Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 299

‫جامعــُ باتيــُ ‪1‬‬

‫كلًُ احلكىق والعلىو الصًاشًُ‬


‫قصـه احلكىق‬

‫أطروحُ مكدمُ ليًل درجُ دكتىراه العلىو يف احلكــــىق‬


‫ختصص‪ :‬قاىــــىٌ أعنــــال‬
‫إشــــراف الدكتـــىر‪:‬‬ ‫إعداد الطـالب‪:‬‬
‫بً اليصًب عبد الرمحاٌ‬ ‫باديض كشًدَ‬
‫جليــــُ املياقشـــُ‪:‬‬
‫الصفـــــــُ‬ ‫اجلامعـــُ األصلًــُ‬ ‫الدرجــُ العلنًـــُ‬ ‫اللكــب واالشــــه‬
‫رئًـــــــصـا‬ ‫جامعـــُ باتيـــُ ‪1‬‬ ‫أشتاذ التعلًه العالٌ‬ ‫أ‪.‬د زرارَ صاحلٌ الىاشعُ‬
‫مشرفا ومكررا‬ ‫جامعـــُ باتيـــُ ‪1‬‬ ‫د‪ .‬بً اليصًب عبد الرمحاٌ أشتـاذ حمــاضــر أ‬
‫عضىا مياقشا‬ ‫جامعـــُ باتيـــُ ‪1‬‬ ‫أشتاذ التعلًه العالٌ‬ ‫أ‪.‬د خملىيف عبد الىٍـاب‬
‫عضىا مياقشا‬ ‫جامعـــُ خيشلـــــُ‬ ‫أشتاذ التعلًه العالٌ‬ ‫أ‪.‬د قصـــىرٍ رفًكــــُ‬
‫عضىا مياقشا‬ ‫جامعـــُ بصلـــــرَ‬ ‫أشتـاذ حمــاضــر أ‬ ‫د‪ .‬قـــــروف مــىشــِ‬
‫عضىا مياقشا‬ ‫املركس اجلامعٌ بريلُ‬ ‫أشتـاذ حمــاضــر أ‬ ‫د‪ .‬وىىغــــٌ ىبًـــــل‬

‫الصيـــــُ اجلامعًـــــُ‪:‬‬
‫‪2021 – 2020‬‬
‫إهداء‬
‫جميل أنك تحس أنك على مشارف الوصول‪ ،‬بل األجمل من ذلك أن تقطف ثمار أينعت بعد‬
‫جهد وتهديها إلى من ساعدك للوصول‪.‬‬
‫أىدي ثمرة ىذا العمل إلى‪:‬‬
‫إلى فداء روحي ومعقل حبي إلى منبع الحنان إلى من أعزىا اهلل في أعلى المراتب إلى من‬
‫تسجد لها مالئكة الرحمن‪ ،‬إلى من تنازلت عن حقها في الوجود لكي أكون شيء في‬
‫الوجود‪ ...‬إليك "أمــي" رحمك اهلل وأسكنك فسيح جنانو‬
‫إلى من حن علي ورباني وتعب ألجلي ورعاني ومما ملكت يداه أعطاني وأرخص لي كل غالي‬
‫وفداني‪" ...‬أبي العزيز" رحمك اهلل وأسكنك فسيح جنانو‬
‫كما أىدي ىذا العمل إلى كل عائلتي الكريمة وخاصة‬
‫زوجتي و أوالدي األعزاء‬
‫إلى إخوتي و أصدقائي وأقاربي‪.‬‬
‫شكر وتقدير‬
‫بسم اهلل الحي العلي الولي العليم‪ ،‬والصالة والسالم على خير خلق اهلل أجمعين محمد بن عبد‬
‫اهلل‪ ،‬وآلو وصحبو ومن وااله وبعد‪:‬‬
‫أتوجو إلى السماء رافع يدي ألشكر ولي نعمتي الذي أفاض بنعمتو علي منذ البدء إلى غاية‬
‫التحقق وأمدني بالقوة والعزيمة‪ ،‬والصبر إلنجاز ىذا العمل المتواضع‪.‬‬
‫فحمدا هلل‪ ،‬حمدا كثيرا ال متناىيا‪.‬‬
‫والشكر الجزيل لألمين الذي دانت وتدين لو العلوم والعلماء‪ ،‬لو النور األول‬
‫"رسول اهلل صلى اهلل عليو وسلم"‪.‬‬
‫وألن الكلمات ىي التي ما أملك إزاء من غمرني بالجميل‪ ،‬وألن الشكر ىو بعض االعتراف‬
‫بهذا الجميل‪ ،‬فال يسعني في ىذا المقام سوى أن أترحم على الدكتور المشرف "‬
‫" الذي أعانني كثيرا بتوجيهاتو‪،‬ولم يبخل علي بنصائحو ومساعدتو فرحمو اهلل‬
‫تعالى و أسكنو فسيح جنانو ‪.‬‬
‫وإلى كل من علمني حرفا من معلمين وأساتذة‪ ،‬ودكاترة من الطور اإلبتدائي إلى الطور الجامعي‬
‫وإلى كل أساتذة كلية الحقوق والعلوم السياسة بجامعة باتنة‪.‬‬
‫وإلى كل شخص و صديق عن ما قدمو لي من مساعدة‪ ،‬تشجيع وعون طوال إنجاز ىذا‬
‫البحث‪.‬‬
‫وإلى كل من ساعدني ولو بكلمة طيبة من بعيد أو من قريب‪.‬‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‬

‫منذ أف كجد اإلنساف كىو يسعى إىل تأمُت يومو كغده‪ ،‬فهو يعيش يومو كيفكر ُب غده‪،‬‬
‫كيدرؾ أف تأمُت يومو يكوف بتوافر مطالب اغبياة اليت وبتاجها‪ ،‬كال يتأتى لو ذلك إال عن طريق‬
‫العمل‪ ،‬لذلك كاف العمل ىو السبيل الوحيد غبفظ كجوده‪ ،‬كالعمل يتطلب بذؿ اعبهد اؼبادم‬
‫كالذىٍت‪ ،‬كالقدرة على العمل ال تتوافر لئلنساف ُب طفولتو كتزكؿ عنو ُب شيخوختو‪ ،‬كما أهنا ُب‬
‫الشباب عرضة لبلنتقاص أك الزكاؿ ؼبرض أك عجز باعتبارىا من حاالت اؼبخاطر اليت تعًتض اإلنساف‬
‫قيد حياتو‪ ،‬كاليت يعرفها البعض بأهنا ؿبل حدث هبرب اإلنساف على أف يتوقف على فبارسة عملو‬
‫بصفة مؤقتة أك هنائية‪ ،‬فهي تنحصر ُب تلك اؼبشاكل اليت يواجهها الفرد الذم يبارس نشاطا مهنيا‪،‬‬
‫فتؤدم إىل فقده لعملو‪ ،‬أك إىل ربملو أعباء تنقص من مستول معيشتو‪.‬‬

‫كعلى ذلك‪ ،‬كحىت يتمكن الفرد من مواجهة ىذه اؼبخاطر‪ ،‬أصبح من الضركرة إهباد نظاـ‬
‫قانوٍل يعمل على اؼبوازنة بُت تلك األخطار االجتماعية كاألعباء اليت يتحملها ُب مواجهتها كالذم‬
‫ذبسد ُب نظاـ الضماف االجتماعي بوجو عاـ باعتباره يشمل كل اؼبخاطر االجتماعية‪ ،‬كُب نظاـ‬
‫التأمينات االجتماعية بصفة خاصة باعتباره يتدخل ُب تسيَت اؼبخاطر ذات الصبغة اإلنسانية السيما‬
‫منها اؼبرض‪ ،‬الوالدة‪ ،‬العجز كالوفاة‪.‬‬

‫ؼبا كاف لنظاـ الضماف االجتماعي من أثر بالغ ُب ربقيق األمن االجتماعي للفرد كاعبماعة‬
‫على حد السواء‪ ،‬ذلك دبا كفره للفرد من ضباية‪ ،‬كللجماعة من تكافل‪ ،‬أستأثر باىتماـ الشعوب‬
‫كاغبكاـ على السواء‪ ،‬حىت أصبح السمة اؼبميزة للدكؿ اؼبعاصرة ككذلك أستأثر اىتماـ اؼبنظمات‬
‫اإلقليمية كالعاؼبية ‪،‬فدعت إىل األخذ بو اؼبواثيق كاإلعبلنات الدكلية‪.‬‬

‫فشكل الضماف االجتماعي أحد صور اغبماية االجتماعية‪ ،‬اليت هتدؼ إىل إعطاء مكانة‬
‫خاصة للمستفيدين من الضماف االجتماعي كذكم حقوقهم‪ ،‬سواء أكانوا أجراء أك ملحقُت باألجراء‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫أ يا كاف قطاع النشاط الذم ينتموف إليو‪ ،‬كذلك عن طريق التكفل جبميع األخطار االجتماعية اؼبهنية‬
‫اليت تؤدم إىل التقليل أك عدـ القدرة على الكسب كأحيانا العجز بصفة هنائية ‪.‬‬

‫فالضماف االجتماعي بوجو عاـ باعتباره يشمل كل اؼبخاطر االجتماعية‪ ،‬كنظاـ التأمينات‬
‫االجتماعية بصفة خاصة باعتباره يتدخل ُب تسيَت اؼبخاطر‪ ،‬ىو ذلك النظاـ االقتصادم االجتماعي‬
‫الذم يقوـ بوضعو كتطبيقو الدكلة مباشرة‪ ،‬لتؤمن فيو حدا معينا من اؼبوارد كالدخوؿ كاػبدمات الطبية‬
‫لبعض أك صبيع األفراد ُب حاالت العوارض كاغباجة‪.‬‬

‫انطبلقا من ىذا أخذت اعبزائر متأثرة بالتيارات العاؼبية ُب ىذا اجملاؿ كما كاف متعامل بو أثناء‬
‫االحتبلؿ الفرنسي‪ ،‬حيث بدأت تظهر معامل التأمينات االجتماعية بالتحديد سنة ‪9393‬كذلك‬
‫دبوجب القرار الصادر بتاريخ ‪9393/10/91‬اؼبتضمن إحداث أكؿ نظاـ للتأمينات االجتماعية‬
‫باعبزائر باإلضافة إىل عدة قوانُت أخرل ‪،‬بعد االستقبلؿ‪ ،‬أخذت اعبزائر ُب البداية بالقوانُت اؼبطبقة‬
‫من السلطات الفرنسية االستعمارية ُب ؾباؿ التأمينات االجتماعية كاليت كانت تتميز بالتأمينات كفق‬
‫قطاعات النشاط‪ ،‬على غرار نظاـ التأمينات اػباص بفئة البحارين‪ ،‬النظاـ اػباص بفئة العماؿ‪ ،‬النظاـ‬
‫اػباص بالسكك اغبديدية كالنظاـ اػباص بالفبلحُت‪.‬‬

‫استمر العمل كفق ىذه القوانُت إىل غاية سنة ‪ ،9321‬السنة اليت عرفت ربوؿ جذرم ُب نظاـ‬
‫التأمينات االجتماعية‪ ،‬حيث أصبح نظاـ سبيزه اإللزامية يقوـ على مبدأ تضامٍت كتسانبي على أساس‬
‫اشًتاؾ أطراؼ التأمينات االجتماعية دبن فيهم األشخاص كاؽبيئات اؼبستخدمة ككذا العماؿ كاؼبهنيُت‬
‫ُب سبويل ىيئات الضماف االجتماعي‪ ،‬فتم تعميم كتوحيد الضماف االجتماعي للجميع دكف النظر إىل‬
‫قطاع النشاط أك الفرد ‪،‬فيشمل صبيع العماؿ كاؼبوظفُت كاؼبهنيُت‪ ،‬باإلضافة اؼبعوقُت ككذا اؼبسنُت ىذا‬
‫مع السماح للنقابات كاعبمعيات اؼبمثلة ؽبذه الفئات من اؼبشاركة ُب تسيَت ىيئات الضماف‬
‫االجتماعي اليت أككل اؼبشرع ؽبا تطبيق قوانُت الضماف االجتماعي‪ ،‬ىذه ىيئات أطلق عليها تسمية‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‬

‫صناديق الضماف االجتماعي اليت تتسم بالوحدة ُب التسيَت اؼبايل كاإلدارم مع االختبلؼ ُب نطاؽ‬
‫من تشملهم التغطية التأمينية كاػبدمات اؼبقدمة للمؤمنُت‪.‬‬

‫من ىذا ك نظرا ألنبية اؼبوضوع كاف اختيارنا لو ألسباب ذاتية كأخرل موضوعية كفق منهج‬
‫مناسب للموضوع متبعُت ُب ذلك خطة ؿبددة للوصوؿ إىل طرح اإلشكالية ُب ىذا اجملاؿ دكف إغفاؿ‬
‫الدراسات السابقة ُب ما ىبص التشريعات ُب ؾباؿ التأمينات االجتماعية اعبزائرية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬موضوع الدراسة وأهميته‬

‫يشكل الضماف االجتماعي أحد صور اغبماية االجتماعية اليت نصت عليها اؼبعاىدات‬
‫كالدساتَت الدكلية‪ ،‬اليت هتدؼ إىل إعطاء مكانة خاصة للمستفيدين من الضماف االجتماعي كذكم‬
‫حقوقهم – سواء أكانوا أجراء أك ملحقُت باألجراء أيا كاف قطاع النشاط الذم ينتموف إليو – كذلك‬
‫عن طريق التكفل جبميع األخطار االجتماعية اؼبهنية اليت تؤدم إىل التقليل أك عدـ القدرة على‬
‫الكسب كأحيانا العجز بصفة هنائية ‪.‬‬

‫فالتأمُت االجتماعي ىو ذلك النظاـ االقتصادم االجتماعي الذم يقوـ بوضعو كتطبيقو‬
‫الدكلة مباشرة‪ ،‬لتؤمن فيو حدا معينا من اؼبوارد كالدخوؿ كاػبدمات الطبية لبعض أك صبيع األفراد ُب‬
‫حاالت العوارض كاغباجة‪ ،‬مقابل دفعات نقدية تدفع من قبلهم أك غبساهبم من قبل أصحاب العمل‬
‫أكمن االثنُت معا‪ ،‬كقد تساىم الدكلة أيضا ماليا‪ ،‬كىو األمر الشائع اآلف‪ ،‬كأىم تلك اغباالت‬
‫كاؼبخاطر‪ ،‬اؼبرض‪ ،‬العجز‪ ،‬إصابات العمل‪ ،‬البطالة كالشيخوخة كالوالدة كالوفاة كغَتىا من الطوارئ‬
‫اليت يتوقف أك ينقطع اإلنساف بسببها عن العمل كاليت يصبح منها مورده غَت كاُب إلشباع حاجاتو‬
‫الضركرية‪.‬‬

‫من ىذا اؼبنطلق إف أنبية اؼبوضوع تكمن ُب عبلقتو اؼبباشرة بالفرد كاجملتمع كالدكلة كلؤلنبية‬
‫البالغة أضحى يكتسبو نظاـ التأمينات االجتماعية ُب التشريع اعبزائرم كما أفرزه من حقوؽ كالتزامات‬
‫كما ترتب عنو من منازعات دبناسبة تطبيق ىذا النظاـ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة‬

‫‪:‬‬

‫نظرا لؤلنبية البالغة اليت تكتسبها منظومة الضماف االجتماعي ُب التشريع اعبزائرم ؼبا ؽبا من‬
‫عبلقة مباشرة بالفرد كاجملتمع‪ ،‬جاءت دراسيت ؽبذا اجملاؿ العتبارات ذاتية كأخرل موضوعية‪.‬‬

‫تتمثل ُب الرغبة ُب اؼبزيد من التخصص ُب ؾباؿ التأمينات االجتماعية‬ ‫‪:‬‬ ‫‪-‬‬


‫هبدؼ معرفة ما سبتاز بو ىذه اؼبنظومة القانونية كاليت تعترب إىل حد الساعة منظومة مهمشة كغَت مهتم‬
‫هبا سواء من اعبانب األكاديبي أم إدراجها كمادة مستقلة بذاهتا ُب برامج كليات اغبقوؽ كالعلوـ‬
‫اإلدارية أك من جانب اىتماـ الباحثُت كاؼبمارسُت هبا من خبلؿ تقدَل حبوث ك دراسات ُب ىذا‬
‫اجملاؿ‪ ،‬ردبا ؼبا تتضمنو من صعوبات كتعقيدات كعدـ الوضوح بسبب تغلب الطابع اإلجرائي كالتقٍت‪.‬‬

‫لقد أصبح التامُت االجتماعي ُب ـبتلف األنظمة اؼبقارنة‪ ،‬يشكل‬ ‫‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫منظومة قانونية كىيكلية قائمة بذاهتا‪ ،‬ربكمها قوانُت كأنظمة كآليات خاصة هبا‪ ،‬افرز ىذا التوجو كبو‬
‫استقبللية النظاـ القانوٍل للتأمينات االجتماعية‪ ،‬منظومة متميزة ُب ؾباؿ اغبقوؽ كااللتزامات‬
‫كاؼبنازعات اليت تنشا عن تطبيق ىذا النظاـ القانوٍل االجتماعي‪ ،‬كذلك من حيث اإلجراءات‬
‫كاآلليات اليت دبقتضاىا يتم تسوية ىذه اؼبنازعات‪ ،‬ككذلك من حيث اؽبيئات كاألجهزة اؼبختصة دبهمة‬
‫تسويتها‪.‬‬

‫‪:‬‬

‫كمن أجل اإلؼباـ قدر اإلمكاف باؼبوضوع كدبعطيات ىذه اؼبنظومة القانونية اػباصة من حيث‬
‫اؼبفاىيم اؼبوضوعية كاإلجرائية‪ ،‬ستتبع الدارسة اؼبنهج الوصفي كاؼبنهج التحليلي من خبلؿ الوقوؼ‬
‫على النصوص القانونية اآلراء الفقهية كاالجتهادات القضائية كربليلها مع إيراد التطبيقات القضائية ُب‬
‫مواضعها‪ ،‬كالذم حاكلت من خبلؿ ىذا إبراز النصوص القانونية اؼبتعلقة بتشريع الضماف االجتماعي‬
‫اليت ربكم تسَت كتنظيم كسبويل ىذه اؼبنظومة كما يًتتب عليها من اغبقوؽ كااللتزامات كطرؽ فض‬
‫اؼبنازعات ُب ىذا اجملاؿ مع اغبرص أف تكوف ىذه الدراسة عملية كتطبيقية على ضوء ما استقر عليو‬

‫‪5‬‬
‫مقدمة‬

‫العمل القضائي ُب احملاكم كما كرسو االجتهاد الثابت للمحكمة العليا باعتبارىا ىي اؼبرجع األساسي‬
‫لتقوَل أعماؿ احملاكم الدنيا كاالجتهاد القضائي ُب الببلد‪.‬‬

‫‪:‬‬

‫إف تناكؿ ـبتلف اعبوانب القانونية كاإلجرائية اليت ربكم منظومة الضماف االجتماعي‪ ،‬أردت‬
‫من كراءه الوصوؿ إىل اإلشكالية الرئيسية اؼبطركحة وىي‪ ،‬ما مدى نجاعة وفعالية الضمان‬
‫االجتماعي بالنظر إلى القوانين السارية لحماية المؤمن لو و كل من ىم تحت كفالتو ؟‬

‫ىذا‪ ،‬باإلضافة إىل بعض اؼبسائل الفرعية اليت تطرح دبناسبة تطبيق قوانُت ىذه اؼبنظومة على‬
‫أرض الواقع كما ينتظر اؼبشرع من بذؿ ؾبهود أكرب لتطوير منظومة الضماف االجتماعي كجعلها أكثر‬
‫فعالية ؼبواكبة تطورات اجملتمع‪ ،‬ذلك بإزالة كل خلل كفراغ قانوٍل بتشريع الضماف االجتماعي‪ ،‬كمنها‬
‫على سبيل اؼبثاؿ‪ ،‬مسألة حصر اؼبنازعات العامة ُب اػببلفات اليت قد تثور بُت اؼبستفيدين اؼبؤمنُت أك‬
‫ذكم حقوقهم كىيئات الضماف االجتماعي‪ُ ،‬ب حُت أف األمر ليس كذلك ىناؾ منازعات كخبلفات‬
‫تقوـ بُت أطراؼ غَت تلك اليت أفًتضها القانوف اعبزائرم كتلك اليت تثور بُت اؼبستخدمُت كىيئات‬
‫الضماف االجتماعي أك اؼبؤمن ؽبم كاؼبستخدمُت‪ ،‬كاليت حبكم طبيعتها تدخل ضمن اؼبنازعات العامة‬
‫للضماف االجتماعي‪ ،‬ىذا باإلضافة إىل إشكالية استفادة ذكم حقوؽ اؼبتوَب دبوجب حكم ُب حالة‬
‫اؼبفقود من األداءات اليت تقدمها ىيئات الضماف االجتماعي‪ .‬ىذا مع طرح مسألة سيطرة كىيمنة‬
‫نقابة االرباد العاـ للعماؿ اعبزائرم على اجملالس اإلدارية ؽبيئات الضماف االجتماعي كاحتكاره للتمثيل‬
‫النقايب للعماؿ هبا خاصة بعد اإلصبلحات العميقة اليت كرست التعددية النقابية‪.‬‬

‫‪:‬‬

‫إف أبرز الصعوبات اليت كاجهتها دبناسبة ىذا البحث تتلخص ُب ندرة اؼبراجع اليت تتناكؿ‬
‫التأمينات االجتماعية ُب التشريع اعبزائرم ُب إطار شامل كجامع فبا ترتب عليو االعتماد بشكل كلي‬
‫على اؼبصادر القانونية كالتنظيمية اليت جاءت ىي األخرل كثَتة كمتتالية عرب السنوات مع أف‬

‫‪6‬‬
‫مقدمة‬

‫الدراسات السابقة تتناكؿ موضوع ؿبدد من ـباطر الضماف االجتماعي أك تقتصر الدراسة على مقارنة‬
‫موضوع ؿبدد ُب التشريعات اػباصة بالتأمينات االجتماعية لدكؿ معينة أك دكؿ إقليمية دكف أف تضع‬
‫الدراسة إطار كلي شامل جامع ؼبنظومة الضماف االجتماعي ُب التشريع اعبزائرم إال دراسات قليلة‬
‫جدا‪ ،‬ردبا ألف اؼبوضوع جديد كمتغَت بصفة مستمرة لو طبيعة إجرائية تقنية معقدة‪ ،‬باإلضافة إىل كثرة‬
‫النصوص القانونية اليت تعاِب اؼبوضوع فبا أدل إىل صعوبة اإلؼباـ دبختلف العناصر اليت زبدـ اؼبوضوع‬
‫فبا أدل إىل قلة ك عدـ معاعبة ىذه اؼبواضيع بدراسة ربليلية تزيل الغموض كاإلهباـ الذم يكتسيها‪.‬‬

‫عليو بعد اإلطبلع على اؼبراجع ذات الصلة دبوضوع دراسيت ارتأيت االستعانة هبذه‬
‫الدراسات كالبحوث السابقة اليت كانت دبثابة السبيل للوصوؿ إىل ىذا اؼبوضوع كمن اجل اإلؼباـ‬
‫‪:‬‬ ‫بالبحث أكثر كمن بُت بعض ىذه الدراسات‬

‫‪ -‬الدكتورة زرارة صالحي الواسعة– اؼبخاطر اؼبضمونة ُب قانوف التأمينات االجتماعية ‪،‬ىذه الدراسة‬
‫كانت اغبافز كالدافع ك قدكة لتناكؿ ىذا اؼبوضوع‪ ،‬حيث تطرقت الدراسة إىل قوانُت التأمينات‬
‫االجتماعية ُب اعبزائر‪ ،‬كىذا من خبلؿ مقارنتها بقوانُت التأمينات االجتماعية السارية ُب التشريع‬
‫اؼبصرم ‪.‬‬

‫تطرقت ىذه‬ ‫–‬ ‫الدكتور أحمية سليمان ‪-‬آليات تسوية منازعات العمل كالضماف االجتماعي‬ ‫‪-‬‬

‫الدراسة إىل قوانُت التأمينات االجتماعية من جانب إجراءات تسوية منازعات الضماف االجتماعي‬
‫الداخلية كالقضائية ُب ظل القانوف اؼبتعلق باؼبنازعات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‪.‬‬

‫الدكتور عباسة جمال – تسوية اؼبنازعات الطبية ُب تشريع الضماف االجتماعي‪ -‬تناكلت ىذه‬ ‫‪-‬‬

‫الدراسة عرض إجراءات التسوية اإلدارية كاؽبيئات القضائية اؼبختصة كشركط الطعن أمامها كتنفيذ‬
‫أحكامها‪ ،‬ىذا إلبراز الطابع اػباص لتنظيم منازعات الضماف االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -‬الدكتورة سليمان عائشة – اؼبنازعات التقنية ذات الطابع الطيب ُب الضماف االجتماعي‪ ،-‬الدراسة‬
‫تناكلت ىذه اؼبنازعة من زاكيتُت‪ ،‬األكىل تتعلق بالطبيعة القانونية للخبلفات الناشئة عن ىذه اؼبنازعة‬

‫‪7‬‬
‫مقدمة‬

‫كعبلقتها باألداءات الغَت مستحقة أما الثانية تتمثل ُب طرؽ كإجراءات تسوية ىذه اؼبنازعة كدكر‬
‫القضاء فيها‪.‬‬

‫‪ -‬األستاذ سماتي الطيب‪ -‬منازعات الضماف االجتماعي ُب التشريع اعبزائرم حيث تناكؿ الكاتب‬
‫آليات تسوية منازعات الضماف االجتماعي منها الداخلية كالقضائية ُب ظل القانوف اؼبتعلق باؼبنازعات‬
‫ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‪.‬‬

‫‪:‬‬

‫قبل البدء بدراسة الضماف االجتماعي ُب التشريع اعبزائرم من أجل الوصوؿ إىل اإلشكالية‬
‫اؼبطركحة سابقا اؼبتمثلة ُب مدل قباعة ك فعالية ىذا النظاـ‪ ،‬كاف من الضركرم كاؼبفيد أف مبهد ؽبذه‬
‫الدراسة بالتعريف الضماف االجتماعي بوجو عاـ كالتمييز بينو كبُت األنظمة اؼبشاهبة لو‪ ،‬كأف نتبع‬
‫نشوؤه كتطوره‪ ،‬ككبدد نطاقو كطرؽ إدارتو كسبويلو‪ ،‬رغم أف بعض اؼبؤلفُت يركف أف التعريف بكل حبث‬
‫هبب أف ينهيو ك ىبتتمو ال يبدأه كيفتتحو‪ ،‬مع ذلك جرل بعض اؼبؤلفُت على البدء أحباثهم بتعريف‬
‫العلم موضوع البحث‪ ،‬ألف من شأف ذلك أف يسهل على القارئ الوقوؼ على مسلماتو األساسية‬
‫كعلى األركاف اليت يقوـ عليها صرحو ‪،‬السيما عندما يكوف القارئ غريبا كطالب جاء ليدرس اؼبوضوع‬
‫كيتعرؼ إليو ‪،‬عليو أثرت األخذ هبذا الرأم ليسهل فهم اؼبقبل من تفاصيل كأحكاـ كمبادئ كقوانُت‬
‫اليت يقوـ عليها نظاـ الضماف االجتماعي ُب التشريع اعبزائرم‪.‬‬

‫كتأسيسا على ما سبق‪ً ،‬ب تناكؿ ىذه الدارسة اؼبتعلقة بنظاـ التأمينات االجتماعية ُب ؾباؿ‬
‫الضماف االجتماعي اعبزائرم‪ُ ،‬ب أربعة فصوؿ‪ ،‬كل فصل منو مقسم إىل عدة مباحث كمطالب‬
‫كفركع‪ ،‬فتم زبصيص‪:‬‬

‫كمدخل سبهيدم لنظاـ الضماف االجتماعي حيث‪ً ،‬ب استعراض اإلطار اؼبفاىيمي‬
‫لنظاـ الضماف االجتماعي بوجو عاـ ُب عدة مباحث لتوضيح كتعريف ىذا النظاـ كخصائصو‪ ،‬أىدافو‬
‫كسبيزه عن بعض النظم اؼبشاهبة‪ ،‬التسيَت اإلدارم كالتمويل ُب ىذا اجملاؿ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫مقدمة‬

‫خصص لنشأة كتطور نظم التأمُت االجتماعي ُب عدة مباحث‪ ،‬على الصعيد‬
‫الدكؿ الرائدة ُب ىذا اجملاؿ ٍب تطرقنا إىل نشأة كتطور نظاـ الضماف االجتماعي اعبزائرم‪ ،‬من خبلؿ‬
‫استعراض اؼبراحل التارىبية ُب ىذا اجملاؿ ٍب أهنيت الفصل دبا جاءت باؼبواثيق كاؼبعاىدات الدكلية‬
‫كاؼبعايَت الدنيا القاضية بتطبيق سياسة الضماف االجتماعي ُب كل الدكؿ ٍب عرجت باختصار لنظاـ‬
‫الضماف االجتماعي ُب اإلسبلـ‪.‬‬

‫ًب دبوجبو إبراز نظاـ الضماف االجتماعي اعبزائرم من خبلؿ قوانُت التأمينات‬
‫االجتماعية اؼبسَتة بصفة خاصة‪ ،‬ذلك من حيث التنظيم‪ ،‬التسيَت كالتمويل مع الًتكيز على ـبتلف‬
‫جوانب اؼبتعلقة باغبقوؽ كااللتزامات اؼبًتتبة ُب ؾباؿ التأمينات االجتماعية ىذا ُب عدة مباحث‬
‫كمطالب‪.‬‬

‫‪ ،‬تطرقت ُب ىذا الفصل إىل دراسة اؼبنازعات ُب ؾباؿ التأمينات االجتماعية‪ ،‬كىذا‬
‫ُب مبحثُت‪ ،‬األكؿ خاص بآليات التسوية الداخلية ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي أما الثاٍل يتناكؿ‬
‫آليات التسوية القضائية لفض اؼبنازعات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‪.‬‬

‫ُب األخَت اختتمت البحث جبملة من النتائج كاالقًتاحات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي اعبزائرم‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاىيمي للضمان االجتماعي‬
‫اإلطار المفاهيمي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل األول‬

‫قبل البدء ُب دراسة الضماف االجتماعي ُب التشريع اعبزائرم‪ ،‬نرل من الضركرم أف مبهد ؽبذه‬
‫الدراسة بتعريف الضماف االجتماعي بوجو عاـ‪ ،‬التمييز بينو كبُت األنظمة اؼبشاهبة لو‪ ،‬أىدافو‬
‫كخصائصو ككذا طرؽ إدارتو كسبويلو‪ ،‬خاصة أف نظاـ الضماف االجتماعي استأثر باىتماـ الشعوب‬
‫كاغبكاـ على حد السواء‪ ،‬حىت أصبح السمة اؼبميزة للدكؿ اؼبعاصرة كما كاف موضوع اىتماـ‬
‫اؼبنظمات اإلقليمية كاؼبواثيق الدكلية ؽبذا بات ىذا النظاـ وبتل مرتبة عالية من االىتماـ نظرا إلرسائو‬
‫دعائم األمن االجتماعي‪.‬‬
‫أصبح الضماف االجتماعي أك التأمينات االجتماعية مصطلحاف مًتادفاف يعرباف من حيث‬
‫التطبيقات العملية على عملية التكفل باألخطار االجتماعية اليت تصيب اإلنساف كالتخفيف من‬
‫عبء اغباجة االجتماعية اليت هتدد األمن االقتصادم للفرد بعد أف كاف ُب مفهومو التقليدم ُب‬
‫بعض اغبضارات القديبة يعرؼ بأشكاؿ ـبتلفة هتدؼ إىل مواجهة اؼبخاطر االجتماعية ٍب تطورت‬
‫الفكرة عرب ىذه اغبضارات اؼبتعاقبة كباستعماؿ كسائل ذات طابع فردم كصباعي هتدؼ إىل القضاء‬
‫على اغباجة االجتماعية‪ ،‬كادخار الفرد جزأ من دخلو اػباص أك اؼبساعدة االجتماعية من طرؼ‬
‫صناديق خاصة إذ ارتبطت فكرة الضماف االجتماعي منذ نشأهتا باغبد من األخطار االجتماعية اليت‬
‫تصيب الفرد أك عائلتو إىل أف أخذت الدكلة دكرا ىاما ُب تنظيم ىذا اعبانب ألىداؼ كغايات ـبتلفة‬
‫حسب كل نظاـ كمنو ربولت فكرة التأمينات االجتماعية إىل نظاـ قانوٍل يهدؼ إىل كضع ؾبموعة‬
‫من التدابَت اليت تضمن التخفيف من عواقب األخطار االجتماعية لؤلفراد عوض اإلجراءات السابقة‬
‫اليت كانت قاصرة على ضماف ديبومة اػبدمات االجتماعية كعدـ تناسبها مع حجم اػبطر‬
‫االجتماعي(مثل التأمُت اؼبدٍل اػباص اؽبادؼ للربح أكثر من ربسُت الوضعية االجتماعية للمؤمنُت‪،‬‬
‫ككذلك نظاـ اؼبساعدة االجتماعية الذم كاف مرىقا للدكلة من الناحية االقتصادية‪ ،‬ككذلك التعويض‬
‫على أساس قواعد اؼبسؤكلية اؼبدنية اليت مل تعد صاغبة لتربر التعويض عن اػبطر االجتماعي) عرب صيغ‬
‫التأمُت عن األخطار االجتماعية اؼبختلفة كبواسطة ىيئات خاصة أنشأت ؽبذا الغرض ككانت أؼبانيا‬
‫أكؿ بلد يتم فيو كضع نظاـ قانوٍل خاص للتأمينات االجتماعية عرب إصبلحات بسمارؾ الذم‬

‫‪11‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪9221‬‬ ‫باشرىا منذ سنة ‪ 9229‬عرب مراحل ـبتلفة توجت بظهور أكؿ قانوف للتأمينات االجتماعية سنة‬
‫‪9223‬‬ ‫كالعجز كالشيخوخة‬ ‫‪9229‬‬ ‫تبعو عدة نصوص تنظيمية أخرل حوؿ تعويض إصابات العمل‬
‫كالتأمُت على البطالة ‪ٍ9393‬ب انتشر ىذا النظاـ ُب معظم الدكؿ األكركبية منها بريطانيا بإصدارىا‬
‫لقانوف ‪ 9399‬كاالرباد السوفييت ُب ‪ 9391‬كفرنسا ُب ‪ 9392‬كالواليات اؼبتحدة األمريكية ‪ٍ 9311‬ب ُب‬
‫بقية دكؿ العامل ما سنربزه ُب الفصل اػباص بالتطور التارىبي لنظم الضماف االجتماعي‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬التعريف بالضمان االجتماعي‬
‫الشك إف ربديد مفهوـ الضماف االجتماعي من أدؽ اؼبشاكل اليت تواجو الفكر القانوٍل‬
‫اؼبعاصر‪ ،‬نظرا ػبصائص ىذا النظاـ القانوٍل كمنها على الدقة‪ ،‬سرعة تطور تشريعات الضماف‬
‫االجتماعي ك تبلحق صدكرىا حىت تواكب ظركؼ اجملتمع‪.‬‬
‫منو كقبل الوصوؿ ؼباىية الضماف االجتماعي هبب معرفة أكال ما ىو الضماف االجتماعي ُب‬
‫اللغة كاالصطبلح كما يقصد باػبطر االجتماعي‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الضمان االجتماعي في اللغة واالصطالح‬
‫يعد الضماف ُب اللغة معٌت الكفالة‪ ،‬فيقاؿ ضمن الشيء كضمن الشيء كفلو‪ ،‬كالكافل ىو‬
‫الضامن كاؼبنفق كاؼبريب كالعائل‪ ،‬ففي التنزيل العزيز قاؿ اهلل تعاىل )كفلها زكريا ((‪ )1‬أم جعل كفالتها‬
‫لو‪ ،‬كجعلو ضامنا ؽبا كأمينا عليها‪.‬‬
‫فالضماف االجتماعي باؼبعٌت اللغوم يقصد بو الكفالة االجتماعية‪ ،‬اإلنفاؽ كاإلعالة كالًتبية‬
‫(‪)2‬‬
‫أم على العموـ قياـ القادرين سد حاجات احملتاجُت كقضاء حوائجهم‬
‫أما ُب االصطبلح فتتنازع معٌت الضماف االجتماعي فكرتاف أساسيتاف‪ ،‬األكىل تقوـ على أساس‬
‫اؽبدؼ أما الثانية على فكرة النظاـ‪.‬‬
‫فإعتباره ىدفا يتجاكز الضماف االجتماعي ُب ذلك فكرة الضماف دبعناه الغٍت‪ ،‬ليعرب عن‬
‫التضامن بُت أبناء اعبماعة الواحدة ُب سعيهم للقضاء على اغباجة كربرير الفرد من الفاقة كالعوز‪.‬‬

‫(‪ )1‬سورة آؿ عمراف‪ ،‬اآلية رقم ‪.12‬‬


‫(‪ )2‬حسُت عبد اللطيف ضبداف‪ ،‬الضمان االجتماعي أحكامو وتطبيقاتو‪ ،‬بَتكت‪ :‬الدار اعبامعية للنشر كالطباعة‪ ،9111 ،‬ص ص ‪.93،92‬‬

‫‪12‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل األول‬

‫أما باعتباره نظاما‪ ،‬يعرب الضماف االجتماعي عن الوسيلة أك الوسائل الواجب اعتمادىا لبلوغ‬
‫ىذا اؽبدؼ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الخطر االجتماعي‬
‫إف ربديد ماىية الضماف االجتماعي مرتبط بتحديد معٌت اػبطر االجتماعي‪ ،‬فاػبطر‬
‫االجتماعي مل هبتمع ُب شانو آراء الفقهاء‪ ،‬فذىب فريق وباكؿ ربديده استناد إىل األسباب أك‬
‫مصادر اؼبخاطر االجتماعية بينما ذىب الفريق اآلخر إىل ربديد اػبطر االجتماعي بالنسبة إىل النتائج‬
‫أك اآلثار للمخاطر االجتماعية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف الخطر االجتماعي بالنظر إلى مصدره‬
‫ذىب أصحاب ىذا الرأم إىل تعريف اػبطر االجتماعي بأنو اػبطر الذم ينشا عن العيش ُب‬
‫اجملتمع كمن ٍب فاف الضماف االجتماعي يواجو بصفة أساسية األخطار اللصيقة بالعيش ُب اجملتمع‪،‬‬
‫لكن اؼبستشف من ىذا التعريف أنو من شانو أف يدخل األخطار اليت يغطيها الضماف االجتماعي ما‬
‫ليس منها‪ ،‬كأف ىبرج منها ما ىو دائما فيها(‪ )1‬فعيب ىذا االذباه أنو ال يتطابق مع ما جرت عليو‬
‫تشريعات الضماف االجتماعي‪ ،‬ىذه التشريعات من ناحية ال تغطي صبيع األخطار الناشئة عن العيش‬
‫ُب اجملتمع‪ ،‬كمن ناحية أخرل ىناؾ أخطار ال يرجع سببها باألساس إىل العيش ُب اجملتمع فمخاطر‬
‫اغبركب مثبل كـباطر النقد )البفاض قيمتو( تنشأ عن اغبياة ُب اجملتمع كمع ذلك فالضماف‬
‫االجتماعي ال يغطيها كعلى العكس من ذلك فاؼبرض ُب ذاتو كالشيخوخة كالوفاة أخطار ذاتية تتصل‬
‫بالشخص اإلنساف ال باغبياة ُب اجملتمع كمع ذلك فاف الضماف االجتماعي يغطيها(‪.)2‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف الخطر االجتماعي بالنظر إلى آثاره‬
‫أماـ قصور التعريف األكؿ ُب ربديد ماىية اػبطر االجتماعي ‪،‬ذىب فريق آخر من الفقهاء‬
‫إىل تعريف اػبطر االجتماعي باػبطر الذم يؤثر ُب اؼبركز االقتصادم للشخص‪ ،‬يتجلى ىذا التأثَت ُب‬
‫نقص الدخل أك انقطاعو ألسباب فيزكلوجيا‪ ،‬كاؼبرض‪ ،‬العجز‪ ،‬كالشيخوخة الوفاة أك ألسباب‬

‫(‪ )1‬سعيد سعد السبلـ‪ ،‬قانون التأمينات االجتماعية‪ ،‬مطابع الوالء اغبديثة‪ ،‬ص ‪ 99‬بدكف سنة النشر‪.‬‬
‫(‪ )2‬حسُت عبد اللطيف ضبداف‪ ،‬اؼبرجع السابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪13‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل األول‬

‫اقتصادية كالبطالة‪ ،‬كما يتمثل ُب زيادة أعباء الشخص دكف االنتقاص من دخلو كما ىو اغباؿ ُب‬
‫نفقات العبلج الطيب كاألعباء العائلية اؼبتزايدة‪ ،‬فاألخطار كمهما تنوعت كأيا كانت درجة شدهتا‬
‫(‪)1‬‬
‫تشًتؾ صبيعها ُب تأثَتىا على اؼبركز االقتصادم للشخص‪.‬‬
‫لكن اؼببلحظ أف ىذا التعريف أيضا ُب حد ذاتو ال وبدد فكرة اػبطر االجتماعي بطريقة دقيقة‬
‫بل يًتكها على إطبلقها‪ ،‬فكل اؼبخاطر تؤثر بالضركرة على اؼبركز االقتصادم للشخص فبا يؤدم‬
‫بالضركرة إىل توسيع نطاؽ الضماف االجتماعي على كبو غَت مقبوؿ كيعطي لؤلخطار اليت يغطيها‬
‫الضماف االجتماعي مفهوما اقتصاديا أكثر منو اجتماعيا‪ ،‬كما أف قوانُت الضماف االجتماعي ال‬
‫تواجو سول بعض اؼبخاطر اليت تؤثر ُب الذمة اؼبالية لئلفراد مثل الشيخوخة كالعجز كال يغطي ـباطر‬
‫أخرل مثل اغبركب‪.‬‬
‫كأماـ ىذا االختبلؼ كالتباين ُب اآلراء الفقهية ؼباىية اػبطر االجتماعي كاف البد من ربديد‬
‫دقيق ؼبفهوـ اػبطر االجتماعي الذم يتعُت على الضماف االجتماعي مواجهتو‪ ،‬حبيث ال يظل قاصرا‬
‫على اغباالت اليت يفقد فيها الشخص عملو بل يشمل أيضا صبيع اغباالت اليت ينخفض فيها‬
‫مستول معيشتو‪.‬‬
‫فانقطاع العمل كتزايد األعباء العائلية‪ ،‬نبا إذا اؼبعيار الذم هبب اعتماده لتحديد األخطار اليت يتعُت‬
‫على الضماف االجتماعي مواجهتها‪ ،‬كليس مصدر ىذه األخطار كال اآلثار اليت تًتتب عليها بصرؼ‬
‫(‪)2‬‬
‫النظر عن مصدر اػبطر كطبيعتو‪ ،‬ىذا ما أكدتو االتفاقيات الدكلية باألخص اتفاقية العمل الدكلية‬
‫اليت أخذت هبا أك جزء منها معظم أنظمة الضماف االجتماعي ُب العامل كاؼبتعلقة باغبد األدٌل‬
‫للضمانات االجتماعية حيث أكجبت على الدكؿ اؼبوقعة على ىذه االتفاقية أف تلتزـ بضماف ثبلثة‬
‫على األقل من اؼبخاطر احملددة فيها على أف يكوف من بينها بصورة إجبارية من اؼبخاطر اآلتية‪،‬‬
‫األمراض اؼبهنية كإصابات العمل كالشيخوخة‪ ،‬العجز‪ ،‬البطالة كالوفاة‪.‬‬

