Professional Documents
Culture Documents
محاضرات مقياس مكافحة الفساد2324
محاضرات مقياس مكافحة الفساد2324
محاضرات مقياس مكافحة الفساد2324
محاضرات في مقياس
قانون مكافحة الفساد
لطلبة السنة الثانية
ماستر تدقيق محاسبي
تسيير الموارد البشرية
وتبعا لذلك ومن اجل انسجام التشريع الداخمي مع التشريع الدولي ومحاولة القضاء عمى أشكال الفساد
ومظاىره جاء القانون رقم 01-06المؤرخ في 2006/02/20المتعمق بالوقاية من الفساد ومكافحتو
بتدابير وقائية لمواجية ىذه الظاىرة والحيمولة دون تفشييا وأخرى ردعية تتمثل في تجريم وقمع مظاىر
الفساد في الحياة العمومية المتمثمة أساسا في االتجار بالوظيفة العمومية والتالعب بالمال العام فنص
عمى تجريم وقمع كل إخالل بواجب النزاىة الذي يستوجب عمى الموظف العمومي أن يتحمى بو وكل
إخالل بواجبات األمانة الممقاة عمى عاتق الموظف العمومي.
مقدمة
يعد موضوع الفساد من أىم المواضيع لما يرتبو من آثار تيدد كيان الدول في أمنيا واستقرارىا،كما أن
تنامي ظاىرة الفساد بشكل رىيب صعب عممية مواجيتو مما دعا الدول المجوء إلى التكاتف والتعاون
المؤرخة لمجابية ىذه الظاىرة تكممت بصدور عدة اتفاقياتأىميا اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد
في 2003-10-31:والتي صادقت عمييا الجزائر في 2004-04-19بموجب المرسوم الرئاسي -04
2
128والتي صدر عمى أثرىا القانون رقم 01-06ا لمؤرخ في 2006-02-20المتعمق بالوقاية من
الفساد ومكافحتو.
تعد ظاىرة الفساد ظاىرة قديمة عرفيا اإلنسان عمى مر األزمنة ،و كانت السبب الرئيسي في تدىور و
سقوط عدة أنظمة ،و ھي ظاىرة ال تقتصر عمى شعب دون آخر أو دولة أو ثقافة دون أخرى ،كما ال
إال أنىا تتفاوت من حيث الحجم والدرجة بين ترتبط فقط بالدول المتخمفة وانما حتى الدول المتقدمة،
مجتمع وآخر،
تعتبر جرائم الفساد من أخطر الجرائم الماسة بالمال العام ،وليذا السبب أدرك المجتمع الدولي
أن مسؤولية مكافحة جرائم الفساد ىي مسؤولية مشتركة وليست فردية تختص بيا كل دولة عمى حدى ،بل
تيم المجتمع الدولي برمتو ،وال يمكن مواجية ىذه الجرائم إال من خالل اتخاذ إجراءات متنوعة ومختمفة
إلييا غالبية دول توجت بإبرام اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد والتي صادقت وانضمت
العالم ،كما تجسدت من خالل الدور المشترك لممنظمات الدولية واإلقميمية والتشريعات الوطنية ،باإلضافة
إلى التعاون الدولي المتمثل في تكثيف الجيود المشتركة من خالل التنسيق األمني وتبادل المعمومات عمى
مستوى المؤسسات المالية واألجيزة األمنية المختصة وطنيا واقميميا ودوليا ،والجيود الوقائية والردعية
لمكافحة جرائم الفساد المالي ،وأنشئت ىيئات متخصصة لموقاية من الفساد المالي.
مع توسع االقتصاد العالمي بشكل كبير خالل القرن العشرينن ازدادت مستويات الفساد أيضاً .من
يقدر البنك الدولي أن
الصعب تقدير حجم ومدى الفساد عمى مستوى العالم ألن ىذه األنشطة تتم س اًرّ .
الرشوة الدولية تتجاوز 1.5تريميون دوالر سنوياً ،أو %2من الناتج المحمي اإلجمالي العالمي .
3
تنظر في قضايا الفساد عمى سبيل المثال لمحصر ,مثل ,استغالل النفوذ في الوظيفة العامة ,وقبول
. العدالة ,وقد وصمت بعض ق اررات الحكم لبعض الجرائم حد اإلعدام الرشوة ,وانكار
ونجد حمورابي ممك بابل الذي وسع المممكة وصاحب أقدم التشريعات القانونية قد أشار في المادة
السادسة من شريعتو إلى جريمة( الرشوة) حيث شدد عمى إحضار طالب الرشوة إمامو ليقاضيو بنفسو
وتوليت أمر عقابو بنفسو .
كما نالحظ أيضا في مدونات وادي النيل إن لمصر الفرعونية إشارات ووصايا في تنظيم اإلدارة والعالقات
السميمة في الحكم والدولة ,فضال عن دراسة الفكر السياسي الصيني وما قذفتو الديانة الكونفوشيوسية
,والتي شخصت ظاىرة الفساد اإلداري في الحكم وأسباب ذلك في األسر واغفال األشخاص تقويم أنفسيم .
رغم كل ىذا إال أن الفساد وجد في المدن اليونانية المرتع الذي يقتات منو ،ليذا عمد كثير من الحكماء
والفالسفة اليونانيين لتشخيص ىذه اآلفة ومكافحتيا فيذا (سؤلون) في تشريعاتو التي أطمق عمييا (قانون
أتياك) وضع قواعد إلرشاد موظفي الدولة وضبط عمميم اإلداري ،وسعى إلدخال المثل العميا لممساواة
االجتماعية في بالد مزقتيا نزاعات األغنياء والفقراء.
وبعد سؤلون جاء أفالطون والذي تطرق في كتابو(الجميورية) لظاىرة الفساد ،من خالل مناقشتو لمشكمة
العدالة الفردية والجماعية ،حيث أشار أن المجوء إلى العدالة يستبعد مسألة المنفعة أو المصمحة والتي ىي
أساس ظيور الفساد.
كما أن من خالل معالجتو لصيرورة السياسة لمحكومات والتي ىي في نظره صيرورة حتمية ودقيقة يرى أن
الحكومة تنتقل من (االرستقراطية)إلى (التيوقراطية) ثم (االوليقارشية) ف:
(الديمقراطية )لكي تنتيي (باالستبدادية) ،يحدد ويتيم (التيوقراطية) بأنيا تستغل الفرصة لتقاسم الثروات
واضطياد من كمفوا بحمايتيا ،وفي ذلك تشخيص ضمني لظاىرة الفساد في ذلك الوقت .كما انو حارب
الفساد اإلداري والديني وحث عمى الوحدة األخالقية ,وسعى إلى الحد من الفساد االقتصادي واإلداري
,عمى انو لم يسمح لممالك بزيادة أمواليم إال ضمن حد معين,واق ارره إنشاء ىيئة موظفين وكان واجبيا
مراقبة تصرفات المواطنين .
الديني أما عمى صعيد كتابو (القوانين) فإن أفالطون يحارب الفساد في جميع صوره فيو يحارب الفساد
ويحث عمى الوحدة األخالقية لمدينتو.
ونراه أيضا يحاول الحد من الفساد االقتصادي واإلداري بحيث لم يسمح لممالك بزيادة أمواليم إالضمن حد
معين ،وعزل المدينة عن البحر لتفادي تعاطي التجارة واقرار إنشاء ىيئة موظفين واجبيامراقبة تصرفات
المواطن.
أما إذا انتقمنا إلى الفيمسوف أرسطو فسنجد أن ىذا األخير قد شخص واىتم بالفساد السياسي من خالل
4
تصنيفو لمدساتير وذلك في كتابو(األخالقيات) حيث لخص العوامل التي تحافظ عمى الحواضر(المدن)
والعوامل األخرى التي تدمرىا.فيو من خالل معالجتو يصنف المدينة التي يغرييا ىدف فاسد بأنيا مدينة
فاسدة بل قد تفشل في أن تكون دولة عمى اإلطالق ،في حين يرى أن الدولة الصالحة ىي التي ال تكتفي
بطمب الخير ليا فحسب بل تطمب الخير العام ،ويحدد ذلك بأن الحكم السميم ال يقوم عمى مجرد طمب
الخير ما لم يكن الخير عاما ومشتركا بين جميع المواطنين .
إن أرسطو لم يكن مؤمنا بالحكم المطمق ميما كانت صفة الحاكم حتى ولو كان فيمسوفا ،لذا نراه يشخص
ظاىرة الفساد عند ذكره أنواع لمحكم ثالثة تتضمنيا الدساتير بحسب عدد الحكام والتي لكل منيا شكمو
الفاسد ،عمى أن الضابط لديو الذي يفرق بين الصالح والفاسد ىو أن الدساتير الصالحة تمارس الحكم .
في الصين القديمة كان الموظفون يمنحون عالوة يطمق عمييا (يانغ لين) وتعني :تعضيد محاربة الفساد،
وبالرجوع إلى الفكر السياسي لدى(كونفوشيوس) نرى بأنو قد شخص ظاىرة الفساد في كتابو(التعميم
األكبر) حيث أرجع أسباب الحروب إلى فساد الحكم والذي مرده إلى فساد األسر واغفال األشخاص تقويم
أنفسيم ،أما في كتابو( العقيدة الوسط) فيو يرى أن الحكم ال يصمح إال باألشخاص الصالحين والو ازرة
الفساد عندما يتطرق إلى الصالحة التي توزع الثروة بين الناس عمى أوسع نطاق ،و يشير إلى أخطار
القول أن تركيز الثروة يؤدي التي تشتت الشعب
كما يجب اإلشارة إلى أن النظام اإلسالمي رسخ األسس والقواعد السميمة التي تقوم عمييا سمطة الحكم في
الدولة اإلسالمية ،ومن أىم المبادئ التي أكد عمييا اإلسالم ،االلتزام بالشورى وبالعدل وبالطاعة لمحاكم
ونصرتو.
كما استخدم اإلسالم مختمف الوسائل الوقائية والردعية لمنع االنحراف والفساد ،كما ركز عمى القيم
الروحية لعظم دورىا في ترشيد سموك اإلنسان وتيذيبو وضبطو ،األمر الذي يؤدي إلى التقميل والحد من
: الفساد ،و من أىم الوسائل التي ابتدعيا اإلسالم لمكافحة الفساد بمختمف صوره ىي
-1تولية قيادات إدارية كفئة وأمينة.
. -2اعتماد القيم والمبادئ السامية واألخالق الكريمة كأساس لمعمل الذي يقوم عمى الكفاءة والجودة
-3تأصيل القيم اإلسالمية النبيمة لدى الموظفين.
-4اعتماد مبدأ الرقابة من خالل نظام الحسبة (الرقابة المالية عمى اإلدارة
ورغم أن البحوث العممية لم تتوسع في مناقشة الممارسات الفاسدة في العيد النبوي ،إال أن التاريخ يسجل
شيئا من ذلك :مثل فساد بعض الوالة في عيد النبوة.
وقد عالج اإلسالم عمى وفق منيج الشريعة اإلسالمية التي وردت في محكم الكتاب المبين وألسنو النبوية
المطيرة موضوع الفساد .فقد أكدت ألسنو النبوية المطيرة اقتالع الفساد من جذوره ونرى إن األحاديث
5
النبوية الشريفة حافمة بمثل ىذه المضامين الواضحة ومنيا قولو( ص) (لعن اهلل الراشي والمرتشي في
. الحكم)(وان أكل السحت حرام مثوى صاحبو النار) و (كل لحم أنبتو السحت فالنار أولى بو)
كما تحدث العالمة ابن خمدون عن " الجاه المفيد لممال"وكأنو يحمل واقعنا العربي المعاصر ،إذ يرى أن
المال تابع لمجاه والسمطة وليس العكس ،كما تكمم عن األحوال الكثيرة التي تختمط فييا التجارة باإلمارة ،إذ
يكتسب البعض من خالل المنصب والنفوذ اإلداري في أعمى مراتب جياز الدولة أوضاعا تسمح ليم
بالحصول عمى المغانم المالية وتكوين الثروات السريعة وتكون عادة بمثابة ريع المنصب ولقد عالج ذلك
من خالل تخصيص فصال كامال لذلك تحت عنوان":في أن( التجارة من السمطان مضرة بالرعايا مفسدة
لمجباية.
كذلك انتشرت ظاىرة الفساد اإلداري في الدول األوربية في العصور المتقدمة والوسطى فمثال في انكمت ار
في زمن المموك انتشرت ىذه الظاىرة واستخدمت آليتيا لشراء أصوات البرلمانين والتأثير عمييم وكسب
,واستمر ىذا األسموب لمراحل والئيم من قبل الممك أو المعارضة ليحقق كل طرف غايتو من المكاسب
متاخره من القرن التاسع عشر ,وتشير العديد من المصادر إن الفساد كان منتش ار في انكمت ار وايرلندا ,حتى
أصبح مظير شراء المناصب معروفا آنذاك ,السيما في الجيش والبرلمان من قبل المتنفذين وأصحاب
األراضي ,األمر الذي اثار حفيظة كثير من رجال المجتمع االنكميزي ومياجمتيم ألساليب الفساد .
6
ولقد أرجع البعض أسباب تفشي الفساد الكبير إلى عممية التصنيع السريعة عن طريق سياسة االستثمارات
اليائمة والمكمفة والتي اعتمدت أساسا عمى المجوء المبالغ فيو إلى الخارج من أجل استيراد التكنولوجيا،
باإلضافة إلى االستيراد المتزايد لممنتجات والخدمات المتنوعة ،وقد نتج عن ىذه السياسة تبذير وتبديد
لألموال العمومية واسراف كبير نتيجة سوء التسيير الذي تميزت بو المؤسسات الصناعية العمومية .
