Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 14

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬


‫مدرسة الدراسات العليا التجارية‬

‫ملخص دروس مقياس ‪:‬‬


‫االقتصاد العام‬

‫موجه لطلبة السنة األولى من األقسام التحضيرية‬


‫في العلوم االقتصادية‪ ،‬التجارية و علوم التسيير‬

‫من تحضير الدكتور‪ :‬زكاري محمد‬

‫السنة الجامعية‪0202 -0202 :‬‬


‫الفهرس‬
‫المقدمة العامة‬
‫‪ .1‬أهداف المقياس‬

‫‪ .0‬الطلبة المستهدفون‬
‫‪ .2‬المكتسبات المسبقة‬
‫‪ .2‬هيكل الدرس‬

‫الفصل ‪ : 1‬ما هو علم االقتصاد ؟‬


‫‪ .1‬موضوع علم االقتصاد‬

‫‪ .1.1‬الحاجات اإلنسانية غير محدودة‬

‫‪ .0.1‬السلع و الموارد محدودة‬


‫‪ .2.1‬الندرة تفرض الخيارات‬
‫‪ .2‬المقاربتان الرئيسيتان في االقتصاد‬

‫‪ 1.0‬االقتصاد الكلي‬
‫‪ .0.0‬االقتصاد الجزئي‬

‫‪ .2.0‬الفرق بين االقتصاد الجزئي و االقتصاد الكلي‬

‫‪ .2‬طريقة دراسة االقتصاد‬

‫‪ .1.2‬المالحظة‬

‫‪ .0.2‬التجريد‬

‫‪ .2.2‬التصور‬

‫‪ .2.2‬المواجهة مع الواقع‬

‫‪ .2‬تعريف االقتصاد‬

‫الفصل ‪ : 2‬تنظيم النشاط االقتصادي‬


‫‪ .1‬األعوان االقتصادية‬

‫‪ .1.1‬العائالت‬
‫‪ .0.1‬المؤسسات غير المالية‬
‫‪ .2.1‬المؤسسات المالية‬

‫‪ .2.1‬اإلدارات‬
‫‪ .1.1‬باقي العالم‬
‫‪ .0‬العمليات االقتصادية‬

‫‪ .1.0‬العمليات على السلع و الخدمات‬

‫‪ .0.0‬عمليات التوزيع‬

‫‪ .2.0‬العمليات المالية‬

‫‪ .2‬التدفقات االقتصادية (الحقيقية‪ ،‬النقدية)‬

‫‪ .2‬الحلقة االقتصادية‬

‫‪ .1.2‬الحلقة االقتصادية المبسّطة‬


‫‪ .0.2‬الحلقة االقتصادية الكاملة‬
‫‪ .1‬قياس النشاط االقتصادي باستعمال المج ّمعات االقتصادية (‪)GDP,GNP‬‬
‫‪ .1.1‬القيمة المضافة (‪)VA‬‬

‫‪ .0.1‬الناتج الداخلي الخام (‪)GDP‬‬


‫‪ .2.1‬الناتج الوطني الخام (‪)GNP‬‬

‫الفصل ‪ : 3‬اإلنتاج‪ ،‬اإلستهالك و التوزيع‬


‫‪ .1‬اإلنتاج و االستثمار‬

‫‪ .1.1‬اإلنتاج‬

‫‪ .0.1‬اإلستثمار‬

‫‪ .0‬اإلستهالك و اإلدخار‬

‫‪ .1.0‬اإلستهالك‬
‫‪ .0.0‬اإلدخار‬

‫‪ .2‬التوزيع و إعادة توزيع الدخل‬

‫‪ .1.2‬توزيع الدخل‬
‫‪ .0.2‬إعادة توزيع الدخل‬
‫الفصل ‪ : 4‬السوق‪ ،‬األسعار و التوازن‬
‫‪ .1‬تعريف السوق‬
‫‪ .0‬أشكال السوق‬
‫‪ .1.0‬سوق المنافسة التامة‬

