Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 68

‫مادة‬

‫الحقوق المالية والمواريث‬

‫السداسي السادس ‪ -‬السنة الثالثة‬

‫العلوم القانونية‬

‫( قسم عربي )‪ - :‬خاص – الفوج ‪– 3‬‬

‫األستاذ ‪ :‬عبد هللا كموني‬

‫موسم ‪0202/0202‬‬
‫‪1‬‬
‫جاءت الشريعة اإلسالمية معلنة المساواة والعدل بين الجميع ولذلك وضعت نظاما دقيقا يكفل توزيع الثروات التي‬

‫تركها اآلباء واألقرباء ومن في منزلتهم توزيعا عادال و أحكام المواريث قد راعى فيها الشارع كافة الحقائق‪ ،‬ووازن‬

‫بينها بطريقة دقيقة و حكيمة‪ ،‬مما يجعل أحكامها متكاملة‪ ،‬مترابطة‪ ،‬ال ينقض بعضها بعضا‪ ،‬مما يؤدي إلى‬

‫تحقيق العدالة في أدق معانيها‪ .‬وان تتبع مسائل المواريث يدل على ما اتسمت به أحكامه من الحكمة والعدالة في‬

‫ومجتمعا‪ .‬ويعد علم الفرائض‬


‫ً‬ ‫التطبيق وقد راعت صياغة هذا النظام في القرآن الكريم مصلحة اإلنسان فردا وأسرة‬

‫من العلوم الشرعية المحمودة لذاتها‪ ،‬لما ينشأ عن المعرفة لهذا العلم واتقانه من تحقيق العدل الذي شرعه هللا عز‬

‫وجل في تقسيم المواريث‪ ،‬وايصال الحقوق ألهلها على الوجه المشروع‪ .‬وعلم الفرائض نصف العلم؛ ألن العلم‬

‫قسمان ‪ :‬قسم يتعلق بحياة اإلنسان في هذه الدنيا‪ ،‬من عبادات ومعامالت وأنكحة‪ ،‬وهذا القسم مبسوط في أغلب‬

‫الفقه‪ .‬وقسم يتعلق باإلنسان بعد وفاته وهذا هو علم الفرائض‪ .‬و يحتل باب الميراث من بين أبواب الفقه اإلسالمي‬

‫مكانة رفيعة‪ ,‬ومنزلة سامية لم تقتصر على عناية المؤلفين من المسلمين به وافرادهم إياه بالتأليف‪ ,‬بل إن الخلفاء‬

‫أنفسهم منذ عهد رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬أولوه جانبا من االهتمام‪ .‬فقد روي أن سيدنا عمر ‪-‬رضي هللا‬

‫عنه‪ -‬ذهب إلى بالد الشام سنة "‪ "81‬هجرية؛ ليعلِّم الناس علم المواريث ‪".‬‬

‫ولقد اعتنى النبي صلى هللا عليه وسلم ببيان أهمية وفضل هذا العلم‪ ،‬ورغب في غير ما حديث إلى العناية‬

‫به؛ منها ‪:‬‬

‫‪ -8‬قوله صلى هللا عليه وسلم ‪« :‬تعلموا الفرائض وعلموه؛ فإنه نصف العلم‪ ،‬وهو ينسى‪ ،‬وهو أول شيء‬
‫ينزع من أمتي»‪.‬‬
‫‪ -2‬وعن عبد هللا بن مسعود – رضي هللا عنه – أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال ‪« :‬تعلموا القرآن‬
‫وعلموه الناس‪ ،‬وتعلموا الفرائض وعلموه الناس؛ فإني امرؤ مقبوض‪ ،‬وأن العلم سيقبض‪ ،‬وتظهر‬
‫الفتن‪ ،‬حتى يختلف اإلثنان في الفريضة‪ ،‬فال يجدان من يقضي بها»‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫فهذه األدلة وغيرها تدل على فضل تعلم الفرائض ووجوب العناية بها‪ ،‬وهذا أمر بدت الحاجة‬
‫الملحة الداعية إليه في هذه العصور المتأخرة ؛ حيث قل العالمون بالفرائض في أوساط طلبة العلم‪،‬‬
‫وبدأت تتفشى في الناس العادات الجاهلية من جديد ؛ حيث وجد في بعض المجتمعات من يحرمون‬
‫األنثى من ميراثها الشرعي الذي أوجبه لها رب العالمين سبحانه‪ ،‬أو يجبرونها على التنازل عنه وتركه‪،‬‬
‫ووجد فيهم كذلك من يقسم الميراث على هواه‪ ،‬فال يعطى صاحب كل ذي حق حقه‪ ،‬أو يقصرون اإلرث‬
‫على أوالد الميت دون بقية الورثة‪.‬‬

‫ولقد قسم هللا تعالى الفرائض بنفسه في كتابه بين خلقه‪ ،‬وهو أدرى بالمصلحة‪ ،‬والحكمة‪ ،‬والنفع‪ ،‬ثم قال بعد‬

‫اَّللَ َو َرسُولَه ُ يُد ِْخ ْله ُ َجنها ٍ‬


‫ت ت َْج ِري ِمن ت َْح ِت َها ْاْل َ ْن َه ُ‬
‫ار خَا ِلدِينَ ِفي َها ۚ‬ ‫أن فرغ من قسمتها ‪ِ ﴿:‬ت ْل َك ُحد ُود ُ ه ِ‬
‫اَّلل ۚ َو َمن يُ ِط ِع ه‬

‫عذَابٌ ُّم ِهي ٌن )﴾(النساء ‪:‬‬ ‫اَّللَ َو َرسُولَه ُ َويَت َ َعد ه ُحد ُودَه ُ يُد ِْخ ْله ُ ن ً‬
‫َارا خَا ِلدًا ِفي َها َو َله ُ َ‬ ‫ص ه‬ ‫َو َٰذَ ِل َك ْالف َْو ُز ْال َع ِظي ُم ‪َ ،‬و َمن َي ْع ِ‬

‫‪ .)81-81‬فسمى هللا تعالى المواريث التي شرعها في كتابه لخلقه حدودا؛ مما يشعر أنه ال يجوز تعديها ومجاوزتها‪،‬‬

‫فمن تصرف في المواريث على غير الطريقة التي شرع هللا سبحانه فورث غير وارث‪ ،‬أو حرم وارثا من ميراثه‪ ،‬أو‬

‫روى ابن ماجه‬ ‫ساوى بين الذكر واألنثى في الميراث ممن لم يسو هللا بينهما فقد خالف حكم هللا الذي أنزله‪.‬‬

‫بسند حسن عن أنس بن مالك – رضي هللا عنه – قال ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪« :‬من قطع ميراث‬

‫وارثه‪ ،‬قطع هللا ميراثه من الجنة يوم القيامة»‪.‬‬

‫وهذا كله يحتم على طالب العلم العناية بعلم الفرائض‪ ،‬ونشره بين الناس حتى يعودوا إلى هدي ربهم‪،‬‬

‫ويبتعدوا عن عادات الجاهلية‪.‬‬

‫و هذه مجموعة من المحاضرات المتعلقة بقواعد الميراث في الشريعة اإلسالمية والتي نرجو أن تكون مفيدة للطلبة‬

‫وتساعدهم على فهم واستيعاب أحكام المواريث‬

‫مبادئ علم الفرائض‬

‫‪3‬‬
‫وع ُُثَّ الث ََّم َره‬ ‫احلَ ُّد َوامل ُ‬
‫وض ُ‬ ‫ش َره‬ ‫إِ َّن م ِ‬
‫بادئ ُك ِل فَ ٍّن َع َ‬ ‫َ‬

‫ع‬
‫الشا ِر ْ‬ ‫اال ْس ُم ِاال ْستِ ْم َد ُ‬
‫اد ُح ْك ُم َّ‬ ‫وِ‬
‫َ‬
‫ضلُهُ والو ِ‬
‫اض ْع‬ ‫ِ‬
‫َون ْسبَةٌ َوفَ ْ َ َ‬

‫حاز َّ‬
‫الشرفَا‬ ‫اجلميع َ‬
‫َ‬ ‫وم ْن درى‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫بالبعض اكتفى‬ ‫والبعض‬
‫ُ‬ ‫مسائل‬
‫ٌ‬

‫يطلق على علم الفرائض عدد من المسميات؛ فيقال‪ :‬الفرائض‪ ،‬والمواريث‪ ،‬وفقه المواريث‪ ،‬وعلم الميراث‪.‬‬

‫وهذه األلفاظ كلها يراد بها معنى واحد عند التجوز؛ وهو علم الفرائض‪ ،‬لكن المعنى الدقيق لكل واحد منها يختلف‬

‫عن اآلخر‪ ،‬لذا يحسن أن نعرف بكل واحد منها‪:‬‬

‫‪ ‬الفرائض لغة‪ :‬جمع فريضة‪ ،‬وفريضة من حيث الصناعة الصرفية فعيلة بمعنى مفعولة‪ ،‬أي مفروضة‪ ،‬وهذه‬
‫ٍ‬
‫معان منها‪ (( :‬الواجب‪ ،‬والمقدر ))‪ ،‬وشاهد إطالق‬ ‫اللفظة مشتقة من الفرض‪ ،‬والفرض لغة يطلق على‬
‫الفرض بمعنى الواجب في لغة العرب ‪ :‬ما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي هللا عنه أن‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪ (:‬يأيها الناس قد فرض هللا عيكم الحج فحجوا )‪ ،‬فقوله قد فرض‪ :‬أي أوجب‬
‫وشاهد إطالق الفرض بمعنى المقدر‪ :‬قوله تعالى‪ ( :‬فنصف ما فرضتم )‪ ،‬فقوله ‪ :‬ما فرضتم ‪ :‬أي قدرتم‬
‫من المهر ‪ ،‬وذلك فيما إذا طلقتم قبل الدخول وقد سميتم المهر‬
‫‪ ‬واصطالحا‪ :‬هو علم يعرف به من يرث ومن ال يرث‪ ،‬ومقدار ما لكل وارث‪.‬‬

‫وقيل ‪ :‬هو فقه المواريث وما ضم إليه من حسابها‪ .‬وقيل ‪ :‬هو نصيب مقدر شرعا لوارث‪ .‬واألول أصح ؛ ألنه‬

‫ينص على الغاية المقصودة من علم الفرائض‪ ،‬وهذا هو المطلوب تعريفه هنا ؛ حيث نريد تعريف علم الفرائض‪.‬‬

‫‪ ‬والميراث في اللغة ‪ :‬هو البقاء‪ ،‬وانتقال الشيء من قوم آلخرين‪ ،‬ويطلق بمعنى ‪ :‬الموروث‪.‬‬
‫‪ ‬واصطالحا ‪ :‬ما تركه الميت بعد موته من أموال وحقوق‪ ،‬يستحقها بموته الوارث الشرعي‪.‬‬
‫‪ ‬وعلم الميراث ‪ :‬هو قواعد فقهية وحسابية‪ ،‬يعرف بها نصيب كل وارث من التركة‪.‬‬
‫‪ ‬وفقه المواريث ‪ :‬هو األحكام الفقهية المتعلقة باإلرث‪ ،‬وكيفية قسمة التركة‪.‬‬
‫هذه أهم اإلطالقات التي تطلق على الفرائض‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫موضوع علم الفرائض ‪:‬‬

‫المراد بالموضوع في االصطالح ‪ :‬هو محل بحث العلم ‪ ،‬فعلم الفرائض من حيث الموضوع يبحث في التركات من‬

‫جهة قسمتها ونصيب كل وارث منها ‪ ،‬على وفق ما شرعه هللا تعالى في كتابه الكريم‪ ،‬ووضحه رسوله األمين‬

‫صلى هللا عليه وسلم في سنته‪ .‬ومعرفة من يرث ومن ال يرث من أقرباء الميث‪ ،‬والطرق الحسابية التي يتوصل من‬

‫خاللها إلى معرفة نصيب كل وارث‪.‬‬

‫الثمرة من علم الفرائض ‪:‬‬

‫أن تحصل لمتعلمه ملكة يكون له بها قدرة على قسمة التركة بين المستحقين بالوجه الشرعي‪.‬‬

‫الغاية من علم الفرائض‬

‫إيصال لكل ذي حق حقه من التركة‪ ،‬والبعد عن الظلم والجور في قسمة التركات‪.‬‬

‫الواضع لعلم الفرائض ‪:‬‬

‫الواضع لعلم الفرائض ‪ :‬هو هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬في كتابه الكريم؛ حيث تولى سبحانه قسمة المواريث‬

‫بنفسه‪ ،‬فلم يكلها إلى ملك مقرب‪ ،‬وال إلى نبي مرسل‪ ،‬إال أن النبي صلى هللا عليه وسلم قد بين أحكام الفرائض‬

‫بسنته وقضى في بعض المسائل بسنته؛ كميراث الجدة‪ ،‬وهذا ال إشكال فيه وال معارضة؛ ألن سنة الرسول صلى هللا‬

‫عليه وسلم في الحقيقة ما هي إال وحي يوحى من عند هللا سبحانه وتعالى‪.‬‬

‫استمداد علم الفرائض ‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫تستمد أحكام علم الفرائض من الكتاب‪ ،‬والسنة‪ ،‬واالجتهاد المقيد في حدود نصوص الكتاب والسنة في‬

‫المواريث وانعقد عليه اإلجماع‪.‬‬

‫‪ ‬فالكتاب‪ :‬وردت فيه أربع آيات شملت أحكام المواريث كلها لمن تدبرها وفهم المراد منها؛ وهي‪:‬‬
‫ق اثَْنتَْي ِّن‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫اَّلل ِّفي أَو ِّ‬
‫الد ُك ْم لِّ هلذ َك ِّر ِّم ْث ُل‬ ‫‪ -‬اآلية األولى ‪ :‬قوله تعالى ‪﴿ :‬ي ِّ‬
‫َحظ ْاأل ُْنثََي ْي ِّن فَإ ْن ُك هن نس ً‬
‫اء فَ ْو َ‬ ‫ْ‬ ‫يك ُم هُ‬
‫وص ُ‬ ‫ُ‬
‫ِّ‬
‫الس ُد ُس م هما تََر َك إِّ ْن َ‬
‫كان لَهُ َولَ ٌد‬ ‫احٍد‬
‫ِّم ْنهُ َما ُّ‬
‫ف وِّألَبوي ِّه لِّ ُك ِّل و ِّ‬
‫ص ُ َ ََ ْ‬
‫ِّ‬ ‫كان ْ ِّ‬
‫ت واح َدةً َفلَهَا الن ْ‬ ‫َفلَهُ هن ثُلُثا ما تََر َك َوا ْ‬
‫ِّن َ‬
‫هة ي ِّ‬
‫وصي بِّها‬ ‫ِّ ِّ ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫ُم ِّه ُّ‬ ‫ث فَِّإن كان لَه ِّإ ْخوةٌ فَ ِِّل ِّ‬ ‫ِّ ِّ ِّ ُّ‬ ‫ِّ‬
‫الس ُد ُس م ْن َب ْعد َوصي ُ‬ ‫فَإ ْن لَ ْم َي ُك ْن لَهُ َولَ ٌد َوَوِّرثَهُ أ ََبواهُ فَِلُمه الثلُ ُ ْ َ ُ َ‬
‫يما﴾(النساء‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫أَو دي ٍن آباؤ ُكم وأَبناؤ ُكم ال تَدرون أَيُّهم أَ ْقرب لَ ُكم ن ْفعا فَ ِّريضةً ِّمن هِّ‬
‫اَّلل إِّ هن ه‬
‫يما َحك ً‬
‫كان َعل ً‬
‫اَّللَ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ ُ َ ُْ َ ُ ْ َ ً‬ ‫ُ ْ َْ ُ ْ‬ ‫ْ َْ‬
‫‪.)88 :‬‬
‫‪ ‬وهذه اآلية في ميراث األوالد؛ ذكو ار واناثا‪ ،‬وان نزلوا‪ ،‬وميراث اآلباء؛ ذكو ار واناثا‪ ،‬وان علوا‪.‬‬
‫ف َما ت ََر َك أ َ ْز َوا ُجكُ ْم ِإ ْن لَ ْم يَكُ ْن لَ ُه هن َولَد ٌ ۚ فَإ ِ ْن َكانَ لَ ُه هن َولَد ٌ فَلَ ُك ُم‬ ‫ص ُ‬ ‫‪ -‬اآلية الثانية ‪ :‬قوله تعالى ‪َ ﴿ :‬ولَكُ ْم ِن ْ‬
‫وصينَ ِب َها أ َ ْو دَي ٍْن ۚ َولَ ُه هن ُّ‬
‫الرب ُ ُع ِم هما ت ََر ْكت ُ ْم ِإ ْن لَ ْم يَكُ ْن لَكُ ْم َولَد ٌ ۚ فَإِ ْن‬ ‫صيه ٍة يُ ِ‬ ‫الربُ ُع ِم هما ت ََر ْكنَ ۚ ِم ْن بَ ْع ِد َو ِ‬ ‫ُّ‬
‫ُ َك ََللَةً أ َ ِو‬ ‫ور ُ‬ ‫صونَ ِب َها أ َ ْو دَي ٍْن ۗ َو ِإ ْن َكانَ َر ُج ٌٌ ي ُ َ‬ ‫صيه ٍة تُو ُ‬ ‫َكانَ لَكُ ْم َولَد ٌ فَلَ ُه هن الث ُّ ُم ُن ِم هما ت ََر ْكت ُ ْم ۚ ِم ْن َب ْع ِد َو ِ‬
‫ُ ۚ ِم ْن بَ ْع ِد‬ ‫ُس ۚ فَإِ ْن كَانُوا أ َ ْكث َ َر ِم ْن َٰذَ ِل َك فَ ُه ْم شُ َركَا ُء ِفي الثُّلُ ِ‬ ‫سد ُ‬‫اح ٍد ِم ْن ُه َما ال ُّ‬ ‫خ أ َ ْو أ ُ ْختٌ فَ ِلكُ ٌِ َو ِ‬ ‫ْام َرأَة ٌ َولَه ُ أ َ ٌ‬
‫ع ِلي ٌم َح ِلي ٌم﴾ (النساء ‪.)82 :‬‬ ‫اَّللُ َ‬ ‫صيهةً ِمنَ ه ِ‬
‫اَّلل ۗ َو ه‬ ‫ار ۚ َو ِ‬ ‫ض ٍ‬‫غي َْر ُم َ‬ ‫ص َٰى ِب َها أ َ ْو دَي ٍْن َ‬ ‫صيه ٍة يُو َ‬ ‫َو ِ‬
‫‪ ‬وتضمنت هذه اآلية ميراث األزواج والزوجات‪ ،‬وميراث اإلخوة ألم؛ ذكو ار واناثا‪.‬‬
‫َٰ‬ ‫‪ -‬اآلية الثالثة ‪ :‬قول الحق سبحانه وتعالى ‪ ﴿ :‬يَ ْست َ ْفتُون ََك قُ ٌِ ه‬
‫ٱَّللُ ي ُ ْفتِيكُ ْم ِفى ْٱل َكلَلَ ِة ۚ إِ ِن ْٱم ُر ٌؤاْ َهلَ َك لَي َ‬
‫ْس لَه ُۥ‬
‫ف َما ت ََر َك ۚ َوه َُو يَ ِرث ُ َها ٓ إِن له ْم يَكُن له َها َولَد ٌ ۚ فَإِن كَانَت َا ٱثْنَتَي ِْن فَلَ ُه َما ٱلثُّلُث َ ِ‬
‫ان ِم هما‬ ‫ص ُ‬‫َولَد ٌ َولَهُۥٓ أ ُ ْختٌ فَلَ َها نِ ْ‬
‫َضلُّواْ ۗ َو ه‬
‫ٱَّلل ُ ِب ُك ٌِ ش ْ‬
‫َى ٍء‬ ‫سا ٓ ًء فَ ِللذهك َِر ِمثْ ٌُ َح ِظ ْٱْلُنثَيَي ِْن ۗ يُبَ ِي ُن ه‬
‫ٱَّللُ َلكُ ْم أَن ت ِ‬ ‫ت ََر َك ۚ َو ِإن كَانُ ٓواْ ِإ ْخ َوة ً ِر َج ً‬
‫اًل َو ِن َ‬
‫ع ِلي ٌم﴾(النساء ‪.)871 :‬‬
‫َ‬
‫‪ ‬وهي في ميراث اإلخوة واألخوات األشقاء أو ألب‪.‬‬
‫اَّلل ِمنَ‬
‫ب هِ‬ ‫ض ِفي ِكت َا ِ‬ ‫‪ -‬اآلية الرابعة ‪ :‬قول رب العالمين سبحانه ‪َ ﴿ :‬وأُولُو ْاْل َ ْر َح ِام بَ ْع ُ‬
‫ض ُه ْم أ َ ْو َل َٰى ِببَ ْع ٍ‬
‫ورا﴾ (األحزاب ‪:‬‬ ‫َٰ‬
‫ب َم ْسطُ ً‬ ‫اج ِرينَ إِ هًل أَن ت َ ْفعَلُوا ِإلَ َٰى أ َ ْو ِليَا ِئكُم هم ْع ُروفًا ۚ كَانَ ذَ ِلكَ ِفي ْال ِكت َا ِ‬
‫ْال ُمؤْ ِم ِنينَ َو ْال ُم َه ِ‬
‫‪.)1‬‬
‫‪ ‬وهي نص في توريث ذوي األرحام؛ ممن ليس بصاحب فرض‪ ،‬وال عاصب؛ عند فقد الورثة بالفرض‬
‫والتعصيب‪.‬‬
‫‪ ‬وأما السنة ‪ :‬فقد ورد فيها عدد من األحاديث التي تدل على بعض أحكام المواريث‪ ،‬تفصيال آلية وتوضيحا‬
‫لمعناها‪ ،‬أو بيانا لحكم سكت عنه القرآن؛ فمن ذلك ‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -8‬ما رواه عبد هللا بن عباس – رضي هللا عنهما‪ -‬أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪« :‬ألحقوا الفرائض‬
‫بأهلها‪ ،‬فما بقي فهو ألولى رجل ذكر»‪.‬‬
‫‪ ‬ويدل هذا الحديث على اإلرث بالتعصيب‪ ،‬ويستفاد منه أن العصبة يرثون على ترتيب معين سيأتي في باب‬
‫التعصيب – إن شاء هللا – بيانه‪.‬‬
‫‪ -2‬حديث أسامة بن زيد – رضي هللا عنه – أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪« :‬ال يرث الكافر‬
‫المسلم‪ ،‬وال المسلم الكافر»‪.‬‬
‫‪ -1‬حديث عبد هللا بن عمرو – رضي هللا عنهما – أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪« :‬ال يتوارث أهل‬
‫ملتين شتى»‪.‬‬
‫‪ ‬ويستفاد من هذين الحديثين‪ :‬أنه ال توارث مع اختالف الدين بين الوارث والمورث‪.‬‬
‫‪ -1‬ما رواه عبادة بن الصامت ‪ -‬رضي هللا عنه ‪« -‬أن النبي صلى هللا عليه وسلم قضى للجدتين من‬
‫الميراث بالسدس بينهما»‪.‬‬
‫‪ ‬وهو دليل على إرث الجدة‪ ،‬سواء أكانت واحدة أم أكثر تأخذ السدس‪.‬‬
‫‪ -5‬حديث عبد هللا بن مسعود – رضي هللا عنه – قال ‪« :‬قضى النبي صلى هللا عليه وسلم لالبنة‬
‫النصف‪ ،‬والبنة االبن السدس ؛ تكملة الثلثين‪ ،‬وما بقي فلألخت»‪.‬‬
‫‪ ‬ويدل على ميراث بنت االبن مع وجود البنت‪ ،‬وأن األخت تكون عصبة مع البنات‪ ،‬فتأخذ ما بقي بعد‬
‫فرضهن‪.‬‬
‫‪ -1‬ما رواه المقدام بن معد يكرب أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪« :‬من ترك ماال فلورثته‪ ،‬وأنا وارث‬
‫من ال وارث له‪ ،‬أعقل عنه وأرث‪ ،‬والخال وارث من ال وارث له يعقل عنه ويرثه»‪.‬‬
‫‪ ‬وهو يفيد أن ذوي األرحام يرثون عند عدم وجود الوارث األصلي‪ ،‬وأن ما يتركه الميت من مال يكون من‬
‫نصيب ورثته‪.‬‬
‫‪ -7‬حديث عائشة – رضي هللا عنها – في اإلرث بالوالء‪ ،‬أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪« :‬الوالء‬
‫لمن أعتق»‪.‬‬
‫وأما االجتهاد المقرون باإلجماع ‪ :‬فإن االجتهاد يكون مصد ار من مصادر علم الفرائض إذا‬ ‫‪‬‬
‫انعقد عليه اإلجماع ؛ كالعمريتين‪ ،‬ونحوها من المسائل التي قضى فيها الصحابة واجتمعت كلمتهم عليها‪،‬‬
‫ولم يعلم لهم في عصرهم مخالف‪ .‬وأما االجتهاد المجرد‪ ،‬أو الذي لم يتأيد باإلجماع فإنه ال يعتبر حجة في‬
‫الفرائض‪ ،‬وال دخل له فيها‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ومما يجب أن يعلم ‪ :‬أن االجتهاد السائغ في الفرائض هو ما كان في فهم النصوص وتوجيهها‪ ،‬أو تفسيرها‪،‬‬

