الإصدار السادس عشر من تقرير آفاق الاقتصاد العربي

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 85

‫اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫تقرير دوري يصدر عن صندوق النقد العربي يستهدف دعم متخذي القرار وصناع السياسات االقتصادية في الدول العربية وإمدادهم بنظرة تحليلية‬
‫واستشرافية لمالمح األداء االقتصادي‪ .‬يستفيد التقرير في بعض جوانبه من التحليل االقتصادي وتوقعات المختصين في كل من البنوك المركزية‬
‫ووزارات المالية وغيرها من الجهات الرسمية األخرى في الدول العربية‪.‬‬
‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫تقديم‬

‫في إطار جهود صندوق النقد العربي لدعم متخذي القرار وصناع السياسات االقتصادية في الدول العربية‪ ،‬يُصدر‬
‫الصندوق عددا من التقارير الدورية والدراسات التي تهتم بالشأن االقتصادي العربي‪ .‬في هذا السياق‪ ،‬ارتأى الصندوق‬
‫أهمية إصدار تقرير "آفاق االقتصاد العربي" بهدف إمداد صناع القرار في الدول العربية برؤية استشرافية وتحليلية‬
‫ألداء االقتصاد الكلي للدول العربية على عدة أصعدة تتمثل في‪ :‬النمو االقتصادي‪ ،‬واتجاهات تطور األسعار المحلية‪،‬‬
‫واألوضاع النقدية‪ ،‬والمالية العامة‪ ،‬والقطاع الخارجي‪ .‬يتم صياغة التوقعات ال ُمتضمنة في هذا التقرير استنادا إلى‬
‫أحدث التطورات في البيئة االقتصادية الدولية‪ ،‬وبما يعكس المستجدات في االقتصادات العربية ومسارات اإلصالح‬
‫االقتصادي المختلفة‪ .‬يتكامل التقرير مع إصدارات الصندوق األخرى‪ ،‬خاصة التقرير االقتصادي العربي الموحد‪.‬‬
‫فمع صدور التقريرين‪ ،‬يتمكن المهتمون بالشأن االقتصادي العربي من متابعة التطورات االقتصادية الحالية في الدول‬
‫العربية واستشراف مالمح األداء االقتصادي لفترات الحقة‪ .‬يأمل صندوق النقد العربي أن يُمثل التقرير إضافة جديدة‬
‫للجهود البحثية التي يقوم بها لخدمة الدول األعضاء‪ ،‬وأن يوفق في سد ثغرة بحثية تتمثل في محدودية التوقعات‬
‫لألداء االقتصادي للدول العربية كمجموعة إقليمية مستقلة‪ ،‬األمر الذي يطمح الصندوق من خالله إلى المساهمة في‬
‫تعزيز القرار االقتصادي في البلدان العربية ودعم مسيرتها باتجاه تحقيق النمو الشامل والمستدام‪.‬‬

‫وهللا ولي التوفيق‪،،،‬‬

‫عبد الرحمن بن عبد هللا الحميدي‬


‫المدير العام رئيس مجلس اإلدارة‬
‫صندوق النقد العربي‬
‫مالمح األداء االقتصادي للدول العربية‬
‫(‪)2023- 2022‬‬
‫•• •‬
‫يجاهد في عام ‪ 2022‬للتعافي من تداعيات جائحة‬ ‫بينما كان‬
‫ت عالمي ٍة فرضت المزيد من‬ ‫فيروس كوفيد‪ 19-‬ومتحوراته‪ ،‬شهد العالم تطورا ٍ‬
‫التحديات على سالسل التوريد العالمية‪ ،‬وأدت إلى ارتفاع أسعار العديد من السلع‬
‫األساسية‪ ،‬ما دعا المؤسسات الدولية إلى تخفيض تقديراتها السابقة للنمو االقتصادي‬
‫العالمي لعام ‪ 2022‬بما يتراوح بين ‪ 0.5‬و‪ 1.0‬نقطة مئوية ليصل إلى ما بين ‪3.0‬‬ ‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي"‬
‫و‪ 3.5‬في المائة‪ ،‬ورفع توقعاتها للتضخم العالمي بنحو ‪ 2.5‬إلى ‪ 3.0‬نقطة مئوية‬
‫ليتجاوز بذلك ‪ 6‬في المائة وسط أجواء يسودها عدم اليقين بشأن مآالت تلك‬
‫التطورات‪ ،‬وتداعياتها على النمو االقتصادي العالمي‪.‬‬

‫باالنعكاسات الناتجة عن التطورات‬ ‫في هذه األثناء تأثرت‬ ‫اإلصدار السادس عشر ‪ -‬أ بريل ‪2022‬‬
‫العالمية األخيرة‪ ،‬ما أدى في مجمله إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز لتسجل خالل‬ ‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي"‬
‫شهر مارس ‪ 2022‬أعلى مستوياتها منذ عام ‪.2008‬‬

‫إلى نحو‬ ‫في ظل هذه التطورات‪ ،‬من المتوقع ارتفاع‬


‫‪ 5.0‬في المائة في عام ‪ 2022‬بما يعكس محصلة عدد من العوامل من بينها تداعيات‬
‫جائحة كوفيد‪ ،19-‬وانعكاسات التطورات العالمية األخيرة على االقتصادات‬
‫العربية‪ ،‬واألثر الداعم للنمو جراء استمرار حزم التحفيز في الدول العربية خالل‬ ‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي"‬
‫عام ‪ ،2022‬التي ارتفع حجمها خالل الفترة (‪ )2022-2020‬إلى ‪ 396‬مليار دوالر‬
‫أمريكي‪ .‬يعكس معدل النمو المتوقع للعام الجاري ارتفاع معدل نمو االقتصادات‬
‫العربية المصدرة للنفط إلى ‪ 5.6‬في المائة جراء الزيادات المسجلة في كل من كميات‬ ‫‪4‬‬ ‫أوال‪ :‬البيئة االقتصادية الدولية وانعكاساتها على الدول العربية‬
‫إنتاج النفط وأسعاره في األسواق الدولية‪ ،‬مقابل وتيرة نمو معتدلة لالقتصادات‬
‫العربية المستوردة للنفط تقدر بنحو ‪ 3.7‬في المائة‪ ،‬بما يعكس التحديات التي تواجه‬
‫توازناتها الداخلية والخارجية وتؤثر على مستويات االستهالك واالستثمار‪ .‬أما فيما‬
‫يتعلق بتوقعات النمو لعام ‪ ،2023‬فمن المتوقع انخفاض معدل نمو الدول العربية‬
‫‪4‬‬ ‫العالمياالقتصاد العربي"‬
‫تقريرالنمو"آفاق‬
‫اتجاهات‬
‫كمجموعة إلى ‪ 4.0‬في المائة كنتيجة لتراجع الطلب العالمي بفعل السحب التدريجي‬
‫لحزم الدعم‪ ،‬واالنخفاض المتوقع ألسعار السلع األساسية‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫أسعار الفائدة والصرف‬
‫في الدول العربية في عام ‪ 2022‬بما يعكس تأثير‬ ‫من المتوقع ارتفاع‬
‫التحديات التي تواجه سالسل اإلمداد الدولية‪ ،‬واالرتفاعات المسجلة في أسعار السلع‬
‫الزراعية والصناعية ومواد الطاقة نتيجة للتطورات العالمية الراهنة‪ ،‬عالوة على‬ ‫‪10‬‬ ‫"آفاق االقتصاد العربي"‬ ‫تقرير‬
‫الدولية‬ ‫التجارة‬
‫تأثير الزيادة في مستويات الطلب الكلي‪ ،‬ورفع معدالت ضرائب االستهالك في‬
‫بعض الدول العربية‪ ،‬وأثر التمرير الناتج عن انخفاض قيمة بعض العمالت العربية‬
‫مقابل العمالت الرئيسة‪ ،‬وتأثير عوامل تضخمية أخرى تتباين من دولة عربية‬ ‫‪10‬‬ ‫المخاطر االقتصادية‬
‫ألخرى‪ ،‬ليسجل معدل التضخم للدول العربية كمجموعة نحو ‪ 7.5‬في المائة في عام‬
‫‪ ،2022‬مقارنة مع ‪ 5.7‬في المائة في عام ‪ ،2021‬فيما يتوقع تراجع نسبي لمعدل‬
‫التضخم في عام ‪ 2023‬ليصل إلى ‪ 7.0‬في المائة‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫العربي"‬
‫العربية ‪2023-2022‬‬ ‫االقتصاد‬
‫الكلي للدول‬ ‫"آفاقاالقتصادي‬ ‫تقرير‬
‫توقعات األداء‬ ‫ثانيا ‪:‬‬
‫في الدول‬ ‫من المتوقع أن تغلب االتجاهات التقييدية على‬
‫العربية خالل أفق التوقع بما يعكس توجهات المصارف المركزية الدولية في ظل‬ ‫‪14‬‬ ‫النمو االقتصادي‬
‫تبني عدد من الدول العربية ألنظمة سعر الصرف الثابت السيما مقابل الدوالر‬
‫األمريكي‪ ،‬وتوجه مماثل من بعض الدول العربية التي تتبنى نظما مرنة للصرف‬
‫لرفع الفائدة في ظل االرتفاع األخير المسجل في معدالت التضخم‪ ،‬والضغوطات‬ ‫‪37‬‬ ‫اتجاهات تطور األسعار المحلية‬
‫التي تواجه أسواق الصرف األجنبي نتيجة للتطورات العالمية األخيرة‪ .‬في المقابل‪،‬‬ ‫االقتصاد العربي"‬ ‫تقرير "آفاق‬
‫ستواصل المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية جهودها على صعيد تطبيق‬
‫أدوات السياسة النقدية غير التقليدية لدعم التعافي وحفز النشاط االقتصادي‪،‬‬ ‫‪44‬‬ ‫التطورات النقدية والمصرفية‬
‫والتركيز على تبني عدد من اإلصالحات التي تستهدف تحقيق االستقرار السعري‬
‫والمالي‪ ،‬ودعم التحول الرقمي بما يشمل جهود إصدار عمالت رقمية‪ ،‬وترخيص‬
‫البنوك الرقمية والخدمات المصرفية المفتوحة لزيادة الشمول المالي‪.‬‬ ‫‪59‬‬ ‫التطورات المالية‬
‫‪ ،‬يُتوقع أن ينخفض العجز في الموازنة العامة ال ُمجمعة‬ ‫على صعيد‬ ‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي"‬
‫للدول العربية في عام ‪ 2022‬ليبلغ ‪ 2.4‬في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي مقابل‬ ‫‪77‬‬ ‫القطاع الخارجي‬
‫‪ 4.6‬في المائة في عام ‪ 2021‬جراء الزيادة المتوقعة لإليرادات النفطية‪ ،‬خاصة في‬
‫ظل توقع تحسن األوضاع المالية وتراجع العجز في دول مجلس التعاون لدول‬
‫الخليج العربية في عام ‪ .2022‬إذ من المتوقع أن تحقق دول المجلس فائضا في‬ ‫‪86‬‬ ‫المالحق‬
‫موازنتها ال ُمجمعة عام ‪ 2022‬ألول مرة منذ موجة انخفاض أسعار النفط في ‪.2014‬‬
‫غير أنه من المتوقع بقاء عجوزات الموازنات العامة في مجموعة الدول العربية‬ ‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي"‬
‫األخرى ال ُمصدرة للنفط‪ ،‬والدول العربية المستوردة له عند مستويات مرتفعة في‬
‫عام ‪.2022‬‬
‫من المتوقع تأثر أداء ميزان المعامالت الجارية للدول‬ ‫على صعيد‬
‫العربية كمجموعة خالل عام ‪ 2022‬باستمرار تداعيات جائحة كوفيد‪ ،19-‬إضافة‬
‫فريق العمل‪:‬‬
‫إلى آثار التطورات العالمية التي أدت إلى ارتفاع األسعار العالمية للنفط والسلع‬
‫األساسية وبصفة خاصة أسعار المواد الغذائية‪ ،‬والضغوط الناشئة عن تواصل‬ ‫العربي"‬ ‫تقرير "آفاق االقتصاد‬
‫التحديات التي تواجه سالسل اإلمداد الدولية‪ .‬إضافة إلى آثار اتخاذ بعض الدول‬
‫العربية لعدد من اإلجراءات االحترازية للحد من مستويات الطلب على العملة‬ ‫د‪ .‬هبة عبد المنعم د‪ .‬محمد اسماعيل د‪ .‬المصطفى بنتور د‪ .‬الوليد طلحة‬
‫األجنبية في ضوء التحديات التي تواجه أسواق الصرف األجنبي في تلك الدول‪ .‬كما‬
‫سيتأثر أداء ميزان المعامالت الجارية باالرتفاع المتوقع في مستويات الفائدة العالمية‬
‫والذي بدأت أول مراحله في الظهور في شهر مارس من العام الجاري‪ .‬في ضوء‬
‫التطورات سالفة اإلشارة‪ ،‬من المتوقع ارتفاع فائض ميزان المعامالت الجارية‬ ‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي"‬
‫للدول العربية كمجموعة في عام ‪ 2022‬ليصل إلى حوالي ‪ 186.6‬مليار دوالر‬
‫أمريكي‪ ،‬بزيادة قدرها ‪ 44.1‬بالمائة‪ ،‬ما يعادل حوالي ‪ 6.4‬في المائة من الناتج‬
‫المحلي اإلجمالي للدول العربية‪ .‬فيما يتعلق بالتوقعات خالل عام ‪ ،2023‬من المتوقع‬
‫انخفاض فائض ميزان المعامالت الجارية إلى حوالي ‪ 149.6‬مليار دوالر‪ ،‬ما يُعادل‬
‫حوالي ‪ 4.9‬في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي للدول العربية كمجموعة‪.‬‬
‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي"‬

‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي"‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫أوال‪ :‬البيئة االقتصادية الدولية وانعكاساتها على الدول العربية‬

‫بينما كان العالم يجاهد في بداية عام ‪ 2022‬للتغلب على التداعيات االقتصادية واالجتماعية النتشار فيروس كوفيد‪19-‬‬
‫ت عالمي ٍة غير مواتي ٍة نتج عنها ارتفاع أسعار العديد من‬
‫ومتحوراته للعام الثالث على التوالي‪ ،‬شهد االقتصاد العالمي تطورا ٍ‬
‫السلع الزراعية والصناعية ومواد الطاقة‪ ،‬وتحديات أكبر لسالسل اإلمداد الدولية التي لم تكن قد تعافت بعد من التأثيرات‬
‫الناجمة عن جائحة كوفيد‪ .19-‬كما أدت تلك التطورات إلى تزايد مستويات المخاطر‪ ،‬وعدم اليقين في ظل التداعيات التي‬
‫خلفتها والتي اتسع نطاق تأثيرها ليشمل كافة دول العالم واألسواق واألسر‪ ،‬وأدت إلى تراجع مستويات القوة الشرائية خاصة‬
‫بالنسبة لألسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط‪ ،‬وأثارت مخاوف بشأن األمن الغذائي العالمي‪.‬‬

‫وفيما كانت المؤسسات الدولية تتوقع قبل تلك التطورات نمو االقتصاد العالمي بما يتراوح بين ‪ 4‬و‪ 4.5‬في المائة في عام‬
‫‪ 2022‬بفعل استمرار التعافي المتوقع السيما في عدد من االقتصادات المتقدمة والنامية‪ ،‬وانخفاض وتيرة النمو في عام ‪2023‬‬
‫إلى ما يتراوح بين ‪ 3.2‬إلى ‪ 3.8‬في المائة نتيجة االستمرار في السحب التدريجي لحزم التعافي‪ ،‬جاءت التطورات العالمية‬
‫األخيرة لتفرض تأثيراتها وتنعكس على معدالت النمو خالل أفق التوقع‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬وبحسب التوقعات الدولية‪ ،‬تشير‬
‫التقديرات إلى أن تلك التطورات ستؤدي إلى انخفاض معدل نمو االقتصاد العالمي مقارنة بالتقديرات السابقة المتوقعة قبل‬
‫تلك التطورات بما يتراوح بين ‪ 0.5‬و‪ 1.0‬نقطة مئوية على األقل خالل عام ‪ ،2022‬وسينتج عنها ارتفاع متوقع لمعدل التضخم‬
‫العالمي بما يتراوح بين ‪ 2.5‬و‪ 3.0‬نقطة مئوية‪ ،‬فيما سينتج عن تلك التطورات انخفاض محتمل للناتج اإلجمالي العالمي بنحو‬
‫‪ 1‬في المائة في عام ‪ 2023‬بما يمثل خسارة تقدر بنحو تريليون دوالر أمريكي‪ ،‬وارتفاع إضافي لمعدل التضخم بنحو نقطتين‬
‫مئويتين(‪.)1‬‬

‫ال تزال التداعيات الناتجة عن التطورات العالمية األخيرة متواصلة ومتالحقة ولم تنكشف تأثيراتها بشكل كامل بعد‪ ،‬وسط‬
‫عدد من الفرضيات التي يتمثل أكثرها تفاؤال في احتواء سريع لتلك التطورات خالل النصف األول من عام ‪ ،2022‬في حين‬
‫يتمثل أكثرها تشاؤما في طول أمد تلك التطورات مما قد يؤدي إلى ركود اقتصادي تتأثر به بشكل أكبر بعض المناطق‬
‫الجغرافية السيما دول االتحاد األوروبي‪.‬‬

‫نقطة مئوية لألولى‪ ،‬و‪ 0.8‬نقطة مئوية للثانية‪ ،‬بما يُعزى في‬ ‫اتجاهات النمو العالمي‬
‫حالة الواليات المتحدة األمريكية إلى تأثير التشديد المتوقع‬
‫للسياستين المالية والنقدية‪ ،‬وأثر ذلك على مستويات الطلب‬ ‫توقع صندوق النقد الدولي(‪ )2‬في إصدار يناير من عام‬
‫الكلي‪ ،‬ويعكس في حالة الصين تأثير االنكماش الجاري في‬ ‫‪ 2022‬من تقرير آفاق االقتصاد العالمي انخفاض معدل‬
‫قطاع العقارات‪ ،‬وبطء تعافي االستهالك الخاص مقارنة‬ ‫نمو االقتصاد العالمي ليبلغ نحو ‪ 4.4‬في المائة في عام‬
‫بالتوقعات السابقة للصندوق‪ ،‬والتأثير المتوقع لسياسة عدم‬ ‫‪ ،2022‬مقابل ‪ 5.9‬في المائة لمعدل في عام ‪ ،2021‬بما‬
‫التهــــاون المطلق في مواجـهة جائحة كوفيد‪19-‬‬ ‫يُمثل خفضا لتوقعات النمو العالمي السابقة الصادرة في‬
‫”‪ ،“Policy Zero COVID-19‬وما ستفرضه من‬ ‫شهر أكتوبر من العام الماضي بنحو ‪ 0.5‬نقطة مئوية‪.‬‬
‫تأثيرات على النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫يعكس هذا الخفض المخاوف المتصاعدة جراء انتشار‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬من المتوقع تراجع معدل نمو االقتصادات‬ ‫متحور "أوميكرون"‪ ،‬والتأثر المتوقع الستمرار التداعيات‬
‫المتقدمة إلى نحو ‪ 3.9‬في المائة في العام الجاري‪ ،‬مقابل‬ ‫الناتجة عن الموجة التضخمية العالمية‪ ،‬والتحديات التي‬
‫‪ 5‬في المائة في العام الماضي كنتيجة لالنسحاب التدريجي‬ ‫تواجه سالسل اإلمداد الدولية على النمو االقتصادي‬
‫من السياسات المالية والنقدية التيسيرية التي تم تبنيها‬ ‫العالمي‪ .‬كما يعكس كذلك التخفيض الذي أجراه صندوق‬
‫لتجاوز التداعيات الناتجة عن الجائحة‪ ،‬فيما يتوقع تراجع‬ ‫النقد الدولي على معدل نمو أكبر اقتصادين في العالم‪،‬‬
‫معدل نمو مجموعة الدول النامية واقتصادات السوق‬ ‫ممثلين في الواليات المتحدة األمريكية والصين بنحو ‪1.2‬‬

‫(‪ )1‬وفق توقعات كل من منظمة التعاون االقتصادي والتنمية والمعهد البريطاني للدراسات االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وبنك جي‪ .‬بي‪ .‬مورجان‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪IMF, (2022). “World Economic Outlook Update: Rising Caseloads, A Disrupted Recovery, And Higher Inflation”, Jan.‬‬

‫‪4‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫على المستوى القُطري‪ ،‬يتطلب دعم التعافي االقتصادي‬ ‫الناشئة من ‪ 6.5‬في المائة في عام ‪ ،2021‬إلى ‪ 4.8‬في‬
‫تنسيق متناغم بين إجراءات السياستين النقدية والمالية وفق‬ ‫المائة في عام ‪ 2022‬كنتيجة لتراجع زخم التعافي في عدد‬
‫حيز السياسات المتاح في كل دولة مع إعطاء األولوية‬ ‫من االقتصادات القائدة في هذه المجموعة من الدول‪ ،‬التي‬
‫لتوفير التمويل الداعم لإلنفاق الصحي واالجتماعي‬ ‫يأتي على رأسها الصين‪ ،‬وكذلك التأثير المتوقع لتشديد‬
‫واحتواء الضغوطات التضخمية‪ .‬في هذا السياق‪ ،‬سيكون‬ ‫السياسة النقدية لمواجهة الضغوطات التضخمية الحالية‪،‬‬
‫التعاون الدولي ضروريا للحفاظ على فرص الوصول إلى‬ ‫فيما سيستفيد عدد من دول المجموعة من التوقعات‬
‫السيولة والتعجيل بإعادة هيكلة الديون على نحو منظم عند‬ ‫باستمرار ارتفاع األسعار العالمية للسلع األساسية في عام‬
‫الحاجة‪ .‬ويظل االستثمار في سياسات الحد من تغير ال ُمناخ‬ ‫‪.2022‬‬
‫الزما لتحقيق المستهدفات متوسطة وطويلة األجل‪.‬‬
‫في المقابل‪ ،‬توقع صندوق النقد الدولي قبل التطورات‬
‫تعقيبا على التداعيات االقتصادية للتطورات العالمية‬ ‫العالمية األخيرة تباطؤ وتيرة النمو االقتصادي العالمي إلى‬
‫األخيرة‪ ،‬أشار صندوق النقد الدولي إلى أن تلك التطورات‬ ‫‪ 3.8‬في المائة في عام ‪ 2023‬ما يمثل رفع لتوقعات‬
‫وما نتج عنها من ارتفاع في األسعار لها تأثيرات واسعة‬ ‫الصندوق السابقة للنمو في العام المقبل بنحو ‪ 0.2‬نقطة‬
‫النطاق على العالم بأسره‪ ،‬خاصة األسر الفقيرة التي يشكل‬ ‫مئوية‪ ،‬بما يعكس التحسن المتوقع للنشاط االقتصادي‬
‫الغذاء والوقود نسبة أكبر من إنفاقها‪ .‬وإذا تصاعدت تلك‬ ‫العالمي السيما بداية من النصف الثاني من عام ‪،2022‬‬
‫التطورات‪ ،‬فسيكون الضرر االقتصادي أكبر‪ ،‬وسيكون‬ ‫ذلك بافتراض حدوث تحسن على صعيد احتواء انتشار‬
‫لها تأثيرا عميقا على االقتصاد العالمي واألسواق المالية‬ ‫الفيروس‪ ،‬والتوزيع العادل للقاحات على مستوى العالم‪،‬‬
‫العالمية‪ ،‬وستنتقل تداعياتها إلى البلدان األخرى( ‪ .)5‬بناء‬ ‫وزيادة فعالية العالجات المتاحة‪.‬‬
‫عليه‪ ،‬أشار صندوق النقد الدولي إلى اتجاهه إلى إجراء‬
‫في هذا السياق‪ ،‬من المتوقع استمرار تراجع معدل نمو‬
‫خفض آخر لتوقعات النمو االقتصادي العالمي في شهر‬
‫االقتصادات المتقدمة إلى ‪ 2.6‬في المائة في عام ‪،2023‬‬
‫ابريل من عام ‪ 2022‬بما يعكس تأثير التطورات العالمية‬
‫في حين من المتوقع أن تشهد مجموعة الدول النامية‬
‫األخيرة‪.‬‬
‫واقتصادات السوق الناشئة انخفاضا طفيفا في معدل النمو‬
‫في المقابل‪ ،‬توقع البنك الدولي(‪ )6‬تباطؤ االقتصاد العالمي‬ ‫االقتصادي في العام المقبل لتسجل ‪ 4.7‬في المائة‪.‬‬
‫في عام ‪ 2022‬في أعقاب انتعاش قوي في ‪ ،2021‬نتيجة‬ ‫في ظل استمرار المتحورات الخاصة بالفيروس‪ ،‬يكتسب‬
‫التحديات االقتصادية التي يفرضها انتشار متحورات‬ ‫العمل على تبني استراتيجية صحية عالمية فعالة أهمية‬
‫جائحة كوفيد‪ ،19-‬وارتفاع مستويات التضخم‪ ،‬ومعدالت‬ ‫بارزة أكثر من أي وقت مضى‪ ،‬بهدف ضمان توفير وإتاحة‬
‫المديونية‪ ،‬وتزايد التفاوت في الدخل بما يهدد التعافي في‬ ‫اللقاحات واالختبارات التشخيصية والعالجات على مستوى‬
‫الدول النامية واقتصادات السوق الناشئة‪.‬‬ ‫العالم بغية الحد من مخاطر ظهور متحورات أخرى خطيرة‬
‫من فيروس كوفيد‪ .19-‬ففي الوقت الذي تم فيه تلقيح نحو‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬من المتوقع أن يُسجل معدل النمو‬
‫‪ 79‬في المائة من السكان في الدول مرتفعة الدخل بشكل‬
‫االقتصادي العالمي تراجعا ملحوظا من ‪ 5.5‬في المائة في‬
‫كامل ضد الفيروس‪ ،‬لم يحصل سوى ‪ 14‬في المائة من‬
‫عام ‪ ،2021‬إلى نحو ‪ 4.1‬في المائة في عام ‪،2022‬‬
‫السكان في الدول منخفضة الدخل على التلقيح الكامل(‪ .)3‬كما‬
‫وحوالي ‪ 3.2‬في المائة في عام ‪ 2023‬مع انحسار دعم‬
‫يتعين تكثيف الجهود العالمية لسد الفجوة التمويلية البالغة‬
‫السياسات لمستوى الطلب الكلي في غالبية أنحاء العالم‪.‬‬
‫‪ 23.4‬مليار دوالر أمريكي الالزمة لتسريع إتاحة أدوات‬
‫مكافحة كوفيد‪ 19-‬في إطار مبادرة (‪ )ACT‬وتحفيز‬
‫من المتوقع وفق تقديرات البنك الدولي تراجع معدل نمو‬
‫عمليات نقل التقنية للمساعدة على التعجيل بتنويع اإلنتاج‬
‫االقتصادات المتقدمة من ‪ 5‬في المائة في ‪ 2021‬إلى ‪3.8‬‬
‫العالمي لألدوات الطبية الضرورية‪ ،‬خاصة في إفريقيا (‪.)4‬‬
‫في المائة في عام ‪ ،2022‬واستمرار تراجع وتيرة النمو‬
‫بها لتصل إلى ‪ 2.3‬في المائة في عام ‪ ،2023‬وبذلك‬
‫ستتمكن هذه المجموعة من الدول من العودة إلى مستويات‬

‫(‪ )5‬صندوق النقد الدولي‪ " .)2022( ،‬بيان خبراء الصندوق عن األثر االقتصادي‬ ‫)‪(3‬‬
‫)‪Our World in Data, (2022). “Coronavirus (COVID-19‬‬
‫للحرب في أوكرانيا"‪ ،‬مارس‪.‬‬ ‫‪Vaccinations”, March.‬‬
‫)‪(6‬‬
‫‪World Bank, (2022). “Global Economic Prospects”, Jan.‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫‪Gopinath, G. (2022). “A Disrupted Global Recovery”, IMF‬‬
‫‪Blog, Jan.‬‬

‫‪5‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫الطلب العالمي والتجارة الدولية التي استعادت مستوياتها‬ ‫الناتج واالستثمارات المسجلة قبل جائحة كوفيد‪ 19-‬في‬
‫المسجلة قبل الجائحة‪ ،‬فيما يتوقع تواصل انخفاض معدل‬ ‫العام المقبل‪.‬‬
‫النمو االقتصادي العالمي ليسجل ‪ 3.5‬في المائة في عام‬
‫‪ 2023‬مع تراجع الدعم المقُدم على صعيد السياسات‬ ‫في المقابل‪ ،‬من المتوقع‪ ،‬انخفاض وتيرة النمو في الدول‬
‫النقدية والمالية‪.‬‬ ‫النامية واقتصادات السوق الناشئة إلى ‪ 4.6‬في المائة في‬
‫عام ‪ ،2022‬مقابل ‪ 6.3‬في المائة في العام الماضي‪،‬‬
‫ت كبير ٍة‬
‫وتتوقع األمم المتحدة أن تشهد البلدان النامية تحديا ٍ‬ ‫وتراجعه إلى ‪ 4.4‬في المائة في عام ‪ .2023‬بيد أن‬
‫على المدى الطويل السيما في كل من أفريقيا وأمريكا‬ ‫مستويات الناتج في هذه البلدان ستبقى أقل بنحو ‪ 4‬في‬
‫الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي التي من المتوقع أن تسجل‬ ‫المائة مقارنة بمستويات الناتج التي كانت سائدة قبل‬
‫معدالت نمو أقل بكثير‪ ،‬مقارنة بتوقعات ما قبل الجائحة‪،‬‬ ‫كثير من االقتصادات المعرضة للتأثر‬ ‫ٍ‬ ‫الجائحة‪ .‬وفي‬
‫مما يرفع من معدالت الفقر في هذه الدول ويعرقل التقدم‬ ‫بتداعياتها‪ ،‬ستكون الخسائر االقتصادية أكبر‪ ،‬حيث‬
‫على صعيد تحقيق التنمية المستدامة‪.‬‬ ‫سينخفض الناتج فيها بنسبة ‪ 7.5‬في المائة مقارنة باتجاهاته‬
‫التي كانت سائدة قبل انتشار الجائحة‪.‬‬
‫أشارت األمم المتحدة إلى أن كل من روسيا وأوكرانيا‬
‫مجتمعتين من بين أهم منتجي السلع الزراعية في العالم‬ ‫يشير البنك الدولي إلى أن التباطؤ االقتصادي سيتزامن مع‬
‫خاصة فيما يتعلق بالشعير والقمح والذرة‪ ،‬حيث تستحوذ‬ ‫فجوة تفاوت آخذة في االتساع في معدالت النمو بين‬
‫الدولتان في المتوسط وعلى التوالي‪ ،‬على نحو ‪ 19‬و‪14‬‬ ‫االقتصادات المتقدمة والنامية‪ .‬في هذا السياق‪ ،‬يؤكد البنك‬
‫و‪ 4‬في المائة من اإلنتاج العالمي لهذه المحاصيل بما يشكل‬ ‫الدولي أهمية العمل من أجل توزيع اللقاحات على نطاق أوسع‬
‫أكثر من ثلث صادرات الحبوب العالمية‪ .‬كما تعتبر‬ ‫وعلى نحو ُمنصف حتى يتس َّنى السيطرة على الجائحة‪.‬‬
‫الدولتين مسؤولتين عن ما يزيد قليال عن نصف اإلنتاج‬ ‫ويشير إلى أن معالجة التراجع المسجل في مسار التنمية الناتج‬
‫العالمي من زيت عباد الشمس‪.‬‬ ‫عن تزايد أوجه التفاوت وعدم المساواة في توزيع الدخل‬
‫سيتطلب المزيد من التركيز من قبل صناع السياسات في‬
‫بناء عليه‪ ،‬تتوقع منظمة األغذية والزراعة التابعة لألمم‬ ‫الدول النامية واقتصادات السوق الناشئة في الوقت الذي‬
‫المتحدة (الفاو) ارتفاع األسعار العالمية لألغذية واألعالف‬ ‫يواجهون فيه تحديات ارتفاع الضغوط التضخمية وضيق‬
‫بما يتراوح بين ‪ 8‬و‪ 20‬بالمائة نتيجة للتطورات العالمية‬ ‫الحيز المالي‪ .‬وعلى المدى األطول‪ ،‬سيتعين على تلك‬
‫الراهنة (‪ .)8‬في هذا اإلطار‪ ،‬حذر برنامج األمم المتحدة‬ ‫االقتصادات مواصلة اإلصالحات التي تخفف من حدة التأثر‬
‫لألغذية وقبل حدوث تلك التطورات من ارتفاع عدد‬ ‫بصدمات السلع األولية‪ ،‬وأوجه التفاوت وعدم المساواة‪،‬‬
‫األشخاص الذين يواجهون خطر المجاعة المحتملة في‬ ‫وتعزز التأهب لمواجهة األزمات‪.‬‬
‫جميع أنحاء العالم من ‪ 80‬مليونا إلى ‪ 276‬مليونا‪ .‬ومن‬
‫شأن استمرار تلك التطورات أن تنذر بالمزيد من االرتفاع‬ ‫وفي ظل ارتفاع مستويات الديون‪ ،‬سيكون التعاون الدولي‬
‫في أعداد األشخاص الذين يواجهون خطر المجاعة خاصة‬ ‫عامال أساسيا لزيادة الموارد المالية لالقتصادات النامية‬
‫في الدول التي تعتمد على واردات الحبوب من منطقة‬ ‫حتى يمكنها تحقيق النمو الشامل والمستدام‪.‬‬
‫البحر األسود‪.‬‬
‫من جانبها‪ ،‬توقعت األمم المتحدة( ‪ ) 7‬في تقرير "الحالة‬
‫(‪)9‬‬
‫من جانبها‪ ،‬توقعت منظمة التعاون االقتصادي والتنمية‬ ‫والتوقعات االقتصادية" الصادر في شهر يناير من عام‬
‫تراجع معدل نمو االقتصاد العالمي إلى ‪ 4.5‬في المائة في‬ ‫‪ 2022‬تراجع نمو االقتصاد العالمي إلى نحو ‪ 4.0‬في‬
‫عام ‪ ،2022‬مقابل ‪ 5.6‬في المائة للنمو المسجل في عام‬ ‫المائة في عام ‪ ،2022‬نتيجة االنتشار السريع لمتحور‬
‫‪ ،2021‬وذلك قبل انخفاضه إلى نحو ‪ 3.2‬في المائة في‬ ‫أوميكرون الذي عرقل وتيرة التعافي السريع للنشاط‬
‫عام ‪ .2023‬وفي الوقت الذي شهدت فيه مستويات الناتج‬ ‫االقتصادي العالمي‪ ،‬مقابل نمو بلغت نسبته ‪ 5.5‬في المائة‬
‫تعافيا ملموسا في معظم بلدان منظمة التعاون االقتصادي‬ ‫في عام ‪ 2021‬بما يمثل أعلى معدل نمو عالمي على مدار‬
‫والتنمية لتقترب من مستوياتها المسجلة في عام ‪ ،2019‬ال‬ ‫أربعة عقود بما يُعزى إلى االرتفاع الملموس لمعدالت‬

‫‪agricultural markets and the risks associated with the‬‬ ‫)‪(7‬‬


‫‪UN, (2022). "World Economic Situation and Prospects",‬‬
‫‪current conflict”, March.‬‬ ‫‪Jan.‬‬
‫)‪(9‬‬
‫‪OECD, (2021). “OECD Economic Outlook”, Dec.‬‬ ‫)‪(8‬‬
‫‪FAO, (2022). “Information Note The importance of‬‬
‫‪Ukraine and the Russian Federation for global‬‬

‫‪6‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫في المقابل‪ ،‬شهدت مستويات المعروض النفطي من خارج‬ ‫تزال االقتصادات ذات الدخل المنخفض في المنظمة‬
‫دول األوبك ارتفاعا بنحو ‪ 0.6‬مليون برميل يوميا خالل‬ ‫خاصة تلك التي تنخفض فيها معدالت التلقيح‪ ،‬معرضة‬
‫عام ‪ 2021‬ليصل إلى ‪ 63.6‬مليون برميل يوميا‪ .‬في‬ ‫لخطر التخلف عن الركب‪.‬‬
‫المحصلة أسفرت هذه التطورات عن ارتفاع مستويات‬
‫الطلب على نفط أوبك بنحو ‪ 0.5‬مليون برميل يوميا ليصل‬ ‫كما أشارت المنظمة إلى مخاطر االنتعاش غير المتوازن‬
‫إلى ‪ 27.9‬مليون برميل في اليوم‪.‬‬ ‫لمجموعة االقتصادات المتقدمة‪ ،‬السيما ما بين كل من‬
‫الواليات المتحدة األمريكية التي شهدت مستويات تعافي‬
‫سجلت األسعار العالمية للنفط ارتفاعا ملموسا بنسبة بلغت‬ ‫أقوي وأسرع مقارنة بمنطقة اليورو‪ .‬وأوضحت أن أسواق‬
‫‪ 68‬في المائة في عام ‪ 2021‬حيث ارتفعت إلى نحو ‪69.9‬‬ ‫العمل في بلدان المنظمة ال تزال غير متوازنة‪ .‬ففي الوقت‬
‫دوالر للبرميل في المتوسط خالل العام‪ ،‬مقابل ‪41.5‬‬ ‫الذي يكافح الكثير من الناس للعثور على وظائف‪ ،‬تواجه‬
‫دوالرا للبرميل في عام ‪ ،2020‬كنتيجة للعديد من العوامل‬ ‫الشركات في عدد من القطاعات صعوبة في توظيف‬
‫من أهمها ارتفاع مستويات الطلب العالمي‪ ،‬وتعافي حركة‬ ‫العمال نتيجة لالفتقار إلى المهارات المطلوبة التي شهدت‬
‫التجارة الدولية‪.‬‬ ‫تغيرا ملموسا في أعقاب األزمة‪.‬‬

‫ولتخفيف الضغوطات السعرية واالستمرار في توفير‬ ‫يعكس النقص في العمال في بعض القطاعات انخفاضا في‬
‫اإلمدادات النفطية الداعمة للتعافي االقتصادي‪ ،‬قرر تحالف‬ ‫معدالت المشاركة في القوى العاملة في معظم دول منظمة‬
‫"أوبك‪ "+‬في بداية عام ‪ 2022‬زيادة مستويات اإلنتاج‬ ‫التعاون االقتصادي والتنمية‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬من المتوقع‬
‫النفطي بنحو ‪ 400‬ألف برميل في اليوم حتى نهاية عام‬ ‫أن تعود مستويات المشاركة في سوق العمل في دول‬
‫‪ 2022‬بما يشمل زيادات في إنتاج عدد من الدول العربية‬ ‫المنظمة إلى طبيعتها مع تضاؤل آثار الوباء مما يؤدي إلى‬
‫المتضمنة في االتفاق من كل من السعودية واإلمارات‬ ‫زيادة المعروض من العمالة ويساعد على إبقاء معدل نمو‬
‫والكويت والجزائر‪ ،‬والعراق‪ ،‬والبحرين‪ ،‬وعُمان‪،‬‬ ‫األجور معتدال‪ .‬كما ال تزال االختالالت قائمة عبر‬
‫والسودان‪ ،‬وبحيث يتم بشكل دوري مراجعة هذا المستوى‬ ‫الصناعات‪ ،‬حيث التزال القطاعات التي تعتمد على‬
‫وفق أساسيات السوق النفطية في االجتماعات الدورية‬ ‫االتصال بين األشخاص مثل السفر والسياحة والترفيه‬
‫لمنظمة األوبك‪.‬‬ ‫تعاني جراء التداعيات الناتجة عن الجائحة‪ ،‬بينما ال يزال‬
‫الطلب على السلع االستهالكية قويا‪ ،‬ال سيما في الواليات‬
‫من المتوقع استمرار الزيادة في مستويات الطلب على‬ ‫المتحدة األمريكية‪.‬‬
‫النفط‪ ،‬ولكن بوتيرة أقل خالل عام ‪ ،2022‬حيث من‬
‫المتوقع وفق بيانات منظمة األوبك ارتفاع الطلب على‬ ‫من جهتها‪ ،‬تقدر منظمة التعاون االقتصادي والتنمية(‪ )10‬أن‬
‫النفط بنحو ‪ 4.2‬مليون برميل يوميا في العام الجاري‪،‬‬ ‫التطورات األخيرة سوف تؤدي إلى انخفاض متوقع لمعدل‬
‫مقابل ارتفاع في مستويات العرض من خارج أوبك بنحو‬ ‫نمو االقتصاد العالمي بما ال يقل عن واحد في المائة في‬
‫‪ 3‬مليون برميل يوميا ليسجل ‪ 66.6‬مليون برميل‪ ،‬ما‬ ‫عام ‪ ،2022‬وارتفاع متوقع لمعدل التضخم العالمي بنحو‬
‫يتوقع في ضوئه ارتفاع مستويات الطلب على نفط أوبك‬ ‫‪ 2.5‬نقطة مئوية‪.‬‬
‫(‪.(12))11‬‬
‫إلى نحو ‪ 29.0‬مليون برميل في اليوم‬
‫أسواق السلع األساسية‬
‫كانعكاس للتطورات العالمية التي شهدها العالم خالل الربع‬
‫األول من عام ‪ ،2022‬ارتفعت األسعار العالمية للنفط‬ ‫شهدت السوق العالمية للنفط زيادة في مستويات الطلب‬
‫بنسبة تقارب ‪ 48‬في المائة مقارنة بمستوياتها المسجلة في‬ ‫على النفط في عام ‪ 2021‬بلغت ‪ 5.7‬مليون برميل يوميا‬
‫عام ‪ ،2021‬لتصل إلى ما يقرب من ‪ 104‬دوالرا أمريكيا‬ ‫ليصل إلى نحو ‪ 96.0‬مليون برميل في اليوم في المتوسط‬
‫للبرميل‪ ،‬مقابل ‪ 69.9‬دوالرا أمريكيا للبرميل في عام‬ ‫بما ساعد على دعم تعافي النشاط االقتصادي العالمي‬
‫‪ 2021‬بما يمثل أعلى مستوى لألسعار العالمية للنفط منذ‬ ‫والتجارة الدولية‪.‬‬
‫عام ‪.2008‬‬

‫(‪ )11‬هذه التقديرات ال تزال قيد المراجعة خالل الفترة المقبلة وفق‬ ‫)‪(10‬‬
‫‪OECD, (2022). “OECD calls for well-targeted support to‬‬
‫أحدث بيان صادر عن منظمة األوبك خالل شهر مارس‪.‬‬ ‫‪the vulnerable as war undermines global recovery”, March.‬‬
‫)‪(12‬‬
‫‪OPEC, (2022). “Monthly Oil Market Report”, Mar.‬‬

‫‪7‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫زيادة في أسعار العديد من السلع الغذائية والصناعية(‪،)14‬‬ ‫فيما يتعلق بأسعار السلع األساسية األخرى‪ ،‬فقد شهدت‬
‫حيث ارتفعت أسعار النفط بنحو ‪ 40‬في المائة خالل الربع‬ ‫ت‬
‫كذلك أسعار المعادن والسلع األساسية األخرى ارتفاعا ٍ‬
‫األول من عام ‪ 2022‬بحسب بيانات منظمة األوبك‪ ،‬فيما‬ ‫خالل عام ‪ 2021‬بفعل تعافي النشاط االقتصادي العالمي‬
‫زادت أسعار الغاز الطبيعي بنسبة ‪ 112‬في المائة‪ ،‬وزيت‬ ‫لتسجل أعلى وتيرة نمو لها خالل أربع عقود‪ ،‬في الوقت‬
‫التدفئة بنسبة ‪ 127‬في المائة‪ ،‬والجازولين بنسبة ‪ 74‬في‬ ‫الذي شهدت فيه مستويات المعروض من عدد من السلع‬
‫المائة‪ ،‬والفحم بنسبة ‪ 261‬في المائة على أساس سنوي(‪.)15‬‬ ‫ت نتيجة لعوامل تمثل أهمها في تحديات‬ ‫األساسية ضغوطا ٍ‬
‫كما سجلت أسعار السلع الغذائية ارتفاعات مضطردة‪،‬‬ ‫سالسل اإلمداد العالمية نتيجة القيود المفروضة لتجاوز‬
‫حيث ارتفعت أسعار القمح بنسبة ‪ 78‬في المائة‪ ،‬وزيت‬ ‫جائحة كوفيد‪ ،19-‬عالوة على العديد من العوامل المتباينة‬
‫النخيل بنسبة ‪ 63.2‬في المائة‪ ،‬والشوفان بنسبة ‪ 96.8‬في‬ ‫األخرى التي أثرت على مستويات أسعار العديد من السلع‬
‫المائة‪ ،‬والذرة بنسبة ‪ 36.3‬في المائة‪ ،‬واألرز بنسبة ‪24.3‬‬ ‫في عام ‪ ،2021‬وأدت إلى حدوث موجة تضخمية عالمية‬
‫في المائة على أساس سنوي‪.‬‬ ‫واسعة النطاق‪ .‬في هذا السياق‪ ،‬ارتفعت أسعار الطاقة‬
‫كما ارتفعت أسعار المواد الخام والمعادن بشكل كبير‪،‬‬ ‫السيما الغاز الطبيعي والفحم بشكل ملموس خاصة في‬
‫حيث سجلت أسعار الليثيوم ارتفاعا بنسبة ‪ 265.8‬في‬ ‫أوروبا خالل النصف الثاني من عام ‪ 2021‬مدفوعة‬
‫المائة‪ ،‬والنيكل بنسبة ‪ 117‬في المائة‪ ،‬والماغنسيوم بنسبة‬ ‫بانتعاش مستويات الطلب‪ ،‬وعدم انتظام اإلمدادات‪ .‬كذلك‬
‫‪ 155.5‬في المائة‪ ،‬والقصدير بنسبة ‪ 71‬في المائة‪،‬‬ ‫سجلت أسعار العديد من الخامات األخرى مثل الحديد‬
‫والكوبالت بنسبة ‪ 58.5‬في المائة‪ ،‬واأللمنيوم بنسبة ‪58.4‬‬ ‫ذروتها خالل عام ‪ ،2021‬ثم عاودت االنخفاض وسط‬
‫في المائة‪.‬‬ ‫القيود التي تفرضها الصين على إنتاج الصلب للحد من‬
‫أسعار الفائدة والصرف‬ ‫التلوث‪ .‬كما ارتفعت أسعار القصدير إلى أعلى مستوى لها‬
‫على اإلطالق العام الماضي مدعومة بالطلب القوي‬
‫من المتوقع تصاعد الضغوطات التضخمية خالل عام‬ ‫المستمر من قطاع اإللكترونيات واضطرابات مستويات‬
‫‪ 2022‬في ظل التداعيات الناتجة عن التطورات العالمية‬ ‫المعروض‪ .‬كما شهدت أسعار األلمنيوم زيادة بسبب قرار‬
‫األخيرة‪ ،‬التي أدت إلى ارتفاعات ملموسة لمعدالت‬ ‫الصين الحد من اإلنتاج وسط نقص الكهرباء‪ .‬من جانب‬
‫التضخم حول العالم بفعل عوامل دفع النفقة ( ‪Cost Push‬‬ ‫آخر‪ ،‬ارتفعت كذلك أسعار المنتجات الزراعية بنسبة ‪23‬‬
‫‪ ،)Inflation‬والتي جاءت في الوقت الذي كانت فيه العديد‬ ‫في المائة في المتوسط في عام ‪ 2021‬كمحصلة لعدد من‬
‫من البنوك المركزية في األسواق المتقدمة تستعد لتقييد‬ ‫العوامل من أبرزها ارتفاع مستويات الواردات السيما من‬
‫السياسة النقدية الحتواء الضغوطات التضخمية‪ .‬زاد تعقد‬ ‫الصين‪ ،‬واالضطرابات في مستويات المعروض من‬
‫المشهد االقتصادي العالمي من حجم التحديات التي تواجه‬ ‫بعض السلع الزراعية كنتيجة للظروف المناخية بما أثر‬
‫البنوك المركزية حول العالم نتيجة التداعيات المحتملة لتلك‬ ‫على مستويات المعروض من عدد من هذه السلع مثل‬
‫التطورات في المستقبل‪ ،‬وما قد ينتج عنها من تباطؤ للنمو‬ ‫القمح والكاكاو والبن(‪.)13‬‬
‫االقتصادي أو ركود قد يستلزم استمرار السياسات النقدية‬
‫التيسيرية التقليدية وغير التقليدية‪ ،‬في الوقت الذي يتعين‬ ‫فيما يتعلق بالتطورات التي شهدتها أسعار السلع‬
‫عليها فيه التوجه وبحزم نحو رفع الفائدة المتصاص جانب‬ ‫األساسية األخرى خالل الربع األول من عام ‪ 2022‬نتيجة‬
‫من الضغوطات التضخمية المتصاعدة‪.‬‬ ‫للتطورات العالمية األخيرة‪ ،‬شهدت أسعار السلع الغذائية‬
‫ت ملموس ٍة خالل تلك‬
‫والصناعية وسلع مواد الطاقة ارتفاعا ٍ‬
‫حيث تشير التقديرات ‪-‬حتى اآلن‪ -‬إلى أن التطورات‬ ‫الفترة‪.‬‬
‫العالمية الراهنة ستؤدي إلى ارتفاع التضخم العالمي بما‬ ‫تعتبر كل من روسيا وأوكرانيا مسؤولتين عن أكثر من‬
‫ربع اإلنتاج العالمي من التجارة الدولية للقمح وتنتجان ‪12‬‬
‫في المائة من السعرات الحرارية المستهلكة عالميا إضافة‬
‫إلى إنتاجهما المهم من الذرة والشعير‪ ،‬إلى جانب كونهما‬
‫كذلك دولتين منتجتين رئيستين لعدد من المعادن من بينها‬
‫األلمنيوم‪ ،‬والتيتانيوم‪ ،‬والبالديوم‪ ،‬والنيكل‪ ،‬والليثيوم‪.‬‬
‫بالتالي فالضغوطات الناتجة عن تلك التطورات أدت إلى‬

‫)‪(15‬‬
‫‪Trading Economics, (2022). "Commodity Prices", March,‬‬ ‫‪World Bank, (2022). “Global Economic Prospects”, Jan.‬‬
‫)‪(13‬‬

‫‪visited on 26th March.‬‬ ‫‪EIU, (2022). “Global economic implications of the‬‬


‫)‪(14‬‬

‫‪Russia-Ukraine war”, March.‬‬

‫‪8‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫التمويل غير مساندة للتقدم نحو هدف التضخم عند مستوى‬ ‫يتراوح بين ‪ 2.5‬و‪ 3‬نقاط مئوية في عام ‪ ،2022‬ونحو‬
‫‪ 2‬في المائة‪ ،‬سيقوم البنك المركزي األوروبي بمراجعة‬ ‫نقطتين مئويتين في عام ‪.)17()16(2023‬‬
‫جدوله الزمني لصافي مشتريات األصول من حيث الحجم‬
‫و ‪ /‬أو المدة‪ .‬كما يعتزم البنك االستمرار في إعادة استثمار‬ ‫في هذه األثناء‪ ،‬ومع تسجيل معدل التضخم في الواليات‬
‫كامل متحصالت األوراق المالية المستحقة التي تم شراؤها‬ ‫المتحدة األمريكية ألعلى مستوى له في أربعين عاما حيث‬
‫في سياق برنامج شراء األصول لفترة ممتدة من الوقت بعد‬ ‫بلغ ‪ 4.3‬في المائة في المتوسط خالل عام ‪ ،2021‬اتجه‬
‫التاريخ الذي سيقرر فيه رفع أسعار الفائدة الرسمية‪،‬‬ ‫مجلس االحتياطي الفيدرالي األمريكي في اجتماعه المنعقد‬
‫للحفاظ على ظروف سيولة مواتية ودرجة مقبولة من‬ ‫خالل شهر مارس ‪ 2022‬إلى رفع سعر فائدة األموال‬
‫التيسير النقدي(‪.)19‬‬ ‫الفيدرالية بنحو ربع نقطة مئوية‪ ،‬ليتراوح ما بين ‪0.25‬‬
‫و‪ 0.50‬نقطة مئوية‪ ،‬وسط توقعات تشير إلى إمكانية قيامه‬
‫من جانب آخر‪ ،‬قام بنك إنجلترا برفع أسعار الفائدة مرتين‬ ‫بإجراء ست جوالت رفع أخرى ألسعار الفائدة خالل عام‬
‫خالل الفترة (ديسمبر ‪-2021‬فبراير ‪ ،)2022‬كما قام في‬ ‫‪ ،2022‬من بينها جولة رفع متوقعة للفائدة بنحو نصف‬
‫السابع عشر من شهر مارس برفع إضافي ألسعار الفائدة‬ ‫نقطة مئوية خالل اجتماعه المقبل في شهر مايو من عام‬
‫بنحو ربع نقطة لتصل إلى ‪ 0.75‬نقطة مئوية في محاولة‬ ‫‪ 2022‬إذا استمر تصاعد الضغوط التضخمية‪ .‬وتوقع‬
‫الحتواء الضغوط التضخمية‪ ،‬كما قرر البنك البدء بتقليص‬ ‫مجلس االحتياطي الفيدرالي األمريكي أن يصل التضخم‬
‫برنامج شراء األصول البالغ قيمته ‪ 875‬مليار جنيه‬ ‫للذروة في النصف الثاني من العام الجاري‪ .‬في المجمل‪،‬‬
‫استرليني بداية من شهر مارس المقبل في سياق خطوة‬ ‫تشير توقعات أعضاء لجنة السوق المفتوحة لمجلس‬
‫تستهدف خفض معدل التضخم الذي سجل ‪ 2.2‬في المائة‬ ‫االحتياطي الفيدرالي األمريكي إلى أن جوالت الرفع‬
‫في عام ‪ 2021‬وفق بيانات صندوق النقد الدولي‪ ،‬وارتفع‬
‫المرتقبة ستؤدي إلى ارتفاع أسعار الفائدة األمريكية لتسجل‬
‫في شهر نوفمبر ليصل إلى ‪ 5.1‬بالمائة على أساس سنوي‪،‬‬
‫في أسرع زيادة منذ ‪ 10‬سنوات‪.‬‬ ‫نحو ‪ 1.9‬في المائة في عام ‪ ،2022‬ونحو ‪ 2.8‬في المائة‬
‫في عام ‪.)18(2023‬‬
‫أما في اليابان‪ ،‬فال تزال األوضاع االقتصادية متباينة في‬
‫ظل ضعف الطلب الداخلي‪ ،‬والتحديات المتعلقة بسالسل‬ ‫من جهته‪ ،‬أشار البنك المركزي األوروبي إلى حجم‬
‫التوريد العالمية‪ .‬نتيجة لهذه التطورات‪ ،‬لم يقم بنك اليابان‬ ‫التحديات التي تواجه االقتصادات األوروبية نتيجة‬
‫بإجراء أي تغييرات على سياسته النقدية خالل عام ‪2021‬‬ ‫للتطورات العالمية وتداعياتها على معدالت التضخم‪،‬‬
‫وأبقى على سعر الفائدة على الين الياباني عند مستويات‬ ‫وقرر خالل اجتماعه المنعقد بتاريخ ‪ 10‬مارس اإلبقاء‬
‫سلبية بحدود ‪ 0.1‬في المائة منذ عام ‪ ،2016‬وواصل‬
‫على أسعار فائدة عمليات إعادة التمويل الرئيسة‪ ،‬وأسعار‬
‫عمليات شراء السندات الحكومية بدون سقف أعلى بهدف‬
‫اإلبقاء على أسعار الفائدة على السندات طويلة األجل لمدة‬ ‫الفائدة على تسهيالت اإلقراض الهامشي‪ ،‬وتسهيالت‬
‫عشر سنوات عند مستوى صفري‪.‬‬ ‫الودائع دون تغيير عند مستوى ‪ 0.00‬في المائة و ‪0.25‬‬
‫في المائة و ‪ 0.50-‬في المائة على التوالي‪ ،‬وتعديل حجم‬
‫في الصين‪ ،‬استهدفت إجراءات التشديد النقدي ال ُمتخذة‬ ‫برنامج شراء األصول إلى ‪ 40‬مليار يورو في أبريل‪ ،‬و‬
‫قطاعات محددة مثل قطاعات العقار والتقنية‪ .‬وفي ضوء‬ ‫‪ 30‬مليار يورو في مايو‪ ،‬و‪ 20‬مليار يورو في يونيو من‬
‫تباطؤ النمو االقتصادي‪ ،‬قام بنك الصين الشعبي بخفض‬
‫عام ‪.2022‬‬
‫نسبة االحتياطي القانوني بتاريخ ‪ 15‬ديسمبر ‪2021‬‬
‫بمقدار ‪ 0.5‬نقطة مئوية لتصل إلى ‪ 11.5‬في المائة‪ ،‬كما‬
‫خفض سعر الفائدة لمدة سنة بمقدار ‪ 10‬نقطة أساس لتصل‬ ‫سيعتمد حجم البرنامج للربع الثالث من العام على البيانات‬
‫إلى ‪ 3.70‬في المائة في نهاية شهر يناير ‪ 2022‬من أجل‬ ‫االقتصادية وتوقعات األداء االقتصادي‪ .‬ففي حال كانت‬
‫دعم النمو االقتصادي‪.‬‬ ‫البيانات الواردة تدعم احتماالت عدم انخفاض توقعات‬
‫التضخم على المدى المتوسط حتى بعد إنهاء العمل‬
‫استنادا للتطورات االقتصادية والمالية ال ُمشار إليها‪ ،‬شهد‬ ‫ببرنامج شراء األصول‪ ،‬فسيقوم مجلس اإلدارة بإنهاء‬
‫مؤشر قيمة الدوالر مقابل سلة من العمالت الرئيسة‬
‫البرنامج في الربع الثالث من العام الجاري‪ .‬أما إذا تغيرت‬
‫ارتفاعا بنسبة تقارب ‪ 7‬في المائة على أساس سنوي في‬
‫شهر مارس ‪ ،2022‬فيما ارتفع مقابل نفس السلة بنسبة‬ ‫توقعات التضخم على المدى المتوسط‪ ،‬وأصبحت شروط‬

‫)‪(17‬‬
‫‪J.P. Morgan, (2022). “The Russia-Ukraine Crisis: What‬‬ ‫)‪(16‬‬
‫‪Liadze, L. et al. (2022). “The Economic Costs of the‬‬
‫‪Does It Mean for Markets?”, March.‬‬ ‫‪Russia Ukraine Conflict”, National Institute of‬‬
‫)‪(18‬‬
‫‪FED, (2022). “Summary of Economic Projections”, March.‬‬ ‫‪Economic and Social Research, March.‬‬
‫)‪(19‬‬
‫‪ECB, (2022). “Monetary policy decisions”, March.‬‬

‫‪9‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫الفيروس‪ ،‬أو صعوبة النفاذ العادل إلى اللقاحات‪ ،‬أو ثبوت‬ ‫‪ 2.4‬في المائة منذ بداية عام ‪ 2022‬في ظل العودة األسرع‬
‫عدم فعالية بعضها في احتواء المرض‪ .‬كل هذه المخاطر‬ ‫لمجلس االحتياطي الفيدرالي لمسارات السياسة النقدية‬
‫من شأنها عودة مستويات عدم اليقين بشأن النشاط‬ ‫االعتيادية‪ ،‬وتوجه المجلس إلى رفع أسعار الفائدة بشكل‬
‫االقتصادي وهو ما سيستمر في الضغط على اإلنفاق‬ ‫أسرع مقارنة بباقي البنوك المركزية األخرى السيما‬
‫االستثماري ويؤثر سلبا على مستويات التشغيل‪.‬‬ ‫البنكين المركزيين األوروبي والياباني‪.‬‬

‫بحسب تقديرات صندوق النقد الدولي فإن فرضية عدم‬


‫سالسة توزيع اللقاحات قد تؤدي إلى تراجع تقديرات النمو‬ ‫التجارة الدولية‬
‫االقتصادي العالمي عام ‪ 2022‬بنحو ‪ 0.75‬نقطة مئوية‪.‬‬ ‫شهدت حركة التجارة الدولية تعافيا ملموسا خالل عام‬
‫‪ 2021‬نتيجة الزيادة الكبيرة التي سجلها مستوى الطلب‬
‫ففي بداية العام الثالث من الجائحة‪ ،‬ارتفع عدد الوفيات‬ ‫العالمي في ضوء الدعم الذي وفرته حزم التحفيز في العديد‬
‫العالمية إلى ‪ 5.5‬مليون وفاة‪ ،‬ومن المتوقع أن تبلغ الخسائر‬ ‫من االقتصادات المتقدمة خاصة في الواليات المتحدة‬
‫االقتصادية المصاحبة لها قرابة ‪ 13.8‬تريليون دوالر‬ ‫األمريكية‪ ،‬وهو ما عمل على إنعاش الطلب على صادرات‬
‫أمريكي حتى نهاية عام ‪ 2024‬وفق تقديرات صندوق النقد‬ ‫الدول النامية واقتصادات السوق الناشئة بما ساعد على‬
‫الدولي‪ .‬وكان من الممكن أن تكون هذه األرقام أسوأ بكثير‬ ‫ارتفاع حجم تدفقات التجارة الدولية بنسبة تقارب ‪ 10‬في‬
‫لوال الجهود االستثنائية التي قام بها العلماء والمجتمع‬ ‫المائة وفق تقديرات المؤسسات الدولية‪ .‬شمل هذا التعافي‬
‫الطبي‪ ،‬واالستجابات السريعة والقوية من خالل السياسات‬ ‫بشكل أكبر حركة التجارة السلعية‪ ،‬فيما ال تزال تجارة‬
‫في مختلف أنحاء العالم‪.‬‬ ‫الخدمات السيما تلك التي تقوم على االتصال المباشر‬
‫متأثرة باستمرار انتشار الجائحة‪ ،‬بينما شهدت تجارة‬
‫من جانبه‪ ،‬يتوقع البنك الدولي كذلك وفق فرضية سوء‬ ‫الخدمات من بعض القطاعات التي أظهرت مرونة في‬
‫األوضاع التي تنطوي على استمرار ارتفاع اإلصابات‬ ‫مواجهة الجائحة على رأسها االتصاالت وتقنية المعلومات‬
‫والتأخر في توزيع اللقاحات‪ ،‬تحقيق االقتصاد العالمي‬ ‫والتجارة اإللكترونية وغيرها من القطاعات الخدمية‬
‫لمعدل نمو ضعيف في عام ‪ 2022‬ال يتجاوز ‪ 1.6‬في‬ ‫األخرى زيادة في معدالت نموها خالل عام ‪ .2021‬من‬
‫المائة‪.‬‬ ‫المتوقع أن تشهد حركة التجارة الدولية تباطؤا خالل عام‬
‫‪ 2022‬بفعل التراجع المتوقع في مستويات النشاط‬
‫‪ -‬تصاعد ضغوطات المديونية العالمية‬ ‫االقتصادي في ظل استمرار انتشار متحورات الفيروس‬
‫وتداعيات التطورات العالمية األخيرة‪ ،‬واستمرار‬
‫أدت جائحة كوفيد‪ 19-‬إلى ارتفاع مستويات المديونية‬ ‫انخفاضه في عام ‪ 2023‬بما يعكس االختالالت الهيكلية في‬
‫العالمية لتصل إلى ‪ 303‬تريليون دوالر بنهاية عام ‪2021‬‬ ‫سالسل اإلمداد التي كشفت األزمات االقتصادية التي‬
‫تمثل نحو ‪ 351‬في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي‬ ‫شهدها العالم بداية من عام ‪ 2020‬النقاب عنها‪ ،‬والتحديات‬
‫العالمي‪ .‬جاء نحو نصف االرتفاع المسجل في مستويات‬ ‫التي تواجه النظام االقتصادي العالمي في ظل استمرار‬
‫المديونية العالمية كنتيجة الستحقاقات التوسع في حزم‬ ‫النزاعات التجارية القائمة ما بين القوى االقتصادية‬
‫التحفيز الهادفة إلى احتواء اآلثار السلبية النتشار‬ ‫الكبرى‪.‬‬
‫الفيروس‪ ،‬فيما جاءت باقي الزيادة المسجلة في المديونية‬
‫نتيجة االرتفاع في ديون المؤسسات غير المالية‬
‫والبنوك(‪.)20‬‬ ‫المخاطر االقتصادية‬

‫تعتبر مخاوف تواصل ارتفاع مستويات المديونية العالمية‬ ‫من المتوقع استمرار بعض المخاطر المحيطة بآفاق‬
‫والتخلف عن سداد الديون من أهم المخاطر التي تواجه‬ ‫النمو االقتصادي في البلدان المتقدمة والناشئة يأتي على‬
‫االقتصاد العالمي في المرحلة الحالية خاصة أن نحو ‪60‬‬ ‫رأسها‪:‬‬
‫في المائة من الدول منخفضة الدخل تحتاج فعليا إلى إعادة‬
‫‪ -‬تكرار موجات انتشار متحورات جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫هيكلة ديونها أو تشهد مخاطر تدفعها حاليا إلى تبني‬
‫خطوات في هذا الصدد بحسب تقديرات البنك الدولي في‬ ‫يمثل احتمال تعذر احتواء جائحة كوفيد‪ 19-‬واحدا من‬
‫ظل تدهور شروط التبادل التجاري لديها خالل العقد‬ ‫أبرز التحديات التي تواجه االقتصاد العالمي خالل أفق‬
‫الماضي‪.‬‬ ‫التوقع في ظل إمكانية تجدد ظهور موجات متحورة من‬

‫)‪(20‬‬
‫‪International Institute of Finance, (2022). “Global Debt‬‬
‫‪Monitor”, Feb.‬‬

‫‪10‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫فبحسب البنك الدولي‪ ،‬نتج عن تداعيات جائحة كوفيد‪19-‬‬


‫ارتفاع مستويات المديونية العالمية لتسجل أعلى مستوى‬
‫لها في خمسين عاما بما يعادل ‪ 250‬في المائة من‬
‫اإليرادات الحكومية‪ .‬فيما فرض ارتفاع معدالت التضخم‪،‬‬
‫وتباطؤ معدالت النمو االقتصادي‪ ،‬وتقييد األوضاع‬
‫المالية‪ ،‬إضافة إلى التطورات العالمية الراهنة ضغوطات‬
‫متصاعد ٍة على الدول النامية واقتصادات السوق الناشئة‬
‫وقدرتها على الوفاء بمدفوعات خدمة ديونها ويتوقع أال‬
‫يتمكن عدد من هذه الدول من سداد مدفوعات خدمة ديونها‬
‫خالل األثني شهرا المقبلة(‪.)21‬‬

‫تكمن المخاوف في هذا اإلطار من أن يشهد العالم أزمات‬


‫مديونية على غرار تلك التي أعقبت موجات تراكم‬
‫المديونية التي شهدتها فترة الثمانينات من القرن الماضي‬
‫في أمريكا الالتينية‪ ،‬واألزمة المالية لدول شرق آسيا في‬
‫أواخر التسعينيات)‪.(22‬‬

‫‪ -‬تقييد األوضاع المالية على الدول النامية واقتصادات‬


‫السوق الناشئة‬

‫سوف يكون للتطورات العالمية األخيرة واالتجاهات‬


‫ت على توجهات المصارف‬ ‫التضخمية التصاعدية تأثيرا ٍ‬
‫المركزية الدولية لتقييد السياسة النقدية كما سبق اإلشارة‪،‬‬
‫يتوقع على تبني جوالت رفع متعاقبة ألسعار الفائدة في‬
‫األسواق المتقدمة‪ ،‬وهو ما سيؤدي إلى خروج سريع‬
‫لرؤوس األموال من الدول النامية واقتصادات السوق‬
‫الناشئة‪ ،‬ويزيد من حجم التحديات التي تواجه تلك الدول‬
‫في ظل ما تفرضه من ضغوطات على أسعار الصرف‬
‫والفائدة في هذه الدول‪ ،‬ومن ثم احتمال تعرض عدد منها‬
‫ألزمات اقتصادية في المستقبل‪.‬‬

‫)‪(22‬‬
‫‪World Bank, (2021). “Global Economic Prospects”, Jan.‬‬ ‫)‪(21‬‬ ‫‪Estevão, M.(2022). “Are We Ready for the Coming Spate‬‬
‫‪of Debt Crises?”, World Bank Blogs, March.‬‬

‫‪11‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫(‪)23‬‬
‫االفتراضات األساسية للتقرير‬

‫جائحة كوفيد‪ :19-‬استمرار األُثر االقتصادي لجائحة كوفيد‪ 19-‬حتى نهاية عام ‪ 2022‬عندما يتمكن وقتها عدد أكبر من دول العالم من النفاذ إلى‬ ‫‪-‬‬
‫اللقاحات‪ ،‬وتنخفض مستويات اإلصابة ووفيات المرض‪ ،‬وتبدأ عندها الدول في التخلي عن إجراءات التباعد االجتماعي‪ ،‬وهو ما سيدعم النشاط‬
‫االقتصادي‪ ،‬وحركة التجارة الدولية للسلع والخدمات وي تمكن عندها عدد متزايد من دول العالم من تجاوز التداعيات السلبية للوباء والعودة لمستويات‬
‫الناتج المسجلة بنهاية عام ‪.2019‬‬

‫التطورات العالمية الراهنة‪ :‬الوصول إلى توافق خالل النصف األول من العام الجاري‪ ،‬من شأنه تهدئة األسواق‪ ،‬واحتواء الزيادات الكبيرة المسجلة‬ ‫‪-‬‬
‫في أسعار السلع األساسية بحلول النصف الثاني من عام ‪.2022‬‬

‫مسارات نمو االقتصاد العالمي‪ :‬من المتوقع نمو االقتصاد العالمي بنسبة تدور حول ‪ 3.0‬إلى ‪ 3.5‬في المائة في عام ‪ ،2022‬وتراجع وتيرة النمو إلى‬ ‫‪-‬‬
‫ما يتراوح بين ‪ 2.2‬و‪ 2.8‬في المائة خالل عام ‪ 2023‬وفق تقديرات المؤسسات الدولية‪ ،‬وبما يعكس في المحصلة كل من تأثير جائحة كوفيد‪،19-‬‬
‫والتطورات العالمية األخيرة‪ ،‬والمسارات المتوقعة للسياسات االقتصادية الداعمة للتعافي االقتصادي‪.‬‬

‫التجارة الدولية‪ :‬سوف يكون للتطورات العالمية تداعيات على التجارة الدولية للعديد من السلع سواء بشكل مباشر نابع باألساس من األهمية النسبية‬ ‫‪-‬‬
‫لكل من روسيا وأوكرانيا في التجارة الدولية واالنكشاف التجاري لعدد من دول العالم عليهما‪ ،‬أو بشكل غير مباشر من خالل تأثيرات التطورات‬
‫العالمية على أسعار السلع وسالسل اإلمداد العالمية‪ .‬وبالتالي وإن كان من غير المتوقع تراجع حركة التجارة الدولية‪ ،‬إال أنه من المتوقع أن يشهد معدل‬
‫نمو التجارة الدولية انخفاضا في عامي ‪ 2022‬و‪ 2023‬مقارنة بالمستويات المتوقعة مسبقا البالغة ‪ 5.8‬في المائة و‪ 4.5‬في المائة في عامي ‪2022‬‬
‫و‪ .2023‬من حيث تأثير التطورات العالمية على التجارة الخارجية للدول العربية‪ ،‬نالحظ أن األثر المباشر المتمثل في انكشاف الدول العربية على‬
‫التجارة مع كل من روسيا وأوكرانيا بشكل عام قد يكون محدودا في ظل األهمية النسبية المنخفضة لتلك الدولتين في هيكل أهم الشركاء التجاريين للدول‬
‫العربية (نحو ‪ 0.3‬في المائة من إجمالي الصادرات‪ ،‬و‪ 7.3‬في المائة من إجمالي الواردات)‪ ،‬وإن كان للدولتين أهمية نسبية كبيرة بين هيكل الشركاء‬
‫التجاريين الموردين لسلع محددة ويأتي على رأسها بالطبع الحبوب‪.‬‬

‫ت ملموس ٍة على مستويات التجارة الدولية للمنطقة العربية نتيجة ارتفاع أسعار السلع األساسية‪ .‬فمن جهة‬
‫لكن في المقابل‪ ،‬سيكون لتلك التطورات تأثيرا ٍ‬
‫ستؤدي التطورات العالمية األخيرة‪ ،‬إلى ارتفاع قيمة الصادرات العربية بفعل الزيادة المسجلة في األسعار العالمية للنفط خالل العام الجاري‪ ،‬والتي‬
‫سجلت زيادة بنحو ‪ 40‬في المائة خالل الربع األول من عام ‪ 2022‬في ظل األهمية النسبية الكبيرة لصادرات النفط التي تمثل نحو ‪ 55‬في المائة من‬
‫إجمالي قيمة الصادرات العربية‪ .‬فيما ستؤدي تلك التطورات من جهة أخرى‪ ،‬إلى ارتفاع قيمة واردات الدول العربية من السلع الزراعية والمواد الخام‪.‬‬
‫ومن ثم‪ ،‬ارتفاع متوقع للعجوزات في موازين الحسابات الجارية للدول العربية المستوردة للنفط‪ ،‬وفي المقابل ارتفاع مستويات الفائض المسجل في‬
‫هذه الموازين بالنسبة لعدد من الدول العربية الرئيسة المصدرة للنفط‪.‬‬

‫األسعار العالمية للنفط‪ :‬تعتمد المسارات المتوقعة لألسعار العالمية للنفط على مسار التطورات الحالية‪ ،‬ففي حين قد يُخفف انتظام إمدادات الطاقة‬ ‫‪-‬‬
‫الروسية إلى االتحاد األوروبي من الضغوطات السعرية‪ ،‬إال أن تداعيات التطورات العالمية األخيرة قد تسفر عن تواصل ارتفاع األسعار العالمية‬
‫للنفط‪ .‬وفق تقديرات إدارة معلومات الطاقة األمريكية(‪ ،)24‬من المتوقع أن تسجل األسعار العالمية للنفط نحو ‪ 105‬دوالرا للبرميل في عام ‪ ،2022‬فيما‬
‫يتوقع تراجع أسعار النفط إلى نحو ‪ 89‬دوالرا للبرميل في عام ‪ .2023‬على مستوى الدول العربية‪ ،‬سوف يكون لالرتفاع المسجل في األسعار العالمية‬
‫ت متباين ٍة‪ .‬فمن جهة‪ ،‬ستدعم تلك االرتفاعات التوازنات الداخلية والخارجية لالقتصادات العربية ال ُمصدرة للنفط نظرا‬
‫للنفط خالل عام ‪ 2022‬تأثيرا ٍ‬
‫النخفاض أسعار النفط التي تحقق تعادل الموازنات العامة لتلك الدول دون المستويات المتوقعة ألسعار النفط خالل عام ‪ ،2022‬كما سيساعد االرتفاع‬
‫المسجل في األسعار العالمية للنفط على ارتفاع فوائض موازين المعامالت الجارية في الدول العربية المصدرة له‪ ،‬وهو ما سوف يمتص أثر الزيادة‬
‫المسجلة في الواردات الزراعية بالنسبة لهذه البلدان‪ .‬لكن في المقابل‪ ،‬سوف تتأُثر موازنات الدول العربية المستوردة للنفط كنتيجة لتلك االرتفاعات‬
‫خاصة أن عدد منها ال يزال يدعم بعض منتجات الطاقة خاصة األكثر استخداما من قبل الفئات متوسطة ومنخفضة الدخل‪ ،‬كما ستتأثر موازين المعامالت‬
‫الجارية لهذه الدول نتيجة ارتفاع نصيب واردات الطاقة والغذاء من مجمل واردات هذه الدول‪.‬‬

