Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 14

‫م‬

‫جموعة من بحوث الدكتور علي جغ ان‬


‫‪ .1‬عَىَوَوَتَ الَقَصَائَدَ َ‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫‪ .2‬املوازوتَبنيَألفيتَالعراقيَوألفيتَالسيوطيَيفَاحلديث َ‬
‫‪ .3‬مَسَأَلَتََ(إَنََشَاءََاللَ)َوَ(إَوَشَاءََاللَ) َ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫‪ .4‬هداياَرأسَالسىتَالميالديتَ َ‬
‫ُّ‬
‫الصبح‪َ،‬وهماَالفَرَيضت َ‬ ‫‪ .5‬صالةََالفجرَهيَصالةََ َ‬
‫‪َ .6‬لَأحتفلَبالَمَولد َ‬
‫ِّ‬
‫‪ .7‬الَطَعَامََعهَالصيام َ‬
‫عَىَوَوَتَ الَقَصَائَ َد‬
‫العرب‪ ،‬ىو َج ْعل‬
‫الشعر ّ‬ ‫ابل الكثًن من ُكتاب ِّ‬ ‫األخًنة‪ ،‬وشغل َ‬ ‫إن شلا َشاع يف اآل ِونة ِ‬
‫العرب‪.‬‬
‫الشعر ّ‬ ‫حت كاد يكون َػنا من َنون اإلبداع يف ّ‬ ‫عناوين للقصائد‪ّ ،‬‬
‫قصائدىم مشتورًة ّنطالِعتا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫كثًنا‪َ ،‬كانت‬
‫يتتّون بذلك ً‬ ‫قدديا ّ‬‫ومل يكن الشعراءُ ً‬
‫حسان بن اثبت يف ال ّدَاع عن النيب صلى هللا‬ ‫كادلعلّقات‪ ،‬أو ّنوضوعاهتا‪ ،‬مثل‪ :‬قصيدة ّ‬
‫عليو وسلّم‪ ،‬وقصيدة اخلنساء يف راثء أخيتا صخر‪.‬‬
‫العرب ابلعُنوان الذي يُعطي‬ ‫الشعر ّ‬ ‫اىتّام كثًن من كتّاب ّ‬
‫َ‬ ‫ّأما يف الوقت احلاضر‪َ ،‬نرى‬
‫القارئ تصوًرا عن قصيدتو قبل قراءهتا‪ ،‬وىو أمر جيّد‪ ،‬وأمهيّتو كأمهيّة َعْنػ َونَة ال ُكتب‬
‫َ‬
‫وادلقاالت وحنو ذلك‪.‬‬
‫داال على موضوعتا يف الوقت نسسو!!!‬ ‫أمجل أن يكون العُنوا ُن مقتبَ ًسا من القصيدة ً‬
‫وما َ‬ ‫َ‬
‫الكاتب أن جيعلتا‬ ‫ِ‬
‫كلّات القصيدة اليت يريد‬ ‫صرا حسب انتظام‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫وخيتلف ذلك طُ ًوال وق ً‬
‫ُ‬
‫شك أن العنوان كلّّا كان‬ ‫عنو ًان ذلا ككلّة‪ ،‬كلّتان‪ ،‬بيت كامل‪ ،‬صدر‪ ،‬عز‪ ،،....‬وال ّ‬
‫دل على‬‫طويل‪ ،‬وإن ّ‬‫داال على ادلوضوع كان أدل على اإلبداع من أن يكون ً‬ ‫صًنا ً‬
‫ق ً‬
‫ادلوضوع‪.‬‬
‫أمجل كلّات‬‫بعضا محلو حب االقتباس من القصيدة على أنو خيتار َ‬ ‫لحظ‪ ،‬أن ً‬ ‫وشلا يُ َ‬
‫أقل‬
‫تعِّ عنو بدرجة ّ‬ ‫تعِّ عن ادلوضوع‪ ،‬أو ِّ‬
‫موزونة من القصيدة‪ ،‬وجيعلتا عنو ًان ذلا وإن مل ِّ‬
‫مستحسن‪ ،‬وليس من أجلو كان االىتّام‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫بكثًن شلا ُكتبت القصيدة من أجلو‪ ،‬وىذا غًنُ‬
‫مثل‪ -‬أن يػُ َعْن ِون لقصيدة عن ك ُكوُرون‪َ ،،‬ل يستحسن أن يتّل‬ ‫اب َلعْنونة‪َّ ،‬ن أراد ‪ً -‬‬
‫منتظّا لو يف القصيدة لدرجة أنو‬
‫لسظ ككورون‪ ،‬من الْعنوان‪ ،‬وإن مل يكن لسظ ككورون‪ً ،‬‬
‫االقتباس ما‬
‫َ‬ ‫يَقتبسو منتا وجيعلو عنو ًان ذلا ألن االقتباس للعُنوان ليس الزما‪َ ،‬إذا عارض‬
‫الكاتب عنو ًان‬ ‫َيصوغ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ىو أىم منو كوىو ال ّداللة على ادلوضوع‪ ،‬قُ ّدم على االقتباس‪ُ ،‬‬
‫االقتباس‬ ‫مساتيُ للقصيدة‪ ،‬ويرتك‬ ‫مشتّل على الكلّة أو الكلّات اليت ىي‬ ‫ً‬ ‫ِ‬
‫مناسبًا‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫الذي جيعلو يتّل ذلك‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أحيان من العُنوان ألغراض خاصة‪ ،‬مثل التورية وحنوىا‪،‬‬ ‫يتّل ً‬ ‫على أن اللسظ البارز قد َ‬
‫بكحب ّأرقين‪ ،‬ويقصد بو ُحب النيب ملسو هيلع هللا ىلص‪ُ ،‬م َوِّرًي ُنبيبتو أو ّأمو أو‬
‫ٌّ‬ ‫كّن يُعنون لقصيدة‬
‫آخَر القصيدة ‪-‬يف الغالب‪ -‬أبنو يقصد حبو للنيب صلى هللا‬ ‫القارئ ِ‬
‫َ‬ ‫حنو ذلك‪ِ ،‬‬
‫َيساجئ‬
‫أي‬ ‫ِ‬
‫عليو وسلم‪ ،‬وكأنو يُريد أن ينبّو على أن النيب ملسو هيلع هللا ىلص جيب أن يكون أحب إلينا من ّ‬
‫أحد‪.‬‬
‫الشعر العرب‪،‬‬
‫صارت مطلَبًا يف اآلونة األخًنة لدى كتّاب ّ‬ ‫ْ‬ ‫َاخللصة‪ ،‬أن عنونة القصائد‬
‫القارئ‬
‫َ‬ ‫َل تكاد ْند قصيدةً إال بعنواهنا‪ِ ،‬نلؼ العصور القددية‪ ،‬وىو أمر جيّد‪ ،‬يعطي‬
‫َادلتم على النحو اآليت‪:‬‬
‫األىم ّ‬ ‫العْنونة ّ‬ ‫تصوًرا عاما قبل القراءة‪ ،‬إال أنو ينبغي أن يراعى يف َ‬
‫ادلوج‪ .‬من القصيدة‪ ،‬ال ّدال على موضوعتا‪.‬‬
‫‪ ١‬االقتباس َ‬
‫يؤدي إىل إمهال العُنصر الرئيس أو‬ ‫االقتباس ّ‬
‫ُ‬ ‫منثورا‪ ،‬إذا كان‬
‫‪ ٢‬صياغة العنوان ادلناسب ً‬
‫العناصر الرئيسة من القصيدة‪.‬‬
‫وداال على ادلوضوع‪.‬‬ ‫مقتبسا ً‬
‫‪ ٣‬عدم تطويل العُنوان‪ ،‬وإن كان ً‬
‫‪ ٣‬عدم تكلف اقتباس ما داللتو على ادلوضوع عادية حلاجة ‪َ-‬قط‪ -‬يف نسس الكاتب‪.‬‬