‫وأما االجتهاد العام فال دخل له في الفرائض‪ ،‬بمعنى ‪ :‬أنه ال مساغ ألحد أن يجتهد في إحداث فرض جديد‪ ،‬أو‬

‫حرمان أحد من الورثة من حقه أو غير ذلك؛ ألن علم الفرائض توقيفي‪.‬‬

‫حكم تعلم علم الفرائض ‪:‬‬

‫تعلم الفرائ ض من فروض الكفايات التي تجب على مجموع األمة‪ ،‬بحيث إذا قام به من يكفي سقط اإلثم‬

‫عن الباقين‪ ،‬وان تركوه جميعا أثموا‪.‬‬

‫مسائل علم الفرائض ‪:‬‬

‫المسائل التي يهتم بها علم الفرائض ‪ :‬هي قضاياه‪ ،‬وفروعه المستخرجة من قواعده‪ ،‬والتي تبحث في كل‬

‫باب من أبوابه‪ ،‬يحصل من إدراكه ا والعلم بها تقسيم التركة بين الورثة؛ ومعرفة الورثة‪ ،‬ككون النصف للبنت‪ ،‬والربع‬

‫للزوجة‪ ،‬وكون األب يحجب األخ‪ ،‬وكون البنت تعصب األخت‪.‬‬

‫الميراث في الجاهلية وصدر اإلسالم ‪:‬‬

‫كان العرب في الجاهلية يتوارثون بالنسب والسبب ؛ إذ كان التوارث معروفا في األمم السابقة لهم‪ ،‬إال أن‬

‫هذا التوارث كان بعيدا عن العدل‪ ،‬خاليا من الرحمة‪ ،‬مجانبا للشفقة ؛ إذ كان يقوم على النعرات الجاهلية‪ ،‬والعصبية‬

‫القبلية‪.‬‬

‫‪ ‬وأهم أسباب اإلرث التي كان العرب يتوارثون بها في الجاهلية وعصر صدر اإلسالم ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -8‬اإلرث بالتبني؛ ومعناه‪ :‬أن يدعي شخص أبوة من ليس بولده‪ ،‬فيتوارثون بهذا االدعاء‪ ،‬وكان التبني‬
‫موجودا حتى عصر صدر اإلسالم؛ فقد تبنى النبي صلى هللا عليه وسلم زيد بن حارثة رضي هللا عنه‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -2‬اإلرث بالمعاهدة والتحالف ؛ فكان الرجل من القبيلة يتعاهد مع غيره من أبناء القبائل األخرى ويتحالف‬
‫دمه‪ ،‬ومالَه مالُه‪ ،‬ويرث كل منهم اآلخر؛ وامتد هذا إلى بداية اإلسالم؛‬ ‫هدمه‪ ،‬ود َمه ُ‬ ‫هدمه ُ‬ ‫معه على أن َ‬
‫ت أ َ ْي َمانُكُ ْم فَآتُوهُ ْم‬ ‫ان َو ْاْل َ ْق َربُونَ ۚ َوالهذِينَ َ‬
‫عقَدَ ْ‬ ‫قال هللا تعالى‪َ ﴿ :‬و ِلكُ ٌٍ َجعَ ْلنَا َم َوا ِل َ‬
‫ي ِم هما ت ََر َك ْال َوا ِلدَ ِ‬
‫ش ِهيدًا ﴾(سورة النساء‪ ،‬اآلية ‪.)11 :‬‬ ‫علَ َٰى كُ ٌِ ش ْ‬
‫َي ٍء َ‬ ‫َصيبَ ُه ْم ۚ ِإ هن ه َ‬
‫اَّلل َكانَ َ‬ ‫ن ِ‬

‫والمعنى ‪ :‬والذين تحالفتم معهم باأليمان المؤكدة فآتوهم نصيبهم من الميراث؛ وذلك أن الرجل كان يتحالف‬

‫مع اآلخر على أن أيهما مات ورثه اآلخر‪ ،‬مقابل النصرة والتعاون والدفاع عن بعضهما‪.‬‬

‫األرقاء‪ ،‬يرث المولى من سيده‪.‬‬


‫‪ -1‬اإلرث بالمواالة؛ وهذا يكون في الغالب بين األسياد و ِّ‬
‫‪ -1‬التوارث بالهجرة؛ وهذا كان في صدر اإلسالم‪ ،‬عندما آخى النبي صلى هللا عليه سلم بين المهاجرين‬
‫واألنصار – رضي هللا عنهم‪ ،-‬إذ كان المهاجر يرث أخاه األنصاري وبالعكس؛ قال هللا تعالى ‪ِ ﴿ :‬إ هن‬
‫ص ُروا أُولَ ِئ َك َب ْع ُ‬
‫ض ُه ْم‬ ‫اَّلل َوالهذِينَ َآو ْوا َونَ َ‬ ‫يٌ ه ِ‬ ‫الهذِينَ آ َمنُوا َوهَا َج ُروا َو َجا َهد ُوا ِبأ َ ْم َوا ِل ِه ْم َوأ َ ْنفُ ِس ِه ْم ِفي َ‬
‫س ِب ِ‬
‫ص ُروكُ ْم‬ ‫َي ٍء َحتهى يُ َه ِ‬
‫اج ُروا َو ِإ ِن ا ْست َ ْن َ‬ ‫اج ُروا َما لَكُ ْم ِم ْن َو ًَليَتِ ِه ْم ِم ْن ش ْ‬ ‫ض َوالهذِينَ آ َمنُوا َولَ ْم يُ َه ِ‬ ‫أ َ ْو ِليَا ُء بَ ْع ٍ‬
‫ير﴾(األنفال ‪ )72 :‬؛ روى‬ ‫ص ٌ‬ ‫اَّلل ُ ِب َما ت َ ْع َملُونَ َب ِ‬
‫علَى قَ ْو ٍم َب ْينَكُ ْم َو َب ْينَ ُه ْم ِميثَا ٌق َو ه‬ ‫ص ُر ِإ هًل َ‬
‫ين فَ َعلَ ْيكُ ُم النه ْ‬
‫الد ِ‬
‫ِفي ِ‬
‫البخاري في صحيحه عن ابن عباس – رضي هللا عنه – قال ‪« :‬كان المهاجرون حين قدموا المدينة‬
‫يرث المهاجر األنصاري دون ذوي رحمه لِلخوة التي آخى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بينهم»‪.‬‬
‫‪ ‬وأما التوارث بالنسب‪ ،‬فكان موجودا لكنه كان موسوما بالظلم الذي تئن منه األسر والبيوتات؛ فقد كان‬
‫الميراث في الجاهلية مبنيا على الرجولة والقوة والشجاعة؛ ينتقل لالبن األكبر الذي يجيد ركوب الخيل‪،‬‬
‫والرماية وله حظ من الشجاعة‪ ،‬ويحرم منه الباقون من األبناء الصغار‪ ،‬أو الذين ليس لهم مقدرة على‬
‫ركوب الخيل واجادة الرماية‪ ،‬وال يحمون الديار‪ ،‬وال يحوزون الغنائم‪ ،‬ويحرم منه كذلك البنات‪ ،‬فال يرثن إال‬
‫في النادر‪ .‬فإن لم يكن في أبناء الميت ذكر شجاع يركب الخيل ويجيد الرماية انتقل الميراث مباشرة إلى‬
‫أخيه أو إلى عمه‪.‬‬

‫وهذا في الحقيقة ظلم واجحاف؛ إذ كيف يحرم الضعيف صغي ار كان أو امرأة من مال أبيه ويعطى كله‬

‫للكبير القوي القادر على الكسب ؟ ! بل لقد كان هذا الفعل من العرب دليال على الجهل العظيم الذي كانوا يعيشون‬

‫فيه ؛ فإن الورثة الصغار‪ ،‬والنساء الضعاف أحق بالمال من القوي القادر على الكسب‪ ،‬لكنهم عكسوا الحكم‪ ،‬فأبطلوا‬

‫الحكمة التي راعاها الشارع الحكيم‪ ،‬فضلوا بأهوائهم‪ ،‬وأخطأوا في آرائهم وفهمهم‪ .‬فلما جاء اإلسالم وقويت شوكة‬

‫‪9‬‬
‫المسلمين‪ ،‬وبدأ تشريع األحكام‪ ،‬أبقى اإلسالم األحالف التي كانت قائمة‪ ،‬ومنع من التحالف الجديد ؛ فقد روى ابن‬

‫عباس رضي هللا عنه أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال ‪« :‬كل حلف في الجاهلية؛ أو عقد أدركه اإلسالم فال‬

‫وشرع اإلسالم للميراث أسبابا أخرى مبنية على العدل‬ ‫يزيده اإلسالم إال شدة‪ ،‬وال عقد وال حلف في اإلسالم‬

‫والرح مة والحكمة ؛ وأبطل التوارث الذي كان قائما في الجاهلية‪ ،‬ونظم التوارث في اإلسالم على نحو يحقق العدل‬

‫والرحمة والمساواة للجميع‪.‬‬

‫‪ ‬فنسخ اإلسالم التوارث بالتبني؛ في قوله تعالى ‪َ ﴿ :‬و َما َج َع ٌَ أ َ ْد ِع َيا َءكُ ْم أ َ ْبنَا َءكُ ْم ۚ َٰذَ ِل ُك ْم قَ ْولُكُ ْم ِبأ َ ْف َوا ِهكُ ْم ۖ َو ه‬
‫اَّلل ُ‬
‫اَّلل فَإِ ْن لَ ْم ت َ ْعلَ ُموا آبَا َءهُ ْم فَإِ ْخ َوانُكُ ْم ِفي ال ِد ِ‬
‫ين‬ ‫سطُ ِع ْندَ ه ِ‬ ‫س ِبي ٌَ ‪ ،‬ا ْدعُوهُ ْم ِِل َبا ِئ ِه ْم ه َُو أ َ ْق َ‬ ‫َيقُو ٌُ ْال َح هق َوه َُو َي ْه ِدي ال ه‬
‫ورا َر ِحي ًما})‪(﴾(5‬األحزاب‬ ‫غف ُ ً‬ ‫ت قُلُوبُكُ ْم َو َكانَ ه‬
‫اَّلل ُ َ‬ ‫طأْت ُ ْم ِب ِه َولَ ِك ْن َما تَعَ همدَ ْ‬ ‫ح ِفي َما أ َ ْخ َ‬
‫علَ ْيكُ ْم ُجنَا ٌ‬ ‫َو َم َوا ِليكُ ْم َولَي َ‬
‫ْس َ‬
‫‪.)5-1 :‬‬
‫ب‬
‫ض ِفي ِكت َا ِ‬ ‫‪ ‬ونسخ التوارث بالمعاهدة والهجرة والمواالة؛ بقوله تعالى ‪َ ﴿ :‬وأُولُو ْاْل َ ْر َح ِام بَ ْع ُ‬
‫ض ُه ْم أ َ ْو َل َٰى ِببَ ْع ٍ‬
‫ورا( ﴾(األحزاب‬ ‫َٰ‬
‫ب َم ْسطُ ً‬ ‫اج ِرينَ إِ هًل أَن ت َ ْفعَلُوا ِإلَ َٰى أ َ ْو ِليَا ِئكُم هم ْع ُروفًا ۚ كَانَ ذَ ِلكَ ِفي ْال ِكت َا ِ‬
‫اَّلل ِمنَ ْال ُمؤْ ِمنِينَ َو ْال ُم َه ِ‬
‫هِ‬
‫‪.)1 :‬‬
‫‪ ‬ونظم اإلسالم التوارث بالنسب على وجه يحقق العدل الذي شرعت من أجله المواريث‪ ،‬فأعطى النساء‬

‫َصيبٌ ِم هما ت ََر َك ْال َوا ِلدَ ِ‬


‫ان‬ ‫اء ن ِ‬
‫س ِ‬ ‫َصيبٌ ِم هما ت ََر َك ْال َوا ِلدَ ِ‬
‫ان َو ْاْل َ ْق َرب ُونَ َو ِلل ِن َ‬ ‫نصيبا من اإلرث‪ِ ﴿ ،‬ل ِلر َج ِ‬
‫اٌ ن ِ‬
‫ضا ﴾(النساء ‪.)7 :‬‬ ‫َو ْاْل َ ْق َرب ُونَ ِم هما قَ هٌ ِم ْنه ُ أ َ ْو َكث ُ َر ۚ ن ِ‬
‫َصيبًا هم ْف ُرو ً‬
‫اَّلل ُ ِفي أ َ ْو ًَل ِدكُ ْم ۖ ِللذهك َِر ِمثْ ٌُ َح ِظ ْاْل ُ ْنثَيَي ِْن ۚ‬ ‫‪ ‬وورث األبناء الصغار والبنات من تركة والدهم وأمهم؛ ﴿يُ ِ‬
‫وصيكُ ُم ه‬
‫ف ۚ ﴾(النساء ‪.)88 :‬‬ ‫احدَة ً فَلَ َها ال ِن ْ‬
‫ص ُ‬ ‫سا ًء فَ ْوقَ اثْنَتَي ِْن فَلَ ُه هن ثُلُثَا َما ت ََر َك ۖ َو ِإ ْن كَان ْ‬
‫َت َو ِ‬ ‫فَإِ ْن كُ هن ِن َ‬
‫‪ ‬وجعل لذوي األرحام نصيبا مما تركه قريبهم إذا عدم وارثه الشرعي؛ تحقيقا للترابط بين األقرباء‪ ،‬وحرصا‬
‫على صلة الرحم التي رغب اإلسالم في الحفاظ عليها في كثير من نصوص القرآن والسنة ؛﴿ َوأُولُو ْاْل َ ْر َح ِام‬
‫اَّلل ِمنَ ْال ُمؤْ ِمنِينَ َو ْال ُم َه ِ‬
‫اج ِرينَ ِإ هًل أَن ت َ ْف َعلُوا ِإلَ َٰى أ َ ْو ِليَا ِئكُم هم ْع ُرو ًفا ۚ َكانَ‬ ‫ب هِ‬ ‫ض ِفي ِكت َا ِ‬ ‫ض ُه ْم أ َ ْولَ َٰى بِ َب ْع ٍ‬
‫بَ ْع ُ‬
‫ورا( ﴾ (األحزاب ‪.)1 :‬‬ ‫ب َم ْسطُ ً‬ ‫َٰذَ ِل َك ِفي ْال ِكت َا ِ‬
‫‪ ‬وجعل لألبوين نصيبا من الميراث‪ ،‬وجعل للزوجين نصيبا‪ ،‬وسوى بين األبناء الذكور في الميراث‪ ،‬صغيرهم‬
‫وكبيرهم‪ ،‬ضعيفهم وقويهم فيه سواء‪ ،‬إال من قام به مانع من موانع اإلرث الشرعية‪ .‬وأعطى الذكر ضعف‬
‫نصيب األنثى ؛ لما يلزمه من التزامات عائلية كبيرة في جانب األنثى‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫قال ابن كثير – رحمه هللا ‪( : -‬كان أهل الجاهلية يجعلون جميع الميراث للذكور دون اإلناث‪ ،‬فأمر هللا‬

‫تعالى بالتسوية بينهم في أصل الميراث‪ ،‬وفاوت بين الصنفين ؛ فجعل للذكر مثل حظ األنثيين؛ وذلك الحتياج‬

‫الرجل إلى مؤنة ال نفقة والكلفة ومعاناة التجارة‪ ،‬والتكسب‪ ،‬وتحمل المشاق‪ ،‬فناسب أن يعطى ضعفي ما تأخذه‬

‫األنثى)‪.‬‬

‫نعم ! جعل هللا تعالى للذكر مثل حظ األنثيين؛ ألنه ذو حاجتين‪ :‬حاجة لنفسه‪ ،‬وحاجة لعياله؛ وألن األنثى‬

‫ذات حاجة واحدة فقط‪.‬‬

‫الــــحـقـــــوق الـــمـــتــعـــلــقــة بــالـــتـــركـــة‬

‫حق تعلق ببعض ما ترك‬ ‫يخرج من تركة الذي هلك‬

‫ثم إيصاؤه واإلرث في البقية‬ ‫ثم مئونه فدين الذمة‬

‫إذا مات ابن آدم تعلق بما تركه من مال وحقوق مالية حقوق خمسة؛ هي مؤن التجهيز والحقوق العينية‬

‫المتعلقة بعين التركة‪ ،‬والديون المرسلة‪ ،‬والوصية بالثلث فأقل ألجنبي‪ ،‬واإلرث‪ .‬واليك بيانها على النحو التالي ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬الحقوق المتعلقة بعين التركة‬

‫الحقوق والديون المتعلقة بعين التركة؛ كالدين الموثق بعين مرهونة من مال الميت‪ ،‬وكثمن مبيع لم يستلمه‬

‫البائع حتى مات المشتري‪ ،‬فهذه الحقوق مقدمة على مؤن التجهيز عند التزاحم في التركة‪.‬‬

‫قال محمد البرهاني – رحمه هللا ‪: -‬‬

‫‪11‬‬
‫بعين تركة كرهن وثقا‬ ‫يبدأ أوال بما تعلقا‬

‫ثم بتجهيز يليق عرفا‬ ‫به وجان وزكاة تلفى‬

‫ثانيا ‪ :‬مؤن التجهيز‬

‫‪ ‬مؤن التجهيز هي ‪ :‬كل ما يحتاجه الميت من حين موته إلى أن يوارى في قبره؛ من نفقات غسله‪ ،‬وأجرة‬
‫كفنه‪ ،‬وحمله‪ ،‬وحفر قبره‪ ،‬ودفنه‪ ،‬بدون إسراف أو تقتير وقد اختلف األئمة في تقديم مؤن تجهيز الميت على‬
‫الديون المتعلقة بعين تركته على قولين ‪:‬‬

‫* القول األول ‪ :‬لِلئمة الثالثة؛ أبي حنيفة‪ ،‬ومالك‪ ،‬والشافعي وهو أن الحقوق والديون العينية المتعلقة بيعن‬

‫التركة مقدمة على مؤمن التجهيز‪ .‬واستدلوا ‪ :‬بأن هذه الحقوق والديون سابقة التعلق بعين تركة اإلنسان قبل وفاته‪،‬‬

‫بينما مؤن التجهيز طارئة على تركته بعد مماته‪ ،‬وكل ما كان سابقا فهو مقدم على الطارئ‪.‬‬

‫* والقول الثاني ‪ :‬لإلمام أحمد بن حنبل وهو أن مؤن التجهيز مقدمة على الديون والحقوق العينية المتعلقة‬

‫بعين التركة‪.‬‬

‫‪ -‬واستدل بدليلين ‪:‬‬


‫‪ ‬أحدهما؛ أن كفن الميت ولوازمه الخاصة بتجهيزه من األمور الالزمة له فتقدم على غيرها‪ ،‬قياسا على‬
‫تقديم حقوق اإلنسان الشخصية على حقوق الغرماء في الحياة إذا أفلس‪ .‬فقد كفن النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم حمزة ومصعبا يوم أحد كال منهما بثوب لم يوجد لهما غيره‪ ،‬ولم يسأل هل عليهما دين أم ال‪.‬‬
‫‪ ‬وثانيهما ‪ :‬أن سترة اإلنسان واجبة في حال الحياة فكذلك بعد الممات‪ .‬وقد قال النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫في المحرم الذي وقصته راحلته وهو محرم ‪« :‬كفنوه في ثوبيه»‬
‫‪ ‬إذا لم يخلف الميت تركة‪ ،‬فمؤن تجهيزه على من تلزمه نفقته في حال الحياة؛ كاالبن لو مات ولم يكن له‬
‫مال فمؤن تجهيزه على والده؛ ألن نفقته تلزمه‪ ،‬فإن لم يوجد له قريب تلزمه نفقته أو وجد ولكنه معسر ال‬
‫مال له فمؤن تجهيزه من بيت مال المسلمين‪ ،‬واال فعلى من علم حاله من المسلمين؛ ألن تكفين الميت‬

