالث حاالت:
الحال األولى :أن يكون جميع من في المسألة عصبة ،وال يكون معهم صاحب فرض :فالمسألة من عدد رؤوسهم إذا
ذكورا ,وفي حال اجتماع الذكور مع اإلناث فإنه يفرض الذكر عن انثيين.
ً كانوا
مثال ( :)1هالك عن :ثالثة أبناء.
3
ابن 1
ابن 1
ابن 1
أمثلة تطبيقية:
مثال لل َع ْول :هالكة عن :زوج وأختين شقيقتين وجدة وأخ ألم.
9/6
1
3 زوج
2
2
4 أختان (ش)
3
1
1 جدة
6
1
1 أخ ألم
6
وترا وشفعًا .فيعول إلى سبعة ،وإلى ثمانية ،وإلى تسعة ،وإلى ً
أوال :أصل ( :)6ويعول عند الجمهور أربع مرات ً
عشرة ،وهي نهاية عوله.
أمثلة تطبيقية:
مثال ( :)2هالكة عن :زوج وأم وأختين شقيقتين (أو ألب) وأخ ألم.
9/6
1
3 زوج
2
2
4 أختان (ش) أو ألب
3
1
1 أم
6
1 1 أخ ألم
6
الرد
الرد لغة :العود ،والرجوع.
تماما.
صطالحا :نقص في أصل المسألة ،وزيادة في مقادير السهام المفروضة .فهو عكس العول ً
ً وا
شروط الرد :وال يكون في مسألة من المسائل ردّ إال إذا تحققت أمور ثالثة:
53
-1وجود صاحب فرض.
-2عدم وجود عاصب.
-3بقاء فائض من التركة.
فإذا لم تتوفر هذه الشروط فليس في المسألة رد ّ.
الورثة الذين يرد عليهم :يرد على جميع أصحاب الفروض ماعدا الزوجين.
تصحيح المسألة
بعد معرفة سهام كل وارث يحدث أن بعض السهام قد ال تقبل القسمة على مستحقيها إال بكسر بسبب تعدد الرؤوس ،فعند ذلك
نضطر إلى تصحيح المسائل؛ بحيث نحصل على أصغر عدد ممكن أن نأخذ منه نصيب كل وارث من غير كسر.
تعريف التصحيح:
التصحيح لغة :تفعيل من الصحة ضد السقم ،أو إزالة السقم.
واصطال ًحا :تحصيل أقل عدد ينقسم على الورثة بال كسر.
تعريف المصح:
المصح لغة :مكان الصحة أو زمانها.
واصطال ًحا :هو أقل عدد ينقسم على الورثة بال كسر.
سبب التصحيح :هو االنكسار ،أي :أن سهام الورثة عندما نقسمها على مستحقيها أو على بعضهم يكون هناك كسر،
فلذا نلجأ للتصحيح للتخلص من هذا الكسر.
55
تعريف االنكسار:
االنكسار في المسألة :هو عدم انقسام السهام على الورثة أو على بعضهم إال بكسر ،وهذا يحتاج إلى تصحيح.
ويقابل االنكسار :االنقسام وهو :انقسام السهام على الورثة بدون كسر ،وال يحتاج معه إلى تصحيح.
أمثلة على االنكسار:
مثال ( :)1هالكة عن :زوج وثالثة أعمام.
2
1
1 زوج
2
1 ب ( )3أعمام
الحظ أن الفريق أو الرؤوس في هذا المثال هم :األعمام الخمسة؛ ألنهم مشتركون في فرض واحد.
كيفية التصحيح:
سبق القول :بأن التصحيح ال يُحتاج إليه إال عندما يكون في المسألة انكسار؛ فإذا وجد في المسألة انكسار فال يخلو
ذلك من حالين:
الحال األولى :أن يكون االنكسار على فريق واحد:
إذا كان االنكسار على فريق واحد فنتبع في تصحيح المسألة ما يلي:
صل ،وتُعال إن كانت عائلة.
-1تقسم المسألة و تؤ َّ
-2ينظر بين السهام والرؤوس التي انكسرت عليها سهامها بنسبتي المباينة والموافقة.
ْرب بأصل المسألة أو عولها إن كانت
س ْه ٍم يُض ُ * فإن باينت السهام الرؤوس أ ُخذت جميع الرؤوس ،و ُج ِع ْ
لت ُج ْز ُء َ
عائلة ,وما خرج فهو مصح المسألة.