‫‪ 11‬ذو القعدة ‪ 2 = 1441‬جوالي ‪2020‬‬

‫‪2‬‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫املوازوتَبنيَألفيتَالعراقيَوألفيتَالسيوطيَيفَاحلديث َ‬
‫ظ السيوطي ت‪ -911‬ادلكتبَةَ‬ ‫ظ العراقي ت ‪ ،806‬واحلاَ ُ‬ ‫أَثْػَرى احلاَظان –احلاَ ُ‬
‫خصوصا‪ّ ،‬نؤلساهتّا الكثًنة وادلسيدة‪ ،‬ومن تلك‬ ‫ً‬ ‫عّوما‪ ،‬ومكتبةَ احلديث‬ ‫ً‬ ‫اإلسلميةَ‬
‫أصول احلديث‪ ،‬أو‬ ‫ؼ بػ‪ :‬مصطلَ ُِ احلديث‪ ،‬أو ِ‬ ‫ادلؤلسات‪ :‬ألسيتان يف عل ِم احلديث ادلعرو ِ‬
‫ّ‬
‫علوم احلديث‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫أَضل أو‬‫ىاتٌن األَلْسيػتَػ ٌْن ىو‪ :‬أيتّا ُ‬ ‫والسؤال الذي يَِرد –تلقائيا‪ -‬عند الوقوؼ على ْ‬
‫بقول واحد يكون ِ‬
‫كقول َج ِت َي‪.‬ةَ‬ ‫أوىل؟ وىو سؤال حيػر الكثًن ألنو يصعب اجلواب عنو ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬
‫يسصل‪ ،‬وذلك‬ ‫ِ‬
‫ادلسؤول إىل اللزوء إىل أن ّ‬ ‫َ‬ ‫ضطَر‬ ‫يف ادلوضوع‪ ،‬نػَ َع ْم‪ ،‬طبيعةُ األَلْ ِسيػتَػ ٌْن تَ ْ‬
‫االختيار للسائل‪.‬‬
‫َ‬ ‫بذكر م‪.‬اي كل واحدة منتّا‪ ،‬مث يَػْتػ ُرك‬
‫خصوصا من الذين يريدون أن حيسظوا إحدى‬ ‫ً‬ ‫كثًنا ما وردين ىذا السؤ ُال ِّ‬
‫احملًن‪،‬‬ ‫و ً‬
‫صُ بذلك لكان‬ ‫األلسي ْتٌن وذلك لصعوبة اجلّع بينتّا يف احلسظ‪ ،‬بل لو قيل إنو ال يػُْن َ‬
‫اجلّع بينتّا خللً واضطر ًااب يف‬ ‫ُ‬ ‫لو وجوٌ ألن موضوع األلسي ْتٌن واح ٌد‪َ ،‬قد ُْحي ِدث‬
‫ظ‬
‫وحسظتا إبتقان‪َ ،‬ػيَ ْس ُت ُل حس ُ‬ ‫ِ‬ ‫آن واحد‪ ،‬أما بعد اختيار إحدامها‬ ‫ضبطتّا معا يف ٍ‬
‫ً‬
‫خصوصا إذا كان معىن البيت أو األبيات‬ ‫ً‬ ‫أي إشكال‪،‬‬ ‫األخرى دون ِّ‬ ‫بعض األبيات من ْ‬
‫ذكره يف األلسية األخرى‪.‬‬ ‫ِ‬
‫شلا أ ُْمهل ُ‬
‫يل السائلٌن على مق ِّدمة ٓنقيق الدكتور عبد الكرمي اخلضًن‪ ،‬والدكتور دمحم‬ ‫ِ‬
‫كنت أُح َ‬ ‫و ُ‬
‫قاما –‬ ‫بن عبد هللا آل َتيد لػكَتُ ادلغيث بشرح ألسية احلديث‪ ،‬للسخاوي َقد َ‬
‫حسظتّا هللا‪ّ -‬نوازنة بٌن األَلْ ِسيػتَػ ٌْن يف مق ِّدمة ٓنقيق الكتاب كقسم الدراسة‪ ،،‬وابلتحديد‬
‫بعض منتم يشكو أبن تلك النسخة من كَتُ‬ ‫خلل صسحات ك‪ ،،152 -144‬وكان ٌ‬
‫توجد عندىم‪ ،‬وأن نُ َس َخ "َتُ ادلغيث" ادلوجودة عندىم بغًن التحقيق ادلشار‬ ‫ادلغيث‪ ،‬ال َ‬
‫إليو آنًِسا‪.‬‬
‫ُحيلتم عليو ابختصار‪ ،‬مع ما‬ ‫أيدي السائلٌن ما كنت أ ِ‬ ‫َع‪.‬مت على أن أجعل بٌن ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تيسر يل من زيدات عليو‪ ،‬وأسأل هللا سبحانو وتعاىل التوَيق والسداد‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫وقت كثًن يف ادلوازنة‬ ‫وقبل الشروع يف ادلوازنة‪ ،‬أريد أن أنبو على أنو يػْنصُ بِعدم قضاء ٍ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫صعب –واحلالة‬ ‫خصوصا إذا كانت ادلتو ُن يف َ ٍّن واحد‪ ،‬وُنزم متقا ِرب‪ ،‬إ ْذ يَ ُ‬
‫ً‬ ‫بٌن ادلتون‪،‬‬
‫كتاب عن كتاب"‪ ،‬وقد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اآلخر‪ ،‬وقد قيل‪" :‬ال يُغين ٌ‬ ‫منت من مي‪.‬ة على َ‬ ‫ىذه‪ -‬أن َخيْلَُو ٌ‬
‫بعض يف ادلوازنت حت جعلتم ذلك يتوقػ ُسون عن الشروع يف حسظ أحد‬ ‫ت مبالغةُ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ُحلظَ ْ‬
‫معٌن وقد ضعُف‬ ‫نشيطٌن‪ ،‬مث ع‪.‬موا بعد ذلك على منت ٍ‬ ‫ادلتون دلدة طويلة كانوا َيتا ِ‬
‫ويقارب يف الوقت الذي ىو نشيط َيو‪،‬‬ ‫َ‬ ‫نشاطُتم‪ ،‬وعليو َينبغي أن يس ِّد َد اإلنسا ُن‬
‫السن‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ويَ ْشَرع مباشرةً يف حسظ ما َدييل إليو بعد استسسار قليل ألىل ذلك ّ‬
‫ِ‬
‫ت‬‫شأن كثًن من ادلتون اليت أُلَّس ْ‬
‫ّأما ألسيّة العراقي وألسيّة السيوطي يف احلديث‪َ ،‬شأ ُهنّا ُ‬
‫يف َ ٍّن واحد‪َ ،‬قد اشرتَكتَا يف أمور‪ ،‬وانسرد كلٌّ منتّا أبمور‪.‬‬
‫أىم ما اشرتكتا فيو‪:‬‬
‫من ّ‬
‫‪ -1‬ادلوضوع‪َّ :‬وضوعُ ٍّ‬
‫كل منتّا عل ُم احلديث درايةً‪.‬‬
‫الرج‪ .‬كمستسعلن مستسعلن مستسعلن ‪ -‬مستسعلن‬ ‫‪ -2‬البحر‪َ :‬كلٌّ منتّا من ُنر ّ‬
‫مستسعلن مستسعلن‪.،‬‬
‫ألف بيت‪ ،‬وإن‬ ‫‪ -3‬عدد األبيات‪َ :‬تّا ألسيتان‪ّ ،‬نعىن أن عدد أبيات ِّ‬
‫كل منتّا ُ‬
‫نقصت ألسيةُ السيوطي‬
‫ْ‬ ‫ببيتٌن ك‪ ،،1002‬بينّا‬
‫كانت ألسيةُ العراقي زادت على األلف ْ‬
‫عشر بيتًا‪َ ،‬عدد أبياهتا ك‪ ،989‬بيتًا على حسب ترقيم الشيخ أمحد شاكر‪.‬‬
‫حد َ‬‫ِأب َ‬
‫مما متتاز بو ألفيّة العراقي على ألفيّة السيوطي‪:‬‬
‫‪-1‬األصالة‪:‬‬
‫َالعراقي معروؼ أبصالتو وبرسوخ قَ َد ِمو يف احلديث وعلومو لذا ال تكاد ْند يف‬
‫األعظم من أىل العلم‪ ،‬و ّأما‬
‫ُ‬ ‫ألسيّتو ما يػُْلحظ عليو علّيا‪َ ،‬لم خيالِف ما اتّسق عليو السو ُاد‬
‫أقل وقع يف ألسيّتو وغًنىا من ُكتُبو ما يػُْلحظ عليو‪.‬‬ ‫السيوطي َلكون مرتبتو يف ىذا الشأن ّ‬
‫ُخ َذ على السيوطي يف ألسيتو‪ ،‬قولو‪:‬‬ ‫َّّا أ ِ‬
‫ِِ‬
‫َكا َن لف ْس ٍق اْ ْو يُ َرى ُمت َ‬
‫َّه َما‬ ‫‪...........‬وَما‬
‫َ‬ ‫‪........‬‬
‫صريُ َكالَّ ِذي بُ ِدي‬ ‫بل رََّّبَا ي ِ‬
‫َْ ُ َ‬ ‫َّع ُّد ِد‬
‫يَ ْرقَى َع ِن ا ِإلنْ َكا ِر ِِبلت َ‬