‫‪12‬‬
‫ودفنه من فروض الكفايات التي إذا قام بها من يكفي سقط اإلثم عن المسلمين وان لم يقم بها أحد أثموا‬
‫جميعا‪.‬‬
‫قال شيخ اإلسالم ابن تيمية – رحمه هللا ‪( : -‬من ظن أن غيره ال يقوم به تعين عليه)‪.‬‬
‫وقال اإلمام النووي – رحمه هللا ‪( : -‬لو مات إنسان ولم يوجد ما يكفن به إال ثوب مع مالك له‪ ،‬غير‬
‫محتاج إليه‪ ،‬لزمه بذله بقيمته‪ ،‬كالطعام للمضطر)‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الديون المرسلة‬

‫‪ ‬الديون المرسلة ‪ :‬هي الديون التي لم تتعلق بعين التركة‪ ،‬وانما تعلقت بالذمة‪ ،‬سواء أكان الدين هلل تعالى‪،‬‬
‫ككفارة وزكاة‪ ،‬مات اإلنسان قبل أدائها‪ ،‬أم كان آلدمي‪ ،‬كسلف‪ ،‬وقرض‪ ،‬وأجرة‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬
‫فتوفى ديون الميت المرسلة من تركته بعد تجهيزه‪ ،‬ووفاء الحقوق المتعلقة بعين التركة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬الوصية‬

‫رابع الحقوق المتعلقة بعين التركة الوصية ؛ وهي في اللغة ‪ :‬العهد بالشيء ؛ تقول أوصى لفالن إذا عهد‬

‫إليه بأمر‪ ،‬أو هي مأخوذة من وصيت الشيء إذا وصلته‪ ،‬فالموصي وصل بعض التصرف الجائز له في حياته‬

‫ليستمر بعد موته‪.‬‬

‫‪ ‬واصطالحا ‪ :‬تمليك مضاف إلى ما بعد الموت بطريق التبرع‪ ،‬سواء أكان في األعيان‪ ،‬أم في المنافع‪.‬‬

‫واألصل في مشروعيتها ‪ :‬الكتاب‪ ،‬والسنة‪ ،‬واإلجماع ‪:‬‬

‫‪ ‬فالكتاب ‪ :‬قوله تعالى ‪ :‬كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خي ار الوصية للوالدين واألقربين‬
‫بالمعروف حقا على المتقين‪( ‬البقرة ‪.)811 :‬‬
‫‪ ‬وأما السنة ‪ :‬فما روى سعد بن أبي وقاص ‪ -‬رضي هللا عنه – أن النبي صلى هللا عليه وسلم ازره في‬
‫مرض اشتد به عام حجة الوداع‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول هللا ! إني قد بلغ بي من الوجع ما ترى‪ ،‬وأنا ذو مال‪ ،‬وال‬
‫يرثني إال ابنة لي‪ ،‬أفأتصدق بثلثي مالي ؟ قال ‪« :‬ال !»‪ ،‬قلت ‪ :‬فالشطر يا رسول اله ؟ فقال ‪« :‬ال !»‪،‬‬

‫‪13‬‬
‫قلت ‪ :‬فالثلث يا رسول هللا ؟ قال ‪« :‬الثلث‪ ،‬والثلث كثير – أو كبير – إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير لك‬
‫من أن تذرهم عالة يتكففون الناس»‪.‬‬
‫‪ ‬واإلجماع منعقد على مشروعية الوصية لمن كان له مال‪ ،‬وأنها من القربات التي تنفع اإلنسان بعد مماته‪.‬‬
‫فإذا مات اإلنسان نفذت وصاياه بعد مؤن تجهيزه‪ ،‬وأداء الحقوق والديون التي للغير عليه‪ ،‬ويشترط في‬
‫تنفيذ هذه الوصايا ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬الشرط األول ‪ :‬أن تكون الوصية في حدود الثلث‪ ،‬لقوله صلى هللا عليه وسلم لسعد ‪« :‬الثلث‪ ،‬والثلث‬
‫كثير»‪ ،‬ولقوله صلى هللا عليه وسلم ‪ « :‬إن هللا تصدق عليكم عند وفاتكم بثلث أموالكم‪ ،‬زيادة في‬
‫أعمالكم»‪.‬‬
‫‪ -‬الشرط الثاني ‪ :‬أن تكون الوصية ألجنبي عن الميت يعني لغير وارث ‪ ،‬لقوله صلى هللا عليه وسلم ‪:‬‬
‫« إن هللا قد أعطى لكل حق حقه ‪ ،‬فال وصية لوارث » إال إذا أجاز الورثة الوصية للوارث بعد موت‬
‫مورثهم فإن الوصية له تنفذ ‪ ،‬ألن الحق لهم ‪ ،‬فإذا أجازوه صح ‪ ،‬لقوله صلى هللا عليه وسلم ‪ « :‬ال‬
‫تجوز وصية لوارث إال أن يشاء الورثة »‬
‫‪ -‬الشرط الثالث ‪ :‬أن تكون الوصية مباحة شرعا غير محرمة ‪ ،‬ومثال الوصية المباحة ‪ :‬الوصية لذي‬
‫رحم مسلم ‪ ،‬والوصية ببناء مسجد ‪ .‬ومثال الوصية المحرمة ‪ :‬الوصية لدور اللهو والخمر ونحوها ‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬اإلرث ‪:‬‬


‫خامس الحقوق المتعلقة بتركة الميت ‪ :‬اإلرث ‪ ،‬وتقسيمه على الورثة المستحقين شرعا ‪ ،‬على ما سيأتي‬
‫تفصيله ‪.‬‬
‫فإن كان للميت ورثة شرعيين‪ ،‬أخذوا فروضهم‪ ،‬فإن زاد شيئ وليس ثم عاصب‪ ،‬رد الباقي على الورثة‬
‫عدا الزوجين فال يرد عليهما‪ ،‬فإن لم يكن ثم وارث شرعي‪ ،‬ال بالفرض ال بالتعصيب‪ ،‬ووجد ذو رحم‬
‫ورث‪ ،‬فإن لم يوجد وارث شرعي‪ ،‬وال ذي رحم وقرابة للميت فإن المال يذهب لبيت مال المسلمين وينفق‬
‫على المصالح العامة‪.‬‬

‫أركان اإلرث وشروطه وموانعه وأسبابه‬

‫أركان اإلرث وشروطه‬


‫‪14‬‬
‫أوال ‪ :‬أركان اإلرث‬

‫أركان الشيء‪ :‬ما كان فيه‪ ،‬وسميت أركانا تشبيها بأركان البيت الذي ال يقوم إال بها؛ ألن اإلرث ال يتم إال بها‪،‬‬

‫والركن في اللغة‪ :‬جانب الشيء األقوى‪ ،‬وفي االصطالح‪ :‬هو ما كان جزءا من الشيء‪ ،‬داخال في ماهيته‪ ،‬بحيث ال‬

‫يوجد ذلك الشيء إال بوجوده‪ ،‬كالركوع في الصالة‪ ،‬فهو جزء من الصالة نفسها‪ ،‬والبد من وجوده لصحتها‪.‬‬

‫‪ ‬وال بد من وجود ثالثة أشياء حتى يتحقق اإلرث‪ ,‬جمعها الناظم بقوله ‪:‬‬
‫أركانه ما دونها توريث‬ ‫ووارث مورث موروث‬

‫وهي‪:‬‬

‫‪- ١‬الوارث‪ ,‬وهو الذي ينتمي إلى الميت بسبب من أسباب الميراث‪.‬‬

‫‪- ٢‬المورث‪ ,‬وهو الميت حقيقة أو حكما كالمفقود الذي حكم بموته‪.‬‬

‫‪ -٣‬الموروث‪ ,‬ويسمى تركة وميراثا وارثا‪ ,‬وهو ما تركه الميت من أموال وحقوق ثابتة له شرعا‪ ،‬خلت من تعلق حق‬

‫الغير بها‬

‫فهذه األركان البد من اجتماعها حتى يتحقق اإلرث‪ ،‬واذا فقد أحدها انتفى اإلرث‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬شروط اإلرث‬

‫* تعريف الشرط ‪:‬‬

‫َش َارطُهَا} أي‪ :‬عالماتها‪،‬‬


‫اء أ ْ‬
‫الشرط لغة‪ :‬العالمة؛ ألنه عالمة على المشروط‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪{ :‬فَقَ ْد َج َ‬
‫واصطالحا‪ :‬ما يلزم من عدمه العدم‪ ,‬وال يلزم من وجوده وجود وال عدم لذاته‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫فاألول‪ :‬احتراز من المانع؛ ألنه ال يلزم من عدمه وجود وال عدم‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬احتراز من السبب ومن المانع أيضا؛ أما السبب فِلنه يلزم من وجوده الوجود لذاته‪ ,‬وأما المانع‬
‫فِلنه يلزم من وجوده العدم‪ .‬واذا علم هذا‪ ،‬فإن شروط اإلرث ‪ :‬هي ما ال يتم اإلرث إال بتمامها وتحققها‪،‬‬
‫بحيث إذا فقد أحدها انتفى اإلرث ؛ وهي ثالثة ‪:‬‬
‫‪ -8‬تحقق موت المورث‪ ،‬بخروج روحه من هذه الحياة ؛ ويتحقق ذلك بالمعاينة‪ ،‬أو الشهادة‪ ،‬أو إلحاقه‬
‫باألموات حكما كالمفقود الذي مضت مدة انتظاره ولم يعد‪ ،‬ولم يعلم خبره‪ ،‬ثم صدر الحكم من الحاكم الشرعي‬
‫بموته‪ ،‬أو الحكم بموته تقدي ار كالجنين المنفصل عن بطن أمه ميتا بسبب جناية على أمه توجب الغرة ؛ وهي عبد‬
‫أو أمة تقدر بخمس من اإلبل‪ ،‬تكون لورثة الجنين‪.‬‬
‫‪ -‬والدليل على هذا الشرط ‪ :‬قوله تعالى ‪( :‬إن امرؤ هلك ‪ ...‬اآلية) ؛ فاشترط لتوريث الوارث موت‬
‫مورثه‪.‬‬
‫‪ -2‬تحقق وجود الوارث حيا بعد وفاة مورثه بالمشاهدة‪ ،‬أو شهادة عدلين‪ ،‬ولو للحظة‪ ،‬كالطفل الميت بعد‬
‫انفصاله عن أمه وحياته حياة مستقرة بصراخه‪ ،‬أو استهالله‪ ،‬أو تحقق وجود الوارث حيا حكما كالجنين في بطن أمه‬
‫إذا مات أبوه وهي حامل به‪.‬‬
‫‪ -‬والدليل على ذلك ‪ :‬أن هللا تعالى أضاف اإلرث إلى مستحقه بالالم الدالة على التمليك‪ ،‬والميت ال يملك‪،‬‬
‫وانما الملك للحي‪.‬‬
‫‪ -1‬العلم بالسبب أو الجهة المقتضية لإلرث‪ ،‬من نكاح‪ ،‬ونسب‪ ،‬ووالء‪ ،‬وتعين جهة القرابة من بنوة‪ ،‬أو‬
‫أبوة‪ ،‬أو أخوة‪ ،‬أو عمومة‪ ،‬أو والء‪ ،‬ومعرفة الدرجة التي يجتمع الوارث مع الميت فيها‪ ،‬ليعلم أنه وارث شرعي ليس‬
‫محجوبا‪.‬‬

‫والمقصود بهذا الشرط ‪ :‬معرفة سبب االتصال بين الوارث والمورث‪.‬‬

‫‪ -‬والدليل عليه ‪ :‬أن الشارع الحكيم رتب اإلرث على أسباب يجب أن تتوفر في الوارث‪ ،‬ومعلوم أن الحكم‬
‫الشرعي البد له من أسباب‪ ،‬فإذا لم توجد أسبابه لم يكن صحيحا‪.‬‬

‫* فإذا توفرت هذه الشروط صح اإلرث‪ ،‬واذا تخلفت كلها أو أحدها لم يصح اإلرث‪.‬‬

‫مـــــوانـــــع اإلرث‬

‫‪16‬‬
‫البد الستحقاق الميراث أن تنتفي الموانع من اإلرث التي نص الشرع على أنها تمنع من التوارث بين الميت‬

‫وقريبه الحي‪.‬‬

‫‪ ‬والمانع في اللغة ‪ :‬هو الحائل‪ ،‬والحاجز بين الشيئين‪ ،‬كالحيض بالنسبة للمرأة ؛ فإنه يمنعها من الصوم‬
‫والصالة والعبادة‪.‬‬
‫‪ ‬والمانع عند الفرضيين ‪ :‬ما تفوت به أهلية اإلرث مع قيام سببه من قرابة‪ ،‬أو نكاح‪ ،‬أو والء‪.‬‬
‫‪ ‬وموانع اإلرث سبعة مجموعة في عبارة " عـــــــش لـــــــك رزق " ؛ وهي المقصودة بقول العالمة‬
‫الرسموكي في منظومته ‪:‬‬

‫شك لعان كفر ذي اعتزال‬ ‫يمنع اإلرث عدم استهالل‬

‫إال الوالء عن معتق قد قتال‬ ‫رق زنى وقتل ظلم مسجال‬

‫المانع األول ‪:‬عــدم االستهالل ‪:‬‬

‫إذا مات زوج وترك زوجته حامال فإن الجنين الذي يوجد في بطنها يرث من تركة الميت‪ ،‬ولكن شريطة أن‬

‫يخرج من بطن أمه حيا‪.‬‬

‫وعالمة الحياة لدى الجنين هي ‪ :‬التنفس أو الصراخ أو الحركة ‪....‬‬

‫واذا خرج الجنين من بطن أمه ميتا فإنه ال يرث ألنه لم يستهل ‪.‬‬

‫ومن ثم يعتبر عدم اإلستهالل مانعا من موانع اإلرث ‪ ،‬ألن الوارث اختل فيه شرط من شروط الوارث وهو‬

‫أن يكون حيا بعد وفاة الميت ‪ .‬والدليل على ذلك قول النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬إذا استهل المولود ورث " ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الـــشــك ‪ :‬الشك له ثالث صور ‪:‬‬

‫أ ــ الشك في أسباب اإلرث ‪:‬‬

‫مثاله ‪ :‬أن يدعي الوارث أنه زوج للهالكة ونشك في كونه زوجا لها ‪ ،‬وال يتوفر الوارث على أدلة صحيحة‬

‫يؤكد بها ما ادعاه ‪.‬‬

‫ب ـ الشك في شروط اإلرث ‪:‬‬

‫مثاله ‪ :‬أن يموت الميت والوارث معا في حادثة سير ونشك في أيهما تقدمت وفاته ونحن نعلم أن الوارث‬

‫يجب أن تتأخر وفاته عن الميت ‪.‬‬

‫ج ــ الشك في موانع اإلرث ‪:‬‬

‫مثاله أن يقتل الوارث الموروث ونشك في كون الوارث قتل الموروث عمدا أم قتله خطأ‪ ،‬والقتل العمد مانع‬

‫من موانع اإلرث‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬اللعان ‪ :‬هذا المانع يكون بين الزوج وزوجته ‪.‬‬

‫م ثاله ‪ :‬أن يتهم الزوج زوجته بالزنا أو يقول الزوج بأن الجنين الذي في بطنها ليس ولدا له وال يتوفر على‬

‫أدلة صحيحة ‪ ,‬والزوجة بدورها تنفي ما ادعاه زوجها‬

‫‪18‬‬
‫في هذه الحالة بين هللا كيفية الحكم بين الزوجين‪ ،‬وهو أن يحلف الزوج أمام القاضي الشرعي أربع شهادات‬

‫باهلل أنه صادق ويحلف في الخامسة بأن يلعنه هللا إن كان كاذبا‪,‬‬

‫وبهذا الحلف يدفع الزوج عن نفسه عقوبة القاذف وهي أن يجلد ثمانين جلدة‪.‬‬

‫ثم ينتقل القاضي الشرعي إلى الزوجة فتحلف بدورها أربع شهادات باهلل أن زوجها كاذب وتحلف في‬

‫الخامسة بأن يغضب هللا عليها إن كان زوجها صادقا‪.‬‬

‫وبهذا الحلف تدفع الزوجة عن نفسها حد الزنا وهو أن ترجم ألنها محصنة‪.‬‬

‫وحينما يحلف كل منهما يقوم القاضي الشرعي بالتفريق بينهما‪ ،‬واألمر الذي ال شك فيه أن أحدهما كاذب‪.‬‬

‫المانع الرابع‪ :‬اختالف الدين‬

‫‪ ‬يقصد باختالف الدين هنا‪ :‬أن يكون كل واحد من المورث والوارث على دين غير دين صاحبه؛ ككون‬
‫الوارث مسلما‪ ،‬والمورث نصرانيا‪ .‬فال توارث من الجانبين مع اختالف الدين‪.‬‬
‫‪ -‬والدليل على منع التوارث بين المسلم وقريبه الكافر ما يلي‪:‬‬
‫‪ -8‬ما رواه أسامة بن زيد – رضي هللا عنه – أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪« :‬ال يرث المسلم‬
‫الكافر‪ ،‬وال الكافر المسلم»‪( .‬رواه الجماعة إال النسائي)‬
‫‪ -2‬ما رواه عبد هللا بن عمرو – رضي هللا عنهما – قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪« :‬ال‬
‫يتوارث أهل ملتين شتى»‪( .‬رواه أحمد‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬والترمذي بنحوه‪ ،‬واسناده حسن)‬
‫‪ -1‬أن الوالية منقطعة بين الكافر والمسلم‪.‬‬

‫المانع الخامس‪ :‬الرق‬

‫‪ ‬الرق في اللغة ‪ :‬هو العبودية‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ ‬واصطالحا ‪ :‬عجز حكمي يقوم بالشخص‪ ،‬سببه الكفر باهلل تعالى ؛ بمعنى‪ :‬أن الشارع حكم على هذا‬
‫الشخص بعدم نفاذ تصرفاته‪ ،‬وجعله رقيقا لغيره؛ بسبب كفره باهلل سبحانه‪.‬‬
‫‪ ‬والرق يمنع التوارث من الجانبين ؛ فال يرث السيد عبده‪ ،‬وال يرث العبد سيده‪ .‬والسبب في ذلك ‪ :‬أن هللا‬
‫تعالى أضاف الميراث إلى مستحقيه بالالم الدالة على التمليك في آيات المواريث قال هللا تعالى ‪( :‬ولكم نصف ما‬
‫ترك أزواجكم ‪ ،)...‬مما يدل على أن المال الموروث يكون ملكا للوارث‪ ،‬والرقيق ال يملك ؛ لقوله صلى هللا عليه‬
‫وسلم ‪« :‬من باع عبدا وله مال‪ ،‬فماله للبائع إال أن يشترط المبتاع»‪.‬‬
‫وألن العبد لو ورث لصار المال لسيده‪ ،‬وهو أجنبي عن الميت‪ ،‬وال سبب لتوريثه من أسباب اإلرث‪ ،‬فيكون‬
‫هذا اإلرث باطال‪.‬‬
‫‪ ‬والعبد مطلقا ال يرث وال يورث؛ مكاتبا كان‪ ،‬أو مدبرا‪ ،‬أو أم ولد‪ ،‬أو من علق عتقه بصفة لم توجد قبل‬
‫موت المورث؛ لعموم قوله صلى هللا عليه وسلم ‪« :‬المكاتب عبد ما بقي عليه درهم»‪.‬‬

‫المانع السادس ‪ :‬الزنا‬

‫ال توارث بين الزاني وولد الزنى‪ ،‬ألنه ال توجد عالقة شرعية بينهما‪ ،‬وانما يرث من أمه وترث هي منه قال النبي‬

‫صلى هللا عليه وسلم‪ ﴿:‬الولد للفراش وللعاهر الحَجَر ﴾‬

‫المانع السابع‪ :‬القتل‬

‫وهو فعل ما يزهق روح آدمي معصومة‪.‬‬

‫والقتل على أنواع خمسة؛ هي‪:‬‬

‫القتل العمد ‪ :‬وهو أن يقصد الجاني إنسانا معصوم الدم‪ ،‬فيضربه بما يقتله غالبا‪ .‬فهذا النوع مانع‬ ‫‪-8‬‬
‫من اإلرث عند جماهير العلماء‪ ،‬والدليل على ذلك ‪:‬‬
‫قوله صلى هللا عليه وسلم‪« :‬ال يرث القاتل من المقتول شيئا»‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬قوله صلى هللا عليه وسلم‪« :‬ليس لقاتل ميراث»‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫والروايات كثيرة يقوي بعضها بعضا في الداللة على أن القاتل ال يرث ممن قتله شيئا‪.‬‬

‫ر‪ -‬القاعدة الفقهية التي تنص على ‪ :‬أن من استعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه‪ .‬فالقاتل استعجل‬

‫ميراث مورثه فقتله‪ ،‬فناسب أن يعاقب على ذلك بحرمانه منه‪.‬‬

‫‪ -2‬القتل الخطأ ‪ :‬هو أن يفعل إنسان ماله فعله‪ ،‬فيقتل آدميا معصوم الدم‪ ،‬مثل أن يرمي غرضا بعيدا يظنه‬
‫صيدا فيتبين أنه آدمي معصوم الدم‪ ،‬وكحوادث الدهس بالسيارات‪.‬‬
‫‪ ‬فجمهور أهل العلم ‪ :‬على أن هذا القتل مانع من اإلرث‪ ،‬فال يرث القاتل من المقتول شيئا؛ لعموم األدلة‬
‫السابقة بدون مخصص‪ ،‬وسدا للذريعة‪ ،‬حتى ال يقتل الوارث مورثه ويزعم أنه قتله خطأ‪ .‬أما المالكية ‪ :‬فإنهم يرون‬
‫أنه يرث‪ ،‬وال يمنع هذا النوع من القتل التوارث‪ ،‬بشرط أن يثبت أنه قتله خطأ؛ لكنهم ال يورثونه من الدية ؛ ألنها‬
‫تجب عليه‪ ،‬وال وجه لتوريثه من مال يجب عليه‪ ،‬بل يرث من المال القديم‪ ،‬ولهذا يقولون ‪ :‬إنه يرث من تالد المال‬
‫دون طريفه‪.‬‬

‫* ولعل الراجح هو قول المالكية ؛ ألن هللا تعالى قد تجاوز لهذه األمة عن الخطأ والنسيان وما استكرهوا‬

‫عليه‪ ،‬وقتل الخطأ قد يحدث كثي ار بدون قصد‪ ،‬حتى إن الوالد قد يقتل ولده وفلذة كبده بدون أن يشعر‪ ،‬كأن يرجع‬

‫عليه بالسيارة أو نحوها فيقتله‪ ،‬فلو منعنا التوارث بينهما بهذا لكان فيه ظلم واجحاف‪ .‬على أن يحتاط القاضي في‬

‫مثل هذه الحالة‪ ،‬ويتأكد أن القتل وقع خطأ‪.‬‬

‫‪ -1‬القتل شبه العمد ‪ :‬وهو أن يتعمد الجاني ضرب إنسان معصوم الدم بما ال يقتل غالبا فيموت به‪ ،‬أو‬

