Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 7

‫احملور اخلامس‪ :‬الاقتصاد اجلزائري يف التسعينيات"الانتقال اىل اقتصاد السوق"‬

‫احملور اخلامس‪ :‬الاقتصاد اجلزائري يف التسعينيات"الانتقال اىل اقتصاد السوق"‬


‫أ وال‪ :‬االصالحات املدعومة والتحول اىل اقتصاد السوق‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬نتاجئ برانمج التعديل واالصالح الهيلكي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫احملور اخلامس‪ :‬الاقتصاد اجلزائري يف التسعينيات"الانتقال اىل اقتصاد السوق"‬

‫أوال‪ :‬االصالحات املدعومة والتحول اىل اقتصاد ا لسوق‬


‫يقصد ابالصالحات املدعومة‪ ،‬تكل االصالحات اليت طبقهتا العديد من ادلول (من بيهنا اجلزائر) ابرشاف و توجيه من صندوق النقد‬
‫ادلويل و البنك العاملي" مرشوطية البنك والصندوق" مقابل احلصول عىل المتويل (قروض)‪ ،‬واليت هتدف أساسا اىل نقل اقتصادايت‬
‫تكل ادلول اىل اقتصاد السوق‪.‬‬
‫‪ - 1‬االتفاقان الول والثاين لالس تعداد االئامتين( ‪:)92-89‬‬
‫أ ‪ -‬االتفاق ال ول لالس تعداد االئامتين (‪ 31‬ماي ‪ 1989‬اىل ‪30‬ماي ‪ :) 1990‬انهتت احملاوةل الوىل للتصحيح اذلايت بني (‪ ) 89-86‬ا ىل‬
‫الاقرتاب من امل سؤسسات املالية ادلولية‪ ،‬أساسا صندوق النقد ادلويل والبنك العاملي الاذان نانت اجلزائر ررض التعامل معه ا مذ‬
‫عضويهتا ضهي ا مذ س نة ‪ 1963‬لهن ا يرمزان اىل االمربايلية العاملية‪ ،‬ويتدخالن يف الس يادة الوطنية لدلول النامية اليت تطلب مساعدهت ا‪،‬‬
‫ومل تس تعمل اجلزائر أبدا مصادر مالية من الصندوق اىل غاية ‪ 1989‬أين نان لها أول تعامل معه ا يف السدايس الثاين من عام ‪1989‬‬
‫بسبب مشالك مزيان املدضوعات‪ ،‬وذكل من خالل معليتني‪ :‬العملية الوىل ‪ :‬ومتثلت يف السحب من الرشحية الاحتياطية‪ ،‬والعملية‬
‫الثانية‪ :‬ويه طلب مساعدة الصندوق يف احلصول عىل حق اس تخدام موارده يف احلدود املسموح هبا خارج الرشحية الاحتياطية‪،‬‬
‫والتفاوض معه حول" تسهيةل متويل تعوييض"‪ ،‬لمتويل العجز يف مزيان املدضوعات الناجت عن اخنفاض ايرادات صادرات احملروقات وارتفاع‬
‫أسعار احلبوب املس توردة‪.‬ومن خالل هاتني العمليتني حصلت اجلزائر عىل متويل يف حدود ‪ 619‬مليون دوالر (‪ 470‬مليــون حقوق‬