‫‪4‬‬
‫يتبٌن خطأُ ادلؤلِّف –يعين‪:‬‬
‫للبيتٌن‪ ..." :‬وبذلك ّ‬
‫قال الشيخ أمحد شاكر عند شرحو ْ‬
‫وخطؤه يف كثًن من ُكتُبو يف احلكم على أحاديث ِض َعاؼ ابلرتقِّي إىل‬
‫ُ‬ ‫السيوطي‪ -‬ىنا‪،‬‬
‫احلسن مع ىذه العلّة القويّة"‪" .‬شرح الشيخ أمحد شاكر على ألسية السيوطي" كص‪.،16‬‬
‫نسسو‪ ،‬واسم شرحو‪:‬‬ ‫ِ‬
‫َِلَصالة ألسية العراقي اىتم العلّاءُ هبا من قدمي‪َ ،‬شرحتا العراقي ُ‬
‫"شرح التبصرة والتذكرة"‪ ،‬وكذلك السيوطي‪ ،‬والسخاوي كت‪ 902‬ىػ‪ ،‬يف "َتُ الْ ُّغيث‬
‫بشرح شرح ألسية احلديث"‪ ،‬وأبو حيٍن زكري بن دمحم األنصاري كت‪926‬ىػ‪ ،‬يف "َتُ‬
‫الباقي بشرح ألسية العراقي"‪.‬‬
‫نسسو‪ ،‬وابقي شروحتا‬ ‫ِنلؼ ألسية السيوطي اليت مل يشرحتا سوى السيوطي ِ‬
‫ّ‬
‫للّتأخرين‪ ،‬أمثال‪ :‬الشيخ أمحد شاكر‪ ،‬والشيخ دمحم آدم االثيوب‪.‬‬
‫ّ‬
‫اىتم العراقي ابستيعاب أقوال العلّاء يف احلدود والتعاريف مع نِ ْسبتتا إىل َمن‬
‫‪ّ -2‬‬
‫شك‬
‫مسائل كثًنة‪ ،‬وال ّ‬
‫َ‬ ‫قاذلا‪ ،‬بينّا يقتصر السيوطي على تعريف واحد أو قول واحد يف‬
‫أنّو يرتتّب على ذكر األقوال واخللَات َائدةٌ علّيّةٌ وعّلية عند التعامل مع اصطلحات‬
‫أىل العلم ؤنرجياهتم وحكّتم على األحاديث‪.‬‬
‫ِ‬
‫أكثر من‬ ‫‪ -3‬عُ ِين العراقي بذكر األمثلة َ‬
‫َأكثر م ْن ضرهبا‪َ ،‬رتاه يذكر يف الباب الواحد َ‬
‫بعض األنواع من األمثلة‪ ،‬واقتصر على‬ ‫مثال يف الغالب‪ ،‬خلًَا للسيوطي الذي َجَرَد َ‬
‫مثال واحد يف بعض األحيان‪.‬‬
‫مما متتاز بو ألفيّة السيوطي على ألفيّة العراقي‪:‬‬
‫‪ -1‬الزايدات‪:‬‬
‫َقد زاد السيوطي أشياء كثًنة من األنواع وادلسائل والتعريسات اليت مل يذكرىا العراقي‬
‫ِ‬
‫اعا من األمساء‬ ‫السند والسنَن‪ ،‬وذك ِره أنو ً‬ ‫ابن الصلح‪ ،‬مثل تعريسو لعلم احلديث و ّ‬‫وال ُ‬
‫ت‬‫ت كنيتُو مع امسو‪ ،‬ومن اتػ َس َق ْ‬ ‫ابن الصلح وال العراقي‪ ،‬كّن اتػ َس َق ْ‬
‫وال ُك َىن مل يذكرىا ُ‬
‫كنيتُو مع اسم أبيو‪ ،‬و غًن ذلك من ادلسائل‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -2‬الرتتيب‪:‬‬
‫ابن الصلح مل‬ ‫ِ‬
‫ابن الصلح يف كتابو كعلوم احلديث‪ ،،‬و ُ‬ ‫تَبع العراقي يف ترتيبو لِللسية َ‬
‫َحيصل ترتيبو على الوضع ِ‬
‫ادلتناسب ذلك أنو ْأملَى كتابو شيئًا َشيئًا‪ ،‬أما السيوطي َقد‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬
‫بعضتا لبعض‪َ ،‬قدم وأخر حسبّا يقتضيو‬ ‫تصرؼ يف الرتتيب‪ِ ،‬‬
‫ملحظًا مناسبةَ األبواب ِ‬
‫التسن ُن يف الرتتيب‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلجياز‪:‬‬
‫احتوت ألسية السيوطي على أنواع ومسائل كثًنة مل يذكرىا العراقي كّا تق ّدم‪ ،‬مع أ ّن‬ ‫ْ‬
‫احلَ ِشو َيتا‪.‬‬‫ب‪ ،‬شلا يدل داللةً واضحة على قِلّة ْ‬ ‫عدد أبياهتّا متقا ِر ٌ‬
‫الثلث يف مق ِّدمة ألسيّتو بقولو‪:‬‬
‫ِ‬ ‫وقد نص السيوطي على ىذه الْ ِّي‪.‬ات‬
‫ْم األَثَر‬ ‫ِ‬ ‫وىذهِ أَلْفيَّةٌ ََت ِكى ُّ‬
‫ض َّم ْن تُها عل َ‬
‫الد َرْر منظومةٌ َ‬
‫ِِف اجلم ِع وا ِإلجيا ِز واْتِّس ِ‬
‫اق‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫الع َراقِي‬
‫فائِقةٌ أَلْفيَّةَ ِ‬

