5 Af 14 B 089466 B 1525762824

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 25

‫الضرائب ( ‪)1‬‬

‫التعريف – المبادئ – التنظيم الفني‬

‫المحاضرة التاسعة‬
‫مقدمة‬
‫‪2‬‬

‫تعتبر الضرائب من أهم مصادر اإلٌرادات العامة للدولة‪ ,‬و ٌرجع‬


‫ذلك لكبر حجمها و كذلك لتأثٌراتها الهامة علً النواحً السٌاسٌة و‬
‫االقتصادٌة و االجتماعٌة‪.‬‬
‫وتشتمل دراسة الضرائب علً العدٌد من الموضوعات ‪,‬تبدأ‬
‫بتعرٌفها و مبررات فرضها ‪ ،‬و المبادئ االساسٌة التً تراعً عند فرضها‬
‫‪ ،‬ثم استعراض مراحل فرض الضرٌبة منذ بدء التفكٌر بفرضها إلً حٌن‬
‫وصولها إلً خزانة الدولة و هو ما ٌعرف بالتنظٌم الفنً للضرٌبة‪.‬‬
‫و هذه الموضوعات هً محل الدراسة فً هذه المحاضرة علً أن‬
‫تؤجل دراسة انواع الضرائب المباشرة و غٌر المباشرة ‪ ,‬و االستقرار‬
‫الضرٌبً واآلثار االقتصادٌة للضرائب إلً محاضرات قادمة‪.‬‬
‫د‪.‬خالد ابراهٌم‬
‫عناصر الدراسة‬
‫‪3‬‬

‫تتناول المحاضرة المحاور التالٌة‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬تعريف الضريبة و مبررات فرضها‬

‫ثانيا ‪ :‬المبادئ األساسية لفرض الضرائب‬

‫ثالثا ‪ :‬التنظيم الفني للضريبة‬

‫د‪.‬خالد ابراهٌم‬
‫أوال ‪ :‬تعريف الضريبة و مبررات فرضها‬
‫‪ -1‬تعريف الضريبة‬
‫‪4‬‬

‫الضريبة هً فرٌضة من المال النقدي تقوم الدولة باقتطاعه من‬


‫األفراد كل على قدر طاقته كمساهمة إجبارٌة منهم فً تموٌل الخدمات‬
‫العامة التً تهدف الحكومة إلى تقدٌمها‪ ،‬وذلك دون أن ٌعود على دافعها‬
‫منفعة خاصة مباشرة‪.‬‬
‫من هذا التعرٌف نجد أن للضرٌبة خصائص تمٌزها عن غٌرها من‬
‫اإلٌرادات األخرى ‪،‬أهمها‪:‬‬
‫أ‪ -‬الضريبة تدفع في صورة نقدية ‪ :‬وتتمثل المشاكل فً تحصٌل‬
‫الضرٌبة فً شكل عٌنً فً‪ :‬صعوبة تقدٌر قٌمة السلع المختلفة التً كانت‬
‫تقدم الضرٌبة فً صورتها‪ ،‬وصعوبة نقلها ‪،‬وكذلك صعوبة توافر أماكن‬
‫مالئمة لتخزٌنها ‪،‬واحتمال تعرض هذه السلع العٌنٌة للتلف فً المخازن‬
‫الحكومٌة ‪،‬كما ٌعٌب هذه الضرٌبة العٌنٌة عدم عدالتها حٌث ال تأخذ فً‬
‫االعتبار اإلٌراد الصافً للممول‪.‬‬
‫د‪.‬خالد ابراهٌم‬
‫أوال ‪ :‬تعريف الضريبة و مبررات فرضها‬
‫‪ -1‬تعريف الضريبة‬
‫‪5‬‬

‫ب‪ -‬الضريبة تفرض وتدفع بصورة جبرية ‪ :‬فً العصر الحدٌث أصبحت‬
‫الضرٌبة تتمٌز بعنصر اإللزام واإلجبار‪ ،‬فالدولة تنفرد بوضع النظام القانونً‬
‫للضرٌبة فتحدد دون اتفاق مع المكلف وعاء الضرٌبة وسعرها والمكلف بأدائها‬
‫وكٌفٌة تحصٌلها‪.‬‬
‫ج‪ -‬تستخدم حصيلة الضريبة لتحقيق المنفعة العامة ‪ :‬الهدف من تحصٌل الضرٌبة‬
‫هو استخدامها لتغطٌة النفقات العامة للدولة وهً التً تستخدم إلشباع الحاجات‬
‫العامة أو لتحقٌق المنافع العامة‪.‬‬
‫د‪ -‬الضريبة ال تحقق نفعا خاصا و مباشرا لدافع الضريبة‪ :‬أي أنه ال ٌوجد نفع‬
‫مباشر ٌعود على المكلف فً مقابل دفعها ألنه دفعها‪ .‬وٌعنً ذلك أن اإلٌرادات‬
‫التً تحصلها الدولة توزع على النفقات العامة للدولة بدون النظر إلعطاء من دفع‬
‫أكثر منافع أو مشروعات خدمٌة أكثر‪.‬‬
‫ه‪-‬الضريبة فريضة عامة‪ :‬أي انها التزاما علً كل شخص طبٌعً أو اعتباري‪,‬‬
‫مواطن أو أجنبً‪ ,‬تنطبق علٌه الشروط القانونٌة التً تنظم فرضها‪.‬‬