‫حسب خاصـة) موزعــة بــني الرشحيـة الاحتياطيـة بـ ‪218‬مليون دوالر (‪155.3‬مليون ح‪.‬س‪.‬خ ) أي ‪ % 25‬من حصة اجلزائـــر يف‬
‫الصندوق مع هناية ‪ ،1988‬ومتويــل تعويضــي بـ‪ 401 :‬مليـون دوالر (‪315.2‬مليون ح‪.‬س‪.‬خ) ‪ ،‬وتوازاي مع ذكل حصلت عىل قرض من‬
‫البنك العاملي يف حدود ‪ 300‬مليون دوالر‪.‬‬
‫العملية الثانية اليت اس تجاب لها الصندوق نانت مرشوطة بتذفي أول برانمج للتثبيت (الاس تقرار) الاقتصادي بعد مفاوضات متت‬
‫يف رسية اتمة حيث أبلغت اجلزائر الصندوق ابلتدابري املالية والاقتصادية اليت تنوي تنفي ها مع الاس مترار يف تسديد الزتاماهتا اخلارجية‪،‬‬
‫وتوجت املفاوضات بعقد أول اتفاق اس تعداد ائامتين يف ‪ 31‬ماي ‪ 1989‬مدته ‪ 12‬شهرا ‪.‬‬
‫أ ‪ - 1 -‬حمتوى االتفاق ‪ :‬ارركز حمتواه عىل ما ييل (رشوط "مرشوطية" البنك و الصندوق) ‪ - :‬رضورة ختيل ادلوةل عىل الس ياسة املزيانية‬
‫التوسعية لهنا مصدرا للتضخم والعجز اخلاريج ورمزا القتصاد املديونية‪ ،‬ويمت ذكل من خالل ضغط جعز املزيانية العامة وتقليل النفقات‬
‫وحترير السعار تدرجييا ورضع ادلمع عهنا‪ - .‬تبين س ياسة نقدية صارمة ( خبصوص تس يري الكتةل النقدية وأسعار الفائدة ) ‪ - .‬مواصةل‬
‫انزالق قمية ادلينار اذلي بدأ مذ سبمترب ‪ - .1986‬مراجعة دور ادلوةل يف النشاط الاقتصادي‪ ،‬واقتصاره عىل دور املعدل واملنظم‬
‫للنشاط الاقتصادي خالل ضرتة التحول‪ ،‬أي العمل عىل ررس يخ قواعد اقتصاد السوق‪.‬‬
‫أ ‪ . 2 -‬االصالحات اليت راضقت االتفاق‪ :‬قامت السلطات العمومية اجلزائرية بسلسةل من االصالحات الاقتصادية من خالل اصدار مجةل‬
‫من القوانني واملراس مي الهادضة اىل مواصةل االصالحات اليت رشع ضهيا من قبل و ادراج أخرى يتضمهنا االتفاق مع صندوق النقد ادلويل‬
‫مهنا‪:‬‬
‫‪ -‬االصالح املايل والبنيك من خالل صدور قانون النقد والقرض ( ‪ ) 10- 90‬واذلي نان هيدف اىل اس تقالليـة البنك املركــزي ( بنك‬
‫االصدار) عن اخلزينة والبنوك التجارية من هجة‪ ،‬وعن التطهري املايل ملديونية اخلزينة و املسؤسسات العمومية من هجة أخرى‪ ،‬وحترير‬
‫حركة رؤوس الموال مع اخلارج‪ ،‬أي الس اح بدخول رؤوس الموال لغراض انتاجية وخدماتية (الاستامثر الجذيب املبارش )‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫احملور اخلامس‪ :‬الاقتصاد اجلزائري يف التسعينيات"الانتقال اىل اقتصاد السوق"‬

