Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 23

‫العدد ‪ 47‬لسنة ‪2022‬‬ ‫المجلة العلمٌة بكلٌة اآلداب‬

‫إعادة استخدام األخشاب فً مصر القدٌمة‬

‫إعداد‬
‫حماده محمود عبد الناصر خلٌل‬
‫مدرس مساعد بكلٌة اللؽة العربٌة _ جامعة األزهر بؤسٌوط‬

‫أ‪.‬د‪ /‬أمٌن عبد الفتاح محمود أحمد عامر‬


‫أستاذ تارٌخ وحضارة مصر والشرق األدنى القدٌم كلٌة اآلداب_ جامعة طنطا‬

‫أ‪.‬د‪ /‬شعبان السمنودي عبد القادر إسماعٌل‬


‫أستاذ التارٌخ القدٌم والحضارة المساعد ‪ -‬كلٌة اللؽة العربٌة _ جامعة األزهر بؤسٌوط‬

‫د‪ /‬محمد إسماعٌل الشافعً‬


‫مدرس اآلثار المصرٌة القدٌمة بقسم األثار كلٌة اآلداب – جامعة طنطا‬

‫المستخلص‪:‬‬

‫أعاد المصرٌون القدماء استخدام مجموعة متنوعة من األخشاب التً كانت متاحة لهم‪ ،‬مما ٌجعل‬
‫للمصرٌٌن القدماء قدم السبق فً مجال إعادة تدوٌر الموارد والحفاظ علٌها‪ ،‬فمنذ بدء استؽالل‬
‫ً‬
‫موردا مهمًا على مر العصور التارٌخٌة‪ ،‬وتحكمت مناطق‬ ‫األخشاب ومعالجتها ألول مرة أصبحت‬
‫األخشاب من الؽابات واألشجار فً كثٌر من العالقات العسكرٌة والسٌاسٌة واالقتصادٌة‬
‫واالجتماعٌة‪ ،‬وال سٌما منطقة الشرق األدنى القدٌم‪ ،‬وفً مصر بوج ٍه خاص تحكم الملك مباشرة‬
‫فً إنتاج األخشاب أو استٌرادها‪ ،‬وٌرجح أن سبب سٌطرة الملك على هذا األمر النفقات والحاجة‬
‫ت مبكر كان استٌراد األخشاب من‬
‫إلى تكملة إمدادات األخشاب المحلٌة بمصادر خارجٌة‪ .‬ومنذ وق ٍ‬
‫مهام الملك باستثناء عدد صؽٌر من النبالء الذٌن اشتركوا فً هذا األمر؛ واستورد الخشب‬
‫بكمٌات كبٌرة خالل عصر الدولة القدٌمة‪ ،‬الستخدامها فً بناء السفن والقوارب وسجل حجر‬
‫بالرمو بناء اثنٌن وستٌن سفٌنة على األقل فً عهد الملك سنفرو‪ ،‬وأربعٌن سفٌنة بحرٌة أخرى‬
‫مملوءة بؤخشاب األرز وثالث سفن إضافٌة على األقل تبلػ مائة ذراع من جبٌل ‪ ،‬كما بُنٌت‬
‫سفٌنة الملك خوفو بؤكثر من ثمانٌة وثالثٌن طنا ً من خشب األرز المستورد‪ ،‬واستمر استٌراد‬
‫األخشاب بكمٌات كبٌرة مماثلة خالل عصر الدولة الوسطى والحدٌثة‪.‬‬

‫الكلمات االفتتاحٌة‪ :‬األخشاب‪ ،‬استٌراد‪ ،‬استخدام‪ ،‬المصري‪ ،‬تدوٌر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫العدد ‪ 47‬لسنة ‪2022‬‬ ‫المجلة العلمٌة بكلٌة اآلداب‬

‫إعادة استخدام األخشاب‬


‫مقدمة‪:‬‬
‫أعاد المصرٌون القدماء استخدام مجموعة متنوعة من الموارد ال سٌما الموارد ذات القٌمة‬
‫االقتصادٌة أو الروحٌة والجمالٌة التً كانت متاحة لهم‪ ،‬مما ٌجعل للمصرٌٌن القدماء قدم السبق‬
‫فً مجال إعادة تدوٌر الموارد والحفاظ علٌها‪ ،‬فمنذ بدء استؽالل األخشاب ومعالجتها ألول مرة‬
‫موردا مهمًا على مر العصور التارٌخٌة‪ ،‬وتحكمت مناطق األخشاب من الؽابات‬ ‫ً‬ ‫أصبحت‬
‫واألشجار فً كثٌر من العالقات العسكرٌة والسٌاسٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬وال سٌما منطقة‬
‫الشرق األدنى القدٌم‪ ،‬وفً مصر بوج ٍه خاص تحكم الملك مباشرة فً إنتاج األخشاب أو‬
‫استٌرادها‪ ،‬وٌرجح أن سبب سٌطرة الملك على هذا األمر النفقات والحاجة إلى تكملة إمدادات‬
‫ت مبكر كان استٌراد األخشاب من مهام الملك‬ ‫األخشاب المحلٌة بمصادر خارجٌة‪ ،‬ومنذ وق ٍ‬
‫(ٔ)‬
‫باستثناء عدد صؽٌر من النبالء الذٌن اشتركوا فً هذا األمر ‪.‬‬
‫واستورد الخشب بكمٌات كبٌرة خالل عصر الدولة القدٌمة‪ ،‬الستخدامها فً بناء السفن والقوارب‬
‫وسجل حجر بالرمو بناء اثنٌن وستٌن سفٌنة على األقل فً عهد الملك سنفرو‪ ،‬وأربعٌن سفٌنة‬
‫بحرٌة أخرى مملوءة بؤخشاب األرز وثالث سفن إضافٌة على األقل تبلػ مائة ذراع من جبٌل (ٕ)‪،‬‬
‫كما بُنٌت سفٌنة الملك خوفو بؤكثر من ثمانٌة وثالثٌن طنا ً من خشب األرز المستورد(ٖ)‪ ،‬واستمر‬
‫استٌراد األخشاب بكمٌات كبٌرة مماثلة خالل عصر الدولة الوسطى والحدٌثة‪ ،‬مثال البعثة التً‬
‫استخدمت عشرٌن سفٌنة من خشب األرز فً بنً حسن فً مقبرة خنومحوتب األول‪ ،‬وهو من‬
‫النبالء الذٌن كانوا فً خدمة الملك أمنمحات األول وتم تخزٌنها فً أحواض بناء السفن الملكٌة‪،‬‬
‫حٌث َفطِ ن حكام مصر ‪ ،‬أن التفوق البحري ٌعتمد على الوصول إلى األخشاب التً تصنع منها‬
‫السفن وهو أمر طبٌعً لمجتمع مرتبط بالنٌل (ٗ)‪ .‬كما فطن المصرٌون ألفضلٌة األخشاب لصنع‬
‫السفن‪ ،‬وتمٌزها عن القوارب المصنوعة من البردي أو حِزم القصب‪ ،‬وسعتها وعمرها الطوٌل‪،‬‬
‫لذلك أصبحت السفن هً المفضلة فً مصر القدٌمة (٘)‪.‬‬
‫ولما كانت مصر ال تنتج األخشاب المناسبة لبناء السفن البحرٌة الكبٌرة‪ ،‬ابتكر مهندسوها‬
‫ً‬
‫فرٌدا للشحن البحري‪ ،‬حٌث قاموا بتحوٌل المراكب النهرٌة التقلٌدٌة إلى سفن بحرٌة‬ ‫البحرٌون ً‬
‫حال‬
‫عن طرٌق توسٌع مكوناتها وإضافة ضفٌرة من حبال قوٌة فوق سطح السفٌنة شدت الجذع إلى‬
‫أوال فً نقوش المجموعة الجنائزٌة للملك ساحورع فً أبوصٌر‪،‬‬ ‫المإخرة‪ ،‬وتظهر هذه الطرٌقة ً‬
‫أسطوال أرسله الملك ساحورع من األسرة الخامسة إلى لبنان فً القرن الخامس‬ ‫ً‬ ‫الذي ٌصور‬

‫‪(1) Creasman, P.P.," Ship Timber and The Reuse of Wood in Ancient Egypt ", JEH 6‬‬
‫‪(2013),pp.152-153.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪( ) Ibid., p.153; BAR I, pp.65-66,§§ 146-148.‬‬
‫‪(3) Mark, S., "The Construction of The Khufu I Vessel (c. 2566 BC) A Re-Evaluation ",‬‬
‫‪IJNA 38.1 (2009), p.133.‬‬
‫‪4‬‬
‫;‪( ) Creasman, P.P.,op. cit.,p.153‬‬
‫‪Newberry, P.E., Beni Hassan I, Kegan Paul, Trench, Tubner & Co., London, 1893,‬‬
‫‪p.84, Pl.XLIV.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪( ) Creasman, P.P., op. cit., p.154.‬‬

‫‪2‬‬
‫العدد ‪ 47‬لسنة ‪2022‬‬ ‫المجلة العلمٌة بكلٌة اآلداب‬

‫والعشرٌن قبل المٌالد (شكل رقم ٔ)‪ ،‬هذه الطرٌقة المتبعة فً عصر الدولة القدٌمة استمر‬
‫استخدامها على متن سفٌنة بونت الشهٌرة للملكة حتشبسوت خالل األسرة الثامنة عشرة‪ ،‬حوالً‬
‫٘‪ ٔٗ4‬ق م ‪ ،‬كما هو مصور فً معبدها فً الدٌر البحري (ٔ)‪.‬‬
‫ومن المفترض أن األخشاب ذات الجودة العالٌة التً استخدمت كانت ممٌزة طوال التارٌخ‬
‫المصري‪ ،‬ال سٌما المستخدمة فً بناء السفن التً تتطلب قطعً ا كبٌرة من األخشاب الجٌدة وبكمٌات‬
‫كبٌرة مما ٌمثل استخدامًا مكث ًفا لألخشاب فً بل ٍد ٌعانً من نقص واضح فً كمٌة ونوعٌة‬
‫األخشاب‪ ،‬لذا اضطر المصرٌون البتكار الحلول المناسبة للتؽلب على هذه المشكلة فكانت إعادة‬
‫االستخدام هً الحل األمثل (ٕ)‪.‬‬
‫وتشمل الصفحات التالٌة بعض النماذج التً تشٌر إلى إعادة استخدام األخشاب‪:‬‬
‫‪ -1‬تفكٌك وتخزٌن األخشاب‪:‬‬
‫قام المصري بتفكٌك أخشاب بعض السفن وتخزٌنها الستخدامها مرة أخرى‪ ،‬وٌشمل هذا العمل‬
‫نوعٌن من التخزٌن هما‪:‬‬
‫القوارب الجنائزٌة‪:‬‬
‫بٌن عامً ٕ٘‪ ٔ5‬و ٗ٘‪ٔ5‬م ‪ ،‬كشفت الحفرٌات فً منطقة هرم الملك خوفو فً الجٌزة عن‬
‫حفرتٌن مؽلقتٌن بإحكام‪ ،‬تم حفر واحدة فقط فً ذلك الوقت‪ ،‬وجد احتوائها على أكثر من ٓٓٓٔ‬
‫لوح من خشب األَرْ ز‪ ،‬بعضها ٌصل طوله إلى ٕٕ مترً ا مع شقوق ؼرٌبة وثقوب جلدٌة‪ٌ ،‬دل‬
‫تصمٌمها على أن األخشاب من سفٌنة مفككة‪ ،‬تم استخدامها فً إعادة بناء مركب خوفو األول إلى‬
‫حالته الحالٌة‪ ،‬بطول ٘‪ ٖٗ.‬مترً ا تقرٌبًا (ٗ‪ 4‬ذراعا)(ٖ)‪.‬‬
‫أثناء محاولة التجمٌع الرابعة (ٗ‪ ٔ5ٙ4 -ٔ5ٙ‬م )‪ ،‬ساعد التطابق بٌن ٖٔٔٔ عالمة ‪ ،‬فً وضع‬
‫األخشاب فً مكانها الصحٌح (ٗ)‪ ،‬فقد أدرك أحد العاملٌن داخل الهٌكل الؽرض من مئات العالمات‬
‫الهٌراطٌقٌة التً تم تسجٌلها ووضعها جانبًا قبل حوالً عشر سنوات‪ ،‬حٌث الحظ وجود حرؾ‬
‫األلؾ الهٌروؼلٌفى فً األسفل‪ٌ ،‬قابله عالمة مماثلة على قطعة مجاورة‪ ،‬وبناء علٌه فقد تمت‬
‫المراجعة الفورٌة لهٌكل السفٌنة والعالمات مما أدى إلى فهم الؽرض الرئٌسً من هذه العالمات‪،‬‬
‫رمزا مختل ًفا‪ ،‬معظمها مكرر إلعطاء إجمالً ٖٔٔٔ عالمة منفصلة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وقد بلؽت ما ٌقرب من ٓ٘‪ٙ‬‬
‫ٌقعون فً ثالث فئات‪ ،‬تتكون الفئة األولى من أربع عالمات تستخدم للداللة إلى أي ربع من‬
‫السفٌنة تنتمً قطعة معٌنة‪ ،‬والمجموعة الثانٌة‪ ،‬وهً األكبر ً‬
‫عددا‪ ،‬كانت تستخدم على ما ٌبدو من‬
‫قبل المصرٌٌن القدماء لمطابقة الشرائح مع طبقات كل منهم‪ ،‬كان أحد هذه األزواج هً التً عثر‬
‫علٌها العامل السالؾ الذكر‪ ،‬وبعد فحص هٌكل السفٌنة بالكامل تم العثور على تسع عوارض فقط‬
‫(من بٌن أكثر من ٖٓٓ عارضة) فً ؼٌر محلها ؛ لم ٌتم وضعها فً مكانها الصحٌح‪ ،‬وتم‬
‫تصحٌح هذه فً التجمٌع الخامس‪ ،‬وٌالحظ استخدام رمز واحد بهذا الشكل <—> بشكل متكرر‬
‫أسفل الخط المركزي للسفٌنة على اللوح الخشبً السفلً‪ ،‬وٌحتمل أن هذه العالمات تمثل عالمات‬