‫(‪)1‬حسُت عبد اللطيف ضبداف‪ ،‬اؼبرجع السابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬


‫(‪ )2‬اتفاقية العمل الدكلية الصادرة ُب مؤسبر العمل الدكيل اػبامس ك الثبلثوف سنة ‪ 9319‬كاليت دخلت حيز التنفيذ ُب سنة ‪.9311‬‬

‫‪14‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل األول‬

‫بعد ىذه اإلشارة إىل معٌت الضماف االجتماعي كاػبطر االجتماعي ُب اللغة كاالصطبلح‬
‫كاختبلؼ أراء الفقو كالتشريع ُب ىذا اعبانب بسبب خاصية الضماف االجتماعي ُب حداثة النشأة‬
‫كتطوره اؼبستمر مع ارتباط نظاـ الضماف االجتماعي ك تأثره بالظركؼ االقتصادية كاالجتماعية ككذا‬
‫السياسية للبلد الذم يطبق فيو‪ ،‬لذلك قبد أنظمة الضماف االجتماعي زبتلف من بلد إىل آخر على‬
‫(‪)1‬‬
‫كبو يصعب معو كضع تعريف كاحد لو‪ ،‬يغطي كافة األنظمة اؼبطبقة ُب الدكؿ اؼبختلفة‪.‬‬
‫رغم ىذه الصعوبة‪ ،‬سنحاكؿ أف قبد للضماف االجتماعي تعريفا يصور بقدر اإلمكاف موضوعو‬
‫كمقوماتو حسب بعض الفقهاء كالكتاب انتهاء بإعطاء رأيا كتعريفا بسيطا ؽبذه اؼبنظومة االجتماعية‪.‬‬
‫فعرفتو فرقة من الفقهاء بالنظر إىل اؽبدؼ منو‪ ،‬انو ؾبموعة الوسائل اليت تستخدـ من أجل‬
‫ضماف األمن االقتصادم ألفراد اجملتمع‪ ،‬بينما ذىب آخركف ُب تعريف ىذا النظاـ االجتماعي بالنظر‬
‫إىل كسائلو فقالوا انو ؾبموعة من الوسائل الوقائية اؼبقررة غبماية األفراد من اؼبخاطر االجتماعية كربقيق‬
‫األمن االقتصادم ؽبم(‪. )2‬‬
‫ُب حُت أف من الفقهاء من حاكلوا اعبمع بُت الضماف االجتماعي كهدؼ تسعى اجملتمعات‬
‫من خبللو إىل ضماف األمن االقتصادم ألفرادىا كالضماف االجتماعي كنظاـ قانوٍل وباكؿ ذبسيد‬
‫ىذا اؽبدؼ كجاء ُب ىذا اػبصوص تعريف الدكتور حسُت عبد اهلل باف ىو ؾبموعة القواعد القانونية‬
‫اليت تنظم ضباية األفراد من اؼبخاطر االجتماعية اليت من شأهنا أف سبنعهم كليا أك جزئيا من فبارسة‬
‫نشاطهم اؼبهٍت‪ ،‬كذلك بالوسائل اليت ربددىا كعلى كبو يضمن ؽبؤالء األفراد حدا أدٌل من اؼبعيشة‬
‫‪)3(.‬‬
‫البلئقة‬
‫ككذا عرفو القاضي حسن عبد اللطيف ضبداف أنو نظاـ قانوٍل يرمي إىل ضماف عيش اؼبواطنُت‬
‫ُب حد أدٌل يليق بالكرامة اإلنسانية ‪،‬عن طريق ضباية قدرهتم على العمل ‪،‬ك عن طريق تأمُت دخل‬

‫(‪)1‬حسُت عبد اللطيف ضبداف‪ ،‬اؼبرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.91 ، 99‬‬


‫(‪ )2‬برىا معطا اهلل‪ ،‬مدخل إلى التأمينات االجتماعية‪ ،‬مصر‪ :‬دار اؼبعارؼ‪ ،‬الطبعة األكىل‪ ،9303 ،‬ص ‪.13‬‬
‫(‪)3‬مصطفى أضبد أبو عمر‪ ،‬األسس العامة للضمان االجتماعي‪ ،‬اؼبنشور حليب اغبقوقية‪ ،‬الطبعة األكىل‪ ،2010 ،‬ص‪11‬‬

‫‪15‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل األول‬

‫بديل يعوضهم عن الدخل اؼبنقطع ُب حاؿ انقطاعهم عن العمل بسبب البطالة أك اؼبرض أك‬
‫(‪.)1‬‬ ‫اإلصابات أك العجز أك الشيخوخة أك الوالدة‬
‫أما الدكتور الصادؽ اؼبهدم السعيد فقد عرفو بأنو نظاـ يهدؼ إىل خلق اإلطمئناف لدل أفراد‬
‫اجملتمع العامل عن طريق ضماف حد أدٌل لدخوؿ قائمة ؽبم ك لذكيهم ُب حاالت عجز العماؿ أك‬
‫‪)2(.‬‬
‫بطالتهم أك مرضهم‪.‬‬
‫بينما عرفو الدكتور رمضاف أبو السعود أنو نظاـ يهدؼ إىل ربقيق األمن االجتماعي لكل من‬
‫يعتمدكف ُب معاشهم على كسب عملهم‪ ،‬من بعض األخطار اليت يتعرضوف ؽبا فتعجزىم عن العمل‬
‫‪)3(.‬‬
‫كاؼبرض كإصابات العمل كالعجز كالشيخوخة كالوفاة‪.‬‬
‫يستخلص من خبلؿ ىذه التعريفات الفقهية للضماف االجتماعي كما أسلفنا أهنا متباينة‬
‫‪،‬منهم عرفو على أساس اؽبدؼ منو كاآلخر أعتربه نظاـ قانوٍل أما البعض األخر من الفقهاء فعرفو‬
‫بإعتباره ىدفا كنظاما قانونيا معا‪ ،‬كؼبا كاف من اؼبستقر أنو ليس ىناؾ من ربديد دقيق ؼبفهوـ الضماف‬
‫االجتماعي كأف التحديد األمثل ينصب ُب اذباه التعرؼ على اؼبعايَت الدنيا ؽبذا النظاـ كاليت كردت‬
‫بصيغة اتفاقية أكردهتا االتفاقية رقم ‪ 919‬الصادرة من منظمة العمل الدكلية اليت كضعت الضوابط‬
‫كاألحكاـ اعبوىرية اليت ربدد ىذا اؼبفهوـ أك على األقل ال تتجاكزه‪ ،‬بذلك يكوف الضماف االجتماعي‬
‫كفق ىذه اؼبعايَت كسيلة كحيدة بنتائج متعددة‪ ،‬كسيلة للتنمية بعد إعادة توزيع الدخل‪ ،‬كسيلة لؤلمن‬
‫اجملتمعي بعد القضاء على الفقر كذبفيف منابعو كالقضاء على اػبوؼ الذم يكبل اإلنساف كيدعوه‬
‫لرد فعل سليب قد يصل حد النقمة على ؾبتمع ال وبصل فيو على قوت يومو‪ ،‬ككسيلة للرفاىية بعدما‬
‫تضمن الدكلة معونة لفئات معينة تضطرىا ظركؼ معينة ؿبددة زمنيا باللجوء إىل الدكلة للمعونة‬
‫كاؼبساعدة‪ ،‬كىي كسيلة إلعادة تنشيط حركة السلع كاػبدمات كاألسواؽ الكبَتة بعدما تتمتع شرائح‬
‫كاسعة بنسب تغطية مناسبة من الضماف االجتماعي‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫حسُت عبد اللطيف ضبداف اؼبرجع السابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫(‪)2‬‬
‫اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫(‪)3‬‬
‫رمضاف أبو السعود‪ ،‬أصوؿ الػتامُت‪ ،‬الطبعة الثانية االسكندرية دار اؼبطبوعات اعبامعية سنة ‪ 9111‬ص ‪911‬‬

‫‪16‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل األول‬

‫من ىنا سنحاكؿ إعطاء تعريفا بسيطا يتماشى كأىداؼ الضماف اإلجتماعي‪ ،‬أك التأمُت‬
‫االجتماعي‪ ،‬إذا ىو ذلك النظاـ االقتصادم االجتماعي الذم يقوـ بوضعو كتطبيقو الدكلة مباشرة‪،‬‬
‫لتؤمن فيو حدا معينا من اؼبوارد كالدخوؿ كاػبدمات الطبية لبعض أك صبيع األفراد ُب حاالت‬
‫العوارض ك األخطار االجتماعية احملددة ُب االتفاقيات الدكلية كاليت من شأهنا أف يتوقف أك ينقطع‬
‫اإلنساف بسببها عن العمل كيصبح منها مورده غَت كاُب إلشباع حاجاتو الضركرية‪ ،‬مقابل دفعات‬
‫نقدية تدفع من قبل األفراد أنفسهم أك غبساهبم من قبل أصحاب العمل أكمن االثنُت معا‪ ،‬كقد‬
‫تساىم الدكلة أيضا ماليا‪ ،‬كأىم تلك اغباالت كاؼبخاطر‪ ،‬اؼبرض‪ ،‬العجز‪ ،‬إصابات العمل‪ ،‬البطالة‬
‫كالشيخوخة كالوالدة كالوفاة كغَتىا من الطوارئ‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬خصائص الضمان االجتماعي‬
‫دبناسبة التعريف بالضماف االجتماعي‪ ،‬خلصنا أف ىذا األخَت ىو ؾبموعة من القواعد القانونية‬
‫اليت تنظم ضباية األفراد من اؼبخاطر االجتماعية بالوسائل اليت ربددىا ىذه القواعد‪ ،‬فبا يعٍت أف‬
‫الضماف االجتماعي يتقرر بقانوف يصدر عن السلطة التشريعية ُب الدكلة‪ ،‬فهذا األخَت إذا ىو األداة‬
‫القانونية لتنفيذ نظاـ الضماف االجتماعي كتنظيم العبلقة الناشئة عنو‪ ،‬فيحدد نطاؽ تطبيقو إف من‬
‫حيث األشخاص اؼبستفيدين منو أك اػباضعُت غبكمو‪ ،‬أك من حيث األخطار اؼبشمولة بو‪ ،‬كىو يعُت‬
‫الوسائل لتحقيق الضماف ككيفية استخداـ ىذه الوسائل‪ ،‬فيحدد اؼبوارد اليت تتكوف منها أمواؿ‬
‫الضماف‪ ،‬كاؼبتحملُت بعبء التمويل‪ ،‬كما وبدد األداءات اؼبقدمة من طرؼ الضماف االجتماعي‬
‫كشركط االستفادة منها‪.‬‬
‫فبا تقدـ يتضح جليا أف ؽبذا القانوف عدة خصائص كاف لزاما عرضها ؼبزيد من البصر حبقيقة‬
‫(‪)1‬‬
‫ىذا القانوف‪.‬‬

‫(‪ )1‬أضبد حس برعي‪ ،‬الوجيز في التأمينات االجتماعية‪ ،‬مصر‪ :‬دار الفكر العريب‪ ،‬الطبعة األكىل‪ ،9339 ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪17‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب األول‪ :‬الضمان االجتماعي نظام قانوني إلزامي مرتبط بالنظام العام‬
‫يعترب الضماف االجتماعي نظاما قانونيا ألنو يتقرر بقانوف يصدر عن السلطة التشريعية ُب‬
‫الدكلة‪ ،‬ىذا األخَت ىو الذم وبدد أىداؼ النظاـ كنطاؽ تطبيقو إف من حيث األشخاص اػباضعُت‬
‫غبكمو أك من حيث األخطار اؼبضمونة منها ككسائل مواجهتها‪ ،‬كما وبدد شركط اػبضوع غبكمو‬
‫كاالستفادة من أداءتو‪ ،‬كوبدد اؼبوارد اليت تكوف أمواؿ الضماف االجتماعي كاألشخاص اؼبلزمُت‬
‫بااللبراط كاالشًتاؾ‪.‬‬
‫ىذا ما جعل الضماف االجتماعي نظاـ إلزامي تفرضو الدكلة على اػباضعُت ؽبذا النظاـ دكف‬
‫اختيار منهم‪ ،‬هبدؼ إىل إضفاء اغبماية على أشخاص تقتضي مصلحة اجملتمع ضبايتهم‪ ،‬كىذا‬
‫القصد ال يتحقق لو ترؾ ؽبؤالء حرية اػبضوع أك عدـ اػبضوع ؽبذا النظاـ ألف معظم ىؤالء كالسيما‬
‫أرباب العمل كالعماؿ كأصحاب اؼبهن اغبرة قد ىبتاركف عدـ اػبضوع بسبب ما يرتبو عليهم اػبضوع‬
‫للضماف االجتماعي من أعباء كالتزامات لذلك كاف من الطبيعي أف يطبق النظاـ على صبيع اػباضعُت‬
‫ألحكامو نظرا ؼبا يقوـ بو من ربقيق أىداؼ اجملتمع ُب العدالة كاألماف االجتماعي فبا جعل من‬
‫قواعده قواعد آمرة‪ ،‬كجعل منو جزء من النظاـ العاـ‪ ،‬كيًتتب على ىذا االعتبار عدـ جواز االتفاؽ‬
‫على ما ىبالف أحكامو كالقوؿ ببطبلف مثل ىذا االتفاؽ ما مل يكن أكثر فائدة للمضموف‪ ،‬كما لو‬
‫أتفق رب العمل كالعامل على أف يتكفل رب العمل بسد اشًتاؾ العامل ُب الضماف االجتماعي فمثل‬
‫ىذا االتفاؽ يكوف صحيحا ألنو ال ىبالف النظاـ العاـ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الضمان االجتماعي يقوم على أساس التكافل االجتماعي‬
‫يظهر ىذا األساس (التكافل) ُب تغطية نفقات الضماف االجتماعي‪ ،‬حيث تتم اؼبسانبة ُب‬
‫ىذه النفقات حبسب القدرة على التحمل بعبء الضماف االجتماعي‪ ،‬ال على أساس اغباجة إليو‪،‬‬
‫ألف الفئات احملتاجة إىل الضماف االجتماعي ىي أقل الفئات قدرة على دفع نفقاتو‪ ،‬لذا قبد أف من‬

‫‪18‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل األول‬

‫يتحمل عبء الضماف االجتماعي ىم أرباب العمل كحدىم ُب معظم اغباالت كمشاركة العماؿ‬
‫(‪)1‬‬
‫كالدكلة ُب بعض اغباالت األخرل‪.‬‬
‫كربدد اشًتاكات الضماف االجتماعي ال على أساس اػبطر اؼبضموف منو‪ ،‬من حيث درجة‬
‫احتمالو ك قيمتو‪ ،‬كما وبصل ُب الضماف اػباص بل على أساس الدخل أما أداءات الضماف فتحدد‬
‫على أساس الضرر الناشئ عن ربقق اػبطر‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الضمان االجتماعي أداة للتنمية‬
‫يعد قانوف الضماف االجتماعي أداة فعالة ُب يد الدكلة من أجل ربقيق التنمية على الصعيدين‬
‫االقتصادم كاالجتماعي‪ ،‬فتوفَت الرعاية االجتماعية للعماؿ كربرير ىم من الفقر كربقيق مستول‬
‫معيشي مناسب ؽبم يؤدم إىل رفع اؼبستول االجتماعي لتلك الطبقات كتوفَت االستقرار ُب عبلقات‬
‫العمل‪ ،‬كل ذلك يعد كسيلة فعالة لتذكيب الفوارؽ بُت الطبقات‪ ،‬حيث يقوـ أصحاب األعماؿ‬
‫باؼبسانبة ُب ربمل نفقات الضماف االجتماعي كيؤدم ىذا بدكره إىل نوع من التضامن بُت العماؿ‬
‫كأصحاب العمل فبا يزيد من عناصر الثقة كاالستقرار بُت الطرفُت كيتحقق بالتايل للمجتمع عناصر‬
‫أمنو الداخلي تقلل من مسببات الصراع االجتماعي(‪ ،)2‬أضف إىل ذلك إف رفع مستول الرعاية‬
‫الصحية كمستول دخل األفراد يلعب دكرا ىاما ُب ربسُت اؼبستول االجتماعي كيعطي فرصة أكرب‬
‫على صعيد تربية النشء‪.‬‬

‫(‪)1‬جديدم معراج‪ ،‬مدخل لدراسة قانون التأمين الجزائري‪ ،‬اعبزائر ديواف اؼبطبوعات اعبامعية بن عكنوف‪ ،‬الطبعة الرابعة‪، 2004 ،‬ص ص ‪.99،91‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫ؿبمد حلمي موراد‪ ،‬قانون التامين االجتماعية في البالد العربية‪ ،‬بَتكت‪ :‬معهد البحوث ك الدراسات العربية‪ ،‬دار الكتب‪ ، 9311 ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثالث‪ :‬التمييز بين الضمان االجتماعي و النظم المشابهة لو‬


‫يشبو الضماف االجتماعي ُب سعيو إىل مكافحة الفقر كاغباجة‪ ،‬بعض األنظمة االجتماعية‬
‫األخرل‪ ،‬كالتأمينات االجتماعية‪ ،‬اؼبساعدة االجتماعية‪ ،‬التامُت اػباص‪ ،‬لكن رغم ىذا التشابو‬
‫كالتقارب بُت نظاـ الضماف االجتماعي كاألنظمة اؼبشاهبة لو تبقى ىناؾ صبلة من الفوارؽ نعرضها كما‬
‫يلي‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الضمان االجتماعي و التأمينات االجتماعية‬
‫يقصد بالتأمينات االجتماعية ذلك النظاـ الذم يكفل تعويض اؼبؤمن عليو أك أسرتو عما يفقده‬
‫من كسب ُب حالة تعرضو ألحد اؼبخاطر اليت تؤدم إىل عدـ قدرتو على العمل‪ ،‬إذا ىي ضباية معينة‬
‫ضد خطر معُت‪ ،‬كالتأمُت على اؼبرض أك التامُت ضد إصابات العمل كالتأمُت من الشيخوخة كيقوـ‬
‫ىذا النظاـ أساسا على ربصيل االشًتاكات مقدما لتؤدم عنها اؼبزايا ُب حاالت الطوارئ اليت يتعرض‬
‫ؽبا اؼبؤمن عليو‪.‬‬
‫التأمُت االجتماعي هبذا اؼبعٌت ىبتلف عن الضماف االجتماعي من حيث نطاقو كتطبيقو‪،‬‬
‫كالغاية منو‪ ،‬فالضماف ىو تعبَت ا مشل يقصد بو صبيع اػبدمات أك اؼبساعدات أك اؼبزايا اليت تقدـ‬
‫للمحتاجُت أك اؼبستحقُت ؽبا ُب اغباالت اؼبوجبة ؽبا‪ ،‬فيسعى إذا الضماف االجتماعي إىل ضماف‬
‫معيشة األفراد ُب مستول معُت خبلؿ ضبايتهم من األخطار كاألعباء االجتماعية اليت هتددىم بالبؤس‬
‫كاغباجة‪ ،‬كاؼبرض كالعجز كغَتىا من األعباء االجتماعية‪ ،‬كتكوف ىذه اػبدمات أك اؼبساعدات كاؼبزايا‬
‫عن طريق التأمُت أك تنظيم اؼبساعدات االجتماعية اليت ربوؿ من موارد الدكلة مباشرة أك إيرادات‬
‫الوقف اػبَتم أك التعاكنيات ‪،‬ىكذا يبدك الضماف االجتماعي أبعد غاية كأكسع نطاؽ من التأمُت‬
‫االجتماعي كىو ُب سعيو لتحقيق األمن االقتصادم ألفراده قد يتوسل التأمينات االجتماعية أداة‬
‫ؼبواجهة سائر األخطار االجتماعية كبذلك يكوف الفرؽ بُت الضماف االجتماعي كالتأمُت االجتماعي‬
‫ىو الفرؽ بُت الغاية كالوسيلة‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل األول‬

‫غَت أف اؼببلحظ أف بعض الدكؿ العربية تطلق لفظ الضماف االجتماعي على نظم التأمينات‬
‫االجتماعية اؼبطبقة لديها كما ىو حاصل ُب اعبزائر‪ ،‬العراؽ ك لبناف ك تونس(‪.)1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الضمان االجتماعي والمساعدة االجتماعية‬
‫يقصد باؼبساعدة االجتماعية ىو ذلك النظاـ الذم دبوجبو تقدـ مبالغ نقدية أك خدمات‬
‫اجتماعية عينية للمحتاجُت ؽبذه اؼبساعدات‪ ،‬كتؤدل ىذه اػبدمات كاؼبساعدات إما من اغبكومات‬
‫كإما اعبمعيات أك األفراد للفقراء بدكف مقابل من ىذا زبتلف اؼبساعدة االجتماعية عن الضماف‬
‫االجتماعي من عدة نواحي كأنبها ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬اؼبساعدة االجتماعية تؤدل بدكف مقابل أما اػبدمات االجتماعية ُب الضماف االجتماعي‬
‫فتؤدل مقابل اشًتاكات يدفعها صاحب العمل دبفرده أك صاحب العمل كالعامل معا أك مع مشاركة‬
‫الدكلة ُب بعض األحياف ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اؼبساعدة االجتماعية ال تؤدل مزاياىا لطالب اؼبساعدة إال ثبت من حالتو االجتماعية احتياجو‬
‫للمساعدة‪ ،‬أما أداءات الضماف االجتماعي فتؤدل ؼبستحقيها كلما توافرت شركطها بغض النظر عن‬
‫دخوؽبم‬
‫ثالثا‪ :‬تعترب اؼبزايا اليت يقدمها الضماف االجتماعي حقا للمؤمن عليو سبكنو من اؼبطالبة القضائية هبا‬
‫أما اؼبساعدات االجتماعية فأمرىا مًتكؾ لتقدير اعبهة اؼباكبة ؽبا‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الضمان االجتماعي و التأمين الخاص‬
‫التأمُت اػباص كالضماف االجتماعي أسلوبُت ـبتلفُت لكن يتفقاف ُب نقطة أساسية‪ ،‬أف كل من‬
‫نبا يعمل على تغطية اؼبخاطر اليت يتعرض ؽبا األفراد مقابل استقطاع معُت يتمثل ُب القسط ُب‬
‫التأمُت اػباص كعلى االشًتاكات ُب الضماف االجتماعي‪ ،‬غَت أف أكجو االختبلؼ بينهما كثَتة‪ ،‬من‬
‫اعبهة األكىل ُب الوظيفة التأمينية كأسلوهبا ُب التامُت‪ ،‬فوظيفة التامُت اػباص كظيفة فردية تتعلق بسعي‬
‫كل فرد من أفراد اجملتمع على حدل لضماف مستقبلو بوسائلو اػباصة أما الضماف االجتماعي‬

‫( ‪)1‬‬
‫ؿبمد حلمي موراد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 99‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل األول‬

‫فالوظيفة التأمينية تتعلق بأىداؼ اجملتمع كغاياتو لذلك كاف الضماف االجتماعي أداة توجيهية ُب يد‬
‫الدكلة لتحقيق النفع العاـ‪.‬‬
‫كمن اعبهة الثانية تتجلى أكجو االختبلؼ أيضا ُب مركز اؽبيئة اؼبنظمة للتأمُت‪ ،‬فالتأمُت اػباص‬
‫مشركع خاص يسعى سعيا مشركعا كبو ربقيق الربح أما اؽبيئة اؼبنظمة للضماف االجتماعي فهي ىيئة‬
‫(‪)1‬‬
‫عامة تقوـ بتغطية اؼبخاطر اليت يتعرض ؽبا اؼبؤمنوف دكف أف تتعداىا إىل ربقيق الربح‪.‬‬
‫ُب األخَت التامُت اػباص بعد االستقطاعات اغباصلة يكوف التوزيع على أساس تباديل‪،‬‬
‫حبيث ال يتحمل عبء زيادة درجة احتماؿ ربقق خطر مضموف آخر أك عبء زيادة قيمتو‪ ،‬بينما يتم‬
‫التوزيع ُب الضماف االجتماعي أساسو التضامن كالتكافل ُب ربمل عبء اؼبخاطر اؼبضموف منها‬
‫حبيث يساىم صاحب اػبطر األقل قيمة ُب تغطية اػبطر األكرب قيمة‪ ،‬كيساىم صاحب اػبطر األقل‬
‫(‪)2‬‬
‫احتماال ُب تغطية اػبطر األكرب احتماال‪.‬‬
‫انطبلقا فبا سبق يبكن ربديد أكجو االختبلؼ بُت التأمُت اػباص ك الضماف االجتماعي بصفة‬
‫دقيقة كفق ما ىو مبُت ُب اعبدكؿ اآلٌب ‪4‬‬
‫التأمين االجتماعي‬ ‫التأمين الخاص (التجاري)‬ ‫عنصر المقارنة‬
‫‪-‬ال يهدؼ إىل ربقيقا لربح ؽبيئة التأمُت‪ ،‬بل ضباية‬
‫‪ -‬ربقيق الربح ؽبيئة التأمُت‬
‫للطبقات الضعيفة من اجملتمع‪.‬‬
‫‪-‬قيامو باإلرادة اغبرة للطرفُت دكف إجبار‪.‬‬ ‫الهدف من التأمين‬
‫‪-‬إجبارية التأمُت كفق شركط كالتشريع اؼبنظم‪.‬‬
‫‪-‬إضافة األرباح كالرسوـ اإلدارية لقسط التأمُت‬
‫‪-‬إلزامية‪ ،‬كتتضمن االشًتاؾ فقط‬
‫‪ -‬يتحمل ُب القسط جزء للمؤمن ‪ +‬ىيئة التأمُت‪+‬الدكلة‬
‫‪-‬قيمة مبلغ التأمُت‪+‬احتماؿ حدكث اػبطر‬ ‫سياسة تحديد‬
‫وبتسب كفق اغبالة االجتماعية للمواطن ككفق مبدأ التضامن‬
‫‪ -‬وبتسب دكف النظر للحالة اؼبادية للمؤمن لو‬ ‫(األسعار (األقساط‬
‫االجتماعي اؼبزدكج مع مراعاة اغبالة اؼبادية للمواطن‬
‫‪-‬ربديد اؼببلغ كفق اإلشراقات اؼبتعلقة حبالة الفرد‬
‫التأمين للمؤمن لو اغبرية ُب ربديد مبلغ التأمُت اؼبتبلئم مع ظركفو‬ ‫مزايا‬
‫‪-‬يقوـ على مبدأ االشًتاؾ قصد اغبصوؿ على التعويضات‬
‫‪-‬قيمة التأمُت على اؼبمتلكات ُب حدكد قيمة اػبسارة الفعلية‬ ‫التعويضات‬
‫كاألداءات‬
‫وبدد اؼبؤمن كاؼبستفيد دبقتضى تشريعات التأمينات‬
‫للفرد اغبرية ُب ربديد اؼبؤمن عليهم كاؼبستفيد‬ ‫المؤمن عليهم‬
‫االجتماعية‬
‫شركات مسانبة (كىو الشكل الغالب) أك ىيئات اكتتاب أك ىيئة حكومية (كىو الشكل الغالب) شركات كىيئات تبادلية‬
‫المؤمن‬
‫أك صبعيات كصناديق تعاكنية‬ ‫صبعيات تعاكنية‬
‫يقوـ التأمُت بتغطية األخطار كل حسب نوعو كىدفو‬ ‫‪ -‬يقوـ التأمُت بتغطية األخطار كل حسب نوعو كىدفو‬ ‫موضوع التأمين‬

‫المصدر‪ :‬عن منشورات المديرية العامة للصندوق الوطني لتأمينات االجتماعية بن عكنون الجزائر‬

‫( ‪)1‬‬
‫ؿبمد ؾبدم التبييت‪ ،‬التشريعات االجتماعية ‪ ،‬مصر‪ :‬اؼبكتب اعبامعي‪ ، 9119 ،‬ص ص ‪. 910 ، 911‬‬
‫(‪ )2‬عبد اللطيف ضبداف‪ ،‬اؼبرجع السابق‪ ،‬ص ‪99‬‬

‫‪22‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الرابع‪ :‬الضمان االجتماعي والمعونة المتبادلة‬

‫يقصد باؼبعونة اؼبتبادلة‪ ،‬اؼبعونة اليت يتبادؽبا أشخاص معرضوف ؼبخاطر متشاهبة ‪ُ،‬ب إطار‬
‫صبعيات ينشئوهنا ؽبذا الغرض تتكفل دبواجهة األخطار اليت هتددىم بالتعويض لتخفيف اآلثار اؼبًتتبة‬
‫عن حدكثها‪ ،‬رغم أف اؼبعونة اؼبتبادلة كالضماف االجتماعي يشًتكاف ُب أف كبل منهما قائم على‬
‫أساس التضامن بُت األعضاء ؼبواجهة األخطار اليت هتددىم كالتمويل على أساس االشًتاكات‬
‫اؼبدفوعة‪ ،‬إال أهنما ىبتلفاف عن بعضهم ُب كوف الضماف االجتماعي نظاـ قانوٍل كإلزامي بينما اؼبعونة‬
‫اؼبتبادلة قائمة على أساس اتفاقي بُت أعضاء اعبمعية عليو الضماف االجتماعي تقوـ بو الدكلة غبماية‬
‫اجملتمع بينما اؼبعونة اؼبتبادلة هتدؼ ضباية أعضاء اعبمعية فقط ضد األخطار اؼبتفق عليها اؼبشًتكة‬
‫اليت هتددىم‪ ،‬فالضماف االجتماعي إذا أكسع نطاقا من نظاـ اؼبعونة من حيث األشخاص اؼبستفيدين‬
‫(‪)1‬‬
‫كاؼبخاطر اؼبضمونة‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬أىداف الضمان االجتماعي‬

‫إذا كاف اؽبدؼ األساسي من الضماف االجتماعي ىو ضماف مستول مناسب ؼبعيشة كل فرد‬
‫من أفراد اجملتمع عند فقده القدرة على الكسب بصفة دائمة أك مؤقتة بسبب خارج عن إرادتو أك‬
‫الزيادة ُب أعباء اؼبعيشة حىت كمل يفقد عملو‪ ،‬فإف الضماف االجتماعي يتميز بأنبية خاصة من اعبانب‬
‫النفسي كاالجتماعي كاالقتصادم‪ ،‬كاليت يبكن أف نلخصها فيما يلي‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬من الجانب النفسي‬

‫تتمثل ُب توفَت األماف كإزالة اػبوؼ من باؿ اؼبنخرطُت كاؼبؤمنُت من األخطار اليت قد ربدث‬
‫ؽبم‪ ،‬فيصبحوف هبذا يشعركف بنوع من األماف كاالرتياح على مستقبلهم كمستقبل نشاطاهتم األمر‬
‫الذم ىبلق فيهم ركح اؼببادرة اػببلقة وبذكىم ُب ذلك األماف كاالطمئناف بفضل عملية التأمُت‬
‫االجتماعي‪ ،‬فالشخص وبس باألماف عند تأدية عملو لعلمو بأنو سيحصل على تعويض عند فقدانو‬

‫(‪ )1‬عبد اللطيف ضبداف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪23‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل األول‬

‫عملو أك نقص دخلو فَتتاح نفسيا كىي الفائدة كالوظيفة النفسية اليت يلعبها التأمُت االجتماعي‬
‫(‪)1‬‬
‫بصفة خاصة ك الضماف االجتماعي بصفة عامة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬من الجانب االجتماعي‬

‫النظاـ االجتماعي كنظاـ يهدؼ إىل ربرير العامل كأفراد أسرتو من اػبوؼ على اؼبستقبل كالقلق‬
‫على مصَته كهبعلو يعيش آمنا على نفسو كمن يعولو ُب يومو كغده‪ ،‬إذا ما فقد عملو لعلة طرأت‪ ،‬من‬
‫إصابة أك مرض أك شيخوخة حلت أك فاجأه اؼبوت قبل أف يوفر ألكالده من بعده ما ينفقوف منو على‬
‫أنفسهم‪ ،‬منو كاف ربرير اإلنساف العامل من عقدة اػبوؼ ىذه أثر على زيادة اإلنتاج ؼبا يعيشو من‬
‫ركح االستقرار ذبعلو ينصرؼ بكل طاقتو إىل اإلنتاج كإجادة العمل(‪.)2‬‬

‫يهدؼ الضماف االجتماعي إىل إحبلؿ التضامن االجتماعي ؿبل الفردية‪ ،‬فالضماف يقوـ على‬
‫أساس اؼبواجهة اعبماعية لئلخطار اليت ربيق بالفرد‪ ،‬حبيث أصبح حق الفرد ُب العيش بأماف‪ُ ،‬ب ظل‬
‫الضماف االجتماعي دينا على ؾبتمعو‪ ،‬فأصبحت هبذا فكرة التكافل أك التضامن االجتماعي ىي‬
‫أساس مشاركة العماؿ كأرباب العمل كالدكلة ُب بعض األحياف ؼبواجهة األخطار االجتماعية‪ ،‬كعلى‬
‫(‪)3‬‬
‫ىذا النحو ساعد الضماف االجتماعي على إشاعة الشعور بالتضامن ُب اجملتمع الواحد‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬من الجانب االقتصادي‬

‫يلعب الضماف االجتماعي دكر ىاـ ُب تطوير كتنمية االقتصاد الوطٍت ذلك عن طريق شعور‬
‫العامل باالستقرار ُب عملو‪ ،‬كاطمئنانو على مستقبلو كربسُت ظركؼ عملو‪ ،‬كتعويضو عن األجر‬
‫اؼبفقود أك اؼبنتقص فيزيد من إنتاجو كمن قدرتو على اإلبداع كاالبتكار‪ ،‬فيوفر هبذا الضماف‬
‫االجتماعي للمؤمنُت كذكيهم ُب حالة اؼبرض أك البطالة أك الشيخوخة كحىت الوفاة إعانات نقدية‬

‫(‪ )1‬الطيب ظباٌب مداخلة ربت عنواف اإلطار القانوني للتأمينات االجتماعية في التشريع الجزائري‪ ،‬كلية العلوـ اإلقتصادية كالتجارية جامعة سطيف‬
‫يوـ ‪91‬ك‪ 90‬أفريل ‪.9199‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫ؿبمد حلمي مراد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫حسُت عبد اللطيف ضبداف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.999 ، 991‬‬

‫‪24‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل األول‬

‫كعينية سبكنهم من اغبفاظ على قدرهتم الشرائية‪ ،‬فيقبلوف على طلب السلع كاػبدمات األمر الذم‬
‫يزيد ُب حجم االستهبلؾ فبا يساعد أصحاب رؤكس األمواؿ التوسع ُب استثماراهتم لتلبية ىذا‬
‫(‪)1‬‬
‫اغبجم من االستهبلؾ كىذا بدكره يؤدم إىل زيادة فرص العمل كازدياد الطلب على أيدم العاملة‪.‬‬

‫المبحث الخامس‪ :‬تمويل وإدارة الضمان االجتماعي‬

‫يقوـ نظاـ الضماف االجتماعي على تغطية بعض اؼبخاطر اليت هتدد أفراد اجملتمع ُب أمنهم‬
‫اؼبعيشي‪ ،‬غَت أف قباح نظاـ الضماف االجتماعي ُب ربقيق مهمتو يتوقف على توفَت األمواؿ البلزمة‬
‫لتغطية ىذه اؼبخاطر اؼبضمونة ككجود إدارة كفئة تتوىل تنظيم ىذه العملية‪ ،‬فتقوـ حبصر األشخاص‬
‫اػباضعُت للضماف كربصيل اإلرادات اؼبقررة ٍب تقدَل األداءات البلزمة ؼبستحقيها كذلك كفق‬
‫إجراءات بسيطة كبعيدة عن كل تعقيد‪.‬‬

‫كعلى ىذا سنربز أسس سبويل الضماف االجتماعي كإدارتو بوجو عاـ قبل التطرؽ الحقا إىل ىذا‬
‫الشأف ُب التنظيم كالتشريع اعبزائرم بوجو خاص‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تمويل الضمان االجتماعي‬

‫يقصد بتمويل الضماف االجتماعي ربديد اؼبوارد اؼبالية البلزمة لتغطية األداء كالنفقات اإلدارية‪.‬‬
‫كقد التمست ُب ىذا نظم الضماف االجتماعي أسلوبُت لتدبَت ىذه اؼبوارد آال كنبا التمويل بواسطة‬
‫االشًتاكات كالتمويل بواسطة الضرائب‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التمويل بواسطة االشتراكات‬

‫يقصد باالشًتاكات اؼببالغ اليت يساىم هبا كل من العماؿ كأصحاب العمل كالعماؿ اؼبهنيُت‬
‫كاألعماؿ اغبرة لتغطية نفقات الضماف االجتماعي من خدمات كمصركفات إدارية مع اإلشارة على‬
‫كجوب أف تكوف مداخيل الضماف االجتماعي متوازنة مع النفقات‪.‬‬

‫(‪)1‬زيداف ؿبمد ك يعقويب ؿبمد‪ ،‬فعالية اؼبوارد التمويل اؼبتاحة ؼبؤسسات التأمُت االجتماعي‪ ،-‬كرقة مقدمة ُب ملتقى الدكيل اعبزائرم ُب ربقيق السبلمة‬
‫اؼبالية لنظاـ الضماف االجتماعي‪ ،‬الصناعة التأمينية الواقع العملي آفاؽ تطوير‪ ،‬ذبارب الدكؿ‪ ،‬ديسمرب سنة ‪ 9199‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪،‬‬
‫ص ‪.11‬‬

‫‪25‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل األول‬

‫كقد أختلف ربديد نسب االشًتاكات من تشريع لؤلخر‪ ،‬منها من ربط االشًتاؾ باألجر‬
‫كالدخل ك آخر جعل االشًتاؾ ؿبددا دببلغ ثابت من دكف أف يربطو باألجر‪.‬‬

‫اؼببلحظ أف أغلب التشريعات كالنظم الضماف االجتماعي أخذت بوسيلة التمويل عن طريق‬
‫ربط االشًتاؾ باألجر كالدخل ألنو أكثر استجابة العتبارات العدالة االجتماعية من االشًتاؾ الثابت‬
‫ألنو هبعل من اؼبسانبة ُب نفقات الضماف االجتماعي متناسبة مع موارد الشخص كمكاسبو‪ ،‬كما أنو‬
‫أقدر على توفَت األمواؿ البلزمة لتغطية نفقاتو ال سيما اغباالت اليت تزيد فيها األجور كاألسعار‬
‫بسبب ما يتميز بو من مركنة تقود إىل رفع كاردات الصندكؽ كجعلها تتماشى مع الواقع االقتصادم ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التمويل بواسطة الضرائب‬

‫يقصد هبذا األسلوب أف تقوـ الدكلة بفرض ضريبة خاصة بالضماف االجتماعي كالضرائب‬
‫اؼبباشرة أك غَت مباشرة‪ ،‬ىبصص ريع ىذه الضريبة لتمويل الضماف االجتماعي جبميع فركعو أك بعض‬
‫من فركعو مع إمكانية أف تكوف عامة أك عادية حبيث تلتزـ الدكلة بتخصيص ريعها ؼبرفق معُت كُب‬
‫ىذه اغبالة تؤخذ أمواؿ الضماف االجتماعي من اؼبوازنة العامة للدكلة شأهنا ُب ذلك شأف باقي‬
‫اػبدمات العامة األخرل‪.‬‬

‫إال أف ىذه الوسيلة من التمويل يأخذ عليها أهنا صعبة اؼبناؿ ال سيما ُب البلداف اؼبتخلفة أك ُب‬
‫طريق النمو ألهنا ال ربقق العدالة االجتماعية بسبب التهرب من دفع الضرائب ككجود إدارة كفأه ُب‬
‫ىذا اجملاؿ‪ ،‬ؽبذا أخذت جل الدكؿ بنظاـ التمويل عن طريق االشًتاكات مع ربمل اػبزينة العامة‬
‫بنصيب من أعباء الضماف االجتماعي باإلضافة إىل تدخلها عند حدكث خلل ُب ميزانية نظاـ‬
‫(‪)1‬‬
‫الضماف االجتماعي بُت مدا خيلو ك نفقاتو‬

‫( ‪)1‬‬
‫ؿبمد ؾبدم التبييت‪ ،‬المرجع السابق‪ ،9119 ،‬ص ‪. 910 ، 911‬‬

‫‪26‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثالث‪ :‬التوازن المالي للضمان االجتماعي‬

‫لتحقيق قباح نظاـ الضماف االجتماعي ُب تغطية اؼبخاطر االجتماعية البد من ربقيق التوازف‬
‫بُت كارداتو كنفقاتو اؼبقررة‪ ،‬منو ربرص ـبتلف تشريعات الضماف االجتماعي إعطاء ـبتلف فركع ىذا‬
‫األخَت االستقبلؿ اؼبايل الذم يبكنو من التصرؼ ُب مدا خيلو لتغطية نفقاتو‪.‬‬

‫لكن قد وبدث أال يتحقق ؽبذا النظاـ التوازف اؼبايل الكاُب لتغطية نفقاتو إذ تزيد النفقات على‬
‫اؼبداخيل فبا ينتج عليو العجز اؼبايل الذم يضعف قدراتو على النهوض باألعباء اؼبلقاة على عاتقو‪،‬‬
‫فحرص اؼبشرع على كفالة التوازف اؼبايل للضماف االجتماعي بنصوص تشريعية تبُت إجراءات ىذا‬
‫التدخل كطريقة سد ىذا العجز‪ ،‬فإذا الحظت أف ىذا األخَت ال يعدك كأف يكوف عجز عابر ال وبتاج‬
‫إىل رفع االشًتاكات‪ ،‬يبكن للدكلة أف تتدخل كتساعد الصناديق اػباصة بالضماف االجتماعي على‬
‫إعادة التوازف اؼبايل ؽبا ألهنا ُب األخَت هتدؼ إىل ربقيق خدمة عامة من تلك اليت تضطلع الدكلة ذاهتا‬
‫إىل ربقيقها‪.‬‬

‫ُب األخَت ذبدر اإلشارة أف كل نظاـ كتشريع ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي وبدد من ىو اؼبلزـ‬
‫بتحمل عبء دفع االشًتاكات السابقة الذكر كاليت يتم ربصيلها بأحد الوسائل احملددة ُب تشريعات‬
‫التأمينات االجتماعية بوجو خاص كعادة ما يكوف صاحب العمل ُب بعض األنظمة‪ ،‬كقد يكوف‬
‫صاحب العمل كالعامل معا كتساىم الدكلة ُب اؼبشاركة ُب بعض األحياف‪ ،‬ىذا كيتوقف ربديد‬
‫األطراؼ اؼبشاركة ُب ربمل األعباء اؼبالية ُب التأمينات االجتماعية كنسبة اؼبشاركة كاؼبسانبة كل منهم‬
‫على الظركؼ االقتصادية لكل دكلة كأحواؽبا االجتماعية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إدارة الضمان االجتماعي‬