‫‪ -‬اعمتد قانون املالية لس نة ‪ 1990‬ومنشور وزارة التجارة رمق(‪ )90-60‬املسؤرخ يف ‪ 20‬أوت ‪ 1990‬والحئة بنك اجلزائر (‪)04-90‬‬
‫الرتخيص للمسؤسسات الوطنية أو الجذبية للقيام بعمليات الاس ترياد والتصدير (الوالكء املعمتدين وجتار امجلةل)‪ ،‬وهو ما يسمح‬
‫للمسؤسسات ابلزتود مبدخالت االنتاج وممارسة الاس ترياد لقامئة من املنتجات املرخص هبا‪ ،‬وجاء ه ا االجراء نتيجة للصعوابت اليت‬
‫تواهجها البنوك خبصوص متويل معليات الاس ترياد‪ ،‬ومذه اللجوء اىل السوق املوازي لدلينار‪ ،‬و هو ما اعترب متهيدا لتحرير التجارة‬
‫اخلارجية‪.‬‬
‫‪ -‬اصالح نظام السعار وجعلـها أكرث مرونــة متهيدا لتحريرها ضامي بعـد‪ ،‬مع بداية التخلــي التدرجيـــي عن دمعـــها‪ ،‬رمغ أهنا مازالـت يف‬
‫جوهــرها مقذذــة (قانون‪ 12-89‬مسؤرخ يف ‪ 05‬جويلية ‪ 1989‬يتعلق ابلســـعار ) حيث منــزي بــني السعار االدارية (مضمونة‪ ،‬مسقفة‪،‬‬
‫وذات الهوامش احملددة ) و السعار احلرة‪ - .‬وضع االطار القانوين للمسؤسسات الصغرية واملتوسطة ادرانا لمهيهتا يف معلية التمنية و‬
‫اعفاهئا مبدئيا من الرضائب‪.‬‬
‫‪ -‬اصالح النظام الرضييب مع ختفي الضغط اجلبايئ‪ ،‬ومرا جعة التعريفات امجلركية‪ ،‬حيث وضع قانون املالية لس نة ‪ 1991‬أسس‬
‫االصالح الرضييب اذلي طبق ابتداء من س نة ‪ ، 1992‬واذلي من خالهل مت تصحيح عدد كبري من الرسوم عىل اخلدمات العامة وبع‬
‫الرسوم امجلركية‪ ،‬وتبس يط قيود الاس ترياد وحترير التجارة اخلارجية‪.‬‬
‫ب ‪ .‬االتفاق الثاين لالس تعداد االئامتين ‪( Stand by2‬من ‪ 03‬جوان ‪ 1991‬اىل ‪ :) 1992 /03/31‬ه ا االتفاق الثاين مت االمضاء عليه يف‬
‫جوان ‪ 1991‬ومدته ‪ 10‬أشهر‪ ،‬ويتعلق بربانمج لالس تقرار الاقتصادي‪ ،‬اذلي مبوجبه يلزتم الصندوق بتقدمي قرض قميته ‪ 400‬مليون‬
‫دوالر موزع عىل أربعة أقساط‪ ،‬يس متر حتريرها بناءا عىل الالزتام بتذفي بنود االتفاق املوقع خبصوص االصالحات الاقتصادية اليت‬
‫تتضمهنا رساةل حسن النية ورمتحور حول‪:‬‬
‫قمية العمةل من أجل الوصول اىل قابليهتا للتحويل‪ -.‬مواصةل حترير أسعار املواد الواسعة الاس هتالك وأسعار الرصف‪.‬‬ ‫‪ -‬مواصةل ختفي‬
‫‪ -‬رضورة حتقيق ضائ يف املزيانية لمتويل التطه ري املايل للمسؤسسات العمومية وختفي نفقات التوظيف والتجهزي‪ - .‬التحمك يف التضخم‬
‫وتثبيت معدل منو الكتةل النقدية اىل ‪ %12‬س نة ‪ - .1991‬حترير التجارة اخلارجية‪ - .‬تنويع الصادرات من غري احملروقات‪.‬‬
‫ان تنفي ه ا االتفاق من طرف احلكومة اجلزائرية نان صعبا للغاية يف ظرف وطين امتاز ابالضطراابت الس ياس ية‪ ،‬وظرف دويل‬
‫امتاز حبرب اخلليج واهنيار املعسكر الاشرتايك‪ ،‬ومن هجة أخرى ضان أي رراجع عن تطبيق برانمج الاس تقرار يسؤدي اىل وقف حترير‬
‫قروض جديدة‪ ،‬ه ه الرشطية املتقاطعة متنع مواصةل حترير قروض الصندوق وحىت حترير قروض جديدة مع أطراف أخرى يف اطار‬
‫متعدد الطراف أو اطار ثنايئ‪ ،‬وحىت مع البنوك التجارية‪.‬‬
‫ان قساوة الرشوط أدت اىل توقف املفاوضات لكية بني الطرضني‪ ،‬وضضلت اجلزائر مراجعة صندوق النقد ادلويل وطلب ادخال نوع‬
‫من التساهل واملرونة ضامي يتعلق ابلسعار‪ ،‬سعــــر الرصف وعرض العمةل‪ ،‬وتوجت رساةل النية اجلديدة (‪30‬سبمترب ‪ )1991‬ابحلصول‬
‫عىل نوع من التخفيف لبنود الرساةل الوىل مع اشرتاط الصندوق ختفي العمةل وزايدة أسعار بع املواد الساس ية واملنتجات‬
‫الطاقوية‪ ،‬لكن تأخر تنفي ه ه الرشوط أدى اىل تعليق رساةل املواضقة وادلمع اليت مبوجهبا تدخل البنوك التجارية الجذبية يف مفاوضة‬
‫حول اعادة متويل جزء من املديونية مع القرض الشعيب اجلزائري‪ .‬و بعد تسوية اخلالف‪ ،‬أرسل الصندوق رساةل املواضقة اىل البنوك‬
‫التجارية ادلائنة للجزائر وواضق عىل رساةل حسن النية اجلديدة‪ ،‬وهو ما مسح بتحرير قرض بـ ‪ 350‬مليون دوالر من البنك العاملي‬
‫العادة هيلكة اجلهاز االنتايج هناية جوان‪.‬‬
‫ج ‪ -‬تقيمي االتفاقني ومدى حتقيق الاس تق رار الاقتصادي اللكي‪ :‬س نعاجل ذكل من خالل تعرضنا اىل جوانب الس ياسة املالية والس ياسة‬
‫النقدية والتوازانت اخلارجية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫احملور اخلامس‪ :‬الاقتصاد اجلزائري يف التسعينيات"الانتقال اىل اقتصاد السوق"‬