والفساد ازداد اتساعا وتطورت أساليبو في العيدة التي تمت فترة التصنيع وىي الفترة الممتدة من 1980إلى
1989وىذا بالرغم من محاوالت السمطة الحاكمة آنذاك في الحد من تفشي ىذه اآلفة ،فرغم اإلصالحات
االقتصادية التي بدأت سنة 1980والتي أدت إلى زيادة ونمو االستثمارات والواردات إال أن دائرة الفساد
اتسعت أكثر .أما فترة التسعينيات 1990إلى 2000فقد شيدت انتشا ار كبي ار و ممفت لالنتباه لمفساد
وخاصة اإلداري منو ،ونيب لموارد الدولة و ممتمكاتيا من قبل شرذمة من الفاسدين المستنفذين في
مختمف القطاعات والمؤسسات العامة ،وقد زادت األزمة األمنية التي عاشتيا الجزائر آنذاك من فرص
تفشي ىذه الظاىرة ،وكذا ساىمت اإلصالحات السياسية (تبني التعددية السياسية ) واالقتصادية (التخمي
عن االقتصاد الموجو والتحول إلى االقتصاد الحر) التي تبناىا المشرع في ظل دستور 1989في تغمغل
الفساد في القطاعات االستراتيجية لمدولة والى تركز الثروة في أيدي قمة من رجال المال واألع مال،حيث
برزت ظاىرة الرشوة بحدة في ىذه المرحمة االنتقالية ،والتي تم فييا التنازل عن ممتمكات الدولة بمبالغ
رمزية إلى أشخاص نافذين في السمطة تحولوا في فترة وجيزة إلى رجال أعمال فاسدين.
غير أنو بداية من سنة 2000والى غاية يومنا ىذا وقع تحوال كبي ار في منظومة القيم أدت إلى شيوع
ثقافة الفساد واإلفساد ،حيث شيدت ىذه الفترة تفشي غير مسبوق وال مثيل لو في الدول النامية األخرى
لظاىرة الفساد ،والتي مست كل القطاعات دون استثناء ،ولعمى الذي ساىم في تفاقميا ىو اإلصالحات
الكبيرة التي قامت بيا الحكومة في مختمف الميادين بصورة متسرعة ،دون بحث عواقبيا من جية
والبحبوحة المالية التي أسالت لعاب الكثير من الفاسدين من جية ثانية ،وضف إلى ذلك المنظومة
التشريعية الميترئة التي صاحبت ىذه الفترة والتي سيمت وشجعت في بعض األحيان إلى حد بعيد ارتكاب
مختمف الجرائم ذات الصمة بالفساد اإلداري ،ووفرت المناخ المناسب لمثل ىذه السموكيات الفاسدة.
7
قانون الوقاية من الفساد ومكافحته رقم 01-06المؤرخ في 20فيفري 2006المعدل والمتمم ،1الذي
جرم الفساد بمختمف مظاىره ،كما تم تعديل كل من قانون اإلجراءات الجزائية وقانون الصفقات وقتيا ،كما
إنشاء أوال ىيئة وطنية مكمفة أساسا بالوقاية من الفساد و ىي الييئة الوطنية لموقاية من الفساد و مكافحتو
الفساد. ثم ىيئة مركزية ذات طابع قمعي و ىي الديوان المركزي لقمع
ولقد شمل قانون مكافحة الفساد الجرائم التقميدية التي تضمنيا قانون العقوبات ،ثم تم ادراجيا في قانون
مكافحة الفساد ،كما تضمن بعض الجرائم المستحدثة التي لم يتم تناوليا في قانون العقوبات.
والمشرع الجزائري لم يتطرق الى تعريفو بل اعتمد عمى تحديد صوره من خالل نص المادة 02من قانون
مكافحة الفساد " كل الجرائم المنصوص عمييا في الباب الرابع من ىذا القانون" وبالتالي يمكن تصنيف
ج ارئم الفساد إلى أربعة أنواع هي :اختالس الممتمكات سواء عمى مستوى القطاع العام او الخاص ،الرشوة
وما في حكم ىا ،الجرائم المتعمقة بالصفقات العمومية ،والتستر عن جرائم الفساد.
الفساد لغة ضد الصالح ،ونقول فسد الشيء إذا ثبتت عدم صالحيتو ،والفساد كذلك يطمق عمى البطالن.
جاء كذلك في المصباح المنير أن الفساد من مادة فسد ،و يقال فسد الشيء فسودا فيو فاسد و االسم
فساد ،والمفسدة خالف المصمحة وجمعيا مفاسد ،ولمفساد في المغة معاني عديدة منيا التمف و العطب و
االضطراب و الخمل ،وضد الصالح ،فيقال أصمح الشيء بعد إفساده أي أقامو ،ومنو أيضا التقاطع و
التدابر ،فيقال تفاسد القوم أي تدابروا و تقاطعوا.
الفساد في االصطالح الشرعي ىو :كل عمل يتنافى مع مقاصد الشريعة اإلسالمية ،وبالتالي ىو يشمل
كل المنييات والمحرمات خروجا عما أمر اهلل بو عز وجل ،حيث قال الزمخشري :الفساد ىو الخروج عن
حال االستقامة والنفع.
2
كما يأت بمعنى الطغيان والتجبر كما في قولو تعالى ":لمذين يريدون عموا في األرض وفسادا"
أما ابن كثير فقال :الفساد ىو "العمل بالمعصية او العمل بما يخالف النصوص الشرعية".
1
-القانون 01-06المؤرخ في 20فيفري 2006المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته ،المعدل والمتمم باألمر رقم 05-10المؤرخ في 26أوت
،2010والقانون 15-11المؤرخ في أوت ،2011
2
-سوؤة القصص االية .83
8
التعريف القانوني لمفساد :لقد اختمف الفقو في تعريف الفساد ومن أىم التعريفات الواردة منيا:
ھو استعمال الوظيفة العامة لمكسب الخاص (الشخصي) غير الم شروع .الفساد وفقاً ليذا التعريف يتداخل
مع رأي صندوق النقد الدولي الذي ينظر إلى الفساد الى أنيا عالقة األيدي الطويمة المتعمدة التي تھدف
الستنتاج الفوائد من ھذا السموك لشخص واحد أو لمجموعة ذات عالقة باآلخرين يصبح الفساد عالقة
وسموك اجتماعي يسعى رموزه إلى انتياك قواعد السموك االجتماعي فيما يمثل عند المجتمع المصمحة
العامة.
انصرفت إلى تعريفو من خ ال ل اإلشارة إلى الحاالت التي لم تعرف الفساد تعريفا فمسفيا أو وصفيا ،بل
يترجم فييا الفساد إلى ممارسات فعمية عمى أرض الواقع ،ومن ثم القيام بتجريم ىذه الممارسات ،وىي
الرشوة بجميع وجوىيا وفي القطاعين العام والخاص و اإلخت ال س بجميع وجوىو ،والمتاجرة بالنفوذ ،و
إساءة إستغالل الوظيفة ،و تبييض األموال و الثراء و غير المشروع ...وغيرىا من أوجو الفساد.
كما يمكن أن يكون الفساد عن طريق استغالل الوظيفة العامة دون المجوء إلى الرشوة وانما عن طريق
المحاباة او منح امتيازات لمغير (المحسوبية )دون سند قانوني ودون مبرر قانوني ليا.
أنواع الفساد
لقد ساعد عمى ظيور الفساد وانتشار ممارستو داخل المجتمعات العديد من العوامل واألسباب منيا
غياب المساءلة والشفافية والسياسات العامة الضعيفة وانيدام وغياب القيم المؤسسية القائمة عمى معايير
النزاىة والعدالة ، ،ولقد أدت ىذه األسباب وغيرىا إلى انتشار الفساد وتغمغمو في كافة نواحي الحياة فظير
الفساد االقتصادي والمالي واإلداري وغيره
يمكن تصنيف الفساد إلى عدة أنواع تبعا لمجموعة من المعايير كاآلتي :
9
حسب الفئة المطبقة )المجال الذي تنتشر فيو) :
-1الفساد السياسي
يتعمق بمجمل االنحرافات والمخالفات لمقواعد واألحكام التي تنظم عمل المؤسسات السياسية (النسق
السياسي).
تتمثل مظاىر الفساد السياسي في تقديم المصالح الشخصية ألفراد دون النظر في المصمحة العامة
لممجتمع ،كعدم إشراك األفراد في الرأي والقرار ،فقدان الديمقراطية ،فساد الحكم ....الخ
-2الفساد المالي
يتعمق باالنحرافات المالية ومخالفة القوانين والموائح المالية ،كمخالفة التعميمات الخاصة بأجيزة الرقابة
المالية(مخالفة القواعد و االحكام التي تنظم العمل المالي)
-3الفساد اإلداري:
ىي االنحرافات التي تصدر عن الموظف أثناء تأديتو لميام وظيفتو مستغال وجود ثغرات بدالً من إيجاد
حمول ليا ومعالجتيا .مثل (مظاىره) :عدم احترام مواعيد العمل في الحضور واالنصراف ......الخ ،وقد
يؤدي الفساد اإلداري إلى ظيور مظاىر الفساد األخرى.
-4الفساد األخالقي:
يتمثل في االنحرافات السموكية المتعمقة بسموك الموظف وتصرفاتو كالقيام بأعمال مخمة باآلداب في
أماكن العمل.
(إن ضعف الجانب األخالقي والقيمي لدى الفرد يوقعو في أنواع الفساد األخرى) .
حسب درجة إنتشاره (حجمو) :يصنف إلى صغير وكبيروىو مرتبط عموما بدرجة الموظف ومستوى وحجم
الفساد
10
أوال :الفساد الصغير(العادي) :وىو الذي ينتشر في المستويات الوظيفية الدنيا بين صغار الموظفين
والمسؤولين ذوي الرواتب المحدودة بيدف زيادة رواتبيم كالرشاوي الصغيرة المنتشرة لدى صغار الموظفين
ثانيا :الفساد الكبير (الشامل) :وىو الفساد الذي ينتشر في المستويات الوظيفية العميا ،وذلك من خالل
قيام كبار المسؤولين و الموظفين و (كالوزراء و رؤساء الدول) بتخصيص األصول العامة لإلستخدام
الخاص ،واختالس األموال العامة والدخول في رشاوى الصفقات و العقود التي تتضمن مبالغ مالية كبيرة
-ويتضمن ىذا النوع من الفساد شبكة معقدة من العالقات و المصالح و االجراءات التي يصعب
اكتشافيا
حسب درجة تنظيم الفساد :حسب ىذا المعيار ُنميز نوعين من الفساد وىما :الفساد المنظم والفساد غير
المنظم(العشوائي)
فالفساد المنظم ىو ذلك النوع من الفساد الذي ينتشر في المنظمات المختمفة من خالل إجراءات وترتيبات
مسبقة ومحددة تعرف من خالليا أطراف الفساد وكذا مقدار المبالغ الواجب دفعيا ،وآلية دفعيا وكيفية
إنياء المعاممة ،حيث يضمن الطرف العارض لمفساد إنياء المعاممة وعدم توقفيا ،ضف إلى أن النتيجة
المرجوة من الفساد تكون مؤكدة .أما الفساد الثاني فيحتاج إلى رشوة عدة مسؤولين ،دون أن يتوفر ضمان
أكيد بعدم تجدد طمبات الرشوة ،وأن المنافع سوف تحقق لدافعيا (تتعدد خطوات دفع الرشوة بدون تنسيق
مسبق )
-1فساد في القطاع العام :ينشأ نتيجة إستغالل المنصب العام ألغراض خاصة ،حيث يعتبر القطاع
العام أرضا خصبة لإلنحرافات اإلدارية و السرقات المالية وذلك لضعف أو غياب آليات الرقابة و
المساءلة
-2فساد في القطاع الخاص :لقد أثبتت التجارب و الدراسات أن الفساد ال يقتصر فقط عمى القطاع
العام بل تنتشر و تستفحل حتى في القطاع الخاص (حيث أشارت إحدى التقارير الصادرة عن منظمة
الشفافية الدولية إلى أن الشركات األمريكية ىي من أكثر الشركات التي تمارس أعماال غير مشروعة تمييا
الشركات الفرنسية و الصينية و األلمانية حيث تتعامل ىذه الشركات مع عدد كبير من كبار الموظفين في
مختمف دول العالم بحيث تدفع ليم مرتبات كبيرة مقابل الخدمات التي يقدمونيا ليا ،وىذا مايدفعنا
لمحديث عن مايسمى بالفساد المختمط حيث يتمثل ىذا األخير في استغالل نفوذ القطاع الخاص لمتأثير
11
عمى السياسات الحكومية ويتطمب ىذا النوع م فساد القطاعين العام و الخاص لتغيير السياسات ويظير
ذلك في شكل ىدايا و رشاوى من طرف ق.الخاص و إعفاءات واعانات من طرف ق.العام
حسب العائد:
أوال :الفساد المادي :وىو الذي يكون بيدف الحصول عمى عوائد مادية ومالية مثل الرشوة ،اختالس
وسرقة األموال ....الخ
ثانيا :الفساد غير المادي :يكون في الحاالت التي ال يشترط فييا مقابل مادي والذي ينتج عن إساءة
استعمال السمطة مثل المحاباة و الوساطة و المحسوبية بدون مقابل مادي
أوال :فساد محمي :وىوما يعبر عن الفساد داخل البمد الواحد ،وال يخرج عن كونو فسادا لموطفين أو
رجال أعمال أو سياسيين محميين ممن ال يرتبطون بمخالفات مع شركات أجنبية أخرى
ثانيا :فساد دولي :قد تأخذ ظاىرة الفساد أبعادا واسعة ،تصل إلى نطاق عالمي وذلك ضمن اإلقتصاد
الحر وتصل األمور إلى أن تترابط الشركات المحمية و الدولية بالدولة وكبار المسؤولين بمنافع ذاتية
متبادلة
يقسم إلى فساد قسري وفساد تآمري ،ففي األول يجبر طالب الخدمة أو المستيك عمى دفع رشوة واال
تأخرت خدمتو أو سمعتو ،أو ربما ال يستطيع الحصول عمييا ،وىنا تكون العالقة بين أطراف الفساد
فيعبِّر عن عالقة تفاوضية بين أطراف الفساد ( مثل
متناقضة وبالتالي ىو فساد قسري .وأما النوع الثاني ُ
دفع رشوة لموظف الجمارك لمسماح بإدخال سمعة تخضع لمضريبة ،يتآمر الجميع عمى تجنب الدفع
لمحكومة بدفع مبمغ أقل لمموظف).