‫توجهات السياسة النقدية‪ :‬من المتوقع توجه مجلس االحتياطي الفيدرالي األمريكي إلى تسريع وتيرة تقييد السياسة النقدية حتى نهاية عام ‪2022‬‬ ‫‪-‬‬
‫المتصاص الضغوطات التضخمية وسط ت وقعات تشير باحتماالت تنفيذ ست جوالت لرفع الفائدة حتى نهاية العام‪ ،‬فيما يتوقع تفضيل البنك المركزي‬
‫األوروبي لموقف الم ترقب لتطورات األوضاع الراهنة على مستويات التضخم والنشاط االقتصادي قبل التوجه إلى رفع الفائدة‪ .‬على مستوى الدول‬
‫العربية‪ ،‬انعكست اتجاهات الفائدة العالمية على توجهات السياسة النقدية في عدد من الدول العربية التي تتبني نظما ثابتة ألسعار الصرف التي قامت‬
‫مؤخرا بمواكبة التغيرات في السياسة النقدية لدول عمالت الربط السيما الواليات المتحدة األمريكية وقامت برفع الفائدة بما يتراوح بين ‪ 0.25‬و‪1.00‬‬
‫نقطة مئوية‪ .‬وبحسب جوالت الرفع المتوقع هذا العام من المتوقع أن تؤدي تلك التطورات إلى رفع ألسعار الفائدة على الدوالر األمريكي لتصل إلى‬
‫‪ 1.9‬في المائة و‪ 2.8‬في المائة خالل عامي ‪ 2022‬و‪ 2023‬على التوالي‪ ،‬تلك الجوالت التي سوف تجاريها الدول العربية ذات نظم أسعار الصرف‬
‫الثابتة بشكل جزئي أو كلي بحسب تطورات األوضاع االقتصادية بها‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬يواجه عدد من الدول العربية التي تتبنى سياسة أسعار صرف‬
‫ت في ضوء الضغوطات التي تفرضها تدفقات رؤوس األموال إلى خارج الدول النامية واقتصادات السوق الناشئة‪ ،‬وقد تدفعها إلى رفع‬ ‫مرنة تحديا ٍ‬
‫أسعار الفائدة خاصة بالنسبة للدول التي لديها مستويات مرتفعة من عجوزات موازين المعامالت الجارية ومعدالت عالية للمديونية الخارجية للحد من‬
‫تبعات خروج رؤوس األموال األجنبية‪.‬‬

‫(‪ )23‬تخضع كافة التوقعات الخاصة باالفتراضات األساسية للتقرير للمراجعة الدورية‪ ،‬ذلك بما يسمح باألخذ في االعتبار التطورات الدولية على مختلف األصعدة‬
‫المرتبطة باالفتراضات األساسية ومن ثم تحديث تلك التوقعات في إصدار سبتمبر ‪ 2022‬من هذا التقرير‪ .‬تشمل عملية المراجعة المستمرة التطورات في النشاط‬
‫االقتصادي العالمي والتجارة الدولية وأسواق النفط العالمية‪ .‬كما تشمل عملية المراجعة أيضا التطورات في أسعار الفائدة والصرف الدولية‪.‬‬
‫(‪(24‬‬
‫‪EIA, (2022). “Short-Term Energy Outlook”, March.‬‬

‫‪12‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫شكل رقم (‪ :)1‬توقعات أداء االقتصاد العالمي (‪)2023-2022‬‬


‫وسط توقعات بعودة مسارات الناتج في االقتصادات المتقدمة إلى‬ ‫انخفاض توقعات النمو االقتصادي العالمي إلى ما يتراوح بين ‪ 3.0‬و‪ 3.5‬في‬
‫مستوياتها المسجلة قبل األزمة‪ ،‬واستمرار المصاعب االقتصادية التي‬ ‫المائة عام ‪ ،2022‬وتراجعها إلى ما يتراوح بين ‪ 2.2‬و‪ 2.8‬في المائة عام‬
‫تواجه االقتصادات النامية‬
‫معدالت النمو لالقتصادات المتقدمة والنامية (‪)%‬‬
‫‪ 2023‬نتيجة استمرار انتتشار المتحورات وتأثير التطورات العالمية األخيرة‬
‫معدل نمو االقتصاد العالمي (‪)%‬‬

‫‪8.00‬‬ ‫‪6.5‬‬
‫‪6.00‬‬ ‫‪4.4‬‬ ‫‪4.7‬‬ ‫‪4.5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4.8‬‬ ‫‪4.7‬‬
‫‪3.6‬‬ ‫‪3.9‬‬
‫‪4.00‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪2.6‬‬
‫‪1.7‬‬ ‫‪1.6‬‬
‫‪2.00‬‬
‫‪0.00‬‬
‫‪-2.00‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2021‬‬ ‫‪2022‬‬ ‫‪2023‬‬
‫‪-4.00‬‬ ‫‪-2.2‬‬
‫‪-6.00‬‬ ‫‪-4.7‬‬
‫الدول النامية واقتصادات السوق الناشئة‬ ‫االقتصادات المتقدمة‬
‫‪IMF, (2022). “World Economic Outlook Update”, Jan.‬‬ ‫‪IMF, (2022). “World Economic Outlook Update”, Jan.‬‬
‫‪World Bank, )2022(. “Global Economic Prospects”, Jan.‬‬
‫‪UN, (2022). " World Economic Situation and Prospects”, Jan.‬‬
‫‪OECD, (2021). “OECD Economic Outlook”, Dec.‬‬
‫كما يتوقع ارتفاعات كبيرة ألسعار العديد من السلع األساسية خالل‬ ‫من المتوقع ارتفاع األ سعار العالمية للنفط خالل عام ‪ 2022‬بفعل تأثير‬
‫عام ‪ ،2022‬وتالشي تدريجي للضغوطات التصاعدية عام ‪2023‬‬ ‫التطورات العالمية الراهنة‪ ،‬وتراجعها عام ‪ 2023‬نتيجة تباطؤ النشاط‬
‫معدل تغير األسعار على أساس سنوي (‪)%‬‬ ‫االقتصادي‬
‫سعر برميل النفط وفق سلة أوبك (دوالرا للبرميل)‬
‫‪266%‬‬
‫‪248%‬‬

‫‪300%‬‬
‫‪250%‬‬
‫‪155%‬‬
‫‪127%‬‬

‫‪200%‬‬
‫‪117%‬‬
‫‪112%‬‬

‫‪97%‬‬

‫‪150%‬‬
‫‪78%‬‬
‫‪74%‬‬

‫‪71%‬‬
‫‪63%‬‬

‫‪59%‬‬
‫‪58%‬‬
‫‪50%‬‬

‫‪44%‬‬

‫‪100%‬‬
‫‪38%‬‬

‫‪36%‬‬

‫‪50%‬‬
‫‪0%‬‬
‫القطن‬

‫القصدير‬
‫الجازولين‬

‫الفحم‬

‫الليثيوم‬
‫الكوبالت‬
‫برنت‬

‫الذرة‬

‫األلمنيوم‬

‫النيكل‬

‫الماغنسيوم‬
‫الشوفان‬
‫القمح‬
‫زيت النخيل‬
‫الغاز الطبيعي‬

‫الزنك‬
‫زيت التدفئة‬

‫‪Trading Economics, (2022). “Commodity Prices”, visited on 26th‬‬


‫‪March 2022.‬‬
‫‪OPEC, (2022). “OPEC Price Basket”, March.‬‬

‫‪ ..‬وتحول البنوك المركزية الدولية نحو التقييد المتسارع لتوجهات‬ ‫ستفرض أولويات دعم التعافي وتجاوز التداعيات الناتجة عن التطورات العالمية‬
‫السياسة النقدية خالل عام ‪ 2022‬الحتواء جانب من الضغوطات‬ ‫استمرار السياسات المالية التوسعية مع ما يصاحبها من مخاطر أزمات‬
‫التضخمية‬ ‫المديونية خاصة في الدول النامية واقتصادات السوق الناشئة‬
‫سعر الفائدة في بعض البنوك المركزية الدولية (نقطة مئوية)‬ ‫نسبة الدين العام العالمي إلى الناتج اإلجمالي العالمي (‪)%‬‬

‫سعر الفائدة‬
‫تاري خ آخر تغيي‬ ‫الحال‬ ‫البنك المركزي‬

‫‪ 16‬مارس ‪2022‬‬ ‫‪0.50‬‬ ‫األمريك‬


‫ي‬ ‫ال‬
‫االحتياط الفيدر ي‬
‫ي‬ ‫مجلس‬

‫‪ 3‬أكتوبر ‪2016‬‬ ‫‪0.00‬‬ ‫األوروب‬


‫ي‬ ‫البنك المركزي‬

‫‪ 20‬يناير ‪2022‬‬ ‫‪3.70‬‬ ‫الشعب‬ ‫ن‬


‫الصي‬ ‫بنك‬
‫ي‬

‫‪ 17‬مارس ‪2022‬‬ ‫‪0.75‬‬ ‫ر‬


‫إنجلتا المركزي‬ ‫بنك‬

‫‪ 2‬يناير ‪2016‬‬ ‫‪-0.10‬‬ ‫بنك اليابان المركزي‬


‫‪Global Rates.com‬‬ ‫‪IIF, IMF, BIS, National Sources‬‬

‫‪13‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫ثانيا ‪:‬توقعات األداء االقتصادي الكلي للدول العربية ‪2023-2022‬‬


‫(‪)25‬‬
‫النمو االقتصادي‬

‫ستتأثر مسارات النمو في الدول العربية خالل عامي ‪ 2022‬و‪ 2023‬بأربع عوامل رئيسة بما يشمل التطورات المتعلقة‬
‫بجهود احتواء التداعيات الناتجة عن جائحة كوفيد‪ ،19-‬والتأثيرات الناتجة عن التطورات العالمية األخيرة على‬
‫االقتصادات العربية‪ ،‬إلى جانب تأثير استمرار العمل بحزم التحفيز الموجهة لدعم التعافي االقتصادي‪ ،‬إضافة إلى المسار‬
‫المتوقع للسياسات االقتصادية الكلية‪.‬‬

‫فمن حيث جهود احتواء التداعيات الناتجة عن جائحة كوفيد‪ ،19-‬ال تزال آفاق النمو االقتصادي المتوقعة خالل العامين‬
‫المقبلين متباينة ما بين االقتصادات العربية وفق عدد من العوامل يأتي على رأسها مدى التقدم المحقق على صعيد‬
‫مسارات التلقيح الكامل ضد الفيروس‪ .‬فال تزال معدالت التلقيح المسجلة في ستة عشرة دولة عربية أقل من المتوسط‬
‫العالمي البالغ ‪ 64.2‬في المائة(‪ ،)26‬مما يشكل تحديا أمام انتعاش األنشطة االقتصادية في هذه الدول في ظل عدم كفاية‬
‫الموارد المالية الموجهة لحمالت التلقيح الوطنية في بعض الدول‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بتأثير التطورات العالمية‪ ،‬فرغم تباين تداعياتها على االقتصادات العربية بحسب هياكلها االقتصادية‬
‫(مصدرة أم مستوردة للنفط)‪ ،‬إال أنه سوف يكون لها تأثير على مستويات القوة الشرائية للمستهلكين في كافة الدول‬
‫العربية نتيجة ارتفاع أسعار السلع األساسية‪ ،‬ومن ثم انخفاض مستويات الطلب على السلع والخدمات األخرى‪ ،‬خاصة‬
‫في إحدى عشرة دولة عربية ينخفض بها متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي إلى ما دون المتوسط العربي‬
‫والعالمي (‪ 5841.2‬دوالر أمريكي للمتوسط العربي‪ ،‬و‪ 10542.3‬دوالر للمتوسط العالمي وفق بيانات البنك الدولي)‪.‬‬
‫كما أن تلك التطورات ستؤثر على تدفقات رؤوس األموال إلى الدول العربية كغيرها من األسواق الناشئة في ظل بحث‬
‫المستثمرين عن مالذات آمنة‪ ،‬وبدء التوجه فعليا نحو رفع أسعار الفائدة في االقتصادات المتقدمة‪ .‬كما سيكون للتطورات‬
‫العالمية األخيرة انعكاسات على متحصالت السياحة في بعض الدول العربية‪ .‬سينتج عن كافة تلك العوامل ضغوطات‬
‫سوف تتأثر بها الدول التي لديها مستوى كبير من ارتفاع العجوزات في الموازنات العامة‪ ،‬وأرصدة موازين المعامالت‬
‫الجارية‪ ،‬وتلك التي لديها معدالت عالية للمديونية الخارجية‪.‬‬

‫كما ستؤخر تلك التطورات آجال تعافي بعض االقتصادات العربية خالل أفق التوقع‪ .‬فتقديرات صندوق النقد العربي قبل‬
‫انتشار الجائحة كانت تشير إلى تمكن أربع دول عربية فقط من تجاوز التداعيات الناتجة عن الجائحة في عام ‪،2021‬‬
‫فيما كان يتوقع تعافى ثماني دول عربية أخرى بشكل كامل في عام ‪ ،2022‬وامتداد أجل التعافي في باقي الدول العربية‬
‫إلى ما بعد عام ‪.2022‬‬

‫على مستوى الدول العربية كمجموعة‪ ،‬يتوقف أثر التطورات العالمية األخيرة على طبيعة تأُثيراتها على معدل النمو‬
‫االقتصادي في الدول العربية ال ُمصدرة للنفط (التي تسهم بنحو ‪ 70‬في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي لمجموعة الدول‬
‫العربية باألسعار الثابتة)‪ ،‬مقابل تأُثيراتها على معدل نمو الدول العربية المستوردة للنفط التي تسهم بنحو ‪ 30‬في المائة‬
‫من الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬ويواجه عدد منها تحديات نتيجة ارتفاع مستويات العجوزات الداخلية والخارجية ومحدودية‬
‫مستويات قدرتها على تعزيز االنفاق الداعم للنمو مقارنة بالدول المصدرة للنفط‪ .‬كما سينعكس كذلك موقف كل من‬
‫السياستين المالية والنقدية على آفاق النمو المتوقعة خالل عامي ‪ 2022‬و‪ 2023‬من حيث مدى استمرار قدرة هاتين‬

‫)‪ (25‬التقديرات الخاصة بتوقعات معدل نمو الناتج الم حلي للدول العربية باألسعار الثابتة تستند إلى عدة مصادر‪ ،‬من بينها تقديرات النمو االقتصادي المتضمنة في‬
‫استبيان تقرير "آفاق االقتصاد العربي" الذي يهتم برصد توقعات المختصين في الجهات المعنية‪ ،‬وعلى رأسها المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية‬
‫ووزارات المالية في ما يتعلق بأداء االقتصاد الكلي في الدول العربية على عدد من األصعدة التي يهتم بها التقرير ومن بينها النمو االقتصادي‪ .‬كذلك تستند‬
‫التقديرات الواردة في هذا الجزء على عدد من المصادر الدولية والمحلية األخرى ذات الصلة‪ .‬تجدر اإلشارة إلى أن بيان معدل نمو مجموعة الدول العربية ال‬
‫يتضمن في هذا التقرير البيانات الخاصة بكل من معدل نمو االقتصاد السوري لعدم توفر بيانات والليبي نظرا للتقلبات التي شهدها الناتج المحلي العام الماضي‬
‫نتيجة األوضاع الداخلية‪.‬‬
‫‪(26) Our World in Data, (2022). “Coronavirus (COVID-19) Vaccinations”, March.‬‬

‫‪14‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫السياستين على دعم النمو االقتصادي في ظل تفاوت الحيز المالي المتاح ما بين دولة عربية وأخرى‪ ،‬السيما تباينه ما‬
‫بين الدول العربية ال ُمصدرة للنفط التي تعزز لديها مؤخرا الحيز المالي نتيجة التطورات الداعمة لموقف توازناتها‬
‫الداخلية والخارجية بفعل االرتفاع في كميات إنتاج النفط والغاز وأسعارهما في األسواق الدولية‪ ،‬والدول العربية‬
‫المستوردة للنفط التي شهد الحيز المالي لديها مؤخرا ضعفا نتيجة التطورات غير المواتية التي شهدتها خالل العامين‬
‫الماضيين واضطرتها إلى زيادة مستويات اإلنفاق واالقتراض‪ ،‬تلك التطورات التي زاد من حدتها االنعكاسات األخيرة‬
‫للتطورات العالمية الراهنة‪.‬‬

‫في المجمل‪ ،‬من المتوقع وفق تقديرات صندوق النقد العربي أن يشهد معدل نمو االقتصادات العربية كمجموعة ارتفاعا‬
‫في عام ‪ 2022‬ليسجل نحو ‪ 5.0‬في المائة‪ ،‬مقابل ‪ 3.3‬في المائة للنمو المسجل في عام ‪ ،2021‬مدفوعا بالعديد من‬
‫العوامل يأتي على رأسها التحسن النسبي في مستويات الطلب العالمي‪ ،‬وارتفاع معدالت نمو قطاعي النفط والغاز‪،‬‬
‫ومواصلة الحكومات العربية تبني حزم للتحفيز لدعم التعافي االقتصادي التي بلغت قيمتها ‪ 396‬مليار دوالر أمريكي‬
‫خالل الفترة (‪ ،)2022-2020‬عالوة على األثر اإليجابي لتنفيذ العديد من برامج اإلصالح االقتصادي والرؤى‬
‫واالستراتيجيات المستقبلية التي تستهدف تعزيز مستويات التنويع االقتصادي‪ ،‬وإصالح بيئات األعمال‪ ،‬وتشجيع دور‬
‫القطاع الخاص‪ ،‬ودعم رأس المال البشري‪ ،‬وزيادة مستويات المرونة االقتصادية في مواجهة الصدمات‪.‬‬

‫فيما يتوقع تراجع وتيرة النمو االقتصادي للدول العربية لتسجل نحو ‪ 4.0‬في المائة في عام ‪ ،2023‬بما يتواكب مع‬
‫انخفاض معدل النمو االقتصادي العالمي‪ ،‬والتراجع المتوقع في أسعار السلع األساسية‪ ،‬وأثر االنسحاب التدريجي من‬
‫السياسات المالية والنقدية التوسعية الداعمة لجانب الطلب الكلي‪.‬‬

‫على مستوى الدول العربية المصدرة للنفط‪ ،‬سوف تستفيد هذه الدول في عام ‪ 2022‬من ارتفاع كميات اإلنتاج النفطي‬
‫في إطار اتفاق "أوبك‪ ،"+‬وتواصل الزيادة في أسعار النفط والغاز في األسواق الدولية بما سيدعم مستويات االنفاق‬
‫العام المحفز للنمو في هذه الدول ليرتفع معدل نمو المجموعة إلى ‪ 5.6‬في المائة في عام ‪ ،2022‬مقابل ‪ 3.2‬في المائة‬
‫لنمو المجموعة المحقق في عام ‪ ،2021‬في حين من المتوقع انخفاض معدل نمو دول المجموعة إلى ‪ 3.7‬في المائة في‬
‫عام ‪ 2023‬في ظل التوقعات بانخفاض األسعار العالمية للنفط والغاز‪ ،‬وبدء التالشي التدريجي آلثار دعم السياستين‬
‫المالية والنقدية‪ .‬سوف يتباين أداء دول المجموعة ما بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية‪ ،‬ومجموعة الدول‬
‫العربية األخرى ال ُمصدرة للنفط‪.‬‬

‫في هذا اإلطار‪ ،‬من المتوقع ارتفاع كبير لمعدل نمو دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في عام ‪ 2022‬ليسجل‬
‫نحو ‪ 5.8‬في المائة‪ ،‬مقابل ‪ 3.1‬في المائة لمعدل النمو المسجل في عام ‪ ،2021‬بفعل محصلة من العوامل الداعمة للنمو‬
‫في كل من القطاعات النفطية وغير النفطية والتأثير اإليجابي لزخم اإلصالحات االقتصادية المطبقة لزيادة مستويات‬
‫التنويع االقتصادي‪ ،‬وجذب االستثمارات المحلية واألجنبية‪ ،‬عالوة على االستمرار في تبني حزم للتحفيز داعمة للتعافي‬
‫من جائحة كوفيد‪ ،19-‬في حين من المتوقع انخفاض وتيرة نمو دول المجموعة إلى ‪ 3.6‬في المائة في عام ‪ .2023‬أما‬
‫فيما يتعلق بالدول العربية األخرى المصدرة للنفط‪ ،‬التي ال يزال عدد منها يشهد بعض التطورات الداخلية‪ ،‬فمن المتوقع‬
‫أن تست فيد من الزيادات المقررة في كميات اإلنتاج في إطار "اتفاق أوبك‪ ،"+‬ومن االرتفاع في األسعار العالمية للنفط‬
‫والغاز ليرتفع معدل نمو المجموعة ليسجل ‪ 4.6‬في المائة في عام ‪ ،2022‬مقابل ‪ 3.30‬في المائة في عام ‪ ،2021‬فيما‬
‫يتوقع تراجع معدل نمو دول المجموعة إلى ‪ 3.9‬في المائة العام المقبل بفعل التحديات التي تواجه دول المجموعة على‬
‫صعيد دعم بيئات األعمال وزيادة مستويات جاذبيتها‪.‬‬

‫على مستوى الدول العربية المستوردة للنفط‪ ،‬فمن المتوقع تسجيل دول المجموعة وتيرة نمو معتدلة في عام ‪2022‬‬
‫تقدر بنحو ‪ 3.7‬في المائة مقابل ‪ 2.5‬في المائة لمعدل نمو المجموعة المسجل في عام ‪ ،2021‬بما يعكس التحديات التي‬
‫تواجه دول المجموعة على صعيد توازناتها الداخلية والخارجية‪ ،‬فيما يتوقع تحسن ملموس لمعدل النمو االقتصادي لدول‬
‫المجموعة العام المقبل ليسجل ‪ 5‬في المائة في عام ‪ 2023‬بما يُعزى إلى توقع تحسن مستويات الطلب الكلي في هذه‬
‫البلدان‪ ،‬وانحسار تدريجي للضغوطات التي تواجه أوضاع الموازنات العامة‪ ،‬وموازين المدفوعات نتيجة االنخفاض‬
‫المتوقع ألسعار السلع األساسية العام المقبل‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫تواجه الدول العربية بعدد من التحديات لعل من أهمها‪:‬‬

‫ارتفاع مستويات المديونية في بعض الدول العربية المقترضة‪:‬‬

‫يمثل ارتفاع مستويات المديونية في عدد من الدول العربية تحديا أمام صناع السياسات‪ ،‬حيث تحد المستويات المرتفعة‬
‫من المديونية من قدرة حكومات هذه الدول على توفير موارد داعمة للنشاط االقتصادي ومعززة للتعافي من التداعيات‬
‫الناتجة عن الجائحة‪ ،‬خاصة في ظل ارتفاع معدالت المديونية الذي شهدته الدول العربية في أعقاب الجائحة مع ما‬
‫استلزمته تلك الظروف االستثنائية من تدخل الحكومات بموارد مالية لدعم التعافي نتج عنها ارتفاع معدالت الدين العام‪.‬‬
‫فعلى مستوى الدول العربية كمجموعة‪ ،‬سجلت مستويات الدين العام إلى الناتج المحلي اإلجمالي للدول العربية المقترضة‬
‫ارتفاعا بنحو سبع نقاط مئوية لتصل إلى نحو ‪ 120‬في المائة بنهاية عام ‪ ،2020‬وتسجل نحو ‪ 752‬مليار دوالر أمريكي‪.‬‬
‫بالتأكيد فإن تأخر أفق التعافي االقتصادي سواء كنتيجة المتداد أجل استمرار الجائحة‪ ،‬أو ظروف عدم اليقين التي تحيط‬
‫باالقتصاد العالمي يزيد من حجم تحدي ارتفاع مستويات المديونية العامة للدول العربية حيث سيستلزم استمرار تدخل‬
‫الحكومات العربية بتدابير داعمة للتعافي من شأنها التأثير على االستدامة المالية في األجلين المتوسط والطويل‪.‬‬

‫تأثير التشديد المرتقب لألوضاع المالية‬

‫تتوقع كافة األسواق حاليا تشديد أسرع وأكبر للسياسة النقدية مما كان متوقعا مسبقا قبل التطورات الدولية األخيرة‪ ،‬وهو‬
‫ما سيعقبه خروج متوقع لرؤوس األموال من الدول النامية واقتصادات السوق الناشئة ذلك االتجاه الذي شهدته وتأثرت‬
‫به بعض الدول العربية بالفعل بداية من الربع األخير من عام ‪ .2021‬سوف يؤدي الرفع المرتقب ألسعار الفائدة في‬
‫الدول المتقدمة إلى تحديات تواجه على وجه الخصوص الدول العربية التي لديها مستويات مرتفعة للعجوزات في المالية‬
‫العامة وميزان المعامالت الجارية‪ ،‬وهو ما قد ينعكس في مجمله على مسارات تعافي النشاط االقتصادي في هذه البلدان‪.‬‬

‫صعوبات تحقيق أهداف التنمية المستدامة‬

‫ت السيما في أعقاب جائحة كوفيد‪ 19-‬على صعيد توفير التمويل الالزم لتنفيذ‬ ‫تواجه الحكومات العربية صعوبا ٍ‬
‫المشروعات وتبني البرامج الكفيلة بتحقيق هذه األهداف‪ ،‬السيما في ظل التقديرات التي تشير إلى أن الدول النامية تواجه‬
‫فجوة تمويلية تقدر بنحو ‪ 2.5‬تريليون دوالر سنويا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحسب بيانات األمم المتحدة‪ ،‬تلك‬
‫الفجوة التمويلية التي شهدت زيادة بنحو ‪ 1.7‬تريليون دوالر سنويا في أعقاب جائحة كوفيد‪ ،19-‬وهو ما يُبرز عمق‬
‫التحدي الذي يواجه الدول العربية على صعيد توفير آليات التمويل الكافية والمالئمة لسد هذه الفجوة‪ ،‬وتمكين شعوبها‬
‫من اللحاق بالركب العالمي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة‪.‬‬

‫في هذا السياق‪ ،‬يبقى التحدي األبرز أمام الدول العربية في تحقيق الهدف الثامن من أهداف التنمية المستدامة الذي يهدف‬
‫إلى تعزيز النمو االقتصادي المطرد والشامل للجميع والمستدام‪ ،‬والوصول إلى العمالة الكاملة والمنتجة‪ ،‬وتوفير العمل‬
‫الالئق للجميع‪ ،‬وذلك في ظل ارتفاع معدالت البطالة في المنطقة العربية لتسجل نحو ‪ 11.5‬في المائة وفق أحدث بيان‬
‫بما يمثل تقريبا ضعف المعدل العالمي بحسب بيانات البنك الدولي‪ ،‬ويتمثل التحدي األكبر في هذا السياق في تركز‬
‫معدالت البطالة في الدول العربية في فئة الشباب حيث ترتفع بطالة الشباب في المنطقة العربية لتسجل ‪ 26.5‬في المائة‬
‫مقابل ‪ 15.3‬في المائة للمتوسط العالمي لبطالة الشباب‪.‬‬

‫بعد االستعراض الموجز لتوقعات النمو في المنطقة العربية‪ ،‬يعرض الجزء التالي التوقعات على صعيد النمو االقتصادي‬
‫في مجموعتي الدول العربية المصدرة للنفط والمستوردة له‪.‬‬

‫‪16‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫أوال‪ :‬الدول العربية المصدرة للنفط‬


‫التدابير التوسعية للسياسة المالية والنقدية في إطار حزم‬
‫التحفيز التي تتبناها دول المجموعة في عام ‪.2022‬‬ ‫تتضافر عدة عوامل لدعم النمو االقتصادي في مجموعة‬
‫في المجمل‪ ،‬ستساهم هذه العوامل في رفع معدل نمو دول‬ ‫الدول العربية المصدرة للنفط يأتي على رأسها الزيادات‬
‫المجموعة ليسجل نحو ‪ 5.8‬في المائة في عام ‪ ،2022‬فيما‬ ‫المقررة في إنتاج الدول العربية المصدرة الرئيسة للنفط‬
‫يتوقع تراجع معدل النمو ليسجل نحو ‪ 3.6‬في المائة في‬ ‫في إطار "اتفاق أوبك‪ "+‬المتفق على استمرار العمل به‬
‫عام ‪ 2023‬في ظل االنخفاض المتوقع لألسعار العالمية‬ ‫حتى نهاية عام ‪ .2022‬عالوة على ما سبق‪ ،‬وفي ظل‬
‫للنفط والغاز‪ ،‬والسحب التدريجي للتدابير التيسيرية‬ ‫التطورات العالمية الحالية وما أدت إليه من ارتفاعات‬
‫للسياستين المالية والنقدية‪.‬‬ ‫ألسعار النفط والغاز‪ ،‬سوف تشهد التوازنات الداخلية‬
‫والخارجية لدول المجموعة دعما خالل عام ‪ ،2022‬بما‬
‫التوقعات على مستوى دول المجموعة‬ ‫سيمكنها من المزيد من اإلنفاق ال ُمعزز للتعافي االقتصادي‬
‫ودفع النشاط في القطاعات غير النفطية‪.‬‬
‫فيما يلي نبذة عن توقعات النمو االقتصادي في دول‬
‫المجموعة‪:‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬سوف يكون الستمرار السياسات الهادفة‬
‫إلى دعم التنويع االقتصادي وتشجيع دور القطاع الخاص‬
‫في السعودية‪ ،‬لعبــت اإلصالحات االقتصادية والمالية‬ ‫في النمو االقتصادي والتشغيل خاصة في دول مجلس‬
‫دورا مهمــا فــي تعزيــز قــدرة المملكـة علـى مواجهـة‬ ‫التعاون لدول الخليج العربية دورا في رفع معدالت النمو‬
‫أزمة جائحة كوفيد‪ ،19-‬وشكلت التدابيــر الصحيــة‬ ‫االقتصادي خالل أفق التوقع‪.‬‬
‫الحاســمة خــالل الجائحــة حجــر األساس فــي احتـواء‬
‫الجائحــة بوتيــرة أســرع مــن المتوقــع‪ ،‬وقــد انعكــس‬ ‫في المجمل‪ ،‬من المتوقع ارتفاع معدل دول المجموعة من‬
‫هــذا التقــدم علــى زيــادة نســب التحصيــن كما أثبتت‬ ‫نحو ‪ 3.2‬في المائة في عام ‪ 2021‬إلى ‪ 5.6‬في المائة في‬
‫البنيـة التحتيـة الرقميـة جدارتهـا فـي مواجهـة األزمة‪.‬‬ ‫عام ‪ ،2022‬فيما يتوقع انخفاض وتيرة النمو إلى ‪ 3.7‬في‬
‫المائة في عام ‪ 2023‬بما يعكس االنخفاض المتوقع للطلب‬
‫فـي ضـوء هـذه التطـورات المحليـة وعـودة التعافي‬ ‫العالمي واألسعار العالمية للنفط والغاز في ظل االنفراجة‬
‫لالقتصاد العالمي‪ ،‬تمت مراجعــة معدالت النمــو‬ ‫المتوقعة للتوترات الدولية العالمية‪.‬‬
‫االقتصادي فــي المملكــة لعــام ‪ 2022‬والمــدى‬
‫المتوســط‪ ،‬حيــث تشــير التوقعــات إلــى اســتمرار نمــو‬ ‫أ) دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية‬
‫القطــاع الخــاص بوتيــرة أعلـى مـن السـابق ليقـود النمـو‬
‫سوف تشهد اقتصادات دول المجموعة العديد من‬
‫االقتصادي فـي المـدى المتوسـط‪ ،‬مـن خـالل الجهــود‬ ‫المحفزات التي من شأنها رفع معدل النمو االقتصادي لعل‬
‫الحكوميــة المبذولــة لتعزيــز دور القطــاع‪ ،‬ودعــم نمــو‬ ‫من أهمها االرتفاع المقرر لكميات اإلنتاج النفطي هذا العام‬
‫المنشــآت الصغيــرة والمتوســطة‪ ،‬تزامنــا مــع دور‬ ‫في إطار "اتفاق أوبك‪ ،"+‬عالوة على تأثير االرتفاع‬
‫ت هيكليـ ٍة تدعـم‬
‫اإلنفاق الحكومــي فــي تحقيــق تحوال ٍ‬ ‫المسجل في األسعار العالمية للنفط والغاز خالل عام‬
‫النمـو طويـل المـدى‪.‬‬ ‫‪ 2022‬الذي سيدعم الموازنات العامة لدول المجموعة‬
‫ويمكن من توجيه المزيد من اإلنفاق العام الداعم للنمو‬
‫تشــير التقديــرات األولية لعــام ‪ 2022‬إلــى نمــو الناتــج‬ ‫االقتصادي في القطاعات غير النفطية‪.‬‬
‫المحلــي اإلجمالي الحقيقــي بمعــدل ‪ 7.4‬في المائة في عام‬
‫كذلك ستستفيد اقتصادات المجموعة من ارتفاع معدالت‬
‫‪ ،2022‬وبنحو ‪ 3.5‬في المائة في عام ‪ 2023‬مدفوعـــــــا‬
‫التلقيح ضد فيروس كوفيد‪ 19-‬التي تعتبر األعلى على‬
‫بارتف ـــاع ف ـــي النات ـــج المحل ـــي اإلجمالي النفط ـــي اتساقا‬ ‫مستوى الدول العربية‪ ،‬وهو ما أدى إلى وصول عدد من‬
‫مع زيــادات كميــات اإلنتــاج المقررة في إطــار "اتفــاق‬ ‫دول المجموعة إلى مستويات المناعة ال ُمجتمعية في عام‬
‫أوبك‪ ،"+‬وتحسـن الطلب العالمي على المشـتقات النفطية‪،‬‬ ‫‪ 2021‬بما سيمكن من المزيد من تخفيف القيود على‬
‫إضافة إلــــى التحســــن المتوقــــع فــــي الناتــــج المحلــــي‬ ‫ممارسة األنشطة االقتصادية‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬يتواصل‬
‫غيــــر النفطــــي مدعوما بشكل أساسي بنمو األنشطة غير‬ ‫السعي الحثيث في دول المجموعة لتنفيذ االستراتيجيات‬
‫النفطية كنتيجة الســـتمرار تنفيذ برامج ومشـــاريع "رؤية‬ ‫والرؤى المستقبلية الهادفة إلى التنويع االقتصادي‪ ،‬ودعم‬
‫المملكـة العربيـة الســــعوديـة ‪ "2030‬التي ســــتعزز من‬ ‫دور القطاع الخاص‪ ،‬وتشجيع توفير المزيد من الفرص‬
‫مســاهمة القطاع الخاص ليكون المحرك األســاســي للنمو‬ ‫للعمالة المواطنة‪ .‬كما سيتكامل مع ذلك استمرار عدد من‬

‫‪17‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫الصــناعة‪ ،‬والتعدين‪ ،‬والطاقة‪ ،‬والخدمات اللوجســتية‪،‬‬ ‫االقتصادي بافتــــراض اســــتمرار التعافــــي التدريجــــي‬
‫بمـا يمهـد لتطوير صــــنـاعـات نوعيـة‪ ،‬ويعزز زيـادة‬ ‫مـــن آثـــار جائحـــة "كوفيـــد‪ ،)27("19-‬إضافة إلى الدور‬
‫الصـــادرات غير النفطية‪ ،‬ويخفض الواردات‪ ،‬ويرفع‬ ‫الداعم للمالية العامة للنمو االقتصـادي مسـتفيدة من ارتفاع‬
‫إســــهـامـات القطـاعـات المســــتهـدفـة في النـاتج المحلي‬ ‫األســعار العالمية للنفط العام الجاري التي ســجلت ارتفاعا‬
‫اإلجـمــالـي لـلـمـمـلـكــة‪ ،‬ويـعـمــل كــذلــك عـلـى جــذب‬ ‫بنســــبـة تقـارب ‪ 48‬في المـائـة خالل الربع األول من عـام‬
‫االستثمارات األجنبية المباشرة‪.‬‬ ‫‪.2022‬‬

‫‪ -‬نمو قطاع السياحة حيث أطلق صنــــــــدوق االستثمارات‬ ‫ســــوف تدعم العديد من العوامل الســــابق اإلشــــارة إليها‬
‫العامة مشروع "ذا ريج" ( ‪ (The Rig‬الذي يُمثل الوجهة‬ ‫النمو(‪ )28‬خالل أفق التوقع في ظـل مواصــــلـة العمـل على‬
‫الســـياحية األولى مـــن نوعهـــا فـــي العالـــم التـــي تســـتمد‬ ‫عــدة برامج ومشـــــاريع منهــا مــا هو متعلق بخلق بيئــة‬
‫مفهومهـــا مـــن منصـــات ُ النفـــط البحريـــة‪ ،‬الـــذي يعـــد‬ ‫اقتصــــادية منافســــة ســــتســــاعد على زيادة مســــتويات‬
‫أحــــدث مشــــاريع الصنــــدوق فــــي مجــــال الســــياحة‬ ‫المعروض من الســــلع والخدمات‪ ،‬مثل مشــــروعات بناء‬
‫والترفيــه‪ ،‬إضافــة إلــى العديــد مــن المشــاريع والشــركات‬ ‫مدن اقتصـــادية جديدة توفر بيئة محفزة للمســـتثمرين‪ ،‬أو‬
‫مثـــل "شـــركة البحـــر األحمر للتطويــــــر"‪ ،‬و"شــــــركة‬ ‫عبر فتح قطـاعات جديدة كقطـاع الســــيـاحة والترفيـه أومن‬
‫الســــودة للتطويــــر"‪ ،‬و"شــــركة كــــروز الســــعودية"‪،‬‬ ‫خالل توطين بعض الصــــنـاعـات كمبـادرة "صــــنع في‬
‫التــــي تهــــدف إلــــى تمكيــــن االبتكار فــــي قطاعــــي‬ ‫الســــعوديـة"‪ .‬ومنهـا مـا هو متعلق بجـانـب الطلـب كبرنـامج‬
‫الســياحة والترفيــه داخــل المملكــة‪.‬‬ ‫اإلســكان الهادف إلى رفع نســب تملك األســر الســعودية‬
‫للمساكن‪.‬‬
‫من المتوقع أن تنخفض معدالت البطالة بين الســــعوديين‬
‫خـالل عــامـي ‪ 2022‬و‪ ،2023‬كـنـتـيـجــة لـمـجـمـوعــة مـن‬ ‫سـيمثل العام المقبل مرحلة حاسـمة في جهود المملكة نحو‬
‫العوامل منها اســـتمرار برامج ومشـــاريع "رؤية المملكة‬ ‫تنويع قـاعـدة اقتصـــــادهـا غير النفطي‪ ،‬في إطـار البرامج‬
‫العربية السعودية ‪ ،"2030‬الهادفة إلى تعزيز دور القطاع‬ ‫المختلفة لتحقيق رؤية المملكة‪ ،‬حيث من المتوقع أن تسـهم‬
‫الخاص كشـريك أسـاسـي في تحسـين سـوق العمل‪ ،‬ورفع‬ ‫الرؤيـة في دفع النمو في عـدد من القطـاعـات على النحو‬
‫نسبة مشاركة المرأة فيه باإلضافة إلى االستمرار في تنفيذ‬ ‫التالي(‪:)29‬‬
‫خطط الســـعودة وتوســـيع دائرة تطبيقها لتشـــمل مجموعة‬
‫أكبر من القطـاعـات‪ ،‬بـاإلضــــافـة إلى إطالق برنـامج تنميـة‬ ‫‪ -‬نمو قطاع التشــييد نتيجة اســتثمارات برنامج صــندوق‬
‫القدرات البشـــرية الذي يهدف إلى تســـريع وتيرة توظيف‬ ‫االســتثمارات العامة في مشــاريع عمالقة‪ ،‬وكذلك من‬
‫المواطنين في ســــوق العمــل خالل الســــنوات الخمس‬ ‫خالل تركيز الصـــندوق على دعم التنمية الوطنية من‬
‫المقبلة(‪.)30‬‬ ‫خالل‬ ‫خالل ضــــخ رأس مـال بقيمـة ‪ 150‬مليـار‬
‫العام الجاري وما بعده ‪.‬‬
‫في المدى المتوســـط‪ ،‬من المتوقع اســـتمرار التحســـن في‬
‫أســـواق العمل نتيجة تواصـــل اســـتمرار عمليات التطعيم‬ ‫‪ -‬نمو قطـاع تجـارة الجملـة والتجزئـة مـدعومـا ببرنـامج‬
‫ضـد "كوفيد ‪ "19-‬التي سـتسـاعد على زيادة التعافي الكلي‬ ‫"جودة الحياة" كأحد برامج تحقيق الرؤية خاصـة وأن‬
‫لالقتصــاد ســواء محليا أو دوليا‪ ،‬إلى جانب برنامج تنمية‬ ‫أنشـــطة الســـياحة والترفيه أصـــبحت أقل تأثرا بالقيود‬
‫القـدرات البشــــريـة وهو أحـد برامج الرؤيـة ال ُمعلن عنهـا‬ ‫المرتبطـة بجـائحـة كوفيـد‪ ،19-‬حيـث حققـت المملكـة‬
‫مؤخرا (ســبتمبر ‪ )2021‬الذي يعمل على تعزيز تنافســية‬ ‫مؤخرا المناعة المجتمعية‪.‬‬
‫المواطن الســـعودي محليا ودوليا من خالل تنمية مهاراته‬
‫وتطوير قدراته في مختلف المجاالت سعيا لتلبية متطلبات‬ ‫‪ -‬نمو قطــاع التصــــنيع غير النفطي من خالل خطــة‬
‫ســــوق العمـل ممـا يســــرع من وتيرة توظيف المواطنين‬ ‫خمـاســــيـة أ ُعيـد تشــــكيلهـا في إطـار "برنـامج تطوير‬
‫خالل السنوات القادمة؛ إضافة إلى رفــع نســبة التوطيــن‬ ‫الصــــنـاعـة الوطنيـة والخـدمـات اللوجســــتيـة" الـذي‬
‫فـــي الوظائـــف عاليـــة المهـــارات إلــى ‪ 40‬في المائة مع‬ ‫يسـتهدف إحداث التكامل بين القطاعات االربعة وهي‪:‬‬

‫(‪ )29‬وزارة المالية‪ ،‬السعودية‪ .)2022( ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫( ‪ ) 27‬وزارة المالية‪ ،‬السعودية‪" .)2022( ،‬استبيان تقرير آفاق االقتصاد‬
‫(‪ )30‬البنك المركزي السعودي‪ ،‬السعودية‪ .)2022( ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫العربي‪ -‬اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬صندوق النقد العربي‪ ،‬ابريل‪.‬‬
‫(‪ )28‬البنك المركزي السعودي‪ ،‬السعودية‪" .)2022( ،‬استبيان تقرير آفاق‬
‫االقتصاد العربي‪ -‬اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬صندوق النقد العربي‪ ،‬ابريل‪.‬‬

‫‪18‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫الغـذائي‪ .‬كمـا اعتمـدت الخطـة تشــــكيـل لجنـة للعمـل على‬ ‫العمل على خفـض نسـبة الشـباب خـارج منظومـة التعليـم‬
‫متابعة تنفيذ هذه المبادرات ورفع توصـــيات بشـــأنها إلى‬ ‫والتدريـب والعمـل لتصـل إلـى ‪ 10‬في المائة(‪.)31‬‬
‫مجلس الوزراء‪.‬‬
‫على صـعيد السـياسـات سـيتواصـل الدعم من قبل السـياسـتين‬
‫فعلى صــــعيد دعم القطاعات ذات األولوية‪ ،‬والشــــركات‬ ‫المالية والنقدية لدعم التعافي االقتصــادي‪ .‬في هذا اإلطار‪،‬‬
‫الـنــاشـــــئــة الصــــغـيـرة والـمـتـوســـــطــة(‪ ،)3‬اعـتـمــدت‬ ‫كانت اســـتجابة البنك المركزي لحاجة االقتصـــاد المحلي‬
‫الحكومة "اســـتراتيجية مصـــرف اإلمارات للتنمية" التي‬ ‫خالل فترة الجائحة سريعة وقوية‪ ،‬حيث تم اتخاذ عددا من‬
‫رصــــدت محفظة مالية بقيمة ‪ 30‬مليار درهم‪ ،‬على مدار‬ ‫الـبـرامـج الـتـحـفـيـزيــة الـتـي هــدفــت إلـى دعـم احـتـيــاجــات‬
‫خمس ســنوات‪ ،‬مخصــصــة لدعم عدة قطاعات صــناعية‪،‬‬ ‫القطـاعـات االقتصـــــاديـة لتخفيف أثر الجـائحـة على تلـك‬
‫واإلســــهام في تمويل ودعم أكثر من ‪ 13.5‬ألف شــــركة‬ ‫القطـاعـات وموظفيهـا‪ .‬ومن أبرزهـا برنـامج تـأجيـل الـدفعـات‬
‫صـــغيرة ومتوســـطة وكبيرة‪ ،‬وخلق ‪ 25‬ألف وظيفة‪ .‬في‬ ‫الذي تم تمـديـده لفترة ثالثة أشــــهر إضــــافية من تاريخ ‪1‬‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ســيطلق المصــرف صــندوق لالســتثمار في‬ ‫ينـاير ‪ 2022‬إلى ‪ 31‬مـارس ‪2022‬؛ دعمـا للمنشـــــآت‬
‫رأس مال الشــــركات الناشــــئة والمشــــاريع الصــــغيرة‬ ‫متناهية الصـــغر والصـــغيرة والمتوســـطة‪ ،‬التي ما زالت‬
‫والمتوسـطة بقيمة مليار درهم خالل عام ‪ 2022‬يسـتهدف‬ ‫متـأثرة بـاإلجراءات االحترازيـة المتخـذة لمواجهـة جـائحـة‬
‫بـاألســــاس الشــــركـات الصــــنـاعيـة التي تحتـاج للتمويـل‬ ‫فيروس كوفيد‪ .)32( 19-‬إضــــافة إلى تمديد العمل ببرنامج‬
‫واالستثمار في القطاعات الحيوية‪.‬‬ ‫التمويـل المضــــمون ‪-‬أحـد برامج البنـك المركزي لـدعم‬
‫تمويل القطاع الخاص‪ -‬مدة عام إضـــافي حتى ‪ 14‬مارس‬
‫من جهـة أخرى‪ ،‬تم إطالق خطـة عشــــريـة لـدعم القطـاع‬ ‫‪ ،2023‬بهـدف تعزيز مســــاهمـة البنـك المركزي في دعم‬
‫الصـــناعي من خالل "االســـتراتيجية الوطنية للصـــناعة‬ ‫المؤســـســـات متناهية الصـــغر والصـــغيرة والمتوســـطة‬
‫والتكنولوجيا المتقدمة" فيما يُعرف بمشــروع الـــــــ ‪300‬‬ ‫وتمكينها من تجاوز التحديات المصــــاحبة لجائحة كوفيد‪-‬‬
‫مليــار درهم للنهوض بــالقطــاع الصــــنــاعي في الــدولــة‬ ‫‪.19‬‬
‫وتوسـيع نطاقه‪ ،‬ليكون رافعة أسـاسـية لالقتصـاد الوطني‪،‬‬
‫وتعزيز مســــاهمتـه في النـاتج المحلي اإلجمـالي من ‪133‬‬ ‫تــأتي هــذه المبــادرات انطالقــا من دور البنــك المركزي‬
‫مليـار درهم إلى ‪ 300‬مليـار درهم بحلول عـام ‪ ،2031‬مع‬ ‫الســعودي في المحافظة على االســتقرار النقدي والمالي‪،‬‬
‫التركيز على الصــــنـاعـات المســــتقبليـة التي تعتمـد على‬ ‫ودعم التعافي االقتصــادي لمختلف األنشــطة االقتصــادية‪.‬‬
‫التقنيـات المتقـدمـة‪ ،‬وحلول الثورة الصــــنـاعيـة الرابعـة‪.‬‬ ‫الجدير بالذكر‪ ،‬أن عدد العقود المستفيدة من برنامج تأجيل‬
‫سـتسـهم االسـتراتيجية في تطوير المنظومة الصـناعية في‬ ‫الـدفعـات منـذ انطالقـه في ‪ 14‬مـارس ‪ 2020‬حتى تـاريخـه‬
‫الدولة‪ ،‬من خالل العديد من البرامج والمبادرات التحفيزية‬ ‫تجـاوز ‪ 107‬ألف عقـد‪ ،‬فيمـا بلغـت قيمـة الـدفعـات المؤجلـة‬
‫التي تشـــمل دعم تأســـيس ‪ 13.5‬ألف شـــركة ومؤســـســـة‬ ‫لتلـك العقود نحو ‪ 181‬مليار (‪ .)33‬في حين تجاوز عدد‬
‫صغيرة ومتوسطة تعمل في القطاع الصناعي‪.‬‬ ‫العقود المســــتفيـدة من برنـامج التمويـل المضــــمون منـذ‬
‫انطالقـه في ‪ 14‬مـارس ‪ 2020‬حتى نهـايـة الربع األول من‬
‫يترافق مع ذلــك تبني تــدابير لتعزيز التجــارة الخــارجيــة‬ ‫العام الجاري ‪ 13‬ألف عقد‪ ،‬بقيمة تمويل إجمالية تجاوزت‬
‫والقطـاعـات غير النفطيـة عبر تنفيـذ "ســــيـاســـــة تنميـة‬ ‫(‪.)34‬‬ ‫‪ 11‬مليار‬
‫الصـــــادرات" التي تســــعى إلى دعم التجـارة الخـارجيـة‬
‫للدولة‪ ،‬وإيجاد حيز للســـلع اإلماراتية وزيادة تواجدها في‬ ‫في اإلماارات‪ ،‬تنتهج الحكومـة عـدة تـدابير لـدعم التعـافي‬
‫األسـواق العالمية‪ ،‬وإضـافة قيمة أعلى في مجاالت السـلع‬ ‫االقتصـــــادي من جـائحـة كوفيـد‪ 19-‬وتـأهيـل االقتصـــــاد‬
‫المصــــ ـدرة‪ ،‬وبــالتــالي تحقيق نمو في النــاتج المحلي‬ ‫لمســـــارات أقوى وأكثر اســــتــدامــة وتنوعــا خالل أفق‬
‫للقطاعات غير النفطية‪.‬‬ ‫التوقع(‪ .)35‬تم في هـذا اإلطـار إطالق عـدد من المبـادرات‬
‫لتعزيز النمو االقتصـــادي وتنمية القطاعات االقتصـــادية‪،‬‬
‫اســــتنـادا إلى مـا ســــبق‪ ،‬من المتوقع ارتفـاع وتيرة نمو‬ ‫ودعم ســــوق العمــل‪ ،‬وتحفيز التجــارة‪ ،‬وتعزيز مرونــة‬
‫االقتصاد اإلماراتي من ‪ 3.8‬في المائة في عام ‪ 2021‬إلى‬ ‫األنشــــطــة التمويليــة‪ ،‬وزيــادة اإلنتــاجيــة‪ ،‬ودعم التحول‬
‫نحو ‪ 4.2‬في المــائــة في عــام ‪ 2022‬بفعــل العــديــد من‬ ‫الرقمي‪ ،‬وتسـريع نمو االقتصـاد األخضـر‪ ،‬وتعزيز األمن‬

‫(‪ )34‬حتى نهاية سبتمبر ‪.2021‬‬ ‫(‪ )31‬وزارة المالية‪ ،‬السعودية‪ .)2022( ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫(‪ )35‬وزارة المالية‪ ،‬اإلمارات‪ .)2022( ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪ )32‬البنك المركزي السعودي‪ ،‬السعودية‪ .)2022( ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫(‪ )33‬حتى نهاية ديسمبر ‪.2021‬‬

‫‪19‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫المشـــاريع‪ ،‬وزيادة االئتمان الشـــخصـــي‪ ،‬وعودة حركة‬ ‫المحفزات التي يـأتي على رأســــهـا جهود الحكومـة لـدعم‬
‫التجارة الدولية إلى مســـتويات ما قبل الجائحة‪ ،‬ما ســـاهم‬ ‫األنشــــطـة غير النفطيـة مســــتفيـدة من الوفورات المـاليـة‬
‫في زيـادة وتيرة االنتعـاش والتعـافي االقتصـــــادي‪ .‬ومن‬ ‫المحققـة نتيجـة ارتفـاع النـاتج في القطـاع النفطي ســــواء‬
‫جانب آخر‪ ،‬ســـاعد العمل باتفاق "أوبك‪ "+‬على التحســـن‬ ‫نتيجـة لزيـادة كميـات اإلنتـاج المقررة في عـام ‪ ،2022‬أو‬
‫النسـبي ألسـعار النفط في األسـواق الدولية منذ بداية الربع‬ ‫نتيجة الرتفاع أســعاره في األســواق العالمية‪ .‬بينما يتوقع‬
‫الثالث لعام ‪.2020‬‬ ‫تراجع نســــبي لوتيرة النمو إلى ‪ 3.8‬في المـائـة في عـام‬
‫‪.2023‬‬
‫ومع تســارع انتشــار الســاللة الجديدة المتحورة لفيروس‬
‫(‪)36‬‬
‫كورونـا "أوميكرون" بنهـايـة عـام ‪ 2021‬في العـديـد من‬ ‫أما في قطر‪ ،‬فتشير توقعات جهاز التخطيط واإلحصاء‬
‫بلـدان العـالم ال ســــيمـا الـدول األوروبيـة‪ ،‬ظهرت مجموعـة‬ ‫التي تسـتند إلى الرصـد المنتظم ألداء مؤشـرات االقتصـاد‬
‫من المخـاوف التي ألقـت بظاللهـا على آفـاق االقتصـــــاد‬ ‫الكلي وبـافتراض ثالثـة فرضــــيـات محتملـة لتوقعـات أداء‬
‫العـالمي‪ ،‬وأدت إلى تراجع ملحوظ في أســــعـار النفط في‬ ‫االقتصــاد القطري بناء على افتراضــين أســاســين يتوقفان‬
‫الشــــهور األخير من العـام المـذكور قبـل معـاودة ارتفـاعهـا‬ ‫على مدى تعافي االقتصــــاد من جائحة كوفيد‪ ،19-‬ومدى‬
‫مرة أخرى خالل الربع األول من عـام ‪ 2022‬مـدفوعـة‬ ‫تحسـن األنشـطة االقتصـادية واسـتجابتها لإلصـالحات في‬
‫بـالتطورات العـالميـة‪ .‬وفي الوقـت ذاتـه‪ ،‬ارتفعـت المخـاوف‬ ‫بيئـة األعمـال‪ ،‬ورفع كفـاءة اســــتخـدام الموارد‪ ،‬وزيـادة‬
‫بشـــأن زيادة معدالت التضـــخم على خلفية الطلب القوي‪،‬‬ ‫اإلنتاجية إلى توقع نمو األنشــــطة غير الهيدركربونية بما‬
‫والســـياســـات التيســـيرية واختناقات العرض خاصـــة في‬ ‫يتراوح بين ‪ 3‬إلى ‪ 3.9‬في المـائـة في عـام ‪ ،2021‬وبمـا‬
‫االقتصـــــادين األمريكي واألوروبي في ظـل اســــتمرار‬ ‫يتراوح بين ‪ 2.8‬و‪ 4.7‬في المائة في عام ‪ 2022‬اســــتنادا‬
‫التحديات التي تواجه سالسل التوريد‪ ،‬وأصبحت الضغوط‬ ‫إلى توقعات ازدهار األنشــطة المرتبطة باســتضــافة قطر‬
‫التضـــخمية محورا رئيســـا الهتمام البنوك المركزية التي‬ ‫لكأس العالم لكرة القدم‪ .‬في المقابل‪ ،‬من المتوقع أن ينحسر‬
‫بدأت بتســريع وتيرة تشــديد الســياســات النقدية لكبح هذه‬ ‫النمو قليال في عــام ‪ 2023‬ليتراوح بين ‪ 1.3‬و‪ 2.9‬في‬
‫الضغوط‪.‬‬ ‫المـائـة‪ .‬أمـا من حيـث نـاتج القطـاع الهيـدروكربوني‪ ،‬من‬
‫المتوقع ارتفـاع نـاتج القطـاع بمـا يعكس الزيـادة المتوقعـة‬
‫في ظـل هـذه التطورات‪ ،‬من المتوقع أن تتـأثر وتيرة النمو‬ ‫في كميـات اإلنتـاج من النفط والغـاز في ظـل الـدور الحيوي‬
‫االقتصــــادي لـدولـة الكويـت بهـذه الظروف المحيطـة‪ ،‬وأن‬ ‫لقطر الســـيما في ســـوق الغاز العالمي‪ .‬كما ســـتســـتفيد‬
‫يعود النشــاط االقتصــادي في الكويت إلى مســتوى ما قبل‬ ‫الموازنـة العـامـة للـدولـة جراء ارتفـاع األســــعـار العـالميـة‬
‫الجـائحـة بحلول ‪ ،2023‬بـالتزامن مع انتعـاش انتـاج النفط‬ ‫للنفط بنســبة ‪ 48‬في المائة والغاز بنســبة تقارب ‪ 112‬في‬
‫في ‪ 2022‬على خلفيـة زيـادة اإلنتـاج وفقـا لقرارات منظمـة‬ ‫المــائــة خالل الربع األول من العــام الجــاري‪ ،‬وهو مــا‬
‫أوبـك‪ ،‬واســــتمرار تعـافي القطـاع غير النفطي‪ .‬من جـانـب‬ ‫ســــيعزز من توقعات النمو االقتصــــادي للعامين الجاري‬
‫آخر‪ ،‬من المتوقع أن يســـاعد تنفيذ مشـــروع برنامج عمل‬ ‫والمقبل‪.‬‬
‫الحكومة للســـنوات األربع المقبلة على المضـــي قدما في‬
‫اتخـاذ كـافـة التـدابير واإلجراءات الالزمـة لتعزيز النمو‬ ‫بناء عليه‪ ،‬من المتوقع تحقيق االقتصـاد القطري نموا يقدر‬
‫االقتصـــــادي واالســــتـدامـة المـاليـة والتنميـة االجتمـاعيـة‬ ‫بنحو ‪ 4.4‬في المـائـة في عـام ‪ ،2022‬ونحو ‪ 3.6‬في المـائـة‬
‫والرعـايـة الصــــحيـة التي تعزز من رخـاء المواطنين عبر‬ ‫في عام ‪.2023‬‬
‫تنفيـذ برامج إصــــالحيـة وإطالق اســــتراتيجيـات وطنيـة‬
‫محورها األسرة الكويتية باعتبارها أساس المجتمع(‪.)37‬‬ ‫في الكويت‪ ،‬شـــهد االقتصـــاد تعافيا خالل عام ‪ 2021‬مع‬
‫عودة فتح األنشطة التجارية‪ ،‬حيث واصل االقتصاد خالل‬
‫على مســــتوى جــانــب الطلــب الكلي‪ ،‬شــــهــد اإلنفــاق‬ ‫النصف الثاني من العام المذكور اكتسابه الزخم مع تسهيل‬
‫االســــتهالكي تســــارعـا خالل عـام ‪ 2021‬مـدعومـا بفتح‬ ‫وتســـارع برنامج اللقاحات وزيادة الجهود لتلقيح الســـكان‬
‫األنشـــطة االقتصـــادية والتجارية وتأجيل ســـداد أقســـاط‬ ‫ضـد جائحة كوفيد‪ ،19-‬مدعوما بفتح األنشـطة االقتصـادية‬
‫القروض مـا ســــاهم في تعزيز الطلـب المحلي خالل العـام‬ ‫والتجـاريـة‪ ،‬وعودة توقيتـات عمـل الموظفين إلى طبيعتهـا‪،‬‬
‫المذكور مع توقع اســتمراره عند مســتوياته المعتادة خالل‬ ‫وزيادة اإلنفاق االســــتهالكي‪ ،‬وتســــارع معدالت إســــناد‬

‫(‪ )37‬بنك الكويت المركزي‪ ،‬الكويت‪" .)2022( ،‬استبيان تقرير آفاق االقتصاد‬ ‫(‪ )36‬جهاز التخطيط واإلحصاء‪ ،‬قطر‪" .)2022( ،‬اآلفاق االقتصادية لدولة‬
‫العربي‪ -‬اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬صندوق النقد العربي‪ ،‬ابريل‪.‬‬ ‫قطر (‪ ،)2023-2021‬يناير‪.‬‬

‫‪20‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫الـحـكـومــة عـلـى تـوفـيـر اإلنـفــاق الـعــام الـ ُمـعـزز لـلـنـمـو‬ ‫عــام ‪ .2022‬من المتوقع خالل الفترة المقبلــة تســـــارع‬
‫االقتصادي والتشغيل‪.‬‬ ‫معدالت إســناد المشــاريع وزيادة اإلنفاق االســتثماري بما‬
‫يعزز من وتيرة النمو االقتصـــــادي‪ ،‬عالوة على زيـادة‬
‫على صــعيد ســوق العمل والتشــغيل‪ ،‬اتخذت الدولة العديد‬ ‫معـدالت منح االئتمـان مع ارتفـاع وتيرة الثقـة في إطـار‬
‫من التـدابير واإلجراءات منـذ بداية الجـائحـة للمحـافظـة على‬ ‫ســياســة بنك الكويت المركزي الداعمة للنمو التي تســعى‬
‫العمـالـة الوطنيـة في القطـاع الخـاص ودعم أصــــحـاب‬ ‫إلى توفير التمويل بكلفة مالئمة للشـــركات‪ ،‬وعودة حركة‬
‫المشــروعات الصــغيرة والمتوســطة‪ .‬من المتوقع أن تعود‬ ‫التجـارة الـدوليـة إلى مســــتويـات مـا قبـل الجـائحـة‪ ،‬ممـا‬
‫معدالت التشـغيل إلى التعافي خالل عام ‪ 2022‬مع ارتفاع‬ ‫سيساهم في زيادة وتيرة االنتعاش والتعافي االقتصادي‪.‬‬
‫النمو االقتصـــــادي وانتهـاء آثـار الجـائحـة‪ ،‬وكـذلـك من‬
‫المتوقع تحســــن معـدالت التشــــغيـل مع التنفيـذ المتوقع‬ ‫أمـا على مســــتوى جـانـب العرض الكلي‪ ،‬من المتوقع أن‬
‫لمشــــاريع خطة التنمية في الســــنوات القادمة وفقا لرؤية‬ ‫يشــــهـد االقتصــــاد الكويتي نموا إيجـابيـا في عـام ‪،2022‬‬
‫"كويت جديدة ‪."2035‬‬ ‫ليرتفع في عــام ‪ 2023‬مــدعومــا بنمو القطــاعــات غير‬
‫النفطيـة وزيـادة إنتـاج القطـاع النفطي‪ .‬يُعـد القطـاع العقـاري‬
‫على ضــوء ما ســبق‪ ،‬من المتوقع نمو االقتصــاد الكويتي‬ ‫من أبرز القطاعات التي انتعشـت لتصـل إلى مسـتويات ما‬
‫بنســــبـة ‪ 5.8‬في المـائـة في عـام ‪ ،2022‬وبنحو ‪ 3.8‬في‬ ‫قبل الجائحة خاصــة فيما يتعلق بحركة التداوالت العقارية‬
‫المائة في عام ‪.2023‬‬ ‫في نشـاط العقارات السـكنية‪ ،‬عالوة على بعض القطاعات‬
‫األخرى كتجـارة الجملـة والتجزئـة والخـدمـات المـاليـة‪،‬‬
‫في عُماان(‪ ،)38‬تتبنى الـدولـة مجموعـة من اإلصــــالحـات‬ ‫والفنادق‪ ،‬والمطاعم‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫االقتصــــادية بهدف تمكين القطاع الخاص من خالل تنفيذ‬
‫برنامج للخصــخصــة للشــركات المملوكة للدولة وتســهيل‬ ‫اتخذت دولة الكويت العديد من اإلجراءات الداعمة لتعافي‬
‫عمليات الخصـخصـة من خالل جهاز االسـتثمار العُماني‪.‬‬ ‫النشـــاط االقتصـــادي التي من المتوقع اســـتمرارها خالل‬
‫كما تسـعى السـلطنة إلى جذب االسـتثمار األجنبي المباشـر‬ ‫الفترة المقبلة منها السـياسـات النقدية التحفيزية التي اتخذها‬
‫وزيادة نســبته إلى الناتج المحلي اإلجمالي لتصــل إلى ‪10‬‬ ‫بنـك الكويـت المركزي منـذ بـدايـة جـائحـة كوفيـد‪ 19-‬التي‬
‫في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي في عام ‪.2040‬‬ ‫تهدف إلى دعم النشـــاط االقتصـــادي‪ .‬كما تم إقرار قانون‬
‫دعم وضــمان تمويل البنوك المحلية للعمالء المتضــررين‬
‫سيجد النمو االقتصادي خالل أفق التوقع دعما من الجهود‬ ‫من تداعيات الجائحة في نهاية شــهر مارس ‪ ،2021‬الذي‬
‫التي تقوم بها الحكومة حاليا للتركيز على زيادة مستويات‬ ‫يـهــدف إلـى تـحـفـيـز الـبـنـوك عـلـى تـقــديـم الـتـمـويــل الـالزم‬
‫الناتج في خمس قطاعات اقتصادية تركز عليها استراتيجية‬ ‫ألصـــحاب المشـــاريع الصـــغيرة والمتوســـطة ومتناهية‬
‫التنويع االقتصادي في إطار "رؤية عُمان ‪ "2040‬بما‬ ‫الصــغر المتضــررة نتيجة تعطل األنشــطة االقتصــادية‪،‬‬
‫يشمل‪ :‬السياحة‪ ،‬واللوجستيات‪ ،‬والتصنيع‪ ،‬وصيد‬ ‫وتوفير الســيولة الالزمة للعمالء المتضــررين الســتمرار‬
‫األسماك‪ ،‬والتعدين لزيادة مستويات قدرتها على توليد‬ ‫أنشــطتهم وضــمان عدم توقفها‪ .‬كما يهدف القانون أيضــا‬
‫الناتج وفرص العمل في ظل مستهدفات الرؤية لرفع نسبة‬ ‫إلى دعم قدرات البنوك المحلية ألداء دورها المحوري في‬
‫عمالة المواطنين العُمانيين في القطاع الخاص إلى ‪ 42‬في‬ ‫حفز النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫المائة بحلول عام ‪.2040‬‬
‫عالوة على ذلـك‪ ،‬من المتوقع أن تســــهم الســــيـاســـــات‬
‫يُشـار كذلك إلى أن نجاح الحكومة في الوصـول إلى نسـب‬ ‫االقتصـادية خالل الفترة القادمة في تحسـين وتيرة التعافي‬
‫مرضــــيـة من أعـداد المطعمين بلقـاحـات فيروس كورونـا‬ ‫االقتصـــادي‪ ،‬ومن ذلك اإلصـــالحات االقتصـــادية وفق‬
‫(كوفيـد‪ ) 19-‬الـذي بلغ أعلى من ‪ 85‬في المـائـة من الفئـة‬ ‫برنـامج عمـل الحكومـة الـذي يهـدف إلى زيـادة مســــاهمـة‬
‫المســــتهـدفـة بنهـايـة نوفمبر ‪ ،2021‬والبـدء في إعطـاء‬ ‫القطاع الخاص وتعزيز دوره في النشــــاط االقتصــــادي‪،‬‬
‫الجرعــة المعززة من شـــــأنــه أن يــدعم نمو النــاتج في‬ ‫والعمل على تنويع مصـادر الدخل لضـبط أوضـاع المالية‬
‫القطاعات غير النفطية‪.‬‬ ‫واسـتدامتها‪ ،‬وتحسـين بيئة األعمال‪ ،‬واإلسـراع في انجاز‬
‫مشـــاريع التنمية وفق رؤية "كويت جديدة ‪ ،"2035‬حيث‬
‫ســيدعم االرتفاع األخير لألســعار العالمية للنفط من قدرة‬

‫‪ 38‬البنك المركزي ال ُعماني‪ ،‬عُمان‪" .)2022( ،‬استبيان تقرير آفاق االقتصاد‬


‫العربي‪ -‬اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬صندوق النقد العربي‪ ،‬ابريل‪.‬‬

‫‪21‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫اإلجراءات الطويلة‪ .‬كما يتم العمل على توســــيع منظومة‬ ‫في هذا اإلطار‪ ،‬من المتوقع استفادة قطاع السياحة من‬
‫"المحطــة الواحــدة"‪ .‬يــأتي هــذا النهج الحكومي لتمكين‬ ‫التخفيف النسبي للتدابير المخصصة لمواجهة جائحة‬
‫القطـاع الخـاص ورفع تنـافســــيتـه ليقود قـاطرة االقتصــــاد‬ ‫كوفيد‪ ،19-‬ومن اكتمال جاهزية الطريق الجديد الذي يربط‬
‫العُمـاني خالل المرحلـة المقبلـة‪ .‬هـذا ويتضــــمن محور‬ ‫ما بين السعودية وعُمان ويختصر الوقت الالزم لقطع‬
‫االقتصــاد والتنمية في الخطة الخمســية العاشــرة (‪-2021‬‬ ‫المسافة بين البلدين‪ ،‬خاصة في ظل المشاريع االستثمارية‬
‫‪ )2025‬سـتة أولويات من خالل ‪ 17‬برنامجا ويأتي أهمها‬ ‫السعودية المخططة في عدد من قطاعات االقتصاد العُماني‬
‫والمعني بزيادة االســــتثمارات الوطنية واألجنبية في كافة‬ ‫بقيمة ‪ 30‬مليار دوالر ال سيما في قطاعي التصدير‬
‫قطـاعـات التنويع االقتصــــادي‪ .‬كمـا يوجـد برنـامج تعزيز‬ ‫واللوجستيات‪.‬‬
‫وتنويع المحافظ اإلقراضــــية وضــــمان القروض لتعزيز‬
‫فرص التمويل للقطاع الخاص والمؤســـســـات الصـــغيرة‬ ‫من جانب آخر‪ ،‬من شــأن إعالن جهاز االســتثمار العُماني‬
‫والمتوســــطة من خالل تبســــيط اإلقراض والضــــمانات‬ ‫عن افتتاح العديد من المشاريع الكبيرة خالل الربع األخير‬
‫المطلوبة‪.‬‬ ‫من ‪ 2021‬أن يحفز حركة النشـــاط االقتصـــادي وتعزيز‬
‫التنويع االقتصـــــادي‪ ،‬وتوفير العــديـد من فرص العمــل‬
‫على صـعيد سـوق العمل‪ ،‬بلغ معدل الباحثين عن عمل في‬ ‫للمواطنين من حملة الشـــهادات الجامعية وزيادة االعتماد‬
‫عُمـان ‪ 2.5‬في المـائـة بنهـايـة شــــهر أكتوبر ‪ 2021‬مع‬ ‫على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬
‫اســـتمرار الجهود الوطنية الســـتيعاب الباحثين عن عمل‪.‬‬
‫نتج عن هـذه الجهود ارتفـاع العُمـانيين العـاملين في القطـاع‬ ‫على صــــعيـد القطـاع النفطي‪ ،‬من المتوقع أن يجـد النمو‬
‫الخـاص بنســــبـة ‪ 3.3‬في المـائـة بنهـايـة نوفمبر ‪،2021‬‬ ‫االقتصــــادي في عـام ‪ 2022‬دعمـا نتيجـة الزيـادة المتوقعـة‬
‫مقـارنـة بشــــهر نوفمبر من عـام ‪ .2020‬الجـدير بـالـذكر أن‬ ‫في كميـات اإلنتـاج من النفط والغـاز من خالل زيـادة إنتـاج‬
‫معدالت التشــغيل شــهدت تصــاعدا تدريجيا بالتزامن مع‬ ‫الهيـدروكربونـات‪ ،‬بمـا في ذلـك الغـاز من مصــــنع جـديـد‬
‫تعافي األنشـــطة االقتصـــادية من الجائحة‪ .‬وكما يبدو بأن‬ ‫للغاز البترولي المســــال في صــــاللة الذي بدأت عمليات‬
‫القطـاع الخـاص ســــيكون الموفر األكبر لفرص التوظيف‬ ‫اإلنتاج التجريبي به في شهر مايو من عام ‪ ،2021‬إضافة‬
‫مع التزام الحكومــة بخطط تقليص أعــداد العــاملين في‬ ‫إلى زيـادة ســــعـة إنتـاج الغـاز الطبيعي من خالل تطوير‬
‫القطاع العام تماشــــيا مع خطط ترشــــيق الجهاز اإلداري‬ ‫حقول غـاز جـديـدة مثـل حقـل غزير (المرحلـة الثـانيـة من‬
‫للـدولـة‪ .‬هـذا ومن المرجو أن تلعـب قطـاعـات الصــــنـاعـات‬ ‫حقل خزان الكبير) العمالق‪ ،‬وســـط توقعات بأن يســـاهم‬
‫التحويلية‪ ،‬واللوجسـتيات والسـياحة والتجارة دورا محوريا‬ ‫ذلـك في زيـادة اإلنتـاج من الغـاز إلى ‪ 1.5‬مليـار قـدم مكعـب‬
‫عمان‬ ‫في توفير فرص العمل للشـــباب العُماني مع اهتمام ُ‬ ‫يوميا‪ ،‬مما يؤدي إلى زيادة صادرات الغاز العُمانية‪.‬‬
‫بتعزيز هـذه القطـاعـات خالل المرحلـة المقبلـة‪ .‬أمـا فيمـا‬
‫يخص العمالة الوافدة‪ ،‬فقد شـــهد عددهم انخفاضـــا بنســـبة‬ ‫من حيث أهم مصـادر النمو خالل أفق التوقع‪ ،‬من المتوقع‬
‫‪ 4.2‬في المائة حتى شهر نوفمبر ‪ 2021‬مدفوعا بانخفاض‬ ‫تحســـن جانب الطلب الكلي مدعوما بإعالن الحكومة عن‬
‫العاملين الوافدين في قطاع التشـييد والصـناعات التحويلية‪.‬‬ ‫عُماني كمصــــروفات‬ ‫تخصــــيص حوالي ‪ 5‬مليـار‬
‫ومن المالحظ بأن الطلب على العمالة الوافدة شهد ارتفاعا‬ ‫اســـتثمارية‪ ،‬من المؤمل أن يرتفع مســـتوى الطلب الكلي‬
‫في الربع الرابع من ‪ 2021‬بالتزامن مع تعافي األنشــــطة‬ ‫على الســــلع والخـدمـات وزيـادة الوفورات المـاليـة المتـأتيـة‬
‫االقتصادية وانحسار الوباء في سلطنة عُمان‪.‬‬ ‫على ذلــك للمؤســــســـــات العــاملــة ودفع عجلــة النمو‬
‫االقتصــادي‪ .‬في ذات الســياق‪ ،‬يتوقع أن تزيد مؤســســات‬
‫اســتنادا إلى ما ســبق‪ ،‬من المتوقع نمو االقتصــاد العُماني‬ ‫القطـاع الخـاص من إنفـاقهـا االســــتثمـاري خالل المرحلـة‬
‫بنســـبة ال تقل عن ‪ 3.5‬في المائة في عام ‪ 2022‬و‪2023‬‬ ‫المقبلـة بعـد معـاودتهـا تحقيق أربـاح مقبولـة خالل ‪.2021‬‬
‫مــدعومــا بــاالرتفــاع المتوقع في اإليرادات النفطيــة التي‬ ‫كمـا نتوقع أن يلعـب االســــتثمـار األجنبي المبـاشــــر دورا‬
‫ســــتزيد من قدرة الحكومة على دعم النمو االقتصــــادي‪،‬‬ ‫محوريا في المرحلة المقبلة وزيادة مســـتوى اســـتثمارات‬
‫حيـث يتوقع زيـادة في صــــافي اإليرادات النفطيـة في عـام‬ ‫القطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ 2022‬بنســبة ‪ 56‬في المائة نتيجة الرتفاع متوســط ســعر‬
‫أما من حيث جانب العرض‪ ،‬تســعى ســلطنة عُمان جاهدة‬
‫إلى الوصــول إلى بيئة أعمال تنافســية وجاذبة لالســتثمار‬
‫من خالل توفير فرص تمويل مرنة وميســرة والعمل على‬
‫خفض تكــاليف ممــارســـــة األعمــال وتقليــل وتســــهيــل‬