‫د‪.‬خالد ابراهٌم‬
‫أوال ‪ :‬تعريف الضريبة و مبررات فرضها‬
‫‪ -2‬مبررات حق الدولة في فرض الضريبة‬
‫‪6‬‬

‫أ ‪-‬نظرية العقد المالي(المساومة) ‪ :‬طبقا ً لهذه النظرٌة فإن الضرٌبة تجد أساسها‬
‫القانونً فً أنها عقد مالً انعقد ضمنا ً بٌن الدولة واألفراد‪ ،‬والتزمت الدولة بمقتضى ذلك‬
‫العقد أن تقدم ألفراد شعبها الخدمات العامة وفً مقدمتها خدمة األمن والدفاع والعدالة ‪،‬والتزم‬
‫الفرد فً المقابل بأن ٌدفع الضرٌبة مقابل حصوله على هذه الخدمات‪ ،‬ومعنى ذلك أن‬
‫الضرٌبة فً وجهة نظرهم هً ثمن للخدمات العامة‪.‬‬
‫وتنتقد هذه النظرٌة فً صعوبة المقارنة بٌن ما دفعه هذا الفرد وبٌن ما قد حصل علٌه ‪،‬‬
‫وبالتالً صعوبة تحدٌد المقدار العادل للضرٌبة بٌن أفراد المجتمع‪.‬‬

‫ب‪ -‬نظرية التأمين ‪ٌ :‬رى أنصار هذه النظرٌة أن الضرٌبة تشبه قسط التأمٌن الذي‬
‫ٌدفعه الممول سنوٌا ً لٌؤمن حٌاته وأمواله ضد األخطار‪ ،‬على أساس أن الوظٌفة األساسٌة‬
‫للدولة هً توفٌر األمن والدفاع فإن حصولها على الضرٌبة إنما ٌرجع لتقدٌم األمن لألفراد‬
‫ضد حدوث هذه المخاطر‪.‬‬
‫وتنتقد هذه النظرٌة أٌضا ً ألن دور الحكومة ال ٌقتصر على توفٌر األمن والدفاع وإنما‬
‫ٌمتد لتقدٌم خدمات أخرى‪ ،‬كذلك ألن شركة التأمٌن تدفع التعوٌض بعد حدوث الخطر أما‬
‫الدولة فتقوم بمحاولة منع حدوث الخطر‪.‬‬
‫د‪.‬خالد ابراهٌم‬
‫أوال ‪ :‬تعريف الضريبة و مبررات فرضها‬
‫‪ -2‬مبررات حق الدولة في فرض الضريبة‬
‫‪7‬‬

‫ج‪ -‬نظرية التضامن المالي ‪ :‬وطبقا ً لهذه النظرٌة فإن األفراد‬


‫ٌدفعون الضرٌبة كنوع من التضامن بالمساهمة فً تحمل األعباء العامة‪.‬‬
‫وتفسٌر ذلك بأنه إذا كانت الدولة ملتزمة أمام المجتمع بتوفٌر السلع‬
‫الالزمة إلشباع الحاجات العامة له‪ ،‬فإن لها أن تلجأ إلى فرض الضرائب‬
‫على أعضاء المجتمع بما لها من سٌادة علٌهم لكً توفر األموال الالزمة‬
‫لكً تستطٌع االستمرار فً تقدٌم اإلشباع الكافً لهم‪.‬‬
‫وطبقا ً لهذه النظرٌة فإن أساس حق الدولة فً فرض الضرٌبة إنما‬
‫ٌرجع لما لها من سٌادة على أفراد الشعب ولٌس إلى عملٌة تعاقدٌة معهم‪.‬‬
‫وكذلك ٌالحظ أن هذا التضامن المالً بٌن أفراد المجتمع إنما ٌعنً أن‬
‫ٌدفع كل على قدر طاقته لتموٌل النفقات العامة ‪،‬بعكس الحال مع نظرٌة‬
‫العقد المالً التً تعنً أن ٌدفع األفراد ثمنا ً ٌتساوى مع استفادتهم منها ‪.‬‬
‫د‪.‬خالد ابراهٌم‬
‫ثانيا ‪ :‬المبادئ األساسية لفرض الضرائب‬
‫‪8‬‬