‫‪(1) Stieglitz, R.R., "Long-Distance Seafaring in The Ancient Near East", BA 47 No.‬‬
‫‪3(1984),pp.136-137.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪( ) Creasman, P.P., op. cit., p.155.‬‬
‫‪(3) Loc. Cit.‬‬
‫‪(4) Creasman, P.P., op. cit., p.155.‬‬

‫‪3‬‬
‫العدد ‪ 47‬لسنة ‪2022‬‬ ‫المجلة العلمٌة بكلٌة اآلداب‬

‫مرجعٌة لقٌاس المسافة بٌن مٌمنة السفٌنة والمٌناء‪ ،‬أو عالمات الشاقول من خط مركزي ممتد من‬
‫القوس إلى المإخرة بؽرض الحفاظ على تناسق الهٌكل كما هو مبنً(ٔ)‪.‬‬
‫وسهلت مجموعة تعلٌمات التجمٌع القدٌمة تركٌب األخشاب المفككة‪ ،‬وتم بناء أجزاء السفٌنة‬
‫ً‬
‫متعمدا من‬ ‫بالطرق والوسائل التً تسمح بتفكٌك هٌكل السفٌنة دون تحطٌم‪ ،‬وٌرجح أنه كان أسلوبًا‬
‫جانب بناة السفن (ٕ)‪ ،‬حٌث وجدت األجزاء الخشبٌة للمركب مرتبة بحرص فً ثالثة عشرة طبقة‪،‬‬
‫جدا ٌصل طولها إلى‬ ‫تحتوي على عدد ٔ٘‪ ٙ‬جزءًا ٌشكلون ٕٕٗٔ قطعة‪ ،‬بعض هذه القطع كبٌرة ً‬
‫جدا ال ٌزٌد عن ٓٔ سم‪ ،‬وبجانبها كمٌة كبٌرة من الحبال والمجادٌؾ‬ ‫ٖٕ مترً ا‪ ،‬وبعضها صؽٌر ً‬
‫ٌصل طول المجداؾ منها تسعة أمتار‪ ،‬كما وجد ٘٘ٗ دسار‪ ،‬وكان وزن المركب ثالثون ط ًنا‪،‬‬
‫وفً هٌكله عدد كبٌر من الثقوب بلػ عددها ‪ ٗٔ٘5‬ثقبًا (الشكل رقم ٕ ) ؛ وتدل عالمات التجمٌع‬
‫وبعض عالمات حز الحبال فً الخشب على أن األخشاب كانت متصلة ببعضها قبل وقت‬
‫التخزٌن‪ ،‬وفُسرت األدلة على العوارض الخشبٌة على أنها إشارة الستخدام السفٌنة بالفعل‪ ،‬ألنه‬
‫تبٌن أن الحبال التً استخدمت لربط أجزاء المركب تركت عالماتها على أجزاء الخشب الذي‬
‫ؼمرته المٌاه فقط‪ ،‬ال سٌما أن الحبال مصنوعة من نبات الحلفا الذي ٌتمتع بخاصٌة االنكماش عند‬
‫تعرضه للمٌاه‪ ،‬وعلى الجانب اآلخر ال ٌوجد أثر للحبال فً أجزاء الخشب الذي لم ٌالمس المٌاه‬
‫أثناء االستخدام(ٖ)‪.‬‬
‫واقترح مارك ‪ Mark‬أن هٌكل السفٌنة لم ٌبنى بالكامل وأن أجزائه أعٌد تدوٌرها من أخشاب‬
‫سفٌنة أو مجموعة سفن أخرى‪ ،‬ألن معظم اإلطارات( المكونات الهٌكلٌة الداخلٌة التً هً جزء‬
‫الحق من عملٌة البناء) ال تتطابق مع الهٌكل‪ ،‬ومن الصعب قبول أن هذه اإلطارات صنعت لهذه‬
‫الس فٌنة‪ ،‬فؤكثر ما ٌمٌز بناء هذه السفٌنة الجودة العالٌة فً صنعها‪ ،‬وتعتبر مركب خوفو هً مثال‬
‫ممتاز على هذه الجودة العالٌة باستثناء اإلطارات‪ ،‬فؤحد االحتماالت هو أن هذه اإلطارات أعٌد‬
‫تدوٌرها من سفٌنة قدٌمة‪ ،‬حٌث رجح البعض إمكانٌة الموت المفاجئ للملك‪ ،‬خالل المراحل‬
‫ا ألخٌرة من البناء‪ ،‬مما اضطر عمال القوارب إلى استخدام إطارات قدٌمة إلكمال هذه السفٌنة فً‬
‫الوقت المناسب لمراسم دفنها‪ ،‬ألن اإلطارات عناصر داخلٌة ال ٌمكن رإٌتها من الخارج‪ ،‬وألن‬
‫هذا المركب كان ٌُبنى لمراسم الدفن ولن ٌتم استخدامه‪ ،‬وكذلك ال ٌوجد دلٌل على طالء السفٌنة‪،‬‬
‫وجمٌع العوارض تقرٌبًا فً حالتها األصٌلة (ٗ)؛ ومن ناحٌة أخرى فإن اإلطارات متباعدة على‬
‫طول السفٌنة‪ ،‬وهذا ٌمثل أحد أمرٌن‪:‬األول‪ :‬إما أن تكون هذه اإلطارات قد صممت لدعم العارضة‬
‫المركزٌة‪ ،‬وبذلك تكون إطارات سفٌنة ذات عارضة مركزٌة أطول بكثٌر‪ .‬األمر الثانً‪ :‬أن هذه‬
‫اإلطارات قدٌمة معاد تدوٌرها لكونها أؼمق بكثٌر من ألواح الهٌكل (٘)‪.‬‬

‫‪(1) Lipke, P., The Royal Ship of Cheops A Retrospective Account of The Discovery,‬‬
‫‪Restoration and Reconstruction Based on Interviews With Hag Ahmed‬‬
‫‪Youssef Moustafa, BAR International Series 225, Great Britain ,1984, p.82,‬‬
‫‪figs.54-55.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪( ) Creasman, P.P., op. cit., p.155.‬‬
‫)ٖ( طذق‪ ٙ‬سث‪ٛ‬غ‪ ،‬المزاكب في مصز القذيمت ‪،‬انٓ‪ٛ‬ئخ انًظش‪ٚ‬خ انؼبيخ نهكزبة‪ ،‬انقبْشح‪ ،2993 ،‬ص ص ‪.92،19‬‬
‫‪(4) Mark, S., op. cit., p.149.‬‬
‫‪(5) Ibid., p.149.‬‬

‫‪4‬‬
‫العدد ‪ 47‬لسنة ‪2022‬‬ ‫المجلة العلمٌة بكلٌة اآلداب‬

‫كال من اإلطارات واأللواح من خشب األرز‪ ،‬فإن اللون الؽامق دلٌل على تعرض‬ ‫وإذا كان ً‬
‫ً‬
‫احتماال آخر أال وهو إمكانٌة‬ ‫االطارات للعوامل الجوٌة بشدة ‪ ،‬مما ٌدل على استخدامها ساب ًقا‪ ،‬و‬
‫أن تكون هذه اإلطارات لٌست من خشب األرز ولكنها من خشب أكثر صالبة مثل السنط ألن‬
‫الخشب الصلب أكثر مالءمة لتحمل هذا الوزن‪ ،‬وقد استخدم خشب السنط فً صناعة إطارات‬
‫هٌكل مركب اللشت‪ ،‬وٌرد على هذا األمر بؤنه من المرجح أن تترك إطارات الخشب الصلب ندوبًا‬
‫مضؽوطة على ألواح خشب األرز األكثر نعومة‪ ،‬وهذا لم ٌحدث‪ ،‬ومن وجه آخر‪ ،‬فإن هذه‬
‫اإلطارات تفتقر إلى الحرفٌة التً شوهدت فً بقٌة هذه السفٌنة‪ ،‬وهً ال تتوافق مع انحناء بدن‬
‫السفٌنة وال مع نمط العارضة الموجود أسفل العارضة المركزٌة لهذه السفٌنة‪ ،‬والراجح هو أنها‬
‫كانت خشبًا قدٌمًا أعٌد استخدامه (ٔ)‪ .‬وٌمثل مركب خوفو األول أقل فئة تحوٌلٌة من إعادة استخدام‬
‫األخشاب وإعادة التجمٌع(ٕ)‪.‬‬
‫القوارب الدنٌوٌة‪:‬‬
‫توجد ثالثة مواقع قام المصرٌون القدماء بتخزٌن أخشاب بعض المراكب بها على طول ساحل‬
‫البحر األحمر أال وهً‪:‬‬
‫وادي الجرؾ بالقرب من زرفانة؛ (عصر الدولة القدٌمة)‪ ،‬عٌن السخنة (عصر الدولة القدٌمة حتى‬
‫عصر الدولة الحدٌثة) (ٖ)‪ ،‬ومرسى جواسٌس الواقع جنوب مرسى جاسوس بحوالً كٌلو مترٌن‪،‬‬
‫وهو المٌناء الواقع عند مدخل وادي جواسٌس(ٗ)؛ ( عصر الدولة القدٌمة حتى عصر الدولة‬
‫الحدٌثة) ‪ ،‬تتمٌز جمٌعها بممرات أو دهالٌز تخزٌن طوٌلة ضٌقة مقطوعة فً المنحدرات بالقرب‬
‫من الشاطئ‪ ،‬وقد عثر على كمٌات مختلفة من األخشاب المرتبطة باألنشطة البحرٌة فً هذه‬
‫المناطق أو بالقرب منها فً كل المواقع ‪ ،‬فقد عثر فً وادي الجرؾ على ضلع وقطع خشبٌة من‬
‫الدفة‪ ،‬باإلضافة إلى بقاٌا من عوارض مصنوعة من خشب األرز‪ ،‬وقطع أخرى من األخشاب‬
‫والحبال ( شكل رقم ٖ)‪ ،‬مما ٌشٌر إلى تخزٌن قطع من القوارب المفككة فً هذا المكان(٘)‪.‬‬
‫استخدم مرسى وادي جواسٌس كمٌناء للرحالت البحرٌة إلى بونت‪ ،‬وعثر على قطع كثٌرة من‬
‫أخشاب السفن المفككة داخل أروقة وممرات المنطقة‪ ،‬حٌث قام العمال بتنظٌؾ األلواح الخشبٌة أو‬
‫إعادة تدوٌرها‪ ،‬والراجح أن المنطقة خالل جمٌع العصور استخدمت كورش لإلصالحات‬
‫والتخزٌن‪ ،‬ولم ٌعثر على قطع أثرٌة بها سوى بقاٌا األخشاب وحبال السفن (‪،)ٙ‬وتم تحدٌد أجزاء‬
‫من حطام الخشب من اإلصالحات القدٌمة على الطراز المصري لبناء السفن‪ ،‬حٌث كانت األلواح‬
‫التالفة تطلى باللون األحمر‪ ،‬وبالتالً لن ٌكون من الضروري إزالة األجزاء التالفة من الخشب ما‬