‫يضربه بما ال يقتل غالبا في مقتل‪ ،‬كما لو ضربه بعصى على مؤخرة رأسه فمات‪.‬‬

‫فهذا النوع مانع عند جميع العلماء‪ .‬لعموم األدلة‪ ،‬ولوجود القصد من الجاني‪ ،‬فألحق بالقتل العمد‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ ـالقتل بالتسبب ‪ :‬وهو ما جرى مجرى الخطأ ؛ كأن يفعل اإلنسان فعال‪ ،‬فيموت بسببه إنسان معصوم‬
‫الدم‪ ،‬كمن حفر بئ ار فمات بها قريب له‪ ،‬أو وضع حج ار في الطريق فسقط عليه شخص فمات‪ .‬ومثله‬
‫في الحكم‪ :‬القتل من الصبي والمجنون والنائم لو انقلب على مورثه وهو نائم فقتله‪ .‬فهذا النوع يمنع من‬

‫‪21‬‬
‫اإلرث عند الشافعية والحنابلة؛ لعموم ا ألدلة؛ وألن هذه األنواع من القتل مضمونة بدية وكفارة‪ .‬وأما عند‬
‫الحنفية والمالكية ‪ :‬فال تمنع من اإلرث ؛ ألنها ال توجب قصاصا وال كفارة‪.‬‬

‫‪ -5‬القتل بحق ؛ كقتل الصائل الذي يصول على اإلنسان دفاعا عن نفسه‪ ،‬وكقتل الجاني قصاصا‪ .‬وهذا‬

‫النوع يمنع من اإلرث عند الشافعية فقط ؛ لعموم األدلة‪ ،‬وسدا للذريعة‪ ،‬حتى ال يجعل القتل ذريعة إلى استعجال‬

‫الميراث‪ ،‬فوجب أن يحرم القاتل من اإلرث بكل حال‪.‬‬

‫أسباب اإلرث‪:‬‬

‫يتوقف استحقاق الميراث شرعا على وجود أسباب تقتضي اإلرث‪ ،‬وانتفاء موانع تمنع منه‪ .‬وأسباب اإلرث محل‬

‫خالف بين الفقهاء من حيث العدد‪ ،‬ولكن المتفق عليه منها ثالثة‪ ،‬جمعها البرهاني بقوله‪:‬‬

‫ثم والء ليس دونها سبب‬ ‫وهي ثالثة نكاح ونسب‬

‫ومجموعة في كلمة نون‪ - :‬ن ‪ :‬نكاح ــــ و ‪ :‬والء ــــ ن ‪ :‬نسب‬

‫وهذا بيانها‪:‬‬

‫* تعريف السبب‪:‬‬

‫‪ ‬السبب في اللغة‪ :‬هو ما يتوصل به إلى غيره‪ ،‬حسيا كان أو معنويا؛ فالحسي كالحبل الذي يتوصل به‬
‫إلى الماء من البئر‪ ،‬والمعنوي كالعلم الذي يتوصل به إلى الخير والفقه في الدين‪ .‬فأسباب الميراث هي ما جعل‬
‫الشرع وجودها سببا للحصول على اإلرث‪ ،‬وعدمها سببا للحرمان منه‪ .‬واليك تفصيل وبيان األحكام المتعلقة بهذه‬
‫األسباب المتفق عليها‪:‬‬

‫‪22‬‬
‫أوال‪ :‬النكاح‬

‫ويقصد به عقد الزوجية الصحيح الخالي من الموانع‪ ،‬ولو لم يحصل دخول وال خلوة‪ .‬فخرج بالصحيح‬

‫النكاح الفاسد؛ وهو ما اختل شرطه‪ ،‬كمن عقد على امرأة بدون ولي‪ .‬وخرج به النكاح الباطل؛ وهو ما اختل ركنه‪،‬‬

‫كمن عقد على ذات محرم عليه‪ ،‬أو على خامسة‪ ،‬فهذان العقدان ال توارث بهما‪ .‬فالنكاح سبب من أسباب اإلرث‬

‫بين الزوجين من الجانبين‪ ،‬فمتى عقد رجل على امرأة عقدا صحيحا خاليا من الموانع الشرعية مستوفيا لشروطه كان‬

‫ذلك سببا للتوارث بينهما‪ .‬فإذا مات أحد الزوجين ولو قبل الدخول ورثه اآلخر؛ لعموم قول الحق سبحانه وتعالى‪﴿ :‬‬

‫ولكم نصف ماترك أزواجكم ﴾(النساء ‪ .)82 :‬وألن النبي صلى هللا عليه وسلم قضى في بروع بنت واشق – رضي‬

‫هللا عنها – أن لها الميراث من تركة زوجها‪ ،‬وكان زوجها قد مات عنها قبل الدخول بها‪ ،‬ولم يكن فرض لها صداقا‪.‬‬

‫* مسألة ‪:‬‬

‫يقطع التوارث بين الزوجين الطالق؛ وهو حل قيد النكاح أو بعضه‪ .‬وهو نوعان ‪:‬‬

‫‪ ‬األول‪ :‬الطالق الرجعي؛ وهو الطلقة والطلقتان؛ فهذه يحق للزوج مراجعتها ما دامت في العدة‪ ،‬والمطلقة‬
‫الرجعية ترث من زوجها باإلجماع إذا مات وهي في العدة؛ ألنها زوجة‪ ،‬لها حكم الزوجات ما دامت في العدة‪،‬‬
‫وسواء طلقها في حال صحته أم في حال مرضه‪.‬‬
‫‪ ‬الثاني‪ :‬الطالق البائن بينونة كبرى‪ ،‬فهذا على ثالثة أنواع ‪:‬‬
‫‪ -‬األول‪ :‬أن يكون الطالق وقع في حال صحة المطلق‪ ،‬أو في حال مرضه غير المخوف كالزكام ونحوه‪،‬‬
‫فهنا ال ترث المطلقة منه بإجماع أهل العلم؛ ألن صلة الزوجية انقطعت بالطالق فصارت الزوجة أجنبية عنه‪ ،‬وهو‬
‫غير متهم بحرمانها من الميراث‪.‬‬
‫‪ -‬والثاني‪ :‬أن يكون الطالق وقع في حال مرض الزوج المخوف‪ ،‬وهو غير متهم بحرمانها من اإلرث‪،‬‬
‫كمن نشزت عليه زوجته أثناء إصابته بمرض السرطان – أجارنا هللا تعالى منه – وتبرمت من خدمته ومرضه‬
‫فطلقها‪ ،‬فهذه ال ترث منه إجماعا‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ -‬والثالث‪ :‬أن يقع الطالق في مرض الزوج المخوف بقصد حرمانها من الميراث ؛ كمن أصابه الطاعون‬
‫فطلق زوجته حتى ال ينالها شيء من تركته‪ ،‬ترثه مطلقا ؛ خرجت من العدة أو ال‪ ،‬ما لم تتزوج بغيره‪ ،‬أو ترتد عن‬
‫دينها‪ ،‬معاملة له بنقيض قصده ؛ إذ قصد الفرار من توريثها‪ ،‬وهذا المعنى ال يزول بانقضاء العدة‬

‫* ثانيا‪ :‬النسب‬

‫‪ ‬النسب في اللغة‪ :‬هو القرابة‬


‫‪ ‬واصطالحا‪ :‬هو عالقة بين شخصين باالشتراك في والدة قريبة كانت أو بعيدة وهو ثالثة أنواع ‪ :‬أصول‪،‬‬
‫فروع‪ ،‬وحواشي‬
‫‪ ‬فاألصول‪ :‬هم اآلباء واألمهات‪ ،‬وان علوا‪.‬‬

‫وضابط من يرث من األصول هو‪:‬‬

‫‪ -8‬الذكور‪ :‬كل ذكر ليس بينه وبين الميت أنثى فإنه يرث وان عال بمحض الذكور ؛ كاألب‪ ،‬وأبيه‪،‬‬
‫وأبيه‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلناث ‪ :‬كل أنثى ليس بينها وبين الميت ذكر مسبوق بأنثى فإنها ترث وان علت ؛ كاألم‪ ،‬وأم األم‪،‬‬
‫وأم األب‪ ،‬وأم أم األب‪ .‬أما ‪ :‬أم أب األم فال ترث ألنها بينها وبين الميت ذكر مسبوق بأنثى‪ ،‬فهي من ذوي األرحام‬
‫‪ -‬والفروع ‪ :‬هم األبناء والبنات‪ ،‬ومن تفرعوا منهم‪ ،‬وان نزلوا بمحض الذكورية ؛ ليخرج من ذلك أوالد‬
‫البنات‬
‫وضابط من يرث من الفروع هو ‪ :‬كل من ليس بينه وبين الميت أنثى فإنه يرث‪ ،‬وما عدا ذلك فمن‬ ‫‪‬‬
‫ذوي األرحام ؛ فمثال من يرث منهم ‪ :‬اإلبن‪ ،‬والبنت‪ ،‬وابن اإلبن‪ ،‬وبنته‪ ،‬وان نزلوا‪ .‬ومثال من ال يرث منهم ‪ :‬ابن‬
‫البنت‪ ،‬وبنت البنت‪ ،‬وان نزلوا‪.‬‬
‫‪ -‬والحواشي ‪ :‬ضابطهم ؛ من آلبائك عليهم والدة‪ ،‬أو من تفرعوا من أصولك‪ ،‬أو هم فروع األصول؛‬
‫وهذا يشمل اإلخوة‪ ،‬واألخوات‪ ،‬وأبنائهم‪ ،‬واألعمام‪ ،‬والعمات‪ ،‬وأبنائهم‪ ،‬وان نزلوا‪.‬‬
‫وضابط من يرث من الحواشي ‪:‬‬
‫‪ -8‬الذكور ‪ :‬كل من أدلى للميت بذكر فإنه يرث كاإلخوة وأبنائهم‪ ،‬واألعمام وأبنائهم‪ ،‬وأما من يدلي بأنثى‬
‫فال يرث‪ ،‬كأبناء األخوات‪ ،‬واألخوال‪ ،‬ما عدا اإلخوة ألم فإنهم يدلون للميت باألنثى (األم) ويرثون معها بنص‬
‫القرآن‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ -2‬اإلناث ‪ :‬ال يرث من إناث الحواشي مطلقا إال األخوات ؛ سواء كن شقيقات‪ ،‬أم ألب‪ ،‬أم ألم‪ ،‬وما‬
‫عداهن فمن ذوي األرحام‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الوالء‬

‫‪ ‬وهو في اللغة ‪ :‬النصرة‪ ،‬والقرابة‪ ،‬والملك‪ .‬واصطالحا ‪ :‬عصوبة سببها نعمة المعتق على عتيقه بالعتق‪.‬‬
‫واإلرث بالوالء مقدم على الرد‪ ،‬ومقدم كذلك على توريث ذوي األرحام ؛ لقوله صلى هللا عليه وسلم ‪« :‬الميراث‬
‫للعصبة‪ ،‬فإن لم يكن عصبة فللمولى»‪.‬‬

‫من الذي يرث بالوالء ؟‬

‫* جمهور أهل العلم على أن الذي يرث بالوالء هو السيد (المعتق) ؛ فيرث عتيقه الذي أنعم عليه بالعتق إذا‬

‫لم يكن له وارث شرعي‪ ،‬فإن لم يوجد السيد المعتق فيرث المعتق عصبته المتعصبون بأنفسهم‪ ،‬وهم الذكور ؛ لقوله‬

‫صلى هللا عليه وسلم ‪« :‬الوالء لحمة كلحمة النسب»‪ .‬وفي الصحيحين ‪ :‬أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪« :‬إنما‬

‫الوالء لمن أعتق»‪.‬‬

‫فمثال ‪ :‬لو أعتق خالد رقيقه عبد هللا‪ ،‬فمات عبد هللا‪ ،‬وليس له وارث‪ ،‬فإن خالدا يرثه‪ .‬ولو مات عبد هللا‬

‫وخالد معا ولخالد ولد فإنه يرث عبد هللا‪ ،‬ولو كان له ولد وبنت فإن الولد يرث دون البنت ؛ ألن الولد عاصب‬

‫بالنفس‪ ،‬والبنت عاصبة بالغير‪ ،‬ولو كان لخالد بنت وأخت شقيقة وعم‪ ،‬فإن الذي يرث عبد هللا هو العم فقط ؛ ألنه‬

‫عاصب بالنفس‪ ،‬وما عداه عاصب بغيره‪.‬‬

‫تفسير آيات المواريث‬

‫البيان‬ ‫آيات الفرائض‬

‫‪25‬‬
‫[اًلبن والبنت] يرثون بالتعصيب للذكر ضعف اْلنثى‬ ‫اَّللُ فِي أ َ ْوال ِدكُ ْم لِلذهك َِر مِ ثْ ُل َح ِظ األُنث َ َي ْي ِن‬
‫وصيكُ ْم ه‬
‫يُ ِ‬

‫[الثلثان للبنتين]‬ ‫ق اثْ َنت َ ْي ِن فَلَ ُه هن ثُلُثَا َما ت ََركَ‬


‫سا ًء فَ ْو َ‬
‫فَ ِإ ْن ُك هن نِ َ‬

‫[النصف للبنت]‬ ‫ف‬


‫ص ُ‬ ‫َو ِإ ْن كَانَتْ َواحِ دَةً فَلَ َها ِ‬
‫الن ْ‬

‫[السدس لألب واْلم مع وجود الولد]‬ ‫ُس مِ هما ت ََركَ ِإ ْن كَانَ لَهُ َولَد‬ ‫َوألَبَ َو ْي ِه ِلك ُِل َواحِ ٍد مِ ْن ُه َما ال ُّ‬
‫سد ُ‬

‫[الثلُ لألم مع عدم الولد] والباقي لألب‬ ‫فَ ِإ ْن لَ ْم يَك ُْن لَهُ َولَد َو َو ِرثَهُ أَبَ َواهُ فَأل ُ ِم ِه الثُّلُ ُ‬
‫ث‬

‫وصي [السدس لألم مع جمع اإلخوة]‬ ‫ُس مِ ْن بَ ْع ِد َو ِصيه ٍة يُ ِ‬ ‫سد ُ‬ ‫فَ ِإ ْن كَانَ لَهُ ِإ ْخ َوة َفأل ُ ِم ِه ال ُّ‬
‫بِ َها أ َ ْو دَ ْي ٍن آبَا ُؤكُ ْم َوأ َ ْبنَا ُؤكُ ْم ال ت َ ْد ُرونَ أَيُّ ُه ْم أ َ ْق َر ُ‬
‫ب لَكُ ْم نَ ْفعا ً‬
‫علِيما ً َحكِيما ً (‪)11‬‬ ‫اَّلل إِنه ه َ‬
‫اَّلل كَانَ َ‬ ‫فَ ِريضَةً مِ ْن ه ِ‬

‫[النصف للزوج مع عدم الولد]‬ ‫ْف َما ت ََركَ أ َ ْز َوا ُجكُ ْم ِإ ْن لَ ْم يَك ُْن لَ ُه هن َولَد‬
‫َولَكُ ْم نِص ُ‬

‫َف ِإ ْن كَانَ لَ ُه هن َولَد فَلَكُ ْم ُّ‬


‫الربُ ُع مِ هما ت ََركْنَ مِ ْن َب ْع ِد َو ِصيه ٍة [الربع للزوج مع وجود الولد]‬
‫وصينَ ِب َها أ َ ْو دَ ْي ٍن‬
‫يُ ِ‬

‫[الربع للزوجة مع عدم الولد]‬ ‫الربُ ُع مِ هما ت ََر ْكت ُ ْم إِ ْن لَ ْم َيك ُْن لَكُ ْم َولَد‬
‫َولَ ُه هن ُّ‬

‫َف ِإ ْن كَانَ لَكُ ْم َولَد فَلَ ُه هن الث ُّ ُم ُن مِ هما ت ََر ْكت ُ ْم مِ ْن َب ْع ِد َو ِصيه ٍة [الثمن للزوجة مع وجود الولد]‬
‫صونَ بِ َها أ َ ْو دَ ْي ٍن‬
‫ت ُو ُ‬

‫ث كَاللَ ًة أ َ ْو ْ‬
‫ام َرأَة َولَهُ أَخ أ َ ْو أ ُ ْخت فَ ِلك ُِل [السدس لألخ أو اْلخت لألم مع اًلنفراد]‬ ‫ور ُ‬
‫َوإِ ْن كَانَ َر ُجل يُ َ‬
‫ُس‬ ‫َواحِ ٍد مِ ْن ُه َما ال ُّ‬
‫سد ُ‬

‫‪26‬‬
‫فَ ِإ ْن كَانُوا أ َ ْكث َ َر مِ ْن ذَ ِلكَ فَ ُه ْم ش َُركَا ُء فِي الثُّلُ ِ‬
‫ث مِ ْن بَ ْع ِد [الثلُ لألخ أو اْلخت لألم مع اًلجتماع]‬
‫اَّللُ‬ ‫ض ٍار َو ِصيه ًة مِ ْن ه ِ‬
‫اَّلل َو ه‬ ‫صى ِب َها أ َ ْو دَ ْي ٍن َ‬
‫غ ْي َر ُم َ‬ ‫َو ِصيه ٍة يُو َ‬
‫علِيم َحلِيم(‪)11‬‬
‫َ‬

‫ام ُرؤ َهلَكَ لَ ْي َ‬


‫س [النصف لألخت الشقيقة أو ْلب مع عدم الفرع]‬ ‫ست َ ْفت ُونَكَ قُ ْل ه‬
‫اَّللُ يُ ْفتِيكُ ْم فِي ا ْلكَاللَ ِة ِإ ْن ْ‬ ‫يَ ْ‬
‫لَهُ َولَد َولَهُ أ ُ ْخت َفلَ َها ِنص ُ‬
‫ْف َما ت ََركَ‬

‫[اْلخ الشقيق أوْلب يكون عاصبا ً مع عدم الفرع]‬ ‫َوه َُو يَ ِرث ُ َها ِإ ْن لَ ْم يَك ُْن لَ َها َولَد‬

‫[الثلثان لألختين فأكثر شقيقة أوْلب مع عدم الفرع]‬ ‫فَ ِإ ْن كَانَتَا اثْ َنت َ ْي ِن فَلَ ُه َما الثُّلُث َ ِ‬
‫ان مِ هما ت ََركَ‬

‫[اإلخوة مع اْلخوات عصبة ‪ :‬الشقيق مع الشقيقة‪ ،‬واْلخ‬ ‫سا ًء فَلِلذهك َِر مِ ثْ ُل َح ِظ األُنث َ َي ْي ِن‬
‫َو ِإ ْن كَانُوا ِإ ْخ َوةً ِر َجاالً َونِ َ‬
‫ْلب مع اْلخت ْلب] للذكر ضعف اْلنثى‬
‫علِيم (‪)171‬‬
‫ش ْيءٍ َ‬ ‫اَّللُ لَكُ ْم أ َ ْن ت َِضلُّوا َو ه‬
‫اَّللُ ِبك ُِل َ‬ ‫يُبَ ِي ُن ه‬

‫الـــبــيــــان‬ ‫أحاديث الفرائض‬

‫[يرُ أقرب العصبة باقي التركة]‬ ‫علَ ْي ِه‬


‫اَّللُ َ‬ ‫ع ْن ُه َما‪ ،‬ع َْن النه ِبي ِ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫اَّللُ َ‬
‫ي ه‬ ‫اس َر ِض َ‬ ‫ع ْنا ْب ِن َ‬
‫عبه ٍ‬ ‫( ‪َ )1‬‬

‫ِض ِبأ َ ْه ِل َها‪ ،‬فَ َما َبق َ‬


‫ِي فَ ُه َو ِأل َ ْولَى َر ُجل‬ ‫سله َم‪ ،‬قَا َل‪( :‬أَ ْلحِ قُوا ا ْلفَ َرائ َ‬
‫َو َ‬
‫ٍٍذَك ٍَر)‬

‫[للبنت النصف ولبنت اًلبن معها السدس تكملة للثلثين]‬ ‫ت‪ ،‬فَقَا َل‪:‬‬ ‫ت‪َ ،‬وا ْبنَ ِة ا ْب ٍن‪َ ،‬وأ ُ ْخ ٍ‬‫ع ْن‪ِ :‬ب ْن ٍ‬ ‫(‪َ )1‬سُئِ َل ا ْب ُن َم ْ‬
‫سعُو ٍد َ‬
‫سله َم‪ :‬ل ِْال ْبنَ ِة‬
‫ع َل ْي ِه َو َ‬ ‫صلهى ه‬
‫اَّللُ َ‬ ‫ي َ‬ ‫(أ َ ْق ِضي فِي َها بِ َما قَضَى النه ِب ُّ‬
‫[وتقاس عليها اْلخت ْلب إجماعاً]‬ ‫ت)‬ ‫ُس تَ ْكمِ لَةَ الثُّلُث َ ْي ِن‪َ ،‬و َما بَق َ‬
‫ِي فَل ِْأل ُ ْخ ِ‬ ‫ْف‪َ ،‬و ِال ْبنَ ِة ا ْب ٍن ال ُّ‬
‫سد ُ‬ ‫النص ُ‬
‫ِ‬

‫‪27‬‬
‫[اْلخوات مع البنات عصبة مع الغير]‬

‫[السدس للجدة فأكثر]‬ ‫ص َة ْب ِن ذ ُ َؤ ْي ٍ‬


‫ب‪ ،‬أَنههُ قَا َل ‪َ :‬جا َءتْ ا ْل َجدهة ُ ِإلَى أ َ ِبي َبك ٍْر‬ ‫(‪ )3‬ع َْن قَ ِبي َ‬
‫اَّلل‬
‫ب هِ‬ ‫يراث َ َها‪ ،‬فَقَا َل لَ َها أَبُو بَك ٍْر ‪َ :‬مالَكِ فِي ِكت َا ِ‬ ‫سأَلُهُ مِ َ‬
‫ِيق ت َ ْ‬
‫الصد ِ‬‫ِ‬
‫سله َم‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلهى ه‬
‫اَّللُ َ‬ ‫عل ِْمتُ لَكِ فِي سُنه ِة َرسُو ِل ه ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ش ْيء‪َ ،‬و َما َ‬ ‫َ‬
‫ِيرةُ‬‫اس‪ ،‬فَقَا َل ا ْل ُمغ َ‬‫سأ َ َل النه َ‬ ‫سأ َ َل النه َ‬
‫اس ‪َ .‬ف َ‬ ‫ار ِجعِي َحتهى أ َ ْ‬
‫ش ْيئ ًا‪ ،‬فَ ْ‬ ‫َ‬
‫سله َم أَ ْع َطاهَا‬‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلهى ه‬
‫اَّللُ َ‬ ‫ْب ُن شُ ْعبَةَ‪َ ( :‬حض َْرتُ َرسُو َل ه ِ‬
‫اَّلل َ‬
‫سلَ َم َة‬ ‫ُس)‪ ،‬فَ َقا َل أَبُو بَكْر‪َ :‬ه ْل َمعَكَ َ‬
‫غ ْي ُركَ ‪َ .‬فقَا َم ُم َح همد ُ ْب ُن َم ْ‬ ‫سد َ‬‫ال ُّ‬
‫ِيرةُ‪َ ،‬فأ َ ْنفَذَهُ لَ َها أَبُو بَك ٍْر‬ ‫ي‪َ ،‬فقَا َل مِ ثْ َل َما َقا َل ا ْل ُمغ َ‬ ‫ص ِار ُّ‬‫ْاأل َ ْن َ‬
‫ق‪.‬‬
‫الصدِي ُ‬
‫ِ‬