‫تؤدي زٌادة االقتطاع الضرٌبً إلً أثران متعارضان ‪ :‬األول‬


‫‪,‬ازدٌاد مقدار حصٌلة الضرائب لخزانة الدولة‪ ,‬و األثر الثاني ‪ ,‬هو‬
‫انخفاض حجم الموارد االقتصادٌة المتاحة لدي األفراد مما ٌؤثر علً‬
‫المصالح الخاصة‪.‬‬
‫و علً هذا كان البد من االلتزام بمبادئ أساسٌة عند فرض‬
‫الضرٌبة تهدف إلً تحقٌق التوافق بٌن مصلحة الخزانة العامة و‬
‫المصلحة الخاصة لألفراد‪.‬‬
‫و من أهم هذه المبادئ‪-1 :‬العدالة ‪-2 ,‬الكفاءة ‪-3 ,‬الٌقٌن ‪-4 ,‬‬
‫المالءمة ‪-5 ,‬البساطة ‪-6 ,‬التنوٌع ‪ ,‬و ‪-7‬المرونة‪.‬‬
‫و سنعرضهم بشًء من التفصٌل فٌا ٌلً‪:‬‬
‫د‪.‬خالد ابراهٌم‬
‫ثانيا ‪ :‬المبادئ األساسية لفرض الضرائب‬
‫‪9‬‬

‫‪-1‬العدالة‪:‬‬
‫اختمفت اآلراء حهل مفيهم عجالة تهزيع العبء الزخيبي بين‬
‫أفخاد السجتسع ‪،‬و نسيد ىشا بين نظخيتين ىسا‪:‬‬
‫أ‪-‬نظريةالمنفعة ‪ :‬و يخي أنرارىا أن العجالة في تهزيع عبء‬
‫الزخائب تتحقق عشجما يجفع كل فخد مكمف مبمغ الزخيبة بسا يعادل‬
‫السشافع التي يحرل عمييا من الخجمات العامة‪.‬‬
‫و تشتقج ىحه الشظخية لعجم أمكانية تحجيج نريب الفخد من‬
‫السشفعة الشاتجة عن الخجمات العامة في معظم األحيان ‪ ،‬باإلضافة الي‬
‫عجم تهافقيا مع السفيهم الحجيث لمزخائب باعتبارىا مذاركة من أفخاد‬
‫السجتسع ال يقابميا نفع خاص مباشخ‪.‬‬
‫د‪.‬خالد ابراهٌم‬
‫ثانيا ‪ :‬المبادئ األساسية لفرض الضرائب‬
‫‪10‬‬

‫‪-1‬العدالة‪:‬‬
‫ب‪ -‬نظرية المقدرة عمى الدفع ‪:‬‬
‫طبقا ليا تتحقق عجالة تهزيع عبء الزخيبة عشجما تتداوى التزحية و‬
‫الحخمان الحي يحجثو اقتطاع الزخيبة لجي السكمفين بجفعيا ‪ ،‬أي أن العجالة تتحقق‬
‫عشجما يتشاسب مقجار الزخائب مع مقجرة أفخاد السجتسع عمي الجفع‪.‬‬
‫كيف تقاس المقدرة عمى الدفع ؟ وضع االقتراديهن عجة مقاييذ‬
‫مهضهعية لمسقجرة عمي الجفع وىي الجخل و اإلنفاق االستيالكي والثخوة ‪ ،‬و يعتبخ‬
‫الجخل أكثخىا قبهال‪.‬‬
‫وطبقا ليحه الشظخية يهجج مفيهمين لمعجالة‪ :‬العدالة األفقية وتتحقق عشجما‬
‫يجفع األفخاد ذوي الجخهل الستداوية ضخائب متداوية ‪ ،‬والعدالة الرأسية و ىي محاولة‬
‫تحقيق العجالة بين األسخ غيخ الستداوية في القجرة عمى الجفع بسعشى استخجام الزخيبة‬
‫في تقميل الفهارق في الجخهل بين الطبقات السختمفة ‪.‬‬
‫د‪.‬خالد ابراهٌم‬
‫ثانيا ‪ :‬المبادئ األساسية لفرض الضرائب‬
‫‪11‬‬