‫ج ‪ 1 -‬الس ياسة املزيانية‪ :‬يقتيض االتفاق مع صندوق النقد ادلويل التخيل عن الس ياسة املزيانية التوسعية املعروضة يف منط الاقتصاد‬
‫املوجه لهنا مصدر التضخم والاختالل اخلاريج وتبين س ياسة نقدية صارمة وهو ما حدث يف الواقع العميل وأدى اىل حتسن‬
‫العديد من املسؤرشات مهنا‪:‬‬
‫‪ -‬زايدة ايرادات املزيانية (االيرادات العامة) بنس بة ‪ %43‬ما بني (‪ )91-88‬وه ا يرجع لس ببني‪ :‬ارتفاع أسعار البرتول يف السوق ادلولية‬
‫(حرب اخلليج) واخنفاض قمية ادلينار اجلزائري (انزالق ادلينار مث التخفي الرمسي يف ‪ )1991‬بنس بة تفوق ‪ ،%60‬وهو ما أدى اىل‬
‫تقليص الطلب عىل العمةل الصعبة‪.‬‬
‫وابلرقام اجلارية بلغت ايرادات املزيانية ‪ 153،4‬مليار دينار‪ %90 ،‬مهنا تعود للجباية البرتولية‪ ،‬ومبقارنة ه ا التطور كنس بة من الناجت‬
‫ادلاخيل اخلام‪ ،‬ارتفعت ايرادات املزيانية من ‪ % 26،69‬س نة ‪ 1988‬اىل ‪ %31،4‬س نة ‪ ،1991‬أي تطور بـ ‪ 05‬نقاط‪ ،‬ويالحظ انه‬
‫بعد جعز ملدة أربعة س نوات جسل ضائ يف املزيانية ب ‪ %3،3‬و‪ %4،1‬من الناجت ادلاخيل اخلام لسنيت (‪ )91-90‬عىل التوايل‪ ،‬ك ا‬
‫جسل ضائ يف اخلزينة يف حدود ‪ %3،76‬و ‪ % 1،79‬من الناجت ادلاخيل اخلام لنفس الفرتة‪.‬‬
‫‪ -‬تقلص نفقات املزيانية(النفقات العامة)‪ ،‬ضقد تقلصت‪ ،‬سواء النفقات اجلارية أو نفقات التجهزي ومتويل املسؤسسات العمومية‪ ،‬حيث‬
‫اخنفضت نفقات اخلزيذــة بـ ‪ 14‬نقطة من الناجت ادلاخلــي اخلام بني (‪ )90-88‬و بـ ‪ 21‬نقطة بني (‪ ،)90-89‬وه ا نتيجة اخنفاض النفقات‬
‫اجلارية ونفقات الاستامثر املبارش (مزيانية التجهزي) وغري املبارش (تسبيقات وقروض) اليت انتقلت من ‪ % 28،2‬من الناجت ادلاخيل اخلام‬
‫س نة ‪ %60( 1985‬من االج ايل) اىل ‪ %19‬س نة ‪ 1988‬ضقط س نة ‪.1991‬‬
‫وبعد ضصل نفقات التطهري املايل واعادة الهيلكة يف صندوق خاص ابتداء من س نة ‪ ،1991‬و متويهل بـ ‪ 22‬مليار دج ‪ ،‬ورمغ ذكل‬
‫حققت اخلزينة العامة ضائ بـ ‪ 14‬مليار دج‪.‬لك ه ا الرتاجع يف النفقات العامة يسؤكد رراجع دور ادلوةل يف النشاط الاقتصادي لصاحل‬
‫أليات السوق‪.‬‬
