MCA012019

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 76

‫‪64‬‬

‫جملة �سدا�سية ع�سكرية تاريخية عدد ‪ - 08 -‬جانفي ‪2019‬‬

‫�إحتفاال بالذكرى الرابعة و ال�ستون‬


‫لإن��دالع الث��ورة التحريري��ة‬
‫املتحــــف املركــزي للجيــش‬
‫دامئـــا يف املواعيــــــــد التاريخية‬

‫تاريخ الثورة‬ ‫من صفحات التاريخ‬


‫املعارك الكربى للواليات الثورية‬ ‫ثورة ‪ 1871‬بقيادة‬
‫الوالية التاريخية الرابعة‬ ‫الحاج محمد املقراين و الشيخ الحداد‬
‫�ﺎ�ﺰة اﳉ�ﺶ اﻟﻮﻃﲏ اﻟﺸﻌﱯ‬
‫ٔ�ﻓﻀﻞ ﲻﻞ �ﻠﻤﻲ‪ ،‬ﺛﻘﺎﰲ وٕا�ﻼﱊ‬
‫ﻟﺴ�ﻨﺔ ‪2019‬‬

‫رﻏ��ﺔ ﻣﻦ اﻟﻘ�ـﺎدة اﻟﻌﻠ�ـﺎ �ﻠ��ﺶ اﻟﻮﻃﲏ اﻟﺸﻌﱯ‬


‫ﰲ ﺗ�ﺸ�ﻴﻂ اﳊﻴﺎة اﻟﻌﻠﻤ��ﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓ��ﺔ وﺗﻔﻌ��ﻞ روح‬
‫اﻟﺘﻨﺎﻓﺲ اﻟﻌﻠﻤـﻲ واﳌﻌﺮﻓـﻲ‪ ،‬و�ﺸﺠﻴﻌ�ﺎ � ٕﻼﻃـﺎرات‬
‫�ﻠـﻰ اﻟ�ـﺤﺚ واﻻٕﺑـﺪاع اﻟﻌﻠﻤﻲ واﻟﺜﻘﺎﰲ‪.‬‬
‫ﺗﻨﻈـﻢ ﻣﺪﻳــﺮﻳﺔ اﻻٕﻳـﺼـﺎل واﻻٕﻋـﻼم واﻟﺘﻮﺟ�ـﻪ‬
‫ٔ�رﻛـﺎن اﳉ�ﺶ اﻟﻮﻃﲏ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﻄﺒﻌ�ﺔ اﻟﺜﺎﻣ�ﺔ‬
‫�ﻠﺠـﺎ�ﺰة ﻟﺴ��ﺔ ‪.2019‬‬

‫‪ -‬ا ٔ�ﻋﲈل اﳌﻘﱰ�ﺔ �ﻠﺘﻨﺎﻓﺲ ﳚﺐ ٔ�ن �ﻜﻮن �ﺪﻳﺜﺔ وﱂ �ﺴ�ﺒﻖ �ﴩﻫﺎ‪.‬‬


‫‪� -‬ﺮﺳﻞ ﻣﺸﺎرﻳﻊ ا ٔ�ﻋﲈل ﻣﺮﻓﻘﺔ ﺑــــ‪) :‬ﻃﻠﺐ اﳌﺸﺎرﻛﺔ‪ٕ ،‬اﺳ��رة ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﴯﺼﻴﺔ‪ ،‬ﺗﴫﱖ ﴍﰲ‬
‫وﻣﻠﺨﺺ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ اﳌﻨﺠﺰ �ﲆ ﻗﺮص ﻣﻀﻐﻮط( إﱃ ٔ�ﻣﺎﻧﺔ ﳉﻨﺔ �ﺎ�ﺰة اﳉ�ﺶ اﻟﻮﻃﲏ اﻟﺸﻌﱯ‪.‬‬
‫ﻣﺪ�ﺮﻳﺔ اﻻٕﻳﺼﺎل واﻻٕ�ﻼم واﻟﺘﻮﺟ�ﻪ‬
‫ٔ�رﰷن اﳉ�ﺶ اﻟﻮﻃﲏ اﻟﺸﻌﱯ ‪ -‬وزارة ا�ﻓﺎع اﻟﻮﻃﲏ‬
‫اﻟﻬﺎﺗﻒ‪/‬اﻟﻔﺎ�ﺲ‪7 37 27/021 91 23 98 :‬‬
‫اﻟﱪﻳﺪ اﻻٕﻟﻜﱰوﱐ‪dcio@mdn.dz :‬‬
‫اﻟﺸ�ﺒﻜﺔ ا�ا�ﻠﻴﺔ) ٔ�ﻧﱰا�ت(‪prix.em.mdn :‬‬
‫افتتاحية‬
‫ألفـ�ان وثمانيـ�ة عشـ�ر(‪ )2018‬ســنة أخــرى مــن اإلشــعاع التاريخــي‬
‫والثقافــي والعلمــي‪ ،‬تو ّهــج بهــا المتحــف المركــزي للجيــش حافــظ‬
‫لوحــات فنيــة رائعــة تحمــل فــي طياتهــا‬‫ٍ‬ ‫ذاكــرة األمــة الجزائريــة‪ ،‬وقــ ّدم للزائريــن‬
‫رســالة فخــر واعتــزاز بماضينــا البطولــي وتاريخنــا العســكري العريــق‪ ،‬الــذي كُتــب‬
‫بِدمــاء رجــال ضحــوا بأنفســهم فــي ســبيل الوطــن‪ .‬وإذا كانــت الشــعوب تُعــرف‬
‫بتاريخهــا وبطوالتهــا‪ ،‬فــإن ُمهمــة ِحفــظ رســالة شــهدائنا األبــرار وتضحياتهــم الجســام‬
‫ومآثرهــم وتبليغهــا لألجيــال الالحقــة هــي مــن صميــم مهــام المتحــف المركــزي‬
‫للجيــش مــن أجــل إثــراء ثقافــة تاريخيــة ت ُّرســخ ال ُهويــة الوطنيــة الجزائريــة‪.‬‬
‫األعيــاد الوطنيــة والمناســبات التاريخيــة كانــت محطــات هامــة أمــام الزائريــن‬
‫ٍ‬
‫ونشــاطات‬ ‫للتعــرف عــن قــرب علــى التاريــخ العســكري الجزائــري‪ ،‬مــن خــال برامــ ٍج‬
‫ثريــ ٍة ومتنوعــ ٍة ُعرضــت فيهــا صــور‪ ،‬وثائــق‪ ،‬كتــب‪ ،‬رســومات‪ ،‬خرائــط جيوتاريخيــة‪،‬‬
‫نقــوش‪ ،‬منحوتــات‪ ،‬ألبســة وأســلحة شــاهدة علــى بطــوالت األســاف‪ ،‬أفــام‪ ،‬أشــرطة‬
‫وثائقيــة تاريخيــة‪ ،‬محاضــرات‪ ،‬نــدوات وشــهادات حيــة آلبائنــا المجاهديــن األخيــار‪،‬‬
‫عــروض كوريغرافيــة‪ ،‬مســرحية وأناشــيد وطنيــة تنصهــر فــي بوتقــة حــب الوطــن‬
‫والنهــل مــن مــوارد التضحيــة ونُك ـران الــذات فــي ســبيل جزائــر حــر ِة شــامخ ِة عالي ـ ِة‪.‬‬
‫وقــد شــهد المتحــف إقبــاال معتب ـ ًرا للــزوار مــن ُمختلــف فئــات وش ـرائح المجتمــع‬
‫مــن تالميــذ وطلبــة مجاهديــن وأُســر‪...‬إلخ وزيــارات ُمنظمــة مــن طــرف المؤسســات‬
‫العســكرية‪ ،‬مــدارس الشــرطة‪ ،‬ريــاض األطفــال‪ ،‬و ُمختلــف المؤسســات التعليميــة‬
‫والجمعيــات والنــوادي الثقافيــة التــي حظيــت بمرافقــة المرشــدين الذيــن قدمــوا‬
‫للزائريــن كافــة المعلومــات والشــروحات التــي ســاهمت فــي إث ـراء رصيدهــم التاريخــي‪.‬‬
‫تد ّعمــت أجنحــة العــرض للمتحــف بمنجـزات فنيــة جديــدة مــن مجســمات لسلســلة‬
‫المدافــع الشــهيرة للفتــرة الحديثــة مــن تاريــخ الجزائــر‪ ،‬وتماثيل نصفيــة لبعض قــادة الثورة‬
‫التحريريــة المجيــدة وجداريــات ألبــرز المحطــات الكبــرى في التاريــخ العســكري الجزائري‬
‫وخرائــط جيوتاريخيــة‪ ،‬كمــا تعزز رصيد التـراث المتحفي بتحف أثرية وهبــات وهدايا ذات‬
‫طابــع تاريخــي تبــرع بهــا المواطنــون إلى المتحــف لتدعيم الشــواهد التاريخيــة الموجودة‪.‬‬
‫اِنقضــت ســنة ‪ 2018‬حاملــة فــي أيّامهــا نشــاطات متحفيــة مكثفــة‪ ،‬بارزة وحضور قياســي‬
‫للزائريــن ومواصلــة لمســيرة الحفــاظ علــى ذاكــرة األمــة والتعريــف بالتاريــخ العســكري‬
‫الجزائــري وتطبيقــا لتعليمــات القيــادة العليــا للجيــش الوطنــي الشــعبي التــي تُولــي لذلــك‬
‫أهميــة كُبــرى‪ ،‬ســطّر المتحــف المركــزي للجيــش برنامجــا ثريــا وضخمــا لســنة ‪،2019‬‬
‫نظــرا لتزامنهــا مــع الذكــرى الخامســة والســتين النــدالع الثــورة التحريريــة المجيــدة■‬
‫فهرس العدد الثامن‬
‫‪03‬‬ ‫افتتاحية‬
‫نشاطات املتحف‬
‫مجلة سداسية عسكرية تاريخية تصدر عن املتحف املركزي للجيش‬ ‫‪06‬‬ ‫‪ q‬الذكرى السادسة والخمسون لعيد اإلستقالل‬
‫الرئيس الراحل الشاذيل بن جديد‬
‫تحت إرشاف مديرية اإليصال واإلعالم والتوجيه‬ ‫‪ 05‬جويلية ‪...1962‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪ q‬الذكرى املزدوجة لهجومات ‪ 20‬أوت ‪ 1955‬ومؤمتر الصومام ‪.1956‬‬
‫رئيس التحرير‬ ‫‪12‬‬ ‫‪ q‬الذكرى السابعة والخمسون ملظاهرات ‪17‬أكتوبر ‪.1961‬‬
‫مدير املتحف املركزي للجيش‬ ‫‪14‬‬ ‫‪ q‬الذكرى الثامنة والخمسون ملظاهرات ‪ 11‬ديسمرب ‪.1960‬‬
‫الرئيس الراحل الشاذيل بن جديد‬ ‫الزيارات املنظمة‬
‫سكرتري التحرير‬ ‫‪16‬‬ ‫‪ q‬زيارة الوفود األجنبية‪.‬‬
‫الرائد‪ :‬سعدون عيل‬ ‫‪18‬‬ ‫‪ q‬الزيارات املنظمة‪.‬‬
‫أمانة املجلة‬ ‫‪19‬‬ ‫‪ q‬حصيلة الزوار لسنة ‪.2018‬‬
‫م م ش‪ :‬عبد الرؤوف مباريك‬
‫هيئة التحرير‬
‫تعاون‬
‫املقدم‪ :‬عشوري أحمد‬
‫‪20‬‬ ‫‪ q‬معرض خرائط الجزائر يف مجموعات املكتبة الوطنية الربتغالية‪.‬‬
‫الرائد‪ :‬طويل حسني‬ ‫‪22‬‬ ‫جديد املتحف‬
‫املالزم األول‪ :‬لغليطي محمد‬
‫م م ش‪ :‬جودي اسامعيل‬ ‫نرشية خاصة بالذكرى الرابعة والستون إلندالع الثورة التحريرية‬
‫م م ش‪ :‬ذهبي شفيقة‬
‫م م ش‪ :‬فضيل رشيف سعاد‬
‫من صفحات التاريخ‬
‫م م ش‪ :‬يس فضيل مريم‬ ‫‪ q‬اإلسـراتيجية العســكرية لعبــد املؤمــن بــن عــي ودورهــا يف إرســاء ‪24‬‬
‫م م ش‪ :‬بوشان فطيمة‬ ‫قواعــد الدولــة املوحديــة (الجــزء األول)‪.‬‬
‫م م ش‪ :‬بن تريعة حسن‬
‫‪30‬‬ ‫‪ q‬مواصفات القيادة لدى شخصية األمري عبد القادر‪.‬‬
‫تصوير‬ ‫‪36‬‬ ‫‪ q‬ثورة ‪1871‬بقيادة الحاج محمد املقراين والشيخ الحداد‪.‬‬
‫املساعد األول‪ :‬لعواسة محمد‬ ‫تاريخ الثورة‬
‫الرقيب األول‪ :‬فرحايت عمر‬
‫الرقيب املتعاقد‪ :‬سياري رياض‬ ‫‪42‬‬ ‫‪ q‬املعارك الكربى للواليات الثورية الوالية التاريخية الرابعة‪.‬‬
‫اللوحات الفنية والصور‬
‫‪48‬‬ ‫‪ q‬الصحة و دور املرأة إبان الثورة التحريرية ‪. 1962 - 1954‬‬
‫املجموعات الفنية للمتحف املركزي للجيش‬
‫حفظ املجموعات املتحفية‬
‫الرئيس الراحل الشاذيل بن جديد‬ ‫‪52‬‬ ‫صيانة وترميم الجلود باملتاحف‪.‬‬ ‫‪q‬‬

‫التصميم الغرافييك‬
‫املركز الوطني للمنشورات العسكرية‬
‫الطباعة‬
‫مؤسسة الطباعة الشعبية للجيش‪/‬العاشور‬
‫العنوان‬
‫رياض الفتح (املدنية) الجزائر العاصمة‬
‫الهاتف‪021671547 :‬‬
‫الفاكس‪021683915 :‬‬
‫"‪...‬إننــا نــدرك جيــدا يف الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ســليل جيــش التحريــر‬
‫الوطنــي‪ ،‬ونســعى جاهديــن‪ ،‬بحــول اللــه تعــاىل وقوتــه‪ ،‬إىل ترســيخ معــاين‬
‫ثــورة نوفمــر وقيمهــا النبيلــة يف ذاكــرة األجيــال املخلصــة الصاعــدة‪،‬‬
‫ومتكينهــا مــن أن تتفهــم رســالة نوفمــر وأن تــدرك أبعادهــا وقداســتها‬
‫باعتبارهــا ملحمــة مــن أعظــم املالحــم وأرفعهــا شــأنا وأزكاهــا ذكــرا‬
‫وأقربهــا إىل قلــوب الجزائريــن‪ ،‬فهــي مدعــاة للتمجيــد يحــق لجيشــنا‬
‫اليــوم وكل يــوم‪ ،‬االفتخــار بامتــداد جــذوره إىل صانــع هــذه امللحمــة‪،‬‬
‫جيــش التحريــر الوطنــي‪ ،‬وســتبقى جــذوة هــذا االفتخــار ســاطعة‬
‫ومتألقــة‪ ،‬ســطوع الــدور الريــادي املــوكل لجيشــنا الوطنــي الشــعبي‪.‬‬
‫فعــى هــدى هــذا الوهــج الثــوري الســاطع‪ ،‬شــقت ثــورة أول نوفمــر‬
‫املظفــرة بــكل مــا تحملــه مــن قيــم إنســانية راقيــة ونبيلــة‪ ،‬بــإرصار شــديد‬
‫طريقهــا نحــو النــر املبــن‪ ،‬وأذاقــت االســتعامر الفرنــي االســتيطاين‬
‫بــكل مــا ميثلــه مــن همجيــة وســلوك غــر إنســاين‪ ،‬مــرارة خرسانــه املبــن‪،‬‬
‫وأجربتــه عــى االنســحاب‪ ،‬دون رجعــة‪ ،‬صاغــرا وهــو يجــر أذيــال الخيبــة‬
‫والهزميــة‪ ،‬وقــد اســتطاعت ثــورة أول نوفمــر ‪ 1954‬أن تحجــز لنفســها‬
‫مــن خــال هــذا االنجــاز العظيــم والتاريخــي حيزهــا املســتحق عــى‬
‫صفحــات ســجل التاريــخ الوطنــي واإلقليمــي بــل واإلنســاين‪ ،‬وكان ذلــك‬
‫أبــرز الــدالالت عــى ســمو قيمهــا ونبــل أحداثهــا وقداســة أبعادهــا"‪.‬‬
‫"ففــي هــذا الســياق بالــذات‪ ،‬تواصــل القيــادة العليــا للجيــش الوطنــي‬
‫الشــعبي‪ ،‬ســليل جيــش التحريــر الوطنــي‪ ،‬العمــل جاهــدة مبثابــرة‬
‫شــديدة‪ ،‬يف ظــل مــا تحظــى بــه قواتنــا املســلحة مــن رعايــة مــن لــدن‬
‫فخامــة الســيد رئيــس الجمهوريــة‪ ،‬القائــد األعــى للقــوات املســلحة‪،‬‬
‫وزيــر الدفــاع الوطنــي‪ ،‬عــى الســهر الدائــم عــى ترقيــة حــس الوعــي‬
‫التاريخــي لــدى األفــراد العســكريني وعــى جعلــه مبثابــة النهــج القويــم‪،‬‬
‫بــل‪ ،‬والحتمــي‪ ،‬الــذي بــه‪ ،‬وبــه فقــط‪ ،‬يــدرك الجميــع أن الدولــة الجزائريــة‬
‫املســتقلة بكافــة أركانهــا ومؤسســاتها الدســتورية‪ ،‬التــي أنجبتهــا ثــورة‬
‫كلمة السيد الفريق أحمد ڤايد صالح‬
‫أول نوفمــر وأعــادت بناءهــا وإرســاء قواعدهــا مــن جديــد‪ ،‬تبقــى دومــا‬
‫نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان‬ ‫يف حاجــة ماســة إىل أبنائهــا األوفيــاء واملخلصــن يف كل ربــوع الوطــن‬
‫اجليش الوطني الشعبي‬
‫ويف طليعتهــم أبنــاء الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ســليل جيــش التحريــر‬
‫في ندوة تاريخية "أول نوفمبر في التاريخ العسكري‪..‬‬
‫تثمني التجربة"بالنادي الوطني للجيش‪-‬‬ ‫الوطنــي‪ ،‬مــن أجــل رص الصفــوف والعمــل املتضافــر واملتكاتــف‬
‫يوم ‪ 31‬أكتوبر ‪. 2018‬‬
‫واملثابــر‪ ،‬عــى ترســيخ بنيانهــا أكــر فأكــر وحفــظ أمانتهــا الغاليــة" ■‬
‫‪56‬‬
‫نشاطات املتحف‬

‫لعيد االستقالل‬ ‫الذكرى السادسة واخلمسون‬


‫‪ 05‬جويلية ‪1962‬‬
‫"‪...‬ثمــرة كفــاح وتضحيــات شعــب"‬
‫✦ تغطية النشاطات بوشان فطيمة‬

‫"اليــوم تمــر ســتة وخمســين ســنة علــى بــزوغ شــمس الحريــة واالنعتــاق مــن براثــن االســتعمار‪،‬‬
‫ففــي مثــل هــذا اليــوم اســتعادت الجزائــر اســتقاللها بعــد أن دفــع ثمنــه المالييــن مــن الشــهداء‬
‫األبــرار والمجاهديــن األخيــار ببطــوالت وتضحيــات فرضوهــا بحــد الســيف ونــار البــارود"‪.‬‬
‫بهــذه الكلمــات افتتــح الســ ّيد العقيــد مديــر المتحــف المركــزي للجيــش فعاليــات االحتفــال بعيــد االســتقالل‬
‫يــوم ‪ 04‬جويليــة ‪ 2018‬تحــت شــعار "االســتقالل ‪ ...‬ثمــــرة كفــــاح وتضحيــــات شعــــب"‪ ،‬وذلــك بحضــور الس ـ ّيد‬
‫األميــن العــام لــوزارة البريــد واالتصــال الســلكي والالســلكي والتكنولوجيــات والرقمنــة واألســرة المجاهــدة وضبــاط‬
‫وطلبــة المعهــد الوطنــي للبريــد وتكنولوجيــات اإلعــام واالتصــال بالكاليتــوس‪ ،‬وتالميــذ المدرســة االبتدائيــة‬
‫زروق المدنــي ومتوســطة بلعربــي الجديــدة مــن واليــة المســيلة‪ ،‬والمجتمــع المدنــي ومختلــف وســائل اإلعــام‪.‬‬

‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪2019‬‬ ‫‪6‬‬


‫تابــع الحضــور فيلــم وثائقــي تحــت‬
‫عنــوان "الثــورة التحريريــة اســراتيجية‬
‫النــر" مــن إعــداد املؤسســة العســكرية‬
‫املركزيــة للســمعي البــري‪ .‬تطــرق‬
‫هــذا األخــر إىل االنتصــارات العديــدة‬
‫واملتتاليــة لجيــش التحريــر الوطنــي‬
‫ضــد قــوات العــدو إبــان الثــورة‬
‫التحريريــة واملكاســب املحققــة عــى‬
‫الصعيديــن الداخــي والخارجــي‪،‬‬
‫واملكللــة يف األخــر بأعظــم إنجــاز‬
‫تاريخــي أال وهــو اســتقالل الجزائــر‪.‬‬
‫ببهــو املتحــف أرشف الســيّد العقيــد‬ ‫ح ّملهــم مســؤولية الــذود عــن الجزائــر‬ ‫فســح املجــال بعــد ذلــك أمــام األســتاذ‬
‫مديــر املتحــف عــى افتتــاح معــرض‬ ‫املســتقلة التــي كان مثــن اســرجاعها‬ ‫مدينــي بشــر واملجاهــد عيــى لبــاي‬
‫الصــور املنظــم باملناســبة تحــت عنــوان‬ ‫باهظــا‪ ،‬ففــي ‪ 05‬جويليــة ‪ 1962‬حســب‬ ‫ومــدان معمــر لتقديــم املداخلــة‪.‬‬
‫"‪ 05‬جويليــة ‪ ...1962‬موعــد تاريخــي مع‬ ‫املتدخــل "رجعنــا مــن الجهــاد األصغــر‬ ‫تنــاول األســتاذ مدينــي بشــر يف‬
‫الحريــة" (مــن‪ 04‬إىل ‪ 14‬جويليــة ‪.)2018‬‬ ‫تحريــر الوطــن إىل الجهــاد األكــر‬ ‫مداخلتــه بعنــوان "مفهــوم الدولــة‬
‫توقــف املعــرض عنــد أبــرز املحطــات‬ ‫بنــاء الوطــن"‪ ،‬لذلــك أضــاف املجاهــد‬ ‫واالســتقالل لــدى الوفــد املفــاوض"‪،‬‬
‫التاريخيــة لكفــاح الشــعب الجزائــري‬ ‫البــد مــن التســلح بالعلــم واالطــاع‬ ‫اســتامتة الشــعب الجزائــري أثنــاء‬
‫ضــد املســتدمر الفرنــي الــذي نهــب‬ ‫عــى "بطــوالت أجدادنــا وســرهم‬ ‫مواجهتــه لالحتــال الفرنــي يف الدفــاع‬
‫خ ـرات البــاد وانتهــج سياســة التجهيــل‬ ‫وأعاملهــم حتــى يكونــوا قــدوة لنــا‬ ‫عــن هويتــه ومقوماتــه الوطنيــة بنــاء‬
‫والتقتيــل واإلبــادة‪ ،‬منهــا الصــور املروعــة‬ ‫ويكونــوا النــراس الــذي نســر عليــه"‪.‬‬ ‫عــى مصطلــح الدولــة الجزائريــة‪ ،‬يف‬
‫ملجــازر ‪ 08‬مــاي ‪ 1945‬التــي مهــدت‬ ‫يف نفــس الســياق تطرق املجاهــد الفدايئ‬ ‫الفــرة الحديثــة ومــن خــال الحركــة‬
‫الطريــق لتفجــر الثــورة التحريريــة‪،‬‬ ‫مــدان معمــر مــن مدينــة البليــدة إىل‬ ‫الوطنيــة والفكريــة يف العهــد املعــارص‪.‬‬
‫واالنتصــارات املحققــة مــن طــرف‬ ‫معانــاة الشــعب الجزائــري أثنــاء الحقبــة‬ ‫ثــم تطــرق إىل املكاســب الكبــرة التــي‬
‫جيــش التحريــر الوطنــي الــذي أجــر‬ ‫االســتعامرية والتمييــز العنــري الــذي‬ ‫حققتهــا الثــورة التحريريــة بفضــل قــوة‬
‫العــدو الجلــوس إىل طاولــة املفاوضــات‬ ‫تعــرض لــه املجاهــد يف صغــره رفقــة‬ ‫جيــش وجبهــة التحريــر الوطنــي ســواء‬
‫وانتــزاع الســ ّيادة الوطنيــة‪ .‬أيضــا‬ ‫أقرانــه يف املدرســة عــى يــد أســاتذة‬ ‫يف امليــدان أو عــى املســتوى الدبلومــايس‬
‫مجموعــة مــن الكتــب تناولــت كفــاح‬ ‫فرنســيني‪ ،‬وعــى نعمــة الحريــة التــي‬ ‫والســيايس مــا أجــر حكومــة ديغــول‬
‫الشــعب الجزائــري بــن ‪.1962 - 1930‬‬ ‫مكنــت الجزائــري مــن فــرض شــخصيته‬ ‫بعــد سلســلة مــن اللقــاءات واملفاوضــات‬
‫كــا أرشف الســيد املديــر عــى افتتــاح‬ ‫وهويتــه داخــل وخــارج الوطــن‪.‬‬ ‫مــع الوفــد الجزائــري قبــول الــروط‬
‫ورشــة الرســم لألطفــال ومعــرض الكتاب‪.‬‬ ‫عــى هامــش النــدوة التاريخيــة قــدم‬ ‫املتعلقــة بتأســيس الدولــة الجزائريــة‬
‫شــارك يف هــذا األخــر دور النــر‬ ‫مديــر املتحــف املركــزي للجيــش شــهادة‬ ‫والتوقيــع عــى اتفاقيــات إيفيــان‪.‬‬
‫«‪ »la Renaissance‬وســعد دحلــب‪.‬‬ ‫عرفــان ملجموعــة مــن املجاهديــن وأرس‬ ‫املجاهــد عيــى لبــاي‪ ،‬التحــق بصفــوف‬
‫جــل الكتــب املعروضــة موجهــة لألطفــال‬ ‫الشــهداء الذيــن ســاهموا يف إثــراء‬ ‫جيــش التحريــر ســنة ‪ 1956‬بالواليــة‬
‫ومتنوعــة بــن سلســلة مــن أبطــال‬ ‫املتحــف‪ ،‬مبعروضــات تاريخيــة ســتبقى‬ ‫الرابعــة برتبــة مــازم أول‪ .‬ركــز املتدخــل‬
‫بــادي لشــهداء الثــورة التحريريــة‬ ‫شــاهدة عــى بطولــة شــعب كــر‬ ‫يف حديثــه عــى فئــة الشــباب بصفتهــم‬
‫وأعــام الجزائــر إبــان الفــرة العثامنيــة‬ ‫أغــال العبوديــة وفــدى الجزائــر بدمــه‪.‬‬ ‫خليفــة الشــهداء واملجاهديــن حيــث‬

‫‪7‬‬ ‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪2019‬‬


‫نشاطات املتحف‬

‫لجيــل اليــوم‪ .‬أيضــا أضفــت فرقــة‬


‫الحــرس الجمهــوري بفضــل األلحــان‬
‫املوســيقية الجميلــة إليقــاع الفُركلــور‬
‫واالحتــال الفرنــي‪ ،‬وقصــص تربويــة املتعاقبــة امللحمــة البطوليــة للشــعب الوطنــي األصيــل وتناغــم الحــركات‪ ،‬جــوا‬
‫هادفـ�ة‪ ،‬وكتـ�ب للطّـ�ور التحضـيري‪ .‬الجزائــري وتتغنــى بفرحــة االســتقالل‪ ،‬مــن الغبطــة واالن ـراح وســط الحضــور‬
‫يف اليــوم التــايل مــن الخامــس (‪ )05‬منهــا العــرض الكوريغـرايف الــذي توقــف بــن أحضــان هــذا الــرح التاريخــي‪.‬‬
‫جويليــة‪ ،‬بحضــور معــايل الســي ّدة‬
‫وزيــرة الربيــد واملواصــات الســلكية‬
‫والالســلكية والتكنولوجيــات والرقمنــة‬
‫والس ـ ّيد اللــواء مديــر االيصــال واالعــام‬
‫والتوجيــه وطلبــة املعهــد الوطنــي‬
‫لالتصــاالت الســلكية والالســلكية وفــوج‬
‫مــن ســعاة الربيــد‪ ،‬والجمهــور العريــض‪،‬‬
‫شــهد املتحــف عروضــا تــروي لألجيــال‬

‫يف هــذه األجــواء االحتفاليــة‬ ‫عنــد املحطــات الكــرى لثــورة أول‬


‫البهيجــة بعيــد االســتقالل بــن‬ ‫نوفمــر بجنــاح جيــش التحريــر الوطنــي‪،‬‬
‫(‪ 04‬و‪ 08‬جويليــة ‪)2018‬‬ ‫حيــث ســلم املجاهــدون يف ختــام‬
‫اســتمتع الجمهــور الغفــر بسلســلة‬ ‫العــرض الرايــة الوطنيــة أمانــة الشــهداء‬
‫العــروض املرسحيــة املقدمــة حــول‬
‫بطولــة الشــعب الجزائــري الــذي‬
‫ضــح بالنفــس والغــايل مــن أجــل‬
‫تحريــر الوطــن‪ ،‬وتجــاوب مــع‬
‫األبيــات الشــعرية واألناشــيد الوطنيــة‬
‫ألوركســرا "الرحــاب" و"حركــة املــرح‬
‫بالقليعــة" وجمعيــة "كافــل اليتيــم"‪،‬‬
‫وشــاهد األفــام التاريخيــة‪ ،‬ووزعــت‬
‫عليــه مجموعــة مــن الهدايــا الرمزيــة‬
‫واملطويــات عــن ذكــرى عيــد اإلســتقالل‪.‬‬

‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪2019‬‬ ‫‪8‬‬


‫‪9‬‬ ‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪2019‬‬
‫نشاطات املتحف‬

‫اليوم الوطني للمجاهد‬


‫هجومات الشمال القسنطيني ‪ 20‬أوت ‪1955‬‬
‫ومؤمتر الصومام ‪ 20‬أوت ‪1956‬‬

‫تحــت شــعار "الحــدث الــذي غيّــر مجــرى الثــورة ‪ ...‬والتأكيــد علــى اســتمرارية وشــمولية الكفــاح"‬
‫أحيــا المتحــف المركــزي للجيــش بيــن ‪ 18‬و‪ 26‬أوت ‪ ،2018‬الذكــرى المزدوجــة لهجومــات الشــمال‬
‫القســنطيني ‪ 20‬أوت ‪ 1955‬وانعقــاد مؤتمــر الصومــام فــي ‪ 20‬أوت ‪ ،1956‬وســط إقبــال واســع للجمهــور‬
‫يتقدمهــم المجاهــدون واألســاتذة والجمعيــات الوطنيــة والمجتمــع المدنــي وإطــارات المتحــف‬
‫المركــزي للجيــش والمركــز الوطنــي للبحــث والدراســات فــي التاريــخ العســكري الجزائــري وإعالمييــن‪.‬‬

‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪2019‬‬ ‫‪10‬‬


‫يف مســتهل النــدوة التاريخيــة ألقــى‬
‫الســيد العقيــد مديــر املتحــف املركــزي‬
‫للجيــش كلمــة افتتاحيــة رحــب مــن‬
‫خاللهــا بالضيــوف الذيــن قدمــوا مــن‬
‫عــدة واليــات للمشــاركة يف إحيــاء ذكــرى‬
‫اليــوم الوطنــي للمجاهــد املصــادف لـ ‪20‬‬
‫أوت مــن كل ســنة‪ ،‬حيــث أكــد أن هــذا‬
‫اليــوم ارتبــط مبحطتــن بارزتني يف مســرة‬
‫ثورتنــا املجيــدة فبينــا جــاء هجــوم‬
‫الشــال القســنطيني لتأكيد االســتمرارية‬
‫وشــمولية الثــورة التحريريــة‪ ،‬فــإن انعقاد‬
‫مؤمتــر الصومــام اتُخــذت فيــه عــدة‬
‫املتحــف عــى إفتــاح معــرض الصــور‬ ‫عــى منطقــة األوراس‪ .‬أمــا فيــا يخــص‬ ‫ق ـرارات توضــح مســار الثــورة املباركــة‪.‬‬
‫التاريخــي املنظــم باملناســبة‪ .‬اطلــع‬ ‫‪ 20‬أوت ‪ 1956‬تاريــخ انعقــاد مؤمتــر‬ ‫مثلــا عودنــا املتحــف املركــزي للجيــش‬
‫الجمهــور بــن ‪ 26 - 18‬أوت ‪ 2018‬مــن‬ ‫الصومــام‪ ،‬أوضــح األســتاذ أن اختيــار‬ ‫يف مختلــف املناســبات الوطنيــة بــث‬
‫خــال الخرائــط واللوحــات الزيتيــة‬ ‫ذلــك اليــوم جــاء "تكرميــا لـــ ‪ 20‬أوت‬ ‫عــى الحضــور فيلــم وثائقــي مــن تقديــم‬
‫املعروضــة‪ ،‬عــى املعــارك البطوليــة‬ ‫‪ ،"1955‬ليتنــاول بعــد ذلــك أهــم قـرارات‬ ‫املؤسســة العســكرية املركزيــة للســمعي‬
‫للمنطقــة الثانيــة والهجومــات التــي‬ ‫املؤمتــر الــذي "أعطــى للثــورة زخــم‬ ‫البــري‪ ،‬حــول "هجومــات ‪ 20‬أوت‬
‫قادهــا زيغــوت يوســف يف ‪ 20‬أوت‬ ‫عظيــم ودفعــة قويــة نحــو املســتقبل"‪.‬‬ ‫‪ 1955‬عمليــات العــزم واإلرصار ومؤمتــر‬
‫‪ 1955‬ورد االحتــال الفرنــي الــرس‬ ‫أبــرز املجاهــد كشــود محمــد الــذي كان‬ ‫الصومــام ‪ 20‬أوت ‪ .1956‬التقييــم‬
‫الــذي ســارع إىل االنتقــام جـراء الخســائر‬ ‫يف صفــوف جيــش التحريــر الوطنــي‬ ‫وإعــادة التنظيــم"‪ .‬تابــع املدعــوون بعــد‬
‫الفادحــة يف صفوفــه مــن املدنيــن‬ ‫بالواليــة الثانيــة الصعوبــات التــي‬ ‫العــرض مداخلتــان األوىل مــن تقديــم‬
‫عــى غــرار مجــزرة امللعــب البلــدي‬ ‫واجهتهــا الثــورة خاصــة يف املنطقــة‬ ‫األســتاذ عــال بيتــور والثانيــة للمجاهــد‬
‫بســكيكدة‪ ،‬أيضــا لوحــة زيتيــة لزيغــوت‬ ‫األوىل التــي تحملــت عبــأ بدايــة‬ ‫ومعــايل الوزيــر الســابق كشــود محمــد‪.‬‬
‫يوســف الــذي استشــهد يف معركــة‬ ‫االنطالقــة والحصــار الــذي فــرض عليهــا‬ ‫اســتعرض األســتاذ عــال بيتــور أســتاذ‬
‫قريــة الخربــة يف ‪ 23‬ســبتمرب ‪.1956‬‬ ‫مــن طــرف الجيــش الفرنــي‪ ،‬األمــر‬ ‫مــادة التاريــخ بجامعــة الجزائــر‪ ،2‬يف‬
‫أمــا عــن مؤمتــر الصومــام فقــد ُعرضــت‬ ‫الــذي دفــع بشــيهاين البشــر إىل توجيــه‬ ‫املداخلــة تحــت عنــوان " ‪ 20‬أوت ‪1955‬‬
‫مجموعــة مــن الصــور للمشــاركني فيــه‬ ‫رســالة مؤثــرة إىل زيغــوت يوســف‬ ‫و ‪ 1956‬محطتــان أساســيتان يف تاريــخ‬
‫إضافــة إىل القــرارات املتخــذة‪ ،‬منهــا‬ ‫طالبــا منــه املســاعدة ألن "الثــورة تــكاد‬ ‫الثــورة التحريريــة "الظــروف الصعبــة‬
‫خريطــة تــرز إعــادة تقســيم الــراب‬ ‫تختنــق" حســب شــهادة املجاهــد‪ ،‬ثــم‬ ‫التــي كانــت متــر بهــا الثــورة التحريريــة‬
‫الوطنــي إىل ســت واليــات‪ .‬كذلــك‬ ‫تطــرق إىل حنكــة الشــهيد زيغــوت يف‬ ‫بعــد اندالعهــا‪ ،‬وقــرار زيغــوت يوســف‬
‫كتــب ومجــات تناولــت الحــدث‪.‬‬ ‫التخطيــط والتنظيــم وتســيري العمليــات‬ ‫شــ ّن هجومــات الشــال القســنطيني‬
‫يف الختــام باإلضافــة إىل بــث األناشــيد‬ ‫الهجوميــة واألهــداف املجســدة وصداهــا‬ ‫مــع وضــع خطــة محكمــة اســتهدفت‬
‫الوطنيــة‪ ،‬وزَّع املتحــف عــى‬ ‫بالداخــل والخــارج‪ ،‬ليعــود املجاهــد‬ ‫تســع وثالثــن موقعــا للعــدو يف‬
‫الحضــور مطويــات حــول هجومــات‬ ‫ويؤكــد أن معظــم املؤرخــن واملحللــن‬ ‫منتصــف النهــار ملــدة ثالثــة أيــام‬
‫الشــال القســنطيني ومؤمتــر‬ ‫السياســيني والعســكريني يجمعــون‬ ‫مبشــاركة الشــعب‪ ،‬ثــم تطــرق إىل‬
‫الصومــام ‪ 02‬أوت ‪.1956 / 1955‬‬ ‫أن يــوم ‪ 20‬أوت ‪ 1955‬كان منعرجــا‬ ‫وقائــع الهجومــات والنتائــج املحققــة‬
‫حاســا يف تاريــخ الثــورة الجزائريــة‪.‬‬ ‫منهــا التأكيــد عــى شــمولية الثــورة‬
‫أرشف عقــب ذلــك الســيد العقيــد مديــر‬ ‫والتفــاف الشــعب حولهــا وفــك الحصــار‬
‫‪11‬‬ ‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪2019‬‬
‫‪57‬‬
‫نشاطات املتحف‬