‫‪-2‬الكفاءة‪:‬‬
‫ٌمكن النظر لهذا المبدأ من زاوٌتٌن‪ :‬االولي ‪,‬كفاءة تحصٌل الضرٌبة‬
‫وتعشي أن تهلج الزخيبة دخالً يكفي لإلنفاق عمى السدتهى السخغهب من‬
‫الخجمات العامة ‪.‬‬
‫و الداوية الثانية تتعمق بكفاءة الزخيبة السختبطة بكفاءة تذغيل‬
‫االقتراد ‪ ،‬و تترف الزخيبة بالكفاءة إذا كانت ال تغيخ أياً من الق اخرات‬
‫االقترادية التي كانت ستتخحىا الذخكات أو القطاع العائمي في حالة غياب‬
‫ىحه الزخيبة‪ ،‬بأن تحافظ عمي ثبات األسعار الشدبية بين الدمع السختمفة‪.‬‬
‫أي أن تكهن الزخيبة محايجة قجر اإلمكان‪.‬‬
‫أما إذا كان الشذاط االقترادي غيخ كفء‪ ,‬تكهن الزخيبة غيخ‬
‫السحايجة ىي األكثخ كفاءة‪.‬‬
‫د‪.‬خالد ابراهٌم‬
‫ثانيا ‪ :‬المبادئ األساسية لفرض الضرائب‬
‫‪12‬‬

‫‪-3‬اليقين‪:‬‬
‫هو وضوح هذه الضرٌبة بمعنى سهولة التعرف على مقدار‬
‫الضرٌبة الذي ٌجب دفعه بالنسبة للمكلف ‪ ،‬وكذلك وقت و أسلوب‬
‫الدفع‪.‬‬
‫‪-4‬المالءمة ‪:‬‬
‫وٌقصد بهذا المبدأ أن تكون الضرٌبة مالئمة للممول من حٌث‬
‫توقٌت وطرٌقة دفعها‪.‬‬
‫‪-5‬البساطة‪:‬‬
‫ٌجب أن تكون التشرٌعات واضحة و اإلجراءات مٌسرة ‪ ،‬فال‬
‫ٌكون هناك مجال لالختالف فً تفسٌرها بٌن المكلف و اإلدارة‬
‫الضرٌبٌة‪.‬‬
‫د‪.‬خالد ابراهٌم‬
‫ثانيا ‪ :‬المبادئ األساسية لفرض الضرائب‬
‫‪13‬‬

‫‪-6‬التنويع‪:‬‬
‫و ٌتطلب ذلك فرض أكثر من ضرٌبة لتوفٌر إٌراد أوفر و‬
‫تحقٌق عدالة أكبر و تخفٌض عدم التأكد حول حجم الدخل‬
‫المتوقع للحكومة‪.‬‬
‫‪-7‬المرونة‪:‬‬
‫و ٌتضمن مفهومٌن ‪ٌ :‬تعلق األول بأن ٌكون هناك‬
‫استجابة تلقائٌة لحصٌلة الضرائب القائمة للتغٌرات فً مستوي‬
‫النشاط االقتصادي ‪ ،‬بٌنما ٌتعلق المفهوم اآلخر بقدرة الحكومة‬
‫علً مراجعة هٌكل الضرائب و تعدٌله‪.‬‬
‫د‪.‬خالد ابراهٌم‬
‫ثالثا ‪ :‬التنظيم الفني للضريبة‬
‫‪14‬‬

‫ٌقصد « بالتنظٌم الفنً للضرٌبة» مراحل فرض الضرٌبة و هذه‬


‫المراحل مرتبة حسب حدوثها الزمنً كالتالً‪:‬‬
‫‪-1‬تحدٌد طبٌعة الوعاء الضرٌبً‪.‬‬
‫‪-2‬تقدٌر قٌمة الوعاء الضرٌبً‪.‬‬
‫‪ -3‬اقتطاع الضرٌبة‪.‬‬
‫‪-4‬تحصٌل الضرٌبة ‪.‬‬
‫و سٌتم شرح كل مرحلة بإٌجاز فٌما ٌلً‪:‬‬

‫د‪.‬خالد ابراهٌم‬
‫ثالثا ‪ :‬التنظيم الفني للضريبة‬
‫‪-1‬تحديد طبيعة الوعاء الضريبي‬
‫‪15‬‬