‫‪ .0.0‬سوق اإلحتكار التام‬

‫‪ .3.2‬سوق إحتكار القلة‬

‫‪ .4.2‬سوق المنافسة االحتكارية‬

‫‪ .2‬الطلب و العرض‬

‫‪ .1.2‬الطلب‬

‫‪ .0.2‬مرونة الطلب‬
‫‪ .2.2‬العرض‬
‫‪ .2.2‬مرونة العرض‬
‫‪ .2‬تالقي العرض و الطلب‬

‫‪ .1.2‬توازن العرض و الطلب‬


‫‪ .0.2‬تعديل الطلب‬

‫‪ .2.2‬تعديل العرض‬

‫الفصل ‪ : 5‬العملة و تمويل االقتصاد‬


‫‪ .1‬تعريف و خصائص العملة‬

‫‪ .1.1‬تعريف العملة‬

‫‪ .0.1‬خصائص العملة‬

‫‪ .0‬وظيفة العملة‬
‫‪ .1.0‬وسيلة مبادالت‬

‫‪ .0.0‬وحدة قياس‬

‫‪ .2.0‬مخزن للقيمة‬
‫‪ .2‬أشكال العملة‬

‫‪ .1.2‬العملة‬
‫‪ .0.2‬العملة الورقية‬

‫‪ .2.2‬العملة الكتابية‬
‫‪ .2.2‬العملة اإللكترونية‬
‫‪ .1‬الكتلة النقدية‬

‫‪ .1.1‬تعريف و مكونات الكتلة النقدية‬

‫‪ .0.1‬مقابالت الكتلة النقدية‬

‫‪ .6‬وظيفة البنك المركزي‪ ،‬البنوك التجارية و الخزينة العمومية‬

‫‪ .1.6‬وظيفة البنك المركزي‬

‫‪ .0.6‬وظيفة البنوك التجارية‬

‫‪ .2.6‬وظيفة الخزينة العمومية‬


‫‪ .7‬تمويل النشاط االقتصادي‬
‫‪ .1.7‬التمويل المباشر و التمويل غيرالمباشر‬
‫‪ .0.7‬التمويل الداخلي و التمويل الخارجي‬

‫الخاتمة العامة‬
‫المقدمة العامة‬

‫‪ .1‬أهداف المقياس‬

‫يهدف تدريس وحدة االقتصاد العام إلى اكتساب المعرفة النظرية الالزمة وإتقان األدوات المنهجية التي‬
‫تهدف إلى تمكين الطلبة من اكتساب ثقافة عامة في المجال االقتصادي‪ ،‬وتكوين تفكير منظم حول المشكالت‬
‫االقتصادية المعاصرة‪ ،‬وتطوير قدرتهم على التحليل و التلخيص‪.‬‬

‫لذا فإن تدريس هذا المقياس يسمح بفهم المنطق االقتصادي واستيعاب المفاهيم األساسية لالقتصاد‬
‫و اكتساب الثقافة االقتصادية‪ .‬ويتم ذلك من خالل تعريف الطالب بالمفاهيم األساسية لالقتصاد (الحاجة‪،‬‬
‫السلعة‪ ،‬الندرة‪ ،‬العون االقتصادي‪ ،‬العرض‪ ،‬الطلب‪ ،‬توازنات السوق‪ ،‬إلخ)؛ لنوضح كيفية استخدام هذه‬
‫المفاهيم للحديث عن القضايا الكبرى مثل النمو والبطالة والتضخم واألزمات المالية والتجارة الدولية؛ حتى‬
‫يتسنى للطالب أن "يفكر بنفسه"‪ ،‬بمعنى آخر أن يتمكن من صياغة و نمذجة أي وضعية اقتصادية‪.‬‬

‫‪ .2‬الطلبة المستهدفون‬

‫هذه المحاضرة موجهة في المقام األول لطلبة السنة األولى من األقسام التحضيرية في العلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬التجارية و علوم التسيير‪ ،‬فضال عن للطلبة المبتدئين في نفس المجال‪.‬‬

‫‪ .3‬المكتسبات المسبقة‬

‫بما أنها مقدمة للمفاهيم األساسية في علم االقتصاد‪ ،‬فإن الطالب المعني بهذا المقياس ال يحتاج إلى أي‬
‫مكتسبات مسبقة في هذا الموضوع‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يمكنه أن يستعين بالمعارف التي حصّلها من قبل‪ ،‬من حيث‬
‫األدوات الضرورية لمالحظة و فهم محتوى هذا المقياس واستيعابه‪.‬‬