‫ملظاهرات ‪ 17‬أكتوبر ‪1961‬‬ ‫الذكرى السابعة واخلمسون‬

‫تلبية نداء‪...‬تضحية فداء‬

‫تحــت شــعار "تلبيــة نــداء‪ ...‬تضحيــة فــداء"‪ ،‬أحيــا المتحــف المركــزي للجيــش الذكــرى الســابعة والخمســون‬
‫لليــوم الوطنــي للهجــرة مــن ‪ 17‬إلــى ‪ 21‬أكتوبــر ‪ ،2018‬بتســطير برنامــج متنــوع بيــن نــدوة تاريخيــة‬
‫ومعــرض الصــور وتوزيــع المطويــات حــول الذكــرى علــى الجمهــور الواســع وســط تغطيــة إعالميــة‪.‬‬
‫فرنســا التــي تعــود بدايتهــا إىل القــرن‬ ‫العــدو يف التســر عــى وقائــع األحــداث‪.‬‬ ‫تابــع الحضــور مــن املجاهديــن وطلبة‬
‫التاســع عــر ودور املهاجريــن العــال‬ ‫أول متدخــل يف النــدوة التاريخيــة‬ ‫املدرســة العليــا لتقنيــات الطــران ‪-‬‬
‫يف تشــغيل اآللــة االقتصاديــة الفرنســية‪،‬‬ ‫الدكتــور محمــد رشيــف ســيدي‬ ‫الشــهيد مــوىس رحــايل – واملدرســة‬
‫بعدهــا تنــاول األســباب املبــارشة التــي‬ ‫مــوىس أســتاذ التاريــخ وعميــد كليــة‬ ‫العليــا لالســتعالم واألمــن وضبــاط‬
‫أدت بفيدراليــة جبهــة التحريــر إىل‬ ‫العلــوم اإلنســانية واالجتامعيــة جامعــة‬ ‫ومســتخدمي املتحــف واملجتمــع املــدين‬
‫التحضــر لتنظيــم مظاهــرات ســلمية‪،‬‬ ‫البليــدة‪ .2‬مهــد الدكتــور يف مداخلتــه‬ ‫رشيــط وثائقــي تحــت عنــوان "‪17‬‬
‫عــى رأســها القــرارات التعســفية‬ ‫"املهاجــرون الجزائريــون يف فرنســا‬ ‫أكتوبــر ‪ ... 1961‬يــوم تاريخــي مفقــود"‪.‬‬
‫والعنرصيــة تجــاه الجزائريــن منهــا‬ ‫ودورهــم أثنــاء الحركــة الوطنيــة‬ ‫تنــاول الرشيــط الجرائــم الفظيعــة‬
‫فــرض حــر التجــول‪ ،‬لينتقــل إىل‬ ‫والثــورة التحريريــة"‪ ،‬بتقديــم نبــذة‬ ‫املقرتفــة مــن طــرف رشطــة فرنســا ضــد‬
‫وصــف ســر املظاهــرات التــي شــارك‬ ‫حــول أســباب الهجــرة الجزائريــة نحــو‬ ‫وفضــح مامرســات‬
‫َ‬ ‫متظاهريــن عــزل‬
‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪2019‬‬ ‫‪12‬‬
‫بعدهــا يف مفاوضــات مــع الوفــد‬ ‫فيهــا "أكــر مــن ‪ 30‬ألــف متظاهــر‬
‫الجزائــري"‪ ،‬ليتوقــف إثرهــا عنــد‬ ‫بالشــوارع الرئيســية ملدينــة باريــس‬
‫عــدة نقــاط‪ :‬تاريــخ الحركــة الوطنيــة‬ ‫ورد الســلطات الفرنســية العنيــف‬
‫باملهجــر وقــرار جبهــة التحريــر‬ ‫الــذي أســفر عــن ‪ 300‬شــهيد و‪400‬‬
‫الوطنــي ســنة ‪ 1957‬بنقــل الكفــاح إىل‬ ‫مفقــود وآالف الجرحــى وترحيــل ‪1500‬‬
‫ديــار العــدو بقلــب فرنســا‪ ،‬أســباب‬ ‫شــخص إىل الجزائــر‪ .‬أكــد املتدخــل‬
‫وتنظيــم وســر املظاهــرات ونتائجهــا‪.‬‬ ‫أن هــذه املظاهــرات التــي جــاءت يف‬
‫معــرض الصــور املنظــم باملناســبة عــى‬ ‫مرحلــة حاســمة مــن تاريــخ الثــورة‬
‫مســتوى بهــو املتحــف أتــاح الفرصــة‬ ‫أعطــت نفســا جديــدا لجبهــة وجيــش‬
‫للجمهــور خاصــة تالميــذ املــدارس‬ ‫التحريــر الوطنــي وأرغمــت الســلطات‬
‫بــن ‪ 17‬و‪ 21‬أكتوبــر ‪ ،2018‬االطــاع‬ ‫الفرنســية التفــاوض مــع الحكومــة‬
‫عــى أخــر محطــة مــن كفــاح الشــعب‬ ‫املؤقتــة الجزائريــة وفقــا للــروط‬
‫الجزائــري‪ .‬تنــاول املعــرض نبــذة‬ ‫املوضوعــة مــن طــرف هــذه األخــرة‬
‫تاريخيــة وخريطتــان لتقســيم فيدراليــة‬ ‫والتوقيــع عــى اتفاقيــات ايفيــان‪.‬‬
‫ولوحــة زيتيــة إللقــاء املتظاهريــن‬ ‫جبهــة التحريــر الوطنــي‪ ،‬ومخطــط‬ ‫أدىل املجاهــد محمــد غفــر املدعــو‬
‫بنهــر الســن املخضــب بدمــاء الشــهداء‪.‬‬ ‫لهيــاكل املنظمــة ســنة ‪ 1959‬وتوزيــع‬ ‫"مــوح كليــي" بشــهادة حيــة بصفتــه‬
‫ليلتحــق الحضــور عــى عقــب ذلــك‬ ‫املســؤوليات داخــل اللجنــة الفيدراليــة‬ ‫أحــد منظمــي ومؤطــري ومنشــطي‬
‫بجنــاح الثــورة التحريريــة ملشــاهدة‬ ‫ســنة ‪ ،1961‬كذلــك مخطــط املظاهـرات‬ ‫مظاهــرات ‪ 17‬أكتوبــر‪ .1961‬شــدد‬
‫اللوحــة األخــرة عــى شــكل مجســم‬ ‫وصــور بعــض املســؤولني وأخــرى لعملية‬ ‫املجاهــد يف بدايــة الحديــث عــى‬
‫تــرك الحضــور يعايشــون فظاعــة جرائــم‬ ‫قمــع املتظاهريــن والجرحــى والقتــى‬ ‫أن ذلــك اليــوم كان أخــر "معركــة‬
‫العــدو وتضحيــات الشــعب الجزائــري‪.‬‬ ‫واعتقــال النســاء وصــور املفقوديــن‬ ‫حتمــت عــى دوغــول الدخــول أســبوع‬
‫‪13‬‬ ‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪2019‬‬
‫‪58‬‬
‫نشاطات املتحف‬

‫ملظاهرات ‪ 11‬ديسمبر ‪1960‬‬ ‫الذكرى الثامنة واخلمسون‬

‫إصرار الشعب اجلزائري على مواصلة الكفاح‬

‫نظــم المتحــف المركــزي للجيــش بيــن ‪ 10‬و‪ 15‬ديســمبر ‪ 2018‬بمناســبة الذكــرى الثامنــة والخمســين‬
‫لمظاهــرات ‪ 11‬ديســمبر ‪ 1960‬وتحــت شــعار " مظاهــرات ‪ 11‬ديســمبر ‪ ...1960‬إصــرار الشــعب الجزائــري‬
‫علــى مواصلــة الكفــاح" برنامجــا متنوعــا ضــم العديــد مــن األنشــطة المخلــدة للحدث‪،‬بحضــور الســيد العقيــد‬
‫مديــر المتحــف المركــزي للجيــش و ضبــاط وإطــارات مــن المســتخدمين المدنييــن الشــبيهين ومتربصــي‬
‫اإلتقــان فــي االســتعالم واألمــن العســكري وطلبــة األكاديميــة العســكرية لشرشــال ومجاهديــن ودكاتــرة‬
‫وأســاتذة جامعييــن وتالميــذ وطلبــة مــن مختلــف األطــوار وزوار المتحــف مــن المجتمــع المدنــي وإعالمييــن‪.‬‬

‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪2019‬‬ ‫‪14‬‬


‫الجزائريــة يف املحافــل الدوليــة"‪.‬‬ ‫ديســمرب ‪ 1960‬إذ اســتهلها الدكتــور‬ ‫إســ ُتهل الربنامــج بعــرض فيلــم‬
‫إنتقــل بعدهــا الجمــع إىل بهــو‬ ‫مبقولــة ألحــد الضبــاط الفرنســيني‬ ‫وثائقــي تحــت عنــوان "نوفمــر‪..‬‬
‫املتحــف حيــث قــام الســيد العقيــد‬ ‫وصــف فيهــا االنتفاضــة بقولــه‬ ‫الطريــق إىل النــر"‪ ،‬مــن إعــداد‬
‫مديــر املتحــف بإفتتــاح معــرض‬ ‫"لقــد حانــت ســاعة الحقيقــة وأن‬ ‫املؤسســة العســكرية لإلنتــاج الســمعي‬
‫الصــور املنظــم بهــذه املناســبة‪ .‬ضــ ّم‬ ‫الدملــة قــد فقعــت بعــد أن نضجــت‬ ‫البــري تنــاول هــذا األخــر أبــرز‬
‫هــذا األخــر علــم وطنــي رفــع خــال‬ ‫طيلــة ســت ســنوات‪ ،‬وأن الثــورة‬ ‫املحطــات الكــرى للثــورة التحريريــة‬
‫مظاهــرات ‪ 11‬ديســمرب‪ ،‬فســتان‬ ‫الجزائريــة شــعلة تذيــب الجليــد"‪.‬‬ ‫املباركــة ومــا شــهدته مــن أحــداث مــن‬
‫بألــوان وطنيــة إرتدتــه جميلــة‬ ‫كــا تطــرق األســتاذ إىل األســاليب‬ ‫أجــل االســتقالل‪ ،‬تلهــا فســح املجــال‬
‫بوشــافة‪ ،‬لوحتــان زيتيتــان للطفلــن‬ ‫التــي اتخذتهــا اإلدارة الفرنســية‬ ‫ملداخلتــن ركــز كل مــن الدكتــور‬
‫الشــهيدين مغــراوي فريــد وصليحــة‬ ‫و عــى رأســها الجــرال ديغــول‬ ‫حســن عبــد الســتار و املجاهــد بــورويب‬
‫واتيــي‪ ،‬لوحــة زيتيــة وأخــرى بيانيــة‬ ‫للقضــاء عــى الثــورة و الحفــاظ عــى‬ ‫عبــد القــادر يف مداخلتهــا عــى إب ـراز‬
‫ومخطــط بيــاين وصــورة كبــرة الحجــم‬ ‫الجزائــر فرنســية‪ ،‬إذ تنوعــت هــذه‬
‫مــدى إلتفــاف الشــعب الجزائــري‬
‫لإلنتفاضــة الوطنيــة الكــرى يف ‪11‬‬ ‫األســاليب بــن السياســية اإلغرائيــة‬
‫ديســمرب ‪ ،1960‬أخــرا مجموعــة مــن‬ ‫"كمــروع قسنطينة"والعســكرية‬ ‫بــكل رشائحــه حــول قيادتــه الثوريــة‬
‫الكتــب ذات صلــة بالحــدث‪ .‬شــهدت‬ ‫القمعيــة" كمــروع شــال"‪.‬‬ ‫متحديــا الســلطات االســتعامرية‬
‫هــذه األنشــطة املخلــدة للذكــرى‬ ‫أمــا املداخلــة الثانيــة فكانــت عبــارة ن‬ ‫وعــى رأســهم الجــرال ديغــول‪.‬‬
‫تغطيــة إعالميــة مــن طــرف املؤسســة‬ ‫شــهادة حيــة للمجاهــد بــورويب عبــد‬ ‫تناولــت املداخلــة األوىل التــي‬
‫العســكرية املركزيــة لإلنتــاج الســمعي‬ ‫القــادر متيــزت بالتلقائيــة و عفويــة‬ ‫ألقاهــا الدكتــور حســن عبــد الســتار‬
‫البــري واملركــز الوطنــي للمنشــورات‬ ‫يف رسد األحــداث والظــروف التــي‬ ‫والتــي جــاءت تحــت عنــوان " قــراءة‬
‫اإلعالميــة وكــذا قنــاة الــروق وجريدة‬ ‫ســبقت املظاه ـرات وأبــرز مــا حققتــه‬ ‫يف انتفاضــة ‪ 11‬ديســمرب ‪"1960‬‬
‫املســاء ووكالــة األنبــاء الجزائريــة‪.‬‬ ‫هــذه املظاهــرات" تدويــل القضيــة‬ ‫وصــف دقيــق لواقــع انتفاضــة ‪11‬‬
‫‪15‬‬ ‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪2019‬‬
‫زيارة الوفود األجنبية‬
‫‪ 10‬أكتوبر ‪2018‬‬ ‫يوم ‪ 02‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫› وفد بلغاري‬ ‫› وفد موريتاني‬


‫يــوم‬ ‫للجيــش‬ ‫المركــزي‬ ‫المتحــف‬ ‫زار‬
‫األميــرال‬ ‫‪،2018‬‬ ‫أكتوبــر‬ ‫‪10‬‬ ‫األربعــاء‬
‫«‪ »Mednikarov Boyan Kirilov‬قائــد األكاديميــة البحريــة‬
‫العســكرية ببلغاريــا‪.‬‬
‫توقــف الوفــد عنــد أبــرز محطــات التاريــخ العســكري الجزائــري‬
‫الحافــل بالبطــوالت‪ ،‬حيــث أبــدى اهتمامــا كبيـرا بالفتــرة الحديثة‬
‫وبقــوة األســطول الجزائــري المهيمــن علــى غــرب البحــر األبيــض‬
‫المتوســط قرابــة ثالثــة قــرون‪ ،‬كمــا عبــر عن مــدى تأثره بشــجاعة‬
‫الشــعب الجزائــري فــي الدفــاع عــن وطنــه ‪.‬‬

‫قــدم إلــى المتحــف المركــزي للجيــش يــوم الثالثــاء ‪02‬‬


‫أكتوبــر‪ 2018‬الســيد الفريــق «ســلطان ولــد محمــد ســعد»‬
‫رئيــس أركان الــدرك الوطنــي الموريتانــي‪.‬‬
‫زار الوفــد كافــة أجنحــة قاعــات العــرض متلقيــا شــروحات‬
‫وافيــة حــول التاريــخ العســكري الجزائــري بــدءا بعصــر مــا قبل‬
‫التاريــخ وصــوال إلــى الفتــرة المعاصــرة‪ .‬كمــا توقــف الوفــد‬
‫عنــد جنــاح الجيــش الوطنــي الشــعبي ليتعــرف علــى مختلــف‬
‫تشــكيالت وحــدات الــدرك الوطنــي‪.‬‬

‫‪ 15‬أكتوبر ‪2018‬‬
‫› وفد صيني‬
‫حــل بالمتحــف المركــزي للجيــش يــوم ‪ 15‬أكتوبــر ‪2018‬‬
‫نائــب األميـرال « كاو جيــان كــي» المحافــظ السياســي للكلية‬
‫الدوليــة لدراســات الدفــاع لــدى جامعــة الدفــاع الوطنــي‬
‫للصيــن‪ .‬جــاب الوفــد قاعــات العــرض حيــث قدمــت لــه‬
‫شــروحات مســتفيضة حــول التاريــخ العســكري الجزائــري‬
‫المجســد لمآثــر األمجــاد عبــر مختلــف العصــور‪ ،‬منهــا خــال‬
‫الثــورة التحريريــة التــي التــف حولهــا كل الشــعب الجزائــري‬
‫وحقــق المعجــزة بانتصــاره علــى أحد أكبــر قــوى دول العالم‪.‬‬

‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪2019‬‬ ‫‪16‬‬


‫‪ 11‬نوفمبر ‪2018‬‬ ‫‪ 23‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫› وفد جمهورية جنوب إفريقيا‬ ‫› وفد وزراء الثقافة للدول اإلفريقية‬


‫قــدم إلــى المتحــف المركــزي للجيــش يــوم األحــد ‪11‬‬
‫نوفمبــر‪ ،2018‬رئيــس هيئــة قدمــاء المحاربيــن لجمهوريــة‬
‫جنــوب إفريقيا مستشــار وزيــر الدفــاع الســيد ‪Snuki Zikalala‬‬
‫علــى رأس وفــد هــام‪ ،‬يرافقهــــم الســيد ربيقــة مـراد المفتــش‬
‫العــام لــوزارة المجاهديــن‪.‬‬
‫بعــد االســتقبال طــاف الوفــد بمختلــف قاعــات العــرض واســتمع‬
‫للشــروحات الوافيــة حــول تاريــخ الجزائــر مــن عصــر مــا قبــل‬
‫التاريــخ وصــوال إلــى الفتــرة المعاصــرة‪ .‬أبــدى الوفــد اهتمامــا‬ ‫زار المتحــف المركــزي للجيــش يــوم الثالثــاء ‪ 23‬أكتوبــر ‪،2018‬‬
‫كبيـرا بتاريــخ الجزائــر وثورتهــا المجيــدة وأيضــا اعتـزازه بزيــارة‬ ‫وفــد وزراء الثقافــة اإلفريقيــة المكــون مــن معالــي وزيــر الثقافة‬
‫المتحــف المركــزي للجيــش‪.‬‬ ‫لدولــة أنغــوال الســيد «‪ »joaocontantin‬ومعالــي وزيــر الثقافة‬
‫فــي الختــام وفــي القاعــة الشــرفية تلقى أعضــاء الوفــد مجموعة‬ ‫لدولــة مــاوي الســيدة « ‪ »Grace Chumiasikutiko‬ومعالــي‬
‫مــن الهدايــا الرمزية‪.‬‬ ‫وزير الثقافة لدولة ســيراليون الســيد «‪»Robinson Winniam‬‬
‫ومعالــي وزيــر الثقافــة لدولــة ليبيريــا الســيد «‪Zeogar‬‬
‫‪ »Wilson‬ومعالــي وزيــر الشــباب بالصح ـراء الغربيــة الســيد‬
‫«أحمد لحبيب»‪.‬‬
‫بعــد االســتقبال طــاف الســادة الــوزراء بمختلــف أجنحــة العرض‬
‫حيــث تلقــوا شــروحات مســتوفية حــول تاريــخ الجزائــر بــدءا‬
‫بعصــر مــا قبــل التاريــخ وصــوال إلــى الفتــرة المعاصــرة‪ ،‬واطلــع‬
‫الوفــد بجنــاح الثــورة التحريريــة علــى دعــم الــدول اإلفريقيــة‬
‫للثــورة المباركــة خاصــة مــن خــال طــرق نقــل الســاح‪.‬‬

‫‪ 23‬نوفمبر ‪2018‬‬
‫› وفد نيجيري‬
‫اســتقبل المتحــف المركــزي للجيــش يــوم الجمعــة ‪ 23‬نوفمبــر‬
‫‪ 2018‬معالــي وزيــر التجهيــز لجمهوريــة النيجــر الســيد"كادي‬
‫أبــدو الي " علــى رأس وفــد مكــون مــن خمســة أفــراد (‪،)05‬‬
‫بعــد االســتقبال طــاف الوفــد بمختلــف أجنحــة العــرض وتلقــى‬
‫شــروحات وافيــة حــول تاريــخ الجزائــر وقــد توقــف الوفــد مطوال‬
‫عنــد المقاومــات الشــعبية والثــورة التحريريــة تأثرو كثيرا ببســالة‬
‫الشــعب الجزائــري فــي مواجهتــه لالســتعمار الفرنســي مؤكديــن‬
‫علــى ضــرورة اضطــاع كل الشــعوب العربيــة علــى هــذا التاريــخ‬
‫العظيم‪.‬‬

‫‪17‬‬ ‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪2019‬‬


‫الزيارات املنظمة‬

‫زيارات املدارس وهياكل التكوين العسكري‬

‫فــي إطــار الزيــارات اإلعالميــة المبرمجــة لفائــدة المــدارس العســكرية واألمنيــة للناحيــة العســكرية األولــى علــى‬
‫اختالفهــا اســتقبل المتحــف المركــزي للجيــش خــال ســنة ‪ 52 2018‬زيــارة تمثــل مختلــف هيــاكل التكويــن‬
‫العســكري‪.‬‬
‫✦ تغطية املالزم االول ‪ :‬لغليطي محمد‬

‫بلــغ عــدد طلبــة مــدارس وهيــاكل التكويــن العســكرية الوافــدة‬


‫للمتحــف خــال هــذه الفتــرة أكثــر مــن ‪ 3171‬طالــب وعلــى‬
‫ســبيل الذكــر يســجل طلبــة األكاديميــة العســكرية بشرشــال‬
‫بمختلف تخصصاتها سـواء طلبة الليســانس أو التكويــن القاعدي‬
‫المشــترك حضورهــم للمتحــف مــن أجــل زيــادة معارفهــم‬
‫بخصــوص التاريــخ العســكري للجزائــر‪ ،‬على غـرار طلبة المدرســة‬
‫العليــا للدفــاع الجــوي عن اإلقليم ن ع ‪ ، 1/‬و طلبة المدرســة العليا‬
‫للــدرك الوطنــي إضافــة إلــى طلبة مدرســة أشــبال األمــة و الضباط‬
‫المتربصــون " دروس القيــادة واألركان"‪.‬‬
‫برنامج ثري إلطارات المستقبل‬

‫كمؤسســة عســكرية ذات طابــع ثقافــي ‪ ،‬ليتابــع بعدهــا‬


‫الطلبــة رفقــة الضبــاط المرافقيــن فيلمــا وثائقيــا بعنــوان "‬
‫الدولــة الجزائــري عبــر التاريــخ ‪...‬أمجــاد منــذ األزل " والــذي‬
‫يعــرف بالتاريــخ العســكري للجزائــر عبــر مختلــف الحقــب‬
‫التاريخيــة بــدأ بعصــر مــا قبــل التاريــخ مــرورا بمختلــف‬
‫المحطــات التاريخيــة و وصــوال الــى جنــاح الجيــش الوطنــي‬
‫الشــعبي ‪ ،‬بعدهــا يتوجــه الطلبــة إلــى قاعــات العــرض رفقــة‬ ‫يســهر إطــارات المتحــف المركــزي للجيــش "الرئيــس الراحــل‬
‫المرشــدين الذيــن يقومــون بتقديــم شــروحات وافيــة إلطارات‬ ‫الشــاذلي بــن جديــد" علــى إعــداد برنامــج ثــري لمختلــف‬
‫الغــد والتــي مــن شــأنها إثــراء وتعميــق معارفهــم حــول‬ ‫طلبــة المؤسســات العســكرية واألمنيــة التــي تــزور المتحــف‬
‫مايحتويــه المتحــف مــن معروضــات تخلــد تاريــخ الجزائــر‪،‬‬ ‫بعــد اســتقبال الطلبــة يتــم توجيههــم نحــو قاعــة الســينما‬
‫لتختتــم زيارتهــم بتقديــم صــور وأشــرطة عــن أبطــال ومعــارك‬ ‫أيــن يتــم الترحيــب بهــم فــي المتحــف المركــزي للجيــش و‬
‫تمجــد هــؤالء األبطــال‪.‬‬ ‫تقديــم عــرض وجيــز عــن الــدور الــذي يقــوم بــه المتحــف‬
‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪2019‬‬ ‫‪18‬‬
‫حصيلة‬
‫الزوار سنة ‪2018‬‬
‫زار المتحف المركزي للجيش خالل سنة ‪353864 ،2018‬‬
‫زائر من مختلف الفئات بمعدل ‪ 969‬فردا في اليوم و‬
‫بمجموع ‪1384‬زيارة منظمة منها ‪ 131‬وفدا رسميا و ‪52‬‬
‫مؤسسة عسكرية وأمنية أما العدد األكبر للوافدين فقد‬
‫سجل في صفوف المدارس التربوية بقطاعيها الخاص‬
‫والعام إضافة إلى المنظمات والجمعيات الكشفية والمقدرة‬
‫ب ‪1203‬زيارة في حين بلغ عدد الزوار ذروته خالل‬
‫شهر مارس والمتزامن مع العطلة المدرسية ‪27375‬‬
‫زائرا إضافة إلى شهر جويلية الذي شهد احتفاالت‬
‫الذكرى ‪ 56‬لالسترجاع السيادة الوطنية والتي‬
‫أحياها المتحف هذه السنة بنشاطات‬
‫غاية في األهمية‪ ،‬من خالل تنظيم‬
‫معارض للصور التاريخية‬
‫وللكتاب التاريخي إضافة‬
‫إلى مجموعة من‬
‫العروض الكوريغرافية‬
‫التي تناولت المحطات‬
‫الكبرى للثورة‬
‫المجيدة والتي‬
‫استقطبت ‪28816‬‬
‫زائرا كما سجل‬
‫في شهر نوفمبر‬
‫لهذه السنة قدوم‬
‫‪ 158692‬زائر‪.‬‬
‫تعاون‬
‫معرض خرائط اجلزائر‬
‫في مجموعات املكتبة الوطنية البرتغالية‬

‫فــي إطــار التعــاون الجزائــري البرتغالــي نظــم المتحــف المركــزي للجيــش بيــن ‪ 18‬و‪ 30‬ســبتمبر ‪،2018‬‬
‫معــرض "خرائــط الجزائــر فــي مجموعــات المكتبــة الوطنيــة البرتغاليــة"‪ ،‬بالتنســيق مــع المحافــظ‬
‫البرتغالــي الســيدة "إزابيــل ريبيــرو" "‪ "Isabel Ribiero‬والمعهــد الوطنــي للخرائــط والكشــف عــن بعــد‪.‬‬
‫✦ تغطية بوشان فطيمة‬

‫‪ "nandes‬مديــر مركــز البحــث التاريخــي بجامعــة لشــبونة‬ ‫بحضــور الســيد العميــد رئيــس قســم االســتعالم‬
‫يف املداخلــة "تاريــخ الجزائــر مــن خــال الخرائــط املوجــودة‬ ‫والتحضــر ألركان قيــادة القــوات البحريــة وضبــاط‬
‫عــى مســتوى املكتبــة الوطنيــة الربتغاليــة"‪ ،‬عرضــا حــول‬ ‫واملديــر العــام لألرشــيف الوطنــي وعمــداء الكليــات‬
‫خرائــط البحــر األبيــض املتوســط التــي تناولــت املغــرب‬ ‫الجامعيــة ومــدراء ودكاتــرة وأســاتذة ااملعاهــد التاريخيــة‬
‫األوســط خــال الفــرة اإلســامية والحديثــة‪ ،‬ثــم تطــور‬ ‫واإلطــارات‪ ،‬ألقــى الســيد العقيــد مديــر املتحــف املركــزي‬
‫وضــع واســتغالل الخرائــط التــي كان يرســمها البحــارة إىل‬ ‫للجيــش كلمــة افتتاحيــة توجــه مــن خاللهــا بالشــكر‬
‫الســلطة السياســية والعســكرية لإلمرباطوريــات األوروبيــة‬ ‫إىل كل مــن ســاهم يف إنجــاز هــذا املعــرض الــذي كان‬
‫الكــرى يف إطــار التســابق نحــو املســتعمرات‪ ،‬مستشــهدا يف‬ ‫مثــرة جهــد وبحــث إلبــراز تاريــخ الجزائــر عــر الخرائــط‪.‬‬
‫ذلــك بفرنســا التــي وجهــت أنضارهــا نحــو الجزائــر‪ .‬إضافــة‬ ‫بدورهــا آبَــت الســيدة "إزابيــل ريبــرو" إال أن‬
‫إىل تقديــم قــراءة يف خرائــط املعــرض املمتــدة بــن الفــرة‬ ‫تتقــدم بكلمــة شــكر وعرفــان ألولئــك الذيــن فتحــوا‬
‫القدميــة والقــرن العرشيــن‪.‬‬ ‫لهــا األبــواب أثنــاء القيــام بالدراســة والبحــث‬
‫أبــرز األســتاذ عبــددو محمــد مــن خــال التعريــف املقــدم‬ ‫إلنجــاح هــذا املعــرض ســواء يف الربتغــال أو الجزائــر‪.‬‬
‫حــول تاريــخ تأســيس وتطــور ومهــام املعهــد الوطنــي‬ ‫تنـ�اول السـ�يد "إرمنجيلـ�دو فرنانـ�دو"" "�‪Hermenegildo Fer‬‬
‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪2019‬‬ ‫‪20‬‬
‫للخرائــط والكشــف عــن بعــد األهميــة‬
‫الكــرى التــي أولتهــا الســلطات لهــذا‬
‫املعهــد الــذي أصبــح مــع مطلــع‬
‫الثامنينــات حســب املتدخــل ينتــج‬
‫خرائــط جزائريــة محضــة وفقــا‬
‫لتطلعاتنــا وثقافتنــا بعدمــا كان‬
‫يعتمــد عــى الخرائــط املوضوعــة مــن‬
‫طــرف الغــرب‪ ،‬حيــث تســخر الدولــة‬
‫الجزائريــة كل اإلمكانيــات البرشيــة‬
‫واملاديــة والتكنولوجيــة الحديثــة‬
‫لتطويــر هــذا العلــم اإلســراتيجي‬
‫والحســاس‪ .‬يف األخــر اســتعرض‬
‫األســتاذ عبــدو مجموعــة مــن الخرائــط‬
‫بعــض املــدن الجزائريــة مــن العهــد‬ ‫خمــس وثالثــن (‪ )35‬خريطــة جلهــا‬ ‫التاريخيــة للمــدن الســاحلية املحفوظــة‬
‫املعــارص‪ ،‬كذلــك تــم تخصيــص نقطــة‬ ‫تعــود إىل القــرن ‪19‬م‪ .‬إضافــة إىل‬ ‫عــى مســتوى أرشــيف املعهــد‪.‬‬
‫بيــع خرائــط ســياحية عــن الجزائــر‪.‬‬ ‫معــرض املعهــد الوطنــي للخرائــط‬ ‫ببهــو املتحــف افتتــح معــرض "خرائــط‬
‫عــى هامــش املعــرض قــدم‬ ‫والكشــف عــن بعــد الــذي تنــاول‬ ‫الجزائــر يف مجموعــات املكتبــة‬
‫للجيــش‬ ‫املركــزي‬ ‫املتحــف‬ ‫نبــذة عــن تطــور ومهــام املعهــد‬ ‫الوطنيــة الربتغاليــة"‪ .‬ضــ ّم املعــرض‬
‫هدايــا رمزيــة للوفــد الربتغــايل‪.‬‬ ‫منــذ تأسيســه ســنة ‪ ،1967‬وخرائــط‬
‫انطباعات‬
‫األستاذ" عبدو‬ ‫السيد " إرمنجيلدو‬
‫محمد"‪ ،‬من المعهد‬ ‫المحافظ‬
‫فرناندو"‬
‫الوطني للخرائط‬ ‫"‪Hermenegildo‬‬ ‫البرتغالي السيدة‬
‫والكشف عن بعد‬ ‫‪ ،"Fernandes‬مدير‬ ‫"إزابيل ريبيرو"‬
‫مركز البحث التاريخي‬ ‫"‪"Isabel Ribiero‬‬
‫"إن المعهــد الوطنــي‬ ‫بجامعة لشبونة‬
‫للخرائــط يولي أهمية كبــرى للخرائط‬
‫التاريخيــة فهــو يحــوي أرشــيفا خاصــا‬ ‫"يُعــد هــذا المعــرض فرصــة فريــدة‬ ‫"شــرف لنــا أن نُســتقبل فــي هــذه‬
‫بهــا‪ .‬نحــن بالمعهــد نســعى بالتعاون‬ ‫لتوطيــد التعــاون بيــن الباحثيــن‬ ‫المؤسســة الكبيــرة حافظــة ذاكــرة‬
‫مــع المؤسســات الوطنيــة منهــا‬ ‫الجزائرييــن والبرتغالييــن خاصــة‬ ‫وهويــة وت ـراث الجزائــر وشــعبها‪.‬‬
‫العســكرية والمدنيــة والدوليــة مــن‬ ‫فــي مجــال التاريــخ‪ .‬أعتقــد أ َّن‬ ‫إ ّن أواصــر المعرفــة والتعــاون بيــن‬
‫أجــل اســترجاع هــذا التـراث الجزائري‬ ‫علينــا االنطالقــة مــن هــذا المعــرض‬ ‫البرتغــال والجزائــر تتوطــد عبــر‬
‫الــذي نُهــب جله مــن طــرف االحتالل‬ ‫لتســطير برنامــج يهــدف إلــى‬ ‫األزمنــة وتضــرب بجذورهــا ماضيــا‬
‫الفرنســي‪ .‬مــن واجبنــا اســترداد هــذه‬ ‫توســيع دائــرة التَ َعـ ُرف علــى الوثائــق‬ ‫وحاض ـرا لتمتــد نحــو المســتقبل‪،‬‬
‫الخرائــط ألنهــا جــزء مــن ذاكــرة‬ ‫البرتغاليــة الموجــودة باألرشــيف‬ ‫لتشــمل كل المجــاالت الثقافيــة‬
‫األمــة ووســيلة عمــل يعتمــد عليهــا‬ ‫الجزائــري‪ ،‬وأيضــا اإلطــاع علــى‬ ‫والعلميــة‪".‬‬
‫المؤرخــون فــي الدراســات واألبحــاث‬ ‫الوثائــق والخرائــط الخاصــة بالجزائــر‬
‫حــول تاريــخ الجزائــر عبــر العصــور "‬ ‫علــى مســتوى األرشــيف البرتغالــي ‪".‬‬
‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪21 2019‬‬
‫جديد املتحف‬

‫جداريــة ألحداث ‪ 08‬ماي ‪1945‬‬

‫أثــري المتحــف المركــزي‬


‫للجيــش الرئيــس الراحــل‬
‫جداريــة لمعركة خنق النطاح ‪1832‬‬ ‫الشــاذلي بــن جديــد فــي‬
‫السداســي الثانــي مــن‬
‫ســنة ‪ 2018‬بمعروضــات‬
‫جديــدة ضمــت مجموعــة‬
‫مــن الجداريــات وتمثــال‬
‫نصفــي لشــخصيتين بارزتيــن‬
‫المجاهــد الرئيــس الراحــل‬
‫الشــاذلي بــن جديــد‬
‫والمجاهــد الراحــل حســين‬
‫أيــت أحمــد‪ ،‬باإلضافــة‬
‫إلــى مجســم مدفــع التســع‬
‫فوهات مــن الفتــرة الحديثة‪.‬‬ ‫المجاهد الرئيس الراحل‬
‫الشاذلي بن جديد‬
‫جدارية لفرسان نوميديا‬
‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪2019‬‬ ‫‪22‬‬
‫مدفع التسع فوهات‬
‫(القرن ‪)17 – 16‬‬
‫مدفــع جزائــري ذو تســع فوهــات‪ُ ،‬صنــع‬
‫بالجزائــر فــي القــرن الســادس عشــر (‪)16‬‬
‫مــن مــادة البرونــز عــن طريــق الســبك‪:‬‬
‫طولــه ‪ 1,77‬متــر‪ ،‬عيار الفوهــة المركزية ‪13‬‬
‫ســم‪ ،‬الفوهــات الثمانــي الباقيــة‪ 7,5 :‬ســم‪.‬‬
‫يتكــون مدفــع التســع فوهــات مــن‬
‫فوهــة مركزيــة محاطــة بثمانــي فوهــات‬
‫صغيــرة‪ ،‬ومــزود بأربــع حلقــات لتثبيــت‬
‫المدفــع بالحبــال‪ ،‬نُ ِقــش عليــه جــزء مــن‬
‫اســم الســباك‪ .‬قنــاة فتحــة إشــعال الفتيــل‬
‫مشــتركة بيــن الفوهــة المركزيــة والعلويــة‪،‬‬
‫أمــا القنــوات التــي تخــرج مــن الفتحــة‬
‫المركزيــة فهــي التــي تتحكــم فــي حجـرات‬
‫البــارود الســبع الباقيــة‪ .‬يُعــدّ مدفــع التســع‬ ‫المجاهد الراحل‬
‫فوهــات مــن مجموعــة المدافــع الشــهيرة‬ ‫حسين أيت أحمد‬
‫التــي وجدهــا المحتــل الفرنســي فــي‬
‫مينــاء الجزائــر ســنة ‪ 1830‬والتــي أخذهــا‬ ‫تعــززت المجموعــات المتحفيــة‬
‫معــه إلــى فرنســا كغنيمــة حــرب لتعــرض‬ ‫بمجســم "مدفــع التســع فوهــات"‪،‬‬
‫بقاعــات المتاحــف الفرنســية‪ ،‬إذ أنهــا‬ ‫ســاح جزائــري ُيعــدّ مــن أجمــل‬
‫تعتبــر مــن أجمــل وأروع القطــع المدفعيــة‬
‫فــي العالــم وهــي جــزء مــن المجموعــة‬ ‫وأروع القطــع المدفعيــة فــي‬
‫المتحفيــة التــي يحتــوي عليهــا المتحــف‬ ‫العالــم‪ ،‬يعــود إلــى القرنيــن ‪ 16‬و‪.17‬‬
‫العســكري "فنــدق المعطوبيــن" بباريــس‪.‬‬
‫يعــرف عنــه أنــه مــن المدافــع الخفيفــة‪،‬‬
‫يطلــق قذائــف صغيــرة مــن الحجــر‪،‬‬
‫وهــو مــن أحســن المدافــع المســتعملة‬
‫فــي الســفن الجزائريــة خــال القرنيــن‬
‫‪ 16‬و‪ ،17‬نظــرا لحجــم الكــرات التــي‬
‫يرميهــا والخســائر التــي يحدثهــا‪ ،‬كمــا‬
‫كان يســتعمل فــي هــدم القــاع واألســوار‬
‫وفــي الدفــاع عــن الموانــئ‪ .‬مــن‬
‫خصائصــه أنــه يحتــاج إلــى أقــل قــدر مــن‬
‫البــارود مقارنــة مــع المدافــع األخــرى‪.‬‬
‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪23 2019‬‬
‫توافد الزوار باآلالف لحضور التظاهرة المقامة في أروقة المتحف المركزي للجيش‬

‫جميع فئات الشعب تشارك في‬


‫هذا العرس الوطني‬

‫‪3‬‬
‫‪$‬‬

‫ﺷﻬﺩﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺗﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻣﻣﺗﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻳﺔ ‪ 03‬ﻧﻭﻓﻣﺑﺭ ‪ 2018‬ﺑﺭﻧﺎﻣﺟﺎ ﻣﻛﺛﻔﺎ ﻭﺛﺭﻳﺎ ﺑﺎﻟﻧﺷﺎﻁﺕﺎ‬
‫ﻭﺍﻟﻛﺎﻥ ﻣﻥ ﻲﺗ ﺑﻳﻧﻬﺎ‪ :‬ﺍﻟﻧﺩﻭﺓ ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺧﻳﺔ‪ ،‬ﻣﻌﺭﺽ ﺍﻟﻛﺗﺎﺏ‪ ،‬ﻭﺭﺷﺔ ﺍﻟﺭﺳﻡ ﻭﺟﻠﺳﺎﺕ ﺍﻟﻣﺟﺎﻫﺩﻥ ﻣﻊﻳ‬
‫ﺎﻷﻁﻔﺎﻝ "ﺃﻗﻌﺩ ﻧﺣﻛﻳﻠﻙ ﻳﺎﻭﻝﻱﺩﻱ‪ ...‬ﻧﻭﻓﻣﺑﺭ ﺛﻭﺭﺓ ﺍﻷﻣﺟﺎﺩ" ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﺭﻭﺽ ﻓﻧﻳﺔ ﺷﺎﺭﻛﺕ‬
‫ﻓﻳﻬﺎ ﺍﻟﻣﺅﺳﺳﺎﺕ ﺍﻟﺗﺭﺑﻭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺟﻣﻌﻳﺎﺕ ﺍﻟﻭﻁﻧﻳﺔ ﻭﺳﻁ ﺇﻗﺑﺎﻝ ﺣﺎﺷﺩ ﻟﻠﺟﻣﻬﻭﺭ‪.‬‬