‫يقصد بالوعاء الضريبي ‪:‬الشًء أو مجموعة االشٌاء التً تفرض علٌها‬


‫الضرٌبة مثل االشخاص (كما كان سائدا فً الماضً) أو األموال( و هو األكثر‬
‫قبوال فً الوقت الحاضر)‪.‬‬
‫و قد تحدد الدولة وعا ًء واحدا تفرض الضرٌبة علٌه فٌسمً النظام الضرٌبً‬
‫بنظام الضريبة الواحدة ‪ ،‬أو تحدد عددا من األوعٌة و تفرض علٌها مجموعة من‬
‫الضرائب و ٌسمً النظام الضرٌبً هنا بنظام الضرائب المتعددة ‪.‬‬
‫و تفضل العدٌد من الدول نظام الضرائب التً تفرض علً أوعٌة متعددة‬
‫ألنه ٌولد إٌرادات أكبر و ٌقلل من خطر حدوث مشكالت مالٌة للخزانة ‪ ،‬و ٌحقق‬
‫عدالة أكبر‪ ،‬كما ٌزٌد من عدد األدوات المالٌة التً ٌمكن أن تستخدمها الدولة‪.‬‬
‫و ٌمكن التمٌٌز بٌن نوعٌن من الضرائب المفروضة علً األموال و هما‪:‬‬
‫الضرائب علً األموال التً ٌمتلكها الفرد أو ٌكتسبها‪ ,‬مثل الدخل و الثروة‪ ,‬و‬
‫تسمً « الضرائب المباشرة» ‪.‬و الضرائب علً األموال التً ٌستعملها الفرد ألي‬
‫غرض مثل إنفاقها علً االستهالك أو تداولها و تسمً «الضرائب غير‬
‫المباشرة» ‪.‬‬
‫د‪.‬خالد ابراهٌم‬
‫ثالثا ‪ :‬التنظيم الفني للضريبة‬
‫‪-2‬تقدير قيمة الوعاء الضريبي‬
‫‪16‬‬

‫تتبع اإلدارة الضرٌبٌة عدة أسالٌب من أجل معرفة قٌمة الوعاء الضرٌبً ‪ ،‬و‬
‫من أهمها‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلقرار المباشر للمكلف‪:‬‬
‫و فً هذا األسلوب تلزم اإلدارة الضرٌبٌة المكلفٌن بتقدٌم إقرار عن قٌمة الوعاء‬
‫الخاضع للضرٌبة مع إرفاقه بالمستندات و الوثائق التً تثبت صحته‪.‬‬
‫و هو األسلوب األقرب للدقة و لتحقٌق العدالة و لكن تطبٌقه ٌتطلب توافر حسابات‬
‫دقٌقة و منتظمة لألفراد و رجال األعمال‪ ،‬باإلضافة إلً توافر مستوي ثقافً و تعلٌمً معٌن‬
‫بٌن األفراد ‪ ،‬و انتشار الوعً الضرٌبً بٌن افراد المجتمع‪ ،‬و كذلك وجود إدارة ضرٌبٌة‬
‫ذات كفاءة تقوم بمراجعة المستندات و الوثائق المرفقة مع اإلقرار‪.‬‬
‫و هً متطلبات ٌصعب توافرها فً معظم الدول النامٌة‪.‬‬
‫ب‪-‬االقرار من قبل الغير‪:‬‬
‫و فً هذا األسلوب تلزم اإلدارة الضرٌبٌة شخصا غٌر المكلف بدفع الضرٌبة بأن ٌقدم‬
‫إقرارا عن الوعاء الخاضع للضرٌبة لهذا الشخص المكلف‪.‬‬
‫و ٌتمٌز هذ األسلوب بدقة التقدٌر‪ ،‬كما ٌمكن لإلدارة الضرٌبٌة أن تلزم هذا الشخص‬
‫بإرفاق المستندات و الوثائق التً تثبت صحة إقراره‪.‬‬
‫د‪.‬خالد ابراهٌم‬
‫ثالثا ‪ :‬التنظيم الفني للضريبة‬
‫‪-2‬تقدير قيمة الوعاء الضريبي‬
‫‪17‬‬

‫ج‪-‬المظاهر الخارجية‪:‬‬
‫و ٌعتمد هذا األسلوب علً قرائن و عالمات ظاهرة محددة تشٌر إلً‬
‫قٌمة الوعاء الضرٌبً‪.‬‬
‫و ٌتمٌز هذا األسلوب بسهولة التطبٌق و لكن ٌعٌبه عدم العدالة و‬
‫انخفاض مرونته‪.‬‬
‫د‪ -‬التقدير الجزافي ‪:‬‬
‫و طبقا له تعتمد الدولة علً المعلومات غٌر الكاملة التً تتوافر لدٌها‬
‫عن الوعاء الخاضع للضرٌبة‪ ,‬و تقدر رقم إجمالً عادة ٌكون أكبر من‬
‫القٌمة الحقٌقٌة للوعاء ‪ .‬ثم ٌسمح للمكلف بأن ٌقدم ما ٌثبت خطأ هذا التقدٌر‪.‬‬
‫و ٌعٌب هذا االسلوب ‪:‬عدم عدالته ‪،‬و منحه سلطة كبٌرة لإلدارة‬
‫الضرٌبٌة علً المكلفٌن مما ٌسمح بظهور الرشوة و التالعب‪.‬‬
‫د‪.‬خالد ابراهٌم‬
‫ثالثا ‪ :‬التنظيم الفني للضريبة‬
‫‪-3‬اقتطاع الضريبة‬
‫‪18‬‬