‫‪ .4‬هيكل الدرس‬

‫مما سبق فإن هذا الدرس يغطي جميع محاور مقرر االقتصاد العام وفق البرنامج الجديد لألقسام‬
‫التحضيرية في العلوم االقتصادية‪ ،‬التجارية و علوم التسيير‪ .‬و الذي حددته وصادقت عليه وزارة التعليم‬
‫العالي والبحث العلمي‪.‬‬
‫إذ قسم الدرس إلى خمسة (‪ )21‬فصول ‪:‬‬
‫‪ ‬الفصل ‪ : 1‬ما هو علم االقتصاد ؟‬
‫‪ ‬الفصل ‪ : 0‬تنظيم النشاط االقتصادي‬
‫‪ ‬الفصل ‪ : 2‬اإلنتاج‪ ،‬اإلستهالك و التوزيع‬
‫‪ ‬الفصل ‪ : 2‬السوق‪ ،‬األسعار و التوازن‬
‫‪ ‬الفصل ‪ : 1‬العملة و تمويل االقتصاد‬

‫‪1‬‬
‫الفصل ‪ : 1‬ما هو علم االقتصاد‬
‫يعد االقتصاد من العلوم االنسانية‪ ،‬لكونه يتعامل مع اإلنسان‪ .‬و هو أيضا علم اجتماعي‪ .‬و هذا يعني أنه‬
‫يهتم باإلنسان في المجتمع‪ ،‬مثله مثل غيره من المواضيع كالتاريخ وعلم االجتماع و القانون‪...‬‬

‫كلمة االقتصاد مشتقة من الكلمة اليونانية "‪ "OIKOS‬والتي تعني المنزل‪ ،‬و"‪ "NOMOS‬التي تعني‬
‫القواعد‪ .‬مم ا يعني أن االقتصاد‪ ،‬في البداية‪ ،‬هو مجموعة القواعد التي تحكم ممارسة األنشطة المنزلية‪ .‬بعد‬
‫ذلك جاء مصطلح االقتصاد السياسي الذي وسع من المعنى السابق ليشمل تسيير شؤون المجتمع أو البلد ككل‪.‬‬

‫االقتصاد هو وسيلة خاصة لدراسة السلوك البشري‪ .‬ويستند إلى مالحظة مفادها أن األفراد لديهم‬
‫احتياجات كثيرة ومتنوعة‪ .‬وإلشباعها‪ ،‬تكون الموارد محدودة (ظاهرة الندرة) وسيئة التكييف‪ :‬يجب استغاللها‬
‫وتثمينها ومضاعفتها وتحويلها لجعلها مناسبة لالستهالك‪ .‬تش ّكل هذه المجموعة المتسلسلة من العمليات ما‬
‫نسميه النشاط االقتصادي‪ .‬وبالتالي فإن النشاط االقتصادي هو مجموعة اإلجراءات التي تهدف إلى إنتاج‬
‫السلع االقتصادية وتوزيعها بين األفراد لتلبية احتياجاتهم‪ ،‬هذه األنشطة المختلفة تندرج في إطار االقتصاد‪.‬‬

‫و عليه‪ ،‬فإن االقتصاد هو العلم الذي يدرس الطريقة التي يستخدم بها األعوان االقتصاديون الموارد‬
‫النادرة من أجل تلبية احتياجاتهم على أفضل وجه‪ .‬و بالتالي‪ ،‬فهو يدرس الطريقة التي تتم بها اختيارات‬
‫األعوان االقتصاديين‪ .‬إذ تتم االختيارات بطريقة مثالية و عقالنية‪ ،‬مما يعني أن األعوان االقتصاديين يقومون‬
‫بإجراء الحسابات من أجل الحصول على أقصى قدر من الرضا باستخدام أدنى حد من الموارد المتاحة‪ .‬لذا‬
‫فإن االقتصاد هو علم االختيارات أو علم القرار‪.‬‬