‫ال َْوا ِرثُ ْو َن ِم َن ِ‬


‫الر َجال‬

‫َْسَا ُؤ ُه ْم َم ْع ُرْوفَةٌ ُم ْشتَ ِه َرْه‬


‫أْ‬ ‫ش َرْه‬
‫ال َع َ‬ ‫َوال َْوا ِرثُ ْو َن ِم َن ِ‬
‫الر َج ِ‬

‫َب َوا ْجلَ ُّد لَهُ َوإِ ْن َعلَ‬ ‫اَ ِالبْن وابْن ِ‬
‫االبْ ِن َم ْه َما نَ َزالَ‬
‫َواأل ُ‬ ‫َُ ُ‬

‫قَ ْد أَنْ َز َل هللاُ بِ ِه الْ ُق ْرآنَا‬ ‫َي ا ْجلِه ِ‬ ‫واأل ُ ِ‬


‫ات َكانَا‬ ‫َخ م ْن أ ِ َ‬ ‫َ‬

‫فَا ْْسَ ْع َم َقاالً ل َْيس بِال ُْم َك َّذ ِ‬


‫ب‬ ‫َخ ال ُْم ْدِِل إِل َْي ِه بِاأل ِ‬
‫َب‬ ‫وَ ابْ ُن األ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬

‫فَا ْش ُك ْر لِ ِذي ا ِإل ْْيَا ِز َوالتَّ ْنبِْي ِه‬ ‫َوال َْع ُّم َوابْ ُن ال َْع ِم ِم ْن أَبِْي ِه‬

‫‪28‬‬
‫الذ ُك ْوِر َه ُؤالَ ِء‬
‫فَ ُج ْملَةُ ُّ‬ ‫ج َوال ُْم ْعتِ ُق ذُو ال َْوالَِء‬
‫الزْو ُ‬
‫وَ َّ‬

‫الوارثون من الرجال‬

‫المثال‬ ‫البيان‬ ‫الوارث‬

‫االبن‬
‫المباشر‬ ‫‪1‬‬

‫ابن ابن اًلبن‪ ،‬ابن ابن ابن اًلبن‬ ‫وإن نزٌ بمحض الذكور‬ ‫ابن االبن (وإن نزل)‬ ‫‪1‬‬

‫المباشر‬ ‫األب‬ ‫‪3‬‬

‫أب أب اْلب‪ ،‬أب أب أب اْلب‬ ‫وإن عَل بمحض الذكور‬ ‫الجد أب األب(وإن عال)‬ ‫‪4‬‬

‫أخو الميت من أبيه وأمه‬ ‫األخ الشقيق‬ ‫‪5‬‬

‫أخو الميت من أبيه فقط‬ ‫األخ ألب‬ ‫‪1‬‬

‫أخو الميت من أمه فقط‬ ‫األخ ألم‬ ‫‪7‬‬

‫ابن ابن اْلخ الشقيق ‪ ،‬ابن ابن ابن اْلخ الشقيق‬ ‫وإن نزٌ بمحض الذكور‬ ‫ابن األخ الشقيق (وإن نزل)‬ ‫‪8‬‬

‫ابن ابن اْلخ ْلب ‪ ،‬ابن ابن ابن اْلخ ْلب‬ ‫وإن نزٌ بمحض الذكور‬ ‫ابن األخ ألب (وإن نزل)‬ ‫‪9‬‬

‫‪29‬‬
‫العم المباشر‪ ،‬أو العم اْلعلى عم الميت الشقيق‪ ،‬عم أب الميت الشقيق‪ ،‬عم جد الميت‬ ‫‪ 10‬العم الشقيق‬
‫الشقيق‬ ‫كعم اْلب‬

‫العم المباشر‪ ،‬أو العم اْلعلى عم الميت ْلب‪ ،‬عم أب الميت ْلب ‪،‬عم جد الميت ْلب‬ ‫‪ 11‬العم ألب‬
‫كعم اْلب‬

‫ابن ابن العم الشقيق ‪ ،‬ابن ابن ابن العم الشقيق‬ ‫‪ 11‬ابن العم الشقيق (وإن نزل) وإن نزٌ بمحض الذكور‬

‫ابن ابن العم ْلب‪ ،‬ابن ابن ابن العم ْلب‬ ‫وإن نزٌ بمحض الذكور‬ ‫‪ 13‬ابن العم ألب (وإن نزل)‬

‫فيرُ الزوج زوجته ولو مطلقة رجعية‪ ،‬وًليرُ‬ ‫ولو زمن الطَلق الرجعي‬ ‫‪ 14‬الزوج‬
‫المطلقة البائن‬

‫هو الذي أعتق الميت‬ ‫‪ 15‬الم ْع ِتق‬

‫س ِاء‬ ‫الْوا ِرثَ ُ ِ ِ‬


‫ات م َن الن َ‬ ‫َ‬

‫ََلْ يُ ْع ِط أُنْ ثَى غَْي َرُه َّن َّ‬


‫الش ْرعُ‬ ‫س ِاء َس ْب ُع‬ ‫والْوا ِرثَ ُ ِ ِ‬
‫ات م َن الن َ‬ ‫َ َ‬

‫َوَزْو َجةٌ َو َج َّدةٌ َوُم ْعتِ َق ْه‬ ‫ت ابْ ٍّن َوأُمٌّ ُم ْش ِف َق ْه‬
‫ت َوبِْن ُ‬
‫بِْن ٌ‬

‫فَ َه ِذهِ ِع َّدتُ ُه َّن بَانَ ْ‬


‫ت‬ ‫ت‬
‫ات َكانَ ْ‬ ‫ت ِم ْن أ ِ‬
‫َي ا ْجلِ َه ِ‬ ‫َواألُ ْخ ُ‬

‫الوارثات من النساء‬

‫المثال‬ ‫البيان‬ ‫الوارث‬


‫‪31‬‬
‫البنت‬
‫بنت الميت المباشرة‬ ‫‪1‬‬

‫وإن نزٌ أبوها بمحض بنت ابن اًلبن‪ ،‬بنت ابن ابن ابن اًلبن وًل تدخٌ‬ ‫بنت االبن‬ ‫‪1‬‬
‫بنت بنت اًلبن ونحوها‬ ‫الذكور‬
‫(وإن نزلت)‬

‫أم الميت المباشرة‬ ‫األم‬ ‫‪3‬‬

‫أم أم اْلم‪ ،‬أم أم أم اْلم‪ ،‬أم أم أم أم اْلم‬ ‫الجدة (أم األم) (وإن وإن علت بمحض اإلناُ‬ ‫‪4‬‬
‫علت)‬

‫أم أم األب‪ ،‬أم أم أم األب ‪ ،‬أم أم أم أم األب‬


‫وإن علت بمحض اإلناُ‬ ‫الجدة (أم األب)‬ ‫‪5‬‬

‫(وإن علت)‬

‫أم أم أب اْلب‪ ،‬أم أم أم أب اْلب‬ ‫الجدة (أم أب األب) وإن علت بمحض اإلناُ‬ ‫‪1‬‬
‫(وإن علت)‬
‫تنبيه‪ً :‬ل ترُ أم أب أب اْلب وإن عَل‬

‫أخت الميت من أبيه وأمه‬ ‫األخت الشقيقة‬ ‫‪7‬‬

‫أخت الميت من أبيه فقط‬ ‫األخت ألب‬ ‫‪8‬‬

‫أخت الميت من أمه فقط‬ ‫األخت ألم‬ ‫‪9‬‬

‫فترُ الزوجة زوجها ولو كانت مطلقة رجعية‪ ،‬وًل‬ ‫ولو زمن الطَلق الرجعي‬ ‫‪ 10‬الزوجة‬
‫ترُ المطلقة البائن‬

‫هي التي أعتقت الميت‬ ‫‪ 11‬الم ْعتِقة‬

‫‪31‬‬
‫أمثلة للقرابة غير الوارثين‬

‫غير‬ ‫القريب‬ ‫القريب غير الوارث‬ ‫القريب غير الوارث‬


‫الوارث‬

‫بنت عم ش‬ ‫‪11‬‬ ‫بنت أخ ش‬ ‫‪11‬‬ ‫ابن بنت‬ ‫‪1‬‬

‫بنت عم ألب‬ ‫‪11‬‬ ‫بنت أخ ألب‬ ‫‪11‬‬ ‫ابن ابن بنت‬ ‫‪1‬‬

‫عم ألم‬ ‫‪13‬‬ ‫ابن أخ ألم‬ ‫‪13‬‬ ‫ابن بنت بنت‬ ‫‪3‬‬

‫ابن عم ألم‬ ‫‪14‬‬ ‫بنت أخ ألم‬ ‫‪14‬‬ ‫بنت بنت‬ ‫‪4‬‬

‫بنت عم ألم‬ ‫‪15‬‬ ‫ابن أخت ش‬ ‫‪15‬‬ ‫بنت بنت ابن‬ ‫‪5‬‬

‫خال‬ ‫‪11‬‬ ‫بنت أخت ش‬ ‫‪11‬‬ ‫أب األم‬ ‫‪1‬‬

‫ابن خال‬ ‫‪17‬‬ ‫ابن أخت ألب‬ ‫‪17‬‬ ‫أب أم األم‬ ‫‪7‬‬

‫بنت خال‬ ‫‪18‬‬ ‫بنت أخت ألب‬ ‫‪18‬‬ ‫أب أم األب‬ ‫‪8‬‬

‫خالة‬ ‫‪19‬‬ ‫ابن أخت ألم‬ ‫‪19‬‬ ‫أم أب أب األب‬ ‫‪9‬‬

‫ابن خالة‬ ‫‪30‬‬ ‫بنت أخت ألم‬ ‫‪10‬‬ ‫أم أب األم‬ ‫‪10‬‬

‫‪32‬‬
‫اب ِ‬
‫هللا تَ َع َال‬ ‫ض ال ُْم َق َّد َرةِ يف كِتَ ِ‬
‫الْ ُف ُرْو ِ‬

‫ب َعلَى َما قُ ِس َما‬ ‫ِ‬


‫ض َوتَ ْعص ْي ٌ‬
‫فَ ْر ٌ‬ ‫ث نَو َع ِ‬
‫ان ُُهَا‬ ‫َوا ْعلَ ْم بِأ َّ‬
‫َن ا ِإل ْر َ ْ‬

‫ث ِس َو َاها الْبَتَّ ْه‬


‫ض يف ا ِإلر ِ‬
‫ْ‬ ‫الَ فَ ْر َ‬ ‫اب ِستَّ ْه‬ ‫ص ال ِ‬
‫ْكتَ ِ‬ ‫ض يف نَ ِ‬
‫فَالْ َف ْر ُ‬

‫ص َّ‬
‫الش ْر ِع‬ ‫س بِنَ ِ‬
‫الس ْد ُ‬ ‫َوالثُّل ُ‬
‫ْث َو ُّ‬ ‫الربْ ِع‬
‫ف ُّ‬ ‫ف َوُربْ ٌع ُُثَّ نِ ْ‬
‫ص ُ‬ ‫صٌ‬‫نِ ْ‬

‫ِ ٍّ‬ ‫ِ‬
‫اح َف ْظ فَ ُك ُّل َحافظ إِ َم ُ‬
‫ام‬ ‫فَ ْ‬ ‫ام‬ ‫َوالثُّلُثَان َو ُُهَا الت َ‬
‫َّم ُ‬

‫أنواع اإلرُ‬

‫التعصيب‬ ‫الفرض‬

‫اإلرث بغير تقدير بعد أصحاب الفروض إن وجدوا‬ ‫نصيب مقدر شرعا ً لوارث مخصوص‬

‫ال يزيد إال بالرد وال ينقص إال بالعول‬

‫( ‪)3‬‬ ‫( ‪)1‬‬ ‫( ‪)1‬‬ ‫(‪2/1 )1‬الثلثان‬ ‫(‪ 8/2 )8‬النصف‬

‫عصبة مع الغير‬ ‫عصبة بالغير‬ ‫عصبة بالنفس‬ ‫(‪ 8/1 )5‬الثلُ‬ ‫(‪ 8/1 )2‬الربع‬

‫وعددهم ‪2‬‬ ‫وعددهم ‪1‬‬ ‫وعددهم ‪81‬‬ ‫(‪ 8/1 )1‬السدس‬ ‫(‪ 8/1 )1‬الثمن‬

‫‪33‬‬
‫أصحاب النصف وشروطهم ‪1/2‬‬ ‫عددهم خمسة‬

‫(‪ )8‬عدم الفرع الوارُ للزوجة (وهم أبناؤها وبناتها وإن نزلوا)‬ ‫الزوج‬ ‫‪1‬‬

‫(‪ )8‬عدم المعصب وهو (اًلبن فأكثر)‬ ‫‪1‬‬

‫(‪ )2‬عدم المشارك وهي (البنت فأكثر)‬ ‫البنت‬

‫(‪ )8‬عدم المعصب وهو (ابن اًلبن فأكثر)‬ ‫‪3‬‬

‫(‪ )2‬عدم المشارك وهي (بنت اًلبن فأكثر)‬ ‫بنت االبنوإن نزلت‬

‫(‪ )1‬عدم الفرع الوارُ اْلعلى منها‬

‫(‪ )8‬عدم المعصب وهو (اْلخ الشقيق فأكثر)‬

‫(‪ )2‬عدم المشارك وهي (اْلخت الشقيقة فأكثر)‬ ‫األخت الشقيقة‬ ‫‪4‬‬

‫(‪ )1‬عدم الفرع الوارُ (كاًلبن‪ ،‬والبنت‪ ،‬وابن اًلبن‪ ،‬وبنت اًلبن‪ ،‬وإن‬
‫نزلوا)‬

‫(‪ )1‬عدم اْلصٌ الوارُ من الذكور (كاْلب‪ ،‬والجد وإن عَل)‬

‫‪34‬‬
‫(‪ )8‬عدم المعصب وهو (اْلخ ْلب فأكثر)‬

‫(‪ )2‬عدم المشارك وهي (اْلخت ْلب فأكثر)‬ ‫األخت ألب‬ ‫‪5‬‬

‫(‪ )1‬عدم الفرع الوارُ (كاًلبن‪ ،‬والبنت‪ ،‬وابن اًلبن‪ ،‬وبنت اًلبن‪ ،‬وإن‬
‫نزلوا)‬

‫(‪ )1‬عدم اْلصٌ الوارُ من الذكور(كاْلب‪ ،‬والجد وإن عَل)‬

‫(‪ )5‬عدم الشقيقأوالشقيقة فأكثر‬

‫أصحاب الربع وشرطهم ‪1/4‬‬ ‫عددهم اثنان‬

‫(‪ )8‬وجود الفرع الوارُ للزوجة‬ ‫الزوج‬ ‫‪1‬‬

‫الزوجة فأكثر (‪ )8‬عدم الفرع الوارُ للزوج‬ ‫‪1‬‬

‫عددهم واحدة أصحاب الثمن وشرطهم ‪1/8‬‬

‫الزوجة فأكثر (‪ )8‬وجود الفرع الوارُ للزوج‬ ‫‪1‬‬

‫‪35‬‬
‫أصحاب الثلثين وشروطهم ‪2/3‬‬ ‫عددهم أربعة‬

‫(‪ )8‬عدم المعصب وهو (اًلبن فأكثر)‬ ‫‪1‬‬

‫(‪ )2‬وجود المشارك وهي (البنت فأكثر)‬ ‫البنتان فأكثر‬

‫االبن (‪ )8‬عدم المعصب وهو (ابن اًلبن فأكثر)‬ ‫بنتا‬ ‫‪1‬‬


‫فأكثر‬
‫(‪ )2‬وجود المشارك وهي (بنت اًلبن فأكثر)‬
‫وإن نزلن‬
‫(‪ )1‬عدم الفرع الوارُ اْلعلى منها‬

‫(‪ )8‬عدم المعصب هو (اْلخ الشقيق فأكثر)‬ ‫األختان‬ ‫‪3‬‬


‫الشقيقتان‬
‫(‪ )2‬وجود المشارك هي (اْلخت الشقيقة فأكثر)‬ ‫فأكثر‬

‫(‪ )1‬عدم الفرع الوارُ (كاًلبن‪ ،‬والبنت‪ ،‬وابن اًلبن‪ ،‬وبنت اًلبن وإن نزلوا)‬

‫(‪ )1‬عدم اْلصٌ الوارُ من الذكور (كاْلب والجد وإن عَل)‬

‫‪36‬‬
‫اْلختان‬
‫(‪ )8‬عدم المعصب وهو (اْلخ ْلب فأكثر)‬ ‫‪4‬‬

‫ألب فأكثر‬
‫(‪ )2‬وجود المشارك وهي (اْلخت ْلب فأكثر)‬

‫(‪ )1‬عدم الفرع الوارُ(كاًلبن‪ ،‬والبنت‪ ،‬وابن اًلبن‪ ،‬وبنت اًلبن وإن نزلوا)‬

‫(‪ )1‬عدم اْلصٌ الوارُ من الذكور(كاْلب والجد وإن عَل)‬

‫(‪ )5‬عدم الشقيقأوالشقيقة فأكثر‬

‫أصحاب الثلث وشروطهم ‪1/3‬‬ ‫عددهم اثنان‬

‫(‪ )8‬عدم الفرع الوارُ للميت (وهم اًلبن وإن نزٌ‪ ،‬والبنت وبنت اًلبن وإن نزلت)‬ ‫األم‬ ‫‪1‬‬

‫(‪ )2‬عدم الجمع من اإلخوة أواْلخوات (اثنين فأكثر‪ ،‬أشقاء أوْلب أوْلم أومختلطين‪،‬‬
‫وارثين أو محجوبين بشخص ًل بوصف)‬

‫(‪ )1‬أن ًل تكون إحدى الغراوين (وهي زوج أوزوجة مع أب وأم) وترثاْلم فيها ثلُ‬
‫الباقي‬

‫وًل يقوم الجد مقام اْلب في هذه المسألة‪ ،‬فترُ اْلم معه الثلُ كامَلً ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫(‪ )8‬عدم الفرع الوارُ للميت (وهم اًلبن وإن نزٌ‪ ،‬والبنت وبنت اًلبن وإن نزلت)‬ ‫أوالد األم‬ ‫‪1‬‬

‫(‪ )2‬عدم اْلصٌ الوارُ من الذكور (كاْلب والجد)‬ ‫إخوة‬


‫أوأخوات ألم‬
‫(‪ )1‬أن يكونوا اثنين فصاعدا ً‬

‫(تنبيه ‪ :‬اإلخوة ْلم يرُ ذكرهم كأنثاهم وًل يفضٌ عليهم اجتماعا ً وًل انفراداً)‬

‫أصحاب السدس وشروطهم ‪1/6‬‬ ‫عددهم سبعة‬

‫(‪ )8‬وجود الفرع الوارُ‬ ‫األب‬ ‫‪1‬‬

‫الجد وإن عال (‪ )8‬وجود الفرع الوارُ‬ ‫‪1‬‬

‫(‪ )2‬عدم اْلب أو جد أقرب‬

‫(‪ )8‬وجود الفرع الوارُ‬ ‫األم‬ ‫‪3‬‬

‫(‪ )2‬أووجود جمع من اإلخوة أواْلخوات (كاثنين فأكثر‪ ،‬أشقاء أو ْلب أو‬
‫ْلم أومختلطين‪ ،‬وارثين أو محجوبين بشخص ًل بوصف)‬

‫(‪ )8‬عدم اْلم أو جدة أقرب‬ ‫الجدة فأكثر‬ ‫‪4‬‬

‫‪38‬‬
‫االبن (‪ )8‬عدم المعصب وهو (ابن اًلبن فأكثر)‬ ‫بنت‬ ‫‪5‬‬
‫فأكثر‬
‫(‪ )2‬عدم الفرع الوارُ اْلعلى‪ ،‬إًل صاحبة نصف أعلى منها (بنت أو بنت‬
‫ابن) (تكملة للثلثين) وًل ترُ السدس إًل معها‬ ‫وإن نزلت‬

‫ألب (‪ )8‬عدم المعصب وهو (اْلخ ْلب فأكثر)‬ ‫األخت‬ ‫‪1‬‬


‫فأكثر‬
‫(‪ )2‬وجود أخت شقيقة وارثة للنصف (تكملة للثلثين) وهذا يعني عدم الفرع‬
‫الوارُ‬

‫(‪ )8‬عدم الفرع الوارُ‬ ‫ولد األم‬ ‫‪7‬‬

‫(‪ )2‬عدم اْلصٌ الوارُ من الذكور‬ ‫(األخ ألم)‬

‫(‪ )1‬أن يكون منفردا ً‬ ‫أو(األخت‬


‫ألم)‬

‫التـــــــــــــــــعـــــــــصـــــــــــــيـــــــــب‬

‫اإلرُ بغير تقدير بعد أصحاب الفروض إن وجدوا‬


‫الــــتــعــصــيــب‬

‫هم قرابة الميت الذين يرثونه بغير تقدير بعد أصحاب الفروض إن وجدوا‬ ‫العصبة‬

‫‪ -1‬العصبة مع الغير‬ ‫‪ -2‬العصبة بالغير‬ ‫‪ -8‬العصبة بالنفس‬ ‫أنواع العصبة‬

‫‪39‬‬
‫‪-8‬عصبة بنسب ‪ :‬وهم كٌ الوارثين الذكور ماعدا (الزوج)(واْلخ ْلم) (والمع ِتق)‬ ‫العصبة أقسامهم‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ .‬وعددهم (‪)82‬‬ ‫بالنفس‬

‫‪ -2‬عصبة بسبب ‪ :‬وهم الوارثون بالوًلء وهما (المع ِتق والمع ِتقة)‪ ،‬وعددهم (‪)2‬‬