‫‪22‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫‪ .1‬خلق فرص عمــل واعــدة وجعــل المواطن الخيــار‬ ‫برميل النفط مقارنة بالســـعر ال ُمعتمد في الموازنة‪ ،‬عالوة‬
‫األول في سوق العمل‪ ،‬وتهدف إلى توظيف وتدريب‬ ‫على ارتفاع أسعار الغاز(‪.)39‬‬
‫‪ 20‬ألف و‪ 10‬آالف بحريني سنويا حتى عام ‪.2024‬‬
‫في البحرين‪ ،‬من المتوقع ارتفاع معدل النمو إلى ‪ 4.1‬في‬
‫‪ .2‬تســــهيــل اإلجراءات التجــاريــة وزيــادة فعــاليتهــا‬ ‫المائة خالل عام ‪ 2022‬مدفوعا بنمو القطاعات غير‬
‫السـتقطاب اسـتثمارات بقيمة تفوق ‪ 2.5‬مليار دوالر‬ ‫النفطية بنحو ‪ 5‬في المائة‪ .‬يتزامن هذا االرتفاع مع‬
‫أمريكي بحلول عام ‪.2023‬‬ ‫االعالن عن تفاصيل خطة التعافي االقتصادية لمملكة‬
‫البحرين‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬من المتوقع أن تسهم العوامل‬
‫‪ .3‬تنفيذ مشــــاريع تنموية كبرى عبر إطالق مشــــاريع‬ ‫التالية في دعم النمو في المملكة خالل أفق التوقع(‪:)40‬‬
‫استراتيجية بقيمة تفوق ‪ 30‬مليار دوالر أمريكي‪.‬‬
‫‪ -‬االنتهـاء من مشــــروع تحـديـث مصــــفـاة شــــركـة نفط‬
‫‪ .4‬تنميـة القطـاعـات الواعـدة بمـا يهـدف إلى نمو النـاتج‬ ‫البحرين (بـابكو) خالل عـام ‪ ،2023‬وهو مـا ســــيعزز‬
‫المحلي اإلجمالي غير النفطي بنسـبة ‪ 5‬في المائة في‬ ‫نمو قطاع الصــناعات التحويلية‪ .‬من المقرر أن يســهم‬
‫عام ‪.2022‬‬ ‫المشروع في زيادة السعة اإلنتاجية للمصفاة بنسبة ‪42‬‬
‫في المـائـة من ‪ 267‬ألف إلى ‪ 380‬ألف برميـل يوميـا‪،‬‬
‫‪ .5‬تعزيز مســــاعي االســــتـدامـة المـاليـة واالســــتقرار‬ ‫عالوة على تعزيز قـدرة منتجـاتهـا على تلبيـة احتيـاجـات‬
‫االقتصـــــادي من خالل تحقيق التوازن المـالي عـام‬ ‫الطلب في األسـواق العالمية بشـكل أفضـل‪ ،‬مع ضـمان‬
‫‪.2024‬‬ ‫قدرة األصول ذات المستوى العالمي في المصفاة على‬
‫ودُشـ ـنت خطة التعافي االقتصـــادي بإطالق اســـتراتيجية‬ ‫تحقيق كفاءة أفضل فيما يخص استهالك الطاقة‪.‬‬
‫قطـاع الســــيـاحـة (‪ )2026-2022‬في ‪ 6‬نوفمبر ‪،2021‬‬ ‫‪ -‬تحقيق شــركة ألمنيوم البحرين (ألبا) نموا متوقعا جيدا‬
‫بهدف رفع مسـتوى مؤشـرات السـياحة كإنفاق السـياح إلى‬ ‫نتيجة الرتفاع سعر األلمنيوم وانتعاش الطلب العالمي‪.‬‬
‫‪ 2‬مليار دينار بحريني‪ ،‬ومتوســــط الليالي الســــياحية إلى‬
‫‪ 3.5‬ليلة‪ ،‬ورفع نسـبة مسـاهمة القطاع السـياحي في الناتج‬ ‫‪ -‬إطالق اســـتراتيجيات تنمية القطاعات الواعدة ضـــمن‬
‫المحلي إلى ‪ 11.4‬في المـائـة‪ ،‬وأعـداد الزوار القـادمين إلى‬ ‫خطة التعافي االقتصــادي‪ ،‬وتم حتى اآلن اإلعالن عن‬
‫مملكة البحرين بغرض الســياحة إلى ‪ 14.1‬مليون ســائح‪،‬‬ ‫استراتيجيات قطاعات السياحة‪ ،‬والخدمات اللوجستية‪،‬‬
‫وزيادة متوسط إنفاق الزائر إلى ‪ 74.8‬دينار بحريني‪.‬‬ ‫والصـــناعة‪ ،‬والخدمات المالية‪ ،‬واالتصـــاالت وتقنية‬
‫المعلومــات واالقتصــــــاد الرقمي‪ .‬وتتضــــمن كــل‬
‫وفي ‪ 17‬نوفمبر ‪ ،2021‬تم إطالق اســــتراتيجيـة قطـاع‬ ‫اسـتراتيجية عدد من البرامج والمبادرات الداعمة لنمو‬
‫الخدمات اللوجســتية (‪ )2026-2022‬التي تســتهدف عدة‬ ‫تلك القطاعات‪.‬‬
‫محــاور أبرزهــا مراجعــة القوانين واألنظمــة‪ ،‬وتطوير‬
‫مرافق البُنية التحتية‪ ،‬وتطوير الســـياســـات واإلجراءات‪،‬‬ ‫‪ -‬إطالق خطة تنفيذ المشـــاريع التنموية الكبرى ضـــمن‬
‫وتقديم حوافز للمســــتثمرين‪ ،‬وتعزيز االتصــــال اإلقليمي‬ ‫خطة التعافي االقتصادي‪ ،‬حيث تتجاوز قيمة المشاريع‬
‫والـدولي‪ ،‬والتســــويق والترويج للفرص االســــتثمـاريـة‪.‬‬ ‫‪ 30‬مليار دوالر أمريكي‪ ،‬وتشمل مشاريع جسر الملك‬
‫وتهدف االســتراتيجية إلى رفع كمية الشــحن البحري إلى‬ ‫حمد‪ ،‬ومترو البحرين‪ ،‬والشــــارع الشــــمالي‪ ،‬ومركز‬
‫مليون حـاويـة‪ ،‬والجوي إلى مليون طن متري بحلول عـام‬ ‫البحرين الــدولي للمعــارض والمؤتمرات‪ ،‬وعــدد من‬
‫‪ ،2030‬وزيـادة عـدد الوجهـات الجويـة إلى أكثر من ‪70‬‬ ‫مشــاريع قطاع الســياحة‪ .‬ومن المتوقع أن يســهم تنفيذ‬
‫وجهة بحلول عام ‪ ،2025‬وجعل البحرين ضــمن أفضــل‬ ‫المشــاريع التنموية واالســتراتيجية في دعم نمو قطاع‬
‫ثالث دول إقليميـا‪ ،‬و‪ 20‬دولـة عـالميـا في مجـال الخـدمـات‬ ‫البناء والتشييد في المملكة‪.‬‬
‫اللوجســــتيـة‪ ،‬ورفع مســــاهمـة القطـاع في النـاتج المحلي‬
‫اإلجمالي إلى ‪ 10‬في المائة بحلول عام ‪.2030‬‬ ‫لدعم التعافي االقتصـادي في مملكة البحرين‪ ،‬تم في الربع‬
‫األخير من عام ‪ 2021‬إطالق "خطة التعافي االقتصادي"‬
‫السابق اإلشارة إليها والمبنية على خمس أولويات كالتالي‪:‬‬

‫(‪ )40‬وزارة المالية‪ ،‬البحرين‪" .)2022( ،‬استبيان تقرير آفاق االقتصاد العربي‪-‬‬ ‫(‪ )39‬وزارة المالية‪ ،‬عُمان‪" .)2022( ،‬اللقاء اإلعالمي للميزانية العامة للدولة‬
‫اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬صندوق النقد العربي‪ ،‬ابريل‪.‬‬ ‫‪."2022‬‬

‫‪23‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫‪ -‬مبــادرات الخطــة الوطنيــة لســــوق العمــل (‪-2021‬‬ ‫وفي ‪ 24‬نوفمبر ‪ ،2021‬تم اإلعالن عن تنفيذ المشــــاريع‬
‫‪ )2023‬التي تقوم على مواصــــلـة تحفيز البحرينيين‬ ‫التنموية الكبرى‪ ،‬وهي جملة من المشــاريع االســتراتيجية‬
‫لإلقبـال على القطـاع الخـاص وإعـادة هيكلـة الحوافز‬ ‫بقيمة تتجاوز ‪ 30‬مليار دوالر أمريكي‪ ،‬وتشــــمل تخطيط‬
‫للتوظيف‪ .‬كما تهدف إلى تحقيق مبدأ أفضلية التوظيف‬ ‫خمس مـدن جـديـدة هي‪ :‬مخطط منطقـة فشـــــت الجـارم‪،‬‬
‫للكوادر الوطنيـة لتكون الغـايـة لكـافـة ســــيـاســـــات‬ ‫ومنطقة جزيرة ســــهيلة‪ ،‬ومنطقة فشــــت العظم‪ ،‬ومنطقة‬
‫وإجراءات إدارة سـوق العمل في البحرين‪ ،‬إضـافة إلى‬ ‫خليج البحرين‪ ،‬إلى جانب مخطط منطقة جزر حوار‪.‬‬
‫مراجعة رسـوم العمل لتقليص الفجوة بين تكلفة العامل‬
‫البحريني واألجنبي‪ ،‬لجعـل المواطن الخيـار األفضــــل‬ ‫وبهدف وضــع اســتراتيجية شــاملة للقطاع المصــرفي في‬
‫في التوظيف‪.‬‬ ‫مـمـلـكــة الـبـحـريـن‪ ،‬تـم فـي ‪ 5‬ديســــمـبـر ‪ ،2021‬إطـالق‬
‫اســــتراتيجيـة تطوير قطـاع الخـدمـات المـاليـة (‪-2022‬‬
‫‪ -‬إعالن صــندوق العمل "تمكين" عن حزمة مكونة من‬ ‫‪ ،)2026‬التي تتمحور أولويـاتهـا حول خلق فرص عمـل‬
‫خمســــة عشــــر برنامجـا جديدا ضــــمن أولوية تنميـة‬ ‫نوعيــة للمواطنين‪ ،‬وتطوير قطــاع األســــواق المــاليــة‪،‬‬
‫القطاعات الواعدة من خالل إطالق برامج للشـــركات‬ ‫وتطوير التشـريعات والسـياسـات‪ ،‬وتطوير قطاع التأمين‪،‬‬
‫المتوســـطة والصـــغيرة في تلك القطاعات‪ ،‬وتحســـين‬ ‫وتطوير الخدمات المالية والتقنيات المالية‪.‬‬
‫جودة عملها ومنتجاتها‪ ،‬بالتالي زيادة فرصـها في خلق‬
‫وظــائف نوعيــة ذات قيمــة عــاليــة لتطوير قــدرات‬ ‫وفي ‪ 30‬ديســــمبر ‪ ،2021‬تم إطالق اســــتراتيجية قطاع‬
‫وتنـافســــيـة المواطن البحريني ومواكبتـه الحتيـاجـات‬ ‫الصــــنــاعــة (‪ )2026-2022‬التي تتمحور حول تعزيز‬
‫سوق العمل الحالية والمستقبلية‪.‬‬ ‫الصــــنـاعـات الوطنيـة‪ ،‬وتحســــين تجربـة المســــتثمرين‪،‬‬
‫وتحـديـث التشــــريعـات والقوانين‪ ،‬وتوجيـه البحرين مهنيـا‪،‬‬
‫‪ -‬مواصـــلة تقديم الدعم للقطاعات األخرى‪ ،‬وتشـــجيعها‬ ‫واالســــتـثـمــار فـي الـبُـنـيــة الـتـحـتـيــة‪ .‬وتـتـمـحـور ركــائـز‬
‫على التغيير عبر مواصــــلـة النمو والتوســــع وتبني‬ ‫االســــتـراتـيـجـيــة حـول دعـم تـحـول الـقـطــاع نـحـو الـثـورة‬
‫االبتكار لضـمان اسـتمراريتها ومسـاهمتها في االقتصـاد‬ ‫الصــــنـاعيـة الرابعـة‪ ،‬وتطبيق مفهوم االقتصــــاد الـدائري‬
‫الوطني‪.‬‬ ‫والحوكمة البيئية واالجتماعية‪ ،‬وتشــــجيع االســــتثمار في‬
‫البنيـة التحتيـة التقنيـة ورقمنـة التصــــنيع‪ ،‬وزيـادة كفـاءة‬
‫ب) الدول العربية األخرى المصدرة للنفط‬ ‫سالسل اإلمداد والتوريد عبر تكامل الصناعات الخليجية‪.‬‬
‫من المتوقع تحسـن آفاق النمو االقتصـادي لدول المجموعة‬ ‫فيمـا تم في ‪ 12‬ينـاير ‪ ،2022‬إطالق اســــتراتيجيـة قطـاع‬
‫خالل عــام ‪ 2022‬بفعــل الزيــادات ال ُمقررة في كميــات‬ ‫االتصاالت وتقنية المعلومات واالقتصاد الرقمي (‪-2022‬‬
‫اإلنتــاج النفطي وتوفر حيز بــالموازنــات العــامــة لتبني‬ ‫‪ ،)2026‬التي تتمحور حول تطوير البُنيـة التحتيـة لقطـاع‬
‫ســياســات مالية محفزة للنمو االقتصــادي والتشــغيل نتيجة‬ ‫االتصــــــاالت‪ ،‬وتـعـزيـز الـحـوكـمــة اإللـكـتـرونـيــة‪ ،‬ودعـم‬
‫االرتفاعات المسجلة في األسعار العالمية للنفط والغاز‪.‬‬ ‫االقتصاد الرقمي‪ ،‬وتطوير القدرات الرقمية‪.‬‬
‫لكن في المقـابـل‪ ،‬من شــــأن التطورات الـداخليـة في بعض‬ ‫جاء إطالق هذه االسـتراتيجيات الطموحة لتحقيق تطلعات‬
‫دول المجموعـة‪ ،‬والحـاجـة إلى تبني إصــــالحـات لـدعم‬ ‫مملكـة البحرين التنمويـة المنشــــودة‪ ،‬حيـث تهـدف خطـة‬
‫القطاع الخاص وتحسـين البيئة االسـتثمارية أن تحد نسـبيا‬ ‫التعافي االقتصـــادي إلى تعزيز االســـتقرار االقتصـــادي‪،‬‬
‫من قدرة دول المجموعة على الحفاظ على تحقيق معدالت‬ ‫عبر قطاعات الدولة اإلنتاجية والخدمية واالقتصــادية من‬
‫نمو مرتفعة الوتيرة في عام ‪.2023‬‬ ‫خالل اقتراح المزيد من المبادرات لتنمية اقتصـادية شـاملة‬
‫األبعاد‪.‬‬
‫في المجمـل من المتوقع ارتفـاع معـدل نمو المجموعـة من‬
‫نحو ‪ 3.3‬في المــائــة في عــام ‪ 2021‬إلى نحو ‪ 4.6‬في‬ ‫في هـذا اإلطـار يتم كـذلـك العمـل على عـدد من المبـادرات‬
‫المـائـة في عـام ‪ ،2022‬وتراجع وتيرة النمو االقتصــــادي‬ ‫ذات الصلة مثل‪:‬‬
‫إلى ‪ 3.9‬في المائة في عام ‪.)41(2023‬‬

‫(‪ )41‬تقديرات نمو المجموعة ال تشمل معدالت نمو االقتصاد الليبي نظرا‬
‫للتطورات الداخلية التي تشهدها البالد وينتج عنها تقلبات في معدالت النمو‬
‫االقتصادي‪.‬‬

‫‪24‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫يعملون في األماكن المزدحمة بأخذ اللقاح‪ ،‬مما سوف يحد‬ ‫التوقعات على مستوى دول المجموعة‬
‫من الوبـاء وينشــــط الحركـة االقتصــــاديـة في البالد‪ ،‬وقـد‬
‫يشــجع حركة الســياحة والنقل ويزيد فرص العمل في هذه‬ ‫فيما يلي نبذة عن توقعات النمو االقتصادي في دول‬
‫المجاالت‪ ،‬فضـال عن العودة إلى الدراسـة الحضورية التي‬ ‫المجموعة‪:‬‬
‫من شأنها تنشيط حركة النقل والتجارة‪.‬‬
‫في ليبيا‪ ،‬وفي ظل التطورات الراهنة التي يشهدها‬
‫من جانب آخر‪ ،‬ســيؤدي اســتمرار العمل بمبادرات البنك‬ ‫االقتصاد الليبي من المتوقع ان يحقق االقتصاد الليبي نموا‬
‫المركزي العراقي‪ ،‬والســـياســـات اإلصـــالحية في إطار‬ ‫حقيقيا يتراوح بين (‪ )6-5‬في المائة خالل عام ‪ .2022‬كما‬
‫"الورقة البيضــــاء" إلى التصــــدي لبعض التحديات التي‬ ‫يتوقع أن يحقق االقتصاد الليبي نمو يتجاوز ‪ 7‬في المائة‬
‫تحول دون تحقيق تنوع النشـــاط االقتصـــادي الذي يقوده‬ ‫عام ‪ ،2023‬وذلك في إطار خطة زيادة انتاج النفط ليصل‬
‫القطاع الخاص التي تتعلق بما يلي‪:‬‬ ‫إلى ‪ 1.4‬مليون برميل في اليوم (‪.)42‬‬
‫‪ .1‬التحرك نحو مسـارات مسـتدامة ألوضـاع المالية‬ ‫ال يزال قطاع النفط هو المحرك الرئيس لنمو االقتصــادي‬
‫العامة‪.‬‬ ‫في ليبيـا‪ ،‬كمـا يتوقع أن يســـــاهم كال من القطـاع العـام‬
‫‪ .2‬حوكمــة االقتصــــــاد والقطــاع المــالي ومنــاخ‬ ‫والخـاص في هـذا النمو‪ ،‬من خالل قطـاع البنـاء والتشــــييـد‬
‫األعمال‪.‬‬ ‫ورفع مســتوى الخدمات العامة (التعليم والصــحة)‪ ،‬إال أن‬
‫‪ .3‬التحـديـات الهيكليـة المرتبطـة بـالزراعـة والغـاز‬ ‫نســـبة مســـاهمتها ال تزال ضـــعيفة إذا ما قورنت بقطاع‬
‫والكهرباء والحماية االجتماعية ونظم العمل‪.‬‬ ‫النفط‪.‬‬
‫وإذا ما وضـــعت هذه اإلصـــالحات حيز التنفيذ‪ ،‬فســـوف‬ ‫في العراق(‪ ،)43‬ومع اســــتمرار معـدالت التطعيم ضـــــد‬
‫تســهم في تقليل العجز المالي وتخفيف ضــغوطات ســعر‬ ‫فيروس كوفيــد‪ 19-‬وتعــافي نــاتج القطــاع النفطي نتيجــة‬
‫الصرف‪.‬‬ ‫زيـادة كميـات اإلنتـاج‪ ،‬وارتفـاع األســــعـار العـالميـة للنفط‬
‫نتيجـة زيـادة الطلـب العـالمي‪ ،‬والتطورات الـدوليـة العـالميـة‪،‬‬
‫على ضــوء ما ســبق‪ ،‬من المتوقع نمو االقتصــاد العراقي‬
‫من المتوقع أن تســتمر معدالت النمو بالزيادة‪ ،‬وذلك كون‬
‫بنسـبة ‪ 5.5‬في المائة في عام ‪ ،2022‬وتراجع نسـبي للنمو‬
‫االقتصـــــاد العراقي يعتمـد على اإليرادات النفطيـة‪ .‬من‬
‫االقتصادي إلى ‪ 4.4‬في المائة في عام ‪.2023‬‬
‫جـانـب آخر‪ ،‬فـإن اســــتمرار العمـل على تنفيـذ التـدابير‬
‫أما في الجزائر‪ ،‬يواجه دعم التعافي االقتصـــادي بعدد من‬ ‫المتضــمنة في "الورقة البيضــاء" التي تؤطر لســياســات‬
‫التحديات من بينها اســتمرار الحاجة إلى زيادة مســتويات‬ ‫اإلصــالح االقتصــادي الذي من شــأنه دفع عجلة النمو في‬
‫تلقيح الســــكـان وفق برامج التلقيح الوطني بمـا يُمكن من‬ ‫القطــاعــات غير النفطيــة خالل عــامي ‪ 2022‬و‪،2023‬‬
‫تخفيف التـدابير االحترازيـة بشــــكـل يـدعم االنفـاق الخـاص‬ ‫ســــتعمـل على دعم النشـــــاط االقتصـــــادي‪ .‬كـذلـك أدت‬
‫ويحفز النمو االقتصـــادي‪ ،‬حيث تنخفض نســـبة الســـكان‬ ‫اإلجراءات التي اتبعتهــا الحكومــة بــالتعــاون مع البنــك‬
‫الملقحين بالكامل إلى ‪ 13.7‬في المائة من إجمالي الســكان‬ ‫المركزي العراقي إلى تحفيز النشـــاط االقتصـــادي‪ ،‬حيث‬
‫بنهــايــة شــــهر مــارس ‪ .)44(2022‬كمــا يتوقع أن تؤثر‬ ‫أطلق البنـك المركزي العراقي عـدة مبـادرات في مجـال‬
‫االرتفاعات الحالية في معدالت التضــخم‪ ،‬واإلصــالحات‬ ‫اإلســـكان والقروض الشـــخصـــية أدت الى تحريك قطاع‬
‫التي يجري تنفيـذهـا فيمـا يتعلق بنظم الـدعم الســــلعي على‬ ‫البناء والتشـ ـييد والمال والتأمين إضـــافة الى قطاع تجارة‬
‫مســتويات القوة الشــرائية للســكان‪ .‬كما تســتلزم اعتبارات‬ ‫الجملة والتجزئة‪.‬‬
‫دعم النمو االقتصـــادي تكثيف اإلصـــالحات على صـــعيد‬
‫من المتوقع أن يتعزز تعافي االقتصــاد العراقي خالل أفق‬
‫تعزيز بيئة األعمال وتيسير نفاذ المشروعات للتمويل‪.‬‬
‫التوقع نتيجــة الحصــــول على كميــات أكبر من اللقــاح‬
‫وتوزيعه بشــكل عادل على جميع المحافظات فضــال عن‬
‫اتخـاذ الحكومـة إجراءات وقـائيـة تلزم األشــــخـاص الـذين‬

‫)‪(44‬‬
‫‪Our World in Data. (2022), “Coronavirus (COVID-‬‬ ‫(‪ )42‬مصرف ليبيا المركزي‪ ،‬ليبيا‪" .)2022( ،‬استبيان تقرير آفاق االقتصاد‬
‫‪19) Vaccinations”, available at:‬‬ ‫العربي‪ -‬اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬صندوق النقد العربي‪ ،‬ابريل‪.‬‬
‫‪https://ourworldindata.org/covid-vaccinations, visited‬‬ ‫( ‪ ) 43‬البنك المركزي العراقي‪" .)2022( ،‬استبيان تقرير آفاق االقتصاد‬
‫‪on: 26th March 2022.‬‬ ‫العربي‪ -‬اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬صندوق النقد العربي‪ ،‬ابريل‪.‬‬

‫‪25‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫اسـتنادا إلى ما سـبق‪ ،‬من المتوقع تسـجيل االقتصـاد اليمني‬ ‫في المقابل‪ ،‬ســـيجد النمو االقتصـــادي الســـيما خالل عام‬
‫نموا بنســــبـة ‪ 7‬في المـائـة في عـام ‪ ،2022‬وتراجع النمو‬ ‫‪ 2022‬دعـمــا مـن االرتـفــاع الـمـتـوقـع فـي إيـرادات الـنـفـط‬
‫بشكل نسبي ليصل إلى ‪ 6.5‬في المائة في عام ‪.2023‬‬ ‫والغــاز نتيجــة الزيــادة المتوقعــة في كميــات اإلنتــاج‬
‫واالرتفاع المســــجل في األســــعار العالمية للطاقة مقارنة‬
‫‪ )3‬الدول العربية المستوردة للنفط‬ ‫بالمستويات التي بلغتها خالل عام ‪.2021‬‬
‫تتـأثر آفـاق النمو االقتصـــــادي في دول المجموعـة بعـدة‬ ‫بناء عليه‪ ،‬من المتوقع تسـجيل وتيرة النمو االقتصـادي في‬
‫تحديات بما يشــمل صــعوبة التعافي الكامل من التداعيات‬ ‫عــام ‪ 2022‬نحو ‪ 3.3‬في المــائــة‪ ،‬وتبــاطؤ طفيف النمو‬
‫الناتجة عن جائحة كوفيد‪ 19-‬نتيجة النخفاض مســــتويات‬ ‫االقتصادي إلى ‪ 3.0‬في المائة في عام ‪.2023‬‬
‫التلقيح في عــدد من دول المجموعــة‪ .‬عالوة على تــأثر‬
‫اقتصــــادات المجموعـة بـالعـديـد من التـداعيـات النـاتجـة عن‬ ‫في اليمن(‪ ،)45‬يواجه االقتصـاد العديد من التحديات الهيكلية‬
‫التطورات العالمية‪ ،‬حيث تضــغط االرتفاعات في أســعار‬ ‫والمســــتجـدة بمـا فيهـا تحـديـات األوضــــاع الـداخليـة الممتـدة‬
‫الســـلع األســـاســـية على موازنات األســـر والشـــركات‪،‬‬ ‫خالل الســت ســنوات الماضــية‪ ،‬إضــافة إلى االنعكاســات‬
‫وتضــعف من مســتويات القوة الشــرائية‪ ،‬ومن ثم ســتؤدي‬ ‫االقتصــــاديـة النـاتجـة عن جـائحـة كوفيـد‪ 19-‬التي أدت في‬
‫إلى انخفاض نسـبي متوقع لمسـتويات االسـتهالك الخاص‬ ‫مجملها إلى انكماش النشـــاط االقتصـــادي‪ ،‬وتراجع قدرات‬
‫على بـاقي الســــلع والخـدمـات‪ .‬يـأتي ذلـك في الوقـت الـذي‬ ‫االقتصـاد اإلنتاجية‪ ،‬ومن ثم تراجع المؤشـرات االقتصـادية‬
‫ت اقتصــــاديـ ٍة‬
‫تواجـه فيـه حكومـات دول المجموعـة تحـديـا ٍ‬ ‫الكلية‪ .‬ويتوقع أن يشـــهد الوضـــع االقتصـــادي مزيدا من‬
‫ملموســـ ٍة لدعم التعافي االقتصـــادي في ظل تأثيرات هذه‬ ‫التحـديـات خالل الفترة المقبلـة بمـا يحول دون وجود بيئـة‬
‫التطورات على التوازنـات الـداخليـة والخـارجيـة‪ ،‬وهو مـا‬ ‫محفزة تســمح بالتعافي والنمو االقتصــادي‪ ،‬بما يشــمل على‬
‫ســــيحـد من قـدرتهـا على مواصــــلـة االنفـاق الـداعم للنمو‪،‬‬ ‫وجه الخصوص التحديات التالية‪:‬‬
‫وســــيؤدي إلى زيــادة المــديونيــات العــامــة واســــتمرار‬
‫الضغوطات التي تواجه أسعار الفائدة والصرف‪.‬‬ ‫‪ -‬استمرار األوضاع غير المواتية للنمو االقتصادي‪.‬‬

‫في المجمـل‪ ،‬من المتوقع تســــجيـل دول المجموعـة وتيرة‬ ‫‪ -‬التراجع الكبير في أداء مختلف القطاعات االقتصادية‪.‬‬
‫نمو معتـدلـة بحـدود ‪ 3.7‬في المـائـة في عـام ‪ ،2022‬فيمـا‬
‫يتوقع تحســـن معدل النمو إلى نحو ‪ 5.0‬في المائة في عام‬ ‫‪ -‬الزيــادة في عجز الموازنــة العــامــة للــدولــة نتيجــة‬
‫‪ 2023‬مع انحســــار الضــــغوطات التضــــخمية وارتفاع‬ ‫الصـــعوبات في حشـــد الموارد العامة لمواجهة أعباء‬
‫مستويات االستهالك واالستثمار‪.‬‬ ‫النفقات العامة‪.‬‬

‫في مصاااار‪ ،‬تشــــير بيــانــات وزارة التخطيط والتنميــة‬ ‫‪ -‬تأثر مستوى المنح والمساعدات الخارجية‪.‬‬
‫االقتصـادية إلى ارتفاع معدل نمو االقتصـاد المصـري إلى‬
‫‪ -‬الـتـعـطـيــل الـكـلـي لـلـمـوانـا الـيـمـنـيــة فـي الـبـحـر األحـمـر‬
‫نحو ‪ 3.3‬في المائة في عام ‪ .2021‬تتطلع مصـــر في هذه‬
‫(ميناء الحديدة ‪ -‬الصليف ‪ -‬رأس عيسى)‪.‬‬
‫المرحلة إلى اسـتكمال مسـيرة اإلصـالح االقتصـادي وفق‬
‫مســـتهدفات طموحة لألداء االقتصـــادي‪ ،‬حيث تســـتهدف‬ ‫‪ -‬اسـتمرار األثر السـلبي لجائحة كوفيد‪ 19-‬على النشـاط‬
‫رفع معـدل النمو ليصــــل خالل الســــنوات المـاليـة الثالث‬ ‫االقتصادي‪.‬‬
‫المقبلـة إلى مـا يتراوح بين ‪ 6‬إلى ‪ 7‬في المـائـة‪ ،‬بمـا يتالءم‬
‫مع إمكانات االقتصاد المصري وطاقاته الشابة الواعدة‪.‬‬ ‫من المتوقع أن تتمثـل أبرز مصــــادر النمو االقتصــــادي‬
‫خالل أفق التوقع في عـدد من القطـاعـات االقتصـــــاديـة‬
‫لتحقيق ذلك‪ ،‬تســـتهدف مصـــر خالل المرحلة الثانية من‬ ‫التقليدية من بينها‪ :‬الزراعة‪ ،‬الصـــناعة‪ ،‬البناء والتشـــييد‪،‬‬
‫برنامج اإلصـالح االقتصـادي التركيز على تنفيذ مجموعة‬ ‫التعدين‪ ،‬النقل‪ ،‬المياه والصرف الصحي‪ ،‬الصحة‪.‬‬
‫من اإلصـــالحات الهيكلية الجذرية لدعم فرص الوصـــول‬
‫إلى النمو القوي والشـامل والمسـتدام والمتوازن عبر سـتة‬

‫)‪ (45‬البنك المركزي اليمني‪ ،‬عدن‪" .)2022( ،‬استبيان تقرير آفاق‬


‫االقتصاد العربي‪ -‬اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬صندوق النقد العربي‪ ،‬ابريل‪.‬‬

‫‪26‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫‪ -‬رفع كفاءة المؤســــســــات العامة من خالل اإلســــراع‬ ‫محاور لإلصـالح‪ ،‬واثنين وثالثين سـياسـة وهدف‪ ،‬وثمانية‬
‫بوتيـرة التـحـول الرقمـي وتعـزيز الحـوكمــة‪ ،‬وهو مــا‬ ‫وثمانين إصالحا هيكليا إجرائيا وتشريعيا‪.‬‬
‫يعكسـه تقدم مرتبة مصـر في مؤشـر كفاءة المؤسـسـات‬
‫بنحو ‪ 12‬مركزا‪.‬‬ ‫تركز أهم محــاور البرنــامج على دعم القطــاع الحقيقي‪،‬‬
‫وتحويل مســار االقتصــاد المصــري إلى اقتصــاد إنتاجي‬
‫‪ -‬توفير المتطلبــات الالزمــة لتعزيز الشــــمول المــالي‬ ‫يتمتع بمزايا تنافســية من خالل التركيز على زيادة الوزن‬
‫وإتاحة التمويل‪ ،‬وتنمية رأس المال البشري‪.‬‬ ‫النســــبي لقطـاعـات الصــــنـاعـات التحويليـة‪ ،‬والزراعـة‪،‬‬
‫واالتصــــاالت وتقنية المعلومات في إطار المرحلة الثانية‬
‫على ضــــوء مـا ســــبق‪ ،‬من المتوقع تحقيق االقتصـــــاد‬ ‫من برنامج اإلصـالح االقتصـادي‪ ،‬ورفع نسـب مسـاهمتها‬
‫المصــري لمعدل نمو يقدر بنحو ‪ 5.5‬في المائة من الناتج‬ ‫في النـاتج المحلي اإلجمـالي إلى مـا يتراوح بين ‪35-30‬‬
‫المحلي اإلجمـالي ليرتفع تـدريجيـا إلى ‪ 6‬في المـائـة في عـام‬ ‫في المائة في العام المالي ‪.2024-2023‬‬
‫‪.)46(2025-2024‬‬
‫ســتواصــل الحكومة في إطار البرنامج دورها الرئيس في‬
‫في المغرب‪ ،‬بالنظر إلى الظروف المناخية غير المواتية‬ ‫دعم معدالت النمو والتوظيف من خالل العديد من اآلليات‬
‫والتطورات العالمية األخيرة‪ ،‬يتوقع بنك المغرب أن يسجل‬ ‫لعل من أهمها‪:‬‬
‫الموسم الفالحي إنتاج محصول من الحبوب يناهز ‪25‬‬
‫مليون قنطار في عام ‪ ،2022‬بدال من ‪ 103.2‬مليون‬ ‫‪ -‬االســــتمرار في تنفيـذ العـديـد من مشــــروعـات البنيـة‬
‫قنطار المسجلة العام السابق‪ .‬بالتالي‪ ،‬من المرتقب أن‬ ‫األســـاســـية الداعمة للنمو والتشـــغيل‪ ،‬حيث ســـاهمت‬
‫تنخفض القيمة المضافة الفالحية بنسبة ‪ 19.8‬في المائة‪،‬‬ ‫المشروعات العديدة التي تم تنفيذها في هذا المجال في‬
‫ليتراجع بذلك النمو االقتصادي المتوقع في عام ‪ 2022‬إلى‬ ‫جعل مصـر واحدة من أهم الدول على مسـتوى منطقة‬
‫‪ 0.7‬في المائة بعد انتعاشه الذي بلغ ‪ 6.7‬في المائة في‬ ‫الشـــرق األوســـط وأفريقيا من حيث مســـتويات البنية‬
‫‪ .2021‬وفي عام ‪ ،2023‬ومع افتراض تحقيق محصول‬ ‫األســــاســــية‪ ،‬وهو ما ترجمه تقدم ترتيب مصــــر في‬
‫متوسط في حدود ‪ 75‬مليون قنطار‪ ،‬يتوقع أن تتزايد القيمة‬ ‫مؤشــــر جودة البنيـة التحتيـة العـالمي بنحو ‪ 13‬مركزا‬
‫المضافة الفالحية بنسبة ‪ 17‬في المائة‪ ،‬ليصل بذلك النمو‬ ‫في اآلونة األخيرة‪.‬‬
‫إلى ‪ 4.6‬في المائة‪ .‬أما فيما يخص األنشطة غير الفالحية‪،‬‬
‫فمن المنتظر أن تتعزز تدريجيا‪ ،‬مع تزايد قيمتها المضافة‬ ‫‪ -‬توفير بيئـة أعمـال جـاذبـة للقطـاع الخـاص والمســــتثمر‬
‫بنسبة ‪ 3‬في المائة في عامي ‪ 2022‬و‪.)47( 2023‬‬ ‫المحلي واألجنبي‪ ،‬ولعلـه من المهم في هـذا الصـــــدد‬
‫اإلشــــارة إلى تحســــن ترتيـب مصــــر في العـديـد من‬
‫بهدف مواصــــلة دعم التعافي االقتصــــادي‪ ،‬ســــوف يتم‬ ‫المؤشــرات التي ترصــد جاذبية بيئات األعمال‪ ،‬حيث‬
‫مواصــــلـة وتبني عـدد من التـدابير والتـدخالت على النحو‬ ‫تـقــدمــت مصــــر مـؤخـرا بـنـحـو ‪ 6‬مـراكـز فـي تـقـريـر‬
‫التالي(‪:)48‬‬ ‫ممارســـة أنشـــطة األعمال لعام ‪ 2020‬الذي يصـــدره‬
‫البنـك الـدولي بمـا يعكس العـديـد من اإلصــــالحـات‬
‫‪ -‬اسـتمرار المسـاهمة في تمويل المشـاريع االسـتثمارية‬ ‫لتحســـين مناخ االســـتثمار وتبســـيط اإلجراءات ومن‬
‫الكبرى وتطويرهـا عبر صــــنـدوق "محمـد الســــادس‬ ‫أهمهـا نظـام النـافـذة الواحـدة‪ ،‬والتكـامـل مع الجهـات‬
‫لالســتثمار"‪ ،‬على الصــعيدين الوطني واإلقليمي‪ ،‬في‬ ‫الحكوميـة المعنيـة وتطبيق منظومـات عمـل مـدعومـة‬
‫إطار الشــراكات مع القطاع الخاص‪ ،‬وكذا المســاهمة‬ ‫إلكترونيـا في إطـار التحول الرقمي‪ ،‬وتنفيـذ تـدابير في‬
‫من خالل الصـــناديق القطاعية أو المتخصـــصـــة في‬ ‫إطار اإلصالح الجمركي‪.‬‬
‫رأس مال الشركات الصغرى والمتوسطة‪ ،‬والشركات‬
‫الكبرى الحكومية والخاصــــة النشــــيطة في المجاالت‬ ‫‪ -‬رفع كفاءة ســوق العمل وتطوير منظومة التعليم الفني‬
‫التي يعتبرها الصــــندوق ذات أولوية‪ ،‬وذلك بوضــــع‬ ‫والتدريب المهني‪.‬‬
‫أدوات مالية مناســبة‪ ،‬وتمويلها بأموال شــبه ذاتية‪ .‬كما‬

‫( ‪ ) 48‬بنك المغرب‪ ،‬المغرب‪" .)2022( ،‬استبيان تقرير آفاق االقتصاد‬ ‫)‪ (46‬وزارة المالية‪ ،‬مصر‪" .)2022( ،‬مشروع موازنة العام المالي (‪-2022‬‬
‫العربي‪ -‬اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬صندوق النقد العربي‪ ،‬ابريل‪.‬‬ ‫‪.")2023‬‬
‫(‪ )47‬بنك المغرب‪ ،‬المغرب‪" .)2022( ،‬بيان صحفي الجتماع لجنة السياسة‬
‫النقدية"‪ ،‬مارس‪.‬‬

‫‪27‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫عمـل تتراوح مـا بين ‪ 50‬إلى ‪ 100‬ألف وظيفـة بحلول‬ ‫سـيضـطلع الصـندوق أيضـا بإعداد ووضـع آليات تمويل‬
‫عام ‪.2023‬‬ ‫مهيكلـة إليجـاد حلول تمويليـة للشــــركـات العـاملـة في‬
‫المجاالت التي يرى الصندوق أنها تكتسي األولوية‪.‬‬
‫‪ -‬إعـداد خطـة لتعـافي قطـاع التجـارة (‪ )2023-2021‬من‬
‫خالل مراجعـة محـاور االســــتراتيجيـة الوطنيـة لتنميـة‬ ‫‪ -‬كمــا ســــيتم العمــل على إصــــالح برامج الحمــايــة‬
‫التجارة تماشــيا مع تداعيات األزمة الصــحية لكوفيد‪-‬‬ ‫االجتماعية على مدى خمس سنوات من خالل‪:‬‬
‫‪ 19‬وبإشراك جميع الفاعلين واإلدارات المعنية‪.‬‬
‫‪ .1‬تعميم التأمين الصحي األساسي اإللزامي‪.‬‬
‫في األردن(‪ ،)49‬كـان لإلجراءات الكبيرة الســــريعـة التي‬
‫اتخـذتهـا الحكومـة والبنـك المركزي‪ ،‬كتـأجيـل أقســـــاط‬ ‫‪ .2‬إدخال المســاعدة المباشــرة لألســر الهشــة وذات‬
‫الـقـروض لـألفـراد والـقـطــاعــات الـمـتضــــررة‪ ،‬وتـعـزيـز‬ ‫الدخل المحدود؛‬
‫الســــيولة‪ ،‬وإطالق العديد من برامج الحماية االجتماعية‪،‬‬
‫دورا كبيرا في تفـادي االقتصــــاد الوطني األصــــعـب من‬ ‫‪ .3‬توسيع قاعدة المستفيدين من المعاشات التقاعدية‪.‬‬
‫تداعيات جائحة كوفيد‪.19-‬‬ ‫‪ .4‬تعميم التعويض عن فقدان العمل‪.‬‬
‫عززت هذه اإلجراءات من قدرة االقتصـــاد األردني على‬ ‫‪ -‬كمـا تحرص المملكـة على تطوير قـدرات المتعطلين‬
‫استئناف النمو االيجابي في عام ‪ ،2021‬إذ سجل االقتصاد‬ ‫عن العمل من خالل برامج مبتكرة على النحو التالي‪:‬‬
‫نموا بنسبة ‪ 2.1‬في المائة‪ ،‬مما يشير إلى تراجع حدة تأثير‬
‫تـداعيـات جـائحـة كوفيـد‪ 19-‬على االقتصــــاد‪ .‬وقـد حققـت‬ ‫• برنامج عقد ورش عامة صــــغرى وكبرى مؤقتة‪،‬‬
‫العديد من المؤشــرات االقتصــادية الرئيســة المتوفرة عن‬ ‫يهـدف هـذا البرنـامج إلى دمج مـا يقرب من ‪250‬‬
‫عام ‪ 2021‬أداء إيجابيا‪ ،‬إذ ســــجل الدخل الســــياحي نموا‬ ‫ألف شــخص في ســوق العمل خالل عامي ‪2022‬‬
‫بنســبة ‪ 89.9‬في المائة‪ ،‬وســجلت الصــادرات الكلية نموا‬ ‫و‪ ،2023‬بموازنـة تقـدر بنحو ‪ 2.25‬مليـار درهم‪،‬‬
‫بنســبة ‪ 15.9‬في المائة خالل الشــهور العشــرة األولى من‬ ‫خـاصــــة أولئـك الـذين ليس لـديهم مؤهالت والـذين‬
‫عــام ‪ ،2021‬وســــجــل الرقم القيــاســــي لكميــات إنتــاج‬ ‫تأثروا بشــدة بالوباء‪ .‬يمكن أن تتخذ هذه المشــاريع‬
‫الصـناعات التحويلية ارتفاعا بنسـبة ‪ 14.6‬في المائة خالل‬ ‫عدة أشـكال مثل ترميم المرافق العامة‪ ،‬والتشـجير‪،‬‬
‫اإلحدى عشر شهرا األولى من عام ‪.2021‬‬ ‫وتجهيز المســــاحـات الخضــــراء‪ ،‬ومحو األميـة‪،‬‬
‫ورعاية المســنين‪ ،‬واألنشــطة الرياضــية والثقافية‪،‬‬
‫أمـا بخصــــوص توقعـات النمو لعـام ‪ ،2022‬فتشــــير إلى‬ ‫ورقمنة المحفوظات‪ ،‬إلخ‪.‬‬
‫ارتفـاع النمو االقتصـــــادي إلى ‪ 2.7‬في المـائـة‪ ،‬مـدفوعـا‬
‫باســـتمرار تحســـن مؤشـــرات القطاع الخارجي‪ ،‬والطلب‬ ‫• برنـامج "فرصـــــة" لتمويـل المشـــــاريع الرائـدة‬
‫المحلي‪ ،‬واســــتمرار عمليـة اإلصــــالحـات االقتصــــاديـة‬ ‫واالجتمـاعيـة و البيئيـة و الثقـافيـة والريـاضــــيـة‬
‫الهيكليــة‪ ،‬ومعززا بــالقرارات الحكوميــة الهــامـة التي تم‬ ‫وبقروض قد تصـــل إلى ‪ 100‬ألف درهم تســـدد‬
‫اتخــاذهــا أو يتوقع اتخــاذهــا خالل عــام ‪ ،2022‬كقرار‬ ‫على مدى عشرة سنوات‪.‬‬
‫تخفيض وتوحيد شــرائح الرســوم الجمركية على الســلع‪،‬‬
‫لتصـبح ‪ 4‬فئات‪ ،‬بنسـب تتراوح بين صـفر و‪ 25‬في المائة‪،‬‬ ‫‪ -‬مخطط التعـافي الصــــنـاعي (‪ )2023-2021‬الـذي‬
‫وذلك بدال من ‪ 11‬فئة بنســب تتراوح بين صــفر و‪ 40‬في‬ ‫يهـدف إلى تحـديـث القطـاعـات الصــــنـاعيـة وتعزيز‬
‫المـائـة الـذي دخـل حيز التنفيـذ خالل شــــهر ينـاير ‪،2022‬‬ ‫انـدمـاجهـا‪ ،‬وخلق المزيـد من فرص العمـل والقيمـة‬
‫األمر الذي سـيسـهم في تخفيض األسـعار بالتالي رفع القوة‬ ‫المضــافة‪ ،‬وكذا تطوير روح الشــركات الصــناعية‪.‬‬
‫الشــــرائيـة‪ ،‬والتوجـه نحو تخفيض التعرفـة الكهربـائيـة‪،‬‬ ‫يهدف المخطط إلى اســتبدال ما يقرب ‪ 34‬مليار درهم‬
‫وإلغـاء تعرفـة الحمـل األقصــــى‪ ،‬على عـدد من القطـاعـات‬ ‫من الواردات بــاإلنتــاج المحلي بحلول عــام ‪2023‬‬
‫االقتصــــادية المهمة التي تشــــمل الصــــناعة‪ ،‬والفنادق‪،‬‬ ‫لتحفيز االســـتثمار واإلنتاج الوطني من خالل تســـليط‬
‫والزراعة‪ ،‬والتجارة‪ ،‬والمســـتشـــفيات‪ ،‬مما ســـيعمل على‬ ‫الضـــوء على فرص االســـتثمار في عدة قطاعات من‬
‫تخفيض تكــاليف اإلنتــاج في هــذه القطــاعــات ويعزز‬ ‫أجل اســتعادة الثقة للمصــنعين مع إمكانية خلق فرص‬

‫(‪ )49‬البنك المركزي األردني‪ ،‬األردن‪" .)2022( ،‬استبيان تقرير آفاق االقتصاد‬
‫العربي‪ -‬اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬صندوق النقد العربي‪ ،‬ابريل‪.‬‬

‫‪28‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫ويوفر تســـهيالت مالية بحدود ‪ 3‬مليار دوالر‪ .‬ســـتســـعى‬ ‫تنافســـيتها‪ ،‬كما تشـــمل هذه القرارات أيضـــا تمديد قرار‬
‫الحكومة أيضـا إلى تحرير جانب من المبلغ الذي تم التعهد‬ ‫العمل بإعفاء العقارات من رســوم التســجيل وضــريبة بيع‬
‫بـه في مؤتمر المـانحين الرئيســــين في بـاريس في عـام‬ ‫العقـار حتى نهـايـة مـارس ‪ ،2022‬وتخفيضــــهـا من ‪ 9‬في‬
‫‪ 2018‬بقيمة ‪ 11‬مليار دوالر أمريكي‪.‬‬ ‫المـائـة إلى ‪ 6‬في المـائـة اعتبـارا من بـدايـة شــــهر أبريـل‬
‫‪.2022‬‬
‫بنـاء عليـه‪ ،‬من المتوقع تحقيق االقتصـــــاد اللبنـاني لنمو‬
‫منخفض الوتيرة في عام ‪ 2022‬يُعزى باألسـاس إلى تأثير‬ ‫كمـا يتوقع أن يجـد االقتصـــــاد األردني دعمـا خالل العـام‬
‫سـنة األسـاس‪ ،‬ليمثل وتيرة النمو األولى لالقتصـاد اللبناني‬ ‫الجـاري في ضــــوء تحســــن الطلـب المحلي والخـارجي‪،‬‬
‫بعـد مرور أربع ســــنوات من االنكمـاش‪ .‬تُعزى الوتيرة‬ ‫وزيادة اإلنفاق االســـتثماري الخاص‪ ،‬وارتفاع مســـتويات‬
‫المنخفضــــة للنمو المتوقع إلى اســــتمرار الظروف غير‬ ‫االســتثمار العام في ضــوء توقع زيادة االنفاق الرأســمالي‬
‫المواتية للنمو االقتصـــادي‪ ،‬وتداعيات انتشـــار متحورات‬ ‫بنسبة ‪ 43.6‬في المائة خالل عام ‪.2022‬‬
‫جائحـة كوفيد‪ 19-‬ذات التأثير الكبير على قطاع الخدمات‪،‬‬
‫والتـداعيـات النـاتجـة عن التطورات العـالميـة األخيرة على‬ ‫من المتوقع أن تســــاهم معظم القطاعات االقتصــــادية في‬
‫مســـتويات القوة الشـــرائية‪ ،‬وبالتالي تزايد حجم التحديات‬ ‫النمو االقتصــادي‪ ،‬وخاصــة قطاعي الصــناعة التحويلية‬
‫التي تواجه االقتصاد اللبناني خالل عام ‪.2022‬‬ ‫والتجــارة لتلبيــة الزيــادة المتوقعــة في الطلــب المحلي‬
‫والخـارجي‪ ،‬والقطـاعـات المرتبطـة بـالســــيـاحـة كـالنقـل‪،‬‬
‫كمـا ســــتظـل قـدرات اإلنتـاج واالســــتهالك المحلي تواجـه‬ ‫والـمـطــاعـم والـفـنــادق والـزراعــة‪ ،‬فـي ضــــوء تـطـبـيـق‬
‫تحـديـات نـاتجـة عن الحـاجـة لمواجهـة تحـديـات انتظـام‬ ‫اســــتراتيجيـة التنميـة الزراعيـة التي ســــتركز على زيـادة‬
‫إمـدادات الطـاقـة التي تؤثر على مســــتويـات االســــتهالك‬ ‫المشاريع الزراعية‪.‬‬
‫واالســــتثمـار في المـدى القصــــير‪ .‬كـذلـك ســــيكون من‬
‫الضـروري تبني تدابير لدعم النمو االقتصـادي في ضـوء‬ ‫أما خالل عام ‪ ،2023‬فتُشــير التوقعات إلى أن االقتصــاد‬
‫أوضاع المالية العامة التي تؤثر على االستهالك الحكومي‬ ‫الوطني ســيســتمر في تعافيه ليســجل نموا بنســبة ‪ 3.1‬في‬
‫والخاص‪.‬‬ ‫المائة‪ ،‬وبشــكل عام‪ ،‬تبقى هناك حالة من عدم اليقين حول‬
‫هـذه التوقعـات في ظـل اســــتمرار الجـائحـة‪ ،‬وعـدم وجود‬
‫على وجه التحديد‪ ،‬بالنسـبة للعوامل الداخلية التي يمكن أن‬ ‫موعد محدد النتهائها واســـتمرار ظهور ُمتحورات جديدة‬
‫تشـكل عامال اسـاسـيا على مسـتوى النمو االقتصـادي لعامي‬ ‫بين اآلونة واألخرى‪ ،‬مثل أوميكرون‪ ،‬سواء أكان ذلك في‬
‫‪ 2022‬و‪ 2023‬فهي مرتبطة بعدة استحقاقات أهمها‪:50‬‬ ‫اإلقليم أو العــالم‪ .‬عالوة على التــداعيــات النــاتجــة عن‬
‫التطورات العالمية على مســتويات القوة الشــرائية في ظل‬
‫‪ −‬االنتخابات النيابة والرئاسية عام ‪.2022‬‬ ‫االرتفاعات المســجلة في أســعار العديد من الســلع وعلى‬
‫‪ −‬تنفيـذ االتفـاق مع صــــنـدوق النقـد الـدولي وتنفيـذ‬ ‫رأســــها مواد الطاقة في ظل االعتماد الكبير لألردن على‬
‫خطــة التعــافي االقتصــــــادي من خالل تطبيق‬ ‫واردات الطاقة لسد احتياجات السوق المحلية‪.‬‬
‫الشروط واالصالحات المطلوبة‪.‬‬
‫في لبنان‪ ،‬تسـتلزم اعتبارات دعم النمو االقتصـادي عملية‬
‫أمـا بـالنســــبـة للعوامـل الخـارجيـة التي ســــتؤثر حتمـا على‬ ‫إعادة هيكلة أسـاسـية تشـمل إجراء إصـالح شـامل للقطاع‬
‫االنتعاش االقتصادي للعامين المقبلين فأبرزها‪:‬‬ ‫المصــــرفي وزيـادة التركيز على تنميـة القـدرة اإلنتـاجيـة‬
‫المحلية‪ ،‬والتركيز على إصـالح سـعر الصـرف عن طريق‬
‫‪ −‬تحســــن العالقـات مع دول مجلس التعـاون لـدول‬ ‫تبني نظـام ســــعر صــــرف مالئم الســــتعـادة التوازنـات‬
‫الـخـلـيـج الـعـربـيــة لـزيــادة الـواردات مـن لـبـنــان‬ ‫االقتصـادية‪ ،‬وتبني إصالحات للمالية العامة تضمن القدرة‬
‫وتشــــجيع المزيـد من االســــتثمـارات والتـدفقـات‬ ‫على تحمل الديون‪ ،‬وكلها إصــالحات مطروحة في ســياق‬
‫المالية‪.‬‬ ‫برنامج لإلصــالح االقتصــادي المزمع تنفيذه مع صــندوق‬
‫‪ −‬االســــراع بعمليـة ترســــيم الحـدود البحريـة التي‬ ‫النقــد الــدولي بمــا يســــمح بعمليــة إعــادة هيكلــة الــديون‬
‫سـتسـاعد ايضـا في اسـتخراج النفط والغاز اذ أن‬ ‫المســتحقة‪ ،‬وتحرير الطاقات اإلنتاجية لالقتصــاد اللبناني‬
‫في إطار برنامج لإلصــالح يدعمه صــندوق النقد الدولي‪،‬‬

‫(‪ )50‬مصرف لبنان‪ ،‬لبنان‪"" .)2022( ،‬استبيان تقرير آفاق االقتصاد‬


‫العربي‪ -‬اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬صندوق النقد العربي‪ ،‬ابريل‪.‬‬

‫‪29‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫األوضـــاع الخارجية‪ .‬فيما تواجه أوضـــاع المالية في ظل‬ ‫لبنـان بحـاجـة مـاســــة إلى موارد تتيح لـه إنعـاش‬
‫ت من شــأنها الحد من قدرة الحكومة‬‫هذه التطورات تحديا ٍ‬ ‫اقتصاده‪.‬‬
‫على تحفيز النشـــــاط االقتصـــــادي‪ ،‬وهو مـا يؤثر على‬ ‫‪ −‬جـائحـة كوفيـد‪ 19-‬قـد تؤثر ســــلبـا على التعـافي‬
‫مستويات االستهالك الخاص والحكومي‪.‬‬ ‫الــداخلي في حــال ظهور متحورات جــديــدة قــد‬
‫تؤدي إلى اإلغالق العـام‪ .‬بـالتـالي تـأثر القطـاعـات‬
‫سـاهمت هذه التطورات في ارتفاع نسـبة البطالة في تونس‬ ‫االقتصادية وتسريح العمالة وبالتالي ازدياد نسب‬
‫لتصــــل إلى ‪ 18.4‬في المـائـة خالل الربع الثـالـث من عـام‬ ‫البطالة‪.‬‬
‫‪ .2021‬كما أدت إلى ارتفاع حجم الدين العام ليصـــل إلى‬
‫نحو ‪ 102.3‬مليار دينار في شــهر أكتوبر من عام ‪2021‬‬ ‫في الساااودان‪ ،‬تســـتهدف الحكومة تحقيق معدل نمو يقدر‬
‫(يتوزع مــا بين دين داخلي بقيمــة ‪ 40.3‬مليــار دينــار‬ ‫بنحو ‪ 1.2‬في المـائـة في عـام ‪ 2022‬من خالل العمـل على‬
‫تونســي‪ ،‬وخارجي بقيمة تقارب ‪ 62‬مليار دينار تونســي)‬ ‫اســتكمال مســيرة اإلصــالح االقتصــادي التي تســارعت‬
‫ليمثـل الـدين العـام بـذلـك نســــبـة ‪ 82.1‬في المـائـة من النـاتج‬ ‫وتيرتهـا في عـام ‪ ،2021‬ممـا يتطلـب التركيز على تبني‬
‫المحلي اإلجمالي(‪.)51‬‬ ‫الســياســات وتكثيف الجهود الرامية إلى اندماج االقتصــاد‬
‫الســــوداني في االقتصــــــاد العــالمي من خالل االلتزام‬
‫بناء على التحديات التي تواجه االقتصـاد التونسـي‪ ،‬تسـعى‬ ‫بالمعايير الرقابية واإلشـرافية وتعزيز الشـفافية مما يسـاعد‬
‫الـحـكـومــة إلـى تـرتـيــب األولـويــات لـتـحـقـيـق االســــتـقـرار‬ ‫على تهيئة البيئة االســتثمارية‪ .‬رغم ذلك يواجه االقتصــاد‬
‫االقتصـــادي ودعم التعافي‪ .‬تتمثل األولوية القصـــوى في‬ ‫الســــوداني بعـدد من التحـديـات يـأتي على رأســــهـا العجز‬
‫التحكم في التوازنــات المــاليــة للحــد من عجز الميزانيــة‬ ‫المتواتر في الموازنـة العـامـة للـدولـة والحســــاب الجـاري‬
‫والتحكم في مســــتوى المـديونيـة‪ ،‬ومـا يســــتلزمـه ذلـك من‬ ‫ومعدالت التضخم المرتفعة‪.‬‬
‫تفعيل عدة إصـالحات والبدء في تحقيق التصـحيح المرجو‬
‫لوضــــعية المالية العامة مما ســــيســــاهم في دفع نســــق‬ ‫على المســتوى القطاعي‪ ،‬ســيســتفيد قطاع الزراعة خالل‬
‫االســـتثمار‪ ،‬وتحقيق نمو اقتصـــادي شـــامل وتضـــامني‬ ‫أفق التوقع من زيادة االســتثمار األجنبي المباشــر الســيما‬
‫ومســــتـدام إلى جـانـب العمـل على تحســــين حوكمـة إدارة‬ ‫من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية‪ .‬كما ســيظل‬
‫القطاع العام بجميع مكوناته‪.‬‬ ‫قطـاعـا الهيـدروكربونـات والتعـدين المحركين الرئيســــين‬
‫للنمو‪ ،‬مــدعومين بزيــادة أســــعــار الطــاقــة العــالميــة‬
‫من المتوقع تحسـن نسـبي لوتيرة النمو االقتصـادي في عام‬ ‫واالستثمارات األجنبية‪.‬‬
‫‪ 2022‬بفعل التخفيف النســـبي للقيود المفروضـــة لتجاوز‬
‫تداعيات جائحة كوفيد‪ 19-‬وبفعل الزيادة النســبية المرتقبة‬ ‫من المتوقع في ظل تحسـن األوضـاع الداخلية وأسـاسـيات‬
‫لمســــتويات الصــــادرات‪ ،‬وتحســــن العائدات الســــياحية‬ ‫االقتصــاد الكلي ارتفاع وتيرة النمو االقتصــادي إلى ‪3.5‬‬
‫بــافتراض أوضــــــاع داخليــة مواتيــة عالوة على األثر‬ ‫في المــائــة في عــام ‪ .2023‬ســــيؤدي التبني التــدريجي‬
‫اإليجابي المتوقع لإلصــــالحات االقتصــــادية التي تنفذها‬ ‫لإلصــالحات االقتصــادية‪ ،‬واالســتثمار في البنية التحتية‬
‫الحكومة الحتواء االختالالت الداخلية والخارجية‪.‬‬ ‫العـامـة والمشــــاريع الرأســــمـاليـة‪ ،‬والزيـادة المتوقعـة في‬
‫صـــــادرات النفط والـذهـب إلى دعم نمو النـاتج المحلي‬
‫بناء عليه‪ ،‬من المتوقع تحقيق االقتصـــاد التونســـي لمعدل‬ ‫اإلجمـالي الحقيقي بنهـايـة أفق التوقع فيمـا ســــيقيـد ارتفـاع‬
‫نمو يقـدر بنحو ‪ 2.6‬في المـائـة في عـام ‪ ،2022‬وارتفـاع‬ ‫معدالت التضـخم من مسـتويات االسـتهالك الخاص خالل‬
‫نســــق النمو إلى ‪ 3.1‬في المـائـة في عـام ‪ 2023‬في ظـل‬ ‫أفق التوقع‪.‬‬
‫التوقعات باســـتمرار تحســـن األوضـــاع الداخلية وأســـس‬
‫االستقرار االقتصادي وتعافي نسبي لعائدات السياحة‪.‬‬ ‫في تونس‪ ،‬يواجـه االقتصـــــاد ببعض التحـديـات في ظـل‬
‫ارتفـاع معـدالت التضــــخم والبطـالـة واســــتمرار تـأثر‬
‫في فلساطين‪ ،‬يتوقع اسـتمرار حالة التعافي االقتصـادي من‬ ‫متحصـالت الصـادرات وعائدات السـياحة التي لم تعد بعد‬
‫تـداعيـات جـائحـة كوفيـد‪ 19‬خالل العـام الحـالي والقـادم‪،‬‬ ‫لمســــتويـاتهـا المســــجلـة قبـل انتشــــار جـائحـة كوفيـد‪،19-‬‬
‫وعودة وتيرة النمو االقتصـادي إلى المسـتويات االعتيادية‬ ‫ضــــاعف من حجم تلـك التحـديـات التـداعيـات النـاتجـة عن‬
‫والمسـجلة ما قبل األزمة الصـحية‪ ،‬إذ تشـير توقعات سـلطة‬ ‫ت على‬ ‫التطورات العـالميـة‪ ،‬وهو مـا يفرض ضــــغوطـا ٍ‬

‫(‪ )51‬وزارة المالية‪ ،‬تونس‪ " .)2021( ،‬تـــقــريـــر حول مشروع ميزانية‬
‫الدولة لسنة ‪ ،"2022‬ديسمبر‪.‬‬

‫‪30‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫تحســــن مســــتويـات الطلـب الخـارجي‪ ،‬وبـافتراض عـدم‬ ‫النقد الفلسـطينية إلى إمكانية تسـجيل االقتصـاد الفلسـطيني‬
‫تعرض البالد لهجوم أســــراب إضــــافية من الجراد‪ ،‬مما‬ ‫نموا خالل عـام ‪ 2022‬بنحو ‪ 2.8‬في المـائـة‪ ،‬مقـارنـة مع‬
‫يؤثر اإلنتاج الزراعي‪.‬‬ ‫نمو تقديري بنسبة ‪ 5.5‬في المائة في عام ‪ ،2021‬على أن‬
‫يكون هذا األداء مدفوعا باســـتمرار تعافي مكونات جانبي‬
‫في موريتاانياا‪ ،‬من المتوقع تحقق وتيرة نمو قويـة في عـام‬ ‫الطلب والعرض على حد سواء(‪.)52‬‬
‫‪ 2022‬و‪ 2023‬نتيجـة عـدد من العوامـل من أهمهـا زيـادة‬
‫قوة الطلـب الخـارجي‪ ،‬وارتفـاع مســــتويـات نـاتج قطـاع‬ ‫ومن المتوقع أن يكون االســتثمار الكلي الداعم األســاســي‬
‫الزراعة مع تعزز إنتاج المحاصـيل بسـبب ارتفاع أسـعار‬ ‫للنمو في عــام ‪ 2022‬بنمو بنحو ‪ 2.8‬في المــائــة‪ ،‬يليــه‬
‫السـلع األسـاسـية‪ ،‬وزيادة مسـتويات الطلب على الغذاء في‬ ‫االسـتهالك الكلي (بشـقيه الخاص والعام) بمسـاهمته بنسـبة‬
‫ظل النمو السـكاني‪ .‬كما سـيتواصـل النمو القوي في قطاع‬ ‫‪ 2.3‬في المائة في النمو المتوقع‪ ،‬أما على صـــعيد القطاع‬
‫الزراعـة والصــــنـاعـات الغـذائيـة بفعـل التوقعـات بجـذب‬ ‫الخارجي‪ ،‬يتوقع أن تســـاهم الصـــادرات بنســـبة ‪ 0.3‬في‬
‫القطـاع لتـدفقـات كبيرة من االســــتثمـار األجنبي في عـامي‬ ‫المائة‪ ،‬كما يتوقع ارتفاع مســتويات الطلب على الواردات‬
‫‪ 2022‬و‪ .2023‬يـرجـع ذلــك إلـى الـمـوارد الـزراعـيــة‬ ‫في ظل تحســـن مســـتويات االســـتهالك‪ ،‬وبالتالي يرجح‬
‫والسـمكية وتزايد مسـتويات الطلب المحلي والخارجي من‬ ‫ارتفـاع نســــبـة تســــرب النمو بحوالي ‪ 1.4‬في المـائـة من‬
‫بلدان أخرى في غرب وشـــمال إفريقيا‪ .‬كما ســـيظل النمو‬ ‫خالل الواردات‪.‬‬
‫في قطـاعي الخـدمـات والصــــنـاعـة قويـا خالل أفق التوقع‪،‬‬
‫بما يعكس جهود الحكومة لتطوير صـيد األسـماك والثروة‬ ‫تشـير التوقعات إلى مسـاهمة قطاع التجارة بأعلى نسـبة في‬
‫الحيوانية كجزء من سياسات التنويع االقتصادي‪.‬‬ ‫معـدل النمو المتوقع وبحوالي ‪ 0.8‬في المـائـة‪ ،‬يتبعـه قطـاع‬
‫الخدمات بنحو ‪ 0.7‬في المائة‪ ،‬والتصـنيع بحوالي ‪ 0.5‬في‬
‫كما ســــيشــــهد النمو االقتصــــادي دعما كذلك من ارتفاع‬ ‫المائة‪ ،‬واإلنشـاءات بنسـبة ‪ 0.2‬في المائة‪ ،‬والزراعة ‪0.1‬‬
‫الطلب على خام الحديد والذهب واالرتفاع الكبير المسـجل‬ ‫في المائة‪ .‬أما في عام ‪ ،2023‬فيتوقع ان تكون مســتويات‬
‫ألســـعارهما في أعقاب التطورات العالمية األخيرة‪ ،‬وهما‬ ‫النمو قريبة من ‪ 4‬في المائة على أساس سنوي‪.‬‬
‫سلعتا التصدير الرئيسة في موريتانيا‪ ،‬والتي تشكل حوالي‬
‫ثلثي إجمالي الصادرات‪.‬‬ ‫يتوقع ارتفـاع معـدالت البطـالـة في العـام الحـالي والقـادم‪،‬‬
‫نظرا لعدم قدرة القطاع الحكومي والخاص على اسـتيعاب‬
‫بناء عليه‪ ،‬من المتوقع نمو االقتصـــاد الموريتاني بنســـبة‬ ‫المزيـد من العمـالـة‪ ،‬وعلى ضــــوء ذلـك‪ ،‬يتوقع أن تكون‬
‫‪ 4.2‬في المـائـة في عـام ‪ ،2022‬و‪ 5.1‬في المـائـة في عـام‬ ‫معدالت البطالة في االقتصاد الفلسطيني خالل عام ‪2022‬‬
‫‪.2023‬‬ ‫في حدود ‪ 26.5‬في المائة‪.‬‬

‫في القُمر‪ ،‬ســـيتأثر النمو االقتصـــادي باكتشـــاف متحور‬ ‫في جيبوتي‪ ،‬يعتمـد االقتصــــاد على نـاتج قطـاع الخـدمـات‬
‫أوميكرون‪ ،‬ومـا نتج عنـه من تعليق الرحالت الجويـة وهو‬ ‫والســــيـمــا خــدمــات الـمـوانـا‪ ،‬حـيــث تـمـثــل الـواردات‬
‫ما ســيؤثر على حركة الســياحة المتدفقة إلى داخل البالد‪،‬‬ ‫والصـــادرات من وإلى إثيوبيا معظم التجارة البحرية‪ .‬من‬
‫ومن ثم يعتمد مســار النمو االقتصــادي على مدى انتشــار‬ ‫المتوقع أن يســــتفيــد االقتصـــــاد من الزيــادة المتوقعــة‬
‫المتحور والقـدرة على احتوائـه خـاصــــة خالل النصــــف‬ ‫لمســــتويـات التجـارة الـدوليـة خـاصــــة فيمـا يتعلق بزيـادة‬
‫األول من عام ‪.2022‬‬ ‫مســــتويـات الطلـب على خـدمـات النقـل العـابر‪ ،‬والخـدمـات‬
‫اللوجســتية‪ .‬كما س ـيؤدي تحســن أنشــطة البناء واألشــغال‬
‫بالتالي‪ ،‬من المتوقع تســجيل وتيرة نمو معتدل بحدود ‪3.4‬‬ ‫العامة إلى نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي بنســبة تُقدر‬
‫في المـائـة في عـام ‪ .2022‬في المقـابـل‪ ،‬من المتوقع وتيرة‬ ‫بنحو ‪ 5.3‬في المـائـة‪ ،‬إال أنـه من المتوقع أن يتـأثر النمو‬
‫أقوى للنمو في عـام ‪ 2023‬بنســــبـة ‪ 3.6‬في المـائـة مع‬ ‫االقتصــــادي بـالتطورات الـداخليـة غير المواتيـة للنمو في‬
‫انحســـار تأثير الجائحة وانتعاش الســـياحة‪ ،‬بافتراض أن‬ ‫إثيوبيا التي ستؤثر على مستويات تجارتها الدولية‪.‬‬
‫تشــــهـد البالد ظروفـا منـاخيـة مواتيـة في ذلـك العـام وتحقق‬
‫نـاتج أداء معقوال لقطـاع الزراعـة خـاصـــــة بـالنســــبـة‬ ‫في حين من المتوقع ارتفـاع وتيرة النمو في عـام ‪2023‬‬
‫إلى ‪ 6.2‬في المائة مع اســـتمرار اســـتفادة االقتصـــاد من‬

‫( ‪ ) 52‬مؤسسة النقد الفلسطينية‪ ،‬فلسطين‪" .)2022( ،‬استبيان تقرير آفاق‬


‫االقتصاد العربي‪ -‬اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬صندوق النقد العربي‪ ،‬ابريل‪.‬‬

‫‪31‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫للمحـاصــــيـل النقـديـة الموجهـة للتصــــدير إلى الشــــركـاء‬


‫التجاريين الرئيسين‪ ،‬بما في ذلك الصين والهند وفرنسا‪.‬‬

‫في الصااومال‪ ،‬من المتوقع تســجيل االقتصــاد وتيرة نمو‬


‫متواضـعة في عام ‪ 2022‬تقدر بنحو ‪ 1.6‬في المائة نتيجة‬
‫عدد من العوامل يأتي على رأســــها انخفاض مســــتويات‬
‫اإلنتاج الزراعي نتيجة تراجع مســـتويات هطول األمطار‬
‫المتوقع في موســــم الزراعـة الحـالي‪ ،‬عالوة على األثر‬
‫المتوقع لتباطؤ مســـتويات االســـتثمار الحكومي والخاص‬
‫في عـدد من القطـاعـات االقتصــــاديـة األســــاســــيـة مثـل‬
‫االتصــــاالت الســــلكية والالســــلكية‪ ،‬والبناء‪ ،‬والتجارة‪،‬‬
‫والتمويل‪ .‬فيما ســـيجد النمو االقتصـــادي دعما نســـبيا من‬
‫تحويالت العاملين والزيادة المتوقع في مســـتويات الطلب‬
‫على الصادرات من الثروة الحيوانية‪.‬‬