‫‪ .1‬موضوع علم االقتصاد‬

‫يمكن تمييز االقتصاد عن العلوم اإلنسانية واالجتماعية األخرى من خالل موضوع الدراسة الذي يمكن‬
‫تلخيصه في النقاط الثالث التالية ‪:‬‬

‫‪ .1.1‬الحاجات اإلنسانية غير محدودة‬

‫‪ .1.1.1‬تعريف الحاجة االقتصادية (‪)Economic Needs‬‬


‫تع ّرف الحاجة االقتصادية بأنها النقص الذي يمكن إشباعه عن طريق اقتناء أو استهالك السلع‬
‫و الخدمات‪ ،‬مع العلم أن نفس هذه السلع والخدمات يتم إنتاجها بكميات محدودة‪ .‬و تعّد الحاجات غير محدودة‬
‫ألنها تتنوع وتتجدد باستمرار‪.‬‬

‫‪ .2.1.1‬خصائص الحاجات االقتصادية‬


‫تتميز الحاجيات ببعض المميزات مثل‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ ‬القابلية لإلشباع ‪ : Satiability‬بحيث تتناقص بالتدريج ح ّدة الحاجة مع تلبيتها (مثال‪ :‬شخص يريد‬
‫تناول التفاح‪ ،‬فحاجته لتناول الحبة األولى أكبر من حاجته لتناول الحبة الثانية والثانية أكبر من الثالثة‬
‫وهكذا حتى اإلشباع)‪.‬‬
‫‪ ‬التع ّدد ‪ : Multiplicity‬األكل‪ ،‬اللباس‪ ،‬السكن‪.....‬‬
‫‪ ‬االختالف ‪ : Difference‬فالحاجة تختلف من شخص إلى آخر؛ فالشخص الذي ال يدخن ال حاجة له‬
‫بالسجائر‪.‬‬
‫‪ ‬الترابط بين الحاجات ‪ : Interdependence‬بعض الحاجات تربطها عالقة تبادل (شريحة‬
‫جيزي‪/‬شريحة أوريدو‪ ،‬القهوة‪ /‬الشاي) وبعضها تربطها عالقة تكامل (السيارة‪/‬الوقود‪ ،‬الشريحة‪ /‬الهاتف)‪.‬‬
‫‪ ‬التطور في الزمان و المكان ‪ :‬تتطور الحاجات مع الزمان والمكان والسياق االقتصادي والموارد‬
‫المالية ومستوى التطور واإلعالن‪....‬‬

‫‪ .3.1.1‬تصنيف الحاجات االقتصادية‬


‫يمكن التمييز بين عدة أنواع من الحاجات من عدة زوايا و اعتبارات‪ ،‬حيث يمكن تقسسيم الحاجات إلى‪:‬‬
‫‪ ‬الحاجات األساسية ‪ :‬التي يعد إشباعها ضروريا للبقاء على قيد الحياة (الغذاء و الرعاية الصحية)؛‬
‫‪ ‬الحاجات الثانوية ‪ :‬التي ليست ضرورية لبقاء اإلنسان‪.‬‬
‫‪ ‬حاجات الرفاهية ‪ :‬التي تحدد أغنى الطبقات االجتماعية (المجوهرات‪ ،‬السفر)‪.‬‬

‫ويمكننا أيضًا تصنيف الحاجات إلى‪:‬‬


‫‪ ‬الحاجات الفردية‪ :‬التي يمكن للفرد المستهلك أن يشبعها بنفسه‪ ،‬حسب موارده‪ ،‬من خالل شراء السلع‬
‫والخدمات المرتبطة بها‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجات الجماعية‪ :‬يعبر عنها مجموعة من األفراد‪ ،‬ومن أجل إشباعها يقدم المجتمع (الدولة‪،‬‬
‫المنظمات االجتماعية) خدمات جماعية (التعليم‪ ،‬الشرطة) مجانا ً‪.‬‬

‫و وفقا إلبراهام ماسلو‪ ،‬يتم تحفيز اإلنسان من خالل خمسة أنواع من الحاجات‪ ،‬وبمجرد إشباع حاجات‬
‫المستوى األول‪ ،‬فإنها ال تشكل عامال محفزا و ينتقل الشخص إلى احتياجات المستوى الثاني وهكذا‪ ،‬و يمكن‬
‫تمثيل ذلك بهرم الحاجات لماسلو الذي ظهر في مقال له سنة ‪: 1422‬‬