‫اخلالصة‪:‬‬
‫لكل من األلسيػتَػ ٌْن مي‪ً.‬ة على األُخرى‪َ ،‬ألسية العراقي أبصالتتا‬ ‫وخلصة األمر أ ّن ٍّ‬
‫ووضوحتا وذك ِر آراء العلّاء َيتا ترتجُ على ألسية السيوطي‪ ،‬وألسيةُ السيوطي َِنَ ّْعِتا‬ ‫ِ‬
‫وح ْس ِن ترتيبِتا ترتجُ على ألسيّة العراقي‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وزوائدىا وإجيا ِزىا ُ‬
‫اشتترت عبارة‪" :‬ألسيّة العراقي أَتْػ َق ُن َو َ‬
‫آص ُل‪ ،‬وألسيّة السيوطي أ َْو َس ُع‬ ‫ْ‬ ‫ومن ىنا‪،‬‬
‫حنو ىذه العبارة‪.‬‬‫َس َت ُل"‪ ،‬أو ُ‬ ‫َوأ ْ‬
‫يطمئن إليو قلبو أكثر؛ فتقدمي الرغبة‬ ‫كل واحد ما يرغب فيو‪ ،‬و ّ‬ ‫فَ َرأْيِي أن خيتار ُّ‬
‫ارب األوجو َوال ِْميزات‪ -‬أ ْد َعى لإلجناز من التّقليد‪،‬‬ ‫الشخصيّة ِف ىذا الباب ‪-‬بعد تَ َق ُ‬
‫فاأللفيَّتان فَ َرسا ِرَىان‪.‬‬