‫كما ســـيســـتفيد االقتصـــاد من عدد من العوامل خالل عام‬


‫‪ ،2023‬ليرتفع معدل النمو إلى ‪ 3.6‬في المائة مستفيدا من‬
‫خطط موانا دبي العــالميــة لتطوير مينــاء بربرة‪ ،‬ومن‬
‫توجه إثيوبيا إلى تعزيز التعاون االقتصـادي مع الصـومال‬
‫لتوفير مسارات إقليمية داعمة للتوسع في تجارتها الدولية‪.‬‬

‫‪32‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫اإلطار رقم (‪)1‬‬


‫كوفيد‪)53 (19-‬‬ ‫الدروس المستفادة على صعيد السياسات فيما يتعلق بإدارة جائحة‬

‫شكلت أزمة جائحة كوفيد‪ 19-‬صدمة قوية لالقتصاد العالمي‪ ،‬وألقت بظاللها على معظم األنشطة والقطاعات االقتصادية‪ ،‬كما أثرت‬
‫على سلوك المستهلكين والمنتجين و المستثمرين‪ .‬ومن المستبعد أن تختفي هذه اآلثار بسرعة خاصة مع وجود مخاوف من تكرر أو‬
‫ظهور نفس اآلفات والجوائح في المستقبل‪ .‬مما شك فيه أن تدابير دعم التعافي االقتصادي ومواجهة تداعيات جائحة كوفيد‪ 19-‬قد تباينت‬
‫من دولة عربية إلى أخرى‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬لعبت التدخالت االستباقية‪ ،‬وحزم التعافي التي تبنتها الحكومات العربية دورا مهما في‬
‫تخفيف حدة االنكماش االقتصادي في عدد من الدول والتقليل من األثر السلبي للجائحة على المستوى المعيشي‪ .‬بعد مرور ما يقرب من‬
‫عامين على هذه الجائحة‪ ،‬يُمكن استخالص أبرز الدروس المستفادة على صعيد السياسات ال ُمتبناة على النحو التالي‪:‬‬
‫دعم القطاع الحقيقي‪:‬‬
‫‪ )1‬أهمية سرعة االستجابة وفعاليتها‪ ،‬كان لالستجابة السريعة والفاعلة من المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية‬
‫ووزارات المالية دورا رئيسا في تخفيف آثار الجائحة‪ ،‬حيث ساهمت حزم التحفيز وبرامج الدعم التي بدأت الدول العربية في‬
‫تطبيقها منذ شهر مارس من عام ‪ 2020‬في الحد من اآلثار السلبية للجائحة على قطاع األعمال واألفراد‪ ،‬وعملت على تخفيف‬
‫توتر األسواق والمستثمرين وطمأنة قطاع األفراد والمستهلكين‪ .‬كما ساهم التقييم المستمر لتلك التدخالت في التوجه االنتقائي‬
‫نحو استمرار تنفيذ بعض التدابير التي اثبتت فاعليتها مقارنة بغيرها من التدابير األخرى‪.‬‬
‫‪ )2‬أهمية التدخالت االستباقية الصحية لتسريع وتيرة حمالت التلقيح الوطني‪ ،‬في المساعدة على اإلسراع بدعم التعافي‬
‫االقتصادي‪ ،‬وهو ما يستلزم من صناع القرار التيقن دائما ألهمية تعزيز الجاهزية الصحية القومية وذلك عبر المزيد من‬
‫االهتمام بقطاع الصحة والخدمات العامة وتوفير التمويل الالزم لتطوير قطاع الصحة وتوسيع نطاق تغطية أنظمة الضمان‬
‫الصحي‪.‬‬
‫‪ )3‬ضرورة التناغم بين السياسات االقتصادية في أوقات األزمات وأهمية سياسات دعم الدخل والسيولة على وجه الخصوص‪،‬‬
‫حيث ساهم التنسيق بين وزارات المالية والمصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية في تناغم السياسات المالية والنقدية‬
‫واالحترازية الكلية بشكل انعكس إيجابيا على فعالية برامج التحفيز المقدمة‪ .‬كما كان للسياسات الداعمة لمستويات الدخل‬
‫والسيولة للفئات األكثر تضررا من جائحة كوفيد‪ 19-‬دورا حاسما في استمرارية األعمال التجارية‪ ،‬والتقليل من المخاطر‬
‫االقتصادية لدى األفراد والشركات من خالل العديد من السياسات من بينها تقديم خيار االقتراض بمعدالت فائدة منخفضة‬
‫للشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تعمل بالقطاعات األكثر تضررا مما يساعد على استقرارها‪.‬‬
‫‪ )4‬كان لوجود البنية التحتية التقنية المتطورة دورا فعاال ومحوريا في التخفيف من آثار الجائحة على االقتصاد الحقيقي‪ ،‬حيث‬
‫نجحت نماذج العمل والدراسة عن بُعد والتطبيقات اإللكترونية في تسهيل األعمال وجوانب الحياة األخرى في عدد من الدول‬
‫العربية‪ .‬وهو ما يبرز أهمية أن يكون القطاع الحقيقي استباقيا وينفذ سياسات متسارعة للتحول الرقمي الفعال على المستوى‬
‫القومي في إطار خطط لضمان استمرارية األعمال في أوقات األزمات تولي أهمية كبيرة كذلك لتعزيز األمن السيبراني‪.‬‬
‫‪ )5‬ساهم وجود بيئة مصرفية ومالية متطورة في التخفيف من حدة تأثير الجائحة على الشركات واألفراد‪ ،‬حيث لم يتأثر النظام‬
‫المصرفي بالجائحة سلبيا في عدد من الدول العربية‪ ،‬وحافظ على دوره في دعم االقتصاد وتعزز ذلك بقيام المصارف المركزية‬
‫ومؤسسات النقد العربية بتقديم بالمساعدة والدعم آلليات التحول المالي الرقمي‪ .‬كما كان لوجود نظام مدفوعات متطور دورا‬
‫كبيرا في تسهيل األعمال وتدفق األموال وتحركها في النظام المالي مما انعكس إيجابيا على االقتصاد الحقيقي‪.‬‬
‫‪ )6‬كشفت الجائحة عن نقاط الضعف الهيكلية االقتصادية التي كانت موجودة مسبقا في هيكل كل دولة عربية قبل انتشار‬
‫الجائحة‪ ،‬وأكدت ضرورة اإلسراع في تنفيذ االستراتيجيات والرؤى االقتصادية المستقبلية‪ ،‬بالتالي سرعت من جهود عدد‬
‫من الدول العربية لتفعيل المستهدفات المتضمنة في االستراتيجيات والرؤى االقتصادية المستقبلية الهادفة إلى زيادة مستويات‬
‫التنويع االقتصادي وتمكيـن القطـاع الخـاص ومساهمته في االقتصاد الوطني بصورة أوسع خاصة في ظل التحديات التي‬

‫(‪ )53‬المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية ووزارات المالية العربية‪،‬‬


‫(‪"" .)2022‬صندوق النقد العربي‪ :‬استبيان تقرير آفاق االقتصاد العربي‪-‬‬
‫اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬ابريل‪.‬‬

‫‪33‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫تواجه سالسل اإلمداد التي يشهدها العالم بسبب جائحة كوفيد‪ 19-‬ومتحوراته‪ ،‬وتنفيـذ تحوالت هيكليـة أوسـع‪ ،‬ذات أبعـاد‬
‫اقتصاديـة واجتماعيـة تسـاهم فـي تعزيـز مرونـة االقتصاد ومواكبته للمتغيـرات العالميـة المتسـارعة‪ .‬كما أبرزت الجائحة‬
‫ضرورة ان تلعب صناديق الثروة السيادية دورا مهما في تحقيق المستهدفات القومية‪ ،‬ال سيما تلك ذات الصلة بتسريع وتيرة‬
‫التحول الرقمي‪ ،‬وزيادة مستويات التنويع االقتصادي‪ ،‬وتحقيق أهداف التنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪ )7‬ضرورة الترتيب المبكر الستراتيجيات الخروج من تدابير دعم التعافي‪ ،‬والتحسب لكيفية الخروج من األوضاع الطارئة التي‬
‫تتطلبها التطورات الصحية أو أي تطورات طارئة أخري تجبر الحكومات على تبني حزم تحفيزية بضخ سيولة بحجم كبير‬
‫وذلك لتجنب األثار السالبة لتلك اإلجراءات على استدامة السياسات االقتصادية‪.‬‬
‫‪ )8‬الضرورة القصوى للعمل مستقبال على تعزيز المرونة االقتصادية الكلية لالقتصاد‪ ،‬وإكساب الدول العربية ُمنعة في مواجهة‬
‫الصدمات‪ ،‬ومن ذلك أهمية تنوع القطاعات االقتصادية‪ ،‬وتعزيز األمن الغذائي‪ ،‬والمرونة االجتماعية‪ ،‬وقدرة سوق العمل‬
‫على التكيف‪ ،‬وتطوير التعليم والمهارات‪ ،‬ومرونة النظام المالي‪.‬‬
‫‪ )9‬أهمية الموائمة ما بين االستراتيجيات قصيرة األجل لدعم التعافي من الجوائح‪ ،‬واألزمات التي تستلزم سرعة االستجابة‬
‫الحتياجات زيادة الوظائف ومستويات الدخل وتعزيز النشاط االقتصادي قدر اإلمكان وبأسرع وقت ممكن‪ ،‬مع االحتياجات‬
‫األطول أجال لتحقيق النمو الشامل وأهداف التنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪ )10‬أهمية التطوير المستمر لسياسات تحفيز اإلنتاجية في القطاعين الخاص والعام‪ ،‬باإلضافة إلى تحديد اللوائح واألنظمة اإلدارية‬
‫التي تنظم العمل عن بعد وتساهم في تعزيز اإلنتاجية‬
‫السياسة المالية‬

‫‪ )1‬التحفيز المالي غير كافي بمفرده لدعم التعافي وتقوية القدرة على مواجهة الصدمات‪ ،‬فالتحفيز االقتصادي قصير األجل‬
‫ليس العامل الوحيد الذي يُحدد الكيفية التي تتغلب بها الدول على األزمات‪ ،‬كما أنه لن يؤثر على عملية التعافي بالقدر الالزم‬
‫بمفرده‪ .‬وقد كشفت األزمة عن كيفية استفادة الدول مما قامت بالعمل على بنائه على المدى الطويل بما يشمل النظام المالي‬
‫القوي‪ ،‬وارتفاع مستويات الرقمنة‪ ،‬ورأس المال البشري‪ ،‬وتوفر نظم إدارة جيدة‪ ،‬وشبكات قوية لألمان االجتماعي‪ ،‬وكلها‬
‫عوامل تساهمت في فعالية حزم التحفيز المالي إلعادة التعافي االقتصادي وتسريع وتيرته‪.‬‬
‫‪ )2‬أهمية مواصلة إصالحات تنويع اإليرادات العامة‪ ،‬حيث مكنت اإلصالحات الضريبية التي طبقتها بعض الدول العربية النفطية‬
‫ال سيما دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من زيادة مستويات قدرة الحكومات على توفير الموارد الحكومية الالزمة‬
‫لتغطية جانب من الموارد الالزمة لإلنفاق على حزم التعافي االقتصادي‪ .‬بالتالي يكتسب اإلصالح الضريبي أهمية قصوى في‬
‫هذه المرحلة في كافة الدول العربية بما يساعد على توسيع القاعدة الضريبية‪ ،‬وزيادة كفاءة نظم التحصيل الضريبي وبالتالي‬
‫تقوية الحيز المالي‪.‬‬
‫‪ )3‬أهمية إعادة ترتيب أولويات الصرف واستغاللها االستغالل األمثل لتحقق أعلى المكاسب‪ ،‬ويأتي على رأسها أهمية توجيه‬
‫االنفاق الحكومي الرأسمالي نحو المشاريع ذات العائد االستثماري المرتفع كالتعليم والبنية التحتية والخدمات السحابية‬
‫وااللكترونية‪ ،‬وأهمية العمل بوضع سقوف على مستويات االنفاق الجاري‪.‬‬
‫‪ )4‬تعزيز االستدامة المالية على المديين المتوسط والطويل والتركيز على تفادي المخاطر والمحافظة على المركز المالي القوي‬
‫للتعامل مع الصدمات الخارجية‪ ،‬من خالل تبني أطر متوسطة األجل للمالية العامة تضمن مستهدفات تعزز القدرة على‬
‫االستدامة المالية تشمل من بينها تبني قواعد المالية العامة ‪( Fiscal Rules‬وضع سقوف على مستويات االنفاق العام‪،‬‬
‫والعجز‪ ،‬وحدو د قصوى للدين العام)‪ ،‬وسياسات لتقوية اإليرادات العامة من خالل تعزيز اإلصالح الضريبي بهدف تحقيق‬
‫وفورات وفوائض مالية مستدامة واحتياطيات حكومية يمكن اللجوء إليها في أوقات األزمات‪.‬‬
‫‪ )5‬أهمية تعزيز القدرة على الصمود إزاء الصدمات االقتصادية وضرورة بناء دولة قوية تتحلى بإرادة اإلصالح‪ ،‬وتعمل على‬
‫انصهار مصالح األفراد والفئات في المصلحة العامة من خالل التدخل على عدة مستويات بما يشمل‪ :‬معالجة اختالالت السوق‪،‬‬
‫ومنح تحفيزات للقطاعات ذات األولوية سواء القائمة أو الواجب تطويرها‪ ،‬وحماية الفاعلين االقتصاديين من األسر والشركات‪،‬‬
‫وتعميم برامج الحماية االجتماعية للفئات الهشة‪ ،‬وضمان استمرارية حد أدنى من الجودة للخدمات الحكومية‪ ،‬وتشجيع مساهمة‬
‫القطاع الخاص في هذه الخدمات األساسية بما يعود بالنفع على المواطنين‪.‬‬

‫‪34‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫‪ )6‬تفادي مخاطر تقلبات أسعار النفط على أوضاع الموازنات العامة للدول العربية النفطية‪ ،‬من خالل التحول في آلية حساب‬
‫اإليرادات النفطية في عملية التخطيط المالي للدولة من التوقعات المستقبلية لسعر النفط إلى اإليرادات الهيكلية النفطية والحد‬
‫من اإلنفاق المساير لتذبذبات أسعار النفط وربط اإلنفاق باإليرادات الهيكلية‪.‬‬
‫السياسة النقدية واالحترازية الكلية‬

‫‪ )1‬الدور المهم للسياستين النقدية واالحترازية في التحييد الجزئي آلثر الصدمات االقتصادية وتعزيز مستويات التعافي‬
‫االقتصادي‪ ،‬حيث تم االستفادة من تفعيل أدوات هاتين السياستين بشكل فعال واستباقي باالستفادة من متانة القطاع المالي في‬
‫عدد من الدول العربية نظرا للمستويات المرتفعة لرأس المال والسيولة والتي كانت انعكاسا للتقدم الذي تم إحرازه خالل العقد‬
‫الماضي في تعزيز المعايير التنظيمية للبنوك خالل فترة ما قبل الجائحة التي ساهمت في تعزيز قدرة القطاع المالي واستمرار‬
‫قيامه بدوره في تمويل مختلف األنشطة االقتصادية‪ .‬وأظهرت الجائحة أهمية التدخل التنظيمي من قبل السلطات الرقابية في‬
‫التخفيف من آثار األزمة على قطاعات اقتصادية معينة من خالل استخدام أدوات السياسة التحوطية الكلية والجزئية‪.‬‬
‫‪ )2‬أهمية االستمرار في عملية تطوير القطاع المصرفي والسعي بخطوات جادة لتعزيز رصانة هذا القطاع وتعميق متانته المالية‬
‫من خالل استكمال العمل باإلطار الكامل إلصالحات بازل ‪ ،III‬وانطالقا من مبدأ أن المصارف تعد شريكا رئيسا في عملية‬
‫التنمية االقتصادية وهو ما يستلزم أهمية السعي نحو إعادة بناء الهوامش الوقائية للسيولة ورأس المال التي تم اللجوء إليها كليا‬
‫أو جزئيا لمواجهة األزمة‪ ،‬ومضي الدول العربية قدما في استكمال تطبيق متطلبات بازل ‪ III‬وفق البرنامج الزمني الموضوع‬
‫لتنفيذ هذه اإلصالحات والذي يأخذ بعين االعتبارات التحديات التي تواجه القطاع المصرفي نتيجة لجائحة كوفيد‪.19-‬‬
‫‪ )3‬أهمية تفعيل دور أدوات السياسة النقدية غير التقليدية في تخفيض تكلفة االقتراض للقطاعات االقتصادية لتعزيز بيئة داعمة‬
‫للنمو االقتصادي‪ ،‬تلك األدوات التي لعبت دورا مهما في تجاوز جانب من التداعيات الناتجة عن الجائحة خاصة بعدما وصلت‬
‫معدالت الفائدة الى مستويات منخفضة‪ ،‬ومن ثم اصبحت األدوات غير التقليدية بسرعة جزء طبيعيا من أدوات السياسة النقدية‬
‫الرئيسة للبنوك المركزية‪.‬‬
‫‪ )4‬أهمية االستمرار في إنجاز اختبارات الضغط الكلية والقطاعية‪ ،‬حيث مكنت تلك االختبارات الهيئات الرقابية بشكل متواصل‬
‫من قياس مدى تأثر متانة البنوك بالصدمة االقتصادية الناتجة عن جائحة كوفيد‪ 19-‬واتخاذ التدابير الالزمة للتخفيف من‬
‫تداعياتها‪ ،‬إضافة إلى أهمية إعادة جدولة الديون المتعثرة ودراسة إمكانية تطهير محفظة القروض البنكية‪.‬‬
‫‪ )5‬تسريع وثيرة رقمنة الخدمات المالية من خالل وضع األطر القانونية والتنظيمية المالئمة لرقمنة الخدمات المالية بما ينعكس‬
‫على تخفيض كلفتها ومن ثم قدرة كافة شرائح السكان على استخدامها واالستفادة منها خاصة في أوقات األزمات‪ ،‬مع ضرورة‬
‫التحوط على األخص من المخاطر الناجمة عنها ويأتي على رأسها المخاطر السيبرانية‪.‬‬

‫‪35‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫شكل رقم (‪ :)2‬توقعات األداء االقتصادي الكلي للدول العربية لعامي ‪ 2022‬و‪2023‬‬
‫اتجاهات النمو االقتصادي‬
‫‪ ..‬وسط تباين متوقع لمعدالت النمو بحسب مجموعات الدول العربية المختلفة خالل أفق‬ ‫تشير التقديرات إلى ارتفاع نمو االقتصادات العربية إلى نحو ‪ 5.0‬في المائة في‬
‫التوقع‬ ‫عام ‪ ،2022‬وتراجع وتيرة النمو إلى ‪ 4.0‬في المائة في عام ‪2023‬‬
‫معدل نمو مجموعات الدول العربية (‪)%‬‬ ‫معدل نمو الدول العربية كمجموعة (‪)%‬‬
‫‪7.00‬‬
‫‪2021‬‬ ‫‪2022‬‬ ‫‪2023‬‬
‫‪6.00‬‬ ‫‪6.00‬‬
‫‪5.00‬‬ ‫‪4.00‬‬
‫‪4.00‬‬
‫‪2.00‬‬
‫‪3.00‬‬
‫‪0.00‬‬
‫‪2.00‬‬ ‫‪2014 2015 2016 2017 2018 2019 2020 2021 2022 2023‬‬
‫‪-2.00‬‬
‫‪1.00‬‬
‫‪0.00‬‬ ‫‪-4.00‬‬
‫الدول العربية‬ ‫الدول العربية دول مجلس الدول العربية الدول العربية‬ ‫‪-6.00‬‬
‫المصدرة للنفط‬ ‫األخرى‬ ‫المستوردة للنفط التعاون لدول‬
‫الخليج العربية المصدرة للنفط‬

‫المصدر‪ :‬مصادر رسمية وتقديرات وتوقعات صندوق النقد العربي‬ ‫المصدر‪ :‬مصادر رسمية وتقديرات وتوقعات صندوق النقد العربي‬

‫‪ ..‬حيث يتوقع تسجيل دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية نموا قويا بنسبة ‪5.8‬‬ ‫بما يعكس محصلة تأثير عدد من العوامل من بينها استمرار جائحة كوفيد‪،19-‬‬
‫في المائة في عام ‪ ،2022‬وانخفاضه إلى ‪ 3.6‬في المائة عام ‪2023‬‬ ‫وتأثير التطورات العالمية‪ ،‬واألثر المخفف لتلك التداعيات من خالل حزم التحفيز‬
‫المالي المتوقع االستمرار في تبنيها في عدد من الدول‬
‫معدل تغير الناتج المحلي اإلجمالي (‪)%‬‬
‫القيمة التراكمية لحزم التحفيز المتبناة في الدول العربية خالل الفترة‬
‫‪8.00‬‬
‫‪2021‬‬ ‫‪2022‬‬ ‫‪2023‬‬ ‫(‪( )2022-2020‬مليار دوالر)‬

‫‪6.00‬‬

‫‪4.00‬‬

‫‪2.00‬‬

‫‪0.00‬‬
‫السعودية‬ ‫اإلمارات‬ ‫قطر‬ ‫الكويت‬ ‫عمان‬ ‫البحرين‬

‫المصدر‪ :‬مصادر رسمية وتقديرات وتوقعات صندوق النقد العربي‬ ‫المصدر‪ :‬مصادر رسمية‬

‫قيما يتوقع تحقيق الدول العربية المستوردة للنفط وتيرة نمو معتدلة بحدود ‪ 3.7‬في‬ ‫قيما يتوقع تسجيل الدول العربية األخرى المصدرة للنفط نموا بنسبة ‪ 4.6‬و‪3.9‬‬
‫المائة في عام ‪ ،2022‬وارتفاعه إلى ‪ 5.0‬في المائة في عام ‪2023‬‬ ‫في المائة في عام ‪ 2022‬و‪2023‬‬
‫معدل تغير الناتج المحلي اإلجمالي (‪)%‬‬ ‫معدل تغير الناتج المحلي اإلجمالي (‪)%‬‬
‫‪8.00‬‬
‫‪6.00‬‬ ‫‪180.00‬‬
‫‪4.00‬‬ ‫‪160.00‬‬ ‫‪2021‬‬ ‫‪2022‬‬ ‫‪2023‬‬

‫‪2.00‬‬ ‫‪140.00‬‬
‫‪0.00‬‬ ‫‪120.00‬‬
‫‪100.00‬‬
‫‪-2.00‬‬
‫‪80.00‬‬
‫‪-4.00‬‬
‫‪60.00‬‬
‫‪-6.00‬‬ ‫‪40.00‬‬
‫‪-8.00‬‬ ‫‪20.00‬‬
‫‪-10.00‬‬ ‫‪0.00‬‬
‫‪-12.00‬‬ ‫الجزائر‬ ‫العراق‬ ‫اليمن‬ ‫ليبيا‬
‫‪2021‬‬ ‫‪2022‬‬ ‫‪2023‬‬
‫‪-14.00‬‬

‫المصدر‪ :‬مصادر رسمية وتقديرات وتوقعات صندوق النقد العربي‬ ‫المصدر‪ :‬مصادر رسمية وتقديرات وتوقعات صندوق النقد العربي‬

‫‪36‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫ثانيا ‪:‬توقعات األداء االقتصادي الكلي للدول العربية لعامي ‪ 2022‬و‪2023‬‬


‫اتجاهات تطور األسعار المحلية‬

‫من المتوقع ارتفاع معدل التضخم في الدول العربية في عام ‪ 2022‬بما يعكس تأثير التحديات التي تواجه سالسل اإلمداد‬
‫الدولية‪ ،‬واالرتفاعات المسجلة في أسعار السلع الزراعية والصناعية ومواد الطاقة نتيجة للتطورات العالمية األخيرة‪ ،‬عالوة‬
‫على تأثير الزيادة في مستويات الطلب الكلي‪ ،‬ورفع معدالت ضرائب االستهالك في بعض الدول العربية‪ ،‬والبدء بفرضها في‬
‫دول عربية أخرى‪ ،‬وأثر التمرير الناتج عن انخفاض قيمة بعض العمالت العربية مقابل العمالت الرئيسة‪ ،‬وتأثير عوامل‬
‫تضخمية أخرى تتباين من دولة عربية ألخرى ليسجل معدل التضخم للدول العربية كمجموعة نحو ‪ 7.5‬في المائة في عام‬
‫‪ 2022‬مقارنة مع نحو ‪ 5.7‬في المائة في عام ‪ ،2021‬فيما يتوقع تراجع نسبي لمعدل التضخم في عام ‪ 2023‬ليسجل ‪ 7.0‬في‬
‫المائة‪.‬‬

‫بالمائة مقارنة بالشهر المناظر من العام السابق‪ ،‬انعكاسا‬ ‫الدول العربية المصدرة للنفط‬
‫لزيادة أسعار كل من مجموعة النقل كنتيجة أساسية الرتفاع‬
‫أسعار البنزين بنسبة ‪ 26.3‬في المائة‪ ،‬األمر الذي كان له‬ ‫على صعيد هذه المجموعة من الدول‪ ،‬يتوقع أن يسجل‬
‫التأثير األكبر في زيادة معدل التضخم على أساس سنوي‬ ‫المستوى العام لألسعار خالل عام ‪ 2022‬زيادة قدرها‬
‫خالل الشهر المذكور‪ ،‬حيث إن الوزن النسبي لقسم النقل‬ ‫حوالي ‪ 8.5‬في المائة كنتيجة لتوقع ارتفاع معدل التضخم‬
‫يمثل نحو ‪ 13‬بالمائة من سلة الرقم القياسي ألسعار‬ ‫في مجموعة الدول العربية األخرى المصدرة للنفط ليبلغ‬
‫المستهلكين‪ .‬كما ارتفعت أسعار كل من مجموعة األغذية‬ ‫حوالي ‪ 11.4‬في المائة خالل عام ‪ .2022‬فيما يتوقع بقاء‬
‫والمشروبات‪ ،‬وتأثيث وتجهيزات المنزل‪ ،‬والتعليم‪،‬‬ ‫معدل التضخم في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية‬
‫والمطاعم والفنادق‪ ،‬والترفيه‪ .‬بينما تراجعت أسعار كل من‬ ‫معتدال بحدود ‪ 2.2‬في المائة بالنسبة للتوقعات في عام‬
‫مجموعة السكن والمياه والكهرباء والغاز‪ ،‬والمالبس‬ ‫‪ ،2023‬فيتوقع أن يسجل معدل التضخم بدول المجموعة‬
‫واالحذية (‪.)54‬‬
‫حوالي ‪ 8.9‬في المائة‪.‬‬
‫جاء ذلك في ضوء الموجة التضخمية العالمية الناتجة عن‬
‫فيما يلي عرض للتطورات المتوقعة على مستوى‬
‫مجموعة من العوامل منها ما هو متعلق بسالسل االمداد‬
‫العالمية‪ ،‬ومنها ما هو متعلق بأثر حزم التحفيز المتبناة من‬ ‫المجموعات الفرعية المتضمنة‪.‬‬
‫قبل الحكومات لدعم الطلب الكلي‪ .‬عليه‪ ،‬من المتوقع أن‬ ‫أ ) دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية‬
‫تتأثر معدالت التضخم في المملكة من خالل ارتفاع أسعار‬
‫السلع والخدمات المستوردة‪ ،‬وأثر تصحيح أسعار الديزل‬ ‫يتوقع أن يتأثر معدل التضخم ببعض دول المجموعة‬
‫محليا‪ ،‬إال أن تلك االرتفاعات من المتوقع أن تكون أقل حدة‬ ‫بالتغيرات في األسعار العالمية للنفط والغذاء‪ ،‬كنتيجة‬
‫مما كانت عليه في عام ‪ 2021‬نظرا لتالشي األثر الحسابي‬ ‫للتطورات العالمية‪ .‬وكذا بتأثير قيام بعض دول المجموعة‬
‫لقرار رفع ضريبة القيمة المضافة في منتصف عام ‪.2020‬‬ ‫بزيادة نسبة ضريبة القيمة المضافة أو البدء في العمل بها‪.‬‬
‫كمحصلة للتطورات سالفة االشارة‪ ،‬يتوقع خالل عام ‪2022‬‬
‫كنتيجة للتطورات السابقة‪ ،‬من المتوقع أن يبلغ معدل‬
‫أن يبلغ معدل التضخم حوالي ‪ 1.3‬في المائة‪ .‬وفيما يخص‬
‫عام ‪ ،2023‬من المتوقع أن يسجل معدل التضخم نحو ‪2.0‬‬ ‫التضخم بدول المجموعة حوالي ‪ 2.2‬في المائة خالل عام‬
‫في المائة‪.‬‬ ‫‪ ،2022‬وفيما يخص عام ‪ 2023‬فمن المتوقع أن يصل‬
‫معدل التضخم إلى نحو ‪ 2.4‬بالمائة‪.‬‬
‫في اإلمارات‪ ،‬ارتفع المستوى العام لألسعار خالل شهر‬
‫ديسمبر ‪ 2021‬بنحو ‪ 2.5‬في المائة‪ ،‬مقارنة بشهر ديسمبر‬ ‫التطورات على مستوى دول المجموعة‬
‫من العام السابق‪ .‬جاء ذلك كنتيجة الرتفاع أسعار كل من‬
‫مجموعة األغذية والمشروبات‪ ،‬والنقل‪ ،‬والتبغ‪ ،‬والمالبس‬ ‫في السعودية‪ ،‬شهد شهر فبراير من عام ‪ 2022‬ارتفاع‬
‫الرقم القياسي ألسعار المستهلكين بمعدل بلغ نحو ‪1.6‬‬

‫(‪ )54‬الهيئة العامة لإلحصاء‪ ،‬السعودية‪" ،)2022( ،‬الرقم القياسي ألسعار‬


‫المستهلك"‪ ،‬فبراير‪.‬‬

‫‪37‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫في البحرين‪ ،‬زاد المستوى العام لألسعار بنحو ‪ 3.1‬في‬ ‫واألحذية‪ ،‬والتجهيزات والمعدات المنزلية‪ ،‬والصحة‪،‬‬
‫المائة على أساس سنوي خالل شهر يناير من عام ‪ 2022‬في‬ ‫والترفيه‪ ،‬والمطاعم والفنادق‪ ،‬واالتصاالت‪ .‬في حين‬
‫ظل ارتفاع أسعار السلع المتضمنة في كل من مجموعة‬ ‫تراجعت أسعار كل من مجموعة السكن والمياه والكهرباء‬
‫الطعام والمشروبات‪ ،‬والتبغ‪ ،‬والمطاعم والفنادق‪ ،‬والنقل‪،‬‬ ‫والغاز‪ ،‬والتعليم (‪.)55‬‬
‫السكن والمياه والكهرباء والغاز(‪.)57‬‬ ‫بالنسبة للتوقعات خالل عامي ‪ 2022‬و‪ ،2023‬فمن‬
‫بالنسبة للتوقعات خالل عامي ‪ 2022‬و‪ ،2023‬يتوقع أن‬ ‫المتوقع أن يبلغ معدل التضخم حوالي ‪ 2.7‬في المائة خالل‬
‫يتأثر المستوى العام لألسعار بالزيادة في ضريبة القيمة‬ ‫عام ‪ ،2022‬ونحو ‪ 2.5‬في المائة خالل عام ‪.2023‬‬
‫المضافة من ‪ 5‬في المائة إلى ‪ 10‬في المائة مع بداية عام‬ ‫في قطر‪ ،‬سجل شهر فبراير ‪ 2022‬زيادة في المستوى العام‬
‫‪ ،2022‬إضافة إلى أثر ارتفاع أسعار الشحن البحري‪ .‬وكذا‬ ‫لألسعار بلغت نحو ‪ 3.9‬بالمائة وذلك مقارنة بالشهر‬
‫أثر ارتفاع أسعار بعض السلع خاصة السكر والبن والقمح‬ ‫المماثل من العام السابق‪ ،‬كمحصلة الرتفاع أسعار‬
‫والورق والخشب كنتيجة للتطورات التي يمر بها العالم‪.‬‬ ‫مجموعات كل من الترفيه والثقافة‪ ،‬والغذاء والمشروبات‪،‬‬
‫كمحصلة لتلك التطورات‪ ،‬من المتوقع أن يبلغ معدل‬ ‫والنقل‪ ،‬والسلع والخدمات األخرى‪ ،‬ومجموعة المالبس‬
‫التضخم خالل عام ‪ 2022‬نحو ‪ 2.5‬بالمائة‪ .‬أما بالنسبة لعام‬ ‫واألحذية‪ ،‬ومجموعة السكن والماء والكهرباء والغاز وأنواع‬
‫‪ 2023‬فيتوقع أن يبلغ معدل التضخم حوالي ‪ 2.2‬بالمائة‪.‬‬ ‫الوقود األخرى‪ ،‬والتعليم‪ ،‬واألثاث واألجهزة المنزلية‪،‬‬
‫في عُمان‪ ،‬ارتفع معدل التضخم السنوي خالل شهر فبراير‬ ‫واالتصاالت‪.‬‬
‫‪ 2022‬بنحو ‪ 3.28‬في المائة‪ ،‬مقارنة بالشهر المناظر من‬ ‫بينما انخفضت أسعار كل من مجموعتي الصحة‪ ،‬والمطاعم‬
‫عام ‪ .2021‬جاء ذلك نتيجة الرتفاع أسعار كل من مجموعة‬ ‫والفنادق‪ ،‬هذا وقد استقرت مجموعة التبغ عند نفس المستوى‬
‫المواد الغذائية والمشروبات‪ ،‬والتبغ‪ ،‬والمالبس واألحذية‪،‬‬ ‫(‪.)56‬‬
‫والسكن والماء والكهرباء والغاز وأنواع الوقود األخرى‪،‬‬ ‫فيما يخص التوقعات خالل عام ‪ ،2022‬من المتوقع أن يبلغ‬
‫واالثاث‪ ،‬والصحة‪ ،‬والنقل‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والترفيه‪ ،‬والمطاعم‬ ‫معدل التضخم نحو ‪ 4.3‬في المائة خالل عام ‪ ،2022‬أما‬
‫والفنادق‪ ،‬والسلع والخدمات المتنوعة (‪.)58‬‬ ‫بالنسبة لعام ‪ 2023‬فيتوقع أن يبلغ معدل التضخم حوالي‬
‫أما على مستوى التوقعات خالل عامي ‪ 2022‬و‪،2023‬‬ ‫‪ 3.5‬بالمائة‪.‬‬
‫فمن المتوقع أن يبلغ معدل التضخم حوالي ‪ 4.4‬في المائة‬ ‫في الكويت‪ ،‬بلغ معدل التضخم السنوي حوالي ‪ 4.3‬في‬
‫خالل عام ‪ ،2022‬وحوالي ‪ 3.5‬في المائة خالل ‪.2023‬‬ ‫المائة خالل شهر يناير ‪ .2022‬جاء ذلك نتيجة الرتفاع‬
‫ب) الدول العربية األخرى ال ُمصدرة للنفط‬ ‫أسعار كل من مجموعة األغذية والمشروبات‪ ،‬والمالبس‬
‫يتوقع أن يتأثر المستوى العام لألسعار بدول المجموعة‬ ‫واألحذية‪ ،‬وخدمات السكن‪ ،‬واالثاث‪ ،‬والصحة‪ ،‬والنقل‪،‬‬
‫باالرتفاع الذي تشهده األسعار العالمية للنفط والسلع األولية‬ ‫واالتصاالت‪ ،‬والثقافة والترفيه‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والمطاعم‪،‬‬
‫خاصة الغذائية منها‪ .‬ذلك باإلضافة الى تأثر اإلنتاج‬ ‫والفنادق‪.‬‬
‫الزراعي‪ ،‬وبالتالي المعروض من السلع الغذائية‪،‬‬ ‫تشهد معدالت التضخم المحلي بالكويت ضغوطا كنتيجة‬
‫بالظروف المناخية‪.‬‬ ‫الرتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل رئيس‪ ،‬إضافة إلى‬
‫كمحصلة للتطورات سالفة االشارة‪ ،‬من المتوقع أن يبلغ‬ ‫تزايد الضغوط من بعض العوامل األخرى المرتبطة‬
‫معدل التضخم في دول المجموعة حوالي ‪ 11.4‬في المائة‬ ‫بسالسل التوريد‪ ،‬وانتعاش اإلنفاق االستهالكي بعد اإلغالق‬
‫خالل عام ‪ ،2022‬وبالنسبة لعام ‪ 2023‬يتوقع أن يبلغ نحو‬ ‫على خلفية جائحة كوفيد‪ .19-‬ذلك باإلضافة إلى االثار‬
‫‪ 11.8‬بالمائة‪.‬‬ ‫الناتجة عن التداعيات األخيرة التي يشهدها االقتصاد‬
‫العالمي‪ ،‬وتأثيراتها على أسعار السلع األساسية‪.‬‬
‫في ضوء ما سبق‪ ،‬يعرض الجزء التالي توقعات اتجاهات‬
‫المستوى العام لألسعار في دول المجموعة‪.‬‬ ‫في ضوء التطورات المذكورة‪ ،‬يتوقع أن يسجل معدل‬
‫التضخم في عام ‪ 2022‬نحو ‪ 4.2‬في المائة‪ ،‬ونحو ‪3.8‬‬
‫في الجزائر‪ ،‬سجل معدل التضخم السنوي في شهر يناير‬ ‫بالمائة في عام ‪.2023‬‬
‫‪ 2022‬نحو ‪ 9.03‬في المائة مقارنة بالشهر المناظر من‬

‫(‪ )57‬هيئة المعلومات والحكومة االلكترونية‪" ،)2022( ،‬مؤشر أسعار‬ ‫(‪ )55‬المركز االتحادي للتنافسية واالحصاء‪ ،‬االمارات‪" ،)2021( ،‬الرقم‬
‫المستهلك"‪ ،‬يناير‪.‬‬ ‫القياسي ألسعار المستهلك"‪ ،‬ديسمبر‪.‬‬
‫(‪ )58‬المركز الوطني لإلحصاء‪ ،‬عُمان‪" ،)2022( ،‬النشرة اإلحصائية‬ ‫(‪ )56‬جهاز التخطيط واإلحصاء‪ ،‬قطر‪" ،)2022( ،‬الرقم القياسي‬
‫الشهرية"‪ ،‬مارس‪.‬‬ ‫ألسعار المستهلك"‪ ،‬فبراير‪.‬‬

‫‪38‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫التضخم العالمية‪ ،‬وأسعار النفط الخام األمر الذي سينعكس‬ ‫عام ‪ ،2021‬كمحصلة لزيادة أسعار مجموعات كل من‬
‫مباشرة على االقتصاد الليبي‪ ،‬حيث تعتمد ليبيا على‬ ‫األغذية والمشروبات‪ ،‬والمالبس واألحذية‪ ،‬واألثاث‪،‬‬
‫الواردات في تلبية أكثر من ‪ 80‬في المائة من الطلب‬ ‫والصحة‪ ،‬والنقل واالتصاالت‪ ،‬والتعليم والثقافة‬
‫الكلي)‪.(61‬‬ ‫والترفيه(‪.)59‬‬
‫في اليمن‪ ،‬كنتيجة الستمرار التطورات الداخلية‪ ،‬باإلضافة‬ ‫يتوقع خالل عامي ‪ 2022‬و‪ 2023‬أن يتأثر المستوى العام‬
‫إلى تداعيات جائحة كوفيد‪ ،19-‬يتوقع أن يواصل معدل‬ ‫لألسعار بعدد من العوامل اإلقليمية والدولية والمحلية‪.‬‬
‫التضخم تحقيق معدالت مرتفعة خالل عامي ‪2022‬‬ ‫فعلى المستوى الدولي واإلقليمي‪ ،‬سيتأثر المستوى العام‬
‫و‪.2023‬‬ ‫لألسعار بارتفاع أسعار المواد األساسية في االسواق‬
‫الدول العربية المستوردة للنفط‬ ‫‪.2‬‬ ‫الدولية كنتيجة للظروف التي يمر بها العالم‪ ،‬وكذا ظروف‬
‫ارتفاع معدالت التضخم ألبرز الشركاء التجاريين‬
‫من المتوقع أن يستمر االرتفاع بمعدالت التضخم في هذه‬ ‫للجزائر‪ .‬أما بالنسبة للعوامل المحلية المؤثرة على‬
‫المجموعة من الدول كنتيجة لتأثير التطورات الدولية على‬ ‫مستويات التضخم بالجزائر فتشمل التحديات المرتبطة‬
‫المستوى العام لألسعار العالمية للنفط‪ ،‬والسلع األولية خاصة‬ ‫بالحاجة إلى تنظيم األسواق الداخلية‪ ،‬وكذا تذبذب الظروف‬
‫النفط والغذاء‪ .‬ذلك إضافة إلى الضغوطات التضخمية الناتجة‬ ‫المناخية الذي يؤثر على اإلنتاج الفالحي ومستويات‬
‫عن تراجع قيمة العمالت المحلية لبعض هذه الدول مقابل‬ ‫المعروض من السلع الغذائية بالسوق المحلي‪.‬‬
‫العمالت الرئيسة وأثرها على ارتفاع التضخم المستورد نظرا‬
‫لالعتماد النسبي على السلع المستوردة في عدد من دول‬ ‫كمحصلة للتطورات السابقة‪ ،‬يتوقع أن يرتفع معدل التضخم‬
‫المجموعة‪.‬‬ ‫في الجزائر إلى نحو ‪ 7.7‬في المائة خالل عام ‪ ،2022‬ويزداد‬
‫ليصل إلى حوالي ‪ 8.8‬في المائة خالل عام ‪.2023‬‬
‫كمحصلة للتطورات المذكورة‪ ،‬من المتوقع في عام ‪2022‬‬
‫أن يبلغ معدل التضخم في دول المجموعة باستثناء كل من‬ ‫في العراق‪ ،‬ارتفع المستوى العام لألسعار خالل شهر فبراير‬
‫لبنان والسودان نحو ‪ 6.6‬في المائة‪ .‬وفيما يخص عام ‪2023‬‬ ‫‪ 2022‬ليصل إلى حوالي ‪ 5.1‬في المائة وذلك مقارنة بالشهر‬
‫فيتوقع انخفاض معدل التضخم بدول المجموعة ليبلغ حوالي‬ ‫المناظر من عام ‪ .2021‬جاء ذلك كنتيجة الرتفاع أسعار كل‬
‫‪ 5.2‬في المائة في عام ‪.2023‬‬ ‫من مجموعة األغذية والمشروبات‪ ،‬والتبغ‪ ،‬والمالبس‬
‫واألحذية‪ ،‬والسكن‪ ،‬والتجهيزات والمعدات المنزلية‪،‬‬
‫في ضوء ما سبق‪ ،‬يعرض الجزء التالي توقعات اتجاهات‬ ‫والصحة‪ ،‬والنقل‪ ،‬واالتصاالت‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والمطاعم‬
‫المستوى العام لألسعار في دول المجموعة‪.‬‬ ‫والفنادق‪ ،‬بينما تراجعت أسعار مجموعة الترفيه(‪ .)60‬بالنسبة‬
‫في مصر‪ ،‬ارتفع المستوى العام لألسعار خالل شهر فبراير‬ ‫لمعدل التضخم األساسي السنوي خالل شهر فبراير ‪،2022‬‬
‫‪ 2022‬بحوالي ‪ 5.1‬بالمائة وذلك بالمقارنة مع الشهر‬ ‫فقد ارتفع إلى ‪ 4.6‬في المائة‪.‬‬
‫المقابل من عام ‪ .2021‬جاء ذلك كنتيجة الرتفاع أسعار كل‬ ‫هذا‪ ،‬ويتوقع تأثر المستوى العام لألسعار في العراق خالل‬
‫من مجموعة األغذية والمشروبات‪ ،‬والتبغ‪ ،‬والمالبس‬ ‫عامي ‪ 2022‬و‪ 2023‬بارتفاع أسعار المواد األولية‬
‫واألحذية‪ ،‬والمسكن والمياه والكهرباء والغاز والوقود‪،‬‬ ‫وخاصة الغذائية منها‪ ،‬نتيجة للتطورات العالمية‪ ،‬وذلك‬
‫واألثاث والتجهيزات والمعدات المنزلية‪ ،‬والصحة‪،‬‬ ‫نظرا الستناد االقتصاد العراقي على الواردات في تلبية‬
‫والنقل‪ ،‬واالتصاالت‪ ،‬والثقافة‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والمطاعم‬ ‫احتياجات الطلب المحلي‪.‬‬
‫والفنادق (‪.)62‬‬
‫انعكاسا للتطورات المذكورة‪ ،‬من المتوقع أن يسجل معدل‬
‫هذا‪ ،‬ومن المتوقع أن يتأثر المستوى العام لألسعار في‬ ‫التضخم حوالي ‪ 7.0‬بالمائة خالل عام ‪ ،2022‬ونحو ‪6.2‬‬
‫مصر بالتغيرات في األسعار العالمية للمواد االولية‬ ‫في المائة خالل عام ‪.2023‬‬
‫وخاصة النفط والسلع الغذائية‪ ،‬كنتيجة للتطورات التي‬
‫يشهدها العالم‪ .‬إضافة إلى الضغوط التي يتعرض لها سعر‬ ‫فيما يخص ليبيا‪ ،‬تشير التقديرات األولية إلى أنه من‬
‫صرف العملة المحلية‪ ،‬كنتيجة لتراجع الموارد من النقد‬ ‫المتوقع أن يبلغ معدل التضخم خالل عام ‪ 2022‬حوالي‬
‫االجنبي‪ ،‬وأثرها في تراجع قيمتها األمر الذي يؤثر على‬ ‫‪ 8.0‬في المائة‪ .‬بالنسبة لعام ‪ 2023‬فيتوقع أن يبلغ معدل‬
‫التضخم نحو ‪ 6.2‬بالمائة‪ .‬يُعزى ذلك إلى ارتفاع معدالت‬

‫(‪ )61‬مصرف ليبيا المركزي‪" ،)2022( ،‬صندوق النقد العربي‪ :‬استبيان تقرير‬ ‫(‪ )59‬الديوان الوطني لإلحصائيات‪ ،‬الجزائر‪" ،)2022( ،‬تقرير االرقام‬
‫آفاق االقتصاد العربي ‪ -‬اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬ابريل‪.‬‬ ‫القياسية ألسعار المستهلك"‪ ،‬يناير‪.‬‬
‫(‪ )62‬الجهاز المركزي للتعبئة العامة واإلحصاء‪ ،‬مصر‪" ،)2022( ،‬النشرة‬ ‫(‪ )60‬وزارة التخطيط ‪ -‬الجهاز المركزي لإلحصاء‪ ،‬العراق‪،)2022( ،‬‬
‫الشهرية لألرقام القياسية ألسعار المستهلكين"‪ ،‬فبراير‪.‬‬ ‫"تقرير االرقام القياسية ألسعار المستهلك"‪ ،‬فبراير‪.‬‬

‫‪39‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫‪ .2023‬ويعود هذا باألساس لآلثار الناجمة عن ارتفاع‬ ‫المستوى العام لألسعار في السوق المحلي وخاصة تلك‬
‫األسعار العالمية للمواد األولية والزيادات المحتملة في‬ ‫المستوردة من الخارج‪.‬‬
‫أسعار الطاقة وتواصل الضغوطات على ميزان‬ ‫كمحصلة للتطورات سالفة االشارة‪ ،‬من المتوقع أن يرتفع‬
‫المدفوعات وسعر صرف الدينار‪ ،‬خاصة في ظل التراجع‬ ‫معدل التضخم في مصر ليسجل حوالي ‪ 8.5‬في المائة‬
‫النسبي للقيود المفروضة لتجاوز تداعيات الجائحة‬ ‫خالل عام ‪ .2022‬بالنسبة لعام ‪ ،2023‬فمن المتوقع تراجع‬
‫واالنتعاش التدريجي في الطلب‪.‬‬ ‫نسبي لمعدل التضخم إلى نحو ‪ 7.2‬في المائة‪.‬‬
‫انعكاسا للتطورات المذكورة سابقا‪ ،‬من المتوقع وفق أحدث‬ ‫في تونس‪ ،‬شهد شهر يناير ‪ 2022‬ارتفاع معدل التضخم‬
‫تقديرات للبنك المركزي التونسي أن يصل معدل التضخم‬ ‫ليصل إلى نحو ‪ 6.7‬بالمائة مقارنة بالشهر المناظر له من‬
‫إلى نحو ‪ 6.5‬بالمائة في عام ‪ ،2022‬وإلى حوالي ‪ 6.3‬في‬ ‫العام السابق‪ .‬جاء ذلك االرتفاع للشهر الرابع على التوالي‬
‫المائة في عام ‪.)64(2023‬‬ ‫حيث بلغ نحو ‪ 6.6‬بالمائة خالل شهر ديسمبر‪ ،‬و‪ 6.4‬في‬
‫بالنسبة للمغرب‪ ،‬ارتفع معدل التضخم في شهر فبراير‬ ‫المائة خالل شهر نوفمبر و‪ 6.3‬في المائة خالل شهر‬
‫‪ 2022‬ليصل إلى نحو ‪ 3.6‬في المائة مقارنة بالشهر‬ ‫أكتوبر‪ .2021‬بما يعكس بصفة أساسية ارتفاع أسعار كل‬
‫المماثل من عام ‪ ،2021‬كمحصلة الرتفاع كل من المواد‬ ‫من مجموعة المواد الغذائية‪ ،‬والتبغ‪ ،‬وأسعار األثـاث‬
‫الغذائية والمشروبات والتبغ‪ .‬كما زادت أسعار المواد غير‬ ‫والـتـجـهـيزات والخدمات الـمـنـزلـيـة‪.‬‬
‫الغذائية‪ ،‬مثل المالبس واألحذية‪ ،‬والسكن وملحقاته‪،‬‬ ‫بالنسبة لمعدل التضخم األساسي‪ ،‬الذي يُستثنى منه أسعار‬
‫واألثاث‪ ،‬والنقل‪ ،‬والترفيه‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والمطاعم‪ ،‬والفنادق‪.‬‬ ‫مجموعة التغذية والطاقة والسلع المحدد أسعارها إداريا‪،‬‬
‫فيما يتعلق بالتضخم األساسي‪ ،‬فقد بلغ حوالي ‪ 3.5‬في‬ ‫فقد بلغ نحو ‪ 6.5‬في المائة خالل شهر يناير من عام ‪2022‬‬
‫المائة خالل شهر فبراير من عام ‪ 2022‬بالمقارنة مع‬ ‫(‪.)63‬‬
‫الشهر المماثل من العام السابق(‪.)65‬‬ ‫فيما يتعلق بالتوقعات خالل عامي ‪ 2022‬و‪ ،2023‬من‬
‫بالنسبة للتوقعات خالل عامي ‪ 2022‬و‪ ،2023‬فمن‬ ‫المتوقع أن تساهم الضغوط التضخمية الحالية والمنتظرة‪،‬‬
‫المتوقع تزايد الضغوط التضخمية الخارجية التي نشأت في‬ ‫على الصعيدين الداخلي والخارجي‪ ،‬في تسارع نسق تطور‬
‫عام ‪ ،2021‬المتوقع استمرارها في النصف األول من عام‬ ‫المكونات الرئيسة لمؤشر الرقم القياسي ألسعار‬
‫‪ .2022‬من جهة أخرى‪ ،‬من أبرز العوامل التي من الممكن‬ ‫المستهلكين في الفترة القادمة‪ .‬على وجه الخصوص‪ ،‬يتوقع‬
‫أن تؤثر على تطورات األسعار المحلية‪ ،‬التحسن المتوقع‬ ‫أن تظل معدالت التضخم للمواد الغذائية الطازجة عند‬
‫في دورة الطلب الداخلي واالنخفاض المتوقع لسعر‬ ‫مستويات مرتفعة‪ ،‬نتيجة لتراجع االنتاج الفالحي بسبب‬
‫الصرف الفعلي الحقيقي(‪.)66‬‬ ‫تواصل الجفاف على مدى السنوات الماضية‪ ،‬وتشديد‬
‫في ضوء ما سبق ذكره‪ ،‬ووفقا لتوقعات بنك المغرب‪ ،‬من‬ ‫القيود على مياه الري والزيادة في تكاليف اإلنتاج‬
‫المتوقع أن يسجل معدل التضخم في عام ‪ 2022‬حوالي‬ ‫(المدخالت والطاقة)‪ .‬وعلى مستوى أسعار المواد المحدد‬
‫‪ 4.7‬في المائة‪ ،‬قبل أن يتراجع إلى ‪ 1.9‬في المائة في‬ ‫أسعارها إداريا التي تمثل نحو ‪ 26.5‬بالمائة من سلة‬
‫‪ .2023‬ويرتقب أن يرتفع مكونه األساسي إلى ‪ 4.7‬في‬ ‫االستهالك‪ ،‬سوف تؤثر اإلجراءات المتضمنة في قانون‬
‫المائة قبل أن يتباطأ إلى ‪ 2.6‬في المائة (‪.)67‬‬ ‫المالية لعام ‪ 2022‬والتوجه العام لخفض اإلنفاق بشكل‬
‫عام‪ ،‬ومزيد من التحكم في نفقات الدعم بشكل خاص على‬
‫في األردن‪ ،‬ارتفع معدل التضخم خالل شهر فبراير من‬ ‫أسعار المواد األساسية ومنتجات الطاقة وغيرها خالل‬
‫عام ‪ 2022‬ليسجل نحو ‪ 1.95‬بالمائة‪ ،‬جاء ذلك كمحصلة‬ ‫السنوات القادمة‪.‬‬
‫الرتفاع أسعار كل من المواد الغذائية‪ ،‬والمالبس‪ ،‬والسكن‬
‫وملحقاته‪ ،‬والنقل‪ ،‬والترفيه‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والمطاعم‪ ،‬والفنادق‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للتضخم األساسي‪ ،‬المحتسب عن طريق مؤشر‬
‫بينما تراجعت أسعار مجموعة الصحة (‪.)68‬‬ ‫األسعار عند االستهالك "دون اعتبار المواد الغذائية‬
‫الطازجة والسلع ال ُمحدد أسعارها إداريا"‪ ،‬فمن المنتظر أن‬
‫يواصل مساره التصاعدي التدريجي حتى منتصف‬

‫( ‪ ) 66‬بنك المغرب‪" .) 2022( ،‬صندوق النقد العربي‪ :‬استبيان تقرير افاق‬ ‫(‪ )63‬احصائيات تونس‪ ،‬تونس‪" ،)2022( ،‬مؤشر أسعار االستهالك‬
‫االقتصاد العربي ‪ -‬اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬ابريل‪.‬‬ ‫العائلي"‪ ،‬يناير‪.‬‬
‫(‪ )67‬بنك المغرب‪" .)2022( ،‬بيان صحفي الجتماع لجنة السياسة النقدية"‪،‬‬ ‫(‪ )64‬البنك المركزي التونسي‪" .)2022( ،‬صندوق النقد العربي‪ :‬استبيان‬
‫مارس‪.‬‬ ‫تقرير افاق االقتصاد العربي ‪ -‬اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬ابريل‪.‬‬
‫(‪ )68‬دائرة اإلحصاءات العامة‪ ،‬االردن‪" .)2022( ،‬مؤشر الرقم القياسي‬ ‫(‪ )65‬المندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬المغرب‪" ،)2022( ،‬الرقم االستداللي‬
‫ألسعار المستهلك"‪ ،‬فبراير‪.‬‬ ‫لألثمان عند االستهالك"‪ ،‬فبراير‪.‬‬

‫‪40‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫أسعار السلع والخدمات كافة‪ .‬كما كان لرفع الدعم عن‬ ‫هذا‪ ،‬وقد كان أثر الموجة التضخمية العالمية التي شهدها‬
‫الوقود والنفط انعكاسات مباشرة وغير مباشرة على أسعار‬ ‫العالم خالل عام ‪ 2021‬محدودا على األسعار المحلية وأقل‬
‫السلع من خالل زيادة تكلفة النقل والمواد الخام‪ .‬إضافة إلى‬ ‫بكثير من المتوقع‪ ،‬إذ لم يتجاوز معدل التضخم ‪ 1.35‬في‬
‫زيادة العملة المتداولة بالليرة اللبنانية لتغطية سحب الودائع‬ ‫المائة‪ .‬جاء ذلك بفضل العديد من اإلجراءات التي اتخذتها‬
‫بالعمالت األجنبية‪ ،‬وتمويل نفقات الدولة بما أدى إلى‬ ‫الحكومة‪ ،‬ومن أبرزها اعتماد سقوف لكلفة نقل البضائع‬
‫ضغوطات تضخمية مدفوعة بعوامل جذب الطلب بالتالي‬ ‫المستوردة لغايات احتساب الضرائب والرسوم الجمركية‬
‫تراجع قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدوالر‪.‬‬ ‫حتى نهاية عام ‪ .2021‬حيث تم مؤخرا تمديد هذا القرار‬
‫أما على الصعيد الخارجي‪ ،‬أثرت جائحة كوفيد‪ 19-‬بشدة‬ ‫حتى نهاية شهر مارس من عام ‪ .2022‬كما تم منع تصدير‬
‫على االقتصاد العالمي‪ ،‬وعلى مستويات األسعار العالمية‬ ‫المواد الغذائية األساسية وإعطاء األولوية للسوق المحلي‪،‬‬
‫حيث سجل مؤشر أسعار النفط (الطاقة) و مؤشرات‬ ‫وكذا تثبيت األسعار حتى نهاية عام ‪.2021‬‬
‫المشروبات الخفيفة و السلع الغذائية ارتفاع سنوي ملحوظ‬ ‫فيما يخص التوقعات خالل عامي ‪ 2022‬و‪ ،2023‬من‬
‫في عام ‪ .2021‬عالوة على تأثير الضغوطات التضخمية‬ ‫المتوقع أن تبقى توقعات التضخم خالل العامين المذكورين‬
‫الناتجة عن الزيادة في مستويات الطلب العالمي والتجارة‬ ‫ضمن مستويات معتدلة ومتسقة مع وتيرة تعافي النشاط‬
‫الدولية ما شك َّل ضغطا استثنائيا على الموارد العالمية‪،‬‬ ‫االقتصادي‪ ،‬إال أنها ستشهد ارتفاعا في ظل ارتفاع أسعار‬
‫وعلى جانب العرض وسالسل االمداد الدولية‪ .‬و مع ظهور‬ ‫النفط والغذاء في االسواق العالمية‪.‬‬
‫المتحورات الجديدة والتطورات الدولية األخرى من‬ ‫في ضوء التطورات المذكورة‪ ،‬يتوقع ارتفاع معدل‬
‫المتوقع استمرار هذه الزيادة في األسعار ‪ ،‬سينعكس ذلك‬ ‫التضخم باألردن خالل عامي ‪ 2022‬و‪ 2023‬ليسجل‬
‫على كلفة االستيراد واالنتاج المحلي وبالتالي على التضخم‬ ‫مستويات تدور حول ‪ 2.5‬بالمائة(‪.)69‬‬
‫المدفوع بعوامل دفع التكلفة‪.‬‬
‫أما في لبنان‪ ،‬فقد بلغ معدل التضخم السنوي لشهر يناير‬
‫في حال زيادة الضرائب والرسوم المرتقبة في موازنة‬ ‫‪ ،2022‬مقارنة بالشهر المماثل من العام السابق‪ ،‬حوالي‬
‫‪ ،2022‬سيشهد االقتصاد اللبناني ارتفاعا اضافيا لألسعار‬ ‫‪ 239.7‬بالمائة‪ ،‬حيث ارتفعت أسعار كل من المواد الغذائية‬
‫في ظل التحديات التي تواجه القطاعات الرئيسة التي تعد‬ ‫والمشروبات‪ ،‬والمالبس واالحذية‪ ،‬والمسكن وملحقاته‪،‬‬
‫بمثابة المحركات الرئيسة للنمو واالستثمار(‪.)70‬‬ ‫واألثاث والتجهيزات المنزلية‪ ،‬والصحة‪ ،‬والنقل‪ ،‬والتعليم‪،‬‬
‫في ضوء ما سبق‪ ،‬يتوقع أن يبلغ معدل التضخم حوالي‬ ‫واالتصاالت‪ ،‬والمطاعم والفنادق‪ ،‬والمواد الغذائية‪.‬‬
‫‪ 160‬في المائة في عام ‪ ،2022‬وبالنسبة لعام ‪2023‬‬ ‫هذا‪ ،‬وبحسب أحدث أرقام إدارة اإلحصاء المركزي‪ ،‬فقد‬
‫فيتوقع أن يبلغ معدل التضخم نحو ‪ 110‬في المائة‪.‬‬ ‫بلغ معدل التضخم السنوي ‪ 154.8‬في المائة خالل عام‬
‫في السودان‪ ،‬في ظل الظروف والتطورات الداخلية التي‬ ‫‪ ،2021‬مقارنة مع نحو ‪ 84.9‬في المائة في عام ‪.2020‬‬
‫تمر بها البالد‪ ،‬وذلك باإلضافة إلى األُثر الناتج عن ارتفاع‬ ‫سجل في مجموعات‬ ‫أما االرتفاع األكبر في األسعار ف ُ‬
‫األسعار العالمية للنفط والغذاء‪ ،‬من المتوقع أن يظل‬ ‫النقل‪ ،‬والمواد الغذائية والمشروبات غير الروحية‪،‬‬
‫المستوى العام لألسعار عند مستويات مرتفعة خالل عامي‬ ‫والمطاعم والفنادق واألثاث والتجهيزات المنزلية‪.‬‬
‫‪ 2022‬و‪.2023‬‬ ‫من ناحية أخرى‪ ،‬أظهرت أيضا نتائج استطالع األوضاع‬
‫في فلسطين‪ ،‬ارتفع المستوى العام لألسعار خالل عام‬ ‫االقتصادية الذي يقوم به مصرف لبنان للفصل الثالث‬
‫‪ 2021‬ليصل إلى نحو ‪ 1.2‬في المائة‪ ،‬على ضوء تسارع‬ ‫‪ 2021‬هذا المنحى التصاعدي لمستوى األسعار حيث‬
‫مستويات الطلب المحلي بشكل يفوق مستويات العرض‪،‬‬ ‫وصلت أسعار التجزئة إلى مستويات مرتفعة في الفصل‬
‫إلى جانب ارتفاع تكاليف الشحن الدولي وأسعار الواردات‬ ‫الثالث من هذا العام‪ ،‬إذ أشار ‪ 79‬بالمائة من أصحاب‬
‫السلعية وتحديدا أسعار المواد الغذائية والوقود‪ ،‬ومن‬ ‫المؤسسات التجارية التي تمت مقابلتهم إلى ارتفاع في‬
‫المتوقع ارتفاعه إلى ‪ 1.7‬في المائة في عام ‪ ،2022‬وإلى‬ ‫أسعار المبيعات مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق‪.‬‬
‫‪ 1.5‬في المائة في عام ‪.2023‬‬ ‫أما العوامل التي أدت إلى استمرار المنحى التصاعدي‬
‫في موريتانيا‪ ،‬سجل معدل التضخم السنوي خالل شهر‬ ‫لألسعار فهي عديدة أبرزها رفع الدعم عن المواد األساسية‬
‫فبراير ‪ 2022‬حوالي ‪ 6.1‬في المائة مقارنة بالشهر‬ ‫( المحروقات‪ ،‬مواد غذائية‪ ،‬ادوات و مستلزمات طبية)‬
‫وتأثيره على سعر الصرف مما أدى إلى زيادة إضافية في‬

‫(‪ )70‬مصرف لبنان‪" ،)2022( ،‬صندوق النقد العربي‪ :‬استبيان تقرير آفاق‬ ‫البنك المركزي األردني‪" .)2022( ،‬صندوق النقد العربي‪ :‬استبيان‬ ‫(‪)69‬‬

‫االقتصاد العربي ‪ -‬اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬ابريل‪.‬‬ ‫تقرير آفاق االقتصاد العربي ‪ -‬اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬ابريل‪.‬‬

‫‪41‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫في جيبوتي‪ ،‬يتوقع أن يبلغ معدل التضخم خالل عام ‪2022‬‬ ‫المناظر من عام ‪ .)71( 2021‬فقد ارتفعت أسعار كل من‬
‫نحو ‪ 3.4‬بالمائة‪ .‬فيما يتعلق بعام ‪ ،2023‬فمن المتوقع أن‬ ‫المواد الغذائية والمشروبات‪ ،‬والمالبس‪ ،‬والسكن والمياه‬
‫يبلغ معدل التضخم نحو ‪ 2.8‬بالمائة‪.‬‬ ‫والغاز والكهرباء والمحروقات‪ ،‬واألثاث‪ ،‬والصحة‪،‬‬
‫في الصومال‪ ،‬يتوقع أن يسجل معدل التضخم حوالي ‪4.1‬‬ ‫والنقل‪ ،‬والترفيه والثقافة‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والمطاعم‪ .‬في حين‬
‫في المائة خالل عام ‪ .2022‬في حين من المتوقع خالل عام‬ ‫تراجعت أسعار كل من التبغ‪ ،‬واالتصاالت‪.‬‬
‫‪ 2023‬أن يصل التضخم إلى نحو ‪ 3.5‬في المائة‪.‬‬ ‫بالنسبة للتوقعات خالل عامي ‪ 2022‬و‪ ،2023‬فمن‬
‫في القُمر‪ ،‬من المتوقع أن يسجل معدل التضخم نحو ‪4.2‬‬ ‫المتوقع أن يبلغ معدل التضخم حوالي ‪ 4.2‬في المائة خالل‬
‫بالمائة في عام ‪ .2022‬بالنسبة لعام ‪ 2023‬من المتوقع أن‬ ‫عام ‪ .2022‬وفيما يخص عام ‪ ،2023‬فيتوقع أن يصل‬
‫يصل معدل التضخم إلى نحو ‪ 3.1‬بالمائة‪.‬‬ ‫معدل التضخم إلى حوالي ‪ 3.1‬في المائة‪.‬‬

‫(‪)71‬‬
‫الوكالة الوطنية لإلحصاء والتحليل الديموغرافي واالقتصادي‪،‬‬
‫موريتانيا‪" .)2022( ،‬المؤشر الوطني ألسعار االستهالك"‪ ،‬فبراير‪.‬‬

‫‪42‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫شكل رقم (‪ :)3‬توقعات األداء االقتصادي الكلي للدول العربية لعامي ‪ 2022‬و‪2023‬‬
‫اتجاهات تطور األسعار المحلية‬
‫من المتوقع ارتفاع معدل التضخم في الدول العربية المصدرة للنفط إلى‬ ‫من المتوقع ارتفاع معدل التضخم في الدول العربية* إلى ‪ 7.5‬في المائة‬
‫قرابة نحو ‪ 8.5‬و‪ 8.9‬في المائة خالل أفق التوقع‬ ‫في عام ‪ ،2022‬بفعل تداعيات جائحة كوفيد‪ 19-‬والتطورات العالمية‪،‬‬
‫وتراجعه إلى نحو ‪ 7.0‬في المائة في عام ‪2023‬‬
‫معدل التضخم في الدول العربية المصدرة للنفط (‪)%‬‬

‫‪10.00‬‬ ‫معدل التضخم في الدول العربية (‪)%‬‬

‫‪8.00‬‬ ‫‪8.00‬‬

‫‪6.00‬‬ ‫‪6.00‬‬

‫‪4.00‬‬
‫‪4.00‬‬
‫‪2.00‬‬
‫‪2.00‬‬
‫‪0.00‬‬
‫‪0.00‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2021‬‬ ‫‪2022‬‬ ‫‪2023‬‬
‫‪2019‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2021‬‬ ‫‪2022‬‬ ‫‪2023‬‬
‫* باستثناء لبنان والسودان‬
‫المصدر‪ :‬تقديرات رسمية وتوقعات صندوق النقد العربي‬
‫المصدر‪ :‬تقديرات رسمية وتوقعات صندوق النقد العربي‬

‫في حين من المتوقع بقاء التضخم في مجموعة الدول العربية األخرى‬ ‫فيما يتوقع بقاء التضخم في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عند‬
‫المصدرة للنفط عند مستويات مرتفعة تبلغ ‪ 11.4‬و‪ 11.8‬في المائة‬ ‫مستويات معتدلة تتراوح مابين ‪ 2.4 - 2.2‬في المائة خالل أفق التوقع‬
‫خالل عامي ‪ 2022‬و‪ 2023‬على التوالي بفعل التطورات الداخلية‬
‫وزيادة مستويات االعتماد على الواردات‬ ‫معدل التضخم‪ :‬دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية (‪)%‬‬

‫‪5.00‬‬
‫معدل التضخم‪ :‬الدول العربية األخرى ال ُمصدرة للنفط (‪)%‬‬
‫‪2021‬‬ ‫‪2022‬‬ ‫‪2023‬‬ ‫‪4.00‬‬
‫‪30.00‬‬
‫‪25.00‬‬ ‫‪3.00‬‬

‫‪20.00‬‬
‫‪2.00‬‬
‫‪15.00‬‬
‫‪10.00‬‬ ‫‪1.00‬‬
‫‪5.00‬‬
‫‪0.00‬‬
‫‪0.00‬‬ ‫السعودية‬ ‫اإلمارات‬ ‫قطر‬ ‫الكويت‬ ‫عمان‬ ‫البحرين‬
‫الجزائر‬ ‫العراق‬ ‫اليمن‬ ‫ليبيا‬
‫‪2021‬‬ ‫‪2022‬‬ ‫‪2023‬‬

‫المصدر‪ :‬تقديرات رسمية وتوقعات صندوق النقد العربي‪.‬‬ ‫المصدر‪ :‬تقديرات رسمية وتوقعات صندوق النقد العربي‪.‬‬

‫حيث ستتجه معدالت التضخم نحو االنخفاض في عدد من دول‬ ‫في حين يتوقع ارتفاع معدل التضخم في الدول العربية المستوردة للنفط*‬
‫المجموعة مقارنة بالمستويات القياسية المسجلة عام ‪2020‬‬ ‫في عام ‪ 2022‬لتسجل ‪ 6.6‬في المائة‪ ،‬وانخفاضها نسبيا إلى ‪ 5.2‬في‬
‫المائة في عام ‪2023‬‬
‫معدل التضخم‪ :‬الدول العربية المستوردة للنفط (‪)%‬‬
‫‪400.0‬‬ ‫معدل التضخم‪ :‬الدول العربية المستوردة للنفط (‪)%‬‬
‫‪2021‬‬
‫‪2022‬‬
‫‪300.0‬‬ ‫‪7.00‬‬
‫‪2023‬‬
‫‪6.00‬‬
‫‪5.00‬‬
‫‪200.0‬‬
‫‪4.00‬‬
‫‪3.00‬‬
‫‪100.0‬‬ ‫‪2.00‬‬
‫‪1.00‬‬
‫‪0.0‬‬ ‫‪0.00‬‬
‫مصر‬

‫تونس‬

‫فلسطين‬
‫السودان‬

‫األردن‬

‫موريتانيا‬
‫المغرب‬

‫لبنان‬

‫القمر‬

‫الصومال‬
‫جيبوتي‬

‫‪2019‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2021‬‬ ‫‪2022‬‬ ‫‪2023‬‬

‫باستثناء لبنان والسودان‬


‫المصدر‪ :‬تقديرات رسمية وتوقعات صندوق النقد العربي‬ ‫المصدر‪ :‬تقديرات رسمية وتوقعات صندوق النقد العربي‪.‬‬

‫‪43‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫ثانيا ‪:‬توقعات األداء االقتصادي الكلي للدول العربية لعامي ‪ 2022‬و‪2023‬‬


‫التطورات النقدية والمصرفية‬

‫تلعب السياسة النقدية دورا مهما في التصدي للصدمات االقتصادية وامتصاص آثارها المختلفة على االقتصاد الكلي من خالل‬
‫تفعيل أدوات السياسة النقدية لضبط األوضاع النقدية وتعزيز متانة القطاع المالي الذي يلعب دورا مقدرا في التخفيف من حدة‬
‫تداعيات الجائحة في عدد من الدول العربية وتمكينه من القيام بدوره في تمويل مختلف األنشطة االقتصادية‪.‬‬
‫نظرا لظهور متحور "أوميكرون"‪ ،‬من المتوقع أن تتأثر توجهات النمو العالمي في المرحلة المقبلة نتيجة لفرض قيود على‬
‫حركة البضائع ورؤوس األموال واستمرار التحديات التي تواجه سالسل اإلمداد وكلها عوامل من شأنها رفع معدالت التضخم‪،‬‬
‫وهو ما يستلزم استجابة المصارف المركزية في عدد من الدول المتقدمة والنامية من خالل فرض سياسات نقدية انكماشية‬
‫بغرض تقييد األوضاع النقدية‪ .‬زاد من أهمية تلك التوجهات التطورات العالمية األخيرة التي نتج عنها ارتفاع أسعار السلع‬
‫األساسية‪.‬‬
‫إن بدء التوجه نحو تشديد السياسة النقدية االنكماشية على مستوى االقتصادات المتقدمة‪ ،‬ال سيما من قبل مجلس االحتياطي‬
‫الفي درالي األمريكي من خالل رفع أسعار الفائدة الرئيسة‪ ،‬من شأنه التأثير على تدفقات رؤوس األموال‪ ،‬وأسعار الصرف‬
‫وأوضاع المالية العامة‪ ،‬واالستقرار المالي في االقتصادات الناشئة والنامية خاصة مع الزيادة الكبيرة في مستويات الديون‬
‫خالل العامين الماضيين جراء السياسات ال مالية التوسعية الهادفة إلى مجابهة جائحة كوفيد‪ ،19-‬والحد من تداعياتها على‬
‫االقتصادات المتقدمة والناشئة والدول النامية‪.‬‬
‫الجدير بالذكر أن مجلس االحتياطي الفيدرالي األمريكي قام برفع سعر فائدة السياسة النقدية بمقدار ‪ 25‬نقطة أساس في‬
‫منتصف شهر مارس ‪ ،2022‬وهو ما انعكس على أسعار الفائدة في عدد من الدول العربية التي تثبت قيمة عمالتها مقابل‬
‫الدوالر األمريكي حيث اتجهت المصارف المركزية في هذه الدول إلى مواكبة هذا القرار‪ .‬ومن المتوقع استمرار التوجه نحو‬
‫تقييد السياسة النقدية في الدول العربية خالل أفق التوقع ال سيما فيما يتعلق بالدول التي تتبنى نظم أسعار الصرف الثابت في‬
‫ظل التوقعات التي تشير إلى توجه مجلس االحتياطي الفيدرالي إلى إجراء ست جوالت رفع ألسعار الفائدة خالل عام ‪2022‬‬
‫لترتفع الفائدة األمريكية إلى ‪ 1.9‬في المائة‪ ،‬واستمرار ارتفاعها في عام ‪ 2023‬لتصل إلى ‪ 2.8‬في المائة بحسب توقعات‬
‫اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة للمجلس‪ .‬كما ستدفع الضغوطات التضخمية األخيرة البنوك المركزية في الدول العربية التي‬
‫تتبني نظما مرنة لسعر الصرف إلى التوجه كذلك نحو تقييد السياسة النقدية خالل أفق التوقع‪ ،‬فيما ستحرص البنوك المركزية‬
‫على استمرار العمل بتدابير السياسة النقدية غير التقليدية الهادفة إلى دعم النمو والتشغيل‪.‬‬
‫فيما يتعلق بتطورات أسعار الصرف‪ ،‬ركزت المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية جهودها على تبني السياسات‬
‫الرامية إلى تكريس االستقرار النسبي لسعر صرف العمالت العربية مقابل العمالت األجنبية الرئيسة بما يساهم في الحد من‬
‫الضغوط التضخمية المستوردة‪ .‬في حين واصلت دول عربية االستفادة من تحرير سوق النقد األجنبي مما أدى إلى زيادة‬
‫تنافسية السلع والخدمات وتحسين موقف ميزان المعامالت الجارية‪ ،‬فيما عملت دول عربية أخرى في إطار سياساتها المتبناة‬
‫على فرض رسم على مبيعات النقد األجنبي لألغراض التجارية والشخصية في ظل محدودية الموارد من النقد األجنبي مما‬
‫كان له أثرا مباشرا في تقليص الفجوة ما بين سعر الصرف الرسمي والسعر في السوق الموازي‪.‬‬
‫تركز اإلصالحات المتبناة في الدول العربية على صعيد السياسة النقدية خالل أفق التوقع على زيادة مستويات كفاءة السياسة‬
‫النقدية في تحقيق مستهدفاتها من خالل تطوير بعض أدوات السياسة النقدية القائمة‪ ،‬واستحداث أدوات نقدية جديدة لضمان‬
‫إدارة السيولة وزيادة مستويات كفاءة األطر التشغيلية للسياسة النقدية والسياسات االحترازية الكلية‪ .‬كما تستهدف اإلصالحات‬
‫رسم وتنفيذ عمليات السياسة النقدية بما يتوافق مع متطلبات الخصائص الهيكلية لهذه االقتصادات مع األخذ في االعتبار مراقبة‬
‫تطورات األوضاع االقتصادية والنقدية والمصرفية المحلية من جهة‪ ،‬والتطورات في اتجاهات أسعار الفائدة على العمالت‬
‫العالمية من جهة أخرى‪ .‬من جانب آخر‪ ،‬تركز المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية جهودها اإلصالحية على تطوير‬
‫السوق المالية وتعزيز سيولتها بهدف تشجيع المستثمرين‪ ،‬كما تواصل العمل بالسياسات االحترازية الكلية الداعمة للنمو‬