فساد القمة :يعد فساد القمة من أكثر أنواع الفساد شيوعا في الدول النامية وىو الفساد الخاص
بالرئيس أو المدير أو المسؤول األول ،بحيث يقومون باستغالل األموال العامة دون رقيب أو حسيب
مستغمين بذلك سمطتيم وسيادتيم ،أما الفساد المؤسسي فيو ما يتمثل في ضعف األجيزه وترىميا وتحوليا
12
عن مسارىا الذي وجدت من أجمو الى مسارات أخرى منيا خدمة القائمين عمييا.فإذا فسدت القمة فال بد
وأن تفسد القاعدة حيث يؤدي فساد الحكم إلى إفساد النظام بمؤسساتو المختمفة كفساد البرلمان و الو ازرات
و االدارات المختمفة و الييئة القضائية و فساد األحزاب السياسية
يمكن تقسيم الفساد حسب درجتو إلى عرضي فقد يكون الفساد أحيانا حالة عرضية لبعض األفراد
السياسيين أو الموظفين العموميين ،وقد يكون مؤسساتيا عندما يتواجد في مؤسسة بعينيا أو في قطاعات
محددة دون غيرىا كوجود بعض الموظفين الفاسدين في بعض الو ازرات أو القطاعات ،وقد يكون ممتدا
،وىذا عندما يصبح الفساد ظاىرة يعاني منيا المجتمع بكافة طبقاتو و مختمف معامالتو ،وىذا الفساد
يؤثر عمى المؤسسات وسموك األفراد عمى كافة مستويات النظام السياسي و االقتصادي و االجتماعي
-الفساد القضائي:وهو االنحراف الذي يصيب الهيئات القضائية ،مما يؤدي إلى ضياع الحقوق و تفشي
الظلم ،ومن أبرز صوره :المحسوبية والواسطة ،وقبول ال ىدايا والرشاوى ،وشهادة الزور وغيرىا ،الفساد
القضائي بيذا الشكل ىو من أخطر مايصيب الحكومات و الشعوب ،الن القضاء ىو السمطة التي يعول
عمييا الناس إلعادة حقوقيم الميضومة
-.الفساد السياسي :هو إساءة استخدام السلطة العامة من قبل النخب الحاكمة ألهداف غير مشروعة
والذي يعرف بأنو “إساءة استعمال السمطة العامة لتحقيق المكاسب الخاصة” ،أي قيام البعض من
السياسيين باستعمال منصبيم كأداة في الفساد لتحقيق مكاسبيم الشخصية وزيادة ثرواتيم عمى حساب بقية
ٍ
وكمثال عمى ذلك تحويل صفة بعض األراضي التي تعود ممكيتيا لممال العام كالحدائق او أفراد المجتمع،
المدارس وتحويميا لصفة سكنية او تجارية بغية االستفادة منيا لمشخص الواحد المستفيد او جماعة
محددة .ويعود بذلك نتائج كارثية عمى المجتمع والمؤسسات بشكل خاص كون ىذه الممتمكات تعود
لممؤسسات العامة التي تستفيد منيا بشكل عام المجتمع بجميع مكوناتيا وطبقاتيا االجتماعية.
واالستغاللية لالحتكارات -.الفساد ا إلقتصادي :و يتع لق هذا النوع من الفساد بالممارسات المنحرفة
االقتصادية وقطاع األعمال ،التي تستهدف تحقيق منافع اقتصادية خاصة ع لى حساب مصلحة المجتمع
بما ال يتناسب مع القيمة المضافة التي تسهم بها ،وتحدث هذه الممارسات نتيجة غياب الرقابة أو نتيجة
ضعف الضوابط والقواعد الحاكمة والمنظمة للمناخ االقتصادي.
13
-الفساد المالي :ويتمثل في مجمل االنحرافات المالية ،ومخالفة القواعد واألحكام المالية التي تنظم سير
العمل المالي في الدولة ومؤسسات ها ،و مخالفة التعميمات الخاصة بأج هزة الرقابة المالية ،مثل غسل
األموال والتهرب الضريبي ،تزييف العم ةل النقدية .
-الفساد اإلداري :ويقصد به مجموع االنحرافات اإلدارية والوظيفية أو التنظيمية ،وكذا المخالفات التي
تصدر عن الموظف العام أثناء تأديته لوظيفته.
كما يعرف بأنو “سموك بيروقراطي ييدف لتحقيق منافع شخصية بطرق غير شرعية” والبيروقراطية ىي
سمطة المكاتب والموظفين ،وىي تتميز بالروتين المبالغ فيو والبطء والتمسك بحرفية القواعد والجمود،
وبالتالي تعطيل سير المصالح العامة وكذلك قيام كبار الموظفين في السمطة بتعيين الموظفين وفق ما
ٍ
ألشخاص مقابل ٍ
وخدمات يتناسب مع مصالحيم الشخصية ،واستغالل المنصب من اجل القيام بعمل ما
ٍ
مكسب مادي ،كما يشمل ىذا النوع من الفساد االستخدام السيئ لموظيفة وعدم تطبيقيا الحصول عمى
باألسموب المطموب وعدم احترام القوانين واألنظمة المتعارفة عمييا .
أسباب الفساد:
ان الفساد قديم قدم االنسان نفسو وليس حديث وال يرتبط بالدول المتقدمة فقط او النامية فقط ،اال انو
يمكن القول انو تختمف األسباب التي تؤدي إلى نمو الفساد وانتشاره في البمدان النامية ومنيا الدول العربية
عنيا في الدول المتقدمة ،فالعوامل التي تساعد عمى نموه في الدول النامية تختمف إلى حد كبير عن
العوامل المساعدة عمى نموه في الدول المتقدمة ،وان كانت طرق ممارستو متشابية بشكل كبير ،إضافة
الى ذلك فإن قد اًر كبي اًر من الفساد في الدول النامية تشارك فيو الدول الصناعية بصور مختمفة ،
فالتنافس بين الشركات متعددة الجنسيات المتمركزة في غالبيتيا في الدول المتقدمة عمى صفقات األعمال
الدولية ،يدفع بيذه الشركات إلى دفع رشاوي ضخمة لممسؤولين الحكوميين في الدول النامية لمفوز بيذه
الصفقات ،ولم تساىم سياسات التحول نحو الديمقراطية واألخذ بسياسات السوق في التخفيف من نمو
ىذه الظاىرة بل عمى العكس من ذلك تماماً ساعدت عمى نموىا ،وذلك يعود برأينا إلى عدم مواكبة أو
مصاحبة ىذا التحول حدوث تطوير في القوانين المعمول بيا في تمك الدول وخاصة منيا القوانين التي
تمكن المسؤولين الحكوميين /العموميين من الحصول عمى رشاوي نظير منح الشركات ( من داخل
الدولة أو خارجيا ) عقود حكومية أو تسييالت أو امتيازات داخل الدولة ،أو منح استثناءات و امتيازات
ألشخاص من الدولة ذاتيا.
عامة والجزائر خاصة ويمكن إيجاز أسباب نمو وتفشي ظاىرة الفساد في الدول النامية ومنيا العربية
فيمايمي:
14
-تمتع المسؤولين الحكوميين ( العموميين ) بحرية واسعة في التصرف وبقميل من الخضوع
لممساءلة ،فيؤالء يستغمون مناصبيم لتحقيق مكاسب شخصية عن طريق قبول الرشاوى من
الشركات ( القطاع الخاص ) أو المواطنين نظير حصوليم عمى امتيازات و استثناءات.
-لطبيعة المجتمع وبروز أىمية العالقات الشخصية في الحياة االجتماعية ،أثر كبير في الفساد في
الدول النامية ،وفيما يرى األوربيون أن المحاباة والمحسوبية ىي نوع من الفساد ،فإن الكثيرين
في الدول النامية ال يرون ذلك ،ويتساءلون كيف يستطيع شخص من فئة اجتماعية معينة ،
متخمفة أو متأخرة أن يمحق بالمنافسين لو من فئة اجتماعية أخرى إذا لم يجد عوناً لو أو ظيي اًر
بين الذين ينتمون إلى نفس الفئة االجتماعية أو الذين تربطيم بو صمة قرابة أو نسب.
-تفشى الفساد في البمدان النامية والبمدان التي تمر بمرحمة انتقال /التحول ،وال يرجع ذلك إلى
اختالف شعوب ىذه البمدان عن الشعوب في غيرىا ،وانما ألن الظروف مييأة لذلك ،فالحافز
عمى اكتساب الدخل قوي لمغاية ، ،ويتفاقم بفعل الفقر ومرتبات الموظفين المنخفضة والمتناقصة
،وعالوة عمى ذلك فإن المخاطر من كافة األنواع ( المرض ،اإلصابات ،البطالة ) مرتفعة في
البمدان النامية ،والناس يفتقدون عموماً الكثير من آليات توزيع المخاطر ( بما في ذلك التأمين
اء
وسوق العمل جيدة التنظيم ) المتاحة في البالد األكثر تقدماً وثر ً
-يؤدي ضعف المجتمع المدني وتيميش دور مؤسساتو في كثير من الدول النامية – األحزاب
السياسية وجماعات المصالح والتنظيمات االجتماعية المختمفة – إلى غياب قوة الموازنة الميمة
في ىذه المجتمعات ،مما يساعد عمى تفشي ظاىرة الفساد واستمرار نموىا
-أدى التغاضي عن معاقبة كبار المسؤولين المتيمين بالفساد واستغالل المنصب العام إلى انييار
منظومة القيم األخالقية في تمك الدول ،أدى ىذا التغاضي وانتشار الفساد عمى نطاق واسع ،إلى
استخفاف أفراد المجتمع بالقوانين المعمول بيا في مختمف المجاالت الحياتية والتنظيمية ،والى
تغير النظرة العامة لشرعية األنظمة الحاكمة في تمك الدول
-يتفشى الفساد أيضاً عندما تتوفر لكبار الموظفين ورجال السياسة حصانة تحمييم من المالحقة
والخضوع لممساءلة.
-إضافة إلى ذلك ،فإن كثي اًر من مجتمعات الدول النامية تضم أقميات ثقافية وعرقية ترى نفسيا
مظمومة وليس ليا حظوة فيما يتعمق بمجاالت اإلدارة العامة المختمفة ،ومثل ىذه األقميات ربما
الوحيدة لمحصول عمى الخدمات تمجأ إلى ممارسة أساليب الفساد ألنيا تمثل في رأييا الوسيمة
التي تحتاجيا من أجيزة اإلدارة العامة.
15
أسباب الفساد المالي و اإلداري
تعد ظاىرة الفساد ظاىرة عالمية شديدة االنتشار وذات جذور عميقة تأخذ أبعادا واسعة ،وبدرجات متفاوتة،
بحسب الخصوصية االقتصادية والسياسية واالجتماعية لممجتمعات ،وىي تظير بأشكال وممارسات
متنوعة وكنتيجة ألسباب عديدة ومتداخمة نوردىا في مايمي
أسباب سياسية:
أن أسباب الفساد اإلداري ما ىو إالّ نتيجة لوجود ىياكل قديمة ألجيزة
يؤكد المتبنون ليذا التوجو عمى ّ
الدولة والتي ال تتناسب وال تتوازن مع قيم وطموحات األفراد وال تستجيب لمطالبيم واحتياجاتيم ،وىذا من
شأنو أن يخمق حالة من عدم التوافق بين الجياز اإلداري المعني وأولئك األفراد مما يجعميم يمجأون إلى
االعتماد عمى مسالك أخرى تنطوي تحت مفيوم الفساد لتجاوز محدودية اليياكل القديمة وتحقيق مصالح
ذاتية عمى حساب أىداف ومصالح الجياز اإلداري المعني.
أسباب قيمية:
أسباب اقتصادية:
بأن الفساد اإلداري ما ىو إالّ نتيجة لعدم توزيع الثروة في المجتمع بشكل عادل
يبين مؤيدو ىذا التوجو ّ
إضافة إلى ما تحممو البيئة االقتصادية من سوء األوضاع المعيشية لمعاممين الناجمة عن عدم العدالة في
منح الرواتب واألجور ،مما يؤدي بالتالي إلى ظيور فئة كثيرة الثراء مقابل فئات أخرى محرومة في
المجتمع ما يؤدي إلى بروز سموكيات منحرفة وفاسدة في أجيزة الدولة.
أسباب إدارية:
16
أن أسباب الفساد اإلداري تعزى إلى البيئة اإلدارية ،فكمما اتسمت البيئة
أما أنصار التفسير اإلداري فيرون ّ
اإلدارية بدرجة عالية من الوعي والثقافة كمما كانت أكثر حصانة أمام مظاىر الفساد اإلداري ،وبالعكس
كمما اتسمت البيئة اإلدارية بضعف الوعي الثقافي أو عدمو كمما أدي ذلك إلى بروز حاالت فساد إداري
متمثمة بضعف القيادات اإلدارية وعدم نزاىتيا وسوء اختيار العاممين وسوء توزيع السمطات والمسؤوليات
وعدم وضوح التعميمات.