‫ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻡ ﺍﻳﻷﻭﻝ ﻹﺣﻳﺎء ﺍﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ‬


‫ﺍﻟﺧﺎﻟﺩﺓ ﻭﺑﻌﺩ ﺎﻻﻻﺗﻣﺎﻉ ﺇﻟﻯ ﺍﻟﻧﺷﻳﺩ‬
‫ﺍﻟﻭﻁﻧﻲ ﺑﻣﻘﺎﻁﻌﻪ ﺍﻟﺧﻣﺱ ﻭﺇﻟﻘﺎء‬
‫ﺍﻟﻛﻟﻣﺔ ﺍﻻﻓﺗﺗﺎﺣﻳﺔ ﻣﻥ ﻁﺭﻑ ﺳﻳﺎﺩﺓ‬
‫ﺍﻟﻠﻭﺍء ﻣﺩﻳﺭ ﺍﻹﻳﺻﺍ ﻟ ﻹﺍﻹﻹﻹﻣ‬
‫ﻭﺍﻟﺗﻭﺟﻳﻪ‪ ،‬ﻭﺑﻌﺩ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﺷﺭﻁﻳ‬
‫ﺍﻟﻭﺛﺎﻘﺋﻲ "ﺫﺧﺎﺋﺭ ﻭﻛﻔﺎﺡ ﺟﺵﻳ‬
‫ﺍﻟﺗﺣﺭﺭﻳ ﺍﻟﻭﻁﻧﻲ" ﻣﻥ ﺇﻧﺗﺎﺝ‬
‫ﺍﻟﻣﺅﺳﺳﺔ ﺍﻟﻌﺳﻛﺭﻳﺔ ﺍﻟﻣﺭﻛﺯﻳﺔ‬
‫ﻟﻠﺳﻣﻌﻲ ﺍﻟﺑﺻﺭﻱ‪ ،‬ﻧﺷﻁ ﺍﻟﻧﺩﻭﺓ‬
‫ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺧﻳﺔ ﻛﻝ ﻣﻥ ﺍﻟﺩﻛﺗﻭﺭ ﺟﻣﺎﻝ‬
‫ﻳﺣﻳﺎﻭﻱ ﻭﺍﻟﻣﺟﺎﻫﺩ ﺑﻭﻋﻼﻡ ﺷﺭﻔﻳﻲ‬
‫ﺍﻟﻠﺫﺍﻥ ﺗﻧﺎﻓ ﻻﻭﻲ ﻣﺩﺍﺧﻠﺗﻬﻣﺎ ﺃﻫﻡ‬
‫ﺍﻟﺧﺻﺎﺋﺹ ﻭﺍﻟﻣﻣﺯﻳﺍﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﺟﻌﻠﺕ‬
‫ﻣﻥ ﺍﻟﺛﻭﺭﺓ ﺍﻟﺗﺣﺭﺭﻳﺔ ﺃﻋﻅﻡﻳ ﺛﻭﺭﺓ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﻧﺻﻑ ﺍﻟﺛﺎﻥﻲ ﻣﻥ ﺍﻟﻘﺭﻥ‬
‫ﺍﻟﻌﺷﺭﻳﻥ ﻌﻟﻰ ﻣﺳﺗﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ‬
‫ﻭﻣﺭﺟﻌﻳﺔ ﻛﻝ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﺭﻳﻥﻳ‪.‬‬
‫ﺗﻣﺣﻭﺭﺕ ﻣﺩﺍﺧﻠﺔ ﺍﻟﺩﻛﺗﻭﺭ ﺟﻣﺎﻝ‬
‫ﻳﺣﻳﺎﻭﻱ ﺍﻟﺗﻲ ﻟﺧﺻﻬﻋﺷﺭ ﻧﻘﺎﻁ ﻲﻓ ﺎ‬
‫ﺣﻭﻝ ﺍﻟﻣﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺭﺋﻳﺳﻳﺔ ﻟﻠﺛﻭﺭﺓ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﺭﻳﺔ‬
‫ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺎﻟﺛﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺗﻓ ﺔﻳﺭﺭﺣﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ‬
‫ﺣﻳﺙ ﺃﻛﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺛﻭﺭﺓ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﺭﻳﺔ ﺗﺧﺗﻠﻑ‬
‫ﺎﻫﺭﻳﻏ ﻥﻋ ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺕ ﻧﺗﺎﺟﺎ ﻟﻣﺳﺎﺭ‬
‫ﻛﻔﺎﺡ ﻁﻭﻝﻳ ﻳﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﺣﻼﻷﻼ‬
‫ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﺭ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ﺛﻭﺭﺓ ﻭﺍﺟﻬﺕ ﺃﻋﺗﻰ ﻗﻭﺓ ﻋﺳﻛﺭﻳﺔ‪،‬‬
‫ﻓﺟﺭﻫﺎ ﺛﻠﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﺷﺑﺎﺏ ﻭﺍﺣﺗﺿﻧﻬﺎ‬
‫ﻛﻝ ﺍﻝﺷﻌﺏﺍﻝﺟﺯﺍﺋﺭﻱ ﻭﻭﺻﻝ‬
‫ﺻﻳﺗﻬﺎ ﺍﻟﻣﺣﺎﻓﻝ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺩﻋﻳﻣﻬﺎ‬
‫ﻣﺣﺑﻲ ﺍﻟﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻌﺩﻝ ﻭﻭﻗﻑ ﺃﺑﻧﺎءﻫﺎ‬
‫ﻧﺩﺍ ﻟﻟﻌﺩﻭ ﻭﺃﺭﻏﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺗﻔﺎﻭﺽ‬
‫ﺍﻟﻣﺑﺎﺷﺭ ﻣﻊ ﺍﻟﺣﻛﻭﻣﺔ ﺍﻟﻣﺅﻗﺗﺔ ﺩﻭﻥ‬
‫ﻭﺳﻳﻁ‪.‬‬

‫ﻗﺩﻡ ﺍﻟﻣﺟﺎﻫﺩ ﻣﺣﻣـﺩ ﺷﺭﻔﻳﻲ ﺍﻟﻣﻧﺎ ﺻﻓﻭﻓ ﻲﻓ ﻝﺿ ﺟﺵﻳ ﺍﻟﺗﺣﺭﺭﻳ ﺍﻟﻭﻁﻣﺩﺍﺧﻠﺗﻪ ﻲﻓ ﻲﻧ‬
‫ﺍﻟﻭﺟﻪ ﺍﻟﺣﻘﻘﻳﻲ ﻟﻟﻣﺳﺗﺩﻣﺭ ﺳﻧﺭﻔﻟﺍﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻧﺗﻬﺞ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺇﻓﻘﺎﺭ ﺍﻟﺷﻌﺏ ﻣﺎﺩﻳﺎ ﻭﻣﻌﻧﻭﻳﺎ ﺣﺙ ﺗﻔﺷﻰﻳ‬
‫ﺍﻟﺑﺅﺱ ﻭﺍﻟﺣﺭﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﺟﻓ ‪،‬ﻝﻬﺎﻧﺗﻔﺽ ﺍﻟﺷﻌﺏ ﺑﻛﺎﻣﻝ ﺭﺑﻭﻉ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﻣﻥ ﺃﺟﻝ ﻓﻙ ﺍﻟﻘﻭﺩﻳ ﻭﻛﺳﺭ‬
‫ﺷﻭﻛﺔ ﺍﺳﺗﻌﻼء ﻭﺟﺑﺭﻭﺕ ﺍﻟﻌﺩﻭ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺷ ّﺩﺩ ﺍﻟﻣﺟﺎﻫﺩ ﻋﻠﻰ ﺿﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﺗﺳﻠﺢ ﺑﺎﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻻﻗﺗﺩﺍء‬
‫ﺑﺄﺧﻼﻕ ﻭﺧﺻﺎﻝ ﺟﻝﻳ ﺍﻟﺛﻭﺭﻓ ﺓﻲ ﺍﻟﺗﺂﺧﻲ ﻭﺍﻟﺗﺿﺎﻣﻥ ﺣﺗﻰ ﻧﺗﺣﺻﻥ ﺿﺩ ﺃﻋﺩﺍء ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﺭ ﺣﺎﺿﺭﺍ‬
‫ﻭﻣﺳﺗﻘﺑﻼ‬

‫‪5‬‬
‫ﺃﺷﺭﻑ ﺍﻝﺳﻳﺩ ﺍﻟﻠﻭﺍء ﺑﻌﺩ ﺍﻟﻧﺩﻭﺓ ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺧﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻓﺗﺗﺎﺡ ﻣﻌﺭﺽ ﺍﻟﺻﻭﺭ ﺍﻟﻣﻧﻅﻡ ﺗﺣﺗ ﺷﻌﺎﺭ‬
‫"ﺎﻟﻔﺎﺗﺢ ﻧﻭﻓﻣﺑﺭ ‪ ...1954‬ﺍﻟﻁﺭﻕﻳ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺣﺭﻳﺔ" ‪.‬ﻑﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﺻﻭﺭ ﺍﻼﺭﺷﻳﻑ ﻭﺍﻟﻠﻭﺣﺎﺕ ﺍﻟﺯﻳﺗﻳﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﺧﺭﺍﺋﻁ ﻭﺍﻟﻧﺻﻭﺹ ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺧﻳﺔ ﻭﺃﻏﺭﺍﺽ ﺍﻟﺷﻬﺩﺍء ﻭﺍﻟﻛﺗﺏ ﻭ ﺍﻟﻣﺟﻼﺕ ﻭﺍﻟﻭﺛﺎﺋﻕ ﺟﺳّﺩ ﺍﻟﻣﻌﺭﺽ‬
‫ﻣﺳﺎﺭ ﺍﻟﺛﻭﺭﺓ ﺍﻟﺗﺣﺭﺭﻳﺔﻳ‪ ،‬ﻭﺟﺫﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟ ﻛﺎﻧﺗ ﻲﺗ ﻧﺗﺟﺔﻳ ﺣﺗﻣﻳﺔ ﻟﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﺷﻋﺏ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﺩﺍﺭ‬
‫ﻗﺭﻥ ﻭﻥﻑ ﻣﻥﻳ ﺍﻟﺯﻣﻥ ﺟﺭﺍء ﺍﻻﺿﻁﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﺑﺅﺱ ﻭﺍﻟﺗﻧﻛﻝﻳ ﻭﺍﻟﻣﺟﺎﺯﺭ ﺍﻟﻣﻘﺗﺭﻓﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﻣﻌﺭﺽ ﻣﺧﺗﻠﻑ ﺍﻟﺗﺣﺿﺭﻳﺍﺕ ﻭﺍﻻﺳﺗﻌﺩﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﻣُﺗﺧﺫﺓ ﻣﻥ ﻁﺭﻑ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺛﻭﺭﺓ ﻟﻠﻭﻗﻭﻑ‬
‫ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻌﺩﻭ‪ ،‬ﻭﺑﻌﺽ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﺟﻳﺵ ﺍﻟﺗﺣﺭﻳﺭ ﺍﻟﻭﻁﻧﻲ ﻭﺭﺩ ﺍﻻﺣﺗﻼﻝ ﺍﻟﻌﻧﻳﻑ ﺿﺩ ﺍﻟ ُﻌ ّﺯﻝ‪ ،‬ﻭﺿﻡ‬
‫‪ 11‬ﺩﻳﺳﻣﺑﺭ ‪ 1960‬ﻭ ‪ 17‬ﺃﻛﺗﻭﺑﺭ‬ ‫ﺃﻳﺿﺎ ﻟﻭﺣﺎﺕ ﺯﻳﺗﺔ ﻭﺻﻭﺭﺍ ﻣﻥ ﺍﻷﺭﺷﻳﻑﻳ ﻟﻣﻅﺎﻫﺭﺍﺕ‬
‫‪ ،1961‬ﺃﺣﺩﺍﺙ ﺩﻋﻣﺕ ﺍﻟﺩﺑﻠﻭﻣﺎﺳﻳﺔ ﺍﻟﺟﺯﺍﻓ ﺔﻳﺭﺋﻲ ﺍﻟﻣﺣﺎﻓﻝ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﻓﺭﻳﺿﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺩﻭ ﺍﻟﺩﺧﻭﻝ‬
‫ﻓﻲ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺇﻔﻳﻳﺍﻥ ﺍﻟﺗﻲ ُﻛﻠﻠﺕ ﺑﺗﺣﻘﻳﻕ ﺍﻻﺳﺗﻘﻼﻝ‪..‬‬

‫‪6‬‬
‫ﺑﻌﺩ ﺍﻓﺗﺗﺎﺡ ﻣﻌﺭﺽ ﺍﻟﻛﺗﺎﺏ ﺃﺷﺭﻑ ﺍﻟﺳﻳﺩ ﺍﻟﻠﻭﺍء ﻣﺩﻳﺭ ﺍﻹﻳﺻﺍﻝ ﻭﺍﻹﻋﻹﻡ ﻭﺍﻟﺗﻭﺟﻳﻪ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺗﻛﺭﻳﻡ ﻣﻧﺷﻁﻲ ﺍﻟﻧﺩﻭﺓ ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺧﻳﺔ ﺍﻟﻣﺟﺎﻫﺩ ﺑﻭﻋﻼﻡ ﺷﺭﻔﻳﻲ ﻭﺍﻟﺩﻛﺗﻭﺭ ﺟﻣﺎﻝ ﻳﺣﻳﺎﻭﻱ‪.‬‬

‫ﻛﺭﻣﺕ ﻣﺗﻭﺳﻁﺔ ﺍﻟﻣﺄﻣﻭﻥ ﺑﻘﺳﻧﻁﻳﻧﺔ ﻣﺩﺭﻳ ﺍﻟﻣﺗﺣﻑ ﺍﻟﻣﺭﻛﺯﻱ ﻟﻠﺟﺵﻳ‬


‫ﺷﻛﺭﺍ ﻭﻋﺭﻓﺎﻧﺎ ﻟﺣﻔﺎﻭﺓ ﺎﻻﻻﺗﻘﺑﺎﻝ ﻭﻟﻠﺟﻬﻭﺩ ﺍﻟﻣﺑﺫﻭﻓ ﺔﻟﻲ ﺇﺑﺭﺍﺯ ﺗﺎﺭﻳﺦ‬
‫ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﺭ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ﻣﻭﺍﺯﺍ ًﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﻧﺷﺎﻁﺎﺕ ﺍﻟﻣﻘﺩﻣﺔ ﻧﻅﻡ ﺍﻟﻣﺗﺣﻑ ﺍﻟﻣﺭﻛﺯﻱ ﻟﻠﺟﻳﺵ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺩﻯ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ‬
‫ﺟﻣﺎﻫﺭﻳﻳﺎ ﻛﺑﺭﻳﻗﻻ ﺍﺗﻧﺎء‬ ‫ﻣﻌﺭﺿﺎ ﻟﻠﻛﺗﺎﺏ‪ ،‬ﺷﺎﺭﻛﺕ ﻓﻳﻪ ﺩﻭﺭ ﻧﺷﺭ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺣﺙﻳ ﻻﻗﺕ ﺎﺑﻗﺇﻻ‬
‫ﺑﻌﺽ ﺍﻹﺻﺩﺍﺭﺍﺕ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﻣ ﻋﺭﺽ ﻣﺟﻣﻭﻋﺔ ﻛﺗﺏ ﻋﻥ ﺍﻟﺛﻭﺭﺓ ﺍﻟﺗﺣﺭﺭﻳﺔﻳ ﺍﻟﻣﺑﺎﺭﻛﺔ ﻣﻭﺟﻭﺩﺓ‬
‫ﺑﻣﻛﺗﺑﺔ ﺍﻟﻣﺗﺣﻑ ﺍﻟﻣﺭﻛﺯﻱ ﻟﻠﺟﺵﻳ ﺣﻳﺙ ﻛﺎﻧﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻓﺭﺻﺔ ﻟﺗﺳﻠﻁﻳ ﺍﻟﺿﻭء ﻋﻠﻰ ﻛﻧﻭﺯ‬
‫ﺍﻟﻣﻛﺗﺑﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﻭﻱ ﻋﻠﻰ ‪ 10362‬ﻛﺗﺎﺏ ﺑﺎﻟﻠﻐﺗﻳﻥ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ ﻭﺍﻟﻔﺭﻧﺳﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻣﻔﺗﻭﺣﺔ ﺩﺍﺋﻣﺎ ﺃﻣﺎﻡ‬
‫ﺍﻟﻁﻟﺑﺔ ﺍﻟﺟﺎﻣﻌﻥﻳﻳ ﻭﺍﻟﻣﺧﺗﺻﻳﻥ ﻟﻼﺳﺗﻔﺎﺩﺓ ﻣﻧﻬﺎ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ﻋﺷﻳﺔ ﻲﻓ ﺍﻟﻭﻡ ﺍﻳﻷﻭﻝ ﻭﺗﺧﻠﻳﺩﺍ ﻟﺫﻛﺭﻯ ﺃﻭﻝ ﻧﻭﻓﻣﺑﺭ ‪ ،1954‬ﺑﺩﺍﻳﺔ ﻧﻬﺍﻳﺔ ﺍﻟﻣﺳﺗﺩﻣﺭ ﻭﺁﺧﺭ‬
‫ﺧﻁﻭﺓ ﻧﺣﻭ ﺍﻻﺳﺗﻘﻼﻝ‪ ،‬ﺃﻗﺎﻡ ﺍﻟﻣﺗﺣﻑ ﺑﻘﺎﻋﺔ ﺍﻟﺳﻳﻧﻣﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺩﺍﺭ ﺳﺎﻋﺗ ﻧ ﻣﻧﻳ ﻧﻣﺯﻟﺍ ) ‪16:30‬‬
‫– ‪ (18:30‬ﺣﻔﻼ ﻟﻸﻏﺎﻧﻲ ﺍﻟﻭﻁﻧﻳﺔ ﺃ ّﺩﺗﻪ ﻓﺭﻗﺔ ﻣﻥ ﺟﻣﻌﻳﺔ ﻧﺟﻣﺔ ﻟﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺑﻠﻳﺩﺓ‪ .‬ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺭﺱ‬
‫ﺍﻟﻧﺍﺑﻊ ﻣﻥ ﺍﻷﺻﺎﻟﺔ ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺧﻳﺔ ﻭﺍﻟﺗﺭﺍﺙ ﺍﻟﺛﻘﻓﺍﻲ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﺭﻱ ﺍﻟﺛﺭﻱ ﺍﻣﺗﺯﺝ ﻓﻳﻪ ﺍﻟﻐﻧﺎء ﺑﺎﻟﺗﺻﻔﻕﻳ‬
‫ﻭﺯﻏﺎﺭﻳﺩ ﺍﻟﻣﺟﺎﻫﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺗﺟﺎﻭﺏ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺭﻗﺔ ﺑﺗﺭﺩﻳﺩ ﺃﺷﻬﺭ ﺍﻷﻏﺎﻧﻲ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﺭﻳﺔ ﺍﻟﺛﻭﺭﺔﻳ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺩﻣﺔﻳ‬
‫ﺍﻟﻣﺗﺟﺩﺩﺓ "ﻣﻧﻬﺎ ﺑﻼﺩﻱ ﻳﺎ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﺭ‪ ،‬ﻧﺟﻣﺔ ﻗﻁﺑﻳﺔ ‪..‬ﺇﻟﺦ"‪ .‬ﺗﺧﻠﻠ ﺑﺍﻗﺔ ﺍﻷﻏﺎﻧﻲ ﺍﻟﻣﻘﺩﻣﺔ ‪ ،‬ﻗﺭﺍءﺍﺕ‬
‫ﺷﻌﺭﺔ ﻣﻥﻳ ﺃﺩﺍء ﺑﺭﺎﻋﻡ ﺃﻁﻔﺎﻝ ﺎﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﺣﺎﺿﺭﺓ ‪ ،‬ﺗﻣﺟﺩ ﺍﻟﺛﻭﺭﺓ ﻭﺑﻁﻭﻻﺕ ﺻﻧﺎﻋﻬﺎ‪ .‬ﻭﻗﺩ ﻭﻓﺩ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺗ ﺣﻓ ﻫﺫ ﻲﻓﺍ ﺍﻟﻭﻡﻳ ‪ 50000‬ﺯﺍﺋﺭﺍ ﻭ‪ 38‬ﺟﻣﻌﻳﺔ ﻭﻣﺩﺭﺳﺔ ﺗﺿﻡ ‪ 1846‬ﻓﺭﺩﺍ‪.‬‬

‫قراءات شعرية‬
‫من أداء أطفال‬
‫العائالت الحاضرة‬

‫ﺣﺻﻳﻠﺔ ﺍﻟﺯﻭﺍﺭ ﻟﻳﻭﻡ ‪ 31‬ﺃﻛﺗﻭﺑﺭ‬


‫‪ 52246‬ﺯﺍﺋﺭ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻡﻳ ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗﻭﺍﺻﻠﺕ ﻓﻊ ﺍﻟﻳﺎﺕ‬
‫ﺍﻻﺣﺕﻔﺎﻻﺕ ﺍﻟﻣﺧﻠﺩﺓ ﻻﻧﺩﻻﻉ ﺍﻟﺛﻭﺭﺓ‬
‫ﺍﻟﺗﺣﺭﺭﻳﺔﻳ ﺍﻟﻣﺑﺎﺭﻛﺔ ﺣﻳﺙ ﺍﺳﺗﻬﻠﺕ‬
‫ﺑﺟﻠﺳﺎﺕ ﺟﻣﻌﺕ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﻣﺟﺎﻫﺩﻳﻥ‬
‫ﺍﻟﺫﻳﻥ ﺻﻧﻌﻭﺍ ﺍﻟﺣﺩﺙ ﻭﺎﻷﻁﻔﺎﻝ‬
‫ﺍﻟﻣﺗﻌﻁﺷﻳﻥ ﻟﻣﻌﺭﻓﺔ ﻣﺂﺛﺭ ﻭﺑﻁﻻﻻﻻ‬
‫ﺃﺟﺩﺍﺩﻫﻡ ﺗﺣﺗ ﻋﻧﻭﺍﻥ " ﺃﻗﻌﺩ ﻧ ﺣﻛﻳﻠﻛ‬
‫ﺎﻭﻝﻳﻱﺩﻱ ‪ ...‬ﻧﻭﻓﻣﺑﺭ ﺛﻭﺭﺓ ﺃﻣﺟﺎﺩ "‬
‫ﺃﻳﻥ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻣﺟﺎﻫﺩﻭﻥ ﺑﺩﺭﺳ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻬﻡ‬
‫ﻭﻫﻡ ﺃﻁﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﺗﻲ ﻭﻟﺩﺕ ﻓﻳﻬﻡ ﺭﻭﺡ‬
‫ﻟﺣﻳﺎﺓ‬ ‫ﻛﻣﺎ ﺗﻁﺭﻗﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍ‬
‫ﺍﻟﻛﻔﺎﺡ ﻭﺟﻌﻠﺗﻬﻡ ﻳﻠﺗﺣﻘ ﻭﻥ ﺑﺻﻔﻭﻔ‬
‫ﺍﻟﻳﻭﻣﻳﺔ ﻟﻠﻣﺟﺎﻫﺩﻳﻥ ﻭﺃﻫﻡ‬
‫ﺍﻟﺛﻭﺭﺓ ﻋﺷﻳﺓ ﺍﻧﺩﻻﻋﻬﺎ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻣﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﺗﻲ ﺧﺎﺿﻭﻫﺎ‬
‫ﻭﺍﻹﺻﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻠﻘﻭﻫﺎ ﻭﻗﺩ‬
‫ﺧﻳﻡ ﺍﻟﺳﻛﻭﻥ ﻭﺍﻻﻧﺗﺑﺎﻩ ﺍﻟﻛﺑﺭﻳ‬
‫ﻣﻥ ﻗﺑﻝ ﺍﻷﻷﻷﺍﻟ ﺍﻟﺫﻳﻥ‬
‫ﺗﺄﺛﺭﻭﺍ ﻛﺛﺭﻳﺍ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧﺩ‬
‫ﺑﻛﺎء ﺍﻟﻣﺟﺎﻫﺩﻳﻥ ﺃﺛﻧﺎء‬
‫ﺳﺭﺩﻫﻡ ﻟﻧﺿﺎﻟﻬﻡ‪ .‬ﻓﻭﻲ‬
‫ﺍﻷﺧﺭﻳ ﺍﺧﺗﺗﻡ ﺍﻟﻣﺟﺎﻫﺩﻭﻥ‬
‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺟﻠﺳﺎﺕ ﺑﻧﺻﺎﺋﺢ‬
‫ﻭﺇﺭﺷﺎﺩﺍﺕ ﻗﻣﺔﻳ ﻭﺟﻬﻭﻬﺎ‬
‫ﻟﺟﻝﻳ ﺍﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻝ ﻛﻲ ﻳﺣﺎﻓﻅﻭﺍ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺎﻷﻣﺎﻧﺔ ﻭ ﻳﻛﻭﻧﻭﺍ ﺧﺭﻳ‬
‫ﺧﻠﻑ ﻟﺧﺭﻳ ﺳﻠﻑ‪.‬‬

‫اقعد يا وليدي نحكيلك‪...‬‬

‫‪10‬‬
‫ﻗﺩﻣﺕ ﺍﻟﺟﻣﻌﻳﺔ ﺍﻟﺛﻘﺎﻓﻳﺔ "ﻧﺟﻣﺔ" ﻣﻥ ﻭﻻﻻﻳ ﺍﻟﺑﻟﻳﺩﺓ ﻋﺭﺿﺎ ﻣﺳﺭﺣﻳﺎ ﻛﻭﺭﻳﻐﺭﺍﻓﻳﺎ ﺗﺣﺗ ﻋﻧﻭﺍﻥ‬
‫"ﻡ ﻭﻁﻧﻲ"‪ ،‬ﺣﻳﺙ ﻗﺎﻣﺕ ﻣﺟﻣﻭﻋﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﺷﺑﺎﺏ ﻭﻣﻥ ﻣﺧﺗﻠﻑ ﺍﻷﻋﻣﺎﺭ ﺑﺭﻗﺻﺎﺕ ﺇﻳﻘﺎﻋﻳﺔ ﺟﻣﺎﻋﻳﺔ‬
‫ﻓ ﺔﻳﺩﺭﻓﻭﻲ ﻣﻠﺣﻣﺔ ﺑﻁﻭﻟﻳﺔ ﻋﺑﺭﺕ ﻣﻥ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋﻥ ﺎﻻﺿﻁﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﺗﻌﺳﻑ ﻭﺷﺗﻰ ﺃﻧﻭﺍﻉ ﺍﻟﺗﻌﺫﻳﺏ‬
‫ﺍﻟﺫﻱ ﻣﺎﺭﺳﻪ ﺍﻟﻣﺣ ﺗﻟ ﻔﻲﺳﻧﺭﻔﻟﺍ ﻲ ﺣﻕ ﺍﻟﺷﻌﺏ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﺭﻱ ﻣﻧﺫ ﺃﻥ ﻭﻁﺋﺕ ﻗﺩﻣﺎﻩ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﺭ‬
‫ﺍﻟﻁﺎﻫﺭﺓ‪،‬‬

‫ﻭﺭﺩﻭﺩ ﺍﻟﻔﻝﻌ ﺍﻟﺑﻁﻭﻟﻳﺔ ﻟﻠﺟﺯﺍﺋﺭﻥﻳﻳ ﺍﻟﺫﻳﻥ ﺻﻣﺩﻭﺍ ﻭﻧﺎﺿﻠﻭﺍ ﻭﺿﺣﻭﺍ ﺑﺎﻟﻧﻔﺱ ﻭﺍﻟﻧﻓﺱ ﻓﻳﻲ ﺳﺑﻝﻳ‬
‫ﺍﻟﺣﺭﻳﺔ ﻭﺎﺳﺗﺭﺟﺎﻉ ﺍﻟﺳﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻭﻁﻧﻳﺔ ‪ .‬ﺷﻬﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺭﺽ ﺣﺿﻭﺭ ﺟﻣﻊ ﻏﻔﺭﻳ ﻣﻥ ﻛﻝ ﻓﺋﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻭ ﻣﻥ ﻛﻝ ﺭﺑﻭﻉ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﺣﺎﻣﻠﻳﻥ ﺍﻟﺭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻭﻁﻧﻳﺔ ﻭﻓ ﻣﻫﻲ ﺣﻣﺎﺱ ﻣﻧﻘﻁﻊ ﺍﻟﻧﻅﺭﻳ‪ ،‬ﻓﻘﺩ‬
‫ﺗﺟﺎﻭﺑﻭﺍ ﻣﻊ ﻣﺿﻣﻭﻥ ﺍﻟﻌﺭﺽ ﺗﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﺗﺻﻔﻕﻳ ﻭﺗﺎﺭﺓ ﺃﺧﺭﻯ ﺑﺎﻟﻬﺗﺎﻑ ﻭﺎﻟﺯﻏﺎﺭﻳﺩ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫"ﻓﺭﺳﺎﻥ ﺍﻟﺣﺭﺔﻳ" ﻣﺳﺭﺣﺔﻳ ﻣﻥ ﻛﺗﺎﺑﺔ ﻭﺇﺧﺭﺍﺝ "ﻳﻭﺳﻑ ﺗﻌﻭﻳﻧﺕ" ﻟﻌﺏ ﺃﺩﻭﺍﺭﻫﺎ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺟﻣﻌﺔﻳ‬
‫"ﺣﺭﻛﺔ ﺍﻟﻣﺳﺭﺡ " ﺑﺎﻟﻘﻟﻌﺔﻳ ﻭﻻﺔﻳ ﺗﻳﺑﺎﺯﺓ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﺯﻣﻥ‪ ،‬ﻟﺧﺻﻭﺍ ﻓﻬﺎﻳ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﺭ ﻣﻥ ﺣﺎﺩﺛﺔ‬
‫ﺍﻟﻣﺭﻭﺣﺔ ﺇﻟﻰ ﻓﺭﺣﺔ ﺍﻻﺳﺗﻘﻼﻝ‪ ،‬ﺣﻳﺙ ﺗﻁﺭﻗﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﺭﺯ ﺍﻟﻣﺣﻁﺍﺕ ﻭ ﺃﻫﻡ ﺍﻷﺣﺩﺍﺙ ﺍﻟﺗﻲ ﻋﺎﺷﻬﺎ ﺎﻟﺷﻌﺏ‬
‫ﻷﺍﻷ ﺍﻷﻷﺭ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﺭﺔﻳ ﻭﺍﻟﺗﺿﺣﺎﻳﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﻗﺩﻣﻭﻫﺎ‬ ‫ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﺭﻱ ﺧﻼﻝ ‪ 132‬ﺳﻧﺔ ﻣﻥ ﺍﻻﺣﺗﻻﻝ‪ ،‬ﻣﺑﺭﺯﻳﻥ ﻣﻌﺎ‬
‫ﻓﺩﺍ ًء ﻟﻠﻭﻁﻥ ﻭﺍﻟﺗﻲ ُﺗﻭﺟﺕ ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﻼﻝ ﻭﻁﺭﺩ ﺍﻟﻣﺳﺗﻌﻣﺭ ﺍﻟﻐﺎﺷﻡ ‪ .‬ﺍﻣﺕﻸﺕ ﻗﺎﻋﺔ ﺍﻟﺳﻳﻧﻣﺎ ﻋﻥ ﺃﺧﺭﻫﺎ‬
‫ﺑﺟﻣﻬﻭﺭ ﺗﺄﺛﺭ ﻛﺛﻳﺭﺍ ﺑﻣﺟﺭﺎﻳﺕ ﺍﻟﻣﺳﺭﺣﻳﺔ ﻟﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺑﻛﺍء ﻭﺗﻔﺎﻋﻝ ﻣﻊ ﺃﺣﺩﺍﺛﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﺻﻔﻕﻳ ﻭﺍﻟﺯﻏﺎﺭﻳﺩ‬
‫ﻭﺍﻟﻬﺗﺎﻓﺎﺕ‪.‬‬

‫ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺗﻭﻁﻳﺩ ﺍﻟﺭﺍﺑﻁﺔ "ﺟﺵﻳ ‪ -‬ﺃﻣﺔ" ﻗﺩﻣﺕ ﺛﺎﻧﻭﻳﺔ ﻣﺣﻣﺩ ﺍﻟﺑﺟﺎﻭﻱ " ‪ " 02‬ﺑﺑﺎﺏ ﺍﻟﺯﻭﺍﺭ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﺭ ﻋﺩﺓ‬
‫ﻧﺷﺎﻁﺎﺕ ﻓﻧﺔﻳ ﻛﺎﻧﺕ ﺑﺩﺍﻳﺗﻬﺎ ﺑﺗﻼﻭﺓ ﻋﻁﺭﺓ ﻵﺎﺕ ﺎﻟﻘﻳﺭﺁﻥ ﺍﻟﻛﺭﻳﻡ ﺃﻧﺯﻟﺕ ﻓﻲ ﺣﻕ ﺍﻟﺷﻬﺩﺍء ﺍﻟﺫﻳﻥ ﺟﺎﻫﺩﻭﺍ ﻓﻲ‬
‫ﺳﺑﻳﻝ ﷲ‪ ،‬ﺛﻡ ﺃﻧﺎﺷﻳﺩ ﻭﻁﻧﺔﻳ ﻭﻗﺻﺎﺋﺩ ﺷﻌﺭﺔﻳ ﻣﺛﻝ ﺃﻧﺷﻭﺩﺓ " ﺃﺣﻳﻳﻛﻡ" ﻭﻗﺻﻳﺩﺓ " ﻧﻭﻓﻣﺑﺭ"‪ ،‬ﻭﻳﺗﻭﺍﺻﻝ‬
‫ﺃﻭﻝ ﻧﻭﻓﻣﺑﺭ" ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺭﻭﻱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﺭ ﻣﻧﺫ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺽ ﺑﺗﻘﺩﻳ ﻡ ﻡﺟﻡﻭﻋﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﺗﻼﻣﻳﺫ ﻟﻣﺳﺭﺣﺔﻳ "‬
‫ﺍﻻﺣﺗﻼﻝ ﻭﻣﺎ ﻋﺎﻧﺎﻩ ﺍﻟﺷﻌﺏ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﺭﻱ ﺟﺭﺎء ﺎﻻﺿﻁﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﺳﺎﺳﺔﻳ ﺍﻟﺗﻌﺳﻔﺔﻳ ﺍﻟﻔﺭﻧﺳﺔﻳ‪.‬‬

‫ﺣﺻﻳﻠﺔ ﺍﻟﺯﻭﺍﺭ ﻟﻳﻭﻡ ‪ 01‬ﻧﻭﻓﻣﺑﺭ‬


‫‪ 62512‬ﺯﺍﺋﺭ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﺗﻧﺎﻭﻟﺕ ﺍﻟﻣﺳﺭﺣﺔﻳ ﺑﺩﺍﺔﻳ ﺍﻟﺗﺧﻁﻁﻳ ﻭﺍﻟﺗﺣﺿﺭ ﻟﻳﺗﻔﺟﻳﺭ ﺍﻟﺛﻭﺭﺓ ﺍﻟﺗﺣﺭﻳﺭﺔﻳ ﺎﻟﻣﺑﺎﺭﻛﺔ ﻣﻥ ﻁﺭﻑ‬
‫ﻟﺟﻧﺔ ﺍﻟﺳﺕ ﺍﻟﺗﺎﺭﺧﻳﺔﻳ ﻭﺿﺭﻭﺭﺓ ﺇﺻﺩﺍﺭ ﺑﺎﻳﻥ ﺃﻭﻝ ﻧﻭﻓﻣﺑﺭ ﻭﺗﻌﺑﺋﺔ ﺍﻟﺷﻌﺏ ﻻﺣﺗﺿﺎﻥ ﺍﻟﺛﻭﺭﺓ‬
‫ﺃﻟﻘﻭﺍ ﺑﺎﻟﺛﻭﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺷﺎﺭﻉ ﺣﺗﺿﻳﻧﻬﺎ ﺍﻟﺷﻌﺏ "‪،‬‬ ‫ﺗﻁﺑﻳﻘﺎ ﻟﻣﻘﻭﻟﺔ ﺎﻟﻘﺎﺋﺩ ﺎﻟﻌﺭﺑﻲ ﺑﻥ ﻣﻬﻳﺩﻱ "‬
‫ﻟﺗﻧﺗﻬﻲ ﺍﻟﻣﺳﺭﺣﺔﻳ ﺑﻣﺷﻬﺩ ﻼﺳﻼﻼﻼﻟ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﺭ ﺑﻌﺩ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﻭﺗﺿﺣﺎﻳﺕ ﺟﺳﺎﻡ ﻗﺩﻣﻬﺎ ﺎﻟﺷﻌﺏ‬
‫ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﺭﻱ ﻓﻲ ﺳﺑﻝ ﺍﻳﻟﺣﺭﺔﻳ‪.‬‬