‫‪44‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫االقتصادي وتعزيز استقرار القطاع المالي وتحقيق التكامل بين السياستين النقدية واالحترازية الكلية‪ .‬كما تولي المصارف‬
‫المركزية ومؤسسات النقد العربية أولوية خاصة للخدمات المالية الرقمية من خالل تطوير نُظم المدفوعات بما يواكب‬
‫التطورات التقنية‪ ،‬وإنشاء إدارات معنية بالتقنيات المالية لدعم تطوير هذا القطاع‪ ،‬فضال عن وضع األطر التنظيمية الالزمة‬
‫للسماح بترخيص البنوك الرقمية‪ ،‬وتقديم الخدمات المصرفية المفتوحة بهدف إيصال الخدمات المالية للعمالء بطريقة مبتكرة‬
‫لتعزيز الشمول المالي‪.‬‬

‫‪ 25‬نقطة أساس في أعقاب رفع الفائدة األمريكية في شهر‬ ‫‪ .1‬الدول العربية المصدرة للنفط‬
‫مارس من عام ‪.2022‬‬ ‫أ) دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية‬
‫على مستوى السياسات االحترازية الكلية‪ ،‬فبالرغم من‬ ‫غلبت المسارات التوسعية على موقف السياسة النقدية في‬
‫الظروف االستثنائية جراء جائحة كوفيد‪ 19-‬التي انعكست‬ ‫دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في عام ‪2021‬‬
‫بشكل كبير على توجهات االقتصاد العالمي والسعودي‬ ‫التي تأثرت بتباطؤ النشاط االقتصادي العالمي وتوجهات‬
‫خالل عامي ‪ 2020‬و‪ ،2021‬إال أن القطاع المصرفي‬ ‫السياسة النقدية في الواليات المتحدة األمريكية في ظل نظم‬
‫السعودي يتمتع بالمتانة واالستقرار وذلك وفقا لمؤشرات‬ ‫أسعار الصرف الثابت ال ُمتبناة في هذه البلدان‪.‬‬
‫السالمة المالية‪ ،‬إذ ارتفع معدل كفاية رأس المال إلى ‪20.3‬‬
‫في المائة في عام ‪ ،2020‬مقابل ‪ 19.4‬في المائة عام‬ ‫غير أن توجهات السياسة النقدية في هذه المجموعة شابها‬
‫‪ .2019‬كما ارتفع إجمالي االئتمان الممنوح بنسبة ‪15.5‬‬ ‫بعض التغيير بنهاية الربع األول من عام ‪ 2022‬بعد‬
‫في المائة‪ ،‬ونمت الودائع لديها بنسبة ‪ 8.3‬في المائة في‬ ‫قرارات مجلس االحتياطي الفيدرالي األمريكي برفع‬
‫عام ‪.2020‬‬ ‫أسعار فائدة السياسة النقدية بواقع ‪ 25‬نقطة أساس ألول‬
‫مرة منذ آخر جولة رفع في عام ‪ .2018‬في هذا الصدد‪،‬‬
‫يعمل البنك المركزي السعودي على عدد من القضايا ذات‬
‫حرص عدد من البنوك المركزية في اإلمارات والسعودية‬
‫األولوية خالل الفترة المقبلة مثل‪:‬‬
‫والكويت والبحرين‪ ،‬على رفع أسعار الفائدة الرسمية‬
‫دعم االبتكار في القطاع المالي بغرض تحقيق‬ ‫•‬ ‫للحفاظ على استقرار نظم أسعار الصرف الثابت التي‬
‫األهداف االستراتيجية لبرنامج تطوير القطاع‬ ‫تتبناها‪.‬‬
‫المالي المنبثق عن "رؤية المملكة العربية‬
‫السعودية ‪ "2030‬بما يضمن تحقيق أفضل‬ ‫فيما يلي التطورات الخاصة باألوضاع النقدية والمصرفية‬
‫المعايير الرقابية للخدمات والتقنيات المالية‬ ‫على مستوى دول المجموعة فرادي‪:‬‬
‫الجديدة والمبتكرة‪.‬‬ ‫في السعودية ‪ ، 72‬يستمر البنك المركزي السعودي في‬
‫تنمية االقتصاد الرقمي وتمكين المؤسسات‬ ‫•‬ ‫العمل على تحقيق أهدافه الرامية إلى المحافظة على‬
‫المالية من دعم نمو القطاع الخاص عن طريق‬ ‫االستقرار النقدي ودعم استقرار القطاع المالي من خالل‬
‫فتح المجال أمام جهات جديدة لتقديم الخدمات‬ ‫ضمان مستويات سيولة موائمة للتطورات في القطاعات‬
‫المالية‪.‬‬ ‫االقتصادية‪ ،‬مع االستمرار في المحافظة على استقرار‬
‫دعم وتعزيز استقرار القطاع المالي والمصرفي‬ ‫•‬ ‫سعر الصرف‪.‬‬
‫في المملكة‪ ،‬من خالل تبني أفضل المعايير‬
‫العالمية في مجالي اإلشراف والرقابة‪.‬‬ ‫بعد أن واكب موقف السياسة النقدية في المملكة المسار‬
‫تعزيز صالبة ومتانة الجهاز المصرفي لتمكينه‬ ‫•‬ ‫التوسعي من خالل تخفيض أسعار فائدة السياسة النقدية‬
‫من التغلب على أي صدمات مستقبلية من خالل‬ ‫خالل عامي ‪ 2020‬و‪ ،2021‬وهو ما ساهم في زيادة‬
‫تدعيم إطاري السالمة االحترازية الكلية وإدارة‬ ‫المعروض النقدي بمعناه الواسع (‪ )M2‬بنحو ‪ 9.7‬و‪4.9‬‬
‫السيولة‪.‬‬ ‫في المائة في عامي ‪ 2020‬و‪ ،2021‬قرر البنك المركزي‬
‫تطوير المنهجية الحالية الحتساب أسعار الفائدة‬ ‫•‬ ‫السعودي رفع سعر فائدة الريبو والريبو المعاكس بحوالي‬
‫المرجعية (‪ )SAIBOR‬باستخدام أفضل‬

‫(‪ )72‬البنك المركزي السعودي‪ ،‬السعودية‪" .)2022( ،‬استبيان تقرير آفاق‬


‫االقتصاد العربي‪ -‬اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬صندوق النقد العربي‪ ،‬ابريل‪.‬‬

‫‪45‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫واالقتصادية الناجمة عن جائحة كوفيد‪ ،19-‬وتعزيز‬ ‫الممارسات الدولية بهدف الحفاظ على جودة‬
‫مرحلة التعافي االقتصادي خالل العامين الماضيين‪.‬‬ ‫وسالمة أسعار الفائدة المرجعية في المملكة‪،‬‬
‫في اإلمارات‪ ،‬رفع مصرف اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫حيث تم االنتهاء من تطوير منهجية جديدة لحساب‬
‫المعيار (‪)Waterfall-based approach‬‬
‫المركزي فائدة اإليداع لليلة واحدة بمقدار ‪ 0.25‬نقطة‬
‫بهدف تطوير المؤشر المرجعي وجعله أكثر‬
‫مئوية بعد قرار مجلس االحتياطي الفيدرالي األمريكي رفع‬ ‫ديناميكية ليعكس أوضاع السيولة في سوق‬
‫سعر الفائدة‪ ،‬فيما قرر اإلبقاء على السعر الذي ينطبق على‬ ‫التمويل بالجملة‪.‬‬
‫اقتراض السيولة قصيرة األجل من المصرف المركزي‬ ‫يتم التنسيق بين السياستين النقدية واالحترازية الكلية من‬
‫من خالل كافة التسهيالت االئتمانية القائمة عند ‪ 50‬نقطة‬ ‫خالل لجنة االستقرار المالي التي تُعنى بشكل رئيس بوضع‬
‫فوق سعر األساس‪.‬‬ ‫واتخاذ السياسات االحترازية الكلية للحفاظ على تعزيز‬
‫واستقرار النظام المالي في المملكة‪ .‬وتُعقد اجتماعات‬
‫ونما عرض النقود بمعناه الواسع واألوسع بمقدار ‪ 5.7‬في‬ ‫اللجنة بشكل ربعي ويتم خاللها مناقشة التطورات العالمية‬
‫المائة و‪ 4.9‬في المائة على التوالي خالل شهر ديسمبر‬ ‫واإلقليمية والمحلية وتأثيرها على النظام المالي في‬
‫‪ ،2021‬نتيجة لخفض أسعار الفائدة بينما نمت الودائع‬ ‫المملكة‪ ،‬وتقييم المخاطر النظامية في النظام المالي‬
‫بمقدار ‪ 5.9‬في المائة في ديسمبر ‪ 2021‬مقارنة ‪.2020‬‬ ‫السعودي‪ ،‬واقتراح اإلجراءات المالئمة لتخفيف أثرها‬
‫وزادت قدرة المصارف على تمويل القطاع الخاص بنسبة‬ ‫على االستقرار المالي‪ .‬وقد ساهمت اللجنة بشكل فعال‬
‫‪ 1.1‬في المائة في ديسمبر ‪ ،2021‬في حين نما اجمالي‬ ‫خالل الفترة الماضية في التنسيق بين السياسات االقتصادية‬
‫التمويل ككل بمعدل ‪ 1.4‬في المائة(‪.)73‬‬ ‫لتعزيز االستقرار المالي في المملكة‪ .‬لعبت السياسات‬
‫االحترازية الكلية دورا إيجابيا خالل أزمة جائحة كوفيد‪-‬‬
‫من المتوقع الحفاظ على نمو االئتمان عند مستويات صحية‬ ‫‪ ،19‬حيث كان القطاع المصرفي السعودي في وضع‬
‫في عامي ‪ 2022‬و‪ ،2023‬بما يتماشى مع جهود‬ ‫مريح نسبيا قبل الجائحة نظرا للمستويات العالية لرأس‬
‫المصرف المركزي‪ ،‬والجهات الحكومية األخرى لتوفير‬ ‫المال والسيولة‪ ،‬التي كانت انعكاسا للتقدم الذي تم إحرازه‬
‫البيئة المالئمة لدعم النمو وتعزيز السيولة‪ .‬من المتوقع أن‬ ‫خالل العقد الماضي في تعزيز المعايير التنظيمية للبنوك‪،‬‬
‫يواصل القطاع المصرفي الحفاظ على وتيرة االستقرار‬ ‫ومساهمة السياسات االحترازية الكلية في تعزيز متانة‬
‫المالي‪ ،‬بدعم تدابير السياسة االحترازية الكلية‪.‬‬ ‫القطاع المالي في المملكة وتمكينه من القيام بدوره في دعم‬
‫على صعيد سياسة سعر الصرف‪ ،‬يحافظ مصرف‬ ‫االقتصاد‪.‬‬
‫اإلمارات العربية المتحدة المركزي على سياسة سعر‬ ‫قام البنك المركزي السعودي خالل عام ‪ 2021‬بتمديد‬
‫الصرف الثابت من خالل موائمة أسعار الفائدة المحلية مع‬ ‫بعض البرامج التحفيزية لدعم القطاع الخاص‪ ،‬ومنها‬
‫إعالن بنك االحتياطي الفيدرالي األمريكي ألسعار الفائدة‬ ‫برنامج التمويل المضمون لمدة عام إضافي‪ ،‬حتى ‪14‬‬
‫اإلسمية في الواليات المتحدة األمريكية بما يسهم في تحقيق‬ ‫مارس ‪ .2023‬كذلك أعلن البنك المركزي عن تمديد فترة‬
‫أهداف المصرف متمثلة في الحفاظ على االستقرار النقدي‬ ‫برنامج تأجيل الدفعات لمدة ثالثة أشهر إضافية حتى ‪31‬‬
‫والمالي‪ .‬حيث ظلت قيمة الدرهم االماراتي مقابل الدوالر‬ ‫مارس ‪ 2022‬كما سبق اإلشارة إليه‪ .‬يأتي ذلك لدعم‬
‫دون تغيير في حدود ‪ 3.6725‬درهم‪.‬‬ ‫القطاعات التي الزالت متأثرة من جائحة كوفيد‪،19-‬‬
‫في قطر‪ ،‬يهدف مصرف قطر المركزي إلى الحفاظ على‬ ‫ولتعزيز مستويات التعافي االقتصادي‪ .‬تساهم هذه البرامج‬
‫االستقرار السعري والمالي إضافة إلى توفير السيولة‬ ‫في تمكين جهات التمويل من القيام بدورها في دعم وتمويل‬
‫الكافية للقطاع المالي لدعم نمو االئتمان ومتطلبات‬ ‫القطاع الخاص‪ ،‬وتخفيف اآلثار االقتصادية والمالية على‬
‫االستثمار لمختلف قطاعات االقتصاد‪ .‬يمثل ربط الريال‬ ‫قطاع المنشآت متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة‪.‬‬
‫القطري بالدوالر األمريكي المكون الرئيس إلطار السياسة‬ ‫ساهمت االستجابة السريعة للبنك المركزي السعودي من‬
‫النقدية الخاص بمصرف قطر المركزي‪ ،‬من أجل تحقيق‬ ‫خالل حزم برامج التحفيز ودعم السيولة في تعزيز قدرة‬
‫االستقرار المالي ودعم النمو االقتصادي‪ .‬بناء عليه‪،‬‬ ‫القطاع الخاص والقطاع المالي على مواجهة االثار المالية‬
‫تستجيب معدالت السياسة النقدية لتحركات سعر الفائدة‬

‫(‪ )73‬مصرف اإلمارات العربية المتحدة المركزي‪ .)2022( ،‬اإلمارات‪،‬‬


‫"النشرة اإلحصائية‪ ،‬اإلحصاءات المصرفية والنقدية"‪ ،‬مارس‪.‬‬

‫‪46‬‬ ‫‪46‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫البحرين المركزي حجم اإلصدار المقبل من العملة الرقمية‬ ‫لمجلس االحتياطي الفيدرالي األمريكي‪ ،‬مع األخذ في‬
‫)‪ (CBDC‬بنفس الطريقة المتبعة حاليا في إصدار النقد‬ ‫االعتبار التطورات االقتصادية المحلية والعالمية لضمان‬
‫التقليدي‪ .‬في هذا الصدد‪ ،‬بدء المصرف في دراسة تجربة‬ ‫سيولة كافية تتفق مع متطلبات تمويل االستثمار والنمو‬
‫إصدار العملة الرقمية التي من المتوقع أن تعزز القدرة‬ ‫االقتصادي‪.‬‬
‫على تنفيذ سياسة نقدية أكثر استهدافا‪ ،‬ألنها ستسمح بتتبع‬ ‫بعد قرار مجلس االحتياطي الفيدرالي األمريكي برفع‬
‫كيفية إنفاق األموال في االقتصاد‪ .‬يتحوط المصرف إلى‬ ‫أسعار الفائدة اإلسمية بواقع ‪ 25‬نقطة أساس في منتصف‬
‫أية آثار مستقبلية عند إطالق العملة الرقمية مثل األثر على‬ ‫مارس ‪ ،2022‬اتخذ مصرف قطر المركزي قرارا برفع‬
‫القاعدة النقدية‪ ،‬باستخدام أدوات للتحكم فيها مثل تحديد‬ ‫سعر فائدة عمليات إعادة الشراء بحوالي ‪ 0.25‬نقطة‬
‫الحد األقصى للمعامالت التي تتم من خالل العملة الرقمية‪،‬‬ ‫مئوية‪ ،‬واإلبقاء على سعر فائدة اإلقراض وااليداع دون‬
‫أو تحديد مقدار حيازة العملة في المحفظة الرقمية‪.‬‬ ‫تغيير‪ .‬وذلك بعد عامين من جوالت الخفض التي انتهجها‬
‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬يركز مصرف البحرين المركزي جهوده‬ ‫المصرف منذ شهر مارس ‪ 2020‬التي ساهمت في ارتفاع‬
‫خالل العامين المقبلين على‪:‬‬ ‫مستويات المعروض النقدي بمعناه الواسع بمعدل ‪ 1.4‬في‬
‫المائة بنهاية عام ‪ 2021‬مقارنة بعام ‪.2020‬‬
‫• دراسة التحول من مؤشر أسعار الفائدة بين‬
‫البنوك (ليبور ‪ )75( )LIBOR‬إلى مؤشر أسعار‬ ‫من أهم القضايا والموضوعات ذات األولوية التي يركز‬
‫الفائدة لليلة واحدة (سوفر ‪ )76( )SOFR‬كبديل‬ ‫عليها مصرف قطر المركزي خالل أفق التوقع تطوير‬
‫ألسعار العائد الخالية من المخاطر التي يُشار إليها‬ ‫السوق المالية بجعلها أكثر سيولة جذبا لرؤوس األموال‬
‫باسم مؤشر األسعار المرجعية البديلة‪ ،‬كمعيار‬ ‫األجنبية‪ ،‬وتطوير وتشجيع البنوك على المساهمة بشكل‬
‫للمقارنة‪ ،‬واحتساب معدالت الفائدة ألدوات‬ ‫أكبر في عمليات اإلقراض في سوق ما بين البنوك‬
‫السياسة النقدية‪.‬‬ ‫(‪ )Interbank lending‬لزيادة مستويات كفاءة عمليات‬
‫• إطالق مؤشر جديد لتحديد أسعار الفائدة على‬ ‫إدارة السيولة‪ ،‬بما يساعد في الحفاظ على االستقرار المالي‬
‫الدينار لمعامالت التمويل في سوق ما بين البنوك‪.‬‬ ‫وانتقال أفضل للسياسة النقدية‪ ،‬عالوة على تركيزه على‬
‫• البدء بمشروع نظام تداول مباشر لألوراق المالية‬ ‫دعم التمويل المستدا م في ظل اهتمام القطاع المصرفي‬
‫الحكومية في السوق المالية الثانوية‪.‬‬ ‫القطري بالمساهمة في تقليل حدة التغيرات المناخية‪ ،‬من‬
‫خالل اتجاه البنوك القطرية نحو إصدار السندات‬
‫يعمل مصرف البحرين المركزي على تفعيل استخدام عدة‬
‫الخضراء‪ ،‬وتبني مبادرات للتمويل المستدام‪.‬‬
‫أدوات إلدارة السياسة النقدية‪ ،‬منها العمل على‪:‬‬
‫• تحديد سعر بيع وشراء الدينار البحريني مقابل‬ ‫في البحرين ( ‪ ،) 74‬يحرص مصرف البحرين المركزي‬
‫الدوالر األمريكي‪ ،‬وتحديد أسعار الفائدة على‬ ‫على ضمان استدامة واستقرار السياسة النقدية بالتوازي‬
‫الودائع واالقتراض من المصرف‪ ،‬وتحديد‬ ‫مع ضمان سعر صرف قوي وثابت مرتبط بالدوالر‬
‫أسعار مقايضة الدوالر بالدينار من المصرف‬ ‫األمريكي‪.‬‬
‫لفترة استحقاق أسبوع وشهر وثالثة أشهر وستة‬ ‫قام مصرف البحرين المركزي بخفض سعر فائدة السياسة‬
‫أشهر وسنة‪ ،‬عالوة على تحديد نسبة االحتياطي‬ ‫النقدية بواقع ‪ 1.25‬نقطة مئوية في عام ‪ 2020‬و‪ 2021‬في‬
‫اإللزامي‪ ،‬ومبيعات السوق المفتوحة‪ ،‬وضخ‬ ‫ظل توجهات السياسة النقدية في الواليات المتحدة‬
‫السيولة المباشر‪.‬‬ ‫األمريكية‪ ،‬فيما اتجه المصرف في منتصف شهر مارس‬
‫• توسيع قاعدة المشاركين في السوق األولي‬ ‫من عام ‪ ،2022‬إلى رفع أسعار فائدة اإليداع بمختلف‬
‫لألوراق المالية الحكومية بالدوالر األمريكي مع‬ ‫آجالها بمقدار ‪ 0.25‬نقطة مئوية استجابة لجولة الرفع التي‬
‫ضمان سعر الصرف‪.‬‬ ‫انتهجها مجلس االحتياطي الفيدرالي األمريكي في شهر‬
‫• تفعيل السوق الثانوي ألذونات الخزانة وأدوات‬ ‫مارس ‪.2022‬‬
‫الدين العام في بورصة البحرين‪.‬‬
‫يعمل المصرف المركزي على عدد من األولويات‬
‫أبرزها‪ ،‬التركيز على تجربة الدينار الرقمي كوسيلة دفع‬
‫رقمية بديلة وليست كأداة للسياسة النقدية‪ .‬سيحدد مصرف‬

‫)‪(75‬‬ ‫‪LIBOR: London Interbank offered rates‬‬ ‫(‪ )74‬مصرف البحرين المركزي‪ .)2022( ،‬البحرين‪" ،‬استبيان تقرير آفاق‬
‫‪(76) SOFR: The Secured Overnight Financing Rate‬‬ ‫االقتصاد العربي‪ :‬اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬أبريل‪.‬‬

‫‪47‬‬ ‫‪47‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫و‪ 4.3‬في المائة‪ ،‬على التوالي‪ .‬هذا وانخفضت نسبة‬ ‫• تفعيل أداة الوعد المنفرد(‪ )77‬بالصرف في المستقبل‪.‬‬
‫القروض المتعثرة من ‪ 4.2‬في المائة من إجمالي القروض‬ ‫حيث تعد هذه األداة آلية للوقاية من المخاطر‬
‫في نهاية عام ‪ 2020‬لتصل إلى ‪ 4.1‬في المائة في نهاية‬ ‫المتعلقة بتقلب أسعار الصرف وإدارة السيولة‬
‫سبتمبر ‪ .2021‬تشير التوقعات إلى استمرار تحقيق البنوك‬ ‫اليومية بطريقة قائمة على مبادئ الشريعة‬
‫العاملة في عُمان مؤشرات مرضية تزامنا مع استمرار نمو‬ ‫اإلسالمية‪.‬‬
‫النشاط االقتصادي وتحقيق المؤسسات التجارية مستويات‬ ‫وفى إطار دور مصرف البحرين المركزي في التنسيق‬
‫جيدة من التدفقات المالية‪ ،‬مما يسهم في ارتفاع السيولة‬ ‫بين السياستين النقدية واالحترازية الكلية لتعزيز االستقرار‬
‫المحلية‪.‬‬ ‫المالي‪ ،‬يقوم المصرف باآلتي‪:‬‬
‫• رصد التطورات االقتصادية والمالية‬
‫سجل متوسط أسعار الفائدة في سوق اإلقراض ما بين‬ ‫والتطورات ذات الصلة بالسيولة النقدية‪،‬‬
‫البنوك لليلة واحدة‪ ،‬انخفاضا ليصل إلى ‪ 0.391‬في المائة‬ ‫بواسطة لجنة السياسة النقدية في المصرف‬
‫في شهر يناير ‪ ،2022‬مقارنة مع ‪ 0.610‬في المائة في‬ ‫المركزي‪ ،‬والتوصية بشأن أدوات السياسة‬
‫شهر يناير من عام ‪ ،2021‬بما يعكس قرارات خفض‬ ‫النقدية وتحديد أسعار الفائدة على التسهيالت‬
‫أسعار الفائدة الرسمية التي تبناها البنك المركزي تماشيا‬ ‫التي يقدمها المصرف‪.‬‬
‫مع قرارات مجلس االحتياطي الفيدرالي األمريكي في عام‬ ‫• إطالق حزمة من القرارات والتسهيالت المالية‬
‫‪ .2021‬خالل شهر يناير ‪ ،2022‬ظل المتوسط المرجح‬ ‫لمواجهة انعكاسات انتشار جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫ألسعار الفائدة على عمليات إعادة الشراء التي يستخدمها‬ ‫على االقتصاد الوطني‪ ،‬حيث تم خفض نسبة‬
‫البنك المركزي العُماني لضخ السيولة عند الحاجة عند‬ ‫االحتياطي اإللزامي من ‪ 5‬في المائة إلى ‪ 3‬في‬
‫مستوى ‪ 0.50‬في المائة(‪.)79‬‬ ‫المائة من مارس ‪ 2020‬وحتى يونيو ‪.2022‬‬
‫• قام مصرف البحرين المركزي في عام ‪2020‬‬
‫شهد عام ‪ 2021‬نموا ملموسا لقطاع الصيرفة المتوافقة مع‬
‫و‪ 2021‬بتغييرات على أسعار الفائدة التي‬
‫الشريعة اإلسالمية في عُمان‪ ،‬حيث ارتفع إجمالي التمويل‬
‫يفرضها على مصارف قطاع التجزئة تماشيا‬
‫الممنوح من الوحدات التي تمارس هذا النشاط إلى حوالي‬
‫مع قرارات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة‬
‫عماني بنهاية شهر يناير ‪ 2022‬مسجلة‬ ‫ُ‬ ‫‪ 4.9‬مليار‬
‫التابعة لمجلس االحتياطي الفيدرالي األمريكي‪.‬‬
‫ارتفاعا بنسبة ‪ 10.6‬في المائة‪ ،‬مقارنة بالفترة نفسها من‬
‫ويأتي تعديل أسعار الفائدة على التسهيالت‬
‫العام الماضي‪ .‬كما نمت ودائع القطاع بنسبة ‪ 14.6‬في‬
‫المصرفية في سياق اإلجراءات األخرى التي‬
‫عُماني في نهاية شهر يناير‬ ‫المائة لتسجل ‪ 4.4‬مليار‬
‫اتخذها المصرف المركزي لضمان تحقيق‬
‫‪ .2022‬أما إجمالي األصول المتوافقة مع الشريعة‪ ،‬فقد‬
‫االستقرار النقدي والمالي‪.‬‬
‫ارتفعت بنسبة تقارب ‪ 12‬في المائة لتبلغ ‪ 5.9‬مليار‬
‫بما يمثل نحو ‪ 15.2‬في المائة من إجمالي أصول القطاع‬ ‫في عُمان(‪ ،)78‬مع استمرار تعافي االقتصاد العُماني من‬
‫المصرفي العُماني‪ ،‬وهو ما يشير إلى تنامي األهمية‬ ‫جائحة كوفيد‪ ،19-‬حققت مؤشرات المسح النقدي نتائج‬
‫النظامية للقطاع وفق المعيار ال ُمتبنى من قبل مجلس‬ ‫إيجابية خالل عام ‪ .2021‬فقد ارتفع عرض النقد بمعناه‬
‫الخدمات المالية اإلسالمية‪.‬‬ ‫الواسع (‪ )M2‬بنسبة ‪ 4.7‬في المائة بنهاية أكتوبر ‪2021‬‬
‫مقارنة بأكتوبر ‪ 2020‬مدعوما بارتفاع الودائع تحت‬
‫من بين أهم مجاالت التركيز للبنك المركزي العُماني خالل‬ ‫الطلب بالريال العُماني وأشباه النقود بنسب ‪ 7.5‬و‪ 5.0‬في‬
‫أفق التوقع نذكر ما يلي‪:‬‬ ‫المائة‪ ،‬على التوالي‪ .‬كما ارتفع إجمالي اإلقراض ال ُمقدم‬
‫من البنوك العاملة في عُمان بنسبة ‪ 5‬في المائة حتى أكتوبر‬
‫• المتابعة الحثيثة لمستجدات الوضع الوبائي‬
‫‪ 2021‬مدعوما بارتفاع اإلقراض ال ُمقدم للقطاع الخاص‬
‫وتأثيرها على مؤشرات االستقرار االقتصادي‬
‫الذي ارتفع بنسبة ‪ 2.4‬في المائة‪ .‬في المقابل ارتفع إجمالي‬
‫والمالي‪.‬‬
‫الودائع بنسبة ‪ 5.3‬في المائة‪ ،‬حيث جاء هذا االرتفاع نظير‬
‫• تعزيز فاعلية السياسة النقدية‪.‬‬ ‫زيادة ودائع القطاع العام والخاص على السواء بنسب ‪7.4‬‬

‫(‪ )78‬البنك المركزي ال ُعماني‪ ،‬عُمان‪" .)2022( ،‬استبيان تقرير آفاق االقتصاد‬ ‫تم تطوير هذه األداة استنادا إلى المعيار الخاص ألداة الوعد المنفرد‬ ‫) ‪( 77‬‬

‫العربي‪ -‬اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬صندوق النقد العربي‪ ،‬ابريل‪.‬‬ ‫بالصرف من قبل السوق المالية اإلسالمية الدولية ‪ IIFM‬والرابطة‬
‫(‪ )79‬البنك المركزي العُماني‪ .)2022( ،‬سلطنة عُمان‪" ،‬النشرة اإلحصائية‬ ‫الدولية للمبادالت والمشتقات )‪ ، (ISDA‬حيث تعتبر إضافة ألدوات‬
‫الشهرية"‪ ،‬يناير‪.‬‬ ‫التحوط المتوفرة في قطاع الصيرفة المتوافقة مع الشريعة‪.‬‬

‫‪48‬‬ ‫‪48‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫إصالحات (بازل ‪ )3‬وما يرافقها من تعديالت‬ ‫• العمل على مزيد من التنسيق بين السياسة النقدية‬
‫خالل السنوات القادمة‪.‬‬ ‫والسياسة المالية‪.‬‬
‫• التركيز على البيئة التنظيمية والتشغيلية للتقنيات‬ ‫• رفع مستوى الشمول المالي من خالل مبادرات‬
‫المالية الحديثة (‪ " )Fintech‬بهدف تحسين‬ ‫عديدة بالتشارك مع الحكومة ومؤسسات القطاع‬
‫وتطوير األنشطة المالية‪ ،‬بما في ذلك استحداث‬ ‫المالي‪.‬‬
‫منتجات وخدمات ونماذج أعمال متطورة في‬
‫مجال صناعة الخدمات المالية"‪.‬‬ ‫في الكويت)‪ ،(80‬يستمر بنك الكويت المركزي في سياسته‬
‫• العمل على تعزيز االستقرار النقدي والمالي‬ ‫الرامية لتنفيذ عمليات السياسة النقدية في ظل التطورات‬
‫باعتماد أفضل المعايير العالمية في المجال‬ ‫المحلية والعالمية مع مراعاة الخصائص الهيكلية لالقتصاد‬
‫اإلشرافي والرقابي على الجهاز المصرفي‬ ‫الكويتي‪ ،‬والتطورات النقدية والمصرفية‪ ،‬والتطورات في‬
‫والمالي‪.‬‬ ‫أسعار الفائدة العالمية‪ .‬يركز البنك المركزي جهوده على‬
‫• مواكبة المستجدات واالبتكارات المالية‬ ‫تحقيق االستقرار النقدي بهدف تعزيز تنافسية العملة‬
‫والمصرفية العالمية‪.‬‬ ‫الوطنية وتوفير االحتياجات التمويلية للقطاعات اإلنتاجية‪.‬‬

‫من أبرز اإلصالحات التي سيتم التركيز عليها فيما يتعلق‬ ‫على الرغم من أن الكويت تربط قيمة الدينار الكويتي بسلة‬
‫بإدارة السياسة النقدية خالل عامي ‪ 2022‬و‪ ،2023‬اآلتي‪:‬‬ ‫من العمالت‪ ،‬إال أنها استجابت بشكل كامل لقرار مجلس‬
‫• المزيد من تفعيل دور لجنة االستقرار النقدي‬ ‫االحتياطي الفيدرالي األمريكي‪ ،‬حيث أعلن بنك الكويت‬
‫والمالي في اتخاذ القرارات المتعلقة بالسياسة‬ ‫المركزي منتصف مارس ‪ 2022‬رفع سعر الخصم بواقع‬
‫النقدية والرقابية‪.‬‬ ‫‪ 0.25‬نقطة مئوية ليصبح ‪ 1.75‬في المائة‪.‬‬
‫• رسم وتنفيذ عمليات السياسة النقدية بما يوائم‬
‫الخصائص الهيكلية لالقتصاد الكويتي أخذا‬ ‫على مستوى أسعار الصرف‪ ،‬سيواصل بنك الكويت‬
‫باالعتبار مراقبة تطورات األوضاع االقتصادية‬ ‫المركزي خالل السنوات ‪ 2022‬و‪ 2023‬جهوده لتبني‬
‫والنقدية والمصرفية المحلية من جهة‪،‬‬ ‫السياسات الرامية إلى تكريس االستقرار النسبي لسعر‬
‫والتطورات في اتجاهات أسعار الفائدة على‬ ‫صرف الدينار الكويتي مقابل العمالت األجنبية الرئيسة‬
‫العمالت العالمية من جهة أخرى‪.‬‬ ‫وبما يساهم في الحد من الضغوط التضخمية المستوردة‪،‬‬
‫وذلك في ظل النظام المعمول به منذ ‪ 20‬مايو ‪2007‬‬
‫ب)‪ .‬الدول النفطية األخرى‬ ‫والقائم على ربط سعر صرف الدينار الكويتي بسلة خاصة‬
‫تشير البيانات إلى ثبات أسعار الفائدة اإلسمية دون تغيير‬ ‫موزونة من عمالت الدول التي ترتبط بعالقات تجارية‬
‫في ظل توجهات المصارف المركزية لدول المجموعة‬ ‫ومالية مؤثرة مع دولة الكويت‪.‬‬
‫لتبني موقف محايد للسياسة النقدية‪ ،‬على الرغم من لجوء‬
‫من أهم القضايا والموضوعات ذات األولوية التي سيركز‬
‫بعضها إلى زيادة القدرة التمويلية للمصارف التجارية من‬
‫عليها البنك المركزي الكويتي خالل عامي ‪2022‬‬
‫خالل تخفيض نسبة االحتياطي القانوني كما في العراق‪،‬‬
‫و‪ ،2023‬اآلتي‪:‬‬
‫بينما ظلت هذه النسبة بدون تغيير كما في ليبيا حيث تعتبر‬
‫األداة األكثر استخداما من قبل مصرف ليبيا المركزي‪ .‬كما‬ ‫• مواصلة العمل على وضع األطر الفنية‬
‫اتجهت بعض المصارف المركزية بدول المجموعة‪،‬‬ ‫والتشغيلية والتنظيمية الالزمة لتأسيس بنوك‬
‫وألول مرة منذ سنوات طويلة إلى تقديم تسهيالت لدعم‬ ‫رقمية في الكويت‪ ،‬بما يؤدي لفتح المجال أمام‬
‫السيولة المصرفية‪.‬‬ ‫شركات جديدة لتقديم الخدمات المالية‪ ،‬وذلك بما‬
‫يتوافق مع أهداف برنامج تطوير القطاع المالي‪.‬‬
‫فيما يلي التطورات الخاصة باألوضاع النقدية والمصرفية‬ ‫• مواصلة بنك الكويت المركزي جهوده في تطبيق‬
‫على مستوى دول المجموعة فرادي‪:‬‬ ‫أفضل المعايير الرقابية الدولية‪ ،‬وتحصين الجهاز‬
‫المصرفي وزيادة قدرته على مقاومة الصدمات‪،‬‬
‫في الجزائر‪ ،‬ينتهج مصرف الجزائر سياسة نقدية توسعية‬ ‫ومتابعة تطبيق المعايير الرقابية الصادرة عن‬
‫منذ عام ‪ 2020‬لدعم االقتصاد المحلي‪ ،‬تم في إطارها‬ ‫لجنة بازل للرقابة المصرفية‪ ،‬والمعروفة بحزمة‬

‫(‪ )80‬بنك الكويت المركزي‪ .)2022( ،‬الكويت‪" ،‬استبيان تقرير آفاق‬


‫االقتصاد العربي‪ :‬اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬أبريل‪.‬‬

‫‪49‬‬ ‫‪49‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫يعمل بنك الجزائر خالل أفق التوقع على مجموعة من‬ ‫خفض سعر فائدة السياسة النقدية ثالث مرات من ‪3.75‬‬
‫اإلصالحات على مستوى السياسة النقدية وسياسات سعر‬ ‫في المائة إلى ‪ 2‬في المائة‪ .‬كما تم خفض نسبة االحتياطي‬
‫الصرف من ضمنها توفير السيولة الالزمة لألنشطة‬ ‫القانوني ثالث مرات‪ ،‬لتنخفض من ‪ 10‬في المائة في شهر‬
‫االقتصادية المختلفة‪ ،‬وتنويع مصادر الدخل الحكومي‪،‬‬ ‫مارس ‪ 2020‬إلى ‪ 2‬في المائة في شهر فبراير ‪.2021‬‬
‫وتشجيع االستثمار من خالل استقطاب رؤوس األموال‬ ‫كما يعمل المصرف من خالل برنامج التيسير الكمي على‬
‫األجنبية‪ ،‬والعمل على ادخال الكتلة النقدية المتداولة خارج‬ ‫تمويل العجز في الموازنة العامة للدولة منذ شهر سبتمبر‬
‫الجهاز المصرفي إلى القنوات الرسمية عن طريق إطالق‬ ‫‪ .2017‬في ظل االرتفاعات الكبيرة المسجلة في أسعار‬
‫شبابيك الصيرفة االسالمية في البنوك‪ ،‬وتخفيض الحد األدنى‬ ‫السلع األساسية مؤخرا واتجاه معدالت التضخم نحو‬
‫لمعامل السيولة من أجل رفع مستوى التمويل المتاح‪.‬‬ ‫االرتفاع لتسجل أعلى مستوى لها منذ عام ‪ ،2012‬من‬
‫المتوقع أن يبدأ مصرف الجزائر في تقييد السياسة النقدية‬
‫في ليبيا(‪ ،)82‬شهد عام ‪ 2021‬تعافي كبير لالقتصاد الليبي‬ ‫خالل عام ‪ ،2022‬تلك التوجهات التي يتوقع كذلك‬
‫ال سيما في ظل ارتفاع إنتاج النفط الخام وانتعاش أسعاره‬ ‫استمرارها في عام ‪ 2023‬في محاولة الحتواء االنخفاض‬
‫العالمية‪ ،‬مما خفض الضغوطات على عمليات تمويل‬ ‫المسجل في قيمة العملة واحتواء الضغوطات التضخمية‪.‬‬
‫المصرف المركزي للموازنة العامة‪ .‬من المتوقع بقاء نسبة‬
‫االحتياطي اإللزامي التي تعد أحد أهم أدوات السياسة‬ ‫على مستوى سياسات سعر الصرف‪ ،‬تراجعت قيمة الدينار‬
‫النقدية في ليبيا دون تغيير في عام ‪.2022‬‬ ‫الجزائري بحوالي ‪ 2‬في المائة أمام الدوالر األمريكي عام‬
‫ت ال سيما في ظل‬ ‫تواجه السياسة النقدية في ليبيا تحديا ٍ‬ ‫‪ ،2020‬وبالمقابل شهدت قيمة العملة الجزائرية تحسنا‬
‫مسايرة السياسة المالية في ليبيا هي للدورة االقتصادية‪.‬‬ ‫مقابل اليورو بحوالي ‪ 3‬في المائة في عام ‪ .2020‬ويعتبر‬
‫بالتالي‪ ،‬ففي ظل انتعاش أسعار النفط الخام‪ ،‬من المتوقع‬ ‫سعر الصرف من العوامل التي تؤثر على اتجاهات‬
‫ارتفاع حجم اإلنفاق العام‪ ،‬وهو ما سيعمل على زيادة‬ ‫األسعار المحلية في الجزائر مع ارتفاع الطلب على السلع‬
‫الضغوطات التضخمية‪ ،‬هذا فضال على أنه من المتوقع أن‬ ‫المستوردة‪ ،‬وبالتالي التأثير على اإلنتاج المحلي واألسعار‬
‫تشهد معدالت التضخم ارتفاعا ملحوظا في عام ‪2022‬‬ ‫المحلية‪.‬‬
‫بسبب ارتفاع معدالت التضخم العالمية‪ ،‬حيث تستورد ليبيا‬
‫نسبة تتعدى ‪ 80‬في المائة من إجمالي الطلب الكلي من‬ ‫وقد قام بنك الجزائر بتبني عدد من اإلجراءات خالل عامي‬
‫(‪)81‬‬
‫السلع والخدمات‪ ،‬األمر الذي سيفرض تحديات كبيرة على‬ ‫‪ 2021-2020‬لدعم السيولة بما يشمل‪:‬‬
‫البنك المركزي الحتواء الضغوطات التضخمية‪.‬‬ ‫الزيادة في حدود إعادة التمويل لألوراق المالية‬ ‫•‬
‫العامة القابلة للتداول‪ ،‬وتمديد فترة إعادة التمويل‬
‫يبذل المصرف المركزي الليبي جهودا إليجاد آلية تعمل‬ ‫من سبعة (‪ )7‬أيام إلى شهر واحد (‪ )1‬وتلبية كافة‬
‫من خاللها المصارف التجارية على تشجيع القطاع‬ ‫طلبات إعادة التمويل المصرفي‪.‬‬
‫الخاص من أجل رفع نسبة مساهمته في النشاط‬
‫تخفيف القواعد االحترازية الخاصة بالسيولة‬ ‫•‬
‫االقتصادي‪ ،‬وذلك في ظل التحديات التي تواجه السياسة‬
‫وحقوق الملكية وتصنيف المستحقات حتى ‪30‬‬
‫النقدية المتمثلة في القانون رقم (‪ )1‬لسنة ‪ 2013‬بشأن منع‬
‫سبتمبر ‪ 2020‬وتخفيض عتبة معامل السيولة من‬
‫التعامل بالفائدة‪ ،‬باإلضافة إلى إتباع سياسات تهدف الحد‬
‫أجل الحفاظ على مستوى التمويل المتاح‪.‬‬
‫من التضخم المستورد‪.‬‬
‫إعفاء البنوك والمؤسسات المالية من االلتزام‬ ‫•‬
‫عالوة على ما سبق‪ ،‬يركز المصرف خالل عامي ‪2022‬‬ ‫ببناء متطلب هامش وقاية رأس المال‪.‬‬
‫و‪ 2023‬على تبني اإلصالحات الكفيلة بزيادة مستويات‬ ‫تأجيل المواعيد النهائية للدفع لشرائح االئتمان‪،‬‬ ‫•‬
‫كفاءة إدارة السياسة النقدية‪ ،‬وسعر الصرف ومن المتوقع‬ ‫المستحقة أو إعادة جدولة المستحقات (بدون‬
‫أن يتم تخفيف القيود على استخدامات النقد األجنبي‪،‬‬ ‫تخفيض التصنيف)‪.‬‬
‫وبالتالي انخفاض هامش سعر الصرف في السوق‬ ‫ضمان استمرار التمويل للعمالء الذين استفادوا‬ ‫•‬
‫الموازية خالل أفق التوقع‪.‬‬ ‫من إجراءات التأجيل أو إعادة الجدولة‪.‬‬

‫(‪ )82‬مصرف ليبيا المركزي‪ ،‬ليبيا‪" .)2022( ،‬استبيان تقرير آفاق‬ ‫‪ 81‬بنك الجزائر‪ .)2022( ،‬الجزائر‪" ،‬استبيان تقرير آفاق االقتصاد‬
‫االقتصاد العربي‪ -‬اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬صندوق النقد العربي‪ ،‬ابريل‪.‬‬ ‫العربي‪ :‬اإلصدار الحادي عشر"‪ ،‬أبريل‪.‬‬

‫‪50‬‬ ‫‪50‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫‪ 9‬تريليون دينار عراقي‪ ،‬تركزت أغلبها في قطاع اإلسكان‬ ‫في العراق( ‪ ،) 83‬يحرص البنك المركزي العراقي على‬
‫والقطاعات اإلنتاجية (القطاع الزراعي والصناعي‬ ‫تحقيق االستقرار في األسعار المحلية من خالل العمل على‬
‫والخدمي) وبمعدالت فائدة منخفضة‪ ،‬بما يشمل‪:‬‬ ‫إصالح سعر صرف العملة‪ ،‬باإلضافة إلى االستمرار في‬
‫• إصدار منتجات مالية تقليدية ومتوافقة مع‬ ‫تعزيز االستقرار المالي من خالل إصدار منتجات مالية‬
‫الشريعة بآجال متنوعة وأسعار فائدة محددة‬ ‫تقليدية ومتوافقة مع الشريعة بآجال متنوعة وأسعار فائدة‬
‫بهدف إدارة السيولة لدى القطاع المصرفي‪.‬‬ ‫محددة بهدف إدارة السيولة لدى القطاع المصرفي‪ .‬حيث‬
‫• تخفيض تكلفة االقتراض للقطاعات االقتصادية‬ ‫يعمل البنك المركزي على تعزيز واالستمرار في‪:‬‬
‫لتعزيز بيئة داعمة للنمو االقتصادي والمحافظة‬ ‫• تنفيذ سياسة نقدية قائمة على تكامل اشارتي (سعر‬
‫على االستقرار المالي‬ ‫الفائدة‪ ،‬وسعر الصرف) بغرض تحقيق‬
‫االستقرار في السوق النقدي عبر تعظيم الطلب‬
‫في اليمن‪ ،‬تواجه السياسة النقدية تحديات كبيرة نظرا‬
‫النقدي على الدينار العراقي‪ ،‬حيث يعتبر استقرار‬
‫لتطورات األوضاع الداخلية‪ ،‬وهو ما يفرض ضغوطات‬ ‫السوق النقدية المدخل الرئيس للسيطرة على‬
‫على السياسة النقدية‪ .‬يركز البنك المركزي جهوده منذ عام‬ ‫معدالت التضخم‪.‬‬
‫‪ 2011‬على توفير التمويل الالزم للوفاء بمرتبات العاملين‬ ‫• دعم قيمة العملة الوطنية من خالل الحفاظ على‬
‫بالدولة سواء من خالل المنح من دول الجوار أو من خالل‬ ‫استقرار سعر صرف الدينار العراقي مقابل‬
‫سحب االحتياطيات‪.‬‬ ‫الدوالر األمريكي بهدف تقليص الفجوة بين‬
‫السعر الموازي والرسمي من أجل ضمان‬
‫من جانب آخر‪ ،‬أدت األوضاع الداخلية إلى تأثر المورد‬ ‫استقرار األسعار في ظل تحسن الوضع‬
‫األساسي للنقد األجنبي ممثال في الصادرات النفطية بما‬ ‫االقتصادي نتيجة ارتفاع أسعار النفط وتطبيق‬
‫نتج عنه ضغوط على قيمة العملة المحلية وارتفاع معدالت‬ ‫اإلصالحات المتضمنة في "الورقة البيضاء"‪.‬‬
‫التضخم‪.‬‬ ‫ومن المتوقع أن يحافظ الدينار العراقي على‬
‫رغم التحديات التي تواجهها اليمن‪ ،‬إال أن البنك المركزي‬ ‫سعره في حدود ‪ 1470‬دينار مقابل الدوالر لفترة‬
‫في عدن استمر في إجراءاته الرامية لتحقيق االستقرار‬ ‫تصل إلى أكثر من سنتين‪.‬‬
‫في المستوى العام لألسعار المحلية‪ ،‬وسعر صرف العملة‬ ‫لدعم التعافي االقتصادي سيستمر البنك المركزي باتباع‬
‫المحلية من خالل تقليل الضغط على سوق الصرف‬ ‫سياسة نقدية تيسيرية من خالل المحافظة على سعر فائدة‬
‫األجنبي‪.‬‬ ‫السياسة عند ‪ 4‬في المائة‪ ،‬كما قام البنك المركزي بإعادة‬
‫نسبة االحتياطي االلزامي إلى ‪ 15‬في المائة بدال من ‪13‬‬
‫‪ .2‬الدول العربية المستوردة للنفط‬
‫في المائة على الودائع الجارية وذات الطبيعة الجارية‬
‫في ظل التحديات المحلية واإلقليمية والدولية التي تواجه‬ ‫بالدينار العراقي للودائع الحكومية والخاصة‪.‬‬
‫الدول العربية المستوردة للنفط‪ ،‬اتسم موقف السياسة‬
‫يسعى البنك المركزي العراقي خالل العامين القادمين إلى‬
‫النقدية في عدد من دول المجموعة بتبني سياسة نقدية‬
‫تشخيص المخاطر المالية النظامية‪ ،‬ورصد وتحليل‬
‫توسعية خالل عامي ‪ 2020‬و‪ 2021‬بهدف تنشيط‬
‫التغيرات في النظام المالي‪ ،‬من خالل تطبيق وتحليل‬
‫مستويات منح االئتمان‪ ،‬ال سيما للقطاعات الرئيسة‬
‫مؤشرات السالمة المالية في الجهاز المصرفي من حيث‬
‫والمشروعات الصغيرة والمتوسطة فيما لجأت بلدان‬
‫كفاية رأس المال‪ ،‬ومعدل تغطية السيولة‪ ،‬وقدرة‬
‫أخرى إلى تقييد السياسة النقدية سواء في ظل نظم أسعار‬
‫المصارف العراقية على مواجهة المخاطر المحتملة‪،‬‬
‫الصرف الثابتة التي تتبناها‪ ،‬أو بهدف احتواء التضخم‬
‫ونسبة صافي التمويل المستقر للجهاز المصرفي الذي‬
‫وتخفيف الضغوطات على عمالتها المحلية‪.‬‬
‫يشير إلى قدرة المصارف على مواجهة التزامات السيولة‬
‫تتبنى عدد من دول المجموعة سياسات وإصالحات لزيادة‬ ‫في األجل المتوسط‪.‬‬
‫مستويات مرونة أسعار الصرف‪ ،‬واستهداف التضخم‬
‫طرح البنك المركزي عدد من المبادرات لدعم التمويل‬
‫بهدف دعم التنافسية الدولية‪ ،‬وتحقيق االستقرار السعري‬
‫المقدم من المصارف التجارية وصلت قيمتها إلى حوالي‬

‫(‪ )83‬البنك المركزي العراقي‪ .)2022( ،‬جمهورية العراق‪" ،‬استبيان تقرير‬


‫آفاق االقتصاد العربي‪ :‬اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬أبريل‪.‬‬

‫‪51‬‬ ‫‪51‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫تقلبات األسواق المالية في الدول الناشئة؛ مما أدى إلى‬ ‫في إطار برامج اإلصالح االقتصادي التي يجري تنفيذها‬
‫ضغوط تضخمية محلية وزيادة الضغط على الميزان‬ ‫حاليا‪ .‬سجلت بعض دول المجموعة تقدما ملموسا ساعد‬
‫الخارجي‪.‬‬ ‫على تنشيط الصادرات وجذب تدفقات االستثمار األجنبي‪،‬‬
‫بالتالي وحرصا من البنك المركزي على الحفاظ على‬ ‫فيما ال تزال دول أخرى تواجه بعض التحديات بما يستلزم‬
‫استقرار االقتصاد الكلي ومكتسباته‪ ،‬فإن البنك المركزي‬ ‫مواصلة الجهود لتحقيق مستهدفات البنوك المركزية في‬
‫يؤمن بأهمية مرونة سعر الصرف لتكون بمثابة أداة‬ ‫هذا اإلطار‪.‬‬
‫المتصاص الصدمات والحفاظ على القدرة التنافسية‬ ‫فيما يلي التطورات الخاصة باألوضاع النقدية والمصرفية‬
‫لمصر‪.‬‬ ‫على مستوى دول المجموعة فرادي‪:‬‬
‫في ضوء هذه التطورات؛ وبالنظر إلى معدل التضخم‬
‫المستهدف للبنك المركزي والبالغ ‪ 7‬في المائة ‪ 2(±‬نقطة‬ ‫ت خالل‬‫في مصر(‪ ،)84‬تواجه إدارة السياسة النقدية تحديا ٍ‬
‫مئوية) في المتوسط خالل الربع الرابع من عام ‪2022‬؛‬ ‫عامي ‪ 2022‬و‪ 2023‬في ظل الضغوطات التي تواجه‬
‫قررت لجنة السياسة النقدية رفع أسعار العائد األساسية‬ ‫األوضاع الخارجية نتيجة ارتفاع مستوى العجز في ميزان‬
‫لدى البنك المركزي بمقدار ‪ 100‬نقطة أساس بما يعكس‬ ‫المعامالت الجارية‪ ،‬واالتجاهات التصاعدية لمعدالت‬
‫حرص لجنة السياسة النقدية على تحقيق معدالت تضخم‬ ‫التضخم في ظل التطورات العالمية األخيرة‪.‬‬
‫منخفضة ومستقرة على المدي المتوسط كشرط أساسي‬ ‫بناء عليه‪ ،‬قررت لجنة السياسة النقديـة للبنك المركزي‬
‫لدعم القوة الشرائية للمواطن المصري وتحقيق معدالت‬ ‫المصـري في اجتماعهـا االستثنائي الذي انعقد يوم ‪21‬‬
‫نمو مرتفعة ومستدامة‪.‬‬ ‫مارس ‪ 2022‬رفع سعري عائد اإليداع واإلقراض لليلة‬
‫من المتوقع استمرار الموقف التقييدي للسياسة النقدية في‬ ‫واحدة وسعر العملية الرئيسة للبنك المركزي بواقع ‪100‬‬
‫مصر خالل عامي ‪ 2022‬و‪ 2023‬بما يساهم في خفض‬ ‫نقطة أساس ليصل إلى ‪ 9.25‬في المائة‪ ،‬و‪ 10.25‬في‬
‫الضغوطات التضخمية والوصول بمعدل التضخم إلى‬ ‫المائة‪ ،‬و‪ 9.75‬في المائة على التوالي‪ .‬كما تم رفع سعر‬
‫المستويات المستهدفة في إطار سياسة استهداف التضخم‪.‬‬ ‫االئتمان والخصم بواقع ‪ 100‬نقطة أساس ليصل إلى‬
‫‪ 9.75‬في المائة‪ .‬وأشار بيان لجنة السياسة النقدية إلى أنه‬
‫في األردن(‪ ،)85‬كانت توجهات السياسة النقدية في األردن‬ ‫على مدار الفترة الماضية نجح برنامج اإلصالح‬
‫محايدة في عام ‪ 2021‬في ظل قيام البنك المركزي بتثبيت‬ ‫االقتصادي المصري في تحقيق العديد من المكتسبات‬
‫سعر فائدة السياسة النقدية عند مستوى ‪ 2‬في المائة في عام‬ ‫وعلى رأسها رفع كفاءة مؤشرات االقتصاد الكلي لمصر؛‬
‫‪ 2021‬وثبات سعر فائدة اتفاقيات إعادة الشراء ألجل‬ ‫وهو ما مهد الطريق لمواجهة أي تحديات واضطرابات‬
‫أسبوع‪ ،‬ونسبة االحتياطي النقدي القانوني في حدود ‪2.50‬‬ ‫اقتصادية قد تطرأ نتيجة لعوامل خارجية باألساس‪ ،‬حيث‬
‫في المائة و‪ 5‬بالمائة على التوالي‪ ،‬ما ساهم في انخفاض‬ ‫كان لمكتسبات برنامج اإلصالح االقتصادي بالغ األثر في‬
‫متوسط سعر فائدة تعامالت سوق ما بين البنوك‬ ‫حماية االقتصاد من التقلبات المفرطة واألزمات‪ .‬كما‬
‫(االنتربنك) بواقع ‪ 0.05‬نقطة مئوية في عام ‪ .2021‬أدى‬ ‫ساعدت اإلصالحات الهيكلية التي تبناها كل من البنك‬
‫ذلك إلى ارتفاع معدل نمو السيولة المحلية (‪ )M2‬بحوالي‬ ‫المركزي والحكومة المصرية على تبني إجراءات‬
‫‪ 5.5‬في المائة نتيجة الرتفاع معدل نمو إجمالي االئتمان‬ ‫اقتصادية وحزم تحفيز استثنائية على مدار العامين‬
‫الممنوح بالعملة المحلية بحوالي ‪ 5.1‬في المائة‪ ،‬وارتفاع‬ ‫الماضيين بهدف توفير الدعم للمواطنين وتخفيف العبء‬
‫إجمالي الودائع المصرفية بالعملة المحلية بمعدل ‪ 7‬في‬ ‫عليهم خالل أزمة جائحة كوفيد‪ .19-‬وخالل الفترة‬
‫المائة في عام ‪.2021‬‬ ‫األخيرة‪ ،‬بدأت الضغوط التضخمية العالمية في الظهور‬
‫في المقابل‪ ،‬استجاب البنك المركزي األردني إلى قرار‬ ‫من جديد بعد بوادر تعافي االقتصاد العالمي من‬
‫رفع سعر الفائدة الذي أعلنه مجلس االحتياطي الفيدرالي‬ ‫االضطرابات الناجمة عن جائحة كوفيد‪ ،19-‬ذلك بسبب‬
‫األمريكي في منتصف مارس ‪ ،2022‬وقرر رفع أسعار‬ ‫التطورات العالمية؛ حيث ارتفعت المخاطر المتعلقة‬
‫الفائدة الرئيسة بمقدار ‪ 0.25‬نقطة مئوية مما يساعد على‬ ‫باالقتصاد العالمي‪ .‬يأتي على رأس تلك الضغوط االرتفاع‬
‫خفض التضخم وجذب المزيد من تدفقات رؤوس األموال‪.‬‬ ‫الملحوظ في األسعار العالمية للسلع األساسية‪ ،‬واضطراب‬
‫سالسل اإلمداد وارتفاع تكاليف الشحن‪ ،‬باإلضافة إلى‬

‫( ‪ ) 85‬البنك المركزي األردني‪ ،‬األردن‪" .)2022( ،‬استبيان تقرير آفاق‬ ‫( ‪ ) 84‬البنك المركزي المصري‪ ،‬مصر‪" .)2022( ،‬بيان لجنة السياسة‬
‫االقتصاد العربي‪ -‬اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬صندوق النقد العربي‪ ،‬ابريل‪.‬‬ ‫النقدية"‪ ،‬مارس‪.‬‬

‫‪52‬‬ ‫‪52‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫على نحو مستدام بالتوازي مع تلبية احتياجات‬ ‫أما فيما يتعلق بالتوقعات لألوضاع النقدية والتطورات في‬
‫ورغبات الجمهور بمختلف فئاته بعدالة وكفاءة تعزيزا‬ ‫أسعار الصرف خالل عامي ‪ 2022‬و‪ ،2023‬وعلى الرغم‬
‫للشمول المالي‪ .‬ويسعى البنك حاليا إلى وضع إطار‬ ‫من استمرار التبعات السلبية لجائحة كوفيد‪ 19-‬على‬
‫تنظيمي خاص بالخدمات المصرفية المفتوحة‪ ،‬بهدف‬ ‫االقتصاد الوطني‪ ،‬فإن البنك المركزي يتابع بشكل حثيث‬
‫إيصال الخدمات المالية والمصرفية للعمالء بطريقة‬ ‫كل المستجدات عالميا وإقليميا ومحليا وسيقوم باتخاذ ما‬
‫مبتكرة من خالل التطبيقات الحديثة كالهاتف النقال‬ ‫يلزم من إجراءات وإصدار التعليمات الالزمة بما يحافظ‬
‫ومنصات االنترنت بطريقة موحدة تراعي أحكام‬ ‫على االستقرار النقدي والمالي واستقرار سعر الصرف‪،‬‬
‫السرية المصرفية‪.‬‬ ‫ويحمي االقتصاد الوطني واستقراره‪ ،‬هذا باإلضافة إلى‬
‫االستمرار في تنظيم أعمال مؤسسات الجهاز المصرفي‬
‫▪ استكمال تجهيز نظام التسوية اآلنية للمدفوعات‬ ‫بهدف تعزيز مراكزها المالية وتفعيل دورها في تمويل‬
‫(‪ )RTGS–JO‬للعمل من خالل شبكة البنوك اآلمنة‬ ‫النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫(‪ ،)VPN‬وتطوير نظام مركز المقاصة االلكترونية‬
‫للشيكات للوصول إلى أعلى درجات الكفاءة‬ ‫أما على صعيد التطورات في أسعار الصرف‪ ،‬يمثل نظام‬
‫والفاعلية‪ ،‬مما سيسهم في التوقف عن االعتماد على‬ ‫سعر الصرف الثابت مع الدوالر األمريكي الركيزة‬
‫القاعدة الورقية‪ ،‬وسرعة تنفيذ أوامر الدفع وتداول‬ ‫األساسية للسياسة النقدية‪ ،‬وقد ساهم هذا النظام في خدمة‬
‫األموال‪ ،‬وتحسين كفاءة البنوك في إدارة مخاطر‬ ‫االقتصاد األردني بشكل فعال وأدى إلى تعزيز الثقة‬
‫السيولة والتسوية‪ ،‬ورفع مستوى الثقة في النظام‬ ‫بالدينار األردني منذ اعتماده في عام ‪ ،1995‬كما يتماشى‬
‫المالي األردني محليا ودوليا‪.‬‬ ‫نظام سعر الصرف الثابت مع سعر الصرف المتوازن‬
‫على المدى الطويل‪ ،‬وبالتالي سيواصل البنك المركزي في‬
‫إن عملية اتخاذ قرارات السياسة النقدية في البنك المركزي‬ ‫الفترة المقبلة استخدام سياسة سعر الصرف الثابتة كركيزة‬
‫األردني تأخذ بعين االعتبار الموائمة والتنسيق مع السياسة‬ ‫للسياسة النقدية ‪.‬‬
‫االحترازية لتحقيق األهداف الرئيسة المتمثلة في االستقرار‬
‫النقدي والمالي في المملكة‪ .‬يمكن االستدالل على ذلك من‬ ‫تتمثل أولويات البنك المركزي األردني خالل الفترة المقبلة‬
‫خالل تتبع تطورات التدابير واإلجراءات التي تم اتخذها‬ ‫بشكل رئيس في‪:‬‬
‫على مدار العقد الماضي‪ ،‬وخالل فترة جائحة كوفيد‪،19-‬‬
‫وجه البنك المركزي البنوك العاملة بتأجيل توزيع أرباح‬ ‫▪ المحافظة على االستقرار النقدي والمالي وضمان‬
‫المساهمين لعام ‪ 2019‬لتعزيز مراكزها المالية‪ ،‬إضافة‬ ‫قابلية تحويل الدينار األردني والحفاظ على جاذبيته‬
‫إلى قراره بمنح وزن مخاطر صفر لغايات احتساب نسبة‬ ‫وتعزيز النمو االقتصادي الشامل بما يتوافق مع‬
‫كفاية رأس المال على القروض والسلف الممنوحة من‬ ‫السياسات االقتصادية‪.‬‬
‫خالل برامج البنك المركزي لتمويل القطاعات االقتصادية‬
‫الحيوية والشركات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬ ‫▪ تطوير استراتيجية وطنية جديدة للشمول المالي‬
‫لألعوام (‪ ،)2025-2023‬ومن المتوقع أن يتم‬
‫في السياق ذاته‪ ،‬لم يتجه البنك المركزي األردني لتخفيف‬ ‫إطالقها خالل العام الحالي‪ .‬وستكون هذه‬
‫القيود على سياسته االحترازية خالل فترة الجائحة الوبائية‬ ‫االستراتيجية بمثابة خارطة طريق نحو تعزيز‬
‫وحسب‪ ،‬بل اعتمد على تعزيز السيولة النقدية دون المساس‬ ‫الشمول المالي لجميع السكان‪.‬‬
‫بأولوية الحفاظ على متانة ومنعة الجهاز المصرفي‬
‫▪ التحضير للبدء بإعداد استراتيجية متكاملة لتعزيز‬
‫األردني‪ .‬بذلك وائم البنك المركزي بين تحقيق التيسير على‬
‫التمويل األخضر في المملكة بالتشارك مع القطاع‬
‫القطاعات االقتصادية واألفراد وتوفير السيولة التي‬
‫المصرفي والمالي والمؤسسات الدولية ذات العالقة‪،‬‬
‫يحتاجها االقتصاد المحلي بالتزامن مع حماية القطاع‬
‫ويأتي ذلك تعزيرا للجهود الوطنية الساعية إلى‬
‫المصرفي األردني ومؤشراته التنافسية اإلقليمية القوية‪.‬‬
‫مواجهة مخاطر التغير المناخي‪.‬‬
‫على الرغم من الظروف الصعبة وغير المسبوقة التي مر‬ ‫▪ مواصلة العمل على تنظيم البنوك الرقمية المتكاملة‬
‫بها األردن جراء االزمة الوبائية وتداعياتها االقتصادية‬ ‫في المملكة‪ ،‬ووضع اإلطار التنظيمي الالزم للسماح‬
‫واالجتماعية‪ ،‬استطاع الجهاز المصرفي األردني الحفاظ‬ ‫بترخيصها‪ ،‬للمساهمة في دعم وتيرة وتطور القطاع‬
‫على سالمة أوضاعه المالية واإلدارية‪ ،‬واالحتفاظ بنسب‬ ‫المصرفي األردني‪ ،‬ومواكبته للتطورات الحاصلة‬
‫مرتفعة وآمنة لمؤشرات المتانة المالية‪ ،‬وذلك بالمقارنة مع‬

‫‪53‬‬ ‫‪53‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬ولخفض المخاطر الناتجة عن التضخم‬ ‫المستويات المفروضة من قبل البنك المركزي األردني‬
‫المستورد‪ ،‬أصدر البنك المركزي في شهر مايو ‪2021‬‬ ‫وحتى بالمقارنة بالمعايير الدولية‪.‬‬
‫تعليمات للبنوك تنظم استعمال أدوات التغطية طويلة المدى‬
‫ضد مخاطر الصرف‪ ،‬وارتفاع أسعار المواد األساسية بما‬ ‫في تونس(‪ ،)86‬خفض البنك المركزي التونسي سعر فائدة‬
‫يمكن المتعاملين االقتصاديين وخاصة في أسواق المواد‬ ‫السياسة النقدية إلى ‪ 6.25‬في المائة عام ‪ ،2021‬مقارنة‬
‫األساسية من تحديد أسعار المشتريات عند مستويات‬ ‫بنحو ‪ 6.75‬في المائة في مارس ‪ ،2020‬ما ساهم في‬
‫معقولة ‪.‬‬ ‫خفض متوسط سعر فائدة تعامالت سوق ما بين البنوك‬
‫(االنتربنك) من ‪ 6.86‬في المائة إلى ‪ 6.24‬في المائة‪،‬‬
‫فيما يتعلق بسوق الصرف‪ ،‬فبعد االصالحات التي وقع‬ ‫وأبقى البنك المركزي على نسبة االحتياطي القانوني في‬
‫إرساءها منذ ‪ ،2011‬التي ساهمت في تعميق سوق‬ ‫حدود ‪ 1‬في المائة‪ .‬هذه التوجهات التوسعية في أسعار‬
‫الصرف المحلي والدفع بقدرته على توفير السيولة الالزمة‬ ‫الفائدة أدت إلى نمو المعروض النقدي بحوالي ‪ 8.8‬في‬
‫للناشطين االقتصاديين مع تدعيم مساهمة سوق الصرف‬ ‫المائة‪ ،‬وارتفاع معدل نمو إجمالي االئتمـــان الممنوح‬
‫في تحديد قيمة الدينار‪ ،‬قام البنك المركزي سنة ‪2021‬‬ ‫بمعدل ‪ 10.5‬في المائة خالل عام ‪ .2021‬كما بلغ معدل‬
‫بإعادة صياغة النصوص القانونية لسوق الصرف وسوق‬ ‫نمو الودائع بالعملة المحلية نحو ‪ 6.7‬في المائة‪ .‬وفى آخر‬
‫العمالت األجنبية لتكون مواكبة لتطورات األسواق‬ ‫تحديث للبنك المركزي فيما يتعلق بتغيرات أسعار الفائدة‪،‬‬
‫العالمية ودعم المكتسبات التي تحققت في موجة‬ ‫أبقى البنك المركزي على سعر الفائدة الرئيس عند نفس‬
‫اإلصالحات السابقة‪ .‬تهدف التعليمات الجديدة إلى تطوير‬ ‫مستوياته البالغة ‪ 6.25‬في المائة في مارس ‪ 2022‬لدعم‬
‫األدوات المشتقة طويلة المدى لتغطية مخاطر الصرف‬ ‫التعافي االقتصادي‪.‬‬
‫والفائدة كعقود مبادلة أسعار الفائدة والعمالت‪ .‬وذلك إضافة‬
‫إلى األدوات المشتقة قصيرة األجل‪.‬‬ ‫على المستوى الوطني‪ ،‬من المتوقع أن يؤدي ارتفاع‬
‫األسعار العالمية للمواد األساسية والطاقة‪ ،‬وبطء تعافي‬
‫يعتبر تطوير أدوات التحوط المشار إليها ضرورة لتطوير‬
‫االقتصاد الوطني والتداعيات غير المسبوقة للجائحة على‬
‫السوق المالية التونسية‪ ،‬بهدف تحرير أكبر للعالقات‬
‫القطاع السياحي واألنشطة ذات العالقة إلى زيادة الضغوط‬
‫المالية مع الخارج‪ ،‬وتوفير مجموعة من األدوات المختلفة‬
‫على توازنات المالية العمومية وميزان المدفوعات‪ ،‬وهو‬
‫للفاعلين االقتصاديين تخول لهم التعامل مع األسواق المالية‬
‫ما من شأنه أن يُبقي على المخاطر التضخمية في منحى‬
‫الدولية بأمان‪.‬‬
‫تصاعدي خالل الفترة المقبلة ويستدعي مزيد من إحكام‬
‫مع ذلك‪ ،‬يسعى البنك المركزي التونسي إلى أن يكون هذا‬ ‫التنسيق بين السياستين النقدية والمالية للمحافظة على‬
‫التحرير مصحوبا بسياسة مراقبة ورقابة أوثق من جانب‬ ‫االستقرار والسعري‪.‬‬
‫البنك‪ ،‬وعمليات تصريح عن البيانات أكثر شفافية من قبل‬
‫وفي عام ‪ ،2021‬ورغم التوازن النسبي للعرض والطلب‬
‫البنوك تؤسس نهجا جديدا لإلفصاح باالستفادة من الفرص‬
‫للسيولة بالعملة في سوق الصرف المحلية‪ ،‬شهد سعر‬
‫التي تتيحها تقنيات المعلومات واالتصاالت الجديدة‪.‬‬
‫صرف الدينار التونسي ارتفاعا بـحوالي ‪ 1.5‬في المائة‬
‫على هذا األساس سيواصل البنك المركزي برنامجه‬ ‫مقابل اليورو وتراجعا بـنحو ‪ 6.3‬في المائة مقابل الدوالر‬
‫االصالحي لتطوير نظام إبالغ المركزي يعتمد على بنية‬ ‫األمريكي متأثرا بتراجع سعر صرف اليورو مقابل‬
‫تحتية رقمية مشتركة مع قواعد تشغيل تستجيب للمعايير‬ ‫الدوالر األمريكي في السوق العالمية بـقرابة ‪ 7‬في المائة‪.‬‬
‫المتفق عليها‪ ،‬مما يجعل من الممكن استضافة منصات ما‬ ‫يبقى تطور سعر صرف الدينار مقابل العمالت األجنبية‬
‫قبل التداول كبوابات إلزامية لجميع معامالت السوق التي‬ ‫مربوطا خالل أفق التوقع بتطور سعر صرف اليورو‬
‫تتم بين البنوك وعمالئها‪.‬‬ ‫مقابل الدوالر األمريكي‪ ،‬وتطور وضع السيولة بسوق‬
‫في المغرب( ‪ ،)87‬استمر بنك المغرب في االعتماد على‬ ‫الصرف المحلية المرتبط أساسا بأداء القطاعات المدرة‬
‫سياسة نقدية تيسيريه إلى حد كبير خالل عامي ‪2020‬‬ ‫للعملة األجنبية على غرار قطاع السياحة الذي يشهد ركودا‬
‫و‪ 2021‬لضمان ظروف مناسبة للتمويل مع مراعاة‬ ‫نسبيا نتيجة تفشي جائحة كوفيد‪ ،19-‬وقطاع المناجم‬
‫التطور المستقبلي للتضخم‪ .‬في ظل التحوالت على مستوى‬ ‫المتأثر باألوضاع االجتماعية‪.‬‬

‫(‪ )87‬بنك المغرب‪ ،‬المغرب‪" .)2022( ،‬استبيان تقرير آفاق االقتصاد‬ ‫(‪ )86‬البنك المركزي التونسي‪ ،‬تونس‪" .)2022( ،‬استبيان تقرير آفاق‬
‫العربي‪ -‬اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬صندوق النقد العربي‪ ،‬ابريل‪.‬‬ ‫االقتصاد العربي‪ -‬اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬صندوق النقد العربي‪ ،‬ابريل‪.‬‬