‫‪(1) Ibid., p.150.‬‬


‫‪(2) Creasman, P.P., op. cit., p.157.‬‬
‫‪(3) Creasman, P.P., op. cit., p.157.‬‬
‫)ٗ( ػجذ انًُؼى ػجذ انحه‪ٛ‬ى ع‪ٛ‬ذ‪ ،‬البحز األحمز وظهيزي في العصىر القذيمت مجمىعت بحىد وشزث في الذورياث‬
‫العزبيت واألوربيت‪ ،‬داس انًؼشفخ انغبيؼ‪ٛ‬خ‪ ،‬األعكُذس‪ٚ‬خ‪ 2994 ،‬ص‪.11‬‬
‫‪5‬‬
‫‪( ) Tallet, P., "Ayn Sukhna and Wadi el-Jarf Two Newly Discovered Pharaonic Harbors‬‬
‫‪Harbors‬‬
‫‪on The Suez Gulf ", BMSAES 18 (2012), pp.152,153, figs. 18-20.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪( ) Ward, C., & Zazzaro, C., "Evidence for Pharaonic Seagoing Ships at Mersa Wadi‬‬
‫‪Gawasis, Egypt ", IJNA (2009), p. 4.‬‬

‫‪5‬‬
‫العدد ‪ 47‬لسنة ‪2022‬‬ ‫المجلة العلمٌة بكلٌة اآلداب‬

‫لم ٌكن سٌعاد استخدامها فً بعض الصناعات األخرى(ٔ)‪ .‬وٌفترض أن المخزون ؼٌر المستخدم‬
‫فً الموقع إلجراء اإلصالحات ٌمكن إعادته إلى ورش العمل مع قطع خشب السفن المفككة‪،‬‬
‫وبالفعل وجدت العدٌد من ألواح هٌاكل وأسطح السفن فً الموقع‪ ،‬وفً بعض الحاالت تداخل أكثر‬
‫من لسان أو مفصل فً الثقب الواحد‪ ،‬مما ٌإكد إعادة استخدامها بالفعل‪ ،‬وألن االكتشافات فً‬
‫وادي جواسٌس ال تمثل سفٌنة واحدة‪ ،‬بل هً أجزاء من عدة سفن‪ٌ ،‬مكن استنتاج أن هذه مإشرات‬
‫مكثفة وأدلة متعددة على تكرار وإعادة االستخدام (ٕ)‪.‬‬
‫ٌإكد هذا اكتشافات األخشاب فً موقع عٌن السخنة‪ ،‬حٌث عثر على كمٌات كبٌرة من الحبال‬
‫واألخشاب‪ ،‬تمثل أخشاب سفٌنتٌن ‪ ،‬كل واحدة منها ما بٌن ٘‪ ٖٔ.‬و ٘ٔ مترً ا فً الطول‪ ،‬وضعت‬
‫األخشاب فً هذا الموقع‪ ،‬بشكل مكثؾ ومدروس ‪ ،‬مربوطة فً مجموعات‪ ،‬ومخزنة على ارتفاع‬
‫من األرض‪ ،‬على ؼرار طرٌقة تخزٌن أخشاب مراكب خوفو‪ ،‬وما ٌمٌزها وجود ثقوب مستخدمة‬
‫وأخرى فارؼة وألسنة محطمة ‪ ،‬ونهاٌات أسطوانٌة مع بعض األوتاد الخشبٌة (ٖ)‪ ،‬مما ٌعد أدلة‬
‫ممٌزة للسفن البحرٌة التً كانت تفكك وتخزن بٌن البعثات (شكل رقم ٗ)(ٗ)‪.‬‬
‫‪ -2‬بناء سفن جدٌدة‪:‬‬
‫توجد أدلة عدٌدة على إعادة استخدام أخشاب السفن القدٌمة فً بناء سفن جدٌدة منها‪:‬‬
‫ــــ اكتشفت بعثة جامعة بنسلفانٌا بقٌادة دٌفٌد أوكونور فً أبٌدوس أربعة عشر قاربًا تعود إلى‬
‫عصر األسرة األولى (ٖٓ٘ٓ ق م ) ‪ ،‬وأثناء عملٌات الحفر فً قبر رقم ‪ BG 10‬عثر على‬
‫هٌكل سفٌنة (٘) وعدة ألواح خشبٌة مجمعة بسٌور جلدٌة من خالل فتحات متعددة فً األلواح (‪،)ٙ‬‬
‫والراجح أن بناة السفن هم الذٌن قاموا بدفن هذه األخشاب بعد أن أضحت هذه األلواح المعاد‬
‫نفع أو قٌمة للمشارٌع األخرى‪ ،‬و كشفت الحفرٌات عن وجود الكثٌر من‬ ‫تدوٌرها ؼٌر ذات ٍ‬
‫(‪)4‬‬
‫الفتحات لمرور السٌور والحبال‪ ،‬مما ٌإكد إعادة استخدامها ألكثر من مرة ‪.‬‬
‫ــــ قوارب دهشور‪ ،‬عبارة عن خمسة قوارب عثر علٌها دي مورجان خالل موسم حفرٌات‬
‫٘‪ٔ45‬م فً هرم الملك سنوسرت الثالث فً دهشور فً حالة جٌدة (‪ٌ ،)4‬وجد منها أربعة قوارب‬

‫‪(1) Ibid., p.7.‬‬


‫‪(2) Creasman, P.P., op. cit., p.158.‬‬
‫‪(3) Tallet, P., op. cit., p. 150.‬‬
‫‪(4) Creasman, P.P., Extracting Cultural Information From Ship Timber , Ph.D.‬‬
‫‪Texas A&M University, 2010, pp.96-97.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪( ) Mark, S.," The Abydos BG 10 Boat and Implications For Standardization ,‬‬
‫‪Innovation, and Timber Conservation in Early Dynastic Boat-Building", JEA 98‬‬
‫;‪(2012), p.108‬‬
‫‪Creasman, P.P., op. cit., p.159.‬‬
‫‪(6) O'Connor, D.B., Abydos Egypt’s First Pharaohs and The Cult of Osiris, Thames‬‬
‫‪Thames & Hudson, London, 2009, p.193.‬‬
‫‪(7)Creasman, P.P.," Ship Timber and The Reuse of Wood in Ancient Egypt ", JEH 6‬‬
‫‪(2013), p.159.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪( ) De Morgan, J., Fouilles A Dahchour Mars–Juin 1894, Adolphe Holzhausen,‬‬
‫‪Vienna, 1895,pp.81-82.‬‬

‫‪6‬‬
‫العدد ‪ 47‬لسنة ‪2022‬‬ ‫المجلة العلمٌة بكلٌة اآلداب‬

‫الٌوم‪ :‬اثنان فً المتحؾ المصري تحت رقم )‪( )CG 4926) (CG 4925‬شكل رقم ٘)‪،‬‬
‫كل من متحؾ فٌلد للتارٌخ الطبٌعً فً شٌكاؼو تحت رقم )‪ (FMNH 1842‬ومتحؾ‬ ‫وواحد فً ٍ‬
‫(ٔ)‬
‫كارنٌجً للتارٌخ الطبٌعً فً بٌتسبرغ‪ ،‬بنسلفانٌا‪ ،‬تحت رقم (‪ٌ ، )CMNH 1842–1‬بلػ‬
‫طول قارب بٌتسبرغ حوالً ٕ‪ 5.‬مترً ا وعرضه ٖ‪ ٕ.‬مترً ا ‪ ،‬وهً مماثلة قٌاسات قارب شٌكاؼو‪،‬‬
‫حٌث ٌبلػ طوله ‪ 5.44‬مترً ا وعرضه ‪ ٕ.ٖ4‬مترً ا‪ ،‬أما قاربٌن متحؾ القاهرة فؤحدهما ٌبلػ طوله‬
‫ٕ‪ ٔٓ.‬مترً ا وعرضه ٕٗ‪ ٕ.‬مترً ا‪ ،‬واآلخر بطول ‪ 5.5‬مترً ا وعرض ‪ ٕ.ٕ4‬مترً ا (ٕ)‪ ،‬وقد اقترح‬
‫البعض أن هذه القوارب بنٌت لتكون بمثابة نماذج بالحجم الطبٌعً للدفن فقط(ٖ)‪ ،‬وأنها استخدمت‬
‫فً جنازة الملك سنوسرت الثالث ثم ُدفنت بالهرم لرحالت الملك فً الحٌاة القادمة (ٗ)‪ .‬ولكن هذه‬
‫القوارب بها خصائص النقل والشحن‪ ،‬فاألرجح استخدامها فً بعض الممرات الجنائزٌة للملك‬
‫سنوسرت الثالث وبالتالً ال تصلح لالستعمال المتواصل فً المٌاه (٘)‪.‬‬
‫ٌتطلب بناء كل قارب من ستة إلى ثمانٌة أطنان من األخشاب الخام أي ما ٌعادل عشرون شجرة‬
‫تقرٌبًا وبالنظر إلى التكلفة المرتبطة باستٌراد هذه الموارد بما ٌعادل إجمالً مائة شجرة تقرٌبًا‬
‫لهذه القوارب فمن المنطقً أن القوارب بنٌت إلى من األخشاب المُعاد استخدامها (‪. )ٙ‬‬
‫وفً عام ٖٔ‪ٔ5‬م الحظ راٌزنر ‪ Reisner‬أن قارب المتحؾ المصري المحفوظ تحت رقم ( (‬
‫‪ CG 4925‬صُنع فً معظمه من الخشب الذي تم استخدامه مرة واحدة على األقل من قبل‪ ،‬وتم‬
‫ملء عدد من الثقوب فً البناء السابق بالخشب أو الجص‪ ،‬فقد كان الجانب السفلً من األلواح‬
‫وال تزال‬ ‫المستخدمة لسطح القارب محفورً ا‪ ،‬بٌنما كان الجانب العلوي فقط مؽطى بالجص‪،‬‬
‫آثار الجص باقٌة على جوانب وقاع القارب (‪.)4‬‬
‫كما أكد الفحص الدقٌق لقوارب دهشور أن ٓ‪ %ٙ‬على األقل من األلواح الخشبٌة قد أُعٌد تهٌئتها‬
‫لالستخدام لمرة أخرى واحدة على األقل (‪ ،)4‬حٌث تم إعادة استخدام ٘‪ %4‬من وصالت النقر‬
‫واللسان‪ ،‬وأكثرهم ال ٌوجد له شبٌه فً األلواح األخرى (‪.)5‬‬

‫‪(1) Creasman, P.P.," Ship Timber and The Reuse of Wood in Ancient Egypt ", JEH 6‬‬
‫‪(2013), p.160.‬‬
‫‪(2) Haldane, Ch., "A Fourth Dashur Boat", JEA 71 (1984(, pp. 174-175.‬‬
‫‪(3) Creasman, P.P., "A Further Investigation of The Cairo Dahshur Boats", JEA 96‬‬
‫‪(2010),p. 119.‬‬
‫‪(4) Landstrom, B., Ships of The Pharaohs 4000 Yars of Egyptian Shipbuilding,‬‬
‫‪Doubleday& Company, New York, 1970, p.90.‬‬
‫‪(5) Creasman, P.P., op. cit., p. 123.‬‬
‫‪(6) Idem.," Ship Timber and The Reuse of Wood in Ancient Egypt ", JEH 6 (2013),‬‬
‫‪p.160.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪( ) Reisner, G.A., Models of Ships and Boats Catalogue Général des Antiquités‬‬
‫‪Égyptiennes du Musée du Caire Nos. 4798–4976 et 5034–5200. Cairo, IFAO,‬‬
‫‪1913, p.86.‬‬
‫‪(8) Creasman, P.P., Extracting Cultural Information From Ship Timber , Ph.D.‬‬
‫‪Texas A&M University, 2010, p.98.‬‬
‫‪(9) Idem., "A Further Investigation of The Cairo Dahshur Boats", JEA 96 (2010),‬‬
‫‪p.113.‬‬