‫‪3‬‬
‫الشكل ‪ : 1‬هرم الحاجات لماسلو‬

‫المصدر ‪http://alain.battandier.free.fr/spip.php?article6 :‬‬

‫‪ .2.1‬السلع و الموارد محدودة‬


‫السلعة هي أي شيء مادي (مثال‪ :‬طاولة) أو غير مادي (مثال‪ :‬عالمة تجارية) يمكنه تلبية حاجة ما‬
‫بشكل مباشر أو غير مباشر‪ .‬و تسمى قدرة السلعة على إشباع الحاجة بالمنفعة‪.‬‬

‫و يمكن أن تكون السلع حرة (غير اقتصادية) أو اقتصادية حسب ما إذا كانت تخضع للندرة أم ال‪.‬‬

‫‪ .1.2.1‬تعريف السلع الحرة (‪)Free Goods‬‬


‫هي سلع وأشياء وفيرة تقدمها الطبيعة لإلنسان‪ .‬فالهواء‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬هو سلعة مجانية؛ إنه ليس‬
‫سلعة اقتصادية‪.‬‬

‫و بالتالي فإن السلعة المجانية تتميز بما يلي‪:‬‬


‫‪ ‬توافره بشكل عام أو مطلق (ليس نادراً)؛‬
‫‪ ‬مجاني ‪ :‬ليس له ثمن (غير تجاري)‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ .2.2.1‬تعريف السلع االقتصادية (‪)Economic Goods‬‬
‫يمكننا القول أن السلعة االقتصادية هي وسيلة متاحة بكمية محدودة نسبيًا لتلبية حاجة فردية أو جماعية‪.‬‬
‫أي أن هناك ثالثة شروط تميز السلعة االقتصادية‪ :‬توفر السلعة؛ الندرة النسبية للسلعة المتاحة؛ وجود حاجة‬
‫إنسانية لتلك السلعة‪.‬‬

‫و عليه فإن السلعة االقتصادية تتميز بما يلي‪:‬‬


‫‪ ‬ندرتها النسبية؛‬
‫‪ ‬سعرها ‪ :‬الذي ينتج عن المواجهة بين العرض و الطلب‪.‬‬

‫‪ .3.2.1‬تصنيف السلع االقتصادية‬


‫تصنف نتائج عمليات اإلنتاج عادة إلى قسمين ‪ :‬السلع المادية و الخدمات‬
‫‪ ‬السلع المادية ‪ : Material Goods‬حيث نميز بين السلع اإلنتاجية (اآلالت و المع ّدات)؛ والسلع‬
‫االستهالكية التي يتم تقسيمها إلى سلع االستهالك النهائي (ال يتم إعادة إدخالها في الدائرة اإلنتاجية)‪ ،‬والتي‬
‫يمكن أن تكون مع ّمرة (الثالجة‪ ،‬السيارة‪ ،‬إلخ) أو غير مع ّمرة (القهوة‪ ،‬السجائر‪ ،‬إلخ‪ ).‬و سلع االستهالك‬
‫الوسيط (السلع التي تساعد في إنتاج سلع أخرى‪ ،‬إما عن طريق التحويل و الدمج في منتج آخر أو عن‬
‫طريق التدمير أثناء عملية اإلنتاج)‪.‬‬
‫‪ ‬الخدمات ‪ : Services‬هي منتجات النشاط االقتصاد التي ال تتجسد في ظهور سلعة مادية‪ ،‬حيث ال‬
‫يمكن تخزين الخدمة بل يجب استهالكها وقت إنتاجها‪ .‬و تؤدي الخدمات إلى توفير المنتجات و‪/‬أو األنشطة‬
‫في ظل أفضل الظروف من حيث مواعيد و سهولة الحصول على الخدمة فضال عن تكاليف توفيرها‬
‫للعمالء‪.‬‬