‫‪54‬‬ ‫‪54‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫(اللجنة النقدية والمالية‪ ،‬لجنة االستقرار المالي ولجنة‬ ‫السياسة النقدية بالنسبة لنظام سعر الصرف واألطر‬
‫التنسيق ومراقبة المخاطر الشمولية)‪.‬‬ ‫التشغيلية للسياسة النقدية‪ ،‬وآلية تدخالت بنك المغرب في‬
‫السوق النقدية‪ ،‬ارتفع اجمالي السيولة المحلية بحوالي ‪3.5‬‬
‫على مستوى سعر الصرف‪ ،‬يُجرى المغرب إصالحات‬ ‫في المائة عام ‪ ،2021‬ومن المتوقع استمرار ارتفاع‬
‫على نظام سعر الصرف الدرهم المغربي ساهمت في‬ ‫معدالت نمو السيولة‪ ،‬لكن بوتيرة أقل مقارنة مع تلك‬
‫التحسن الملحوظ لقيمة العملة مقابل الدوالر األمريكي‬ ‫المسجلة عام ‪ ،2021‬وفقا لالحتياجات التمويلية للبنوك من‬
‫واليورو حيث ارتفعت قيمته في مقابل العملتين في عام‬ ‫السيولة خالل العامين القادمين‪.‬‬
‫‪ 2021‬بواقع ‪ 5.4‬في المائة و‪ 0.8‬في المائة على التوالي‪.‬‬
‫ومن المتوقع أن يشهد سعر الصرف الفعلي الحقيقي‬ ‫في ظل التطورات االقتصادية المحلية والدولية‪ ،‬وأخذا‬
‫انخفاضا خالل العامين القادمين نظرا لالنخفاض المتوقع‬ ‫باالعتبار توقع عودة التضخم إلى مستويات معتدلة في‬
‫لقيمة الدرهم األسمية وكذلك الستقرار التضخم المحلي‬ ‫‪ ،2023‬قرر بنك المغرب في اجتماعه بتاريخ ‪ 22‬مارس‬
‫عند مستويات منخفضة‪ ،‬مقارنة بمستويات التضخم لدي‬ ‫الحفاظ على التوجه التيسيري للسياسة النقدية وذلك من‬
‫اهم الشركاء والمنافسين التجاريين‪.‬‬ ‫أجل االستمرار في دعم النشاط االقتصادي والتخفيف من‬
‫تداعيات التطورات الدولية غير المواتية‪ .‬وقرر على وجه‬
‫على ضوء ما سبق‪ ،‬تتمثل أبرز أولويات بنك المغرب في‬ ‫الخصوص اإلبقاء على سعر الفائدة الرئيس دون تغيير عند‬
‫المرحلة المقبلة في‪:‬‬ ‫مستوى ‪ 1.50‬في المائة(‪.)88‬‬
‫االستمرار في التحضير للتحول نحو نظام‬ ‫•‬ ‫على صعيد السياسة االحترازية الكلية‪ ،‬رفع بنك المغرب‬
‫استهداف التضخم‪.‬‬ ‫جميع تدابير التسهيل االحترازية المؤقتة التي تم تبنيها‬
‫مواكبة البنك المركزي للتحول الرقمي‪.‬‬ ‫•‬ ‫خالل فترة الوباء‪ ،‬باستثناء تخفيض رأس المال التحوطي‬
‫مواصلة الحفاظ على متانة القطاع المصرفي‬ ‫•‬ ‫الذي تم تمديد العمل به حتى يونيو ‪.2022‬‬
‫وتبني تدابير لخفض حجم القروض المتعثرة‪.‬‬ ‫في هذا اإلطار‪ ،‬ارتفع معدل كفاية رأس مال المصارف‬
‫مواصلة تفعيل االستراتيجية الوطنية للشمول‬ ‫•‬ ‫إلى ‪ 16‬في المائة عام ‪ ،2021‬مقابل ‪ 15.7‬في المائة عام‬
‫المالي‬ ‫‪ 2020‬بواقع ‪ 0.3‬نقطة مئوية‪ ،‬فيما انخفضت نسبة السيولة‬
‫القانونية من ‪ 192‬في المائة عام ‪ ،2020‬إلى ‪ 167‬في‬
‫في لبنان‪ ،‬خفض مصرف لبنان المركزي سعر فائدة‬
‫المائة عام ‪ .2021‬من ناحية أخرى‪ ،‬ارتفعت نسبة‬
‫السياسة النقدية بواقع ‪ 2‬نقطة مئوية في عام ‪ ،2021‬بينما‬
‫القروض المتعثرة إلى إجمالي القروض من ‪ 8.2‬في المائة‬
‫لم يشهد سعر فائدة تعامالت سوق ما بين البنوك‬
‫إلى ‪ 8.4‬في المائة عام ‪ 2021‬بواقع ‪ 0.2‬نقطة مئوية‪،‬‬
‫(االنتربنك) تغييرا حيث بلغ في المتوسط ‪ 3‬بالمائة‪ .‬كما‬
‫بالمقابل ارتفعت نسبة تغطية مخصصات القروض‬
‫أبقي البنك المركزي كل من االلتزامات تحت الطلب‪،‬‬
‫المتعثرة بواقع ‪ 0.3‬نقطة مئوية‪.‬‬
‫وااللتزامات ألجل الخاضعة لالحتياطي اإللزامي بالليرة‬
‫في حدود ‪ 25‬بالمائة و‪ 15‬بالمائة على التوالي‪ ،‬بينما‬ ‫في هذا الصدد‪ ،‬يستمر بنك المغرب بإجراء اختبارات‬
‫خفض نسبة التوظيفات اإللزامية بالعمالت األجنبية إلى‬ ‫الضغط الكلية على القطاع المصرفي‪ .‬وقد أظهرت تلك‬
‫‪ 14‬في المائة مقابل ‪ 15‬في المائة عام ‪.2020‬‬ ‫االختبارات قدرة البنوك على مواجهة فرضيات الصدمات‬
‫التي تحاكي تدهور األوضاع الصحية واالقتصادية‪ ،‬حيث‬
‫نما حجم السيولة المحلية (‪ )M2‬بحوالي ‪ 17‬في المائة عام‬
‫تظل مستويات مالءة وسيولة البنوك فوق المستويات الدنيا‬
‫‪ 2021‬مقابل ‪ 6.34‬في المائة عام ‪ .2020‬بينما انخفض‬
‫التنظيمية‪.‬‬
‫حجم االئتمان الممنوح خالل عام ‪ 2021‬بحوالي ‪7.53‬‬
‫بالمائة‪ .‬وتراجعت نسبة االئتمان الممنوح للقطاع الخاص‬ ‫في ظل التداعيات االقتصادية لألزمة الصحية‪ ،‬قامت‬
‫بالعملة المحلية إلى الناتج المحلي اإلجمالي إلى حوالي ‪10‬‬ ‫السلطات الرقابية في بنك المغرب بتفعيل كافة أدوات‬
‫في المائة عام ‪ 2021‬مقابل ‪ 23.7‬في المائة عام ‪.2020‬‬ ‫السياسات النقدية واالحترازية الكلية وكذلك التنسيق الفعال‬
‫كما تراجع معدل نمو الودائع بالعملة المحلية بحوالي ‪8.10‬‬ ‫بينهما بغية تحصين القطاع المالي وحمايته من تداعيات‬
‫هذه األزمة‪ .‬في هذا السياق تجتمع بشكل دوري مجموعة‬
‫من اللجان الخاصة من أجل تعزيز االستقرار المالي‬

‫(‪ )88‬بنك المغرب‪ ،‬المغرب‪" )2022( ،‬بيان لجنة السياسة النقدية"‪ ،‬مارس‪.‬‬

‫‪55‬‬ ‫‪55‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫استقرار المستوى العام لألسعار والنزول بمعدل‬ ‫‪.1‬‬ ‫في المائة عام ‪ 2021‬مقابل تراجع نسبته ‪ 12.43‬عام‬
‫التضخم إلى رقم ثنائي بنهاية العام‪ ،‬بإتباع عدد من‬ ‫‪.2020‬‬
‫اإلجراءات من بينها‪:‬‬
‫‪ −‬ضبط التوسع النقدي وتحجيم دور البنك المركزي‬ ‫من المتوقع تأثر األوضاع النقدية والمصرفية بمسارات‬
‫والمصارف في تمويل الحكومة وتعزيز تمويل‬ ‫النشاط االقتصادي والتطورات على صعيد البدء في تنفيذ‬
‫القطاع الخاص لخدمة القطاعات اإلنتاجية من‬ ‫اإلصالحات االقتصادية الضرورية لدعم النمو التي طال‬
‫خالل استهداف نمو في القاعدة النقدية بمعدل ‪13‬‬ ‫انتظارها‪ ،‬إضافة إلى التأثر بالتطورات التي ستشهدها كل‬
‫في المائة‪ ،‬ونمو في عرض النقود بمعدل ‪ 22‬في‬ ‫من تحويالت اللبنانيين العاملين في الخارج‪ ،‬واحتياجات‬
‫المائة بنهاية عام ‪.2022‬‬ ‫التمويل وكلفة االستدانة‪.‬‬
‫‪ −‬استدعاء ودائع بنك السودان المركزي والقروض‬
‫الحسنة طرف المصارف ومساهماته في المحافظ‬ ‫إن تفاعل المؤشرات األساسية من حيث الموجودات‬
‫االستثمارية التي حان أجلها‪ ،‬وبحيث يمنع‬ ‫الخارجية للمصرف المركزي‪ ،‬إضافة إلى النمو االيجابي‬
‫جدولتها أو رسملتها‪.‬‬ ‫المتوقع للودائع وإطالة آجال التوظيفات بالعمالت الوطنية‬
‫اإلسهام في تحقيق نمو حقيقي في الناتج المحلي‬ ‫‪.2‬‬ ‫واألجنبية سيعمل على دعم استقرار سعر صرف الليرة‬
‫اإلجمالي بمعدل ‪ 1.2‬في المائة لهذا العام‪.‬‬ ‫اللبنانية‪ .‬بالتالي سيركز مصرف لبنان على متابعة‬
‫استدامة استقرار سعر الصرف وذلك من خالل‬ ‫‪.3‬‬ ‫االصالحات المالية واالقتصادية ال ُمعتزم تنفيذها من قبل‬
‫االستمرار في سياسة سعر الصرف المرن المدار‪،‬‬ ‫الحكومة لضمان تأقلم السياسة النقدية معها من أجل الحفاظ‬
‫ومواصلة سياسة مزادات النقد األجنبي‪.‬‬ ‫على سعر صرف العملة‪ ،‬وتمويل العجز في الميزان‬
‫تفعيل أدوات السياسة النقدية بما يشمل التدابير التالية‪:‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫التجاري والمالية العامة‪.‬‬
‫‪ −‬االحتياطي النقدي القانوني‪ ،‬االحتفاظ بأرصدة‬
‫نقدية لدى بنك السودان المركزي بنسبة ‪ 20‬في‬ ‫ت كبير ٍة‬
‫في السودان‪ ،‬تواجه صياغة السياسة النقدية تحديا ٍ‬
‫المائة من جملة الودائع الخاضعة لالحتياطي‬ ‫منذ التطورات األخيرة في ‪ 25‬نوفمبر ‪ 2021‬في ظل‬
‫القانوني بالعملتين المحلية واألجنبية (وتشمل‬ ‫األوضاع الداخلية التي يمر بها السودان‪ ،‬إضافة إلى‬
‫الحسابات الجارية وكافة الودائع األخرى عدا‬ ‫ارتفاع وتيرة التضخم مرة أخرى‪ .‬على الرغم من ذلك‪،‬‬
‫الودائع االستثمارية والهوامش على خطابات‬ ‫تحرص الدولة على مواصلة اإلصالحات االقتصادية التي‬
‫االعتماد المعززة)‪.‬‬ ‫من أهمها المحافظة على إصالح سعر الصرف وتحييد‬
‫األثار الناتجة عنها كواحدة من أهم األولويات‪ ،‬باإلضافة‬
‫‪ −‬تكلفة التمويل‪ ،‬للمصارف والمؤسسات المالية‬
‫إلى احتواء التضخم في ظل الضغوطات التضخمية التي‬
‫غير المصرفية الحرية في تحديد هامش الربح‬
‫يفرضها ارتفاع مستويات عجز الموازنة العامة‪.‬‬
‫عند التمويل بكافة الصيغ التمويلية المسموح بها‪.‬‬
‫‪ −‬عمليات السوق المفتوحة‪ ،‬تفعيل عمليات السوق‬ ‫بلغ نمو الكتلة النقدية حوالي ‪ 153.2‬في المائة عام ‪2021‬‬
‫المفتوحة عبر بيع وشراء األوراق المالية‬ ‫ويعتبر هذا المعدل األعلى منذ عام ‪ .2019‬حيث ارتفع‬
‫المتاحة‪.‬‬ ‫إجمالي االئتمان الممنوح بالعملة المحلية بحوالي ‪196.2‬‬
‫‪ −‬عمليات مبادلة وبيع وشراء النقد األجنبي‪.‬‬ ‫في المائة عام ‪ .2021‬يُعزى ذلك إلى ارتفاع حجم االئتمان‬
‫‪ −‬دور بنك السودان المركزي كمقرض أخير‪ ،‬تقييد‬ ‫الممنوح للقطاعين الخاص والعام بمعدل ‪ 180.6‬في المائة‬
‫لجوء المصارف لالستدانة من البنك المركزي‬ ‫و‪ 276.8‬في المائة على التوالي‪ ،‬فيما بلغ معدل نمو الودائع‬
‫وفقا للضوابط المنظمة‪.‬‬ ‫بالعملة المحلية ‪ 153.1‬في المائة عام ‪.2021‬‬
‫من المتوقع أن يركز بنك السودان كذلك على عدد من‬ ‫تأتي سياسات بنك السودان المركزي لعام ‪ 2022‬في ظل‬
‫القضايا والموضوعات خالل عامي ‪ 2022‬و‪ ،2023‬منها‬ ‫أوضاع داخلية يحرص فيها البنك على تبني تدابير لزيادة‬
‫على سبيل المثال العمل على تنفيذ النظام المصرفي‬ ‫مستويات كفاءة إدارة السياسة النقدية‪ ،‬من بين أبرز‬
‫المزدوج من خالل الدمج بين النظام المصرفي االسالمي‬ ‫مالمحها(‪:)89‬‬
‫والنظام المصرفي التقليدي‪ ،‬وهيكلة الجهاز المصرفي بما‬

‫(‪ )89‬بنك السودان المركزي‪" .)2022( ،‬سياسة بنك السودان المركزي‬


‫لعام ‪."2022‬‬

‫‪56‬‬ ‫‪56‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫بتوجهات البنوك المركزية المصدرة للعمالت المتداولة في‬ ‫يتوافق مع المعايير العالمية‪ ،‬باإلضافة إلى العمل على خلق‬
‫السوق الفلسطيني‪ .‬وتركز سلطة النقد الفلسطينية على‬ ‫أسواق جديدة للسلع السودانية وتحقيق موارد إضافية من‬
‫مجموعة من القضايا والموضوعات ذات األولوية خالل‬ ‫النقد األجنبي من خالل تفعيل عالقات البنوك المراسلة مع‬
‫عامي ‪ 2022‬و‪ ،2023‬من ضمنها التحول الرقمي‪،‬‬ ‫المصارف السودانية‪.‬‬
‫والشمول المالي‪ ،‬باإلضافة إلى تقديم خدمات الدفع‬
‫اإللكترونية‪.‬‬ ‫في موريتانيا‪ ،‬يهدف البنك المركزي الموريتاني إلى‬
‫استقرار المستوى العام لألسعار‪ ،‬والحفاظ على معدالت‬
‫في الصومال‪ ،‬يُعد التحكم في إدارة السيولة النقدية من‬ ‫التضخم في مستويات معتدلة في ظل بعض التحديات التي‬
‫أولويات البنك المركزي في الوقت الحالي في ظل‬ ‫تواجه إدارة السياسة النقدية المتمثلة في تداول األموال‬
‫التحديات الراهنة‪ .‬أحرز البنك المركزي تقدما ملموسا فيما‬ ‫خارج القنوات الرسمية‪ .‬خالل أفق التوقع‪ ،‬ستواصل‬
‫يتعلق بإصدار نقود ورقية آمنة ومبرئة الذمة بهدف إعادة‬ ‫الحكومة الموريتانية مساعيها للحد من تسرب العملة‬
‫الثقة وضمان فعالية السياسة النقدية‪ .‬جدير بالذكر أن هذه‬ ‫خارج القنوات الرسمية لتحسين فعالية السياسة النقدية‪.‬‬
‫الجهود تندرج في إطار خارطة الطريق التي تبناها البنك‬
‫المركزي إلصالح العملة‪.‬‬ ‫وفى سبتمبر ‪ ،2021‬انخفض سعر الفائدة الشهري‬
‫ألذونات الخزينة العمومية بحوالي ‪ 50‬نقطة أساس مقارنة‬
‫في جيبوتي‪ ،‬يسعى البنك المركزي خالل أفق التوقع إلى‬ ‫بالمستويات السائدة في شهر يونيو مع بقاء سعر الفائدة في‬
‫زيادة فاعلية السياسة النقدية من خالل السعي نحو تطوير‬ ‫السوق المصرفي دون تغيير عند مستوى ‪ 5.5‬في المائة‪.‬‬
‫أداة نسبة االحتياطي اإللزامي لضمان إدارة أكثر كفاءة‬ ‫كما انخفض متوسط سعر اإلقراض الذي تطبقه البنوك‬
‫لمستويات السيولة المحلية‪.‬‬ ‫على العمالء خالل الفصل الثاني من عام ‪ 2021‬بحوالي‬
‫‪ 30‬نقطة أساس مقارنة بالمستوى السائد النصف األول من‬
‫يرتبط الفرنك القُمري باليورو‪ ،‬وتتيح سياسة سعر‬
‫عام ‪.2021‬‬
‫الصرف الثابت احتواء التضخم‪ .‬وت ُحدد سعر فائدة الفرنك‬
‫القُمري عند مستوى يفوق مؤشر اليورو لإلقراض لليلة‬ ‫فى آخر اجتماع لمجلس السياسة النقدية ‪ 90‬بتاريخ ‪24‬‬
‫واحدة (‪ )Eonia‬بنحو ‪ 1.5‬نقطة مئوية‪.‬‬ ‫نوفمبر ‪ ،2021‬قرر المجلس اإلبقاء على التوجهات‬
‫في ضوء التوقعات باستمرار مسارات السياسة النقدية‬ ‫الحالية للسياسة النقدية ما لم تظهر مستجدات في الساحة‬
‫التيسيرية في االتحاد األوروبي خالل عام ‪ 2022‬لمواجهة‬ ‫المحلية واإلقليمية والدولية‪ ،‬ذلك في ظل نمو المعروض‬
‫تحديات النمو االقتصادي والمستجدات المرتبطة بجائحة‬ ‫النقدي بمعدل ‪ 18.9‬في المائة مدعوما بنمو صافي‬
‫كوفيد‪ ،19-‬من المتوقع أن تحاكي أسعار الفائدة في القُمر‬ ‫األصول األجنبية بنسبة ‪ 73.2‬في المائة على الرغم من‬
‫هذه التغيرات‪.‬‬ ‫تراجع صافي األصول المحلية بنحو ‪ 1.5‬في المائة‪.‬‬

‫في فلسطين‪ ،‬نظرا لعدم وجود عملة محلية‪ ،‬فإن تطورات‬


‫األوضاع النقدية وأسعار الصرف ترتبط بشكل مباشر‬

‫(‪ )90‬البنك المركزي الموريتاني (‪ ،)2022‬اجتماع مجلس السياسة النقدية‬


‫للبنك المركزي الموريتانيا يوم ‪ 24‬نوفمبر‬

‫‪57‬‬ ‫‪57‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫شكل رقم (‪ :)4‬األداء االقتصادي الكلي للدول العربية‬


‫التطورات النقدية والمصرفية‬
‫تباين اتجاهات نمو المعروض النقدي بالمقارنة مع معدل نمو الناتج‬ ‫شهد معدل نمو السيولة المحلية تباطؤا في عدد من الدول العربية‬
‫المحلي الحقيقي ما بين الدول العربية‬ ‫عام ‪ 2021‬بعد ارتفاعه بفعل حزم التحفيز في عام ‪2020‬‬
‫معدل نمو السيولة في الدول العربية (في المائة)‬

‫السعودية‬ ‫‪12‬‬
‫‪20‬جيبــوتي‬ ‫االمارات‬
‫موريتانيا‬ ‫قطـــــــر‬ ‫‪10‬‬
‫‪10‬‬
‫األردن‬ ‫‪0‬‬ ‫الكــويت‬ ‫‪8‬‬
‫‪-10‬‬
‫فلسطــين‬ ‫عُمـــــان‬ ‫‪6‬‬
‫‪-20‬‬
‫لبنـــــان‬ ‫البحــرين‬ ‫‪4‬‬
‫تونــــس‬ ‫الجـــزائر‬ ‫‪2‬‬
‫المغـرب‬ ‫العـــراق‬
‫مصـــــر‬ ‫اليـــــمن‬ ‫‪0‬‬
‫معدل النمو باألسعار الثابتة‬ ‫‪2015 2016 2017 2018 2019 2020 2021‬‬
‫معدل نمو السيولة المحلية )‪*(%‬‬
‫المصدر‪ :‬صندوق النقد العربي‪ ،‬قاعدة بيانات التقرير االقتصادي العربي الموحد‪،‬‬ ‫المصدر‪ :‬صندوق النقد العربي‪ ،‬قاعدة بيانات التقرير االقتصادي العربي الموحد‪،‬‬
‫واستبيان تقرير آفاق االقتصاد العربي‪-‬أبريل ‪2022‬‬ ‫واستبيان تقرير آفاق االقتصاد العربي‪-‬أبريل ‪2022‬‬

‫في ظل جوالت الرفع التي باشرها مجلس االحتياطي الفيدرالي‬ ‫اتجه عدد من البلدان العربية في الربع األول من عام ‪ 2022‬إلى رفع‬
‫األمريكي‪ ،‬رفع عدد من الدول العربية معدالت الفائدة بما تراوح بين‬ ‫الفائدة الحتواء التضخم والعمل على استقرار نظم الصرف‬
‫‪ 0.25‬و‪ 1.00‬نقطة مئوية‬
‫أسعار الفائدة الرسمية (‪)%‬‬
‫سعر فائدة السياسة النقدية في بعض الدول العربية (نقطة مئوية)‬
‫الرفع (نقطة مئوية)‬ ‫مارس ‪2022‬‬ ‫‪2021‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪1.2‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪0.25‬‬ ‫‪1.25‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫السعودية‬
‫‪0.25‬‬ ‫‪1.75‬‬ ‫‪1.50‬‬ ‫الكويت‬ ‫‪8‬‬ ‫‪0.8‬‬
‫‪0.25‬‬ ‫‪0.90‬‬ ‫‪0.65‬‬ ‫االمارات‬ ‫‪6‬‬ ‫‪0.6‬‬
‫‪0.25‬‬ ‫‪1.25‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫قطر‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0.4‬‬
‫‪0.00‬‬ ‫‪0.50‬‬ ‫‪0.50‬‬ ‫عمان‬
‫‪2‬‬ ‫‪0.2‬‬
‫‪0.25‬‬ ‫‪1.95‬‬ ‫‪1.70‬‬ ‫البحرين‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪1.00‬‬ ‫‪9.75‬‬ ‫‪8.75‬‬ ‫مصر‬
‫‪0.25‬‬ ‫‪2.75‬‬ ‫‪2.50‬‬ ‫األردن‬
‫‪0.00‬‬ ‫‪1.50‬‬ ‫‪1.50‬‬ ‫المغرب‬
‫‪0.00‬‬ ‫‪3.0‬‬ ‫‪3.0‬‬ ‫الجزائر‬ ‫‪2021‬‬ ‫مارس ‪2022‬‬ ‫الرفع )نقطة مئوية(‬
‫‪0.00‬‬ ‫‪6.25‬‬ ‫‪6.25‬‬ ‫تونس‬
‫المصدر‪ :‬البنوك المركزية العربية‬ ‫المصدر‪ :‬المصارف المركزية المعنية‪.‬‬
‫السيما ذلك الموجه إلى القطاع الخاص‬ ‫ساهمت السياسة النقدية التيسيرية في ارتفاع معدل نمو‬
‫االئتمان الممنوح في عدد من الدول العربية‬
‫معدل نمو االئتمان الممنوح إلى القطاع الخاص (‪)%‬‬ ‫معدل نمو االئتمان الممنوح (‪)%‬‬

‫‪200.0‬‬ ‫‪250.0‬‬
‫‪150.0‬‬ ‫‪200.0‬‬

‫‪100.0‬‬ ‫‪150.0‬‬
‫‪100.0‬‬
‫‪50.0‬‬
‫‪50.0‬‬
‫‪0.0‬‬
‫‪0.0‬‬
‫‪-50.0‬‬
‫‪-50.0‬‬

‫‪2020‬‬ ‫‪2021‬‬
‫‪2020‬‬ ‫‪2021‬‬
‫المصدر‪ :‬صندوق النقد العربي‪ ،‬قاعدة بيانات التقرير االقتصادي العربي الموحد‪،‬‬
‫واستبيان تقرير آفاق االقتصاد العربي‪-‬أبريل ‪2022‬‬ ‫المصدر‪ :‬صندوق النقد العربي‪ ،‬قاعدة بيانات التقرير االقتصادي العربي‬
‫الموحد‪ ،‬واستبيان تقرير آفاق االقتصاد العربي‪-‬أبريل ‪2022‬‬

‫‪58‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫ثانيا ‪:‬توقعات األداء االقتصادي الكلي للدول العربية لعامي ‪ 2022‬و‪2023‬‬


‫التطورات المالية‬

‫يُتوقع أن يستمر انخفاض العجز في الموازنة العامة المجمعة للدول العربية في عام ‪ 2022‬ليبلغ ‪ 2.4‬في المائة من‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي جراء الزيادة المتوقعة لإليرادات النفطية‪ ،‬خاصة في ظل توقع تحسن األوضاع المالية وتراجع‬
‫العجز في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في عام ‪ .2022‬إذ من المتوقع أن تحقق دول مجلس التعاون لدول‬
‫الخليج العربية فائضا في عام ‪ 2022‬ألول مرة منذ موجة انخفاض أسعار النفط في ‪ .2014‬غير أنه من المتوقع استمرار‬
‫عجوزات الموازنات في مجموعة الدول العربية األخرى ال ُمصدرة للنفط والدول العربية المستوردة للنفط عند مستويات‬
‫مرتفعة تقدر نسبيا عام ‪.2022‬‬
‫بالنسبة للدول العربية المصدرة للنفط مجتمعة‪ ،‬تشير التقديرات إلى ارتفاع اإليرادات العامة في دول المجموعة بحوالي‬
‫‪ 108‬مليار دوالر لتبلغ حوالي ‪ 642‬مليار دوالر أمريكي في عام ‪ .2021‬كما يُتوقع أن يستمر هذا التحسن في عام‬
‫‪ 2022‬بزيادة تبلغ ‪ 13.3‬في المائة‪ .‬كذلك‪ ،‬من المتوقع ارتفاع اإلنفاق العام بحوالي ‪ 4‬في المائة في عام ‪ ،2022‬مقارنة‬
‫بانخفاض بنحو ‪ 1.6‬في المائة في عام ‪ .2021‬لذلك‪ ،‬يُتوقع أن يستمر انخفاض عجز المالية العامة للدول العربية‬
‫المصدرة للنفط‪ ،‬ليسجل حوالي ‪ 1.14‬في المائة في عام ‪ ،2022‬مقارنة بنحو ‪ 3.9‬في المائة في عام ‪ .2021‬يأتي هذا‬
‫خاصة في ظل توقع تحقيق فائض في الموازنة العامة لمجموعة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية‪.‬‬
‫بالنسبة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية‪ ،‬فبعد العجز المسجل في ‪ ،2020‬جراء حزم التحفيز التي قُدمت في‬
‫بداية الجائحة واستمرت حتى عام ‪ ،2021‬تحسنت اإليرادات العامة في دول المجلس مع عودة النشاط االقتصادي‪،‬‬
‫وتعافي أسعار النفط في عام ‪ ،2021‬مع مواصلة إصالحات الضبط المالي‪ .‬إذ تشير البيانات الختامية إلى تراجع عجز‬
‫الموازنة لدول المجموعة إلى نحو ‪ 4.1‬في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي في عام ‪ ،2021‬مقابل عجز بلغ حوالي‬
‫‪ 10.4‬في المائة في عام ‪ ،2020‬ويُتوقع أن تحقق دول المجلس فائضا في الموازنة العامة في عام ‪ ،2022‬ألول مرة‬
‫منذ عام ‪ 2014‬يقدر بنحو نصف نقطة مئوية من الناتج المحلي اإلجمالي لدول المجموعة‪.‬‬
‫بالنسبة لمجموعة الدول العربية األخرى المصدرة للنفط‪ ،‬تشير البيانات المقدرة للحسابات الختامية إلى تحسن كبير في‬
‫األوضاع المالية‪ ،‬حيث تشير التقديرات إلى انخفاض العجز في ‪ 2021‬إلى نحو ‪ 3‬في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي‪،‬‬
‫مقابل ‪ 15.5‬في المائة في عام ‪ .2020‬غير أن عجز الموازنة‪ ،‬بالنسبة لهذه المجموعة‪ ،‬يُتوقع أن يعود لالرتفاع نسبيا‬
‫إلى نحو ‪ 7.5‬في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي في عام ‪ ،2022‬استنادا إلى توقعات الموازنات التي ُحددت أغلبها‬
‫نهاية ‪ ،2021‬واستندت بذلك إلى أسعار نفط مرجعية تعتبر متواضعة مقارنة بالمستجدات التي شهدتها أسعار النفط‬
‫والغاز خالل الربع األول من عام ‪ ،2022‬والتي تحمل الكثير من عدم اليقين‪ .‬لذلك‪ ،‬رغم التوقع بارتفاع جانب النفقات‬
‫العامة لدول المجموعة نتيجة ارتفاع كلفة برامج دعم الغذاء السيما دعم أسعار القمح والمواد الغذائية األساسية‪ ،‬إال أن‬
‫أسعار النفط والغاز المرتفعة قد تمنح دعما كبيرا لإليرادات العامة لتعويض ارتفاع نفقات الدعم والتحويالت االجتماعية‬
‫بالنسبة لهذه المجموعة‪.‬‬
‫بالنسبة لمجموعة الدول العربية المستوردة للنفط‪ ،‬يُتوقع أن يستقر العجز في عام ‪ 2022‬في حدود ‪ 6.2‬في المائة من‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬بانخفاض طفيف بحوالي ‪ 0.5‬نقطة مئوية عن عام ‪ ،2021‬خاصة في ظل اإلصالحات التي‬
‫تواصلها هذه الدول لتحسين أوضاع المالية العامة‪ ،‬مع عودة التعافي االقتصادي في كثير من دول المجموعة في عام‬
‫‪ ،2021‬ومواصلة رفع إجراءات اإلغالق وعودة األنشطة االقتصادية المتضررة كثيرا من الجائحة كأنشطة السياحة‬
‫والنقل الدولي‪ ،‬وانحسار موجة الفيروس المتحور أوميكرون وارتفاع مستويات التلقيح في عدد من دول المجموعة‪.‬‬
‫لكن على الرغم من ذلك‪ ،‬تطرح التطورات الدولية الحالية تحديات جدية أمام موازنات دول المجموعة‪ ،‬نتيجة موجة‬
‫االرتفاع الكبير في أسعار السلع األساسية سواء منها أسعار النفط ومشتقاته أو أسعار القمح ومشتقاته‪ .‬كما تضيف‬
‫مخاوف عدم كفاية مخزونات القمح في ظل عدم اليقين حول اإلمدادات المستقبلية من هذه المادة الحيوية نتيجة التطورات‬
‫العالمية المزيد من األعباء على الموازنات العامة لدول المجموعة‪ .‬لذلك‪ ،‬ربما تضطر أغلب الدول إلى تعديل موازناتها‬

‫‪59‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫لتساير االحتياجات التمويلية المتزايدة جراء هذ المستجدات‪ ،‬مع ما يكتنفه ذلك من مخاطر نتيجة األوضاع الضبابية‬
‫وحالة عدم اليقين السائدة على مستقبل األسعار وإمدادات التموين‪.‬‬
‫فيما يلي التطورات الخاصة بأوضاع المالية العامة في مجموعات الدول العربية المختلفة‪:‬‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬مقابل حوالي ‪ 10.6‬في المائة‬ ‫‪ .1‬الدول العربية المصدرة للنفط‬
‫في عام ‪.2020‬‬ ‫تشير التقديرات إلى ارتفاع اإليرادات العامة في دول‬
‫تركز دول المجموعة خالل ‪ 2022‬على مواصلة‬ ‫المجموعة بحوالي ‪ 108.39‬مليار دوالر أمريكي لتبلغ‬
‫إصالحات المالية العامة الهادفة إلى تحقيق استدامة‬ ‫حوالي ‪ 641.96‬مليار دوالر عام ‪ ،2021‬أي بزيادة‬
‫أوضاع المالية العامة لخفض نسب العجز والدين العام‬ ‫بحوالي ‪ 20.31‬في المائة‪ .‬كما يُتوقع أن يستمر هذا‬
‫إلى الناتج المحلي اإلجمالي‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬ورغم بناء‬ ‫التحسن في عام ‪ 2022‬بزيادة قدرها ‪ 13.35‬في المائة‬
‫تقديرات موازناتها على مستويات منخفضة ألسعار‬ ‫(حوالي ‪ 85.72‬مليار دوالر)‪ .‬في مقابل ذلك‪،‬‬
‫النفط‪ ،‬مقارنة بما هو سائد خالل الربع األول من عام‬ ‫ستعرف النفقات العامة ارتفاعا بحوالي ‪ 3.98‬في‬
‫‪ ،2022‬حيث أدت التطورات الدولية إلى ارتفاع سعر‬ ‫المائة في عام ‪ ،2022‬لتبلغ نحو ‪ 752.7‬مليار دوالر‬
‫النفط إلى أعلى مستوياته منذ قرابة عقد من الزمن‪ ،‬يُتوقع‬ ‫أمريكي‪ .‬كنتيجة لذلك‪ ،‬يُتوقع أن يستمر انخفاض عجز‬
‫أن تحقق دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية‬ ‫المالية العامة للدول العربية المصدرة للنفط مجتمعة‪،‬‬
‫مجتمعة فائضا يقارب نصف نقطة مئوية من الناتج‬ ‫ليسجل حوالي ‪ 1.1‬في المائة في عام ‪ ،2022‬مقارنة‬
‫المحلي اإلجمالي‪ ،‬بما يمثل الفائض األول للموازنة العامة‬ ‫بنحو ‪ 3.97‬في المائة حسب البيانات الختامية لعام‬
‫لدول المجموعة المحقق منذ عام ‪.2014‬‬ ‫‪ .2021‬يأتي هذا خاصة في ظل توقع تحقيق فائض‬
‫فيما يلي عرض التطورات على مستوى دول‬ ‫في مجموعة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية‪.‬‬
‫المجموعة‪.‬‬ ‫غير أنه بالنظر إلى االرتفاع الكبير الذي سجلته أسعار‬
‫النفط في مارس ‪ ،2022‬نتيجة التطورات الدولية‬
‫التطورات على مستوى دول المجموعة‬ ‫الحالية‪ ،‬فيُرتقب أن تتحسن اإليرادات النفطية بصفة‬
‫في السعودية‪ ) 91 (،‬تبنت الحكومة سياسات متوازنة‬ ‫كبيرة‪ ،‬مما سيعزز الفوائض في بعض الدول ويعمل‬
‫تمثلت في تقديم دعم قوي للقطاع الصحي والقطاع‬ ‫على تخفيض العجز في باقي الدول المصدرة للنفط‬
‫الخاص المتضرر من األزمة‪ ،‬انعكست إيجابا على‬ ‫التي كان من المتوقع مسبقا تحقيقها لعجوزات في‬
‫تعافي االقتصاد‪ .‬وتأتي الميزانية للعام المالي ‪2022‬‬ ‫الموازنات العامة‪ .‬إال أن هذا التحسن يبقى رهين‬
‫داعمة الستمرار تعزيز االستدامة المالية بعد الجائحة‬ ‫مواصلة إجراءات ضبط وترشيد اإلنفاق التي انتهجتها‬
‫واستكمال مسيرة اإلصالحات االقتصادية‪ .‬في هذا‬ ‫أغلب دول المجموعة‪.‬‬
‫اإلطار‪ ،‬تتوقع الحكومة في عام ‪ 2022‬استمرار‬
‫التعافي التدريجي في النشاط االقتصادي مع الحفاظ‬ ‫دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية‬
‫على المبادرات التي تم تنفيذها سابقا‪ .‬تتضمن‬ ‫بعد تأثر أوضاع المالية العامة لدول مجلس التعاون‬
‫التقديرات أثر التطوير المستمر في اإلدارة الضريبية‬ ‫لدول الخليج العربية بشكل كبير جراء حزم التحفيز‬
‫وتحسن عمليات التحصيل الذي ساهم في رفع مستوى‬ ‫الكبيرة التي قُدمت أثناء الجائحة خالل عامي ‪2020‬‬
‫االلتزام لدى المكلفين‪ .‬على المدى المتوسط‪ ،‬تعتزم‬ ‫و‪ ،2021‬وانخفاض أسعار النفط في عام ‪،2020‬‬
‫الحكومة في ميزانية العام المالي ‪ ،2022‬استمرار‬ ‫تحسنت اإليرادات العامة في دول المجلس مع عودة‬
‫اإلنفاق على الخدمات الحكومية‪ ،‬والبنية التحتية‪،‬‬ ‫النشاط التدريجي لالقتصاد‪ ،‬وتعافي أسعار النفط في‬
‫والبرامج االجتماعية‪ ،‬إضافة إلى برامج أخرى ضمن‬ ‫عام ‪ .2021‬كذلك‪ ،‬عملت دول المجلس على ترشيد‬
‫"رؤية المملكة العربية السعودية ‪ ،"2030‬والمشاريع‬ ‫اإلنفاق العام خاصة فيما يتعلق بضبط النفقات الجارية‬
‫الكبرى‪ ،‬التي من شأنها تحقيق تغيرات هيكلية إيجابية‬ ‫في ظل إصالحات ضبط األوضاع المالية التي يتم‬
‫في هذه القطاعات‪ ،‬وغيرها من المشاريع‬ ‫تنفيذها‪ .‬أدى ذلك إلى تحسن األوضاع المالية في دول‬
‫واإلصالحات (جدول ‪.)1‬‬ ‫المجلس‪ ،‬فبحسب البينات الختامية‪ ،‬يمكن أن يستقر‬
‫العجز في سنة ‪ 2021‬في حدود ‪ 4.1‬في المائة من‬

‫(‪ )91‬وزارة المالية‪ ،‬السعودية‪" ،)2022( ،‬صندوق النقد العربي‪:‬‬


‫استبيان تقرير آفاق االقتصاد العربي‪ -‬اإلصدار السادس عشر"‪،‬‬
‫ابريل‪.‬‬

‫‪60‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫جدول رقم (‪)1‬‬


‫التعجيل في تنفيذ بعض البرامج والمشاريع‬ ‫جدول رقم (‪ .)1‬إصالحات المالية العامة خالل أفق التوقع‪ :‬السعودية‬
‫االستراتيجية ذات البعد االقتصادي واالجتماعي‪،‬‬ ‫‪ −‬استمرار المبادرات التي تم تنفيذها خالل األعوام الماضية‬
‫لتحقيق هدف تقليل االعتماد بشكل رئيس على اإليرادات‬
‫اإليرادات‬
‫العامة‬
‫وسداد جزء من الدين العام‪ ،‬من خالل تقوية المركز‬ ‫النفطية‪ ،‬وضمان استدامة المالية العامة على المديين المتوسط‬
‫والطويل‪.‬‬
‫المالي للدولة لمواجهة األزمات‪.‬‬ ‫النفقات العامة ‪ −‬مواصلة تنفيذ اإلصالحات الداعمة لتطوير إدارة المالية العامة‬
‫بما يحقق االنضباط المالي وتعزيز كفاءة اإلنفاق‪.‬‬
‫‪ −‬االستمرار في مراجعة برامج الحماية االجتماعية وتحسينها‬
‫لتلبية االحتياجات التمويلية المقدرة لعامي ‪2022‬‬ ‫بما يحقق الوصول للفئات المستهدفة والفائدة المرجوة منها‪.‬‬
‫‪ −‬انعكاسا التزام الحكومة بالمحافظة على األسقف المعلنة سابقا‬
‫و‪ ،2023‬تعمل وزارة المالية بالتعاون مع المركز‬ ‫وفقا لتخطيط الميزانية على المدى المتوسط ووفق آلية تحديد‬
‫أسقف اإلنفاق ضمن برنامج االستدامة المالية‪ ،‬حيث من‬
‫الوطني إلدارة الدين على إعداد خطة سنوية‬ ‫لعام‬ ‫المقدر أن يبلغ إجمالي النفقات حوالي ‪ 955‬مليار‬
‫في عام ‪.2023‬‬ ‫‪ 2022‬وصوال لنحو ‪ 941‬مليار‬
‫لالقتراض وفق استراتيجية متوسطة المدى للدين‬ ‫‪ −‬االستمرار في مسيرة مبادرات اإلصالح االقتصادي التي‬ ‫إدارة‬
‫اتخذت في السنوات الماضية واستمرار رفع كفاءة اإلنفاق‬ ‫الموازنة‬
‫العام‪ .‬من المتوقع أن يستقر حجم الدين العام في عامي‬ ‫الحكومي باإلضافة إلى تنمية اإليرادات غير النفطية وتحسين‬ ‫العامة‬
‫تحصيلها‪.‬‬
‫‪ 2022‬و‪ 2023‬عند مستواه لعام ‪ 2021‬نتيجة‬ ‫‪ −‬تعمـل وزارة الماليـة بالتعاون مع المركـز الوطنـي إلدارة‬ ‫إصالحات‬
‫الديـن علـى إعـداد خطــة ســنوية لالقتـراض لتلبيــة‬ ‫إدارة الدين‬
‫التوقعات بتحقيق فائض في الميزانية‪ ،‬مع توقع‬ ‫االحتياجات التمويلية فــي إطــار اســتراتيجية متوســطة‬ ‫العام‬
‫المــدى للديــن العــام‪.‬‬
‫انخفاض نسبته إلى الناتج المحلي اإلجمالي بفعل‬ ‫‪ −‬تستهدف المملكة استمرار التنويع بين مصادر التمويل‬
‫الداخلية والخارجية مما يعزز من قدرة المملكة على الوصول‬
‫انتعاش النمو‪ ،‬من ‪ 30.0‬في المائة عام ‪ ،2021‬إلى‬ ‫إلى مختلف األسواق‪ ،‬مع ضمان إصدار أدوات الدين بتسعيرة‬
‫عادلة وضمن أطر وأسس مدروسة إلدارة المخاطر والتي‬
‫‪ 25.9‬في المائة في عام ‪ 2022‬و‪ 26.9‬في المائة في‬ ‫تراعي عدة اعتبارات‪.‬‬
‫‪ −‬استمرار الحكومة في عمليات االقتراض لسداد أصل الدين‬
‫عام ‪ .2023‬كما سيتم االقتراض لسداد أصل الدين‬ ‫الذي يحل أجل سداده مستقبال أو الستغالل الفرص المواتية‬
‫في السوق لدعم االحتياطيات أو تمويل مشاريع رأسمالية‬
‫الذي يحل أجل سداده مستقبال أو الستغالل الفرص‬ ‫يمكن تسريع إنجازها‪ ،‬من خالل اإلصدارات السنوية‪.‬‬
‫تعزيز اإلنفاق ‪ −‬تستمر حكومة المملكة في تخصيص الحصة األكبر من‬
‫المواتية في السوق لدعم االحتياطيات الحكومية خالل‬ ‫الموارد المالية لإلنفاق علـى الصحـة والتنميـة االجتماعية‪،‬‬ ‫االجتماعي‬
‫والتعليـم سـعيا لتنميـة المـوارد البشـرية وتطويـر الكـوادر‬ ‫ودعم النمو‬
‫العام ‪ 2022‬وعلى المدى المتوسط‪ ،‬من خالل وضع‬ ‫الوطنيـة‪.‬‬ ‫الشامل‬
‫‪ −‬الحـرص علـى ضمـان مسـتوى سـكني كريــم للمواطنيــن‬
‫آليات وضوابط للتعامل مع الفوائض المالية المتوقع‬ ‫مــن خــالل اســتمرار اإلنفاق علــى برنامــج اإلسكان‪ .‬يأتــي‬
‫ذلــك مع مواصلة تنفيـذ مبـادرات منظومـة الدعـم واإلعانات‬
‫تحقيقها ووضع محددات عليا ودنيا لالحتياطيات‬ ‫االجتماعية المباشـرة للمواطنين المسـتحقين‪.‬‬
‫‪ −‬مواصلة الجهـود خالل العـام القـادم وعلـى المـدى المتوسـط‬
‫الحكومية كنسبة من الناتج المحلي اإلجمالي لدعم‬ ‫لتطويــر فاعليــة اإلنفاق االجتماعي لتحقيــق األهداف‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫االقتصاد والمالءة المالية‪ .‬إضافة إلى تمويل مشاريع‬ ‫المصدر‪ :‬وزارة المالية‪ ،‬السعودية‪" .)2022( ،‬استبيان تقرير آفاق االقتصاد العربي‪-‬‬
‫رأسمالية لتسريع إنجازها من خالل اإلصدارات‬ ‫اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬صندوق النقد العربي‪ ،‬ابريل‪.‬‬
‫السنوية‪ ،‬وإمكانية النظر في عمليات تمويلية استباقية‬ ‫يُتوقع أن يبلغ عجز الميزانية في عام ‪ 2021‬نحو ‪2.3‬‬
‫حسب أوضاع األسواق‪.‬‬ ‫في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي‪ .‬كما يُنتظر أن‬
‫بالنسبة لإلمارات‪ 92 ،‬تمثلت أبرز التدابير والسياسات‬ ‫يتم تحقيق فائض في الميزانية في عام ‪ 2022‬يفوق‬
‫المتبناة على صعيد المالية العامة التي سيتم مواصلة‬ ‫سعودي (أي ما نسبته ‪ 2.5‬في المائة‬ ‫‪ 90‬مليار‬
‫تنفيذها خالل عام ‪ 2022‬لدعم التعافي االقتصادي من‬ ‫من الناتج المحلي اإلجمالي)‪ ،‬وبحوالي ‪ 27‬مليار‬
‫جائحة كوفيد‪ ،19-‬في تعزيز ميزانية مؤسسة‬ ‫سعودي في عام ‪ .2023‬يأتي ذلك نتيجة االرتفاع في‬
‫اإلمارات للخدمات الصحية للسنة المالية ‪2022‬‬ ‫اإليرادات العامة خاصة في عام ‪ 2021‬بحوالي ‪80‬‬
‫بمخصصات مالية لمواجهة جائحة كوفيد‪ 19‬استمرارا‬ ‫مليار مقارنة بتوقعات عام ‪ 2021‬قبل أن تنخفض‬
‫لإلجراءات التي تم اتخاذها في هذا الشأن منذ بداية‬ ‫في عام ‪ .2022‬في مقابل ذلك‪،‬‬ ‫بحوالي ‪ 77‬مليار‬
‫الجائحة في عام ‪ .2020‬كما سيتم استمرار التنسيق‬ ‫ساهم تراجع المصرفات نتيجة جهود الضبط المالي في‬
‫بين الجهات الصحية المختصة في الدولة لتقييم الوضع‬ ‫تحقيق الفائض المتوقع لعامي ‪ 2022‬و‪ ،2023‬حيث‬
‫الصحي في مواجهة الجائحة‪ ،‬وإعداد مشروع ميزانية‬ ‫‪ ،‬و‪14‬‬ ‫يُتوقع تراجع اإلنفاق بحوالي ‪ 84‬مليار‬
‫الجهات االتحادية لخطة ميزانية السنوات (‪-2022‬‬ ‫في عامي ‪ 2022‬و‪ 2023‬على التوالي‪.‬‬ ‫مليار‬
‫‪ )2026‬وفق خطة استراتيجية جديدة تتضمن أولويات‬ ‫غير أن اتجاه أسعار النفط لالرتفاع نحو مستويات‬
‫الجهات االتحادية القابلة للتطبيق والتنفيذ‪ .‬كذلك‪ ،‬دعم‬ ‫كبيرة‪ ،‬في ظل التطورات الدولية الحالية‪ ،‬سيعزز من‬
‫الميزانية العامة لالتحاد بأدوات مالية واستثمارية‬ ‫فوائض الميزانية‪ ،‬التي من المقرر توجيهها لتعزيز‬
‫جديدة تهدف الى استقرار الوضع المالي في مواجهة‬ ‫االحتياطيات الحكومية ودعم الصناديق التنموية‬
‫األزمات والكوارث المستقبلية‪ ،‬وتعزيز شبكات األمان‬ ‫وصندوق االستثمارات العامة والنظر في إمكانية‬

‫(‪ )92‬وزارة المالية‪ ،‬اإلمارات‪" ،)2022( ،‬صندوق النقد العربي‪:‬‬


‫استبيان تقرير آفاق االقتصاد العربي‪ -‬اإلصدار السادس عشر"‪،‬‬
‫ابريل‪.‬‬

‫‪61‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫(‪ .)2021-2019‬على إثر ذلك‪ ،‬يُتوقع زيادة اإليرادات‬ ‫االجتماعي لألفراد‪ ،‬واالستثمار للمستقبل‪ ،‬وإدارة‬
‫النفطية لتقفز بنسبة ‪ 26.6‬في المائة (من ‪ 121.6‬مليار‬ ‫الدين العام‪.‬‬
‫قطري في ميزانية ‪ 2021‬إلى حوالي ‪ 154‬مليار‬ ‫وقد اعتمدت اإلمارات سياسة مالية تحفيزية على‬
‫في عام ‪ .)2022‬كما سترتفع اإليرادات غير النفطية‬ ‫المستويين االتحادي والمحلي‪ ،‬كما قدمت حزم تحفيز‬
‫في‬ ‫بحوالي ‪ 9.1‬في المائة (من ‪ 38.5‬مليار‬ ‫كبيرة بلغت ‪ 9‬مليار دوالر أمريكي أي ما يعادل ‪2.1‬‬
‫في ‪ .)2022‬نتيجة‬ ‫ميزانية ‪ 2021‬إلى ‪ 42‬مليار‬ ‫في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي (كما في أبريل‬
‫لذلك‪ ،‬يُتوقع أن يرتفع إجمالي اإليرادات بنحو ‪36‬‬ ‫‪ ،)2021‬حيث تضمنت مجموعة من التدابير أهمها‬
‫مليار ‪ ،‬بمعدل نمو يبلغ ‪ 22.4‬في المائة‪.‬‬ ‫تخفيض الرسوم وتسريع دفع مستحقات القطاع‬
‫كما يٌنتظر أن ترتفع إجمالي المصروفات كذلك‪ ،‬لكن‬ ‫الخاص والمحافظة على استمرارية المشاريع‬
‫بوتيرة أقل‪ ،‬ليبلغ معدل نموها بين ميزانيتي ‪2021‬‬ ‫الرأسمالية الحيوية‪ ،‬إضافة إلى إصالحات مهمة في‬
‫و‪ 2022‬نحو ‪ 4.9‬في المائة‪ ،‬حيث يُتوقع تسجيل أعلى‬ ‫قطاع المالية العامة (جدول ‪.)2‬‬
‫زيادة في المصرفات الرأسمالية بواقع ‪ 15‬في المائة‬ ‫جدول رقم (‪)2‬‬
‫(رغم ضعف حصتها) وزيادة المصروفات الجارية‬ ‫إصالحات المالية العامة خالل أفق التوقع‪ :‬اإلمارات‬
‫إصالحات ‪ −‬مراجعة هيكل رسوم الخدمات الحالية على المستوى االتحادي‬
‫بواقع ‪ 10.7‬في المائة‪ ،‬لزيادة اإلنفاق على‬ ‫واستحداث ضريبة الشركات المخطط تطبيقها في سنة ‪.2023‬‬ ‫اإليرادات‬
‫العامة‬
‫المشروعات الرئيسة بنسبة ‪ 2.6‬في المائة‪ ،‬والرواتب‬ ‫إصالحات ‪ −‬إصدار حزمة سندات سيادية متعددة الشرائح‪.‬‬
‫‪ −‬تطوير وتحديث النظام اآللي إلعداد الميزانية وربطه مع النظام‬ ‫إدارة‬
‫واألجور بنسبة ‪ 1‬في المائة‪.‬‬ ‫المالي االتحادي ونظام الموارد البشرية (نظام بياناتي ونظام‬
‫ميزانية الوظائف)‪.‬‬
‫الموازنة‬
‫العامة‬
‫‪ −‬تعزيز العالقات مع الشركاء االستراتيجيين من الجهات الحكومية‬
‫تشير البيانات األولية الفعلية إلى تحقيق فائض في‬ ‫االتحادية والمحلية ومؤسسات القطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ −‬تحول الحكومة االتحادية ألساس االستحقاق المحاسبي استنادا‬
‫الميزانية المنفذة لسنة ‪ ،2021‬حيث تم تسجيل فائض‬ ‫إلى مرسوم بقانون اتحادي رقم ‪ 2019/ 26‬بشأن المالية العامة‪.‬‬
‫يمثل هذا المشروع خطوة مفصلية ترفع كفاءة إعداد الميزانية‬
‫بنسبة ‪ 1‬في المائة في الثالثة أرباع األولي من عام‬ ‫االتحادية وتعزز االستخدام األمثل للموارد المالية‪.‬‬
‫‪ −‬دعم التنمية االجتماعية والمنافع االجتماعية بتوفير الحياة الكريمة‬ ‫تعزيز‬
‫‪ .2021‬كما تشير توقعات جهاز التخطيط واإلحصاء‬ ‫للعاملين المتقاعدين من المدنيين والعسكريين‪.‬‬ ‫اإلنفاق‬
‫االجتماعي ‪ −‬تقديم أفضل الخدمات ألفراد المجتمع‪.‬‬
‫إلى تراوح الفائض بين ‪ 1.9‬و‪ 3.6‬في المائة خالل‬ ‫المصدر‪ :‬وزارة المالية‪ ،‬اإلمارات‪" .)2022( ،‬صندوق النقد العربي‪ :‬استبيان تقرير‬
‫آفاق االقتصاد العربي‪ -‬اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬ابريل‪.‬‬
‫الفترة (‪ .)2023-2021‬كما أن االتجاهات الحالية‬
‫ألسعار النفط والغاز المرتفعة وتوقع العوائد‬ ‫وفق التقديرات األولية‪ ،‬من المتوقع أن تنهي اإليرادات‬
‫والمكاسب االقتصادية لتنظيم كأس العالم نهاية عام‬ ‫العامة في عام ‪ 2021‬بمبلغ ‪ 458‬مليار درهم‬
‫‪ ،2022‬كلها عوامل من شأنها أن تعزز أكثر من‬ ‫إماراتي‪ )93 (،‬أي بزيادة قدرها ‪ 24.4‬في المائة‪ ،‬ثم‬
‫مستوى التوقعات اإليجابية ألوضاع الموازنة العامة‬ ‫تواصل االرتفاع في عامي ‪ 2022‬و‪ 2023‬بنسب ‪5.4‬‬
‫في قطر بفعل المزيد من إيرادات النفط والغاز‪.‬‬ ‫و‪ 3.6‬في المائة على التوالي‪ .‬في المقابل‪ ،‬تشير‬
‫في الكويت‪ )95(،‬سطرت موازنة الدولة للعام المالي(‪،)96‬‬ ‫التقديرات إلى ارتفاع النفقات العامة في ‪ 2021‬إلى‬
‫‪ ،2023/2022‬مجموعة من األهداف تمثلت في‪ :‬خفض‬ ‫مبلغ ‪ 468‬مليار درهم‪ ،‬بزيادة قدرها ‪ 7.6‬في المائة‪،‬‬
‫المصروفات عن موازنة ‪ ،2022/2021‬وااللتزام‬ ‫كما يُتوقع أن ترتفع نسبيا بحوالي ‪ 3.8‬و‪ 2.9‬في المائة‬
‫بسقف المصروفات المحدد‪ ،‬وترشيد الدعم وتخفيضه‬ ‫في عامي ‪ 2022‬و‪ 2023‬على التوالي‪ .‬كنتيجة لذلك‪،‬‬
‫بنسبة ‪ 12.4‬في المائة عن موازنة ‪ ،2022/2021‬ودعم‬ ‫يُتوقع انخفاض العجز إلى حوالي ‪ 0.7‬في المائة في‬
‫المصرفات الرأسمالية واإلنشائية‪ .‬تم تقدير الميزانية للعام‬ ‫‪ ،2021‬وتحقيق ميزانية متوازنة تقريبا (عجز‬
‫المالي ‪ 2023/2022‬على أساس متوسط سعر برميل‬ ‫صفري) على مدار الفترة (‪.)2023-2022‬‬
‫النفط بنحو ‪ 65‬دوالر عوضا عن ‪ 45‬دوالر للسنة المالية‬ ‫في قطر‪ )94(،‬بُنيت توقعات ميزانية ‪ 2022‬على أساس‬
‫التي تنتهي في ‪ 31‬مارس ‪ ،2022‬ووفق توقعات بزيادة‬ ‫متوسط سعر لبرميل النفط محددا بنحو ‪ 55‬دوالر‬
‫اإلنتاج من ‪ 2.425‬مليون برميل يوميا في‬ ‫بزيادة بحوالي ‪ 15‬دوالر عن مستوى ‪40( 2021‬‬
‫‪ ،2022/2021‬إلى ‪ 2.73‬مليون برميل يوميا في عام‬ ‫دوالرا)‪ ،‬مع افتراض ثبات الكميات من المنتجات‬
‫الهيدروكربونية عند متوسط مستويات إنتاج الفترة‬

‫(‪ )94‬جهاز التخطيط واإلحصاء‪ ،‬قطر‪" .)2022( ،‬اآلفاق االقتصادية لدولة‬ ‫(‪ )93‬صندوق النقد الدولي (‪" .)2022‬تقرير مشاورات المادة الرابعة‬
‫قطر ‪ ، ،"2023-2021‬يناير‪.‬‬ ‫رقم ‪ 50/22‬حول اإلمارات"‪ ،‬فبراير ‪.2022‬‬
‫(‪ )95‬وزارة المالية ‪ ،‬الكويت‪" .)2022( ،‬موازنة ‪ ،"23/22‬يناير‪.‬‬ ‫‪https://www.imf.org/en/Publications/CR/Issues/2022/‬‬
‫(‪ )96‬تبدأ السنة المالية في دولة الكويت في األول من أبريل من كل سنة‬ ‫‪02/17/United-Arab-Emirates-2021-Article-IV-‬‬
‫وتنتهي في ‪ 31‬مارس من السنة التالية‪.‬‬ ‫‪Consultation-Press-Release-and-Staff-Report-513265‬‬

‫‪62‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫للشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات األخرى في‬ ‫‪ .2023/2022‬كما تم افتراض زيادة بنسبة ‪ 2‬في المائة‬
‫القطاع الخاص بهدف دعم استمرارية أعمالها‪ .‬كما‬ ‫في تكاليف اإلنتاج بين السنتين الماليتين‪.‬‬
‫يجري العمل على مجموعة من اإلصالحات بهدف دعم‬ ‫تتمثل أبرز مالمح الموازنة لعام ‪ 2023/2022‬في‬
‫أوضاع المالية العامة (جدول ‪.)3‬‬ ‫زيادة اإليرادات المتوقعة بواقع ‪ 72.2‬في المائة عن‬
‫جدول رقم (‪)3‬‬
‫إصالحات المالية العامة خالل أفق التوقع‪ :‬الكويت‬
‫السنة المالية ‪ 2022/2021‬لتبلغ ‪ 18.8‬مليار دينار‬
‫‪ −‬العمل على تعزيز اإليرادات غير النفطية من خالل إقرار‬
‫قانون ضريبة القيمة المضافة‪ ،‬وإصدار ضريبة موحدة بنسبة‬
‫‪ −‬إصالحات‬
‫اإليرادات‬
‫كويتي‪ ،‬مقابل خفض متوقع للنفقات بحوالي ‪ 4.8‬في‬
‫‪ 10‬في المائة على صافي أرباح الشركات والمؤسسات‪،‬‬
‫وإعادة تسعير الخدمات والمرافق الحكومية‪.‬‬
‫العامة‬ ‫المائة لتصل حوالي ‪ 21.9‬مليار دينار‪ .‬كنتيجة لذلك‪،‬‬
‫‪ −‬توصيات إلقرار تشريعات مالية وتنويع مصادر الدخل‪.‬‬
‫‪ −‬ضبط أوضاع المالية العامة وترشيد االنفاق العام‪.‬‬ ‫‪ −‬إصالحات‬
‫من المتوقع أن ينخفض العجز إلى ما يقرب من ‪3.1‬‬
‫‪ −‬احتواء نمو المصروفات الجارية وخصوصا المرتبات‬
‫واألجور (تعويضات العاملين)‪.‬‬
‫اإلنفاق‬
‫العام‬
‫مليار دينار أي بنسبة ‪ 74.2‬في المائة عما هو متوقع‬
‫‪ −‬إعادة النظر في برامج الدعم الحكومية وبناء شبكة أمان‬
‫اجتماعي‪.‬‬
‫في ميزانية ‪ 2022/2021‬حيث يُنتظر أن يبلغ العجز‬
‫‪ −‬توصيات بشأن إعادة هيكلة الوزارات واإلدارات‪ ،‬وكذلك‬
‫خصخصة األنشطة االقتصادية‪.‬‬
‫حوالي ‪ 12.1‬مليار دينار كويتي‪ .‬تجدر اإلشارة إلى‬
‫‪ −‬قامت الحكومة بتعديل تشريعي على قانون صندوق احتياطي‬
‫األجيال القادمة يقضي بعدم التحويل للصندوق في السنوات‬
‫‪ −‬إصالحات‬
‫إدارة‬
‫أنه من المتوقع ارتفاع األسعار العالمية المسجلة خالل‬
‫التي تحقق عجزا ماليا واسترجاع قيمة التحويالت المنفذة‬
‫خالل السنتين الماليتين الماضيتين‪.‬‬
‫الموازنة‬
‫العامة‬
‫عام ‪ 2021‬مقارنة بفرضية سعر األساس المعتمدة في‬
‫‪ −‬العمل على إصدار قرارات باإلصالحات المالية التي ال‬
‫تتطلب تشريعات‪.‬‬
‫الموازنة البالغة (‪ 65‬دوالرا للبرميل) لينعكس ذلك‬
‫‪ −‬بيع أصول االحتياطي العام إلى صندوق األجيال لدعم السيولة‪.‬‬
‫‪ −‬إجراءات لوقف السحوبات المباشرة من صندوق االحتياطي‬
‫إيجابا على اإليرادات النفطية مما يساهم في تخفيض‬
‫العام‪.‬‬ ‫العجز وربما تحقيق فوائض مع افتراض ثبات النفقات‬
‫‪ −‬العمل على إصدار قانون جديد للدين العام‪.‬‬ ‫‪ −‬إصالحات‬
‫‪ −‬توسيع إطار عمل إدارة الدين العام في وزارة المالية‬ ‫إدارة‬ ‫العامة عند المستوى المحدد في الموازنة‪.‬‬
‫وتعزيزها بالكوادر المؤهلة‪.‬‬ ‫الدين‬
‫العام‬
‫المصدر‪ :‬وزارة المالية‪ ،‬الكويت‪" .)2022( ،‬صندوق النقد العربي‪ :‬استبيان تقرير آفاق‬ ‫من حيث هيكل اإليرادات‪ ،‬تشكل اإليرادات النفطية في‬
‫االقتصاد العربي‪ -‬اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬ابريل‪.‬‬ ‫ميزانية ‪ 2023/2022‬الحصة الكبرى بمبلغ ‪ 16.7‬مليار‬
‫في عُمان‪ )98 (،‬ارتكزت الميزانية العامة للدولة لعام‬ ‫دينار كويتي‪ ،‬أي بنسبة ‪ 89‬في المائة من إجمالي‬
‫‪ 2022‬على أهداف اقتصادية واجتماعية تضمنت‪،‬‬ ‫اإليرادات‪ ،‬بينما تشكل باقي اإليرادات غير النفطية‬
‫الحفاظ على المستويات اآلمنة والمستدامة لإلنفاق‬ ‫حوالي ‪ 11‬في المائة من اإلجمالي (‪ 2.1‬مليار دينار)‪.‬‬
‫العام‪ ،‬واالستمرار في رفع مساهمة اإليرادات غير‬ ‫بينما تتكون تركيبة المصروفات المتوقعة في ميزانية‬
‫النفطية‪ ،‬وإعطاء األولوية في تنفيذ المشاريع‬ ‫‪ 2023/2022‬من مرتبات وإنفاق على بنود مختلفة‬
‫للقطاعات اإلنتاجية‪ ،‬وإعطاء األولوية الستكمال‬ ‫للدعم بنسبة ‪ 75‬في المائة‪ ،‬ومصروفات رأسمالية بنسبة‬
‫برنامج التحول الرقمي‪ ،‬والحفاظ على مستوى اإلنفاق‬ ‫‪ 13‬في المائة‪ ،‬وباقي المصروفات بنسبة ‪ 12‬في المائة‪.‬‬
‫في الخدمات األساسية‪ ،‬وإعادة توجيه الدعم لمستحقيه‪،‬‬ ‫من بين أبرز التدابير والسياسات المتبناة على صعيد‬
‫واستمرار العمل على تحسين التصنيف االئتماني‬ ‫قطاع المالية العامة التي سيتم مواصلة تنفيذها خالل‬
‫للسلطنة‪ ،‬واالستمرار في دعم التدريب والتأهيل وخلق‬ ‫عام ‪ 2022‬لدعم التعافي االقتصادي من الجائحة‪،‬‬
‫فرص عمل جديدة‪ ،‬واالستمرار في دعم المؤسسات‬ ‫تخصيص الحكومة ‪ 500‬مليون دينار (يعادل ‪1.6‬‬
‫الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬ ‫مليار دوالر أو ‪ 1.4‬في المائة من الناتج المحلي‬
‫بُنيت تقديرات الميزانية للدولة لعام ‪ 2022‬على أساس‬ ‫اإلجمالي) كأموال إضافية لدعم الجهود الرامية إلى‬
‫‪ 50‬دوالرا للبرميل‪ ،‬ومستوى إلنتاج النفط يُقدر بنحو‬ ‫شكلت‬‫مكافحة انتشار فيروس "كوفيد‪ )97(."19-‬وقد ُ‬
‫مليون و‪ 55‬ألف برميل يوميا‪ .‬لذلك‪ ،‬يُتوقع أن تحقق‬ ‫لجنة لتنفيذ تدابير تحفيزية لتخفيف األثر السلبي‬
‫عماني مقارنة‬‫ُ‬ ‫اإليرادات العامة مبلغ ‪ 10.6‬مليار‬ ‫للفيروس على النشاط االقتصادي‪ .‬ونفذت السلطات‪،‬‬
‫عُماني معتمد في ميزانية‬ ‫بحوالي ‪ 8.6‬مليار‬ ‫على وجه الخصوص‪ ،‬تدابير من بينها‪ ،‬تأجيل‬
‫‪ ،2021‬أي بنسبة ارتفاع تقدر بنحو ‪ 27‬في المائة‪ ،‬لكن‬ ‫االشتراكات في الضمان االجتماعي لمدة ستة أشهر‬
‫بتراجع طفيف بنسبة ‪ 3.3‬في المائة‪ ،‬مقارنة بالنتائج‬ ‫لشركات القطاع الخاص‪ ،‬وإلغاء الرسوم الحكومية‬
‫األولية المتوقعة لنهاية سنة ‪ .2021‬في مقابل ذلك‪،‬‬ ‫المفروضة على قطاعات مختارة‪ ،‬شريطة أن تنقل‬
‫يُتوقع أن يرتفع اإلنفاق العام بشكل طفيف إلى نحو‬ ‫المدخرات إلى العمالء‪ ،‬ومواصلة تقديم استحقاقات‬
‫‪ 0.3( ،‬في المائة) مقارنة بالنتائج‬ ‫‪ 12.1‬مليار‬ ‫البطالة للمواطنين‪ ،‬وتقديم قروض ميسرة وطويلة األجل‬

‫(‪ )98‬وزارة المالية‪ ،‬عُمان‪" .)2022( ،‬اللقاء اإلعالمي للميزانية العامة‬ ‫(‪ )97‬وزارة المالية‪ ،‬الكويت‪" ،)2022( ،‬صندوق النقد العربي‪ :‬استبيان‬
‫للدولة لعام ‪."2022‬‬ ‫تقرير آفاق االقتصاد العربي‪ -‬اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬ابريل‪.‬‬

‫‪63‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫بحوالي ‪ 2597‬مليون دينار بحريني‪ .‬تشكل اإليرادات‬ ‫المتوقعة لنهاية عام ‪ ،2021‬وارتفاع بنسبة ‪ 12.2‬في‬
‫الضريبية زيادة كبيرة في المداخيل بنسبة ‪ 64‬في‬ ‫المائة‪ ،‬إذا ما قورن باإلنفاق المعتمد في الميزانية‬
‫المائة في اتساق مع رفع نسبة ضريبة القيمة المضافة‬ ‫العامة للدولة لعام ‪.2021‬‬
‫من ‪ 5‬إلى ‪ 10‬في المائة بداية من يناير ‪،2022‬‬ ‫بالنسبة لبنود اإلنفاق‪ ،‬يُتوقع أن تبلغ النفقات‬
‫لتعويض النقص المتوقع في إيرادات النفط والغاز‬ ‫االستثمارية في عام ‪ 2022‬حوالي ‪ 5‬مليار‬
‫بحوالي ‪ 16.6‬في المائة(‪ ،)99‬باعتبار متوسط السعر‬ ‫مقسمة بين جهاز االستثمار العماني (‪ 2.9‬مليار )‬
‫العالمي لبرميل النفط الذي بُنيت على أساسه تقديرات‬ ‫) والوزارات‬ ‫وتنمية طاقة عمان (‪ 1.2‬مليار‬
‫الموازنة في البحرين بحدود ‪ 60‬دوالرا للبرميل‪،‬‬ ‫المدنية (‪ 900‬مليون )‪ .‬كما تم تقدير المصروفات‬
‫بانخفاض بأكثر من ‪ 10‬دوالرات مقارنة بالسعر‬ ‫من‬ ‫الجارية للوزارات المدنية بواقع ‪ 4.3‬مليار‬
‫المعتمد في ميزانية عام ‪ .2021‬لكن‪ ،‬في ظل‬ ‫خالل توقع االحتياجات الفعلية لكافة الجهات‬
‫التطورات الدولية المتسارعة بداية من شهر فبراير‪،‬‬ ‫والوحدات المدنية‪ ،‬وأثر إجراءات الضبط المالي‬
‫التي أدت إلى ارتفاعات متسارعة في أسعار النفط‬ ‫ونتائج مبادرات الجهات الحكومية في تخفيض اإلنفاق‪.‬‬
‫والحبوب وغيرها من المواد األساسية‪ ،‬يتنظر أن‬
‫تعرف اإليرادات النفطية تطورات إيجابية تدعم‬ ‫كنتيجة لذلك‪ ،‬تم تقدير عجز الميزانية بحوالي ‪1.2‬‬
‫اإليرادات العامة‪ .‬بينما يُتوقع انخفاض طفيف في‬ ‫‪ ،‬وهو ما يمثل نسبة ‪ 4.6‬في المائة من‬ ‫مليار‬
‫إجمالي المصروفات العامة بحوالي ‪ 1‬في المائة‪،‬‬ ‫الناتج‪ ،‬مسجال انخفاضا بثالث نقاط مئوية عن تقديرات‬
‫نتيجة توقع انخفاض المصروفات الجارية (حصتها‬ ‫العجز لعام ‪ .2021‬يُمول معظم العجز عن طريق‬
‫حوالي ‪ 93‬في المائة من اإلجمالي) بنسبة ‪ 1.7‬في‬ ‫االقتراض المحلي والخارجي وجزء منه (‪ 400‬مليون‬
‫المائة‪ ،‬في مقابل توقع ارتفاع اإلنفاق الرأسمالي بنسبة‬ ‫) من خالل السحب من االحتياطات‪ .‬كما يمثل‬
‫‪ 8‬في المائة‪ ،‬وارتفاع قيمة دعم المواد الغذائية بنسبة‬ ‫أيضا تراجعا عن توقعات اإلطار المالي المعتمد لسنة‬
‫‪ 5.1‬في المائة‪ .‬في المحصلة‪ ،‬يتوقع أن ينخفض العجز‬ ‫‪ 2022‬في الخطة الخمسية العاشرة (‪)2025-2021‬‬
‫بنسبة ‪ 3.5‬في المائة في سنة ‪ .2022‬في مقابل ذلك‪،‬‬ ‫‪ ،‬حيث قدر العجز بحوالي‬ ‫بنحو ‪ 110‬مليون‬
‫يتوقع أن تستقر نسبة الدين العام اإلجمالي في حدود‬ ‫لعام ‪.2022‬‬ ‫‪ 1660‬مليون‬
‫‪ 116‬في المائة في ‪ ،2022‬قبل أن تتراجع إلى ‪110‬‬ ‫ضمن نفس الخطة‪ ،‬يرتقب أن ينخفض العجز في سنة‬
‫في المائة في سنة ‪.2023‬‬ ‫في‬ ‫و‪ 165‬مليون‬ ‫‪ 2023‬إلى ‪ 605‬مليون‬
‫تعكس هذه األرقام توجهات الدولة بمواصلة تحقيق‬ ‫‪ 2024‬وتحقيق فائض في ‪ 2025‬بحوالي ‪ 65‬مليون‬
‫أهداف برنامج التوازن المالي ال ُمحدث الذي تم‬ ‫‪ .‬ونظرا لتصاعد أسعار النفط نتيجة التطورات‬
‫اإلعالن عنه في أكتوبر ‪ ،2021‬بهدف الوصول إلى‬ ‫الدولية‪ ،‬حيث قفزت أسعار العقود اآلجلة في بداية‬
‫التوازن المالي بحلول عام ‪ ،2024‬ذلك من خالل عدد‬ ‫مارس لتتخطى حاجز ‪ 120‬دوالرا للبرميل‪ .‬يُنتظر أن‬
‫من المبادرات الرئيسة كتنمية اإليرادات غير النفطية‬ ‫ينعكس الفرق بين األسعار الفعلية للنفط في عام‬
‫عبر زيادة مساهمة الشركات المملوكة للدولة‪،‬‬ ‫‪ ،2022‬والسعر المعتمد في الميزانية (‪ 50‬دوالر)‪ ،‬في‬
‫ومراجعة أسعار السلع والخدمات المقدمة للشركات‪،‬‬ ‫صورة تحسن كبير ودعم للمالية العامة من خالل‬
‫ومبادرات تنمية اإليرادات الحكومية‪ ،‬وزيادة معدل‬ ‫الزيادة الملموسة في قيمة اإليرادات النفطية‪ ،‬وتحقيق‬
‫ضريبة القيمة المضافة ليصبح ‪ 10‬في المائة‪ ،‬بدال من‬ ‫المستهدفات المالية في الخطة الخمسية (‪-2021‬‬
‫‪ 5‬في المائة‪ .‬كما تشمل المبادرات خفض‬ ‫‪ ،)2025‬األمر الذي من شأنه كذلك أن يساهم في‬
‫المصروفات‪ ،‬خاصة التشغيلية في الجهات الحكومية‪،‬‬ ‫التخفيف من حجم االنعكاسات األخرى غير المرغوبة‬
‫بنسبة تصل إلى ‪ 20‬في المائة لسنة ‪ ،2022‬وبنسبة‬ ‫على الموازنة العامة جراء ارتفاع أسعار القمح‬
‫إضافية تصل إلى ‪ 15‬في المائة للسنتين ‪2023‬‬ ‫والمنتجات المستوردة‪.‬‬
‫و‪ .2024‬باإلضافة إلى تعزيز كفاءة ميزانية المشاريع‪،‬‬ ‫بالنسبة للبحرين‪ ،‬يُتوقع ثبات اإليرادات العامة بالنسبة‬
‫وضبط المصروفات المتعلقة بنفقات القوى العاملة‪،‬‬ ‫لسنة ‪ 2022‬عند قيمتها المسجلة في سنة ‪2021‬‬