‫ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺧﺗﺎﻡ ﻗﺎﻡ ﺗﻼﻣﻳﺫ ﺍﻟﺛﺎﻧﻭﺔﻳ ﺑﺗﺄﺩﻳﺔ ﺃﻏﺎﻧﻲ ﻭﻁﻧﺔﻳ ﻣﺛﻝ " ﺍﻟﺣﻣﺩ � ﻣﺎ ﺑﻘﺎﺵ ﺎﺳﺗﻌﻣﺎﺭ ﻓﻲ‬
‫ﺑﻼﺩﻧﺎ" ﻭ "ﺎﻳ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻣﻟﻳﻭﻥ ﺷﻬﻳﺩ" ﻭﻗﺭﺍءﺍﺕ ﺷﻌﺭﺔﻳ ﺃﺛﺭﺕ ﻛﺛﻳﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺟﻣﻬﻭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺗﻔﺎﻋﻝ ﻣﻊ‬
‫ﺗﺣﻑ ﻑﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻳﻭﻡ ‪ 62512‬ﺯﺍﺋﺭﺍ ﻭ ‪ 32‬ﺟﻣﻌﺔﻳ‬ ‫ﻛﻝ ﻣﺟﺭﺎﺕ ﺎﻳﻟﻌﺭﺽ ﻭﻗﺩ ﻭﻓﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣ‬
‫ﻭﻣﺩﺭﺳﺔ ﺗﺿﻡ ‪ 2512‬ﻓﺭﺩﺍ‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ﻓ ﻲ ﺍﻟﻭﻡﻳ ﺍﻟﺙﺎﻟﺙ ﻣﻥ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﻳﺎﺕ ﻗﺎﻡ‬
‫ﺍﻟﻣﺗﺣﻑ ﺍﻟﻣﺭﻛﺯﻱ ﻟﻠﺟﺵﻳ ﺑﺑﺙ ﺷﺭﻁﻳ‬
‫ﻭﺛﺎﻘﺋﻲ ﺣﻭﻝ ﺍﻟﺛﻭﺭﺓ ﺍﻟﺗﺣﺭﺔﻳﺭﻳ ﺗﺣﺗ‬
‫ﻋﻧﻭﺍﻥ " ﺛﻭﺭﺓ ﻧﻭﻓﻣﺑﺭ ‪ 1954‬ﻣﻁﻠﻊ ﻓﺟﺭ"‬
‫ﻭﻋﺭﺽ ﺃﻓﻼﻡ ﺗﺎﺭﻳﺧﻳﺔ " ﻛﺭﻳﻡ ﺑﻠﻘﺎﺳﻡ"‪" ،‬‬
‫ﺍﻟﻌﻘﻳﺩ ﻟﻁﻔﻲ"‪ " ،‬ﺃﺣﻣﺩ ﺯﺑﺎﻧﺔ"‪ .‬ﺷﻬﺩ ﻫﺫﺍ‬
‫ﺍﻟﻭﻡﻳ ﺎﺑﻗﺇﻻ ﻛﺑﺭﻳﺍ ﻟﻠﻌﺎﻓﻓ‪،‬ﺕﻼﺋ ﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ‬
‫ﻛﺎﻥ ﻓﻳﻪ ﺎﻷﻭﻟﻳﺎء ﻳﺗﺎﺑﻌﻭﻥ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺧﻳﺔ‬
‫ﺑﻘﺎﻋﺔ ﺍﻟﺳﻳﻧﻣﺎ ﺍﻧﺷﻐﻝ ﺃﻭﻻﺩﻫﻡ ﺑﻭﺭﺷﺔ ﺍﻟﺭﺳﻡ‬
‫ﺣﻳﺙ ﺃﺑﺩﻋﻭﺍ ﺑﺭﺳﻭﻣﺍﺕ ﺃﻁﻠﻘﻭﺍ ﻣﻥ ﺧﻼﻟﻬﺎ‬
‫ﺍﻟﻌﻧ ﺎﻧ ﻷﻧﺎﻣﻠﻬﻣ ﺍﻟﺻﻐﺭﻳﺓ ﺍﻟﺗﻲ ﺟﺳﺩﺕ‬
‫ﻓﺭﺣﻡﻬﺗ ﺑﻬﺫﺍ ﺍﻟﻭﻡﻳ ﺍﻟﻣﺟﻳﺩ‪ ،‬ﺍﻟﻭﻡﻳ ﺍﻟﺫﻱ‬
‫ﺍﻧﻁﻪﻳﻓ ﺕﻘﻠ ﺃﻭﻝ ﺭﺻﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺳﺑﻝﻳ ﺗﺣﺭﺭﻳ‬
‫ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﺭ‪ ،‬ﺷﻌﻭﺭ ﻭﺟﺩﺍﻧﻲ ﻟﺧﺻﻪ ﺍﻷﻁﻓﻓ ﻝﺎﻲ‬
‫ﺷﻛﻝ ﻭﺍﺣﺩ ﻓ ﺭﺭﻛﺗﻲ ﺟﻝ ﺍﻟﺭﺳﻭﻣﺃ ﺕﺎﻻ‬
‫ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻭﻁﻧﻳﺔ ﺑﺄﻟﻭﺍﻧﻬﺎ ﺍﻟﺛﻼﺛﺔ ﻭﺍﻟﻧﺟﻣﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﻬﻼﻝ‪ ،‬ﺭﻣﺯ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺟﺯﺍﺋﺭﻳﺔ ﺍﻟﺣﺭﺓ ﻭﻗﺩ‬
‫ﻭﻓﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺗ ﺣﻓ ﻫﺫ ﻲﻓﺍ ﺍﻟﻭﻡﻳ ‪20514‬‬
‫ﺯﺍﺋﺭﺍ ﻭ‪ 07‬ﺟﻣﻌﻳﺎﺕ ﺗﺿﻡ ‪ 301‬ﻓﺭﺩﺍ‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫ﺣﺻﻳﻠﺔ ﺍﻟﺯﻭﺍﺭ ﻟﻳﻭﻡ ‪ 02‬ﻧﻭﻓﻣﺑﺭ‬


‫ﺯﺍﺋﺭ‬ ‫‪20514‬‬

‫‪14‬‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻡﻳ ﺍﻟﺭﺍﺑﻊ ﻭﺍﻷﺧﺭﻳ ﺍﺧﺗﺗﻣﺕ ﻓﻌﺎﻟﻳ ﺎﺗ ﺎﻻﺣﺗﻔﺎﻝ ﺑﺎﻟﺫﻛﺭﻯ ﺍﻟﺭﺍﺑﻌﺔ ﻭﺍﻟﺳﺗﻳﻥ ﺑﻌﺭﺽ‬
‫ﻣﺳﺭﺣﻳﺔ " ﺃﺯﻗﺔ ﺎﻷﺑﻁﺎﻝ" ﻟﻔﺭﻗﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﺣﻣﺎﻳﺔ ﺍﻟﻣﺩﻧﻳﺔ ﺍﻟﻣﻣﺛﻓ ﺔﻠﻲ ﺍﻟﻭﺣﺩﺓ ﺍﻟﻭﻁﻧﻳﺔ ﻟﻠﺗﺩﺭﻳﺏ‬
‫ﻭﺍﻟﺗﺩﺧﻝ ﺑﺎﻟﺩﺍﺭ ﺍﻟﺑﻳﺿﺎء ﺍﻟﻣﻘﺗﺑﺳﺔ ﻋﻥ" ﺃﺑﻧﺎء ﺎﻟﻘﺻﺑﺔ " ﻟﻌﺑﺩ ﺍﻠﺣﻠﻳﻡ ﺭﺍﻳﺱ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﺛﺎﻧﻳﺔ ﺑﻌﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﻝ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﻣﻛﺗﻅﺔ ﻋﻥ ﺁﺧﺭﻫﺎ ﻭﺍﻟﺳﻛﻭﻥ ﺧﻳّﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﻛﺎﻥ ﺑﻣﺟﺭﺩ ﺃﻥ‬
‫ﺭُﻓﻊ ﺍﻟﺳﺗﺎﺭ ﻣﻌﻠﻧﺎ ﺑﺩﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺭﺽ ﺍﻟﻣﺟﺳﺩ ﻟﻠﺻﺭﺍﻉ ﺍﻟﻳﻭﻣﻲ ﺑﻳﻥ ﺃﺑﻧﺎء ﺍﻷﺳﺭﺓ ﺍﻟﻭﺍﺣﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﻁﻧﺔ‬
‫ﺑﺣﻲ ﺍﻟﻘﺻﺑﺔ‪ ،‬ﺣﻳﺙ ﺍﻛﺗﺷﻑ ﺍﻟﺟﻓ ﻊﻳﻣﻲ ﺁﺧﺭ ﺍﻟﻣﻁﺎﻑ ﺃﻧﻬﻡ ﻳﺳﻌﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺗﺣﻘﻕﻳ ﻧﻔﺱ ﺎﺃ ﺔﻳﺎﻐﻟﻻ‬
‫ﻫﻭﻲ ﺗﺣﺭﺭﻳ ﺍﻟﻭﻁﻥ‪.‬‬

‫ﺍﻟﺟﻣﻬﻭﺭ ﻣﻊ ﺃﺣﺩﺍﺙ ﺍﻟﻘﺻﺔ ﻭﺗﻔﺎﻋﻠﻪ ﻣﻊ ﺃﺑﻁﺎﻟﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻧﻘﻁﻊ ﺍﻟﻧﻅﻳﺭ ﺗﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﺗﻛﺑﻳﺭ‬
‫ِ‬ ‫ﺗﺟﺎﻭُ ﺏُ‬
‫ﻭﺎﻟﺯﻏﺎﺭﻳﺩ‪ ،‬ﻭﺗﺎﺭﺓ ﺃﺧﺭﻯ ﺑﺎﻟﺗﺻﻔﻕﻳ ﻭﺃﺣﻳﺎﻧﺎ ﺑﺎﻠﺳﺧﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺩﻭ‪ .‬ﻣﺷﺎﻫﺩ ﻣﺅﺛﺭﺓ ﻳﺻﻌﺏ‬
‫ﻋﻟﻯ ﺃ ءﺭﻣﻟﺍﻻ ﻳﺣﺯﻥ ﻟﻬﺎ " ﻟﻳﺱ ﻣﻥ ﺍﻟﺳ ﻬﻠ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺏ ﺃﻥ ﺗﻠﻘﻰﻳ ﺧﺑﺭ ﻣﺻﺭﻉ ﺍﺑﻧﻪ‬
‫ﻭﻋﺩﻳﻲ ﺃﻪﻧ ﻻ ﻳﻌﺭﻓﻪ ﻛﺎﺗﻣﺎ ﻓ ﻪﻧﺯﺣﻲ ﻗﻠﺑﻪ"‪.‬‬
‫ﻭﻓﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺗ ﺣﻓ ﻫﺫ ﻲﻓﺍ ﺍﻟﻭﻡﻳ ‪ 23079‬ﺯﺍﺋﺭﺍ ﻭ‪ 17‬ﺟﻣﻌﻳﺔ ﺗﺿﻡ ‪ 570‬ﻓﺭﺩﺍ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫ﺣﺻﻳﻠﺔ ﺍﻟﺯﻭﺍﺭ ﻟﻳﻭﻡ ‪ 03‬ﻧﻭﻓﻣﺑﺭ‬
‫‪ 23079‬ﺯﺍﺋﺭ‬

‫‪16‬‬
‫ﺑﻌﺽ ﺍﻧﻁﺑﺍﻌﺍﺕ ﺍﻟﺯﻭﺍﺭ‬

‫‪17‬‬
‫ﻭﺭﺷﺔ ﺍﻟﺭﺳﻡ‬

‫ﺑﻌﺩ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻳﺍﻣ ﻣﻥ ﺍﻟﻧﺷﺍﻁﺍﺕ‬


‫ﺍﻟﻣﻛﺛﻔﺔ ﻭﺍﻟﻣﺗﻧﻭﻋﺔ ﻭﺗﻭﺯﻳﻌ‬
‫ﻟﻠﻬﺩﺍﻳﺎ ﺍﻟﺭﻣﺯﻳﺔ‪ ،‬ﺃُﺳﺩﻝ ﺍﻟﺳﺗﺎﺭ‬
‫ﺍﻻﺣﺗﻔﺎﻻﺕ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻓﻋﺎﻠﻳﺎﺕ‬
‫ﺍﻠﻣﺧﻠﺩﺓ ﻟﻟﺫﻛﺭﻯ ﺍﻟﺭﺍﺑﻌﺔ‬
‫ﺣﺻﻳﻠﺔ ﺍﻠﺯﻭﺍﺭ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ‬ ‫ﻭﺍﻟﺳﺗﻥﻳ ﻻﻧﺩﻻﻉ ﺍﻟﺛﻭﺭﺓ‬
‫ﺍﻟﺗﻅﺎﻫﺭﺔ‬ ‫ﺍﻟﻣﺟﺩﺓﻳ‪ ،‬ﻭﺳﻁ ﺃﺟﻭﺍء ﺭﺍﺋﻌﺔ‬
‫‪ 158692‬ﺯﺍﺋﺭ‬ ‫ﺻﻧﻌﻬﺎ ﺟﻣﻬﻭﺭ ﻛﺑﻳﺭ ﻣﻥ‬
‫ﺟﻣﻊﻳ ﻓﺋﺎﺕ ﺎﻟﻣﺟﺕﻣﻊ ﻭﺷﺗﻯ‬
‫ﺭﺑﻭﻉ ﺍﻟﻭﻁﻥ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫من صفحات التاريخ‬

‫اإلستراتيجية العسكرية لعبد املؤمن بن علي‬


‫ودورها في إرساء قواعد الدولة املوحدية‬
‫الجزء األول‬

‫ت ُعتبــر الدولــة الموح ِّديــة‬


‫الحقــب التاريخيــة‬ ‫مــن أهــم ِ‬
‫نظــرا للــدور الــذي لعبتــه‬
‫خــال الفتــرة اإلســامية‪،‬‬
‫فبفضــل هــذه الدولــة تو َّحــد‬
‫المغــرب اإلســامي وات َّســعت‬
‫رقعــة الدولــة‪ ،‬حيــث ضــم كل‬
‫المغــرب العربــي واألندلــس‬
‫مــن طرابلــس الغــرب شــرقا‬
‫إلــى المحيــط األطلســي غربــا‪،‬‬
‫ومــن أعمــاق الصحـراء جنوبــا‬
‫إلــى قلــب األندلــس شــماال‪.‬‬
‫إن الفضــل فــي تأســيس‬
‫هــذه القــوة يعــود بالدرجــة‬
‫األولــى إلــى شــخصية عبــد‬
‫المؤمــن بــن علــي؛ فمــا هــو‬
‫ســ ّر نجــاح عبــد المؤمــن‬
‫فــي تحقيــق وحــدة المغــرب‬
‫اإلســامي؟ وكيــف اســتطاع‬
‫عبــد المؤمــن الوصــول‬
‫إلــى المبتغــى؟ ومــا هــي‬
‫اســتراتيجيته المنتهجــة فــي‬
‫تحقيــق انتصاراته العســكرية؟‬
‫✦ بقلم‪ :‬ذهبي شفيقة‬
‫عبــد المؤمن بن علي (من المجموعات المتحفية)‬

‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪2019‬‬ ‫‪24‬‬


‫اســتوىل عبــد املؤمــن عــى مدينــة وهران‬ ‫خطــة الجبليــن التــي أوىص بهــا املهــدي‬ ‫عبقرية عبد املؤمن بن علي في‬
‫ثــم عــى تلمســان ثــم فــاس‪ ،‬فمكنــاس‬ ‫بــن تومــرت بقولــه "ال تنزلــوا إىل الســهل‬ ‫توحيد املغرب العربي واألندلس‪:‬‬
‫وســا وأخــرا مراكــش التــي اتخذهــا‬ ‫واتركــوا العــدو يصعــد إليكــم بنفســه"‪.‬‬ ‫ينتمــي عبــد املؤمــن بــن عــي إىل قبيلــة‬
‫عاصمــة للدولــة ســنة‪541‬هـ‪1147/‬م‪.‬‬ ‫كان ينبغــي مــن عبــد املؤمــن بــن عــي‬ ‫كوميــة مــن قبائــل زناتــة‪ُ ،‬ولــد يف قريــة‬
‫هــذا ومل تتوقــف عمليــات املوحديــن‬ ‫أن يواصــل دعــوة املهــدي‪ ،‬فأظهــر كفاءة‬ ‫تاجــرا قــرب مدينــة ندرومــة ســنة‬
‫التوســعيَة‪ ،‬فاتجــه عبــد املؤمــن ســنة‬ ‫ّ‬ ‫حربيــة نــادرة مكنتــه مــن مقاومــة‬ ‫‪487‬هـــ‪1094 /‬م‪ .‬كان شــديد الــذكاء‪،‬‬
‫‪547‬هـــ‪ 1152/‬م إىل املغــرب األوســط‬ ‫جيــوش املرابطــن ســنوات عديــدة‬ ‫اتجــه شــطر املــرق‪ ،‬إال انــه مل يتجــاوز‬
‫وتونــس‪ ،‬فقــى عــى دولــة بنــي حــاد‬ ‫وإبعــاد خطرهــم مبالزمــة الجبــال‪ ،‬بينــا‬ ‫مدينــة بجايــة‪ ،‬حيــث الزم محمــد ابــن‬
‫واســتوىل عــى عاصمتهــا بجايــة وعــى‬ ‫كان املرابطــون يفضلــون املجابهــة يف‬ ‫تومــرت وأقامــا مباللــة حتــى وصــا إىل‬
‫فســنطينة وعنابــة‪ ،‬ثــم اســتوىل عــى‬ ‫الســهول‪.‬‬ ‫الســوس ســنة ‪515‬هـــ‪1125 /‬م‪ .‬لعــب‬
‫تونــس يف املــرة الثانيــة بعدهــا املهديــة‬ ‫يف ســنة ‪535‬هـــ‪1141/‬م بــدأت حركــة‬ ‫عبــد املؤمــن دو ًرا ها ًمــا يف نــر دعــوة‬
‫فاستســل َمت لــه بعــد مغــادرة النورمــان‬ ‫عبــد املؤمــن عــر املغــرب األقــى‬ ‫إبــن تومــرت‪ ،‬فقــد كان مــن بــن‬
‫لهــا نهائ ًيــا‪.‬‬ ‫واملغــرب األوســط‪ ،‬اســتوىل خاللهــا‬ ‫املجموعــة األوىل ملقربــة إىل ابــن تومــرت‬
‫املوحــدون عــى نواحــي تــادال وفــازاز ثم‬ ‫واملعروفــة مبجموعــة العــرة‪.‬‬

‫فتح إفريقيا (تونس)‬


‫بعــد اســتيالء عبــد املؤمــن عــى ســائر‬
‫األرايض‪ ،‬تــم توحيــد املغــرب اإلســامي‬
‫كلــه وخضوعــه ألول مــرة يف التاريــخ‬
‫لســلطة م َوحــدة‪ ،‬إذ أن الدولــة املوحديــة‬
‫أصبحــت متثــل أكــر قــوة عســكرية‬
‫وسياســية يف العــامل اإلســامي الــذي‬
‫كان يعــاين خطــر الحــروب الصليبيــة‪،‬‬
‫فأصبحــت جمــوع املســلمني تتوجــه إىل‬ ‫التوسع يف بالد املغرب (من املجموعات املتحفية)‬
‫هــذه الدولــة الجديــدة القويــة وتعلــق‬ ‫بــاد الريــف‪ ،‬ثــم بعــث عبــد املؤمــن‬ ‫ـي املوحديــن بهزميــة‬ ‫يف ســنة ‪ 524‬هـــ ُم ِنـ َ‬
‫عليهــا آمــال كبــرة‪.‬‬ ‫العســاكر لغــزو وهـران وتلمســان فســار‬ ‫كــرى فأُصيــب ابــن تومــرت مبــرض‬
‫عــر عبــد‬
‫ويف ســنة ‪557‬هـــ‪1161/‬م َ‬ ‫إىل تلمســان وهنــاك وقعــت معركــة بــن‬ ‫واشــتد مرضــه فتــوىف إثــر ذلــك وبوفــاة‬
‫املؤمــن مضيــق جبــل طــارق مــن ســبتة‬ ‫املوحديــن واملرابطــن فانهــزم تاشــفني‬ ‫ابــن تومــرت‪ ،‬انتهــى عهــد دعوتــه‪،‬‬
‫ونــزل مبدينــة الفتــح‪ ،‬عــى رأس قــوات‬ ‫بــن عــي املرابطــي وفــ َّر إىل وهــران‬ ‫املبنيــة عــى عقيــدة التوحيــد واألمــر‬
‫ضخمــة وإثــر وصولــه وضــع التنظيــات‬ ‫محــاوال العبــور إىل األندلــس‪ ،‬لكنــه‬ ‫باملعــروف والنهــي عــن املنكر‪.‬وبعــد‬
‫التاليــة‪:‬‬ ‫ـي حتفــه ســنة ‪ 27‬رمضــان ‪539‬هـــ‪/‬‬ ‫ل ِقـ َ‬ ‫وفــاة ابــن تومــرت‪ ،‬خلفــه عبــد املؤمــن‬
‫إنشــاء جيــش عســكري موحــدي‬ ‫‪1145‬م‪ ،‬وكان لهــذا الحــدث أثـ ًرا ً بالغـاً يف‬ ‫بــن عــي وحمــل دعوتــه ولُ ِّقــب بأمــر‬
‫أندلــي متكــون مــن ‪ 18.000‬رجــل‬ ‫وسعــان مــا‬ ‫رفــع معنويــات املوحديــن‪ُ .‬‬ ‫املؤمنــن‪ ،‬فبــادر عبــد املؤمــن بتطبيــق‬
‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪25 2019‬‬
‫من صفحات التاريخ‬
‫قامــت الدولــة املوحديّــة بقيــادة عبــد‬ ‫ِقســم يتجــه إىل مملكــة ليــون ملحاربــة‬ ‫بهــدف اســتتباب النظــام واألمــن بالقضاء‬
‫املؤمــن بــن عــي عــى أُســس وقواعــد‬ ‫فارناندو الثاين‪.-Ferdinando-‬‬ ‫عــى الثــورات التــي كانــت تنشــد الحرية‬
‫إســامية باعتبــار أن اإلســام ديــن ودولة‪.‬‬ ‫ِقســم يتجــه إىل قشــتالة ملحاربــة‬ ‫واالســتقالل والتــي وصلــت إىل غايــة‬
‫لقــد انطلــق عبــد املؤمــن بــن عــي مــن‬ ‫ألفونسو الثامن‪.-Alphonso VIII-‬‬ ‫شــلب جنــوب الربتغــال بغــرب األندلــس‪.‬‬
‫قاعــدة قامئــة عــى عقيــدة التوحيــد‬ ‫ِقســم يتجــه إىل أراغــون وبرشــلونة‬ ‫ولعــل أخطرهــا ثــورة بــن مردنيــش‬
‫واألمــر باملعــروف والنهــي عــن املنكــر‪،‬‬ ‫ملحاربة ألفونسو الثاين‬ ‫الــذي تحـ َّول إىل عميــل النصارى اإلســبان‬
‫فكانــت الحــرب رضورة ال مفــ ّر منهــا‬ ‫‪.AlphonsoII‬‬ ‫وقــاوم بعنــاد ســلطة املوحديــن طيلــة‬
‫لتأمــن الدعــوة وإباحــة حريــة االعتقــاد‪.‬‬ ‫إن تأســيس دولــة املوحديــن غَــرَّ َ‬ ‫عرشين (‪ )20‬سنة‪.‬‬
‫لقــد اعتمــد عــى حركــة إصالحيــة دينيــة‬ ‫األوضــاع السياســية يف املغــرب اإلســامي‬ ‫تثبيــت ابنــه أيب يعقــوب يوســف عــى‬
‫سياســية َم َّهــد لهــا محمــد بــن تومــرت‬ ‫تغيـ ًرا جذريًــا‪ ،‬حيــث أقــام دولــة تحــت‬ ‫واليــة إشــبيليا وانتــداب عــددا مــن‬
‫(املهــدي) وعــى إســراتيجية عســكرية‬ ‫ســلطة واحــدة محققــا توحي ـ ًدا سياس ـ ًيا‬ ‫مشايخ املوحدين ملساعدته يف مهمته‪.‬‬
‫تقــوم عــى الحــرب يف الجبــال وعــدم‬ ‫تعيــن الشــيخ أيب حفــص عمــر بــن‬
‫املجازفــة بالنــزول إىل الســهل‪ ،‬وذلــك من‬ ‫لقــد انطلــق عبــد المؤمــن‬ ‫يحيى الهنتايت وال ًيا عىل قرطبة‪.‬‬
‫أجــل اســتنزاف قــوى الدولــة املعاديــة‬ ‫بــن علــي مــن قاعــدة قائمــة‬ ‫ويف نفــس الســنة‪ ،‬عــاد عبــد املؤمــن‬
‫باســتخدام أســلوب حــرب العصابــات‬ ‫علــى عقيــدة التوحيــد واألمــر‬ ‫إىل مراكــش‪ ،‬بعدهــا دخــل املوحــدون‬
‫وتج ُّنــب الدخــول يف معــارك وج ًهــا لوجــه‬ ‫بالمعــروف والنهــي عــن المنكــر‪،‬‬ ‫يف رصاع مريــر مــع الثائــر ابــن همشــك‬
‫مــع العــدو‪.‬‬ ‫فكانــت الحــرب ضــرورة ال مفــ ّر‬ ‫وابــن مردنيــش‪ ،‬فقــ ّرر عبــد املؤمــن‬
‫منهــا لتأميــن الدعــوة وإباحــة‬ ‫ســنة ‪1162‬م نقــل عاصمــة األندلــس‬
‫أهداف اجليش املوحدي التوسعية‬ ‫مــن إشــبيليا إىل غرناطــة وجعلهــا قاعــدة‬
‫بقيادة عبد املؤمن بن علي‪:‬‬ ‫حريــة االعتقــاد‪ .‬لقــد اعتمــد على‬
‫حركــة إصالحيــة دينيــة سياســية‬ ‫للدفــاع عــى جنــوب األندلــس‪.‬‬
‫إن الحــروب التــي خاضهــا املوحــدون‬
‫بقيــادة عبــد املؤمــن بــن عــي‪ ،‬تكتــي‬ ‫َم َّهــد لهــا محمــد بــن تومــرت‬
‫طاب ًعــا دينيًــا هدفــه محاربــة املرابطــن‬ ‫(المهــدي) وعلــى إســتراتيجية‬
‫والقضــاء عــى دولتهــم بإقامــة دولــة‬ ‫عســكرية تقــوم علــى الحــرب في‬
‫موحــدة تقــوم عــى مبــادئ اإلســام‬ ‫الجبــال وعــدم المجازفــة بالنــزول‬
‫ِوفــق دعــوة املهــدي وجهــاد النصــارى‬ ‫إلــى الســهل‪ ،‬وذلــك مــن أجــل‬
‫اســتنزاف قــوى الدولــة المعاديــة‬
‫باســتخدام أســلوب حــرب‬
‫العصابــات وتج ُّنــب الدخــول فــي‬ ‫الغزوات عىل األندلس‬
‫معــارك وج ًهــا لوجــه مــع العــدو‪.‬‬ ‫يف شــهر فيفــري ‪558‬هـــ‪1163 /‬م قــاد‬
‫عبــد املؤمــن جيشً ــا ج ـ ّرا ًرا مــن مراكــش‬
‫إىل مدينــة الفتــح بجبــل طــارق بــن زيــاد‬
‫تحــت شــعار توحيــد عقائــدي‪ ،‬واض ًعــا‬ ‫عــى أمــل العبــور إىل األندلــس لتنفيــذ‬
‫أســس وإسـراتيجية عســكرية يف منتهــى‬ ‫وقســم جيشــه‬‫مــروع ضخــم للجهــاد ّ‬
‫الدهــاء‪ .‬فمــن أيــن اســتمد عبــد املؤمــن‬ ‫إىل أربعــة أقســام‪:‬‬
‫أســس الفكــر العســكري الــذي ط ّبقــه يف‬ ‫ِقســم يتجــه إىل الربتغــال ملحاربــة‬
‫حروبــه وفتوحاتــه؟ وماهــي أصــول هــذا‬ ‫ألفونسو هرنييك‬
‫الفكــر؟‬ ‫‪.AlphonsoHenriques‬‬
‫راية دولة املوحدين (من املجموعات املتحفية)‬
‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪2019‬‬ ‫‪26‬‬
‫قيادة اجليش‬ ‫بتونــس واألندلــس بات ّبــاع إســراتيجية املجلــس عــى إحضــار قــدمـــــاء الجنــد‬
‫تع ّددت القيادات يف جيش املوحدين‬ ‫يف الجبهــة األندلسيـــــة لالســتفادة مــن‬ ‫محكمــة‪.‬‬
‫خالل عهد عبد املؤمن وميكن تقسيمها‬ ‫خرباتهــم الحربيــة‪ ،‬وكان يهتــم بالتعبئــة‬ ‫هيكلة اجليش في عهد عبد‬
‫إىل ثالثة أنواع‪:‬‬ ‫النفســية واإلعــداد املعنــوي للمقاتلــن‬ ‫املؤمن بن علي‬
‫القيــادة العامــة وقيــادات الوحــدات‬ ‫كان مــن أشــد مــا ُع ِنــي بــه عبــد املؤمــن أثنــاء املجلــس‪.‬‬
‫اإلقليميــة وقيادات الوحدات العســكرية‪.‬‬ ‫عدد اجليش وأقسامه‬ ‫هــو تنظيــم شــؤون الحــرب والجهــاد‪،‬‬
‫القيــادة العامــة أو العليــا فــي‬ ‫حيــث بلغــت التنظيــات العســكرية يــرى عبــد املؤمــن أن قيمــة الجيــش‬
‫اجليــش‪ :‬كانــت مــن اختصــاص عبــد‬ ‫املوحديــة يف عهــده مــن حيــث الضخامــة ليســت يف عــدده وإمنــا هــي قبــل كل‬
‫املؤمــن الــذي كان يقــود الجيــش بنفســه‬ ‫وال ّدقــة والتنظيــم مبلغًــا مل تبلغــه أيًــة يشء يف قدرتــه وكفاءتــه‪ ،‬وأن الجيــش‬
‫يف أغلــب املعــارك‪ ،‬إال أنــه كان يســتعني‬ ‫كان يتش ـكّل عــى أســاس دينــي ولهــذا‬ ‫دولــة يف العهــد اإلســامي‪.‬‬
‫ببعــض القــادة األك ّفــاء لقيــادة حمالتــه‬ ‫ســا هامــا‬‫كان املتط ِّوعــون يشــكِّلون ِق ً‬ ‫التنظيم اإلداري للجيش‬
‫العســكرية؛ أبرزهــم أبــا حفــص عمــر‬ ‫إن أول هيــكل إداري للمؤسســة يف الجيــش املوحــدي يســاوي أحيانــا‬
‫بن يحي الهنتايت‪.‬‬ ‫العســكرية املوحديــة مــن حيــث تنظيــم الجيــش النظامــي‪.‬‬
‫قيــادة الوحــدات اإلقليميــة‬ ‫إن القــوة الرئيســية للجيــش كانــت‬ ‫وتســيري الجنــد والعســاكر هــي ‪:‬‬
‫(الوالئيــة)‪ :‬كانــت مــن اختصــاص‬ ‫الديــوان‪ :‬يعتــر الديــوان مبثابــة تتألــف مــن جنــد املشــاة‪َ ،‬ح َســ َنة‬
‫الــوايل‪ ،‬حيــث ل ِعــب الــوالة دورا كبـرا يف‬ ‫وزارة الدفــاع‪ ،‬لقــد اعتــاد عبــد املؤمــن التدريــب والتســليح ويســ َّمون بـــ‬
‫حشــد الجيــوش وتنظيمهــا وتوزيعهــا‬ ‫اختيــار جنــوده قبــل التوجــه إىل ميــدان "ال ّر ّجالــة" الذيــن كانــوا ميثلــون أغلبيــة‬
‫لحاميــة الثغــور واملــدن والقــرى‪ ،‬أو فتــح‬ ‫املعركــة‪ ،‬حيــث يقــوم باصطفــاء أحســن الجنــد وهنــاك جيــش مــن الفرســان‬
‫منطقــة مــن املناطــق التــي أظهــرت‬ ‫الجنــود للحــرب‪ .‬وهــذا مــن اختصــاص الــذي لعــب دورا هامــا‪ ،‬وكان لــه الفضــل‬
‫عصيانها‪.‬‬ ‫الديــوان الــذي يقــوم بعمليــة إحصــاء يف تحقيــق الكثــر مــن االنتصــارات‪،‬‬
‫قيادة الوحدات العسكرية‪:‬‬ ‫دقيقــة عــى مختلــف األقاليــم ويتــم إضافــة إىل هــذا‪ ،‬هنــاك الرمــاة الذيــن‬
‫إن قيادتهــا كانــت ق َبل َّيــة‪ ،‬حيــث كان‬ ‫الحصــول عــى بيانــات مضبوطــة مــن كانــوا عبِيــد املخــزن‪ .‬كــا كان يف الجيــش‬
‫عبــد املؤمــن يؤ ِّمــر عــى القبيلــة أكــر‬ ‫والة األقاليــم عــن ســكان الواليــة فرقــة أخــرى هــي فرقــة الط ّبالــة التــي‬
‫مشــايخها‪.‬‬ ‫وخواصهــا‪ ،‬وذلــك ألجــل تقديــر مشــاركة كانــت تتكــون مــن عبِيــد املخــزن أيضــا‪،‬‬
‫تسليح اجليش في عهد عبد املؤمن‬ ‫كل جهــة أو طــرف مبــا يق ّدمــه مــن كــا كانــت هنــاك وحــدات مدنيــة‪ ،‬منهــا‬
‫بن علي‬ ‫ِفـ َرق خاصــة باملراســيم ال ّدينيــة تســر يف‬ ‫رضائب و ُجند‪.‬‬
‫ال ميكــن تحقيــق االنتصــار دون وجــود‬ ‫مقدمــة الجيــش‪.‬‬
‫وســائل ومعــدات لقيــام الجيــش بــدوره‬ ‫املجلس احلربي ودوره‬
‫كان عبــد املؤمــن يحــرص عــى عقــد أمــا حــرس الخليفــة‪ ،‬وهــم أف ـراد قبيلــة‬
‫عــى أكمــل وجــه وأحســن صــورة‪ ،‬ومــن‬ ‫املجلــس الحــريب واإلرشاف عليــه‪ ،‬أيــن الكوميــة‪ ،‬حيــث اســتقدمهم عبــد املؤمن‬
‫أهمهــا‪:‬‬ ‫تتــم مناقشــة مختلــف األمــور الحربيــة بعــد محاولــة اغتيالــه‪ ،‬فجعلهــم بطانتــه‬
‫األسلحة‪:‬‬ ‫وكان هــذا املجلــس يعقــد قُبيــل نشــوب ميشــون أمامــه وخلفــه‪ .‬وفيــا يخــص‬
‫‪ -‬القوس والسهم‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫الحــرب‪ ،‬وذلــك مــن أجــل الحصــول عــى الوحــدات العســكرية‪ ،‬فقــد كانــت‬
‫يعتــران مــن أهــم أســلحة القتــال يف‬ ‫املوافقــة مــن أكــر رجــال الدولــة وألجــل القبيلــة هــي الوحــدة املقاتلــة املعــرف‬
‫الجيــش املوحــدي لفرقــة ال ّرمايــة‪.‬‬ ‫دراســة وضــع الخطــة العســكرية‪ ،‬وأيضــا بهــا يف فتوحــات عبــد املؤمــن‪ ،‬فكانــت‬
‫‪ -‬الحــراب وال ّرمــاح‪ :‬وهــم مــن ضمــن‬ ‫كان املجلــس يعقــد بعــد الهزميــة‪ ،‬حيــث القبائــل تتحــرك كوحــدات مقاتلــة يف‬
‫أســلحة فرقــة املشــاة‪ ،‬ويذكــر صاحــب‬ ‫ُ‬
‫يتــم االجتــاع لتداركهــا ومحاولــة تجميع امليــدان‪ ،‬فالفــارس أو الراجــل أو الرامــي‬
‫ِ‬
‫"الحلــلِ املوشــية" يف فئــات الجيــش‬ ‫القــوى‪ .‬كــا حــرص عبــد املؤمــن خــال ينتمــي إىل وحــدة قبليــة‪.‬‬
‫املوحــدي أصحــاب الحــراب‪ ،‬إذ يوضــع‬
‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪27 2019‬‬
‫من صفحات التاريخ‬
‫"س ـلّم الحصــار" الــذي لعــب‬ ‫اســتعمل ُ‬
‫دورا هامــا وكبــرا يف اعتــاء األســوار‬
‫واقتحــام الحصــون‪ ،‬ويبــدو أن جيــش‬
‫عبــد املؤمــن كان يُحســن اســتعامل هذه‬
‫اآللــة حيــث اســتخدامها يف فتــح مدينتي‬
‫َســا وم ّراكــش‪ ،‬إىل جانــب "الحيوانــات"‬
‫املســتعملة يف الحــروب‪.‬‬
‫اســتعمل املوحــدون "الطبــول"‪ ،‬فكانــت‬
‫كبــرة وضخمــة يُخ َّيــل لســاعها إذا‬
‫ُضبــت‪ ،‬أن الدنيــا تهتـــز من حولــه‪ ،‬وقد‬
‫وصــف صاحــب ِ‬
‫الحلــل طبــول املوحدين‬
‫"كانــت عادتــه يف أســفاره أي الخليفــة‬
‫عبــد املؤمــن أن يرحــل بعــد صــاة‬
‫الصبــح‪ ،‬بعــد أن يــرب طبــل كبــر‬
‫الرماح (من املجموعات املتحفية)‬
‫حاملوهــا يف الصفــوف األوىل‪ ،‬وهــي التــي اســتعملها يف فتــح املهديــة‪ .‬كــا مســتدير الشــكل دوره خمســة عــرة‬
‫ذراعــا‪ ،‬منشــأ مــن خشــب أخــر‬ ‫حـراب طويلــة جــدا‪ ،‬طولهــا اثنــي عــر‬
‫قد ًمــا تســمى "األمــراس" يحملونهــا‬
‫بأيديهــم وأرجلهــم وعنــد الهجــوم‬
‫يلقونهــا يف وجــه أعدائهــم بقــوة وأشــهر‬
‫الرمــاح هــي "الرمــاح الخطيــة"‪.‬‬
‫‪ -‬الســيوف‪ :‬كانــت الخطــة املعهــودة‬
‫للقتــال تبــدأ برتاشــق الســهام‪ ،‬وإن عبــد‬
‫املؤمــن جعــل أصحــاب الســيوف يف‬
‫الصفــوف األوىل ثــم ال ّرمــاة يف الصفــوف‬
‫التــي تليهــا وذلــك ِوفــق خطــة تكتيكيــة‬
‫قامئــة عــى خطــة املربــع وأشــهر‬
‫الســيوف التــي اســتعملها املوحــدون‬
‫هــي الســيوف املرشفيــة‪.‬‬
‫‪ -‬الــدروع‪ :‬اســتعمل املوحــدون‬
‫املنجنيق (من املجموعات املتحفية)‬
‫الــدروع وإىل جانبهــا ُوجِــد "الــرس" أو‬
‫"الــدرق"‪ ،‬فــإذا كان الســيف ال يفــارق‬
‫اللــون‪ ،‬مذهــب‪ .‬فــإذا رضبــت فيــه‬ ‫ميــن املحــارب فالــرس ال يفــارق يســاره‬
‫ثــاث رضبــات ُعلــم أنــه طبــل الرحيــل‬ ‫عنــد القتــل‪ .‬ومــن أهــم ملحقــات الــدرع‬
‫فريحــل النــاس‪ ،‬فــكان يُســمع عــى‬ ‫هــي" املغافــر" و "البيضــات" إضافــة‬
‫مســرة نصــف يــوم مــن مــكان مرتفــع‬ ‫إىل "املنجنيــق" الــذي اســتخدمه عبــد‬
‫يف يــوم ال ريــح فيــه"‪ .‬إضافــة إىل الطبــول‬ ‫املؤمــن يف فتــح مدينــة املهديــة ســنة‬
‫اســتعمل املوحــدون" األعــام والرايــات"‪،‬‬ ‫‪555‬هـــ ‪1160/‬م‪ ،‬إضافــة إىل "الد ّبابــة"‬
‫إذا تحــرك املوحــدون ق ّدمــوا أمامهــم‬
‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪2019‬‬ ‫‪28‬‬
‫فتوحاتــه؟ ومــا رس نجاحــه يف ســبيل‬ ‫"الحصــون" و"األبــراج" وبنــاء "األســوار"‬
‫الوصــول إىل مبتغــاه؟ كل هــذا وذاك‬ ‫كــا اهتــم عبــد املؤمــن "باألســطول"‪،‬‬
‫ســأجيب عليــه بــيء مــن التفصيــل‬ ‫تجــى ذلــك يف نقــل مركــز قيــادة‬
‫والتوضيــح يف الجــزء الثــاين مــن املقــال يف‬ ‫األســطول مــن األندلــس إىل املغرب حيث‬
‫العــدد املقبــل مــن املجلــة‪.‬‬ ‫أصبحــت َسبتــــة مركـزا دامئــــا لألســطول‬
‫املوحـــدي‪ .‬كــا أصبحــت أكــر الســفن‬
‫املراجع‬ ‫املوحديــة تبنــى يف الشــواطئ املوحديــة‪،‬‬
‫ســويدي (جمــال)‪ ،‬الشــخصيات‬ ‫وأمــا عــن ِقطــع األســطول‪ ،‬فقــد تعــددت‬
‫البــارزة فــي تاريــخ الجزائــر‬ ‫الســفن املوحديــة‪ ،‬ويبــدو أن أغلــب‬
‫القديــم‪ ،‬مــن القديــن إلــى ‪،1830‬‬ ‫األجفــان كانــت تســتعمل للغــزوات‬
‫ترجمــة فايــزة بــوردوز‪،‬‬
‫منشــورات التــل‪ ،‬الجزائــر‪،‬‬ ‫الطبل و الراية البيضاء (من املجموعات املتحفية) ومــن أهمهــا "الشــيني"‪" ،‬الشــلندي"‬
‫‪.2 0 0 7‬‬ ‫و"الطريــدة" إضافــة إىل "الغ ـراب"‪ ،‬كــا‬
‫الميلــي (مبــارك بــن محمــد)‪،‬‬ ‫توجــد كذلــك" املركبــات و"املس ـطّحات"‬
‫تاريــخ الجزائــر فــي القديــم‬
‫والحديــث‪ ،‬الجــزء الثانــي‪ ،‬مكتبــة‬ ‫و"الحراريــق" و"الــزوارق"‬
‫النهضــة الجزائريــة‪ ،‬الجزائــر‪،‬‬ ‫إن عبــد املؤمــن بــن عــي كان غازيــا‬
‫‪.2 0 0 4‬‬ ‫كبــرا ومنظــا بارعــا ومنــارصا للديــن‬
‫عــام (د‪.‬عبــد هللا علــى)‪ ،‬الدولــة‬ ‫محبــا لإلســام واملســلمني مبدعــا يف فــن‬
‫الموحديــة بالمغــرب فــي عهد عبد‬
‫المؤمــن بــن علــي‪ ،‬دار المعــارف‬ ‫القتــال وأســاليب التكتيــك الحــريب‪ ،‬فمــن‬
‫بمصــر‪ ،‬القاهــرة‪.1971،‬‬ ‫أيــن اســتمد قوتــه الشــاملة لجميــع‬
‫بوعزيــز (يحيــى)‪ ،‬الموجــز‬ ‫هاتــه الصفــات مبــا فيهــا خربتــه الحربيــة‬
‫فــي تاريــخ الجزائــر‪ ،‬الجزائــر‬
‫القديمــة والوســيطة‪ ،‬ج‪ ،1‬ديــوان‬ ‫لــواء أبيــض مــع عــدد مــن الرجالــة ثــم العســكرية؟ ومــا مــدى براعتــه يف رســم‬
‫ّ‬
‫المطبوعــات الجامعيــة‪ ،‬الجزائــر‪،‬‬ ‫الخطــط العســكرية ال ســيام ابتــكاره‬ ‫تتبعهــم الرايــات والطبــول‪.‬‬
‫‪.1999‬‬ ‫قــام عبــد املؤمــن بــن عــي بإقامــة لخطــة املربــع املوحــدي وتأثريهــا يف‬
‫موســوعة األســلحة القديمــة‪،‬‬
‫مرضــي بــن علــي بــن مرضــي‬
‫الطرسوســي‪ ،‬تحقيــق كاريــن‬
‫صــادر‪ ،‬دار صــادر‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫بيــروت ‪.1998،‬‬
‫موســوعة الحضــارة اإلســامية‪،‬‬
‫المؤسســة العربيــة للدراســات‬
‫والنشــر بيــروت‪ ،‬ط األولــى‪،‬‬
‫‪.1 9 9 5‬‬
‫بورويبــة (رشــيد)‪ ،‬عبــد المؤمــن‬
‫بــن علــي‪ ،‬سلســلة الفــن والثقافــة‪،‬‬
‫وزارة اإلعــام والثقافــة‪،‬‬
‫الجزائــر‪.1976 ،‬‬
‫مؤلــف أندلســي مجهــول مــن‬
‫القــرن ‪8‬هـــ‪ ،‬الحلــل الموشــية‬
‫فــي ذكــر األخبــار المراكشــيّة‪،‬‬
‫تحقيــق زهيــل زكار‪ ،‬عبــد القــادر‬
‫زمامــة ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الرشــاد‪ ،‬الــدار‬
‫البيضــاء‪.1979‬‬ ‫سفينة حربية موحدية القرنني ‪12‬و‪ 13‬م‬
‫(من املجموعات املتحفية)‬
‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪29 2019‬‬
‫من صفحات التاريخ‬

