Professional Documents
Culture Documents
بحث النظام السياسي في الاسلام
بحث النظام السياسي في الاسلام
لقد وضعوا وحددوا أسسا بقيت إلى اليوم مقياسا للعاملين في
المجال السياسي ،وقد تميزت هذه الفترة الزمنية باآلتي:
وقدم كل من عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي هلال عنهم وكل منهم كان
رئيسا للدولة اإلسالمية أرواحهم في سبيل هلال ،فهناك إحصائية تقدر أن نسبة 80%من الصحابة قد قتلوا
في الجهاد.
لحق الرسول بربه بعد أن دعا إليه ثالث عشرة سنة في مكة ،وعشر سنين
في المدينة ،فعرت الصحابة دهشة عظيمة لوفاته ،حتى إن عمر نفسه قال
يوم ارتحال النبي ،ما مات محمد رسول هلال وليبعثنه هلال تعالى ،فقال أبي
دا قد مات ،ومن كان يعبد هلال فإن هلال دا فإن محم بكر :أال من كان يعبد محم
ت وإ م ِّيِ ُتون "حي ال يموت ،وتال قوله تعالى ِ"إ َّنك م
َّنهم ِّي
فنفخ الصديق في قلوب أصحابه روح الصبر ،وأنقذهم بما ذكرهم به
من الجزع ،وأرشدهم إلى ما كانوا غفلوا عنه
فبايع الناس أبا بكر بعد بيعة السقيفة ،ثم تكلم أبي بكر ،فحمد هلال
وأثنى عليه بالذي هو أهله ،ثم قال:
أما بعد أيها الناس ،فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم ،فإن أحسنت "
فأعينوني ،وإن أسأت فقوموني ،الصدق أمانة والكذب خيانة ،والضعيف فيكم قوي عندي حتى أرجع عليه حق00ه
إن شاء هلال ،والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء هلال ،ال يدع ق00وم الجه00اد في س00بيل هلال
إال
خذلهم هلال بالذل ،وال تشيع الفاحشة في قوم إال عمهم هلال بالبالء ،أطيعوني
ما أطعت هلال ورسوله ،فإذا عصيت هلال ورسوله فال طاعة لي عليكم،
قوموا إلى صالتكم يرحمكم هلال فكانت سياسته
عقد أبي بكر عقد الخالفة من بعده لعمر بن الخطاب ،وقد شاور فيه أصحابه من كبار رجال السياسة،
كانت كلمة عمر عالية في سياسته
الخارجية والداخلية ،مزق شمل المملكتين المجاورتين لبالده ،وعقدت
في ظبات 8٣سيوفه آيات النصر المبين ،وسر هذا التوفيق العظيمُ ،بعد نظره وقوة نفسه ،واألخذ بمشورة
أهل الرأي ،وحسن اختياره العمال والرجال ،والعمل بكل نافع ،واالنتفاع من كل قوة ،وما طمعت
نفسه في شيء من حطام الدنيا ،فكان كصاحبيه يؤثر الخشونة
نتخب مجلس شورى الخالفة عثمان بن عفان خليفة في مسجد الرسول وعلى منبره ،على الطريقة التي رسم
عمر واستأمر بعض أهل الشورى أرباب الرأي من الرؤساء س ًّرا فأشاروا بعثمان ،فمن سياسة عثمان
الشرعية تغليب جانب مصلحة الناس على مصلحة الحاكم في ترك
القتال مع الحاكم وإن كان الحق معه حتى ال يكثر القتل ويستمر.
وكان متواضعا رضي هلال عنه ومن وجهة نظره يرى أن الحاكم كسائر موطني الدولة فليس له أبهة
الملك بل الكبر محرم وليس له الحق في سكن القصور والتنعم أكثر من غيره فالحاكم يخالط الناس ويجلس
معهم وال يحتجب عنهم
سياسة علي بن ابي طالب:
بويع على بالخالفة بعد مقتل عثمان ،قيل جاءه طلحة والزبير وسأاله البيعة له فقال :ال حاجة لي في أمركم،
من اخترتم رضيت به ،فقالوا :ما
دا أحق باألمر منك، را وقالوا :إنا ال نعلم أح نختار غيرك ،وترددوا إليه مرا
وال أقدم منك سابقة ،وال أقرب من رسول هلال
إن عالقة الحاكم بالشعب في حكومة اإلمام علي(ع) كانت تنطلق من رؤية أن الحاكم هو أحد أفراد
المجتمع وأحد منسبيه بل أحد أكثر
المجتمع مسؤولية ألنه مسؤول أمام هلال وأمام المجتمع بأكمله وبذلك تلغى كل الحواجز واالعتبارات التي
تحول دون االتصال بالشعب وتفهم مشاكله ومسؤولياته ولم يكن منصبه في الدولة يمثل له شيئاً ما لم
يحقق الهدف منه وهو العدالة بين المجتمع واقامة الحق بينهم.