‫هناك أيضا؛ السلع والخدمات الفردية (تقدم لفرد واحد) أو الجماعية (تقدم لمجموعة من األفراد)؛ السلع‬
‫والخدمات السوقية (تقدم مقابل سعر معين يغطي على األقل تكاليف إنتاجها) أو غير السوقية (تقدم بشكل‬
‫مجاني أو شبه مجاني حيث ال يغطي سعرها تكاليف إنتاجها)‪.‬‬

‫مالحظة ‪ :‬يمكن أن تصبح السلعة الحرة سلعة اقتصادية منذ اللحظة التي تصبح فيها نادرة على نحو‬
‫متزايد؛ والعكس أقل صحة ألن الندرة تميل إلى التزايد بمرور الوقت مع نمو السكان و تناقص الموارد‬
‫اإلنتاجية في جميع أنحاء العالم‪.‬‬

‫‪ .4.2.1‬قيمة السلعة‬
‫يمكننا التمييز بين نوعين من قيمة السلعة ‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ ‬قيمة االستخدام ‪ : Usage Value‬وتسمى أيضًا القيمة الذاتية‪ ،‬الناتجة عن اهتمام شخص معين بسلعة‬
‫أو خدمة ما‪ ،‬و يتم تحديدها من خالل مدى فائدة المنتج المعني‪.‬‬
‫‪ ‬القيمة التبادلية ‪ : Exchange Value‬و تسمى أيضًا القيمة الموضوعية‪ ،‬الناتجة عن ظروف إنتاج‬
‫السلعة و يمكن تحديدها بحساب اقتصادي يعتمد على ظروف وتكاليف إنتاج السلعة أو الخدمة‪.‬‬

‫للمياه قيمة إستخدامية أكبر بكثير من قيمتها التبادلية‪ ،‬بينما لأللماس قيمة إستخدامية أقل بكثير من قيمته‬
‫التبادلية‪.‬‬

‫‪ .5.2.1‬الموارد المحدودة (النادرة) ‪Limited Resources or Scarce Resources‬‬


‫الموارد هي جميع الوسائل المستخدمة في النشاط االقتصادي‪ .‬هناك أربعة أنواع رئيسية من الموارد‪:‬‬
‫الموارد المادية (السلع)‪ ،‬الموارد المالية‪ ،‬الموارد البشرية و الموارد التنظيمية‪ .‬و تتميز الموارد بمحدوديتها‪.‬‬

‫‪ .3.1‬الندرة تفرض الخيارات‬

‫‪ .1.3.1‬مشكل الندرة ‪Scarcity‬‬


‫الندرة هي الحالة التي ال يمكن فيها تلبية جميع الحاجات المعبّر عنها بسبب عدم توفر الموارد الكافية‬
‫لهذا الغرض‪ ،‬أي أن حاجات اإلنسان تتجاوز ما هو متاح من موارد‪.‬‬

‫و تكون الندرة مطلقة في حالة الفشل التام للموارد من إشباع حاجات اإلنسان‪ ،‬و تتميّز جميع الثروات‬
‫المتوفرة في الطبيعة بكميات محدودة و التي ال يمكن إعادة إنتاجها بندرتها المطلقة (الطاقات الناضبة كالنفط)‪.‬‬
‫في حين تكون الندرة نسبية عندما تعتبر متناسبة مع إشباع الحاجات‪ .‬يتم أيضًا تقييم ندرة السلعة من خالل‬
‫درجة فائدتها و كذا تكاليف إنتاجها‪ ،‬إذ تكون السلعة نادرة نسبيًا في الزمان والمكان (المياه نادرة نسبيًا في‬
‫أفريقيا عنها في أوروبا)‪.‬‬

‫و لذلك‪ ،‬بدون الندرة‪ ،‬لن يكون من الممكن الحديث عن االقتصاد‪ .‬و بما أن موارد العمالة و المواد‬
‫الخام شحيحة‪ ،‬فمن المستحيل إنتاج جميع السلع الالزمة لتلبية الحاجات االنسانية غير المحدودة‪ .‬و لذلك يسعى‬
‫علم االقتصاد لإلجابة على األسئلة التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬ماذا ننتج ؟‬
‫‪ ‬ما هي الكميات التي يجب إنتاجها ؟‬
‫‪ ‬كيف ننتج ؟‬
‫‪ ‬لمن ننتج ؟‬