‫‪7‬‬
‫العدد ‪ 47‬لسنة ‪2022‬‬ ‫المجلة العلمٌة بكلٌة اآلداب‬

‫والحظت شٌرٌل وارد‪ Ward -‬إعادة االستخدام فً قارب متحؾ بٌتسبرغ أٌضً ا‪ ،‬حٌث وجدت‬
‫ألسنة قدٌمة وتجاوٌؾ الوصالت فً لوح خشبً واحد على األقل وأن ألواح سطح السفٌنة‬
‫مصنوعة من األخشاب القدٌمة‪ ،‬واتفقت المالحظات األولٌة لقارب دهشور فً متحؾ فٌلد للتارٌخ‬
‫وعلى‬ ‫الطبٌعً بشٌكاؼو مع مالحظات وارد‪ ،‬حٌث وجدت نفس عالمات االستخدام المتكرر؛‬
‫الرؼم من أن بعض األمثلة على إعادة االستخدام تعتبر بسٌطة‪ ،‬مثل عارضتٌن بالقرب من‬
‫منتصؾ قارب المتحؾ المصري رقم )‪ ،(CG 4926‬مع ثقوب ربط ال تتالءم مع ألواح سطح‬
‫السفٌنة‪ ،‬إال أن بناة السفن قد ذهبوا إلى أبعد الحدود الستخالص استخدامات إضافٌة من‬
‫األخشاب(ٔ)‪ ،‬ففً بعض الحاالت تكون التجاوٌؾ ؼٌر متطابقة (نقر بدون تطابق فً األخشاب‬
‫المقابلة ) فً قارب المتحؾ المصري رقم )‪ ) CG 4926‬حٌث تتداخل وتكثر حتى خمس‬
‫مرات على لوح واحد بعرض ٘‪ 4.‬سم‪ ،‬مما ٌعنً ثالثة استخدامات سابقة على األقل(ٕ) ‪ .‬كما‬
‫ً‬
‫جدٌدا‬ ‫عثر على بعض األلواح الخشبٌة من بعض السفن البحرٌة بها نقر مزدوج ‪ ،‬مما ٌرجح ً‬
‫شكال‬
‫إلعادة االستخدام ٌتمثل فً عودة أخشاب السفن البحرٌة إلى ورش النجارٌن الستخدامها مرة‬
‫أخرى فً بناء سفن نٌلٌة (ٖ)‪ .‬كما أكد رٌزنر على أن بعض النقر والتجاوٌؾ كانت ملٌئة بالخشب‬
‫بالخشب أو الجص من االستخدام السابق‪ ،‬وفً بعض الحاالت كان هذا الملء عبارة عن لسان‬
‫ُترك فً المكان عندما تمت إزالة األخشاب من استخدامها السابق عند تفكٌك السفٌنة‪ ،‬وفً حاالت‬
‫أخرى تم استخدام الجص لملء الفجوات فً الخشب (ٗ)‪.‬‬
‫ووف ًقا لما ذكرته النصوص المصرٌة طوال العصور التارٌخٌة فقد استخدم ما ال ٌقل عن‬
‫ستة عشر نوعًا مختل ًفا من األخشاب فً بناء السفن والقوارب المصرٌة القدٌمة‪ ،‬باستثناء مراكب‬
‫البردى (٘)‪ ،‬خضعت معظم مكونات السفن التً ترجع إلى عصر الدولة الوسطى لتحدٌد أنواع‬
‫األخشاب التً استخدمت فً صنعها‪ ،‬بالرؼم من أن بعض الحاالت لم ٌحدد نوعٌتها إال مإخرً ا‪،‬‬
‫مثل قوارب دهشور بالقاهرة التً لم تخضع لعملٌة تحدٌد أنواع أخشابها حتى عام ‪ ٕٓٓٙ‬م‪ ،‬فقد‬
‫تم تحدٌد مجموعة صؽٌرة من ألواح الهٌكل من كلتا السفٌنتٌن على أنها من األرز اللبنانً (‪،)ٙ‬‬
‫وتبٌن أن خشب األرز هو أكثر أنواع األخشاب استخدامًا فً صناعة سفن ومراكب عصر الدولة‬
‫الوسطى(‪ ، )4‬بما فً ذلك معظم األخشاب من قوارب دهشور األربعة الموجودة وبعض ألواح‬

‫‪(1) Creasman, P.P.," Ship Timber and The Reuse of Wood in Ancient Egypt ", JEH 6‬‬
‫‪(2013), pp.160,161.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪( ) Creasman, P.P., Extracting Cultural Information From Ship Timber , Ph.D.‬‬
‫‪Texas A & M University, 2010, p.98.‬‬
‫‪(3) Idem.," Ship Timber and The Reuse of Wood in Ancient Egypt ", JEH 6 (2013),‬‬
‫‪p.161.‬‬
‫‪(4) Reisner, G.A., op. cit., p.86.‬‬
‫‪(5) Creasman, P.P., Extracting Cultural Information From Ship Timber , Ph.D.‬‬
‫‪Texas A&M University, 2010, p.92.‬‬
‫‪(6) Idem, P.P., "A Further Investigation of The Cairo Dahshur Boats", JEA 96 (2010),‬‬
‫‪p.113‬‬
‫‪(7) Pulak, C., "Cedar for Ships", AHL 14 (2001),p.26.‬‬

‫‪8‬‬
‫العدد ‪ 47‬لسنة ‪2022‬‬ ‫المجلة العلمٌة بكلٌة اآلداب‬

‫السفن فً مرسى وادي جواسٌس واثنٌن فً العٌن السخنة (ٔ)؛وفٌما ٌتعلق بتحدٌد األنواع والؽرض‬
‫من القوارب‪ ،‬فٌمكن تقسٌم القوارب حسب أسلوب صناعتها وأؼراض استخدامها إلى نوعٌن‪:‬‬
‫ٔ) قوارب احتفالٌة وبحرٌة صنعت من خشب األرز ؛ مما ٌإكد على خبرة بناة السفن‪ ،‬ألن‬
‫استخدام خشب األرز ذو الرائحة الراتٌنجٌة لبناء السفن البحرٌة كان ضرورًٌا لحماٌتها من دٌدان‬
‫السفن(ٕ) ‪ ،‬أما بالنسبة الستخدام خشب األرز فً القوارب االحتفالٌة‪ ،‬فمناسبته للمكانة الملكٌة‪.‬‬
‫ٕ ) قوارب تجارٌة وؼٌرها من القوارب التً صنعت من األخشاب المحلٌة مثل أخشاب السنط‬
‫واألثل‪ ،‬ال سٌما أن أؼلب عملها سٌكون على مٌاه نهر النٌل الخالً من دٌدان السفن(ٖ)‪.‬‬
‫وبنا ًء على ما سبق‪ ،‬وبعد مقارنة أخشاب قوارب دهشور باألخشاب المكتشفة فً مرسى وادي‬
‫جواسٌس ٌرجح كرٌزمان إعادة استخدام أخشاب السفن لمرتٌن على األقل‪ ،‬وربما أكثر طالما‬
‫تسمح جودتها باستخدام آخر(ٗ)‪.‬‬
‫وٌرجح أن أحواض بناء السفن احتفظت بمخازن لألخشاب القدٌمة والمستعملة‪ ،‬مثل هذه األخشاب‬
‫المستخدمة فً بناء قوارب دهشور‪ ،‬وٌدل على ذلك‪:‬‬
‫وثٌقة تعود إلى عهد الملك تحتمس الثالث‪ ،‬عصر الدولة الحدٌثة فً بردٌة المتحؾ البرٌطانً‬
‫تحت رقم )‪ (BM 10056‬تتحدث عن أحواض بناء السفن وضٌافة المبعوثٌن األجانب فً مٌناء‬
‫‪ ،Prw-nfr‬برو نفر(٘)‪ ،‬تسجل المعاملة التالٌة‪ :‬الشهر األول من الفٌضان‪ ،‬الٌوم السادس عشر؛‬
‫مُنحت لصانع المقصورة أمنحتب بن سخمت (؟) لسفٌنة رئٌس العمال تٌتً‪ ،‬من ألواح ‪nAyw‬‬
‫القدٌمة لوح (كذا) ‪ - .....،‬لوح من ٘‪ ٔٔ.‬ذراع ‪ ٔ . .‬المجموع ‪. )ٙ( ٙ‬‬

‫‪ nAyw‬ؼٌر معروفة‪ ،‬وٌحتمل أنها‬ ‫ٌرى جالنفٌل ‪ Glanville -‬أن كلمة‬


‫نو ع من الخشب الذي استخدم فً بناء السفن‪ ،‬وقد تعنً بٌت أو ورشة نجارة إذا أضٌؾ لها حرؾ‬
‫‪ ، nAy.t ،T‬أما ‪ is‬فتعنً قدٌم بمعنى الشًء المستخدم بالفعل ‪ ،‬والكاتب ٌقصد التمٌٌز بٌن هذه‬
‫األخشاب واألخشاب األخرى المصنوعة من ‪ aS‬أي ألواح األخشاب الصنوبرٌة المستوردة (‪،)4‬‬

‫‪(1) Creasman, P.P., Extracting Cultural Information From Ship Timber , Ph.D.‬‬
‫‪Texas A&M University, 2010, p.93.‬‬
‫;‪(2) Creasman, P.P., op. cit., pp.94-95‬‬
‫ديذان السفه‪ :‬يغًٕػخ اعزضُبئ‪ٛ‬خ يٍ انًحبساد انًهضي‪ٛ‬خ انز‪ ٙ‬رؼ‪ٛ‬ش ف‪ ٙ‬انً‪ٛ‬بِ انًبنحخ نٓب أطذاف طغ‪ٛ‬شح عذا‪،‬‬
‫ْٔ‪ ٙ‬د‪ٚ‬ذاٌ يؼشٔفخ ثحفش ٔرحط‪ٛ‬ى انًش‪ٛ‬ذاد ٔانٓ‪ٛ‬بكم انخشج‪ٛ‬خ انًغًٕسح ف‪ ٙ‬ي‪ٛ‬بِ انجحش‪ ،‬يضم األسطفخ ٔانًٕاَئ‬
‫ٔانغفٍ انخشج‪ٛ‬خ‪ٔ ،‬رزغزٖ ػهٗ األخشبة‪ٔ ،‬رغًٗ أح‪ٛ‬بَب ثـًُم انجحش األث‪ٛ‬ض‪ ،‬نهًض‪ٚ‬ذ؛‬
‫‪Castagna, M., Shipworms and Other Marine Borers, Oxford, 1961, p.2.‬‬
‫‪(3) Creasman, P.P., op. cit., pp.94-95.‬‬
‫‪(4) Ibid., p.98.‬‬
‫)٘( ميىاء بزو‪-‬وفز ‪:‬أ٘ انً‪ُٛ‬بء انغً‪ٛ‬م ‪ ،‬ي‪ُٛ‬بء سئ‪ٛ‬غ‪ ٙ‬خالل ػظش األعشح انضبيُخ ػششح‪ ،‬كبٌ ‪ٚ‬قغ ثبنقشة يٍ يُف‪،‬‬
‫يُف‪ ،‬ف‪ ٙ‬يشكض ال ‪ٚ‬جزؼذ كض‪ٛ‬شا ػٍ يٕاَئ عبحم انذنزب‪ ،‬كبٌ حهقخ انٕطم ث‪ ٍٛ‬يظش ٔدٔل انجحش انًزٕعظ‪ ،‬رطٕس‬
‫أصُبء حكى انًهك "رحزًظ انضبنش" إنٗ ي‪ُٛ‬بء ٔاعغ ‪ٚ‬ضى اعزشاحبد العزقجبل انجؼضبد ٔيخبصٌ نكم إَٔاع انخشت ؛‬
‫ثهؼجبط يحفٕظ‪" ،ٙ‬انًٕاَئ ف‪ ٙ‬يظش انقذ‪ًٚ‬خ انذٔنخ انحذ‪ٚ‬ضخ إًَٔرعب"‪ 2116-2611‬ق‪.‬و"‪ ،‬مجلت العلىم اإلوساويت‬
‫والحضارة‪ ،‬يظ‪،4‬ع‪،3‬انغضائش‪ ،3132 ،‬ص‪.56‬‬
‫‪6‬‬
‫‪( ) Glanville, S.R.K., "Records of a Royal Dockyard at The Time of Tuthmosis III‬‬
‫‪Papyrus British Museum 10056 (Part 1)", ZÄS 66 (1931), p.115.‬‬

‫‪9‬‬
‫العدد ‪ 47‬لسنة ‪2022‬‬ ‫المجلة العلمٌة بكلٌة اآلداب‬

‫(ٔ)‪ ،‬وبالرؼم من أن جالنفٌل ٌعتقد بوجود مٌناء أو حوض لبناء السفن إال أن هذه األخشاب لم تؤتً‬
‫من المخازن الموجودة على البحٌرة والتً ؼالبًا ما ٌشار إلٌها فً هذه النصوص (ٕ)‪.‬‬
‫‪ -3‬بناء المقاب فً أواخر القرن التاسع عشر عثر بتري على عدة ألواح خشبٌة تبطن المقابر‬
‫فً مقبرة‬
‫طرخان جنوب القاهرة‪ ،‬تحتوي على ثقوب على شكل الحرؾ ‪ L‬والحرؾ ‪( V‬الشكل ‪، )ٙ‬‬
‫وفسرها بتري على أنها مواد بناء من بقاٌا المنازل الخشبٌة‪ ،‬مما ٌعطٌها مظهر النجارة‪ ،‬وبتري لم‬
‫(ٖ)‬
‫ٌشرح وظٌفة كل لوح‪ ،‬هل لسقوؾ المقابر أم لتصنٌع التوابٌت؟‬
‫وقبل اكتشاؾ مركب خوفو األول اقترح فرانكفورت ‪ Frankfort‬تفسٌرً ا آخر مفاده أن هذه‬
‫األلواح بقاٌا من أخشاب المراكب النٌلٌة المحطمة أو المهجورة ‪ ،‬وإنما استخدمت فً صناعة‬
‫بعض التوابٌت(ٗ)‪،‬وٌإٌد هذا ألواحً ا أخرى من مقبرة طرخان كانت أخشاب قوارب أعٌد‬
‫استخدامها‪ ،‬مثل ؼطاء خشبً تم نشره فً مجموعة متحؾ بتري تحت رقم )‪،) PMAN 3785‬‬
‫باإلضافة إلى األلواح السابقة (٘)‪.‬‬
‫كما كشفت حفرٌات إمري ‪ Emery-‬فً سقارة فً مقابر القوارب التً تعود إلى عصر األسرة‬
‫األولى (‪ )ٙ‬عن ثالثة قبور بها أدوات خشبٌة ( مقبرة رقم ٖٓٓ٘‪ ،‬ؼرؾ الدفن ٔ‪ ،)ٖ-‬استخدمت‬
‫األلواح الخشبٌة كدعامات لجدران المقبرة وسقفها‪ ،‬والراجح أٌضًا أنها أخشاب مستعملة‪ ،‬وٌدل‬
‫على ذلك عالمات النجارة والتجاوٌؾ الواضحة بها‪ ،‬وبعضها مشابه تمامًا ألخشاب مقبرة طرخان‬
‫من حٌث وجود مسارات مجوفة على شكل حرؾ ‪. )4( V‬‬
‫‪ -4‬صناعة التوابٌت‪:‬‬
‫استخدمت أخشاب السفن القدٌمة فً صناعة بعض التوابٌت‪ ،‬ومن أبرز األمثلة األلواح الخشبٌة‬
‫التً تشكل الجزء األمامً من تابوت تحوتً نخت أو چحوتً نخت حاكم مقاطعة ٘ٔ فً مصر‬
‫العلٌا فً نهاٌة عصر األسرة الحادٌة عشرة وبداٌة عصر األسرة الثانٌة عشرة‪ ،‬المعروض فً‬
‫المتحؾ المصري بالقاهرة تحت رقم )‪((CG 28096‬شكل رقم ‪ ،)4‬حٌث تظهر عالمات‬