‫تتعلق هذه المرحلة بتحدٌد المبلغ الواجب اقتطاعه من الوعاء‬


‫الضرٌبً‪.‬‬
‫و ٌمكن أن ٌقتطع مبلغ معٌن علً كل وحدة من وحدات الوعاء و هو‬
‫ما ٌسمً بالضرائب المحددة ‪ .‬أو ٌقتطع نسبه من قٌمة الوعاء و هو ما‬
‫ٌسمً بالضرائب القيمية و هً األكثر انتشارا فً النظم الضرٌبٌة‪.‬‬
‫و إذا ما نسب مبلغ الضرٌبة المقتطع إلً قٌمة الوعاء الضرٌبً‬
‫نحصل علً معدل الضريبة أو سعر الضريبة‪.‬‬
‫و سوف نعرض فٌما ٌلً ألنواع معدالت الضرٌبة ثم للعوامل التً‬
‫تؤثر علً اختٌار معدل الضرٌبة ‪ ،‬مع اإلشارة إلً مشكلة االزدواج‬
‫الضرٌبً‪.‬‬
‫د‪.‬خالد ابراهٌم‬
‫ثالثا ‪ :‬التنظيم الفني للضريبة‬
‫‪-3‬اقتطاع الضريبة‬
‫‪19‬‬

‫أ‪-‬معدل الضريبة النسبي الثابت‪:‬‬


‫و طبقا لو تدتقطع ندبة ثابتة من الهعاء الزخيبي أياً كان مقجاره‪.‬‬
‫بسعشى أنيا تفخض مثالً بسعجل ‪ %20‬من الجخل فإذا كان الفخد يحرل عمى‬
‫دخل قجره ‪ 10000‬ريال فإنو يجفع ضخيبة مقجارىا ‪ 2000‬ريال ‪ ،‬وإذا كان يحرل‬
‫عمى دخل قجره ‪ 20000‬ريال فإنو يجفع ضخيبة مقجارىا ‪ 4000‬ريال ‪.‬‬
‫ب‪-‬معدل الضريبة التنازلي‪:‬‬
‫و طبقا لو تدتقطع ندبة أقل من دخل السكمفين كمسا ارتفع دخميم و معظم‬
‫األنظسة تسشع وجهد ىحا الشهع في الهقت الحاضخ لعجم عجالتو‪.‬‬
‫بسعشى أنيا تفخض مثالً بسعجل ‪ %20‬من الجخل إذا كان الفخد يحرل عمى‬
‫‪ 10000‬ريال فيجفع ضخيبة مقجارىا ‪ 2000‬ريال ‪ ،‬وإذا كان يحرل عمى دخل قجره‬
‫‪ 20000‬ريال تفخض مثالً بسعجل ‪ %15‬فيجفع ضخيبة مقجارىا ‪ 3000‬ريال ‪.‬‬
‫في الشاحية العسمية يسكن أن تكهن الزخيبة تشازلية إذا فخضت بسبمغ ثابت أيا‬
‫كان مقجار الهعاء الزخيبي‪ ,‬أو إذا تم تقجيخ الهعاء بأقل من قيستو الحقيقية‪.‬‬