‫مواصفات القيادة‬
‫لدى شخصية األمير عبد القادر‬

‫لوحة زيتية لألمري عبد القادر (من املجموعات املتحفية)‬

‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪2019‬‬ ‫‪30‬‬


‫املولد و النشأة‬ ‫إن الفكــر التحريــري لــدى األميــر‬
‫ولــد األمــر عبــد القــادر إبــن محــي‬ ‫عبــد القــادر‪ ،‬األب المؤســس‬
‫الديــن يف شــهر مايــو ســنة ‪1808‬م‬ ‫للدولــة‪ -‬األمــة الجزائريــة‪ ،‬ليمتــاز‬
‫بقريــة القيطنــة غــرب مدينــة‬ ‫ببعــد مغاربــي‪ ،‬ألن فــي جهــاده ضــد‬
‫معســكر بالجزائــر‪ ،‬ينتمــي إىل أرسة‬ ‫الغــزو الفرنســي مــن أجــل إســتقالل‬
‫محافظــة‪ ،‬تعلــم القــراءة والكتابــة‬ ‫الجزائــر‪ ،‬كان فــي الحقيقــة يجاهــد‬
‫وحفــظ القــرآن‪ ،‬وأصــول الرشيعــة‬ ‫مــن أجــل إســتقالل المغــرب العربي‬
‫وهــو يف مهــد شــبابه‪ ،‬كــا تعلــم‬
‫ألنــه كان يــدرك نوايــا العــدو حيــث‬
‫أصــول علــم الفلــك والحســاب‬
‫اســتحوذت فرنســا علــى كل مــن‬
‫والجغرافيــا‪ ،‬والعلــوم الحديثــة بصفــة‬
‫عامــة‪ .‬ورافــق هــذا النضــج الفكــري‬ ‫تونــس والمغــرب بعــد انهزامــه‪ ،‬كمــا‬
‫النضــج الجســدي فــا كاد يبلــغ‬ ‫أن شــهرته تخطــت الــى حــد بعيــد‬
‫ســن الســابعة عــر مــن عمــره حتــى‬ ‫إطــار بلــده والمغــرب العربــي ككل‪،‬‬
‫اكتملــت بنيتــه املتناســقة وأصبــح ذا‬ ‫فأعــادت الصلــة التاريخيــة للجزائــر‬
‫جســد ال يعــرف التعــب أو النضــب‪،‬‬ ‫مــع المشــرق العربــي‪ ،‬حيــث‬
‫قــادرا عــى تحمــل أشــد الصعــاب‪،‬‬ ‫قضــى أطــول وأثمــر فت ـرات حياتــه‪.‬‬
‫فــرز يف مجــال الفروســية أيــن‬ ‫بــل وامتدحتــى أعمــاق الواليــات‬
‫كان فارســا مهيبــا ال يدانيــه أحــدا‬ ‫المتحــدة األمريكيــة‪ ،‬إذ تَح ِمــل‬
‫أوينافســه‪ .‬ســافر مــع والــده محــي‬ ‫إحــدى المــدن إســمه «القــادر»‬
‫الديــن إىل م ّكــة ألداء فريضــة الحــج‬ ‫تأسســت فــي ‪1846‬م شــمال‬ ‫التــي ّ‬
‫عــام ‪1826‬م ويف طريقــه زار كل مــن‬ ‫مدينــة «إيويــوا»‪ ،‬فــي وقــت‬
‫تونــس‪ ،‬ليبيــا‪ ،‬مــر‪ ،‬ســوريا‪ ،‬العـراق‪،‬‬ ‫كان فيــه يواصــل جهــاده ضــد‬
‫ثــم عــاد إىل معســكر عــام ‪1829‬م‪.‬‬ ‫الفرنســيين الغــزاة‪ ،‬مرعبــا إياهــم‪.‬‬
‫بعــد االحتــال الفرنــي متــت مبايعته‬ ‫وفــي هــذا الصــدد‪ ،‬قــال عنــه‬
‫يــوم ‪ 27‬نوفمــر ‪1832‬م باقـراح مــن‬ ‫الجنــرال «بيجــو» يخاطــب جنــوده‬
‫أبيــه‪ ،‬حيــث باركــه األوليــاء واألرشاف‬ ‫«البــد أن تهاجمــو الهويــة العربيــة‬
‫ودخــل األمــر مدينــة معســكر وجعل‬
‫وقائدهــا فــي الجــذور‪ ،‬وتدمــروا‬
‫منهــا عاصمــة النطــاق مقاومتــه ضــد‬
‫قــوة عبــد القــادر وإال فإنكــم‬
‫االحتــال الفرنــي‪.‬‬
‫لــن تســتطيعو فعــل شــيئ فــي‬
‫إفريقيــا»‪ .‬و فــي هــذا الموضــوع‬
‫نحــاول تســليط الضــوء علــى قــوة‬
‫شــخصية األميــر عبــد القــادر التــي‬
‫إعتــرف بهــا العــدو قبــل الصديــق‪،‬‬
‫والمبــادئ والقيــم األخالقيــة ألتــي‬
‫أســس مــن خاللهــا دعائــم وركائــز‬
‫الدولــة الجزائريــة الحديثــة‪.‬‬
‫مبايعة األمري عبد القادر (من املجموعات املتحفية)‬ ‫✦ بقلم املقدم‪ :‬عشوري أحمد‬
‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪31 2019‬‬
‫من صفحات التاريخ‬
‫يطلــب ذلــك مــن زمالئــه‪ ،‬لكنــه رفــض‬ ‫والتســامح حيــال اآلخريــن حيــث‬ ‫وبــدأ عبــد القــادر مرحلــة التنظيــم‬
‫واخــرين بأنــه لــو مــازال عنــده شــيئ‬ ‫كان يفــرض عــى نفســه نظــام قــايس‪،‬‬ ‫بتشــكيل جهــاز الحكم(الــوزارة)‬
‫مــن الفحــم ألعطاهــم إيــاه‪ ،‬فقلــت‬ ‫مــا جعلــه مــن أحســن فرســان زمانــه‬ ‫برئاســته وعضويــة وزراء كالخارجيــة‬
‫لــه عــى أنــه مغايــر للقــادة اآلخريــن‪،‬‬ ‫وأكرثهــم قــدرة عــى املقاومــة‪ ،‬فــكان‬ ‫والخزينــة ونظــم األوقــاف واألعشــار‬
‫فأجابنــي بأنــه لــو مل يكــن كذلــك ملــا‬ ‫يحيــا عــى الجــواد‪ ،‬ويقــال بأنــه قــادر‬ ‫والزكاة‪.‬كــا اســتطاع إرســاء قواعــد‬
‫إتبعــه العــرب طيلــة خمســة عــر‬ ‫عــى البقــاء فوقــه مــدة مثــاين وأربعــن‬ ‫الحكــم النزيــه عــى أســس متينــة‬
‫ســنة‪ ،‬مضحــن بــكل شــيئ»‬ ‫ســاعة أو أكــر‪ .‬كــا كان يتميــز‬ ‫قوامهــا الديــن اإلســامي ومبادئــه‬
‫وكان األمــر عبــد القــادر يحــارب‬ ‫بالقناعــة وبســاطة الهنــدام حيــث‬ ‫الفاضلــة ضمــن املســاواة بــن كل‬
‫فســاد األخــاق‪ ،‬ومينــع تنــاول الخمــر‬ ‫وصفــه بيجــو يف لقــاء التافنــة قائــا‪:‬‬ ‫املواطنــن أمــام القانون‪.‬وبعــد ذلــك‬
‫والكيــف وحتــى التبــغ ويلــزم النســاء‬ ‫«كنــت أتأمــل يف مظهــره وبذلتــه‪،‬‬ ‫بــذل جهــودا كبــرة لتنظيــم الجيــش‬
‫عــى الــزواج حتــى يكــون لديهــن‬ ‫التــي مل تكــن تنطــوي عــى أي فــارق‬ ‫ووضعــه يف مصــاف الجيــوش املعــارصة‬
‫مســؤوال عنهــن لالبتعــاد عــن كل‬ ‫مــع بســطاء العــرب‪ ،‬جميــع مالبســه‬ ‫لــه يف الــدول العظمــى حيــث عرفــت‬
‫اإلنحرافــات‪ .‬ومل تبعــده الحــروب عــى‬ ‫كانــت فظــة باليــة إىل حــد كبــر‪.‬‬ ‫صناعــة األســلحة والذخــرة ازدهــارا‬
‫تفقــد أحــوال رعيتــه ومالقــاة الغــر‪،‬‬ ‫وهنــا أدركــت أنــه يحبــذ التقشــف‬ ‫كبــرا كان األمــر يــرف شــخصيا‬
‫فــكان يخطــب باملســاجد حاثــا عــى‬ ‫والبســاطة»‪.‬‬ ‫عــى ذلــك حتــى يضمــن أداة الحــرب‬
‫روح املقاومــة‪ ،‬شــارحا مصاعــب الحــرب‬ ‫وتتمثــل بذلــة األمــر يف غنــدورة قطــن‬ ‫لجيشــه‪.‬واهتم بالتنظيــم اإلداري‬
‫و رضورة التضحيــة وملــا كان يــدرك‬ ‫مغطــاة بالصــوف و برنوســن أحدهــا‬ ‫والتمويــن وفــرض الرضائــب وكان‬
‫صعوبــة مراقبــة اإلدارة فتــح املجــال‬ ‫أســود اللــون يف الغالــب‪.‬‬ ‫هدفــه جعــل الجزائريــن شــعبا‬
‫لإلحتجــاج عــن طريــق إرســال داللــن‬ ‫واحــدا وبعــث الــروح الوطنيــة فيهــم‪،‬‬
‫إىل األســواق مكلفــن بنــر مواقــف‬ ‫وإيقــاظ كل قدراتهــم الكامنــة لبنــاء‬
‫األمــر وأســتعداده الدائــم لســاع‬ ‫مجتمــع الحــرب والســلم بدعــم‬
‫شــكاوي رعيــاه والقصــاص لهــم‪ ،‬دون‬ ‫وزيــادة اإلنتــاج يف مجــاالت الزراعــة‬
‫متييــز بينهــم‪ .‬كــا كان يشــفق عــى‬ ‫والصناعــة والتجارة‪.‬وأســس نظــام‬
‫املســاكني‪ ،‬فــروي عنــه ذات يــوم وهــو‬ ‫القضــاء والتعليــم‪ ،‬وكل ذلــك يف‬
‫عــى ظهــر جــواده بالونرشيــس‪ ،‬إلتقــى‬ ‫إطــار إنشــاء دولــة مــزودة مبؤسســات‬
‫برجــل مســكني يرتعــد مــن شــدة الــرد‪.‬‬ ‫قابلــة لالســتمرار‪ ،‬فقــد كانــت‬
‫ومــن غــر أن يتوقــف إنتــزع واحــد‬ ‫مجــاالت تعليــم الجامهــر والعــدل‬
‫مــن برنســيه ورمــى بــه للمســكني‬ ‫واملــال العــام والتنظيــم املــايل الجيــد‬
‫حتــى يرتديــه ويقــي نفســه مــن شــدة‬ ‫والصناعــة الحربيــة والفالحــة تحتــل‬
‫الــرد‪.‬‬ ‫الصــف األول يف اهتاممــات األمــر عبــد‬
‫ب)‪-‬الشجاع املغوار‪:‬‬ ‫القــادر‪ ،‬الــذي متيــز مبواصفــات جعلتــه‬
‫إن تحــ ّدي الخطــر ورباطــة الجــأش‬ ‫يقــود دولتــه بحكمــة ورزانــة أرهــب‬
‫ســمتان جوهريتــان يف شــجاعة رجــل‬ ‫وصــف العقيــد دومــا األمــر عبــد‬ ‫بهــا العــدو وتتمثــل تلــك الصفــات‬
‫مــن طينــة األمــر عبــد القــادر‪ ،‬فإرادتــه‬ ‫القــادر حينــا تفقــده يف زنزانتــه‬ ‫فياميــي‪:‬‬
‫الفالذيــة وصمــوده إزاء املصائــب‪،‬‬ ‫قائــا‪« :‬وجدتــه يرتعــد مــن شــدة‬ ‫أ)‪-‬الفارس الطاهراملتقشف‪:‬‬
‫وصــره عــى الفشــل الــذي يصيــب‬ ‫الــرد‪ ،‬وملــا ســألته عنعــدم إيقــاد‬ ‫كانــت طبيعــة الحيــاة عنــد األمــر عبــد‬
‫النفــوس الضعيفــة‪ ،‬جعلــت مــن عبــد‬ ‫النــار أجابنــي عبــد القــادر بنفــاذ‬ ‫القــادر قامئــة عــى أســس ثابتــة تتمثــل‬
‫القــادر بلــوغ مراتــب الســمو‪ .‬يظهــر‬ ‫حصتــه مــن الفحــم‪ ،‬فأرشــدته إىل أن‬ ‫يف التحــي بالقســوة تجــاه نفســه‪،‬‬
‫مــن خاللهــا بأنــه قــادرا عــى مقاومــة‬
‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪2019‬‬ ‫‪32‬‬
‫التافنــة يــوم ‪ 30‬مــاي ‪1837‬م بعــد‬ ‫ضاريــة ضــد االســتعامر الفرنــي‬ ‫جميــع املحــن‪ ،‬لكــن تحليــه مبظاهــر‬
‫معــارك ضاريــة مثــل معركــة وادي‬ ‫املحتــل تربهــن عــى مــدى بســالتهم‬ ‫الجــرأة‪ ،‬ليســت بغريــزة عميــاء‬
‫الســكاك يف ‪ 06‬جويليــة ‪1836‬م‬ ‫ورصامتهــم التــي ال يــزال صداهــا يــرن‬ ‫تتجاهــل الخطــر‪ ،‬بــل إنهــا ســجية‬
‫بضواحي تلمسان‪.‬‬ ‫يف األذان إىل اليــوم نذكــر منهــا‪:‬‬ ‫رديفــة إرادة متزنــة وعقالنيــة‪ .‬فخــال‬
‫معركــة الزمالــة‪ :‬يف ‪ 16‬مــاي ‪1843‬م‬ ‫معركــة خنــق النطــاح األوىل‪ :‬وقعــت‬ ‫املعــارك ألتــي قادهــا جــرح األمــر‬
‫بعــد تنفيــذ هجــوم عنيــف مــن طــرف‬ ‫بوهــران يــوم ‪ 03‬مــاي ‪1832‬م بقيــادة‬ ‫مــرات عديــدة‪ ،‬كان دامئــا يف األماكــن‬
‫األكــر عرضــة للخطــر متحديــا املــوت‪،‬‬
‫جالبــا انتبــاه الجنــود الفرنســيني‪،‬‬
‫الذيــن كانــوا يتوقفــون عــن إطــاق‬
‫النــران مــن شــدة إعجابهــم فأثنــاء‬
‫حصــار مدينــة وهــران‪ ،‬شــوهد األمــر‬
‫وهــو ينطلــق بجــواده صــوب القذائــف‬
‫معــززا بذلــك شــجاعة محاربيــه‪ ،‬الذيــن‬
‫مل يتعــودوا ســاع دوي املدافــع‪.‬‬
‫معركة خنق النطاح ‪( 1832‬من املجموعات املتحفية)‬
‫ومــن مظاهــر شــجاعة وإقــدام األمــر‪،‬‬
‫موقفــه إزاء الحــادث الخطــر الــذي‬
‫الــدوق أومــال وأعــاث فيهــا فســادا‬ ‫والــده محــي الديــن ضــد الجيــش‬ ‫تع ّرضــت لــه قلعــة تاقدمــت فأبــدى‬
‫كبــرا‪ ،‬وتأثــر األمــر كثــرا مــا أصــاب‬ ‫الفرنــي الــذي كان بقيــادة الجــرال‬ ‫جــرأة وربــاط جــأش كبرييــن‪ ،‬باندفاعــه‬
‫الزمالــة مــن تدمــر وحــرق وفقدانــه‬ ‫بوابيه‪.‬‬ ‫مرس ًعــا يف ســياج الدخــان الــذي نتــج‬
‫للعديــد مــن الكتــب واملخطوطــات‬ ‫معركــة خنــق النطــاح الثانية‪:‬كانــت‬ ‫عــن إنفجــار قــوي‪ ،‬متبوعــا بــراخ‬
‫وعــر عــن ذلــك مبــا يــي» الحمــد للــه‪،‬‬ ‫يــوم ‪ 04‬جــوان ‪1832‬م بوهــران بقيــادة‬ ‫ينــذر بإنفجــار القلعــة عــى إثــر‬
‫لقــد كانــت األمــاك الغاليــة عــى‬ ‫الوالــد محــي الديــن ضــد الجــرال‬ ‫خطــأ إرتكبــه أحــد األرسى الفرنســيني‬
‫قلبــي تشــغلني كثــرا وتعيــق حــركايت‬ ‫بوابيه أيضا‪.‬‬ ‫العاملــن أثنــاء تحضــره للخراطيــش‬
‫وتبعــدين عــن ســواء الســبيل‪ ،‬وســأكون‬ ‫معركــة املقطــع‪ :‬التــي اهتــزت لهــا‬ ‫يف معمــل يقــع يف أعــى قبــو مســخر‬
‫أكــر حريــة يف املســتقبل ملحاربــة‬ ‫فرنســا واضطــرت إىل تغيــر‬ ‫كمخــزن للبــارود‪ ،‬بالقــرب مــن قاعــة‬
‫أعدايئ»‪.‬‬ ‫جرناالتهاوقعــت يف ‪ 28‬جوان ‪.1835‬‬ ‫ملجلــس األمــر‪ .‬ورغــم الذعــر وصيــاح‬
‫الجزائريــن يف وجــه األســر الفرنــي‪،‬‬
‫إال أن األمــر تحــى بالســكينة وأمــر‬
‫بالتحــري عــى الحــدث‪ ،‬ودعــا طبيبــه‬
‫إلســعاف الجرحــى‪ ،‬ومل يغــادر األمــر‬
‫القلعــة حتــى إطــأن عــى جميــع‬
‫الجرحــى بعــد عالجهــم مــن طــرف‬
‫الطبيــب دون متييــز‪.‬‬
‫ج)‪ -‬املثابر الصارم‪:‬‬
‫معركة املقطع ‪( 1835‬من املجموعات املتحفية)‬ ‫كان األمــر عبــد القــادر يحــث أتباعــه‬
‫ومــن املظاهــر ألتــي أبــدى فيهــا األمــر‬ ‫معركــة التافنــة‪ :‬التــي جــرت أحداثهــا‬ ‫بالصــر عــى املحــن و املثابــرة يف‬
‫رصامتــه‪ ،‬مــع خلفائــه وضباطــه أنــه‬ ‫يف ‪ 25‬جانفــي ‪1836‬م بتلمســان ضــد‬ ‫تحقيــق النــر‪ ،‬متيقنــا بــأن هاتــان‬
‫يف أحــد األيــام وهــو يتفقــد الرعيــة‬ ‫الجــرال بيجــو أيــن توصــل الطرفــان‬ ‫الخصلتــان تصنعــان الشــجاعة املعنويــة‬
‫و األرسى يف حصــن تاقدمــت‪ ،‬الحــظ‬ ‫إىل عقــد هدنــة‪ ،‬التــي عرفــت مبعاهــدة‬ ‫لــدى رجالــه‪ ،‬الذينخــاض بهممعــارك‬
‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪33 2019‬‬
‫من صفحات التاريخ‬
‫ا ملقا تلــن‬ ‫الحســنة لهــم حيــث يخضعــون‬ ‫أســرا يرتــدي قميصــا ممــزق‪ ،‬فأمــر‬
‫ا لنظا ميــن ‪،‬‬ ‫لإلســتجواب الدقيــق دون عنــف‪،‬‬ ‫الضابــط املكلــف بشــؤون األرسى‬
‫ا لذ يــن‬ ‫فــكان متســامحا‪ ،‬رحيــا وعطوفــا‪ .‬كــا‬ ‫عــى أن يكســو األســر‪ .‬وحينــا رجــع‬
‫يطلبهــم‬ ‫كان لوالــدة األمــر اللــة زهــرة الرعايــة‬ ‫األمــر بعــد يومــن الحــظ أن األســر‬
‫للمشــا ر كة‬ ‫املبــارشة للألســرات أيــن كــن يقمــن‬ ‫مــازال عــى حالــه‪ ،‬فعالــج األمــر بــذكاء‬
‫يف الحمــات‬ ‫بخيمــة خاصــة تقــع بالقــرب مــن‬ ‫ورصامــة أيضــا حيــث أمــر أحــد جنــوده‬
‫ا لعســكر ية‬ ‫خيمــة والــدة األمــر ويتــوىل عبــدان‬ ‫بنــزع القميــص عــن األســر وتركــه‬
‫أو الــرد عــى‬ ‫زنجيــان حراســتها فــا يســمحان ألحــد‬ ‫عاريــا حينهــا تلفــت إىل الضابــط‬
‫اإلعتــداءات‪،‬‬ ‫بالدخــول دون إذن والــدة األمــر‪.‬‬ ‫املكلــف بــاألرسى و قــال لــه «آمــل‬
‫و كا نــت‬ ‫مطبقــا بذلــك العديــد مــن القواعــد‬ ‫اآلن أن تكســوه حينــا» ففعــل الضابــط‬
‫ا لقــو ا ت‬ ‫العرفيــة للقانــون اإلنســاين الــدويل‪.‬‬ ‫ذلــك يف عجالــة وهــذا التــرف جعــل‬
‫ا لنظا ميــة‬ ‫فــكان رؤوفــا بالبســطاء ومتســامحا‬ ‫اآلخريــن يفهمــون األمــر ويطيعونــه‪.‬‬
‫مقســمة‬ ‫جــدا مــع الجنــاة الصغــار الضالــن‬ ‫د)‪ -‬املتسامح احلليم‪:‬‬
‫إىل ألويــة‬ ‫ضحايــا جهلهــم أو قســوة معيشــتهم‪.‬‬ ‫بعــد إســتالم األمــر عبــد القــادر لــواء‬
‫ألتــي تتألــف‬ ‫فــذات يــوم تلقــى خــر فــرار ثالثــة‬ ‫املقاومــة مــن والــده الــذي نفــذ أول‬
‫قائد مشاة األمري عبد القادر‬ ‫هجــوم عــى املحتــل يــوم ‪ 17‬أفريــل‬
‫بد و ر هــا (من املجموعات املتحفية)‬ ‫مــن الجنــود وهــو يحــر ملخطــط‬
‫مــن أفــواج معــززة بالفرســان‪،‬‬ ‫هجومــي‪ ،‬رد برتكهــم عــى حالهــم عــى‬ ‫‪1832‬م‪ ،‬ملتزمــا يف ذلــك بقوانــن‬
‫ومجهــزة بأزيــاء خاصــة بهــا وبرتــب‬ ‫أنــه يــأيت يــوم يندمــون فيــه ويرجعــون‬ ‫اإلســام يف الحــرب والقتــال املتمثلــة‬
‫عســكرية مميــزة‪ ،‬يســر بنظــام محكــم‬ ‫للصــواب‪ .‬كــا كان يــرك الحريــة‬ ‫يف منــع التجــاوزات‪ ،‬إلتــزام اإلنصــاف‬
‫ســنه األمــر يسمى»دســتور الحكــم‬ ‫لــأرسى املســيحيني يف الدخــول إىل‬ ‫يف التعامــل مــع العــدو عمــا بوصيــة‬
‫الرشعــي الخــاص بجســش األمــر»‪،‬‬ ‫الديــن اإلســامي حينــا يطلبــون ذلــك‪،‬‬ ‫الرســول صــى اللــه عليــه و ســلم‬
‫ويحتــوي عــى كل التفاصيــل املتعلقــة‬ ‫بــل كان يطمئنهــم بعــدم إصابتهــم‬ ‫للمجاهديــن يف ســبيل اللــه املقبلــن‬
‫باإلنضبــاط يف شــكل تنظيــات تقــرأ‬ ‫بــاألذى إن بقــوا عــى ديــن أجدادهــم‪.‬‬ ‫عــى مواجهــة أعدائهــم فــكان يقــول‬
‫مرتــن يف الشــهر عــى ســائر الوحــدات‪.‬‬ ‫وكان جيــش االمــر عبــد القــادر يتألــف‬ ‫لهــم «ســروا‪ ،‬ال تغلــوا و ال متثلــوا و‬
‫وعــى الصعيــد اإلداري قســم األمــر‬ ‫يف أغلبــه مــن املتطوعــن إىل جانــب‬ ‫ال تغــدروا‪ ،‬وال تقتلــوا شــيخا فانيــا‬
‫الــراب الوطنــي إىل مثــاين مقاطعــات‬ ‫و ال صبيــا و ال إمــرأة»‪ .‬و مــن هــذه‬
‫عــى رأس كل منهــا خليفــة يقودهــا‬ ‫املبــادئ للديــن اإلســامي الحنيــف‪ ،‬كان‬
‫سياســيا وعســكريا يســاعده يف ذلــك‬ ‫األمــر عبــد القــادر يســتلهم ويســن‬
‫عــدد مــن األعــوان يشــكلون ديوانــه‬ ‫قوانــن وقواعــد الحــرب مــع العــدو‪،‬‬
‫التنفيــذي حيــث أنشــأ مــا يســمى‬ ‫طيلــة خمســة عــر ســنة مــن املعــارك‬
‫بالنظــارات فكانــت كــا يــي‪:‬‬ ‫ضــد القــوات الفرنســية‪ ،‬متيــز خاللهــا‬
‫‪-‬نظــارة الداخلية‪:‬تتــوب عــن األمــر يف‬ ‫بســلوكات و ترصفــات جمعــت بــن‬
‫الشــؤون املدنيــة والعســكرية؛‬ ‫اإلنســانية و الكــرم و حتــى املــودة مــع‬
‫‪-‬نظــارة الخارجيــة‪ :‬وظيفتهــا التمثيــل‬ ‫العــدو االعــزل املســتضعف يف أرسه‪.‬‬
‫الدبلومــايس وتوطيــد العالقــات مــع‬ ‫فأصبحــت رأفــة األمــر بــاألرسى مــرب‬
‫الــدول األجنبيــة؛‬ ‫للمثــل لدرجــة أن الجنــود الفرنســيني‬
‫نظــارة الحربيــة‪ :‬وظيفتهــا صنــع‬ ‫ال يخشــون الوقــوع كأرسى لــدى األمــر‬
‫األســلحة والذخرية وصك العملة؛‬ ‫الــذي كان يحــرص عــى املعاملــة‬
‫فارس من فرسان األمري(من املجموعات املتحفية)‬
‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪2019‬‬ ‫‪34‬‬
‫القــادر الجزائــري شــخصية مميــزة مــن‬ ‫وتضــم مــا يقــارب ‪ 200‬ألــف شــخص‬ ‫نظــارة الخزينــة الخاصــة‪ :‬تقــوم‬
‫حيــث التكويــن ومنهــج القيــادة الــذي‬ ‫منهــم صنــاع األســلحة وصنــاع الــروج‬ ‫بدور الوســاطة وتسيري الخزينة؛‬
‫كان يســتمده مــن تعاليــم الرشيعــة‬ ‫والخياطــن وكل الصنائــع الرضوريــة‬ ‫نظــارة العشــور والــزكاة‪ :‬التــي‬
‫اإســامية‪ ،‬كــا برهــن عــى أنــه عــى‬ ‫لتنظيمهــا وكان بهــا ســوق يــردد عليــه‬ ‫تــرف عــى جبايــة الرضائــب؛ ويف‬
‫درايــة بشــؤون الحكــم حيــث رشع‬ ‫جمــوع مــن العــرب مــن مختلــف‬ ‫هــذا الصــدد كان األمــر يعتمــد العــدل‬
‫يف تنظيــم دولتــه منــذ اليــوم األول‬ ‫مناطــق الوطــن بغــرض التــزود‬ ‫يف جمــع املــال حيــث قــال عنــه‬
‫ملبايعتــه‪ ،‬حيــث تك ّرســت مكانتــه‬ ‫مبختلــف الحاجيــات‪ ،‬وإقامــة مختلــف‬ ‫النقيــب ســان هبولــت «إن األمــر‬
‫كعميــد لألبطــال ورمــزا للمجاهديــن‬
‫الجزائريــن الذيــن قدمــوا كل مــا يف‬
‫وســعهم تقدميــه‪ ،‬يف ســبيل الحريــة‬
‫وعــزة الوطن‪.‬أســس دولــة بــكل‬
‫مقايســها الحديثــة وكان جهــاده‬
‫للغــزاة الفرنســيني مبثابــة نضــال نوعــي‬
‫دشــنت بــه الجزائــر تاريخهــا املعــارص‪،‬‬
‫عمــق يف الجزائريــن أكــر روح املقاومــة‬
‫وأصبحــوا ال يــرددون يف االســتجابة إىل‬
‫الجهــاد أينــا شــبت نــاره‪ ،‬إىل أن بزغت‬
‫شــمس الحريــة وطــرد املســتعمر‬
‫املحتــل الغاشــم مــن أرضنــا الطاهــرة‪.‬‬ ‫زمالة األمري عبد القادر(من املجموعات املتحفية)‬

‫الزمالــة‪ .‬وقــع املراجع‬ ‫عمــم العدالــة‪ ،‬يســتنكر أي ابتــزاز‪ ،‬وال التبــادالت مــع قاطنــي‬
‫يطلــب إال الرضائــب القانونيــة دون ويف ديســمرب ‪1849‬م بعدمــا‬
‫‪ -‬فريــدة قــايس‪ :‬الدولــة يف فكــر‬ ‫األمــر عــى معاهــدة اإلستســام‪،‬‬ ‫استعامل العنف»‪.‬‬
‫األمــر عبــد القــادر(‪.)1832-1847‬‬ ‫حيــث أرغمتــه الظــروف عــى ذلــك‪.‬‬ ‫وكان لدولــة األمــر عبــد القــادر نظــام‬
‫‪ -‬مصطفــى خياطــي‪ :‬أرسى األمــر‬ ‫رحــل إىل املنفــى يف فرنســا وبعدهــا إىل‬ ‫خــاص بهــا ويتمثــل يف تكويــن مجلــس‬
‫عبــد القــادر‪.‬‬ ‫دمشــق أيــن كان لــه مواقــف إنســانية‬ ‫الشــورى يشــمل ‪ 11‬عضــوا برئاســة‬
‫‪ -‬محمــد الرشيــف ســاحيل‪ :‬األمــر‬ ‫أهمهــا تلــك ألتــي تصــدى بهــا للفتنــة‬ ‫القــايض أحمــد بــن الهاشــمي‪ ،‬وتنظيــم‬
‫عبــد القــادر‪.‬‬ ‫الطائفيةألتــي وقعــت بــن املســلمني‬ ‫الدولــة سياســيا عــى أســس فدراليــة‬
‫‪ -‬مصطفــى خياطــي‪ :‬األمــر عبــد‬ ‫واملســيحيني فــكان لألمــر دورا فعــال‬ ‫بتقســيم دولتــه إداريــا إىل مثــاين‬
‫القــادر ســجني فرنســا‪.‬‬ ‫يف حاميــة أكــر مــن خمســة عــر‬ ‫مقاطعــات كل مقاطعــة يرأســها خليفــة‬
‫‪-‬عبــد القــادر بوطالــب‪ :‬األمــر عبــد‬ ‫ألــف مــن النصــارى إســتضافهم يف‬ ‫لألمــر عبــد القادر‪.‬وأنشــأ األمــر عبــد‬
‫القــادر وبنــاء األمــة الجزائريــة‪.‬‬ ‫منازلــه ووفــر لهــم الحاميــة‪.‬‬ ‫القــادر الزمالــة التــي كانــت عبــارة‬
‫‪-‬أديــب حرب‪:‬التاريــخ العســكري‬ ‫بعــد مســرة شــاقة و طويلــة حــط‬ ‫عــن مدينــة متنقلــة‪ ،‬تضــم كل الذيــن مل‬
‫واإلداري لألمــر عبــد القــادر‬ ‫األمــر رحالــه بدمشــق أيــن أســتقبل‬ ‫يكــن األمــر يســتطيع التخــي عنهــم وال‬
‫الجزائري(ثالثــة أجــزاء)‪.‬‬ ‫بحفــاوة كبــرة فاســتقر بهــا داعيــا‬ ‫حاميتهــم يف األوقــات الصعبــة‪ .‬حيــث‬
‫‪-‬األمــرة بديعــة الحســني‬ ‫لنــر العلــم الرشعــي واللغــة العربيــة‬ ‫حــول القبائــل إىل الزمالــة مــع ثرواتهــا‬
‫الجزائري‪:‬األمــر عبــد القــادر‬ ‫ومحاربــا للبــدع والخرافــات إىل أن‬ ‫ونســائها وقطعانهــا وأطفالهــا وشــيوخها‬
‫حقائــق ووثائــق‪.‬‬ ‫وافتــه املنيــة عــام ‪1883‬م‪.‬‬ ‫ومرضاهــا فأصبحــت عاصمــة عمالقــة‬
‫ويف الختــام نقــول أن األمــر عبــد‬ ‫مســتقلةبجميع رشوط الحيــاة فيهــا‪،‬‬
‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪35 2019‬‬
‫من صفحات التاريخ‬