‫‪(1) Glanville, S.R.K.,., "Records of a Royal Dockyard of The Time of Tuthmosis III‬‬
‫;‪Papyrus British Museum 10056. Part 2 Commentary", ZÄS 68 (1932), p.22,no.50‬‬
‫‪Jones, D., A Glossary of Ancient Egyptian Nautical Titles and Terms, Kegan Paul‬‬
‫‪International, London, 1988, p.170, no.80.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪( ) Creasman, P.P.," Ship Timber and The Reuse of Wood in Ancient Egypt ", JEH 6‬‬
‫‪(2013), p.163.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪( ) Petrie, W.F., & Others., Tarkhan I and Memphis V, London, 1913, p.24.‬‬
‫‪(4) Frankfort, H., " The Origin of Monumental Architecture in Egypt ", AJSLL 58‬‬
‫‪(1941), p.343.‬‬
‫‪(5) Creasman, P.P., op. cit., p.164.‬‬
‫‪(6) Emery, W.B., Excavations at Saqqara Great Tombs of The First Dynasty II,‬‬
‫;‪Oxford University Press, London, (1954), p.138‬‬
‫‪Idem., Excavations at Saqqara Great Tombs of The First Dynasty III, London,‬‬
‫‪(1958), p. 49, Pls. 44, 66-68.‬‬
‫‪(7) Ibid., Pls. 122.‬‬

‫‪10‬‬
‫العدد ‪ 47‬لسنة ‪2022‬‬ ‫المجلة العلمٌة بكلٌة اآلداب‬

‫النجارة والثقوب علٌه بوضوح بالقرب من القاعدة‪ ،‬وعلى الرؼم من أن اللون الخارجً مطلً‬
‫باللون األصفر الداكن والداخلٌة بٌضاءإال أن األلواح ذات األشكال الفرٌدة تطابق األخشاب‬
‫الموجودة فً قوارب دهشور تطاب ًقا كبٌرً ا‪ ،‬وأثبتت توارٌخ الكربون المشع الذي تم الحصول‬
‫علٌها من عٌنات الخشب الخاص بتابوتٌن من عصر األسرة الحادٌة والعشرٌن من طٌبة‪ ،‬أحدهما‬
‫فً متحؾ المتروبولٌتان للفنون )‪ (25.3.2 A–B‬واآلخر فً متحؾ بروكلٌن‪،‬‬
‫)‪(08.480.1.A–B‬أن الخشب المستعمل فً صناعة التابوتٌن ٌعود إلى عصر الدولة الوسطى‪،‬‬
‫ولم ٌعثر حتى اآلن على أدلة استخدام أخشاب السفن كمواد لصناعة التوابٌت خالل عصر الدولة‬
‫الحدٌثة (ٔ)‪.‬‬
‫‪ -5‬الصناعات الجنائزٌة‪:‬‬
‫تبرز مهارة الحرفٌٌن والنجارٌن المصرٌٌن القدماء فً الحفاظ على األخشاب واالقتصاد فً‬
‫استخدامها من خالل إعادة استخدام الخشب فً صناعة األشٌاء الجنائزٌة الصؽٌرة‪ ،‬مثال قواعد‬
‫عدة نماذج خشبٌة فً قبر رقم ٓٔ فً البرشا (ٕ)‪ ،‬حٌث توجد بها عدة تجاوٌؾ وثقوب ال تخدم أي‬
‫بدهان أو ؼٌره‪ ،‬وٌتشابه الشكل‬
‫ٍ‬ ‫ؼرض للنماذج‪ ،‬وكذلك تركت بدون ملئها بالجص أو إخفائها‬
‫األساسً لقواعد النماذج الخشبٌة مع ألواح سطح القوارب‪ ،‬على الرؼم من أن األلواح كانت‬
‫نموذجً ا شائعً ا لمجموعة متنوعة من األعمال الخشبٌة (ٖ)‪.‬‬
‫شملت إعادة استخدام األخشاب أٌضًا أخشاب أخرى استخدمت فً أعمال مختلفة مثل أبواب‬
‫المعابد والتوابٌت واللوحات سواء كانت هذه األخشاب مسروقة أو موجودة فً مخازن بعض‬
‫األثرٌاء‪ ،‬ومن أجل الحصول على بعض األلواح المناسبة كان ٌتم تفكٌك عدة عناصر من مكونات‬
‫المعابد مثلما حدث لمعبد الرامسٌوم حٌث تم الحصول على ثالثة ألواح من أرضٌة المعبد وأخرى‬
‫من األبواب وأطر األبواب واألضرحة وحتى التماثٌل كانت تقطع من أجل الحصول على أخشابها‬
‫(ٗ)‪ ،‬كذلك كان ٌتم استبدال األخشاب من بعض المعابد مثلما حدث فً عهد الملك مرنبتاح من‬
‫األسرة الثامنة عشرة من عصر الدولة الحدٌثة حٌث تم استبدال األعمدة الخشبٌة فً بٌت آمون‬

‫;‪(1) Creasman, P.P., op. cit., p.165‬‬


‫‪Weinstein, J.M., " Radiocarbon and Some Ancient Egyptian Thievery", AJA 88.4‬‬
‫‪(1984), pp.591–592.‬‬
‫)ٕ( البزشا‪ :‬قش‪ٚ‬خ رقغ ػهٗ ثؼذ خًغخ كى شًبل ششق يذ‪ُٚ‬خ يهٕ٘ ثًحبفظخ انًُ‪ٛ‬ب‪ ،‬رضى يغًٕػخ يقبثش طخش‪ٚ‬خ يٍ‬
‫ػظش انذٔنخ انٕعطٗ رخض أيشاء اإلقه‪ٛ‬ى انخبيظ ػشش يٍ أقبن‪ٛ‬ى يظش انؼه‪ٛ‬ب ( األشًَٕ‪ ،)ٍٛ‬أشٓشْب يقجشح‬
‫"عحٕر‪ -ٙ‬حزت" حبكى إقه‪ٛ‬ى األشًَٕ‪ ٍٛ‬ف‪ ٙ‬ػٓذ كم يٍ انًهك‪ " ٍٛ‬عُٕعشد انضبَ‪ٔ ،ٙ‬انضبنش"؛‬
‫ػجذ انحه‪ٛ‬ى َٕس انذ‪ ،ٍٚ‬مىاقع اآلثار المصزيت القذيمت مىذ أقذم العصىر وحخى وهايت عصز األسزاث المصزيت‬
‫القذيمت‪ ،‬ط‪ 3‬يظش انؼه‪ٛ‬ب‪ ،‬ط‪ ،1‬انخه‪ٛ‬ظ انؼشث‪ ٙ‬نهطجبػخ ٔانُشش‪ ،‬انقبْشح‪ ،3119 ،‬ص‪.69‬‬
‫‪3‬‬
‫;‪( ) Creasman, P.P., op. cit., pp.165-166‬‬
‫‪Freed, R., & Doxey, D.M.,"The Djehutynakhts Models", in: Freed, R., & Others, (Eds).,‬‬
‫‪The Secrets of Tomb 10A Egypt 2000 BC, Museum of Fine Arts Publications, Boston,‬‬
‫‪2009, pp.152, 157.‬‬
‫;‪(4) Weinstein, J.M., op. cit., p.591‬‬
‫‪Peet, T.E., op. cit., pp.112-122.‬‬

‫‪11‬‬
‫العدد ‪ 47‬لسنة ‪2022‬‬ ‫المجلة العلمٌة بكلٌة اآلداب‬

‫بؤخرى من الحجر(ٔ)‪ .‬فمن سجالت عملٌات سرقة المقابر التً حدثت خالل أواخر عصر‬
‫الرعامسة‪ ،‬األسرة العشرٌن‪ ،‬اعترؾ اللصوص أنهم أضرموا النار فً التوابٌت واألبواب التً‬
‫سرقوها من أجل الحصول على زخارفها المعدنٌة الثمٌنة (ٕ)‪.‬‬
‫وكانت بعض األخشاب تسرق من قبل التابعٌن للمعابد‪ ،‬حٌث تشٌر السجالت إلى أخشاب أعطت‬
‫ألفراد من الكتبة والكهنة وبعض المسإولٌن العسكرٌٌن‪ ،‬وتلقً بعض القادة لمصنوعات‬
‫خشبٌة بعد إعادة تصنٌعها من قبل النجارٌن والحرفٌٌن‪ ،‬ومن أمثلة ذلك‪:‬‬
‫بردٌة المتحؾ البرٌطانً رقم ٖ٘ٓٓٔ‪ ،‬المإرخة بالسنة التاسعة‪ ،‬فً الفترة بعد الملك نفر كارع‪،‬‬
‫وعلى ذلك تكون من عهد الملك رعمسٌس الحادي عشر‪ ،‬وتتناول سرقات من أماكن مختلفة (ٖ)‪،‬‬
‫وربما ٌدخل فً ذلك معبدا رعمسٌس الثانً والثالث‪ ،‬وقد شملت المسروقات الخشبٌة ما ٌلً‪:‬‬
‫(‪ )4‬ثالثة ألواح من خشب األرز المستورد أعطاها الكاتب سدي للكاتب ثلنفر‪ ،‬وقد كانت خاصة‬
‫باألرضٌة المصنوعة من الفضة للملك رعمسٌس الثانً‪.‬‬
‫(‪ )5‬الباب الكبٌر المصنوع من خشب األرز الخاص بحجرة الملك رعمسٌس الثانً‪ ،‬أعطاها‬
‫الكاتب المدعو ثلنفر‪ )ٔٓ( ،‬وأخذها كاتب الجٌش كاشوتً‪.‬‬
‫(ٔٔ) محراب المعبود نفرتم المصنوع من خشب األرز حٌث قطعه النجار بٌسون إلى عدة قطع‪.‬‬
‫(ٕٔ ) إطار باب بٌت التاسوع المقدس‪ ،‬الذي قطعه كل من النجار بٌسون وزمٌله النجار نسً‪-‬‬
‫آمون‪ ،‬إلى أربعة ألواح خشبٌة (ٖٔ) وأعطٌاها إلى بمٌنو‪.‬‬
‫(٘ٔ) أربعة ألواح من خشب األرز خاصة باألرضٌة الفضٌة للملك رعمسٌس الثانً‪ ،‬وقد‬
‫أعطاها الكاتب المدعو سدي إلى (‪ )ٔٙ‬المدعوة تحرر زوج الكاهن حوري؛ وقد صنع منها النجار‬
‫أهوتً (‪ )ٔ4‬تابو ًتا داخل ًٌّا لها‪.‬‬
‫أما الصفحة الخامسة من البردٌة فشملت‪:‬‬
‫(٘) المحراب المصنوع من خشب األرز والخشب الذي سرقه كاتب السجالت الملكٌة ستخموس‪،‬‬
‫وقام ببٌعه فً مدٌنة طٌبة وقبض ثمنه (ٗ)‪.‬‬
‫وفً مرة أخرى ٌبلػ أحد الشهود أنه شاهد تابو ًتا داخلًٌا فً حوزة بعض اللصوص ومن بٌنهم أحد‬
‫الكهنة‪ ،‬لذلك ادعى اللصوص أن هذا التابوت ٌخص شخصً ا عظٌمًا‪ ،‬وقد تم تسجٌل أجزاء من‬
‫التوابٌت مصنوعة من خشب األبنوس ضمن بعض المسروقات وٌحتمل أن هذه األجزاء عبارة‬