‫مجموع العصبة بالنفس‪ )81( :‬وارثا ًكلهم ذكور ماعدا(المع ِتقة)‬

‫‪ -8‬عند انفرادهم عن أصحاب الفروض يأخذ أقرب العصبة جميع الماٌ‬ ‫أحكامهم‬

‫‪ -2‬عند اجتماعهم مع صاحب فرض أو أكثر يأخذ أقربهم ما تبقى بعد ذوي‬
‫الفروض‬

‫‪ -1‬إذا استغرقت الفروض التركة سقط العصبةإًل اثنين ‪:‬‬

‫‪ -‬اًلبن ‪ :‬فإنه ًل يتصور معه اًلستغراق ‪.‬‬

‫‪ -‬واْلب‪ ،‬والجد (عند عدم اْلب) ‪ :‬فإنهما يرثان عندها السدس فرضا ً‬

‫يورُ العصبة بحسب الترتيب التالي ‪:‬‬ ‫ترتيبهم‬


‫(‪ )8‬الجهة (‪ )2‬ثم القرب (‪ )1‬ثم القوة‬

‫قاٌ الجعبري ‪:‬‬

‫[فبالجه ِة التقدي ُم ثم بقربه وبعدهما التقدي َمبالقوة اجعَل]‬

‫جهات العصبة بالنفس‬

‫‪41‬‬
‫الجهة‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫العدد‬ ‫الرقم‬

‫ابن اًلبن فأنزٌ‬ ‫اًلبن‬ ‫( ‪)1‬‬ ‫البنوة‬ ‫األولى‬

‫الجد (وإن عَل)‬ ‫اْلب‬ ‫( ‪)1‬‬ ‫األبوة‬ ‫الثانية‬

‫ابن اْلخ ب فأنزٌ‬ ‫ابن اْلخ شفأنزٌ‬ ‫اْلخ ْلب‬ ‫اْلخ الشقيق‬ ‫( ‪)4‬‬ ‫األخوة‬ ‫الثالثة‬

‫ابن العم ب فأنزٌ‬ ‫ابن العم ش فأنزٌ‬ ‫العم ْلب‬ ‫العم الشقيق‬ ‫( ‪)4‬‬ ‫العمومة‬ ‫الرابعة‬

‫المع ِتقة‬ ‫المع ِتق‬ ‫( ‪)1‬‬ ‫الوالء‬ ‫الخامسة‬

‫(‪)14‬‬ ‫المجموع‬

‫‪ -2‬الــــعــــصــــبــــة‬
‫وهم الذين يكونون عصبة بواسطة غيرهم وهن أربع نسوة‬

‫بالــغـيــر‬
‫ُ]‬
‫ُ يعصبانهن في الميرا ِ‬ ‫قاٌ الرحبي ‪[ :‬واًلب ُن واْل ُ‬
‫خ مع اإلنا ِ‬

‫تكون عاصبة باًلبن فأكثر الوارُ بالتعصيب‬ ‫‪ -1‬البنت فأكثر‬

‫تكون عاصبة بابن اًلبن فأكثر الوارُ بالتعصيب‪ ،‬وبابن اًلبن اْلنزٌ‬ ‫‪ -1‬بنت االبن فأكثر‬
‫منها إذا احتاجت إليه‪ ،‬وهو عندما تكون غير وارثة بالفرض‬

‫‪ -3‬األخت الشقيقة تكون عاصبة باْلخ الشقيق فأكثر الوارُ بالتعصيب‬


‫فأكثر‬

‫تكون عاصبة باْلخ ْلب فأكثر الوارُ بالتعصيب‬ ‫‪ -4‬األخت ألب فأكثر‬

‫‪41‬‬
‫وهم الذين يكونون عصبة مع غيرهم وهما اثنتان من النساء‬ ‫‪ -3‬الـــــعـــصـــبـــة‬

‫فهن معهن معصبات]‬ ‫قاٌ الرحبي ‪[ :‬واْلخوات إن تكن بنات‬


‫مــع الــغـــيـر‬

‫تكون عاصبة مع بنت فأكثر أوبنت ابن فأكثر أو معهما‬ ‫‪ -1‬األخت الشقيقة فأكثر‬
‫معاً‪ ،‬وكن وارثا ٍ‬
‫ت بالفرض‪ ،‬وًليكون ذلك إًل مع عدم‬
‫عاصب أقرب‬

‫تكون عاصبة مع بنت فأكثر أوبنت ابن فأكثر أو معهما‬ ‫‪ -1‬األخت ألب فأكثر‬
‫معاً‪ ،‬وكن وارثا ٍ‬
‫ت بالفرض‪ ،‬وًليكون ذلك إًل مع عدم‬
‫عاصب أقرب‬

‫‪ -‬إذا كانت األخت الشقيقة عاصبة مع الغير حجبت كل‬ ‫قاعدة‬


‫من يحجبه األخ الشقيق (فتحجب األخ ألب فمن بعده)‬

‫‪ -‬إذا كانت األخت ألب عاصبة مع الغير حجبت كل من‬


‫يحجبه األخ ألب (فتحجب ابن األخ مطلقا ً فمن بعده)‬

‫الحجب ‪ :‬مفهومه وأنواعه‬

‫تعريف الحجب ‪ :‬الحجب لغة هو المنع و الحرمان ‪ ،‬و شرعا هو المنع من اإلرث بالكلية أو من‬

‫بعضه‪ .‬فالحاجب هو من يمنع غيره من الميراث أما المحجوب فهو الممنوع من اإلرث ‪.‬و يجب‬
‫التمييز بين الحجب بالوصف والحجب بالشخص ‪:‬‬

‫‪42‬‬
‫فالحجب بالوصف يتعلق بجميع الورثة وهي التي تسمى بموانع الميراث والمجموعة في عبارة‬
‫{عش لك رزق}‪ ،‬فإذا اتصف به أحد الورثة فإنه يحرم من الميراث وال يؤثر على باقي الورثة خالفا‬
‫للحجب بالشخص‪ ،‬فالمحجوب المقصود هنا قد يحجب حجب حرمان أو حجب نقصان وهو يسري‬
‫على جميع الورثة أصحاب الفروض وعصبة ماعدا ‪:‬‬
‫‪ -‬األبوين (األب و األم)‬
‫‪ -‬الزوجين (الزوج و الزوجة)‬
‫‪ -‬األوالد ( االبن و البنت الصلبية)‬

‫فهؤالء ال يحجبون أبدا حجب حرمان‪.‬‬

‫أنــواع الـحجب‬

‫قسم علماء الفرائض الحجب إلى نوعان ‪ :‬حجب نقصان و حجب حرمان‪.‬‬

‫أوال‪ :‬حجب النقصان { نقـل ـ جزئي }‬

‫هناك البعض من الورثة يحجبون حجب نقصان و ال يسقطون من الميراث‪ ،‬فوجود الحاجب معهم‬
‫أثر على نصيبهم فقط‪ ،‬فنقلهم من الميراث بالفرض األكبر إلى الميراث بالفرض األصغر ‪ ،‬و هذا‬
‫النوع من الحجب يخص أصحاب الفروض ‪ :‬كاألم التي تنزل إلى فرضها األصغر عند وجود‬
‫الجمع من اإلخوة أو الفرع الوارث‪ ،‬و كالزوج الذي يرث الربع بدال من النصف عند وجود الفرع‬
‫الوارث و نفس األمر بالنسبة للزوجة التي ترث الثمن بدال من الربع عند وجود الفرع الوارث‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حجب الحرمان { إسقـاط ـ كلي }‬

‫‪43‬‬
‫حجب الحرمان هو الذي يحرم الوارث من الميراث و يسقطه بسبب وجود الحاجب أي الواسطة‬
‫التي أدلى بها إلى الميت‪.‬‬

‫و هذا ما يظهر أساسا في ميراث اإلخوة و األخوات ألم و في الميراث بالتعصيب ‪ ،‬حيث يحجب‬
‫القريب من العاصب بالنفس البعيد من العصبة ‪ ،‬أي إذا كان أقرب منه في الجهة أو في الدرجة‬
‫أوفي قوة القرابة‪.‬‬

‫جدول َح ْجب الحرمان‬ ‫المحجوب‬

‫الحاجب‬

‫‪-1‬االبن‪-1‬وكل ابن ابن أقرب‬ ‫(‪ )1‬ابن االبن وإن نزل‬

‫‪-1‬وكل ابن ابن أقرب‬ ‫(‪ )1‬بنت االبن وإن ‪-1‬االبن‬


‫نزلت‬
‫‪-3‬والبنتان فأكثر إذا لم يكن لبنت االبن عاصب‬

‫‪-4‬بنت االبن القربى‬

‫‪-1‬األب ‪-1‬وكل جد أقرب‬ ‫(‪ )3‬الجد‬

‫‪-1‬وكل جدة أقرب‬ ‫‪-1‬األم‬ ‫(‪ )4‬الجدة‬

‫‪-1‬الفرع الوارث الذكر (االبن وإن نزل)‬ ‫(‪)5‬األخ الشقيق‬

‫‪-1‬واألب (والجد على قول)‬

‫‪44‬‬
‫جدول َح ْجب الحرمان‬ ‫المحجوب‬

‫الحاجب‬

‫‪-1‬الفرع الوارث الذكر (االبن وإن نزل)‬ ‫(‪ )1‬األخت الشقيقة‬

‫‪-1‬واألب (والجد على قول)‬

‫‪-1‬واألخ الشقيق‬ ‫‪-1‬االثنان المتقدمان‬ ‫(‪)7‬األخ ألب‬

‫‪-3‬واألخت الشقيقة العاصبة مع الغير‬

‫‪-1‬الثالثة المتقدمون (الفرع الذكر واألصل الذكر والشقيق والشقيقة‬ ‫(‪ )8‬األخت ألب‬
‫العاصبة مع الغير)‬

‫‪-1‬والشقيقتان فأكثر إذا لم يكن لألخت ألب عاصب وهو األخ ألب‬

‫‪-1‬الفرع الوارث مطلقا ً (وإن نزل)‬ ‫(‪ )9‬األخ واألخت ألم‬

‫‪-1‬واألصل الوارث الذكر(األب وإن عال)‬

‫‪45‬‬
‫جدول َح ْجب الحرمان‬ ‫المحجوب‬

‫الحاجب‬

‫(‪ )10‬ابن األخ الشقيق ‪-1‬الفرع الوارث الذكر (االبن وإن نزل)‬
‫وإن نزل‬
‫‪-1‬واألصل الوارث الذكر (وإن عال)‬

‫‪-3‬واألخ الشقيق أو ألب‬

‫‪-4‬واألخت (ش أو ألب) العاصبة مع الغير‬

‫‪ -5‬ابن أخ (شقيق أو ألب) أقرب منه‬

‫‪-1‬وابن األخ ش‬ ‫(‪ )11‬ابن األخ ألب وإن الخمسة المتقدمون‬


‫نزل‬

‫‪-7‬وابن األخ ألب‬ ‫الستة المتقدمون‬ ‫(‪ )11‬العم الشقيق‬

‫األقرب وابنُه الع هم األبعدَ وابنَه‪ ،‬كما يحجب الع ُّم األبعد ُ‬
‫ُ‬ ‫ويحجب الع ُّم‬
‫األكثر بعدا ً وابنَه‬
‫َ‬ ‫وابنُه الع هم‬

‫‪-8‬والعم الشقيق‬ ‫السبعة المتقدمون‬ ‫(‪ )13‬العم ألب‬

‫األقرب وابنُه الع هم األبعدَ وابنَه‬


‫ُ‬ ‫ويحجب الع ُّم‬

‫‪46‬‬
‫جدول َح ْجب الحرمان‬ ‫المحجوب‬

‫الحاجب‬

‫‪-9‬والعم ألب‬ ‫(‪ )14‬ابن العم الشقيق الثمانية المتقدمون‬


‫وإن نزل‬
‫ب وإن نزل الع هم األبعدَ وابنَه‬ ‫ويحجب اب ُن ِ‬
‫العم األقر ِ‬

‫‪-10‬وابن العم الشقيق‬ ‫(‪ )15‬ابن العم ألب وإن التسعة المتقدمون‬
‫نزل‬
‫ب وإن نزل الع هم األبعدَ وابنَه‬ ‫ويحجب اب ُن ِ‬
‫العم األقر ِ‬

‫‪-11‬وابن العم ألب‬ ‫العشرة المتقدمون‬ ‫(‪ )11‬المعتِق والمعتِقة‬

‫ضوابط الحجب‬

‫‪ - 1‬كل من أدلى للهالك بشخص ال يرث مع وجوده إال اإلخوة لألم ‪.‬‬

‫ـ كل من أدلى للموروث بواسطة حجبته تلك الواسطة ‪ ،‬إال اإلخوة لألم ‪.‬‬

‫‪ -‬كل من أدلى للميت بأنثى ال يرث إال اإلخوة ألم‬

‫‪ - 1‬إلخوة َيحجبون األم حجب نقص من الثلث إلى السدس‪ ،‬و أبناؤهم ال يحجبونها ‪.‬‬

‫‪ - 3‬تحجب األم بالمتعدد من اإلخوة ولو لم يرثوا أو كان الوارث واحدا منهم فقط ‪.‬‬

‫‪ - 4‬األب يسقط جميع أنواع اإلخوة ‪.‬‬


‫‪47‬‬
‫‪ - 5‬الجد يسقط اإلخوة لألم فقط دون باقي اإلخوة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬الجد ال يسقط اإلخوة األشقاء و ألب و يسقط أبناءهم ‪.‬‬

‫‪ - 7‬االبن يُسقط ابن االبن ‪.‬‬

‫‪ - 8‬ابن اإلبن األقرب يُسقط ابن االبن األبعد‪.‬‬

‫‪ - 9‬األخوات قد يصرن عصبات إن كان للهالك بنت أو بنات ‪.‬‬

‫‪ - 10‬الشقيقة إذا كانت عاصبة مع البنت ‪ :‬تحجب األخ لألب ومن بعده ‪.‬‬

‫‪ - 11‬ألخت ألب إذا كانت عاصبة مع البنت ‪ :‬تحجب ابن األخ الشقيق ومن بعده‬

‫‪ - 11‬األصول ال يحجبهم إال األصول‪.‬‬

‫‪ - 13‬الحواشي يحجبهم األصول والفروع والحواشي‪.‬‬

‫‪ - 14‬الفروع ال يحجبهم إال الفروع‪.‬‬

‫النسب األربع‬

‫التساوي يف العدد‪ ،‬مثل ‪)6-6( )3-3( )2-2( :‬‬ ‫التماثل‬ ‫‪1‬‬


‫وحكمه ‪( :‬االكتفاء بأحدُها)‬
‫انظر املسائل املتعلقة بالتماثل‬
‫عددان ينقسم األكرب على األصغر بدون كسر‬ ‫التداخل‬ ‫‪2‬‬
‫مثل ‪)6-3( )8-2( )6-2( )4-2( :‬‬
‫وحكمه ‪( :‬االكتفاء باألكرب)‬
‫مثل ‪)6 =6-3( )8 =8-2( )6 =6-2( )4 =4-2( :‬‬
‫انظر املسائل املتعلقة بالتداخل‬

‫‪48‬‬
‫التوافق‬
‫عددان يتفقان في جزء من األجزاء‬ ‫‪3‬‬

‫(أو يقبالن القسمة على عدد ثالث غير الواحد) ويسمى‬


‫الناتج (الوفق)‬

‫(ومتى قبال القسمة على أكثر من عدد‪ ،‬قسما على األكبر من‬
‫هذه األعداد)‬

‫مثل (‪ )8-1( ،)4-1‬كلها تقبل القسمة على العدد (‪)1‬‬

‫وحكمه ‪( :‬ضرب وفق أحدهما في كامل اآلخر)‬

‫[(‪]11 =3×4 ،11=1×1 = )4-1‬‬

‫[(‪]14 =3×8 ،14 =4×1 = )8-1‬‬

‫انظر المسائل المتعلقة بالتوافق‬

‫التباين‬
‫عددان اليوجد بينهما اتفاق في أي جزء‪ ،‬مثل ‪)3-1( :‬‬ ‫‪4‬‬
‫(‪)3-8( )3-4‬‬

‫وحكمه ‪( :‬ضرب كامل أحدهما في كامل اآلخر)‬

‫[‪]14=3×8[ ،]11=3×4[ ،]1=3×1‬‬

‫انظر المسائل المتعلقة بالتباين‬

‫اجتماع النسب‬
‫اجتماع أكثر من نسبة ‪:‬‬

‫‪49‬‬
‫عند اجتماع أكثر من نسبة نبدأ بالتماثل والتداخل إن‬
‫وجدا‪ ،‬ثم ننظر في الناتج بحسب الموجود من التوافق أو‬
‫التباين‬

‫انظر المسائل المتعلقة باجتماع أكثر من نسبة‬

‫خالصة النسب‬
‫التماثل ‪1=)1-1( . 3=)3-3( .1=)1-1( :‬‬
‫األربع‬

‫(‪-3( . 8= )8-1‬‬ ‫التداخل ‪. 1=)1-1( . 4=)4-1( :‬‬


‫‪1=)1‬‬

‫التوافق ‪14=)8-1( . 11=)4-1( :‬‬

‫التباين ‪. 14= )3-8( . 11=)3-4( . 1=)3-1( :‬‬

‫التأصيل والعول والتصحيح وقسمة التركات‬


‫تعريف التأصيل‪:‬‬
‫التأصيل لغة‪ :‬التأسيس ووضع األصل‪ ،‬وهو مأخوذ من األصل‪ ،‬واألصل في اللغة‪ :‬ما يُبنى عليه غيره‪.‬‬
‫واصطال ًحا‪ :‬هو تحصيل أق َّل عد ٍد يخرج منه فرض المسألة‪ ،‬أو فروضها بال كسر‪.‬‬
‫أصول المسائل‪:‬‬
‫تنقسم أصول المسائل إلى نوعين‪:‬‬
‫النوع األول‪ :‬إذا كانوا كلهم عصبات‪:‬‬
‫ذكورا وإناثًا‬
‫ً‬ ‫ذكورا‪ ,‬وإذا كانوا‬
‫ً‬ ‫فإن أصول مسائل العصبة غير محصورة؛ ألن مسألتهم من عدد رؤوسهم إذا كانوا‬
‫فيكون للذكر مثل حظ األنثيين‪.‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬إذا كانوا كلهم ذوي فروض‪:‬‬
‫فإن أصول مسائل أصحاب الفروض محصورة‪ ،‬وتنقسم إلى قسمين‪:‬‬

‫‪51‬‬
‫القسم األول‪ :‬أصول متفق عليها‪ ،‬وهي‪.]24 ،12 ،8 ،6 ،4 ،3 ،2[ :‬‬
‫أو تقول‪ :‬االثنان‪ ،‬وضعفها‪ ،‬وضعف ضعفها‪ .‬و‪ :‬الثالثة‪ ،‬وضعفها‪ ،‬وضعف ضعفها‪ ،‬وضعف ضعف ضعفها‪.‬‬
‫أو تقول‪ :‬أربعة وعشرون‪ ،‬ونصفها‪ ،‬ونصف نصفها‪ ،‬ونصف نصف نصفها‪.‬‬
‫و‪ :‬ثمانية‪ ،‬ونصفها‪ ،‬ونصف نصفها‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬أصول مختلف فيها‪ ،‬وهي‪.]36 ،18[ :‬‬
‫فيرى بعض العلماء أنهما أصالن ‪ ,‬وهو قول الجمهور‪ ،‬ويرى بعضهم أنهما مص ّحان ال أصالن‪.‬‬
‫وهذان األصالن ال يوجدان إال في باب ميراث اإلخوة مع الجد على القول بتوريث اإلخوة مع الجد‪.‬‬
‫كيفية التأصيل‪:‬‬
‫عند تأصيل المسألة فإنها ال تخلو من ثالث حاالت‪:‬‬
‫الحال األولى‪ :‬أن يكون جميع من في المسألة عصبة‪ ،‬وال يكون معهم صاحب فرض‪ :‬فالمسألة من عدد رؤوسهم إذا‬
‫ذكورا‪ ,‬وفي حال اجتماع الذكور مع اإلناث فإنه يفرض الذكر عن انثيين‪.‬‬
‫ً‬ ‫كانوا‬
‫مثال (‪ :)1‬هالك عن‪ :‬ثالثة أبناء‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ابن ‪1‬‬
‫ابن ‪1‬‬
‫ابن ‪1‬‬

‫مثال (‪ :)2‬هالك عن‪ :‬ابنين وبنتين‪.‬‬


‫‪6‬‬
‫ابن ‪2‬‬
‫ابن ‪2‬‬
‫بنت ‪1‬‬
‫بنت ‪1‬‬

‫الحال الثانية‪ :‬أن يكون في المسألة صاحب فرض واحد‪:‬‬

‫فأصل المسألة من مخرج ذلك الفرض‪.‬‬

‫أمثلة تطبيقية‪:‬‬

‫مثال (‪ :)1‬هالكة عن‪ :‬زوج وعم‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪1‬‬ ‫زوج‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬ ‫عم ب‬

‫مثال (‪ :)2‬هالك عن‪ :‬أم وأب‪.‬‬


‫‪3‬‬
‫‪1‬‬
‫‪1‬‬ ‫أم‬
‫‪3‬‬
‫‪51‬‬
‫‪2‬‬ ‫أب ب‬

‫الحال الثالثة‪ :‬أن يكون في المسألة أكثر من صاحب فرض‪:‬‬


‫فيستخرج أصل المسألة بالنظر بين مقامات الفروض عن طريق النسب األربع‪ ،‬وحاصل النظر هو أصل المسألة‪ .‬أو‬
‫بإيجاد القاسم المشترك األصغر لتلك المقامات‪ ،‬ويكون هو أصل المسألة‪.‬‬
‫أمثلة تطبيقية‪:‬‬
‫مثال (‪ :)1‬هالكة عن‪ :‬زوج وأخت شقيقة‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫مماثلة‬
‫‪1‬‬
‫‪1‬‬ ‫زوج‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪1‬‬ ‫أخت (ش)‬
‫‪2‬‬

‫مثال (‪ :)2‬هالكة عن‪ :‬زوج وبنت وعم‪.‬‬


‫‪4‬‬ ‫مداخلة‬
‫‪1‬‬
‫‪1‬‬ ‫زوج‬
‫‪4‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬ ‫بنت‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬ ‫ب‬ ‫عم‬

‫الفصل الثاني‪ :‬ال َع ْول‬


‫تعريف ال َع ْولُ‪:‬‬
‫ال َع ْول لغة‪ :‬يطلق على الزيادة واالرتفاع‪ ،‬و الظلم والجور و الغلبة و كثرة العيال و الفقر و كفاية العيال‪ ...‬واصطال ًحا‪ :‬قيل‪:‬‬
‫زيادة فروض المسألة على أصلها‪ .‬وقيل‪ :‬الزيادة في السهام‪ ،‬والنقص في األنصباء‪.‬‬