56
* وإن وافقت السهام الرؤوس فخذ وفق الرؤوس واجعله ُج ْز ُء َ
س ْه ٍم ٍيُضرب في أصل المسألة أو عولها إن كانت
عائلة ,وما خرج فهو مصح المسألة.
-3تضرب سهام كل وارث من أصل المسألة في جزء السهم ,وما خرج فهو نصيبه من مصحها.
أمثلة تطبيقية:
مثال ( :)1هالك عن :زوجة وأخوين شقيقين.
مصح أصل
مباينة
المسألة المسألة
8 =2×4 4 نضرب أصل المسألة والسهام في ()2
1 ( ،)2 ،3مباينه فنأخذ عدد الروؤس
2 =2×1 1 زوجة
4 ( )2وهو عدد األخوين الشقيقين
لكل أخ ()3 6 =2×3 3 أخوين (ش) ب ونجعله جزء السهم
مصح أصل
مباينة
المسألة المسألة
15 =5×3 3 نضرب أصل المسألة والسهام في ()5
1 ( ،)5 ،2مباينة
5 =5×1 1 أم
3 فنأخذ عدد الرؤوس ( )5وهو عدد
11 =5×2لكل عم ()2 2 ( )5أعمام ب األعمام ونجعله جزء السهم
أصل مصح
موافقة
المسألة المسألة
72 =3×24 24 نضرب أصل المسألة والسهام في ()3
1
9 =3×3 3 زوجة ( ،)16 ،12موافقة
8
الوفق ()4
2
لكل بنت ()4 48 =3×16 16 ( )12بنت 3 =4÷12
3
جزء السهم ()3
15 =3×5 ب 5 عم
أصل مصح
مباينة
المسألة المسألة
36 =6×6 6 نضرب أصل المسألة والسهام في ()6
1
لكل جدة ()3 6 =6×1 1 جدتين 2
6 ( ،)3 ،2مباينة
2 6 =3 ×2
لكل بنت ()8 24 =6×4 4 ( )3بنات 3
3 جزء السهم= 6
6 =6×1 1 أخ (ش) ب ــ
58
قسمة التركات
قسمة التركة هي الثمرة والغاية المقصودة من علم الفرائض؛ ألن من خاللها نستطيع أن نعرف نصيب كل وارث
من التركة.
تعريف القسمة:
أقسام التركة:
تنقسم التركة إلى قسمين:
القسم األول :ما يمكن قسمته ،أي :فرزه بالعد أو الكيل أو الوزن أو الذرع؛ لكونه مستوي األجزاء.
القسم الثاني :ما ال يمكن قسمته؛ لكونه غير مستوي األجزاء؛ كالدابة ،والسيارة ،والعقار الصغير ،ونحو ذلك.
لقسمة التركات عدة طرق ،وفيما يلي سوف نتطرق إلى أبرزها:
بيان طريقة النسبة :أن تنسب سهام كل وارث من المسألة إليها ,ثم نعطيه من التركة بمثل تلك النسبة ,وتُحسب
السهام بالقاعدة التالية:
× التركة = نصيب الوارث
المسألة
وفي حالة المناسخات تكون القاعدة:
السهام
× التركة = نصيب الوارث
الجامعة
أمثلة تطبيقية:
مثال ( :)1هالكة عن :زوج وأخت شقيقة وأم وأخ ألم وأخت ألب .عل ًما بأن التركة ( 911مليون درهم).
59
نصيب الوارث أصل المسألة بعد العول أصل المسألة
9
السهام 6
× التركة ( 911مليون درهم)
المسألة
× 311=911مليون درهم 3 1
3 3
9 2
× 311=911مليون درهم 3 1
3 3 أخت (ش)
9 2
× 111=911مليون درهم 1 1
1 1 أم
9 6
× 111=911مليون درهم 1 1
1 1 أخ ألم
9 6
× 111=911مليون درهم 1 1
1 1 أخت ألب
9 6
التركة
= الحاصل
الجامعة
61
سهام كل وارث × الحاصل= نصيب كل وارث
مثال تطبيقي :هالك عن :زوجتين وجدة وأخوين شقيقين .عل ًما بأن التركة 481مليون درهم.