‫‪(1) BAR III , pp.268-269,§ 625.‬‬


‫‪(2) Peet, T.E., op. cit., pp.49, 61,118.‬‬
‫)ٖ( ثشد‪ٚ‬خ سقى‪ ) B. M, 10053):‬ػضش ػهٗ ْزِ انجشد‪ٚ‬خ عه‪ًٛ‬خ ف‪ ٙ‬انجذا‪ٚ‬خ‪ٔ ،‬ثهغ طٕنٓب ‪326‬عُز‪ًٛ‬زشا‪ٔ ،‬اسرفبػٓب‬
‫‪ 53‬عُز‪ًٛ‬زشا‪ٔ ،‬قذ رؼشضذ نهؼطت ٔثؼض انزذْٕس َز‪ٛ‬غخ االَفغبس انز٘ حذس ثًُضل يظ "ْبس‪ٚ‬ظ"‬
‫ثبألعكُذس‪ٚ‬خ ‪ٔ ،‬قذ كبٌ اشزشاْب عُخ ‪2171‬و ‪ٚٔ ،‬حزًم أَٓب ٔعذد ثبنقشة يٍ "يذ‪ُٚ‬خ ْبثٕ"‪ٔ ،‬ف‪ ٙ‬ػبو ‪21٨3‬و‬
‫اشزشاْب انًزحف انجش‪ٚ‬طبَ‪ٔ ،ٙ‬يٍ حغٍ انحع كبَذ يظ ْبس‪ٚ‬ظ قذ شفزٓب‪ٔ ،‬رحزٕ٘ انٕسقخ ػهٗ يزُ‪ :ٍٛ‬األٔل ػهٗ‬
‫ٔعّ انٕسقخ ٔ‪ٚ‬ؼشف ثًزٍ أيٓشعذ أ‪ٔ ،‬يزٍ ػهٗ ظٓش انٕسقخ؛ ف‪ ٙ‬انظفحخ انشاثؼخ (‪)P1. XXI‬؛‬
‫عه‪ٛ‬ى حغٍ‪ ،‬مصز القذيمت‪ ،‬وهايت عصز الزعامست وقيام دولت الكهىت بطيبت في عهذ األسزة الىاحذة والعشزيه‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬يؤعغخ ُْذأ٘‪ ،‬انقبْشح‪ ،312٨ ،‬ص ‪.42٨‬‬
‫)ٗ( عه‪ٛ‬ى حغٍ‪ ،‬المزجع السابق‪ ،‬ص ص ‪442-439‬؛‬
‫‪Peet, T.E., The Great Tomb-Robberies of The Twentieth Egyptian Dynasty,‬‬
‫‪Oxford, 1930, pp.119-120.‬‬

‫‪12‬‬
‫العدد ‪ 47‬لسنة ‪2022‬‬ ‫المجلة العلمٌة بكلٌة اآلداب‬

‫عن تطعٌمات أو قشرة ولٌست ألواحً ا خشبٌة كاملة (ٔ)‪.‬‬


‫ولم ٌشعل اللصوص النٌران فً األخشاب المسروقة‪ ،‬على عكس نظرائهم الذٌن ٌسرقون المقابر‪،‬‬
‫إلدراكهم قٌمة األخشاب لتحقٌق مكاسب إضافٌة منها بعد أن جردوها من الذهب والمواد الثمٌنة‬
‫األخرى‪ ،‬وقد كان هناك سو ًقا لمثل هذا الخشب كما ورد فً البردٌة السابقة فً السطر الخامس من‬
‫الصفحة الخامسة من بٌع بعض األخشاب المسروقة فً طٌبة‪ ،‬كما كان هناك سو ًقا للحصول على‬
‫الذهب والفضة والسلع األخرى التً تم الحصول علٌها بطرٌقة ؼٌر مشروعة‪ ،‬كان هذا السوق‬
‫وفعاال رؼم أن األخشاب المحلٌة متوفرة وكانت مناسبة لبعض الصناعات وٌمكن الحصول‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫نشطا‬
‫علٌها حتى بالنسبة لمن هم أقل على المستوى االقتصادي‪ ،‬ونظرً ا لحجم األخشاب المستعملة فً‬
‫بناء السفن فمن المحتمل أن بعض أخشاب السفن وجدت طرٌقها إلى هذه األسواق سواء القانونٌة‬
‫أو ؼٌر القانونٌة (ٕ)‪.‬‬
‫كما عثر على سجالت لمجموعتٌن من حسابات ممتلكات األخشاب الخاصة والعامة‪ ،‬أولها سرد‬
‫لألخشاب فً رسائل حقا‪ -‬نخت‪ ،)ٖ( Heka-nakht -‬كاهن الوزٌر إبً وزٌر الملك منتو‪ -‬حتب‬
‫الثالث (‪ٕٓٓ4–ٕٓٔ5‬ق‪.‬م) من األسرة الحادٌة عشرة خالل عصر الدولة الوسطى‪ ،‬بعض هذه‬
‫األخشاب هً ببساطة قطع من الخشب(ٗ)‪ ،‬فً بعض األحٌان مع أنواع محددة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪ -‬كوخ ٌخزن به عدد ستٌن لوحً ا من أخشاب الصفصاؾ خلؾ المنزل‪ -‬لوح كبٌر من خشب‬
‫السنط ‪ -‬خشب المورٌنجا ‪ -‬خشب الجمٌز ‪ -‬وصاري سفٌنة (٘)‪.‬‬
‫والمرجح أن حقا‪ -‬نخت حدد مجموعة من األشجار لبٌع خشبها عند اكتمال نموها لعدة أسباب‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬تحدٌد أنواع دون أخرى من األشجار الخشبٌة‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬األنواع المحددة كانت من الجمٌز والصفصاؾ والسنط‪ ،‬وهً من األخشاب المحلٌة التً‬
‫استخدمها المصري القدٌم فً بعض الصناعات الخشبٌة‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬تحدٌد حقا‪ -‬نخت لعدد ستٌن لوحً ا مجموع أخشاب المقصورة‪ ،‬قد ٌوحً برؼبته فً التسجٌل‬
‫الدقٌق لما قد ٌتم بٌعه أثناء فترة ؼٌابه ‪ .‬كما أن هناك عدة حسابات من عصر الرعامسة فً عصر‬
‫الدولة الحدٌثة ألخشاب متنوعة مخزنة ‪ ،‬منها ‪:‬‬
‫قائمة من عصر الملك سٌتً األول تشمل‪ :‬خشب الصنوبر الموجود فً المنازل والمعابد فً‬
‫بعض مناطق منؾ‪ ،‬وبعض القطع الخشبٌة البحرٌة مثل هٌاكل السفن‪ ،‬ألواح سفن‪ ،‬ألواح دعامات‪،‬‬

‫‪(1) Ibid., pp.89,92,152.‬‬


‫‪(2) Creasman, P.P., op. cit., p.167.‬‬
‫)ٖ( رسائل "حقا‪ -‬وخج"‪ :‬رؼزجش أٔساق "حقب‪َ -‬خذ" كبٍْ انٕص‪ٚ‬ش "إث‪ "ٙ‬يٍ أْى ا‪ٜ‬صبس انز‪ ٙ‬ػضش ػه‪ٓٛ‬ب‪ٔ ،‬رشعغ‬
‫إنٗ ػظش األعشح انحبد‪ٚ‬خ ػششح‪ ْٙٔ ،‬رظٕس انح‪ٛ‬بح انًظش‪ٚ‬خ يٍ انُبح‪ٛ‬ز‪ ٍٛ‬انضساػ‪ٛ‬خ ٔاألأعش‪ٚ‬خ يُز أسثؼخ آالف‬
‫ػبو‪ٔ ،‬رؼزجش طٕسح طبدقخ ػٍ ح‪ٛ‬بح انفالػ انًظش٘ ثًحبعُٓب ٔيغبٔئٓب ؛‬
‫عه‪ٛ‬ى حغٍ‪ ،‬مصز القذيمت‪ ،‬في حاريخ الذولت الىسطى ومذويخها وعالقخها بالسىدان واألقطار اآلسيىيت والعزبيت‪،‬‬
‫ط‪ ،4‬يؤعغخ ُْذأ٘‪ ،‬انقبْشح‪ ،3121 ،‬ص ص ‪.221 ،219‬‬
‫‪4‬‬
‫‪( ) Creasman, P.P., op. cit., p.167.‬‬
‫‪(5) Allen, J.P., The Heqanakht Papyri, Metropolitan Museum of Art Egyptian‬‬
‫;‪Expedition, New York, 2002, pp.19, Pl. 42–43‬‬
‫‪James, T.G.H., The Hekanakhte Papers and Other Early Middle Kingdom‬‬
‫‪Documents,Metropolitan Museum of Art Egyptian Expedition, New York, 1962, p.54.‬‬

‫‪13‬‬
‫العدد ‪ 47‬لسنة ‪2022‬‬ ‫المجلة العلمٌة بكلٌة اآلداب‬

‫الصواري‪ ،‬المجادٌؾ‪ ،‬والدفات‪ ،‬ومن المحتمل أن تكون الصواري والمجادٌؾ والدفات معدات‬
‫لقوارب ٌمتلكها هإالء أصحاب السجالت وتم تخزٌنها فً البٌوت لوقت الحاجة‪ ،‬وٌشار فً قوائم‬
‫الجرد إلى عدد قلٌل من الصواري والعوارض – رؼم عدم وجود نوع آخر من األخشاب ‪ -‬بؤنها‬
‫جدٌدة‪ ،‬ولكن من الصعب تفسٌر وجود هٌاكل السفن ومقدماتها فً بعض البٌوت مثل أي شًء‬
‫آخر ؼٌر األخشاب التً كانت فً السابق جزءًا من قارب‪ ،‬بالنظر إلى أشكالها الممٌزة‪ ،‬كما أن‬
‫ً‬
‫تساإال آخر‪ :‬لماذا استخدم لفظ جدٌد لبعض األخشاب إن لم ٌكن ٌتناقض مع الطبٌعة القدٌمة‬ ‫هناك‬
‫(ٔ)‬
‫أو المعاد استخدامها للبعض اآلخر ؟ ‪.‬‬
‫‪ -6‬اإلنشاءات والمبانً‪:‬‬
‫من الراجح شراء بعض األخشاب المستعملة الستخدامها فً بعض المنشآت والمبانً‪ ،‬وتباٌن‬
‫أصحاب المنازل التً وجدت بها األخشاب من حٌث وظائفهم ووضعهم االجتماعً فشملت‪ :‬أفراد‬
‫الجٌش‪ ،‬أفراد البحرٌة‪ ،‬جنود من المشاة‪ ،‬حامل قٌاس السفٌنة‪ ،‬عمال النقل ‪ ،‬وشملت الكتبة والكهنة‬
‫والتجار وعمال البساتٌن والحدائق‪ ،‬وأفراد من العائلة المالكة والوزٌر‪ ،‬وكذلك المعابد‪ ،‬بعض‬
‫األفراد كانوا ٌمتلكون قطعة كبٌرة من الخشب أو قطعتٌن‪ ،‬والقلٌل منهم من كان ٌمتلك قطعًا‬
‫متنوعة فً مخازنه من األخشاب‪ ،‬مثل أحد أفراد طاقم سفٌنة النقل الملحقة بؤمالك الملك سٌتً‬
‫األول فقد امتلك خمسة أصناؾ من األلواح الخشبٌة‪ ،‬طول كل منها ستة عشرة أو سبعة عشرة‬
‫ذراعً ا‪ ،‬وكان فً حوزة الوزٌر نب آمون على األقل ثمانٌة وعلى األرجح تسعة أو أكثر من القطع‬
‫الخشبٌة‪ ،‬والعدٌد من هإالء األشخاص كان من أصحاب المهن التً ترتبط بالمهن البحرٌة أو‬
‫النهرٌة ‪ ،‬ألنهم ٌتمتعون بسهولة الوصول إلى المخازن ‪،‬إال أنه لم تذكر النصوص طرٌقة امتالك‬
‫هإالء األشخاص أو ؼٌرهم لهذه األخشاب (ٕ)‪.‬‬
‫كما كشفت الحفرٌات الحدٌثة عن أخشاب السفن المستخدمة فً المبانً‪ ،‬حٌث تم استخدام جزء‬
‫كبٌر من الخشب الموجود فً وادي مرسى جواسٌس فً االستخدام المعماري فً مختلؾ الفترات‬
‫(ٖ)‪ ،‬ففً موسم ٕٗٓٓ‪ٕٓٓ٘-‬م ‪ ،‬قام كٌارا زازارو ‪ ، Chiara Zazzaro-‬وسٌنزٌا بٌرلٌنجٌري‬
‫‪ Cinzia Perlingieri-‬بالتنقٌب عن بقاٌا األخشاب فً الكهؾ رقم ٔ (‪ )WG 28‬وتسجٌلها‬
‫ضمن أعمال حفرٌات مرسى ‪ /‬وادي جواسٌس‪ ،‬فعثروا على ألواح خشبٌة مُعاد استخدامها وبقاٌا‬
‫صندوق خشبً ‪ ،‬باإلضافة إلى بقاٌا مجداؾ سفٌنة‪ ،‬كما عثر على بقاٌا أخرى من الصنادٌق‬
‫واألثاث واأللواح الخشبٌة السمٌكة (حوالً ٘ٔ سم) مع بقاٌا دسر ومسامٌر خشبٌة‪ ،‬وٌندرج كل‬
‫ذلك تحت إعادة االستخدام فً المنحدرات‪ ،‬والمداخل والممرات(ٗ)‪ .‬وخالل موسم ٕ٘ٓٓ‪-‬‬
‫‪ ٕٓٓٙ‬م‪ ،‬تم التنقٌب فً المناطق التً تقع خارج الكهوؾ أرقام ٕ و ٖ و ٗ و ‪ ، ٙ‬باإلضافة إلى‬
‫العمل المستمر داخل الكهؾ رقم ٕ ‪ ،‬فاكتشفت حوالً ٓٓٓٔ قطعة من الحطام الخشبً‪ ،‬تم تحدٌد‬
‫ٗ٘ قطعة خشبٌة منها على أنها بقاٌا من السفن أو المعدات البحرٌة (٘)‪ ،‬واستخدمت هذه األخشاب‬