‫‪ .2.3.1‬مشكلة االقتصاد‬
‫وبالتالي فإن مشكلة االقتصاد تنجم عن مالحظتين بسيطتين ‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ ‬أوال‪ :‬الموارد اإلنتاجية نادرة و محدودة‪.‬‬
‫‪ ‬ثانيا ً‪ :‬حاجات اإلنسان عديدة و يتم التعبير عنها بشكل نوعي و كمي و بشكل فردي و جماعي‪ ،‬كما أنها‬
‫تتطور عبر الزمان و المكان‪.‬‬

‫تؤدي هاتان المالحظتان تلقائيًا إلى اختيار الحاجات التي يجب إشباعها‪ .‬و المعيار الذي يحتكم إليه في‬
‫هذا االختيار هو ما يلي‪ :‬كيف أحصل على أفضل رضا ممكن باستخدام الموارد المتاحة‪.‬‬

‫‪ .3.3.1‬تكلفة الفرضة البديلة ‪Opportunity Cost‬‬

‫إن االختيار االضطراري للحاجيات التي يتم تلبيتها و ترك الباقي لمحدودية الموارد يخلق ما يسمى في‬
‫االقتصاد بتكلفة الفرصة البديلة‪ ،‬وهذه األخيرة تخص األشياء التي اضطررنا لتركها لعدم كفاية الموارد‪.‬‬

‫‪ .4.3.1‬حدود إمكانيات اإلنتاج )‪Production Possibilities Frontier (PPF‬‬

‫يمكن توضيح مشكلة الندرة من خالل "حدود إمكانيات اإلنتاج" لالقتصاد‪ .‬إذا اعتبرنا أنه من الممكن‬
‫إنتاج سلعتين ‪ A‬و‪ B‬فقط‪ ،‬فإن حدود إمكانيات اإلنتاج تأخذ الشكل التالي ‪:‬‬

‫الشكل ‪ : 2‬حدود إمكانيات اإلنتاج‬

‫المصدر ‪F. Guyot, Elément de Microéconomie, TECHNIP Paris 1985, P 109 :‬‬

‫نسقط على كل محور الكميات المنتجة من السلعتين ‪ A‬و ‪ .B‬تمثل النقطة ‪ E‬إمكانية الجمع بين اإلنتاج‬
‫(‪ q1B of B‬و ‪ )q1A of A‬والذي يمكن تحقيقه بتوفر العوامل رقم ‪ .1‬إن الوقف األعلى سيجعل من‬
‫الممكن الوصول إلى مستوى أعلى من اإلنتاج رقم ‪ ،0‬ويشكل سطح '‪ OSS‬كتلة إمكانية اإلنتاج‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫و على مستوى االقتصاد الكلي يمثل المنحنى رقم ‪ 2‬حدود إمكانيات اإلنتاج بين اإلنتاج الممكن‬
‫و اإلنتاج المستحيل بسبب محدودية الموارد‪ .‬لكن هذا المنحنى الذي يمثل حدود إمكانيات اإلنتاج يمكن أن‬
‫يتحرك إلى اليمين و يو ّسع إمكانيات اإلنتاج إذا تم استخدام تكنولوجيا أكثر تطورا‪.‬‬

‫‪ .2‬المقاربتان الرئيسيتان في االقتصاد‬

‫‪ .1.2‬االقتصاد الكلي‬
‫يهتم االقتصاد الكلي بدراسة السلوك الجماعي على مستوى قطاع من النشاط أو الدولة أو العالم‪ ،‬ويهتم‬
‫بالظواهر الكلية (اإلنتاج الوطني‪ ،‬االستهالك الوطني‪ ،‬التضخم‪)...‬‬

‫‪ .2.2‬االقتصاد الجزئي‬
‫يهتم االقتصاد الجزئي بدراسة السلوك الفردي لألعوان االقتصاديين (تعظيم منفعة المستهلك‪ ،‬وتعظيم‬
‫ربح المنتج‪)...‬‬