‫‪ /18‬مجادى األوىل ‪1442 /‬ه = ‪ 2‬ينائر ‪2021‬‬

‫‪6‬‬
‫مَسَأَلَتََ(إَنََشَاءََاللَ)َوَ(إَوَشَاءََاللَ) َ‬
‫شاء ِ‬
‫وحاصل‬
‫ُ‬ ‫هللا) قبل ثلث سنٌن‪،‬‬ ‫وقست على تَػْنبِيو على مسألة (إِ ْن َشاءَ هللاُ) َو(إِنْ َ ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ب عليو خطأٌ يف‬
‫إملئي‪ ،‬ترت َ‬
‫ٌّ‬ ‫اء هللاُ) خطأٌ‬ ‫شاء هللا) مكا َن (إِ ْن َش َ‬‫التنبيو أن كتابةَ (إِنْ َ‬
‫ادلعىن‪.‬‬
‫أمرا‬ ‫ِ‬
‫ويف ىذا التنبيو كسايةٌ لوضوح اخلطإ‪ ،‬ألن الكاتب يف ىذه احلالة يريد أن يعلّق ً‬
‫َما ّنشيئة هللا‪َ ،‬إذا ىو يَ ْكتُب ‪-‬عن غًن قصد‪َ -‬خ ْل َق هللاِ‪.‬‬
‫أمران‪:‬‬ ‫ِ‬
‫لكن الّذي دَعين إىل كتابة ىذه األسطُر َ‬
‫كثًنا‪.‬‬ ‫األمر األول‪ :‬أن ىذا التّنبيو ّ‬
‫يتكرر ً‬
‫سلرتعا‬ ‫ِ‬
‫جعل هللا ً‬ ‫األمر الثاين‪ :‬أنّو ورد يف التنبيو أن متَعلق اخلطإ ىو أنّو يَل‪.‬م منو ُ‬
‫سللوقًا‪.‬‬
‫لزم َويػُنَػبِّوُ عليو أنو َسيَػ ْع ُذ ُر َم ْن وقع منو ىذا‬ ‫ِ‬
‫وأُ ْحسن الظّن يف الّذي يرى ىذا التّ َ‬
‫األمر‪ ،‬وعليو َل ي َك ِّسره أب ْن جعل هللا سللوقًا لِعدم قَ ِ ِ‬
‫نبيتو َحت يَػْنػتَبِوَ‬
‫صده لذلك‪َ .‬وإّنا تَ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫ُ ُُ‬ ‫ُ‬
‫َم ْن مل يَػْنػتَبِ ْو أن َالزمو َخطًن‪.‬‬
‫اللزم أو التّلزم‪ ،‬وإن لَ ِ‪.‬م منو َعلى‬‫ويَظْتر يل –والعلم عند هللا‪ -‬أنو َال يَل‪.‬م منو ىذا ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍِ‬
‫كل كلم لذا كان من‬ ‫َو ْجو بَعيد‪ ،‬أو على وجو مت َكلف َيو‪ .‬واللوازم البعيدة تكاد تَرد يف ِّ‬
‫ادلتم ِجدا محَْ ُل الكلم على ما َحيتّلو عن قُػ ْرب‪.‬‬ ‫ّ‬
‫شأَ)‬
‫ابعي من َعل (نَ َ‬ ‫َس ْع ُل (أَنْ َ‬‫ِ‬
‫الثلثي‪ ،‬ومعناه‪َ :‬خلَ َق‪ ،‬قال اجلوىري‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫شأَ) َعل ر ّ‬
‫"أنْ َشأَهُ هللاُ‪َ :‬خلَ َقوُ"‪" .‬الصحاح" ك‪.،77/1‬‬
‫ِ‬ ‫َالذي يكتب (إِنْ َ ِ‬
‫نسسو‪:‬‬‫كخ ْل ُق هللا‪ ،،‬وهللا تعاىل قال ىو ُ‬ ‫شاءُ هللا) َكأنو كتب َ‬ ‫ُ‬
‫ﭽﯩ ﯪ ﯫﭼ‪.‬‬
‫شاء ِ‬
‫هللا) بتقديراتو ال َقريبة كّا أييت‪:‬‬ ‫َػ(إِنْ َ ُ‬
‫زلظور َيو‪ ،‬ؼكإِنْ َشاء‪ ،‬مبتدأ مضاؼ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫هللا اخللق أو لِل َخ ْلق‪ .‬وىذا َال‬‫‪ -1‬إنشاء ِ‬
‫ُ‬
‫وكاخلَْل َق‪ ،‬مسعول بو للّبتدإ الذي ىو مصدر َع ِّ َل َع َّ َل‬ ‫ولسظ اجلللة ُمضاؼ إليو‪ْ ،‬‬

‫‪7‬‬
‫يناسب ادلقام‪ ،‬مثل‪ :‬آيةٌ‪َ ،‬يكون التقدير‪ :‬إنشاء ِ‬
‫هللا‬ ‫َعلِو‪ ،‬وخِّ ادلبتدإ زلذوؼ يقدر ّنا ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫اخللق آيةٌ ِم ْن آيتِو‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ -2‬ى َذا إِنْ َ ِ‬
‫زلذور َيو‪ ،‬وىو مبتدأ وخِّ‪ ،‬نظًن قولو تعاىل‪:‬‬ ‫شاءُ هللا‪ .‬وىذا أيضا َال َ‬ ‫َ‬
‫ﭽﯩ ﯪ ﯫﭼ‪.‬‬
‫هللا‪ ،،‬والّذي من أجلو َكثُػَر تنبيوُ من نبوَ عليو َتو‪:‬‬ ‫شاء ِ‬ ‫أما التّقدير البعيد لػكإِنْ َ‬
‫شاء ِ‬
‫هللا ِمن قِبَ ِل ْ‬
‫اخلَ ِلق هللاَ‬
‫اخلَْلق‪ ،‬وىذا التّقدير بعي ٌد‪ ،‬وأبْػ َع ُد منو من يق ّدر‪ :‬إنْ َشاءُ ْ‬ ‫إِنْ َ ُ‬
‫ط َم ْن َكتب كإنْ َشاء هللا‪.،‬‬ ‫ألن السصل بٌن كإِنْ َشاء‪ ،‬وكهللا‪ ،‬مل يَِرد يف خ ّ‬
‫اخلالصة‪:‬‬
‫الكتابة دلا لذلك من أثر يف تغيًن ادلعىن‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪-1‬أنو ينبغي مراعاةُ القو ِ‬
‫اعد اإلملئية يف‬
‫شاء ِ‬
‫الكاتب أبنو‬
‫ُ‬ ‫هللا) من ابب أن يَػْنػتَبِو‬ ‫اء هللا) و(إِنْ َ ُ‬
‫‪-2‬أ ّن التنبيو يف مسألة (إ ْن َش َ‬
‫يكتب غًن ما يَػ ْقصده ويُِريده‪.‬‬
‫ُ‬
‫جعل هللاَ َسللُوقًا‪،‬‬
‫الكاتب َ‬
‫ُ‬ ‫يل‪.‬م منو أن يكون‬ ‫‪-3‬أنو ال يُ َشدد يف ىذا التنبيو ألنو َال َ‬
‫أصل‪.‬‬
‫الكلم عن اخلَلق ً‬
‫َ‬ ‫ص ِد‬
‫بل الزمو القريب أنو جعل هللا خال ًقا‪ ،‬إال أنو مل يػ ْق ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يحي َعلَى ا ْجلَ ِمي ِع‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫ت الْب ِ‬
‫اب ل ْل َج ِمي ِع فَِإ َّن تَ ْ‬
‫َوقَ ْد فَ تَ ْح ُ َ َ‬
‫‪ /16‬صفر‪ /23 = 1443 /‬سبتمرب‪2021 /‬‬