أن أسباب ظاىرة الفساد اإلداري تتعدد وتتباين وفقا لطبيعة الفرد والمنظمة والبيئة
مما سبق يمكن القول ّ
والمجتمع وبالتالي يختمف تأثيرىا ويتباين في مجتمع آلخر ومن دولة ألخرى
عدم االستقرار السياسي في الدولة يييء ظروف تواجد الفساد ،وبالتالي غياب المحاسبة و
المساءلة .
عدم وضوح القوانين والموائح المنظمة لمعمل أو قصورىا و غموضيا األمر الذي يؤدي بالموظف
إلى تفسيرىا بصورة تتعارض مع المصمحة التي وضعت من أجميا.
وىناك من يقسم األسباب إلى أسباب متعمقة بالجوانب الشخصية والمؤسسية والبيئة :
-1العوامل الشخصية :تشير الكثير من الدراسات بأنو ىناك عالقة بين بعض خصائص األفراد
وممارساتيم اإلدارية الفاسدة ،ويمكن إجمال ىذه الخصائص فيما يمي:
-العمر :إن حاجات الموظف الشاب كثيرة وموارده قميمة ،ولكونو موظفا جديدا وحديث التعيين قد تكون
سببا وراء ممارسات إدارية فاسدة.
17
-مدة الخدمة :فقد يكون كبار الموظفين ممن تكون مدة خدمتيم طويمة عمى معرفة تامة بأساليب إخفاء
الممارسات اإلدارية الفاسدة ويساعد ىذا األمر عمى ارتكابيا ،وقد يكون الموظف حديث الخدمة أكثر ميال
لممارسة حاالت الفساد اإلداري بسبب تأثره السريع بزمالئو في العمل غير التزييين.
-المستوى الدراسي :إن تأكيد عالقة ممارسات الفساد اإلداري بالمستوى الدراسي والتحصيل العممي ربما
تختمف باختالف المجتمعات ،فالمجتمعات التي يسيل فييا الحصول عمى شيادات عميا بأسموب غير
عممي وغير مشروع وكذلك الحصول عمى الوظيفة بطريقة غير قانونية وعادلة يكون أفراد ىا أكثر ميال
لممارسة الفساد اإلداري ،عكس المجتمعات التي يكون نظاميا التعميمي كفؤ وقائم عمى أسس عممية يكون
فيو نظام الخدمة المدنية ذو جدية ودقة في عمميات التوظيف فانو يحول دون وصول أناس غير أكفاء
إلى الوظائف الحكومية وبالتالي تقل عمميات الفساد اإلداري.
-الجنس :عادة الرجال الموظفين يميمون أكثر لممارسة حاالت الفساد اإلداري من النساء ،بسبب تكوينيم
النفسي وسرعة تأثرىم بما يحيط بيم من عاممين.
-2العوامل المؤسسية والتنظيمية :تتعدد األسباب التنظيمية والمؤسسية التي تقف وراء الممارسات اإلدارية
الفاسدة ،فاغمب ىذه األبعاد المؤسسية والتنظيمية تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في السموك اإلداري
أو التنظيمي بحيث تجعل منو سموكا منحرفا أو منضبطا ،ويمكن اإلشارة إلى أىم ىذه العوامل كما يمي:
-ثقافة المنظمة :إن عدم وجود ثقافة تنظيمية قوية ومتماسكة وايجابية تؤدي إلى التزام عال والتحمي
بأخالقيات إدارية سامية ،قد يكون سببا لممارسات فاسدة ،كغياب مدونات السموك لمموظفين
-حجم المنظمة :غالبا ما يكون كبر الحجم خصوصا في اإلدارات العمومية مرتبطا بوجود ترىل إداري
وبطالة مقنعة وبيروقراطية عالية ،وىذه كميا تؤدي بدورىا إلى ممارسات غير قانونية وسموكيات فساد
إداري ومالي ال يمكن السيطرة عمييا بسيولة.
-ضعف النظام الرقابي :حيث يجعل من الممارسات الفاسدة روتينا ساريا يمر دون مساءلة أو حساب،
فمنظمات األعمال واإلدارات العمومية مدعوة إلعادة النظر باستمرار في نظميا الرقابية وأساليب تقييم
األداء لدييا
-طبيعة العمل المؤسسي :إن درجة وضوح العمل وأىداف المؤسسات وشفافية عمميا وبساطة
اإلجراءات لو اثر كبير في تقميل حاالت الفساد اإلداري
18
-اليياكل التنظيمية وىياكل السمطة :إن عدم وضوح الصالحيات والسمطات وعدم تناسب الييكل
التنظيمي مع طبيعة العمل وعدم وجود وصف وظيفي واضح باإلضافة إلى تعقيد اإلجراءات
(البيروقراطية) يزيد من احتمال ممارسة الفساد اإلداري والمالي
البطالة المقنعة :إن وجود أعداد كبيرة من العاممين ال يمارسون أعماال فعمية قد يكون سببا وراء تفنن
ىؤالء الموظفين في تعقيد سير المعامالت لغرض االبتزاز والرشوة والوساطة وغيرىا.
-عدم االستقرار الوظيفي :إن شعور الموظف خاصة في اإلدارات العميا من أن منصبو ىو فرصة يجب
أن يستغميا لفترة محددة تجعل منو أكثر ميال لممارسة حاالت فساد إداري لغرض اإلثراء وبناء النفوذ
وتوطيد العالقات مع اآلخرين عمى حساب مصمحة المنظمة.
-3العوامل البيئية :تعتبر من أىم العوامل التي تقف وراء حاالت الفساد اإلداري أو تساىم في تعزيزىا
بسبب كثرتيا وتعقدىا و تشابكيا.وفي ما يمي إشارة إلى ىذه العوامل :
-عوامل البيئة السياسية :تتمثل أىم مالمح ىذه البيئة السياسية الفاسدة في عدم االستق اررالسياسي، ،
ضعف منظمات المجتمع المدني ،غياب الحريات و النظام الديمقراطي .
-عوامل البيئة االقتصادية :بصفة عامة يمكن اعتبار البطالة وانخفاض األجور وتدىور قيمة العممة
ومحدودية فرص االستثمار ،وشح الموارد واستنرافيا وعدم فعالية نظم الرقابة المالية في المؤسسات من
أىم العوامل االقتصادية المساعدة في انتشار الفساد اإلداري والمالي .
-عوامل البيئة االجتماعية :منيا انخفاض مستوى التعميم ،التمسك باألعراف و التقاليد و التي تجعل
من الروابط األسرية و اإلنتماء لمعائمة وسيمة لممارسة الضغوط عمى الموظف ،زيادة عدد
السكان........الخ
-عوامل البيئة القانونية والتشريعية :يمكن أن نمخص أىم منافذ الفساد اإلداري ضمن أبعاد ىذه البيئة في
غموض القوانين ،ضعف الجياز القضائي.
- 1انتشار الفقر والجيل ،وسيادة القيم التقميدية والروابط القائمة عمى النسب والقرابة .
19
-3تدني رواتب العاممين وانخفاض المستوى المعيشي مما يشكل بيئة مالئمة لقيام بعض العاممين
بالبحث عن مصادر مالية أخرى حتى لو كان من خالل الرشوة .
-3غياب قواعد العمل واإلجراءات المكتوبة المنظمة لمعمل ومدونات السموك لمموظفين
-5انحالل البناء القيمي وضعف الضوابط األخالقية لدى األفراد عموما مما يؤدي الى تغميب المصمحة
الفردية عمى المصمحة العامة ..
-6غياب المساءلة ،وىو اما غياب قانوني أي ان المنظومة القانونية ال تتضمن تنظيما الليات المساءلة
،وقد تكون المساءلة منظمة قانونا وليا وجود في المنظومة القانونية ولكنيا غير فاعمة وال تؤدي دورىا
المرجو منيا
-8عدم فعالية التشريعات واألنظمة التي تكافح الفساد وتفرض العقوبات عمى مرتكبيو .
-9تداخل االختصاصات التنظيمية لموحدات اإلدارية وعدم وضوح االختصاصات والمسؤوليات الوظيفية
آثار الفساد:
المعوق األكبر لكافة
َّ لقد أيقن العالم أجمع ووقر في عقيدتو بأن آفة الفساد عمى اختالف مظاىرىا تُعد
المقوض الرئيسي لكافة دعائم التنمية ،مما يجعل آثار الفساد ومخاطره أشد فتكاً وتأثي اًر
محاوالت التقدم ،و َّ
من أي خمل آخر ،فإنو ال يقتصر دوره المخرب عمى بعض نواحي الحياة دون البعض اآلخر ،بل يمتد
إلى شتى نواحي الحياة االقتصادية واالجتماعية والسياسية.
إعاقة النمو االقتصادي مما يقوض كل مستيدفات خطط التنمية طويمة وقصيرة األجل.
إىدار موارد الدولة أو عمى أقل تقدير سوء استغالليا بما يعدم الفائدة المرجوة من االستغالل األمثل.
اإلخالل بالعدالة التوزيعية لمدخول والموارد واضعاف الفعالية االقتصادية وازدياد اليوة بين الفئات الغنية
والفقيرة.
20
باستخدام الوسائل إضعاف اإليرادات العامة لمدولة نتيجة التيرب من دفع الجمارك والضرائب والرسوم
االحتيالية وااللتفاف عمى القوانين.
التأثير السمبي لسوء اإلنفاق العام لموارد الدولة عن طريق اىدارىا في المشاريع الكبرى بما يحرم قطاعات
ىامو مثل الصحة والتعميم والخدمات من االستفادة من ىذه الموارد.
تدني كفاءة االستثمارات العامة واضعاف مستوى الجودة في البنية التحتية العامة بفعل الرشاوي التي تدفع
لمتغاضي عن المواصفات القياسية المطموبة.
يقمل الفساد من فرص اإلعمار والتنمية وفرص االستفادة من المعونات والقروض الدولية ويخفض من
معدالت النمو بصورة كبيرة ،كما يؤدي الى تدىور البنية التحتية والخدمات العامة.وتؤكد تقارير منظمة
الشفافية الدولية عمى الدوام.
إصدار تشريعات جديدة ال تحقق الردع الكافي ،وتساعد الفاسدين على الهروب من العقاب ،وذلك لكثرة ما
تشتم ل عميو من ثغرات قانونية.
عدم جدوى وفاع لية تطبيق القوانين نتيجة فساد القائمين ع لى تنفيذ ىا من العام لين باألج هزة األمنية و
الرقابية والقضائية.
بطء إجراءات المحاكمة ،حيث يلجأ المفسدون إلى عرقةل إجراءات العدالة و المحاكمة ،حتى تفقد القضية
ه باستخدام أساليب م لتوية للتهرب من المسؤولية القانونية.
الردع العام المقصود من ا
ىروب وفرار المتهمين لخارج البمد مع ذوييه ،صحبة ما قاموا بجمع ه من أموال ناتجة عن نشاط الفساد
اإلداري ،وتحويل عائداتيم لمخارج .
انتشار جرائم غسيل األموال او تبييض األموال وذلك لكثرة العمميات التي يقوم بيا المفسدين من أجل
إخفاء والتمويو عن األصل غير المشروع ألمواليم.
انييار وضياع ىيبة دولة القانون والمؤسسات بما يعدم ثقة األفراد فييا ،وىذا يؤدي بالمقابل الى ضعف
االستثمار األجنبي وعدم التعامل مع الدول التي يكثر فييا الفساد.
إضعاف كل جيود اإلصالح المعززة لمديمقراطية بما يتزعزع معو االستقرار السياسي.
ظيور صراعات كبيرة بسبب تصارع المصالح ،وتعطيل تطبيق القوانين واألنظمة ،وشيوع الفوضى
وانتشار العنف ،وتصبح لغة القوة ىي لغة الحصول عمى الحقوق بل انتزاعيا.
21
يؤدي إلى انتشار الفوضى السياسية ،حيث تعطل الدساتير والقوانين و األنظمة ،األمر الذي يشجع ع لى
عدم االلتزام بأحكام القوانين واللوائح ،وتصبح لغة القوة وفرض أمر الواقع وسيمة النتزاع الحقوق ،وتصبح
االعتقاالت لمنع أي ه والحاسمة في المنازعات السياسية وعادة ما تستخدم
لغة العنف هي المعترف ب ا
هم في االنتخابات،وعدم االستقرار ممارسة سياسية أو ديمقراطية حقيقية واعتقال من يتوقع النظام فوز
السياسي والفساد وجيان لعممة واحدة ،فالدول التي تعاني من عدم االستقرار السياسي نجد ها تعاني من
ارتفاع معدالت الفساد اإلداري.
إقصاء الشرفاء واألكفاء عن الوصول لممناصب القيادية بما يزيد من حالة السخط بين األفراد ونفورىم من
التعاون مع مؤسسات الدولة.
إعاقة وتقويض كافة الجيود الرقابية عمى أعمال الحكومة والقطاع الخاص.
-انييار النسيج االجتماعي واشاعة روح الكراىية بين طبقات وفئات المجتمع نتيجة عدم العدالة
والمساواة وتكافؤ الفرص.
األوضاع -التأثير المباشر وغير المباشر لتداعيات الفساد االقتصادية والسياسية عمى استقرار
األمنية والسمم االجتماعي.
-زعزعة القيم األخالقية لممجتمع وانتشار السمبية والالمباالة والكراىية والتطرف بين فئات المجتمع
بسبب عدم النزاىة ،وعدم المساواة ،وىذا يؤدي الى انتشار الجرائم بكافة اشكاليا ،كرد فعل عمة
انييار قيم المجتمع خاصة عدم تكافؤ الفرص.
-عدم المينية والتفريط في القيام بالواجب الوظيفي والرقابي ،وتراجع االىتمام بالحق العام والشعور
بالظمم من غالية أعضاء المجتمع ،وىذا يؤدي الى انتشار الفقر وانتشار البطالة وتدىور المستوى
المعيشي.
-ىروب ذوو الكفاءات لخارج البمد بسبب الفساد والمحسوبية والواسطة واالنتماء وتزداد فكرة اليجرة
لمخارج وعدم مواجية المفسدين مما شجع عمى استمرارىم.