‫د‪.‬خالد ابراهٌم‬
‫ثالثا ‪ :‬التنظيم الفني للضريبة‬
‫‪-3‬اقتطاع الضريبة‬
‫‪20‬‬

‫ج‪-‬معدل الضريبة التصاعدية‪:‬‬


‫و طبقا له ٌزداد معدل الضرٌبة كلما زادت قٌمة الوعاء الضرٌبً‪ .‬ولقد‬
‫تعددت آراء االقتصادٌٌن فً تبرٌر اللجوء إلى استخدام الضرٌبة التصاعدٌة كأداة‬
‫لتحقٌق العدالة الحقٌقٌة بٌن الممولٌن و من أهم هذه اآلراء‪:‬‬
‫‪-‬نظرية المساواة في التضحية ‪:‬وللوصول إلى مفهوم للتضحٌة المتساوٌة فإنه ٌمكن‬
‫القول أن التخلً عن لاير إضافً من الدخل ٌكون أقل إٌالما ً بالنسبة للشخص الغنً عنه‬
‫بالنسبة للشخص الفقٌر وذلك نتٌجة لتناقص المنفعة الحدٌة للدخل‪.‬‬
‫‪-‬نظرية زيادة القدرة على إنتاج الدخل ‪ :‬وٌرى مفكري هذه النظرٌة أن أصحاب‬
‫الدخول المرتفعة ٌكون لدٌهم قدرة أكبر على زٌادة دخولهم من أصحاب الدخول المنخفضة‬
‫‪ -‬نظرية الحد األدنى لمستوى المعيشة ‪ٌ :‬ري أنصار هذه النظرٌة أنه ال ٌجب‬
‫إخضاع الدخل الذي ٌخصص لإلنفاق على الضرورٌات من طعام وملبس ومأوى إلى‬
‫الضرائب‪ ،‬أما ما زاد عنه فإنه ٌمكن إخضاعه للضرٌبة بمعدالت تصاعدٌة‪.‬‬
‫‪ -‬نظرية العدالة االجتماعية ‪ :‬وترى أن التفاوت فً توزٌع الدخول والثروات ٌتزاٌد‬
‫بشكل سرٌع ‪ ،‬ولن ٌمكن مواجهة ذلك إال من خالل الضرٌبة التصاعدٌة التً تحصل على‬
‫معظم إٌراداتها من األغنٌاء فً مقابل إعفاء الفقراء منها أو إعطائهم إعانات ‪.‬‬
‫د‪.‬خالد ابراهٌم‬
‫ثالثا ‪ :‬التنظيم الفني للضريبة‬
‫‪-3‬اقتطاع الضريبة‬
‫‪21‬‬

‫ج‪-‬معدل الضريبة التصاعدية‪:‬‬


‫‪ -1‬التصاعد بالطبقات ‪ :‬وٌقصد بها أن ٌتم تقسٌم الممولٌن إلى فئات أو طبقات تبعا ً لمستوى دخولهم بحٌث تخضع‬
‫كل طبقة تحصل على دخل أعلى لمعدل ضرٌبة أعلى ٌطبق على دخلها بالكامل وٌمكن توضٌحه بالمثال التالً ‪:‬‬
‫معدل الضرٌبة‬ ‫شرٌحة الدخل‬
‫‪%10‬‬ ‫حتى ‪10000‬‬
‫‪%20‬‬ ‫من ‪ 10001‬إلى ‪20000‬‬
‫‪%30‬‬ ‫من ‪ 20001‬إلى ‪30000‬‬
‫فإذا كان فرد ٌقع فً الطبقة الثانٌة ولٌكن دخله ‪ 11000‬لاير ‪ ,‬فإنه ٌخضع للمعدل الخاص بهذه الطبقة ‪,‬‬
‫وبالتالً تكون الضرٌبة المستحقة علٌه = ‪ 2200 = 0.20 × 11000‬لاير ‪.‬‬
‫و ٌتبقى لدٌه دخل بعد دفع الضرٌبة قدره ‪ 8800 = 2200 – 11000‬لاير‪.‬‬
‫ويعيب التصاعد بالطبقات ما قد ٌنجم عنه من عدم عدالة ‪،‬حٌث قد ٌتبقى دخل لدى أحد المكلفٌن ٌقل عن‬
‫المتبقً لشخص آخر أقل منه فً الدخل بسبب وقوع األول فً بداٌة طبقة أعلى فً حٌن ٌقع اآلخر فً نهاٌة‬
‫الطبقة األدنى ‪.‬‬
‫ففً المثال السابق إذا كان الدخل الخاص بأحد األفراد فً الطبقة األولً ‪9900‬لاير ‪,‬‬
‫تكون الضرٌبة المستحقة علٌه= ‪,990=0.10 × 9900‬‬
‫وٌكون الدخل المتبقً له بعد الضرٌبة = ‪ 8910 = 990 – 9900‬لاير‬
‫و هو اكبر من المتبقً للفرد الذي كان دخله ‪ 11000‬لاير‪.‬‬
‫د‪.‬خالد ابراهٌم‬
‫ثالثا ‪ :‬التنظيم الفني للضريبة‬
‫‪-3‬اقتطاع الضريبة‬
‫‪22‬‬