‫يعد الضماف االجتماعي من اؼبرافق اغبيوية ُب الدكلة نظرا للحماية اليت يقدمها للمواطنُت‪ ،‬عن‬
‫طريق تغطيتو للمخاطر االجتماعية‪ .‬لبلوغ ىذا اؽبدؼ يقتضي قياـ جهاز إدارم على درجة من‬
‫الكفاءة كالقدرة سبكنو من إدارة العملية ؼبا تنطوم عليو‪ ،‬من حصر األشخاص اؼبشمولُت بالتغطية‬

‫‪27‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل األول‬

‫االجتماعية كتسجيل البيانات اؼبتعلقة هبم‪ ،‬كربصيل االشًتاكات من اعبهات اؼبكلفة هبا كتقدَل‬
‫األداءات كالتعويضات ؼبستحقيها‪.‬‬
‫كيعود للتشريع الوطٍت ربديد طريقة اإلدارة لكوف عدـ كجود مبوذج موحد إلدارة الضماف‬
‫االجتماعي‪ ،‬ىبتلف شكل ىذه اإلدارة باختبلؼ األنظمة القائمة كالسياسات اليت ربكمها كاليت‬
‫يتبُت من خبلؽبا أهنا متبعة احد األساليب اؼبتعارؼ عليها أال كىي‪ ،‬طريقة اإلدارة الذاتية‪ ،‬طريقة‬
‫اإلدارة اغبكومية‪ ،‬طريقة اإلدارة النقابية(‪.)1‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اإلدارة الذاتية‬

‫تقوـ اإلدارة الذاتية باألساس على مشاركة أصحاب اؼبصلحة من الضماف االجتماعي كىم‬
‫األجراء أك الغَت أجراء كأصحاب العمل كالدكلة‪ ،‬كقد تكوف اإلدارة من طرؼ األجراء كأصحاب‬
‫العمل ربت كصاية ك مراقبة الدكلة‪ ،‬كىي الصيغة اؼبنتشرة بكثرة خاصة ُب الدكؿ النامية‪.‬‬

‫بذلك أنشأت مؤسسة الضماف االجتماعي كسبتعها بقدر كاسع من االستقبلؿ اؼبايل كاإلدارم‪،‬‬
‫تسَت عن طريق ؾبلس إدارة يتكوف من فبثلُت عن اغبكومة كأصحاب األعماؿ كاألجراء كزبضع لرقابة‬
‫السلطة اؼبركزية‪ .‬لكن توحيد اإلدارة ال يعٍت الوظيفة اإلدارية كقصر فبارستها على اإلدارة اؼبركزية فقط‪،‬‬
‫إذ أجازت معظم النظم اؼبتعلقة بالضماف االجتماعي إتباع أسلوب اؼبركزية ُب التخطيط كالبلمركزية ُب‬
‫التنفيذ ‪ ،‬فتلجأ إىل إنشاء مكاتب أك صناديق ؿبلية أك إقليمية من أجل تسَت عملية الضماف كتبسيط‬
‫اإلجراءات ُب التعامل بُت مؤسسة الضماف االجتماعي من جهة كاؼبعنيُت بالضماف من جهة ثانية‪.‬‬

‫دبا أف الضماف االجتماعي يؤمن عدة فركع منها على سبيل اؼبثاؿ تأمُت اؼبرض كحوادث‬
‫العمل‪ ،‬الشيخوخة‪ ،‬العجز‪ ،‬البطالة‪ ،‬ارتأت بعض النظم أف تنشأ لكل فرع خطر ىيئة خاصة تسَته‬
‫كتديره بطريقة اإلدارة الذاتية‪ ،‬من ىذا يبكن أف نستخلص إف اإلدارة الذاتية للضماف االجتماعي‬
‫زبتلف باختبلؼ النظاـ اؼبطبق ُب كل بلد‪ ،‬حيث رأل البعض األخذ دببدأ التخصص العتبارات فنية‬

‫( ‪)1‬‬
‫حسُت عبد اللطيف ضبداف ‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 991‬‬
‫‪ -‬عادؿ عبد اغبميد عز‪ ،‬التأمينات االجتماعية المبادئ النظرية والعلمية‪ ،‬لبناف‪ :‬دار النهضة العربية بَتكت‪ ،9303 ،‬ص‪91‬‬

‫‪28‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل األول‬

‫تتعلق باختبلؼ أنواع الضماف االجتماعي بينما رأل البعض اآلخر األخذ دببدأ التوحيد اقتصادا‬
‫للنفقات كتسَت العمل‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اإلدارة الحكومية‬

‫دبقتضى اإلدارة اغبكومية للضماف االجتماعي‪ ،‬تتوىل اإلدارة الدكلة إدارة النظاـ الضماف‬
‫االجتماعي بصورة مباشرة بواسطة إدارهتا اؼبختصة‪ ،‬حيث تكوف اؽبيئة اإلدارية اليت تتوىل إدارة شؤكف‬
‫الضماف االجتماعي جزءا من اإلدارة العامة‪ ،‬فتفقد مظاىر االستقبلؿ اؼبايل كاإلدارم الذم تتمتع بو‬
‫ىذه اإلدارة الذاتية‪ ،‬تقوـ الوزارة اؼبعنية بإدارة مؤسسة الضماف االجتماعي بنفسها باإلدارة كاإلشراؼ‬
‫على خدمات الضماف االجتماعي بفركعها اؼبؤمنة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬اإلدارة النقابية‬

‫يقصد باإلدارة النقابية أف تتوىل النقابات العمالية إدارة ىيئات الضماف االجتماعي بنفسها‪،‬‬
‫بالسهر على احًتاـ اإلدارات كاؼبؤسسات ُب كل ما يتعلق حبماية العماؿ كاؼبستخدمُت من ـباطر‬
‫العمل‪ ،‬عليو أىم ما تتميز بو ىذه اإلدارة ىو تنظيمها على أساس فركع اإلنتاج ذلك أف تقدَل‬
‫اػبدمات اؼبادية ُب احملل الذم تتم فيو عمليات اإلنتاج‪ ،‬من شأنو أف يقدـ ضمانا أكرب ُب ضباية‬
‫(‪)1‬‬
‫القول العاملة‪.‬‬

‫ىذه اإلدارة النقابية تتميز هبا اجملتمعات االشًتاكية‪ ،‬حيث تكوف عباف التأمُت االجتماعي‬
‫داخل اؼبشاريع كاإلدارات نفسها مع سبتعها بصبلحيات كاسعة ُب ازباذ اإلجراءات الكفيلة للوقاية من‬
‫األمراض كاإلصابات اؼبهنية عن طريق عباف التفتيش العمل كالسبلمة العامة اؼبتكونة أصبل من العماؿ‬
‫كاؼبستخدمُت كالفنيُت كاألطباء‪ ،‬فبا يًتتب عليو ربط إدارة التأمُت االجتماعي بظركؼ العمل اغبقيقية‪.‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫حسُت عبد اللطيف ضبداف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪992‬‬

‫‪29‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل األول‬

‫خالصة الفصل األول‬

‫إف اإلنساف ُب حرصو اؼبستمر على ربسُت كضعو االجتماعي كُب سعيو الدائم لتحقيق ذاتو‬
‫يبلكو ىاجس اػبوؼ من الفقر كاؼبرض‪ ،‬العجز‪ ،‬الشيخوخة‪ ،‬الوفاة‪ ،‬كيزداد الشعور باػبوؼ عند فئة‬
‫من الناس ال سبلك ما تواجو بو ىذه األخطار‪ ،‬فعرفت اجملتمعات أشكاال متنوعة من طرؽ اغبماية‬
‫تلمس اإلنساف من خبلؽبا الوسائل اليت تقيو من ىذه اؼبخاطر كاليت سانبت ُب تكوينها ظركؼ‬
‫الزماف كاؼبكاف كعملت على إنضاجها التطورات االقتصادية كاالجتماعية كالسياسية كحىت العقائدية‬
‫اليت مرت هبا البشرية‪ ،‬فأخذت معاكنة اإلنساف لئلنساف عرب التاريخ صورا شىت إىل أف لبست حلة‬
‫الضماف االجتماعي الذم تكفل فيو اجملتمع ضماف العيش لؤلفراد بكرامة ك استقرار‪.‬‬

‫يعترب الضماف االجتماعي ظاىرة من الظواىر اليت تتميز هبا اجملتمعات اغبديثة خاصة بعد‬
‫ظهور الثورة الصناعية كدخوؿ اجملتمعات اغبديثة التصنيع‪ ،‬فكانت األرض اػبصبة لتأسيس اغبركات‬
‫العمالية كما صحب ذلك من تناقضات بُت ىذه الطبقة كأصحاب العمل‪ ،‬عليو كاف ال بد من‬
‫الوصوؿ إىل حلوؿ عادلة تضع حدا لبلستغبلؿ كتوفر اؼبناخ البلزـ لئلنتاج كاالستقرار فكاف ميبلد‬
‫التشريعات العمالية كالتشريعات التأمينية‪ ،‬بو أصبحت اجملتمعات اغبديثة ترل ضركرة إهباد ؾبموعة من‬
‫الضمانات ؼبواجهة أخطار متعددة يتعرض ؽبا الفرد ُب اجملتمع‪ ،‬فربز اؼبيل لتأكيد مسؤكلية الدكلة ذباه‬
‫األفراد على الصعيد االقتصادم كاالجتماعي‪.‬‬

‫كما أف ظهر الضماف االجتماعي بصيغتو التشريعية حىت تراجعت أساليب اغبماية التقليدية‬
‫أك اػباصة لصاّب النظاـ اعبديد كعم استعمالو ُب الدكؿ الصناعية منها كغَت الصناعية‪ ،‬اؼبتقدمة‬
‫كالنامية حىت أصبح جزأ من بنياف اجملتمعات اليت طبق فيها يتأثر هبا ك يؤثر فيها على كبو هبعل لو‬
‫دكرا ىاما ُب توجيو اجملتمع إىل جانب دكره األصلي كأداة لؤلماف االقتصادم كاالجتماعي‪.‬‬

‫تلعب اغبماية االجتماعية دكرا ىاما ُب حياة اجملتمع من الناحية االقتصادية كاالجتماعية‬
‫خاصة‪ ،‬زبصص ؽبا الدكؿ ؾبموعة من األنظمة كاآلليات اليت يبكن أف تندرج ضمن صناديق متعددة‬

‫‪30‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل األول‬

‫كمتنوعة أك حىت كزارات‪ ،‬كغالبا ما تكوف آليات اغبماية االجتماعية ُب الدكؿ ُب شكل صناديق‬
‫للضماف االجتماعي كالتامُت عن البطالة كالتقاعد ُب إطار ككفق ما صدر عن االتفاقيات الدكلية اليت‬
‫شجعت الدكؿ على تطبيق أنظمة لضماف االجتماعي ُب تشريعاهتا الوطنية كتطوير ىذه األنظمة ُب‬
‫نطاؽ حد أدٌل من اغبماية كربققت بعض ىذه اؼببادئ ُب التشريعات الوضعية لبعض الدكؿ فكاف‬
‫ؽبا دكر رائد ُب ربقيق األمن االجتماعي‪ ،‬كانطبلقا من ىذا التطور الذم شهده قانوف التأمُت‬
‫االجتماعي قامت أنظمة الضماف االجتماعي على مبدأ مشاركة اؼبضمونُت كأصحاب العمل كالدكلة‬
‫بنسب متفاكتة ُب سبويل ىذا النظاـ كعلى الفصل بُت األداءات كاالشًتاكات‪ ،‬حبيث يكوف التضامن‬
‫االجتماعي الضماف لتأمُت اؼبوارد البلزمة األداءات لكوف الضماف االجتماعي أصبح كسيلة ضباية‬
‫اجتماعية كرستها اؼبادة ‪ 99‬من اإلعبلف العاؼبي غبقوؽ اإلنساف الصادر عن اعبمعية العامة لؤلمم‬
‫اؼبتحدة بتاريخ ‪" 9392/99/91‬لكل إنساف اغبق دبستول من العيش كاؼ لتامُت الصحة كاغبياة‬
‫البلئقة لو كلعائلتو كما لو اغبق بالضماف ُب حاالت البطالة‪ ،‬اؼبرض‪ ،‬كالعجز‪ ،‬كالشيخوخة أك ُب‬
‫اغباالت اليت يفقد فيها كسائل عيشو ألسباب خارجية عن إرادتو"‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطور التاريخي للضمان االجتماعي‬
‫التطور التاريخي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إذا كانت النظرة الفاحصة ُب مرآة القانوف اؼبقارف تؤكد لنا حقيقة ارتباط القانوف كتفاعلو مع‬
‫الواقع‪ ،‬فإف صفحات التاريخ ىي اليت تفسر لنا حقيقة تشريعاتنا اؼبعاصرة كمسار تطورىا ‪،‬لعل خَت‬
‫كسيلة لفهم اغباضر ىي التمعن ُب طيات اؼباضي‪ ،‬لذا ال يتصور فهم النظم القانونية دكف حبث‬
‫تطورىا كجذكرىا التارىبية من ناحية معرفة الظركؼ السياسية كاالقتصادية كاالجتماعية اليت تتفاعل‬
‫معها من ناحية أخرل ‪.‬‬
‫من ىذا فإف دراسة الضماف االجتماعي باعتباره ؾبموعة من الضمانات اليت توفر لئلنساف نوعا‬
‫من اغبماية ضد العديد من اؼبخاطر تقتضي منا بادئ ذم بدء نظرة عامة حوؿ عوامل تطوره كبيئة‬
‫نشأتو(‪ )1‬كاألنظمة اليت تبلورت فيها ىذه الفكرة كتطورىا عرب التاريخ كصوال إىل ىذا النظاـ اعبديد‬
‫اؼبسمى الضماف االجتماعي لكن ىذه ال ينفي أف يكوف ىذا األخَت ؿبطة على طريق البحث عن‬
‫األماف الذم ينشده اإلنساف منذ خلقو ‪.‬‬
‫كانطبلقا من ذلك فإف الضماف االجتماعي عرؼ تطورات تارىبية تبعا التساع أك ضيق فكرة‬
‫اؼبخاطر االجتماعية كأكؿ بوادره ظهرت مع بداية النصف الثاٍل من القرف التاسع عشر كمل يظهر‬
‫بشكلو اغبديث إال ُب بداية القرف العشرين إثر األزمة االقتصادية لسنة ‪ 9393‬ك مل يبدأ ُب االنتشار‬
‫إال ُب أعقاب اغبرب العاؼبية الثانية‪ ،‬كذبلت اغباجة أكثر فبا مضى إىل كضع نظاـ ضباية كضماف‬
‫اجتماعيُت كفيل دبواجهة كل ما من شأنو اؼبساس بالفرد ُب كيانو أك مالو ككذا ضماف استمرارية‬
‫نشاطو كاغبفاظ على حقوقو كعائلتو‪.‬‬

‫(‪ )1‬حسُت منصور‪ ،‬قانون التامين االجتماعي‪ ،‬مصر‪ :‬دار النشر اؼبعارؼ‪ ،9330 ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪33‬‬
‫التطور التاريخي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬وسائل الحماية االجتماعية السابقة لنظام الضمان االجتماعي‬


‫الضماف االجتماعي دبفهومو الراىن ىو حصيلة مسار تارىبي طويل‪ ،‬ارتقى من مرتبة اغباجة‬
‫إىل مستول النظاـ الذم يكفل ىذه اغباجة‪ ،‬فبدأ مع ظهور اؼبخاطر االجتماعية كمع شعور اإلنساف‬
‫ُب مواجهة ىذه اؼبخاطر باغباجة إىل ضباية أمنو اؼبعيشي‪ ،‬فاإلنساف يعيش ُب األصل على ما يكسبو‬
‫من عملو فإف عز العمل أك فقد القدرة عليو كقع ُب اغباجة كتعرض كجوده للخطر‪.‬‬
‫عليو إف اإلنساف ُب حرصو اؼبستمر على ربسُت كضعو االجتماعي كُب سعيو الدائم لتحقيق‬
‫ذاتو‪ ،‬يبلكو ىاجس اػبوؼ من غده كالقلق على مستقبلو‪ ،‬فتلمس اإلنساف ما تيسر لو من الوسائل‬
‫اليت تقيو من ىذه اؼبخاطر كاليت سانبت ُب تكوينها ظركؼ الزماف كاؼبكاف كعملت على إنضاجها‬
‫التطورات االقتصادية كالبشرية كاالجتماعية كالسياسية كالعقائدية اليت مرت البشرية منذ كجودىا حىت‬
‫اليوـ‪.‬‬
‫ؽبذا كاف لزاما أف نتطرؽ إىل التطور عرب التاريخ كصوال إىل ىذا النظاـ اعبديد اؼبسمى نظاـ‬
‫الضماف االجتماعي من ىنا تكوف خطة اؼببحث مقسمة إىل مطلبُت نتناكؿ ُب األكؿ كسائل اغبماية‬
‫االجتماعية السابقة لنظاـ الضماف االجتماعي كالثاٍل نشأة التأمُت االجتماعي ُب الدكؿ الرائدة‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الحماية العائلية و القبلية‬
‫كانت األسرة أك العائلة تتضامن فيما بينها لتقدـ اإلعانة إىل أحد أعضاء العائلة باعتبار أف‬
‫رابطة الزكاج كعاطفة األبوة كصلة القرابة كالدـ كانت الدعائم اليت قاـ عليها التضامن ُب العائلة‪ ،‬غَت‬
‫أف ىدا التضامن بدأ يضعف مع تطور اغبياة البشرية كما ترتب عليها من آثار ال تقدر األسرة أك‬
‫العائلة على مواجهتها‪ ،‬فأصبحت ىناؾ حاجة إىل كسيلة تقوـ مقاـ ىذا التضامن العائلي‪ ،‬فأصبح‬
‫الفرد احملتاج يلجأ إىل رئيس القبيلة أك العشَتة طالبا التضامن معو كإعانتو‪ ،‬ىده اإلعانة كانت تقوـ‬
‫على أساس كمقابل الوالء كالطاعة لرئيس القبيلة‪ ،‬كقد يكوف اؼبقابل اػبركج إىل ميداف اؼبعارؾ أك‬
‫العمل ُب ارض رئيس القبيلة(‪.)1‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫أنطواف قيسي‪ ،‬التشريعات االجتماعية ‪ ،‬الكتاب الثاٍل‪ ،‬جامعة حلب‪ ، 9310 ،‬ص ص ‪.3 ، 2‬‬

‫‪34‬‬
‫التطور التاريخي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المساعدة االجتماعية‬


‫اؼبساعدة االجتماعية تقوـ على فكرة اإلحساف ببعدىا األخبلقي كالديٍت‪ ،‬كما تقوـ على‬
‫مبادئ اغبق الطبيعي كمنها حق اإلنساف باغبياة الكريبة‪ ،‬كتتجلى ُب مساعدة الفئات اؼبيسورة للفئات‬
‫(‪)1‬‬
‫فهي باألساس كل ما يقدـ للفقراء كاؼبعوزين من ىبات كصدقات كعطايا للتخفيف من‬ ‫احملتاجة‬
‫عوزىم‪ ،‬فاؼبساعدة هبذا اؼبعٌت قديبة قدـ اإلنسانية نفسو أساسا على الشفقة كاألحاسيس النبيلة‬
‫كاؼبساعدة قد تأٌب من األفراد بناء على باعث داخلي وبض على فعل اػبَت كقد تصدر عن مؤسسات‬
‫خَتية مدفوعة بنفس الدافع‪ ،‬كما قبد اؼبساعدة االجتماعية مقدمة من طرؼ الدكلة لكل من يثبت‬
‫حاجتو كعدـ قدرتو على كسب قوتو‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬االدخار‬
‫حاكؿ اإلنساف منذ البداية أف يدخر جزء من دخلو أمبل ُب مواجهة احتياجاتو اؼبستقبلية‬
‫غَت اؼبتوقعة فأضحى يقتطع جزء من إيراده كدخلو اغباضر ليواجو بو األحداث كاغباجات اليت يبكن‬
‫وبملها اؼبستقبل‪ ،‬فأصبح االدخار كسيلة من الوسائل يلجأ إليها األفراد كُب بعض األحياف الدكلة ؼبالو‬
‫من مزايا ىامة لدفع عجلة االستثمار كالتنمية االقتصادية كذلك بتنظيم صناديق التوفَت كنظاـ الودائع‪.‬‬
‫إال أف كسيلة االدخار يعاب عليها أهنا كسيلة فردية ؼبواجهة اؼبخاطر االجتماعية‪ ،‬فاؼبدخر‬
‫وباكؿ أف يواجو اػبطر دبا يكوف قد أدخره‪ ،‬متحمبل نتائج اػبطر كحده‪ .‬هبذا الشكل يكوف االدخار‬
‫كسيلة غبماية اؼبدخر فقط دكف أف يكوف كسيلة لضماف األمن االقتصادم كاالجتماعي للمجتمع‬
‫فضبل عن أف االدخار الفردم ال يفيد إذا ما كقعت اؼبخاطر قبل سباـ االدخار مع ما قد تتعرض لو‬
‫ىذه اؼبدخرات من تدىور بسبب االلبفاض ُب قيمة اؼبدخرات كالعملة‪ ،‬من ىذا كاف من الضركرم‬
‫البحث عن كسائل أخرل ؼبواجهة كل اؼبخاطر االجتماعية‪.‬‬

‫(‪)1‬رفيق سبلمة‪،‬شرح القانون الضمان االجتماعي‪ ،‬بَتكت‪ :‬مؤسسة عبد اغبفيظ لتجليد كتصحيح الكتب‪ ،9330 ،‬ص ‪.92‬‬

‫‪35‬‬
‫التطور التاريخي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب الرابع‪ :‬التعاضديات االجتماعية‬


‫ىو نظاـ تكافل اجتماعي لبلحتياط كللتأمُت يقوـ على التعاكف اؼبتبادؿ بُت أعضاء‬
‫مشًتكُت ؾبتمعُت ُب إطار صبعية كاحدة ال هتدؼ للربح‪ ،‬منو أصبحت التعاضديات تشكل حاليا‬
‫إحدل مكونات الضماف االجتماعي ُب ؾباؿ التآزر ك اؼبساكاة بُت اؼبخرطُت ‪،‬فاضطلعت التعاكنيات‬
‫القياـ بأعماؿ التضامن كاؼبساعدة االحتياطية لفائدة أعضائها اؼبنخرطُت كذكم اغبقوؽ من خبلؿ‬
‫دفع اشًتاكات مقابل ضماف أداءات النظاـ العاـ الفردية أك اعبماعية أك التكميلية كحىت اإلضافية إىل‬
‫األداءات اؼبقدمة من قبل الضماف االجتماعي‪ ،‬كاالستفادة من الفارؽ بُت التعويضات اؼبقدمة من‬
‫ىيئات الضماف االجتماعي ُب إطار األداءات كذا التقاعد التكميلي اؼبقدرة بثمنُت باؼبئة(‪ )%21‬كمئة‬
‫باؼبئة (‪ )%911‬ألمر الذم نتناكلو بالشرح الواُب ُب مبحث اغبقوؽ التكميلية التعاضديات االجتماعية‬
‫المطلب الخامس‪ :‬التأمين الخاص‬
‫إف مبدأ التأمُت اػباص ىو كمبدأ التعاضد‪ ،‬تتوىل شركات ذبارية صبع أقساط التأمُت من‬
‫ؾبموعة أفراد كتدفع ؽبم تعويضات عندما يتحقق الطارئ اؼبؤمن ضده‪ ،‬االختبلؼ بينهما أف صناديق‬
‫التعاضد ال هتدؼ إىل الربح بينما شركات التأمُت يكوف الربح فيها غاية نشاطها بسب ىذا اؽبدؼ‬
‫فإف شركات التأمُت ترفع قيمة األقساط عندما تكوف اؼبخاطر مرجحة اغبدكث كيبقى الفقَت غَت قادر‬
‫على التامُت ضد صبيع اؼبخاطر احملتملة الف كلفة التأمُت تثقل كاىلو(‪.)1‬‬
‫المطلب السادس‪ :‬التأمينات االجتماعية‬
‫بعد فشل الوسائل السابقة ُب ربقيق األمن االقتصادم كاالجتماعي اؼبنشود‪ ،‬كاف البد من‬
‫تطوير ىذه الوسائل لكي تصبح قادرة على ضماف ذلك األمن كلو ُب حده األدٌل لتحقيق الغاية‬
‫اؼبرجوة كاألماف اؼبطلوب للفئات اليت ربتاجو‪ .‬إال أف ىذا ال ينفي لتلك الوسائل أهنا كانت البدايات‬
‫األكلية اليت انطلقت منها نظم التأمينات االجتماعية اغبالية ألهنا كانت تلعب دكرا كبَتا ُب مواجهة‬

‫(‪)1‬رفيق سبلمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.91 ،93‬‬

‫‪36‬‬
‫التطور التاريخي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الكثَت من اؼبخاطر رغم عدـ كفايتها‪ ،‬فأصبح هبذا التامُت االجتماعي يهدؼ إىل تغطية األخطار اليت‬
‫(‪)1‬‬
‫هتدد اؼبشًتكُت فيو عن طريق االشًتاكات اليت سبق ؽبؤالء دفعها‪.‬‬
‫إال أف التأمينات االجتماعية على النحو الذم ظهرت فيو‪ ،‬كانت تتسم بالتعددية‪ ،‬دبعٌت أهنا‬
‫كانت تواجو اؼبخاطر االجتماعية كل على حدل كمل تواجها كمجموعة هتدد األمن االقتصادم‬
‫لؤلفراد كُب إطار سياسة كاحدة تقوـ على ضباية ىذا األمن بوجو عاـ‪ ،‬فكانت ىناؾ عدة نظم‬
‫للتأمُت االجتماعي ككل نظاـ يعمل دبعزؿ عن اآلخر‪.‬‬
‫على الرغم من اؼبزايا اليت انطوت عليها نظم التأمينات االجتماعية من تطبيقها بصورة إلزامية‬
‫على صبيع اػباضعُت ألحكامها‪ ،‬مل تفلح ىذه األخَتة ُب ضماف األمن االقتصادم لؤلفراد على‬
‫النحو اؼبنشود‪ ،‬كلكنها مع ذلك كانت بداية كنواة لنظاـ جديد أكثر قدرة على ضماف ىذا األمن أال‬
‫(‪)2‬‬
‫كىو نظاـ الضماف االجتماعي الذم ظهر ُب أعقاب اغبرب العاؼبية األكىل‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الحركة الدولية في سبيل الدعوة إلى أنظمة األمن االجتماعي‪.‬‬
‫بعد األزمة االقتصادية العاؼبية ‪ 9393‬كخبلؿ اغبرب العاؼبية الثانية‪ ،‬برز اؼبيل لتأكيد مسؤكلية‬
‫الدكؿ ذباه األفراد على الصعيدين االقتصادم كاالجتماعي‪ ،‬صدرت عدة مواقف أعلنت دبوجبها‬
‫مبادئ عامة تكرس حق اإلنساف لضمانات تكفل لو اغبياة الكريبة احملررة من العوز‪.‬‬
‫كما صدرت اتفاقات دكلية تشجع الدكؿ على تطبيق أنظمة لضماف االجتماعي ُب تشريعاهتا‬
‫الوطنية ك تطوير ىذه األنظمة ُب نطاؽ حد أدٌل من اغبماية كربققت بعض ىذه اؼببادئ ُب‬
‫التشريعات الوضعية لبعض الدكؿ فكاف ؽبا دكر رائد ُب ربقيق األمن االجتماعي‪.‬‬
‫كمن أىم اؼببادئ العامة ُب اإلعبلنات كاالتفاقيات الدكلية ما جاء ُب اإلعبلف العاؼبي غبقوؽ‬
‫اإلنساف الصادر عن اعبمعية العامة لؤلمم اؼبتحدة بتاريخ ‪ 9392/99/91‬حيث كرست اؼبادة ‪99‬‬
‫من ىذا اإلعبلف "لكل إنساف اغبق دبستول من العيش كاؼ لتامُت الصحة كاغبياة البلئقة لو كلعائلتو‬

‫(‪)1‬ؿبمد حسُت منصور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.99 ، 91‬‬


‫(‪ )2‬حسُت عبد اللطيف ضبداف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪37‬‬
‫التطور التاريخي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما لو اغبق بالضماف ُب حاالت البطالة‪ ،‬اؼبرض‪ ،‬كالعجز‪ ،‬كالشيخوخة أك ُب اغباالت اليت يفقد‬
‫فيها كسائل عيشو ألسباب خارجية عن إرادتو"(‪.)1‬‬
‫باإلضافة إىل ما جاء ُب ديباجة منظمة العمل الدكلية‪" :‬أف الدكؿ األعضاء تعلن رغبتها ُب أف‬
‫ربقق من ضمن أىداؼ عديدة‪ ،‬األىداؼ التالية اػباصة بالضماف االجتماعي‪ :‬مكافحة البطالة‪،‬‬
‫ضباية العماؿ من األمراض العامة‪ ،‬كاؼبهنية كاغبوادث الناصبة عن العمل‪ ،‬ضباية األكالد كالنساء تامُت‬
‫معاشات ُب حاليت الشيخوخة كالعجز"‪.‬‬
‫كانطبلقا من ىذا التطور الذم شهده قانوف التأمُت االجتماعي قامت أنظمة الضماف‬
‫االجتماعي على مبدأ مشاركة اؼبضمونُت كأصحاب العمل كالدكلة بنسب متفاكتة ُب سبويل ىذا النظاـ‬
‫كعلى الفصل بُت األداءات كاالشًتاكات‪.‬‬
‫حبيث يكوف التضامن االجتماعي الضماف لتأمُت اؼبوارد البلزمة األداءات لكوف الضماف‬
‫االجتماعي أصبح كسيلة ضباية اجتماعية الف إمباء اإلنساف ال يبكن أف يتم من خبلؿ اؼببادرة الفردية‬
‫فقط بل ضمن إطار ؾبتمع يؤمن تكافؤ الفرص للمجتمع‪.‬‬
‫من ىذه اؼببادئ نستخلص أف الضماف االجتماعي كرس على اؼبستول الدكيل من جهة كاؼبستول‬
‫الوطٍت من جهة ثانية كما يلي‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الدعوى على المستوى الدولي‬
‫ألزـ اإلعبلف العاؼبي اؼبؤرخ ُب ‪ 9392/99/91‬الدكؿ األطراؼ أف تعًتؼ حبق كل شخص‬
‫بالضماف االجتماعي‪ ،‬دبا فيو التأمينات االجتماعية كذلك دكف ربديد لطبيعة اغبماية اؼبقررة أك‬
‫مستواىا‪ ،‬كقد توج االىتماـ الدكيل بالضماف االجتماعي باالتفاقيات الدكلية الصادرة عن منظمة‬
‫العمل الدكلية ‪،‬كأنبها االتفاقية رقم ‪ 919‬لعاـ ‪9319‬كاؼبتعلقة باغبد األدٌل الواجب تأمينو من الدكؿ‬
‫األعضاء ُب تشريعاهتا الداخلية‪ ،‬كىي ثبلثة من تسعة أخطار‪ ،‬ىي‪ ،‬اؼبرض كنقص الدخل كالبطالة‬

‫(‪)1‬رفيق سبلمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪38‬‬
‫التطور التاريخي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كالشيخوخة كحوادث العمل كأمراض اؼبهنة كالوالدة كالعجز كالوفاة كاألعباء العائلية(‪)1‬على أف يقوـ‬
‫الضماف االجتماعي على أساس برناؾبُت متداخلُت نبا)(‪:)2‬‬
‫‪ 9‬ػ الربنامج األكؿ ‪ :‬التأمُت االجتماعي‪ .‬كيتصف دبا يلي‪:‬‬
‫أ ‪-‬يبوؿ من االشًتاكات‪.‬‬
‫ب ػ الشروبة اؼبستفيدة ىم العماؿ كأسرىم‪.‬‬
‫ج ػ تأمُت االستمرارية ُب كسب األجر ُب حاالت معينة مثل اؼبرض كالشيخوخة كالوالدة‬
‫كالبطالة ‪.‬‬
‫‪ 9‬ػ الربنامج الثاٍل‪ :‬اؼبعونة االجتماعية‪ .‬كتتصف دبا يلي‪:‬‬
‫أ ػ سبوؿ من اػبزانة العامة للدكلة‪.‬‬
‫ب ػ الفئات اؼبشمولة ىم اؼبسنُت كالعاجزين‪.‬‬
‫ج ػ توفر دخل كليس أجر‪.‬‬
‫د ػ زبتلف اؼبعونات اؼبقدمة فقد تكوف معونات نقدية أك عينية‪.‬‬
‫‪919‬‬ ‫كبعد ربديد اؼبعايَت التسع اليت كضعتها منظمة العمل الدكلية ُب اتفاقيتها اؼبعركفة كاؼبرقمة‬
‫إسًتاتيجية ذات بعدين األكؿ تركهبي‬ ‫‪9113‬‬ ‫فقد حدد اجتماع اػبرباء الثبلثي ُب أيلوؿ‬ ‫‪9319‬‬ ‫ُب‬
‫للسياسيات القائمة كالثاٍل إضافة اسًتاتيجيات جديدة تضمن اغبق الشامل لئلنساف ُب الضماف‬
‫االجتماعي بشكل فعاؿ كفق اؼببادئ األساسية التالية اليت يبكن أف تسًتشد هبا الدكؿ ُب صياغة‬
‫أنظمتها اؼبتعلقة بالضماف االجتماعي كىي‪:‬‬
‫‪ 9‬ػ الشموؿ‪ :‬أم تغطية صبيع اؼبقيمُت‪.‬‬
‫‪ 9‬ػ اإلنفاذ التدرهبي‪ :‬أم كضع خطط إصبالية ُب غضوف فًتة ؿبددة كبدكف سبييز‪.‬‬

‫(‪ )1‬عامر سلماف عبد اؼبلك‪ ،‬الضمان االجتماعي في ضوء المعايير الدولية والتطبيقات العملية‪ ،‬لبناف‪ :‬منشورات اغبليب اغبقوقية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬اجمللدين‬
‫األكؿ كالثاٍل‪ ،9332،‬ص ‪.930‬‬
‫(‪ - )2‬اؼبؤسبر العمل الدكيل الدكرة اؼبائة سنة ‪ 9199‬التقرير السادس جنيف (الضماف االجتماعي من أجل العدالة كعوؼبة عادلة)‬
‫‪ -‬التعليق الغاـ الثالث للجنة اؼبعنية باغبقوؽ االقتصادية كاالجتماعية كالثقافية طبيعة التزامات الدكؿ األطراؼ‪ ،‬اؼبادة ‪ 99‬الفقرة ‪ 9‬من العهد الدكيل‬
‫اػباص باغبقوؽ االقتصادية كاالجتماعية الدكرة اػبامسة سنة ‪ 9331‬األمم اؼبتحدة‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫التطور التاريخي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 1‬ػ ربديد األكلويات‪ :‬أم ربديد أكلويات التنفيذ الوطٍت بأسرع ما يبكن‪.‬‬
‫‪ 9‬ػ توفَت التمويل اؼبايل‪ :‬أم إهباد تناسب بُت نطاؽ التغطية كالتمويل اؼبايل اؼبتوقع‪.‬‬
‫‪ 1‬ػ رفع قدرة مستويات اإلعانة‪ :‬هبب أف تصل إىل ما فوؽ مستول الفقر‪.‬‬
‫‪ 0‬ػ ربديد اؼبكونات الرئيسية‪ :‬كىم صبيع اؼبقيمُت للحصوؿ على خدمات الرعاية الصحية‬
‫األساسية‪ .‬كصبيع األطفاؿ فيما يتعلق باغبصوؿ على أقل مستول من الدخل فوؽ مستول خط الفقر‬
‫كذلك من خبلؿ إعانات خاصة ألثر األطفاؿ هتدؼ إىل تيسَت حصوؽبم على التغذية كالتعليم‬
‫كالرعاية‪ ،‬صبيع أفراد دبختلف األعمار غَت القادرين على الكسب حبد أدٌل من الدخل دبا ُب ذلك‬
‫ربويبلت الدخل للنساء خبلؿ األسابيع األخَتة من اغبمل كاألسابيع األكىل بعد الوضع‪ ،‬صبيع‬
‫اؼبقيمُت اؼبسنُت أك اؼبعوقُت حبد أدٌل من الدخل فوؽ مستول خط الفقر عن طريق معاشات‬
‫الشيخوخة أك اإلعاقة‪.‬‬
‫‪ 1‬ػ اإلطار القانوٍل‪ :‬أم كضع التشريعات اليت تكفل تلك الضمانات دبا ُب ذلك حق اللجوء‬
‫اىل القضاء للطعن بالقرارات اإلدارية‪.‬‬
‫كقد حددت االتفاقية رقم ‪ 919‬استحقاؽ الراتب التقاعدم خبدمة ثبلثُت سنة كدبا ال يقل عن‬
‫‪ %91‬من الراتب طبقا للقواعد السائدة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الدعوى على المستوى الوطني‬
‫دفع التطور الذم حصل ُب ميداف الضماف االجتماعي إىل تضمُت اإلعبلف العاؼبي غبقوؽ‬
‫اإلنساف الصادر عن اعبمعية العامة لؤلمم اؼبتحدة عاـ ‪ 9392‬الدعوة إىل تبٍت أنظمة الضماف‬
‫االجتماعي باعتبارىا شكبلن من أشكاؿ التقيد حبقوؽ اإلنساف‪ ،‬كيبلحظ من تطور أنظمة الضماف‬
‫(‪)1‬‬
‫االجتماعي ُب العامل مدل تأثرىا بالواقع االجتماعي كاالقتصادم كالسياسي الذم عايشتو‪.‬‬
‫عليو أف معايَت الضماف االجتماعي احملدثة ؼبنظمة العمل الدكلية كالسيما االتفاقية رقم ‪ 919‬تقدـ‬
‫ؾبموعة فريدة من اؼبعايَت الدنيا اؼبقبولة دكليا لنظاـ الضماف االجتماعي الوطنية كىي تضع مبادئ‬
‫يسًتشد هبا عند تقييم كسبويل كإدارة كرصد نظم الضماف االجتماعي الوطنية كال تزاؿ االتفاقية رقم‬

‫(‪ )1‬خليفي عبد الرضباف‪ ،‬مظاىر العولمة في التشريع االجتماعي‪ ،‬اؼبلتقى الدكيل حوؿ عوؼبة النص القانوٍل‪ ،‬جامعة خنشلة بدكف تاريخ ‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫التطور التاريخي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 919‬تقوـ مقاـ معلم مرجعي يسًتشد بو عند القياـ تدرهبيا دبد نطاؽ تغطية الضماف االجتماعي‬
‫على كبو شامل على اؼبستول الوطٍت كقد قامت عدة دكؿ أعضاء‪ ،‬تنفذ على كبو ناجح كابتكارم‬
‫سياسات من نطاؽ الضماف االجتماعي بالتصديق منذ عهد قريب على االتفاقية رقم ‪ 919‬كما‬
‫أعربت دكؿ أخرل عن نيتها القياـ بذلك(‪ .)1‬كاعبزائر من أبرز الدكؿ اليت سارعت بعد االستقبلؿ‬
‫مباشرة إىل اؼبصادقة على أغلبية االتفاقيات الدكلية كاليت تتماشى مع مبادئها كال تتعارض مع السيادة‬
‫كاالستقبلؿ الوطنيُت‪ ،‬باإلضافة إىل إبراـ اتفاقيات ثنائية زبص استخداـ العماؿ األجانب‪ ،‬كما ىو‬
‫اغباؿ خبصوص االتفاقية الثنائية اؼبربمة مع فرنسا كاالتفاقية الثنائية اؼبربمة مع تونس‪ ،‬إلعفاء الرعايا‬
‫العاملُت ُب اعبزائر من إجراءات رخصة العمل كإخضاعهم لتصريح بسيط‪ ،‬كباؼبقابل تلزـ الدكلتُت‬
‫بنفس التسهيبلت‪.‬‬
‫أما ُب إطار العبلقات الدكلية كاؼبسانبة االهبابية للجزائر ُب اؼبنظمات الدكلية كااللتزاـ باالتفاقيات‬
‫الدكلية‪ ،‬فقد صادقت على عدة اتفاقيات صادرة عن منظمة العمل الدكلية كمكتب العمل الدكيل‬
‫كاليت ذباكز عددىا ‪ 13‬اتفاقية منها ‪ 11‬ما زالت سارية اؼبفعوؿ كلها زبص شركط كظركؼ العمل‬
‫كاغبماية االجتماعية كؾباالت أخرل زبص االستخداـ كشركط العمل كالضماف االجتماعي كاألمن‬
‫(‪:)2‬‬
‫كالوقاية كالتفاكض اعبماعي نذكر منها ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي ما يلي‬
‫‪-‬اتفاقية رقم ‪ 192‬حوؿ اإلمراض اؼبهنية لسنة ‪9391‬‬
‫‪-‬اتفاقية رقم ‪ 191‬حوؿ التعويض عن حوادث العمل لسنة ‪9391‬‬
‫‪-‬اتفاقية رقم ‪199‬حوؿ البطالةلسنة‪9319‬‬
‫‪-‬اتفاقية رقم ‪ 29‬حوؿ مفتشية العمل لسنة ‪9391‬‬
‫‪-‬اتفاقية رقم ‪ 123‬حوؿ عمل الليلي للنساء لسنة ‪9392‬‬
‫‪-‬اتفاقية رقم ‪ 139‬حوؿ شركط العمل لسنة ‪9393‬‬
‫‪-‬اتفاقية رقم ‪ 131‬حوؿ ضباية األجور لسنة ‪9393‬‬

‫(‪)1‬عامر سلماف عبد اؼبلك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.910‬‬


‫(‪ )2‬أىم االتفاقيات اليت صادقت عليها اعبزائر ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‪- ،‬قانوف الضماف االجتماعي‪ ،‬نصوص تشريعية كتنظيمية‪ ،‬اؼبعهد الوطٍت‬
‫للعمل‪ ،‬الطبعة الرابعة معدلة كمتممة‪ ،9191 ،‬ص ‪ 12‬كما بعدىا‪.‬‬
‫عامر سلماف عبد اؼبلك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪901‬‬

‫‪41‬‬
‫التطور التاريخي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫االتفاقية رقم (‪ )1‬بشأف ضباية األمومة (‪ )9393‬بتاريخ ‪-9309/91/93‬‬