‫مثال لل َع ْول‪ :‬هالكة عن‪ :‬زوج وأختين شقيقتين وجدة وأخ ألم‪.‬‬

‫‪9/6‬‬
‫‪1‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوج‬
‫‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫‪4‬‬ ‫أختان (ش)‬
‫‪3‬‬
‫‪1‬‬
‫‪1‬‬ ‫جدة‬
‫‪6‬‬
‫‪1‬‬
‫‪1‬‬ ‫أخ ألم‬
‫‪6‬‬

‫الحظ أن أصل المسألة كانت من (‪ )6‬ثم عالت إلى (‪.)9‬‬


‫سبب العول‪ :‬االزدحام في الفروض‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫األصول العائلة‪:‬‬
‫األصول بالنسبة للعول وعدمه قسمان‪:‬‬
‫‪ )1‬أصول تعول وهي‪.)24 ،12 ،6( :‬‬
‫‪ )2‬أصول ال تعول وهي‪.)36 ،18 ،8 ،4 ،3 ،2( :‬‬

‫نهاية عول األصول العائلة وعدده وصفته‪:‬‬

‫وترا وشفعًا‪ .‬فيعول إلى سبعة‪ ،‬وإلى ثمانية‪ ،‬وإلى تسعة‪ ،‬وإلى‬ ‫ً‬
‫أوال‪ :‬أصل (‪ :)6‬ويعول عند الجمهور أربع مرات ً‬
‫عشرة‪ ،‬وهي نهاية عوله‪.‬‬

‫أمثلة تطبيقية‪:‬‬

‫مثال (‪ :)1‬هالكة عن‪ :‬زوج وأخت شقيقة وأخوين ألم‪.‬‬


‫‪8/6‬‬
‫‪1‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوج‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪3‬‬ ‫أخت (ش)‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬ ‫أخوان ألم‬
‫‪3‬‬

‫مثال (‪ :)2‬هالكة عن‪ :‬زوج وأم وأختين شقيقتين (أو ألب) وأخ ألم‪.‬‬
‫‪9/6‬‬
‫‪1‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوج‬
‫‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫‪4‬‬ ‫أختان (ش) أو ألب‬
‫‪3‬‬
‫‪1‬‬
‫‪1‬‬ ‫أم‬
‫‪6‬‬
‫‪1 1‬‬ ‫أخ ألم‬
‫‪6‬‬
‫الرد‬
‫الرد لغة‪ :‬العود‪ ،‬والرجوع‪.‬‬
‫تماما‪.‬‬
‫صطالحا‪ :‬نقص في أصل المسألة‪ ،‬وزيادة في مقادير السهام المفروضة‪ .‬فهو عكس العول ً‬
‫ً‬ ‫وا‬
‫شروط الرد‪ :‬وال يكون في مسألة من المسائل ردّ إال إذا تحققت أمور ثالثة‪:‬‬

‫‪53‬‬
‫‪-1‬وجود صاحب فرض‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم وجود عاصب‪.‬‬
‫‪ -3‬بقاء فائض من التركة‪.‬‬
‫فإذا لم تتوفر هذه الشروط فليس في المسألة رد ّ‪.‬‬
‫الورثة الذين يرد عليهم‪ :‬يرد على جميع أصحاب الفروض ماعدا الزوجين‪.‬‬

‫والردّ يشمل ثمانية من أصحاب الفروض وهم‪:‬‬


‫‪ -1‬البنت‪ -2 ... .‬بنت االبن‪.‬‬
‫‪ -3‬األخت الشقيقة‪ -4 ... .‬األخت ألب‪.‬‬
‫‪ -5‬األم‪ -6 ... .‬األخت ألم‪.‬‬
‫‪ -7‬األخ ألم‪ -8 ... .‬الجدة الصحيحة‪.‬‬
‫أ ّما ‪ -‬األب والجدّ ‪ -‬وإن كانا من أصحاب الفروض في بعض الحاالت فإنه اليردُّ عليهما‪.‬‬
‫ألنه متى وجد األب أو الجد‪ ،‬فال يمكن أن يكون في المسألة ردّ ألنهما يصبحان عصبة حينذاك فيأخذان الباقي‪.‬‬
‫اقسام الرد‪:‬‬
‫ينقسم الرد إلى أربعة أقسام‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون الورثة أصحاب فرض واحد‪ ،‬بدون أحد الزوجين‪.‬‬
‫الطريقة‪ :‬فإن الميراث يقسم على عدد الرؤوس ابتداء‪.‬‬
‫ضا والباقي ردًا‬
‫مثاله‪ :‬مات إنسان عن‪( :‬ثالث بنات) فإن المسألة من (‪ )3‬عدد رؤسهن ألن لهن الثلثين فر ً‬
‫‪ -2‬أن يكون الورثة أصحاب فروض متعددة‪ ،‬بدون أحد الزوجين‪.‬‬
‫الطريقة‪ :‬فإن الميراث يقسم على عدد السهام‪ ،‬ال على عدد الرؤوس‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬مات انسان عن‪( :‬أم‪ ،‬وأخوين ألم) لألم السدس ولألخوين ألم الثلث‪ ،‬فالمسألة من عدد السهام أي من (‪ )3‬ألن لألم سه ًما‬
‫من ستة‪ ،‬ولألخوين ألم سهمين من ستة‪ ،‬ومجموع السهام ثالثة فهي أصل المسألة ‪-‬‬
‫‪ -3‬أن يكون الورثة أصحاب فرض واحد‪ ،‬مع وجود أحد الزوجين‪.‬‬
‫الطريقة‪ :‬أن نجعل المسألة من مخرج الزوجية‪ ،‬والباقي يقسم على عدد رؤوس الورثة‪.‬‬
‫ضا والباقي رد ًا‬
‫مثاله‪ :‬ماتت عن‪( :‬زوج‪ ،‬وأم) المسألة من (‪ )2‬مخرج فرض الزوج‪ ،‬للزوج النصف واحد‪ .‬واألم لها الثلث فر ً‬
‫‪ -4‬أن يكون الورثة أصحاب فروض متعددة‪ ،‬مع وجود أحد الزوجين‪.‬‬
‫الطريقة‪ :‬أن نجعل مسألتين‪:‬‬
‫‪54‬‬
‫‪) 1‬مسألة نضع فيها أحد الزوجين‪.‬‬
‫‪) 2‬ومسألة ليس فيها أحد من الزوجين‪.‬‬
‫ثم ننظر‪ :‬فإن كان الباقي بعد فرض الزوجية ينقسم على من يرد عليهم‪ ،‬كان أصل مسألة الرد هو مخرج فرض الزوجية‪ ،‬وهو‬
‫الجامعة للمسألتين‪.‬‬
‫وإن كان الباقي بعد فرض الزوجية ال ينقسم على من يرد عليهم فاضرب جميع مسألة الرد في جميع مسألة الزوجية‪ .‬وما بلغ‬
‫فهو أصل‬
‫المسألة الجامعة لمسألتي الرد والزوجية‪ ،‬ومن له شيء من مسألة الزوجية أخذه مضروبا في مسألة الرد‪ ،‬ومن له شيء من‬
‫مسألة الرد أخذه مضروبا ً في الباقي من مسألة الزوجية بعد فرضها‪.‬‬

‫تصحيح المسألة‬

‫بعد معرفة سهام كل وارث يحدث أن بعض السهام قد ال تقبل القسمة على مستحقيها إال بكسر بسبب تعدد الرؤوس‪ ،‬فعند ذلك‬
‫نضطر إلى تصحيح المسائل؛ بحيث نحصل على أصغر عدد ممكن أن نأخذ منه نصيب كل وارث من غير كسر‪.‬‬
‫تعريف التصحيح‪:‬‬
‫التصحيح لغة‪ :‬تفعيل من الصحة ضد السقم‪ ،‬أو إزالة السقم‪.‬‬
‫واصطال ًحا‪ :‬تحصيل أقل عدد ينقسم على الورثة بال كسر‪.‬‬

‫الفرق بين التصحيح والتأصيل‪:‬‬


‫التأصيل‪ :‬تحصيل أقل عدد يخرج منه فرض المسألة أو فروضها بال كسر‪.‬‬
‫والتصحيح‪ :‬تحصيل أقل عدد ينقسم على الورثة بال كسر‪.‬‬

‫فالتصحيح مرحلة تالية للتأصيل‪.‬‬


‫ثم إن التصحيح بحث عن مصح المسألة وإيجاد له‪ ،‬والتأصيل بحث عن أصل المسألة وإيجاد له‪.‬‬

‫تعريف المصح‪:‬‬
‫المصح لغة‪ :‬مكان الصحة أو زمانها‪.‬‬
‫واصطال ًحا‪ :‬هو أقل عدد ينقسم على الورثة بال كسر‪.‬‬
‫سبب التصحيح‪ :‬هو االنكسار‪ ،‬أي‪ :‬أن سهام الورثة عندما نقسمها على مستحقيها أو على بعضهم يكون هناك كسر‪،‬‬
‫فلذا نلجأ للتصحيح للتخلص من هذا الكسر‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫تعريف االنكسار‪:‬‬
‫االنكسار في المسألة‪ :‬هو عدم انقسام السهام على الورثة أو على بعضهم إال بكسر‪ ،‬وهذا يحتاج إلى تصحيح‪.‬‬
‫ويقابل االنكسار‪ :‬االنقسام وهو‪ :‬انقسام السهام على الورثة بدون كسر‪ ،‬وال يحتاج معه إلى تصحيح‪.‬‬
‫أمثلة على االنكسار‪:‬‬
‫مثال (‪ :)1‬هالكة عن‪ :‬زوج وثالثة أعمام‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪1‬‬ ‫زوج‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬ ‫ب‬ ‫(‪ )3‬أعمام‬

‫مثال (‪ :)2‬هالك عن‪ :‬ثالث زوجات وخمسة أبناء‪.‬‬


‫‪8‬‬
‫‪1‬‬
‫‪1‬‬ ‫(‪ )3‬زوجات‬
‫‪8‬‬
‫‪7‬‬ ‫ب‬ ‫(‪ )5‬أبناء‬

‫معنى الفريق والرؤوس‪:‬‬


‫ضا كان أو تعصيبًا‪.‬‬
‫الفريق والرؤوس بمعنى واحد‪ ،‬وهم‪ :‬الجماعة المشتركون في نوع من اإلرث فر ً‬
‫مثال ذلك‪ :‬هالك عن‪ :‬زوجة وخمسة أعمام‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪1‬‬
‫‪1‬‬ ‫زوجة‬
‫‪4‬‬
‫‪3‬‬ ‫(‪ )5‬أعمام ب‬

‫الحظ أن الفريق أو الرؤوس في هذا المثال هم‪ :‬األعمام الخمسة؛ ألنهم مشتركون في فرض واحد‪.‬‬
‫كيفية التصحيح‪:‬‬
‫سبق القول‪ :‬بأن التصحيح ال يُحتاج إليه إال عندما يكون في المسألة انكسار؛ فإذا وجد في المسألة انكسار فال يخلو‬
‫ذلك من حالين‪:‬‬
‫الحال األولى‪ :‬أن يكون االنكسار على فريق واحد‪:‬‬
‫إذا كان االنكسار على فريق واحد فنتبع في تصحيح المسألة ما يلي‪:‬‬
‫صل‪ ،‬وتُعال إن كانت عائلة‪.‬‬
‫‪ -1‬تقسم المسألة و تؤ َّ‬
‫‪ -2‬ينظر بين السهام والرؤوس التي انكسرت عليها سهامها بنسبتي المباينة والموافقة‪.‬‬
‫ْرب بأصل المسألة أو عولها إن كانت‬
‫س ْه ٍم يُض ُ‬ ‫* فإن باينت السهام الرؤوس أ ُخذت جميع الرؤوس‪ ،‬و ُج ِع ْ‬
‫لت ُج ْز ُء َ‬
‫عائلة‪ ,‬وما خرج فهو مصح المسألة‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫* وإن وافقت السهام الرؤوس فخذ وفق الرؤوس واجعله ُج ْز ُء َ‬
‫س ْه ٍم ٍيُضرب في أصل المسألة أو عولها إن كانت‬
‫عائلة‪ ,‬وما خرج فهو مصح المسألة‪.‬‬
‫‪ -3‬تضرب سهام كل وارث من أصل المسألة في جزء السهم‪ ,‬وما خرج فهو نصيبه من مصحها‪.‬‬
‫أمثلة تطبيقية‪:‬‬
‫مثال (‪ :)1‬هالك عن‪ :‬زوجة وأخوين شقيقين‪.‬‬

‫مصح‬ ‫أصل‬
‫مباينة‬
‫المسألة المسألة‬
‫‪8 =2×4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫نضرب أصل المسألة والسهام في (‪)2‬‬
‫‪1‬‬ ‫(‪ ،)2 ،3‬مباينه فنأخذ عدد الروؤس‬
‫‪2 =2×1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫زوجة‬
‫‪4‬‬ ‫(‪ )2‬وهو عدد األخوين الشقيقين‬
‫لكل أخ (‪)3‬‬ ‫‪6 =2×3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫أخوين (ش) ب‬ ‫ونجعله جزء السهم‬

‫مثال (‪ :)2‬هالك عن‪ :‬أم وخمسة أعمام‪.‬‬

‫مصح‬ ‫أصل‬
‫مباينة‬
‫المسألة المسألة‬
‫‪15 =5×3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫نضرب أصل المسألة والسهام في (‪)5‬‬
‫‪1‬‬ ‫(‪ ،)5 ،2‬مباينة‬
‫‪5 =5×1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أم‬
‫‪3‬‬ ‫فنأخذ عدد الرؤوس (‪ )5‬وهو عدد‬
‫‪ 11 =5×2‬لكل عم (‪)2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫(‪ )5‬أعمام ب‬ ‫األعمام ونجعله جزء السهم‬

‫ثانيًا‪ :‬أمثلة على الموافقة‪:‬‬


‫مثال‪ :‬هالك عن‪ :‬زوجة واثني عشر بنت ًا وعم‪.‬‬

‫أصل مصح‬
‫موافقة‬
‫المسألة المسألة‬
‫‪72‬‬ ‫‪=3×24‬‬ ‫‪24‬‬ ‫نضرب أصل المسألة والسهام في (‪)3‬‬
‫‪1‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪=3×3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫زوجة‬ ‫(‪ ،)16 ،12‬موافقة‬
‫‪8‬‬
‫الوفق (‪)4‬‬
‫‪2‬‬
‫لكل بنت (‪)4‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪=3×16‬‬ ‫‪16‬‬ ‫(‪ )12‬بنت‬ ‫‪3 =4÷12‬‬
‫‪3‬‬
‫جزء السهم (‪)3‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪=3×5‬‬ ‫ب ‪5‬‬ ‫عم‬

‫الحال الثانية‪ :‬أن يكون االنكسار على أكثر من فريق‪.‬‬


‫إذا كان االنكسار على أكثر من فريق فنتبع في تصحيح المسألة ما يلي‪:‬‬
‫‪57‬‬
‫صل وتُعال إن كانت عائلة‪.‬‬
‫‪ -1‬تقسم المسألة وتؤ َّ‬
‫‪ -2‬ينظر بين الس هام والرؤوس التي انكسرت عليها سهامها بنسبتي المباينة والموافقة‪ .‬فإن باينت السهام‬
‫الرؤوس فخذ جميع الرؤوس‪ .‬وإن وافقت السهام الرؤوس فخذ وفق الرؤوس‪ ،‬وبهذا ينتهي النظر األول‬
‫وهو النظر بين السهام والرؤوس بنسبتي المباينة والموافقة‪.‬‬
‫‪ -3‬ينظر بين المثبتات من الرؤوس بالنسب األربع وحاصل النظر هو جزء السهم‪ ,‬وبهذا ينتهي النظر الثاني‪.‬‬
‫‪ -4‬يضرب جزء السهم (وهو حاصل النظر بين المثبتات من الرؤوس) في أصل المسألة أو عولها إن كانت عائلة‪،‬‬
‫وحاصل الضرب هو مصح المسألة‪.‬‬
‫‪ -5‬تضرب سهام كل وارث من أصل المسألة في جزء السهم‪ ،‬وما خرج فهو نصيبه من مصحها‪.‬‬
‫أمثلة تطبيقية‪:‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬مثال على المباينة‪ :‬هالك عن‪ :‬جدتين وثالث بنات وأخ شقيق‪.‬‬

‫أصل مصح‬
‫مباينة‬
‫المسألة المسألة‬
‫‪36 =6×6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫نضرب أصل المسألة والسهام في (‪)6‬‬
‫‪1‬‬
‫لكل جدة (‪)3‬‬ ‫‪6 =6×1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫جدتين‬ ‫‪2‬‬
‫‪6‬‬ ‫(‪ ،)3 ،2‬مباينة‬
‫‪2‬‬ ‫‪6 =3 ×2‬‬
‫لكل بنت (‪)8‬‬ ‫‪24 =6×4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫(‪ )3‬بنات‬ ‫‪3‬‬
‫‪3‬‬ ‫جزء السهم= ‪6‬‬
‫‪6 =6×1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أخ (ش) ب‬ ‫ــ‬

‫ثانيًا‪ :‬أمثلة على الموافقة‪:‬‬


‫مثال‪ :‬هالك عن‪ :‬أربع زوجات وأربع أخوات شقيقات وتسعة إخوة ألم وثالث جدات‪.‬‬
‫أصل مصح‬ ‫موافقة‬
‫المسألة المسألة‬
‫‪612 =36×1717/12‬‬ ‫نضرب أصل المسألة والسهام في (‪)36‬‬
‫لكل زوجة (‪)27‬‬ ‫‪118 =36×3‬‬ ‫‪3 1‬‬ ‫(‪ )4‬زوجات‬ ‫‪4‬‬
‫‪4‬‬ ‫(‪)3 ،9 ،4‬‬
‫لكل أخت (‪)72‬‬ ‫‪288 =36×8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫(‪ )4‬أخوات (ش)‬ ‫‪-‬‬ ‫مباينة‪:‬‬ ‫)‪،‬‬‫‪3‬‬ ‫‪،‬‬‫‪4‬‬ ‫(‬ ‫ننظر بين‬
‫‪3‬‬ ‫‪12=3×4‬‬
‫ننظر بين (‪ ،)9 ،12‬موافقة‪،‬‬
‫لكل أخ ألم (‪)16‬‬ ‫‪144 =36×4‬‬ ‫‪4 1‬‬ ‫(‪ )9‬إخوة ألم‬ ‫‪9‬‬ ‫والوفق= ‪3‬‬
‫‪3‬‬ ‫إذًا‪36=9×4 ,4=3÷12 :‬‬
‫جزء السهم (‪)36‬‬
‫لكل جدة (‪)24‬‬ ‫‪72 =36×2‬‬ ‫‪2 1‬‬ ‫(‪ )3‬جدات‬ ‫‪3‬‬
‫‪6‬‬

‫‪58‬‬
‫قسمة التركات‬
‫قسمة التركة هي الثمرة والغاية المقصودة من علم الفرائض؛ ألن من خاللها نستطيع أن نعرف نصيب كل وارث‬
‫من التركة‪.‬‬

‫تعريف القسمة‪:‬‬

‫القسمة لغة‪ :‬التجزئة‪ ،‬والقَ ْ‬


‫سم‪ :‬الحظ والنصيب‪ ،‬والجزء المقسوم‪.‬‬
‫واصطال ًحا‪ :‬هي‪ :‬حل المقسوم إلى أجزاء متساوية عدتها كعدة آحاد المقسوم عليه‪.‬‬
‫المراد بقسمة التركات‪:‬‬
‫عا من مال مورثه‪.‬‬
‫إعطاء كل وارث ما يستحقه شر ً‬

‫أهمية هذا المبحث‪:‬‬


‫هذا المبحث مهم جدًّا؛ إذ أن قسمة التركة هي الثمرة المقصودة من علم الفرائض‪ ،‬وما سبق من الحساب وسيلة إليه‪،‬‬
‫وألن الغرض من علم المواريث معرفة ما يخص كل وارث من التركة وذلك ال يكون إال بقسمة التركة‪.‬‬

‫أقسام التركة‪:‬‬
‫تنقسم التركة إلى قسمين‪:‬‬

‫القسم األول‪ :‬ما يمكن قسمته‪ ،‬أي‪ :‬فرزه بالعد أو الكيل أو الوزن أو الذرع؛ لكونه مستوي األجزاء‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬ما ال يمكن قسمته؛ لكونه غير مستوي األجزاء؛ كالدابة‪ ،‬والسيارة‪ ،‬والعقار الصغير‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬

‫طرق قسمة التركات‪:‬‬

‫لقسمة التركات عدة طرق‪ ،‬وفيما يلي سوف نتطرق إلى أبرزها‪:‬‬

‫الطريقة األولى‪ :‬طريقة النسبة‪:‬‬

‫وهي من أبرز الطرق‪ ,‬ومن أهمها ؛ لكونها صالحة لقسمي التركة‪.‬‬

‫بيان طريقة النسبة‪ :‬أن تنسب سهام كل وارث من المسألة إليها‪ ,‬ثم نعطيه من التركة بمثل تلك النسبة‪ ,‬وتُحسب‬
‫السهام‬ ‫بالقاعدة التالية‪:‬‬
‫× التركة = نصيب الوارث‬
‫المسألة‬
‫وفي حالة المناسخات تكون القاعدة‪:‬‬
‫السهام‬
‫× التركة = نصيب الوارث‬
‫الجامعة‬
‫أمثلة تطبيقية‪:‬‬
‫مثال (‪ :)1‬هالكة عن‪ :‬زوج وأخت شقيقة وأم وأخ ألم وأخت ألب‪ .‬عل ًما بأن التركة (‪ 911‬مليون درهم)‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫نصيب الوارث‬ ‫أصل المسألة بعد العول‬ ‫أصل المسألة‬
‫‪9‬‬
‫السهام‬ ‫‪6‬‬
‫× التركة (‪ 911‬مليون درهم)‬
‫المسألة‬
‫×‪ 311=911‬مليون درهم‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪2‬‬
‫×‪ 311=911‬مليون درهم‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫أخت (ش)‬
‫‪9‬‬ ‫‪2‬‬
‫×‪ 111=911‬مليون درهم‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أم‬
‫‪9‬‬ ‫‪6‬‬
‫×‪ 111=911‬مليون درهم‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أخ ألم‬
‫‪9‬‬ ‫‪6‬‬
‫×‪ 111=911‬مليون درهم‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أخت ألب‬
‫‪9‬‬ ‫‪6‬‬