نصيب كل وارث/التركة 481مليون مصح أصل
درهم المسألة المسألة
21 =24÷481 24 =2×12 12 نضرب أصل المسألة والسهام في ()2
المناسخة
61
و المناسخات في اصطالح الفرضيين :أن يموت شخص فال تقسم تركته حتى يموت ورثته أو بعضهم.
الحالة األولى :أن ينحصر ورثة الميت الثاني في بقية ورثة الميت األول ،وال يختلف إرثهم منه
الحالة الثالثة :أن يكون ورثة الميت الثاني بقية ورثة األول لكن اختلف إرثهم أو ورث معهم غيرهم.
األمر األول :طريقة العمل في الحالة األولى :وهي ما إذا كان ورثة الثاني بقية ورثة األول ،ولم يختلف إرثهم.
صفة العمل في هذه الحالة أن يقسم المال على الورثة الموجودين حال القسمة كأن الميت األول لم يخلف غيرهم.
األمر الثاني :طريقة العمل في الحالة الثانية :وهي ما إذا كان ورثة كل ميت ال يرثون غيره وفيها فقرتان:
62
- 1إذا لم يكن في المسألة إال ميت ثان .وصفة العمل إ ًذا كصفته في الحالة الثالثة.
-2إذا كان في المسألة أكثر من ميت ثان .وصفة العمل في هذه الحالة كما يأتي:
- 3ينظر بين مسألة كل ميت ثان وسهامه من األولى فإن باينتها أُثْبِّتَت المسألة كلها بال اختصار ،وان
-4ينظر بين المثبتات من المسائل الثانية التي لم تنقسم عليها سهامها بالنسب األربع وما يحصل فهو
كجزء السهم لِلولى وال تدخل المسألة األولى في النظر بين المسائل.
-5تضرب المسألة األولى بحاصل النظر بين المسائل الثانية وما يحصل فهو الجامعة.
-6يضرب نصيب كل وراث من األولى بما ضربت به ،فإن كان حيا أخذه وان كان ميتا قسم على مسألته ،وما
-7يضرب نصيب كل واحد من المسائل الثانية بجزء سهم مسألته وما يحصل فهو نصيبه من الجامعة.
وان انقسمت سهام كل ميت ثان على مسألته صحت المسائل الثانية مما صحت منه األولى ،وكانت األولى
هي الجامعة ،فتبقى أنصباء األحياء منها بال تغيير ،وتقسم سهام كل ميت ثان على مسألته وما يحصل فهو كجزء
63
السهم لها يضرب به نصيب كل وارث منها .وان كان االنقسام على بعض المسائل الثانية لم تدخل المسائل التي
حصل عليها االنقسام في النظر بين المسائل التي لم يحصل عليها االنقسام ،وعمل كما سبق.
األمر الثالث :طريقة العمل في الحالة الثالثة :وهي ما إذا كان ورثة الثاني بقية ورثة األول ،لكن اختلف
صفة العمل في هذه الحالة كما يأتي -1 :يجعل مسألة للميت األول وتصحح إن احتاجت إلى تصحيح.
-3ينظر بين مسألة الثاني وسهامه من األولى ،فإن توافقا أثبت وفقهما ،وان تباينا أثبتا جميعا.
- 7وان انقسمت سهام الميت الثاني على مسألته قسمت عليها وما يخرج فهو جزء السهم لها يضرب به
نصيب كل وارث منها ،وتكون األولى هي الجامعة وتبقى األنصباء منها بال تغيير.
باب املشركة
64
أركانها :زوج وأم أو جدة فأكثر ،واخوة ألم ،واخوة أشقاء ؛ ذكور محض ،أو ذكور واناث ،وأقلهم ذكر واحد أو
ذكر وأنثى ؛ ال إناث فقط وال إخوة ألب .
وسميت هذه المسألة بالمشركة ؛ لقول بعض أهل العلم :بتشريك اإلخوة األشقاء مع اإلخوة ألم في الثلث ،وتسمى
أيضاً بالحمارية واليمية ،وانما أفردت بباب لشهرة الخالف فيها .
إذا عرف هذا ،فأصلها من ستة :للزوج النصف ثالثة ،ولِلم أو الجدة السدس واحد ،ولإلخوة ألم الثلثان اثنان ،
وال شيء لإلخوة األشقاء ؛ الستغراق الفروض المسألة .