‫االتفاقية رقم (‪ )99‬بشأف التامُت الصحي – الصناعة‪ )9391(-‬بتاريخ ‪،9309/91/93‬‬
‫االتفاقية رقم (‪ )99‬بشأف تعويض إصابات العمل –األمراض اؼبهنية‪-‬مراجعة (‪ )9319‬االتفاقية رقم‬
‫(‪ )99‬بشأف البطالة (‪ )9319‬بتاريخ ‪9309/91/93‬‬
‫‪14-‬االتفاقية رقم (‪ )10‬بشأف التامُت الصحي –البحارة‪ )9310( -‬بتاريخ ‪9309/91/93‬‬
‫بذلك أخذت اعبزائر دبعايَت الضماف االجتماعي احملدثة ؼبنظمة العمل الدكلية كالسيما االتفاقية رقم‬
‫‪ 919‬اليت تقدـ ؾبموعة فريدة من اؼبعايَت الدنيا اؼبقبولة دكليا لنظاـ الضماف االجتماعي الوطٍت كىي‬
‫تضع بذلك مبادئ كأساس عند تقييم كسبويل كإدارة كرصد نظم الضماف االجتماعي الوطنية كال تزاؿ‬
‫االتفاقية رقم ‪ 919‬تقوـ مقاـ معلم مرجعي عند القياـ تدرهبيا دبد نطاؽ تغطية الضماف االجتماعي‬
‫على كبو شامل على اؼبستول الوطٍت‪.‬‬
‫مع اإلشارة أف اعبزائر صادقت على ‪ 13‬اتفاقية دكلية منها ‪ 11‬ما زالت سارية اؼبفعوؿ كلها زبص‬
‫شركط كظركؼ العمل كاغبماية االجتماعية كؾباالت أخرل زبص االستخداـ كشركط العمل كالضماف‬
‫االجتماعي كاألمن كالوقاية‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬نشأة نظم التأمين االجتماعي في الدول الرائدة‬
‫ظهرت فكرة التأمُت االجتماعي كاألنظمة اليت تبلورت فيها ىذه الفكرة بفضل عدد من‬
‫العوامل منها ما ىو موضوعي كمنها ما ىو فكرم‪ ،‬فكاف ظهورىا كليد تطور حدث ُب اؼبيداف‬
‫االقتصادم الفكرم باإلضافة إىل تقهقر النظم السابقة للتأمينات االجتماعية ُب مفهومها اغبديث‪،‬‬
‫حيث أصبحت اجملتمعات اغبديثة ترل ضركرة أهباد ؾبموعة من الضمانات ؼبواجهة أخطار متعددة‬
‫يتعرض ؽبا الناس ُب ؾبرل حياهتم ؽبذا هبب أف نوضح الظركؼ التارىبية اليت أدت إىل تبلور ىذه‬
‫الفكرة على الصعيد الدكيل خاصة الدكؿ الرائدة ُب ىذا اجملاؿ إىل أف أصبحت التأمينات االجتماعية‬
‫مكرسة ُب االتفاقيات كاؼبواثيق الدكلية كالوطنية‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫التطور التاريخي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب األول‪ :‬نظام التأمينات االجتماعية في ألمانيا‬


‫كانت أؼبانيا ىي األرض اػبصبة ؼبيبلد أكؿ نظاـ ُب العامل للتأمينات االجتماعية كذلك بسبب‬
‫توافر الكثَت من العوامل السياسية ك االقتصادية األيدلوجية كالتارىبية اليت ساعدت على ذلك فقد‬
‫ظهرت نظم التأمينات االجتماعية كمحاكلة من اؼبستشار األؼباٍل بسمارؾ عبلب الطبقة العمالية‬
‫الكبَتة‪ ،‬على اثر الطفرة الصناعية اليت شاىدهتا أؼبانيا ُب منتصف القرف التاسع عشر‪ ،‬كاغبيلولة دكف‬
‫اعتناقها ؼببادئ التيارات االشًتاكية اؼبناىضة للنظاـ الرأظبايل كما أدل إليو من ظلم اجتماعي‬
‫كاستغبلؿ الطبقة العمالية كخاصة أف ىذه األخَتة لعبت دكرا أساسيا كبَتا ُب ذلك الوقت ُب سبكُت‬
‫اغبزب االشًتاكي الديبقراطي من دخوؿ الربؼباف كذلك بفضل مساندة نقابات العماؿ اليت قول‬
‫نفوذىا ُب تلك اآلكنة عقب األزمة االقتصادية اػبطَتة اليت أدت إىل إغبلؽ الكثَت من اؼبصانع كإحالة‬
‫(‪)1‬‬
‫أالؼ العماؿ على البطالة‪.‬‬
‫تركزت جهود بسمارؾ للحفاظ على حكمو أماـ انتشار اغبركات الفردية االشًتاكية ُب أؼبانيا‬
‫إىل ربسُت أكضاع الطبقة العمالية ُب ذلك العصر‪ ،‬كذلك بالعمل على كسب تلك الطبقة عن طريق‬
‫منحها بعض اؼبزايا االجتماعية من أجل زبفيف اؼبخاطر اليت يتعرض ؽبا العماؿ‪.‬‬
‫إثر ذلك صدرت ثبلث تشريعات أساسية للتأمينات االجتماعية ُب أؼبانيا‪ ،‬األكىل ُب عاـ‬
‫‪ 9221‬خاصة بالتأمُت ضد اؼبرض‪ ،‬كالثانية ُب عاـ ‪ 9229‬خاصة بالتأمُت ضد حوادث العمل‪،‬‬
‫كالثالث ُب عاـ ‪ 9223‬خاص بالتأمينات ضد العجز كالشيخوخة‪ .‬كقد صبعت ىذه التشريعات ُب‬
‫تقنُت كاحد عاـ ‪ 9399‬كقد أضيف إليها بعد ذلك التأمُت ضد الوفاة ٍب التأمُت ضد البطالة ُب عاـ‬
‫‪ 9393‬ككاف أىم ما يبيز نظاـ التأمُت االجتماعي األؼباٍل أنو فرض مبدأ إجبارية التأمُت االجتماعي‪،‬‬
‫فلم يعد النظاـ اختياريا كذلك ألنبيتو اؼبتعلقة باؼبصلحة العامة كمن جهة أخرل كاف التأمُت يقوـ على‬
‫(‪)2‬‬
‫أيا ما كاف األمر فإف ىذه‬ ‫التضامن كاؼبسانبة بُت كل أصحاب األعماؿ كالعماؿ كالدكلة‪.‬‬

‫(‪ )1‬ؿبمد حسُت منصور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.99 ،91‬‬


‫(‪ )2‬ا لطيب ظباٌب مداخلة ربت عنواف اإلطار القانوٍل للتأمينات االجتماعية ُب التشريع اعبزائرم‪ ،‬كلية العلوـ اإلقتصادية كالتجارية سطيف يوـ ‪91‬ك‪90‬‬
‫أفريل ‪..9199‬‬

‫‪43‬‬
‫التطور التاريخي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التشريعات كانت تعد ثورة اجتماعية ُب الوقت الذم صدرت فيو‪ ،‬كلقد كاف ؽبا تأثَتا كاسعا على‬
‫(‪)1‬‬
‫كافة الدكؿ األكركبية‪ ،‬فقد صدرت تشريعات فباثلة ُب كل من النمسا‪ ،‬اجملر‪ ،‬الًتكيج ك السويد‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نظام التأمينات االجتماعية في فرنسا‪.‬‬
‫ؼبا كانت الظركؼ التارىبية قد أدت إىل خضوع إقليم األلزاس كاللورين(‪)‬إىل السلطة األؼبانية‬
‫ككاف التشريع االجتماعي األؼباٍل لو صدل عاؼبي تأثرت بو باقي الدكؿ‪ .‬عندما اسًتددت فرنسا‬
‫سيادهتا على ىذا األقاليم‪ ،‬كاف من الصعب سلب الطبقة العمالية اغبقوؽ االجتماعية اليت اكتسبوىا‬
‫ُب ظل التشريع األؼباٍل‪ ،‬كلتحقيق الوحدة القومية عمل اؼبشرع الفرنسي على تعميم نظاـ التامُت‬
‫االجتماعي على سائر األقاليم الفرنسية أف مهد الطريق لؤلخذ بنظاـ التأمُت االجتماعي فاصدر عاـ‬
‫‪ 9232‬قانوف يقرر اؼبسؤكلية اؼبوضوعية ألصحاب العمل‪ ،‬كتأكيدا ؽبذا االذباه أصدر اؼبشرع الفرنسي‬
‫عاـ ‪ 9311‬قانوف يفرض التأمُت اإلجبارم من اؼبسؤكلية عن حوادث العمل‪ .‬فتقرير اؼبسؤكلية‬
‫اؼبوضوعية كاف مرحلة سبهيدية لتقرير اجتماعية التعويض كما أدل إليو ذلك من التزاـ اجملتمع بأف‬
‫يعوض اؼبضركر عما إصابة من ضرره‪.‬‬
‫منذ ذلك الوقت عرفت فرنسا نظاما للتأمُت الصحي كالتأمُت ضد العجز كالشيخوخة‬
‫كالوفاة كشهدت ىذه النظم تطور ملحوظا كأضحت سياسة التأمُت االجتماعي ُب فرنسا بعد ‪9391‬‬
‫تتوسع أكثر فأكثر ؼبواكبة التقدـ االقتصادم كاالجتماعي اليت يقدمها مع اتساع نظاـ تطبيقها‬
‫كتنظيمها(‪.)2‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬نظام التأمينات االجتماعية في بريطانيا‬
‫ظهرت ُب اقبلًتا ؿباكالت متواضعة لوضع أسس التامُت االجتماعي إال أف اغبرب العاؼبية الثانية‬
‫كانت مناسبة لكي تفكر اقبلًتا ُب تنظيم اقتصادىا كقطاع اػبدمات فيها‪ .‬فكلفت اغبكومة عبنة‬
‫برئاسة "كلياـ بيفردج" دراسة نظاـ اغبماية االجتماعية ُب بريطانيا كذلك لتقدَل التوصيات‬

‫(‪)1‬رفيق سبلمة المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.99 ،91‬‬


‫(‪)‬االلزاس كاللورين‪ ،‬إقليم فرنسي يتألف من مقاطعة األلزاس كمقاطعة اللورين يقع ُب شرقي اغبدكد الفرنسية مع أؼبانيا ُب شرؽ اإلقليم كدكلية لكسمبورغ‬
‫كفبلكة بلجيكا ُب مشالو‪.‬‬
‫(‪)2‬سعيد سعد عبد السبلـ‪ ،‬قانون التأمين االجتماعي‪ ،‬مطابع الوالء اغبديثة‪ ،9111 ،‬ص ص ‪.99 ،91‬‬

‫‪44‬‬
‫التطور التاريخي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كاالقًتاحات البلزمة إلصبلح كتطوير نظاـ التأمينات االجتماعية‪ .‬كًب تقدَل تقريرا ُب ىذا اػبصوص‬
‫ُب أكؿ جانفي‪ 9399‬كشكل نقطة ربوؿ ُب تاريخ الضماف االجتماعي‪.‬‬
‫كبناءا على ىذا التقرير صدر نظاـ التامُت االجتماعي الذم كضع ما بُت (‪9391‬ك‪)9393‬‬
‫كتبدك أنبية تقرير "بيفردج" إىل تأثَته على‬ ‫‪9301‬‬ ‫إىل أف صدر قانوف جديد للتأمُت القومي لسنة‬
‫الرأم العاـ العاؼبي كعلى حركة التشريع ُب العامل كقد ظهر ىنا التأثَت كذلك ُب بعض اإلعبلنات‬
‫الدكلية ؼبا أتسم بو من ميزات كاليت كاف أنبها كفق القوانُت كاؼبقًتحات اؼبقدمة من طرؼ اللجنة‬
‫برئاسة "كلياـ بيفردج"‪ ،‬أف تشمل اغبماية االجتماعية اؼبخاطر اليت من شأهنا أف تناؿ من كسائل‬
‫العيش على أساس التكافل االجتماعي الذم يؤدم إىل إعادة توزيع الدخل على أف تشمل اغبماية‬
‫كافة أفراد اجملتمع باإلضافة أف تكوف اػبدمات كاألداءات كاالشًتاكات موحدة للجميع دكف أخذ‬
‫بعُت االعتبار النشاط اؼبهٍت أك الدخل الفردم للمؤمنُت مع إجبارية أف تدير نظاـ الضماف‬
‫االجتماعي مصلحة عامة كاحدة زبضع لسلطة كزير كاحد‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬نظام التأمينات االجتماعية في الواليات المتحدة‬
‫ظلت أمريكا مهدا للفردية كاغبرية اؼبطلقة كأقتصر دكر الدكلة على حرية النشاط الفردم على‬
‫أف دانبت االقتصاد ُب عاـ ‪ 9393‬أزمة طاحنة أدت على انتشار البطالة بشكل ـبيف لذلك أصدر‬
‫الرئيس ركزفلت تشريعا للضماف االجتماعي ُب عاـ ‪ ،9311‬ىذا التشريع سبيز بأنو األكؿ من نوعو‬
‫باستخداـ مصطلح األماف االجتماعي ُب العامل‪ ،‬كرغم أف ىذا القانوف كاف متواضعا ألنو مل يغط إال‬
‫البطالة كالشيخوخة بالنسبة لعماؿ التجارة كالصناعة إال انو ليس كسيلة للحماية بقدر ما ىو رمز‬
‫لتدخل الدكلة هبدؼ تعديل اؽبيكل االقتصادم كاالجتماعي ُب إطار خطة عامة كسياسة شاملة تقوـ‬
‫(‪)1‬‬
‫على ازباذ الضريبة العامة كوسيلة للتغَت‪.‬‬
‫كيشمل الضماف االجتماعي األمريكي اؼبساعدات العامة ‪،‬اػبدمات الصحية اليت توفرىا الدكلة‬
‫كضباية األمومة كصحة األطفاؿ كاؼبساعدات الغذائية كهبهل ىذا النظاـ فكرة اإلعانات العائلية كيرجع‬

‫(‪)1‬برىاـ عطا اهلل‪ ،‬مدخل إلى التأمينات االجتماعية‪ ،‬مصر‪ :‬دار اؼبعارؼ‪ ،‬الطبعة األكىل‪ ،9303 ،‬ص ‪40‬‬
‫‪-‬سعيد سعد عبد السبلـ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪45‬‬
‫التطور التاريخي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ذلك إىل أف السياسة األمريكية هبدؼ أساس إىل ارتفاع األجور بدال من نظاـ اإلعانات‪ ،‬كيعتمد‬
‫النظاـ األمريكي بصفة عامة على االتفاقات اليت تتم بُت نقابات العماؿ كأصحاب العمل‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬الضمان االجتماعي في اإلسالم‬
‫إف اإلسبلـ سبق كل التشريعات االجتماعية‪ ،‬قديبها كحديثها‪ ،‬ككل اإلعبلنات كاؼبواثيق الدكلية‬
‫كالعاؼبية إىل االعًتاؼ حبق اإلنساف ُب الضماف االجتماعي كالعمل على ربريره من اغباجة أيا كاف‬
‫سببها‪ ،‬كىو مل يفعل ذلك ربت كطأة ظركؼ خاصة كال استجابة ؼبطلب فئوم أك استدراكا غباجة‬
‫اجتماعية اقتصادية أك سياسية ‪،‬بل أقره إيبانا منو حبق اإلنساف ُب العيش الكرَل كمسؤكلية اعبماعة‬
‫فبثلة ُب الدكلة‪.‬‬
‫فبل يتم أمر العباد فيما بينهم كال تنظيم مصاغبهم كال ذبتمع كلمتهم إال بالتضامن اإلسبلمي الذم‬
‫حقيقتو التعاكف على الرب كالتقول مصداقا لقولو جل ك عبل ُب سورة اؼبائدة اآلية ‪ 9‬ﭽﯭ ﯮ‬
‫ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﭼ كمن اآليات األخرل‬
‫الواردة ُب التضامن قولو عز كجل ُب سورة التوبة اآلية ‪ 19‬ﭽﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ‬
‫ﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡ‬
‫ﮢ ﭼ‪ ،‬ىذا األمر أكدتو السنة اغبنيفة باألحاديث اليت تدؿ داللة ظاىرة على كجوب التضامن‬
‫بُت اؼبسلمُت كالًتاحم كالتعاطف بينهم كمنها اغبديث الشريف "كمثل اؼبسلمُت ُب توادىم كتراضبهم‬
‫كتعاطفهم كمثل اعبسد إذا أشتكى منو عضو تداعى لو اعبسد باغبمى كالسهر"‪ ،‬كقوؿ الرسوؿ اهلل‬
‫صلى عليو كسلم أيضا "اؼبؤمن للمؤمن كالبنياف يشد بعضو بعضا"‪ ،‬فاآليات الكريبة كاألحاديث‬
‫الشريفة نصت كحثت على أف التضامن اإلسبلمي بُت اؼبسلمُت أفرادا كصباعات‪ ،‬حكومات كشعوبا‬
‫من أىم اؼبهمات كمن الواجبات اليت البد منها لصبلح اعبميع كإقامة الدين كحل اؼبشاكل‪.‬‬
‫عليو الضماف االجتماعي ُب اإلسبلـ ليس نظاما مستقبل لو قانوف خاص‪ ،‬بل ىو ؾبموعة‬
‫من القواعد كاألحكاـ اؼبتفرقة كردت ُب القرآف الكرَل كالسنة الشريفة كأقواؿ اػبلفاء كغَتىم من جادة‬
‫اؼبسلمُت‪ ،‬منو مل يأت الضماف االجتماعي ُب اإلسبلـ كردة فعل ؼبساكئ اجتماعية معينة أك غبماية‬
‫نظاـ اجتماعي كاقتصادم معُت‪ ،‬بل ىو تعبَت عن اعًتاؼ اإلسبلـ بأنبية اإلنساف كحقو ُب العيش‬

‫‪46‬‬
‫التطور التاريخي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الكرَل‪ ،‬كشكل ذلك جزء من العقيدة اإلسبلمية كشبرة من شبرات اإليباف‪ ،‬لذلك يعترب الضماف‬
‫(‪)1‬‬
‫االجتماعي ُب اإلسبلـ كاجبا دينيا كاجتماعيا ُب آف معا‪.‬‬
‫كيعود اغبق ُب إدارة الضماف االجتماعي ُب اإلسبلـ إىل الدكلة باعتبارىا القيمة على تطبيق أحكاـ‬
‫الدين كرعاية مصاّب اؼبسلمُت ‪،‬لكن مل وبدد اإلسبلـ شكل ىذه اإلدارة كال طريقة فبارستها‪ ،‬بل ترؾ‬
‫للدكلة أف زبتار اإلدارة اؼبناسبة ُب الظركؼ االجتماعية كالسياسية االقتصادية السائدة‪.‬‬
‫أما ُب جانب التمويل‪ ،‬الضماف االجتماعي فموارده اؼبالية اليت سبد الضماف االجتماعي بالنفقات اليت‬
‫وبتاج إليها لضماف حق الفرد ُب العيش الكرَل‪ ،‬كثَتة كمتنوعة‪ ،‬كمن أىم ىذه اؼبوارد الزكاة‪ ،‬الوقف‬
‫اػبَتم‪ ،‬كاردات بيت اؼباؿ اليت حيز االحتياط ؼبواجهة النقص ُب اؼبوارد السابقة باإلضافة إىل موارد‬
‫اؼبلكية العامة كملكية الدكلة اػباصة دبا ُب ذلك ربح اؼبشركعات االقتصادية يبكن تقيمها الدكلة‪.‬‬
‫أما نطاؽ الضماف االجتماعي ُب اإلسبلـ فقد تشمل كل من الفقراء كاؼبساكُت كابن السبيل كاألرامل‬
‫كاحملتاجُت‪ ،‬باإلضافة أف الضماف االجتماعي مل يقتصر فقط على اؼبذكورين آنفا بل مشل ُب تغطيتو‬
‫كل من يعيش ُب كنف الدكلة اإلسبلمية من غَت اؼبسلمُت‪.‬‬
‫مع اإلشارة أف اؼبخاطر اؼبضمونة ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي اإلسبلمي يتمثل ُب خطر كاحدا ىو‬
‫خطر اغباجة أيا كاف سببها‪ ،‬فقد يتعرض اإلنساف للحاجة بسبب الشيخوخة أك العجز‪ ،‬البطالة أك‬
‫كفاة اؼبعيل‪ ،‬كخطر اغباجة ُب اإلسبلـ شر يهدد اإلنساف ُب دينو كدنياه‪ ،‬فدعا اإلسبلـ إىل مكافحة‬
‫اغباجة كتأمُت معيشة الفقراء ك اؼبعوزين ُب حدكد الكفاية من بيت اؼباؿ كمن أمواؿ القادرين‪.‬‬
‫ىكذا يكوف اإلسبلـ قد سبق كل اؼبشرعُت كاؼبصلحُت الذين حذركا من اغباجة كدعوا إىل‬
‫مكافحتها أمثاؿ اؼبشرعُت ُب الدكؿ الرائدة ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي كغَتىا من اإلعبلنات‬
‫كاؼبواثيق الدكلية اليت نصت على حق اإلنساف ُب الضماف االجتماعي(‪.)2‬‬
‫لكن مازلنا حىت اآلف قبد من يشك ُب اتفاؽ نظاـ التأمُت االجتماعي مع أحكاـ الدين ليس‬
‫فقط بُت فقهاء الدين بل أيضا رجاؿ العلم كاالقتصاد‪ ،‬بالقوؿ مثبل أف التأمُت على اغبياة رىاف‬

‫(‪ )1‬آؿ ؿبمود ؿبمد‪ ،‬أبو أضبد عبد اللطيف‪ ،‬التأمين االجتماعي في ضوء الشريعة اإلسالمية‪ ،‬بَتكت‪ :‬دار النشر النقاش للطباعة كالنشر كالتوزيع‪،‬‬
‫ط‪ ، 1994 ،1‬ص ‪11‬‬
‫(‪ )2‬حسُت عبد اللطيف ضبداف ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.250 ،993‬‬

‫‪47‬‬
‫التطور التاريخي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أساسو دراسة االحتماالت كنسب الوفيات كىذا فيو جهالة كغرر مع أف قباح التأمُت االجتماعي‬
‫مرده ألنو كسيلة سهلة لشق اعبيوب كسحب النقود بالرضاء التاـ للغافلُت عن أىداؼ التنظيم‬
‫اػببيث من كراء ىذا النشاط كمازلنا قبد فيا ؼبراجع اليت تصدر حىت يومنا ىذا من يصف التأمُت‬
‫االجتماعي بأنو عمل مناؼ لؤلخبلؽ كبأنو كسيلة إلبتزاز أمواؿ الناس كاإلثراء بغَت سبب‪ ،‬كىذا‬
‫بسبب أف الضماف االجتماعي يصعب ُب كثَت من اغباالت أف نفرؽ بينو كبُت عمليات اؼبراىنة على‬
‫مبالغ نقدية من حيث األصل كاحتماالت كقوع األخطار اؼبتفق عليها ُب العقد التامُت اػباص(‪.)1‬‬
‫المبحث الخامس‪ :‬نشأة وتطور التأمين االجتماعي في الجزائر‬
‫إف نظاـ الضماف االجتماعي باعبزائر ليس كليد االستقبلؿ كما يعتقد البعض بل إف جذكره‬
‫سبتد إىل الفًتة االستعمارية خاصة ُب اؼبرحلة اليت أرادت فيها اإلدارة الفرنسية باعبزائر ربفيز اؼبعمرين‬
‫للقدكـ إىل اعبزائر دبحاكلة إعطاء أكرب قدر من االمتيازات ؽبم ُب ؾباؿ اغبماية االجتماعية مثلما ىو‬
‫معموؿ بو ُب فرنسا‪.‬‬
‫كعليو عرؼ الضماف االجتماعي اعبزائرم عدة تطورات تبعا للمراحل التارىبية كالتطورات‬
‫السياسية كاالقتصادية كاالجتماعية اليت مرت هبا الدكلة اعبزائرية‪ ،‬كاليت يبكن سبييزىا كتقسيمها إىل‬
‫ثبلثة مراحل مهمة مر هبا نظاـ الضماف االجتماعي باعبزائر كاف ؽبا األثر البارز على طريقة إدارة‬
‫كتسيَت أجهزة الضماف االجتماعي ُب صبيع اؼبراحل خاصة مرحلة إصبلح ىذه اؼبنظومة‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المرحلة ما قبل االستقالل‬
‫كاف ظهور الضماف االجتماعي ُب اعبزائر امتداد لظهوره ُب فرنسا سنة ‪ 9391‬كنتاج لتطور‬
‫فكرة اغبماية االجتماعية‪ ،‬حيث تأسس رظبيا بالقرار ‪ 191.93‬المؤرخ في ‪ 91‬جواف ‪ 9391‬أصادر‬
‫من اجمللس اعبزائرم كدخل حيز التطبيق ُب أكؿ أفريل ‪ ،9311‬ككذلك األمرين رقم ‪ 04‬ك‪ 49‬سنة‬
‫‪ 9393‬اليت أسست لنظاـ الضماف االجتماعي باعبزائر كاليت حددت ُب بادئ األمر طبيعة األخطار‬
‫اؼبؤمنة كاألشخاص اؼبستفيدين منها ككيفية التعويض‪.‬‬

‫(‪)1‬عيسى عبده‪ ،‬التأمُت األصيل كالبديل‪ ،‬الكويت‪ :‬دار البحوث العلمية‪ ، 1972 ،‬ص ص ‪.91 ،3‬‬

‫‪48‬‬
‫التطور التاريخي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كعن اعبانب التنظيمي فقد صدرمرسومفي‪ 9311/19/91‬ا اؼبتعلق بتنظيم صناديق الضماف‬
‫االجتماعي باعبزائر الذم مهد لتأسيس ـبتلف الصناديق كأكؽبا الصندكؽ األساسي أك األـ كىو‬
‫صندكؽ التأمينات االجتماعية‪ٍ ،‬ب صدر قرارين تنفيذيُت األكؿ ُب ‪ 9311/11/92‬كالثاٍل ُب‬
‫‪ 9319/11/11‬الذم حددت دبوجبها ىيئات الضماف االجتماعي بثبلثة صناديق رئيسية كىي‪:‬‬
‫‪-‬الصندكؽ اؼبركزم اعبزائرم للتأمينات االجتماعية – صناديق التأمينات االجتماعية اؼبهنية‪.‬‬
‫‪ -‬صناديق التأمُت ذات النظاـ اػباص كيعترب الصندكؽ اؼبركزم مؤسسة عمومية ذات طابع إدارم‬
‫تتمتع باالستقبلؿ اؼبايل‪ ،‬ربت كصاية اغباكم العاـ باعبزائر كيسَتىا ؾبلس إدارم يضم‪ 27‬عضوا‪،‬‬
‫منهم الرئيس اؼبعُت من طرؼ اغباكم العاـ ك‪06‬أعضاء ينتخبوف من اجمللس اعبزائرم ك‪12‬عضوا‬
‫يبثلوف باقي الصناديق مناصفة بُت فبثلي أرباب العمل كفبثلي العماؿ‪.‬‬
‫‪ -‬باإلضافة إىل الصناديق اعبهوية على مستول كل من اعبزائر العاصمة كىراف كقسنطينة‪ ،‬زبضع‬
‫لوصاية الصندكؽ اؼبركزم بالعاصمة‪.‬‬
‫كتشرؼ ىذه الصناديق اعبهوية على الصناديق اػباصة احمللية اليت ًب تأسيسها تباعا حسب قطاعات‬
‫النشاط اؼبعتمدة أك األخطار اليت تسَتىا‪ ،‬كيشرؼ على إدارة كل صندكؽ ؾبلس إدارم يضم‬
‫النقابات العمالية اؼبمثلة للجالية الفرنسية باعبزائر كفبثلُت عن أرباب العمل حيث يكوف سبثيبل ألعضاء‬
‫مناصفة بُت النقابتُت‪ .‬كوبدد العدد حسب نسبة اؼبنتمُت ُب كل قطاع باإلضافة إىل فبثلُت عن‬
‫(‪)1‬‬
‫اغبكومة كشخصيات مستقلة‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫كجاء بعد ىذا تطور القوانُت على الشكل التايل‪:‬‬
‫‪ -‬ظهور تشريع خاص بتقاعد العماؿ‪.‬‬
‫‪ -‬سنة ‪ 9399‬تشريع خاص باؼبنح العائلية‪.‬‬
‫‪ -‬سنة ‪ 9393‬تشريع خاص بالتأمينات االجتماعية‪.‬‬

‫(‪ )1‬بوحنية قوم‪ ،‬درس التسيير الذاتي للصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية بالجزائر‪ -‬ؾبلة دفاتر سياسية كالقانوف‪ ،‬كلية اغبقوؽ ك العلوـ‬
‫السياسية‪ ،‬اعبزائر‪ ، 9199 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Hannouz Mourad et Khadir Med, précis de sécurité sociale, p:11, OPU ALGER‬‬
‫‪ANNEE1996‬‬

‫‪49‬‬
‫التطور التاريخي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫سبيزت ىذه الفًتة من الناحية التنظيمية بالعدد الكبَت من األنظمة كالذم مل يقل عن ‪99‬‬
‫نظاما خاصا بالضماف االجتماعي منها‪:‬‬
‫‪ -‬نظاـ عاـ يهتم بطبقة اإلجراء الصناعيُت ك التجاريُت‪.‬‬
‫‪ -‬أنظمة خاصة هتتم باؼبوظفُت‪ ،‬عماؿ شركة الكهرباء الغاز اعبزائرية‪ .‬عماؿ السكك اغبديدية‬
‫عماؿ اؼبناجم‪ ،‬البحارة‪.‬‬
‫‪ -‬النظاـ الزراعي‪.‬‬
‫‪ -‬نظاـ غَت األجراء‪.‬‬
‫كفيما ىبص األداءات فقد اختلفت تأديتها من نظاـ آلخر‪ ،‬ككاف تسيَت ىذه األنظمة منظما عن‬
‫طريق ‪ 19‬صندكقا للضماف االجتماعي ـبتلفة الصفة القانونية‪ ،‬حيث سبيزت األنظمة اؼبهتمة‬
‫باؼبوظفُت لدل الدكلة بصفة اؼبؤسسة العمومية ذات الطابع اإلدارم مثبل صندكؽ اؼبوظفُت‪.‬‬
‫‪ -‬الصناديق الزراعية كانت منظمة على شكل ىيئة تعاضدية‪.‬‬
‫‪ -‬التسيَت اػباص ؼبختلف الصناديق يعود إىل ؾبلس اإلدارة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المرحلة ما بعد االستقالل‬
‫عرؼ الضماف االجتماعي بعد االستقبلؿ العديد من التطورات على مراحل نلخصها ُب‬
‫مرحلتُت أساسيتُت كما يلي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الفترة ما بين ‪2:81-2:73‬‬
‫بعد االستقبلؿ صدرت عدة نصوص متتالية رباكؿ إعادة تكييف نظاـ لضماف االجتماعي‬
‫مع طبيعة اؼبرحلة اليت سبيزت بًتؾ إدارة الضماف االجتماعي دكف إطار إدارم كفؤ مثلها مثل باقي‬
‫اؽبيئات اغبكومية نظرا ؼبغادرة معظم العمالة الفرنسية‪ ،‬كالشيء األىم ىو كجود عدة صناديق غَت‬
‫متجانسة‪ ،‬ضف إىل ذلك قلة االشًتاكات ككثرة ملفات التعويض العالقة(‪.)1‬‬

‫(‪)1‬اؼبدرسة الوطنية للضماف االجتماعي ‪ - www.mtess.gov.dz/index.php/../2014-06-91.11‬دركس تكوينية حوؿ األداءات‬


‫ُب ؾباؿ التأمينات االجتماعية‪ ،‬الصندكؽ الوطٍت للتأمينات االجتماعية‪ ،‬اؼبديرية العامة اعبزائر سنة ‪ ،9111‬ص‪. 1‬‬

‫‪50‬‬
‫التطور التاريخي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫انطبلقا من ىذا كعلى غرار القطاعات الوطنية األخرل‪ ،‬لقد عرؼ الضماف االجتماعي ربوالت‬
‫عديدة أدت على ربسُت الكثَت من اعبوانب السلبية اليت كاف يعيشها على مستول التسيَت بفضل‬
‫ذبميع ‪ 91‬ىيئة سنة ‪ 9301‬للنظاـ العاـ ضمن صناديق جهوية ثبلثة (كىراف‪ ،‬اعبزائر‪ ،‬قسنطينة)‪،‬‬
‫ٍب أتت التحسينات األخرل على مستول تقدَل اػبدمات كنتيجة لتوسيع رقعة تدخل الضماف‬
‫االجتماعي كإف أىم ما ميز ىذه الفًتة من الناحية التشريعية‪ ،‬ظهور اؼبرسوـ رقم ‪ 911-01‬اؼبؤرخ ُب‬
‫‪ 99‬نوفمرب ‪ 9301‬كاؼبتعلق بإنشاء جهاز للضماف االجتماعي خاص هبيئة البحارة‪ ،‬ظبي مؤسسة‬
‫االستدراؾ االجتماعي للبحارة ربت إشراؼ كزارة النقل‪ ،‬يسَت التأمينات االجتماعية‪ ،‬اؼبنح العائلية‬
‫كالتقاعد‪.‬‬
‫كما سبيزت أيضا باؼبرسوـ رقم ‪ 991-09‬اؼبؤرخ ُب ‪ 99‬أفريل ‪ 9309‬الذم يعيد تبياف الًتكيبة البشرية‬
‫جمللس اإلدارة اػباص بصناديق الضماف االجتماعي كالذم سبيز بػ‪:‬‬
‫التمثيل اػباص للمستخدمُت‪ ،‬أصبح نصف التمثيل العمايل‪.‬‬
‫‪-‬يتم ربديد فبثلي اؼبستخدمُت كالعماؿ عن طريق تنظيماهتم اؼبهنية كليس عن طريق االنتخاب‪.‬‬
‫باإلضافة أف ًب ُب ىذه الفًتة أيضا اإلعبلف الرظبي عن اؼبرسوـ رقم ‪109-09‬اؼبؤرخ ُب‬
‫(‪)1‬‬
‫ديسمرب ‪9309‬اؼبتعلق بإنشاء الصندكؽ الوطٍت للضماف االجتماعي اؼبكلف بػ‪:‬‬
‫‪-‬النشاط الصحي كاالجتماعي‪.‬‬
‫‪-‬الوقاية من األمراض اؼبهنية‪.‬‬
‫‪-‬اإلعبلـ العاـ للمكلفُت‪.‬‬
‫‪-‬نشأة مدرسة كطنية للضماف االجتماعي‪.‬‬
‫‪-‬إبراـ اتفاقيات كطنية مع اؼبؤسسات الصحية‪.‬‬
‫كذبدر اإلشارة إىل منشور جواف ‪ 9300‬احملدد لتسَت حوادث العمل لصناديق الضماف االجتماعي‬
‫(‪)2‬‬
‫عبميع األنظمة‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪Hannouz Mourad et Khadir Med, op cit, P15.‬‬
‫(‪)2‬جديدم معراج‪ ،‬مدخل لدراسة قانونا لتأمين الجزائري‪ ،‬اؼبرجع السابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬

‫‪51‬‬
‫التطور التاريخي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني‪ :‬فترة ما بين ‪2:94-2:81‬‬


‫سبيزت سنوات السبعينات باؼبخطط التطورم األكؿ‪ ،‬األمر الذم أثر بشكل أك بآخر على‬
‫منظومة الضماف االجتماعي كعلى قاعدهتا اؼبالية كاالجتماعية كذلك بتزايد عدد السكاف النشطاء‬
‫كبشكل ملفت ابتداء من سنة‪1970‬بدأت ؼبسات اؼبشرع اعبزائرم تربز أكثر من خبلؿ صدكر‬
‫اؼبرسوـ ‪990/11‬اؼبتعلق بالتنظيم اإلدارم ؽبيئات الضماف االجتماعي القانوف األساسي(‪،)1‬حيث‬
‫برزت ستة (‪ )0‬صناديق أساسية تشكل منظومة الضماف االجتماعي(‪ )‬ظبحت بإعادة االعتبار‬
‫للنظاـ الفبلحي بإدخالو ُب النظاـ العاـ للتأمُت كإضافة التأمينات االجتماعية لفئة غَت األجراء‪.‬‬
‫كما يبيز الصناديق الستة كذلك ىوا اعًتاؼ اؼبشرع ؽبا بالشخصية اؼبعنوية كاالستقبلؿ اؼبايل ربت‬
‫كصاية كرقابة كزير العمل كالشؤكف االجتماعية ما حافظ على نظاـ اجملالس اإلدارية اؼبكلفة بإدارة‬
‫الضماف االجتماعي على مستول الصندكؽ اؼبركزم كالصناديق اعبهوية ك اػباصة ‪.‬ىذه اجملالس اليت‬
‫ما يبيزىا غياب فبثلي أرباب العمل عن التمثيل ُب ؾبلس إدارة الصندكؽ الوطٍت للضماف االجتماعي‬
‫كباقي الصناديق اػباصة مع سيطرة األعضاء اؼبعينُت من طرؼ الوزارة الوصية على اجملالس‪،‬أما ؾبالس‬
‫إدارة الصناديق اعبهوية الثبلثة كاليت تتشكل من ‪ 16‬عضوا‪ ،‬فيمثل أرباب العمل فيها ب‪ 03‬أعضاء‬
‫فقط مقابل ‪ 10‬أعضاء يبثلوف العماؿ ما يعٍت رغبة اؼبشرع ُب تقليص التسيَت الذاٌب لصناديق الضماف‬
‫االجتماعي كتنويع الرقابة عليها رغم انو ساير اؼبشرع الفرنسي ُب تنويع األعضاء الذين يشكلوف‬
‫اجمللس اإلدارم بإضافة أعضاء استشاريُت مستقلُت عن الفئات السابقة الرئيسية كتتمثل ُب تعيُت ‪06‬‬
‫أعضاء مؤىلُت معركفُت باىتماماهتم دبجاؿ الضماف االجتماعي ُب ـبتلف التخصصات كىذا ُب‬
‫الصندكؽ اؼبركزم‪.‬‬
‫نقطة التحوؿ الثانية كانت بصدكر القانوف األساسي للعامل الذم مهد لبلعًتاؼ بدكر‬
‫القطاع اػباص ُب التنمية االقتصادية كضركرة مراجعة منظومة الضماف االجتماعي قصد تعميمها على‬
‫باقي الفئات ككذلك ذبسيد االقًتاحات عبنة إصبلح منظومة الضماف االجتماعي اليت شكلتها‬

‫(‪ )1‬اؼبرسوـ التنفيذم ‪ 990/11‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9311/12/19‬ج‪/‬رقم ‪ 02‬الصادرة ُب ‪9311/12/99‬‬


‫(‪)‬كىي‪ :‬الصندكؽ الوطٍت للضماف االجتماعي‪ -‬الصناديق اعبهوية للضماف االجتماعي ‪ -‬صندكؽ التامُت على الشيخوخة لؤلجراء – صندكؽ الضماف‬
‫االجتماعي للموظفُت‪-‬صندكؽ الضماف االجتماعي لعماؿ اؼبناجم‪-‬صندكؽ التأمُت على الشيخوخة لغَت األجراء‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫التطور التاريخي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اغبكومة آنذاؾ سنة‪1975‬كأشبرت ؾبهوداهتا بربكز إصبلحات سنة‪1983‬اليت أسست ؼبرحلة جديدة‬
‫للضماف االجتماعي(‪. )1‬‬
‫عليو شهدت ىذه اؼبرحلة إصدار الكثَت من القوانُت كاؼبراسيم كاؼبناشَت اؼبختلفة اؼبنظمة كاؼبسَت‬
‫(‪)2‬‬
‫للضماف االجتماعي كيتلخص ىذا خاصة ُب‪:‬‬
‫‪ -‬مرسوـ رقم ‪ 990-11‬اؼبؤرخ ُب ‪ 19‬أكت ‪ 9311‬ك اؼبنشئ لػ‪:‬‬
‫توحيد التنظيم اإلدارم اػباص بصناديق الضماف االجتماعي باستثناء النظاـ الزراعي ككذا‬ ‫‪‬‬

‫اػباص بالبحارة كأيضا نظاـ عماؿ السكك اغبديدة كنظاـ شركة الكهرباء كالغاز‪.‬‬
‫الزيادة ُب عدد فبثلي العماؿ على حساب عدد فبثلي اؼبستخدمُت داخل ؾبلس اإلدارة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اإلنقاص من امتيازات ؾبلس اإلدارة كربديدىا بالتصويت على اؼبيزانية اػباصة بالصندكؽ‬ ‫‪‬‬

‫كالسهر على السَت اغبسن ؽبا‪.‬‬


‫توسيع سلطات اؼبدير كتعينو من طرؼ الوزير اؼبكلف بضماف االجتماعي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬مرسوـ ‪ 23-11‬اؼبؤرخ ُب ‪ 91‬ديسمرب ‪ 9311‬اؼبنشئ لصندكؽ التأمُت على الشيخوخة لغَت‬


‫األجراء غَت اؼبزارعُت‪.‬‬
‫‪ -‬منشور ‪ 91‬أفريل ‪ 9319‬ينظم نظاـ زراعي جديد يؤمن العماؿ الزراعيُت كعائبلهتم ضد‬
‫أخطار اؼبرض‪ ،‬العجز‪ ،‬الوفاة‪ ،‬األمومة‪ ،‬كيؤمن معاش الشيخوخة كيسهل عملية فتح اغبقوؽ‪.‬‬
‫‪ -‬منشور ‪ 21-19‬اؼبؤرخ ُب ‪ 11‬جانفي ‪ 9319‬يضع معظم أنظمة الضماف االجتماعي ربت‬
‫كصاية كزارة العمل كالشؤكف االجتماعية باستثناء النظاـ الزراعي الذم ىو ربت كصاية كزارة‬
‫الفبلحة‪.‬‬
‫‪ -‬منشور ‪ 91‬سبتمرب ‪ ،9319‬يبنح االستفادة من التأمينات االجتماعية لغَت األجراء‪.‬‬
‫‪ -‬التغَتات اليت مست مبالغ التعويض من عدة أسابيع عطلة األمومة من ‪ 2‬إىل ‪ 99‬أسبوعا‪،‬‬
‫توسيع قائمة األمراض اؼبزمنة من ‪ 19‬إىل ‪.91‬‬

‫(‪ )1‬بوحنية قوم‪ ،‬التسيير الذاتي للصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية الجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪Hannouz Mourad et Khadir Med, opcit, P16.‬‬

‫‪53‬‬
‫التطور التاريخي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الوضعية الحالية‬