‫َ‬

‫‪8‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫هداياَرأسَالسىتَالميالديتَ َ‬
‫من ادلسائل اليت ينبغي التنبوُ ذلا مسألةُ ىداي َرأْ ِس السنَ ِة الْ ِّيلَ ِدي ِة‪ ،‬ىل جيوز قبوُذلا أو‬
‫حول ىذه السنَ ِة الْ ِّيلَ ِدي ِة ‪.2021‬‬ ‫ال جيوز‪ ،‬وىي مناسبةٌ َح ْولِيةٌ‪ ،‬وقد حال عليتا ُ‬
‫تشزيع ذلذه ادلناسبة‪ ،‬ونوعُ مشاركة‬ ‫ٌ‬ ‫الكلم يف ادلسألة ليس يف اإلىداء أل ّن ذلك‬ ‫و ُ‬
‫َيتا إن مل يَكن مشاركةً كليةً‪ ،‬وال جيوز ذلك دلسل ٍم إطلقًا‪.‬‬
‫الكلم ‪-‬إ ًذا‪ -‬يف قبول اذلداي اليت تُػ َقدم ذلذه ادلناسبة من النّصارى‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫إنا‬
‫األصل جو ُاز قبول اذلدية من أىل الكتاب‪ ،‬ما مل تكن اذلديةُ زلرمةً بذاهتا‪ ،‬كاخلن‪.‬ير‬ ‫و ُ‬
‫األصل معّوالً بو حت‬
‫ُ‬ ‫وحنوه‪ ،‬أو ذبيحةً لغًن هللا‪ ،‬والسؤال الذي يَِرُد ىنا ىو‪ ،‬ىل ال ي‪.‬ال‬
‫وإن كانت اذلديةُ دلناسبة العيد ادل‪.‬عوم دليلد ادلسيُ عيسى بن مرمي عليتّا السلم؟‬
‫َالذي يظتر –والعلم عند هللا‪ -‬أنو نَػ َع ْم‪ ،‬يكو ُن البقاءُ على األصل‪ ،‬وعليو َيزوز‬
‫قبول اذلداي من النّصارى‪ ،‬سواء كان دلناسبة عيد ادليلد أو مل يكن للّناسبة‪.‬‬ ‫ُ‬
‫الناس ِف قبول ىدااي النّصارى لعيد ادليالد إىل ثالثة أصناف‪:‬‬ ‫تقسيم ِ‬‫ُ‬ ‫كن‬
‫وي ُ‬ ‫ُ‬
‫ب َرِّدهِ ذلا‪ ،‬أبنو ال يعتقد أن هلل‬ ‫ف األول‪ :‬من يػرد اذلدية ويػبػِ ِ ِ‬
‫ٌن ل ْل ُّ ْتدي سبَ َ‬‫َُ ّ ُ‬ ‫َ ْ َُ ّ‬ ‫ِّ‬
‫الص ْن ُ‬
‫ف ديكن وص ُسو أبنو‬ ‫ِ‬
‫الصْن ُ‬
‫ردىا‪َ .‬تذا ّ‬ ‫ابنًا‪ ،‬وأنو لو أىدى إليو يف غًن ىذه ادلناسبة لَ َّا ّ‬
‫ال ّدرجة العُليا من اإلديان‪.‬‬
‫ٌن لِْل ُّ ْت ِدي أنا قبلتا منو أتلي ًسا لو‪ ،‬أو دلا بينتّا‬
‫ف الثاين‪َ :‬م ْن يَقبل اذلدية ويػُبَػِّ ُ‬ ‫ِّ‬
‫الص ْن ُ‬
‫من ادلعاملة‪ ،‬أو حنو ذلك‪ ،‬وإال َّا كان ليقبَلتا منو ألنو ال يُواَقو يف ىذه ادلناسبة‪.‬‬
‫ف قبلو‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصْن ُ‬
‫يب من ّ‬ ‫ف قر ٌ‬‫الصْن ُ‬
‫وىذا ّ‬
‫مستنكرا ذلا بقلبو‪ ،‬لكن ال يقول للّتدي شيئًا‬ ‫ً‬ ‫ف الثالث‪ :‬من يَقبل اذلديّة‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫الص ْن ُ‬
‫ادلتوسطة من اإلديان‪.‬‬
‫ّإما حياءً منو‪ ،‬أو حنو ذلك‪ .‬وىذا ديكن وص ُسو أبنو ال ّدرجة ّ‬
‫ِّ‬
‫منكر ذلا بقلبو‪ ،‬لكن ال يعتقد‬ ‫ف الرابع‪ :‬من يقبل اذلدية‪ ،‬مسرورا هبا‪ ،‬غًن ِ‬ ‫الص ْن ُ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ف ديكن وص ُسو أبنو ال ّدرجة الدنيا من اإلديان‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الصْن ُ‬
‫صحةَ ادلناسبة‪ .‬وىذا ّ‬ ‫ّ‬

‫‪9‬‬
‫التساوت بينتا يف ال ّدرجة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫اجلواز‪ ،‬إنا‬ ‫ادلشرتك بٌن كل ىذه األصناؼ ىو ْ‬ ‫َ‬ ‫َالْ َق ْدر‬
‫ف متق ِّدم يف‬
‫متأخر يف الرتتيب على ِصْن ٍ‬
‫ف ٌّ‬
‫وىي على ترتيبتا يف القوة‪ ،‬وقد يػ َقدم ِصْن ٌ ِ‬
‫ُ ُ‬
‫الرتتيب دلا َحيتف بو من قرائن‪ ،‬كّا قال السيوطي يف ألسية احلديث‪:‬‬
‫سا ِوًاي أ َْو قُ ِّد َما‬ ‫ورََّّبَا ي ْع ِر ُ ِ ِ‬
‫ض لل َْم ُفوق َما ‪َْ ...‬جي َعلُوُ ُم َ‬ ‫َُ َ‬
‫معتق ًدا أبن مناسبةَ عيد‬ ‫منكر ذلا بقلبو‪ ،‬بل ِ‬ ‫أما من يػ ْقبل اذلديةَ مسرورا هبا‪ ،‬غًن ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫َْ َ‬
‫الكلم يف‬
‫ُ‬ ‫الكلم يف قبولو للتديّة‪ ،‬إنا ْاأل َْوَىل‬ ‫َ‬ ‫ادليلد مناسبةٌ صحيحة‪َ ،‬ليس ْاأل َْوىل‬
‫معذورا بتأويلو أو جتلو أو حنو ذلك‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إسلمو‪ ،‬ىل َخرج منو‪ ،‬أو مل َخيرج منو لكونو‬
‫يحي َعلَى ا ْجلَ ِمي ِع‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫ت الْب ِ‬
‫اب ل ْل َج ِمي ِع فَِإ َّن تَ ْ‬
‫َوقَ ْد فَ تَ ْح ُ َ َ‬
‫‪ 27‬مجادى األوىل ‪ 31 = 1443‬ديسمرب ‪2021‬‬