22
أنواع الرقابة على المال العام
إن مفيوم الرقابة المالية يتضمن عممية التأكد من احترام القوانين وترشيد التسيير المالي بما يضمن حسن
تسيير وتوجيو النفقة بكل شفافية ،فتختمف أنواعيا وتتباين صورىا تبعا لمتنظيم القانوني لميي ئات الرقابية
في الدول ،ففي حالة الجزائر تتم الرقابة من خالل عدة أجيزة سياسية ،وادارية و قضائية تقوم برقابة
قبمية وبعدية وأثناء التنفيذ ،الن تفعيل دور الرقابة عمى اإلنفاق العام يبين مدى سالمة ودرجة الدقة في
تقدير اإليرادات العامة والنفقات العامة التي تتضمنيا ميزانية الدولة .
ىا تعد أداة فعالة في تطوير النشاط أحد أهم ركائز العممية اإلدارية لكون تحتل الرقابة
هداف وتوفير المواد اإلداري،حيث إذا كانت وظيفتي التخطيط والتنظيم تختص بتحديد األ
أن ه ذه األهداف الالزمة لتنفيذ هذه األهداف ،فالرقابة ھي الوظيفة التي تختص بالتحقق من
ها ،وتشمل الرقابة عمى أمكن تنفيذىا كما سبق تحديد والخطط والسياسات واإلجراءات
األموال والموارد والجودة والوقت.
ه، هو عصب حياة الدولة كان ال بد من العمل عمى الحفاظ عمی ولما كان المال العام
ىا المجتمعات ومن هنا نشأت الرقابة عمى المال العام منذ بداية نشوء الدولة ،حيث عرفت
ىا القديمة واستخدمت ها،ولكن بطريقة تناسب بساطة عمل الدولة الحارسة التي كان عمل
ه وطورت
ىا تعديالت حدثت ا يقتصر عمى الدفاع واألمن والعدالة ،أما اليوم فقد أدخمت عمی
ىا لتتكيف مع دور الدولة المتدخمة ،وأصبحت الرقابة تطبق عمى كل
هوم ها،ووظائف
مف
. هداف مرسومة نشاطات الدولة ضمن خطط موضوعة وأ
في الركيزة المؤثرة العامة،باعتبارىا ه األموال الدور الذي تؤدی أهمية ونظ ار
اقتصاد أي دولة ،فمن الطبيعي ان تكتسي منظومة الرقابة عمى المال العام أ همية ال تقل عن
استثمارها،والن السياسة المالية ال تتحقق إال بتفعيل منظومة تنمية ه ذه األموال وأبواب
قد كرست معظم الدول ومن بين هم الجزائر من خالل ه جزء ال يتج أز من منظومة الدولة
الرقابة وجعل ا
ه آليات رقابية فعالة ،سابقة والحقة لإلنفاق العام وهذا حماية لهذا المال،من كل أشكال التجاوز
قوانين ا
باتت أولوية من أولويات الدولة،بحيث يجب عمیىا واالنحراف والتبديد،فالرقابة عمى األموال العمومية
هذه األموال وتسييرها،بوجود نظام رقابي فعال يتحكم في جميع أن تضمن حسن استعمال
ه الميزانية العامة لمدولة وصور اإلنفاق فیىا.
المستويات،والمراحل التي تمر با
23
-1الرقابة السابقة
ه تهدف إلى
تسمى أيضا بالرقابة الموج هة أو القبمية كما ويطمق عمی ىا أحيانا الرقابة الوقائية،ذلك أن ا
ضمان أن جميع الق اررات واألنشطة التي سيتم ممارست ها،تتم وفق ما نصت عمی ه األنظمة والموائح قبل
التنفيذ.
بمراقبة الرقابة قيام ه يئات المالية،وتعني الرقابة في األهم المرحمة حيث تعتبر
للهيئات اإلدارية قبل وقوع ها،سواء كانت متعمقة بالنفقات أو األعمال والتصرفات المالية
من الدقة والصحة،أي قبل أن يدخل التصرف التعاقدات والتصرفات المالية عمى أكبر قدر
المالي حيز التنفيذ.
المالية، المخالفات ارتكاب نفذت بنجاح تمنع إذا أن الرقابة السابقة من الواضح
أو المانعة،حيث تخضع الرقابة السابقة نشاطات ه اسم الرقابة الوقائية
ولذلك يطمق عمی ا
هزة المتخصصة سواء داخل موظفیها،لمراجعة وتقويم بعض األج ه وسموك
اإلدارة وق اررات ا
ه.
المنظمة أو خارج ا
إلى ضمان حسن األداء والتأكد من االلتزامات،بنصوص وتهدف الرقابة السابقة
ترشيد إلى هدف أو تنفيذ اإلجراءات،كما ت الق اررات إصدار األنظمة والتعميمات في
الق اررات وتنفيذها بصورة سميمة وفعالة .
رقابة المراقب المالي المنظمة بموجب المرسوم التنفيذي رقم 414-92المعدل والمتمم بالمرسوم التنفيذي
قم .374-09
الرقابة الالحقة
المستندية،حيث تنصب الرقابة الالحقة عمى ما صدر تسمى الرقابة البعدية أو الرقابة
الرقابة المالية الالحقة بعد تنفيذ ه المادية،وتباشر
ا فعال من تصرفات اإلدارة القانونية وأعمال
التصرفات المالية واتخاذ القرار بصرف النفقات وتحصيل اإليرادات،وھي ال تحول دون أن
يصبح األمر بالتحصيل أو األمر بالدفع نافذا.
ىا ،فيمكن أن تتم ولهذه الرقابة صو ار عديدة تختمف باختالف وقت وأسموب ممارست
دراسة األوضاع ،لموقوف عمى ما بأسموب التفتيش الذي يتناول الفحص عمى الطبيعة واعادة
. تتم بأسموب المراجعة لمستندات الوحدة ويمكن أن ه من أخطاء أو تقصير
شابا
هاء هي الرقابة الحقيقية ،ألن ولهذا اعتبرت الرقابة الالحقة في نظر العديد من الفق
24
الرقابة السابقة ال تعدّ شكال من أشكال الرقابة الدستورية ،في حين أن الرقابة الالحقة ال
ه"رقابة عمى دستورية
وصفت الرقابة السابقة بأن ا اكتمالها ،لذلك تباشر عمى القوانين إال بعد
مشروعات قوانين".
هي بعد صدور العمل اإلداري ف الالحقة ،أن ىا تأتي غير أن أ هم ما يؤخذ عمى الرقابة
ال تقيد حرية العمل،وانما تجعل المنظمة اإلدارية تتمتع بحرية إصدار الق اررات المالية ،واذا كانت هذه
ه قد تؤدي
إتيانه ،فإن ا ه بعد
ه لوقوع ا
ا الرقابة تساعد المنظمات اإلدارية في أداء عمل
إلى وقوع األخطاء واالنحرافات وصعوبة إصالحىا.
20-95المعدل والمتمم رقابة مجمس المحاسبة وىي رقابة منصوص عمييا دستوريا وينظميا األمر
بموجب األمر رقم 02-10
بالفساد غير أنو وفي اآلونة األخيرة عرفت الجزائر توجيا جديدا ،أين إنتقل فييا مجال االىتمام
وآليات الوقاية منو ومكافحتو بالتبعية من النصوص القانونية العادية إلى أسمى النصوص القانونية في
الدولة أال وىو الدستور ،ىذه الوثيقة ذي الطبيعة القانونية المتفق عمييا منذ زمن قديم عمى أنيا الوثيقة
الرسمية التي تحتوي عمى القانون األساسي األعمى لمدولة والذي يتولى بشكل رئيسي تحديد شكل تمك
الدولة وطبيعة نظام الحكم فييا ،أي أن مجاالت الدستور محصورة في تنظيم السمطة السياسية
الميمة ذات العالقة بالحكم والسمطة، والمؤسسات التي تجسد الحكم فييا،إلى جانب بعض المسائل
ومع ذلك فإن ىذا المفيوم المسمم بو قد ظير ما يخالفو في العصر الحاضر،فظيرت في الدستور
خاصة في ظل نصوص تتناول موضوع آليات الوقاية من الفساد ،وأخذت حي از البأس بو ضمن طياتو
التعديل الدستوري األخير لسنة 2020الذي جاء فيو العديد من المواد التي تخص إستراتيجية الوقاية
من جرائم الفساد سواء بطريقة صريحة أو بطريقة ضمنية.
25
مجاالتو تحمل في ثناياىا العديد من القراءات، الفساد إىتمام الدستور ودخولو فكانت إثارة
خاصة فيما يخص التغير الواضح والجذري لنظرة السمطة السياسية بمختمف مكوناتيا والشعب بمختمف
أطيافو إلى إشكالية الفساد وجرائمو ،األمر الذي يعكس اتفاقيما غير المعمن عمى ضرورة تجاوز النظرة
أو التقميدية التي لطالما اعتبرت الفساد جريمة يجب التصدي ليا ولكن كجريمة ال يطبعيا أي تميز
تتحمل خصوصية ،والتحول بيا إلى مسألة دستورية يجب أن تضم إلى الوظائف الدستورية لمدولة ،وأن
سمطتيا ومؤسساتيا خاصة السيادية منيا عبئ اإللتزام بالتصدي ليا.
اإللتزامات التي تبناىا كتدابير لموقاية من الفساد والتي نص الدستور الجزائري عمى مجموعة من
ىدف من خالليا إلى تجسيد مبدأين ميمين بالنسبة ألي إستراتيجية وقائية منو وىما مبدأ الشفافية ومبدأ
وذلك العتبارىما أحد ال ركائز المتفق عمييا لمنع وقوع جرائم الفساد متى النزاىة ،تم تكريسيما
فعال عمى أرض الواقع وفقا لمتناسق والتكامل المطموب بينيما.
ضمان الشفافية فرضت المادة 09من الدستور الجزائري أن تكون المؤسسات التي يختارىا الشعب ىدفيا
في تسيير الشؤون العمومية ،وىو ما يعني وجوب إلتزام المؤسسات بإتخاذ كل إجراء من
شأنو تجسيد الشفافية في كل ما يتعمق بتسيير الشؤون العامة وذلك لموصول إلى عمنية كل تصرفاتيا
وق ارراتيا ،األمر الذي يجعل منيا محل رقابة دائمة من محيطيا ويمنعيا ىي وموظفييا من تسيير الشؤون
الشخصية ال المصمحة العامة. العامة وتوجيييا وفقا لما يخدم مصالحيم
ألزمت المادة 24من الدستور الجزائري الموظف العمومي بالقيام بإجراء التصريح بالممتمكات عند بداية
وظيفتو أو عيدتو ،وعند نيايتيا ،وذلك لتكريس الشفافية حتى في الذمة المالية لمموظف األمر الذي يمنعو
من إستغالل سمطتو واتخاذ طريق التربح من وظيفتو .
لم يكتفي الدستور الجزائري باالعتماد فقط عمى التدابير التي ىدف من خالليا لتجسيد كل من
مبدأ النزاىة ومبدأ الشفافية كإجراءات لموقاية من الفساد ،بل تعدى ذلك إلى إستحداث مؤسسات
تختص بالعمل الوقائي ،مع تفعيل دور مؤسسات أخرى ليا عالقة بالعممية الوقائية خاصة عن طريق ما
وفره ليا من حماية في مواجية السمطة التنفيذية تحديدا.
بنى الدستور الجزائري نيج الوقاية من الفساد عن طريق المؤسسات ،وذلك بعد أن كان كل
العمل الوقائي الموجو لمنع وقوع جرائم الفساد معتمدا عمى التدابير ،وذلك في خطوة لدعم اإلستراتيجية
الوقائية المعتمدة أوال ،ولتنويع آليات الوقاية ثانيا
استحدثت المادة 204من الدستور سمطة رقابية دستورية تحت تسمية السمطة العميا لمشفافية والوقاية من
الفساد ومكافحتو ،والتي كمفت دستوريا بعدة ميام في إطار العمل
26
في ىذا المجال السيما المؤسساتي لموقاية من جرائم الفساد ،أين منح ليا الدستور دور مميز جدا
حينما إعتبرىا مسؤولة عن وضع إستراتيجية وطنية لمشفافية والوقاية من جرائم الفساد ومكافحتيا مع تولي
متابعة تنفيذ ىذه اإلستراتيجية ،ىذا باإلضافة إلى إنعقاد اإلختصاص ليا أيضا بميام أخرى ال تقل أىمية
عن ميمتيا السابقة حددىا الدستور في اآلتي:
-جمع ومعالجة وتبميغ المعمومات المرتبطة بمجال اختصاصيا،ووضعيا في متناول األجيزة
المختصة.
-إخطار مجمس المحاسبة والسمطة القضائية المختصة كمما عاينت وجود مخالفات ،واصدار
أوامر ،عند االقتضاء ،لممؤسسات واألجيزة المعنية.
-المساىمة في تدعيم قدرات المجتمع المدني والفاعمين اآلخرين في مجال مكافحة الفساد.
-متابعة وتنفيذ ونشر ثقافة الشفافية والوقاية ومكافحة الفساد.
-إبداء الرأي حول النصوص القانونية ذات الصمة بمجال اختصاصيا.
-المشاركة في تكوين أعوان األجيزة المكمفة بالشفافية والوقاية ومكافحة الفساد.
-المساىمة في أخمقة الحياة العامة وتعزيز مبادئ الشفافية والحكم الراشد والوقاية ومكافحة
الفساد.