‫كاف شعار اإلصبلح ُب ىذه اؼبرحلة ىو الوصوؿ إىل كحدة نظاـ التأمُت االجتماعي كتعميم‬
‫االمتيازات‪،‬تعد سنة ‪ 9321‬ىي سنة التحوؿ اعبذرم لنظاـ الضماف االجتماعي حبيث ظهرت طبس‬
‫(‪ )11‬قوانُت كسبعة عشر (‪ )91‬مرسوما معلنة عن أكؿ تشريع خاص بنظاـ التأمينات االجتماعية منذ‬
‫االستقبلؿ بعدما كانت مقتصرة على اؼبراسيم التنظيمية فقط كمؤكدة على توحيد كتعميم ىذا النظاـ‬
‫من خبلؿ احتكار الدكلة تسيَت األداءات متعلقة بالتأمينات االجتماعية كحوادث العمل كاألمراض‬
‫اؼبهنية ككاجبات اؼبكلفُت‪ ،‬كأيضا اؼبنازعات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‪ ،‬حيث يبلحظ أنو ًب‬
‫التخلي عن صبيع األنظمة السابقة كالتوجو إىل فكرة نظاـ موحد شامل خاص بالضماف االجتماعي‬
‫يتسم بتوحيد االشًتاكات كاالمتيازات لصاّب كل العماؿ جبميع فئاهتم كوبقق قدرا كبَتا من التضامن‪،‬‬
‫يوفر أداءات من مستول رفيع كيسمح بتوسيع رقعة اؼبستفيدين‪.‬‬
‫ككمرحلة انتقالية فقد أبقي على نفس ىيئات الضماف االجتماعي لتطبيق النصوص السالفة الذكر‬
‫لغاية صدكر اؼبرسوـ رقم ‪ 9321/991‬اؼبتضمن التنظيم اإلدارم لصناديق الضماف الذم ألغى اؼبرسوـ‬
‫السابق رقم ‪ 9311/990‬كأنبما كرد ُب تنظيم ىذا القانوف ىو توحيد صناديق الضماف االجتماعي‬
‫كاقتصارىا على صندكقُت فقط كنبا‪ ،‬الصندكؽ الوطٍت للتأمينات االجتماعي كحوادث العمل‬
‫كاألمراض اؼبهنية كالصندكؽ الوطٍت للمعاشات االجتماعية كيعترب الصندكؽ األكؿ الصندكؽ األساسي‬
‫اؼبوحد للتأمينات االجتماعية جبميع ؾباالهتا‪.‬أما صندكؽ اؼبعاشات ُب كفل الضماف االجتماعي‬
‫لصاّب اؼبتقاعدين من عماؿ كأرباب العمل‪.‬‬
‫كقد فصل اؼبشرع ُب ربديد الطبيعة القانونية للصناديق بكوهنا مؤسسات عمومية ذات طابع‬
‫إدارم تتمتع بالشخصية اؼبعنوية كاالستقبلؿ اؼبايل ربت كصاية كزير العمل كاغبماية االجتماعية كما‬
‫نص القانوف رقم ‪ )1(19/22‬بالقانوف التوجيهي للمؤسسات العمومية ُب اؼبادة ‪ 49‬منو على أف‬
‫صناديق الضماف االجتماعي تعترب مؤسسات عمومية ذات تسيَت خاص‪ ،‬كترؾ اؼبشرع تفصيل ىذا‬
‫اؼبادة إىل النصوص التنظيمية اليت صدرت بعد التحوؿ الذم شاىدتو اعبزائر ُب نظامها السياسي‬
‫بالتخلي عن النهج االشًتاكي كتبٍت قواعد اقتصاد السوؽ كدخوؿ القطاع اػباص إىل جانب القطاع‬

‫(‪ )1‬القانوف التوجيهي للمؤسسات العمومية الصادر ‪ - 9322/19/99‬ج ر رقم ‪ُ 2‬ب ‪9322/19/91‬‬

‫‪54‬‬
‫التطور التاريخي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اغبكومي العاـ فكاف لزاما على اؼبشرع أف يكيف منظومة الضماف االجتماعي مع ىذه التحوالت‬
‫العميقة‪.‬‬
‫إف توحيد أنظمة كأجهزة الضماف االجتماعي يبدك جليا من خبلؿ اؼبرسوـ رقم ‪11-39‬‬
‫اؼبؤرخ ُب ‪ 19‬جانفي ‪ 9339‬كالذم يتضمن الصفة القانونية لصناديق الضماف االجتماعي ككذا‬
‫تنظيم اإلدارم كاؼبايل‪ ،‬حيث تتميز ىذه الصناديق الصندكؽ بالشخصية اؼبعنوية كاالستقبللية‬
‫اؼبالية‪ ،‬فقسم ىذا اؼبرسوـ كنظم الضماف االجتماعي إىل‪:‬‬
‫‪ -‬الصندكؽ الوطٍت للتأمينات االجتماعية للعماؿ األجراء ‪.‬‬
‫‪ -‬الصندكؽ الوطٍت للتقاعد‪.‬‬
‫‪ -‬الصندكؽ لضماف االجتماعي لغَت األجراء‪.‬‬
‫‪ -‬كقد حافظ اؼبشرع على طريقة تسيَت كإدارة صناديق الضماف االجتماعي عن طريق اجمللس‬
‫اإلدارم كلكن بتشكيلة مغايرة ؼبا كاف عليو الوضع ُب اؼبرسوـ السابق بإعادة االعتبار للتسيَت‬
‫التشاركي للصندكؽ كزيادة أعضاء فبثلي العماؿ كأرباب العمل ُب تشكيلة اجمللس اإلدارم‬
‫ككل صندكؽ يسَت عن طريق مدير يعُت من طرؼ كزير القطاع‪ ،‬لكل من الصندكؽ الوطٍت‬
‫للتأمينات االجتماعية للعماؿ اإلجراء كالصندكؽ الوطٍت للتقاعد ؾبلس إدارة يضم فبثلُت عن‬
‫العماؿ آخرين عن اؼبستخدمُت ككذا فبثلُت عن الدكلة‪.‬‬
‫أما ؾبلس إدارة الصندكؽ الوطٍت للضماف االجتماعي للعماؿ غَت األجراء فهو مكوف من ـبتلف‬
‫الفئات اؼبهنية الشاملة للقطاع التجارم كاغبرُب كالزراعي ككل اؼبهن اغبرة‪.‬‬
‫كلتوسيع ؾباؿ الضماف االجتماعي كتعميمو بتوسيع رقعة اؼبستفيدين كغبماية األجراء من خطر فقداف‬
‫العمل بصفة ال إرادية ألسباب اقتصادية خاصة بعد إفبلس اؼبؤسسات العمومية ًب إنشاء صندكؽ‬
‫يدعى الصندكؽ الوطٍت للتأمُت على البطالة‪ ،‬كذلك دبوجب اؼبرسوـ التشريعي رقم ‪ 13-39‬اؼبؤرخ ُب‬
‫‪ 90‬مام ‪ 9339‬كالذم يتضمن اغبفاظ على الشغل كضباية األجراء الذين قد يفقدكف عملهم بصفة‬
‫ال إرادية‪ ،‬وبدد ىذا اؼبرسوـ أسس كشركط االستفادة منو كطبيعة ككذا مستول آداءاتو‪ ،‬ىذا باإلضافة‬
‫إىل إنشاء صندكقُت آخرين كنبا‪ ،‬الصندكؽ الوطٍت للتأمُت عن العطل اؼبدفوعة األجر كالصندكؽ‬
‫(‪)1‬‬
‫الوطٍت ؼبعادلة اػبدمات االجتماعية‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 11-39‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9339/19/19‬اؼبتضمن الوضع القانوٍل لصناديق الضماف االجتماعي ك التنظيم اإلدارم ك اؼبايل معدؿ‬
‫اعبريدة الرظبية رقم ‪ 9‬لسنة ‪9339‬‬

‫‪55‬‬
‫التطور التاريخي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالصة الفصل الثاني‬


‫إف اإلنساف‪ ،‬كما أسلفنا ُب حرصو اؼبستمر على ربسُت كضعو االجتماعي كُب سعيو الدائم‬
‫لتحقيق ذاتو يبلكو ىاجس اػبوؼ من الفقر كاؼبرض‪ ،‬العجز‪ ،‬الشيخوخة‪ ،‬الوفاة‪ ،‬كيزداد الشعور‬
‫باػبوؼ عند فئة من الناس ال سبلك ما تواجو بو ىذه األخطار‪ ،‬فعرفت اجملتمعات أشكاال متنوعة من‬
‫طرؽ اغبماية تلمس اإلنساف من خبلؽبا الوسائل اليت تقيو من ىذه اؼبخاطر كاليت سانبت ُب تكوينها‬
‫ظركؼ الزماف كاؼبكاف كعملت على إنضاجها التطورات االقتصادية كاالجتماعية كالسياسية كحىت‬
‫العقائدية اليت مرت هبا البشرية‪ ،‬فأخذت معاكنة اإلنساف لئلنساف عرب التاريخ صورا شىت إىل أف‬
‫لبست حلة الضماف االجتماعي الذم تكفل فيو اجملتمع لضماف العيش لؤلفراد بكرامة ك استقرار‪.‬‬
‫فعرفت اغبضارات القديبة أشكاؿ ـبتلفة من التضامن هتدؼ إىل مواجهة اؼبخاطر االجتماعية‪،‬‬
‫تطورت ىده األشكاؿ عرب اغبضارات اؼبتعاقبة باستعماؿ كسائل ذات طابع فردم كصباعي هتدؼ إىل‬
‫القضاء على اغباجة االجتماعية‪ ،‬بدأت باغبماية العائلية كالقبلية مركرا إىل مرحلة اؼبساعدة االجتماعية‬
‫إىل اعتماد الفرد على االدخار من دخلو اػباص‪ ،‬حيث يقوـ االدخار على اقتطاع جزء من الدخل‬
‫الفردم ليجرم إنفاقو ُب مواجهة اؼبخاطر كقد ينظم ىذا االدخار من قبل ىيئات كتعاكنيات تنشئ‬
‫صناديق تسمى "صناديق تعاضد" تتوىل اؽبيئة اقتطاع اشًتاكات من أفرادىا كتقدـ ؼبن يتعرض لطارئ‪،‬‬
‫غَت أف ىو مع مركر الزمن تبُت أف الفرد مهما كانت ثركتو‪ ،‬ال يستطيع ُب كثَت من اغباالت تغطية‬
‫النتائج الضارة اليت تصيبو ُب شخصو أك مالو أك ذكيو خاصة بعد ما حدث من تطور ُب اؼبيداف‬
‫االقتصادم الفكرم كاالجتماعي باإلضافة إىل تقهقر النظم السابقة ؼبواجهة ىده اؼبخاطر‪ ،‬أصبحت‬
‫اجملتمعات اغبديثة ترل ضركرة أهباد ؾبموعة من الضمانات ؼبواجهة أخطار متعددة يتعرض ؽبا الناس‬
‫ُب ؾبرل حياهتم خاصة بعد األزمة االقتصادية العاؼبية ‪ 9393‬كخبلؿ اغبرب العاؼبية الثانية حيث برز‬
‫اؼبيل لتأكيد مسؤكلية الدكؿ ذباه األفراد على الصعيدين االقتصادم كاالجتماعي‪ ،‬صدرت عدة‬
‫مواقف أعلنت مبادئ عامة تكرس حق اإلنساف لضمانات تكفل لو اغبياة الكريبة احملررة من الفقر‬
‫كاغباجة‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫التطور التاريخي للضمان االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كمن أىم اؼببادئ العامة ُب اإلعبلنات كاالتفاقيات الدكلية ما جاء ُب اإلعبلف العاؼبي غبقوؽ‬
‫اإلنساف الصادر عن اعبمعية العامة لؤلمم اؼبتحدة بتاريخ ‪ 9392/99/91‬حيث كرست اؼبادة ‪99‬من‬
‫ىذا اإلعبلف "لكل إنساف اغبق دبستول من العيش كاؼ لتامُت الصحة كاغبياة البلئقة لو كلعائلتو‬
‫كما لو اغبق بالضماف ُب حاالت البطالة‪ ،‬اؼبرض‪ ،‬كالعجز‪ ،‬كالشيخوخة أك ُب اغباالت اليت يفقد‬
‫فيها كسائل عيشو ألسباب خارجية عن إرادتو‪.‬‬
‫شجعت ىذه االتفاقيات الدكؿ على تطبيق أنظمة لضماف االجتماعي ُب تشريعاهتا الوطنية‬
‫كتطوير ىذه األنظمة ُب نطاؽ حد أدٌل من اغبماية كربققت بعض ىذه اؼببادئ ُب التشريعات‬
‫الوضعية لبعض الدكؿ فكاف ؽبا دكر رائد ُب ربقيق األمن االجتماعي‪.‬‬
‫دفع ىذا التطور الذم حصل ُب ميداف الضماف االجتماعي إىل تضمُت اإلعبلف العاؼبي غبقوؽ‬
‫اإلنساف الصادر عن اعبمعية العامة لؤلمم اؼبتحدة عاـ ‪ 9392‬الدعوة إىل تبٍت أنظمة الضماف‬
‫االجتماعي باعتبارىا شكبلن من أشكاؿ التقيد حبقوؽ اإلنساف كيبلحظ من تطور أنظمة الضماف‬
‫االجتماعي ُب العامل مدل تأثرىا بالواقع االجتماعي كاالقتصادم كالسياسي الذم عايشتو‪.‬‬
‫اعبزائر من أبرز الدكؿ اليت سارعت بعد االستقبلؿ مباشرة إىل اؼبصادقة على أغلبية االتفاقيات الدكلية‬
‫كاليت تتماشى مع مبادئها كال تتعارض مع السيادة كاالستقبلؿ الوطنيُت فوسعت من نظامها للتأمُت‬
‫االجتماعي‪ ،‬فبعدما كاف اعبزائريوف يعانوف من عدـ توازف نظاـ اغبماية أثناء االستعمار‪ ،‬بدأ الضماف‬
‫االجتماعي يتطور بتطور اؼبفاىيم ككذا توجهات الدكلة اعبزائرية إىل أف أصبح كما ىو عليو منذ‬
‫‪9321‬من حيث التنظيم أك التسيَت غَت أف فعالية نظاـ التأمُت االجتماعي تأثر كثَتا باألزمة اليت‬
‫عرفتها الببلد ُب السنوات اليت كاف من اؼبفركض أف ينطلق فيها فعبل ىذا النظاـ‪ ،‬التسعينات‪ ،‬إال أنو‬
‫كبالرغم من ذلك فإف ىيئات الضماف االجتماعي تؤدم خدماهتا‪ُ ،‬ب ظل التضامن مع توحيد اؼبزايا‬
‫ككحدة سبويلها تسيَتىا فوسعت التغطية لعدة ـباطر مهنية كصحية كاجتماعية كاؼبرض كاألمومة‬
‫كالعجز كالشيخوخة كالبطالة كسوء األحواؿ اعبوية كطب العمل كالوقاية كاألمن كضباية العماؿ الذين‬
‫يفقدكف مناصب عملهم ال إراديا كألسباب اقتصادية‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬التأمينات االجتماعية الجزائرية‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫توالت اإلعبلنات كاؼبواثيق الدكلية اليت تنص على ضركرة التأمينات االجتماعية كتؤكد على حق‬
‫كل مواطن فيها‪ ،‬فلئلعبلف العاؼبي غبقوؽ اإلنساف الصادر سنة ‪ ،9392‬كف نقا ؼبادتو ‪ ،99‬نص كل‬
‫شخص باعتباره عضوا ُب اجملتمع لو اغبق ُب التأمينات االجتماعية كلو اغبق ُب اغبصوؿ على إشباع‬
‫حاجاتو االقتصادية كاالجتماعية البلزمة لكرامتو كلنموه‪ ،‬كذلك مع مراعاة ظركؼ كل دكلة كمواردىا‬
‫‪،‬فالدكؿ زبتار األنظمة اليت ربقق أكرب قدر من الفائدة من جهة كلكن من جهة أخرل فإف‬
‫االتفاقات الدكلية اؼبربمة ُب ؾباؿ التأمينات االجتماعية تفرض حد أدٌل من اؼبخاطر الواجب على‬
‫الدكلة ضماهنا كالتأمُت عليها لصاّب األفراد‪ ،‬فمهما اختلفت أنظمة الضماف االجتماعي من دكلة‬
‫ألخرل إال أف ىناؾ عدد من اجملاالت اؼبشًتكة بينها كبُت اعبزائر باعتبارىا طرفا ُب اؼبعامبلت‬
‫كالعبلقات الدكلية ككذا االتفاقيات اليت أبرمت ُب ىذا اجملاؿ ملتزمة كباقي الدكؿ على إخضاع نظامها‬
‫التأميٍت االجتماعي للمقاييس العاؼبية اؼبقررة لو كإف كاف لو خصوصياتو‪ ،‬كقد شهد ىذا النظاـ‪،‬‬
‫التأمينات االجتماعية‪ ،‬تطورا ملحوظا من حيث اتساع نطاؽ تطبيقو كتنظيمو‪ ،‬فبمجرد انتهاء‬
‫االحتبلؿ الفرنسي‪ ،‬اذبهت اعبزائر كبو إصبلح نظاـ التأمُت االجتماعي ؽبا كذلك بتطوير اغبماية‬
‫االجتماعية دبا يتماشى كظركؼ ما بعد اغبرب‪ ،‬كاذبهت سياسة التأمُت االجتماعي كبو االتساع‬
‫ؼبواكبة التقدـ االقتصادم كتزايد ضغط الفئات العاملة اليت كانت تطالب بأكثر من اغبماية‬
‫االجتماعية كذلك بواسطة النقابات العمالية ككذا التجمعات اؼبهنية فبا أدل باعبزائر اىل توسيع‬
‫نظامها للتأمُت االجتماعي فبعدما كاف اعبزائريوف يعانوف من عدـ توازف نظاـ اغبماية أثناء‬
‫االستعمار‪ ،‬بدأ الضماف االجتماعي يظهر شيئا كيتطور بتطور اؼبفاىيم ككذا توجهات الدكلة اعبزائرية‬
‫إىل أف أصبح كما ىو عليو منذ ‪ 9321‬من حيث التنظيم أك التسيَت غَت أف فعالية نظاـ التأمُت نظاـ‬
‫التأمُت االجتماعي تأثر كثَت باألزمة اليت عرفتها الببلد ُب السنوات اليت كاف من اؼبفركض أف ينطلق‬
‫فيها فعبل ىذا النظاـ‪ ،‬التسعينات‪ ،‬إال أنو كبالرغم من ذلك فإف ىيئات الضماف االجتماعي تؤدم‬
‫خدماهتا‪ُ ،‬ب ظل التضامن توحيد اؼبزايا ككحدة سبويلها كتسيَته‪ ،‬تشمل اؼبنظومة اعبزائرية للضماف‬
‫االجتماعي صبيع الفركع اؼبندرجة ضمن النظم اغبديثة للضماف االجتماعي أم الفركع التسع (‪)13‬‬
‫احملددة ضمن االتفاقية رقم ‪ 919‬ؼبنظمة العمل الدكلية كىي‪ :‬التأمُت على اؼبرض‪ ،‬التامُت على‬

‫‪59‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫األمومة‪ ،‬التأمُت على العجز‪ ،‬التأمُت على الوفاة‪ ،‬حوادث العمل‪ ،‬األمراض اؼبهنية‪ ،‬التأمُت على‬
‫البطالة‪ ،‬التقاعد‪ ،‬األداءات العائلية‪.‬‬
‫مع اإلشارة إىل أف مصطلح الضماف االجتماعي ك التأمُت االجتماعي نبا مًتادفاف من حيث‬
‫التطبيقات العملية‪ ،‬كأف معظم التشريعات العربية تستعمل كبل اؼبصطلحُت على الداللة على نفس‬
‫اؼبضموف كمنها اؼبشرع اعبزائرم (الصندكؽ الوطٍت للتأمينات االجتماعية للعماؿ األجراء كالصندكؽ‬
‫الوطٍت للضماف االجتماعي للعماؿ غَت األجراء) غَت أف اؼبدلوؿ القانوٍل ىبتلف من حيث مصدر‬
‫كل منهما ذلك اف مصطلح الضماف االجتماعي مصدره أؼبانيا كالواليات اؼبتحدة األمريكية أما‬
‫مصطلح التأمينات االجتماعية فمصدره فرنسا خاصة ك يعٍت األكؿ تغطية صبيع األخطار االجتماعية‬
‫بتمويل كاحد‪ .‬اما الثاٍل فيدؿ على تغطية األخطار االجتماعية اليت تعتمد فقط على التمويل دكف‬
‫باقي األخطار األخرل اليت تغطى بصيغ ـبتلفة كما ىو اغباؿ ُب إطار اؼبساعدة االجتماعية أك‬
‫التضامن ىو ما يعٍت أف مصطلح الضماف االجتماعي أكسع من مفهوـ التأمينات االجتماعية‪.‬‬
‫من ىذا يرتكز نظاـ التأمينات االجتماعية أك ما يصطلح عليو بالضماف االجتماعي على‬
‫مبدأ التضامن االجتماعي‪ ،‬حيث ينظم ذلك ؾبموعة من القوانُت كالتشريعات تعمل كلها ُب اذباه‬
‫كاحد ىو ترسيخ ىذا اؼببدأ كضباية الفرد كأسرتو كدخلو من األخطار االجتماعية احملتملة الوقوع كاليت‬
‫ؽبا عبلقة بالطبيعة الفيزيولوجية لئلنساف كمقابل ذلك هبد الفرد نفسو ؾبربا على دفع اشًتاؾ معُت‬
‫وبدده ىذا النظاـ كفق قواعد مضبوطة تتوافق مع إمكانياتو‪ ،‬كبذلك استلزـ األمر إنشاء أجهزة تتكفل‬
‫هبذا الغرض‪ ،‬كىي مؤسسات الضماف االجتماعي اليت أصبحت تلعب دكر الوسيط بُت اؼبؤمن عليهم‬
‫جبمع أقساط أك اشًتاكات التأمُت حسب ما يتم االتفاؽ عليو مع اؼبؤمن عليهم‪ ،‬كتعويض ىؤالء ُب‬
‫حاؿ ربقيق اػبسارة احملتملة‪ ،‬كىو األمر الذم نتناكلو ُب ىذا الفصل من خبلؿ جاء بو التشريع‬
‫اعبزائرم ُب ؾباؿ التأمينات االجتماعية‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث األول‪ :‬التمويل في مجال التأمينات االجتماعية‬


‫يقوـ نظاـ الضماف االجتماعي على تغطية بعض اؼبخاطر اليت هتدد أفراد اجملتمع ُب أمنهم‬
‫اؼبعيشي‪ ،‬غَت أف قباح نظاـ الضماف االجتماعي ُب ربقيق مهمتو يتوقف على توفَت األمواؿ البلزمة‬
‫لتغطية ىذه اؼبخاطر اؼبضمونة ككجود إدارة كفئة تتوىل تنظيم ىذه العملية ‪ ،‬يقصد بتمويل الضماف‬
‫االجتماعي ربديد اؼبوارد اؼبالية البلزمة لتغطية األداءات كقد التمست ُب ىذا نظم الضماف‬
‫االجتماعي أسلوبُت لتدبَت ىذه اؼبوارد أال كنبا التمويل بواسطة االشًتاكات كالتمويل بواسطة‬
‫الضرائب‪.‬‬
‫من ىذا اؼبنطلق أختار اؼبشرع اعبزائرم أف يكوف التمويل ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‪ ،‬أسلوب‬
‫التمويل عن طريق االشًتاكات ‪،‬ذبلى ذلك بتحديد التشريع من اؼبلزـ بتحمل عبء دفع االشًتاكات‬
‫كعادة ما يكوف صاحب العمل‪ ،‬كقد يكوف صاحب العمل كالعامل معا كتساىم الدكلة ُب اؼبشاركة‬
‫ُب بعض األحياف‪ .‬باإلضافة إىل كيفية دفع االشًتاكات كطريقة ربصيلها كإجراءات فض اؼبنازعات‬
‫بشأهنا بوجو خاص‪ ،‬ىذا كيتوقف ربديد األطراؼ اؼبشاركة ُب ربمل األعباء اؼبالية ُب التأمينات‬
‫االجتماعية كنسبة اؼبشاركة كاؼبسانبة كل منهم على الظركؼ االقتصادية لكل طرؼ كأحوالو‬
‫االجتماعية(‪.)1‬‬
‫مع اإلشارة أف الدكلة تتدخل كذلك من خبلؿ ميزانيتها ُب سبويل كصرؼ اإلعانات كاؼبنح‬
‫العائلية إضافة إىل النفقات اؼبوجهة ػبدمة التضامن الوطٍت بالنسبة للمتقاعدين الُّت يتقاضوف منح‬
‫التقاعد منخفضة(‪،)2‬كما ذبلى تدخل الدكلة ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي بإنشاء الصندكؽ الوطٍت‬
‫لؤلمواؿ التقاعد يبوؿ أساسا عن طريق توجيو ‪ %9‬من اعبباية البًتكلية‪ ،‬كُب سنة ‪ 9191‬أقر قانوف‬

‫(‪)1‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 923-91‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9191/99/99‬اؼبتعلق بالضماف االجتماعي لؤلشخاص األجراء الذين يبارسوف نشاطا غبساهبم‬
‫اػباص‪.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫اؼبؤرخ ُب ‪ 19‬جويلية ‪2001‬‬ ‫باإلضافة إىل االشًتاكات اؼبدفوعة من طرؼ اؼبستفيدين من الضماف االجتماعي‪ ،‬فقد أعادا لقانوف رقم ‪ّ 19/99‬‬
‫اؼبتضمن قانوف اؼبالية التكميلي لسنة ‪ 2001‬على عاتق الدكلة األداءات العائلية للعماؿ األجراء كاؼبتقاعدين لنظاـ األجراء‪ ،‬فتقوـ بتمويل اؼبنح العائلية‪،‬‬
‫يقل مبلغ معاشاهتم عن اغب ّد األدٌل القانوٍل أم ‪ 75%‬من األجر الوطٍت‬
‫نفقات التضامن الوطٍت من خبلؿ منح فارؽ تكميلي للمتقاعدين ال ّذين ّ‬
‫اؼبقررة لفائدة منح التقاعد الصغَتة‪ ،‬كمنح‬
‫مرة األجر الوطٍت األدٌل اؼبضموف بالنسبة للمجاىدين‪ ،‬كالتعويضات التكميلية ّ‬‫األدٌل اؼبضموف‪ ،‬ك‪ّ 5 ،2‬‬
‫العجز‪ ،‬ككذا معاشات التقاعد كالتثمُت االستثنائي‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫اؼبالية إنشاء صندكؽ كطٍت للضماف االجتماعي يبوؿ جزء منو من خبلؿ رسوـ مفركضة على التبغ‬
‫كالبواخر اؼبوجهة للسياحة ‪.‬‬
‫عليو سنتطرؽ ُب ىذا اجملاؿ إىل أسلوب التمويل ُب ؾباؿ التأمينات االجتماعية اعبزائرية كطرؽ‬
‫ربصيل االشًتاكات كتأٌب كيفية سبويل منظومة الضماف االجتماعي مباشرة من طابعها اؼبهٍت‪ ،‬تتشكل‬
‫مصادر التمويل أساسا من االشًتاكات اليت يدفعها أصحاب العمل كالعماؿ‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬دفع االشتراكات‬
‫يلتزـ اؼبكلفوف بدفع االشًتاكات اؼبستحقة ؽبيئات الضماف االجتماعي‪ ،‬على الوجو التايل‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اشتراكات غير األجراء‬
‫يرتكز اشًتاؾ الضماف االجتماعي لؤلشخاص غَت أجراء الذين يبارسوف نشاطا غبساهبم اػباص‬
‫على أساس سنوم مصرح بو من قبل اؼبكلف طبقا للتشريع اؼبعموؿ بو‪ ،‬ربدد نسبة االشًتاؾ بػ‬
‫‪ %91‬من األساس اؼبذكور أعبله ك توزع ‪ %1.1‬بعنواف التأمينات االجتماعية ك‪ %1.1‬بعنواف‬
‫التقاعد‪ ،‬على أف ال يبكن أف يقل أساس االشًتاؾ عن اؼببلغ السنوم لؤلجر الوطٍت األدٌل اؼبضموف‬
‫(‪)1‬‬
‫كال يتجاكز عشرين (‪ )91‬مرة اؼببلغ السنوم ؽبذا األجر‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اشتراكات التأمين االجتماعي لألجراء‬
‫يتحكم ُب ربديد االشًتاكات ُب الضماف االجتماعي عنصراف‪ ،‬األكؿ عدد العماؿ‪ ،‬كالثاٍل‬
‫األجور اؼبصرح هبا‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التصريح باالشتراك‬
‫يلتزـ رب العمل بدفع االشًتاكات اؼبستحقة‪ ،‬للضماف االجتماعي بقسطيها‪ ،‬قسط رب‬
‫العمل‪ ،‬كقسط العامل‪ ،‬كيتم الدفع بصفة موحدة‪ ،‬للقسطُت‪ ،‬كفقا للمادة ‪ 99‬من القانوف ‪،99/21‬‬
‫مع مبلحظة‪ ،‬أف رب العمل يقتطع من أجر العامل‪ ،‬القسط اؼبخصص‪ ،‬كال هبوز ؽبذا األخَت‬
‫االعًتاض على ىذا االقتطاع‪ ،‬الذم تربأ ذمة العامل‪.‬‬

‫(‪)1‬اؼبادة ‪ 99‬من اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ ،923-91‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ثانيا‪ :‬نسب االشتراك‬


‫وبدد القانوف نسبة االشًتاؾ بػ ‪ %19.1‬ربسب من أجر اؼبنصب اؼبصرح بو‪ ،‬بالنسبة للتأمُت‬
‫االجتماعي بوجو عاـ‪ ،‬دبا فيها النسب اػباصة بالنسبة لقطاع البناء كاألشغاؿ العمومية كالرم‪،‬‬
‫كتكوف نسب االشًتاكات ك تقسيمها لكل قطاع كفق اعبدكؿ اآلٌب بيانو(‪:)1‬‬
‫صندوق‬ ‫حصة‬
‫الحصة التي يتكفل الحصة التي يتكفل‬
‫المجموع‬ ‫الخدمات‬ ‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـروع‬
‫بها األجير‬ ‫بها المستخدم‬
‫االجتماعية‬
‫‪% 14‬‬ ‫‪% 1.50‬‬ ‫‪% 12.50‬‬ ‫التأمينات االجتماعية‬
‫‪% 1.25‬‬ ‫‪%1.25‬‬ ‫حوادث العمل و األمراض المهنية‬
‫‪17.25‬‬ ‫‪% 0.50‬‬ ‫‪% 6.75‬‬ ‫‪% 10‬‬ ‫التقاعد‬
‫‪%‬‬
‫‪% 1.50‬‬ ‫‪% 0.50‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫التامين على البطالة‬
‫‪% 0.50‬‬ ‫‪% 0.25‬‬ ‫‪% 0.25‬‬ ‫التقاعد المسبق‬
‫‪% 34.5‬‬ ‫‪% 0.50‬‬ ‫‪%9‬‬ ‫‪% 25‬‬ ‫المجموع‬
‫‪ -‬النسب اػباصة بقطاع البناء كاألشغاؿ العمومية كالرم(‪:)2‬‬
‫* نسبة ‪ % 99,99‬بعنواف التأمُت على العطل اؼبدفوعة األجر‪.‬‬
‫* نسبة ‪ % 1,11‬بعنواف التأمُت على البطالة الناذبة عن الظركؼ اؼبناخية‪.‬‬
‫* نسبة ‪ % 1,91‬بعنواف الوقاية من اؼبخاطر اؼبهنية‪.‬‬
‫‪-‬أما بالنسبة للفئات اػباصة‪ ،‬فإف القانوف يقرر ؽبا نسبا خاصة‪ ،‬نذكر بعضها على سبيل اؼبثاؿ‪:‬‬
‫* اؼبعوقوف‪ ،‬نسبة اشًتاكهم ‪.% 1‬‬
‫* الطلبة اعبامعيوف‪ ،‬نسبة اشًتاكهم ‪.% 9,1‬‬
‫* األشخاص الذين يستخدمهم اػبواص غبساهبم اػباص‪ ،‬نسبة اشًتاكهم ‪.% 0‬‬
‫* اؼبتمهنوف‪ ،‬نسبة اشًتاكهم ‪.% 9‬‬

‫(‪)1‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 99-10‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9110/13/91‬الذم يعدؿ اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 921-39‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9339/11/10‬الذم وبدد‬
‫توزيع نسبة االشًتاؾ ُب الضماف االجتماعي‪.‬‬
‫(‪)2‬اؼبادة ‪19‬ك‪ 1‬من اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 90-31‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9331/19/19‬وبدد توزيع نسبة االشًتاؾ الواجبة الدفع اىل الصندكؽ الوطٍت لتعويض‬
‫العطل اؼبدفوعة األجر كالبطالة الناصبة عن سوء األحواؿ اعبوية ُب قطاعات البناء كاألشغاؿ العمومية كالرم ‪.‬اعبريدة الرظبية رقم ‪ 2‬لسنة ‪.9331‬‬

‫‪63‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫نبلحظ بالنسبة للتأمُت على البطالة‪ ،‬أف اؼبادتُت ‪ 91،3‬من اؼبرسوـ التشريعي رقم ‪ )1(99-39‬تقرر‬
‫إلزاـ رب العمل بدفع مسانبة زبويل اغبقوؽ‪ ،‬اليت ربسب على أساس ‪ %21‬من متوسط أجر شهر‬
‫عن كل سنة‪ ،‬ضمن حد إصبايل قدره اثٍت عشر (‪ )99‬شهرا‪ ،‬كاألجرة اليت وبسب هبا مبلغ مسانبة‬
‫زبويل اغبقوؽ‪ ،‬ىي األجرة اؼبتوسطة الثٍت عشر شهر (‪ )99‬األخَتة السابقة للتسريح‪ ،‬كتستحق عن‬
‫كل فًتة أقدمية تفوؽ ‪ 1‬سنوات‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬آجال دفع االشتراكات‬
‫كيتم دفع االشًتاؾ حسب التايل‪:‬‬
‫أوال‪ :‬بالنسبة اشتراكات غير األجراء‬
‫يكوف االشًتاؾ مستحقا ابتداء من أكؿ جانفي من كل سنة‪ ،‬كيدفع قبل ‪ 11‬جواف من نفس‬
‫السنة بالنسبة لؤلشخاص الذين ال يبارسوف حصريا نشاطا فبلحيا حبيث ىذه الفئة األخَتة يكوف‬
‫الدفع قبل أكؿ أكتوبر‪ .‬كيعتربا لتصريح باؼبداخل السنوية تعد أساس اشًتاؾ غَت األجراء‪ ،‬غَت أنو‬
‫يبكن ؽبيئة الضماف االجتماعي اؼبختصة القياـ بأم إعادة تقييم أك تقوَل أساس اشًتاؾ بعنواف السنة‬
‫اؼبالية اعبارية على أساس أم عنصر تصروبي للشخص غَت األجَت الذم يبارس نشاطا غبسابو اػباص‬
‫اؼبعٍت أك أم عنصر مقارف يتعلق بأساس الشًتاؾ اؼبصرح هبا من قبل اؼبكلفُت من نفس اؼبهنة(‪.)2‬‬
‫ثانيا‪ :‬بالنسبة لرب العمل‪:‬‬
‫‪-‬رب العمل الذم يشغل عشرة فأكثر من العماؿ‪ ،‬يتم دفع االشًتاكات خبلؿ ‪ 11‬يوما التالية لكل‬
‫(‪)3‬‬
‫شهر تستحق فيو‪.‬‬
‫‪ -‬رب العمل الذم يشغل أقل من عشرة عماؿ من ‪ 9‬إىل ‪ 3‬عماؿ يتم دفع االشًتاكات –‬
‫القسطُت‪ -‬خبلؿ ‪ 11‬يوما التالية لكل فصل‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم اؼبرسوـ التشريعي رقم ‪ 99-39‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9339/11/90‬اؼبتعلق بالتأمُت عن البطالة لفائدة األجراء الذين قد يفقدكف‬
‫عملهم بصفة ال إرادية ألسباب اقتصادية‪.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫مؤرخ ُب ‪ 2‬صفر عاـ ‪ 1437‬اؼبوافق ‪ 14‬نوفمرب ‪ 2015‬يتعلق بالضماف االجتماعي لؤلشخاص غَت األجراء‬ ‫اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ّ 289-15‬‬
‫الذين يبارسوف نشاطا غبساهبم اػباص‪.‬‬
‫(‪ )3‬اؼبادة ‪ 99‬من القانوف رقم ‪ 99-21‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9321/1/9‬اؼبتعلق بالتزامات اؼبكلفُت ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‪ ،‬معدؿ كمتمم‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫كيبكن ؽبيئة الضماف االجتماعي أف ربدد‪ ،‬بصفة مؤقتة‪ ،‬مبلغ تلك االشًتاكات على أساس‬
‫مبلغ االشًتاكات اؼبدفوعة عن الشهر أك الثبلثة أشهر أك السنة السابقة على أساس جزاُب يتم حسابو‬
‫بالنظر إىل كل عنصر من عناصر تقدير تضاؼ إىل مبلغ االشًتاكات احملددة بصفة مؤقتة‪ ،‬زيادة‬
‫قدرىا ‪ % 1‬كتصبح اؼبكتسبة بصفة هنائية ؽبيئة الضماف االجتماعي‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬بالنسبة للتأمين عن البطالة‬
‫يتم ربديد كيفية دفع مسانبة زبويل اغبقوؽ‪ ،‬كالفًتة اليت تستحق فيها دبوجب اتفاقية بُت اؼبستخدـ‬
‫اؼبعٍت كاؽبيئة اؼبكلفة بتسيَت نظاـ التأمُت على البطالة مع كجوب أف ربدد االتفاقية العدد األقصى‬
‫لؤلشهر اليت سبتد خبلؽبا أجل االستحقاقات كيسرم مفعوؿ ىذه االتفاقية ابتداء من تاريخ التوقيع‬
‫عليها‪ .‬غَت انو إذا فاقت ىذه اؼبدة طبسة عشر (‪ )91‬شهرا توجب على اؼبستخدـ دفع فائدة تعادؿ‬
‫نسبتها طبسُت باؼبائة (‪ )%11‬من النسبة اليت تطبقها اػبزينة العمومية ُب ؾباؿ مكافأة التوظيف(‪.)1‬‬
‫ُب األخَت إف ؾبمل االلتزامات اؼبلقاة على عاتق اػبواص كأرباب العمل‪ ،‬كاليت يًتتب عن‬
‫عدـ القياـ هبا‪ ،‬توقيع جزاءات مالية زبتلف باختبلؼ االلتزاـ‪ ،‬من شأهنا أف تدعم التأمُت‬
‫االجتماعي‪ ،‬فتجعلو أكثر أداء لوظيفتو االجتماعية‪ ،‬اؼبتمثلة ُب تأدية حقوؽ اؼبؤمنُت‪ُ ،‬ب ظركؼ‬
‫حسنة‪.‬‬
‫لكن رغم أف ىذه االلتزامات‪ ،‬كما يًتتب عن ـبالفتها من جزاءات‪ ،‬توقع على اؼبكلف‪ُ ،‬ب‬
‫حالة عدـ الوفاء هبا‪ ،‬فإف ىيئات الضماف االجتماعي ذبد نفسها أماـ صعوبات صبة‪ ،‬خاصة ما تعلق‬
‫بتحديد مبلغ االشًتاكات اؼبستحقة ؽبا‪ ،‬ألف اؼبكلفُت‪ُ ،‬ب كثَت من األحياف ال يقوموف بالتزاماهتم‪،‬‬
‫فبل يقدموف ؽبيئة الضماف اؼبعنية‪ ،‬التصريح اؼبطلوب سواء كاف تصروبا شهريا أك فصليا أك سنويا‪ ،‬رغم‬
‫التعليمات العديدة ُب ىذا الشأف اليت تدعوىا لبللتزاـ بواجباهتا ذباه ىيئات الضماف االجتماعي‪،‬‬
‫باإلضافة إىل ىذا فإف ىيئة الضماف االجتماعي ذبد نفسها عاجزة عن ربصيل حقوقها‪ ،‬كالدليل على‬
‫ذلك‪ ،‬ديوف ىيئة الضماف االجتماعي لدل ـبتلف القطاعات‪.‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫مؤرخ ُب ‪ 91‬ذم اغبجة عاـ ‪ 9914‬اؼبوافق ‪ 90‬مايو ‪ 9339‬وبدث التامُت عن البطالة لفائدة األجراء الذين قد‬ ‫اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ّ 99-39‬‬
‫يفقدكف عملهم بصفة ال إرادية ألسباب اقتصادية معدؿ ك متمم‪ ،‬اعبريدة الرظبية رقم ‪ 19‬لسنة ‪. 9339‬‬

‫‪65‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫منو نتيجة ىذه الصعوبات اليت تعًتض ىيئات الضماف االجتماعي ُب اؼبيداف‪ ،‬أقر القانوف‬
‫ؽبا كسائل الغرض منها إجبار اؼبكلفُت بدفع االشًتاؾ‪ ،‬لتمكُت ىذه اؽبيئات من أداء كظيفتها‪ ،‬كمن‬
‫بُت ىذه الوسائل أعواف اؼبراقبة‪ ،‬كىم أعواف تعتمدىم الوزارة الوصية‪ ،‬يؤدكف اليمُت القانوٍل أماـ‬
‫احملكمة اؼبختصة إقليميا‪ ،‬يقوموف بتحرير تقرير دبا يقوموف بو من مراقبة‪ ،‬وبدد فيها ما عاينوه من‬
‫عيوب أك ـبالفات(‪.)1‬ترسل إىل ىيئة الضماف االجتماعي اؼبعنية‪ ،‬لتقوـ باإلجراءات اليت ىبوؽبا القانوف‬
‫إياىا‪.‬‬
‫كتبدك أنبية التقرير الذم وبرره العوف اؼبراقب ُب التايل‪:‬‬
‫أ‪ /‬إلزاـ اؼبكلفُت بتقدَل الوثائق كاؼبعلومات الضركرية‪ ،‬ككذلك العماؿ تقدَل اؼبعلومات الضركرية‬
‫اليت تساعد العوف اؼبراقب ُب فبارسة مهامو‪.‬‬
‫ب‪ /‬حق ىيئة الضماف االجتماعي ُب االستعانة بالقوة العمومية أثناء فبارسة العوف للمراقبة‪.‬‬
‫ج‪ /‬اعتبار األعماؿ اؼبعيقة للمراقبة ـبالفة معاقب عليها باؼبادة ‪ 921‬من قانوف العقوبات‪.‬‬
‫د‪ /‬حق ىيئة الضماف االجتماعي ُب اطبلع اإلدارات اؼبختصة باؼبخالفات اليت عاينها العوف‬
‫اؼبراقب‪.‬‬
‫ىػ‪ /‬إلزاـ العوف اؼبراقب بكتماف السر اؼبهٍت‪ ،‬ربت طائلة اؼبسؤكلية التأديبية كاعبزائية‪.‬‬
‫لكن من الناحية العملية نرل من الضركرم ك نقًتح إعطاء نفس القوة كاغبجية القانونية حملاضر‬
‫كتقارير أعواف الرقابة التابعُت ؽبيئات الضماف االجتماعي كسلطة كضباية أكسع مقارنة بنظرائهم‬
‫التابعُت ؼبفشيات العمل‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬جزاء عدم دفع االشتراكات‬


‫يرتب القانوف عن زبلف رب العمل‪ ،‬عن دفع االشًتاكات جزءين نبا‪:‬‬
‫‪ %1 -‬من مبلغ االشًتاكات كغرامة عن التأخر‪.‬‬
‫‪ -‬يضاؼ إليها ‪ %9‬عن كل شهر تأخَت اؼبادة ‪ 99‬من قانوف ‪ 99/21‬اؼبعدلة ‪91/20‬‬
‫اؼبتضمن القانوف اؼبالية للسنة ‪ُ 21‬ب مادتو ‪.993‬‬

‫(‪)1‬اؼبواد من ‪ 92‬إىل ‪ 12‬من القانوف ‪ ،99-21‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المطلب الثاني‪ :‬طرق تحصيل االشتراكات في مجال الضمان االجتماعي‬