‫مثال (‪ :)2‬نفس المثال السابق‪ ،‬لكن التركة سيارة‪.‬‬


‫‪ 9/6‬نصيب كل وارث‪ /‬التركة (سيارة)‬
‫من قيمة السيارة‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوج‬
‫‪9‬‬ ‫‪2‬‬
‫من قيمة السيارة‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪3‬‬ ‫أخت (ش)‬
‫‪9‬‬ ‫‪2‬‬
‫من قيمة السيارة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪1‬‬ ‫أخت ألب‬
‫‪9‬‬ ‫‪6‬‬
‫من قيمة السيارة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪1‬‬ ‫أم‬
‫‪9‬‬ ‫‪6‬‬
‫من قيمة السيارة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪1‬‬ ‫أخ ألم‬
‫‪9‬‬ ‫‪6‬‬

‫الطريقة الثانية‪ :‬قسمة التركة على المسألة‪:‬‬


‫ومن أبرز الطرق أن تقسم التركة على المسألة وما حصل يضرب به سهام كل وارث‪ ،‬ليحصل على نصيب كل‬
‫وارث‪.‬‬
‫التركة‬ ‫حسب القاعدة التالية‪:‬‬
‫= الحاصل‬
‫المسألة‬

‫سهام كل وارث × الحاصل= نصيب كل وارث‬


‫* وفي حالة المناسخات تكون القاعدة‪:‬‬

‫التركة‬
‫= الحاصل‬
‫الجامعة‬

‫‪61‬‬
‫سهام كل وارث × الحاصل= نصيب كل وارث‬
‫مثال تطبيقي‪ :‬هالك عن‪ :‬زوجتين وجدة وأخوين شقيقين‪ .‬عل ًما بأن التركة ‪ 481‬مليون درهم‪.‬‬
‫نصيب كل وارث‪/‬التركة ‪ 481‬مليون‬ ‫مصح‬ ‫أصل‬
‫درهم‬ ‫المسألة المسألة‬
‫‪21 =24÷481 24 =2×12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫نضرب أصل المسألة والسهام في (‪)2‬‬

‫‪ 121=21×6‬مليون لكل زوجة‬ ‫‪1‬‬ ‫زوجتين‬


‫‪6‬‬ ‫‪=2×3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫مليون‬ ‫(‪61‬‬ ‫درهم‬ ‫‪4‬‬
‫مليون درهم)‬ ‫(‪ )2 ،2‬مماثلة‪:‬‬
‫‪81=21×4‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪=2×2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫جدة‬ ‫ــ‬ ‫فنأخذ أحدهما وهو (‪)2‬‬
‫درهم‬ ‫‪6‬‬
‫جزء السهم (‪)2‬‬
‫‪ 281=21×14‬مليون لكل أخ (ش)‬
‫‪14‬‬ ‫‪=2×7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫أخوين (ش) ب‬ ‫‪2‬‬
‫‪ 141‬مليون‬ ‫درهم‬
‫درهم)‬

‫المناسخة‬

‫ووارُ يموت قبٌ القسمة ‪ ...‬ينظر سهمه من السابقة‬

‫مع التي يصح منها ما ترك ‪ ...‬بالوفق والبين لدى من قد سلك‬

‫إن باينته فجميعا تضرب ‪ ...‬في تلك أو ًل فوفاقا تضرب‬

‫وخارج منه تصح مسجَل ‪ ...‬مسألة أولى وأخرى فاعقَل‬

‫النقل واإلزالة والتغيير‪.‬‬ ‫‪-‬النسخ في اللغة يطلق على معان منها‪:‬‬

‫‪61‬‬
‫و المناسخات في اصطالح الفرضيين‪ :‬أن يموت شخص فال تقسم تركته حتى يموت ورثته أو بعضهم‪.‬‬

‫وقد سميت بهذا االسم لسببين‪:‬‬

‫‪ - 1‬أن األيدي تناسخت المال وتناقلته‪.‬‬

‫‪ -2‬أن المسألة الثانية نسخت حكم األولى وغيرته‪.‬‬

‫للمناسخات ثالث حاالت‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬أن ينحصر ورثة الميت الثاني في بقية ورثة الميت األول‪ ،‬وال يختلف إرثهم منه‬

‫الحالة الثانية‪ :‬أن يكون ورثة كل ميت ال يرثون غيره ‪.‬‬

‫الحالة الثالثة‪ :‬أن يكون ورثة الميت الثاني بقية ورثة األول لكن اختلف إرثهم أو ورث معهم غيرهم‪.‬‬

‫طريقة العمل في المناسخات‪ :‬ويشتمل على ثالثة أمور‪:‬‬

‫األمر األول‪ :‬طريقة العمل في الحالة األولى‪ :‬وهي ما إذا كان ورثة الثاني بقية ورثة األول‪ ،‬ولم يختلف إرثهم‪.‬‬

‫صفة العمل في هذه الحالة أن يقسم المال على الورثة الموجودين حال القسمة كأن الميت األول لم يخلف غيرهم‪.‬‬

‫األمر الثاني‪ :‬طريقة العمل في الحالة الثانية‪ :‬وهي ما إذا كان ورثة كل ميت ال يرثون غيره وفيها فقرتان‪:‬‬

‫‪62‬‬
‫‪ - 1‬إذا لم يكن في المسألة إال ميت ثان‪ .‬وصفة العمل إ ًذا كصفته في الحالة الثالثة‪.‬‬

‫‪ -2‬إذا كان في المسألة أكثر من ميت ثان‪ .‬وصفة العمل في هذه الحالة كما يأتي‪:‬‬

‫‪ -1‬يجعل مسألة للميت األول وتصحح إن احتاجت إلى تصحيح‪.‬‬

‫‪ -2‬يجعل لكل ميت ثان مسألة وتصحح إن احتاجت إلى تصحيح‪.‬‬

‫‪ - 3‬ينظر بين مسألة كل ميت ثان وسهامه من األولى فإن باينتها أُثْبِّتَت المسألة كلها بال اختصار‪ ،‬وان‬

‫وافقتها أثبتت وفق المسألة‪ ،‬وتبقى السهام بال اختصار‪.‬‬

‫‪ -4‬ينظر بين المثبتات من المسائل الثانية التي لم تنقسم عليها سهامها بالنسب األربع وما يحصل فهو‬

‫كجزء السهم لِلولى وال تدخل المسألة األولى في النظر بين المسائل‪.‬‬

‫‪ -5‬تضرب المسألة األولى بحاصل النظر بين المسائل الثانية وما يحصل فهو الجامعة‪.‬‬

‫‪ -6‬يضرب نصيب كل وراث من األولى بما ضربت به‪ ،‬فإن كان حيا أخذه وان كان ميتا قسم على مسألته‪ ،‬وما‬

‫يخرج فهو كجزء السهم لها‪.‬‬

‫‪ -7‬يضرب نصيب كل واحد من المسائل الثانية بجزء سهم مسألته وما يحصل فهو نصيبه من الجامعة‪.‬‬

‫وان انقسمت سهام كل ميت ثان على مسألته صحت المسائل الثانية مما صحت منه األولى‪ ،‬وكانت األولى‬

‫هي الجامعة‪ ،‬فتبقى أنصباء األحياء منها بال تغيير‪ ،‬وتقسم سهام كل ميت ثان على مسألته وما يحصل فهو كجزء‬

‫‪63‬‬
‫السهم لها يضرب به نصيب كل وارث منها‪ .‬وان كان االنقسام على بعض المسائل الثانية لم تدخل المسائل التي‬

‫حصل عليها االنقسام في النظر بين المسائل التي لم يحصل عليها االنقسام‪ ،‬وعمل كما سبق‪.‬‬

‫األمر الثالث‪ :‬طريقة العمل في الحالة الثالثة‪ :‬وهي ما إذا كان ورثة الثاني بقية ورثة األول‪ ،‬لكن اختلف‬

‫إرثهم أو ورث معهم غيرهم‪.‬‬

‫صفة العمل في هذه الحالة كما يأتي‪ -1 :‬يجعل مسألة للميت األول وتصحح إن احتاجت إلى تصحيح‪.‬‬

‫‪ - 2‬يجعل مسألة للميت الثاني وتصحح إن احتاجت إلى تصحيح‪.‬‬

‫‪ -3‬ينظر بين مسألة الثاني وسهامه من األولى‪ ،‬فإن توافقا أثبت وفقهما‪ ،‬وان تباينا أثبتا جميعا‪.‬‬

‫‪ - 4‬تضرب األولى بالمثبت من الثانية‪.‬‬

‫‪ - 5‬يضرب نصيب كل واحد من األولى غير الميت بما ضربت به‪.‬‬

‫‪ -6‬يضرب نصيب كل واحد من الثانية بالمثبت من سهام مورثه‪.‬‬

‫‪ - 7‬وان انقسمت سهام الميت الثاني على مسألته قسمت عليها وما يخرج فهو جزء السهم لها يضرب به‬

‫نصيب كل وارث منها‪ ،‬وتكون األولى هي الجامعة وتبقى األنصباء منها بال تغيير‪.‬‬

‫باب املشركة‬

‫‪64‬‬
‫أركانها ‪ :‬زوج وأم أو جدة فأكثر ‪ ،‬واخوة ألم ‪ ،‬واخوة أشقاء ؛ ذكور محض ‪ ،‬أو ذكور واناث ‪ ،‬وأقلهم ذكر واحد أو‬
‫ذكر وأنثى ؛ ال إناث فقط وال إخوة ألب ‪.‬‬

‫وسميت هذه المسألة بالمشركة ؛ لقول بعض أهل العلم ‪ :‬بتشريك اإلخوة األشقاء مع اإلخوة ألم في الثلث ‪ ،‬وتسمى‬
‫أيضاً بالحمارية واليمية ‪ ،‬وانما أفردت بباب لشهرة الخالف فيها ‪.‬‬

‫إذا عرف هذا ‪ ،‬فأصلها من ستة ‪ :‬للزوج النصف ثالثة ‪ ،‬ولِلم أو الجدة السدس واحد ‪ ،‬ولإلخوة ألم الثلثان اثنان ‪،‬‬
‫وال شيء لإلخوة األشقاء ؛ الستغراق الفروض المسألة ‪.‬‬
‫وهذا مذهب أحمد وأبي حنيفة ‪ -‬رحمهما هللا ‪ -‬ويروى هذا القول عن علي وابن مسعود وأبي بن كعب وابن عباس‬
‫وأبي موسى – رضي هللا تعالى عنهم – وقضى به عمر – رضي هللا تعالى عنه – أوالً ‪.‬‬

‫وذهب الشافعي ومالك – رحمهما هللا – إلى تشريك اإلخوة األشقاء مع اإلخوة ألم في الثلث ‪ ،‬ويكون بينهم على‬
‫عدد رؤوسهم ‪ ،‬ويروى هذا القول عن عثمان وزيد بن ثابت – رضي هللا تعالى عنهما ‪ ، -‬وبه قضى عمر آخ اًر ‪.‬‬

‫والقول األول أصح ؛ لقوله ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ " :-‬ألحقوا الفرائض بأهلها ‪ ،‬فما بقي فهو ألولى رجل ذكر " ‪،‬‬
‫واذا أعطي الزوج واألم أو الجد ة واإلخوة ألم فروضهم لم يبق في المسألة شيء ‪ ،‬فيسقط اإلخوة األشقاء ‪ .‬وهللا أعلم‬
‫‪.‬‬

‫باب الجد واإلخوة‬

‫المراد بالجد ‪ :‬أبو األب – وان عال – بمحض الذكور ‪ ،‬وباإلخوة اإلخوة األشقاء ‪ ،‬واإلخوة ألب‪.‬‬

‫اعلم أن هذه المسألة فيها قوالن للسلف رحمهم هللا تعالى ‪:‬‬
‫أحدهما ‪ :‬توريث اإلخوة مع الجد ‪ ،‬وهو قول علي ‪ ،‬وابن مسعود ‪ ،‬وزيد بن ثابت ‪-‬رضى هللا عنهم – على‬
‫اختالف بينهم في كيفية التوريث ‪ -‬وهو مذهب مالك والشافعي – رحمهما هللا تعالى – والمشهور عن اإلمام أحمد‬
‫‪ -‬رحمه هللا تعالى ‪. -‬‬

‫الثانى ‪ :‬جعله أباً فيسقط جميع اإلخوة ‪ ،‬وهو قول بضعة عشر من الصحابة – رضى هللا عنهم ‪ -‬منهم أبو بكر‬
‫الصديق ‪ ،‬وابنته عائشة ‪ -‬أم المؤمنين ‪ -‬وابن عباس ‪ ،‬وجابر ‪ ،‬وأبو موسى ‪ ،‬وعمران بن حصين ‪ -‬رضي هللا‬
‫تعالى عنهم – وذهب إليه جماعة من التابعين ‪ ،‬وهو قول أبي حنيفة واسحاق وداود و المزني وابن سريج وابن‬
‫المنذر‪.‬‬
‫‪65‬‬
‫إذا تقرر هذا ‪ ،‬فعلى القول األول ‪ :‬إذا اجتمع الجد واإلخوة ‪ ،‬فال يخلو ‪ :‬إما أن يكون معهم صاحب فرض ‪ ،‬أو ال‬
‫‪ ،‬فإن لم يكن معهم صاحب فرض ‪ ،‬فله معهم ثالث حاالت‪ ،‬ويخير في شيئين ‪:‬‬
‫ثلث المال ‪ ،‬والمقاسمة ‪ ،‬فيعطى األحظ منهما ‪.‬‬

‫فالحالة األولى ‪ :‬أن تكون المقاسمة أحظ له من ثلث المال ‪ ،‬وضابطها ‪ :‬أن يكون اإلخوة أقل من مثليه ‪،‬‬
‫وينحصر ذلك في خمس صور ‪:‬‬
‫األولى ‪ :‬جد وأخت ‪ .‬الثانية ‪ :‬جد وأخ ‪ .‬الثالثة ‪ :‬جد وأختان ‪ .‬الرابعة ‪ :‬جد وأخ وأخت‪ .‬الخامسة ‪ :‬جد وثالث‬
‫أخوات ‪.‬‬

‫الحالة الثانية ‪ :‬استواء األمرين ‪ :‬المقاسمة وثلث المال ‪ ،‬ويعبر له بالمقاسمة ‪ ،‬وضابطها ‪ :‬أن يكونوا مثليه ‪.‬‬
‫وينحصر ذلك في ثالث صور ‪:‬‬
‫األولى ‪ :‬جد وأخوان ‪ .‬الثانية ‪ :‬جد وأخ وأختان ‪ .‬الثالثة ‪ :‬جد وأربع أخوات ‪.‬‬

‫الحالة الثالثة ‪ :‬أن يكون ثلث المال أحظ له من المقاسمة ‪ ،‬فيأخذه فرضاً ‪ ،‬وضابطها ‪ :‬أن يكونوا أكثر من مثليه ‪،‬‬
‫وال تنحصر صورها ‪.‬‬
‫وأما إن كان معهم صاحب فرض فأكثر ‪ ،‬فله معهم سبع حاالت ‪ ،‬ويخير في ثالثة أمور ‪ :‬المقاسمة ‪ ،‬وثلث الباقي‬
‫‪ ،‬وسدس المال ‪ ،‬فيأخذ األحظ له ‪.‬‬

‫فالحالة األولى ‪ :‬أن تكون المقاسمة أحظ له من ثلث الباقي ومن سدس المال ؛ كجدة وجد وأخ شقيق ‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬أن يكون ثلث الباقي أحظ له من المقاسمة ومن سدس المال ؛ كأم وجد وثالثة أخوة لغير أم ‪.‬‬

‫الثالثة ‪ :‬أن يكون سدس المال أحظ له من المقاسمة ومن ثلث الباقي ؛ كزوج وجد وجدة وأخوين لغير أم ‪.‬‬

‫الرابعة ‪ :‬أن تستوي له المقاسمة وثلث الباقي ‪ ،‬ويكونان أحظ له من سدس المال ؛ كأم وجد وأخوين لغير أم ‪.‬‬

‫الخامسة ‪ :‬أن تستوي له المقاسمة وسدس المال ‪ ،‬ويكونان أحظ له من ثلث الباقي ؛ كزوج وجدة وجد وأخ شقيق ‪.‬‬

‫السادسة ‪ :‬أن يستوي له ثلث الباقي وسدس المال ‪ ،‬ويكونان أحظ له من المقاسمة ؛ كزوج وجد وثالثة إخوة لغير‬
‫أم ‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫السابعة ‪ :‬أن تستوي له ثالثة األمور ‪ :‬المقاسمة وثلث الباقي وسدس المال ؛ كزوج وجد وأخوين لغير أم ‪.‬‬

‫والذي يتأتى معه من الفروض في صور المعادة ‪ ،‬إما ‪ :‬السدس وحده ‪ ،‬أو الربع وحده ‪ ،‬أو النصف وحده ‪ ،‬أو‬
‫الربع والسدس ؛ وذلك أنه إذا اجتمع مع اإلخوة األشقاء إخوة ألب ‪ ،‬فإن األشقاء يعادون الجد بهم ‪ -‬إذا احتاجوا‬
‫إليهم ‪ -‬فإذا أخذ الجد نصيبه ‪ ،‬رجع األشقاء على أوالد األب فأخذوا ما بأيديهم ‪ ،‬وان كان الموجود شقيقة واحدة ‪،‬‬
‫أخذت كمال فرضها ‪ ،‬وما بقي فلولد األب ‪.‬‬

‫وتنحصر صور المعادة في ثمان وستين صورة ‪ ،‬وهي مبنية على أصلين ‪:‬‬
‫أحدهما ‪ :‬أن يكون األشقاء أقل من مثلي الجد ‪.‬‬
‫ثانيهما ‪ :‬أن يجعل معهم من أوالد األب ما يكمل مثلي الجد فأقل ‪ ،‬وذلك منحصر في الخمس صور السابقة ‪،‬‬
‫وهي ‪ :‬جد وشقيقة ‪ ،‬جد وشقيق ‪ ،‬جد وشقيقتان ‪ ،‬جد وشقيق وشقيقة ‪ ،‬جد وثالث شقائق‬
‫فيتصور مع الشقيقة خمس صور ‪:‬‬
‫األولى ‪ :‬جد وأخت شقيقة وأخت ألب ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬جد وشقيقة وأخ ألب ‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬جد وشقيقة وأختان ألب ‪.‬‬
‫الرابعة ‪ :‬جد وشقيقة وأخ ألب وأخت ألب ‪.‬‬
‫الخامسة ‪ :‬جد وشقيقة وثالث أخوات ألب ‪.‬‬

‫ويتصور مع الشقيق ثالث صور ‪:‬‬


‫األولى ‪ :‬جد وأخ شقيق وأخت ألب ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬جد وشقيق وأختان ألب ‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬جد وشقيق وأخ ألب ‪.‬‬

‫ويتصور مع الشقيقيتين ثالث صور كالشقيق ‪.‬‬


‫ويتصور مع الشقيق والشقيقة صورة واحدة ‪ ،‬وهي ‪ :‬جد وشقيق وشقيقة وأخت ألب‪.‬‬
‫ويتصور مع الثالث الشقائق صورة واحدة ‪ ،‬كالشقيق والشقيقة ‪.‬‬
‫فهذه ثالث عشرة صورة ‪ ،‬تضرب في خمس الحاالت المتقدمة ‪ ،‬وهي أال يكون مع الجد واإلخوة صاحب فرض ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬أن يكون معهم صاحب سدس فقط ‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬أن يكون معهم صاحب ربع فقط ‪.‬‬
‫الرابعة ‪ :‬أن يكون معهم صاحب سدس وربع ‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫الخامسة ‪ :‬أن يكون معهم صاحب نصف فقط ؛ فتبلغ خمساً وستين صورة ‪.‬‬

‫والصورة السادسة والستون ‪ :‬أن يكون مع الجد واإلخوة صاحبا نصف وسدس ؛ كبنت وبنت ابن وجد وأخت شقيقة‬
‫وأخت ألب ‪.‬‬

‫والسابعة والستون ‪ :‬أن يكون معهم صاحبا نصف وثمن ؛ كبنت وزوجة وجد وشقيقة وأخت ألب ‪.‬‬

‫والثامنة والستون ‪ :‬أن يكون معهم أصحاب ثلثين ؛ كبنتين وجد وشقيقة وأخت ألب ‪.‬‬

‫ويلتحق بالصور المذكورة أربع صور ‪ ،‬إذا كان الموجود معه من الفروض نصفاً وثمناً تعرف بالتأمل ‪:‬‬
‫ثنتان ‪ :‬مع الشقيقة ‪ ،‬وهما ‪ :‬أخ ألب ‪ ،‬وأختان ألب ‪.‬‬
‫والثالثة ‪ :‬مع الشقيق ‪ ،‬وهي ‪ :‬أخت ألب ‪.‬‬
‫والرابعة ‪ :‬مع الشقيقتين ‪ ،‬وهي ‪ :‬أخت ألب ‪.‬‬

‫والمقصود من ذلك إلجاء الجد إلى أخذ السدس ‪ ،‬وتكون المسألة في الصور األربع من أربعة وعشرين ألجل فرض‬
‫السدس ‪ .‬وبذلك تكون صور المعادة اثنتين وسبعين صورة ‪ .‬وهللا أعلم ‪.‬‬

‫باب األكدرية‬

‫أركانها ‪ :‬زوج وأم وجد وشقيقة أو أخت ألب ‪.‬‬

‫سميت باألكدرية ؛ ألنها كدرت على زيد بن ثابت أصوله ‪ ،‬وقيل غير ذلك ؛ وذلك ألن األصل في باب الجد‬
‫واإلخوة أن ال يفرض لِلخوات معه ‪ ،‬وال يرث اإلخوة شيئاً إذا لم يبق إال السدس ‪ ،‬لكنهم استثنوا هذه الصورة ‪،‬‬
‫ففرضوا لها النصف ‪ ،‬وله السدس ‪.‬‬

‫وأصلها من ستة ‪ :‬للزوج النصف ثالثة ‪ ،‬ولِلم الثلث اثنان ‪ ،‬ولِلخت النصف ثالثة ‪ ،‬وللجد السدس واحد ‪ ،‬فعالت‬
‫إلى تسعة ‪ .‬ثم يرجع الجد واألخت ‪ ،‬فيقتسمان ما بأيديهما ؛ للذكر مثل حظ األنثيين ‪ ،‬وهو أربعة أسهم ‪ ،‬ورؤوسهما‬
‫ثالثة ‪ ،‬فال تنقسم عليهم ‪ ،‬بل تنكسر وتباين ‪ ،‬فتضرب رؤوسهما ‪ ،‬وهي ثالثة في أصل المسألة مع عولها ‪ ،‬فتبلغ‬
‫سبعة وعشرين ‪ :‬للزوج تسعة ‪ ،‬ولِلم ستة ‪ ،‬وللجد ثمانية ‪ ،‬ولِلخت أربعة‪.‬‬

‫‪68‬‬

You might also like