Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 1

‫جم‬

‫ةل‬
‫ح‬
‫ط ائ‬
‫ةي‬
‫سأ‬
‫ب‬‫عو‬
‫ةي‬
‫علا‬ ‫‪-‬‬
‫دد‬
‫ا‬‫سل‬
‫عبا‬

‫َّن‬
‫إ ـــــــــــا لنفـــــَر ُح بالأَّي ـــــام َنْق َط ُع ــها‬ ‫قال ابن رجب ‪-‬رحمه اهلل‪:-‬‬
‫لاو‬
‫س‬

‫َأ‬ ‫ُّل‬
‫ب‬

‫وُك ـــــــ يـوٍم مَض ى ُي دِن ي ِم َن ال َج ِل‬ ‫قال اهلل تعالى‪:‬‬


‫وع‬

‫يا من يفَر ُح بكثرة مرور السنين‬


‫ن‬

‫فاْع مـْل لنفِس َك قبَل الموِت مجتهـًد ا‬ ‫عليه‪ ،‬إنما تفَر ُح بنْق ص عمرك‪.‬‬
‫َّل‬ ‫َّت‬ ‫َّل‬
‫َّن‬ ‫﴿َي ا َأُّي َه ا ا ِذ يَن آَم ُن وا ا ُق وا ال َه َو ْلَت نُظ ْر َنْف ٌس‬ ‫قال أبو الَّد رداء والحسن ‪-‬رضي الله‬
‫فإ مــــا الِّر ْبُح والخســــــراُن فـي الَع َم ِل‬ ‫َّل‬ ‫َّل‬ ‫َّت‬
‫َّم ا َق َّد َم ْت ِل َغ ٍد ۖ َوا ُق وا ال َه ۚ ِإَّن ال َه َخ ِب يٌر ِب َم ا‬
‫َّل‬
‫عنهما‪ :-‬إنما أنَت أياٌم ‪ ،‬ك ما مَض ى‬
‫َت ْع َم ُل وَن ﴾ [الحشر ‪]18 :‬‬ ‫منك يوٌم مَض ى بعُض ك‪.‬‬
‫قال العالمة الفوزان‪:‬‬
‫[لطائف المعارف‪ ،‬ص‪]٥٢٣‬‬
‫فتدكروا أيها الناس بانقضاء العام‬ ‫وهذه الآية الكريمة أصل في محاسبة العبد نفسه‪ ،‬وأنه ينبغي‬ ‫قال العالمة السعدي‪:‬‬
‫انقضاء الأعمار‪ ،‬وتذكروا بالانتقال‬ ‫له أن يتفقدها‪ ،‬فإن رأى زللا تداركه بالإقلاع عنه‪ ،‬والتوبة‬
‫وتأملوا في أعماركم فإن ساعاته‬
‫للعام الجديد الانتقال إلى دار القرار‪،‬‬ ‫النصوح‪ ،‬والإعراض عن الأسباب الموصلة إليه‪ ،‬وإن رأى نفسه‬
‫وأوقاته قلائل‪ ،‬وزمانه مفارق ومضمحل‬
‫﴿َي ا َق ْو ِم ِإَّن َم ا َٰه ِذ ِه اْل َح َياُة الُّد ْن َيا َم َت اٌع‬ ‫مقصرا في أمر من أوامر الله‪ ،‬بذل جهده واستعان بربه في‬
‫عنكم وراحل‪ ،‬فتزودوا من‬
‫َو َّن اْل آِخ َر َة ِه َي َد اُر اْلَق َر اِر ۝ َم ْن َع ِم َل‬ ‫تكميله وتتميمه‪ ،‬وإتقانه‪ ،‬ويقايس بين منن الله عليه وإحسانه‬
‫ِإ‬ ‫أعماركم وأوقاتكم ما دمتم في‬
‫َس َئ ًة َف َل ا ُي ْج َز ٰى َّل ا ِم ْثَل َه ا ۖ َوَم ْن َع ِم َل‬ ‫وبين تقصيره‪ ،‬فإن ذلك يوجب له الحياء بلا محالة‪.‬‬
‫ِإ‬ ‫ِّي‬ ‫مدة الإمكان‪ ،‬قبل أن يذهب العمر‬
‫َص اِلًح ا ِّم ن َذ َك ٍر َأْو ُأ نَث ٰى َو ُه َو ُم ْؤ ِم ٌن‬ ‫بالغفلات فكأنه ما كان ويبقى‬
‫َّن‬ ‫َٰل‬
‫َف ُأ و ِئ َك َي ْد ُخ ُل وَن اْل َج َة ُي ْر َزُق وَن ِف يَه ا‬ ‫تفسير العالمة السعدي‬ ‫المفرط في حسرة وندامة وخسران‪.‬‬
‫ِب َغ ْي ِر ِح َس اٍب ﴾‬
‫مجموع المؤلفات‬
‫الخطب المنبرية‬
‫قال العالمة الّس بّيل ‪-‬رحمه اهلل‪:-‬‬
‫(‪)٤٦٩ /٢٣‬‬
‫(‪)١/٨٥‬‬

‫فها أنتم تودعون عاًم ا قد انقضى‪ ،‬وطويت‬


‫صحائفه على ما فيها من خير وشر‪ ،‬وفرح وترح‪،‬‬
‫قال عثمان بن عفان ‪-‬رضي اهلل عنه‪:-‬‬
‫وطاعة ومعصية‪ ،‬فيا سعادة المتقي يوملقاه‪ ،‬ويا‬
‫خسارة من شقي يوم ينظر المرء ما قدمت يداه‪،‬‬ ‫إن الله إنما أعطاكم الدنيا لتطلبوا بها الآخرة‪،‬‬
‫ذهبت حلاوة المعصية وبقيت مرارتها‪ ،‬وسوء‬ ‫ولم يعطكموها لتركنوا إليها؛ إن الدنيا تفنى‬
‫منقلبها‪ ،‬وذهب نصب العبادة‪،‬وبقيت حلاوة ثوابها‬ ‫وإن الآخرة تبقى‪ ،‬لاتبَط رنكم الفانية ولا‬
‫وعظم أجرها‪ ،‬وهكذا تنقضي الأعمار كما‬ ‫تشغلنكم عن الباقية‪ ،‬وآثروا ما يبقى على ما‬
‫انقضى هذا العام‪.‬‬ ‫يفنى؛ فإن الدنيا منقطعة وإن المصير إلى الله‪.‬‬

‫من منبر المسجد الحرام‬ ‫[الزهد البن أبي الدنيا‪ ،‬ص‪]103‬‬

You might also like