‫كوف أف سبويل ىيئة الضماف االجتماعي يعتمد أساسا على أقساط اؼبنخرطُت فنجد أف فعالية‬
‫ربصيل االشًتاكات تتأثر ُب كثَت من األحياف بوعي اؼبنخرط بواجباتو اذباه ىيئة الضماف االجتماعي‪.‬‬
‫باإلضافة إىل مدل فعالية التنسيق كالتكامل بُت اؼبؤسسات ذات الطبيعة اإلدارية كاؼبالية مع ىيئات‬
‫الضماف االجتماعي‪.‬‬
‫دبا أف ربصيل اشًتاكات الضماف االجتماعي إحدل االنشغاالت الرئيسية كالدائمة ؽبيئات‬
‫الضماف االجتماعي‪ ،‬ألهنا اؼبورد الوحيد لضماف األداءات اليت يقدمها يوميا للمؤمنُت اجتماعيا‪ ،‬من‬
‫متقاعدين‪ ،‬كعاطلُت عن العمل بصفة اضطرارية أك بسبب اؼبرض أك حوادث العمل‪ ،‬أك األمراض‬
‫اؼبهنية‪ .‬كما يشكلو قطاع الضماف االجتماعي الذم يعد من الوسائل الرئيسية إف مل نقل الوسيلة‬
‫الوحيدة اليت تعتمد عليها الدكلة ُب تنفيذ سياستها االجتماعية‪ ،‬كىذا ما جعل اؼبصاّب اغبكومية ُب‬
‫ـبتلف مستوياهتا هتتم ىي أيضا بالتوازف اؼبايل ؽبيئات الضماف االجتماعي كُب ضوء اؼبهاـ اليت‬
‫أسندت للضماف االجتماعي فبل شك ُب أف األمر يتعلق دبرفق عاـ‪ ،‬الدكلة مل تتوىل تسيَته كلو‬
‫بطريقة غَت مباشرة‪ ،‬كمل سبنح ؽبيئات الضماف االجتماعي صفة مؤسسة عمومية ذات طابع إدارم‬
‫حبيث تتمتع بصبلحيات القوة العمومية‪ ،‬كمنها على كجو اػبصوص اإلعفاء من التقاضي‪ ،‬حيث أف‬
‫مثل ىذه اؼبؤسسات العمومية تعد بنفسها سندات تنفيذية كتقوـ بتنفيذىا‪ ،‬كدبقتضى أحكاـ القانوف‬
‫‪ 19-22‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9322/19/99‬كاؼبتضمن القانوف التوجيهي للمؤسسات العمومية كألسباب‬
‫كاعتبارات ـبتلفة تنص اؼبادة ‪ 93‬منو "تعد أجهزة الضماف االجتماعي ىيئات عمومية‪ ،‬ذات التسيَت‬
‫اػباص ربكمها القوانُت اؼبطبقة ُب ىذا اجملاؿ وبدد النظاـ اإلدارم ألجهزة الضماف االجتماعي عن‬
‫طريق التنظيم" كيتبُت من النص أف ىذه اؽبيئات العمومية‪ ،‬ذات التسيَت اػباص كغَتىا من اؽبيئات‬
‫العمومية ذات الطابع االقتصادم كالصناعي زبضع ألحكاـ القانوف اػباص(‪.)1‬‬

‫)‪)1‬‬
‫‪Ali FILALI, le contentieux de la sécurité sociale, Revue Algérienne des sciences juridiques‬‬
‫‪économiques et politiques, Université d’Alger, N 4, 1998.‬‬

‫‪67‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫كنذكر ُب ىذا الشأف أف اؼبرسوـ التنفيذم ‪ 11-39‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9339/19/19‬اؼبتعلق بالوضع‬


‫القانوٍل لصناديق الضماف االجتماعي كالتنظيم اإلدارم كاؼبايل كبنص اؼبادة ‪ 19‬منو "ىبضع ألحكاـ‬
‫اؼبرسوـ كالقوانُت كالتنظيمات السارية‪ ،‬الصناديق اليت تتوىل تسيَت األخطار اؼبنصوص عليها ُب قوانُت‬
‫الضماف االجتماعي‪ ،‬كتتمتع بالشخصية اؼبعنوية كاالستقبللية اؼبالية‪ ،‬كزبضع ُب عبلقتها مع اآلخرين‬
‫للتشريع التجارم ككذا للقوانُت كالتنظيمات السارية اؼبفعوؿ كألحكاـ ىذا اؼبرسوـ"‪.‬‬
‫كيستخلص من ىذا أف اؼبشرع اعبزائرم مراعاة للطبيعة القانونية اػباصة ؽبيئات الضماف‬
‫االجتماعي‪ ،‬باعتبارىا مؤسسة عمومية تفتقد لصبلحيات القوة العمومية رغم أهنا تقوـ خبدمة عمومية‬
‫اؼبتمثلة ُب األداءات االجتماعية‪ ،‬زبضع لقواعد تسيَت خاصة كربكمها أحكاـ القانوف التجارم ُب‬
‫معامبلهتا مع الغَت‪ ،‬خوؿ لتلك اؽبيئات قوانُت ك إجراءات خاصة مع صبلحيات مناسبة لتحصيل‬
‫االشًتاكات لتتمكن من تأدية كظيفتها االجتماعية ‪.‬ىذا مع عدـ منعها من اللجوء اىل القوانُت العامة‬
‫كاللجوء رفع الدعاكم أماـ اعبهات القضائية اؼبختصة لتحصيل ديوهنا ‪،‬األمر الذم أكدتو اؼبادة ‪00‬‬
‫من القانوف ‪ 12-12‬اؼبتعلق باؼبنازعات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي "ال سبنع إجراءات التحصيل‬
‫اؼبنصوص عليها ُب ىذا القانوف‪ ،‬ىيئات الضماف االجتماعي بعد استنفاذ طرؽ التحصيل اعبربم‪،‬‬
‫اللجوء إىل رفع الدعاكم أماـ اعبهات القضائية اؼبختصة كالتدابَت االحتياطية كطرؽ التنفيذ الواردة ُب‬
‫القانوف العاـ"‪.‬‬
‫منو قنن كنظم اؼبشرع أساليب ككيفيات التحصيل اعبربم لبلشًتاكات اؼبكلفُت بالتزاماهتم ُب‬
‫ىذا اجملاؿ‪ ،‬كىو ما تضمنو قانوف ‪ )1(12-12‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9112/11/19‬اؼبتعلق باؼبنازعات ُب ؾباؿ‬
‫االجتماعي‪ ،‬سبثلت ىذه اإلجراءات ُب ‪:‬‬
‫أ‪ /‬إجراءات خاصة تتميز بالسرعة كالبساطة يقررىا القانوف ‪ 12-12‬السابق اإلشارة إليو كىي‪:‬‬
‫‪ -‬التحصيل بواسطة اعبداكؿ (مصاّب الضرائب)‪.‬‬
‫‪ -‬التحصيل بواسطة اؼببلحقة‪.‬‬
‫‪ -‬التحصيل بواسطة اؼبعارضة على اغبسابات اعبارية الربيدية كالبنكية‪.‬‬

‫(‪ )1‬قانوف ‪ 12-12‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9112/19/91‬اؼبتعلق باؼبنازعات ُب ؾباؿ االجتماعي‪ ،‬اعبريدة الرظبية رقم ‪ 99‬لسنة ‪.9112‬‬

‫‪68‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬التحصيل بواسطة االقتطاع من القركض‪.‬‬


‫‪ -‬التحصيل بواسطة االمتيازات العينية‪.‬‬
‫ب‪ /‬اإلجراءات العامة اؼبقررة ُب القانوف العاـ‪.‬‬
‫‪ -‬اغبجز التحفظي‪.‬‬
‫‪ -‬أمر األداء‪.‬‬
‫‪ -‬التأسيس كطرؼ مدٍل‪.‬‬
‫مع اإلشارة أف ىيئات الضماف االجتماعي غالبا ما تلجأ إىل طرؽ كدية لتحصيل ديوهنا‬
‫كاسًتجاع مستحقاهتا من اؼبكلفُت كاؼبدنيُت ذباىها قبل اللجوء إىل طرؽ التحصيل اعبربم اؼبخولة‬
‫دبوجب القانوف ‪ 12-12‬ؽبذا سنعمد إىل تقسيم ىذا اؼبطلب إىل فرعُت‪ ،‬األكؿ نتناكؿ فيو الطرؽ‬
‫الودية أما الفرع الثاٍل طرؽ التحصيل اعبربية‪.‬‬
‫مع التذكَت أف صبيع الدعاكم اليت تباشرىا ىيئات الضماف االجتماعي لتحصيل اؼببالغ‬
‫اؼبستحقة ؽبا تتقادـ بأربع سنوات ابتداء من تاريخ االستحقاؽ غَت أف األعذار اؼبرسل إىل اؼبدينُت‬
‫يسقط التقادـ ابتداء من تاريخ استبلـ التبليغ ‪،‬يقابل تقادـ حق الدعاكم اليت تتبعها ىيئات الضماف‬
‫االجتماعي تقادـ حق اؼبؤمنُت ؽبم ك ذكم اغبقوؽ ُب ؾباؿ األداءات بأربع سنوات إذا مل يطالب هبا‪،‬‬
‫كُب مدة طبس سنوات اؼبتأخرات اؼبستحقة ؼبعاشات التقاعد كالعجز كريع حوادث العمل كاألمراض‬
‫اؼبهنية (‪ )1‬مع مراعاة األحكاـ اؼبنصوص عليها ُب اؼبادة ‪190‬من القانوف اؼبدٍل‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬طرق التحصيل الودية لالشتراكات‬
‫إف ىيئات الضماف االجتماعي سعيا منها لتفادم الطرؽ اػباصة للتحصيل اعبربم حفاظا على‬
‫العبلقة بينهما كبُت اؼبؤمن تلجأ عادة إىل طرؽ كدية لسنوية كضعية اؼبكلف كديا بطرؽ بسيطة اؼبتمثلة‬
‫ُب اإلنذار كأخر إنذار قبل اؼبتابعة القضائية‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪12‬ك ‪13‬من القانوف ‪ 12/12‬اؼبتعلق باؼبنازعات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أوال‪ :‬آخر إنذار قبل المتابعة القضائية‬


‫مل تورد القوانُت التشريعية ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي ىذا اإلجراء ‪،‬فهو إجراء إدارم تتخذه‬
‫صناديق الضماف االجتماعي كوسيلة أخَتة كغَت ملزمة هبا قبل كل متابعة قضائية لتحصيل ديوهنا‬
‫كديا‪ ،‬كيتضمن ىذا اإلنذار صبيع السنوات اليت تستحق من زيادات التأخَت كعقوبات التأخَت‬
‫كاشًتاكات فللمكلف أجل ‪ 91‬أياـ من استبلمو ىذا اإلنذار لتسوية كضعيتو كإال أرغمت مصاّب‬
‫اؼبنازعات من ربصيل ديوهنا عن طريق اؼبتابعة القضائية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلعذار‬
‫يتعُت على ىيئات الضماف االجتماعي قبل اللجوء إىل تطبيق اإلجراءات اػباصة لتحصيل‬
‫ديوهنا أف تعذر اؼبدين بتسوية كضعية ُب ظرؼ ثبلثُت يوما (‪ )11‬التالية الستبلمو لؤلعذار إما بواسطة‬
‫رسالة موصى عليها مع كصل باالستبلـ كإما بواسطة ؿبضر قضائي أك عوف مراقبة معتمد لدل‬
‫الضماف االجتماعي دبحضر استبلـ على أف يتضمن ىذا األعذار‪ ،‬كإال أعد باطبل‪ ،‬اؼببالغ اؼبستحقة‬
‫حسب طبيعتها كحسب فًتة االستحقاؽ باإلضافة اللقب أك االسم التجارم للمدين كاألحكاـ‬
‫التشريعية كالتنظيمية اؼبتعلقة بالتحصيل اعبربم ككذا العقوبات اؼبًتتبة عليها(‪.)1‬‬
‫ُب ىذه اغبالة يقوـ اؼبكلف بتسوية كضعيتو كتسديد الديوف اؼبًتتبة عليو لصاّب ىيئة الضماف‬
‫االجتماعي‪ ،‬كىو ؽبدؼ اؼبقصود‪ ،‬كإما يقوـ باالعًتاض على اؼببالغ أماـ اللجنة احمللية اؼبؤىلة للطعن‬
‫اؼبسبق ُب أجل ‪ 91‬يوما ابتداءا من تاريخ استبلـ القرار اؼبعًتض عليو‪ ،‬ذلك هبدؼ مراجعة مبلغ‬
‫الدين أك إلغاء أك زبفيض الغرامات أك الزيادات الواردة ُب اإلعذار ذلك السيما إذا حالت دكف‬
‫التسديد قوة القاىرة منعت اؼبدٍل من أداء ديونو‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬طرق التحصيل الجبري لالشتراكات‬
‫لقد أقر اؼبشرع طرقا خاصة ُب القانوف ‪ 12-12‬اؼبؤرخ ُب ‪ 91‬فيفرم ‪ 9112‬اؼبتعلق باؼبنازعات‬
‫ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي سبكن ىيئات الضماف االجتماعي من ربصيل االشًتاكات‪ ،‬كقبل‬
‫التعرض ؽبذه اإلجراءات بالتفصيل‪ ،‬هبب إعادة اإلشارة أف القانوف السارم اؼبفعوؿ سحب من‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 90‬من القانوف ‪ ،12/12‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫(‪)1‬‬
‫ىيئات الضماف االجتماعي صفة اؼبؤسسة العمومية اإلدارية اليت تتمتع بصبلحيات القوة العمومية‬
‫فأصبحت مؤسسة عمومية ذات تسيَت خاص‪ ،‬فلم يعد بإمكاف مديرم تلك اؽبيئات‪ ،‬كىم ليسوا‬
‫موظفُت عموميُت إعداد سندات تنفيذية كاجبة النفاذ‪ ،‬ما ستوجب بالضركرة إذا أرادت اغبصوؿ على‬
‫سند تنفيذم كجوب اللجوء ؼبوظف عمومي تتوفر فيو صبلحية القوة العمومية‪ ،‬الوايل‪ ،‬أك االلتجاء‬
‫للقضاء‪ ،‬كعليو فإف ىيئة الضماف االجتماعي هبب عليها ُب كل مرة تريد ربصيل اشًتاكاهتا اؼبستحقة‬
‫إعداد كشف باغبسابات يوقعو مدير اؽبيئة اؼبعنية كتقدمو مصاغبو للوايل أك القاضي اؼبختص للتأشَت‬
‫عليها لتكتسب حينها الصيغة التنفيذية‪.‬‬
‫كاؼببلحظ أف التأشَت على كشف اؼبستحقات من طرؼ الوايل‪ ،‬أك على اؼببلحقة من طرؼ‬
‫القاضي اؼبختص‪ ،‬يتم بعد مراقبة إجرائية دبدل احًتاـ ىيئة الضماف االجتماعي ؼبا يقرره القانوف من‬
‫إجراءات يضمن ؽبا حقوؽ اؼبكلفُت اجتماعيا‪ ،‬كأف يكونا مسبوقُت باإلنذار‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الطرق الخاصة بالضمان االجتماعي‬
‫مراعاة للطبيعة القانونية اػباصة ؽبيئات الضماف االجتماعي‪ ،‬باعتبارىا مؤسسة عمومية تفتقد‬
‫لصبلحيات القوة العمومية‪ ،‬خوؿ اؼبشرع لتلك ؽبيئات الضماف االجتماعي قوانُت كإجراءات خاصة‬
‫مع صبلحيات مناسبة لتحصيل االشًتاكات لتتمكن من تأدية كظيفتها االجتماعية ‪.‬‬
‫أ‪ /‬تحصيل االشتراكات عن طريق الجدول (مصالح الضرائب)‬
‫تناكؿ اؼبشرع ىذا اإلجراء ُب اؼبواد ‪ 91‬إىل ‪ 11‬من القانوف ‪،)2(12-12‬حيث يتم ربصيل‬
‫اؼببالغ اؼبستحقة ؽبيئات الضماف االجتماعي دبقتضى جدكؿ‪ ،‬ىذا اعبدكؿ اؼبعد من قبل مصاّب ىيئة‬
‫الضماف االجتماعي كفق مبوذج وبدد عن طريق التنظيم اؼبتضمن مستحقات الصندكؽ اليت هبب أف‬
‫تكوف ؿبددة كثابتة كموقعة من مدير ككالة ىيئة الضماف االجتماعي كربت مسؤكليتو الشخصية‪.‬‬
‫يقدـ ىذا الكشف أك اعبدكؿ اؼبمضي من قبل مدير الضماف االجتماعي إىل السيد الوايل‬
‫قصد التأشَت عليو طبقا للمادة ‪ 91‬من القانوف ‪12-12‬الفقرة الثالثة‪ ،‬كبتأشَت الوايل ُب أجل (‪)12‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 93‬من القانوف ‪ 19-22‬اؼبتعلق بالقانوف التوجيهي للمؤسسات العمومية‪.‬‬


‫(‪ )2‬اؼبواد ‪ 91‬إىل ‪ 11‬من القانوف ‪ 12-22‬اؼبتعلق باؼبنازعات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫شبانية أياـ يصبح اعبدكؿ معجل النفاذ بغض النظر عن كل طرؽ الطعن‪ ،‬يبلغ اعبدكؿ اؼبؤشر عليو‬
‫قانونا طبقا لؤلحكاـ اؼبنصوص عليها‪ُ ،‬ب قانوف اإلجراءات اعببائية‪ ،‬كتقوـ مصاّب الضرائب إقليميا‬
‫تنفيذ اعبدكؿ كفقا إلجراءات ربصيل الضرائب‪.‬‬
‫إف اؼببلحظ رغم بساطة إجراءات التحصيل ىذه‪ ،‬فإف ىيئات الضماف االجتماعي ال تلجأ إليو‬
‫العتبارين‪.‬‬
‫‪ -‬أف للوايل سلطة تقديرية‪ ،‬فيمتنع عن التأشَت كلما تعلق األمر دبؤسسة عمومية‪ ،‬تعرؼ‬
‫صعوبات مالية مؤقتة‪ ،‬خاصة أف القانوف مل يسمح ؽبيئات الضماف االجتماعي بالطعن ُب قرار الوايل‪.‬‬
‫‪ -‬أف القانوف يعطي امتياز ؼبصاّب الضرائب‪ ،‬يبكنها من استيفاء مستحقاهتا باألكلية‪ ،‬مىت كاف‬
‫اؼبدين مدينا ؽبا أيضا فبا ال يسمح ؽبيئة الضماف االجتماعي ربصيل مستحقاهتا‪.‬‬

‫عليو البد ُب نظرنا إعطاء نظرة أخرل ؽبذا اإلجراء من أجل تسهيل ربصيل الديوف ُب ؾباؿ‬
‫التأمينات االجتماعية ذلك بإلزاـ مصاّب الضرائب إعطاء أنبية ك متابعة أكرب إلجراء التحصيل‬
‫عن طريق اعبدكؿ اؼبمضي من طرؼ الوايل بتحميلهم اؼبسؤكلية على غرار مسؤكلية مديرم البنوؾ‪.‬‬

‫ب‪ /‬التحصيل عن طريق المالحقة‬


‫يتم ربصيل اؼبستحقات عن طريق اؼببلحقة بنفس شكليات كالشركط اليت يعد هبا التحصيل‬
‫عن طريق الضرائب حبيث يتم إعداد كشف اؼبستحقات من قبل اؼبصاّب اؼبختصة ؽبيئات الضماف‬
‫االجتماعي لتحصيل ديوهنا اؼبستحقة (كفق استمارة ربدد عن طريق التنظيم) من مبالغ رئيسية‬
‫كزيادات كغرامات التأخَت كيشًتط أف يكوف ىذا الدين ثابتا كنقدا كحاؿ األداء(‪.)1‬‬
‫كما يشًتط قبل إجراء اؼببلحقة أف يكوف اؼبدين قد أخطر بإعذار من طرؽ ىيئة الضماف‬
‫االجتماعي طبقا للمادة ‪ 90‬من القانوف ‪ ،12-12‬كيوقع كشف اؼبستحقات من طرؽ مدير ىيئة‬
‫الضماف االجتماعي ليقدـ للقاضي اؼبختص‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبواد ‪ 19‬إىل ‪ 10‬من من القانوف ‪ ، 12-22‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫يقوـ رئيس احملكمة اليت يوجد بدائرة اختصاصها مكاف إقامة اؼبدين‪ ،‬بالتأشَت على اؼببلحقة ُب‬
‫أجل ‪ 91‬أياـ‪ ،‬بعد التأشَت تصبح اؼببلحقة معجلة النفاذ بغض النظر عن كل طرؽ الطعن تنفذ كفق‬
‫أحكاـ قانوف اإلجراءات اؼبدنية ُب ؾباؿ التنفيذ اعبربم‪.‬‬
‫بعد اكتساب اؼببلحقة الصيغة التنفيذية يتم تبليغها للمدين أك اؼبكلف من طرؼ عوف مراقبة‬
‫معتمد لدل الضماف االجتماعي كفق اؼبادة ‪ 11‬من القانوف ‪ 12-12‬اؼبؤرخ ُب ‪9112/19/91‬‬
‫اؼبتعلق باؼبنازعات ُب ؾباؿ ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‪ ،‬كما يبكن تبليغها بواسطة ؿبضر قضائي ُب‬
‫كلتا اغباليتُت تبلغ اؼببلحقة دبحضر استبلـ‪.‬‬
‫بعد تبليغ اؼببلحقة هبوز الطعن فيها من طرؼ اؼبدين‪ ،‬أماـ اعبهة اليت أشرت عليها ُب مدة‬
‫(‪ )11‬ثبلثُت يوما ابتداءا من تاريخ استبلـ التبليغ‪ ،‬مع اؼببلحظة ُب رأينا على اؼبشرع أف وبدد‬
‫بالتدقيق أف يتم التأشَت على اؼببلحقة كإجراء لتحصيل الديوف من طرؼ رئيس احملكمة‪ ،‬ال من طرؼ‬
‫القاضي االجتماعي حىت ال يكوف تعارض عند نظره ُب الطعن القضائي‪.‬‬

‫ج‪ /‬المعارضة على الحسابات الجارية والبنكية‬


‫اؼببدأ العاـ‪ ،‬ال يبكن القياـ باؼبعارضة إال بإذف من القضاء‪ ،‬غَت أف اؼبشرع أعطى امتيازا ؽبيئة‬
‫الضماف االجتماعي‪ ،‬لتقدَل اؼبعارضة على أمواؿ اؼبدين ُب حدكد اؼببالغ اؼبستحقة لدل اؼبؤسسات‬
‫اؼبالية كالبنوؾ ككذا بريد اعبزائر فبثبل باؼبركز الوطٍت للصكوؾ الربيدية‪ ،‬عن طريق رسالة موصى عليها‬
‫مع كصل استبلـ (‪)1‬تلتزـ اؼبؤسسات اؼبذكورة أعبله اليت تسلمت اؼبعارضة حبفظ اؼببالغ اؼبستحقة ربت‬
‫مسؤكليتها اؼبدنية كاعبزائية ابتداء من تاريخ استبلـ تبليغ اؼبعارضة‪.‬‬
‫عند عدـ التزاـ اؼبدين بتسوية كضعيتو‪ ،‬تقوـ ىيئة الضماف االجتماعي بتثبيت اؼبعارضة‬
‫طبقا ألحكاـ قانوف اإلجراءات اؼبدنية كأماـ اعبهات القضائية اؼبختصة ُب أجل طبسة عن (‪ )91‬يوما‬
‫للحصوؿ على السند التنفيذم طبقا للمادة ‪ 01‬من نفس القانوف اؼبذكور أعبله‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبواد ‪ 11‬إىل ‪ 01‬من القانوف ‪. 12-22‬‬

‫‪73‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫د‪ /‬التحصيل عن طريق االقتطاع من القروض‬


‫لقد مكن اؼبشرع اعبزائرم دكف غَتىا من اؽبيئات كاؼبؤسسات إجراء بسيط كإدارم الستيفاء‬
‫ديوهنا من اؼبكلفُت حيث ألزـ البنوؾ كاؼبؤسسات اؼبالية ربت طائلة مسؤكليتهم اؼبدنية(‪ )1‬عند سبكُت‬
‫كمنح اؼبكلفُت قركض مالية مطالبة ىؤالء بشهادة استيفاء االشًتاكات مسلمة من ىيئات الضماف‬
‫االجتماعي اؼبختصة‪ُ ،‬ب حالة عدـ تقديبها تقوـ باقتطاع اؼببالغ اؼبستحقة ؽبيئة الضماف االجتماعي‬
‫الدائنة‪.‬‬
‫ه‪ /‬االمتياز والتأمينات العينية‬
‫نظرا ؼبا تقوـ بو ىيئات الضماف االجتماعي من خدمة عامة‪ ،‬لضماف استمرار اؼبرفق العاـ‬
‫كسَته اؼبتمثل ُب األداءات االجتماعية خوؿ القانوف ؽبيئات الضماف برسم تشريع الضماف‬
‫االجتماعي أف تتمتع بامتياز على اؼبنقوالت كعقارات اؼبدين‪ ،‬كالذم يأٌب مباشرة بعد األجور كاؼببالغ‬
‫اؼبستحقة للضريبة العمومية‪ ،‬ىذا باإلضافة إىل اغبق ُب رىن عقارم قانوٍل مسجل كفق القانوف اؼبدٍل‬
‫ىذا كلو ضمانا للمبالغ اؼبستحقة ؽبيئات الضماف االجتماعي(‪.)2‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلجراءات العامة للتحصيل الجبري‬
‫تتمثل ُب تطبيق أحكاـ الشريعة العامة‪ ،‬حبيث أعطى اؼبشرع ىيئة الضماف االجتماعي‪ ،‬إمكانية‬
‫استعماؿ قواعدىا لتحصيل االشًتاكات‪ ،‬كىو ما أكدت اؼبادة ‪ 00‬من القانوف ‪" 12-12‬ال سبنع‬
‫إجراءات التحصيل اؼبنصوص عليها ُب ىذا القانوف‪ ،‬ىيئات الضماف االجتماعي بعد استنفاذ طرؽ‬
‫التحصيل اعبربم‪ ،‬اللجوء إىل رفع الدعاكم أماـ اعبهات القضائية اؼبختصة كالتدابَت االحتياطية كطرؽ‬
‫التنفيذ الواردة ُب القانوف العاـ"‪ .‬ىذا يعٍت أف القانوف‪ 12-12‬حدد الطرؽ اػباصة اليت نستطيع‬
‫ىيئات الضماف االجتماعي بواسطتها ربصيل االشًتاكات جربيا‪ ،‬ؿبيبل ُب نفس الوقت على‬
‫اإلجراءات ُب الشريعة العامة اؼبقررة ُب قانوف اإلجراءات اؼبدنية كاإلدارية‪ ،‬فتختار اؽبيئات اإلجراء‬

‫(‪ )1‬اؼبواد ‪ 09-01-09‬من نفس القانوف‪.‬‬


‫(‪ )2‬اؼبواد ‪ 01‬ك‪ 02‬من القانوف‪.12/12‬‬

‫‪74‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫اؼبناسب لتحصيل االشًتاكات اؼبستحقة لتأدية كظيفتها االجتماعية‪ ،‬كمن اإلجراءات العامة اؼبقررة ُب‬
‫القانوف العاـ‪ ،‬اغبجز التحفظي‪ ،‬أمر األداء كالتأسيس كطرؼ مدٍل‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الحجز التحفظي‬
‫اغبجز بوجو عاـ يتضمن معٌت التحفظ على األمواؿ‪ ،‬إذ بواسطتو تكف يد‪ ،‬احملجوز عليو أك‬
‫من لديو اغبق أك الشيء احملجوز‪ ،‬عن التصرؼ ُب ذلك اؼباؿ فبا يؤدم إىل بقائو ُب متناكؿ الدائن‬
‫اغباجز للحصوؿ على حقو عن طريق اغبجز كما يتلوه من إجراءات‪.‬‬
‫فاغبجز التحفظي إذا يثبت للدائن كمل يكن لديو حق ُب التنفيذ اعبربم إذ رأل اؼبشرع أف ضباية‬
‫الدائن تتطلب أحيانا السماح لو بتوقيع اغبجز قبل أف يثبت لو ىذا اغبق لذلك فاف اؽبدؼ اؼبباشر‬
‫ؽبدا اغبجز ىو ؾبرد احملافظة على أمواؿ اؼبدين ك عدـ نفاد تصرفات اؼبدين بشأف ىده األمواؿ‪.‬‬
‫انطبلقا من ىدا اؼببدأ يلزـ القانوف ىيئات الضماف االجتماعي االلتجاء بصفة أساسية إىل‬
‫قاضي األمور اؼبستعجلة كي يصدرا مرا بتوقيع اغبجز يأذف فيو باغبجز كيقدر الدين اغباجز تقديرا‬
‫مؤقت كما ىو مقرر قانونا ُب ؾباؿ منازعات الضماف االجتماعي حبيث خوؿ اؼبشرع ؽبيئات الضماف‬
‫االجتماعي اللجوء غبجز ما للمدين لدل الغَت‪ ،‬فجاءت اؼبادة ‪ 09‬من القانوف ‪ 02-02‬لتمكُت‬
‫مدير اؽبيئة الدائنة من تقدَل معارضة على األمواؿ اؼبنقولة أك النقدية اليت يبتلكها اؼبدين لدل الغَت من‬
‫غَت األطراؼ اؼبنصوص ُب اؼبادة ‪ 12‬من القانوف السالف الذكر‪.‬‬
‫كيتميز حجز ما للمدين الغَت اؼبنصوص عليو برسم ىذا التشريع كالذم يتبع بشأنو ألحكاـ‬
‫العامة الواردة ُب قانوف اإلجراءات اؼبدنية باػبصائص التالية‪:‬‬
‫‪ / 9‬أنو حجز ذك طبيعة قضائية‪ ،‬فبل هبوز ؽبيئة الضماف االجتماعي توقيعو إال بناء على أمر من‬
‫القضاء‪.‬‬
‫‪ /9‬أنو حجز يتم على صبيع أمواؿ اؼبدين من نقود كمنقوالت موجودة لدل الغَت باستثناء‬
‫اؼبؤسسات اؼبصرفية كاؼبالية‪.‬‬
‫‪ /1‬تطبق بشأنو اغبجز الواردة ُب اؼبادة ‪ 013‬كما يليها من قانوف اإلجراءات اؼبدنية كاإلدارية كعليو‬
‫تقوـ مصاّب ىيئات الضماف االجتماعي بتقدَل عريضة افتتاحية موقعة‪ ،‬من مديرىا للقاضي اؼبختص‬

‫‪75‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫إقليميا‪ ،‬كىو قاضي األمور االستعجالية الذم يقع ُب دائرة اختصاصو موطن(‪ )1‬احملجوز لديو‪ ،‬أك تقع‬
‫بدائرة اختصاصو األمواؿ احملجوزة عليها‪ ،‬تطلب كتلتمس ىيئة الضماف االجتماعي دبوجب ىذه‬
‫العريضة من القاضي تطبيقا لنصوص قانوف اإلجراءات اؼبدنية كاإلدارية كفق اؼبادة ‪ 001‬كما يليها من‬
‫حجز أمواؿ اؼبدين النقدية كاؼبنقولة لدل الغَت كهبب أف تتضمن العريضة‪:‬‬
‫‪ -‬معلومات دقيقة عن اؼبدين كالغَت‪ ،‬االسم كاللقب كالعنواف أك اؼبوطن‪.‬‬
‫‪ -‬معلومات تتعلق بالدين بتحديد مبلغو كطبيعتو‪ ،‬اشًتاكات‪ ،‬زيادات تأخَت كغرامات تأخَت‪.‬‬
‫‪ -‬اإلنذارات اؼبوجهة للمدين كاإلشعار بالوصوؿ‪ ،‬اليت تكوف دليبل على امتناعو عن الدفع كفق‬
‫اؼبادة ‪ 90‬من القانوف ‪.12-12‬‬
‫‪ -‬أف ال تكوف اؼببالغ اؼبستحقة قد مسها التقادـ اؼبقرر ُب اؼبادة ‪ 13‬من نفس القانوف‪.‬‬
‫‪ -‬معلومات دقيقة عن األمواؿ النقدية كاؼبنقولة اؼبراد اغبجز عليها ربفظيا‪ ،‬بتحديدىا ربديدا دقيقا‪.‬‬
‫‪ -‬باإلضافة إىل صبيع الوثائق اؼبمكنة اؼبتوفرة لدل ىيئة الضماف االجتماعي‪ ،‬اليت تدعم الطلب‪.‬‬
‫بعدىا يقوـ القاضي دبعاعبة العريضة فإذا كجد مسوغا للحجز بتوافر حالة الضركرة اؼبنصوص‬
‫عليها ُب اؼبادة ‪ 093‬من قانوف اإلجراءات اؼبدنية كاإلدارية بالتأشَت على ذيل العريضة‪ ،‬بأمر فيها‬
‫حبجز ما للمدين لدل الغَت من أمواؿ نقدا أك منقوال الواردة ُب عريضة ىيئة الضماف االجتماعي‪،‬‬
‫كبالتايل يتم اغبجز بالتحفظ الذم من شأنو أف يضمن حقوؽ ىيئات الضماف االجتماعي بعدـ‬
‫تصرؼ احملجوز لديو ُب تلك األمواؿ احملجوزة‪ ،‬كيبلغ اغبجز التحفظي إىل كل من اؼبدين ؽبيئة الضماف‬
‫االجتماعي‪ ،‬كإىل الغَت‪.‬‬
‫كقد أكجب اؼبشرع اعبزائرم ُب اؼبادة ‪ 009‬من قانوف اإلجراءات اؼبدنية ك اإلدارية على الدائن‬
‫اغباجز أف يرفع دعول تثبيت اغبجز أماـ قاضي اؼبوضوع ُب أجل أقصاه طبسة عشر )‪ (15‬يوما من‬
‫تاريخ صدكر أمر اغبجز إال كاف اغبجز كاإلجراءات التالية لو باطلُت‪.‬‬

‫(‪ )1‬نبيل صقر‪ ،‬الوسيط في شرح فانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪ ،‬اعبزائر‪ :‬دار اؽبدل‪ ،9112 ،‬ص‪.912‬‬
‫(‪ )9‬األطراؼ اؼبذكورة ُب اؼبادة ‪ 13‬ىي‪ :‬اؼبؤسسات اؼبالية كاؼبصرفية‪ ،‬كذا بريد اعبزائر‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ثانيا‪ :‬أمر األداء‬


‫ىذا اإلجراء يعترب من ضمن التدابَت االستعجالية لتحصيل الديوف كاغبقوؽ بسرعة دكف اغباجة‬
‫ؼبقاضاة اؼبدنيُت ؽبيئات الضماف االجتماعي‪ ،‬برفع دعاكم قضائية اليت تتطلب كقتا كبَتا‪ ،‬كأعماال‬
‫حبكم اؼبادة ‪ 00‬من القانوف ‪ 12-12‬هبوز ؽبيئة الضماف الدائنة اللجوء إىل ىذا اإلجراء االستعجايل‬
‫طبقا للمادة ‪ 110‬من قانوف اإلجراءات اؼبدنية كاإلدارية‪ ،‬ذلك لتوافر نفس الشركط الواجبة‬
‫الستصدار أمر األداء‪ ،‬كىي أف يكوف الدين نقدا ثابت بالكتابة كحاؿ األداء كمعُت اؼبقدار‪ ،‬كىي‬
‫الشركط اؼبتوافرة ُب ديوف ىيئات الضماف االجتماعي‪ ،‬فبا يقتضي من مصاّب الضماف االجتماعي‪،‬‬
‫إعداد كشف باؼبستحقات بتضمن نسب االشًتاؾ كالفًتات اؼبعينة باالشًتاؾ كاؼببالغ اؼبستحقة‬
‫بشأهنا‪ ،‬أم هبب تقدَل ملف كامل يتضمن صبيع الوثائق من تصروبات شهرية‪ ،‬أك سنوية كاإلنذارات‬
‫اؼبوجهة للمدين للقاضي اؼبختص لدراسة مدل توافر شركط األمر باألداء‪ ،‬كعند التحقق منها يؤشر‬
‫القاضي على ذيل العريضة‪ ،‬فتصبح سندا نافذا بعد تبليغو كاحًتاـ إجراءات الطعن فيو(‪.)1‬‬
‫ٍب يسلم رئيس أمناء الضبط إىل الدائن نسخة رظبية من أمر األداء كيتم التبليغ الرظبي كتكليف‬
‫اؼبدين بالوفاء بأصل الدين كاؼبصاريف ُب أجل طبسة عشر )‪ (15‬يوما مع كجوب أف يشار ُب‬
‫التكليف بالوفاء‪ ،‬ربت طائلة البطبلف‪ ،‬بأف للمدين حق االعًتاض على أمر األداء ُب أجلخمسة‬
‫عشر )‪ (15‬يوما تبدأ من تاريخ التبليغ الرظبي‪.‬‬
‫يقدـ االعًتاض على أمر األداء بطريق االستعجاؿ الذم أصدره كيكوف لو أثر موقف لتنفيذه‪ ،‬إذا مل‬
‫يرفع االعًتاض ُب األجل احملدد وبوز أمر األداء قوة الشيء اؼبقضي بو‪ ،‬كُب ىذه اغبالة يقوـ رئيس‬
‫أمناء الضبط دبنح الصيغة التنفيذية بعد تقدَل شهادة عدـ االعًتاض‪ ،‬مع اؼببلحظة أف كل أمر أداء مل‬
‫(‪)2‬‬
‫يطالب إمهاره بالصيغة التنفيذية خبلؿ سنة من تاريخ صدكره‪ ،‬يسقط كال يرتب أم أثر‪.‬‬

‫(‪)1‬اؼبواد ‪ 110‬إىل ‪ 113‬من قانوف اإلجراءات اؼبدنية كاإلدارية ‪13-12‬‬


‫(‪)2‬نبيل صقر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.112‬‬

‫‪77‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ثالثا‪ :‬التحصيل عن طريق أمر التأسيس كطرف مدني‬


‫إف اؼبنخرطُت دبناسبة قيامهم بالتزاماهتم دبا فيها تسديد اشًتاكهم‪ ،‬قد يكوف ىذا التسديد عن‬
‫طريق الصكوؾ اليت تكوف ؿبل إرجاع من اؼبؤسسات اؼبالية كالبنكية‪ ،‬مكن اؼبشرع اعبزائرم ىيئات‬
‫الضماف اغبق ُب االدعاء مباشرة أماـ ؿبكمة اعبنح كاؼبخالفات كفق ما ىو مقرر ُب اؼبادة ‪111‬‬
‫مكرر من قانوف اإلجراءات اعبزائية‪ ،‬باإلضافة إىل إمكانية التأسيس مدنيا بالنسبة للمخالفة اليت‬
‫يرتكبها اؼبكلفوف كفق للمادة ‪ 99‬من القانوف ‪ 99-21‬اؼبتعلق بالتزامات اؼبكلفُت ُب ؾباؿ الضماف‬
‫االجتماعي إذ من بُت التزامات رب العمل اقتطاع أقساط العماؿ‪ ،‬كدفعها ؽبيئات الضماف‬
‫االجتماعي ُب أجاؽبا احملددة قانونا‪ ،‬كفقا للمادة ‪ 99‬من قانوف ‪ 99-21‬كاؼبعدلة باؼبادة ‪ 992‬من‬
‫قانوف ‪ 91-20‬اؼبتضمن قانوف اؼبالية لسنة ‪ ،9321‬إال أف اؼبكلفُت غالبا ما يقوموف باحتجاز ىذه‬
‫األقساط‪ ،‬يعترب ىذا الفعل خرقا للقانوف ُب مادتو ‪ 99‬السالفة الذكر‪ُ ،‬ب ىذه اغبالة تقوـ اؽبيئة‬
‫العامة‪.‬‬ ‫بتقدَل شكول لدل ككيل اعبمهورية بغرض التكليف اؼبباشر أماـ احملكمة كفق القواعد‬
‫ُب األخَت ذبدر اإلشارة أف على كل من اؽبيئات الضماف االجتماعي دبناسبة اؼبطالبة لديوهنا‬
‫كمستحقاهتا‪ ،‬ككذلك اؼبنخرطُت كذكم اغبقوؽ عند اؼبطالبة باغبقوؽ اؼبؤمنة‪ ،‬أف يراع مسألة التقادـ ُب‬
‫ىذا‪ .‬فاألداءات اؼبستحقة تتقادـ ُب مدة (‪ )19‬أربع سنوات إذا مل يطالب هبا‪ ،‬أما اؼبتأخرات‬
‫ؼبعاشات التقاعد كالعجز كريع حوادث العمل كاألمراض اؼبهنية تتقادـ ُب مػدة (‪ )11‬سنوات إذا مل‬
‫يطالب هبا‪ ،‬ىذا من جهة أما اعبهة األخرل ُب الدعاكم كاؼبتابعات اليت تباشرىا ىيئات الضماف‬
‫االجتماعي لتحصيل اؼببالغ اؼبستحقة ُب مدة (‪ )19‬أربع سنوات ابتداء من تاريخ االستحقاؽ ؽبذه‬
‫الديوف ما مل يكن ىناؾ انقطاع ؽبذا التقادـ على إثر توجيو إنذار إىل اؼبدنيُت بواسطة رسالة موصى‬
‫عليها مع االستعارة بالوصوؿ كفق اؼبادة ‪ 90‬من القانوف ‪ 12-12‬مع التنويو أف صبيع اؼبصاريف اليت‬
‫تتفقها ىيئات الضماف االجتماعي لتحصيل اؼببالغ اؼبستحقة‪ُ ،‬ب صبيع اإلجراءات اؼبنصوص عليها‬
‫دبوجب القانوف اؼبتعلق باؼبنازعات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي يتحملها اؼبدين مع كجوب أف تضمن‬
‫صبيع القرارات اليت تصدرىا ىيئات الضماف االجتماعي صراحة على طرؽ كآجاؿ الطعن‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫مع اؼببلحظة ُب األخَت ُب رأينا‪ ،‬أنو من الضركرم إهباد صيغة تعاقدية كاتفاقية بُت ىيئات الضماف‬
‫االجتماعي كاحملضرين القضائيُت لتخصص ُب ربصيل ديوف ىيئات الضماف االجتماعي من أجل‬
‫الوصوؿ إىل ربصيل سريع لديوف ىيئات التأمُت االجتماعي‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التنظيم الهيكلي وصالحيات وإدارة ىيئات الضمان االجتماعي‬


‫ال جداؿ ُب أف قباح الضماف االجتماعي ُب أداء رسالتو‪ ،‬كربقيق األىداؼ اؼبرذباة من كرائها‬
‫متوقف كمرهتن على اإلدارة الكفؤة كاؼبهيكلة جيدا كالقائمة على تنفيذ ىذا النظاـ ‪،‬فتبسيط‬
‫اإلجراءات كالسرعة ُب دفع األداءات كتقدَل اػبدمات دكف إرىاؽ كفباطلة هبب أف تكوف شعار‬
‫(‪)1‬‬
‫اإلدارة اؼبنفذة لسياسة الضماف االجتماعي اؼبهيكلة جدا لتكوف أقرب للمؤمن ؽبم‬
‫حيث يعود للتشريع الوطٍت ربديد طريقة اإلدارة‪ ،‬كما سبق عرضو ‪،‬لعدـ كجود مبوذج موحد‬
‫إلدارة الضماف االجتماعي‪ ،‬أختار اؼبشرع اعبزائرم من بُت ـبتلف األنظمة القائمة كاألساليب‬
‫اؼبتعارؼ عليها أال كىي‪ ،‬طريقة اإلدارة الذاتية‪ ،‬طريقة اإلدارة اغبكومية‪ ،‬طريقة اإلدارة النقابية‪،‬‬
‫أسلوب اإلدارة الذاتية ُب تسيَت مؤسسات الضماف االجتماعي اليت ستناكؽبا ُب ىذا اعبانب‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التنظيم الهيكلي لهيئات الضمان االجتماعي‬
‫لقد شهد اؽبيكل القانوٍل كاؼبؤسساٌب لنظاـ التأمينات االجتماعية العديد من التغَتات اليت‬
‫كانت تتوافق مع ـبتلف اؼبراحل اليت مر هبا االقتصاد اعبزائرم كىبدـ األىداؼ االقتصادية‬
‫كاالجتماعية اؼبوضوعة ك اؼبنتهجة من قبل الدكلة(‪.)2‬‬
‫اعتربت سنة ‪ 9321‬نقطة التحوؿ اعبذرم لنظاـ الضماف االجتماعي حيث ًب التوجو إىل فكرة‬
‫نظاـ كاحد كشامل خاص بالضماف االجتماعي يتسم بتوحيد االمتيازات لصاّب كل العماؿ جبميع‬
‫فئاهتم ‪،‬فوحدت صناديق الضماف االجتماعي سنة ‪ 9321‬إىل صندكقُت ىامُت ‪،‬الصندكؽ الوطٍت‬
‫للمعاشات كالصندكؽ الوطٍت للتأمينات االجتماعية كحوادث العمل كاألمراض اؼبهنية لتسيَت كتقدَل‬
‫اػبدمات التأمينية إىل اؼبؤمن ؽبم‪.‬‬