‫ج‪-‬معدل الضريبة التصاعدية‪:‬‬


‫‪ -2‬التصاعد بالشرائح‪ :‬وفً هذه الطرٌقة ٌقسم دخل الفرد إلى شرائح كل شرٌحة من هذا‬
‫الدخل تخضع لمعدل الضرٌبة الخاص بها كما ٌتضح من المثال التالً‪.‬‬
‫إذا كانت معدالت الضرائب بالشرائح طبقا للجدول التالً‪:‬‬
‫معجل الزخيبة‬ ‫شخيحة الجخل‬
‫‪%10‬‬ ‫حتى ‪10000‬‬
‫‪%20‬‬ ‫من ‪ 10001‬إلى ‪20000‬‬
‫‪%30‬‬ ‫من ‪ 20001‬إلى ‪30000‬‬
‫لحساب الضرٌبة المستحقة علً شخص دخله ‪ 25000‬لاير نقسم دخله إلً ثالث‬
‫شرائح ‪ :‬األولً ‪ 10000‬و تخضع ل ‪ %10‬و الثانٌة ‪ 10000‬و تخضع ل ‪ %20‬و الثالثة‬
‫‪ 5000‬و تخضع ل ‪. %30‬‬
‫و بالتالً تكون الضرٌبة المستحقة علٌه = (‪* 10000( + )0.10 * 10000‬‬
‫‪ 4500 = ) 0.30 * 5000( + )0.20‬لاير‪.‬‬

‫د‪.‬خالد ابراهٌم‬
‫ثالثا ‪ :‬التنظيم الفني للضريبة‬
‫‪-3‬اقتطاع الضريبة‬
‫‪23‬‬

‫د‪-‬تحديد معدل الضريبة‪:‬‬


‫هنالك عدة عوامل تؤثر فً تحدٌد معدل الضرٌبة ‪ ،‬و من أهم هذه‬
‫العوامل‪:‬‬
‫أ‪-‬مرونة الحصيلة الضريبية بالنسبة لمعدالت الضرٌبة ‪ ،‬فالمعدالت‬
‫المرتفعة قد تدفع إلً التهرب الضرٌبً‪.‬‬
‫ب‪ -‬مصدر الوعاء ‪ ،‬فكلما كان مصدر الوعاء مكتسب من جهد كالعمل‬
‫انخفض المعدل‪.‬‬
‫ج‪-‬الحالة االقتصادية ‪ ،‬فٌمكن رفع المعدل فً ظل الرواج عن الكساد‪.‬‬
‫د‪-‬النظام الضريبي ‪ ،‬فنظام الضرٌبة الوحٌدة معدالته أكثر ارتفاعا‪.‬‬
‫ه‪-‬عمر الضريبة الزمني ‪ ،‬فالضرائب المفروضة حدٌثا قد تكون أقل فً‬
‫المعدل‪.‬‬
‫د‪.‬خالد ابراهٌم‬
‫ثالثا ‪ :‬التنظيم الفني للضريبة‬
‫‪-3‬اقتطاع الضريبة‬
‫‪24‬‬

‫ه‪-‬مشكلة االزدواج الضريبي ‪:‬‬


‫و ٌتضمن مفهوم االزدواج الضرٌبً أن االقتطاع الضرٌبً ٌتم‬
‫مرتٌن من الوعاء الضرٌبً نفسه و للفترة الزمنٌة نفسها‪.‬‬
‫و ٌنتج عن االزدواج الضرٌبً ثقل العبء الضرٌبً علً المكلف‬
‫‪ ،‬و كذلك عدم العدالة فً توزٌع العبء الضرٌبً ‪ ،‬مما ٌجعل ذلك‬
‫سببا للتهرب من دفع الضرٌبة‪.‬‬
‫و قد ٌكون االزدواج الضرٌبً متعمدا من قبل الدولة لتحقٌق‬
‫أهداف اقتصادٌة أو اجتماعٌة‪.‬‬

‫د‪.‬خالد ابراهٌم‬
‫ثالثا ‪ :‬التنظيم الفني للضريبة‬
‫‪-4‬تحصيل الضريبة‬
‫‪25‬‬

‫و تتعلق هذه المرحلة بطرق جباٌة الضرٌبة و المشكالت التً تواجه‬


‫عملٌة الجباٌة و من أهمها التهرب الضرٌبً‪.‬‬
‫أ‪-‬طرق تحصيل الضريبة‪:‬‬
‫ا‪-‬التورٌد المباشر من قبل المكلف‬
‫‪ -2‬الحجز من المنبع‬
‫‪ -3‬األقساط المقدمة‬
‫ب‪ -‬مشكلة التهرب الضريبي ‪:‬‬
‫و تعنً أن المكلف ٌتخلص جزئٌا أو كلٌا من دفع الضرٌبة ‪ ,‬وٌمكن‬
‫التمٌٌز بٌن نوعٌٌن من التهرب ‪ ,‬األول التهرب المشروع و ٌطلق علٌه‬
‫تجنب الضرٌبة و هو عبارة عن تفادي القٌام بالنشاط الخاضع للضرٌبة و‬
‫ٌمكن أن ٌتم عن طرٌق استغالل بعض الثغرات القانونٌة ‪ .‬و الثاني هو‬
‫التهرب غٌر المشروع و ٌتم عن طرٌق الغش و االحتٌال و الرشوة‪.‬‬
‫د‪.‬خالد ابراهٌم‬

You might also like