‫‪11‬‬
‫ُّ‬
‫الصبح‪َ،‬وهماَالفَرَيضت َ‬‫صالةََالفجرَهيَصالةََ َ‬
‫بعض أن صلة السزر ىي الناَلة‪ ،‬وصلة الصبُ ىي السريضة‪.‬‬ ‫قد يظُن ٌ‬
‫الكلّتٌن كالسزر‪ ،‬الصبُ‪.،‬‬ ‫ْ‬ ‫عدم الرتكي‪ .‬على ما يضاؼ إىل‬ ‫ولعل السب يف ذلك ُ‬
‫وبيا ُن ذلك‪ ،‬أنو يقال‪ :‬صلةُ السزر‪ ،‬ركعتا السزر‪ُ ،‬سنّة السزر‪...‬‬
‫بينّا يقال‪ :‬صلةُ الصبُ َقط‪ ،‬وال يكاد يقال‪ :‬ركعتا الصبُ‪ ،‬أو ُسنّة الصبُ‪...‬‬
‫الصبح يف األحاديث النبويّة‪َ ،‬تي السريضة‪،‬‬ ‫فَ َم ََت َما قيل‪ :‬صالةُ الفجر‪ ،‬أو‪ :‬صالةُ ُّ‬
‫مثل‪:‬‬
‫ووقت صلة الظتر‬ ‫الشّس األو ُل‪ُ ،‬‬ ‫وقت صالةِ الفجر ما مل يَطْلُع قَػ ْر ُن ّ‬ ‫‪ -1‬قولو ملسو هيلع هللا ىلص‪ُ « :‬‬
‫الشّس عن بطن السّاء‪ .» ...‬مسلم ك‪.،612‬‬ ‫إذا زالَ ِ‬
‫ت‬
‫ُ‬
‫بح َتو يف ِذمة هللا‪ .» ...‬مسلم ك‪.،657‬‬ ‫الص ِ‬
‫صلى صالةَ ُّ‬ ‫‪ -2‬قولو ملسو هيلع هللا ىلص‪َ « :‬م ْن َ‬
‫ذكرمها مطل ًقا (الفجر‪ ،‬الصبح)‪ ،‬كحديث أب ىريرة هنع هللا يضر مر ً‬
‫َوعا‪:‬‬ ‫واحلال كذلك إذا ورد ُ‬ ‫ُ‬
‫«نَػ َتى عن الصلة بعد الفجر حت تطلُع الشّس‪ .»...‬البخاري ك‪.،584‬‬
‫بح ركعةً قبل أن تطلع الشّس‪َ ،‬قد أدرك‬ ‫الص ِ‬‫مرَوعا‪« :‬من أدرك من ُّ‬ ‫ً‬ ‫أيضا‬
‫وحديثو ً‬
‫بح‪ .»...‬البخاري ك‪.،579‬‬ ‫الص َ‬‫ُّ‬
‫الصبح‪...‬‬
‫وإذا أريد هبما النافلة قيل‪ :‬ركعتا الفجر‪ ،‬سنّة الفجر‪ ،‬سنّة ُّ‬
‫كعت الفجر إذا مسع األذان‪،‬‬ ‫مثل حديث عائشة اهنع هللا يضر‪« :‬كان رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص يصلِّي ر َِ‬
‫وخي ِّسستّا»‪ .‬مسلم ك‪.،724‬‬
‫ويف موطأ مالك برواية دمحم بن احلسن الشيباين‪" :‬ابب‪َ :‬ضل صالة الفجر يف اجلّاعة‪،‬‬
‫وأم ِر ركعت الفجر"‪ .‬ادلوطأ كص‪.،92‬‬
‫ِ‬
‫األمر يف ٓنديد ادلراد منتا –أىي‬ ‫الصبح َػيَقل استعّاذلا كّا تق ّدم‪ ،‬ويرجع ُ‬ ‫ّأما ركعتا ُّ‬
‫السريضة أو الناَلة‪ -‬إىل القرائن‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫اخلالصة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن صلة السريضة ىي‪ :‬السزر‪ ،‬الصبُ‪ ،‬صلة السزر‪ ،‬صلة الصبُ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن صلة الناَلة ىي‪ :‬ركعتا السزر‪ ،‬سنة السزر‪ ،‬سنة الصبُ‪.‬‬
‫الصلتٌن‪.‬‬
‫ْ‬ ‫‪ -3‬أن ركعيت الصبُ يرجع َيتا إىل القرائن لتحديد ادلراد منتا من‬
‫ص ِو ِيِب َعلَى ا ْجلَ ِمي ِع‬ ‫ت الْب ِ‬
‫ْج ِمي ِع فَ َح ُّق تَ ْ‬
‫اب لل َ‬‫َوقَ ْد فَ تَ ْح ُ َ َ‬
‫‪ 4‬احملرم ‪ 2 = 1444‬أغسطس ‪2022‬‬

‫‪11‬‬
‫َلَأحتفلَبالَمَولد َ‬
‫الرتك‪ ،‬والتّقرير‪.‬‬
‫السنّة النبويّة تَػثْػبُت ابلقول والسعل كويدخل َيو ّ‬
‫ترك االحتسال‬ ‫تت ابلتػ ْرك‪ّ ،‬نعىن أن َ‬ ‫ِ‬
‫االحتسال ابدلولد النبوي من السنن اليت ثػَبَ ْ‬ ‫وترك‬
‫ُ‬
‫الرتكيّة ىي‪ :‬ما تركو رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬مع وجود‬ ‫ابدلولد النبوي ىو السنّة ألن السنة ّ‬
‫ادلقتضي‪ ،‬و ِ‬
‫انتساء ادلانع‪.‬‬ ‫ِ‬
‫النبوي كان موجودا كتعظيم شأنو وحنوه‪ ،‬ومل يكن ىناك‬ ‫ِ‬
‫َادلقتضي للحتسال ابدلولد‬
‫ّ‬
‫مانع من القيام بو‪.‬‬
‫ٌ‬
‫احملتسل ِملَ ال تُؤِذّن للعيديْن؟ َوِملَ ال‬ ‫َالرتك ‪-‬إذًا‪ -‬واحلالةُ ىذه ىو السنّة‪َ ،‬لو سئِل ِ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫السنّة الرتكيّة‪.‬‬ ‫ألجل ّ‬‫جالسا؟ َوملَ ال تصوم عرَةَ بِعرَة؟‪َ ...‬اجلواب ليس إال ْ‬ ‫ٔنطب ً‬
‫كانت بعنوان كاألحاديث الواردة يف السنَن التػ ْركيّة‪،‬‬ ‫ومن الغريب أن رساليت ال ّدكتوراه ْ‬
‫النبوي يف حديث صحيُ أو ضعيف‪ ،‬نسيًا أو‬ ‫ّ‬ ‫مجعا ودراسةً‪ ،،‬ومل يرد َيتا ِذ ْكٌر للّولد‬ ‫ً‬
‫مئتٌن وسبعة ومثانٌن ك‪ ،287‬حديثًا‪ ،‬ومئةً وثل ًاث ومخسٌن‬ ‫حوت ْ‬ ‫إثباًت!!! مع أن الرسالة ْ‬ ‫ً‬
‫ك‪ ،153‬مسألةً‪.‬‬
‫َعلو النيب‬ ‫الصحابة –رضوان هللا عليتم‪ -‬على نقل ما َ‬ ‫َػ َعلى الرغم من ش ّدة حرص ّ‬
‫أصل‪.‬‬
‫ملسو هيلع هللا ىلص وما ترَكو‪َ ،‬لم ينقلوا شيئًا عن االحتسال ابدلولد النبوي ألهنم ال يعرَونو ً‬
‫حديث‪ ،‬كرتك التل ّسظ‬ ‫ابلرتك‪ ،‬ومل يرد َيتا‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫ت ّ‬ ‫ولقائل أن يقول‪ :‬ىناك ُسنَ ٌن أخرى ثَػبَػتَ ْ‬
‫مستقبل ادلأمومٌن وىم‬ ‫َ‬ ‫ابلنيّة عند الدخول يف الصلة‪ ،‬وترك ال ّدعاء بعد الصلة‬
‫يؤمنون‪...‬‬ ‫ّ‬
‫النبوي‪ ،‬وأ ّن اقتصار‬
‫ّ‬ ‫ترك االحتسال ابدلولد‬ ‫َالسنة إذًا ُ‬ ‫َاجلواب‪ :‬أن األمر كذلك‪ّ ،‬‬
‫دليل على ذلك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الصحابة على نَقل صوم النيب ملسو هيلع هللا ىلص َقط ليوم مولده ٌ‬
‫ص ِو ِيِب َعلَى ا ْجلَ ِمي ِع‬ ‫ت الْب ِ‬
‫ْج ِمي ِع فَِإ َّن تَ ْ‬‫اب لل َ‬
‫َوقَ ْد فَ تَ ْح ُ َ َ‬
‫‪ 11‬ربيع األول ‪ 7 =1444‬أكتوبر ‪2022‬‬