وهذا مذهب أحمد وأبي حنيفة -رحمهما هللا -ويروى هذا القول عن علي وابن مسعود وأبي بن كعب وابن عباس
وأبي موسى – رضي هللا تعالى عنهم – وقضى به عمر – رضي هللا تعالى عنه – أوالً .
وذهب الشافعي ومالك – رحمهما هللا – إلى تشريك اإلخوة األشقاء مع اإلخوة ألم في الثلث ،ويكون بينهم على
عدد رؤوسهم ،ويروى هذا القول عن عثمان وزيد بن ثابت – رضي هللا تعالى عنهما ، -وبه قضى عمر آخ اًر .
والقول األول أصح ؛ لقوله -صلى هللا عليه وسلم " :-ألحقوا الفرائض بأهلها ،فما بقي فهو ألولى رجل ذكر " ،
واذا أعطي الزوج واألم أو الجد ة واإلخوة ألم فروضهم لم يبق في المسألة شيء ،فيسقط اإلخوة األشقاء .وهللا أعلم
.
المراد بالجد :أبو األب – وان عال – بمحض الذكور ،وباإلخوة اإلخوة األشقاء ،واإلخوة ألب.
اعلم أن هذه المسألة فيها قوالن للسلف رحمهم هللا تعالى :
أحدهما :توريث اإلخوة مع الجد ،وهو قول علي ،وابن مسعود ،وزيد بن ثابت -رضى هللا عنهم – على
اختالف بينهم في كيفية التوريث -وهو مذهب مالك والشافعي – رحمهما هللا تعالى – والمشهور عن اإلمام أحمد
-رحمه هللا تعالى . -
الثانى :جعله أباً فيسقط جميع اإلخوة ،وهو قول بضعة عشر من الصحابة – رضى هللا عنهم -منهم أبو بكر
الصديق ،وابنته عائشة -أم المؤمنين -وابن عباس ،وجابر ،وأبو موسى ،وعمران بن حصين -رضي هللا
تعالى عنهم – وذهب إليه جماعة من التابعين ،وهو قول أبي حنيفة واسحاق وداود و المزني وابن سريج وابن
المنذر.
65
إذا تقرر هذا ،فعلى القول األول :إذا اجتمع الجد واإلخوة ،فال يخلو :إما أن يكون معهم صاحب فرض ،أو ال
،فإن لم يكن معهم صاحب فرض ،فله معهم ثالث حاالت ،ويخير في شيئين :
ثلث المال ،والمقاسمة ،فيعطى األحظ منهما .
فالحالة األولى :أن تكون المقاسمة أحظ له من ثلث المال ،وضابطها :أن يكون اإلخوة أقل من مثليه ،
وينحصر ذلك في خمس صور :
األولى :جد وأخت .الثانية :جد وأخ .الثالثة :جد وأختان .الرابعة :جد وأخ وأخت .الخامسة :جد وثالث
أخوات .
الحالة الثانية :استواء األمرين :المقاسمة وثلث المال ،ويعبر له بالمقاسمة ،وضابطها :أن يكونوا مثليه .
وينحصر ذلك في ثالث صور :
األولى :جد وأخوان .الثانية :جد وأخ وأختان .الثالثة :جد وأربع أخوات .
الحالة الثالثة :أن يكون ثلث المال أحظ له من المقاسمة ،فيأخذه فرضاً ،وضابطها :أن يكونوا أكثر من مثليه ،
وال تنحصر صورها .
وأما إن كان معهم صاحب فرض فأكثر ،فله معهم سبع حاالت ،ويخير في ثالثة أمور :المقاسمة ،وثلث الباقي
،وسدس المال ،فيأخذ األحظ له .
فالحالة األولى :أن تكون المقاسمة أحظ له من ثلث الباقي ومن سدس المال ؛ كجدة وجد وأخ شقيق .
الثانية :أن يكون ثلث الباقي أحظ له من المقاسمة ومن سدس المال ؛ كأم وجد وثالثة أخوة لغير أم .
الثالثة :أن يكون سدس المال أحظ له من المقاسمة ومن ثلث الباقي ؛ كزوج وجد وجدة وأخوين لغير أم .
الرابعة :أن تستوي له المقاسمة وثلث الباقي ،ويكونان أحظ له من سدس المال ؛ كأم وجد وأخوين لغير أم .