‫ج ‪ - 2 -‬الس ياسة النقدية ‪:‬يف اطار الس ياق التنظميي والترشيعي املنصوص عليه يف قانون النقد والقرض (‪)10-90‬املدمع ابتفاقية التثبيت‬
‫مع صندوق النقد ادلويل مث اختاذ عدة قرارات‪ - :‬اصالح أدوات الس ياس ية النقدية وانشاء السوق النقدية مع العمل عىل حترير أسعار‬
‫الفائدة ادلائنة و املدينة اىل حدود ‪ - .%20‬رضع سعر اعادة اخلصم من ‪ %7‬س نة ‪ 1989‬اىل ‪ %10،5‬س نة ‪ 1991‬مث اىل ‪%11،5‬‬
‫س نة ‪.1992‬‬
‫ونان من نتيجة ذكل رراجع معامل الس يوةل النقدية (‪ )M2/PIB‬من ‪ % 83،68‬س نة ‪ 1987‬اىل ‪ % 52‬س نة ‪ ،1991‬أي‬
‫امتصاص الفائ من الكتةل النقدية يف التداول‪.‬من هجة أخرى أدى اخنفاض سعر رصف ادلينار والتحرير اجلزيئ لسعار السلع‬
‫واخلدمات وأسعار الفائدة اىل ارتفاع معدل التضخم (مقاسا ابلرمق القيايس لسعار املس هتكل) اىل ‪ %22،8‬س نة ‪ 1992‬مث ‪% 31،8‬‬
‫س نة ‪1992‬بعدما نان يف حدود ‪ %10،3‬يف املتوسط خالل امخلس س نوات السابقة وهو مس توى مرتفع جدا مقارنة مع أمه الرشناء‬
‫التجاريني للجزائر‪.‬‬
‫ج ‪ - 3 -‬التوازانت اخلارجية‪ :‬نتيجة خلف االنفاق العام وضغط الواردات مع التحسن املالحظ يف سوق النفط‪ ،‬حتول العجز يف املزيان‬
‫اجلاري من ‪ %3‬من الناجت ادلاخيل االج ايل س نة ‪ 1988‬اىل ضائ نسبته ‪ %6‬من ه ا الناجت س نة ‪ ،1991‬مع مواصةل حترير معليات‬
‫التجارة اخلارجية وانزالق مث ختفي قمية ادلينار لتصحيح سعر الرصف‪.‬أما ابلنس بة حلساب رأس املال ضقد تدهورت مسؤرشات املديونية‬
‫اخلارجية بشلك واحض‪ ،‬اذ ارتفعت مدضوعات خدمة ادلين اىل الصادرات ارتفاعا كبريا مذتقةل من ‪ %35‬س نة ‪ 1988‬اىل ‪ %76‬س نة‬
‫‪ 1991‬وه ا بسبب الاعامتد عىل القروض القصرية الجل‪.‬‬
‫ج ‪ -4-‬الش بكة الاجامتعية‪ :‬بعد امضاء االتفاق الثاين مع صندوق النقد ادلويل س نة ‪ ،1991‬مت انشاء صندوقني‪ ،‬الول‪" :‬صندوق التطهري‬
‫املايل"‪ ،‬هدضه تقدمي ادلمع املايل للمسؤسسات لتحضري نفسها ملواهجة رشوط السوق‪ ،‬والثاين‪ :‬هو الش بكة الاجامتعية مبوجب قانون املالية‬
‫لس نة ‪ ،1992‬ويف أ ضريل من نفس الس نة مت دضع تعويضات للعائالت املعوزة اليت يقل دخلها أو يساوي ‪ 7000‬دج‪ ،‬ويف السدايس‬