‫‪(1) Creasman, P.P., op. cit., pp.167-168.‬‬


‫‪(2) Loc. Cit.‬‬
‫‪(3) Ibid., p. 169.‬‬
‫‪(4) Ward, C., & Zazzaro, C., "Evidence for Pharaonic Seagoing Ships at Mersa Wadi‬‬
‫‪Gawasis, Egypt ", IJNA 39.1 (2010), p.28.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪( ) Ibid., p. 29.‬‬

‫‪14‬‬
‫العدد ‪ 47‬لسنة ‪2022‬‬ ‫المجلة العلمٌة بكلٌة اآلداب‬

‫مستو‪ ،‬وتكوٌن منحدر خشبً فً المدخل مع تعزٌز‬ ‫ٍ‬ ‫وؼٌرها من األنقاض لتوفٌر دهلٌز بسطح‬
‫وتقوٌة المدخل بعوارض خشبٌة (ٔ)‪ ،‬وقد أرخ استخدام هذه األخشاب فً االنشاءات فً هذا الموقع‬
‫بعصر الدولة الحدٌثة‪ ،‬وتتكون معظم هذه األخشاب من خشب األرز ٌلٌه السنط والجمٌز (ٕ)‪.‬‬
‫والراجح أن إعادة استخدام األخشاب بهذه الطرٌقة أمر منتشر‪ ،‬على سبٌل المثال‪ ،‬إحدى‬
‫العوارض الخشبٌة من السنط ‪ ،‬استخدمت فً منحدر األسرة الحادٌة والعشرٌن الذي تم فٌه تفكٌك‬
‫معبد الملك منتوحتب الثانً فً الدٌر البحري (ٖ)‪ .‬كما تم استخدام عوارض أخرى بنفس الوصؾ‬
‫والتارٌخ ومعها جزء من تابوت لدعم السقؾ الحجري للمقبرة الملكٌة فً المعبد (ٗ)‪.‬‬
‫وفً أماكن أخرى استخدمت أخشاب القوارب فً اإلنشاءات والمبانً بشكل مكثؾ‪ ،‬حٌث عثر‬
‫فً مواقع األسرة الثانٌة عشرة‪ ،‬خالل حفرٌات متحؾ متروبولٌتان للفنون فً اللشت‪ ،‬على أكثر‬
‫من تسعٌن لوحً ا من خشب السنط والطرفاء المحلٌٌن‪ ،‬تم تحدٌدها على أنها أجزاء من سفٌنة أوعدة‬
‫سفن‪ ،‬تم تفكٌكها واستخدامها مرة أخرى منحدرات لتسهٌل بناء هرم الملك سنوسرت األول‪،‬‬
‫جدا بحٌث ال تؽطً الطرٌق‪ ،‬فقد تم وضع‬ ‫ونظرً ا ألن األخشاب المعاد استخدامها كانت قصٌرة ً‬
‫(٘)‬
‫قطعتٌن معًا مع تداخل نهاٌاتهما فً المركز‪ ،‬وقد وضعت أوجه هذه األلواح الخشبٌة إلى أعلى ‪،‬‬
‫وعلى األرجح أنها جاءت من سفٌنة أو أكثر من سفن الشحن التً تقوم بنقل المواد الالزمة لبناء‬
‫الهرم(‪ ،)ٙ‬كما تم استخدام أخشاب السفن بشكل مشابه لبناء منحدر لبناء أهرامات الملك امنمحات‬
‫األول فً اللشت (‪ ، )4‬وكذلك محجر الصخور فً مجمع هرم الملك سنوسرت الثانً فً الالهون‬
‫(‪ ،)4‬حٌث استخدمت أخشاب السفن كمدرج أو منحدر خشبً لسحب العناصر والمواد الثقٌلة‪،‬‬

‫‪(1) Ward, C., & Zazzaro., C., "Maritime Archaeology ", in: Bard, K.A.,& Others., (Eds),‬‬
‫‪Mersa Wadi Gawasis 2010–2011, p.14.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪( ) Ward, C., & Zazzaro, C., "Evidence for Pharaonic Seagoing Ships at Mersa Wadi‬‬
‫‪Gawasis, Egypt ", IJNA 39.1 (2010), pp.30,31.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪( ) Arnold, D., The Temple of Mentuhotep at Deir El-Bahari, New York, 1979, p.28,‬‬
‫;‪Pl.21b‬‬
‫‪Naville, E., The XI th Dynasty Temple at Deir el-Bahari I, Egypt Exploration Fund,‬‬
‫‪London, 1907, p.26.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪( ) Naville, E., " Excavations at Deir el-Bahri", Griffith, M.A.,(Ed), in: Archaeological‬‬
‫;‪Report 1906–1907, 1–7, London, Egypt Exploration Fund, 1907,p.3,Pl.III‬‬
‫‪Arnold, D., op. cit., p.38.‬‬
‫‪(5) Idem., Building in Egypt Pharaonic Stone Masonry, Oxford University Press,‬‬
‫;‪New York ,1991, p.86;figs.3.38-3.39‬‬
‫‪Haldane, Ch., "The Lisht Timbers A Report on Their Significance", Arnold, D.,(Ed), in:‬‬
‫‪The Pyramid Complex of Senwosret I The South Cemeteries of Lisht III,‬‬
‫‪MMAEE, New York, 1992, pp.102f.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪( ) Ibid., p.102.‬‬
‫‪(7) Arnold, D., op. cit., p.86,fig.3.37.‬‬
‫‪(8) Petrie, W.F., & Others., Lahun II, British School of Archaeology in Egypt, London,‬‬
‫‪London,‬‬
‫;‪1923, p.12,Pl.XIII‬‬

‫‪15‬‬
‫العدد ‪ 47‬لسنة ‪2022‬‬ ‫المجلة العلمٌة بكلٌة اآلداب‬

‫وبالرؼم من عدم وجود لبس واضح على األسطح‪ ،‬إال أن بتري فسر هذا على أنه سطح‬
‫المنحدر(ٔ)‪ ،‬على الرؼم من أن أخشاب السفن ربما استخدمت بهذه الطرٌقة فً وادي الجرؾ‪ ،‬فقد‬
‫اكتشفت خمسة عوارض خشبٌة ضخمة من أخشاب قارب معاد تدوٌرها موضوعة فً محور‬
‫جدا أن تكون هذه عناصر البناء الداخلً فً الالهون كما فً المواقع‬ ‫المنحدر (ٕ)‪ ،‬ومن المحتمل ً‬
‫األخرى(ٖ)‪ ،‬حٌث تم العثور على الدفة مدفونة فً األرض فً مكان قرٌب‪ ،‬مما ٌشٌر إلى استخدام‬
‫أخشاب سفٌنة واحدة على األقل فً المنحدر السابق(ٗ)‪.‬‬
‫نتائج البحث‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬ثبت أن إعادة استخدام األخشاب ؼٌر مرتبط بالنوعٌة الردٌئة منها‪ ،‬فهناك حوالً ‪ ٔٓ4‬من‬
‫السفن مختلفة األنواع واألؼراض التً أُعٌد استخدام أخشابها بما فً ذلك أخشاب السفن الملكٌة‬
‫وعلى رأسها أخشاب سفٌنة خوفو األولى‪ ،‬وقد أعٌد استخدام هذه األخشاب فً مجاالت متنوعة‬
‫وعلى مدار فترة زمنٌة طوٌلة‪ ،‬مما ٌإكد بؤن إعادة استخدام األخشاب فً مصر القدٌمة كانت‬
‫حرفة أساسٌة بصرؾ النظر عن نوعٌة وجودة األخشاب‪.‬‬
‫فمثال جمٌع األخشاب التً استخدمت فً‬ ‫ً‬ ‫ٕ‪ -‬كانت هناك طر ًقا معٌنة الستخدام األخشاب المخزنة‬
‫اإلنشاءات واألبنٌة المختلفة كانت من األخشاب المحلٌة مما ٌعكس وعً المصرٌٌن القدماء بالتكلفة‬
‫والقٌمة‪ ،‬باستثناء موقع وادي جواسٌس على ساحل البحر األحمر حٌث كان خشب األرز المستورد‬
‫لبناء السفن البحرٌة هو األكثر وفرة وبالتالً األكثر استخدامًا‪ ،‬وذلك لسهولة الحصول علٌه‪ ،‬كما‬
‫لم ٌكن هناك أولوٌة معٌنة الستخدام هذا الخشب أو ذاك‪ ،‬فقد تم إعادة استخدام األخشاب المحلٌة‬
‫والمستوردة المتوفرة بسهولة فً ؼالب األوقات‪ ،‬فالضابط الرئٌسً لالستخدام كان توفر الخشب‬
‫من عدمه فكانت أفضل األخشاب تستخدم فً بناء السفن واالنشاءات الملكٌة‪ ،‬واألقل جودة للنبالء‪،‬‬
‫وبالتالً فعملٌات الجرد لألخشاب المخزنة والتً كشفت عنها بعض الوثائق كانت لمعرفة نوعٌة‬
‫الخشب وجودته الستخدام ما ٌحتاج إلٌه منها حسب الحاجة ‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬لم تكشؾ الوثائق أو النصوص بما ٌمكن من خالله معرفة شبكات االمداد المختلفة خارج‬
‫السٌطرة الملكٌة‪ ،‬حٌث وجدت األسواق سوآء منها القانونٌة أو ؼٌر القانونٌة ( السوق السوداء)‬

‫ملحق األشكال‪:‬‬

‫‪Arnold, D., op. cit., pp.90f, fig.3.44.‬‬


‫‪(1) Petrie, W.F., op. cit., p.12, Pls. VIII, XIII, XV.I–III, XXVa. VIII.‬‬
‫‪(2) Tallet, P.," The Wadi el-Jarf Site A Harbor of Khufu on The Red Sea", JAEI 5.1‬‬
‫‪(2013), p. 81, fig. 9.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪( ) Arnold, D., op. cit., p.86.‬‬
‫‪(4) Petrie, W.F., op. cit., p.12, Pls. VIII, XV.VI.‬‬

‫‪16‬‬
‫العدد ‪ 47‬لسنة ‪2022‬‬ ‫المجلة العلمٌة بكلٌة اآلداب‬

‫شكل رقم ٕ‬ ‫شكل رقم ٔ‬


‫شكل رقم ٔ‪ :‬نموذج لقارب ضمن بعثة ساحو رع إلى لبنان‪ ،‬وتظهر الحبال التً تشد مقدمة‬
‫السفٌنة‪.‬‬
‫‪Stieglitz, R.R., "Long-Distance Seafaring in The Ancient Near East",‬‬
‫‪BA 47 No. 3 (1984), p.137.‬‬
‫شكل رقم ٕ‪ :‬عالمات التجمٌع المستخدمة لإلشارة إلى أي زاوٌة فً السفٌنة ٌتم استخدام األخشاب‪.‬‬
‫‪Creasman, P.P.," Ship Timber and The Reuse of Wood in Ancient‬‬
‫‪Egypt ", JEH 6 (2013), p.156.figs.1,2.‬‬

‫شكل رقم ٗ‬ ‫شكل رقم ٖ‬


‫بعض الحبال وقطع من أخشاب السفن وقطعة من المجداؾ و إطار أرضً للقارب (مدخل الممر‬
‫‪ )G 5‬عثر علٌها فً وادي الجرؾ‬
‫‪Tallet, P., "Ayn Sukhna and Wadi el-Jarf Two Newly Discovered‬‬
‫‪Pharaonic Harbours on The Suez Gulf ", BMSAES 18 (2012),‬‬
‫‪pp.166-167, figs. 18-20.‬‬
‫شكل رقمٗ‪ :‬رفات محترقة من أخشاب سفن مفككة فً موقع عٌن السخنة ‪ ،‬عصر الدولة الوسطى‬
‫‪Ibid., p.160, fig.10.‬‬