‫(‪ )1‬ؿبمد حلمي مراد‪ ،‬التأمينات االجتماعية في الدول العربية‪ ،‬مصر‪ :‬معهد البحوث العربية‪ ،9329 ،‬ص‪.919‬‬
‫(‪ )2‬ؿبمد يعقويب‪ ،‬الصناعة التأمينية وآفاق التطور‪ ،‬مداخلة ملتقى الدكيل السابع‪ ،‬اعبزائر سبتمرب ‪ ،9199‬بدكف ترقيم صفحة‬

‫‪79‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫كؼبواكبة كمسايرة التحوالت االقتصادية كاالجتماعية اليت عرفتها اعبزائر‪ً ،‬ب ُب سنة ‪9339‬‬
‫(‪)1‬‬
‫اؼبتعلق بالوضع القانوٍل لصناديق الضماف االجتماعي‬ ‫إصدار اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪11-39‬‬
‫كالتنظيم اإلدارم كاؼبايل للضماف االجتماعيوغبماية األجراء من خطر فقداف العمل بصفة ال إرادية‬
‫ألسباب اقتصادية ًب إنشاء صندكؽ يدعى "الصندكؽ الوطٍت للتأمُت على البطالة" كذلك دبوجب‬
‫اؼبرسوـ التشريعي رقم ‪ 13-39‬اؼبؤرخ ُب ‪ 90‬مام ‪ 9339‬كالذم يتضمن اغبفاظ على الشغل كضباية‬
‫األجراء الذين قد يفقدكف عملهم‪ ،‬باإلضافة إىل إنشاء صندكؽ يتكفل بالعطل اؼبدفوعة األجر‬
‫كالبطالة الناصبة عن سوء األحواؿ اعبوية ُب قطاعات البناء كاألشغاؿ العمومية كالرم‪ .‬دبوجب اؼبرسوـ‬
‫التنفيذم رقم ‪ 91-31‬اؼبؤرخ ُب ‪ 19‬فرباير ‪.9331‬‬
‫بو أصبحت صناديق الضماف االجتماعي لغاية سنة ‪9331‬ىي ‪:‬‬
‫‪-‬الصندكؽ الوطٍت للتأمينات االجتماعية للعماؿ األجراء ‪.‬‬
‫‪-‬الصندكؽ الوطٍت للتقاعد ‪.‬‬
‫‪-‬الصندكؽ لضماف االجتماعي لغَت األجراء ‪.‬‬
‫‪ -‬الصندكؽ الوطٍت للتأمُت على البطالة‬
‫‪ -‬الصندكؽ الوطٍت للعطل اؼبدفوعة األجر كالبطالة الناصبة عن سوء األحواؿ اعبوية ُب‬
‫قطاعات البناء كاألشغاؿ العمومية كالرم‪.‬‬
‫تعترب ىذه الصناديق مؤسسات عمومية ذات تسيَت خاص‪ ،‬تتمتع بالشخصية اؼبعنوية كاالستقبلؿ‬
‫اؼبايل‪ ،‬زبضع ُب عبلقتها مع اآلخرين للتشريع التجارم ككذا للقوانُت كالتنظيمات السارية اؼبفعوؿ‪،‬‬
‫كىي موضوعة ربت كصاية الوزير اؼبكلف بالضماف االجتماعي كتكوف مقراهتا باعبزائر العاصمة‪ ،‬مع‬
‫توفرىا على مصاّب مركزية كككاالت ؿبلية أك جهوية كمراكز دفع أك ككاالت ُب على مستول‬

‫(‪ )1‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 11-39‬اؼبتعلق بالوضع القانوٍل لصناديق الضماف االجتماعي كالتنظيم اإلدارم كاؼبايل للضماف االجتماعي‪ ،‬اعبريدة الرظبية‬
‫رقم ‪ 9‬لسنة ‪.9339‬‬

‫‪80‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫اؼبؤسسات أك اإلدارات ككذا مراسلي اؼبؤسسات أك اإلدارة ككلها ال تتمتع بالشخصية اؼبعنوية‬
‫كاالستقبلؿ اؼبايل(‪ ،)1‬من ىذا كاف التنظيم اؽبيكلي ؽبذه الصناديق كما يلي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية للعمال األجراء‬
‫يتوىل عملية التنظيم كالتنسيق كاؼبراقبة ىذه اؼبهاـ ‪،‬مديرية عامة مهيكلة كمنظمة ربت سلطة مدير‬
‫عاـ يساعده ُب ذلك أربعة مديركف مركزيُت كأربعة مستشارين كتشمل اؼبديرية العامة اليت تشرؼ‬
‫على الوكاالت احمللية (الوالئية)على اؽبياكل اآلتية (‪:)2‬‬
‫مديرية األداءات‬ ‫‪-‬‬
‫مديرية التحصيل كاؼبنازعات‬ ‫‪-‬‬
‫مديرية اؼبفتشية العامة‬ ‫‪-‬‬
‫مديرية اؼبراقبة الطبية‬ ‫‪-‬‬
‫مديرية اإلعبلـ اآليل‬ ‫‪-‬‬
‫مديرية اؼبالية‬ ‫‪-‬‬
‫مديرية اإلقبازات كالتجهيزات كالوسائل العامة‬ ‫‪-‬‬
‫مديرية اؼبستخدمُت كالتكوين‬ ‫‪-‬‬
‫مديرية النشاط االجتماعي‬ ‫‪-‬‬
‫ىذا كتقوـ الوكاالت الوالئية دبسك احملاسبة كتنفيذ العمليات اؼبالية كتنسيقها كالتسيَت‬
‫العادم للوسائل العامة كالبشرية ُب الوكالة مع تسيَت اؽبياكل ذات الطابع الصحي كاالجتماعي‬
‫التابعة الختصاصها‪ ،‬تقدَل األداءات كربصيل االشًتاكات كتنظيم أعماؿ مراكز البلديات‬
‫كاؼبلحقات اػباصة باؼبؤسسات‪.‬‬
‫مع اؼببلحظة أف الوكاالت الوالئية تصنف إىل ثبلثة أصناؼ(‪:)3‬‬
‫‪-‬الصنف األكؿ‪ :‬ككاالت تسَت ‪ 911.111‬مؤمن ؽبم اجتماعيا على األقل‬

‫(‪)1‬اؼبادة ‪ 9‬إىل ‪0‬من اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪11-39‬اؼبؤرخ ُب ‪ ،9339/19/19‬اؼبصدر السابق‪.‬‬


‫(‪)2‬اؼبادة ‪9‬من القرار اؼبؤرخ ُب ‪ 9332/11/99‬اؼبتضمن التنظيم الداخلي للصندكؽ الوطٍت للتأمينات االجتماعية للعماؿ األجراء اؼبعدؿ ك‬
‫اؼبتمم‪،‬اعبريدة الرظبية رقم ‪ 90‬لسنة ‪9332‬‬
‫(‪)3‬اؼبادة ‪ 91‬من القرار اؼبؤرخ ُب ‪ 9332 /11/99‬اؼبصدر السابق‬

‫‪81‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪-‬الصنف الثاٍل‪ :‬ككاالت تسَت أقل من مؤمن اجتماعي أكعلىاألقل‪ 911.111‬مؤمن ؽبم اجتماعيا‬
‫‪ -‬الصنف الثالث‪ :‬ككاالت تسَت أقل من ‪ 911.111‬مؤمن ؽبم اجتماعيا‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬الصندوق الوطني للتقاعد‬
‫ُب إطار اؼبهمة اؼبسندة إىل الصندكؽ‪ ،‬يضم ىذا األخَت مصاّب مركزية كككاالت ؿبلية‬
‫كمراكز دفع تتوىل اؼبصاّب اؼبركزية على اػبصوص تنظيم كالتخطيط كالتنسيق كاؼبراقبة أعماؿ الوكاالت‬
‫احمللية كفركع اإلدارة كاؼبؤسسات ذلك من خبلؿ اؼبصاّب اؼبركزية ربت سلطة اؼبدير العاـ كاؼبتمثلة فيما‬
‫يلي(‪:)1‬‬
‫‪‬مديرية التقاعد‪.‬‬
‫‪‬مديرية مسارات اغبياة اؼبهنية للمؤمن ؽبم اجتماعيا‬
‫‪‬مديرية اؼبالية‬
‫‪‬مديرية اإلعبلـ اآليل كالتنظيم‬
‫‪‬مديرة اإلدارة العامة‬
‫‪ ‬خلية الدراسات اإلكتوارية للضماف االجتماعي‬
‫ىذا كتصنف الوكاالت احمللية كفركعها اؼبوضوعة ربت سلطة اؼبدير إىل ثبلثة أصناؼ باإلستناد إىل‬
‫عدد اؼبتقاعدين كىي(‪: )2‬‬
‫‪ o‬خارج الصنف‪ :‬الوكاالت اليت تسَت ‪01.111‬متقاعد‬
‫‪ o‬الصنف األكؿ‪ :‬الوكاالت اليت تسَت ‪91.111‬متقاعد على األقل‬
‫‪ o‬الصنف الثاٍل‪ :‬الوكاالت اليت تسَت أقلمن‪ 91.111‬متقاعد‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 19‬من القرار اؼبؤرخ ُب ‪ 9331 /19/90‬وبدد التنظيم الداخلي للصندكؽ الوطٍت للتقاعد ج ر رقم‪ 19‬لسنة ‪9331‬‬
‫(‪ )2‬اؼبادة ‪ 91‬من القرار اؼبؤرخ ُب ‪ 9331 /19/90‬اؼبصدر السابق‬

‫‪82‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الفرع الثالث ‪:‬الصندوق لضمان االجتماعي لغير األجراء‬


‫كتقوـ بتسيَت كتقدَل ىذه اػبدمات كاألداءات إدارة مهيكلة كمنظمة متمثلة ُب إدارة مركزية‬
‫(‪)1‬‬
‫تتضمن عدة مديريات حسب اختصاصها كؾباؿ نشاطها ‪،‬تقوـ دبراقبة كتسيَت اؽبياكل الوالئية‬
‫كتشمل اؽبياكل اؼبركزية للصندكؽ ما يلي‪:‬‬
‫مديرية األداءات‬ ‫‪-‬‬
‫مديرية التحصيل كاؼبراقبة كاؼبنازعات‬ ‫‪-‬‬
‫مديرية اؼبالية كاحملاسبة‬ ‫‪-‬‬
‫مديرية اؼبوارد البشرية كالوسائل‬ ‫‪-‬‬
‫مديرية الدراسات كالتنظيم كأنظمة اإلعبلـ‬ ‫‪-‬‬
‫مديرية اؼبراقبة الطبية كالدراسات كالتعاقد‬ ‫‪-‬‬
‫مديرية تدقيق اغبسابات كاؼبراقبة‬ ‫‪-‬‬
‫خلية الدراسات األكتوارية‬ ‫‪-‬‬
‫خلية اإلعبلـ كاالتصاؿ‬ ‫‪-‬‬
‫خلية االستقباؿ كاإلصغاء كتوجيو اؼبواطن‬ ‫‪-‬‬
‫ىذا كتضم اؽبياكل احمللية الوكاالت الوالئية تلحق هبا فركع كشبابيك جوارية تتوىل تنظيم كتنسيق‬
‫كمراقبة النشاطات اؼبرتبطة باألداءات االجتماعية كربصيل االشًتاكات ككذا اؼبهاـ اؼبالية يقوـ بتسيَتىا‬
‫مدير يعُت بقرار منوزير العدؿ ‪،‬تصنف ىذه الوكاالت الوالئية ُب ثبلثة أصناؼ على أساس معايَت‬
‫متمثلة ُب عدد اؼبكلفُت كاؼبنتسبُت للضماف اإلجتماعي ككذا عدد اؼبؤمن ؽبم اجتماعيا باإلضافة إىل‬
‫ربصيل اإلشًتاكات الضماف االجتماعي كنفقات األداءات(‪.)2‬‬

‫(‪)1‬اؼبادة ‪ 11‬من القرار اؼبؤرخ ُب ‪ 9191 /19/91‬وبدد التنظيم الداخلي للصندكؽ الوطٍت للضماف االجتماعي لغَت األجراء‪ ،‬اعبريدة الرظبية رقم‬
‫‪91‬لسنة ‪9331‬‬
‫(‪)2‬اؼبادة ‪99‬إىل ‪91‬من نفس القرار اؼبؤرخ ُب ‪9191/19/91‬‬

‫‪83‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الفرع الرابع ‪:‬الصندوق الوطني للتأمين على البطالة‬


‫كتقوـ بتسيَت كتقدَل ىذه اػبدمات كاألداءات إدارة مهيكلة كمنظمة متمثلة ُب إدارة مركزية‬
‫تتضمن عدة مديريات حسب اختصاصها كؾباؿ نشاطها‪ ،‬تقوـ دبراقبة كتسيَت اؽبياكل اعبهوية‬
‫كالوالئية(‪ )1‬كىي‪:‬‬
‫‪ ‬مديرية األداءات كالتنظيم كاؼبنازعات‪.‬‬
‫‪ ‬مديرية العمليات اؼبالية‬
‫‪ ‬مديرية اإلدارة العامة‬
‫‪ ‬مديرية الدراسات كالربامج‬
‫‪ ‬مستشاركف مكلفوف دبهاـ عامة‬
‫‪ ‬خلية كمراقبة كتدقيق اغبسابات‬
‫‪ ‬خلية الدراسات اإلكتوارية للضماف االجتماعي‬
‫كيضم الصندكؽ كما قلنا ككاالت جهوية تضم ُب دائرهتا إختصاصها عدة كاليات(‪)2‬كوبدد عدد‬
‫الوكاالت اعبهوية‪ ،‬كموقعها كإختصاصها اإلقليمي كفق اؼبلحق اؼبقرر هبذا اؼبقرر‪.‬‬
‫الملحق األول‪ :‬عدد الوكاالت الجهوية و موقعها و إختصاصها اإلقليمي‬
‫واليات االختصاص‬ ‫مقر الوكالة الجهوية‬
‫اعبزائر‬ ‫اعبزائر‬
‫الشلف‪ ،‬عُت الدفلى‪ ،‬اعبلفة‬ ‫الشلف‬
‫البليدة‪ ،‬تيبازة‪ ،‬اؼبدية‬ ‫البليدة‬
‫تيزم كزك‪ ،‬بومرداس‪ ،‬البويرة‬ ‫تيزم كزك‬
‫قسنطينة‪ ،‬ميلة‪ ،‬جيجل‬ ‫قسنطينة‬
‫عنابة قاؼبة‪ ،‬سوؽ اىراس‪ ،‬الطارؼ‪ ،‬سكيكدة‪ ،‬تبسة‬ ‫عنابة‬
‫باتنة‪ ،‬بسكرة‪ ،‬خنشلة‪ ،‬أـ البواقي‬ ‫باتنة‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 11‬من القرار اؼبؤرخ ُب ‪ 9330/10/91‬اؼبتضمن التنظيم الداخلي للصندكؽ الوطٍت للتامُت عن البطالة اؼبعدؿ كاؼبتمم ج ر رقم ‪ 19‬لسنة‬
‫‪9330‬‬
‫(‪ )2‬اؼبادة ‪ 13‬ك ‪99‬من القرار نفسو‬

‫‪84‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫سطيف‪ ،‬مسيلة‪ ،‬جباية‪ ،‬برج بوعريريج‬ ‫سطيف‬


‫كرقلة‪ ،‬األغواط‪ ،‬الوادم‪ ،‬تامنرست‪ ،‬إيليزم‪ ،‬غرداية‬ ‫كرقلة‬
‫كىراف‪ ،‬مستغاًل‪ ،‬غليزاف‬ ‫كىراف‬
‫بشار‪ ،‬أدرار‪ ،‬تندكؼ‪ ،‬البيض‬ ‫بشار‬
‫سيدم بلعباس‪ ،‬تلمساف‪ ،‬سعيدة‪ ،‬عُت سبوشنت النعامة‬ ‫سيدم بلعباس‬
‫تيارت‪ ،‬تيسمسيلت‪ ،‬معسكر‬ ‫تيارت‬
‫المصدر ‪ :‬الملحق األول من القرار المؤرخ في ‪1996/06/13‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬الصندوق الوطني للعطل المدفوعة األجر والبطالة الناجمة عن سوء األحوال‬
‫الجوية في قطاعات البناء واألشغال العمومية والري‬
‫يتضمن تنظيم الصندكؽ اؼبضوع ربت سلطة اؼبدير العاـ ك يساعده ُب ذلك عدة مستشارين‪ ،‬على‬
‫ىياكل مركزية كىياكل جهوية تتضمن ككاالت جهوية ؿبددة اإلختصاص اإلقليمي يديرىا مدير‬
‫(‪)1‬‬
‫جهوم يتبعو عدة ككاالت كالئية يسَتىا مدير منو تضم اؽبياكل اؼبركزية للصندكؽ ما يأٌب‪4‬‬

‫‪ ‬مديرية اإلستغبلؿ كاؼبراقبة كاؼبنازعات ‪.‬‬


‫‪ ‬مديرية اإلدارة العامة‬
‫‪ ‬مديرية العمليات اؼبالية‬
‫‪ ‬مديرية التنظيم كأنظمة اإلعبلـ اآليل‬
‫‪4‬‬ ‫‪-‬يلحق‪ ،‬زيادة على ذلك‪ ،‬باؼبدير العاـ ما يأٌب‬
‫‪ ‬اؼبدير العاـ اؼبساعد‬
‫‪ ‬اؼبستشار اؼبكلف خبلية التدقيق‬
‫‪ ‬اؼبستشار اؼبكلف خبلية مرقبة التسيَت‬
‫‪ ‬اؼبستشار اؼبكلف بالشؤكف القانونية‬
‫‪ ‬اؼبستشار اؼبكلف بالتلخيص‬
‫‪ ‬خلية اإلصغاء‬

‫(‪ )1‬أنظر اؼبواد ‪ 9‬ك‪ 99‬إىل ‪ 91‬من القرار اؼبؤرخ ُب ‪91‬مام ‪ 9331‬يتضمن التنظيم الداخلي للصندكؽ الوطٍت للعطل اؼبدفوعة االجر كالبطالة الناصبة‬
‫عن سوء األحواؿ اعبوية ُب قطاعات البناء كاألشغاؿ العمومية كالرم اؼبعدؿ كاؼبتمم‪ ،‬اعبريدة الرظبية رقم ‪ 11‬لسنة ‪9113‬‬

‫‪85‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أما الوكاالت الوالئية اؼبسَتة من طرؼ مدير كالئي تكوف تابعة ألحدل الوكاالت اعبهوية حسب‬
‫اإلختصاص اإلقليمي طبقا للملحق الرفق بالقرار اؼبؤرخ ُب ‪ 9331/11/91‬كما ىو مبُت ُب‬
‫اآلٌب‪4‬‬ ‫اعبدكؿ‬
‫اؼبلحق قائمة الوكاالت اعبهوية ك إختصاصها اإلقليمي‬
‫اإلختصاص اإلقليمي‬ ‫الوكاالت الجهوية‬
‫الوكالة الوالئية اعبزائر‬ ‫اعبزائر‬
‫الوكاالت الوالئية‪ :‬قسنطينة‪ ،‬سكيكدة‪ ،‬جيجل‪ ،‬ميلة‬ ‫قسنطينة‬
‫الوكاالت الوالئية‪ :‬كىراف‪ ،‬مستغاًل‪ ،‬سعيدة‪ ،‬معسكر‬ ‫كىراف‬
‫الوكاالت الوالئية‪ :‬باتنة‪ ،‬بسكرة ‪،‬أـ البواقي‪ ،‬خنشلة‬ ‫باتنة‬
‫الوكاالت الوالئية‪ :‬سطيف‪ ،‬اؼبسيلة‪ ،‬برج بوعريريج‬ ‫سطيف‬
‫الوكاالت الوالئية‪ :‬عنابة‪ ،‬سوؽ أىراس‪ ،‬قاؼبة‪ ،‬الطارؼ‪ ،‬تبسة‬ ‫عنابة‬
‫الوكاالت الوالئية‪ :‬بومرداس‪ ،‬البويرة‬ ‫بومرداس‬
‫الوكاالت الوالئية‪ :‬كرقلة‪ ،‬الوادم‪ ،‬إيليزم‪ ،‬تامنغست‬ ‫كرقلة‬
‫الوكاالت الوالئية‪ :‬تلمساف‪ ،‬عُت تيموشنت‪ ،‬سيدم بلعباس‬ ‫تلمساف‬
‫الوكاالت الوالئية‪ :‬الشلف‪ ،‬تيارت‪ ،‬عُت الدفلى‪ ،‬تيسمسيلت‪ ،‬غليزاف‬ ‫الشلف‬
‫الوكاالت الوالئية‪ :‬األغواط‪ ،‬البيض‪ ،‬اعبلفة‪ ،‬غرداية‬ ‫األغواط‬
‫الوكاالت الوالئية‪ :‬بشار‪ ،‬أدرار‪ ،‬تندكؼ‬ ‫بشار‬
‫الوكاالت الوالئية‪ :‬البليدة‪ ،‬اؼبدية‪ ،‬تيبازة‬ ‫البليدة‬
‫الوكاالت الوالئية‪ :‬تيزم كزك‪ ،‬جباية‬ ‫تيزم كزك‬

‫*المصدر‪-‬اؼبلحق من القرار اؼبؤرخ ُب ‪9113/11/91‬‬

‫‪86‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المطلب الثاني‪ :‬صالحيات ىيئات الضمان االجتماعي‬


‫حيث أف صناديق الضماف االجتماعي تعترب مؤسسات عمومية ذات تسيَت خاص‪ ،‬تتمتع‬
‫بالشخصية اؼبعنوية كاالستقبلؿ اؼبايل‪ ،‬زبضع ُب عبلقتها مع اآلخرين للتشريع التجارم ككذا للقوانُت‬
‫(‪)1‬‬
‫كالتنظيمات السارية اؼبفعوؿ‪ ،‬كىي موضوعة ربت كصاية الوزير اؼبكلف بالضماف االجتماعي‬
‫باعتبار أف النص على الطبيعة القانونية كردت ُب قانوف كال يبكن للمراسيم األدٌل درجة أف ربدد‬
‫طبعة أخرل غَت اليت نص عليها القانوف‪.‬‬
‫انطبلقا من ىذه الطبيعة يبكن أف نستعرض أىم ىذه اؼبؤسسات للضماف االجتماعي ُب اعبزائر‬
‫كاؼبهاـ اؼبنوطة بكل مؤسسة من ىذه اؼبؤسسات على النحو التايل ‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية للعمال األجراء‬
‫يعد من أقدـ الصناديق اؼبوجودة ُب نظاـ التأمينات االجتماعية‪ ،‬إذ يتواجد منذ نشئت النظاـ‬
‫العاـ سنة ‪،9311‬كحدد اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 11-39‬الذم وبدد الوضع القانوٍل لصناديق الضماف‬
‫االجتماعي حبيث يضطلع ك يتوىل ُب إطار القوانُت كالتنظيمات السارية باؼبهاـ اآلتية(‪:)2‬‬
‫‪-‬تسيَت األداءات العينية كالنقدية للتأمينات االجتماعية كحوادث العمل كاإلمراض اؼبهنية‬
‫‪-‬تسيَت األداءات العائلية‬
‫‪-‬ضماف التحصيل كاؼبراقبة كنزاعات التحصيل االشًتاكات اؼبخصصة لتمويل األداءات‬
‫‪-‬اؼبسانبة ُب ترقية سياسة الوقاية من حوادث العمل كاألمراض اؼبهنية كتسيَت صندكؽ الوقاية‬
‫من حوادث العمل كاألمراض اؼبهنية‪.‬‬
‫‪-‬تسيَت األداءات اؼبستحقة لؤلشخاص اؼبستفيدين من اؼبعاىدات كاالتفاقات الدكلية ُب ؾباؿ‬
‫الضماف االجتماعي‪.‬‬
‫‪-‬تنظيم كتنسيق كفبارسة اؼبراقبة الطبية‪.‬‬
‫‪-‬القياـ بأعماؿ ُب شكل إقبازات ذات طابع صحي كاجتماعي‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 91‬القانوف رقم ‪ 19/22‬اؼبتضمن القانوف التوجيهي للمؤسسات العمومية ك االقتصادية‪.‬‬
‫(‪ )2‬أنظر قرار اؼبؤرخ ُب ‪99‬ذم القعدة عاـ ‪9992‬اؼبوافق ‪ 90‬أبريل سنة ‪ 9331‬يتضمن التنظيم الداخلي للصندكؽ الوطٍت للتأمينات االجتماعية‬
‫للعماؿ األجراء معدؿ ك متمم‪ ،‬اعبريدة الرظبية رقم ‪ 90‬لسنة ‪.9332‬‬

‫‪87‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪-‬القياـ بأعماؿ زبص الوقاية كالًتبية كاإلعبلـ الصحي بعد اقًتاح من ؾبلس الصندكؽ‪.‬‬
‫‪-‬تسيَت صندكؽ اؼبساعدة كاإلغاثة‪.‬‬
‫‪-‬إبراـ اؼبعاىدات‪.‬‬
‫‪-‬منح رقم تسجيل كطٍت للمؤمنُت اجتماعيا كاؼبستخدمُت كإعطائهم رقما كطنيا‪.‬‬
‫‪-‬القياـ فيما ىبصو بضماف إعبلـ اؼبستفيدين كاؼبستخدمُت‪.‬‬
‫‪-‬تسديد النفقات الناصبة عن تسيَت ـبتلف اللجاف أك اعبهات القضائية اليت تقوـ بالبت ُب‬
‫اػببلفات الناذبة عن القرارات اليت يتخذىا الصندكؽ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الصندوق الوطني للتقاعد‬
‫يعترب ىيئة عمومية ذات شخصية معنوية كاستقبللية مالية أنشأ أكال دبوجب اؼبرسوـ التنفيذم‬
‫رقم ‪ 991-21‬اؼبؤرخ ُب ‪91‬أكت‪9321‬اؼبلغى دبوجب اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 11-39‬السابق الذكر‪،‬‬
‫يتوىل ىذا الصندكؽ ُب إطار القوانُت كالتنظيمات السارية باؼبهاـ اآلتية(‪:)1‬‬
‫‪-‬تسيَت معاشات كمنح التقاعد ككذا معاشات كمنح ذكم اغبقوؽ‪.‬‬
‫‪-‬ضماف عملية التحصيل كاؼبراقبة كنزاعات ربصيل االشًتاكات اؼبخصصة لتمويل أداءات‬
‫التقاعد‪.‬‬
‫‪-‬تطبيق األحكاـ اؼبتعلقة بالتقاعد‪ ،‬اؼبنصوص عليها ُب اؼبعاىدات كاالتفاقات الدكلية ُب ؾباؿ‬
‫الضماف االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬القياـ فيما ىبصو بضماف إعبلـ اؼبستفيدين كاؼبستخدمُت‪.‬‬
‫‪ -‬تسيَت صندكؽ اؼبساعدة كاإلغاثة‪.‬‬

‫(‪ )1‬أنظر قرار اؼبؤرخ ُب ‪ 13‬ذم اغبجة عاـ ‪9991‬اؼبوافق ‪ 90‬أبريل سنة ‪ 9331‬يتضمن التنظيم الداخلي للصندكؽ الوطٍت للتقاعد معدؿ ك متمم‪،‬‬
‫اعبريدة الرظبية رقم ‪ 19‬لسنة ‪.9331‬‬

‫‪88‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الصندوق لضمان االجتماعي لغير األجراء‬


‫صندكؽ أنشأ دبوجب اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪،)1(11-39‬يندرج نشاطو ُب إطار الضماف‬
‫االجتماعي الذم يتكفل بالتغطية االجتماعية لفئات العماؿ الذين يبارسوف نشاطا مهنيا غبساهبم‬
‫اػباص‪ ،‬السيما التجار كاغبرفيُت‪ ،‬الصناعيُت‪ ،‬الفبلحوف ككذا أصحاب اؼبهن اغبرة‪ .‬كتتمثل مهمة‬
‫الصندكؽ ُب إطار القوانُت كالتنظيمات اؼبعموؿ هبا دبوجب اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ )2(993-31‬فيما‬
‫يأٌب‪:‬‬
‫‪-‬يسَت اػبدمات العينية كالنقدية للتأمينات االجتماعية اؼبقدمة لغَت اإلجراء‪.‬‬
‫‪-‬يسَت معاشات اؼبتقاعدين من غَت األجراء ك منحهم‪.‬‬
‫‪-‬يتوىل ربصيل االشًتاكات اؼبخصصة لتمويل اػبدمات ك مراقبتها كمنازعات التحصيل‪.‬‬
‫‪-‬يسَت عند االقتضاء اػبدمات اؼبستحقة لؤلشخاص اؼبستفيدين من االتفاقات الدكلية ُب ؾباؿ‬
‫الضماف االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم كتنسيق كفبارسة اؼبراقبة الطبية‪.‬‬
‫‪-‬يقوـ بأعماؿ الوقاية كالًتبية كاإلعبلـ ُب ؾباؿ الصحي بعد اقًتاح ؾبلس اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -‬تسيَت صندكؽ اؼبساعدة كاإلسعاؼ‪.‬‬
‫‪-‬يقوـ بتسجيل للمؤمن عليهم اجتماعيا اؼبستفيدين‪.‬‬
‫‪ -‬القياـ فيما ىبصو بضماف إعبلـ اؼبستفيدين‪.‬‬
‫‪ -‬تسديد النفقات الناصبة عن تسيَت ـبتلف اللجاف أك اعبهات القضائية اليت تقوـ بالبت ُب‬
‫اػببلفات الناذبة عن القرارات اليت يتخذىا الصندكؽ‪.‬‬
‫‪-‬يربـ اتفاقات مع الصناديق الضماف االجتماعي لتأمُت الرقابة الطبية كمصلحة أداء اػبدمات‪.‬‬

‫(‪ )1‬أنظر قرار اؼبؤرخ ُب ‪ 13‬ذم اغبجة عاـ ‪9991‬اؼبوافق ‪ 92‬يناير سنة ‪ 9331‬يتضمن التنظيم الداخلي للصندكؽ الوطٍت للضماف االجتماعي لغَت‬
‫األجراء‪ ،‬اعبريدة الرظبية رقم ‪ 19‬لسنة ‪.9331‬‬
‫(‪ )2‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪993-31‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9331/11/91‬ااحملدد اختصاصات الصندكؽ الوطٍت للضماف االجتماعي لغَت األجراء كتنظيمو‬
‫كتسَته‪ ،‬اعبريدة الرظبية رقم ‪ 11‬لسنة ‪. 9331‬‬

‫‪89‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬يربـ اتفاقات مع صناديق الضماف االجتماعي لضبط الشركط اليت يبكن أف تستخدـ فيها‬
‫مصاّب الرقابة كاؼبنازعات ذات الصلة بالتحصيل‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬الصندوق الوطني للتأمين على البطالة‬
‫غبماية األجراء من خطر فقداف العمل بصفة ال إرادية ألسباب اقتصادية ًب استحداث الصندكؽ‬
‫الوطٍت للتأمُت على البطالة كذلك دبوجب اؼبرسوـ التشريعي رقم ‪ 13-39‬اؼبؤرخ ُب ‪ 90‬مام ‪9339‬‬
‫كذلك للتخفيف من اآلثار الناصبة على إعادة ىيكلة اؼبؤسسات االقتصادية كاغبفاظ على الشغل‬
‫كضباية األجراء الذين قد يفقدكف عملهم بسبب ىذا اإلجراء ‪،‬يتمتع ىذا األخَت بالشخصية اؼبعنوية‬
‫كاالستقبلؿ اؼبايل كربكمو القوانُت كالتنظيمات اؼبعموؿ هبا تتمثل مهمة الصندكؽ كفق ىذه القوانُت‬
‫كالتنظيمات فيما يأٌب (‪:)1‬‬
‫‪-‬يضبط باستمرار بطاقية اؼبنخرطُت كيضمن ربصيل االشًتاكات اؼبخصصة لتمويل أداءات التأمُت‬
‫عن البطالة كرقابة ذلك كمنازعاتو‪.‬‬
‫‪-‬يسَت األداءات اؼبقدمة بعنواف اػبطر الذم يغطيو ‪.‬‬
‫‪-‬يساعد كيدعم ‪،‬باالتصاؿ مع اؼبصاّب العمومية للتشغيل كإدارٌب البلدية الوالية‪ ،‬إعادة البراط‬
‫البطالُت اؼبستفيدين قانونيا من أداءات التأمُت عن البطالة ُب اغبياة النشطة‪.‬‬
‫‪ -‬ينظم الرقابة اليت ينص عليها التشريع اؼبعموؿ بو ُب ؾباؿ التأمُت عن البطالة‪.‬‬
‫‪-‬يؤسس كوبفظ صندكؽ االحتياط حىت يتمكن من مواجهة التزاماتو إزاء اؼبستفيدين ُب صبيع‬
‫الظركؼ ‪.‬‬
‫‪-‬اؼبسانبة ُب سبويل األعماؿ اليت تدخل ُب إطار القرض اؼبصغر‪ ،‬ال سيما عرب اؼبسانبات اؼبالية‬
‫لصندكؽ ضماف األخطار الناصبة عن القركض اؼبصغرة‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪922-39‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9339/11/10‬اؼبتضمن القانوف األساسي للصندكؽ الوطٍت للتامُت عن البطالة اؼبعدؿ كاؼبتمم دبوجب‬
‫اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪-33‬اؼبؤرخ ُب ‪9333/19/91‬عبريدة الرظبية رقم ‪ 11‬لسنة ‪. 9333‬‬

‫‪90‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪-‬إمكانية اؼبسانبة ُب سبويل إحداث نشاطات من طرؼ اؼبرشحُت لبلستفادة من التأمُت عن البطالة‪،‬‬
‫إما حبصص من القركض تكميلية للمستفيدين من القركض اؼبصغرة‪ ،‬كإما دبسانبة ُب تركيب قركض‬
‫خاصة مع اؼبؤسسات اؼبالية ك اؼبوجهة إىل البطالُت اؼبرشحُت لبلستفادة من التأمُت عن البطالة‪.‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬الصندوق الوطني للعطل المدفوعة األجر والبطالة الناجمة عن سوء األحوال‬
‫الجوية في قطاعات البناء واألشغال العمومية والري‬
‫نظرا للحاجة اؼبلحة لتنظيم كتسيَت العطل اؼبدفوعة األجر كالبطالة اؼبتعلقة بسوء األحواؿ اعبوية‬
‫اؼبتعلقة بقطاع البناء كاألشغاؿ العمومية كالرم‪ً ،‬ب إنشاء ىذا الصندكؽ اؼبتمتع بالشخصية اؼبعنوية‬
‫(‪)1‬‬
‫كاالستقبلؿ اؼبايل يوضع ربت كصاية الوزير اؼبكلف بالعمل‪ ،‬دبوجب اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪91/31‬‬
‫اؼبؤرخ ُب ‪.9331/19/19‬اؼبتمثل مهامو ُب ما يأٌب(‪:)2‬‬
‫‪-‬يتوىل تسيَت العطل اؼبدفوعة األجر كالبطالة الناصبة عن سوء األحواؿ اعبوية اليت يتمتع هبا العماؿ‬
‫اؼبنتموف إىل قطاعات النشاط اؼبذكور‪.‬‬
‫‪-‬يقوـ بتسجيل اؼبستفيدين ك مستخدميهم باالتصاؿ مع اؽبيئات اؼبعنية‪.‬‬
‫‪-‬يتوىل إعبلـ اؼبستفيدين كمستخدميهم‪.‬‬
‫‪-‬يتوىل ربصيل االشًتاكات اؼبقررة ُب التشريع كالتنظيم اؼبعموؿ هبما‪.‬‬
‫‪-‬يشكل احتياطيا ماليا قصد ضماف دفع ىذه التعويضات ُب كل الظركؼ‪.‬‬
‫‪-‬يساىم ُب إنشاء اػبدمات االجتماعية لصاّب العماؿ ُب ميداف اختصاصو كذكم اغبقوؽ‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬إدارة ىيئات الضمان االجتماعي‬
‫وبدد التنظيم الداخلي للتأمينات االجتماعية ُب إطار القوانُت كالتنظيمات السارية‪ ،‬السيما‬
‫اؼبرسوـ التنفيذم ‪ 07-92‬السلف الذكر ُب بابو الثالث‪ ،‬التنظيم كالتسيَت اإلدارم لصناديق الضماف‬

‫(‪ )1‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 91-31‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9331/19/19‬اؼبتضمنالصندكؽ الوطٍت للعطل اؼبدفوعة األجر ك البطالة الناصبة عن سوء األحواؿ‬
‫اعبوية ُب قطاعات البناء ك األشغاؿ العمومية كالرم‪ .‬عبريدة الرظبية رقم ‪ 12‬لسنة ‪9331‬‬
‫(‪ )2‬اؼبادة ‪ 9‬من اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ ،91-31‬المصدر نفسو‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫االجتماعي دبوجب ىيئتُت رئيستُت‪ ،‬األكىل ىيئة تداكلية متمثلة ُب ؾبالس اإلدارة كالثانية ُب اؽبيئة‬
‫التنفيذية اؼبتكونة من اؼبدير العاـ ك األعواف اؼبكلفُت بالعمليات اؼبالية(‪.)1‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مجلس اإلدارة‬
‫(‪،)2‬تتوىل جبانب اؼبدير العاـ لكل صندكؽ ؾبلس‬ ‫ُب إطار القوانُت كالتنظيمات السارية‬
‫إدارة‪ ،‬متكوف من فبثلُت عن الدكلة‪ ،‬النقابات‪ ،‬اؼبستخدمُت‪ ،‬فبثلُت اإلدارات‪ ،‬ىذا التمثيل ىبتلف ُب‬
‫العدد كالنقابات إلشراؼ على الصندكؽ حسب كل صندكؽ كاألخطار اليت يغطيها كالفئة اؼبنخرطة‬
‫فيو ك يتكوف غالبا من‪:‬‬
‫‪-‬بالنسبة للصندكؽ الوطٍت للتأمينات االجتماعية كالصندكؽ الوطٍت للتقاعد من فبثلُت عن العماؿ‬
‫كعن اؼبستخدمُت كفبثلُت من مستخدمي الصندكؽ كيكوف التعيُت من طرؼ اؼبنظمات النقابية‬
‫األكثر سبثيل على اؼبستول الوطٍت‬
‫‪-‬الصندكؽ الوطٍت للضماف االجتماعي لغَت األجراء من فبثلُت عن اؼبهن التجارية كالزراعية كاؼبهن‬
‫اغبرة كالصناعية باإلضافة عن فبثل الصندكؽ كيكوف التعُت من طرؼ اؼبنظمات النقابية األكثر سبثيل‬
‫على اؼبستول الوطٍت‬
‫‪-‬بالنسبة للصندكؽ الوطٍت للبطالة فبثلُت عن العماؿ كاؼبستخدمُت كالدكلة‪ ،‬كفبثل مستخدمي‬
‫الصندكؽ‪ ،‬كيكوف التعُت من طرؼ اؼبنظمات النقابية األكثر سبثيل على اؼبستول الوطٍت‪.‬‬
‫‪-‬بالنسبة الصندكؽ الوطٍت للعطل اؼبدفوعة األجر كالبطالة الناصبة عن سوء األحواؿ اعبوية ُب‬
‫قطاعات البناء كاألشغاؿ العمومية كالرم‪ ،‬فبثلوف عن العماؿ‪ ،‬فبثلوف عن مستخدمي القطاع العاـ‬
‫ُب ؾباؿ البناء كاألشغاؿ العمومية كالرم‪ ،‬فبثلُت عن ـبتلف الوزارات اليت ؽبا عبلقة هبذا اجملاؿ‪،‬‬
‫كيكوف التعُت من طرؼ اؼبنظمات النقابية األكثر سبثيل على اؼبستول الوطٍت (‪.)3‬‬

‫(‪)1‬اؼبادة ‪ 99‬إىل ‪11‬من اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪11-39‬اؼبؤرخ ُب ‪ ،9339/19/19‬المصدر السابق‪.‬‬


‫(‪)2‬اؼبادة ‪90‬من اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪922-39‬اؼبؤرخ ُب ‪9333/11/10‬ايتضمن القانوف األساسي للصندكؽ التأمُت عن البطالة ‪.‬‬
‫‪ -‬اؼبادة ‪11‬من اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪993-31‬اؼبؤرخ ُب ‪9333/11/10‬وبدد اختصاصات الصندكؽ الوطٍت للضماف االجتماعي لغَت األجراء‪.‬‬
‫(‪)3‬اؼبادة ‪ 10‬من اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪922-31‬اؼبؤرخ ُب ‪9331/19/19‬ايتضمن إنشاء الصندكؽ الوطٍت للعطل اؼبدفوعة األجر كالبطالة الناصبة‬
‫عن سوء األحواؿ اعبوية ُب قطاعات البناء كاألشغاؿ العمومية كالرم اؼبعدؿ كاؼبتمم‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تدير ؾبالس اإلدارة شؤكف الصناديق بواسطة مداكالت كتتوىل فيها على العموـ مراقبة كتنشيط‬
‫الصناديق‪ ،‬عن طريق صبلحيات كاسعة زبتلف باختبلؼ طبيعة الصندكؽ كاألخطار اليت يغطيها‬
‫كالفئة اؼبشموؿ هبذه التغطية‪ ،‬يبكن تلخيصها على سبيل اؼبثاؿ فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬يداكؿ حوؿ اعبداكؿ التقديرية اػباصة باإليرادات كالنفقات اؼبخصصة لتسيَت فركع الضماف‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬يصادؽ على ميزانيات التجهيز كيوافق على مشاريع االقتناء كالكراء كنقل اؼبباٍل ذات االستعماؿ‬
‫اإلدارم‪.‬‬
‫‪ -‬يراقب األحكاـ التشريعية كالتنظيمية ككذا تنفيذ مداكالتو عن طريق اؼبدير العاـ كالعوف اؼبكلف‬
‫بالعمليات اؼبالية‪.‬‬
‫‪ -‬يديل برأيو فيم ىبص تعيُت اؼبدير العاـ ككذا حوؿ أم مشركع نص تنظيمي يعرضو عليو الوزير‬
‫اؼبكلف بالضماف االجتماعي‬
‫‪ -‬يقًتح تنظيم داخلي للصندكؽ ككذا يعد النظاـ الداخلي للصندكؽ‪ ،‬اؼبوافقة على االتفاقية‬
‫اعبماعية للمستخدمُت‪.‬‬
‫‪ -‬التدابَت الرامية إىل ربقيق التوازف اؼبايل للصندكؽ‪.‬‬
‫‪ -‬يصادؽ على اغبصيلة ك على التقرير السنوم لنشاط الصناديق‪.‬‬
‫‪ -‬يصادؽ على االتفاقيات اليت تربمها الصناديق‪ .‬قبوؿ اؽببات كالوصايا‪.‬‬
‫ُب األخَت إف طريقة تسيَت كإدارة ىذه اجملالس داخليا من تعيُت الرئيس كطريقة اؼبداكالت كاالقًتاع‪،‬‬
‫الوقت اؼبقرر لبلجتماعات‪ ،‬ربرير احملاضر كتوقيعها ؿبددة دبوج القوانُت كاؼبراسيم اؼبنشأة ؽبذه‬
‫(‪)1‬‬
‫الصناديق‪.‬‬