‫‪4‬‬
‫احملور اخلامس‪ :‬الاقتصاد اجلزائري يف التسعينيات"الانتقال اىل اقتصاد السوق"‬

‫الول من س نة ‪ 1992‬دضعت ادلوةل حوايل ‪ 20‬مليار دج ناعاانت للفقراء‪ ،‬وحوايل ‪ 15‬مليار دج كدمع لسعار السلع الساس ية من‬
‫ادلرجة الوىل‪ .‬والهدف من لك ذكل هو االحاطة بأاثر حترير السعار مذ س نة ‪ 1989‬وجعل مرحةل الانتقال سهةل ابلنس بة لالقتصاد و‬
‫اجملمتع وحتقيق الفعالية من حيث توزيع املوارد من هجة أخرى ‪.‬‬
‫جتدر االشارة اىل أنه نانت هناك حماوةل لالصالح من دون تدخل املسؤسسات املالية ادل ولية ( ‪ ،) 93 - 92‬من أمه املراس مي اليت صدرت‬
‫يف تكل الفرتة(س نة ‪ )1993‬جند‪:‬‬
‫‪ -‬املرسوم الترشيعي رمق ‪ 12-93‬املسؤرخ يف أكتوبر ‪ 1993‬املتعلق برتقية الاستامثرات اذلي ألغى النظرة القدمية المتيزيية بني الاستامثر‬
‫اخلاص والعام وأدى اىل‪ - :‬تقرير حرية الاستامثر ابلشلك املرغوب من صاحب املرشوع‪ - .‬وضع نظام تشجيعي وتوجهييي لالستامثر‪- .‬‬
‫خضوع الاستامثر اىل نظام بس يط لالشهار‪ - .‬ركريس الض اانت للمستمثر وخاصة حرية حتويل رؤوس الموال املستمثرة ومداخيلها‬
‫واللجوء اىل التحكمي ادلويل يف حاةل نزاع ‪ ،‬واجلزائر عضو يف العديد من االتفاقات ادلولية من انحية ض ان الاستامثرات‪.‬‬
‫‪ -‬املرسوم الترشيعي رمق ‪ 08-93‬املسؤرخ يف ‪ 25‬أضريل ‪ 1993‬املتع لق مبراجعة القانون التجاري وخاصة توس يع الشاكل القانونية للرشنات‬
‫وك ا ادخال أدوات جديدة يف التجارة مثل التوريق ‪ Factoring‬والمتويل الاجياري ‪.Leasing‬‬
‫‪ - 2‬برانمج الاس تق رار والتعديل الهيلكي يف اجل زائر ‪1998- 1994‬‬
‫بدأت ادلضعة الثالثة من االصالحات الاقتصادية يف أضريل ‪ 1994‬بسبب حدوث تدهور أخر يف أسعار النفط س نة ‪ ،1993‬حيث‬
‫اخنف سعر الربميل من ‪ 20‬دوالر يف ‪ 1993‬اىل ‪ 14.19‬دوالر يف ‪ ،1994‬ومع ررامك أعباء خدمات ادلين اخلاريج‪ .‬ومع مرور الزمن‬
‫بدأت مالمح الزمة املالية الاقتصاد ية تظهر وبرزت معها عدة ضغوط مالية داخلية وأخرى خارجية‪ ،‬ومن بني الضغوطات عىل املصادر‬
‫املالية ادلاخلية جند‪ - :‬العجز االج ايل لل الية العمومية‪ - .‬منو الكتةل النقدية جتاوز ‪ % 10.3‬و ارتفاع معدل التضخم اىل حوايل ‪%30‬‬
‫س نة ‪ - . 1993‬ركود النشاط الاقتصادي واخنفاض معدل المنو الاقتصادي يف املتوسط‪.‬‬
‫أما الضغوطات عىل املالية اخلارجية ضاكن من أمهها‪ - :‬خدمات ادليون متثل س نة ‪ 93‬حوايل ‪ % 86‬و هو ما دضع السلطات العمومية‬
‫اىل اعادة جدوةل ديوهنا ‪ - .‬تسديد خدمات ديون ‪ 28‬مليار دوالر خالل الفرتة ( ‪ - . ) 93 – 91‬التقليص الكبري يف الواردات خالل‬
‫الفرتة ( ‪ ) 93 – 92‬حيث مل متثل سوى ‪ % 50‬من املس توى اذلي نانت عليه س نة ‪ 1985‬ابلسعر اجلاري‪ ،‬و هو ما انعكس عىل‬
‫متوين اجلهاز االنتايج‪ ،‬و اخنفاض االنتاج االج ايل ابلقمي احلقيقية بـ ‪ % 2.5 -‬س نة ‪ - .1993‬اخنفاض يف الاس هتالك الفردي بـ – ‪6.4‬‬
‫‪ %‬بسبب أزمة السكن والبطاةل‪.‬‬
‫أ‪ -‬برانمج الاس تقرار الاقتصادي (اال تفاق الثالث لالس تعداد االئامتين ‪ 01‬أضريل ‪31 - 94‬مارس ‪ : ) 95‬قامت السلطات الوطنية ابالتفاق‬
‫مع صندوق النقد ادلويل عىل تنفي برانمج لالس تقرار(التثبيت) الاقتصادي (‪ )95-94‬واخت ت عدة اجراءات يه ‪:‬‬
‫ضبط االنفاق العام وتشديد الس ياسة النقدية الحتواء الطلب اللكي وحتقيق التوازن ادلاخيل واخلاريج مع مرور الزمن‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ختفيف الضغوط الفورية الناجتة عن ارتفاع أعباء ادلين اخلاريج و ذكل ابعادة جدوةل ما يزيد عن ‪ 17‬مليار دوالر عىل‬ ‫‪‬‬
‫مدى س نوات الربانمج الربع ‪.‬‬
‫تعديل السعار النسبية وحترير التجارة اخلارجية وختفي الرسوم امجلركية من ‪ % 60‬اىل اقل من ‪ % 50‬ومن ‪%50‬‬ ‫‪‬‬
‫اىل ‪.% 45‬‬
‫ختفي قمية العمةل بنس بة ‪ % 40,17‬يف أضريل ‪ 1994‬وتعديل قمية ادلينار القابل للتحويل اىل معالت أجذبية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ازاةل سقوف أسعار الفائدة عىل القروض من القروض التجارية اىل امجلهور ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الغاء ادلمع ملعظم السلع وتوس يع ذكل حىت عىل املواد الساس ية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪5‬‬
‫احملور اخلامس‪ :‬الاقتصاد اجلزائري يف التسعينيات"الانتقال اىل اقتصاد السوق"‬