‫‪1871‬‬ ‫ثورة‬
‫بقيادة احلاج محمد املقراني‬
‫والشيخ احلداد‬

‫من املجموعات املتحفية‬

‫ٌ‬
‫حاســمة فــي‬ ‫ولحظــات‬
‫ٌ‬ ‫لِــكل شــعب أبطــال تتجســم فيهــم شــخصيته وبطوالتــه وتاريــخٌ‬
‫حياتــه وذكريــات يحتفــل بهــا اعتــزازا وافتخــارا وتخليــدا لماضيــه‪ ،‬وعلــى غــرار باقــي‬
‫الشــعوب فــإن للشــعب الجزائــري تاريخــاً عظيمــاً كتبــه أبطــال بدمــاء طاهــر ٍة زكيــ ٍة‬
‫جســام خلــدوا بهــا أســمائهم فــي ســجالت التاريــخ منــذ أقــدم العصــور وفــي‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وتضحيــات‬
‫هــذا الحديــث القصيــر نتعــرض إلــى ثــورة عظيمــة فجرتهــا شــخصيات فــذة ولــدت فــي‬
‫ٍ‬
‫ورفــض قاطــعٍ لــكل‬ ‫حضــن مقاومــة الدخيــل األجنبــي‪ ،‬ووجــدت الشــعب فــي غليــان مســتمر‬
‫سياســات المســتعمر‪ ،‬إنهــا ثــورة ‪ 1871‬ثــورة الحــاج محمـــد المقرانــي والشــيخ الحــداد‪.‬‬
‫✦ بقلم‪ :‬بن تريعة حسن‬
‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪2019‬‬ ‫‪36‬‬
‫إىل إقليــم املغــرب العــريب يف القــرن ‪11‬م‬ ‫ملاشــيتهم‪ ،‬وإىل جانــب سياســة التوســع‬
‫خــال الهجــرة الهالليــة عــى اإلقليــم‪،‬‬ ‫والغــزو اتبعــت فرنســا اإلمرباطوريــة‬
‫واســتقروا بجبــال قلعــة بنــي حــاد‬ ‫سياســة التهجــر واالســتيطان للعنــر‬
‫يف املعاضيــد شــال مدينــة املســيلة‬ ‫األورويب إىل الجزائــر‪ ،‬فقــد كان للعمليــة‬
‫وجنــوب رشق مدينــة بــرج بوعريريــج‪،‬‬ ‫التــي خطــط لهــا املاريشــال رانــدون‬
‫وارتبــط تاريخهــم هنــاك باألمــراء‬ ‫منــذ تعيينــه حاكــا عامــا للجزائــر ســنة‬
‫الحامديــن‪.‬‬ ‫‪ ،1851‬ونفذهــا النقيــب فيشــود بنجــاح‬
‫ويف النصــف الثــاين مــن القــرن ‪15‬م‬ ‫انعكاســات خطــرة جــدا عــى مســتقبل‬
‫تــرك األمــر عبــد الرحمــن جبــل عيــاض‪،‬‬ ‫البــاد‪ ،‬فبعــد القضــاء عــى ثــورة األمــر‬
‫وانتقــل جهــة البيبــان واســتقر بقلعــة‬ ‫عبــد القــادر وأحمــد بــاي والال فاطمــة‬
‫بنــي عبــاس شــال غــرب ســهل مجانــة‪،‬‬ ‫نســومر وغريهــا مــن الثــورات الشــعبية‬
‫بعــد وفاتــه ســنة ‪1500‬م خلفــه ابنــه‬ ‫األخــرى‪ ،‬رشع الجيــش الفرنــي يف‬
‫أحمــد الــذي لقــب بالســلطان وبعــد‬ ‫فــرض إدارة اســتعامرية مهمتهــا تحويــل‬ ‫خريطة ثورة ‪(1871‬من املجموعات املتحفية)‬
‫وفاتــه خلفــه ابنــه عبــد العزيــز الــذي‬ ‫الجزائــر إىل مســتوطنات للمعمريــن‬ ‫قبــل أن نتطــرق لحيثيــات املقاومــة لبــد‬
‫اتخــذ القلعــة عاصمــة لــه‪ ،‬ولقــد متتعــت‬ ‫وخنــق أي اتجــاه للمقاومــة‪ ،‬وتجريــد‬ ‫أن نتكلــم قليــا عــن الظــروف التــي‬
‫إمــارة املقرانيــن بالقــوة وســعة النفــوذ‬ ‫الســكان األصليــن مــن أراضيهــم‬ ‫ســبقتها واألوضــاع العامــة التــي عاشــتها‬
‫خــال عهــد العزيــز وأخيــه أحمــد‬ ‫وطردهــم نحــو املناطــق الجــرداء ومتليك‬ ‫الجزائــر قبــل ســنة ‪ ،1781‬ونعــرف‬
‫أمقــران الــذي تزعــم اإلمــارة ســنة‬ ‫األرايض الخصبــة لألوروبيــن‪ ،‬حيــث بلــغ‬ ‫بالشــخصيات التــي صنعــت الحــدث‪.‬‬
‫‪1561‬م‪ ،‬وبعــد اختفائــه دخلــت اإلمــارة‬ ‫عــدد قــرى املعمريــن األوروبيــن مابــن‬ ‫األوضاع العامة قبل املقاومة‪:‬‬
‫يف طــور الضعــف وانقســم املقرانيــون‬ ‫ســنة ‪ 1851‬وســنة ‪ 1857‬مثانيــة وســتني‬ ‫كانت سياســة الغزو والتوسع االستعامري‬
‫عــى أنفســهم‪ ،‬اســتغل العثامنيــون هــذه‬ ‫قريــة‪.‬‬ ‫هــي الطابــع العــام الــذي اتصــف بهــا‬
‫الفرصــة وتدخلــوا يف شــؤون اإلمــارة‬ ‫كــا كانــت الجزائــر مرسحــا لعــدد مــن‬ ‫االحتــال الفرنــي ألكــر مــن عرشيــن‬
‫مــا أدى بهــا للتمــزق والتشــتيت الــذي‬ ‫النظــم غــر املســتقرة تِبَعــا ألهــواء‬ ‫ســنة منــذ احتاللــه للجزائــر‪ ،‬وعــاىن‬
‫تواصــل حتــى بعــد اإلحتــال الفرنــي‬ ‫العســكريني واملدنيــن مــن األوروبيــن‪،‬‬ ‫الجزائريــون خاللــه ويــات الحــروب‬
‫فكلــا غضــب فريــق منهــم أُســريض‬ ‫والتــرد والتخريــب ألمالكهــم والقتــل‬
‫بنظــام جديــد‪ ،‬أمــا الجزائريــون فكانــوا‬
‫عــى الهامــش يعانــون مــن الحيــف‬
‫االقتصــادي والعــزل الســيايس واإلداري‪،‬‬
‫فلــم يجــدوا وســيلة للخــاص ودفــع‬
‫األخطــار إال الثــورة والعنــف بعــد‬
‫أن بلغــت األمــور حدهــا األقــى يف‬
‫التدهــور والخطــورة عــام ‪.1871‬‬
‫مكانة عائلة املقراني‪:‬‬
‫يُرجــع أغلــب املؤرخــن نســب أرسة‬
‫املقــراين إىل فاطمــة بنــت الرســول‬
‫صــى اللــه عليــه وســلم‪ ،‬ويذكــرون أن‬
‫أجدادهــم مــن قبائــل عيــاض هاجــروا‬
‫شجرة عائلة املقراين‬ ‫املجاعة أثناء اإلحتالل (من املجموعات املتحفية)‬
‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪37 2019‬‬
‫من صفحات التاريخ‬
‫ويتوســط لحــل مشــاكلهم‪ ،‬وهــذا مــا‬ ‫ســنة ‪1830‬م‪.‬‬
‫جعلــه يتمتــع بســمعة طيبــة لديهــم‪.‬‬ ‫شــاركت األرسة املقرانيــة وعــى رأســها‬
‫ويف الوقــت الــذي كان فيــه الباشــاغا‬ ‫أحمــد املق ـراين يف صــد الغــزو الفرنــي‬
‫يعيــش إىل جانــب إخوانــه ويتــأمل‬ ‫عــى قســنطينة ســنة ‪1837‬م‪ ،‬وبعــد‬
‫ملعاناتهــم‪ ،‬كان يتابــع باهتــام بالــغ‬ ‫إمضــاء معاهــدة تافنــة حــر األمــر‬
‫الثــورات التــي كانــت تقــوم هنــا وهنــاك‬ ‫عبــد القــادر إىل إقليــم ونوغــة واجتمــع‬
‫ضــد املســتعمر ويتمنــى انتشــارها‪،‬‬ ‫بــكل مــن أحمــد وعبــد الســام املقرانيني‬
‫مروحة أهداها الحاج محمد املقراين لصديقه‬ ‫وهــو مــا جعــل قــادة الجيــش الفرنــي‬ ‫يف قصبــة بنــي يلــان التــي كانــت‬
‫اليس الطاهر بن تريعة‬ ‫واملســتوطنني ينظــرون إىل الباشــاغا نظرة‬ ‫عاصمــة لإلقليــم‪ ،‬وذلــك مــن أجــل الفــوز‬
‫تريعــة ســحب منطقــة املســيلة مــن‬
‫املقرانيــن واالضطهــاد الــذي تعــرض لــه‬ ‫املشــكوك فيــه‪ ،‬وبــدأت املضايقــات‬ ‫مبنصــب الخليفــة عــى مجانــة‪ ،‬فعــن‬
‫الباشــاغا أحمــد املقـراين يف قصيــدة مــن‬ ‫تتــواىل عليــه ومتــس مــن كربيائــه ومــن‬ ‫األمــر عبــد القــادر محمـــد عبــد الســام‬
‫الشــعر امللحــون يقــول فيهــا‪:‬‬ ‫االمتيــازات التــي ورثهــا مــن أبيــه‪ ،‬وكانت‬ ‫املقــراين ورجــع أحمــد املقــراين خائبــا‪،‬‬
‫نَبــدأ بِســم اللــه الكبــر الــ ّرب القــادر‬ ‫البــادرة األوىل بترصفــات املقــدم مارمــي‬ ‫وكان الفرنســيون قــد عينــوا "هنــي بــن‬
‫َســ ّهل يل ريب يف القــول مــا نجحــــــد‬ ‫الــذي عــن حاكــا عــى بــرج بوعريريــج‬ ‫يلــس" قائــدا عــى مجانــة كــرد فعــل‬
‫بــي َصايـــــــر‬ ‫أن َْحدثكــم يــا األلبــاب ّ‬ ‫يف منتصــف ‪1857‬م ملراقبــة ترصفاتــه‬ ‫عــى مــا قــام بــه األمــر عبــد القــادر‪،‬‬
‫تتحا ُيـــــــــــد‬ ‫وإصــدار األوامــر والتعليــات للباشــاغا‪،‬‬ ‫وملــا قُتــل هنــي يف إحــدى املعــارك‬
‫مــا نــدري َبأيــام العــز َ‬
‫نُشــكر فال ٌنــاس الق ّيــام ِب ُهــم نَ ْفخَــــــر‬ ‫وطالبــه بتحويــل أمــوال املخالفــات‬ ‫التــي كان يشــنها ضــد ســكان ريغــة‪،‬‬
‫ُو ّ ْل نَــرو ريب مــا َيخــى حــــد‬ ‫التــي يســتخلصها مــن الســكان إىل‬ ‫عــن املاريشــال "فــايل" أحمــد املقــراين‬
‫محمـــد رجــل َم ْذكـــور بطــل امخــر‬ ‫الخزينــة الفرنســية بعــد أن كان يحتفــظ‬ ‫خليفــة عــى مجانــة يف أكتوبــر ‪1838‬م‪،‬‬
‫ابــن املقــراين بيــه العامــــــة تســعد‬ ‫بهــا‪ ،‬وذلــك إلضعافــه ماديــا وزعزعــة‬ ‫وهنــا كانــت بدايــة العالقــات الفرنســية‬
‫متــأدب حــاذق َمبســوط مــا يتغ ّيـــــر‬ ‫مكانتــه بــن األهــايل‪ ،‬كــا قامــت اإلدارة‬ ‫مــع األرس الجزائريــة الكبــرة وذات‬
‫مـــــا يقبــل واحــد َي ْعـ َـى عــى واحـــد‬ ‫الفرنســية بفــرض الرضائــب عــى أرستــه‬ ‫النفــوذ الواســع يف املنطقــة‪ ،‬وأرادت‬
‫حاكــم بلــدة بوجملــن ِسو حــارض‬ ‫وأعوانــه مــن الحشــم‪ ،‬وقامــت أيضــا‬ ‫بذلــك اســتعاملها لفــرض ســيطرتها عــى‬
‫أهــل الن ّيــة مــن بحــرو كلهــا تُــــــورد‬ ‫بانت ـزاع خمســة آالف هكتــار مــن أبنــاء‬ ‫املجتمــع الجزائــري‪.‬‬
‫الظــامل يدحيــه ْيغَرقـــــــو مــا َيظْهــر‬ ‫عمومتــه ووزعتهــا عــى املعمريــن‪.‬‬ ‫يف ســنة ‪1853‬م تــويف الخليفــة أحمــد‬
‫ْم َر ّحــب تَعــى دراجتــو يصعـــــــــــد‬ ‫تظاهــر الباشــاغا محمـــد املقـراين بعــدم‬ ‫املقــراين فعينــت الســلطات الفرنســية‬
‫الـ ّـي قــادر زهــرو ْي ِخيــف جبــل مقطــر‬ ‫االكــراث ألن هــذا اإلجــراء ال ميســه‬ ‫ابنــه محمـــد يف مكانــه بلقــب الباشــاغا‬
‫عنــوا نســافر أىب خاطــري يهمــــــد‬ ‫هــو شــخصيا‪ ،‬لكــن رسعــان مــا قامــت‬ ‫وهــو لقــب أقــل قيمــة ونفــوذا مــن‬
‫امــى ذاك الوقــت و جـــا وقــت امحـ ّـر‬ ‫الســلطات الفرنســية بتعويــض املقــدم‬ ‫لقــب الخليفــة‪ ،‬كان الحــاج محمـــد‬
‫راين كيــف الـ ّـي مســجون محــــدد‬ ‫مارمــي بضابــط أصغــر منــه وهــذا مــا‬ ‫املقـراين فخــورا عزيــز النفــس ال يتحمــل‬
‫خلــق مشــكلة نفســية للباشــاغا‪ ،‬كــا‬ ‫اإلهانــة‪ ،‬وكان شــهام شــجاعا ذا وطنيــة‬
‫مكانة عائلة الشيخ احلداد‪:‬‬
‫أجربتــه ســنة ‪1861‬م عــى تقليــص عــدد‬ ‫صادقــة وروح شــعبية أصيلــة‪ ،‬وإذا‬
‫تعــود أصــول أرسة الشــيخ الحــداد إىل‬ ‫فرســانه‪ ،‬وأرغمتــه عــى إلغــاء نظــام‬ ‫كانــت األقــدار قــد دفعــت بــه ليكــون‬
‫أصــل جزائــري‪ ،‬مــن منطقــة بنــي منصور‬ ‫التويــزة الــذي اعتــاد عليــه هــو وأجداده‪،‬‬ ‫يف موقــع يفــرض عليــه الكثــر مــن‬
‫الواقعــة يف جبــال البيبــان عــى الضفــة‬ ‫إضافــة إىل تعــن بوضيــاف بــن بــوراس‬ ‫االلتزامــات تجــاه ســلطات االســتعامر‪،‬‬
‫اليمنــى لــواد الســاحل يف مواجهــة جبــال‬ ‫باشــاغا عــى املســيلة وكانــت عائلــة مــن‬ ‫فإنــه مل يكــن ممــن تغريهــم األلقــاب‬
‫جرجــرة‪ ،‬انتقــل البعــض منهــم إىل قريــة‬ ‫العائــات املنافســة لعائلــة املقـراين‪ ،‬وقــد‬ ‫فتنســيهم التفكــر يف وطنهــم ومــآيس‬
‫تيفــرا القريبــة مــن عــرش آث وغليــس‬ ‫ســجل لنــا الشــاعر الــي الطاهــر بــن‬ ‫شــعبهم‪ ،‬فــكان دائــم االتصــال مبواطنيــه‬
‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪2019‬‬ ‫‪38‬‬
‫بصــدوق صــات دينيــة بزوايــا رحامنيــة عــن العالقــات الرســمية وتحــد مــن‬ ‫وانتقــل البعــض اآلخــر إىل قريــة إميولــة‬
‫أخــرى مثــل زاويــة الهامــل وزاويــة صالتــه بهــا‬ ‫بعــرش مسيســنا حاليــا حيــث امتهنــوا‬
‫بوادر االنتفاضة‪:‬‬ ‫طولقــة والزاويــة الصديقيــة بقصبــة بنــي‬ ‫حرفــة الحــدادة‪ ،‬وهــي مهنــة مهيبــة‬
‫يلــان‪ ،‬وزاويــة نفطــة بتونــس‪ ،‬وكان هــو منــذ أواخــر الســتينات كان الغضــب‬ ‫الجانــب ويف نفــس الوقــت محرتمــة‬
‫املــرف عــى الزاويــة وهــو الــذي يعــن عامــا وشــامال ضــد االحتــال الفرنــي‬ ‫لــدى الســكان وذلــك ملــا كان ألدوات‬
‫املــواد التــي تــدرس حيــث نجــد العلــوم الــذي َســلّط عــى الشــعب الجزائــري‬ ‫الحديــد مــن مفعــول إيجــايب بالفالحــة‪،‬‬
‫الدينيــة واللغويــة والفقهيــة ومــواد أشــد أنــواع القمــع واالضطهــاد‪ ،‬ويف ســنة‬ ‫لذلــك ُســمي بالحــداد‪.‬‬
‫علميــة‪ ،‬فــذاع صيــت الزاويــة وأصبــح ‪1870‬م اندلعــت الحــرب بــن فرنســا‬ ‫وعندمــا تُــويف الجــد األول الــذي هاجــر‬
‫شــيخها عاملــا يلجــئ إليــه العلــاء وبروســيا األملانيــة‪ ،‬وتوالــت الهزائــم‬ ‫إىل إميولــة خلــف ثالثــة أبنــاء‪ ،‬هاجــر‬
‫والفقهــاء‪ ،‬تخــرج منهــا أجيــال مــن العســكرية عــى فرنســا والتــي أدت إىل‬ ‫أكربهــم إىل قريــة صــدوق ببنــي عيــدل‬
‫استســام اإلمرباطــور نابليــون الثالــث‪،‬‬ ‫أواخــر القــرن الخامــس عــر امليــادي‪،‬‬
‫وأعلــن عــن قيــام الجمهوريــة الثالثــة‬ ‫واســتقر هنــاك وخلــف ولديــن أحدهــا‬
‫بباريــس يف ‪ 4‬ســبتمرب ‪1870‬م‪ ،‬وقــد‬ ‫يدعــى عــي بــن محمـــد الحــداد الــذي‬
‫أصــدرت حكومــة الجمهوريــة سلســلة‬ ‫اهتــم منــذ صغــره بالعلــم فــكان رجــا‬
‫مــن املراســيم والقـرارات أهمهــا مرســوم‬ ‫مصلحــا يتصــف بالــذكاء وحســن الــرأي‪،‬‬
‫‪ 24‬أكتوبــر ‪1870‬م الــذي نــص عــى‬ ‫قــام ببنــاء جامــع يتعلــم فيــه أبنــاء‬
‫إلغــاء النظــام العســكري يف الجزائــر‬ ‫القريــة والقــرى املجــاورة‪ُ ،‬رزق عــي‬
‫وتعويضــه بالنظــام املــدين وإعطــاء‬ ‫بــن محمـــد بخمســة أبنــاء منهم محمـــد‬
‫الجنســية لليهــود‪ ،‬ولقــد نظــر الباشــاغا‬ ‫أمزيــان الحــداد الــذي ولــد ســنة ‪1793‬م‬
‫محمـــد املق ـراين لهــذا النظــام عــى أنــه‬ ‫بقريــة صــدوق واهتــم أبــوه بتعليمــه‪،‬‬
‫تشــجيع ومتكــن للمســتوطنني يف التحكم‬ ‫وبعــد أن كــر شــد الرحــال إىل زاويــة‬
‫الشيخ محمد أمزيان الحداد‬ ‫الشــيخ أعــراب يف آيــت إيراثــن بجبــال‬
‫بالشــعب الجزائــري‪ ،‬فأعلــن رفضــه ملثــل‬
‫املثقفــن شــاركوا يف نــر العلــم فكانــت هــذه الحكومــة التــي يســتطيع ان يفعــل‬ ‫جرجــرة والتــي كان يرأســها الشــيخ عــي‬
‫مرك ـزا إلشــعاع علمــي وثقــايف وروحــي‪ ،‬فيهــا يهــودي مــا يشــاء‪.‬‬ ‫بــن عيــى‪ ،‬وعنــد عودتــه إىل قريــة‬
‫وقــد وقفــت يف وجــه سياســة اإلدمــاج يف مطلــع عــام ‪1871‬م ازدادت األمــور‬ ‫صــدوق تــوىل زاوية والــده واختــاره أهله‬
‫والتنصــر التــي انتهجتهــا الســلطات تدهــورا واشــتد التوتــر أكــر وأصبــح‬ ‫ألن يكــون إمامــا عليهــا‪ ،‬وقــد تحولــت‬
‫الوضــع ينــذر باالنفجــار‪ ،‬ففــي شــهر‬ ‫الفرنســية‪.‬‬ ‫الزاويــة برسعــة إىل قبلــة ملعظــم اإلخوان‬
‫ُرزق الشــيخ محمـــد أمزيــان الحــداد جانفــي متــرد جنــود الصبايحيــة‬ ‫الرحامنيــن‪ ،‬خاصــة بعــد أن نكــب بهــم‬
‫بولديــن هــا عزيــز ومحمـــد فكانــا الجزائريــون يف بلــدة مجــر قــرب بوغــار‪،‬‬ ‫املاريشــال رانــدون خــال غــزوه لجبــال‬
‫ينبضــان فُتــوة وشــبابا‪ ،‬تلقيــا مــن ويف الطــارف وســوق أهــراس‪ ،‬ورفضــوا‬ ‫جرجــرة عــام ‪1857‬م ونفيــه لشــيخهم‬
‫أبيهــا مــا يؤهلهــا ملامرســة املســؤولية الذهــاب ألوروبــا للقتــال إىل جانــب‬ ‫الحــاج عمــر إىل تونــس‪ ،‬فوجــدوا يف‬
‫فمحمــد كان مــن القــادة الكبــار وشــارك فرنســا والتحقــوا بالجبــال‪ ،‬وظهــرت‬ ‫الحــداد الزعيــم الروحــي الــذي اســتطاع‬
‫يف ثــورة بوبغلــة (‪ ،)1854-1851‬وعزيــز حركــة ثوريــة يف تبســة وضواحيهــا‪ ،‬كــا‬ ‫أن يجمــع شــملهم‪ ،‬ويتحــول إىل زعيــم‬
‫كان رجــا سياســيا محنــكا وتــوىل جــاء محــي الديــن ابــن األمــر عبــد‬ ‫ملهــم امتــدت ســيطرته الروحيــة ونفــوذ‬
‫قيــادة منطقــة عموشــة‪ ،‬أمــا الشــيخ القــادر مــن ســوريا وكان يتقــدم مــن‬ ‫زاويتــه عــى كل املنطقــة الواســعة التــي‬
‫الحــداد فــكان بعيــدا عــن العالقــات طرابلــس إىل نفطــة لاللتفــاف بالرشيــف‬ ‫تشــمل جبــال البابــور‪ ،‬وحــوض الصومــام‬
‫مــع الســلطات الفرنســية وتطغى عليــه بوشوشــة وابــن نــارص بــن شــهرة لتنظيــم‬ ‫وجبــال جرجــرة‪ ،‬وحــوض الحضنــة‪.‬‬
‫العاطفــة الدينيــة التــي كانــت تُبعــده حركــة الجهــاد‪ ،‬وكان ثــوار أوالد ســيدي‬ ‫للشــيخ الحــداد وزاويتــه الرحامنيــة‬
‫‪39‬‬ ‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪2019‬‬
‫من صفحات التاريخ‬
‫الجزائــر‪2010 ،‬م‪.‬‬ ‫"أوجــرو‪ " dnaréguA-‬أشــكركم أيهــا‬ ‫الشــيخ يف الجنــوب الغــريب مــن الوطــن‬
‫الزبــر ســيف اإلســام‪ ،‬ثــورة املقــراين يف‬ ‫الجــرال عــى مــا قمتــم بــه تجاهــي‬ ‫مــا يزالــون حاملــن للســاح ويخوضــون‬
‫حديــث مــع األوالد‪ ،‬املؤسســة الوطنيــة‬ ‫مــن ُحســن ِفعــال‪ ،‬ولكننــي ال أســتطيع‬ ‫املعــارك الكــرى ضــد قــوات اإلحتــال‪.‬‬
‫للكتــاب‪ ،‬الجزائــر‪1985 ،‬م‪.‬‬ ‫أن أجيبكــم يف يشء واحــد وقــد ســبق أن‬ ‫مل تكــن األحــداث مجهولــة وغريبــة عــن‬
‫الطاهــر أوصديــق‪ ،‬ثــورة ‪1871‬م‪ ،‬تــر‪ :‬جباح‬ ‫قدمــت اســتقالتي للامريشــال ماكامهون‬ ‫الحــاج محمـــد املقـراين بــل كان يعيشــها‬
‫مســعود‪ ،‬املؤسســة الوطنيــة للكتــاب‪،‬‬ ‫الــذي رفضهــا‪ ...‬وإين ألكتــب كذلــك إىل‬ ‫ويتتبــع خطاهــا‪ ،‬وكانــت أخبــار الحــرب‬
‫الجزائــر‪1989 ،‬م‪.‬‬ ‫الكابتــان "أوليفــي ‪ "reivilO -‬ألخــره‬ ‫الفرنســية الربوســية أيضــا تصلــه تباعــا‬
‫بســام العســي‪ ،‬محمــد املقــراين وثــورة‬ ‫بأننــي أرفــض حوالتــي املاليــة‪ ،‬وليحمــل‬ ‫عــر الصحــف‪ ،‬وألن املقـراين رأى أنــه من‬
‫‪1871‬م الجزائريــة‪ ،‬دار النفائــس‪ ،‬بــروت‪،‬‬ ‫واجبــه اســتغالل هــذه الظــروف لتعبئــة‬
‫‪1982‬م‬ ‫الجامهــر وإعــان الثــورة ضــد املحتلــن‪،‬‬
‫عــار بوحــوش‪ ،‬التاريــخ الســيايس للجزائــر‬ ‫فقــد قــدم اســتقالته مــن منصبــه يف ‪27‬‬
‫مــن البدايــة ولغايــة ‪1962‬م‪،‬ط‪ ،1‬دار‬ ‫فيفــري ‪1871‬م‪ ،‬وأعــاد مرتبــه الشــهري‬
‫الغــرب اإلســامي‪،‬بريوت‪1997،‬م‪.‬‬ ‫الــذي أرســل لــه‪ ،‬كــا أعــاد إىل وزارة‬
‫ســعيد بورنــان‪ ،‬شــخصيات بــارزة يف كفــاح‬ ‫الحــرب الفرنســية شــارة الباشــاغا‪ ،‬ورشع‬
‫الجزائــر(‪1962-1830‬م)‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،2‬دار‬ ‫بعــد ذلــك يف اإلعــداد للثــورة بعــد أن‬
‫األمــل‪ ،‬تيــزي وزو‪2004 ،‬م‪.‬‬ ‫قــام بالعديــد مــن الزيــارات منــذ مطلــع‬
‫مزيــان وشــن‪ ،‬مجانــة عاصمــة إمــارة‬ ‫جانفــي ‪1871‬م‪ ،‬ففــي الخامــس مــن‬
‫املقرانيــن‪ ،‬دار الكتــاب العــريب‪ ،‬الجزائــر‪،‬‬ ‫هــذا الشــهر زار ابــن الرشيــف باشــاغا‬
‫‪2007‬م‪.‬‬ ‫أقبــو ورئيــس زاويــة شــاطة‪ ،‬ويف الثامــن‬
‫صالــح فركــوس‪ ،‬املختــر يف تاريــخ الجزائر‪،‬‬ ‫منــه زار الشــيخ إمــام الزاويــة الرحامنيــة‬
‫دار العلــوم للنــر والتوزيــع‪ ،‬عنابــة‪،‬‬ ‫بصــدوق الشــيخ محمـــد أمزيــان الحداد‪،‬‬
‫‪2002‬م‪.‬‬ ‫الحاج محمد املقراين (من املجموعات املتحفية)‬ ‫كــا أرســل مبعوثــن ورســائل إىل العديــد‬
‫يحــي بوعزيــز‪ ،‬ثــورة ‪1871‬م(دور عائلتــي‬ ‫كل منــا بندقيتــه‪ ،‬الــوداع)‪.‬‬ ‫مــن رؤســاء األهــايل يف مختلــف جهــات‬
‫املقـراين والحــداد)‪ ،‬الرشكــة الوطنيــة للنــر‬ ‫هكــذا أعلــن الحــاج محمــد املقــراين‬ ‫املنطقــة‪ ،‬ويف الوقــت ذاتــه كثــف‬
‫والتوزيــع‪ ،‬الجزائــر‪ ،‬ب ت‪.‬‬ ‫الثــورة عــى فرنســا‪ ،‬ثــورة ذاع صيتهــا‬ ‫مــن اجتامعاتــه مــع أفــراد عائلتــه‬
‫يحــي بوعزيــز‪ ،‬وصايــا الشــيخ الحــداد‬ ‫كل أقطــار الجزائــر وعرفــت الكثــر مــن‬ ‫ومســاعديه‪ ،‬ويف ‪ 15‬مــارس ‪1871‬م عقــد‬
‫ومذكــرات ابنــه يس عزيــز‪ ،‬املؤسســة‬ ‫املعــارك والبطــوالت وشــهدت الكثــر‬ ‫املقــراين مجلســا حربيــا موســعا ضــم‬
‫الوطنيــة للكتــاب‪ ،‬الجزائــر‪1989 ،‬م‪.‬‬ ‫مــن التطــورات التــي ســنتطرق لهــا يف‬ ‫رجــال عائلتــه وكبــار القــادة يف مجانــة‪،‬‬
‫كــال بــرم‪ ،‬األوضــاع اإلجتامعيــة‬ ‫الجــزء الثــاين‪.‬‬ ‫وفيــه تقــرر إعــان الجهــاد يف صبــاح‬
‫واإلقتصاديــة والسياســية يف الحضنة الغربية‬ ‫املراجع‬ ‫اليــوم التــايل‪ ،‬عــى أن يزحــف املقــراين‬
‫(‪1954-1840‬م)‪ ،‬مذكــرة دكتــوراه‪ ،‬تخصص‪:‬‬ ‫الحســن بــن محمــد الســعيد الرشيــف‬ ‫بنفســه عــى مدينــة بــرج بوعريريــج‪،‬‬
‫التاريــخ الحديــث واملعارص‪،‬قســم التاريــخ‬ ‫الورتــاين‪ ،‬نزهــة األنظــار يف فضــل علــم‬ ‫ويتجــه أخــوه إىل إقليــم ونوغــة لقيــادة‬
‫واآلثار‪،‬جامعــة قســنطينة‪.2011/2010،‬‬ ‫التاريــخ واألخيــار‪ ،‬مخطــوط‬ ‫الثــورة هنــاك‪ ،‬ويزحــف ابــن عمــه‬
‫فصــل مــن ديــوان الشــيخ الطاهــر بــن‬ ‫أحمــد بــن محمــد العشــاوي‪ ،‬السلســلة‬ ‫الحــاج بوزيــد بــن عبــد الرحمــن مــن‬
‫تريعــة‪ ،‬تحقيــق األســتاذ العيــد مقـراين بــن‬ ‫الوافيــة والياقوتــة الصافيــة‪ ،‬املطبعــة‬ ‫الحضنــة إىل الــرج واملناطــق الشــالية‪.‬‬
‫عــي‪ ،‬قامــت بطبعــه جمعيــة املقــراين‪.‬‬ ‫الخلدونية‪،‬تلمســان ‪1381‬ه‬ ‫وبعــث الحــاج املقــراين برســالة إىل‬
‫‪ed noitcerrusni’l ed riotsiH , niR.L‬‬ ‫الحــاج بــن تريعــة‪ ،‬بني يلــان آبــاء وأحفاد‬ ‫الســلطات الفرنســية يعلــن الحــرب‬
‫‪.1891 ,reglA ,reglA ne 1871‬‬ ‫أعــام وأمجاد‪،‬الجزائــر‪ ،‬دار الوســيط‪،‬‬ ‫وقــد جــاء فيهــا‪ ( :‬إىل الســيد الجــرال‬
‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪2019‬‬ ‫‪40‬‬
‫تاريخ الثورة‬
‫املعارك الكبرى للواليات الثورية‬
‫الوالية التاريخية الرابعة‬