وتجدر اإلشارة في ىذا المقام إلى أن ىذه السمطة حمت محل الييئة الوطنية لموقاية من الفساد
،إال أن الدستور منحيا ميام أىم بكثير من الميام التي أو كميا في السابق إلى الييئة الوطنية ومكافحتو
لموقاية من الفساد ومكافحتو ،وىذا لتفعيل وتدعيم النيج المؤسساتي الذي تبناه كأحد اآلليات
المتخصصة في مجال الوقاية من جرائم الفساد
التصريح بالممتلكات
انطالقا من مبدأ *ال تضع جائع حارس عمى طعام * ألنو ال بد عمى الدولة لمحاصرة ظاىرة الفساد
اتخاذ جممة من التدابير وعمى رأسيا تحسين ورفع المستوى المعيشي لمموظف بتوفير حياة كريمة لو من
جية وفرض رقابة سابقة والحقة عميو من جية أخرى ،وىذا ما كرسو المشرع الجزائري من خالل القانون
رقم 01-06المتعمق بالوقاية من الفساد ومكافحتو اذ جعل من التصريح بالممتمكات آلية رقابية وقائية
لمحاصرة ظاىرة الفساد ،وذلك بإلزام الموظف العام بالتصريح بممتمكاتو قبل وأثناء وبعد تولي الوظائف
العامة .
يعد إجراء التصريح بالممتمكات إحدى اآلليات واإلجراءات اإلدارية التي حاول المشرع الجزائري من خالليا
أن يقضي عمى ظاىرة الفساد المستفحمة داخل الدولة ،وذلك من خالل تقييدىا بمجوعة من الضوابط
27
واخضاعيا لمجموعة من القيود الشكمية واإلجرائية قبل تقمد الموظفين العموميين لمناصبيم وبعد تقل دىم
ليا ،إذ تعد آلية قانونية تمكن الجيات الرقابية من معرفة مدى ارتكاب جرائم الفساد من عدميا من قبل
الموظفين والمنتخبين ،ووضع حد لإلثراء غير المشروع لموظفي الدولة نتيجة الستغالليم لالمتيازات
الموكمة إلييم بسبب وظائفيم.
تعتبر آلية التصريح بالممتمكات من أنجع الوسائل لذلك ,باعتبارىا رقابة قبمية و بعدية لمذمة المالية لمتقمد
الوظيفة ,حفاظا عمى المال العام
ييدف ىذا اإلجراء ليس فقط لحماية اإلدارة العمومية من أية محاولة من محاوالت سرقة األموال ,أو
االستخدام غير القانوني لممتمكات الدولة ,بل وعمى ضوء نص المادة 36من القانون رقم 01-06
أساس الحماية الجزائية الموضوعية لمتصريح بالممتمكات وتحيمنا حتما الى ضرورة قراءة المادة 04من
ذات القانون قراءة معمقة بداية بنطاقيا الشخصي أي تحديد األشخاص المطالب منيم تقديم تصريح
بممتمكاتيم تحت طائمة العقوبات من جية و من جية أخرى تحديد قيام الجريمة بتوافر عناصرىا وأركانيا
كسموك اجرامي محل التجريم.
28
ورغم أن ىناك من يرى أنيا افتراض لسوء نية عمى أساس أن كل من سيتولى المنصب يمكن أن يسيء
لمنصبة و يقوم باستغاللو فيطمب منو سمفا أن يقوم بجرد لممتمكاتو وىو ما يتعارض مع مبدأ حسن النية
و افتراضيا إال أنيا تبقى آلية جوىرية في مراقبة الموظفين وحماية الممتمكات العامة تصد باب الفساد
حتى في بداية مشواره و تجعل الموظف تحت المجير.
ىذا الموظف الذي و بالرجوع لمقانون اإلداري باعتباره القانون األصمي المعتمد عميو في تحديد صفة
الموظف العمومي يكون مدلولو أوسع إذا ما تم النظر إلى الغاية المحمية مقارنة بمفيومو حيث يتوسع
المدلول ولو أن الموظف لم يشغل الوظيفة بصفة دائمة ليشمل الموظف الذي يشغل الوظيفة بصفة
مؤقتة بغض النظر إذا ما كان يتمقى أج ار أو مكافأة .
في حين نجد المادة 02من القانون رقم 01-06قد وسعت من مدلول الموظف العمومي بما ال يترك لنا
الخيار المجوء ال لمقانون األساسي لموظيف العمومي األمر رقم 03-06و ال لغيره فمقد اشتممت المادة
عمى ثالث فئات ينصبون كميم تحت مفيوم الموظف حيث جاء فييا:
إداريا أو قضائيا أو في أحد المجالس الشعبية -1كل شخص يشغل منصبا تشريعيا أو تنفيذيا أو
األجر بصرف المحمية المنتخبة سواء كان معينا أو منتخبا دائما أو مؤقتا مدفوع األجر أو غير مدفوع
النظر عن رتبتو أو أقدميتو.
-2كل شخص آخر يتولى و لو مؤقتا وظيفة أو وكالة بأجر أو بدون أجر و يساىم بيذه الصفة في
خدمة ىيئة عمومية أو مؤسسة عمومية أو أية مؤسسة أخرى تممك الدولة كل أو بعض رأسماليا أو أية
مؤسسة أخرى تقدم خدمة عمومية,
طبق لمتشريع و التنظيم المعمول بيما .
-3كل شخص آخر معرف بأنو موظف عمومي أو من في حكمو ا
ما يمكن القول في ىذا الصدد أن قانون الوقاية من الفساد نجده وسع من مفيوم الموظف العمومي
توسيعا معتب ار يضفي عمى نطاق الحماية ضمانات جوىرية حيث ال يستبعد من دائرة المساءلة كل شخص
لو عالقة قريبة أو بعيدة بالوظيفة العمومية و ىو ما يؤخذ لو عمى أساس الغاية المرجوة,وىي حماية
الممتمكات العامة و صون نزاىة الموظف .
24من إن ىذه الصفات الثالث لمموظف العمومي نجد ليا تأسيس دستوري حيث نصت المادة
التعديل الدستوري لسنة 2016
أو يعين في عميا في الدولة ,أو ينتخب عمى أنو ( يجب عمى كل شخص يعين في وظيفة
البرلمان أو في ىيئة وطنية أو ينتخب في مجمس محمي ,التصريح بممتمكاتو في بداية وظيفتو أو عيدتو
وفي نيايتيا.
29
إن المشرع الدستوري بنصو عمى آلية التصريح بالممتمكات نجده قد أعطى بعدا ىاما ليذه اآللية ,مما يزيد
من إمكانية تفعيميا و نجاعتيا.
بالرجوع لممادة 04من القانون 01 -06نجد المشرع قد ألزم كل الموظفين العموميين بالتصريح
بممتمكاتيم ,حيث جاء النص كاآلتي ":قصد ضمان الشفافية في الحياة السياسية و الشؤون العمومية
وحماية الممتمكات العمومية ,وصون نزاىة األشخاص المكمفين بخدمة عمومية ,يمزم الموظف العمومي
بالتصريح بممتمكاتو " حيث و من خالل مضمون المادة يتب ين أن المشرع قد ألزم كل الفئات التي تم
ذكرىا سابقا و ذلك عمى قدم المساواة إال أن المادة 06من ذات القانون نجدىا قد ميزت بينيم من حيث
الجية المخول ليا تمقي التصريح
30
الوطنية لموقاية من الفساد مكافحتيكذلك فإن النشر المقصودبو ىو بالنسبة لمتصريح األولي وال وجود
لعبارة تدلعمى أن التصريح التجديدي والنيائي يخضعان لنفس اإلجراء أما بالنسبة لمتصريح الخاص
بالقضاة فال يطمع عميو سوى رئيس المحكمة العميا .
أما بالنسبة لرؤساء وأعضاء المجالس الشعبية المحمية المنتخبة فان الييئة الوطنية لموقاية من الفساد
ىي الييئة المخولة الكتشاف الجريمةحيث تخضع لمنشر في لوحة االعالنات بمقر البمدية أو الوالية خالل
شير
.
أما بالنسبة لباقي الموظفين الذين يكتتبون تصريحاتيم أما السمطة الرئاسية أو السمطة الوصية فان
ىذه السمطات تقومبإرسالتمك التصريحات لمييئة ,عمما أنيا تصريحات غير خاضعة لنشر .
أما فيما يخصاكتشاف الصورة الثانية لمجريمة وىي التصريح الكاذب لمممتمكات فال يكونإالمن
طرف من يقوم بفحص المعمومات والتحقق في مدى صحتيا و ىي الييئة الوطنية لموقاية من الفساد
ومكافحتو ألنيا المسؤولة عن ذلك سوى ما تم تقديمو أمام الرئيس األول لممحكمة العميا والتي ال ترسل
ليا,
بالتالي يستحيل اكتشاف جريمة التصريح الكاذب بالممتمكات بالنسبة ليذه الفئة ,أما باقي الفئات فان
الجية
المسؤولة بتمقي التصريحات و التحقق من مدىالتابع صحتيا ىي قسم معالجة التصريحات بالممتمكات
60/30313 03من المرسوم الرئاسي لمييئة ىو المخول لو ذلك ,وىذا طبقا لنص المادة
المؤرخ في
66/00/6660والمحدد لتشكيمة الييئة الوطنية لموقاية من الفساد و مكافحتو و تنظيميا وكيفية سيرىا
61/66/660614 06/03المؤرخ في المعدل و المتمم بموجب المرسوم الرئاس ي
,الذي جاء فيو كاآلتي "يكمف
قسم معالجة التصريحات بالممتمكات عمى الخصوص .......تمقي التصريحات بالممتمكات لألعوان
العمومين كما
ىو منصوص عميو في الفقرة66من المادة60من القانون60/60
المادة60من ذات القانون بنصيا ":يكون التصريح كما أن مسألة كيفية التصريح و التي تناولتيا
المجمس الدستوري و أعضائو ,و بالممتمكات الخاص برئيس الجميورية و أعضاء البرلمان و رئيس
رئيس الحكومة
وأعضائيا ,و رئيس مجمس المحاسبة ,ومحافظ بنك الجزائر ,والسفراء والقناصمة ,والوالة ,أمام الرئيس
31
األول لممحكمة العميا ,وينشر محتواه في الجريدة الرسمية...خالل الشيرين المواليين لتاريخ انتخاب
المعنيين أو تسمميم مياميم .
يكون التصريح بممتمكات رؤساء وأعضاء المجالس الشعبية المحمية المنتخبة أمام الييئة و يكون محل
الحالة خالل شير . نشر عن طريق التعميق في لوحة االعالنات بمقر البمدية أو الوالية حسب
يصرح القضاة بممتمكاتيم أمام الرئيس األول لممحكمة العميا .
يين عن طريق التنظيم يتم تحديد كيفيات التصري ح .بالممتمكات بالنسبة لباقي الموظفين العموم
لقد جاء نص المادة واضحا حيث ميزت بين من يتقمدون المناصب العميا من غيرىم رغم أن تحديد
مدى اعتبار المنصب من المناصب العميا و السامية في الدولة ليس باألمر اليين لوجود بعض المناصب
ورغم
الجية المخول ليا تمقي بساطة شكميا إال أنيا مناصب حساسة تستوجب مراعاة أىميتيا في تحديد
تصريحاتيا
كذلك ما يخص المنصب الغير موجود حاليا وىو منصب رئيس الحكومة و المستبدل بالوزير األول .
أنو مبدأ يخدم الشفافيةبصفة كماأن المادة ألزمت نشر تصريحات فئة معينة مقارنة بأخرى ورغم
مطمقةإالأنو يمس بمبدأ الخصوصية حيث تختمف األنظمة في التعامل مع التصريح بالممتمكات بين من
تبقي
عمى السرية وال يتم االطالع عميياإال في حالة وجود متابعة قضائية وبين من ال تكون فيو التصريح
بالممتمكات
32
جاء ىذا الديوان الوطني كتدعيم لدور الييئة الوطنية وتطبيق السياسة الوقائية عمى المستوى الوطني
والدولي أما الديوان المركزي فاليدف منو ىو البحث والتحري عن جرائم الفساد ،وحسب المواد 4،3،2من
المرسوم الرئاسي ،1426-11وبالتالي فطبيعتو تختمف عن طبيعة الييئة الوطنية لمكافحة الفساد.
يعتبر الديوان المركزي لمكافحة الفساد حسب المادة 02من المرسوم 426-11مصمحة مركزية عممياتية
لمشرطة القضائية تعمل عمى البحث والتحري حول جرائم في اطار مكافحة الفساد ،وبالتالي ىو ليس ىيئة
إدارية بل جياز يمارس صالحياتو تحت اشراف النيابة العامة ،ويتمثل عممو في البحث والتحري عن
جرائم الفساد من اجل إحالة مرتكبييا عمى القضاء الجزائي ،وغالبية ضباط الشرطة القضائية واألعوان
ينتمون لو ازرة الدفاع وو ازرة الداخمية.
ينتمي الديوان المركزي لو ازرية المالية وىذا ما يجعمو تابع لمسمطة التنفيذية وىذا يعرقل نوعا ما عممو ألنو
ال يجوز عمى االستقاللية التامة في أداء ميامو.
ال يتمتع الديوان المركزي لمكافحة الفساد عمى الشخصية المعنوية وال باالستقالل المالي وىذا ماجاء
واضحا في نص المادة 23من المرسوم 426-11السابق ذكره ،وىذا يترتب عنو انو ال يتمتع بحث
التقاضي ويجعمو تابعا لمسمطة التنفيذية وأوامرىا ،غير أنو وفي سنة 2014ومع صدور المرسوم الرئاسي
209-14المؤرخ في 23يوليو 2014السالف الذكر ،الذي عدل بعض أحكام المرسوم الرئاسي -11
23-18-11-8-3منو ،وبمقتضى ىذا المرسوم 426السالف الذكر أيضا ،وقد خص بتعديل المواد
2011يعمل الجديد يصبح الديوان المركزي لقمع الفساد تحت وصاية و ازرة العدل بعدما كان منذ عام
تحت وصاية و ازرة المالية ،وىذا ما نصت عميو المادة 03منو بقوليا “ :يوضع الديوان لدى وزير العدل
حافظ األختام ويتمتع باستقاللية العمل والتسيير ” ،أما بقية المواد فيي تعمقت بتحديد عدد ضباط وأعوان
الشرطة القضائية وموظفي الديوان ،وطبقا أيضا ألحكام ىذا القانون الجديد فإن الديوان يقوده مدير عام
يعين بموجب مرسوم رئاسي بناء عمى اقتراح وزير العدل حافظ األختام ،كما تنتيي ميامو حسب األشكال
نفسيا.