‫‪ ‬تثبيت كتةل أجور ع ال الوظيف العمويم وضبط التحويالت احلكومية وختيل اخلزينة عن استامثرات القطاع العام وضتج‬
‫اجملال أمام متويالت البنوك‪.‬‬
‫‪ ‬اس تع ال أليات تسمح ابالنتقال اىل اقتصاد السوق والرشوع يف اصالحات هيلكية للمسؤسسات واعفاهئا من تسديد‬
‫ادليون للخزينة‪.‬‬
‫‪ ‬اصالح ش بكة الض ان الاجامتعي وادخال بع التعديالت علهيا س نة ‪ 1992‬ملواهجة الاثر الاجامتعية السلبية‪.‬‬
‫الزتمت اجلزائر بتذفي الربانمج الزتاما شهد به حىت املدير العام لصندوق النقد ادلويل يف تكل الفرتة(ميشال نامدسيس) وخاصة ضامي‬
‫يتعلق ابلس ياسة النقدية واملزيانية وحترير التجارة اخلارجية‪.‬‬

‫ب ‪ -‬برانمج التصحيح الهيلكي ( ‪ 22‬ماي ‪ 21 - 95‬ماي ‪.) 98‬‬


‫ب ‪ - 1-‬أهداف برانمج التصحيح الهيلكي‪:‬سعى الربانمج اىل حتقيق أربعة أهداف أساس ية يه‪ - :‬رضع معدل المنو الاقتصادي الحتواء‬
‫تطور وتنايم القوة العامةل واحلفظ التدرجيي للبطاةل( حتقيق منو متوسط ب ‪ %5‬خارج احملروقات) – حتقيق التقارب بني معدالت‬
‫التضخم السائد يف اجلزائر و تكل املعدالت الس ائدة يف البدلان الصناعية املتقدمة( ختفي التضخم اىل ‪ – )%10.3‬ختفي التاكليف‬
‫الاجامتعية للتصحيح الهيلكي عىل القطاعات الساكنية املترضرة – اس تعادة قوة مزيان املدضوعات وحتقيق مس توايت مالمئة من‬
‫الاحتياطات( الوصول اىل ما يعادل (‪)03‬أشهر من الواردات بداية من ‪.)1997‬‬
‫ب ‪ 2-‬حماور االصالح الهيلكي يف برانمج التصحيح الهيلكي‪ :‬متحور الربانمج يف املدى املتوسط حول احملاور الكربى التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تعديل السعار النسبية وازاةل القيود عىل التجارة اخلارجية واملدضوعات للتقليل من النقص يف عرض السلع الساس ية وض ان التوزيع‬
‫الفعال للموارد‪ - .‬ضبط االنفاق العام وتشديد الس ياسة النقدية للتحمك يف الطلب اللكي وحتقيق التوازانت ادلاخلية واخلارجية ‪ -‬انشاء‬
‫الليات املسؤسس ية والسوقية الالزمة لالنتقال من الاقتصاد االداري اخملطط مركزاي اىل اقتصاد السوق احلر املفتوح‪.‬‬
‫ب ‪ - 3-‬المتويل املتاح يف اطار برانمج االصالح الهيلكي‪ :‬ان الالزتام العميل بتطبيق برانمج االصالح الهيلكي أاتح للجزائر دع ا ملزيان‬
‫املدضوعات يفوق ‪ 21‬مليار دوالر خالل الفرتة ‪ 1998-1994‬ونانت معظمها انجتة عن اعادة اجلدوةل مع اندي ابريس‪ ،‬واندي لندن‬
‫وبعضها من مسؤسسات دولية متعددة الطراف ومهنا صندوق النقد ادلويل اذلي قدم متويال حبوايل (‪)03‬مليار دوالر وب كل بلغ اج ايل‬
‫المتويل الاس تثذايئ واجلديد حوايل ‪ 30‬مليار دوالر بني س نة ‪ 1994‬وس نة ‪ ،1997‬اذ بلغت ‪ 10.3‬م س نة ‪ 94‬و ‪ 9.3‬م س نة ‪ 95‬و‬
‫‪ 6.3‬م س نة ‪ 96‬و ‪ 4.7‬مليار دوالر س نة ‪.1997‬‬
‫ب ‪ - 4-‬االصالحات اليت أجنزت يف اطار تطبيق ب رانمج التصحيح الهيلكي‪:‬قامت اجلزائر بسلسة من االصالحات الهيلكية تتعلق ابمليادين‬
‫التالية‪ - :‬اصالح وتعديل سعر الرصف – حترير التجارة واملدضوعات‪ -‬حترير السعار والغاء ادلمع وازاةل الضوابط عىل الهوامش الرحبية –‬
‫اصالح وخوصصة املسؤسسات العامة ورمنية القطاع اخلاص(صدرت يف اجلزائر مجموعة من القوانني املنظمة لعملية خصخصة املسؤسسات‬
‫العامة"المر رمق ‪ 22 -95‬املسؤرخ يف ‪ 26‬أوت ‪ – )"1995‬اصالح الس ياسة النقدية والس ياسة املالية ‪ -‬االصالحات املتعلقة ابلقضااي‬
‫الاجامتعية ناعامتد خطة التأمني عىل البطاةل وخطة اخلدمة العامة – االصالح ات املتعلقة بسوق العمل وحركيته‪ -‬االصالحات املتعلقة‬
‫ابلقطاع الزراعي وخاصة تكل املتعلقة ابلغاء ادلمع واصالح نظام امللكية‪ -‬االصالحات اخلاصة بقطاع السكن والعمران ومهنا املرتبطة‬
‫بتذظمي السوق العقارية وتشجيع القطاع اخلاص وانشاء الليات املسؤسس ية لمتويل القروض العقارية وض اهنا – االصالحات املتعلقة حب اية‬
‫البيئة واحمليط‪ -‬االصالحات املرتبطة بتحسني نظام االحصاءات‪.‬‬
‫ان لك ه ه االصالحات متت حتت مراقبة ومتابعة مبارشة من قبل صندوق النقد ادلويل ابلتنس يق مع البنك ادلويل ويه تدخل يف‬
‫اطار حتويل نظايم شامل‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫احملور اخلامس‪ :‬الاقتصاد اجلزائري يف التسعينيات"الانتقال اىل اقتصاد السوق"‬