‫✦ بقلم‪ :‬إسماعيل جودي‬

‫يُعتبــر محــور المعــارك فــي المتحــف المركــزي للجيــش مــن المحــاور األساســية علــى غــرار‬
‫القــادة العســكريين واألســلحة واأللبســة والتحصينــات والوثائــق والمخططــات‪ ،‬لتفتــح‬
‫المجــال إلنجــاز تحــف ومعروضــات تبــرز مآثــر التاريــخ العســكري الجزائري وإيصالهــا إلــى‬
‫الجمهــور الزائــر الشــغوف بتاريــخ بــاده وتلقيــن الشــباب الجزائــري البطــوالت الوطنيــة‬
‫عبــر التاريــخ ليكتنفــه الفخــر والعــزة باألجــداد واألســاف‪ .‬إذ أن زائــر المتحــف يســتطيع‬
‫مالحظــة هاتــه المعروضــات عبــر قاعاتــه علــى مختلــف الفتــرات التاريخيــة مــن القديــم‬
‫إلــى الحديــث إلــى المعاصــر‪ ،‬غيــر أن أبرزهــا علــى اإلطــاق هــي تلــك الموجــودة فــي‬
‫الطابــق المخصــص للثــورة التحريريــة علــى شــكل لوحــات زيتيــة تمثــل المعــارك الكبــرى‬
‫التــي خاضهــا جيــش التحريــر الوطنــي ضــد جيــش االســتعمار الفرنســي‪ .‬فــي هــذا اإلطــار‬
‫نســتكمل سلســلة المعــارك عبــر الواليــات الســت فــي العــدد الجديــد بالتطــرق فــي أول‬
‫األمــر إلــى التعريــف بالواليــة الرابعــة (الوســط الجزائــري) مــن النواحــي الجيو‪-‬تاريخيــة‪،‬‬
‫السياســية‪ ،‬اإلداريــة والعســكرية‪ ،‬كمــا نســرد بعــض الحقائــق والوقائــع التاريخيــة التــي‬
‫طبعــت الواليــة داخليــاً وأ ثَّــرت علــى مســرح األحــداث وطنيــاً‪ .‬ثــم نَ ْخل ُ‬
‫ُــص بعــد ذلــك إلــى‬
‫محــور المعــارك بتنــاول ثــاث معــارك خاضهــا جيــش التحريــر الوطنــي بالواليــة الرابعــة‬
‫(الوســط الجزائــري) بشــيء مــن التفصيــل والتوضيــح علــى ســبيل الذكــر ال الحصــر‪.‬‬
‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪41 2019‬‬
‫تاريخ الثورة‬
‫األهميــة التاريخية للوالية‬ ‫الوالية الرابعة‪ :‬الوسط‬
‫الرابعة‪:‬‬ ‫اجلزائري‬
‫تقــع الواليــة الرابعــة التاريخيــة املوقع اجلغرافي‬
‫بحكــم املوقــع الجغــرايف الــذي‬ ‫بالوســط الجزائــري املتميــز بســهول‬
‫يحتلــه وســط البــاد فــإن الواليــة‬ ‫متيجــة وباملناطــق الجبليــة كالقســم‬
‫الرابعــة رفعــت تحــد لوجســتييك‬ ‫الرشقــي للظهــرة والونرشيــس‬
‫كونهــا كانــت بعيــدة عــن القواعــد‬ ‫بالغــرب واألطلــس البليــدي وجبــال‬
‫الخلفيــة للثــورة بالحــدود الرشقيــة‬ ‫أزبربــر وبوزڤــزة وبوقعــدون‬
‫والغربيــة‪ ،‬ورغــم الصعوبــات لكنهــا‬ ‫وزكار والظهــرة وســهول الشــلف‬
‫املجاهد رابح بيطاط (من املجموعات املتحفية)‬ ‫أرســلت قوافــل مــن املجاهديــن إىل‬ ‫والونرشيــس وســهل رسســو وجبــال‬
‫بقــادة األفــواج يــوم ‪ 29‬أكتوبــر‬ ‫الحــدود الغربيــة والرشقيــة قصــد‬ ‫التيطــري بالوســط‪ ،‬واملتصلــة مــن‬
‫‪ 1954‬بحــي بــاب الــواد (الجزائــر‬ ‫التمويــن والتســليح‪ .‬وأن تواجــد‬ ‫جهتــي الــرق والجنــوب الرشقــي‬
‫العاصمــة) لتوزيــع املهــات املوكلــة‬ ‫الجزائــر العاصمــة جغرافيــاً ضمــن‬ ‫مــع الحــوارض الجبليــة لجرجــرة‬
‫إىل كل واحــد منهــم‪ ،‬ثــم انتقــل يــوم‬ ‫الواليــة‪ ،‬جلــب اهتــام الســلطات‬ ‫والبيبــان وال ُحضنــة‪ ،‬وجزؤهــا‬
‫‪ 30‬أكتوبــر ‪ 1954‬صحبــة الشــهيد‬ ‫السياســية والعســكرية الفرنســية‬ ‫الجنــويب الــذي يتشــكل مــن‬
‫ســويداين بوجمعــة إىل البليــدة‬ ‫بالرتكيــز الشــديد واملســتمر عليهــا‪،‬‬ ‫الســهول الســهبية املرتفعــة‪ .‬كانــت‬
‫لاللتقــاء بالزبــر بوعجــاج وتكليــف‬ ‫أضحــى نشــاط الثــورة بالعاصمــة أو‬ ‫حــدود الواليــة يف البدايــة‪ ،‬تنتهــي‬
‫هــذا األخــر مبهمــة اســتقبال‬ ‫بالقــرب منهــا ال ميكــن إخفــاؤه عــن‬ ‫مــن الناحيــة الجنوبيــة عنــد مدينــة‬
‫مجموعــة مــن ‪ 21‬مناضــل أُرســلوا‬ ‫الــرأي العــام بالرغــم عــن التعتيــم‬ ‫قــر البخــاري‪ ،‬ولكنهــا اتســعت‬
‫مــن طــرف كريــم بلقاســم للمشــاركة‬ ‫والتضليــل اإلعالمــي املنتهــج مــن‬ ‫بضمهــا فيــا بعــد منطقــة بأكملهــا‬
‫يف عمليــات التفجــر‪ ،‬وقــد وصــل‬ ‫طــرف الســلطات االســتعامرية‪،‬‬ ‫تنتمــي للواليــة السادســة (الجنــوب)‬
‫املجمــوع العــام فيــا بعــد إىل حــوايل‬ ‫فضــاً عــن تواجــد مقــر الحاكــم‬ ‫التــي تشــكل مناطــق ســيدي عيــى‬
‫‪ 200‬مناضــل جــاؤوا مــن املنطقــة‬ ‫العــام الفرنــي وكل القيــادات‬ ‫وقــر الشــالة‪ .‬وكانــت أهــم مــدن‬
‫الثالثــة قادهــم املجاهــد أعمــر‬ ‫املركزيــة الفرنســية ومصالحهــا‬ ‫الواليــة الرابعــة‪ :‬الجزائــر العاصمــة‬
‫أوعمــران ملــؤازرة املنطقــة الرابعــة‪.‬‬ ‫الرئيســية بالعاصمــة ومختلــف‬ ‫التــي ســتصبح "املنطقــة املســتقلة‬
‫وقــد اتفــق الجميــع عــى أن يرضبــوا‬ ‫الهيئــات الفرنســية‪ ،‬وأنهــا تغــص‬ ‫للجزائــر العاصمــة" منــذ ســنة‬
‫موعــدا ً بحلويــة بالقــرب مــن مدينــة‬ ‫باألجهــزة اإلداريــة واملاليــة‬ ‫‪ ،1957‬خاضعــة مبــارشة للجنــة‬
‫بوفاريــك‪ ،‬وكان أوعمــران وســويداين‬ ‫واألمنيــة التــي تخــدم مصالــح‬ ‫التنســيق والتنفيــذ‪ ،‬القيــادة املنبثقــة‬
‫ورجالهــا يرتصــدون ثكنــة البليــدة‬ ‫املعمريــن وتســتقطب جــل‬ ‫عــن مؤتــر الصومــام (‪ 20‬أوت‬
‫يف انتظــار ســاعة االنــدالع والهجــوم‪.‬‬ ‫الفعاليــات االقتصاديــة الصناعيــة‪.‬‬ ‫‪ ،)1956‬إضافــة إىل البليــدة‪ ،‬املديــة‪،‬‬
‫وعنــد انــدالع الثــورة التحريريــة‬ ‫انــدالع الثورة التحريرية‬ ‫برواڤيــة‪ ،‬قــر البخــاري‪ ،‬قــر‬
‫يف الفاتــح مــن نوفمــر ‪ 1954‬ركــز‬ ‫أمــا عــن تحضــر الثــورة التحريريــة يف‬ ‫الشــالة‪ ،‬ســور الغــزالن (أومــال)‪،‬‬
‫قــادة جيــش التحريــر الوطنــي يف‬ ‫منطقــة الوســط الجزائــري املتمثلــة‬ ‫عــن بســام‪ ،‬األخرضيــة (بالســرو)‪،‬‬
‫منطقــة الوســط الجزائــري عــى‬ ‫يف املنطقــة الرابعــة أوكلــت قيادتهــا‬ ‫تابــاط‪ ،‬مليانــة‪ ،‬رششــال‪ ،‬وغريهــا‪.‬‬
‫الرضبــات الهجوميــة ضــد مصالــح‬ ‫للمجاهــد رابــح بيطــاط الــذي اجتمع‬
‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪2019‬‬ ‫‪42‬‬
‫الواليــة التــي كانــت ُم َه ْيكَلــة يف أربــع‬ ‫العــدو يف الجزائــر العاصمــة وناحيــة‬
‫مناطــق ثــم أُنشــئت منطقــة خامســة‬ ‫البليــدة باألخــص التــي كانــت‬
‫بجنــوب الواليــة‪ ،‬وأُحدثــت‪ ،‬فيــا‬ ‫األكــر اســتهدافاً مــن طــرف الثــوار‬
‫بعــد‪ ،‬املنطقــة السادســة يف العاصمــة‬ ‫الجزائريــن‪ ،‬فنجحــت منهــا تســع‬
‫التــي حلــت محــل املنطقــة املســتقلة‬ ‫عمليــات‪ .‬بالرغــم مــن أن هــذه‬
‫للجزائــر العاصمــة ابتــداء مــن ســنة‬ ‫املنطقــة هــي قلــب الجزائــر النابــض‪،‬‬
‫‪ 1957‬بعــد "معركــة الجزائــر" التــي‬ ‫ففــي ليلــة غــرة نوفمــر أيقظــت‬
‫خاضهــا الشــهيد العــريب بــن مهيــدي‬ ‫طلقــات ودوي االنفجــارات ســكان‬
‫والشــهيد عــي ال بوانــت وآخــرون‬ ‫العاصمــة وضواحيهــا حيــث هاجــم‬
‫برشاســة‪ ،‬عانــوا مــع الشــعب‬ ‫الثــوار خمســة مراكــز حساســة يف‬
‫الشهيد الجياليل بونعامة (من املجموعات املتحفية)‬ ‫الجزائــري مــن ويــات حصــار الجيــش‬ ‫الجزائــر الوســطى وحســن داي ويف‬
‫فتح ّملــوا عبئهــا بحكمــة ورصانــة‬ ‫الفرنــي املــروب عــى املدينــة‪.‬‬ ‫بوفاريــك والبليــدة‪ .‬أمــا املجاهــد‬
‫يف اتخــاذ قــرارات شُ ــجاعة لتســيري‬ ‫إن إقامــة مثــل هــذا التنظيــم‬ ‫الزبــر بوعجــاج كُلــف بقطــاع‬
‫شــؤونها يف جــو مفعــم مبخاطــر‬ ‫الثــوري املحكــم لزعزعــة النظــام‬ ‫مدينــة الجزائــر‪ ،‬قــام بتحديــد‬
‫التصفيــة املرتتبــة عــن التصعيــد‬ ‫االســتعامري الفرنــي اســتلزم بــروز‬ ‫األهــداف وتعيــن املناضلــن‬
‫العســكري املتمثــل يف املخططــات‬ ‫رجــال عــى مــرح األحــداث تشــبعوا‬ ‫الذيــن سيشــنون العمليــات‬
‫الجهنميــة الراميــة إىل القضــاء عــى‬ ‫الهجوميــة يف غــرة نوفمــر ‪.1954‬‬
‫جيــش التحريــر الوطنــي‪ ،‬فــكان‬
‫النشاط العسكري‬
‫أول مــن أخــذ بزمــام القيــادة عــى‬
‫إن الســهول الخصبــة للمتيجــة‬
‫راس الواليــة رابــح بيطــاط الــذي‬
‫والشــلف وغريهــا التــي تزخــر‬
‫اختــر لقيــادة املنطقــة الرابعــة‬
‫بهــا منطقــة الوســط الجزائــري‬
‫عنــد تقســيم القطــر الجزائــري إىل‬
‫والتــي اســتحوذ عليهــا املعمــرون‬
‫خمــس مناطــق يف بدايــة الثــورة‪.‬‬
‫الفرنســيون املتواجــدون بكثافــة‬
‫ومــن القــادة الذيــن تعاقبــوا عــى‬
‫مرتفعــة ومتحكمــن يف القــرار‬
‫رأس منطقــة الوســط الجزائــري مــن‬
‫الســيايس والعســكري‪ ،‬انتــرت‬
‫‪ 1954‬إىل ‪ :1962‬رابــح بيطــاط‪ ،‬أعمــر‬ ‫الشهيد أحمد بوڤرة (من املجموعات املتحفية)‬
‫فيهــا املراكــز والثكنــات العســكرية‬
‫أوعمــران‪ ،‬ســليامن دهيليــس‪ ،‬أحمــد‬ ‫بقيــم الحركــة الوطنيــة وســاروا عــى‬
‫وعرفــت تكثيــف القــوات العســكرية‬
‫بوڤــرة‪ ،‬محمــد زعمــوم‪ ،‬الجيــايل‬ ‫نهــج الثــورة‪ ،‬فكانــوا لهــا أوفيــاء‬
‫بجميــع أنواعهــا‪ .‬مــا زاد لألمــر‬
‫بونعامــة‪ ،‬يوســف الخطيــب‪.‬‬ ‫ومخلصــن وبذلــوا الجهــد واملــال‬
‫تعقيــدا ً عــى الثــورة حيــث أصبــح‬
‫لقــد اتســمت الثــورة الجزائريــة‬ ‫حتــى التضحيــة بالنفــس يف ســبيل‬
‫مــن العســر التحكــم يف ســر النظــام‬
‫يف امليــدان العســكري بالشــمولية‪،‬‬ ‫تحقيــق أمنيــة الحريــة واالســتقالل‬
‫وتأطــر الشــعب للمزيــد مــن‬
‫معتمــدة عــى أســاليب جديــدة‬ ‫للجزائــر‪ .‬مــن هــؤالء نســتذكر أولئــك‬
‫التجنيــد بالرجــال واإلمــداد باملــؤن‬
‫اقتضتهــا ظــروف اشــتداد العمليــات‬ ‫القــادة الذيــن ارتقــوا إىل درجــات‬
‫واملــال‪ ،‬فجعلــت ســلطة الثــورة‬
‫العســكرية للجيــش الفرنــي‪ ،‬تتمثــل‬ ‫املســئولية يف قيــادة الواليــة‪،‬‬
‫التعديــل الجغــرايف رضوريــاً لــراب‬
‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪43 2019‬‬
‫تاريخ الثورة‬
‫قــوات العــدو املتكونــة مــن ‪200‬‬ ‫وقعــت املعركــة بــدوار ســعدونة‬ ‫هاتــه األســاليب يف إِعــادة تنظيــم‬
‫جنــدي إىل املنطقــة‪ ،‬أرســل راصــدا‬ ‫ببلديــة ڤورايــة يبعــد عنهــا بـــ ‪09‬‬ ‫صفــوف جيــش التحريــر الوطنــي‬
‫إىل املرتفعــات وأمــره أن يطلــق‬ ‫كلــم ومــن الدائــرة بـــ ‪ 37‬كلــم وعــن‬ ‫العســكري بتوزيــع الوحــدات‬
‫ببندقيــة الصيــد النــار عليهــم مبجــرد‬ ‫واليــة تيبــازة بـــ ‪ 112‬كلــم‪ ،‬اجتمــع‬ ‫الكبــرة إىل وحــدات صغــرة‪ ،‬وبعــدم‬
‫اقرتابهــم مــن مــكان املجاهديــن‪.‬‬ ‫فيــه فــوج مــن ‪ 52‬مجاهــدا بقيــادة‬ ‫مواجهــة الوحــدات الفرنســية‬
‫سير املعركة‬ ‫قائــد الكتيبــة الشــهيد هنــويف عبــد‬ ‫مواجهــة مبــارشة تطبيقــاً ألســلوب‬
‫وملــا ُســمع دوي الطلقــات الناريــة‬ ‫الحــق يف ليلــة ‪ 09‬جويليــة ‪ 1956‬مــع‬ ‫الكــر والفــر املعتمــدة يف حــرب‬
‫لبندقيــة الصيــد مــن طــرف جنــود‬ ‫ســكان املنطقــة لتقديــم عرضــا شــامال‬ ‫العصابــات‪ .‬اســتطاعت كتائــب‬
‫العــدو الذيــن‪ ،‬ارتياحــا وفرحــا‬ ‫عــن معامــات العــدو الالإنســانية‬ ‫ورسايــا جيــش التحريــر عــى أســاس‬
‫لذلــك‪ ،‬واصلــوا ســرهم بــدون‬ ‫للنــاس وحثهــم لاللتحــاق بالثــورة‪.‬‬ ‫هــذا لنمــط التكتيــي الحــريب أن‬
‫حــذر وخــوف يف اتجــاه مواقــع‬ ‫تواجــه اآللــة العســكرية الفرنســية‬
‫املجاهديــن الذيــن كانــوا حينهــا‬ ‫أسباب املعركة‬ ‫القويــة املتفوقــة يف العــدد والعــدة‬
‫يف اســتعداد للمواجهــة‪ .‬وهكــذا‬ ‫بقــي املجاهــدون متمركزيــن يف دوار‬ ‫بخــوض معــارك واشــتباكات غــر‬
‫فلــم يكــد يتوغــل جنــود العــدو‬ ‫ســعدونة إىل غايــة الســاعة الرابعــة‬ ‫متكافئــة عــر كامــل تــراب الواليــة‬
‫يف املنطقــة املحــارصة حتــى دوت‬ ‫مســاء مــن اليــوم ‪ 10‬جويليــة ‪،1956‬‬ ‫منــذ الــرارة األوىل ســنة ‪.1954‬‬
‫كلمــة "اللــه أكــر" يف تلــك األرجــاء‪.‬‬ ‫عندمــا فاجأهــم جنــود العــدو‬ ‫نذكــر منهــا عــى ســبيل املثــال‪:‬‬
‫وانهالــت عليهــم النــران بواســطة‬ ‫بســبب وشــاية مــن ثــاث أماكــن‬ ‫معركــة جبــل بولقــرون‪ ،‬معركــة دوار‬
‫األســلحة األتوماتيكيــة مــن جميــع‬ ‫ملحــارصة املنطقــة التــي تخلــو مــن‬ ‫ســعدونة‪ ،‬معركــة جبــل بوزڤــزة‪.‬‬
‫الجهــات بحيــث أصبــح كل واحــد‬ ‫األشــجار‪ ،‬مــا عــدى بعــض شــجريات‬ ‫املــــعارك‬
‫منهــم يبحــث عــن منفــذ النجــاة‪.‬‬ ‫الــرو القامئــة هنــا وهنــاك‪.‬‬ ‫معركة دوار ســعدونة‪10 :‬‬
‫دام القتــال بــن الطرفــن ســاعة‬ ‫وعندمــا علــم قائــد الكتيبــة بقــدوم‬ ‫جويلية ‪1956‬‬
‫ونصــف‪ ،‬أي مــن الســاعة الرابعــة إىل‬
‫الســاعة الخامســة والنصــف مســاء‪،‬‬
‫خــرج عــى إثرهــا املجاهــدون‬
‫منترصيــن مــن ميــدان املعركــة‪.‬‬
‫نتائج املعركة‬
‫لقــد تكبــد العــدو خســائر فادحــة‬
‫يف األرواح متثلــت يف قتــل ‪ 52‬جندي ـاً‬
‫و‪ 3‬جرحــى‪ ،‬أمــا عــن خســائر جيــش‬
‫التحريــر الوطنــي فإنهــا متثلــت‬
‫يف استشــهاد مــدين واحــد اغتالــه‬
‫جنــود العــدو داخــل بيــت وجــرح‬
‫مدنيــان اثنــان بجــروح طفيفــة‬
‫وتــم غنــم ‪ 4‬أســلحة أوتوماتيكيــة‪.‬‬
‫معركة دوار سعدونة (من املجموعات املتحفية)‬
‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪2019‬‬ ‫‪44‬‬
‫الحصــار ومهاجمــة مؤخــرة وحــدة‬ ‫أن بعــض قــوات الجيــش الفرنــي‬ ‫معركــة جبل بوزڤزة‪03 :‬‬
‫فرنســية‪ .‬فــكان االشــتباك مــن‬ ‫ســتعرب املنطقــة يف يــوم ‪ 03‬أوت‬ ‫أوت ‪1957‬‬
‫جديــد ولكنــه كان قصــرا ً غــر أنــه‬
‫متكــن مــن إحــداث إحبــاط معنــوي‬
‫للعــدو الــذي الذ بالفــرار تــاركا وراءه‬
‫عـرات القتــى عــى ميــدان القتــال‪.‬‬
‫اســتطاع املجاهــدون بعــد ذلــك‬
‫االنســحاب مــن املعركــة بشــكل‬
‫منتظــم واحتــال مواقــع جديــدة‬
‫يف انتظــار العــدو الــذي أخــذ‬
‫يســتعد للهجــوم مــرة أخــرى مدع ـاً‬
‫باإلمــدادات‪ .‬إال أن املجاهديــن‬
‫معركة جبل بوزقزة (من املجموعات املتحفية)‬
‫اغتنمــوا ظلمــة الليــل لالبتعــاد عــن‬
‫ميــدان القتــال‪ ،‬ولكنهــم اصطدمــوا‬ ‫‪ ،7591‬فســارع جيــش التحريــر‬ ‫وقعــت املعركــة عــى بُعــد ‪ 50‬كلــم‬
‫مــع العــدو الفرنــي ثانيــ ًة عــى‬ ‫الوطنــي عــى رأســهم عــدة كتائــب‬ ‫جنــوب رشقــي مدينــة الجزائــر‬
‫بعــد بضعــة كيلومــرات ملــدة‬ ‫وكومنــدوس يس عــز الديــن زراري‬ ‫بجبــل بوزڤــزة يف املنطقــة الرشقيــة‬
‫نهــار كامــل ليــوم ‪ 05‬أوت ‪.1957‬‬ ‫(الرائــد عــز الديــن) إىل نصــب كمــن‬ ‫لجبــال األطلــس البليــدي‪ ،‬قــرب‬
‫نتائج املعركة‬ ‫لوحــدة منهــا وتدمريهــا كليــة يف‬ ‫بلديــة أوالد موىس‪ .‬وقــد كانــت‬
‫انتهــى القتــال يــوم ‪ 05‬أوت‬ ‫املــكان بالــذات‪ .‬دون انتظــار‪ ،‬قامــت‬ ‫هاتــه املنطقــة الوعــرة املمتــدة‬
‫‪1957‬بهزميــة جســيمة للعــدو‪ ،‬إذ‬ ‫الســلطات الفرنســية كــرد فعــل‬ ‫بــن بوزڤــزة والزبربــر وبالســرو‬
‫بلغــت ‪ 420‬قتيــا وأكــر مــن ‪500‬‬ ‫بتنظيــم عمليــة متشــيط واســعة‬ ‫(لخضاريــة) حينئــذ مرسحــا لنشــوب‬
‫جريــح وإســقاط طائــرة حربيــة‪،‬‬ ‫النطــاق تحــت قيــادة الجــرال‬ ‫عــدة معــارك كبــرة إذ كانــت تــأوي‬
‫وغنــم كميــة هامــة مــن األســلحة‪،‬‬ ‫ماســو والجــرال آالر ‪Massu Allard‬‬ ‫أفــراد مــن جيــش التحريــر الوطنــي‪،‬‬
‫أمــا الخســائر يف صفــوف جيــش‬ ‫‪ ،‬امتــدت عــى طــول املربــع الجبــي‬ ‫مــا جعــل الســلطات الفرنســية‬
‫التحريــر الوطنــي‪ ،‬فكانــت ضئيلــة‬ ‫باليســرو (لخضارية)‪-‬أومــال (ســور‬ ‫تبــذل كل جهودهــا يف ســبيل القضــاء‬
‫باملقارنــة للجيــش الفرنــي‪.‬‬ ‫الغــزالن) ‪-‬املدية‪-‬البليــدة‪ .‬وعنــد‬ ‫عليهــا وذلــك بنــر وحــدات الجيــش‬
‫معركــة جبل بولقرون‪:‬‬ ‫وصــول قــوات املظليــن الفرنســيني‬ ‫الفرنــي عــر كامــل ربوعهــا التــي‬
‫‪ 5‬مارس ‪1958‬‬ ‫إىل املنطقــة يف اليــوم بالــذات‪،‬‬ ‫كانــت تشــكل شــوكة يف حلــق‬
‫جــرت املعركــة بــــجبل بولقــرون‬ ‫انهــال عليهــا وابــل مــن رصــاص‬ ‫فرنســا التــي ال بــد مــن إزالتهــا‪ ،‬أو‬
‫بقريــة أوالد ســعيد ببلديــة جــواب‬ ‫املجاهديــن ليكبدهــا خســائر كبــرة‬ ‫كــا يعتربهــا الجــرال ماســو‪Massu-‬‬
‫دائــرة بنــي ســليامن (واليــة املديــة‬ ‫يف األرواح والعتــاد‪ .‬فكانــت معركــة‬ ‫قائــد الفرقــة العــارشة للمظليــن ‪-‬‬
‫حاليــا)‪ ،‬واملــكان يحتــل موقعــاً‬ ‫طاحنــة بــن الطرفــن اســتمرت‬ ‫‪.-10ème D.P‬‬
‫اســراتيجيا هامــا كونــه عبــارة عــن‬ ‫إىل أن خيــم الليــل‪ ،‬حينهــا اســتغل‬ ‫سير املعركة‬
‫جبــال حجريــة يكســوها غطــاء نبــايت‬ ‫املجاهــدون حلكــة الظــام لخــرق‬ ‫علــم املجاهــدون قبيــل املعركــة‬
‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪45 2019‬‬
‫تاريخ الثورة‬
‫نحــو قريــة "شــعبة اللبــوة" القتحامها‪،‬‬
‫فأمطــره املجاهــدون مــن قمــة جبــل‬
‫بولقــرون بوابــل مــن الرصــاص‪،‬‬
‫حصــد خطوطــه األماميــة حصــدا ً‬
‫فظيعــاً ملــدة ســاعتني‪ ،‬فقــد فيهــا‬
‫عــددا ً هامــاً مــن جنــوده‪ ،‬اختلّــت‬
‫خطوطــه‪ ،‬فقــرر الرتاجــع إلعــادة‬
‫رص صفوفــه اســتعدادا ً للهجــوم مــرة‬
‫أخــرى‪ .‬مــا أتــاح الفرصــة لكتيبــة يس‬
‫لخــر للقيــام بعمليــة االنتقــال إىل‬
‫جبــل بولقــرون وااللتحــاق بالكتائــب‬
‫معركة جبل بولقرون (من املجموعات املتحفية)‬
‫األخــرى‪ ،‬فحــاول جيــش العــدو‬
‫الجزائريــن ورسيتــان مدفعيــة‬ ‫يتوســطها ســهل مقعــر واســع‬
‫كثيــف ّ‬
‫قطــع الطريــق لــه‪ ،‬غــر أن النــران‬
‫ووحدتــان عســكريتان عميلتــان‪،‬‬ ‫مفتــوح نحــو الشــال‪ ،‬تحيــط به قرى‬
‫املكثفــة للمجاهديــن املتمركزيــن‬
‫باإلضافــة إىل نجــدات مــن كومنــدوس‬
‫لعبــت دورا معتــرا يف احتضــان الثورة‬
‫يف الجبــل التهمــت خطوطــه األوىل‪،‬‬
‫الجــو ودوريــة مــن الدبابــات‪.‬‬‫ودعمهــا باملــال والرجــال مــا جعلهــا‬
‫فتحولــت املعركــة إىل اشــتباك‬
‫مبــارش بالســاح األبيــض‪ .‬اســتمر‬ ‫مــن أهــم مراكــز جيــش التحريــر قبيل املعركة‬
‫القتــال بعنــف بــن املــد والجــزر‬ ‫الوطنــي ومحــط قوافــل كتائبــه‪ .‬يف ليلــة يــوم الثالثــاء ‪ 04‬مــارس‬
‫‪ ،1958‬فوجــئ جنــود جيــش‬
‫وتوتّــر الوضــع واختلــط عليــه األمــر‬ ‫توازن القوى‬
‫إىل درجــة أن طــران العــدو أصبــح‬ ‫كان تعــداد وحــدة جيــش التحريــر التحريــر بأعــداد مــن قــوات العــدو‬
‫يرمــي بقنابلــه عــى رؤوس جنــوده‬ ‫الوطنــي املتمثلــة يف فرقــة كومندوس" تحركــت نحوهــم مــن كل صــوب‪،‬‬
‫محدثــا خســائر جســيمة‪ .‬وعــى‬ ‫الشــهيد عــي خوجــة"‪ ،‬ومــن كتيبــة وأدركــوا أن ال مفــر مــن املواجهــة‬
‫الســاعة السادســة مســاء‪ ،‬توقــف‬ ‫"الشــهيد عــي موســطاش"‪ ،‬ومــن للتحصــن بإحــدى القمــم واألماكــن‬
‫القصــف وانســحب رسب الطائــرات‬ ‫فصيلــة مــن الكتيبــة الزبرييــة االســراتيجية‪ ،‬إذ احتمــى الرائــد‬
‫وتراجعــت القــوات الربيــة بســبب‬ ‫بحــوايل ‪ 200‬مجاهــد وتســليح بقطــع يس لخــر (مقــراين ســعيد) مــع‬
‫تغشــية املنطقــة بضبــاب كثيــف‬ ‫رشاشــة جامعيــة ومسدســات وبنــادق كتيبتــه يف جبــل "ضلعــت العقــاب"‬
‫غطــى ميــدان املعركــة‪ ،‬األمــر‬ ‫حربيــة‪ .‬وكان الجيــش الفرنــي‪ ،‬يف املواجــه للطريــق الرابــط بــن‬
‫الــذي فســح املجــال للمجاهديــن‬ ‫املقابــل‪ ،‬يتألــف مــن قــوات ضخمــة بنــي ســليامن وجــواب‪ ،‬وأخــذت‬
‫للخــروج مــن ميــدان املعركــة‬ ‫تنتمــي إىل مختلــف الوحــدات الربيــة الكتيبــة األخــرى مواقعهــا يف جبــل‬
‫والتوجــه نحــو الجنــوب‪ ،‬ومل يســتطع‬‫واملحمولــة مــن املظليــن إىل جانــب بولقــرون املواجــه لجبــل ضلعــت‬
‫العــدو رغــم التفتيــش الدقيــق أن‬ ‫أرساب مــن الطائــرات واآلليــات العقــاب اســتعدادا ً للمعركــة‪.‬‬
‫يصــل إليهــم أو يصيبهــم بــأذى‪.‬‬ ‫املصفحــة ومدفعيــة امليــدان‪ ،‬وكانــت سير املعركة‬
‫تتمثــل يف الفيلــق ‪ 17‬التابعــة للفــوج ويف صبــاح يــوم األربعــاء ‪ 05‬مــارس نتائج املعركة‬
‫الثــاين للمشــاة والفيلــق ‪ 17‬للقناصــة ‪ ،1958‬بــدأ الجيــش الفرنــي تحركــه أســفرت املعركــة عــن تكبيــد العــدو‬
‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪2019‬‬ ‫‪46‬‬
‫إلتفاتة‬ ‫الوطنــي الثالــث لتســجيل وقائــع‬ ‫خســائر فادحــة يف األرواح ت ُقــدر‬
‫الثــورة التحريريــة‪ :‬الواليــة الرابعــة‪،‬‬ ‫بعــدة مئــات القتــى والجرحــى‬
‫الجــزء الرابــع‪ :‬العمليــات العســكرية‪،‬‬ ‫وإســقاط طائرتــن مــن نــوع‬
‫مــن جانفــي ‪ 58‬إىل ‪.31/12/1958‬‬ ‫"جاڤــوار" ‪ -Jaguar-‬وتحطيــم‬
‫‪ -‬تروزيــن (محمد)‪،‬انــدالع ثــورة فاتــح‬ ‫دبابتــن‪ ،‬أمــا جيــش التحريــر فقــد‬
‫نوفمــر ‪ ،1954‬مــن كتــاب‪ :‬الطريــق إىل‬ ‫كانــت خســائره استشــهاد ‪70‬‬
‫نوفمــر كــا يرويهــا املجاهــدون‪ ،‬املنظمــة‬ ‫مجاهــدا مــن بينهــم القائــد يس‬
‫إنهــا إلتفاتــة املجلــة نحــو‬ ‫الوطنيــة للمجاهدين‪ ،‬املجلــد األول‪ ،‬الجزء‬ ‫لخــر‪ ،‬ومــن نتائجهــا أيضــاً لجــوء‬
‫أحــد إطــارات املتحــف الــذي‬ ‫األول‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،‬ص‪.290‬‬ ‫العــدو كعادتــه كــرد فعــل‪ ،‬بعــد‬
‫قــى زهــرة شــبابه يف البحــث‬ ‫‪ -‬ماجــن (عبــد القــادر)‪ ،‬معركــة جبــل‬ ‫كل هزميــة يتلقاهــا عــى أيــدي‬
‫التاريخــي‪ ،‬و ُيعــد بشــهادة‬ ‫بولقــرون‪ ،‬مــن مجلــة أول نوفمــر‪،‬‬ ‫مجاهــدي جيــش التحريــر الوطنــي‬
‫الزمــاء موســوعة ورمـزا للتواضع‬ ‫اللســان املركــزي للمنظمــة الوطنيــة‬ ‫إىل االنتقــام مــن املواطنــن العــزل‪،‬‬
‫واالنضبــاط والجــد واالجتهــاد‪،‬‬ ‫للمجاهديــن‪ ،‬العــدد‪ ،147‬الســنة ‪.1995‬‬ ‫صــب جــام غضبــه عليهــم فأقــدم‬
‫إنــه األخ والصديــق وقــدوة‬ ‫‪ACHERCHOUR (Moussa),Petits‬‬ ‫عــى املنــازل واملحاصيــل الزراعيــة‬
‫الشــباب باملتحــف املركــزي‬
‫‪coups d’éclats qui mèneront à la‬‬ ‫وتعذيــب وقتــل عــدد مــن املواطنــن‬
‫للجيش الســيد جودي إســاعيل‪.‬‬
‫بعــد املســرة املهنيــة الطويلــة‬ ‫‪grande victoire, In Revue‬‬ ‫وســلب مواشــيهم وأرزاقهــم‬
‫التــي بدأت ذات يــوم ‪ 03‬جانفي‬ ‫‪Mémoria, magazine consacré à‬‬ ‫وجعــل املنطقــة منطقــة محرمــة‪.‬‬
‫مــن ســنة ‪ ،1986‬أي بعــد أربعــة‬ ‫‪l’histoire de l’Algérie, édité par‬‬
‫أشــهر مــن افتتــاح املتحــف و‬ ‫‪El-Djazaîr-com,No 02, Juin 2012,‬‬ ‫املراجع‬
‫الحافلــة باالنجــازات واألبحــاث‬ ‫‪p.79‬‬ ‫‪ -‬تڤيــة (محمد)‪ ،‬الثــورة الجزائرية‪ ،‬املصدر‪،‬‬
‫التاريخيــة منهــا املعروضــة يف‬ ‫‪CHEURFI (Achour), Diction�-‬‬ ‫الرمــز واملــآل‪ ،‬ترجمة عبــد الســام عزيزي‪،‬‬
‫مختلــف أرجائــه‪ ،‬تحــت إرشاف‬ ‫‪naire de la Révolution algérienne‬‬ ‫دار القصبــة للنــر‪ ،‬الجزائــر‪.2010 ،‬‬
‫املســؤولني ومبشــاركة الزمــاء قال‬ ‫‪1954-1962, voir « BOUZAGZA‬‬ ‫‪-‬بومــايل (م)‪ ،‬جمــع وإعــادة دفــن‬
‫محدثنــا‪" :‬أمتنــى حقــا أن أكــون‬
‫‪(La bataille de)», Casbah Editions,‬‬ ‫رفــات ‪ 303‬شــهيد (معركــة دوار‬
‫ســاهمت ولو بجزء يســر يف إبراز‬
‫تاريــخ جزائــر مــن خــال هــذا‬ ‫‪COURRIERE (Yves),-Alger, 2009‬‬ ‫ســعدونة)‪ ،‬مــن مجلــة "أول نوفمــر"‪،‬‬
‫املتحــف حافــظ ذاكــرة األمــة "‪.‬‬ ‫‪La guerre d’Algérie, Tome III‬‬ ‫اللســان املركــزي للمنظمــة الوطنيــة‬
‫قبــل أن ميتثــل لســنة الحيــاة‬ ‫‪L’heure des colonels , pp.1269-‬‬ ‫للمجاهديــن‪ ،‬العــدد‪ ،44‬الســنة ‪.1980‬‬
‫ويســلم بــدوره مــع نهايــة ســنة‬ ‫‪1270‬‬ ‫‪ -‬املنظمــة الوطنيــة للمجاهديــن‪ ،‬تقريــر‬
‫‪ 2018‬املشــعل للجيــل الجديــد‬ ‫‪TOUARIGT (Boualem), Les ac-‬‬ ‫امللتقــى الجهــوي املقدم للملتقــى الوطني‬
‫وجــه لهــم رســالة‪" :‬مثلــا‬ ‫‪tions du 1er Novembre 1954, In‬‬ ‫الثالث لتســجيل وقائــع الثــورة التحريرية‪:‬‬
‫أقــول دامئــا ألبنــايئ‪ ،‬عليكــم‬ ‫‪Revue « Mémoria », magazine‬‬ ‫الواليــة الرابعــة‪ ،‬الجــزء األول‪ :‬التقريــر‬
‫بالجــد واإلخــاص واإلقبــال‬ ‫‪consacré à l’histoire de l’Algérie,‬‬ ‫الســيايس‪ ،‬من جانفي ‪ 59‬إىل ‪.31/12/1962‬‬
‫بــكل تفــان عــى العمــل"‪.‬‬
‫‪édité par El-Djazaîr-com, No 07,‬‬ ‫‪-‬املنظمــة الوطنيــة للمجاهديــن‪ ،‬تقريــر‬
‫‪Novembre 2012, p.52‬‬ ‫امللتقــى الجهــوي املقــدم للملتقــى‬
‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪47 2019‬‬
‫تاريخ الثورة‬

‫الصحة و املرأة إبان الثورة التحريرية‬


‫‪1962 - 1954‬‬
‫تعتبــر مصلحــة الصحــة مــن المصالــح التــي أعطــى لهــا قــادة الثــورة أهميــة بالغــة كونهــا مــن المقومــات األساســية فــي‬
‫الكفــاح المســلح وأســاس نجــاح العمــل الثــوري‪ ،‬فباإلضافــة إلــى تنظيمــه وتســخير كل اإلمكانيــات المتوفــرة ‪ -‬آنــذاك‬
‫‪ -‬ه ّبــت المــرأة الجزائريــة ملبيــة نــداء الوطــن مقتحمــة صفــوف الثــورة‪ ،‬فكانــت الفدائيــة والمجاهــدة والمرشــدة‬
‫والطبيبــة والممرضــة‪ .‬ونظ ـرا ألهميــة هــذا الموضــوع أردنــا فــي هــذا العــدد أن نســلط الضــوء علــى نشــأة وتطــور‬
‫✦ بقلم‪ :‬الرائد طويل حسني‬
‫الصحــة أثنــاء الثــورة التحريريــة مــع إب ـراز دور المــرأة فيهــا‪.‬‬