ومن ضـ ـب ــاط وأعـ ـوان الـ ـش ــرط ــة -ضـ ـب ــاط وأعـ ـوان الـ ـش ــرط ــة الـ ـقـ ـض ــائـ ـي ــة الـ ـت ــابـ ـعــة لو ازرة الدفاع
ين ذوي ك ـفــاءات أك ـيــدة
العمــوم ـ ي ـ
الـ ـقـ ـض ــائـ ـي ــة الـ ـت ــابـ ـعــة لو ازرة الداخمية والجماعات الـمحمية ومن األ ع ـوان ـ
في م ـجــال مكافحة الفساد.
1
-المرسوم الرئاسي 246-11المؤرخ في 8ديسمبر 2011الذي يحدد تشكيلة الديوان المركزي لقمع الفساد وتنظيمه وكيفية سيره ،الجريدة
الرسمية رقم .68
33
يتضح مما سبق بخصوص الديوان المركزي لقمع الفساد فعدم منح الشخصية المعنوية لو يتناقض والميمة
الموكمة لو وىي التصدي ألفعال الفساد وردعيا وىي ميمة خطيرة تتطلب قدرا من االستقاللية لمنيوض
بيا.
أيضا الديوان عممو غير مفعل في كثير من قضايا الفساد بحكم طابعو المركزي ،فيو ال يتحرك إال إذا
تعمق األمر بجرائم الفساد الكبيرة مما يجعل ميمتو مبتورة.
رغم إلحاق الديوان بجياز القضاء إال أنو لم يكتسب استقاللية عن السمطة التنفيذية ،إذ بقي وزير العدل
حافظ األختام مسيطر عمى الديوان خصوصا من ناحية الميام.
دور الديوان في مكافحة الفساد:
يقوم الديوان بدور جوىري في مكافحة الفساد ويتمثل عممو في:
-جمع األدلة والقيام بالتحقيقات في قضايا الفساد واحالة مرتكبييا لمعدالة ،كما يقوم بنفسو إخطار
النيابة العامة لتحريك الدعوى العمومية عكس الييئة الوطنية التي لم يكن ليا ىذه الصالحية،
ومنحت لو ىذه الصالحية من طرف المشرع كدعم لمكافحة جرائم الفساد.
-جمع كل المعمومات المتعمقة بالفساد ومكافحتيا.
-اقتراح كل اجراء من شأنو المحافظة عمى حسن سير التحريات التي تتوالىا السمطات المختصة.
-التعاون مع ىيئات مكافحة الفساد وتبادل المعمومات من اجل التحقيقات ،حيث ان المشرع
الجزائري منح لمديوان المركزي مكافحة الفساد بتبادل المعمومات مع الييئات الدولية المتخصصة
في ىذا المجال وخاصة مع الشرطة الجنائية الدولية (االنتربول) فيما بتعمق بالجرائم التي تم
تحويل عائداتيا لمخارج.
-تمديد اختصاص المحمي لمضبطية القضائية الى االختصاص الوطني ،كما يتم إحالة جرائم
20فقرة الفساد الى االختصاص الموسع .كما يمكنيم المجوء ألساليب التحري الخاصة (المادة
01من المرسوم الرئاسي رقم .426 -11
-يمكن لعناصر الشرطة القضائية لمديوان التدخل بمفردىم أو بالتنسيق مع مصالح الشرطة
القضائية األخرى خالل العمميات والتحقيقات (المادتين 21و 20من المرسوم الرئاسي رقم -11
426
-يتضح من اختصاص الديوان المركزي انيا اختصاصات يغمب عمييا الطابع الردعي القمعي
وىي تجمع بين الرقابة والقمع واالقتراح في بعض الحاالت.
لقد أدرج القانون رقم 01-06المتعمق بالوقاية من الفساد و مكافحت ه ضمن مادته 56أحكام مميزة
بخصوص أساليب التحري و التحقيق الجديدة لمكشف عن جرائم الفساد بصفة عامة فقد نصت المادة 56
34
عمى ما يمي"من أجل تس ھيل جمع األدلة ا لمتعمقة بالجرائم المنصوص عمييا في ھذا القانون ،يمكن
المجوء إلى التسميم المراقب أو إتباع أساليب تحر خاصة كالترصد اإللكتروني و االختراق ،عمى النحو
المناسب و بإذن من السمطة القضائية المختصة .تكون لألدلة المتوصل إلييا بيذه األساليب حجيتياوفقا
لمتشريع و التنظيم المعمول بىما "
و باستقراء مضمون ھذه المادة يتضح أن أساليب التحري الخاصة تشمل كل من (الترصد اإللكتروني و
االختراق ) ،وىي مذكورة عمى سبيل المثال ال الحصر .و من بين األساليب األخرى الخاصة ،يمكن
يخص جرائم الفساد الناتجة عن أفعال الرجوع أل حكام المادة 47من قانون اإلجراءات الجزائية ،فيما
تخريبية و إرھابية ،فال تخضع لشروط الميقات الخاصة لمتفتيش و االختصاص المكاني لضباط الشرطة
و عمیه فإن أساليب التحري الخاصة وفقا لقانون الوقاية من الفساد و القضائية و قاضي التحقيق،
مكافحتياھي :التسميم المراقب الترصد اإللكتروني ،التسرب او االختراق ،وسنتناول الترصد االلكتروني
باعتباره وسيمة حديثة وفييا نوع من انتياك الحياة الخاصة لالشخاص.
الترصد االلكتروني:
ه في المادة 56من
تعريف يعتبر الترصد اإللكتروني من ضمن أساليب التحري الخاصة ،لكن لم يتم
قانون الوقاية من الفساد ،غير أّ ن قانون اإلجراءات الجزائية المعدل والمتمم بموجب القانون رقم 22/06
أنه ذكر وسائل و رغم عدم ذكره مصطمح الترصد اإللكتروني إالّ انو ذكر وسائل متعارف عمى أن ھا من
ي المواد 65مكرر 5إلى
طبيعته و ھي اعتراض المراسالت و تسجيل األصوات و التقاط الصور و ذلك ف
65مكرر 10ق ا ج.
"تعرف اعتراض المراسال ت التي تتـم عق طريق وسائل االتصال السلكية والالسمكية والبريد االلكتروني".
ويتم اعتراض المراسالت بالتنصت ا الستماع إلى حديث خاص بشخص أو أكثر مشتب ه به خ لسة ع ن
طريق است ارق السمع م ن خالل مراقبة هذه المحادثات ،ويكون اعتراض المراسالت دون موافقة الشخص
المعني ،ويخضع لتقدير ا لويئة القضائية بعد تسخير المصلحة الخاصة باالتصاالت ،وتنفذ ىذه العممية
تحت المراقبة المباشرة لوكيل الجميورية ،وفي حالة فتح التحقيق القضائي تتم العممية تحت اشراف قاضي
التحقيق ومراقبتو.
تسجيل األصوات :أدى التطور الع لمي والتكنولوجي إلى ظ هور العديد م ن الوسائل الحديثة التي تساعد
في اظهار الحقيقة ،وم ن بين هذه الوسائل نجد أجهزة السلطات المختصة في اكتشا ف الجريمة ،وامن بين
ىذه الوسائل تسجيل األصوات التي يم كن م ن خالليا التقاط ما يدور في المكا ن المغلق م ن أحاديث دون
عمم الحاضرين ،ونص عمييا المشرع الجزائري في المواد 65مكرر5الى غاية 65مكرر 1ق ا ج.
35
التقاط الصور :يعتبر الح ق في الصورة مظ هر م ن مظا هر شخصية اإلنسان ،إذ ال يجوز التقاط صور
لشخص دون رضاه الن ذلك يعتبر من قبيل التدخل في الحياة الخاصة لألشخاص ىذا الحق الذي كفمتو
القوانين والدساتير ،ولقد نصت المادة 46م ن الدستور ع لى هذا الح ق بأنه " :ال يجوز انتىاك حرمة حياة
ه القانون
ه ويحم ا
المواطن الخاصة ،وحرمة شرف
اال أن ىذا المبدأ يقع ع ليو استثناء ،حيث أجاز المشرع ال لجوء إلى هذا اإلجراء بقصد مكافحة جرائم ـ
اإلثبات الجنائي حيث الفساد وحماية الصالح الع ام ولـم يستبعد القضاء الجنائي التقاط الصور في
األصل بحاالت ه كوسيةل لتحديد هوية المشتبه فيه ألن حجية الصورة الفوتوغرافية مرتبطة في
رخص ا
ه وهذا م ن خالل جميع مراحل البحث والتحري ،كتصوير
التلبس التي يقوم ضابط الشرطة القضائية بإثباتا
أفراد العصابة ومحل الجريمة.
وجود جريمة من جرائم الفساد المذكورة في قانون مكافحة الفساد وما الجرائم التي تم كرىا ف نص المادة
56مكرر 5ق ا ج.
-ان يقوم بيذا اإلجراء في إطار البحث والتحري والتحقيق وبغية الكشف عن المجرمين والجرائم وليس
التمصص وىي تشمل الجرائم المتمبس بيا وفي حالة التحقيق االبتدائي.
-ان تتم ىذه العممية من قبل ضباط الشرطة القضائية بعد حصوليم عمى إذن من وكيل الجميورية
وتحت رقابتو وفي فترة التحقيق القضائي يمنح اإلذن من قبل قاضي التحقيق واشرافو.
-ان يكون اإلذن مكتوبا من قبل الجية المختصة ويكون محددا حيث يحدد فيو األماكن التي يجرى فييا
ىذه اإلجراءات وكل العناصر المتعمقة بيا ،كما يحدد كذلك مدة اإلذن والتي حددىا المشرع الجزائري
حسب المادة 65مكرر 7وىي أربعة أشير قابمة لمتجديد في حالة استدعى األمر ذلك ،ويتم التجديد
بنفس الشروط الشكمية والزمنية.
عمى ضابط الشرطة القضائية المكمف بيذه العممية الترصد االلكتروني ان يذكر بالمحضر تاريخ وساعة
بداية ونياية ىذه العمميات المادة 65مكرر.8
36
لقد تم إنشاء األقطاب الجزائية وتحديد اختصاصاتيا بموجب المواد 40 ،37و 329من ق ا ج والتي
تضم معضم الجرائم ماعدا جرائم الفساد التي تم ادراجيا في سنة 2010بموجب االمر 05-10المؤرخ
في 26اوت 2010المعدل والمتمم لقانون مكافحة الفساد لسنة ،2006فأقرت المادة 24مكرر 1عمى
أن " تخضع الجرائم المنصوص عمييا في ىذا القانون الختصاص الجيات القضائية ذات االختصاص
الموسع طبقا لمقانون 01-06رغم عدم النص عمييا في المواد 37و 40و 329ق ا ج.
2010بموجب االمر 05-10الذي استحداث الديوان أقر قانون مكافحة الفساد اثناء تعديمو لسنة
2011بموجب المرسوم 426-11بميمة البحث المركزي لمكافحة الفساد والذي تم إنشاؤه في سنة
والتحري حول جرائم الفساد والذي يتولى فييا ضابط الشرطة القضائية بجمع المعمومات واألدلة
24احالة مرتكبي جرائم الفساد أمام األقطاب والقيام بالتحقيقات وأقر بالخصوص في نص المادة
الجزائية المتخصصة ،وىذه األقطاب ىي أربعة :القطب الجزائي لمحكمة سيدي امحمد بالجزائر
العاصمة ،القطب الجزائي لمحكمة قسنطينة ،القطب الجزائي لمحكمة وىران ،والقطب الجزائي لمحكمة
ورقمة.
اذا تواجد ممف الفساد عمى مستوى قضاء التحقيق لممحاكم العادية السيما اذا تعمق االمر بجنح الفساد
فانو يتم التخمي عن الممف بمقتضى أمر التخمي الذي يصدره قاضي التحقيق المحمي (المتواجد عمى
مستوى المحكمة ذات االختصاص العادي) لفائدة قاضي التحقيق لمقطب الجزائي المختص عمال بنص
المادة 40مكرر 3من ق ا ج ،ويستعمل قاضي التحقيق عمى مستوى القطب الجزائي المختص كل
أساليب التحري الخاصة لمكشف عن ىذه الجرائم.
ولعل من أبرز اآلليات التي يمكن توفيرىا عمى مستوى التحقيق القضائي ىو إمكانية تعيين اكثر من
قاضي تحقيق واحد من اجل التحقيق في القضية الواحدة وىذا مانصت عمي المادة 70من ق ا ج.
يترتب عمى التحقيق في جرائم الفساد امام األقطاب الجزائية المتخصصة عدة أثار أىميا:
امتداد االختصاص :بمجرد اتصال قاضي التحقيق بممف الفساد يمتد اختصاصو المحمي الى مجال
االختصاص المحدد لمقطب الذي يعمل بو ويترتب عمى ذلك بعض الصالحيات الخاصة
باإلجراءات القضائيةن فبالنسبة لمضبط ية القضائية منيا ما يتعمق بالضبطية القضائية ومنيا ما يتعمق
يتمقون التعميمات مباشرة من قاضي التحقيق لمقطب الجزائي المختص المادة 40مكرر 3ق ا ج.