‫( ‪ ) 99‬المصدر‪ :‬وزارة المالية‪ ،‬البحرين‪" .)2022( ،‬صندوق النقد‬


‫العربي‪ :‬استبيان تقرير آفاق االقتصاد العربي‪ -‬اإلصدار السادس‬
‫عشر"‪ ،‬ابريل‪.‬‬

‫‪64‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫حصلت في مارس ‪ 2022‬في أسواق الطاقة التي تحمل‬ ‫وتعزيز كفاءة وعدالة الدعم الحكومي المباشر‬
‫الكثير من عدم اليقين بالنسبة للموازنات العربية‪.‬‬ ‫وإيصاله إلى مستحقيه‪ .‬كما تشمل اإلجراءات أيضا‪،‬‬
‫إطالق نظام أداء وحوافز الميزانية بهدف تعزيز‬
‫فرغم التوقع بارتفاع جانب النفقات (دعم وتحويالت‬ ‫التخطيط المالي للوزارات والجهات الحكومية التي‬
‫اجتماعية) نتيجة الزيادة في أسعار القمح والمواد‬ ‫تنجح في تنمية إيراداتها وتحقق وفورات في النفقات‬
‫الغذائية األساسية المدعمة التي عرفت أيضا ارتفاعا‬ ‫الجارية‪.‬‬
‫نتيجة التطورات العالمية الحالية للموازنات العربية‪ ،‬إال‬
‫أن أسعار النفط والغاز المرتفعة ستمنح دعما كبيرا‬ ‫في هذا اإلطار‪ ،‬يجرى العمل على تنفيذ مجموعة من‬
‫لإليرادات العامة لدول المجموعة في مواجهة ارتفاع‬ ‫اإلصالحات لدعم أوضاع المالية العامة (جدول رقم ‪.)4‬‬
‫جدول رقم (‪)4‬‬
‫نفقات الدعم والتحويالت االجتماعية‪.‬‬ ‫إصالحات المالية العامة خالل أفق التوقع‪ :‬البحرين‬
‫‪ −‬العمل على تنمية اإليرادات العامة في العديد من القطاعات‪،‬‬ ‫‪ −‬إصالحات‬
‫كالمرور والنقل والبنية التحتية والخدمات العامة‪.‬‬ ‫اإليرادات‬
‫التطورات على مستوى دول المجموعة‬ ‫‪ −‬مراجعة أسعار السلع والخدمات المقدمة للشركات‪ ،‬باإلضافة‬ ‫العامة‬
‫إلى زيادة مساهمات الشركات المملوكة للحكومة المتمثلة قي‬
‫شركة ممتلكات البحرين القابضة‪ ،‬وبنك اإلسكان‪ ،‬والشركة‬
‫في الجزائر‪ )100(،‬يحتوي قانون المالية لعام ‪ 2022‬على‬ ‫القابضة للنفط والغاز‪ ،‬إضافة إلى هيئة البحرين للسياحة‬
‫والمعارض‪.‬‬
‫تدابير عدة لدعم االستثمار في كثير من القطاعات‪،‬‬ ‫‪ −‬البدء بمبادرة زيادة نسبة ضريبة القيمة المضافة إلى ‪ 10‬في‬
‫المائة منذ يناير ‪.2022‬‬
‫وإصالح شامل لمعدالت ضريبة الدخل اإلجمالي‬ ‫‪ −‬االلتزام بتطبيق مبادرات برنامج التوازن المالي وهي‪ :‬خفض‬
‫المصروفات التشغيلية للوزارات والجهات الحكومية‪ ،‬وتعزيز‬
‫‪ −‬إصالحات‬
‫النفقات‬
‫لتخفيض هذه الضريبة‪ ،‬وإنشاء تعويض وطني لصالح‬ ‫كفاءة ميزانية المشاريع‪ ،‬وضبط المصروفات المتعلقة بالقوى‬
‫العاملة‪ ،‬وتعزيز كفاءة وعدالة الدعم الحكومي المباشر‬
‫العامة‬

‫األسر ذات الدخل المنخفض سيحل محل نظام الدعم‬ ‫لمستحقيه من المواطنين بالتشاور مع السلطة التشريعية‪.‬‬
‫‪ −‬االلتزام بتطبيق مبادرات برنامج التوازن المالي المحدث‪.‬‬ ‫‪ −‬إدارة‬
‫المعمم‪ .‬يستند إطار االقتصاد الكلي الذي اعتمدت عليه‬ ‫الموازنة‬
‫العامة‬
‫التوقعات للفترة (‪ )2024-2022‬على سعر مرجعي‬ ‫‪ −‬باإلضافة إلى مكتب الدين العام‪ ،‬تم مؤخرا تطوير هيكل قطاع‬
‫الشؤون المالية في وزارة المالية واالقتصاد الوطني‪.‬‬
‫‪ −‬إصالحات‬
‫إدارة‬
‫لبرميل النفط ‪ 45‬دوالرا‪ ،‬وسعر السوق ‪ 50‬دوالرا‬ ‫‪ −‬استحداث إدارة عمليات التمويل مسؤولة عن تنفيذ عمليات‬
‫التمويل وجميع المهام المتعلقة بالتدفقات النقدية‪ ،‬مما سيساهم‬
‫الدين العام‬

‫للبرميل‪ ،‬وهي أسعار متواضعة للغاية مقارنة‬ ‫في زيادة كفاءة تقدير االحتياجات التمويلية وإعداد التقديرات‬
‫والتقارير في هذا الشأن‪.‬‬
‫بالمستويات المسجلة ألسعار النفط خالل عام ‪.2022‬‬ ‫‪ −‬تنفيذ جميع استراتيجيات مكتب الدين العام‪.‬‬
‫‪ −‬يهدف مصرف البحرين المركزي‪ ،‬على صعيد التحول‬
‫كما بنيت تقديرات الموازنة على تحقيق معدل نمو‬ ‫الرقمي في سوق األوراق المالية‪ ،‬إلى إنشاء نظام تداول‬
‫مباشر لألوراق المالية الحكومية في السوق المالية الثانوية‪.‬‬
‫اقتصادي بنسبة ‪ 3.3‬في المائة في عام ‪ ،2022‬وحوالي‬ ‫‪ −‬تعزيز كفاءة وعدالة الدعم الحكومي المباشر لمستحقيه من‬
‫المواطنين عبر تطوير آليات صرفه واعتماد إجراءات محكمة‬
‫‪ −‬تعزيز‬
‫اإلنفاق‬
‫‪ 3‬في المائة في ‪ 2023‬و‪ ،2024‬إضافة إلى افتراض‬ ‫لضمان وصوله لمستحقيه‪.‬‬ ‫االجتماعي‬
‫المصدر‪ :‬وزارة المالية‪ ،‬البحرين‪" .)2022( ،‬صندوق النقد العربي‪ :‬استبيان تقرير آفاق‬
‫معدل تضخم بحدود ‪ 3.7‬في المائة في عامي ‪2022‬‬ ‫االقتصاد العربي‪ -‬اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬ابريل‪.‬‬
‫و‪ ،2023‬و‪ 3.8‬في عام ‪.2024‬‬
‫الدول العربية األخرى المصدرة للنفط‬
‫استنادا إلى هذه الفرضيات‪ ،‬يُتوقع أن تبلغ اإليرادات‬
‫العامة في عام ‪ 2022‬حوالي ‪ 5683.2‬مليار دينار‬ ‫بالنسبة لمجموعة الدول العربية األخرى المصدرة‬
‫جزائري‪ ،‬بانخفاض طفيف عن توقعات الحساب‬ ‫للنفط‪ ،‬تشير البيانات المقدرة للحسابات الختامية إلى‬
‫الختامي لعام ‪ 2021‬الذي سجل ‪ 5858‬مليار دينار‪،‬‬ ‫تحسن كبير في األوضاع المالية‪ ،‬حيث يُتوقع انخفاض‬
‫قبل أن تعود لالرتفاع لتبلغ ‪ 5867‬و‪ 6084‬مليار دينار‬ ‫العجز في ‪ 2021‬إلى نحو ‪ 3.1‬في المائة من الناتج‬
‫في عامي ‪ 2023‬و‪ 2024‬على التوالي‪ .‬يرتبط هذا‬ ‫المحلي اإلجمالي مقابل عجز بلغ قرابة ‪ 15.5‬في المائة‬
‫األداء بمتوسط النمو السنوي للقطاعات غير‬ ‫في عام ‪ .2020‬غير أن عجز الموازنة‪ ،‬بالنسبة‬
‫الهيدروكربونية بنسبة ‪ 3.7‬في المائة خالل الفترة‬ ‫للمجموعة‪ ،‬يُتوقع أن يعود لالرتفاع نسبيا إلى حوالي‬
‫(‪ )2024-2022‬مقارنة بحوالي ‪ 3.2‬في المائة في‬ ‫‪ 7.5‬في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي في عام‬
‫قانون المالية التكميلي لعام ‪ .2021‬كما يعزز توقع‬ ‫‪ ،2022‬استنادا إلى توقعات الموازنات التي ُحددت في‬
‫اإليرادات العامة اإلجمالية اتجاه اإليرادات العادية التي‬ ‫نهاية ديسمبر من عام ‪ 2021‬التي استندت إلى أسعار‬
‫يُنتظر أن تسجل انخفاضا بنسبة ‪ 8.95‬في المائة في عام‬ ‫نفط مرجعية متواضعة مقارنة بالمستجدات التي‬
‫‪ ،2022‬وتنمو في عامي ‪ 2023‬و‪ 2024‬بحوالي ‪2.2‬‬

‫(‪ )100‬قانون المالية الصادر بالجريدة الرسمية برقم ‪ ،16-21‬في تاريخ‬


‫‪ 30‬ديسمبر ‪https://www.joradp.dz/FTP/jo- :2021‬‬
‫‪francais/2021/F2021100.pdf‬‬

‫‪65‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫االستثماري وخفض اإلنفاق االستهالكي والتوسع غير‬ ‫في المائة و‪ 3.7‬في المائة على التوالي‪ .‬في المتوسط‪،‬‬
‫الضروري مع تحديد األولويات في اإلنفاق‪ .‬كما يتعين‬ ‫يُتوقع أن تنمو إيرادات الضرائب بنسبة ‪ 3‬في المائة‬
‫في أعقاب ارتفاع أسعار النفط بناء حيز المالية العامة‪،‬‬ ‫خالل الفترة (‪ ،)2024-2022‬كما يُتوقع زيادة إيرادات‬
‫لتقليص العجز المالي من خالل ترشيد اإلنفاق‪،‬‬ ‫النفط (الضرائب على النفط) بنسبة ‪ 9‬في المائة في‬
‫وتحسين تحصيل اإليرادات المحلية‪ ،‬وتعزيز التوجه‬ ‫‪ 2022‬و‪ 5‬في المائة في ‪ 2023‬وحوالي ‪ 4‬في المائة‬
‫متوسط األجل لسياسات االقتصاد الكلي التي من شأنها‬ ‫في ‪.2024‬‬
‫تقليص العجز المزدوج‪ ،‬أي عجز المالية العامة وعجز‬
‫الحساب الجاري‪.‬‬ ‫من جانب اإلنفاق‪ ،‬يُتوقع أن تبلغ النفقات العامة حوالي‬
‫‪ 9858.4‬مليار دينار في عام ‪ ،2022‬بزيادة قدرها‬
‫ينعكس ذلك على احتواء الزيادة في الديون الحكومية‬ ‫‪ 14.1‬في المائة مقارنة بالتوقعات الختامية لعام ‪،2021‬‬
‫عن طريق استخدام الفوائض التي ستحقق في سداد‬ ‫وحوالي ‪ 9682‬مليار دينار عام ‪ ،2023‬ونحو ‪9822‬‬
‫جزء من الديون الداخلية‪ .‬كما تهدف اإلصالحات أيضا‬ ‫مليار دينار عام ‪ .2024‬في هذا اإلطار‪ ،‬يُتوقع أن ترتفع‬
‫إلى االستمرار في مشروع إعادة هيكلة مصرفي‬ ‫النفقات الجارية بنسبة ‪ 4.6‬في المائة في المتوسط خالل‬
‫الرافدين والرشيد‪ ،‬من خالل إجراءات تهدف إلى تجويد‬ ‫الفترة (‪ ،)2024-2022‬لتصل إلى ‪ 6311.5‬مليار‬
‫حوكمتهما وتقييم جودة أصولهما‪ .‬كذلك‪ ،‬البحث عن‬ ‫دينار في ‪ ،2022‬و‪ 6273.7‬مليار دينار في ‪،2023‬‬
‫إيجاد مصادر تمويل جديدة لدعم االيرادات الحكومية‪،‬‬ ‫و‪ 6451.2‬مليار دينار في ‪ .2024‬كما يُتوقع أن ترتفع‬
‫وتحديث اإلطار القانوني والتنظيمي لقطاع النقل بما‬ ‫النفقات الرأسمالية في عام ‪ 2022‬بنسبة ‪ 19.1‬في‬
‫يحقق زيادة التمويل لمشاريع البنى التحتية عبر التوجه‬ ‫المائة‪ ،‬مقارنة بالتوقعات الختامية لعام ‪ 2021‬لتبلغ‬
‫نحو جذب االستثمارات وبناء الشراكة بين القطاع العام‬ ‫حوالي ‪ 3547‬مليار دينار جزائري‪ ،‬ثم تنخفض بحوالي‬
‫والخاص‪.‬‬ ‫‪ 4‬في المائة و‪ 1‬في المائة في عامي ‪ 2023‬و‪2024‬‬
‫على التوالي‪.‬‬
‫بالنسبة لإليرادات تشير التقديرات إلى ارتفاعها لتبلغ‬
‫حوالي ‪ 109081‬مليار دينار عراقي في عام ‪،2021‬‬ ‫حسب هذه التوقعات‪ ،‬يُرتقب أن يزداد عجز الميزانية‬
‫ومن جانب النفقات يتوقع أن تبلغ حوالي ‪102850‬‬ ‫في عام ‪ 2022‬ليبلغ ‪ 4175.2‬مليار دينار‪ ،‬مقارنة مع‬
‫مليار دينار عراقي في عام ‪ )102(.2021‬وهو ما يحقق‬ ‫توقعات الحساب الختامي التي تحدد العجز بحدود‬
‫فائضا قدره ‪ 6231‬مليار دينار (أي حوالي ‪ 2.13‬في‬ ‫‪ 2784.6‬مليار دينار‪ ،‬قبل أن يعاود االنخفاض تدريجيا‬
‫المائة من الناتج المحلي اإلجمالي)‪ .‬وفي عام‬ ‫في ما بعد‪ .‬تجدر اإلشارة إلى أن توقعات قانون المالية‬
‫‪ )103(،2022‬يتوقع أن تبلغ اإليرادات حوالي ‪135813‬‬ ‫التي بُنيت على سعر مرجعي للنفط بقيمة ‪ 45‬دوالرا‬
‫مليار دينار‪ ،‬والنفقات حوالي ‪ 144134‬مليار دينار‪.‬‬ ‫للبرميل‪ ،‬لم تأخذ في االعتبار التطورات الدولية الجديدة‬
‫والتي رفعت أسعار النفط‪ .‬لذلك‪ ،‬يُتوقع بالنسبة للجزائر‬
‫في ليبيا‪ )104 (،‬يتوقع أن تنتعش مداخيل الحكومة من‬ ‫كما باقي الدول المصدرة للنفط‪ ،‬أن تؤدي اإليرادات‬
‫زيادة إيرادات النفط لتشكل حوالي ‪ 98‬في المائة من‬ ‫النفطية الفائضة عن األسعار المرجعية المعتمدة‪ ،‬إلى‬
‫إجمالي اإليرادات العامة‪ ،‬خاصة مع تعافي االقتصاد‬ ‫تعزيز أوضاع المالية العامة‪ ،‬وخفض العجز المتوقع‬
‫وزيادة إنتاج النفط‪ ،‬لتبلغ حوالي ‪ 130‬و‪ 151‬مليار‬ ‫في الموازنة العامة للدولة‪.‬‬
‫دينار في عامي ‪ 2022‬و‪ 2023‬على التوالي أي بنمو‬
‫يقدر بنحو ‪ 24‬و‪ 16‬في المائة في عامي ‪2022‬‬ ‫في العراق‪ )101(،‬تنوي الدولة المضي قدما في طريق‬
‫و‪ 2023‬على التوالي‪ .‬يأتي ذلك نتيجة عزم الدولة رفع‬ ‫اإلصالحات التي تم اإلعالن عنها في "الورقة‬
‫القدرة اإلنتاجية لقطاع النفط‪ ،‬من بين إصالحات أخرى‬ ‫البيضاء" في إطار التعافي في أسواق النفط الدولية‪،‬‬
‫لدعم أوضاع المالية العامة (جدول ‪ ،)5‬حيث من‬ ‫والحفاظ على إطار مستدام لالقتصاد الكلي‪ .‬يتم اتباع‬
‫المتوقع أن يرتفع إنتاج النفط خالل عامي ‪2022‬‬ ‫السياسات الداعمة لالتجاهات الدورية لإلنفاق‬

‫(‪ )103‬صندوق النقد الدولي‪ ،‬قاعدة بيانات التوقعات االقتصادية العالمية‪،‬‬ ‫( ‪ ) 101‬البنك المركزي العراقي‪ ،‬العراق‪" .)2022( ،‬صندوق النقد‬
‫أكتوبر ‪.2021‬‬ ‫العربي‪ :‬استبيان تقرير آفاق االقتصاد العربي‪ -‬اإلصدار السادس‬
‫(‪ )104‬مصرف ليبيا المركزي‪ ،‬ليبيا‪" .)2022( ،‬صندوق النقد العربي‪:‬‬ ‫عشر"‪ ،‬أبريل‪.‬‬
‫استبيان تقرير آفاق االقتصاد العربي‪ -‬اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬أبريل‪.‬‬ ‫(‪ )102‬استنادا إلى المالحظات المستلمة من البنك المركزي العراقي على‬
‫المسودة األولية للتقرير‪ ،‬بالنسبة لبيانات ‪.2021‬‬

‫‪66‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫أن تعزز من هذه المكاسب على مستوى اإليرادات‬ ‫و‪ 2023‬إلى ‪ 1.4‬و‪ 1.6‬مليون برميل على التوالي‪ .‬كما‬
‫العامة‪ .‬وكنسبة من الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬يُتوقع أن‬ ‫يُنتظر أن يساهم ارتفاع أسعار النفط خاصة في الظرفية‬
‫تستقر اإليرادات العامة عند مستوى ‪ 6‬في المائة خالل‬ ‫الحالية نتيجة التطورات الدولية إيجابا على اإليرادات‬
‫فترة التوقع‪.‬‬ ‫النفطية خصوصا وأن فرضيات التوقع ألسعار النفط‬
‫بنيت على أساس ‪ 60‬دوالرا للبرميل في عامي ‪2022‬‬
‫في مقابل ذلك‪ ،‬يُتوقع أن يرتفع اإلنفاق العام كذلك تقريبا‬ ‫و‪ .2023‬كما يُتوقع أن يرتفع حجم االنفاق العام خالل‬
‫بنفس وتيرة اإليرادات العامة‪ ،‬مسجال ارتفاعا من ‪1647‬‬ ‫عامي ‪ 2022‬و‪ 2023‬خاصة بسبب زيادة حجم اإلنفاق‬
‫يمني‬ ‫يمني عام ‪ 2020‬إلى ‪ 2256‬مليار‬ ‫مليار‬ ‫الرأسمالي‪ ،‬بنسبة نمو تقرب من ‪ 57‬و‪ 85‬في المائة‬
‫يمني في عام ‪،2022‬‬ ‫عام ‪ ،2021‬و‪ 2784‬مليار‬ ‫خالل عامي التوقع على التوالي‪ .‬كما يُتوقع أن ترتفع‬
‫يمني في عام ‪ .2023‬يشكل ذلك‬ ‫و‪ 3784‬مليار‬ ‫المصروفات الجارية وأجور العاملين بينما يتوقع‬
‫زيادات سنوية بحوالي ‪ 37‬في المائة و‪ 23‬في المائة‪،‬‬ ‫استقرار اإلنفاق على بنود الخدمات االجتماعية ودعم‬
‫و‪ 36‬في المائة على مدى سنوات التوقع على التوالي‪.‬‬ ‫الطاقة والسلع األساسية‪.‬‬
‫نتيجة لذلك‪ ،‬يُتوقع أن يستقر العجز عند مستوى ‪ 5.3‬في‬ ‫جدول رقم (‪)5‬‬
‫إصالحات المالية العامة خالل أفق التوقع‪ :‬ليبيا‬
‫المائة خالل فترة التوقع‪ .‬كما يُتوقع تراجع نسب الدين‬ ‫‪ −‬رفع القدرة اإلنتاجية لقطاع النفط‪ ،‬ومن المتوقع أن‬
‫يرتفع انتاج النفط خالل عامي ‪ 2022‬و‪ 2023‬إلى‬
‫العام بصفة كبيرة عما كانت عليه عام الجائحة‪ ،‬إلى‬ ‫‪ 1.4‬و‪ 1.6‬مليون برميل على التوالي‪.‬‬ ‫‪ −‬إصالحات‬
‫‪ −‬وضع سياسات من قبل وزارة المالية تهدف إلى‬ ‫اإليرادات العامة‬
‫حوالي ‪ 73.5‬في المائة عام ‪ 2021‬مقارنة بنحو ‪84.2‬‬ ‫رفع نسبة مساهمة اإليرادات السيادية في هيكل‬
‫اإليرادات العامة‪.‬‬
‫في المائة في ‪ ،2020‬ويُسجل ‪ 63.1‬في المائة في عام‬ ‫‪ −‬إعادة هيكلة االنفاق العام من خالل رفع نسبة‬
‫االنفاق التنموي في هيكل االنفاق العام حيث بلغت‬
‫‪ ،2022‬ثم حوالي ‪ 54‬في المائة في عام ‪.2023‬‬ ‫نسبة االنفاق التنموي خالل عام ‪ 2021‬حوالي ‪27‬‬ ‫‪ −‬إصالحات النفقات‬
‫العامة‬
‫في المائة مقابل نسبة لم تتعد ‪ 8‬في المائة خالل‬
‫األعوام الخمس الماضية‪.‬‬
‫‪ .2‬الدول العربية المستوردة للنفط‬ ‫‪ −‬وضع جدول موحد للمرتبات‪.‬‬ ‫‪ −‬إصالحات إدارة‬
‫الموازنة العامة‬
‫‪ −‬رفع مستوى الخدمات العامة مثل التعليم والصحة‬ ‫‪ −‬إصالحات إدارة‬
‫والضمان االجتماعي من خالل توجيه ميزانية‬
‫بالنسبة لمجموعة الدول العربية المستوردة للنفط‪ ،‬يُتوقع‬ ‫التنمية بغية تطوير البنية التحتية في هذه القطاعات‪.‬‬ ‫الدين العام‬
‫مصرف ليبيا المركزي‪ ،‬ليبيا‪" .)2022( ،‬صندوق النقد العربي‪ :‬استبيان تقرير آفاق‬
‫أن يستقر العجز في عام ‪ 2022‬في حدود ‪ 6‬في المائة‬ ‫االقتصاد العربي‪ -‬اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬أبريل‪.‬‬
‫من الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬بانخفاض طفيف بحوالي‬
‫‪ 0.6‬نقطة مئوية عن عام ‪ ،2021‬خاصة في ظل‬ ‫نتيجة لذلك‪ ،‬يُتوقع تحقيق فائض في الميزانية العامة‬
‫اإلصالحات التي تواصلها هذه الدول لتحسين أوضاع‬ ‫بحوالي ‪ 7.4‬و‪ 3.6‬كنسبة من الناتج المحلي اإلجمالي‬
‫المالية العامة‪ ،‬مع عودة التعافي االقتصادي في كثير‬ ‫في عامي ‪ 2022‬و ‪ 2023‬على التوالي‪ .‬من شأن ذلك‬
‫من دول المجموعة في عام ‪ ،2021‬ومواصلة رفع‬ ‫أن يسهم في خفض نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي‬
‫إجراءات اإلغالق وعودة األنشطة االقتصادية‬ ‫اإلجمالي من حوالي ‪ 66‬في المائة في عام ‪ 2021‬إلى‬
‫المتضررة كثيرا من الجائحة كأنشطة السياحة والنقل‬ ‫حوالي ‪ 57‬في المائة في عام ‪ ،2023‬كما يساهم في‬
‫الدولي مع انحسار موجة المتحور أوميكرون واستفادة‬ ‫االهتمام بقطاع الصحة ورفع جودة إنتاجية الخدمات‬
‫بعض دول المجموعة من تلقيح عدد أكبر من السكان‪.‬‬ ‫العامة وتوفير التمويل لالزم للقطاع الخاص من أجل‬
‫المساهمة في تطوير قطاع الصحة‪ ،‬كأولوية فرضتها‬
‫إال أن التطورات الدولية الحالية ستطرح تحديات جدية‬ ‫الجائحة‪.‬‬
‫أمام موازنات دول المجموعة‪ ،‬نتيجة موجة االرتفاع‬
‫الكبير في أسعار السلع األساسية‪ .‬بالفعل‪ ،‬تُعتبر الدول‬ ‫في اليمن‪ 105،‬يُتوقع أن تسجل اإليرادات العامة ارتفاعا‬
‫المستوردة للنفط أهم متضرر من موجة االرتفاع في‬ ‫خالل الفترة (‪ ،)2023-2021‬لتنتقل من ‪ 915‬مليار‬
‫األسعار الحالية‪ ،‬سوا ٌء أسعار النفط ومشتقاته أو أسعار‬ ‫يمني في عام ‪ 2020‬إلى حوالي ‪ 1233‬مليار‬
‫القمح ومشتقاته بحكم كون معظم هذه الدول تستورد‬ ‫يمني عام ‪ ،2021‬و‪ 1448‬مليار يمني في عام ‪،2022‬‬
‫باإلضافة إلى مواد النفط والغاز‪ ،‬معظم حاجياتها من‬ ‫و‪ 1976‬مليار يمني في عام ‪ .2023‬يُشكل ذلك زيادة‬
‫القمح ومشتقاته‪ .‬كما تواجه إضافة إلى المخاطر الناتجة‬ ‫سنوية بحوالي ‪ 35‬في المائة في عام ‪ ،2021‬و‪17.5‬‬
‫عن ارتفاع األسعار كذلك تحديات كفاية المخزون من‬ ‫في المائة في عام ‪ ،2022‬و‪ 36.5‬في المائة في عام‬
‫القمح في ظل عدم اليقين حول اإلمدادات المستقبلية من‬ ‫‪ .2023‬كما من شأن وتيرة ارتفاع أسعار النفط الحالية‬

‫(‪ )105‬صندوق النقد الدولي (‪" .)2021‬قاعدة بيانات التوقعات االقتصادية‬


‫العالمية"‪ ،‬أكتوبر‪.‬‬

‫‪67‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫‪ 983‬مليار جنيه واإليرادات غير الضريبية من حوالي‬ ‫هذه السلعة األساسية‪ .‬لذلك‪ ،‬ربما تضطر أغلب الدول‬
‫‪ 286‬مليار جنيه إلى حوالي ‪ 382‬مليار جنيه بين‬ ‫إلى تعديل موازناتها لتساير الحاجيات التمويلية‬
‫العامين الماليين ‪ 2021/2020‬و‪ 2022/2021‬على‬ ‫المتزايدة جراء هذه المستجدات‪ ،‬خاصة مع األوضاع‬
‫التوالي‪ .‬في مقابل ذلك‪ ،‬يُتوقع أن يرتفع إجمالي‬ ‫الضبابية وحالة عدم اليقين السائدة حاليا على مستقبل‬
‫المصروفات العامة بنحو ‪ 13.8‬في المائة‪ ،‬من حوالي‬ ‫األسعار وإمدادات التموين‪.‬‬
‫‪ 1614.7‬مليار جنيه إلى حوالي ‪ 1837.7‬مليار جنيه‬
‫بين العامين الماليين ‪ 2021/2020‬و‪.2022/2021‬‬ ‫التطورات على مستوى دول المجموعة‬
‫في المغرب‪ )107(،‬تظهر توقعات الميزانية في إطار‬ ‫في مصر‪ )106(،‬يرتكز مشروع موازنة ‪2022/2021‬‬
‫قانون المالية لسنة ‪ 2022‬عجزا‪ ،‬دون احتساب‬ ‫على استمرار تنفيذ اإلصالحات المالية والنقدية‬
‫عائدات الخصخصة بنسبة ‪ 6.4‬في المائة من الناتج‬ ‫واالقتصادية المهمة في إطار االستراتيجية الحكومية‬
‫المحلي اإلجمالي‪ ،‬مقابل ‪ 6.5‬في المائة من إجمالي‬ ‫(‪ .)2023/2022-2020/2019‬يهدف قانون المالية‬
‫الناتج المحلي للعجز ال ُمحقق في عام ‪ 2021‬و‪ 7.6‬في‬ ‫للعام المالي ‪ 2022/2021‬إلى الحفاظ على استدامة‬
‫المائة في عام ‪ .2020‬يُعزى هذا التحسن إلى تعافي‬ ‫االنضباط المالي وخفض المديونية الحكومية‪ ،‬ومساندة‬
‫مؤشرات أداء االقتصاد الكلي مع استمرار انتعاش‬ ‫ودعم النشاط االقتصادي خاصة في قطاعات الصناعة‬
‫النشاط االقتصادي والطلب الداخلي والخارجي‪ ،‬مما‬ ‫والتصدير‪ ،‬ودفع جهود الحماية االجتماعية وتحسين‬
‫سيسمح بتحسن الموارد مقارنة بعام ‪.2021‬‬ ‫مستوى المعيشة‪ ،‬والتركيز على دفع أنشطة التنمية‬
‫البشرية خاصة في مجالي الصحة والتعليم‪.‬‬
‫بالنسبة لعام ‪ ،2023‬مع فرضية استمرار التحسن في‬
‫الموارد‪ ،‬يتوقع بنك المغرب عجزا بنسبة ‪ 5.8‬في‬ ‫اعتمد مشروع موازنة العام المالي ‪ 2022/2021‬على‬
‫المائة من الناتج المحلي اإلجمالي‪ .‬كما سيتم الرفع من‬ ‫افتراض معدل نمو بحوالي ‪ 5.4‬في المائة‪ ،‬ومتوسط‬
‫حجم النفقات الجارية‪ ،‬خاصة المتعلقة بنفقات‬ ‫سعر الفائدة على األذون والسندات الحكومية بنسبة‬
‫االستثمار‪ ،‬من أجل مواصلة تنفيذ تدابير دعم االقتصاد‬ ‫‪ 13.2‬في المائة‪ ،‬ومتوسط سعر برميل النفط بحدود‬
‫الوطني ومواكبة تفعيل اإلصالحات المخطط لها‪ ،‬وال‬ ‫‪ 60‬دوالرا للبرميل‪ ،‬إضافة إلى افتراض متوسط سعر‬
‫سيما تلك المتعلقة بتعميم الحماية االجتماعية‬ ‫القمح األمريكي بحوالي ‪ 255‬دوالرا للطن‪ ،‬متضمنا‬
‫واالستمرار في تنفيذ االستراتيجيات القطاعية‪.‬‬ ‫تكلفة الشحن والنقل‪ .‬يستهدف مشروع الموازنة العامة‬
‫للعام المالي ‪ ،2022/2021‬تحقيق فائض أولي قدره‬
‫أما أبرز التدابير والسياسات المتبناة على صعيد قطاع‬ ‫‪ 1.5‬من الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬وهوما يصاحبه‬
‫المالية العامة التي سيتم مواصلة تنفيذها خالل عام‬ ‫خفض كل من عجز الموازنة إلى ‪ 6.7‬في المائة‪،‬‬
‫‪ 2022‬لدعم التعافي االقتصادي من جائحة كوفيد‪،19-‬‬ ‫وخفض في نسبة دين أجهزة الموازنة إلى نحو ‪89.5‬‬
‫فتمثلت في مجموعة من اإلصالحات الهيكلية في إطار‬ ‫في المائة‪ ،‬ذلك نتيجة استمرار تطبيق إجراءات الضبط‬
‫النموذج التنموي الجديد الذي يؤسس إلطالق مرحلة‬ ‫المالي‪ .‬حيث يتكون من الدين الداخلي بنسبة ‪ 71.3‬في‬
‫جديدة لتسريع التعافي االقتصادي‪ ،‬وتوطيد المشروع‬ ‫المائة من الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬والدين الخارجي‬
‫المجتمعي‪ .‬في هذا السياق‪ ،‬حدد قانون مالية ‪2022‬‬ ‫بنسبة ‪ 18.2‬في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي‪ .‬في‬
‫أربع أولويات تتمثل في‪ ،‬توطيد أسس إنعاش االقتصاد‬ ‫نفس السياق‪ ،‬يُتوقع أن يصل إجمالي الفوائد في ميزانية‬
‫الوطني‪ ،‬والحد من تداعيات أزمة جائحة كوفيد‪19-‬‬ ‫‪ 2022/2021‬إلى ‪ 579.6‬مليار جنيه‪ ،‬منها ‪554.6‬‬
‫على القطاعات االقتصادية‪ ،‬وتعزيز آليات اإلدماج‬ ‫مليار عبارة عن فوائد محلية و‪ 25‬مليار جنيه فوائد‬
‫والتقدم في تعميم الحماية االجتماعية‪ ،‬وتقوية رأس‬ ‫أجنبية‪.‬‬
‫المال البشري‪ .‬بالنسبة للجانب الصحي‪ ،‬سيتم تكثيف‬
‫الجهود لتأهيل المنظومة الصحية وتعبئة مواردها‬ ‫في ظل هذا التوجه‪ ،‬يُتوقع أن يبلغ إجمالي اإليرادات‬
‫المالية والعناية بالموارد البشرية وتجويد الحوكمة‪،‬‬ ‫حوالي ‪ 1365‬مليار جنيه مصري‪ ،‬بزيادة قدرها ‪22‬‬
‫والعمل على توفير البنية التحتية وتحسين جودة‬ ‫في المائة عن ما هو مقدر للعام المالي ‪.2021/2020‬‬
‫الخدمات الصحية‪ .‬كما ستركز اإلجراءات على إصالح‬ ‫تأتي هذه الزيادة خاصة من اإليرادات الضريبية التي‬
‫القطاع العام وتعزيز آليات الحوكمة عبر تسريع إصالح‬ ‫يُتوقع أن تزداد من حوالي ‪ 831‬مليار جنيه إلى نحو‬

‫(‪ )107‬بنك المغرب‪ ،‬المغرب‪" .)2022( ،‬صندوق النقد العربي‪ :‬استبيان‬ ‫(‪ )106‬وزارة المالية‪ ،‬مصر‪" .)2021( ،‬البيان المالي التمهيدي ما قبل‬
‫تقرير آفاق االقتصاد العربي‪ -‬اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬ابريل‪.‬‬ ‫الموازنة للعام المالي ‪."2022/2021‬‬

‫‪68‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫‪ 2.6‬في المائة كمعدل نمو لسنة ‪ ،2022‬ومعدل‬ ‫اإلدارة‪ ،‬وتبسيط اإلجراءات‪ ،‬والرقمنة‪ ،‬وغيرها من‬
‫األشهر األخيرة لسنة ‪ 2021‬لسعر صرف الدوالر‬ ‫اإلصالحات األخرى (جدول ‪.)6‬‬
‫لكامل عام ‪ ،2022‬واعتماد متوسط سعر برميل النفط‬ ‫جدول رقم (‪:)6‬‬
‫في حدود ‪ 75‬دوالر مقابل ‪ 70‬دوالر تم على أساسه‬ ‫إصالحات المالية العامة خالل أفق التوقع‪ :‬المغرب‬
‫‪ −‬تفعيل اإلصالح الضريبي باعتباره أولوية وطنية‪ ،‬وذلك بهدف‬ ‫‪ −‬إصالحات‬
‫إعداد الميزانية ال ُمعدلة لسنة ‪.2021‬‬ ‫تعبئة كل اإلمكانات الضريبية لتمويل النموذج التنموي أوال‬ ‫اإليرادات‬
‫والسياسات العمومية‪ ،‬وضمان العدالة الضريبية‪ ،‬وتخفيف‬ ‫العامة‬
‫العبء الضريبي من خالل اعتماد توجه نحو سعر موحد‬
‫نتيجة لذلك‪ ،‬تم تقدير الموارد الذاتية لسنة ‪2022‬‬ ‫للضريبة على الشركات‪.‬‬
‫‪ −‬تخفيض السعر الهامشي لجدول الضريبة على الشركات من‬
‫بحوالي ‪ 38.6‬مليار دينار‪ ،‬أي بزيادة بنسبة ‪ 12.1‬في‬ ‫‪ 28‬في المائة إلى ‪ 27‬في المائة بالنسبة للشركات الصناعية‬
‫التي يقل ربحها الصافي عن ‪ 100‬مليون درهم‪،‬‬
‫المائة مقارنة مع تقديرات قانون المالية ال ُمعدل لسنة‬ ‫‪ −‬تخفيض الحد األدنى للمساهمة بالنسبة للضريبة على الشركات‬
‫والضريبة على الدخل من ‪ 0.5‬في المائة إلى ‪ 0.45‬في المائة‬
‫‪ .2021‬تتوزع هذه اإليرادات بين إيرادات ضريبية‬ ‫للمنشـآت التـي تصـرح بحصيلـة إيجابيـة‪.‬‬
‫‪ −‬تعزيز وسائل مكافحة الغش والتهرب الضريبي‪.‬‬
‫بمبلغ ‪ 35.1‬مليار دينار وإيرادات غير ضريبية‬ ‫‪ −‬حماية حقوق الملزمين من خالل تحسين إجراءات‬
‫التصحيحات‪ ،‬وتعزيز مهام لجان النظر في الطعون المتعلقة‬
‫ت خارجية بحدود ‪460‬‬ ‫بحوالي ‪ 3.1‬مليار‪ ،‬ثم هبا ٍ‬ ‫بالضريبة خاصة عبر إحداث لجان جهوية (محلية)‪.‬‬
‫‪ −‬فيما يتعلق بالضريبة على الدخل‪ ،‬فقد عمل قانون المالية لسنة‬
‫مليون دينار‪ .‬استند توقع اإليرادات على مجموعة من‬ ‫‪ 2022‬على تحسين نظام المساهمة المهنية الفردية وتحسين‬
‫أيضا تصفية هذه المساهمة‪.‬‬
‫العوامل واإلجراءات‪ ،‬تمثلت في‪ ،‬تعبئة ‪ 300‬مليون‬ ‫‪ −‬مواصلة تنفيذ خطة إنعاش االقتصاد الوطني التي أطلقها جاللة‬ ‫‪ −‬إصالحات‬
‫الملك موازاة مع تعزيز االنفاق االسـتثماري ليبلغ ‪ 245‬مليـار‬ ‫النفقات العامة‬
‫دينار كمداخيل المصادرة والتخصيص‪ ،‬ومواصلة‬ ‫درهـم برسم سنة ‪ ،2022‬منها ‪ 45‬مليار درهم ستتم تعبئتها في‬
‫إطار صندوق محمد السادس لالستثمار‪.‬‬
‫خطة اإلصالح الشامل للمنظومة الضريبية بغية تبسيط‬ ‫‪ −‬إعطـاء ديناميكيـة جديـدة لبرنامـج «انطالقـة»‪ ،‬خاصـة مـن‬
‫خالل إطـالق برنامــج يدعــى «الفرصــة» يهــدف إلــى‬
‫النظام الضريبي‪ ،‬وتخفيف العبء الضريبي وتحقيق‬ ‫تمويــل مشــاريع الشــباب بــدون شــروط مســبقة‪ ،‬وذلــك‬
‫عــن طريــق توفيــر حوالــي ‪ 50‬ألــف قــرض ســنة ‪،2022‬‬
‫العدالة الضريبية‪ ،‬وتعبئة موارد الدولة الذاتية أخذا في‬ ‫مــع تقديــم التأهيل والدعــم الالزمين لمواكبــة أصحــاب هذه‬
‫المشــاريع بموازنة تقدر بنحو ‪ 1.25‬مليـار درهـم‪.‬‬
‫االعتبار وضعية المؤسسات المتضررة من الجائحة‪.‬‬ ‫‪ −‬اعتماد برنامـج لألشـغال العموميـة الصغـرى والكبـرى‪ ،‬فـي‬
‫إطـار عقــود مؤقتــة‪ ،‬بما يُمكن من خلــق ‪ 250‬ألف فرصة‬
‫عمل مباشرة فـي غضـون سـنتين وذلـك ابتـداء مـن سـنة‬
‫فيما يخص النفقات‪ ،‬يُرتقب أن تبلغ حوالي ‪ 47.2‬مليار‬ ‫‪ ،2022‬بموازنة تقدر بنحو ‪ 2.25‬مليـار درهـم‪.‬‬
‫‪ −‬تقليص عجز الموازنة برسم السنة المالية ‪ 2022‬إلى‪ 6.4‬في‬ ‫‪ −‬إصالحات‬
‫دينار في ‪ ،2022‬بزيادة قدرها ‪ 6.6‬في المائة مقارنة‬ ‫المائة من الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬مقابل‪ 6.5‬في المائة للسنة‬ ‫إدارة الموازنة‬
‫المالية ‪.2021‬‬
‫بقانون المالية التكميلي لسنة ‪ .2021‬تنبني هذه الزيادة‬ ‫‪ −‬بالنسبة لعام ‪ ،2023‬يتوقع أن يبلغ العجز نسبة ‪ 5.8‬في المائة‬
‫من الناتج المحلي اإلجمالي‪.‬‬
‫باألساس على‪ ،‬رصد اعتمادات لنفقات التأجير في‬ ‫‪ −‬من المتوقع أن يستقر مؤشر دين الخزينة بالنسبة للناتج الداخلي‬ ‫‪ −‬إصالح إدارة‬
‫الخام في مستوى يقارب ‪ 75.7‬في المائة في عام ‪،2021‬‬ ‫الدين العام‬
‫حدود ‪ 21.6‬مليار دينار في مقابل ‪ 20.3‬مليار دينار‬ ‫مقارنة بنحو ‪ 64.8‬في المائة في عام ‪.2019‬‬
‫‪ −‬يتوقع بنك المغرب أن تصل مديونية الخزينة إلى‪ 77.9‬في‬
‫في عام ‪ 2021‬أي بزيادة قدرها ‪ 6‬في المائة‪ ،‬ورصد‬ ‫المائة في عام ‪ ،2022‬قبل أن تتراجع إلى ‪ 74.6‬في المائة في‬
‫عام ‪.2023‬‬
‫حوالي ملياري دينار لنفقات التسيير مقابل ‪ 2.2‬مليار‬ ‫‪ −‬إطالق المرحلة الثانية المتعلقة بتوسيع االستفادة من التأمين‬ ‫‪ −‬تعزيز اإلنفاق‬
‫االجباري األساسي عن المرض في ‪ 2022‬للفئات الهشة‬ ‫االجتماعي‬
‫دينار لعام ‪ 2021‬أي بانخفاض قدره ‪ 199‬مليون‬ ‫والفقيرة التي تستفيد حاليا من نظام المساعدة الطبية "راميد"‪،‬‬
‫وذلك بتعبئـة ‪ 4.2‬مليـار درهـم مـن خـالل صنـدوق دعـم‬
‫دينار‪ .‬كذلك‪ ،‬تخصيص حوالي ‪ 7.3‬مليار دينار للدعم‬ ‫الحمايـة االجتماعية والتماسـك االجتماعي‪.‬‬
‫‪ −‬اتخاذ التدابير الضرورية للشروع في التعميم التدريجي‬
‫مقابل حوالي ‪ 6‬مليار متوقعة لعام ‪ ،2021‬تهم خاصة‬ ‫للتعويضات العائلية‪ .‬وذلك من خالل العمل على تسريع تفعيل‬
‫السجل االجتماعي الموحد لتحديد الفئات المستهدفة‪ ،‬وتيسير‬
‫المحروقات والكهرباء بحوالي ‪ 2.9‬مليار‪ ،‬مقابل ‪3.3‬‬ ‫االستفادة من هذه التعويضات‪.‬‬
‫‪ −‬دعم جيل جديد من الخدمات االجتماعية‪ ،‬يضمن االندماج‬
‫مليار مقدرة بقانون المالية ال ٌمعدل لسنة ‪ .2021‬تأخذ‬ ‫االقتصادي واالجتماعي والثقافي لألشخاص في وضعية إعاقة‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬سيتم الرفع من االعتمادات المخصصة لدعم‬
‫هذه التقديرات بعين االعتبار مفعول اإلجراءات‬ ‫الجمعيات العاملة في هذا المجال إلى ‪ 500‬مليون درهم سنويا‬
‫ابتداء من ‪.2022‬‬
‫المتخذة للحد من حجم الدعم وكذلك تقديرات اإلنتاج‬ ‫‪ −‬تخصيص ‪ 250‬مليـون درهـم لتعزيــز بنيــات استقبال (دور‬
‫الحضانــة) لألطفــال دون ســن الرابعــة‪.‬‬
‫واالستهالك وفرضيات سعر الصرف وسعر النفط‪.‬‬ ‫‪ −‬إصـالح القطـاع العـام وتعزيـز آليـات الحوكمة‪ ،‬وذلك بتعبئة‬
‫‪ 10‬مليار درهـم مخصصـة لـورش تفعيـل الجهويـة‪.‬‬
‫إضافة إلى إجراءات مبرمجة في عام ‪ 2022‬تخص‬ ‫بنك المغرب‪ .)2022( ،‬المغرب‪" ،‬استبيان تقرير آفاق االقتصاد العربي‪ :‬اإلصدار‬
‫السادس عشر"‪ ،‬أبريل‪.‬‬
‫دعم المواد األساسية الذي سجل ارتفاعا بنسبة ‪71.4‬‬
‫في المائة من حوالي ‪ 3.8‬مليار‪ ،‬إلى ‪ 2.2‬مليار بين‬ ‫في تونس‪ ) 108 (،‬تم تقدير حجم ميزانية الدولة لعام‬
‫عامي ‪ 2021‬و‪ .2022‬في مقابل ذلك‪ ،‬يُتوقع انخفاض‬ ‫‪ 2022‬بنحو ‪ 57.3‬مليار دينار تونسي‪ ،‬أي بزيادة‬
‫طفيف في نفقات دعم النقل المدرسي (‪ 2‬في المائة)‬ ‫حوالي ‪ 3.2‬في المائة عن النتائج المحدثة في قانون‬
‫وانخفاض ضئيل في النفقات االستثمارية (أقل من ‪1‬‬ ‫المالية ال ُمعدل لسنة ‪ .2021‬اعتمدت تقديرات ميزانية‬
‫في المائة)‪.‬‬ ‫الدولة لسنة ‪ 2022‬على النتائج المتوقعة لسنة ‪2021‬‬
‫وتطور مختلف المؤشرات االقتصادية‪ ،‬حيث تم اعتماد‬

‫(‪ )108‬وزارة المالية‪ ،‬تونس‪" .)2022( ،‬تقرير حول مشروع ميزانية‬


‫الدولة لسنة ‪ ،"2022‬ديسمبر‪.‬‬

‫‪69‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫بنسبة ‪ 24‬في المائة‪ ،‬والمصروفات األخرى بنسبة‬ ‫كنتيجة لذلك‪ ،‬تم حصر مستوى عجز الميزانية دون‬
‫‪ 199‬في المائة‪.‬‬ ‫الهبات والمصادرة في حدود ‪ 6.7‬في المائة من الناتج‬
‫في ضوء ما سبق‪ ،‬يُتوقع أن يبلغ العجز في عام ‪2022‬‬ ‫المحلي اإلجمالي‪ ،‬مقابل ‪ 8.3‬في المائة متوقعة لعام‬
‫حوالي ‪ 363‬مليار جنيه‪ ،‬يتم تغطيته من أدوات الدين‬ ‫‪ ،2021‬وهو ما يستدعي حاجيات تمويل في حدود‬
‫الداخلي واالستدانة من البنك المركزي بمبلغ ‪374‬‬ ‫‪ 18.7‬مليار دينار‪ .‬كما يُتوقع بلوغ حجم الدين العمومي‬
‫مليار جنيه‪ ،‬ومبلغ ‪ 11‬مليار جنيه من األصول المالية‪.‬‬ ‫لعام ‪ 2022‬حدود ‪ 114.4‬مليار دينار‪ ،‬ممثال نسبة‬
‫‪ 82.6‬في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬مقابل‬
‫في األردن(‪ ،)110‬يُتوقع أن تبلغ اإليرادات العامة خالل‬ ‫‪ 85.6‬في المائة مقدرة بقانون المالية المعُدل لعام‬
‫عام ‪ 2022‬حوالي ‪ 8912‬مليون دينار أردني وأن‬ ‫‪.2021‬‬
‫ترتفع إلى ‪ 9151‬مليون دينار خالل عام ‪ ،2023‬وأن‬
‫تصل إلى ‪ 9572‬مليون دينار خالل عام ‪ .2024‬كما‬ ‫في السودان‪ )109( ،‬يُتوقع أن ترتفع اإليرادات العامة‬
‫يُتوقع أن تبلغ النفقات العامة خالل عام ‪ 2022‬حوالي‬ ‫(دون المنح الخارجية) بنحو ‪ 34‬في المائة في عام‬
‫‪ 10668.2‬مليون دينار و‪ 10834.5‬مليون دينار‬ ‫‪ ،2022‬لتبلغ حوالي ‪ 3326‬مليار جنيه سوداني‪،‬‬
‫خالل عام ‪ 2023‬وان ترتفع إلى ‪ 10955.7‬مليون‬ ‫مقارنة بمبلغ ‪ 2475‬مليار جنيه معتمد في الميزانية‬
‫دينار خالل عام ‪.2024‬‬ ‫ال ُمعدلة لعام ‪ .2021‬تمثل اإليرادات العامة دون‬
‫احتساب المنح حصة ‪ 11.6‬في المائة من إجمالي‬
‫نتيجة لذلك‪ ،‬يتوقع أن يبلغ عجز الموازنة بعد المنح‬ ‫الناتج المحلي اإلجمالي في عام ‪ .2022‬تعول ميزانية‬
‫خالل عام ‪ 2022‬حوالي ‪ 1756.2‬مليون دينار‪ ،‬أو ما‬ ‫عام ‪ 2022‬على اإليرادات الضريبية التي تمثل حصة‬
‫نسبته ‪ 5.2‬في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي‬ ‫أكبر في إجمالي اإليرادات (حوالي ‪ 58‬في المائة في‬
‫بانخفاض طفيف عن النسبة المحققة في عام ‪2021‬‬ ‫عام ‪ ،)2022‬والتي يُتوقع أن تنمو بحوالي ‪ 145‬في‬
‫التي بلغت حوالي ‪ 5.4‬في المائة‪ .‬ويُتوقع أن يستمر‬ ‫المائة بين موازنتي ‪ 2021‬و‪ .2022‬كما يُنتظر كذلك‬
‫انخفاض العجز مسجال ‪ 1683.5‬مليون دينار خالل‬ ‫أن تنمو الضرائب على الدخل واألرباح ومكاسب‬
‫عام ‪( 2023‬حوالي ‪ 4.7‬في المائة من الناتج)‬ ‫رأس المال بنسبة ‪ 307‬في المائة‪ ،‬والضرائب على‬
‫و‪ 1383.7‬مليون دينار خالل عام ‪.2024‬‬ ‫السلع والخدمات بحوالي ‪ 141‬في المائة‪ ،‬ثم الضرائب‬
‫تجلت أبرز التدابير والسياسات المتبناة على صعيد‬ ‫على الملكية بنسبة ‪ 92‬في المائة‪ ،‬والضرائب على‬
‫قطاع المالية العامة في عدد من السياسات التي سيتم‬ ‫التجارة الدولية بنسبة ‪ 87‬في المائة‪ .‬كما يُتوقع أن تنمو‬
‫مواصلة تنفيذها خالل عام ‪ 2022‬لدعم التعافي‬ ‫اإليرادات غير الضريبية والضرائب األخرى بنسب‬
‫االقتصادي من جائحة كوفيد‪ ،19-‬من خالل موازنة‬ ‫كبيرة كذلك‪ ،‬كدخل الملكية (‪ 100‬في المائة)‪ ،‬ومبيعات‬
‫عام ‪ 2022‬كمنطلق لبرنامج حكومي طموح يوطد‬ ‫سلع وخدمات (‪ 140‬في المائة)‪ ،‬ورسوم إدارية (‪117‬‬
‫أركان االنتعاش االقتصادي‪ ،‬تم إعداده ليراعي‬ ‫في المائة)‪ ،‬ومبيعات من جانب منشآت سوقية (‪142‬‬
‫التطورات االقتصادية والسياسية من أجل تحقيق‬ ‫في المائة)‪ .‬في مقابل ذلك‪ ،‬يُتوقع أن تنخفض إيرادات‬
‫التعافي االقتصادي (جدول ‪.)7‬‬ ‫متنوعة أخرى بنسبة ‪ 40‬في المائة‪ ،‬عالوة على‬
‫انحسار المنح الخارجية‪.‬‬
‫في جانب اإلنفاق‪ ،‬تم تقدير إجمالي المصروفات‬
‫الجارية بحوالي ‪ 3318‬مليار جنيه في عام ‪،2022‬‬
‫بزيادة قدرها ‪ 38‬في المائة عن عام ‪ ،2021‬حيث‬
‫ارتفعت جميع البنود االجتماعية بصفة كبيرة‪ ،‬ما عدا‬
‫تكلفة التمويل التي يُتوقع أن تنخفض بقيمة ‪ 82‬في‬
‫المائة‪ .‬في هذا الصدد‪ ،‬يُتوقع أن تزداد تعويضات‬
‫العاملين بنسبة ‪ 141‬في المائة‪ ،‬وبند شراء السلع‬
‫والخدمات بنسبة ‪ 138‬في المائة‪ ،‬والمنافع االجتماعية‬

‫(‪ )110‬البنك المركزي األردني‪ ،‬األردن (‪" .)2022‬صندوق النقد العربي‪:‬‬ ‫(‪ )109‬وزارة المالية والتخطيط االقتصادي‪ ،‬السودان (‪" .)2021‬موازنة‬
‫استبيان تقرير آفاق االقتصاد العربي‪ -‬اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬ابريل‪.‬‬ ‫الحكومة االتحادية لعام ‪ ،"2022‬ديسمبر‪.‬‬
‫‪http://www.mof.gov.sd/images/files/yearly-‬‬
‫‪budget/mof-budget-2022.pdf‬‬

‫‪70‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫جدول (‪:)7‬‬
‫مخصصات لدعم مجالس المحافظات بنحو ‪110‬‬ ‫إصالحات المالية العامة خالل أفق التوقع‪ :‬األردن‬
‫‪ −‬تعزيز الموارد المحلية وخلق موارد مستدامة من االيرادات الضريبية‬ ‫‪ −‬إصالحات‬
‫مليون دينار‪ ،‬ورصد حوالي ‪ 20‬مليون دينار لبرنامج‬ ‫التصاعدية وفقا لنظام ضريبي يحقق العدالة االقتصادية واالجتماعية‪،‬‬ ‫اإليرادات‬
‫ومكافحة التجنب والتهرب الضريبي والجمركي بما يمكن من توسيع القاعدة‬ ‫العامة‬
‫استدامة ضمن البرنامج المالي للتحفيز االقتصادي‪.‬‬ ‫الضريبية والحد من االعفاءات واالستثناءات‪.‬‬
‫‪ −‬إعداد مشروع نظام خاص باألسعار التحويلية للغايات الضريبية بهدف سد‬
‫كما تضمنت ميزانية عام ‪ 2022‬زيادة مخصصات‬ ‫الثغرات في اجراءات النظام الضريبي والتي يستخدمها البعض في التهرب‬
‫او التجنب الضريبي وتحويل االرباح‪.‬‬
‫‪ −‬توحيد الجهات الرقابية على الحدود لتصبح تحت اشراف جهة واحدة وهي‬
‫اإلنفاق االجتماعي على الصحة والتعليم واألجور‪ .‬في‬ ‫دائرة الجمارك بهدف زيادة تنافسية السلع والخدمات الوطنية وتخفيض كلف‬
‫هذا الصدد‪ ،‬تم زيادة المخصصات لشؤون الصحة‬ ‫التجارة وازالة المعوقات وازدواجية اإلجراءات‪.‬‬
‫‪ −‬اقرار تعديل قانون الضريبة العامة على المبيعات لسنة ‪ 2021‬بهدف‬
‫بنحو ‪ 177‬مليون دينار لتصل إلى حوالي ‪1133‬‬ ‫االنسجام مع الممارسات الدولية في مفهوم خضوع ضريبة المبيعات للسلع‬
‫والخدمات من خالل إقرار مبدا التوريد‪.‬‬
‫‪ −‬إجراء تعديل يكفل تسريع سداد ضريبة المبيعات لتوفير السيولة للقطاع‬
‫مليون دينار مقابل ‪ 956‬مليون دينار عام ‪،2021‬‬ ‫الخاص دون تأخير‪.‬‬
‫‪ −‬قامت الحكومة بإعداد مشروع قانون معدل لقانون منطقة العقبة االقتصادية‬
‫ورصد مخصصات لدعم البلديات بنحو ‪ 150‬مليون‬ ‫الخاصة لسنة ‪ 2021‬بهدف توحيد االدارة الضريبية واالدارة الجمركية‬
‫دينار‪ .‬إضافة إلى زيادة المخصصات المرصودة‬ ‫لتعزيز الجهود الرامية الى مكافحة التهرب الجمركي والضريبي‪.‬‬
‫‪ −‬تخفيض وتوحيد التعرفة الجمركية على عدة سلع الذي يستثنى منه سلعا‬
‫لشؤون التعليم بنحو ‪ 100‬مليون دينار لتصل إلى نحو‬ ‫مستوردة مثل التبغ والكحول والمركبات‪.‬‬
‫‪ −‬تعزيز فعالية وكفاءة االنفاق الرأسمالي من خالل المعايير والضوابط‬ ‫‪ −‬إصالحات‬
‫‪ 1283‬مليون دينار مقابل ‪ 1184‬مليون دينار عام‬ ‫الموضوعية الختيار هذه المشاريع وتتبع تنفيذها‪ ،‬وزيادة حجمه‪.‬‬
‫‪ −‬تضمن مشروع قانون موازنة عام ‪ 2022‬زيادة مخصصات المشاريع‬
‫النفقات‬
‫العامة‬
‫‪ 2021‬أو ما نسبته ‪ 12‬في المائة من إجمالي االنفاق‬ ‫الرأسمالية على نحو تاريخي بلغ ‪ 43.6‬في المائة مقارنة بعام ‪ .2021‬كذلك‪،‬‬
‫تعمل الحكومة على توجيه االنفاق العام بما يضمن تحفيز الطلب وزيادة‬
‫العام‪ .‬كذلك‪ ،‬تم زيادة رواتب الجهاز المدني بنحو‬ ‫‪ −‬تحديد أولويات اإلنفاق ورصد المخصصات المالية للمشاريع ذات األولوية‬
‫العرض‪.‬‬
‫‪ −‬إصالحات‬
‫‪ 148‬مليون دينار او ما نسبته ‪ 48‬في المائة من‬ ‫الوطنية وتحسين بيئة االستثمار‪ ،‬وممارسة االعمال ‪،‬وتعزيز المنافسة‬
‫‪،‬والتشغيل‪.‬‬
‫إدارة‬
‫الموازنة‬
‫إجمالي الزيادة في النفقات الجارية‪ .‬كما تم زيادة‬ ‫‪ −‬تجسيد مفهوم الشراكة المسؤولة من خالل االنفتاح على القطاع الخاص‬ ‫العامة‬
‫وفعاليات المجتمع المدني وتحقيق االستقرار المالي والنقدي‪.‬‬
‫مخصصات الجهاز العسكري وجهاز األمن والسالمة‬ ‫‪ −‬تجسيد مبدأ االعتماد على الذات حيث استندت الموازنة الى عدد من‬
‫المؤشرات االقتصادية أبرزها التحسن في أداء االقتصاد في ضوء توقع‬
‫العامة بنحو ‪ 96‬مليون دينار ورواتب المتقاعدين‬ ‫استمرار االنتعاش االقتصادي‪.‬‬
‫‪ −‬تحديث استراتيجية إدارة الدين العام متوسطة المدى للسنوات ‪-2022‬‬ ‫‪ −‬إصالحات‬
‫العسكريين والمدنيين بنحو ‪ 43‬مليون دينار‪،‬‬ ‫‪ ،2026‬ونشر خطة االصدارات األولية‪.‬‬
‫‪ −‬تطوير مهارات موظفي مديرية الدين العام في عدة برامج منها‪ ،‬االستمرار‬
‫إدارة الدين‬
‫العام‬
‫واالستمرار بتقديم الدعم لبرامج الحماية االجتماعية‬ ‫في تحليل االلتزامات المحتملة الناتجة عن تنفيذ برامج الشراكة بين القطاعين‬
‫العام والخاص ‪ ،PPP‬وتحليل المخاطر المرتبطة بإدارة الدين العام وتطوير‬
‫من خالل زيادة مخصصات صندوق المعونة الوطنية‬ ‫االستراتيجية‪ ،‬وتحليل استدامة الدين‪.‬‬
‫‪ −‬تعزيز كفاية وكفاءة برامج الحماية االجتماعية والتوسع في شمول المواطنين‬ ‫‪ −‬تعزيز‬
‫لعام ‪ 2022‬بقيمة ‪ 40‬مليون دينار‪.‬‬ ‫محدودي الدخل اضافة الى دعم الوظائف باعتبارها استثمارا حقيقيا في‬
‫تعزيز جهود التعافي‪ ،‬اذ تضمن مشروع موازنة ‪ 2022‬ما يلي‪:‬‬
‫االنفاق‬
‫االجتماعي‬
‫‪ −‬زيادة المخصصات المالية لشؤون الصحة متضمنة المخصصات المالية‬ ‫ودعم النمو‬
‫في فلسطين‪ )111(،‬يُتوقع حدوث تحسن نسبي في المنح‬ ‫لمواجهة الجائحة‪.‬‬
‫‪ −‬تعزيز وتوفير الخدمات الصحية واعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية‬
‫الشامل‬
‫والمستدام‬
‫والمساعدات الدولية‪ ،‬ويتوقع تحسن مستويات‬ ‫وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين‪.‬‬
‫‪ −‬استمرار العمل للوصول الى التأمين الصحي الشامل العادل المستدام‪.‬‬
‫اإليرادات الضريبية المحلية في ظل تعافي الطلب‬ ‫‪ −‬منح االعفاءات الطبية بطريقة منضبطة ومعايير واضحة محددة‪.‬‬
‫‪ −‬رصد ‪ 80‬مليون دينار في موازنة عام ‪ 2022‬لبرنامج التشغيل الوطني‪.‬‬
‫المحلي من تداعيات الجائحة الصحية‪ .‬لذلك‪ ،‬تشير‬ ‫‪ −‬تمديد برنامج استدامة (الضمان االجتماعي) حتى نهاية يونيو ‪،2022‬‬
‫واالستمرار بتقديم الدعم لبرامج الحماية االجتماعية وخالل زيادة‬
‫البيانات األولية إلى تحسن في اإليرادات العامة التي‬ ‫مخصصات صندوق المعونة الوطنية لعام ‪ 2022‬بقيمة ‪ 40‬مليون دينار‪.‬‬
‫‪ −‬رصد ‪ 20‬مليون دينار لبرنامج استدامة ضمن البرنامج المالي للتحفيز‬
‫بلغت في عام ‪ 2021‬حوالي ‪ 4240‬مليون دوالر‪ ،‬أي‬ ‫االقتصادي‬
‫البنك المركزي األردني‪ ،‬األردن‪" .)2022( ،‬صندوق النقد العربي‪ :‬استبيان تقرير آفاق‬
‫بنسبة زيادة تفوق ‪ 20‬في المائة عن عام ‪ .2020‬كما‬ ‫االقتصاد العربي‪ -‬اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬ابريل‪.‬‬
‫يُتوقع أن تنخفض بنسبة ‪ 10.4‬في المائة في ‪2022‬‬ ‫في هذا اإلطار‪ ،‬بُنيت مرتكزات مشروع قانون‬
‫لتسجل نحو ‪ 3800‬مليون دوالر أمريكي‪ ،‬قبل أن تعود‬ ‫الموازنة العامة لعام ‪ 2022‬على زيادة مخصصات‬
‫لالرتفاع في عام ‪ 2023‬بحوالي ‪ 5.6‬في المائة (‪4012‬‬ ‫المشاريع الرأسمالية بنحو ‪ 43.6‬في المائة‪ ،‬مقارنة مع‬
‫مليون دوالر)‪ .‬تأتي الزيادة المستمرة خالل الفترة‬ ‫عام ‪ 2021‬لتصل إلى حوالي ‪ 1551‬مليون دينار‬
‫(‪ )2023-2021‬في اإليرادات الضريبية كأهم مساهمة‬ ‫مقارنة بحوالي ‪ 1080‬مليون دينار عام ‪ ،2021‬ويأتي‬
‫في زيادة اإليرادات العامة‪.‬‬ ‫في طليعة المشاريع الرأسمالية‪ ،‬المشاريع المنبثقة عن‬
‫أما في جانب اإلنفاق‪ ،‬فتشير البيانات األولية لعام‬ ‫برنامج أولويات الحكومة المقدرة بحوالي ‪ 274‬مليون‬
‫‪ 2021‬إلى تراجع طفيف بنسبة ‪ 1.8‬في المائة مقارنة‬ ‫دينار أو ما نسبته ‪ 18‬في المائة من إجمالي النفقات‬
‫بعام ‪ .2020‬بعدها‪ ،‬يُتوقع أن يرتفع اإلنفاق العام بنسبة‬ ‫الرأسمالية‪ .‬كذلك‪ ،‬تم رصد حوالي ‪ 12‬في المائة من‬
‫‪ 5‬في المائة و‪ 7‬في المائة في عامي ‪ 2022‬و‪2023‬‬ ‫إجمالي النفقات الرأسمالية لمشاريع الطاقة والمياه‬
‫على التوالي‪ ،‬خاصة في ظل ارتفاع المصروفات‬ ‫والنقل‪ ،‬ورصد المخصصات المالية لمشاريع الشراكة‬
‫الجارية على الرواتب واألجور والخدمات االجتماعية‪.‬‬ ‫مع القطاع الخاص بنحو ‪ 60‬مليون دينار‪ ،‬ورصد‬

‫(‪ )111‬سلطة النقد الفلسطينية‪ ،‬فلسطين‪" .)2022( ،‬صندوق النقد العربي‪:‬‬


‫استبيان تقرير آفاق االقتصاد العربي‪ -‬اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬أبريل‪.‬‬

‫‪71‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫تحسين وتبسيط النظام الضريبي لبعض الضرائب‬ ‫كما يُتوقع أن يرتفع اإلنفاق الرأسمالي بنسبة ‪ 80‬في‬
‫والرسوم مثل‪ ،‬ضريبة القيمة المضافة‪ ،‬وضريبة‬ ‫المائة في عام ‪ 2022‬و‪ 20‬في المائة في عام ‪،2023‬‬
‫الممتلكات‪ ،‬ونظام النقل الذكي‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬ومن‬ ‫رغم تواضع حصته من إجمالي اإلنفاق التي ال تتعدى‬
‫أجل تحسين األحكام الضريبية‪ ،‬أدخل قانون المالية‬ ‫حدود ‪ 5‬في المائة‪ .‬صاحب ذلك إصالحات متنوعة في‬
‫لسنة ‪ 2022‬أيضا ضريبة على أرباح األعمال تهدف‬ ‫بنود المالية العامة من خالل إصالحات ضريبية‬
‫إلى تبسيط الضرائب على قطاع التوريد البحري‬ ‫وترشيد اإلنفاق وبرامج إلصالح إدارة الموازنة العامة‬
‫وإدارة الدين العام‪ ،‬وإجراءات تعزيز اإلنفاق‬
‫للسفن‪ ،‬باإلضافة إلى تحفيز ودعم مختلف قطاعات‬
‫االجتماعي (جدول ‪.)8‬‬
‫االقتصاد‪ ،‬من خالل إعفاءات جديدة من ضريبة القيمة‬
‫جدول (‪:)8‬‬
‫المضافة‪ ،‬حيث سيستفيد مثال قطاع االتصاالت من‬ ‫إصالحات المالية العامة خالل أفق التوقع‪ :‬فلسطين‬
‫تخفيض ضريبة القيمة المضافة لالتصاالت الهاتفية‬ ‫‪ −‬استمرار العمل على توسيع القاعدة الضريبية‪.‬‬
‫‪ −‬الحد من التهرب الضريبي‪.‬‬
‫إصالحات‬
‫اإليرادات‬
‫إلى نسبة ‪ 16‬في المائة بدال من ‪ 18‬في المائة‪.‬‬ ‫العامة‬
‫‪ −‬االستمرار في اتباع سياسة ترشيد النفقات العامة‪.‬‬ ‫إصالحات‬
‫‪ −‬التركيز على المشاريع التطويرية والتنموية‪.‬‬ ‫اإلنفاق العام‬
‫أما بالنسبة للنفقات‪ ،‬فيُتوقع أن تبلغ ‪ 88.5‬مليار أوقية‬ ‫‪ −‬خلق فرص عمل جديدة من خالل دعم للمشاريع الصغيرة‬
‫بالشراكة مع وزارة العمل والمؤسسات المصرفية‬
‫في عام ‪ ،2022‬بزيادة قدرها ‪ 10.6‬في المائة مقارنة‬ ‫‪ −‬اعتماد موازنة البرامج متوسطة األمد‪.‬‬ ‫إصالحات‬
‫‪ −‬إدارة االيرادات‪ :‬تبني استراتيجية االيرادات العامة‪.‬‬ ‫إدارة‬
‫بعام ‪ .2021‬تشكل نفقات التسيير للمرافق العامة‬ ‫‪ −‬إدارة النفقات‪ :‬موازنة برامج متوسطة األمد‪.‬‬ ‫الموازنة‬
‫‪ −‬استكمال عملية اصالح إدارة المال العام المستمرة منذ عام‬ ‫العامة‬
‫الحصة الكبرى حيث يُنتظر أن تسجل زيادة بنسبة ‪3‬‬ ‫‪.2012‬‬
‫‪ −‬اظهار الشفافية للمعايير الدولية‪.‬‬
‫في المائة مقارنة مع ‪ 2021‬لتبلغ حوالي ‪ 45‬مليار‬ ‫‪ −‬إعداد وإدارة خطط اقتراض سنوية‪.‬‬ ‫إصالحات‬
‫‪ −‬االستمرار في التسديد المستمر للقروض المحلية‪.‬‬ ‫إدارة الدين‬
‫أوقية‪ .‬كما يُتوقع أن تزداد فوائد الدين العام بنسبة ‪57‬‬ ‫‪ −‬تفعيل لجنة دراسة المتأخرات ومتابعة اعتماد توصياتها‪.‬‬ ‫العام‬
‫تعزيز اإلنفاق ‪ −‬تخفيف العبء الضريبي على ذوي الدخل المحدود‪.‬‬
‫في المائة‪ ،‬ونفقات االستثمار بنسبة ‪ 24‬في المائة‪ .‬ينتج‬ ‫‪ −‬االستمرار في اتباع نظام الضريبة التصاعدية‬ ‫االجتماعي‬
‫‪ −‬دعم المعونات االجتماعية‬
‫عن ذلك زيادة متوقعة في العجز بحوالي ‪ 3.5‬مليار‬ ‫‪ −‬المزيد من االستثمار في البنية التحتية وخصوصا في‬
‫مشاريع التعليم والصحة‬
‫أوقية في عام ‪ 2022‬مقارنة بما كان عليه عام ‪.2021‬‬ ‫سلطة النقد الفلسطينية‪" .)2022( ،‬صندوق النقد العربي‪ :‬استبيان تقرير آفاق‬
‫االقتصاد العربي‪ -‬اإلصدار السادس عشر"‪ ،‬أبريل‬
‫بالنسبة للصومال‪ 113،‬شرعت الحكومة االتحادية على‬
‫في موريتانيا‪ )112 (،‬يُتوقع أن تبلع إيرادات الموازنة‬
‫صعيد السياسة المالية‪ ،‬ضمن خطة التنمية الوطنية‬
‫العامة للدولة حوالي ‪ 75‬مليار أوقية في موازنة عام‬
‫للحكومة (‪ ،)NDP9‬في تنفيذ برنامج إصالح طموح‬
‫‪ ،2022‬أي بزيادة قدرها ‪ 7.1‬في المائة مقارنة‬
‫من أجل تحقيق وضع مالي مستدام من خالل تعزيز‬
‫بموازنة عام ‪ .2021‬تشكل اإليرادات الضريبية‬
‫تعبئة اإليرادات المحلية‪ ،‬وتحسين جودة اإلنفاق‬
‫الحصة األهم في موارد الخزينة العامة حيث يُتوقع أن‬
‫وتعزيز ضبطه‪ ،‬وزيادة الشفافية والمساءلة في إدارة‬
‫تنمو هذه اإليرادات بنسبة ‪ 17‬في المائة بين الموازنتين‬
‫الموارد العامة‪ .‬وقد ساهم تنفيذ هذه اإلصالحات في‬
‫لعامي ‪ 2021‬و‪ ،2022‬لتبلغ حوالي ‪ 49.3‬مليار أوقية‬
‫زيادة تحصيل اإليرادات المحلية‪ ،‬وتحسين تنفيذ‬
‫في عام ‪ ،2022‬ثم تأتي بعدها اإليرادات غير‬
‫الميزانية‪ ،‬مما ساعد على تحسين القدرة على التنبؤ‬
‫الضريبية بقيمة ‪ 17.5‬مليار أوقية‪ ،‬بزيادة قدرها ‪ 2‬في‬
‫وعملية إعداد الميزانية‪ .‬بصفتها الدولة السابعة‬
‫المائة عن عام ‪ .2021‬في المقابل‪ ،‬يُتوقع تراجع في‬
‫والثالثين التي تحقق تخفيف أعباء الديون في إطار‬
‫بنود اإليرادات الرأسمالية بنسبة ‪ 4‬في المائة وتراجع‬
‫مبادرة البلدان الفقيرة المثقلة بالديون‪ ،‬فإن األولوية‬
‫في موارد الحسابات الخاصة بنسبة ‪ 34‬في المائة‪ ،‬وإن‬
‫الحالية للصومال تتمثل في تحقيق كل اإلصالحات‬
‫كانت حصص البنود األخيرة في إجمالي اإليرادات‬
‫المطلوبة من قبل صندوق النقد الدولي للوصول إلى‬
‫ضئيلة (حوالي ‪ 2.5‬في المائة و‪ 5.3‬في المائة على‬
‫نقطة اإلنجاز بموجب معايير التسهيل االئتماني الممدد‬
‫التوالي في موازنة ‪.)2022‬‬
‫وتسهيل الصندوق الموسع (‪.)ECF/EFF‬‬
‫يأتي ذلك خاصة مع تحسن النشاط االقتصادي ووضع‬
‫في هذا الصدد‪ ،‬تشير التقديرات إلى ارتفاع اإليرادات‬
‫سياسات مواتية الستئناف النشاط االقتصادي بعد‬
‫العامة بنسبة ‪ 30.5‬في المائة بين عامي ‪2020‬‬
‫الجائحة في مختلف قطاعات اإلنتاج‪ .‬لذلك‪ ،‬يقدم قانون‬
‫و‪ ،2021‬لتصل إلى مبلغ ‪ 648‬مليون دوالر في عام‬
‫المالية لعام ‪ 2022‬إجراءات ضريبية جديدة تهدف إلى‬
‫(‪)113‬‬
‫‪Ministry of Finance, (2021). “FY 2022 Budget‬‬ ‫(‪)112‬وزارة المالية‪ ،‬موريتانيا‪" .)2021( ،‬مشروع قانون المالية‬
‫‪Statement”, August. link:‬‬ ‫‪ ،"2022‬أكتوبر‪.‬‬
‫‪file:///C:/AEOreport2022/Somalia/FY2022%20Pre-‬‬ ‫(=‪https://tresor.mr/fr/afficher.php?tb=n6GhrA==&id‬‬
‫‪Budget%20Statement.pdf‬‬ ‫=‪)Zms‬‬