‫‪12‬‬
‫ِّ‬
‫الَطَعَامََعهَالصيام َ‬
‫كل شتر رمضان يكثُر السؤال –غالبًا‪ -‬عن السدية دلن ال يصوم لعذر من‬ ‫مع ُحلول ّ‬
‫ادل‪.‬من وحنومها‪ ،‬وىا ىي بعض النّقاط يف ذلك‪:‬‬ ‫األعذار ادلعتبػرة شرعا‪ ،‬كالكِِّ وادلرض ِ‬
‫َ‬ ‫ََ ً‬
‫للصوم إن‬‫الشديد ّ‬ ‫الصوم‪ ،‬كّا ال ينبغي لو التكلف ّ‬ ‫التحايل على عدم ّ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -1‬أنو ال ينبغي‬
‫شرعا قال هللا تعاىل‪ :‬ك َوَال تػُ ْل ُقوا ِأبَيْ ِدي ُك ْم إِ َىل التػ ْتلُ َك ِة‪.،‬‬ ‫معتِّ ً‬
‫عذر َ‬ ‫كان ىناك ٌ‬
‫خروجا من اخللؼ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫نقدا‬
‫طعاما أحوط من إخراجتا ً‬ ‫‪ -2‬أن إخراج السدية ً‬
‫‪ -3‬أنو جيوز دَع طعام أيم متع ّددة إىل مسكٌن واحد‪ ،‬وإىل رلّوعة من ادلساكٌن‪ ،‬ألن‬
‫ٌن‪.،‬‬ ‫ادلدَوع إليو كَِ ْديَةٌ طَ َع ُام ِمس ِك ٍ‬
‫َ‬ ‫آية السدية أَطْلَ َقت‬
‫ْ‬
‫تل‪.‬مك نسقتُو‪ ،‬أما‬ ‫ادلسكٌن ادلدَوعُ إليو من األقرابء‪ ،‬لكن شلن ال ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -4‬أنو جيوز أن يكون‬
‫تل‪.‬مك نسقتُو َاألحوط أن ال تَدَع إليو‪.‬‬ ‫إذا كان شلن ُ‬
‫كل يوم بعد الدخول َيو‪ ،‬وجيوز أتخًنه إىل هناية رمضان أو بعد‬ ‫‪ -5‬أنو جيوز إخراج َدية ّ‬
‫قياسا على‬‫األيم إن كان بعد دخول رمضان ً‬ ‫رمضان‪ ،‬كّا جيوز تعزيل اإلخراج دلا أييت من ّ‬
‫جواز تعزيل إخراج ال‪.‬كاة بعد بلوغ النصاب وقبل حلول ا ْحلَْول‪.‬‬
‫‪ -6‬أنو ُْجي ِ‪.‬ئ يف اإلطعام وجبةٌ واحدة َقط كالغَداء أو ا َلعشاء‪ ،،‬والتنصيص على ْ‬
‫ىاتٌن‬
‫الوجبتٌن‬
‫ْ‬ ‫ىاتٌن‬ ‫الوجبتٌن دون وجبة السطور ألن الغالب أن الناس أيكلون ما يقتاتونو يف ْ‬ ‫ْ‬
‫كاألرز‪ ،‬القُّ‪َ ،،...‬إن وجد من أيكلون ما يقتاتونو يف وجبة السطور ًَنجى أن يكون رل ِ‪ً.‬ئ‪.‬‬
‫ي ذلك عن أنس هنع هللا يضر‪.‬‬ ‫مطبوخا‪ ،‬وقد ُرِو َ‬ ‫َ‬ ‫طعاما‬
‫‪ -7‬أنو جيوز إخراج السدية َ‬
‫طعاما نِيئًا دون إدام‪ ،‬وقدره –على األظتر‪ -‬نصف صاع من‬ ‫‪ -8‬أنو جيوز إخراج السدية ً‬
‫قوت البلد‪َ .‬القرآن أمر ابإلطعام عن كل يوم مسكينًا‪ ،‬وقد ورد من قول النيب ملسو هيلع هللا ىلص ما يدل‬
‫يصُ إطلقو على من أخرج نصف صاع من طعام ِينء دون إدام‪َ ،‬عن كعب‬ ‫على أن اإلطعام ّ‬
‫ص ْم ثلثة أيم‪ ،‬أو أطعِ ْم ستة‬ ‫بن عُزرة هنع هللا يضر أن النيب صلى هللا عليو قال لو يف َدية األذى‪ُ َ« :‬‬
‫مساكٌن‪ ،‬لكل مسكٌن نصف صاع»‪ .‬متسق عليو‪.‬‬
‫يحي َعلَى ا ْجلَ ِمي ِع‬ ‫ت الْباب لِلْج ِمي ِع فَِإ َّن تَص ِح ِ‬
‫ْ‬ ‫َوقَ ْد فَ تَ ْح ُ َ َ َ‬
‫‪ 91‬رمضان ‪ 91 = 9111‬ابريل ‪0102‬‬

‫‪13‬‬

You might also like