‫يف هــذه املرحلــة بدايــة تبلــور نــواة تكويــن‬ ‫األوليــة‪ ،‬فــكان يف مجملــه غــر مؤطــر وغــر‬ ‫نشأة القطاع الصحي وتطوره‪:‬‬
‫اإلطــارات الصحيــة عــى املســتوى الوطنــي‪،‬‬ ‫مجهــز مبــا فيــه الكفايــة وعــدد األطبــاء مــن‬ ‫لقــد امتــاز النظــام الصحــي خــال الثــورة‬
‫حيــث ُهيكلــت وتوســعت الشــبكة الصحيــة‬ ‫ذوي الخــرة واالختصــاص محــدودا‪ ،‬لذلــك كان‬ ‫التحريريــة بصفتــن أساســيتني‪ :‬الثوريــة‬
‫بفعــل تضافــر عــدة عوامــل منهــا‪:‬‬ ‫لزامــا عــى الطبیــب الواحــد أو املمــرض أن‬ ‫والشــعبية‪ ،‬الثوريــة فهــو نظــام ثــوري يف تكوين‬
‫إضــراب الطلبــة والثانويــن يــوم‬ ‫یقــدم اإلســعافات األولیــة للجنــود وعــاج عامة‬ ‫اإلطــارات وإحضــار األدويــة والعــاج‪.‬‬
‫‪ 19‬مــاي ‪:1956‬‬ ‫الشــعب دون اســتثناء باالعتــاد عــى وســائل‬ ‫أمــا الشــعبية فتظهــر يف كــون طــب الثــورة مل‬
‫يعتــر اإلرضاب التاريخي للطلبــة الجزائريني يوم‬ ‫بســيطة كشــفرة الحالقــة واملنشــار‪ ،‬كــا كان‬ ‫يكــن خاصــا بوحــدات جيــش التحريــر الوطني‬
‫‪ 19‬مــاي ‪ 1956‬محطــة تاریخیة هامــة يف الثورة‬ ‫يفتقــر إىل األدويــة باســتثناء البعض منها لتهدئة‬ ‫وعنــارص جبهــة التحريــر الوطنــي فقــط‪ ،‬بــل‬
‫التحريريــة فقــد التحــق العديد مــن الطلبة من‬ ‫املريــض كالكحــول وبعــض األقــراص الطبيــة‬ ‫كان شــامال لكافــة أبنــاء الشــعب ومجانــا لــي‬
‫فــروع ) الطــب‪ ،‬الصيدلــة‪ ،‬التمريــض( بصفوفها‬ ‫والعســل وزيــت الزيتــون و األعشــاب‪.‬‬ ‫يضفــي الطابــع الشــعبي عــى الثــورة باملفهــوم‬
‫مــا أدى هــذا االلتحــاق إىل ازدیــاد عــدد‬ ‫الواســع لهــا‪.‬‬
‫املمرضیــن واألطبــاء يف جیــش التحریــر الوطني‪،‬‬
‫مــر القطــاع الصحــي خــال الثــورة التحريريــة ب‪ /‬املرحلة الثانية ‪:1962 – 1956‬‬
‫شــهدت الثــورة التحريريــة بــن الســدايس الثاين‬ ‫مبرحلتــن بارزتــن‪:‬‬
‫وبذلــك تعــزز القطــاع الصحــي بهــؤالء الطلبــة‬
‫مــن ســنة ‪ 1956‬إىل غايــة ‪ 1962‬تغـرات نوعية‪،‬‬
‫الذيــن أصبحـوا یعالجــون املــرىض واملجروحیــن‬
‫أ‪ /‬املرحلــة األولــى ‪ :1956 – 1954‬كــا تبلــورت فيهــا معــامل الشــعبية والشــمولية‬
‫ويجــرون العملیــات الجراحيــة باإلضافــة إىل‬
‫متيــزت هــذه املرحلــة بنقــص يف التنظيــم حيث والتنظيــم‪ ،‬نتــج عنها زخــا افتقدتــه يف املرحلة‬
‫معالجــة الســكان القرویین‪.‬‬
‫كان النظــام الصحــي قامئــا عــى اإلســعافات األوىل «‪ ،»1956 – 1954‬وعــرف القطــاع الصحي‬
‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪2019‬‬ ‫‪48‬‬
‫مؤمتر الصومام ‪ 20‬أوت ‪:1956‬‬
‫يعتــر مؤمتــر الصومــام نقطــة هامــة يف تاريــخ‬
‫املصلحــة الصحية فقــد جــاءت قراراتــه لتنظيم‬
‫هــذا الجهــاز الخــاص و تأطــره وتحديــد مهامه‬
‫وصالحياتــه والبحــث عــن الدعــم لــه يف الخارج‬
‫القتنــاء احتياجاتــه وتكويــن طاقمــه واســتقبال‬
‫الجرحــى واملــرىض وعالجهــم‪.‬‬
‫أصبحــت املصلحة الصحــة بعد مؤمتــر الصومام‬
‫‪ 1956‬قامئــة بذاتهــا ليــس داخــل الجزائــر فقط‪،‬‬
‫بــل حتــى عــى الحــدود الرشقيــة والغربيــة‬
‫باملغــرب وتونــس‪ ،‬حيــث أنشــأت وحــدات‬
‫عليهــا كل الجرحــى واملــرىض الذيــن يســتعىص‬ ‫الصحيــة لجبهــة وجيــش التحريــر الوطنــي‬ ‫صحيــة كبــرة تهتــم بالعمليــات الخطــرة التــي‬
‫أمرهــم عــى طواقــم عيــادات النواحــي‪.‬‬ ‫كالتــايل‪:‬‬ ‫ال ميكــن عالجهــا بالداخــل يف ظــل الحصــار‬
‫‪ -‬الواليــة‪ :‬تُتابــع قيــادة الوالية الشــؤون الصحية‬ ‫‪ -‬القســم‪ :‬أوكلــت املهمــة ملمرض برتبــة عريف‪،‬‬ ‫املفــروض‪ .‬ونظ ـرا ألهميــة القطــاع الصحــي يف‬
‫بانتظــام وتنظــر يف تطــورات األوضــاع الصحيــة‬ ‫يســاعده ممرضــان أو ممرضــات أو أكــر‬ ‫تعزيــز العمــل الثــوري‪ ،‬فقــد ُوضــع حســب‬
‫واالحتياجــات املاديــة مــن وســائل وهيــاكل‬ ‫يــازم تحــركات الكتيبــة‪.‬‬ ‫قــرارات مؤمتــر الصومــام تحــت إرشاف قائــد‬
‫ومتويــن باألدويــة واألغذيــة واملعــدات الطبيــة‬ ‫‪ -‬الناحيــة‪ :‬يتــوىل مهــام التمريــض عىل مســتوى‬ ‫الواليــة مبــارشة باعتبــاره مســؤوال سياســيا‬
‫عــى بســاطتها‪ ،‬واملـوارد البرشيــة املؤهلــة مــن‬ ‫الناحيــة ممــرض رئيــي برتبة مرشــح مبســاعدة‬ ‫وعســكريا‪ ،‬كــا جعــل مــن مهــام املســبل‬
‫األطبــاء واملمرضــن‪ ،‬وتتخــذ الق ـرارات الالزمــة‬ ‫طاقــم مــن املمرضــن واملمرضــات برتــب أقــل‪.‬‬ ‫التمويــن باألدويــة واالعتنــاء بالجرحــى‪ ،‬وكلــف‬
‫بإقامــة دورات تدريبيــة للمرضــن‪.‬‬ ‫‪ -‬املنطقــة‪ :‬هــي أعــى الهرم الصحــي تتوفر فيها‬ ‫املحافــظ الســيايس بجمــع األدويــة ووســائل‬
‫اإلمكانيــات البرشيــة واملعــدات الصحية يديرها‬ ‫العــاج‪.‬‬
‫مظاهر تنظيم اخلدمات‬
‫طبيــب‪ ،‬وهــي مبثابــة عيــادة مركزيــة يحــال‬ ‫وقــد وضــع مؤمتر الصومــام الهيكلــة التنظيمية‬
‫الطبیة‪:‬‬
‫بنــاء املستشــفيات ومراكــز العــاج‪:‬‬
‫ســهر قــادة الثــورة عــى اختيــار األماكــن‬
‫املناســبة لبنــاء مراكــز العــاج التــي يجــب أن‬
‫تتوفــر فيهــا جملــة مــن الــروط نذكــر منهــا‪:‬‬
‫یكــون بنــاء املستشــفى يف مــكان آمــن نســبیا‬
‫قریــب مــن منبــع املــاء‪ ،‬یتكــون مــن عــدة‬
‫خیــم أو بیــوت مبنیــة بالقصدیر أو الخشــب أو‬
‫الطیــن‪.‬‬
‫كذلــك ميكــن أن تكون مراكز العــاج يف املغارات‬
‫أو الكهــوف‪ ،‬أو تحــت األرض كاملخابــئ‪ .‬كــا‬
‫ميكــن إنشــاء هــذه املستشــفيات يف الدواويــر‬
‫بــن أوســاط الســكان املوثــوق يف إخالصهــم‪،‬‬
‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪49 2019‬‬
‫تاريخ الثورة‬
‫‪ -‬مينــع منعــا باتــا عــى املمرضــن الكشــف عن‬
‫مهامهم‪.‬‬
‫‪ -‬يجــرد مــن الســاح كل جريــح ال يســتطيع‬
‫اســتعامل ســاحه‪.‬‬
‫‪ -‬تخفــى جميــع بقايــا املالبــس و األدويــة يف‬
‫حفــر عميقــة‪.‬‬
‫دور املرأة اجلزائرية في الصحة‬
‫مركز العالج (من املجموعات املتحفية)‬
‫إبان الثورة املباركة‪:‬‬
‫إن الحديــث عــن الصحــة يدفــع بالقــارئ‬ ‫التكویــن‪ :‬كانــت عملیــة تكویــن املمرضیــن‬ ‫وكان بناء مراكز العالج أو املستشــفيات بســيط‪،‬‬
‫إىل التفكــر يف أهــم عنــر يف هــذا القطــاع‬ ‫واملمرضــات تتــم عــى مرحلتیــن وهــا‪:‬‬ ‫حيث قســمت هذه املراكز إىل قاعات مقســمة‬
‫الحســاس الحافــظ لــأرواح أال وهــو املــرأة‬ ‫التكویــن النظــري‪ :‬یحتــوي عــى دروس لیلیــة‬ ‫عــى النحــو التــايل ‪ :‬قاعــة العــاج‪ ،‬قاعــة الطبخ‪،‬‬
‫صاحبــة العاطفــة الرحيمــة واللمســة الحنونــة‬ ‫تتعلــق مبختلــف األمــراض وطــرق العــاج‬ ‫قاعــة النــوم‪ ،‬قاعــة التمويــن‪ ،‬قاعة للحراســة‪.‬‬
‫الســاهرة عــى راحــة املــرىض‪ ،‬ففي مطلع ســنة‬ ‫وكیفیــة الوقایــة منهــا‪ ،‬تــدوم فــرة التدریــب‬ ‫مصــادر األدويــة‪ :‬إن املصــدر الرئیــي لألدویــة‬
‫‪ 1955‬كانــت عمليــات التمريــض تتــم تلقائيــا‬ ‫مــدة ثــاث أشــهر‪.‬‬ ‫هــي الصیدلیــات التــي یدیرهــا أو یملكهــا‬
‫يف مختلــف املناطــق وبالوســائل البســيطة‬ ‫التكویــن التطبیقــي‪ :‬عبــارة عــن دروس تعطــى‬ ‫مناضلــون مخلصــون للقضیــة الوطنیــة‪ ،‬كان‬
‫والتقليديــة‪ ،‬لكــن مــع اتســاع رقعــة الثــورة‬ ‫للمرتبصیــن يف النهــار باملركــز الصحــي مــن‬ ‫هــؤالء املناضلــون یــزودون الثــورة باألدویــة‬
‫وتزايــد العمليــات العســكرية خصوصــا بعد ‪20‬‬ ‫قبــل أطبــاء أو ممرضیــن مكونیــن حیــث یقــوم‬ ‫الرضوریــة عــن طریــق الخالیــا املكلفــة بجمــع‬
‫أوت ‪ 1955‬أصبــح مــن الــروري التفكــر يف‬ ‫املرتبصــون بتطبیــق الــدروس النظریــة وإجـراء‬ ‫األدویــة وتخزینهــا وتحویلهــا إىل جبهــة و جيش‬
‫إنشــاء املراكــز الصحيــة وتدعيــم الســلك الطبي‬ ‫الفحوصــات األولیــة وتقدیــم اإلســعافات تحت‬ ‫التحريــر الوطنــي‪.‬‬
‫باملمرضــن واملمرضــات‪ ،‬حيــث أولــت القيــادة‬ ‫مراقبــة املكونیــن‪ ،‬ت ـراوح مــدة التكویــن مــا‬ ‫تعتــر أیضا املستشــفیات واملصحات العمومیة‬
‫الثوريــة أهميــة كبرية لهــذا العنــر األخري نظرا‬ ‫بیــن أربعــة ومثانيــة أشــهر وتنتهــي بامتحــان‬ ‫مصــدر آخــر للتمويــن وذلــك بفضــل أشــخاص‬
‫لعــدة أســباب أهمهــا‪:‬‬ ‫یتخــرج خالله املرتبصــون ثم یلتحقــون باملراكز‬ ‫مســاندين ومتعاطفــن مــع الثــورة‪ ،‬كــا كانت‬
‫طبيعــة املــرأة املالمئــة للتمريــض‪ :‬كتبــت‬ ‫الصحیــة املختلفة‪.‬‬ ‫تــأيت عــن طریــق املكاتــب التجاریــة بال ـراء‬
‫املجاهــدة املمرضــة أنيســة بــركات درار يف‬ ‫التنظيم الداخلي للنظام الصحي‪:‬‬ ‫والتربعــات وحتى املصــادرات يف بعــض األحیان‪.‬‬
‫هــذا الشــأن مــا يــي‪ :‬تقــوم مجاهــدات جيــش‬ ‫لقــد كان التنظيــم الداخــي للنظــام الصحــي‬ ‫التقاريــر الشــهرية املقدمــة مــن طــرف‬
‫التحريــر الوطنــي بعــاج املــرىض والجرحــى‬ ‫خــال الثــورة منظــا كــا يــي‪ - :‬يلحــق النظام‬ ‫املمرضــن‪:‬‬
‫وهــذا أبــرز األدوار التــي أهلتهــا لهــن صفاتهــن‬ ‫الصحــي إىل النظــام العســكري‪ ،‬وكل الذيــن‬ ‫يقــوم ممرضــو القســات والوحــدات بتقديــم‬
‫وقدرتهــن الن اللــه وهــب املــرأة خصائــص‬ ‫يقومــون بــه يخضعــون إىل النظــم العســكرية‬ ‫تقاريــر شــهرية إىل ال ّنواحــي ثــم إىل املناطــق‪،‬‬
‫معينــة متيزهــا عــن الرجــل منهــا الرأفــة والرقــة‬ ‫التــي يخضــع لهــا جيــش التحريــر الوطنــي‪،‬‬ ‫والتــي ترســلها بدورهــا إىل مستشــفى الوالیــة‬
‫والعطــف والحنــان لعــاج املــرىض وهــي أحــد‬ ‫عــدا نظــام املرشــدات االجتامعيــات الــذي يتبع‬ ‫وتخضــع هــذه التقاریــر للرقابــة‪ ،‬كام قــد تكون‬
‫األســباب التــي تبــن مالمئــة املـرأة للتمريــض ‪.‬‬ ‫امليــدان الســيايس‪.‬‬ ‫هــذه التقاريــر مرســلة من طــرف املســؤولني أو‬
‫التحــاق عــدد معتــر مــن الفتيــات املتعلــات‬ ‫‪ -‬مينــع القامئــن عــى املستشــفى أن يتجولـوا أو‬ ‫مــن قبــل لجــان مشــكلة لهــذا الغــرض‪ .‬یتــوىل‬
‫بالثورة التحريريــة بعد إرضاب ‪ 19‬مــاي ‪:1956‬‬ ‫يتصلـوا بــأي شــخص ليــس لــه عالقــة بامليــدان‪.‬‬ ‫مكتــب الوالیــة بــدوره دراســتها بشــكل جیــد‬
‫هــذا مــا وفــر لقيــادة جبهــة التحريــر الوطنــي‬ ‫‪ -‬مينع عليهم أن يخربوا مبكان املستشفى ‪.‬‬ ‫ودقیــق بهــدف معالجــة الســلبیات والنواقــص‬
‫مــن أجــل تفادیهــا مســتقبال‪.‬‬
‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪2019‬‬ ‫‪50‬‬
‫ويف الواليــة السادســة وعــى الرغــم مــن كونهــا‬
‫عرفــت أوضاعــا صعبــة بعــد تكوينهــا و رغــم‬
‫وضعهــا الطبيعــي الصعــب وامتدادهــا عــى‬
‫مســاحات واســعة و مكشــوفة فــإن املــرأة مل‬
‫تتأخــر عــن ركــب الثــورة‪.‬‬
‫يف الختــام ال بــد مــن اإلشــادة بعبقريــة قــادة‬
‫الثــورة التحريريــة الذيــن نظمـوا هــذا القطــاع‬
‫الحســاس ليــس مــن أجل عــاج الجرحــى فقط‬
‫بــل أيضــا اإلرشاف الصحــي عــى كافــة الشــعب‬
‫الجزائــري خاصــة يف املناطق النائيــة منها القرى‬
‫واملــدارش أيــن يتعرضــون إىل اإلقصــاء الصحــي‬
‫وعــدم املبــاالة مــن طــرف العــدو‪ ،‬دون أن ننىس‬
‫دور امل ـرأة الجزائريــة التــي تفانــت يف خدمــة‬
‫أصبحــت يف أوائــل عــام ‪ 1956‬عــى اتصــال الثــورة بــكل إخــاص مســجلة حضورهــا القــوي‬ ‫الفرصــة للتفكــر يف توجيههــن للتكويــن يف‬
‫باملمرضــات املرتبصــات الجزائريــات املوجودات والفعــال يف مجــال الصحــة والتمريــض ‪.‬‬ ‫مجــال التمريــض بحكــم قدرتهــن العلميــة‬
‫عىل مســتوى مدرســة الصليب األحمــر بالجزائر‬ ‫واملعرفيــة مقارنــة بامللتحقــات األخريــات‪ ،‬هــذا‬
‫العاصمــة مــا أدى إىل التحــاق العديــد منهــن ‪ ،‬املراجع‬ ‫مــا أكــد عليــه املجاهــد عامر قليــل رحمــه الله‪:‬‬
‫فــكان ذلــك ســببا كافيــا لغلــق هــذه املدرســة ‪ -‬محمــد الرشيــف ولــد الحســن‪ ،‬مــن املقاومة‬ ‫«الواضــح أن كثافــة االلتحــاق بصفــوف الثــورة‬
‫نهائيــا حتــى ال تكــون ممونــة لجيــش التحريــر إىل الحــرب مــن أجــل االســتقالل ‪،1962 -1830‬‬ ‫بالنســبة للمناضــات جــاء بعــد إرضاب الطلبــة‬
‫دار القصبــة للنرش الجزائــر ‪.2010‬‬ ‫الوطنــي باملمرضــات‪.‬‬ ‫الشــهري ‪ 19‬مــاي ‪.»1956‬‬
‫تحــدث العقيــد آيــت حمــودة عمــروش عــن ‪ -‬أســتاذ بخــوش عبــد املجيــد ‪ ،‬معــارك ثــورة‬ ‫شهادات‪:‬‬
‫شــجاعة وبطولــة ممرضــة مجاهــدة تدعــى التحريــر املظفــرة ج ‪ – 2/2‬مؤسســة رحــال‬ ‫يف نفــس الســياق كشــفت املجاهــدة املمرضــة‬
‫مليكــة ڤايــد‪ ،‬كانــت مكلفــة رفقــة ممرضــة نســيم ريــاض للنــر و التوزيــع متــت طباعتــه‬ ‫ليــى موســاوي بأنهــا كانــت يف تونــس ســنة‬
‫تدعــى (دنيــا) بحراســة العيــادة التــي أقيمــت لــدى ‪ / AGP‬وهــران ‪. 2013‬‬ ‫‪ 1955‬تعمــل كممرضــة باملستشــفى «الحبيــب‬
‫مبغــارة مبنطقــة ياكــوران‪ ،‬حيــث اقتحــم أفـواج ‪ -‬مجلــة الجيــش‪ ،‬عــدد ‪ ، 376‬نوفمــر ‪.1994‬‬ ‫ثامــر»‪ ،‬ثــم التحقــت ســنة ‪ 1959‬بالجزائــر‬
‫مــن الجنــود الفرنســيني العيــادة‪ ،‬وأطلقـوا النار ‪ -‬عالمــة صليحــة‪ ،‬األح ـوال الصحيــة بالجزائــر‬ ‫للعمــل يف ســلك التمريــض بالواليــة الثانيــة‬
‫عــى الفتاتــن والجرحــى‪ ،‬فــردت مليكــة ڤايــد خــال االحتــال الفرنــي مــن ‪1962- 1830‬‬ ‫بالشــال القســنطيني‪.‬‬
‫بشــجاعة كبــرة ومل تستشــهد إال بعــد نفــاذ عاملــة الجزائــر منوذجــا‪ ،‬أطروحــة مقدمــة لنيل‬ ‫أكــد األســتاذ محمــد التومــي أنــه عندمــا كان‬
‫شــهادة دكتــوراه يف التاريخ الحديــث و املعارص‪،‬‬ ‫ذخريتهــا يف جــوان ‪.1957‬‬ ‫بالقاعــدة الرشقيــة أي قبــل التحاقــه بالواليــة‬
‫و عرفــت الواليــة الخامســة أيضــا عــددا معتـرا الســنة الجامعيــة ‪.2017 -2016‬‬ ‫التاريخيــة الثانيــة كطبيــب رأى العديــد مــن‬
‫مــن املمرضــات اللـوايت قدمــن خدمــات جليلــة ‪ -‬دبــاب منصــور‪ ،‬التنظيــم الصحــي للثــورة‬ ‫الفتيــات ضمــن الوحــدات القتاليــة وعنــد‬
‫للصحــة أثنــاء الثــورة التحريريــة ‪ ،‬و منهــن التحريريــة الجزائريــة ‪ ،1962 – 1954‬مذكــرة‬ ‫التحاقــه بالواليــة نفســها وجــد مــع جيــش‬
‫الســيدة أنيســة بــركات التــي كتــب اللــه لهــا مكملــة لنيــل شــهادة املاســر يف التاريــخ‬ ‫التحريــر أكــر مــن ‪ 300‬أو ‪ 400‬ام ـرأة جلهــن‬
‫أن تنعــم بشــمس الحريــة و زميــات لهــا مثــل املعــارص‪ ،‬جامعــة العــريب التبــي‪ ،‬الســنة‬ ‫ميارســن الطــب ‪.‬‬
‫الجامعيــة ‪.2017 -2016‬‬ ‫جميلــة مهــدي و غريهــا‪.‬‬ ‫تــروي املمرضــة جميلــة عمــران أن الثــورة‬
‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪51 2019‬‬
‫حفظ املجموعات املتحفية‬

‫صيانة وترميم‬
‫اجللود باملتاحف‬
‫تعــد الجلــود مــن أهــم املقتنيــات‬
‫باملتاحــف األكــر عرضــة للتلــف‬
‫للتغـرات الرسيعــة للرطوبــة النســبية وال تــؤدي إىل انتفــاخ أليــاف الجلــد بعــد‬
‫لكونهــا مــادة عضويــة (أصــل‬
‫ملســتوياتها املرتفعــة جــدا أو املنخفضــة امتصاصهــا للرطوبــة ثــم إىل التقلــص‪.‬‬ ‫حيــواين) حساســة رسيعــة التأثــر‬
‫جــدا‪ .‬ففــي الوســط الجــاف برطوبــة‬ ‫بالظــروف املناخيــة املحيطــة بهــا‪،‬‬
‫منخفضــة أقــل مــن ‪ %30‬يفقــد الجلــد جــدول حــول نســبة الرطوبــة للجلــد‬ ‫فتتعــرض إىل عوامــل تلــف مختلفــة‪.‬‬
‫حساسية‬ ‫العواقب‬
‫✦ بقلم‪ :‬فضيل شريف سعاد‬
‫التعفن‬ ‫احلد األقصى‬ ‫احلد األدنى‬ ‫املادة‬

‫متغري حسب كيفية‬ ‫عوامل تلف اجللود‪:‬‬


‫متغري وشديد‬ ‫دباغته فالجلد‬
‫بالنسبة للجلود‬ ‫حساس جدا يؤدي‬ ‫‪%60‬‬ ‫‪%45‬‬ ‫الجلد‬ ‫تتأثــر املجموعــات املتحفيــة بصفــة‬
‫الرقيقة‪.‬‬ ‫إىل التقلص خاصة‬ ‫عامــة والجلــود بصفــة خاصــة بعوامــل‬
‫عندما يكون مبلال‪.‬‬ ‫فيزيكوكيميائيــة (الرطوبــة‪ ،‬الحــرارة‬
‫‪،‬الضــوء‪ ،‬تلــوث املحيــط ) العوامــل‬
‫البيولوجيــة ( الفطريــات ‪ ،‬الحــرات ‪ ،‬رطوبتــه الطبيعيــة ويتكرس‪.‬أمــا يف وســط والعواقــب الناجمــة عنهــا‪:‬‬
‫شــديد الرطوبــة أي أكــر مــن ‪ % 65‬الكوجلن (األلياف البيضاء)‪:‬‬
‫البكترييــا و القــوارض)‪.‬‬
‫وحـرارة مابــن ‪ 22‬و ‪ c °50‬يشــجع تطــور عبــارة عــن بروتينــات مشــكلة لألليــاف‬ ‫العوامل الفيزيكوكيميائية‪:‬‬
‫الكائنــات املجهريــة التــي تتغــذى مــن البيضــاء للألدمــة‪.‬‬ ‫‪ -1‬الرطوبة ‪:‬‬
‫مــن أهــم العوامــل املؤثــرة عــى الكولجــن* واملــواد املضافــة إىل الجلــد ‪ -2‬الحرارة ‪:‬‬
‫الجلــد ‪ ،.‬يجــب أن ال يتعــرض الجلــد فيتعفــن‪ .‬إن التغـرات الرتطبيــة الرسيعــة إن ارتفــاع و انخفــاض درجــة الحــرارة‬
‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪2019‬‬ ‫‪52‬‬
‫‪ -1‬الفطريــات ‪ :‬أشــهر الفطريــات مــن الحــرات تتبــع طبقــة داخليــات‬ ‫مؤذيــة للجلــد ‪ ،‬فالحــرارة املنخفضــة‬
‫التــي تهاجــم الجلــود املدبوغــة التــي األجنحــة مــن صنــف الجناحيــات‬ ‫جــدا تجعــل مــادة الجلــد حساســة‬
‫تســمى "البــوغ* " بحيــث تنتــر عندمــا مــن بينها نجد ‪:‬األتاجن ‪ ،‬األنرثين‪......‬‬ ‫مــع ظهــور تشــققات عــى ســطحها‪.‬أما‬
‫تنعــدم التهويــة باملتحــف و تلتصــق‬ ‫الحــرارة املرتفعــة جــدا تحــدث تلــف‬
‫فــوق مســاحات وأســطح التحــف‬ ‫كيميــايئ يظهــر يف تــرع تحلــل األحامض‬
‫ويطلــق عليهــا اســم "األسكوميســات"‬ ‫لجزيئــات الكولجــن فتنقســم إىل سالســل‬
‫ومــن بينهــا ‪ :‬األســرجيلوس‪ ،‬البنســليوم‪،‬‬ ‫جزئيــة أكــر صغــرا‪ .‬ويف املنــاخ الرطــب‬
‫األوريوباســيدوم‪..‬‬ ‫والحــار تتعــرض القطــع الجلديــة لنصــول‬
‫األنرثين‬ ‫لونهــا ‪ ،‬تجــف ‪ ،‬تتكــر وتفقــد مقاومتهــا‬
‫حــرات املناطــق الســاخنة ‪ :‬هــي‬ ‫امليكانيكيــة‪.‬‬
‫حــرات تنمــو وتتكاثــر مــع درجــات‬ ‫‪ -3‬الضوء ‪:‬‬
‫عاليــة مــن بينهــا" بنــت وردان"‬ ‫إن الضــوء بنوعيــه الطبيعــي واالصطناعــي‬
‫تحــدث رضرا بالتحــف العضويــة فكلــا‬
‫ارتفــع مســتوى اإلنــارة كلــا كان التلــف‬
‫البوغ‬ ‫رسيعــا عــى املــواد وتأثــره تسلســي‬
‫البوغ (‪ : )spore‬عبارة عن غبرية تســبب‬ ‫مــن الصعــب إيقافــه لهــذا مــن األفضــل‬
‫تكوين الفطريات ‪*.‬‬ ‫حفــظ القطــع يف الظالم‪.‬مــادة الجلــد‬
‫‪ -2‬البكترييــا ‪ :‬التــي تظهــر يف رطوبــة‬ ‫حساســة جــدا للضــوء‪.‬‬
‫عاليــة جــدا‪ .‬فالجلــد املدبــوغ والجــاف‬ ‫مــدة العــرض ‪ :‬هــذه املــدة مرتبطــة‬
‫يتعفــن ‪ ،‬أمــا الجلــد الغــر‬ ‫بالرتكيــز الضــويئ فكلــا امتــد مســتوى‬
‫املدبــوغ والرطــب جــدا اليتعــرض‬ ‫اإلنــارة الشــديدة كلــا كان التلــف أرسع‬
‫بنت وردان أمريكية‬ ‫لهجومــات الفطريــات وإمنــا يهاجــم مــن‬ ‫عــى املــواد‪.‬‬
‫حــرات حرشــفية األجنحــة‪ :‬تتواجــد‬ ‫طــرف البكترييا‪.‬تتطــور البكترييــا يف الظالم‬ ‫الضــوء ‪ +‬مــدة العــرض➩ التلف‬
‫➪‬
‫يف مختلــف أنحــاء العــامل ‪ ،‬تتغــذى مــن‬ ‫أكــر مــن الضــوء وتكاثرهــا يالئــم حـرارة‬ ‫‪ -4‬تلوث املحيط ‪:‬‬
‫املــواد الحيوانيــة والنباتية‪.‬وفيهــا نجــد‬ ‫ورطوبــة نســبية عــى األقــل ‪ % 65‬بعضها‬ ‫إن تــرب الهــواء امللــوث يف أوســاط‬
‫"العثــة"‬ ‫تتطــور يف درجــة حــرارة أقــل مــن‪. 15°‬‬ ‫املتحــف مــن العوامــل املؤديــة إىل‬
‫‪ -3‬الحرشات ‪:‬‬ ‫التلــف‪ .‬بحيــث يتكــون الهــواء مــن‬
‫تشــكل الحـرات خطـرا عــى املجموعات‬ ‫جزيئــات صلبــة (األوســاخ والغبــار)‬
‫الجلديــة باملتاحــف ‪.‬بحيــث تحــدث عــى‬ ‫التــي تســاهم يف التلــف امليكانيــي بحــك‬
‫ســطحها ثقوب‪.‬‬ ‫وتوســيخ القطــع التــي تتوضــع عليهــا‪،‬‬
‫العثة‬
‫هــي حيوانــات متعــددة الخاليــا ملجموعة‬ ‫وغــازات التــي تنتــج مــن اح ـراق املــواد‬
‫‪ -4‬القوارض‪:‬‬ ‫الــا فقاريــات ذات جســد مركــب مــن‬ ‫البرتوليــة واملــواد الكيميائيــة وهــي‬
‫تتمثــل يف الفـران و الجرذان‪،‬هــي عكــس‬ ‫ثــاث أقســام وهــي ‪ :‬الــرأس‪ ،‬الجوشــن‬ ‫تتكــون مــن أحــاض وأكاســيد مثــل‬
‫الحــرات التــي تحــدث تلــف بطــئ‬ ‫والبطــن ‪ ،‬أهــم الح ـرات التــي تهاجــم‬ ‫الكربيــت‪ ،‬ديوكســيد األزوت‪...‬وهــي أيضــا‬
‫ومحــدد فالقــوارض تحــدث تلفــا كامــا‬ ‫الجلــد هــي ‪:‬‬ ‫خطــرة عــى التحــف‪.‬‬
‫يف وقــت قصــر ومنهــا ‪:‬‬ ‫حــرات غمديــة األجنحــة ‪ :‬هــي رتبــة‬ ‫العوامل البيولوجية ‪:‬‬
‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪53 2019‬‬
‫حفظ املجموعات املتحفية‬
‫بصفــة نهائيــة ‪ ،‬واســتخدام مرشــحات‬ ‫القطــع و تتلفهــا بحفــر ثقــوب عــى‬ ‫الفرئان ‪:‬‬
‫لوقايــة التحــف مــن التلوث(الغبــار‬ ‫هــي حيوانــات رشســة ‪ ،‬نشــيطة يف ســطحها‪.‬‬
‫واألوســاخ) ‪.‬‬ ‫الليــل ‪ ،‬فتضــع روثهــا وبولهــا الكريــه طرق صيانة وترميم اجللود‪:‬‬
‫كــا تتعــرض التحــف الجلديــة لهجومــات‬ ‫عــى كل ممراتهــا كاألرضيــات ‪ ،‬الجــدران تنقسم الصيانة إىل قسمني ‪:‬‬
‫الفطريــات والحــرات بســبب الغبــار‬ ‫وحتــى القطــع املتحفيــة بحيــث تقرتضهــا الصيانة الوقائية و الصيانة العالجية‪.‬‬
‫لــذا يتطلــب األمــر اتخــاذ عمليــات‬ ‫بأســنانها ‪ ،‬متزقهــا وتفتتهــا للتعشــيش‪ .‬الصيانة الوقائية ‪:‬‬
‫التنظيــف ‪:‬‬ ‫تعــد الصيانــة الوقائيــة الحــل الوحيــد‬
‫التنظيــف بالهــواء املضغــوط تتــم العملية‬ ‫واألنســب لتفــادي كل األرضار واملشــاكل‬
‫بجهــاز يســمى مطهــرة الهواء‪.‬‬ ‫التــي تتعــرض لهــا املجموعــات املتحفيــة‬
‫باملتاحــف وذلــك‪:‬‬
‫‪ -‬بتوفــر املنــاخ املالئــم ( الحــرارة ‪،‬‬
‫الرطوبــة‪ ،‬اإلنــارة) ســواء يف قاعــات‬ ‫فرئان منزلية‬
‫العــرض أو يف املخــازن وهــذا مبراقبــة‬
‫الســجالت اليوميــة ملقيــاس الحــرارة‬ ‫الجرذان ‪:‬‬
‫والرطوبــة ‪،‬تجهيــز املخــازن بنظــام تهويــة‬ ‫تعتــر الجــرذان أكــر الحيوانــات القارضــة‬
‫مناســبة و ضــان التخزيــن الجيــد للقطــع‬ ‫التــي تشــكل خطــرا عــى التحــف‬
‫مجفف الهواء‬
‫الجلديــة وذلــك بتغطيــة القطــع بأكيــاس‬ ‫العضويــة لســهولة تســللها إىل مناطــق‬
‫التنظيــف الجــاف باســتعامل أصــاغ‬ ‫البولثلــن* أو أوراق الحريــر دون حمــض‬ ‫العــرض والتخزيــن‪ .‬تعــرف باســم الجرذان‬
‫فعالةالزالــة األوســاخ والغبــار ومــن بــن‬ ‫وتخزيــن قلــوي*‪ ،‬ترتيبهــا داخــل خزائــن‬ ‫الرماديــة وجــرذان املجــاري فهــي تحــب‬
‫األصــاغ املســتعملة الصمــغ األبيــض‬ ‫املحافظــة ذات فتحــات تهويــة لتفــادي‬ ‫الرطوبــة لهــذا تعيــش بالقــرب مــن املــاء‬
‫بالفنيــل‪ ،‬صمــغ الكوتشــو الــازج ‪ ،‬عجينة‬ ‫تراكــم الغبــار واألوســاخ‪ .‬التدخــل عــى‬ ‫وتتغــذى مــن النباتــات واللحــوم‪ .‬تدخــل‬
‫الصمــغ يف حالــة مــا اذا مــا صعــب إزالتهــا‬ ‫القطــع الجلديــة املصابــة ويقتــي‬ ‫الجــرذان إىل املبــاين عــر أنابيــب وتتســلق‬
‫خاصــة التحــف املزخرفــة يتــم اللجــوء إىل‬ ‫التدخــل يف إزالــة بقــع العفونــة االحتكاك‪،‬‬ ‫عــر فتحــات التهويــة للمبنــى وتتميــز‬
‫طريقــة بســيطة باســتعامل فرشــاة ناعمــة‬ ‫التــآكل ‪ ،‬التقــر‪ ،‬نصــول األلــوان ‪،‬‬ ‫بأســنان علويــة وســفلية الذعــة وأكــر‬
‫و أخ ـرا وصلــة مصاصــة‪.‬‬ ‫التمــزق‪ ..‬اســتعامل مطهــرات ســواء‬ ‫خشــونة مــن الفــران‪ ،‬بحيــث تقــرض‬
‫اســتخدام طريقــة" التجميــد" أو"‬ ‫مبيــدات أو مبخـرات لقتــل بــوغ العفونــة‬

‫فخ ضد الحرشات‬ ‫خزينة املحافظة‬ ‫جرذان القاذورات‬


‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪2019‬‬ ‫‪54‬‬
‫املراجع‬ ‫وهــذه األنــواع مــن الطــاءا ت تجــذب‬ ‫االختناق"للقضــاء عــى الحــرات أو‬
‫الغبــارو الحــرات‪ ،‬أمــا الصابــون فهــو‬ ‫وضــع الفخــاخ ‪.‬‬
‫‪ -‬علي حمالوي ‪ :‬علم المتاحف ‪ ،‬مركز‬
‫الطباعة بجامعة الجزائر‪. .‬‬ ‫قلــوي جــدا يحــدث تلــف الجلــود‪.‬‬ ‫ســد كل الثغــرات والشــقوق املتصلــة‬
‫‪ -‬بن شعبة فاطمة‪ :‬تلف الجلود‪،‬‬ ‫بحيــث يتفاعــل أحيانــا مــع زيوتهــا ويرتك‬ ‫بالخــارج وهــذا بوضــع شُ ــك َْل نحاســية‬
‫المجموعة االثنوغرافية بمتحف‬ ‫ترســب بلــون أبيــض عــى ســطحها‪.‬‬ ‫وأصــاغ متامســكة ‪،‬و وضــع دوريــا‬
‫الباردو نموذجا من اعداد الطالبة بن‬ ‫اليجــب اســتعامل مســحوق اإلزالــة‬ ‫الفخــاخ والطعــم الســام يف األماكــن‬
‫شعبة فاطمة‪.‬تحت اشراف األستاذ عبد‬
‫الكريم عزوق‪ ،‬السنة الجامعية ‪-2010‬‬ ‫لتنظيــف الجلــود ألن بقايــا املســحوق‬ ‫املالمئــة خــارج املبنــى للقضــاء عــى‬
‫‪.2011‬‬ ‫تكــون يف هــذه الحالــة صعبــة اإلزالــة‬ ‫الفــران والجــرذان‪.‬‬
‫‪ -‬بوعكاز حكيم‪ :‬طرق صيانة وحفظ‬ ‫ويفضــل اســتعامل فرشــاة بشــعر صلب ‪.‬‬ ‫*البوليثيلــن‪ :‬ترتكــب الكلمــة مــن جزئــن‬
‫التحف المودعة في مخازن متحفي‬ ‫ترميم الجلود‪:‬‬ ‫"البــويل" و"اثيلــن" وهــو نــوع مــن‬
‫باردو وسطيف ‪ .‬تحت اشراف األستاذ‬
‫د‪.‬بويحياوي عزالدين‪ ،‬السنة الجامعية‬ ‫ترمــم الجلــود التــي تحمــل ثغــرات أو‬ ‫البالســتبك العــايل الكثافــة‪.‬‬
‫‪2007-2006‬‬ ‫ثقــوب يف مختلــف أجزائهــا الظهــر ‪،‬‬ ‫* محلــول قلــوي‪ :‬عبــارة عــن محلــول‬
‫‪ -‬عبد العزيز شاهين‪ :‬طرق صيانة‬ ‫الســطح ‪.....‬الــخ مــن املمزقــة أو املفقودة‬ ‫مركــز‪ ،‬تتميــز املحاليــل القلويــة بأنهــا‬
‫وترميم األثارو المقتنيات الفنية‪ ،‬الهيئة‬ ‫وهــذا باختيــار جلــد مــن نفــس طبيعــة‬ ‫مــواد أكالــة‪.‬‬
‫المصرية للكتاب ‪. 1975‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬رفعت موسى محمد ‪ :‬مدخل‬ ‫الجلــد املتلــف ‪،‬مثــا جلــد الكبــش ميكــن‬ ‫الصيانة العالجية‬
‫إلى فن المتاحف – الدار المصرية‬ ‫أن يرمــم مــع جلــد البقــر مــن النوعيــة‬ ‫املواد املستعملة يف الصيانة ‪:‬‬
‫اللبنانية‪ .‬السنة ‪.2002‬‬ ‫الجيــدة وينبغــي أن يكــون رقيقــا عــى‬ ‫ملــا تتعــرض الجلــود لتقــرات‪ ،‬تــأكل‪،‬‬
‫‪Nelly : les facteurs‬‬ ‫ســطحها وأكــر ســمكا عــى األجــزاء‬ ‫احتــكاك ‪ ،‬وتفتــت ميكــن تقويــة ســطحها‬
‫‪de dégradation et la‬‬
‫امللموســة‪.‬‬ ‫مبحلــول " الهيدروكسيربوبيلســلييلوز"‬
‫‪conservation des supports‬‬
‫‪papier, parchemin‬‬ ‫يلصــق جلــد الرتميــم بواســطة غــراء‬ ‫(كلوســيل ج) املخفــف جــدا يف اإلثانــول‬
‫‪,cuir et cire, stage‬‬ ‫النشــاء يف الجلــد القديــم ثــم ترتكهــا‬ ‫وهــو أفضــل مــن تطبيــق الصمــغ‪.‬‬
‫‪technique internationl‬‬
‫‪d’archives,atelier‬‬ ‫تجــف ‪ ،‬كــا ميكــن اســتعامل محلــول"‬ ‫ينصــح اســتعامل قفــازات ‪ ،‬رداء خــاص‬
‫‪de restauration de‬‬ ‫الهيدروكسيربوبيلسليوز"(كلوســيل ج )‬ ‫وقنــاع إذا اســتلزم األمــر‪.‬‬
‫‪documents graphiques,de‬‬ ‫بالنســبة لنــوع الجلــود الفاتحــة ثــم‬ ‫لتفــادي حــدوث التشــققات والتمزقــات‬
‫‪Reliures,France 2009‬‬
‫‪Carole (D) Janet(M)et‬‬ ‫ترتكهــا تجــف‪.‬‬ ‫عــن الثنايــا املشــكلة عــى الجلــد بســبب‬
‫‪autres, la lutte préventive‬‬ ‫*االثانــول‪ :‬هــو عبــارة عــن مركــب‬ ‫الضغــط متلــئ الثنايــا بــورق دون حمــض‬
‫‪contre les Insectes et‬‬
‫‪les petits animaux « La‬‬
‫كيميــايئ عضــوي ينتمــي إىل فصيلــة‬ ‫وتخزيــن قلــوي كــا ميكــن اســتعامل‬
‫‪conservation péventive‬‬ ‫الكحوليــات‪.‬‬ ‫حشــوة البوليســر يف كيــس مــن القــاش‬
‫‪dans les musées manuel‬‬ ‫* صابــون الربادعيــة ‪ :‬ســمي هــذا‬ ‫أو رغــوات مســتقرة كيميائيــا كالبولثلــن‪.‬‬
‫‪d’accompagnement‬‬
‫‪»Université du québec a‬‬ ‫الصابــون بهــذا االســم نســبة إىل معــرة‬ ‫املواد الغري املستعملة يف الصيانة‪:‬‬
‫‪.1995,montréal,canada‬‬ ‫بســوق الربادعيــة تقــوم بصنــع هــذا‬ ‫الينصــح اســتخدام الطــاءات وصابــون‬
‫‪E.verner(J) Joanne (C‬‬
‫‪.H ), la mise en reserve‬‬
‫الصابــون لهــذا أطلــق عليــه هــذه‬ ‫الربادعيــة* ملعالجــة الجلود‪.‬فالطــاءات‬
‫‪descollections de musée.‬‬ ‫التســمية‪.‬‬ ‫متكونــة مــن زيــوت و األبحــاث أظهــرت‬
‫‪.1980 U.N.E.S.C.O.Paris‬‬ ‫أن هــذه الزيوت تــؤدي إىل إتالف الجلد ‪،‬‬
‫مجلة املتحف ‪-‬العدد ‪ - 08‬جانفي ‪55 2019‬‬
‫ﺳ‬ ‫م‬ ‫ﺎ‬ ‫ـ‬ ‫ﻋ‬
‫ﻴﺪ‬ ‫ﻌ‬
20 9 1
¢û«é∏d …õcôŸG ∞ëàŸG ¬Lƒàj
º¡«∏gCGh Éæ°û«L OGôaCG áaÉc ¤EG
äɵjÈàdG Ö«WCGh ÊÉ¡àdG ôMCÉH
2019 ójó÷G ΩÉ©dG áÑ°SÉæÃ

You might also like