‫‪72‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫تحدد اإلجراءات أيضا اقتصار القروض الحكومية‬ ‫‪ ،2021‬ثم تنخفض إلى حوالي ‪ 504‬مليون دوالر في‬
‫الجديدة على مشاريع البنية التحتية والقطاعات‬ ‫عام ‪ ،2022‬وحوالي ‪ 475‬مليون دوالر في ‪.2023‬‬
‫االجتماعية‪ .‬كما تضمن قانون المالية ‪ 2022‬إجراءات‬ ‫في المقابل‪ ،‬يُتوقع أن ترتفع النفقات العامة بين ‪2020‬‬
‫تخص إصالحات ضريبية كتخفيض عدد معدالت‬ ‫و‪ 2021‬بحوالي ‪ 5‬في المائة‪ ،‬من حوالي ‪ 618‬مليون‬
‫ضريبة االستهالك المحلي من ‪ 7‬إلى ‪ 5‬معدالت‪.‬‬ ‫دوالر عام ‪ 2020‬إلى ‪ 648‬مليون دوالر عام ‪.2021‬‬
‫في القُمر‪ )115(،‬يُتوقع أن يبلغ إجمالي اإليرادات العامة‬ ‫بعد ذلك‪ ،‬يُتوقع أن تنخفض النفقات بنسبة ‪ 22.4‬في‬
‫والمنح في عام ‪ 2022‬حوالي ‪ 116.6‬مليار فرنك‬ ‫عام ‪ ،2022‬ثم بنسبة ‪ 5.7‬في المائة في عام ‪.2023‬‬
‫قمري‪ ،‬بزيادة قدرها ‪ 3.7‬في المائة عن اإليرادات‬ ‫كما يتوقع أن تنتقل المنح الخارجية من حوالي ‪132‬‬
‫العامة والمنح في ميزانية ‪ .2021‬تشكل هذه اإليرادات‬ ‫مليون دوالر عام ‪ 2020‬إلى حوالي ‪ 222‬مليون‬
‫حوالي نسبة ‪ 20.9‬في المائة من إجمالي الناتج المحلي‬ ‫دوالر‪ ،‬ثم تنخفض بعد ذلك إلى ‪ 107‬مليون دوالر عام‬
‫اإلجمالي‪ .‬تمثل اإليرادات الضريبية منها حوالي ‪40‬‬ ‫‪ 2022‬و‪ 98‬مليون دوالر عام ‪.2023‬‬
‫في المائة من إجمالي اإليرادات العامة والمنح بمبلغ‬ ‫بالنسبة لجيبوتي‪ (114)،‬قُدرت الموازنة األولية للسنة‬
‫‪ 46.2‬مليار فرنك قمري بزيادة قدرها ‪ 4.3‬في المائة‬ ‫المالية ‪ 2022‬والمتوازنة في اإليرادات والنفقات بمبلغ‬
‫عن موازنة ‪ ،2021‬مشكلة نسبة ‪ 8.3‬في المائة من‬ ‫‪ 143.9‬مليار فرنك جيبوتي‪ ،‬أي بانخفاض قدره ‪862‬‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي لعام ‪ .2022‬تتوزع اإليرادات‬ ‫مليون فرنك عن الميزانية المعتمدة في عام ‪ ،2021‬أو‬
‫الضريبية بين الضرائب على الدخل واألرباح بحوالي‬ ‫ما يعادل انخفاضا بنسبة ‪ 0.6‬في المائة‪ .‬تشكل‬
‫‪ 8.2‬مليار التي يُتوقع أن تسجل انخفاضا بنسبة ‪ 32‬في‬ ‫الضرائب أهم مورد في مالية الحكومة بمقدار ‪80.4‬‬
‫المائة‪ ،‬والضرائب على السلع والخدمات بمبلغ ‪8.4‬‬ ‫مليار فرنك‪ ،‬ثم اإليرادات األخرى بمبلغ ‪ 39.4‬مليار‬
‫مليار (التي ارتفعت بنسبة ‪ 47‬في المائة)‪ ،‬والضرائب‬ ‫فرنك والمنح بحوالي ‪ 9‬مليار فرنك‪ .‬يمثل إجمالي‬
‫على التجارة الدولية بحوالي ‪ 9‬مليار بزيادة قدرها ‪2.4‬‬ ‫اإليرادات الجارية والمنح حوالي ‪ 128.8‬مليار فرنك‪،‬‬
‫في المائة‪ ،‬ورسوم االستهالك (‪)Excise duties‬‬ ‫واألصول المالية وهي عبارة عن قروض خارجية‬
‫بقيمة ‪ 20.5‬مليار فرنك قمري‪ ،‬بزيادة مقدرة في‬ ‫نحو ‪ 12.9‬مليار‪ ،‬واألصول غير المالية نحو ‪2.2‬‬
‫‪ 16.3‬في المائة عن ميزانية عام ‪ .2021‬في حين‬ ‫مليار‪ .‬من جانب اإلنفاق‪ ،‬تستحوذ المرتبات على‬
‫تشكل المنح الخارجية جزءا مهما من ميزانية الدولة‬ ‫النسبة الغالبة من المصاريف الجارية حيث بلغت‬
‫بحوالي ‪ 50‬في المائة في ميزانية ‪ 2021‬بحوالي‬ ‫‪ 37.3‬مليار‪ ،‬واإلنفاق على السلع والخدمات بمبلغ‬
‫‪ 56.5‬مليار فرنك قمري‪ ،‬ويتوقع أن تعرف انخفاضا‬ ‫‪ 27.3‬مليار‪ ،‬ثم على األصول المالية بمبلغ ‪ 28‬مليار‬
‫طفيفا بنسبة ‪ 2.1‬في المائة في ميزانية ‪ 2022‬عن عام‬ ‫واألصول غير المالية بمبلغ ‪ 24.6‬مليار‪.‬‬
‫‪ ،2021‬لتبلغ حوالي ‪ 55.3‬مليار‪ ،‬مشكلة حوالي ‪9.9‬‬
‫في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي‪.‬‬ ‫تركز جهود وإجراءات موازنة ‪ 2022‬على ترشيد‬
‫النفقات‪ ،‬خاصة من خالل‪ ،‬تجميد التوظيف مع استثناء‬
‫بالنسبة للنفقات‪ ،‬يُتوقع أن ترتفع بنسبة ‪ 3.8‬في المائة‬ ‫محدود للقطاعات االجتماعية‪ ،‬والتدقيق والضوابط‬
‫بين موازنتي ‪ 2021‬و‪ ،2022‬وتشكل بذلك حوالي‬ ‫المعززة والمنتظمة للقوى العاملة من قبل الوزارة‪،‬‬
‫‪ 131.5‬مليار فرنك عام ‪ ،2022‬ونسبة ‪ 20.9‬في‬ ‫وتنفيذ عمليات الشراء الجماعي للسلع والمواد‬
‫المائة من الناتج المحلي اإلجمالي‪ .‬يشكل اإلنفاق‬ ‫االستهالكية لإلدارة عن طريق دعوات المناقصات‪،‬‬
‫الجاري أكثر من ‪ 40‬في المائة من إجمالي النفقات‬ ‫وإجراءات لضبط االنفاق‪ ،‬وتطبيق أحكام قانون توحيد‬
‫بمبلغ ‪ 54.6‬مليار بزيادة قدرها ‪ 1.7‬مليار عن ‪.2021‬‬ ‫المؤسسات العامة‪ ،‬وتخفيض اإلعانات الممنوحة‬
‫يتكون اإلنفاق الجاري أساسا من الرواتب واألجور‬ ‫للمؤسسات العامة بنسبة ‪ 5‬في المائة‪ ،‬باستثناء مجلس‬
‫الذي ينتظر أن يبلغ ‪ 29.9‬مليار في عام ‪ ،2022‬ثم‬ ‫األمة والمجلس الدستوري‪ .‬كما طالت اإلجراءات‬
‫اإلنفاق على السلع والخدمات بمبلغ ‪ 11.4‬مليار‪،‬‬ ‫ترشيد نفقات البعثات الخارجية والسفارات‪ ،‬واقتصار‬
‫والتحويالت والدعم بمبلغ ‪ 11.8‬مليار‪ .‬في مقابل‬ ‫اإلنفاق االستثماري بشكل صارم على األولويات‪ .‬كما‬

‫(‪ )115‬المرسوم الرئاسي رقم "‪ "PR / 146-21‬بإصدار القانون رقم‬ ‫(‪ )114‬وزارة الميزانية‪ ،‬جيبوتي‪.)2022( ،‬‬
‫"‪ "AU / 05-21‬المؤرخ ‪ 28‬ديسمبر ‪ 2021‬بشأن قانون المالية لعام‬ ‫‪https://www.ministerebudget.gouv.dj/wp-‬‬
‫‪:2022‬‬ ‫‪content/uploads/2022/01/loi-n%C2%B0142-LFI-‬‬
‫‪http://www.droit-afrique.com/uploads/Comores-LF-‬‬ ‫‪2022.pdf‬‬
‫‪2022.pdf‬‬

‫‪73‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫نتيجة لهذه التوقعات‪ ،‬سيستقر عجز الميزانية في حدود‬ ‫اإلنفاق الجاري‪ ،‬يُرتقب أن يشكل اإلنفاق الرأسمالي‬
‫‪ 14.9‬مليار فرنك (حوالي ‪ 2.7‬في المائة من الناتج‬ ‫حوالي ‪ 77.1‬مليار فرنك (حوالي ‪ 13.8‬في المائة من‬
‫المحلي اإلجمالي) مقابل حوالي ‪ 14‬مليار في عام‬ ‫الناتج المحلي اإلجمالي)‪ ،‬بزيادة بنسبة ‪ 4.3‬في المائة‬
‫‪ 2.6( 2021‬في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي)‪.‬‬ ‫عن ميزانية ‪ .2021‬إضافة لذلك‪ ،‬يُتوقع أن تصل خدمة‬
‫الدين العام إلى نحو ‪ 6.7‬مليار فرنك‪ ،‬منها‪ ،‬حوالي‬
‫‪ 5.2‬مليار كخدمة للدين العام الخارجي (‪ 1.3‬مليار‬
‫خدمات الفائدة‪ ،‬و‪ 3.9‬مليار قيمة إطفاء المستحق من‬
‫الدين الخارجي)‪.‬‬

‫‪74‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫شكل رقم (‪:)5‬‬


‫تطورات األوضاع المالية في الدول العربية خالل الفترة (‪)2022-2014‬‬
‫يُتوقع تحسن األوضاع المالية وتراجع العجز خاصة في دول مجلس‬ ‫يُتوقع انخفاض العجز في الدول العربية عام ‪ 2022‬ليبلغ ‪ 2.4‬في المائة‬
‫التعاون لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في عام ‪2022‬‬ ‫من الناتج المحلي اإلجمالي جراء تحسن اإليرادات النفطية خاصة‬
‫األوضاع المالية‪ :‬رصيد الموازنة لمجموعات الدول العربية‬ ‫األوضاع المالية‪ :‬الدول العربية كمجموعة‬
‫العجز ‪ /‬الفائض إلى الناتج المحلي اإلجمالي )‪(%‬‬
‫‪5‬‬ ‫إجمالي اإليرادات العامة )مليار دوالر(‬
‫إجمالي النفقات العامة )مليار دوالر(‬
‫‪0‬‬
‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2021‬‬ ‫‪2022‬‬ ‫‪1200‬‬ ‫‪0.0‬‬
‫‪-5‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫‪-2.0‬‬

‫‪-2.7‬‬ ‫‪-2.8‬‬ ‫‪-2.4‬‬ ‫‪-4.0‬‬


‫‪800‬‬
‫‪-10‬‬ ‫‪-3.9‬‬ ‫‪-6.0‬‬
‫‪-4.6‬‬
‫‪600‬‬
‫‪-8.0‬‬
‫‪-15‬‬ ‫‪-7.1‬‬
‫‪400‬‬
‫الدول العربية النفطية األخرى‬ ‫‪-10.0‬‬
‫‪200‬‬ ‫‪-12.0‬‬
‫‪-20‬‬ ‫دول مجلس التعاون‬ ‫‪-10.7‬‬ ‫‪-10.8‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-12.0‬‬ ‫‪-14.0‬‬
‫الدول العربية المستوردة للنفط‬
‫‪2014 2015 2016 2017 2018 2019 2020 2021 2022‬‬

‫من المتوقع استمرار عجوزات الموازنات في مجموعة الدول العربية‬ ‫من المتوقع أن تحقق دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في عام‬
‫األخرى ال ُمصدرة للنفط عند مستوى مرتفع نسبيا في عام ‪2022‬‬ ‫‪ 2022‬فائضا ألول مرة منذ موجة انخفاض أسعار النفط في ‪2014‬‬
‫األوضاع المالية‪ :‬الدول العربية األخرى ال ُمصدرة للنفط‬ ‫األوضاع المالية‪ :‬دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية‬
‫العجز ‪ /‬الفائض إلى الناتج المحلي اإلجمالي )‪(%‬‬ ‫العجز ‪ /‬الفائض إلى الناتج المحلي اإلجمالي )‪(%‬‬
‫إجمالي اإليرادات العامة )مليار دوالر(‬ ‫إجمالي اإليرادات العامة )مليار دوالر(‬
‫إجمالي النفقات العامة )مليار دوالر(‬ ‫‪700‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪2.00‬‬
‫‪3.96‬‬
‫‪225‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪0.00‬‬
‫‪600‬‬
‫‪175‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪-0.6‬‬ ‫‪-2.00‬‬
‫‪-4.00‬‬
‫‪125‬‬ ‫‪-1.56‬‬ ‫‪-5‬‬ ‫‪400‬‬ ‫‪-3.3‬‬ ‫‪-3.6‬‬
‫‪-4.46‬‬ ‫‪-3.08‬‬ ‫‪-4.1‬‬ ‫‪-6.00‬‬
‫‪-3.17‬‬ ‫‪300‬‬
‫‪75‬‬ ‫‪-10‬‬ ‫‪-8.00‬‬
‫‪-7.47‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪-7.5‬‬
‫‪-12.97‬‬ ‫‪-10.00‬‬
‫‪25‬‬ ‫‪-15‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪-12.00‬‬
‫‪-10.6‬‬ ‫‪-10.7‬‬
‫‪-15.49‬‬
‫‪-25 -14.29‬‬
‫‪2014 2015 2016 2017 2018 2019 2020 2021 2022‬‬ ‫‪-20‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-12.7‬‬ ‫‪-14.00‬‬
‫‪2014 2015 2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2021‬‬ ‫‪2022‬‬

‫من المتوقع تحسن مستويات اإليرادات النفطية والضريبية ومواصلة ترشيد‬ ‫يتوقع انخفاض نسبي لعجز الموازنة للدول العربية المستوردة للنفط ليستقر‬
‫االنفاق العام في عام ‪ 2022‬ليساهم في احتواء نسبي للعجوزات المالية‬ ‫في حدود ‪ 6.1‬في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي عام ‪2022‬‬
‫معدل نمو اإليرادات والنفقات العامة ‪( 2022-2015‬في المائة)‬ ‫األوضاع المالية‪ :‬الدول المستوردة للنفط‬

‫العجز ‪ /‬الفائض إلى الناتج المحلي اإلجمالي )‪(%‬‬


‫التغير في اإليرادات والنفقات العامة )‪(%‬‬
‫إجمالي اإليرادات العامة )مليار دوالر(‬
‫‪30.00‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪21‬‬ ‫إجمالي النفقات العامة )مليار دوالر(‬
‫‪20.00‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪250‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪10‬‬
‫‪7‬‬
‫‪10.00‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪0.00‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪2015 2016‬‬ ‫‪2017 2018 2019 2020‬‬ ‫‪2021 2022‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪-10.00‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪-6‬‬
‫‪-3‬‬
‫‪150‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪-11‬‬
‫‪-20.00‬‬ ‫‪-5‬‬
‫‪-30.00‬‬ ‫‪-22‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪-6‬‬
‫‪-6.1‬‬ ‫‪-7‬‬
‫‪-40.00‬‬ ‫‪-35‬‬ ‫‪-6.7‬‬ ‫‪-6.7‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪-7.2‬‬ ‫‪-8‬‬
‫‪-8.0‬‬ ‫‪-8.0‬‬ ‫‪-8.2‬‬ ‫‪-9‬‬
‫التغير في اإليرادات ‪%‬‬ ‫نسبة التغير في النفقات ‪%‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-9.1 -9.4‬‬ ‫‪-10‬‬
‫‪2014 2015 2016 2017 2018 2019 2020 2021 2022‬‬

‫المصدر‪: :‬تم تجميع التقديرات لمجموعات الدول على أساس المصادر الرسمية المشار إليها في النص عند تحليل كل دولة‪ ،‬بعد تحويل القيم بالعملة المحلية إلى‬
‫الدوالر األمريكي‪ ،‬اعتمادا على سعر الصرف المتوقع من صندوق النقد الدولي‪ ،‬قاعدة اآلفاق االقتصادية‪.‬‬

‫‪76‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫ثانيا ‪:‬توقعات األداء االقتصادي الكلي للدول العربية لعامي ‪ 2022‬و‪2023‬‬


‫القطاع الخارجي‬

‫من المتوقع تأثر أداء ميزان المعامالت الجارية للدول العربية كمجموعة خالل عام ‪ 2022‬بتبعات استمرار تداعيات جائحة‬
‫كوفيد‪ ،19-‬إضافة إلى آثار التطورات الدولية التي أدت إلى ارتفاعات كبيرة لألسعار العالمية للنفط والمواد األساسية وبصفة‬
‫خاصة أسعار المواد الغذائية‪ ،‬وكذا الضغوط الناشئة عن تواصل التحديات في سالسل اإلمداد الدولية‪ .‬إضافة إلى آثار اتخاذ‬
‫بعض دول العربية عدد من اإلجراءات االحترازية للحد من مستويات الطلب على العملة األجنبية في ضوء زيادة مستويات‬
‫الضغوط على العملة المحلية في تلك الدول‪ .‬كما سيتأثر أداء ميزان المعامالت الجارية باالرتفاع المتوقع في مستويات الفائدة‬
‫العالمية الذي بدأت أول مراحله في الظهور في شهر مارس من العام الجاري‪.‬‬
‫في ضوء التطورات سالفة اإلشارة‪ ،‬من المتوقع ارتفاع الفائض في ميزان المعامالت الجارية للدول العربية كمجموعة في‬
‫عام ‪ 2022‬ليسجل حوالي ‪ 186.6‬مليار دوالر‪ ،‬أي بنسبة زيادة قدرها ‪ 44.1‬بالمائة‪ ،‬ليسجل ما يعادل حوالي ‪ 6.4‬في المائة‬
‫من الناتج المحلي اإلجمالي للدول العربية‪.‬‬
‫فيما يتعلق بالتوقعات خالل عام ‪ ،2023‬من المتوقع أن يسجل فائض ميزان المعامالت الجارية حوالي ‪ 149.6‬مليار دوالر‪،‬‬
‫يمثل حوالي ‪ 4.9‬في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي للدول العربية كمجموعة‪ ،‬جدول رقم (‪.)9‬‬
‫جدول رقم (‪)9‬‬
‫ميزان مدفوعات الدول العربية كمجموعة‬
‫مليار دوالر‬
‫توقعات‬ ‫تقديرى‬ ‫بيانات فعلية‬
‫‪2023‬‬ ‫‪2022‬‬ ‫‪2021‬‬ ‫‪2020‬‬
‫‪310.0‬‬ ‫‪355.3‬‬ ‫‪285.4‬‬ ‫‪74.1‬‬ ‫الميزان التجارى‬
‫‪1191.5‬‬ ‫‪1206.3‬‬ ‫‪1038.9‬‬ ‫‪750.3‬‬ ‫الصادرات )فوب(‬
‫‪-881.5‬‬ ‫‪-851.0‬‬ ‫‪-753.5‬‬ ‫‪-676.2‬‬ ‫الواردات )فوب(‬
‫‪-78.0‬‬ ‫‪-85.1‬‬ ‫‪-83.1‬‬ ‫‪-81.5‬‬ ‫ميزان ال خدمات والدخل‬
‫‪-82.4‬‬ ‫‪-83.6‬‬ ‫‪-72.8‬‬ ‫‪-69.3‬‬ ‫صافى التحويالت‬
‫‪149.6‬‬ ‫‪186.6‬‬ ‫‪129.4‬‬ ‫‪-76.8‬‬ ‫الميزان ال جارى‬
‫‪10.1‬‬ ‫‪12.1‬‬ ‫‪10.3‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫نسبة الميزان التجاري الى الناتج المحلي االجمالي‬
‫‪4.9‬‬ ‫‪6.4‬‬ ‫‪4.7‬‬ ‫‪-3.2‬‬ ‫نسبة الميزان ال جاري الى الناتج المحلي االجمالي‬
‫* تقديرات صندوق النقد العربى‪.‬‬
‫** توقعات صندوق النقد العربى‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬قاعدة بيانات صندوق النقد العربي ومصادر دولية وإقليمية أخرى‪.‬‬

‫فيما يلي عرض لتوقعات أداء موازين المعامالت الجارية في الدول العربية المصدرة والمستوردة للنفط خالل‬
‫عامي ‪ 2021‬و ‪. 2022‬‬

‫ارتفاع أسعار النفط العالمية‪ ،‬وكذا التحسن النسبي في‬ ‫‪ .1‬الدول العربية المصدرة للنفط‬
‫الطلب العالمي في أعقاب انخفاض تداعيات جائحة‬
‫كوفيد‪ .19‬وبالنسبة لعام ‪ ،2023‬فالمتوقع أن تواصل دول‬ ‫من المتوقع ان يسجل عام ‪ 2022‬زيادة في مستوى فائض‬
‫المجموعة تحقيق فائض في الميزان الجاري وإن كان‬ ‫ميزان المعامالت الجارية لدول المجموعة مقارنة بالعام‬
‫بمستوى أقل مقارنة بذلك المحقق في عام ‪.2022‬‬ ‫السابق‪ ،‬يأتي ذلك كمحصلة لالرتفاع المسجل بفائض‬
‫الميزان التجاري‪ ،‬انعكاسا للتطورات الدولية وأثرها على‬

‫‪77‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫من الناتج المحلي اإلجمالي خالل العام السابق‪ .‬أما على‬ ‫أ‪ .‬دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية‬
‫صعيد التوقعات خالل عام ‪ ،2023‬فيتوقع أن يبلغ فائض‬
‫الميزان الجاري حوالي ‪ 172.9‬مليار دوالر‪ ،‬تعادل‬ ‫يتوقع أن تشهد قيمة الصادرات السلعية لدول المجموعة‬
‫حوالي ‪ 9.6‬بالمائة من الناتج المحلي اإلجمالي لهذه‬ ‫ارتفاعا ملحوظا نتيجة الزيادة الكبيرة المسجلة في األسعار‬
‫المجموعة من الدول‪ ،‬جدول رقم (‪.)10‬‬ ‫العالمية للنفط‪ ،‬يأتي ذلك في ظل وجود مخاوف دولية‬
‫خاصة بمصادر إمدادات الطاقة في العالم كنتيجة‬
‫جدول رقم (‪)10‬‬ ‫للتطورات الدولية الحالية التي تشهدها الساحة الدولية‪.‬‬
‫موازين مدفوعات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية‬
‫إضافة إلى التحسن النسبي في أداء االقتصاد العالمي وأثره‬
‫مليار دوالر‬
‫توقعات‬ ‫تقديرى‬ ‫بيانات فعلية‬ ‫في زيادة مستويات الطلب‪ .‬في ضوء ذلك يتوقع ارتفاع‬
‫‪2023‬‬
‫‪362.8‬‬
‫‪2022‬‬
‫‪403.9‬‬
‫‪2021‬‬
‫‪339.1‬‬
‫‪2020‬‬
‫‪164.4‬‬ ‫الميزان التجارى‬ ‫قيمة الصادرات لدول المجموعة لتصل إلى نحو ‪926.0‬‬
‫‪908.8‬‬
‫‪-546.0‬‬
‫‪926.0‬‬
‫‪-522.1‬‬
‫‪805.5‬‬
‫‪-466.4‬‬
‫‪583.1‬‬
‫‪-418.8‬‬
‫الصادرات‬
‫الواردات‬
‫مليار دوالر خالل عام ‪ ،2022‬مسجلة نسبة زيادة قدرها‬
‫‪-44.5‬‬
‫‪-145.4‬‬
‫‪-48.1‬‬
‫‪-145.0‬‬
‫‪-43.2‬‬
‫‪-134.2‬‬
‫‪-51.2‬‬
‫‪-124.1‬‬
‫ميزان ال خدمات والدخل‬
‫صافى التحويالت‬
‫‪ 15.0‬في المائة مقارنة مع عام ‪ .2021‬بالنسبة للواردات‬
‫‪172.9‬‬ ‫‪210.9‬‬ ‫‪161.8‬‬ ‫‪-10.9‬‬ ‫الميزان ال جارى‬ ‫السلعية‪ ،‬فإنه يتوقع ارتفاعها بنسبة ‪ 12.0‬بالمائة لتبلغ نحو‬
‫‪20.2‬‬
‫‪9.6‬‬
‫‪23.1‬‬
‫‪12.0‬‬
‫‪20.3‬‬
‫‪9.7‬‬
‫‪11.7‬‬
‫‪-0.8‬‬
‫نسبة الميزان التجاري الى الناتج المحلي االجمالي‬
‫نسبة الميزان ال جاري الى الناتج المحلي االجمالي‬
‫‪ 522.1‬مليار دوالر خالل عام ‪ ،2022‬مقابل حوالي‬
‫* تقديرات صندوق النقد العربى‪.‬‬ ‫‪ 466.4‬مليار دوالر مسجلة خالل العام السابق‪ .‬انعكاسا‬
‫** توقعات صندوق النقد العربى‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬قاعدة بيانات صندوق النقد العربي ومصادر دولية وإقليمية أخرى‪.‬‬ ‫لالرتفاع الملحوظ في األسعار العالمية للمواد األساسية‪،‬‬
‫خاصة الغذائية منها‪.‬‬
‫ب‪ .‬الدول العربية األخرى ال ُمصدرة للنفط‬
‫كمحصلة للتطورات سالفة‪ ،‬في كل من الصادرات‬
‫من المتوقع‪ ،‬في هذه المجموعة من الدول‪ ،‬أن يسجل عام‬ ‫والواردات السلعية‪ ،‬من المتوقع أن يشهد عام ‪2022‬‬
‫‪ 2022‬ارتفاعا في قيمة الصادرات السلعية بنسبة قدرها‬ ‫ارتفاعا ملموسا بفائض الميزان التجاري لهذه المجموعة‬
‫حوالي ‪ 26.6‬بالمائة لتصل إلى نحو ‪ 159.1‬مليار دوالر‪،‬‬ ‫من الدول‪ ،‬يقدر بنسبة ‪ 19.1‬بالمائة‪ ،‬ليبلغ نحو ‪403.9‬‬
‫مقابل حوالي ‪ 125.7‬مليار دوالر مسجلة بعام ‪.2021‬‬ ‫مليار دوالر بما يعادل ‪ 23.1‬بالمائة من الناتج المحلي‬
‫انعكاسا لالرتفاع المتوقع في مستوى األسعار العالمية‬ ‫اإلجمالي لتلك الدول‪ ،‬وذلك مقابل فائض قدره نحو‬
‫للنفط كنتيجة للتطورات الدولية التي يمر بها العالم وأثرها‬ ‫‪ 339.1‬مليار دوالر بما يمثل حوالي ‪ 20.3‬بالمائة من‬
‫على مستويات الطلب العالمي مع بدء تالشي أثر جائحة‬ ‫الناتج المحلي اإلجمالي مسجلة خالل العام السابق‪.‬‬
‫كوفيد‪ .19‬وكذا توقع تواصل الزيادة بمستويات اإلنتاج‬
‫النفطي في بعض دول المجموعة مع تحسن ظروفها‬ ‫على صعيد ميزان الخدمات والدخل‪ ،‬يتوقع اتساع العجز‬
‫الداخلية‪.‬‬ ‫المسجل في دول المجموعة ليصل إلى حوالي ‪ 48.1‬مليار‬
‫بالنسبة للواردات السلعية‪ ،‬يتوقع زيادتها بنسبة قدرها‬ ‫دوالر خالل عام ‪ 2022‬بنسبة زيادة قدرها ‪ 11.5‬بالمائة‬
‫‪ 15.8‬في المائة لتصل إلى نحو ‪ 110.8‬مليار دوالر خالل‬ ‫مقارنة مع العام المقابل‪ .‬فيما يخص ميزان التحويالت‬
‫عام ‪ 2022‬مقارنة بالعام السابق‪ .‬نتيجة للتطورات سابقة‬ ‫خالل عام ‪ ،2022‬من المتوقع ارتفاع مستوى العجز لهذه‬
‫الذكر في كل من الصادرات والواردات‪ ،‬يتوقع خالل عام‬ ‫المجموعة من الدول بنسبة قدرها ‪ 8.0‬في المائة ليصل‬
‫‪ 2022‬ان تسجل تلك المجموعة من الدول زيادة في فائض‬ ‫إلى نحو ‪ 145.0‬مليار دوالر‪ ،‬مقابل حوالي ‪ 134.2‬مليار‬
‫الميزان التجاري ليصل إلى حوالي ‪ 48.3‬مليار دوالر‪،‬‬ ‫دوالر خالل العام السابق‪ .‬يأتي ذلك في ظل استضافة‬
‫مقابل فائض بلغ حوالي ‪ 30.0‬مليار دوالر خالل عام‬ ‫أحداث وفعاليات دولية في بعض دول المجموعة خالل‬
‫‪ 2021‬في هذه المجموعة من الدول‪.‬‬ ‫عام ‪.2022‬‬
‫فيما يخص ميزان الخدمات والدخل خالل عام ‪،2022‬‬ ‫انعكاسا للتطورات المذكورة في كل من الميزان التجاري‪،‬‬
‫يتوقع اتساع العجز بنسبة قدرها ‪ 19.7‬بالمائة ليبلغ نحو‬ ‫وميزان الخدمات والدخل‪ ،‬والتحويالت‪ ،‬من المتوقع أن‬
‫‪ 32.9‬مليار دوالر‪ .‬أما ميزان التحويالت‪ ،‬فمن المتوقع‬ ‫تسجل هذه المجموعة من الدول زيادة ملموسة في فائض‬
‫ارتفاع الفائض بنحو ‪ 14.0‬بالمائة ليسجل حوالي ‪3.8‬‬ ‫ميزان المعامالت الجارية في عام ‪ 2022‬ليبلغ نحو‬
‫مليار دوالر في عام ‪.2022‬‬ ‫‪ 210.9‬مليار دوالر تعادل حوالي ‪ 12.0‬في المائة من‬
‫انعكاسا للتطورات السابقة في كل من الميزان التجاري‬ ‫الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬وذلك مقارنة مع فائض قدره‬
‫والخدمات والدخل‪ ،‬والتحويالت‪ ،‬من المتوقع زيادة‬ ‫حوالي ‪ 161.8‬مليار دوالر يمثل حوالي ‪ 9.7‬في المائة‬

‫‪78‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫ظل قيام األجانب بعمليات للبيع ألدوات الدين المحلية في‬ ‫الفائض المسجل في ميزان المعامالت الجارية خالل عام‬
‫بعض الدول وارتفاع مستويات الطلب على العملة األجنبية‬ ‫‪ 2021‬والبالغ نحو ‪ 5.9‬مليار دوالر‪ ،‬ليسجل نحو ‪19.2‬‬
‫من جهة‪ ،‬إضافة إلى التباطؤ في تدفقات رأس المال الخاص‬ ‫مليار دوالر خالل عام ‪ ،2022‬بما يعادل نحو ‪ 4.3‬في‬
‫والتحديات التي تواجه مستويات القدرة على تمويل‬ ‫المائة من الناتج المحلي اإلجمالي‪.‬‬
‫الواردات من جهة أخرى في بعض دول المجموعة‪ .‬في‬ ‫على صعيد التوقعات خالل عام ‪ ،2023‬من المتوقع تراجع‬
‫المقابل‪ ،‬اتخذت بعض دول المجموعة عدد من اإلجراءات‬ ‫الفائض المذكور في الميزان الجاري لهذه المجموعة من‬
‫االحترازية للحد من مستويات الطلب على العملة األجنبية‬ ‫الدول ليصل إلى نحو ‪ 10.4‬مليار دوالر‪ ،‬يمثل حوالي ‪2.2‬‬
‫في ضوء التطورات المذكورة‪.‬‬ ‫من الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬جدول رقم )‪.(11‬‬
‫فيما يخص ميزان الخدمات والدخل خالل عام ‪ ،2022‬من‬
‫جدول رقم (‪)11‬‬
‫المتوقع انكماش العجز المسجل بدول المجموعة بنحو‬ ‫موازين مدفوعات الدول المصدرة األخرى للنفط‬
‫‪ 67.0‬في المائة ليصل إلى حوالي ‪ 4.1‬مليار دوالر مقارنة‬ ‫مليار دوالر‬
‫توقعات‬ ‫تقديرى‬ ‫بيانات فعلية‬
‫بعام ‪ .2021‬حيث من المتوقع تحسن المتحصالت من‬ ‫‪2023‬‬ ‫‪2022‬‬ ‫‪2021‬‬ ‫‪2020‬‬
‫الميزان التجارى‬
‫السياحة نسبيا‪ ،‬خاصة في الدول السياحية الرئيسة‬
‫‪41.1‬‬ ‫‪48.3‬‬ ‫‪30.0‬‬ ‫‪-12.0‬‬
‫‪159.0‬‬ ‫‪159.1‬‬ ‫‪125.7‬‬ ‫‪78.9‬‬ ‫الصادرات‬

‫بالمجموعة‪ .‬وقد يحد من هذا التحسن في الميزان الخدمي‬ ‫‪-117.9‬‬


‫‪-34.7‬‬
‫‪-110.8‬‬
‫‪-32.9‬‬
‫‪-95.6‬‬
‫‪-27.5‬‬
‫‪-90.9‬‬
‫‪-24.1‬‬
‫الواردات‬
‫ميزان ال خدمات والدخل‬
‫االرتفاع المتوقع في مدفوعات خدمة الدين الخارجي‬ ‫‪4.0‬‬
‫‪10.4‬‬
‫‪3.8‬‬
‫‪19.2‬‬
‫‪3.3‬‬
‫‪5.9‬‬
‫‪4.0‬‬
‫‪-32.1‬‬
‫صافى التحويالت‬
‫الميزان ال جارى‬
‫كنتيجة لالرتفاع المتوقع في مستويات الفائدة العالمية خالل‬ ‫‪8.9‬‬ ‫‪10.9‬‬ ‫‪7.3‬‬ ‫‪-3.4‬‬ ‫نسبة الميزان التجاري الى الناتج المحلي االجمالي‬

‫عام ‪ ،2022‬والتي بدات أولى مراحلها في مارس من العام‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪4.3‬‬ ‫‪1.4‬‬ ‫‪-9.0‬‬ ‫نسبة الميزان ال جاري الى الناتج المحلي االجمالي‬
‫* تقديرات صندوق النقد العربى‪.‬‬
‫الجاري‪ .‬على صعيد ميزان التحويالت في عام ‪،2022‬‬ ‫** توقعات صندوق النقد العربى‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬قاعدة بيانات صندوق النقد العربي ومصادر دولية وإقليمية أخرى‪.‬‬
‫يتوقع أن يستقر تقريبا الفائض المحقق في هذه المجموعة‬
‫من الدول عند نفس المستوى المسجل خالل العام المقابل‬ ‫‪ .2‬الدول العربية المستوردة للنفط‬
‫ليسجل حوالي ‪ 58.0‬مليار دوالر‪.‬‬
‫خالل عام ‪ 2022‬من المتوقع اتساع العجز في الميزان‬
‫في ضوء التطورات سالفة الذكر في كل من الميزان‬ ‫التجاري لهذه المجموعة من الدول ليبلغ نحو ‪ 96.6‬مليار‬
‫التجاري والخدمات والدخل‪ ،‬والتحويالت‪ ،‬من المتوقع‬ ‫دوالر بما يمثل حوالي ‪ 13.3‬في المائة من الناتج المحلي‬
‫خالل عام ‪ 2022‬اتساع العجز بميزان الحساب الجاري‬ ‫اإلجمالي لتلك الدول‪ ،‬وذلك مقارنة مع عجز قدره نحو‬
‫لتلك المجموعة من الدول بنحو ‪ 13.8‬بالمائة ليسجل حوالي‬ ‫‪ 83.8‬مليار دوالر يمثل ‪ 12.5‬بالمائة من الناتج المحلي‬
‫‪ 43.5‬مليار دوالر‪ ،‬أي بما يبلغ نحو ‪ 5.9‬في المائة من‬ ‫اإلجمالي خالل عام ‪.2021‬‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي لهذه المجموعة من الدول‪ .‬فيما‬
‫يتعلق بالتوقعات في عام ‪ ،2023‬من المتوقع انكماش‬ ‫جاء ذلك في ظل توقع تأثر الصادرات السلعية بدول‬
‫العجز بميزان المعامالت الجارية لهذه المجموعة من الدول‬ ‫المجموعة خالل عام ‪ 2022‬بالتحسن النسبي المتوقع في‬
‫ليصل إلى نحو ‪ 33.7‬مليار دوالر‪ ،‬يمثل حوالي ‪4.2‬‬ ‫أداء الطلب العالمي‪ ،‬خاصة ذلك المتأتي من دول منطقة‬
‫بالمائة من الناتج المحلي اإلجمالي لهذه المجموعة‪ ،‬جدول‬ ‫اليورو الشريك التجاري األبرز لبعض دول المجموعة‪.‬‬
‫رقم (‪.)12‬‬ ‫إضافة الى تحسن األسعار العالمية لسلع الصادرات في‬
‫بعض تلك الدول‪ .‬كمحصلة لتلك التطورات سالفة اإلشارة‬
‫جدول رقم (‪)12‬‬ ‫يتوقع زيادة قيمة الصادرات السلعية لدول المجموعة لتصل‬
‫موازين مدفوعات الدول العربية المستوردة للنفط‬
‫مليار دوالر‬
‫إلى نحو ‪ 121.2‬مليار دوالر خالل عام ‪ ،2022‬محققة‬
‫‪2023‬‬
‫توقعات‬
‫‪2022‬‬
‫تقديرى‬
‫‪2021‬‬
‫بيانات فعلية‬
‫‪2020‬‬
‫نسبة زيادة قدرها ‪ 12.5‬في المائة مقارنة مع عام ‪.2021‬‬
‫الميزان التجارى‬
‫أما فيما يخص الواردات السلعية‪ ،‬فمن المتوقع ارتفاعها‬
‫‪-93.9‬‬ ‫‪-96.9‬‬ ‫‪-83.8‬‬ ‫‪-78.3‬‬
‫‪123.7‬‬ ‫‪121.2‬‬ ‫‪107.7‬‬ ‫‪88.3‬‬ ‫الصادرات‬
‫‪-217.5‬‬
‫‪1.2‬‬
‫‪-218.1‬‬
‫‪-4.1‬‬
‫‪-191.5‬‬
‫‪-12.4‬‬
‫‪-166.6‬‬
‫‪-6.2‬‬
‫الواردات‬
‫ميزان ال خدمات والدخل‬ ‫بنسبة ‪ 13.9‬في المائة لتبلغ حوالي ‪ 218.1‬مليار دوالر‬
‫‪59.0‬‬
‫‪-33.7‬‬
‫‪57.5‬‬
‫‪-43.5‬‬
‫‪58.0‬‬
‫‪-38.2‬‬
‫‪50.8‬‬
‫‪-33.7‬‬
‫صافى التحويالت‬
‫الميزان ال جارى‬
‫خالل عام ‪ ،2022‬مقارنة مع نحو ‪ 191.5‬مليار دوالر‬
‫‪-11.8‬‬ ‫‪-13.3‬‬ ‫‪-12.5‬‬ ‫‪-12.4‬‬ ‫نسبة الميزان التجاري الى الناتج المحلي االجمالي‬ ‫خالل العام المقابل‪ .‬يأتي ذلك انعكاسا للضغوط الناشئة عن‬
‫نسبة الميزان ال جاري الى الناتج المحلي االجمالي‬
‫‪-4.2‬‬ ‫‪-5.9‬‬ ‫‪-5.7‬‬ ‫‪-5.4‬‬

‫* تقديرات صندوق النقد العربى‪.‬‬


‫استمرار التحديات في سالسل التوريد العالمية‪ ،‬واالتجاه‬
‫** توقعات صندوق النقد العربى‪.‬‬ ‫التصاعدي ألسعار السلع الغذائية والمواد األساسية في‬
‫المصدر‪ :‬قاعدة بيانات صندوق النقد العربي ومصادر دولية وإقليمية أخرى‪.‬‬
‫األسواق العالمية‪ ،‬خاصة المواد النفطية منها‪ .‬األمر الذي‬
‫يشكل ضغوط على سعر صرف العملة المحلية خاصة في‬

‫‪79‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫اتجاهات النمو االقتصادي ف الدول العربية‬


‫(‪)2023-2014‬‬

‫معدل النمو باألسعار الثابتة‬

‫‪**2023‬‬ ‫‪**2022‬‬ ‫‪*2021‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬

‫‪3.5‬‬ ‫‪7.4‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪-4.1‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪-0.7‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫‪4.1‬‬ ‫‪3.7‬‬ ‫السعودية‬
‫‪3.8‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪3.8‬‬ ‫‪-5.9‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫‪4.3‬‬ ‫االمارات‬
‫‪3.6‬‬ ‫‪4.4‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪-3.6‬‬ ‫‪-0.2‬‬ ‫‪1.4‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫‪4.0‬‬ ‫قطـــــــر‬
‫‪3.8‬‬ ‫‪5.8‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪-8.90‬‬ ‫‪-0.6‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪-4.7‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫الكــويت‬
‫‪3.5‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪-6.4‬‬ ‫‪-0.8‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪-0.8‬‬ ‫‪2.0‬‬ ‫‪5.7‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫عُمـــــان‬
‫‪4.1‬‬ ‫‪4.1‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪-4.9‬‬ ‫‪2.0‬‬ ‫‪2.0‬‬ ‫‪3.8‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫‪4.5‬‬ ‫البحــرين‬

‫‪3.6‬‬ ‫‪5.8‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪-5.17‬‬ ‫‪-0.27‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪0.27‬‬ ‫‪1.4‬‬ ‫‪3.9‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية‬

‫‪3.0‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪3.8‬‬ ‫‪-6‬‬ ‫‪0.8‬‬ ‫‪7.0‬‬ ‫‪3.0‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪3.7‬‬ ‫‪3.8‬‬ ‫الجـــزائر‬
‫‪4.4‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪-11.3‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪-1.8‬‬ ‫‪13.8‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫العـــراق‬
‫‪6.5‬‬ ‫‪7.0‬‬ ‫‪1.0‬‬ ‫‪-5.00‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪-3.6‬‬ ‫‪-11.6‬‬ ‫‪-17.9‬‬ ‫‪-32.7‬‬ ‫‪-0.2‬‬ ‫اليـــــمن‬
‫‪7.0‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫‪154‬‬ ‫‪-59.70‬‬ ‫‪9.9‬‬ ‫‪7.4‬‬ ‫‪55.0‬‬ ‫‪-8.4‬‬ ‫‪-11.7‬‬ ‫‪-74.4‬‬ ‫ليبيـــــــا‬
‫التعاون(‪)1‬‬
‫‪3.9‬‬ ‫‪4.6‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪-10.6‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪-0.9‬‬ ‫‪6.0‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪3.0‬‬ ‫الدول النفطية الرئيسة بخالف دول مجلس‬
‫للنفط(‪)1‬‬
‫‪3.7‬‬ ‫‪5.6‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪-6.3‬‬ ‫‪1.0‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪-0.4‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫‪3.0‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫الدول العربية المصدرة الرئيسة‬
‫‪6.0‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫‪5.6‬‬ ‫‪5.3‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪4.4‬‬ ‫‪4.4‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫مصـــــر‬
‫‪4.6‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪6.7‬‬ ‫‪-6.3‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪4.5‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫المغـرب‬
‫‪3.5‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫‪0.77‬‬ ‫‪-3.6‬‬ ‫‪-2.5‬‬ ‫‪-4.3‬‬ ‫‪4.7‬‬ ‫‪4.8‬‬ ‫‪4.9‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫السـودان‬
‫‪3.1‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪3.42‬‬ ‫‪-9.2‬‬ ‫‪1.4‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪1.0‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫تونــــس‬
‫‪4.2‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪-11.15‬‬ ‫‪-25‬‬ ‫‪-6.7‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫‪2.0‬‬ ‫لبنـــــان‬
‫‪4.0‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪-11.5‬‬ ‫‪1.0‬‬ ‫‪0.9‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪4.7‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫فلسطــين‬
‫‪3.1‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫‪2.00‬‬ ‫‪-1.6‬‬ ‫‪2.0‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫األردن‬
‫‪5.1‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪1.44‬‬ ‫‪-2.20‬‬ ‫‪5.9‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪5.6‬‬ ‫موريتانيا‬
‫‪6.2‬‬ ‫‪5.3‬‬ ‫‪4.07‬‬ ‫‪-1.00‬‬ ‫‪7.5‬‬ ‫‪4.3‬‬ ‫‪4.1‬‬ ‫‪6.7‬‬ ‫‪6.5‬‬ ‫‪6.0‬‬ ‫جيبــوتي‬
‫‪3.6‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫‪2.05‬‬ ‫‪-0.40‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪1.0‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫القمــــــر‬

‫‪5.0‬‬ ‫‪3.7‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪-2.2‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫‪3.7‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪3.8‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫الدول العربية المستوردة للنفط‬
‫(‪)2‬‬
‫‪4.0‬‬ ‫‪5.0‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪-5.0‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫‪3.0‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫إجمالي الدول العربية‬

‫* تقديرات‬
‫** توقعات‬
‫(‪ )1‬ال يشمل االقتصاد الليبي‪.‬‬
‫(‪ )2‬ال يشمل االقتصادين الليبي والسوري‪.‬‬
‫المصدر ‪ :‬تقديرات وتوقعات صندوق النقد العربي باالستناد إلى مصادر وطنية وإقليمية ودولية‪.‬‬

‫‪80‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫اتجاهات تطور األسعار المحلية ف الدول العربية‬


‫(‪)2023-2014‬‬

‫معدل التضخم (‪)%‬‬


‫‪**2023‬‬ ‫‪**2022‬‬ ‫‪*2021‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪2.0‬‬ ‫‪1.3‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫‪-2.1‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪-0.8‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫السعودية‬
‫‪2.5‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫‪-2.1‬‬ ‫‪-1.9‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪2.0‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫‪4.1‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫االمارات‬
‫‪3.5‬‬ ‫‪4.3‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪-2.5‬‬ ‫‪-0.9‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫قطـــــــر‬
‫‪3.8‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫‪3.7‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫الكــويت‬
‫‪3.5‬‬ ‫‪4.4‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪-0.8‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪0.9‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪1.0‬‬ ‫عُمـــــان‬
‫‪2.2‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪-0.6‬‬ ‫‪-2.3‬‬ ‫‪1.0‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪1.4‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫البحــرين‬
‫‪2.4‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪-1.5‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية‬
‫‪8.8‬‬ ‫‪7.7‬‬ ‫‪6.5‬‬ ‫‪2.0‬‬ ‫‪2.0‬‬ ‫‪4.3‬‬ ‫‪5.6‬‬ ‫‪6.4‬‬ ‫‪4.8‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫الجـــزائر‬
‫‪6.2‬‬ ‫‪7.0‬‬ ‫‪6.0‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫‪-0.2‬‬ ‫‪0.4‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫العـــراق‬
‫‪25.0‬‬ ‫‪23.5‬‬ ‫‪21.5‬‬ ‫‪21.0‬‬ ‫‪23.0‬‬ ‫‪25.0‬‬ ‫‪18.0‬‬ ‫‪16.0‬‬ ‫‪9.0‬‬ ‫‪8.1‬‬ ‫اليـــــمن‬
‫‪6.2‬‬ ‫‪8.0‬‬ ‫‪4.0‬‬ ‫‪1.4‬‬ ‫‪-2.2‬‬ ‫‪13.6‬‬ ‫‪28.5‬‬ ‫‪25.9‬‬ ‫‪9.8‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫ليبيـــــــا‬
‫‪11.8‬‬ ‫‪11.4‬‬ ‫‪9.9‬‬ ‫‪6.2‬‬ ‫‪6.2‬‬ ‫‪8.6‬‬ ‫‪8.2‬‬ ‫‪7.9‬‬ ‫‪5.4‬‬ ‫‪4.0‬‬ ‫الدول النفطية الرئيسة بخالف دول مجلس التعاون‬
‫‪8.9‬‬ ‫‪8.5‬‬ ‫‪7.5‬‬ ‫‪4.8‬‬ ‫‪3.9‬‬ ‫‪6.6‬‬ ‫‪5.7‬‬ ‫‪6.1‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫الدول العربية المصدرة الرئيسة للنفط‬
‫‪7.2‬‬ ‫‪8.5‬‬ ‫‪5.2‬‬ ‫‪5.0‬‬ ‫‪9.2‬‬ ‫‪14.4‬‬ ‫‪29.5‬‬ ‫‪13.8‬‬ ‫‪10.4‬‬ ‫‪10.1‬‬ ‫مصـــــر‬
‫‪1.9‬‬ ‫‪4.7‬‬ ‫‪1.4‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪0.4‬‬ ‫المغـرب‬
‫‪6.3‬‬ ‫‪6.5‬‬ ‫‪5.7‬‬ ‫‪5.6‬‬ ‫‪6.7‬‬ ‫‪7.3‬‬ ‫‪5.3‬‬ ‫‪3.7‬‬ ‫‪4.9‬‬ ‫‪4.9‬‬ ‫تونــــس‬
‫‪1.5‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫‪-0.7‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪-0.2‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫‪-0.2‬‬ ‫‪1.4‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫فلسطــين‬
‫‪2.4‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪1.4‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪0.8‬‬ ‫‪4.5‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪-0.8‬‬ ‫‪-0.9‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫األردن‬
‫‪3.1‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪3.8‬‬ ‫موريتانيا‬
‫‪2.8‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪2.0‬‬ ‫‪2.0‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫جيبــوتي‬
‫‪3.5‬‬ ‫‪4.1‬‬ ‫‪3.9‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫‪3.0‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫الصومال‬
‫‪3.1‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫‪3.0‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪2.0‬‬ ‫‪2.0‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫القمــــــر‬
‫‪5.2‬‬ ‫‪6.6‬‬ ‫‪4.0‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫‪5.9‬‬ ‫‪9.1‬‬ ‫‪17.0‬‬ ‫‪8.2‬‬ ‫‪6.3‬‬ ‫‪6.2‬‬ ‫الدول العربية المستوردة للنفط‬
‫(‪)1‬‬
‫‪7.0‬‬ ‫‪7.5‬‬ ‫‪5.7‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪4.9‬‬ ‫‪7.9‬‬ ‫‪11.5‬‬ ‫‪7.2‬‬ ‫‪5.2‬‬ ‫‪4.8‬‬ ‫إجمالي الدول العربية‬

‫* تقديرات‬
‫** توقعات‬
‫(‪ )1‬باستثناء سورية ولبنان والسودان‪.‬‬
‫المصدر ‪ :‬تقديرات وتوقعات صندوق النقد العربي باالستناد إلى مصادر وطنية وإقليمية ودولية‪.‬‬

‫‪81‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫معدالت نمو السيولة المحلية‬


‫(‪)2021-2015‬‬

‫معدل نمو السيولة المحلية (‪*)%‬‬


‫‪2021‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪9.01‬‬ ‫‪11.1‬‬ ‫‪6.82‬‬ ‫‪5.56‬‬ ‫‪8.98‬‬ ‫‪8.65‬‬ ‫‪5.88‬‬ ‫مجموع الدول العربية‬
‫‪6.75‬‬ ‫‪5.80‬‬ ‫‪4.83‬‬ ‫‪1.22‬‬ ‫‪0.25‬‬ ‫‪4.02‬‬ ‫‪8.09‬‬ ‫األ ر د ن‬
‫‪5.71‬‬ ‫‪4.60‬‬ ‫‪8.00‬‬ ‫‪2.53‬‬ ‫‪4.14‬‬ ‫‪3.26‬‬ ‫‪5.45‬‬ ‫اإلماااااارات‬
‫‪4.87‬‬ ‫‪3.50‬‬ ‫‪11.13‬‬ ‫‪2.37‬‬ ‫‪4.20‬‬ ‫‪1.25‬‬ ‫‪2.95‬‬ ‫البحرياااااان‬
‫‪10.77‬‬ ‫‪11.60‬‬ ‫‪8.92‬‬ ‫‪6.51‬‬ ‫‪11.64‬‬ ‫‪8.00‬‬ ‫‪5.40‬‬ ‫توناااااااااس‬
‫‪13.19‬‬ ‫‪11.80‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪11.10‬‬ ‫‪8.38‬‬ ‫‪0.82‬‬ ‫‪0.13‬‬ ‫الجزائااااااار‬
‫‪4.17‬‬ ‫‪4.00‬‬ ‫‪1.92‬‬ ‫‪-4.54‬‬ ‫‪20.00‬‬ ‫‪8.60‬‬ ‫‪18.64‬‬ ‫جيبوتاااااااي‬
‫‪7.42‬‬ ‫‪8.27‬‬ ‫‪7.09‬‬ ‫‪2.69‬‬ ‫‪0.30‬‬ ‫‪0.79‬‬ ‫‪2.50‬‬ ‫السااااعودية‬
‫‪138.08‬‬ ‫‪58.30‬‬ ‫‪58.93‬‬ ‫‪111.89‬‬ ‫‪68.35‬‬ ‫‪29.00‬‬ ‫‪20.46‬‬ ‫الساااااودان‬
‫‪16.66‬‬ ‫‪15.9‬‬ ‫‪8.43‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪7.00‬‬ ‫‪-9.25‬‬ ‫العااااااااراق‬
‫‪9.93‬‬ ‫‪8.90‬‬ ‫‪2.05‬‬ ‫‪8.25‬‬ ‫‪4.18‬‬ ‫‪1.84‬‬ ‫‪10.02‬‬ ‫عُمااااااااااان‬
‫‪16.30‬‬ ‫‪13.90‬‬ ‫‪5.54‬‬ ‫‪2.46‬‬ ‫‪12.73‬‬ ‫‪9.91‬‬ ‫‪8.17‬‬ ‫فلسطياااااان‬
‫‪1.44‬‬ ‫‪3.80‬‬ ‫‪2.48‬‬ ‫‪-6.52‬‬ ‫‪21.26‬‬ ‫‪-4.57‬‬ ‫‪3.44‬‬ ‫قطاااااااااااار‬
‫‪-0.46‬‬ ‫‪3.85‬‬ ‫‪-1.47‬‬ ‫‪4.06‬‬ ‫‪3.80‬‬ ‫‪3.44‬‬ ‫‪1.67‬‬ ‫الكويااااااات‬
‫‪0.85‬‬ ‫‪2.03‬‬ ‫‪-4.85‬‬ ‫‪1.95‬‬ ‫‪3.85‬‬ ‫‪7.96‬‬ ‫‪5.06‬‬ ‫لبناااااااااااان‬
‫‪-17.05‬‬ ‫‪15.90‬‬ ‫‪-2.01‬‬ ‫‪-0.56‬‬ ‫‪15.59‬‬ ‫‪22.54‬‬ ‫‪17.79‬‬ ‫ليبيااااااااااااا‬
‫‪18.33‬‬ ‫‪19.70‬‬ ‫‪13.28‬‬ ‫‪13.30‬‬ ‫‪20.92‬‬ ‫‪39.00‬‬ ‫‪18.61‬‬ ‫مصااااااااااار‬
‫‪5.20‬‬ ‫‪10.30‬‬ ‫‪3.72‬‬ ‫‪4.06‬‬ ‫‪5.55‬‬ ‫‪4.74‬‬ ‫‪5.69‬‬ ‫المغااااااارب‬
‫‪10.00‬‬ ‫‪15.02‬‬ ‫‪10.02‬‬ ‫‪12.79‬‬ ‫‪12.51‬‬ ‫‪16.80‬‬ ‫‪0.37‬‬ ‫موريتاناايااا‬
‫‪16.66‬‬ ‫‪30.50‬‬ ‫‪2.02‬‬ ‫‪50.93‬‬ ‫‪-28.69‬‬ ‫‪17.40‬‬ ‫‪13.32‬‬ ‫اليماااااااااان‬
‫* تمثل المعروض النقدي ‪ M2‬لكافة الدول‪ ،‬باستثناء تونس التي تمثل المعروض النقدي ‪. M3‬‬
‫المصدر‪ :‬صندوق النقد العربي استنادا إلى بيانات المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية‪.‬‬

‫‪82‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫رصيد الموازنة العامة إل الناتج المحل اإلجمال‬


‫(‪)2022 -2014‬‬

‫رصيد الموازنة للناتج المحلي اإلجمالي (‪)%‬‬

‫‪**2022‬‬ ‫‪*2021‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬

‫‪2.50‬‬ ‫‪2.35-‬‬ ‫‪11.19-‬‬ ‫‪4.46-‬‬ ‫‪5.89-‬‬ ‫‪9.24-‬‬ ‫‪12.86-‬‬ ‫‪15.84-‬‬ ‫‪3.54-‬‬ ‫السعودية‬
‫‪0.22-‬‬ ‫‪0.68-‬‬ ‫‪5.08-‬‬ ‫‪0.67‬‬ ‫‪1.90‬‬ ‫‪1.68-‬‬ ‫‪2.81-‬‬ ‫‪8.20-‬‬ ‫‪5.45-‬‬ ‫اإلمارات‬
‫‪1.12‬‬ ‫‪0.60‬‬ ‫‪0.09‬‬ ‫‪0.98‬‬ ‫‪2.26‬‬ ‫‪4.83-‬‬ ‫‪9.03-‬‬ ‫‪0.95-‬‬ ‫‪17.89‬‬ ‫قطـــــــر‬
‫‪7.36-‬‬ ‫‪32.90-‬‬ ‫‪36.44-‬‬ ‫‪13.64-‬‬ ‫‪8.02-‬‬ ‫‪15.02-‬‬ ‫‪17.91-‬‬ ‫‪17.33-‬‬ ‫‪2.20‬‬ ‫الكــويت‬
‫‪4.55-‬‬ ‫‪2.54-‬‬ ‫‪17.24-‬‬ ‫‪9.50-‬‬ ‫‪8.64-‬‬ ‫‪14.00-‬‬ ‫‪21.05-‬‬ ‫‪25.79-‬‬ ‫‪1.16-‬‬ ‫عُمـــــان‬
‫‪6.89-‬‬ ‫‪7.50-‬‬ ‫‪12.80-‬‬ ‫‪4.73-‬‬ ‫‪6.32-‬‬ ‫‪9.97-‬‬ ‫‪14.31-‬‬ ‫‪12.89-‬‬ ‫‪3.62-‬‬ ‫البحــرين‬
‫دول مجلس التعاون لدول الخليج‬
‫‪0.46‬‬ ‫‪-4.19‬‬ ‫‪-10.68‬‬ ‫‪-3.57‬‬ ‫‪-3.31‬‬ ‫‪-7.48‬‬ ‫‪-10.63‬‬ ‫‪-12.69‬‬ ‫‪-0.64‬‬
‫العربية‬
‫‪17.00-‬‬ ‫‪12.48-‬‬ ‫‪12.71-‬‬ ‫‪5.57-‬‬ ‫‪5.61-‬‬ ‫‪6.54-‬‬ ‫‪13.05-‬‬ ‫‪13.36-‬‬ ‫‪6.53-‬‬ ‫الجـــزائر‬
‫‪2.53-‬‬ ‫‪2.13‬‬ ‫‪14.50-‬‬ ‫‪1.50-‬‬ ‫‪9.58‬‬ ‫‪0.85‬‬ ‫‪6.40-‬‬ ‫‪4.96-‬‬ ‫‪7.98‬‬ ‫العـــراق‬
‫‪5.18-‬‬ ‫‪5.23-‬‬ ‫‪5.23-‬‬ ‫‪11.76-‬‬ ‫‪2.59-‬‬ ‫‪6.72-‬‬ ‫‪6.73-‬‬ ‫‪9.40-‬‬ ‫‪8.00-‬‬ ‫اليـــــمن‬
‫‪7.59‬‬ ‫‪16.38‬‬ ‫‪55.65-‬‬ ‫‪21.11‬‬ ‫‪17.14‬‬ ‫‪24.49-‬‬ ‫‪82.22-‬‬ ‫‪131.61-‬‬ ‫‪72.78-‬‬ ‫ليبيـــــــا‬
‫الدول النفطية الرئيسة بخالف دول‬
‫‪7.47-‬‬ ‫‪3.08-‬‬ ‫‪15.49-‬‬ ‫‪1.56-‬‬ ‫‪3.96‬‬ ‫‪4.46-‬‬ ‫‪12.97-‬‬ ‫‪14.29-‬‬ ‫‪3.17-‬‬
‫مجلس التعاون‬
‫الدول العربية المصدرة الرئيسة‬
‫‪1.14-‬‬ ‫‪-3.97‬‬ ‫‪-11.65‬‬ ‫‪-3.13‬‬ ‫‪-1.71‬‬ ‫‪-6.81‬‬ ‫‪-10.89‬‬ ‫‪-13.05‬‬ ‫‪-1.24‬‬
‫للنفط‬
‫‪6.56-‬‬ ‫‪6.70-‬‬ ‫‪8.52-‬‬ ‫‪8.64-‬‬ ‫‪9.65-‬‬ ‫‪12.19-‬‬ ‫‪13.76-‬‬ ‫‪13.35-‬‬ ‫‪12.59-‬‬ ‫مصـــــر‬
‫‪6.40-‬‬ ‫‪6.50-‬‬ ‫‪7.60-‬‬ ‫‪4.10-‬‬ ‫‪4.06-‬‬ ‫‪4.04-‬‬ ‫‪4.82-‬‬ ‫‪4.91-‬‬ ‫‪3.44-‬‬ ‫المغـرب‬
‫‪0.04‬‬ ‫‪0.45‬‬ ‫‪3.56-‬‬ ‫‪0.61‬‬ ‫‪3.36-‬‬ ‫‪4.47-‬‬ ‫‪1.46-‬‬ ‫‪1.25-‬‬ ‫‪0.90-‬‬ ‫السـودان‬
‫‪6.70-‬‬ ‫‪8.30-‬‬ ‫‪12.45-‬‬ ‫‪3.48-‬‬ ‫‪4.80-‬‬ ‫‪6.23-‬‬ ‫‪5.95-‬‬ ‫‪2.13-‬‬ ‫‪4.59-‬‬ ‫تونــــس‬
‫‪5.21-‬‬ ‫‪5.38-‬‬ ‫‪7.03-‬‬ ‫‪3.35-‬‬ ‫‪2.40-‬‬ ‫‪2.54-‬‬ ‫‪3.31-‬‬ ‫‪3.38-‬‬ ‫‪2.23-‬‬ ‫األردن‬
‫‪3.10-‬‬ ‫‪2.70-‬‬ ‫‪1.11‬‬ ‫‪3.68-‬‬ ‫‪3.33-‬‬ ‫‪1.23‬‬ ‫‪1.68-‬‬ ‫‪0.07-‬‬ ‫‪4.62-‬‬ ‫فلسطــين‬
‫‪3.91-‬‬ ‫‪0.45-‬‬ ‫‪0.82-‬‬ ‫‪0.21‬‬ ‫‪0.11‬‬ ‫‪2.34‬‬ ‫‪0.04-‬‬ ‫‪2.70-‬‬ ‫‪2.76-‬‬ ‫موريتانيا‬
‫‪6.15-‬‬ ‫‪6.69-‬‬ ‫‪8.21-‬‬ ‫‪6.71-‬‬ ‫‪7.15-‬‬ ‫‪8.01-‬‬ ‫‪9.45-‬‬ ‫‪9.05-‬‬ ‫‪7.97-‬‬ ‫الدول العربية المستوردة للنفط‬
‫‪-2.41‬‬ ‫‪-4.64‬‬ ‫‪-10.75‬‬ ‫‪-3.92‬‬ ‫‪-2.83‬‬ ‫‪-7.08‬‬ ‫‪-10.50‬‬ ‫‪-12.00‬‬ ‫‪-2.73‬‬ ‫إجمالي الدول العربية (‪)1‬‬

‫* حسابات ختامية أوتقديرات ختامية من المصادر الرسمية أو الدولية المعتمدة‪.‬‬


‫** تقديرات‪.‬‬
‫(‪ )1‬باستثناء سورية ولبنان لعدم توفر البيانات‪.‬‬
‫المصدر ‪ :‬تقديرات صندوق النقد العربي باالستناد إلى مصادر وطنية ودولية مشار إليها في التقرير لكل دولة‪.‬‬

‫‪83‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫رصيد موازين المعامالت الجارية إل الناتج المحل اإلجمال‬


‫(‪)2023-2019‬‬

‫نسب أرصدة الموازين الجارية للدول العربية إلى الناتج المحلي اإلجمالي (‪)%‬‬

‫‪**2023‬‬ ‫‪**2022‬‬ ‫‪*2021‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2019‬‬

‫‪5.4‬‬ ‫‪8.9‬‬ ‫‪6.7‬‬ ‫‪-3.2‬‬ ‫‪4.8‬‬ ‫السعودية‬


‫‪15.1‬‬ ‫‪14.8‬‬ ‫‪13.7‬‬ ‫‪5.8‬‬ ‫‪8.9‬‬ ‫االمارات‬
‫‪12.9‬‬ ‫‪16.2‬‬ ‫‪13.7‬‬ ‫‪-2.5‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫قطـــــــر‬
‫‪23.8‬‬ ‫‪28.1‬‬ ‫‪24.2‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪24.1‬‬ ‫الكــويت‬
‫‪-2.0‬‬ ‫‪-2.0‬‬ ‫‪-6.6‬‬ ‫‪-13.7‬‬ ‫‪-5.6‬‬ ‫عُمـــــان‬
‫‪3.0‬‬ ‫‪6.8‬‬ ‫‪6.7‬‬ ‫‪-9.3‬‬ ‫‪-2.1‬‬ ‫البحــرين‬

‫‪9.6‬‬ ‫‪12.0‬‬ ‫‪9.7‬‬ ‫‪-0.8‬‬ ‫‪6.5‬‬ ‫دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية‬

‫‪-6.0‬‬ ‫‪-6.1‬‬ ‫‪-8.8‬‬ ‫‪-12.6‬‬ ‫‪-9.7‬‬ ‫الجـــزائر‬


‫‪8.9‬‬ ‫‪13.7‬‬ ‫‪12.7‬‬ ‫‪-3.3‬‬ ‫‪6.7‬‬ ‫العـــراق‬
‫‪-13.2‬‬ ‫‪-15.0‬‬ ‫‪-13.1‬‬ ‫‪-13.0‬‬ ‫‪-9.7‬‬ ‫اليـــــمن‬
‫‪7.4‬‬ ‫‪5.0‬‬ ‫‪-10.0‬‬ ‫‪-25.2‬‬ ‫‪12.3‬‬ ‫ليبيـــــــا‬
‫الدول النفطية الرئيسة بخالف دول مجلس‬
‫‪2.2‬‬ ‫‪4.3‬‬ ‫‪1.4‬‬ ‫‪-9.0‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫التعاون(‪)1‬‬

‫‪-2.8‬‬ ‫‪-5.1‬‬ ‫‪-5.0‬‬ ‫‪-3.9‬‬ ‫‪-3.4‬‬ ‫مصـــــر‬


‫‪-6.5‬‬ ‫‪-6.8‬‬ ‫‪-4.2‬‬ ‫‪-2.6‬‬ ‫‪-3.7‬‬ ‫المغـرب‬
‫‪-3.5‬‬ ‫‪-4.7‬‬ ‫‪-2.5‬‬ ‫‪-17.0‬‬ ‫‪-15.5‬‬ ‫السـودان‬
‫‪-10.3‬‬ ‫‪-9.8‬‬ ‫‪-9.1‬‬ ‫‪-8.8‬‬ ‫‪-8.4‬‬ ‫تونــــس‬
‫‪-10.3‬‬ ‫‪-21.5‬‬ ‫‪-31.7‬‬ ‫‪-14.2‬‬ ‫‪-20.1‬‬ ‫لبنـــــان‬
‫‪-3.3‬‬ ‫‪-4.7‬‬ ‫‪-9.7‬‬ ‫‪-8.1‬‬ ‫‪-2.2‬‬ ‫األردن‬
‫‪-1.6‬‬ ‫‪-1.8‬‬ ‫‪-2.0‬‬ ‫‪-7.3‬‬ ‫‪-3.7‬‬ ‫موريتانيا‬
‫‪-0.2‬‬ ‫‪-0.5‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪-0.8‬‬ ‫‪26.8‬‬ ‫جيبــوتي‬
‫‪-8.7‬‬ ‫‪-9.5‬‬ ‫‪-8.6‬‬ ‫‪-4.9‬‬ ‫‪-4.5‬‬ ‫القمــــــر‬

‫‪-4.2‬‬ ‫‪-5.9‬‬ ‫‪-5.7‬‬ ‫‪-5.4‬‬ ‫‪-5.5‬‬ ‫الدول العربية المستوردة للنفط‬


‫(‪)2‬‬
‫‪4.9‬‬ ‫‪6.4‬‬ ‫‪4.7‬‬ ‫‪-3.2‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫إجمالي الدول العربية‬

‫* تقديرات‪.‬‬
‫** توقعات‪.‬‬
‫(‪ )1‬باستثناء سورية لعدم توفر البيانات‪.‬‬
‫المصدر ‪ :‬تقديرات صندوق النقد العربي باالستناد إلى مصادر وطنية ودولية مشار إليها في التقرير لكل دولة‪.‬‬

‫‪84‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬


‫تقرير "آفاق االقتصاد العربي " اإلصدار السادس عشر – أبريل ‪2022‬‬

‫للحصول على مطبوعات صندوق النقد العربي‬

‫يرجى االتصال بالعنوان التالي‪:‬‬

‫صندوق النقد العربي‬

‫شبكة المعرفة‬

‫ص‪.‬ب‪2818 .‬‬

‫أبوظبي ‪ -‬اإلمارات العربية المتحدة‬

‫هاتف رقم‪)+9712( 6215000 :‬‬

‫فاكس رقم‪)+9712( 6326454 :‬‬

‫البريد اإللكتروني‪publications@amfad.org.ae :‬‬

‫موقع الصندوق على اإلنترنت‪http://www.amf.org.ae :‬‬

‫‪85‬‬ ‫صندوق النقد العربي‬

You might also like