‫‪17‬‬
2022 ‫ لسنة‬47 ‫العدد‬ ‫المجلة العلمٌة بكلٌة اآلداب‬

4 ‫شكل رقم‬ ٙ ‫شكل رقم‬ ٘ ‫شكل رقم‬

،(GC4925( ‫ قاربً دهشور المعروضٌن فً المتحؾ المصري تحت رقم‬:٘‫شكل رقم‬


(GC4926(
Creasman, P.P., "A Further Investigation of The Cairo Dahshur
Boats", JEA 96 (2010), p.103.
‫ الواح خشبٌة من مقابر طرخان من عصر األسرة األولى‬:ٙ ‫شكل رقم‬
Frankfort, H., "The Origin of Monumental Architecture in Egypt"
AJSL 58 (1941), p.341.
CG 28096 ‫ المتحؾ المصري رقم‬،‫ مقدمة تابوت قائد األسطول نخت‬:4 ‫شكل رقم‬
Creasman, P.P.,op .cit., p.165, fig.5.
:‫قائمة االختصارات‬
AHL Archaeology and History in Lebanon.
AJA American Journal of Archaeology.
AJSLL The American Journal of Semitic Languages and Literatures
BA The Biblical Archaeologist. The American School Of Oriental
Research New Haven.
BAR Ancient Records of Egypt, 5 Vols.Chicago.
BMSAES British Museum Studies in Ancient Egypt and Sudan.
IJNA The International Journal of Nautical Archaeology.
JAEI Journal of Ancient Egyptian Interconnections.
JEA The Journal of Egyptian Archaeology.
JEH Journal of Egyptian History.
ZÄS Zeitschrift für ägyptische Sprache und Altertumskunde,Leipzig.

18
‫العدد ‪ 47‬لسنة ‪2022‬‬ ‫المجلة العلمٌة بكلٌة اآلداب‬

‫المراجع العربٌة‪:‬‬
‫بلعباس محفوظً‪" ،‬الموانئ فً مصر القدٌمة الدولة الحدٌثة أنموذجآ‪ ٔٓ4٘-ٔ٘4‬ق‪.‬م"‪ ،‬مجلة‬
‫العلوم اإلنسانٌة والحضارة‪ ،‬مجٖ‪،‬عٕ‪،‬الجزائر‪ ،ٕٕٓٔ ،‬ص صٕٗ‪.ٙٔ-‬‬
‫سلٌم حسن‪ ،‬مصر القدٌمة‪ ،‬فً تارٌخ الدولة الوسطى ومدنٌتها وعالقتها بالسودان واألقطار‬
‫اآلسٌوٌة والعربٌة‪ ،‬جٖ‪ ،‬مإسسة هنداوي‪ ،‬القاهرة‪.ٕٓٔ4 ،‬‬
‫ــــــــــــــــــ‪ ،‬مصر القدٌمة‪ ،‬نهاٌة عصر الرعامسة وقٌام دولة الكهنة بطٌبة فً عهد األسرة‬
‫الواحدة والعشرٌن‪ ،‬ج‪ ،4‬مإسسة هنداوي‪ ،‬القاهرة‪.ٕٓٔ4 ،‬‬
‫صدقً ربٌع‪ ،‬المراكب فً مصر القدٌمة ‪،‬الهٌئة المصرٌة العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪. ٔ55ٕ ،‬‬
‫عبد الحلٌم نور الدٌن‪ ،‬مواقع اآلثار المصرٌة القدٌمة منذ أقدم العصور وحتى نهاٌة عصر‬
‫األسرات المصرٌة القدٌمة‪ ،‬جٕ مصر العلٌا‪ ،‬ط‪ ،4‬الخلٌج العربً للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.ٕٓٓ5‬‬
‫عبد المنعم عبد الحلٌم سٌد‪ ،‬البحر األحمر وظهٌره فً العصور القدٌمة مجموعة بحوث نشرت فً‬
‫الدورٌات العربٌة واألوربٌة‪ ،‬دار المعرفة الجامعٌة‪ ،‬اإلسكندرٌة‪. ٔ55ٖ ،‬‬
‫المراجع األجنبٌة‪:‬‬
‫‪Allen, J.P., The Heqanakht Papyri, Metropolitan Museum of Art‬‬
‫‪Egyptian Expedition, New York, 2002.‬‬
‫‪Arnold, D., Building in Egypt Pharaonic Stone Masonry, Oxford‬‬
‫‪University Press, New York ,1991.‬‬
‫‪., The Temple of Mentuhotep at Deir El-Bahari, New‬ـــــــــــــــــــ‬
‫‪York, 1979.‬‬
‫‪Castagna, M., Shipworms and Other Marine Borers, Oxford,‬‬
‫‪1961.‬‬
‫‪Creasman, P.P., "A Further Investigation of The Cairo Dahshur‬‬
‫‪Boats", JEA 96 (2010), pp.101-123.‬‬
‫‪., Extracting Cultural Information From Ship Timber ,‬ـــــــــــــــــــ‬
‫‪Ph.D. Texas A&M University, 2010.‬‬
‫‪.," Ship Timber and The Reuse of Wood in Ancient Egypt ",‬ـــــــــــــــــــ‬
‫‪JEH 6 (2013), pp. 152-176.‬‬
‫‪De Morgan, J., Fouilles A Dahchour Mars–Juin 1894, Adolphe‬‬
‫‪Holzhausen, Vienna, 1895.‬‬
‫‪Emery, W.B., Excavations at Saqqara Great Tombs of The First‬‬
‫‪Dynasty II, Oxford University Press, London, (1954).‬‬
‫‪., Excavations at Saqqara Great Tombs of The First‬ـــــــــــــــــــ‬
‫‪Dynasty III, London, (1958).‬‬
‫‪Frankfort, H., " The Origin of Monumental Architecture in Egypt ",‬‬
‫‪AJSLL 58 (1941), pp. 329-358.‬‬

‫‪19‬‬
2022 ‫ لسنة‬47 ‫العدد‬ ‫المجلة العلمٌة بكلٌة اآلداب‬

Freed, R., & Doxey, D.M., "The Djehutynakhts Models", in: Freed,
R., & Others, (Eds)., The Secrets of Tomb 10A Egypt 2000 BC,
Museum of Fine Arts Publications, Boston, 2009.
Glanville, S.R.K., "Records of a Royal Dockyard at The Time of
Tuthmosis III Papyrus British Museum 10056 (Part 1)", ZÄS 66
(1931), pp.105-121.
‫ـــــــــــــــــــ‬., "Records of a Royal Dockyard of The Time of Tuthmosis
III Papyrus British Museum 10056. Part 2 Commentary", ZÄS 68
(1932), pp.7-41.
Haldane, Ch., "A Fourth Dashur Boat", JEA 71 (1984(,pp.174-175.
‫ـــــــــــــــــــ‬., "The Lisht Timbers A Report on Their Significance",
Arnold, D.,(Ed), in: The Pyramid Complex of Senwosret I The
South Cemeteries of Lisht III, MMAEE, New York, 1992.
James, T.G.H., The Hekanakhte Papers and Other Early Middle
Kingdom Documents,Metropolitan Museum of Art Egyptian
Expedition, New York, 1962.
Jones, D., A Glossary of Ancient Egyptian Nautical Titles and
Terms, Kegan Paul International, London, 1988.
Landstrom, B., Ships of The Pharaohs 4000 Years of Egyptian
Shipbuilding, Doubleday& Company, New York, 1970.
Lipke, P., The Royal Ship of Cheops A Retrospective Account of
The Discovery, Restoration and Reconstruction Based on
Interviews With Hag Ahmed Youssef Moustafa, BAR
International Series 225, Great Britain ,1984.
Mark, S., "The Construction of The Khufu I Vessel (c. 2566 BC) A
Re-Evaluation ", IJNA 38.1 (2009), pp. 133-152.
Mark, S.," The Abydos BG 10 Boat and Implications For
Standardization , Innovation, and Timber Conservation in Early
Dynastic Boat-Building", JEA 98 (2012), pp.107-126.
Naville, E., " Excavations at Deir el-Bahri", Griffith, M.A.,(Ed), in:
Archaeological Report 1906–1907, 1–7, London, Egypt
Exploration Fund, 1907.
Naville, E., The XI th Dynasty Temple at Deir el-Bahari I, Egypt
Exploration Fund, London, 1907.
Newberry, P.E., Beni Hassan I, Kegan Paul, Trench, Tubner & Co.,
London, 1893.

20
2022 ‫ لسنة‬47 ‫العدد‬ ‫المجلة العلمٌة بكلٌة اآلداب‬

O'Connor, D.B., Abydos Egypt’s First Pharaohs and The Cult of


Osiris, Thames & Hudson, London, 2009.
Peet, T.E., The Great Tomb-Robberies of The Twentieth
Egyptian Dynasty, Oxford,1930.
Petrie, W.F., & Others., Tarkhan I and Memphis V, London,1913.
‫ـــــــــــــــــــ‬., & Others., Lahun II, British School of Archaeology in
Egypt, London,1923.
Pulak, C., "Cedar for Ships", AHL 14 (2001), pp.24-36.
Reisner, G.A., Models of Ships and Boats Catalogue Général
des Antiquités Égyptiennes du Musée du Caire Nos. 4798–
4976 et 5034–5200. Cairo, IFAO,1913.
Stieglitz, R.R., "Long-Distance Seafaring in The Ancient Near East",
BA 47 No. 3(1984), pp.134-142.
Tallet, P., "Ayn Sukhna and Wadi el-Jarf Two Newly Discovered
Pharaonic Harbors on The Suez Gulf ", BMSAES 18 (2012),
pp.147-168.
Tallet, P.," The Wadi el-Jarf Site A Harbor of Khufu on The Red
Sea", JAEI 5.1(2013), pp. 76-84.
Vinson, S.M., Boats of Egypt Before The Old Kingdom, Master of
Arts, Texas A&M University, 1987.
Ward, C., & Zazzaro, C., "Evidence for Pharaonic Seagoing Ships at
Mersa Wadi Gawasis, Egypt ", IJNA (2009), pp.27-43.
‫ـــــــــــــــــــ‬., & Zazzaro, C., "Evidence for Pharaonic Seagoing Ships
at Mersa Wadi Gawasis, Egypt ", IJNA 39.1 (2010), pp.27-43.
‫ـــــــــــــــــــ‬., & Zazzaro., C., "Maritime Archaeology ", in: Bard, K.A.,&
Others., (Eds), Mersa Wadi Gawasis 2010–2011, pp.1-36.
Weinstein, J.M., " Radiocarbon and Some Ancient Egyptian
Thievery", AJA 88.4 (1984), pp.591-592.

21
2022 ‫ لسنة‬47 ‫العدد‬ ‫المجلة العلمٌة بكلٌة اآلداب‬

Timber recycling in ancient Egypt

By

Hamada Mahmoud Abdel Nasser Khalil

Assistant Lecturer, Faculty of Arabic Language, Al-Azhar University,


Assiut

Prof. DR. Amin Abdel Fattah Mahmoud Ahmed Amer

Professor of History and Civilization of Egypt and the Ancient Near


East (full-time)-Faculty of Arts - Tanta University

Prof. DR. Shaaban Al-Samanoudi Abdel Qader Ismail

Assistant Professor of Ancient History and Civilization

Faculty of Arabic Language - Al-Azhar University in Assiut

Dr. Mohamed Ismail El Shafei

instructor of Ancient Egyptian Archeology - Department of


Archeology - Faculty of Arts

Abstract:

The ancient Egyptians reused a variety of wood that was available


to them, making the ancient Egyptians a pioneer in the field of
resource recycling and conservation, since the first time the
exploitation and processing of wood became an important resource
throughout historical times, and the timber areas of forests and trees
controlled many From the military, political, economic and social
relations, especially the ancient Near East, and in Egypt in
particular, the king directly controls the production or import of
timber. From an early time, importing timber was one of the king's
tasks, with the exception of a small number of nobles who
participated in this matter. Wood was imported in large quantities

22
2022 ‫ لسنة‬47 ‫العدد‬ ‫المجلة العلمٌة بكلٌة اآلداب‬

during the Old Kingdom, to be used in building ships and boats, and
the Palermo stone recorded the construction of at least sixty-two
ships during the reign of King Sneferu, and forty other naval ships
filled with cedar wood, and at least three additional ships of at least
a hundred cubits from Byblos, as were built King Khufu ship with
more than thirty-eight tons of imported cedar wood.

Keywords:Timber, import, use, Egyptian, recycle.

23

You might also like