‫اثنيا‪ :‬نتاجئ برانمج التعديل واالصالح الهيلكي‬


‫اختلفت الراء بشأن مدى كفاءة برانمج االصالح الهيلكي يف بلوغ أهداضه‪ ،‬ومن بني ه ه الراء ‪:‬‬
‫‪ . 1‬تقيمي خرباء صندوق النقد ادلويل‪ :‬يف تقرير للصندوق أكد خربائه النتاجئ الاجيابية ووصفت نتاجئه ابلباهرة خبصوص اس تقرار الوضع‬
‫الاقتصادي اللكي‪ ،‬ونان الرتكزي عىل التوازانت اللكية النقدية واملالية ومهنا‪:‬‬
‫‪ -‬رراجع معدل التضخم من ‪ %39‬س نة ‪ 1994‬اىل ‪ %6‬س نة ‪.1997‬‬
‫‪ -‬ارتفاع الاحتياطات الرمسية من العمالت الجذبية من ‪ 1.5‬مليار دوالر اىل ‪ 8‬مليار دوالر س نة ‪.1997‬‬
‫‪ -‬رزايدت ايرادات املزيانية‬
‫– اخنفاض النفقات اجلارية‪.‬‬
‫‪ . 2‬تقيمي خرباء اجمللس الوطين الاقتصادي والاجامتعي‪ :‬قمي خرباء اجمللس أداء الربانمج تقيامي سلبيا ضقد ركزوا عىل القضااي املتعلقة ابلمنو‬
‫ادلامئ ومن السلبيات اليت جنمت عن تطبيق الربانمج بنظرمه يه‪:‬‬
‫‪ -‬حاةل الانك اش يف القطاع الصناعي ابعتباره أكرث القطاعات ترضرا حيث شهدت الكثري من ضلروعه الهامة منوا سلبيا‪.‬‬
‫‪ -‬اس مترار ضعف دور القطاع الزراعي‪.‬‬
‫‪ -‬تفامق الفقر ورزايد خماطر الترسحي للع اةل وتدهور القدرة الرشائية‪.‬‬
‫‪ -‬منو البطاةل وغياب س ياسة وطنية للتشغيل‪.‬‬

‫‪7‬‬

You might also like