الخامسة :أن تستوي له المقاسمة وسدس المال ،ويكونان أحظ له من ثلث الباقي ؛ كزوج وجدة وجد وأخ شقيق .
السادسة :أن يستوي له ثلث الباقي وسدس المال ،ويكونان أحظ له من المقاسمة ؛ كزوج وجد وثالثة إخوة لغير
أم .
66
السابعة :أن تستوي له ثالثة األمور :المقاسمة وثلث الباقي وسدس المال ؛ كزوج وجد وأخوين لغير أم .
والذي يتأتى معه من الفروض في صور المعادة ،إما :السدس وحده ،أو الربع وحده ،أو النصف وحده ،أو
الربع والسدس ؛ وذلك أنه إذا اجتمع مع اإلخوة األشقاء إخوة ألب ،فإن األشقاء يعادون الجد بهم -إذا احتاجوا
إليهم -فإذا أخذ الجد نصيبه ،رجع األشقاء على أوالد األب فأخذوا ما بأيديهم ،وان كان الموجود شقيقة واحدة ،
أخذت كمال فرضها ،وما بقي فلولد األب .
وتنحصر صور المعادة في ثمان وستين صورة ،وهي مبنية على أصلين :
أحدهما :أن يكون األشقاء أقل من مثلي الجد .
ثانيهما :أن يجعل معهم من أوالد األب ما يكمل مثلي الجد فأقل ،وذلك منحصر في الخمس صور السابقة ،
وهي :جد وشقيقة ،جد وشقيق ،جد وشقيقتان ،جد وشقيق وشقيقة ،جد وثالث شقائق
فيتصور مع الشقيقة خمس صور :
األولى :جد وأخت شقيقة وأخت ألب .
الثانية :جد وشقيقة وأخ ألب .
الثالثة :جد وشقيقة وأختان ألب .
الرابعة :جد وشقيقة وأخ ألب وأخت ألب .
الخامسة :جد وشقيقة وثالث أخوات ألب .
والصورة السادسة والستون :أن يكون مع الجد واإلخوة صاحبا نصف وسدس ؛ كبنت وبنت ابن وجد وأخت شقيقة
وأخت ألب .
والسابعة والستون :أن يكون معهم صاحبا نصف وثمن ؛ كبنت وزوجة وجد وشقيقة وأخت ألب .
والثامنة والستون :أن يكون معهم أصحاب ثلثين ؛ كبنتين وجد وشقيقة وأخت ألب .
ويلتحق بالصور المذكورة أربع صور ،إذا كان الموجود معه من الفروض نصفاً وثمناً تعرف بالتأمل :
ثنتان :مع الشقيقة ،وهما :أخ ألب ،وأختان ألب .
والثالثة :مع الشقيق ،وهي :أخت ألب .
والرابعة :مع الشقيقتين ،وهي :أخت ألب .
والمقصود من ذلك إلجاء الجد إلى أخذ السدس ،وتكون المسألة في الصور األربع من أربعة وعشرين ألجل فرض
السدس .وبذلك تكون صور المعادة اثنتين وسبعين صورة .وهللا أعلم .
باب األكدرية
سميت باألكدرية ؛ ألنها كدرت على زيد بن ثابت أصوله ،وقيل غير ذلك ؛ وذلك ألن األصل في باب الجد
واإلخوة أن ال يفرض لِلخوات معه ،وال يرث اإلخوة شيئاً إذا لم يبق إال السدس ،لكنهم استثنوا هذه الصورة ،
ففرضوا لها النصف ،وله السدس .
وأصلها من ستة :للزوج النصف ثالثة ،ولِلم الثلث اثنان ،ولِلخت النصف ثالثة ،وللجد السدس واحد ،فعالت
إلى تسعة .ثم يرجع الجد واألخت ،فيقتسمان ما بأيديهما ؛ للذكر مثل حظ األنثيين ،وهو أربعة أسهم ،ورؤوسهما
ثالثة ،فال تنقسم عليهم ،بل تنكسر وتباين ،فتضرب رؤوسهما ،وهي ثالثة في أصل المسألة مع عولها ،فتبلغ
سبعة وعشرين :للزوج تسعة ،ولِلم ستة ،وللجد ثمانية ،ولِلخت أربعة.
68