‫‪ .3.2‬الفرق بين االقتصاد الجزئي و االقتصاد الكلي‬


‫يعتمد التمييز بين تحليل االقتصاد الجزئي وتحليل االقتصاد الكلي على حجم الكيان المدروس‪ ،‬عالوة‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن أصل مصطلحي االقتصاد الجزئي واالقتصاد الكلي يوناني من كلمتي "ميكروس"‬
‫و"ماكروس" اللذين يعنيان "صغير" و"كبير" على التوالي‪.‬‬

‫إذ يسعى االقتصاد الجزئي إلى فهم تفاصيل أسواق معينة‪ ،‬و لتحقيق هذا المستوى من التفاصيل‪ ،‬فإنه‬
‫يزيل العديد من التفاعالت مع األسواق األخرى‪ ،‬في حين يهتم االقتصاد الكلي بالتفاعل بين األجزاء المختلفة‬
‫لالقتصاد‪ ،‬فهو يبسط الكتل من أجل التركيز على كيفية ضبطها وتأثيرها على بعضها البعض‪.‬‬

‫و مع ذلك‪ ،‬فإن هذه الفروق يمكن أن تكون خطيرة إذا قادت المرء إلى االعتقاد بأن االقتصاد الجزئي‬
‫واالقتصاد الكلي مهتمان بحقائق مختلفة‪ .‬فكالهما في الواقع معنيان بقرارات وخيارات اإلنسان‪ .‬و بالتالي‪،‬‬
‫ليس من المنطقي تصور مقاربتان مختلفتان للتعامل مع حقيقة إنسانية واحدة‪.‬‬

‫و بالتالي فإن االقتصاد الجزئي واالقتصاد الكلي ليسا موضوعين منفصلين‪ ،‬بل هما منظوران‬
‫متكامالن حول الموضوع العام لالقتصاد‪.‬‬

‫‪ .3‬طريقة دراسة االقتصاد‬

‫يتعلق االقتصاد بمجال تحليلي واسع ومثير للجدل‪ .‬و لفهم هذا الواقع المعقّد يتجاهل االقتصادي عددا‬
‫كبيرا من التفاصيل التي يعتبرها غير مهمة‪ .‬و يعتمد في منهجه على الخطوات التالية ‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ .1.3‬المالحظة‬
‫إنها مرحلة جمع المعلومات و وصف الظواهر‪.‬‬

‫‪ .2.3‬التجريد‬
‫و هي مرحلة يتم فيها تبسيط الواقع و إزالة التفاصيل غير المه ّمة‪ .‬عند هذا المستوى يؤكد االقتصادي‬
‫على الفرضيات التي تم وضعها للوصول إلى النتيجة‪.‬‬

‫‪ .3.3‬التصور‬
‫يضع خاللها االقتصادي القوانين التي تفسر الظاهرة و تحدد إطارها‪.‬‬

‫‪ .4.3‬المواجهة مع الواقع‬
‫و يتم فيها مقارنة أحداث الواقع مع تنبؤات القانون‪ .‬حيث يقبل القانون إذا استجاب ألحداث حقيقية‪،‬‬
‫و إالّ يرفض‪ .‬وفي هذه الحالة‪ ،‬يعيد االقتصادي صياغة فرضياته األولية و يتبع نفس المنهج‪.‬‬

‫‪ .4‬تعريف االقتصاد‬

‫في الختام‪" ،‬االقتصاد هو العلم الذي يدرس السلوك اإلنساني كعالقة بين الغايات و الموارد النادرة ذات‬
‫االستخدام البديل"‪( .‬ليوناي روبنز)‬

‫"االقتصاد هو دراسة الطريقة التي يختار بها اإلنسان و المجتمع‪ ،‬مع أو بدون اللجوء إلى المال‪،‬‬
‫استخدام الموارد اإلنتاجية النادرة‪ ،‬إلنتاج سلع مختلفة و توزيعها لالستهالك الحالي أو المستقبلي"‪( .‬بول‬
‫سامويلسون)‪.‬‬

‫"االقتصاد هو دراسة كيفية إجراء األفراد و المؤسسات و الحكومات لعملية التحكيم داخل مجتمعنا‪ .‬إن‬
‫التحكيم أمر ال مفر منه ألن السلع والخدمات و الموارد المرغوبة شحيحة حتما"‪( .‬ستيجليتز)‪.‬‬

‫‪9‬‬

You might also like