37
مايميز جرائم الفساد التي ينظر فييا القطب المتخصص انيا جرائم خطيرة ومعقدة وجرائم مالية شديدة
2020بموجب االمر 04-20 التعقيد ،وىو المصطمح الذي جاء بو التعديل قانون اإلجراءات الجزائية
الذي نص عمى إنشاء قطب مالي واقتصادي متخصص في مكافحة الجرائم الفساد.
عمى مستوى القطب الجزائي المتخصص يجد القضاة أنفسيم في التحقيق مع نوعية خاصة من المجرمين
02من قانون مكافحة الفساد ،الذين وىم ذوو الصفة او الموظف العمومي كما اطمق عميو في المادة
استغموا مناصبيم ووظيفتيم لتحقيق مكاسب غير مشروعة.
مايميز األقطاب الجزائية المتخصصة أنيا تعمل تشكيمة فردية إي تتشكل من قاضي فرد ،وىو تماشيا مع
ماىو معمول بو في القضايا الجنحية باعتبار ان جرائم الفساد المحال عمى القطب ىي في معظميا
قضايا جنح.
يتميز القضاة المتواجدون عمى مستوى القطب بتخصصيم وتكوينيم المتخصص في الجرائم التي تضمنتيا
االتفاقية الدولية لمجريمة المنظمة عبر الوطنية.
لعل من اىم اآلليات الوطنية لمكافحة جرائم الفساد ىو استحداث المشرع الجزائري لمقطب الجزائي
االقتصادي والمالي وىو قطب وطني بموجب االمر ،04-20وىذا ضمن المواد 211مكرر ق ا ج الى
211مكرر 21من ق ا ج.
وحسب استقراء ىذه المواد يتضح انو قطب وطني متخصص في النظر في الجرائم االقتصادية والمالية،
ومقره ىو مجمس قضاء الجزائر.
وصالحيات كل من وكيل الجميورية وقاضي التحقيق ىي وطنية وليست محمية ،كما يقوم وكيل
الجميورية وقاضي التحقيق ورئيس القطب اختصاص مشترك مع االختصاص المشترك الذي نصت عميو
المواد 37و 40و 329من ق ا ج ،باإلضافة الى االختصاص في الجرائم المذكورة في المواد119 :
مكرر،و 389مكرر 389 ،1مكرر 389 ،2مكرر ، 3وكذا الجرائم التي نص عمييا القانون 01-06
األمـر رقـم 1996 22–96 المتعمق بالوقاية من الفساد ومكافحتو ،وكذا الجرائم المنصوص عمييا في
وكذا المتعمق بقمع مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس األموال من والى الخارج،
الجرائم المنصوص عمييا في المواد 11و 12و 13و 14و 15من األمر رقم 06-05المتعمق بمكافحة
التيريب“.
يتولى القطب االقتصادي والمالي النظر في الجرائم االقتصادية األكثر تعقيدا ،والجرائم األكثر تعقيدا
بمفيوم ىذا القانون ىي التي يتعدد فييا الفاعمين او الشركاء او المتضررين ،او بالنظر الى اتساع
38
الجريمة من الناحية الرقعة الجغرافية وبالنظر لممكان الذي ارتكبت فيو الجريمة إضافة الى جسامتيا
واالضرار التي ترتبت عنيا ،كما يتم النظر لمتعقيد من جانب انيا من الجرائم المنظمة والعابرة لمحدود
211مكرر 3من الوطنية ،وكذا من خالل الوسائل التقنية المستعممة في ارتكابيا وىذا ما بينتو المادة
االمر . 04-20
يمارس وكيل الجميورية اختصاصاته و عممو تحت السمطة السممية لمنائب العام لدى مجمس قضاء
الجزائر ،كما يخضع كل من قاضي التحقيق وريس القطب الجزائي االقتصادي والمالي لرئيس مجمس
قضاء الجزائر.
يرسل وكالء الجميورية لدى الجيات القضائية المختصة إقميميا وفقا ألحكام المادة 37من ىذا القانون،
فورا ،وبكل الطرق ،نسخا من التقارير اإلخبارية واجراءات التحقيق المنجزة من قبل الشرطة القضائية في
إطار إحدى الجرائم المنصوص عمييا في المادة 211مكرر 2من االمر ، 04-20إلى وكيل الجميورية
لدى القطب الجزائي االقتصادي والمالي “ ،كما يطالب وكيل الجميورية لدى القطب الجزائي االقتصادي
والمالي ،بعد أخذ رأي النـائب العام لدى مجمس قضاء الجزائر ،بممف اإلجراءات ،إذا اعتبر أن الجريمة
تدخل ضمن اختصـاصـو“.
و يمكن وكيل الجميورية لدى القطب الجزائي االقتصادي والمالي ،المطالبة بممف اإلجراءات خالل
التحريـات األولية والمتابعة والتحقيق القضائي .كما يصدر وكيل الجميورية المختص إقميميا خالل مرحمتي
التحريات األولية والمتابعة ،عند توصمو ب إ لتماسات وكيل الجميورية لدى القطب الجزائي االقتصادي
والمالي المتضم ـنــة المطــال ـبــة بممــف اإلج ـراءات ،مقر ار بالتخمي لصالح ىذا األخير.
و في حالة فتح تحقيق قضائي ،تحال إلتماسات وكيل الجميورية لدى القطب الجزائي االقتصادي والمالي
. المتضمنة المطالبة بممف اإلجراءات ،من قبل وكيل الجميورية ،عمى قاضي التحقيق المخطر بالممف
،وإذا يصدر قاضي التحقيق أم ار بالتخمي لصالح قاضي التحقيق بالقطب الجزائي االقتصادي والمالي
تزامنت المطالبة بالممف من قبل وكيل الجميورية لدى القطب الجزائي االقتصادي والمالي مع المطالبة بو
من طرف وكيل الجميورية لدى الجية القضـائية ذات االختصاصاإلقميمي الموسع ،يؤول االختصاص
وجوبا لوكيل الجميورية لدى القطب الجزائي االقتصادي والمالي.
إذا كان ممف اإلجـ ـراءات مطروح ــا عمى مستوى الجية القضائية ذات االختصاص اإلقميمي الموسع خالل
المتبعة أو الت ـح ــقيق القض ــائي ،يتم التخمي عن ممف اإلجراءات ،إذا طمبو وكيل
يو ا مرحمة التح ــريات األولة
211 الجميورية لدى القطب الجزائي االقتصادي والمالي ،وفقا لألشكال المنصوص عمييا في المادتين
مكرر 9و 211مكرر ،10إذا ت ـبــين لو ك ـيــل الجم ـيــوريــة لــدى الجيـة الـقضائـيـة ذاتّ االختصاص
39
اإلقميمي الموسع وجود عناصر جديدة من شأنيا أن تؤدي إلى اختصاص القطب الجزائي االقتصادي
والمالي ،يمكنو إخبار وكيل الجميورية لدى ىذا األخير بذلك.
يتمقى ضباط الشرطة القضائية ،بغض النظر عن مكان تواجد المـحكمة التي يتبعون لدائرة اختصاصيا،
التعميمات واإلنابات القضائية مباشرة من وكيل الجميورية وقاضي التحقيق لدى القطب الجزائي
االقتصادي والمالي.
يمارس وكيل الجميورية وقـاضي التحـق ـيـق بمحــكمة مـقر مجمس قضاء الج ـزائر اختـصــاصا مشتركا مع
ذلك النـاتج عن تطبيق المادتين 37و 40من ىذا القانون ،في جرائم اإلرىاب والتخريب المنصوص عمييا
في قانون العقوبات والجرائم المنصوص عمييا في القانون المتعمق بالوقاية من تبييض األموال وتمويل
اإلرىاب ومكافحتيما ،والسيما في مادتيو 3و 3مكرر ،وكذا في الجريمة المنظمة عبر الوطنية ذات
الوصف الجنائي والجرائم المرتبطة ب ىا ،كما .يم ارس وكيل الجميورية وقاضي التحقيق بمحكمة مقر
مجمس قضاء الجزائر صالحياتيما في كامل اإلقميم الوطني .
211مكرر 6إلى 211مكرر 15من ىذا القانون ،عند تمديد يـتــم تـطـبـيق أحـكام الم ـواد مــن
االختصاص وفقا ألحكام المادة 211مكرر ، 16كما يختص وكيل الجميورية وقاضي التحقيق بمحكمة
مقر مجمس قضاء الجزائر حصريا بالمتابعة والتحقيق في جرائم اإلرىاب المنصوص عمييا في المطات 6
و 9و 10و 12و13من المادة 87مكرر ،والفقرة 2من المادة 87مكرر 6من قانون العقوبات والجرائم
المرتبطة بيا.“.
40
فالشفافية بمعناىا الواسع تعني اإلفصاح الفعمي غيـر مشـروط ,وقـد ساعد عمى ذلك انتشار اإلعالم الدقيق
المجتمـع,وتنـامي اإليمـان العالمي بحق المواطن في المكثف,وتوفر تكنولوجيا المعمومات لجميع أفـراد
المعرفة .
يشير مفيوم الشفافية إلى حرية الوصول إلى المعمومات وما يقابميا من االلتزام باإلفصاح عن ىذه
المعمومـات ,أي إن تحقيق الشفافية يعتمد عمى توفير المعمومات وعدم حجبيا وانتقاليا الحر بدون
ي
ب ضرور ا
حواجز.وتتحقق الشـفافية عنـدما تترسخ حرية التعبير التي تفرز اإلعالم الحر ,ﹰ لمشـفافية وحسـ ﹰ
إذ أن حرية اإلعالم ليست شرطا ,ولكنيـا ضرورية كذلك لمباشر المحاسبة ,ﹰ عن أفضال ىميتيا لممارسة
اإلجراءات التي تعني الشفافية منظومة من حق المشاركة في صنع القرار.ومن الناحيـة السياسـية
تمكن الناس من مالحظة تصرفات السياسيين
تفرق في األىداف،لذلك
بيد أن أزمةّ الفساد ليست مسألة الدولة وحدىا باعتبار أن تداعياتو السمبية ال ّ
يكون تدخل المجتمع المدني ضروريا لشمول تيديدات الفساد كل شرائح المجتمع مما ينفي المسؤولية عن
الدولة وحدىا.يكتسب المجتمع المدني شرعيتو من خالل المشاركة في الحياة االجتماعية والدفاع عن
المصمحة العامة لممواطنين وتحسيسيم بالقضايا ذات األىمية الكبرى و التي في مقدمتيا دون شك مسالة
الفساد.فالمجتمع المدني يساىم بدور مكمل لدور الدولة في تحضير السياسة العامة والرقابة عمى حسن
تنفيذىا ،وىو فاعل ال غنى عنو في تجسيد المقاربة التشاركية و التنموية وفي تسيير الشأن العمومي
15منو سنة ،2016لذلك يكون مؤىال تتطمبو أسس الحكم الر اشدّ،التي أقرىا الدستور في نص المادة
بشكل طبيعي لممشاركة في صد موجة الفساد وتحسيس المجتمع بجدوى الوقاية منو وتفعيل أسس مكافحتو
المادة :213المرصد الوطني لممجتمع المدني ىيئة استشارية لدى رئيس الجميورية.
يقدم المرصد آراء وتوصيات متعمقة بانشغاالت المجتمع المدني.
يساىم المرصد في ترقية القيم الوطنية والممارسة الديمقراطية والمواطنة ويشارك مع المؤسسات األخرى في
تحقيق أىداف التنمية الوطنية.
41
يحدد رئيس الجميورية تشكيمة المرصد وميامو األخرى
المادة 04
يـ ـس ــاىـ ــم المـ ــرص ـ ــد في ت ـ ـرق ـ ـي ــة القـ ـي ــم الــوطنية والممارسة الـديمـق ارطـية والمواطنة ويشارك مع المؤسسات
األخـ ــرى في تح ـ ـقـ ـي ــق أىـ ــداف التـنمية الوطنية ،و يـ ـق ــدم آراء وت ـ ــوصـ ـ ـيــات واقـ ـ ـت ـ ارحــات ب ـشــأن وض ـع ـيــة
الم ـجـتمع المدني وانشغاالتو وآليات تعزيز دوره في الحياة العامة
–المساىمة في إرساء أسس لمتشاور بين كل فعاليات المجتمع المدني والسمطات العمومية ،قصد جعل
المجتمع المدني مساىـ ـم ــا فـ ـعــاال في ال ـت ـن ـم ـيــة الــوط ـن ـيــة المستــدامــة ،والمشارك ـ ــة في ك ـ ــل األعـ ـ ـم ـ ــال ال ـ ــتي
تـ ـ ـب ـ ــادر ب ـ ـيـ ــا ال ـ ـيـ ــيئـ ــات والمؤسسات العمومية ذات الصمة بنشاط المجتمع المدني
مفهوم مشاركة المجتمع المدني :
مشاركة المجتمع المدني في مكافحة الفساد والوقاية منو المادة كرستو المادة 15من القانون رقم -06
01التي تنص عمى :يجب تشجيع مشاركة المجتمع المدني
في الوقاية من الفساد مكافحتو بتدابير مثل :
-إعتماد الشفافية في كيفية اتخاذ القرار و تقرير مشاركة المواطنين في تسيير الشـؤون العمومية,
42
- 1المعالجة الدستورية لمكافحة الفساد في ظل التعديل الدستوري لسنة 2020حمل وناقش؟
- 2ما مدى تأثير القانون رقم 01-06المتعمق بالوقاية من الفساد ومكافحتو عمى نصوص قانون
الصفقات العمومية المرسوم الرئاسي رقم 247-15؟
- 3إلى أي حد استعان المشرع الوطني بالنصوص والمواثيق والمعاىدات الدولية المتعمقة بالوقاية
من الفساد و مكافحتة ؟
هل وفق املشرع اجلزائري بتكريص الية التصريح باملنتلكات على املشتوى القانوني وعلى
املشتوى العنلى يف الوقاية واحلد من ظاهرة الفشاد
43