‫(‪)1‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪993-31‬اؼبؤرخ ُب ‪ ،9331/11/91‬اعبريدة الرظبية رقم ‪ 11‬لسنة ‪.9331‬‬


‫‪ -‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪91-31‬اؼبؤرخ ُب ‪ ،9331/19/19‬المصدر السابق‪.‬‬
‫‪ -‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪922-39‬اؼبؤرخ ُب ‪ ،9339/11/10‬المصدر السابق‪.‬‬
‫– اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪11-39‬اؼبؤرخ ُب ‪11/19/19‬ا‪ ،91‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ُب األخَت ما يبكن مبلحظتو ُب تسيَت اجملالس اإلدارية ؽبيئات الضماف االجتماعي ىو ىيمنة االرباد‬
‫العاـ للعماؿ اعبزائرم على التمثيل النقايب ُب اجملالس األمر اؼبخالف للنصوص القانونية خاصة بعد‬
‫اإلصبلحات األخَتة دبوجب مرسوـ‪ 11/39‬اؼبتعلق بالتنظيم اإلدارم ؽبيئات الضماف االجتماعي‬
‫كتأكيد اؼبشرع على إمكانية مشاركة عدة نقابات ُب اجمللس اإلدارم‪.‬‬
‫من يوضح أف اجملالس اإلدارية اغبالية لصناديق الضماف االجتماعي ال ذبسد فعبل التمثيل النقايب‬
‫النسيب للعماؿ كما ىو منصوص عليو ُب اؼبراسيم اؼبنظمة للصناديق‪ ،‬كبغض النظر عن الفئات‬
‫األخرل اؼبشكلة للمجلس اإلدارم من فبثلي أرباب العمل كاؼبعينُت من الوزير‪ ،‬فاف اختصار التمثيل‬
‫على أعضاء كفبثلي االرباد العاـ للعماؿ اعبزائريُت من شأنو أف يضعف استقبللية اجمللس كأف تكوف‬
‫إدارة الصندكؽ خاضعة إليديولوجية كسياسة االرباد العاـ للعماؿ اعبزائريُت اليت قد تكوف نابعة من‬
‫السلطة السياسية ُب حد ذاهتا نظرا للخلفيات السابقة من كوف االرباد العاـ مرادؼ للسلطة ُب‬
‫مرحلة ما‪ ،‬ذلك أف أساس استقبلؿ الصندكؽ ُب تسيَته متعلق بالدرجة األكىل باستقبللية اجمللس‬
‫اإلدارم عن السلطة اؼبركزية من جهة‪ ،‬كبإرادة أعضاء اجمللس ُب حد ذاتو بالنظر إىل تصورىم للعبلقة‬
‫بينهم كبُت الدكلة‪ ،‬األمر الذم كىو ما ضعف االستقبلؿ الفعلي ؽبذه اؽبيئة عن السلطة السياسية‬
‫كيلغي مفهوـ التسيَت الذاٌب للصندكؽ ُب جانبو اؼبوضوعي‪ ،‬ىذه اؽبيمنة أدت ُب النهاية إىل إضعاؼ‬
‫قرارات اجمللس كتركتو حبيسا لؤلىدافالسياسيةللدكلةدكنالنظرإلىاألىدافاالجتماعيةلؤلطرافاؼبعنيةفيمنظومة‬
‫الضماف االجتماعي‪ ،‬كعليو هبب إعادة النظر ُب اؼبنظومة التشريعية اغبالية قصد تفعيل التمثيل‬
‫النقايب للعماؿ باجمللس اإلدارم‪.‬‬
‫منو نقًتح كضع إطار يسمح دبشاركة صبيع النقابات ذات التمثيل النسيب اؼبعترب على اؼبستول‬
‫الوطٍت ُب عضوية ؾبالس إدارة ىيئات الضماف االجتماعي باعتماد على طريقة االنتخاب ُب‬
‫اختيار األعضاء الذين يرشحوف لعضوية اجملالس كيكوف ذلك ربت رقابة اعبهة الوصية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬العون المكلف بالعمليات المالية‬


‫يوضع العوف اؼبكلف بالعمليات اؼبالية(‪)1‬ربت تصرؼ السلطة اإلدارية للمدير العاـ كيبارس‬
‫مهامو ربت مسؤكليتو اػباصة كربت رقابة ؾبلس اإلدارة ‪،‬تبُت صبلحيات العوف اؼبكلف بالعمليات‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 90‬من اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪11-39‬اؼبؤرخ ُب ‪ ،9339/19/19‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫اؼبالية كالكيفية اليت يبكن أف تعرض فيها مسؤكليتو دبوجب قرار من الوزير اؼبكلف بالضماف‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫يقوـ العوف اؼبكلف بالعمليات اؼبالية بتنفيذ إيرادات الصندكؽ كنفقاتو كىو اؼبؤىل كحده‬
‫لتناكؿ األمواؿ كالقيم اؼبالية كىو اؼبسؤكؿ عن حفظها كصحة كتابتو احملاسبية ‪،‬يلزـ ربت مسؤكليتو‬
‫الشخصية كاؼبالية برفض كل النفقات اليت تتعلق بعمليات ـبالفة أحكاـ التشريعية كالتنظيمية‪،‬‬
‫باإلضافة إىل إعداد اغبسابات اػبتامية كالتقرير تقدـ إىل ؾبلس اإلدارة‪.‬‬
‫يبكن للعوف اؼبكلف بالعمليات اؼبالية تفويض ربت مسؤكليتو بعض من صبلحيتو ُب ؾباؿ‬
‫اإليرادات كدفع النفقات إىل اؼبسؤكلُت احملاسبُت ُب اؽبياكل غَت اؼبركزية عرب الًتاب الوطٍت كإىل بعض‬
‫أعواف الصندكؽ‬
‫الفرع الثالث‪ :‬المتصرفين اإلداريين‬
‫(‪)1‬بناء على اقًتاح‬ ‫يعُت الوزير اؼبكلف بالضماف االجتماعي دبوجب قرار متصرفُت الصناديق‬
‫من التنظيمات اؼبهنية كالنقابية الوطنية اؼبعينة‪ ،‬ؼبدة أربع سنوات قابلة للتجديد‪ ،‬أما أعواف مديرية‬
‫الصندكؽ ىم اؼبدير العاـ كاؼبدير العاـ اؼبساعد كالعوف اؼبكلف بالعمليات اؼبالية كمديرم الوكاالت أما‬
‫باقي األعواف اآلخرين للمديرية من رؤساء كمديرم اؼبؤسسات اليت يسَتىا الصندكؽ يكوف التعيُت من‬
‫الوزير بعد اقًتاح اؼبدير العاـ كبعد استشارة ؾبلس اإلدارة‪.‬‬
‫كال هبوز تعيُت اؼبتصرفُت للصناديق األشخاص من جنسية أجنبية أك األشخاص الذين ال‬
‫يتمتعوف حبقوقهم الوطنية أك يستفيدكف من مساعدة مالية من طرؼ الضماف االجتماعي‪ ،‬أك‬
‫يشاركوف ُب إقباز أشغاؿ كخدمات ؽبيئات الضماف االجتماعي باإلضافة إىل أعواف إدارات الوصاية‬
‫أك اؼبراقبة كاؼبسَتين ؼبؤسسات عبلجية خاصة‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 99‬من اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ ،11-39‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ُب حالة االستقالة أك الوفاة يعوض متصرُب الصناديق دبوجب قرار ـ الوزير بنفس الشكل‬
‫كاإلجراء دبتصرؼ مؤقت ال يبكن أف تتعدل مهمتو أكثر من ستُت يوما (‪.)1‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬مستخدمي الصندوق‬
‫ربدد شركط العمل كمنح مرتبات مستخدمي(‪ )2‬الصندكؽ كاؼبؤسسات التابعة ؽبا كفق‬
‫االتفاقيات اعبماعية للعمل كيتمتع اؼبدير العاـ بالسلطة على اؼبستخدمُت لو كحده كل قرار ذم طابع‬
‫فردم خاص بتسيَت اؼبستخدمُت من حيث التعيُت كالتسريح كالًتقية ككل ما ىبص حياهتم اؼبهنية‪.‬‬
‫ُب األخَت يلزـ كل أعواف التسيَت من إطارات كاؼبستخدمُت بكتماف السر اؼبهٍت ُب إطار تطبيق‬
‫األحكاـ التشريعية كالتنظيمية اعبارم العمل هبا‪.‬‬

‫كُب اإلطار نقًتح أف يكوف تأىيل لعماؿ صناديق الضماف االجتماعي بصفة مستمرة ك منتظمة‬
‫بتنظيم دكارات تكوينية كإطبلعهم على أىم التعديبلت ُب القوانُت ككذلك التقنيات اعبديدة‬
‫اؼبستخدمة ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي كتكثيف الرقابة من أجل ؿباربة البَتكقراطية‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬الرقابة والوصاية‬


‫هبب أف زبضع صبيع القرارات اليت يتخذىا ؾبلس إدارة(‪ )3‬إىل الوزير اؼبكلف بالضماف‬
‫االجتماعي خبلؿ طبسة عشر يوما من تاريخ انعقاد االجتماع كتكوف القرارات نافذة بعد اؼبوافقة من‬
‫طرفو‪ ،‬كإعداد اؼبيزانية كقبوؿ اؽببات كالوصاية‪ ،‬اؼبوافقة على مشاريع االقتناء كالكراء كنقل اؼبباٍل ذات‬
‫االستعماؿ اإلدارم أك الصحي أك االجتماعي‪.‬‬
‫يبكن للوزير أف يلغي كل القرارات إيل زبالف القانوف كالتنظيم أك اليت قد هتدد التوازف اؼبايل‬
‫للصندكؽ‪ُ ،‬ب حالة احتجاج ؾبلس اإلدارة على قرارات اإللغاء ك اإلبطاؿ يكوف كفق طرؽ الطعن‬
‫اؼبقررة ُب التشريع كالتنظيم اؼبعموؿ هبا‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪11-39‬اؼبؤرخ ُب ‪11/19/19‬اؼبتعلق بالوضع القانوٍل لصناديق الضماف االجتماعي كالتنظيم اإلدارم كاؼبايل للضماف‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫(‪ )2‬اؼبادة ‪11‬من اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ ،11-39‬المصدر السابق‪.‬‬
‫(‪ )3‬اؼبادة ‪19‬من نفس اؼبرسوـ التنفيذم‪ ،‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث الثالث‪ :‬المخاطر المضمونة وااللتزامات في مجال التأمينات االجتماعية‬


‫إف اؼبشرع اعبزائرم أراد بعد إعداد النصوص الصادرة ُب سنة ‪ 9321‬اؼبتعلقة دبيداف الضماف‬
‫االجتماعي أف يوحد نظاـ التأمينات االجتماعية إىل صبيع القطاعات لكي يضمن ضباية اجتماعية‬
‫كافية للمؤمنُت الذين بتعرضهم ُب بعض اغباالت من اؼبخاطر‪ ،‬مرض‪ ،‬شيخوخة كحوادث عمل‬
‫كأمراض مهنية أك بطالة‪ ،‬كهبذه الصفة يكوف اؼبشرع قد فكر قبل كل شيء ُب اغبفاظ على صحة‬
‫العنصر البشرم الذم ىو أساس كل سياسة تنمية ُب الببلد‪.‬‬
‫منو سبكن اؼبشرع من إعداد تشريع ُب ميداف التأمينات االجتماعية بكل فركعها من تأمُت على‬
‫اؼبرض كاألمومة كحوادث العمل كاألمراض اؼبهنية باإلضافة التقاعد كرأس ماؿ الوفاة‪.‬‬
‫لكن مقابل ذلك من أجل قياـ ىيئات الضماف االجتماعي بالتكفل اؼبباشر باؼبؤمنُت سواء‬
‫كانوا ُب حالة نشاط أك غَت نشاط ككذلك الفئات اػباصة‪ ،‬أقر اؼبشرع على عاتق اؼبكلف بوجو عاـ‬
‫التزامات ـبتلفة‪ ،‬زبتلف باختبلؼ ىيئة الضماف اؼبنخرط فيها‪ ،‬كُب حالة اإلخبلؿ هبا يرتب عليو‬
‫جزاءات مالية كُب بعض األحياف حىت جزائية‪.‬‬
‫ؽبذا قمنا بتقسيم ىذا الفصل إىل مبحثُت‪ ،‬األكؿ نتناكؿ فيو اؼبخاطر اؼبغطاة ُب ؾباؿ الضماف‬
‫االجتماعي أما الثاٍل نتناكؿ فيو االلتزامات اؼبلقاة على عاتق اؼبكلفُت ُب ىذا اجملاؿ االجتماعي‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المخاطر المضمونة‬
‫إف ىدؼ التأمينات االجتماعية ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي ىو ربقيق اؼبساكاة بُت كافة‬
‫العاملُت سواء من كاف يعمل ُب القطاع العاـ أك اػباص‪ ،‬أك ينتمي إىل اؼبؤسسات االقتصادية‬
‫كالتجارية كاالجتماعية أك من كاف ينتمي إىل أجهزة الدكلة كاؼبؤسسات اإلدارية اليت يطبق عليها قانوف‬
‫الوظيف العمومي(‪. )1‬‬
‫يقصد باغبقوؽ التأمينية‪ ،‬تلك اغبقوؽ اليت ترتب للمؤمن كذكم حقوقو قبل ىيئات الضماف‬
‫االجتماعي اؼبختصة‪ ،‬ىذه اغبقوؽ زبتلف باختبلؼ نوع التأمُت‪ ،‬بعضها يواجو اؼبخاطر العادية‬
‫اؼبرتبطة باغبياة اإلنسانية بصفة عامة‪ ،‬كما ىو اغباؿ ُب تامُت اؼبرض كالشيخوخة كالعجز كالوفاة‪،‬‬

‫(‪ )1‬الطيب ظباٌب‪ ،‬التأمينات االجتماعية في التشريع الجزائري‪ .‬اؼبرجع السابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬

‫‪97‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫كبعضها يواجو اؼبخاطر االستثنائية اؼبرتبطة بالعمل كالنشاط كما ىو اغباؿ بالنسبة لتامُت إصابات‬
‫العمل كتأمُت البطالة‪.‬‬
‫عرفت اعبزائر أكؿ نظاـ موحد للتأمينات االجتماعية ُب سنة ‪ 9321‬بصدكر أكؿ القانوف رقم‬
‫‪ 99/21‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9321/11/19‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية‪ ،‬حيث نصت اؼبادة األكىل منو أف‬
‫ىذا القانوف يهدؼ إىل إنشاء نظاـ كحيد للتأمينات االجتماعية ؿبددا على سبيل اغبصر األخطار‬
‫اليت تغطيها ىذه التأمينات كاليت تضمنتها اؼبادة الثانية من نفس القانوف بالنص على أف تغطي‬
‫التأمينات االجتماعية اؼبخاطر اؼبتمثلة ُب اؼبرض‪ ،‬العجز‪ ،‬الوفاة‪ ،‬كالوالدة كالتقاعد (‪. )1‬‬
‫إنطبلقا من ىذا بتحقق ىذه اؼبخاطر اؼبضمونة تلتزـ ىيئات الضماف االجتماعي بتقدَل‬
‫األداءات لصاّب اؼبؤمن كذكم اغبقوؽ‪ .‬كعليو سنتناكؿ اؼبخاطر اؼبضمونة ٍب اؼبستفيدكف من األداءات‬
‫كاػبدمات اؼبقدمة من ىيئات الضماف االجتماعي بتحقق ىذه اؼبخاطر‪.‬‬
‫الفرع األول التأمين على المرض‬
‫يلعب التأمُت على اؼبرض دكرا أساسيا ُب أنظمة الضماف االجتماعي‪ ،‬حبيث أنو يؤمن أكؿ ما‬
‫يؤمن‪ ،‬عملية التعويض عن العامل اؼبريض الذم أقعده اؼبرض عن العمل‪ ،‬بتقدَل اؼبعونات النقدية لو‬
‫ربت شكل تعويضات مالية بدال عن أجره‪ٍ ،‬ب يؤمن ثانيا‪ ،‬ربت شكل أداءات عينية جزءا من‬
‫نفقات العبلج كالتطبيب كاألدكية كغَتىا حسب اغبالة كاالحتياج لكل مريض‪ ،‬كثالثا كأخَتا باعتناء‬
‫الضماف االجتماعي باؼبؤمن كذكيو يهدؼ إىل ضباية الصحة العامة اليت تلعب دكرا بالغ األنبية ُب‬
‫احملافظة على االقتصاد كاإلنتاج الوطٍت‪.‬‬
‫فالتأمُت على اؼبرض يشكل التكفل بالعامل األجَت كالعامل الغَت األجَت ككل األشخاص الذين‬
‫مشلتهم التغطية االجتماعية ُب حالة اإلصابة ببعض األمراض‪ ،‬ككل ما تقتضيو متطلبات العبلج‬
‫كالعناية‪ ،‬كالتكفل باؼبريض إىل غاية شفائو النهائي‪.‬‬
‫كقد ميز اؼبشرع اعبزائرم بُت نوعُت من اؼبرض‪ ،‬التأمُت على اؼبرض العادم كالتأمُت على اؼبرض‬
‫اؼبهٍت‪ ،‬ككضع لكل منهما أحكاما خاصة‪ ،‬فالتأمُت على اؼبرض اؼبهٍت يقصد بو التامُت الذم يغطي‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪19‬ك ‪ 19‬من القانوف ‪ 99/21‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية اؼبؤرخ ُب ‪" .9321/19/92‬ج ر" رقم ‪.11‬‬

‫‪98‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫اؼبخاطر اليت تنتج عن اؼبرض اؼبهٍت اؼبتصل باؼبمارسة العادية للنشاط اؼبهٍت ‪،‬أما التامُت عن اؼبرض‬
‫العادم فهو الذم يغطي اؼبخاطر اليت ال تتصل بالعمل كال بظركفو إمبا بالتكوين الفزيولوجي لئلنساف‬
‫نفسو أك ما يعرؼ كيصطلح عليو علميا بأنو حالة غَت طبيعية تصيب اعبسم أك العقل ؿبدثة تأثَت فيو‬
‫أك ضعفو ُب الوظائف‪.‬‬
‫إذا فالتامُت على اؼبرض يغطي اؼبخاطر اليت تنتج عن اإلصابة كاؼبرض اللذاف ال يتصبلف بالعمل‬
‫حبيث يستثٌت من تطبيقها األمراض اؼبهنية كاؼبشرع اعبزائرم دبوجب تشريعات التأمينات االجتماعية‬
‫قد حدد نوعاف من األداءات تلتزـ ىيئات الضماف االجتماعي بتقديبها إذا ما ربقق خطر اؼبرض‬
‫اؼبضموف أال كىي األداءات العينية كاألداءات النقدية كفق إجراءات كشركط قانونية ؿبددة دبوجب‬
‫قوانُت التأمينات االجتماعية‪ ،‬هبدؼ سبكُت كل من اؼبؤمن لو كذكم اغبقوؽ من مواجهة اؼبصاريف‬
‫العبلج اليت تتطلبها حالتهم الصحية كما يهدؼ إىل ضماف نوع من الدخل كالذم يعوض من خبللو‬
‫(‪)1‬‬
‫اؼبؤمن لو ما فاتو من أجر نتيجة توقفو عن فبارسة نشاطو‪.‬‬
‫إنطبلقا من ىذا سنتناكؿ ُب ىذا اعبانب األداءات اؼبقدمة ُب حالة ربقق ىذا اػبطر ‪،‬ؼبعرفة‬
‫مفهومها كالشركط الستحقاقها كالتكفل هبا ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬األداءات العينية‬
‫نربز ُب ىذا اجملاؿ مفهوـ ىذه األداءات كشركط إستحقاؽ منحها‬
‫أ‪-‬مفهوم األداءات العينية‬
‫يقصد باألداءات العينية التكفل دبصاريف العبلج الصحي من باب الوقاية كالعبلج لصاّب اؼبؤمن‬
‫اجتماعيا كذك حقوقو كىي تشمل تغطية اؼبصاريف اآلتية‪4‬‬
‫اؼبصاريف الطبية كالعبلجية‬ ‫‪‬‬
‫اؼبصاريف اعبراحية‬ ‫‪‬‬
‫مصاريف األدكية‬ ‫‪‬‬
‫مصاريف اإلقامة ُب اؼبستشفى‬ ‫‪‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪11‬ك ‪ 12‬من القانوف ‪ 99/21‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية اؼبؤرخ ُب ‪ 9321/19/92‬اؼبعدؿ ك اؼبتمم دبوجب القانوف ‪12/99‬‬
‫اؼبؤرخ ُب ‪.9199/11/11‬‬

‫‪99‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ ‬مصاريف العبلج ك طقم األسناف‬


‫‪ ‬مصاريف اؼبعاعبات باؼبياه اؼبعدنية‬
‫‪ ‬مصاريف األجهزة كاألعضاء االصطناعية‬
‫‪ ‬مصاريف اعببارة الفكية كالوجهية‬
‫‪ ‬مصاريف إعادة التدريب الوظيفي لؤلعضاء‬
‫‪ ‬مصاريف أعادة التأىيل الوظيفي‬
‫‪ ‬مصاريف النقل بسيارة اإلسعاؼ كغَتىا‬
‫‪ ‬األداءات اؼبرتبطة بالتخطيط العائلي‬
‫‪ ‬كسائل النقل عندما يستلزـ حالة اؼبريض ذلك‪.‬‬
‫مع اؼببلحظة أنو يبكن إسباـ اؼبصاريف الواردة ُب اؼبادة ‪ 12‬من القانوف ‪ 99/21‬دبوجب مرسوـ‪.‬‬
‫ب‪ -‬شروط منح األداءات العينية‬
‫لقد حددت النصوص التنظيمية كالقانونية الشركط الواجب توفرىا لتخويل اغبق ُب تقاضي‬
‫األداءات العينية كىي‪4‬‬
‫‪ – 2‬شرط وصف الدواء من قبل المؤىل قانونا‬
‫ال يبكن منح ىذه األداءات إال إذا كاف الدكاء اؼبوصوؼ من الطبيب أك شخص آخر لو الصفة‬
‫اليت زبوؿ لو فعل ذلك‪ ،‬كىي سبنح دكف النظر إىل اؼبدة إذا كاف اؼبؤمن لو ما زاؿ يتمتع باغبقوؽ اليت‬
‫زبوؿ لو حق االستفادة من ذلك ‪،‬غبد تاريخ إصدار الوصفة كىو ما أكدتو اؼبادة ‪ 91‬من القانوف رقم‬
‫‪ )1(99/ 21‬كالطبيب قد يكوف عاما أك خاصا أما الشخص اؼبؤىل ىو كل شخص خوؿ لو القانوف‬
‫القياـ بوصف العبلجات ُب شكل كصفة طبية مثل القابلة كاؼبؤىل بإجراء الفحوص الطبية أك‬
‫الشخص اؼبؤىل بالقياـ بإعادة التدريب الوظيفي لؤلعضاء‪.‬‬
‫مع اؼببلحظة أف تعويض اػبدمات الطبية كالشبو الطبية‪ ،‬هبب أف تتضمنها اؼبدكنة العامة‬
‫لؤلعماؿ الطبية‪ ،‬أما األجهزة االصطناعية كاألعضاء البديلة فيجب أف تتضمنها ىي األخرل مدكنة‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 91‬من القانوف ‪ 99/21‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية اؼبؤرخ ُب ‪ 9321/19/92‬اؼبعدلة كاؼبتممة دبوجب اؼبادة ‪ 10‬من القانوف ‪12/99‬‬
‫اؼبؤرخ ُب ‪.9199/11/11‬‬

‫‪100‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫األجهزة كاألعضاء االصطناعية‪ ،‬كنفس الشرط ينطبق كذلك على اؼبنتجات الصيدالنية حبيث هبب‬
‫أف تتضمنها قائمة األدكية اليت تعوض من طرؼ ىيئات الضماف االجتماعي كاليت وبددىا قرار ما بُت‬
‫الوزارات مع اإلشارة أف ىناؾ بعض األدكية ك العبلجات ال يبكن التكفل هبا إال بعد اؼبوافقة األكلية‬
‫ؽبيئات الضماف االجتماعي‪.‬‬
‫‪ – 3‬شرط إيداع الملف الطبي‬
‫هبب أف يودع اؼبلف الطيب لدل ىيئات الضماف االجتماعي خبلؿ الثبلثة )‪ (3‬أشهر إبتداءا‬
‫من أكؿ عبلج طيب‪ ،‬باستثناء إذا كاف ىناؾ عبلج طيب مستمر ُب ىذه اغبالة هبب أف يودع اؼبلف‬
‫خبلؿ الثبلثة )‪ (3‬أشهر اليت تلي إهناء العبلج (‪. )1‬‬
‫اؽبدؼ من تقدَل اؼبلف الطيب إىل ىيئة الضماف االجتماعي ىو قياـ ىذه األخَتة دبمارسة‬
‫مراقبتها الطبية على اؼبؤمن لو ككل من مشلتهم التغطية االجتماعية كعلى اؼبلف الطيب الذم تقدـ بو‪،‬‬
‫ذلك من طرؼ الطبيب اؼبستشار التابع للصندكؽ الضماف االجتماعي التابع لو اؼبؤمن لو‪.‬‬
‫‪ – 4‬شرط الخضوع للمراقبة الطبية‬
‫مكن القانوف ؽبيئات الضماف االجتماعي أف تقرر إخضاع اؼبؤمنُت ؽبم لفحص طيب مع ربملها‬
‫اؼبصاريف‪ ،‬كما يبكن إخضاعهم للمراقبة الطبية على مستول ىيئات الضماف االجتماعي على يد‬
‫الطبيب االستشارم التابع ؽبذه األخَتة ‪،‬كُب حالة امتناع اؼبؤمن ؽبم عن القياـ بالفحوصات الطبية‬
‫كعدـ االمتثاؿ لبلستدعاء هبوز ؽبيئة الضماف االجتماعي أف تسقط حقهم ُب األداءات خبلؿ فًتة‬
‫اؼبراقبة اليت عرقلوا فيها اؼبراقبة‪ ،‬إال ُب حالة أف يثبت اؼبؤمنُت ؽبم عدـ تلبية االستدعاء للمراقبة الطبية‬
‫جاء نتيجة القوة القاىرة(‪ )2‬كمنو جهز اؼبشرع منظومة الضماف االجتماعي بنظاـ قانوٍل ىبوؿ ؽبا اغبق‬
‫ُب اؼبراقبة الطبية خبصوص مراقبة اؼبؤمنُت االجتماعيُت ‪،‬غَت أف ىذا اإلجراء ال يقصد بو إغباؽ الضرر‬
‫باؼبؤمنُت كلكنو يهدؼ إىل ضماف عبلج ناجح ك فعاؿ بأقل تكلفة فبكنة(‪ )3‬كىذا ما أكدتو اؼبادة‬

‫اؼبادة ‪ 9/91‬من القانوف ‪ 99/21‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية اؼبؤرخ ُب ‪. 9321/19/92‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫(‪ )2‬اؼبادة ‪ 19/91‬القانوف ‪99/21‬اؼبرجع السابق اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية‪.‬‬


‫(‪ )3‬إبن بيتش الدكادم اؼبنازعات الطبية ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي مذكرة لنيل تكوين ما بعد التدرج اؼبتخصص اؼبدرسة العليا للضماف االجتماعي‬
‫جامعة اعبزائر ‪ 9119‬ص ‪. 991‬‬

‫‪101‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ 19‬من اؼبرسوـ ‪ 919/11‬اؼبتعلق بشركط سَت اؼبراقبة الطبية للمؤمن ؽبم اجتماعيا اؼبؤرخ ُب‬
‫‪9111/11/11‬على أنو سبارس اؼبراقبة الطبية للمستفيدين من الضماف االجتماعي على مستول‬
‫صناديق الضماف االجتماعي كسبارس كذلك على مستول اؼبؤسسات كاؽبياكل الصحية ُب إطار‬
‫(‪)1‬‬
‫االتفاقيات كالتعاقد طبقا ألحكاـ التشريع كالتنظيم اؼبعموؿ هبما‪.‬‬
‫ُب األخَت ذبدر اإلشارة أف اؼبشرع ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي منح اغبق للمؤمن لو االعًتاض‬
‫على قرارات ىيئات الضماف االجتماعي عند سقوط حقو ُب األداءات أك عدـ رضاه بالقرار الطيب‬
‫الذم أصدره الطبيب اؼبستشار الذم قاـ بإجراء اؼبراقبة الطبية كىذا أماـ عباف ـبتصة كالئية ككطنية‬
‫قبل اللجوء إىل اعبهات القضائية‪.‬‬
‫باؼبقابل ضمن اؼبشرع ؽبيئات الضماف االجتماعي ُب حالة معاينة تعسف أك ذباكزات أك غش‬
‫كتصروبات خاطئة أف تعلم مقدمي العبلج كاؼبؤسسات كاؽبياكل الصحية اؼبعنية هبذه التجاكزات‬
‫كالغش اليت عاينتها اؼبراقبة الطبية كزبطر عند االقتضاء اللجنة التقنية ذات الطابع الطيب اؼبذكورة فيباب‬
‫التسوية الداخلية للمنازعات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي ىذا باإلضافة إىل حقها ُب اللجوء إىل‬
‫(‪)2‬‬
‫اعبهات القضائية‪.‬‬
‫‪ -5‬شرط مدة العمل‬
‫إف شرط العمل جاء ضمن الشركط الواجبة لتحقق اغبق ُب األداءات‪ ،‬فاؼبؤمن كي يستفيد من‬
‫األداءات العينية كالنقدية منها للتأمُت على اؼبرض هبب أف يكوف قد عمل‪:‬‬
‫‪ -‬خبلؿ ستة )‪ (6‬أشهر األكىل إما‪:‬‬
‫*طبسة عشر ‪ 91‬يوما أك ‪ 911‬ساعة‪ ،‬على األقل‪ ،‬أثناء الفصل الثبلثي الذم يسبق تاريخ‬
‫تقدَل العبلجات اؼبطلوبة تعويضها‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 09‬القانوف ‪ 99/21‬اؼبرجع السابق‪ ،‬يبكن لصناديق الضماف االجتماعي أف تقرر إخضاع اؼبؤمن لو اجتماعيا ؼبراقبة طبية من طرؼ طبيب‬
‫مستشار ؽبيئة الضماف االجتماعي أك أم فبارس طيب آخر تعينو ىذه اؽبيئة ُب ىذه اغبالة األخَتة تكوف اؼبصاريف اؼبتعلقة بالفحص على عاتق اؽبيئة‬
‫اؼبعنية‪.‬‬
‫(‪ )2‬الطيب ظباٌب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.913‬‬

‫‪102‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫* ستُت ‪ 01‬أك أربعمائة ‪ 911‬ساعة على األقل أثناء االثٍت عشر ‪ 99‬شهرا اليت تسبق‬
‫تاريخ تقدَل العبلجات اؼبطلوبة تعويضها‪.‬‬
‫‪ -‬ما فوؽ ستة أشهر إما‬
‫*ستُت ‪ 01‬يوما أك أربعمائة ‪ 911‬ساعة األقل أثناء االثٍت عشر ‪ 99‬شهرا سبقت التوقف‬
‫عن العمل ‪.‬‬
‫*مائة كشبانوف ‪ 921‬يوما‪ ،‬أك ألفا كمائيت ‪ 9911‬ساعة على األقل أثناء الثبلث ‪ 1‬سنوات‬
‫اليت تسبق التوقف عن العمل‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬األداءات النقدية‬
‫نربز ُب ىذا اجملاؿ كذلك مفهوـ األداءات النقدية كشركط منحها‬
‫أ‪ -‬مفهوم األداءات النقدية‪:‬‬
‫تناكؿ اؼبشرع اعبزائرم حق اؼبريض باألداءات النقدية اؼبستحقة لو دبوجب تأمُت على اؼبرض ُب اؼبادة‬
‫‪ 99‬من القانوف ‪ 99/12‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية (‪)1‬حيث أعطى للعامل الذم يبنعو عجز بدٍل‬
‫أك عقلي مثبت طبيا مواصلة عملو حق ُب تعويضة يومية تعوضو عن فقداف عملو‪.‬‬
‫فاؼبشرع أقر حبقوؽ مالية ؼبؤمن لو الذم حاؿ اؼبرض بينو كبُت قيامو بعملو تتمثل بتعويض مايل‬
‫يومي عن األجر الذم يتقاضاه كفقده ك ذلك كفق شركط ك إجراءات ؿبددة دبوجب القانوف كإال‬
‫سقط حقو ُب ىذه التعويضات اؼبالية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬شروط منح األداءات النقدية‬
‫لقد حددت النصوص التنظيمية كالقانونية الشركط الواجب توفرىا لتخويل اغبق ُب تقاضي‬
‫األداءات النقدية ىي‪4‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 99‬القانوف ‪ 99/21‬السابق ‪ /:‬للعامل الذم يبنعو عجز بدٍل أك عقلي مثبت طبيا عن مواصلة عملو أك استئنافو‪ ،‬اغبق ُب تعويضة يومية‬
‫تعوض فقدانو لؤلجر ‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪-2‬وجوب إشعار ىيئة الضمان االجتماعي بالمرض‬


‫لقد ألزـ القانوف بضركرة أف تشعر كتبلغ ىيئة الضماف االجتماعي بالتوقف عن العمل ُب أجل‬
‫يومُت ‪ 9‬اثنُت (‪)1‬ال يدخل ضمنها اليوـ احملدد للتوقف عن العمل بكل مرض يعًتم العامل كمن‬
‫شأنو أف ىبوؿ اغبق ُب تعويضة يومية إال إذا حالت أسباب قاىرة دكف ذلك ‪،‬كعدـ مراعاة ىذه‬
‫اآلجاؿ قد يؤدم إىل سقوط اغبق ُب التعويضة اليومية بالنسبة للمدة اليت منعت أثناءىا ىيئة‬
‫الضماف االجتماعي من إجراء اؼبراقبة الطبية بسبب التخلف بإيداع التصريح بالعطلة اؼبرضية لدل‬
‫(‪)2‬‬
‫ىيئة الضماف االجتماعي‪.‬‬
‫ىذا مع اإلشارة إىل ضركرة تبليغ اؼبستخدـ من طرؼ ىيئة الضماف االجتماعي بكل القرارات‬
‫اؼبتعلقة بطلبات تعويض العطل اؼبرضية للعامل دبا فيها رأم مصاّب اؼبراقبة الطبية كعند االقتضاء‬
‫(‪)3‬‬
‫كىو إجراء أستحدثو اؼبشرع دبوجب‬ ‫نتائج اػبربة الطبية ُب اآلجاؿ احملددة عن طريق التنظيم‬
‫القانوف اعبديد رقم ‪ 19/12‬اؼبعدؿ ك اؼبتمم للقانوف ‪ 99/21‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية كسيما‬
‫اؼبادة ‪ 1‬الثالثة منو ذلك بسبب ما لوحظ ُب الواقع العملي أف بعض العماؿ يودعوف نسخهم‬
‫اػباصة بالعطل اؼبرضية كال ىبضعوف إىل اؼبراقبة الطبية اليت ذبريها ىيئة الضماف االجتماعي بغرض‬
‫االستفادة من تعليق عبلقة العمل دكف االىتماـ بالتعويضات اليومية كذلك ألغراض شخصية ‪،‬فألزـ‬
‫اؼبشرع ىيئات الضماف االجتماعي بتبليغ القرارات اليت يصدرىا الصندكؽ خبصوص العطل اؼبرضية‬
‫من أجل يكوف رب العمل على علم دبآؿ ىذه العطل اؼبرضية اؼبقدمة من طرؼ العامل‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 92‬الفقرة ‪9‬ك‪ 9‬من القانوف ‪ 99/21‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية اؼبؤرخ ُب ‪ 9321/19/92‬اؼبعدلة دبوجب اؼبادة ‪ 13‬من القانوف‬
‫‪ 12/99‬اؼبؤرخ ُب ‪.9199/11/11‬‬
‫(‪ )2‬اؼبادة ‪ 19‬الفقرة ‪ 9‬من القرار اؼبؤرخ ُب ‪ 9329/19/91‬الذم وبدد األجل اؼبضركب للتصريح بالعطل اؼبرضية لدل ىيئة الضماف االجتماعي‪.‬‬
‫(‪ )3‬اؼبادة ‪ 92‬الفقرة ‪ 11‬من القانوف ‪ 99/21‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية‪ ،‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -3‬إثبات المؤمن لو في تاريخ المعاينة أن لو نشاطا مهنيا‬


‫اشًتط اؼبشرع على اؼبؤمن لبلستفادة من التعويضات اليومية‪ ،‬أف يثبت بتاريخ اؼبعاينة اؼبرض‬
‫نشاطا مهنيا ىبوؿ لو اغبق ُب األجر‪ ،‬إذ أف أساس اغبق ُب األداءات بوجو عاـ أف يكوف العامل قد‬
‫(‪)1‬‬
‫ًب اقتطاع جزء من راتبو بنسبة معينة كاشًتاؾ للضماف االجتماعي ىبوؿ لو اغبق ُب األداءات‪.‬‬
‫‪ -4‬إثبات صفة المؤمن لو عند طلب األداءات النقدية‬
‫دبوجب اؼبادة ‪ 11‬من القانوف ‪ 99/21‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية يستفيد من التأمينات‬
‫االجتماعية كل العماؿ سواء كانوا أجراء أـ ملحقُت باألجراء أيا كاف قطاع النشاط الذم ينتموف إليو‬
‫‪،‬لكن لبلستفادة من أحكاـ ىذا القانوف على مقدـ طلب األداءات النقدية أف يثبت صفة اؼبؤمن لو‬
‫اجتماعيا ك أف يقدـ األكراؽ اإلثباتية اليت وبدد قائمتها بقرار من الوزير اؼبكلف بالضماف‬
‫(‪)2‬‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫‪-5‬الشروط الخاصة بوصفة االنقطاع عن العمل بسبب المرض‬
‫ُب حالة االنقطاع عن العمل بسبب اؼبرض باإلضافة إىل الشركط اؼبتعلقة باؼبؤمن نفسو أكجب‬
‫(‪)3‬‬
‫اؼبشرع شركطا خاصة بوصفة االنقطاع عن العمل حبيث أكجب أف تشمل بصورة كاضحة ما يأٌب ‪:‬‬
‫‪ -‬إسم اؼبؤمن لو ك لقبو كرقم تسجيلو التسلسلي كمدة العجز عن العمل احملتملة‪.‬‬
‫‪ -‬إسم الطبيب اؼبعاِب اآلمر باالنقطاع عن العمل كلقبو كرتبتو كزبصصو كعنواف اؼبهٍت‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ الفحص الطيب الذم أجراه الطبيب اؼبعاِب على اؼبؤمن لو‪.‬‬
‫‪ -‬مبلحظة تبُت عند االقتضاء أف األمر يتعلق بتمديد مدة االنقطاع عن العمل‪.‬‬

‫(‪ )1‬القضية رقم ‪ 911921‬قرار بتاريخ ‪.9191/11/91‬‬


‫من اؼبقرر قانونا أنو هبب على اؼبؤمن لكي يستفيد من التعويضات اليومية‪ ،‬اف يثبت ُب تاريخ معاينة اؼبرض نشاطا مهنيا ىبوؿ اغبق ُب األجر دكف‬
‫اؼبساس بأحكاـ اؼبادتُت ‪19‬ك ‪ 10‬من القانوف ‪ ، 91-21‬كؼبا ثبت ُب قضية اغباؿ أف قضاة اؼبوضوع ؼبا اشًتطوا تقاضي األجر ك دفع األقساط من‬
‫رب العمل للضماف اإلجتماعي الستحقاؽ العامل اؼبوجود ُب عطلة غَت مدفوعة األجر لتلك العبلكات اؼبنصوص عليها أعبله‪ ،‬يكونوا قد أساءكا تطبيق‬
‫القانوف ؼبا أحدثوا شرطا مل ينص عليو القانوف فبا أستوجب النقض‪.‬‬
‫(‪ )2‬اؼبادة ‪ 99‬من اؼبرسوـ ‪ 99/29‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9329/19/19‬الذم وبدد كيفيات تطبيق العنواف الثاٍل من القانوف ‪ 99/21‬اؼبتعلق بالتأمينات‬
‫االجتماعية اؼبؤرخ ُب ‪.9321/19/92‬‬
‫(‪ )3‬اؼبادة ‪ 91‬من اؼبرسوـ ‪ 91/29‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9329/19/99‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪-6‬كيفية التصريح بالمرض‬


‫وبدد أجل التصريح بالتوقف عن العمل بيومُت (‪ )9‬ال يدخل ضمنها اليوـ احملدد للتوقف عن‬
‫العمل‪ ،‬كيتم التصريح بإيداع اؼبؤمن لو أك من يبثلو كصفة التوقف عن العمل لدل ىيئة الضماف‬
‫االجتماعي أك إرساؽبا عن طريق الربيد اؼبضمن‪.‬‬
‫كتعد كصفة التوقف عن العمل بنسختُت اثنتُت ‪،‬تقدـ إحداىا لصاحب العمل كالثانية إىل ىيئة‬
‫الضماف االجتماعي حبيث يتسلم عند ىذه األخَتة على ختم إشعار باالستبلـ على الفور‪ ،‬أما ُب‬
‫حالة ُب اإلرساؿ عن طريق الربيد اؼبضمن ‪،‬يثبت ختم الربيد تاريخ التصريح ‪،‬كبعد ىذا اإلجراء تقوـ‬
‫مصاّب ىيئة الضماف االجتماعي اؼبختصة بعد ختم كصفة التوقف عن العمل بتبليغ النسخة األصلية‬
‫(‪)1‬‬
‫إىل مصلحة األداءات أما النسخة الثانية اؼبطابقة لؤلصل يبلغها اؼبؤمن لو اؼبريض لرب العمل‪.‬‬
‫كذبدر اإلشارة ُب األخَت أف ىيئة الضماف االجتماعي ذبرم مراقبتُت على اؼبؤمن اؼبريض‪،‬‬
‫األكىل مراقبة طبية يقوـ هبا الطبيب اؼبستشار التابع للصندكؽ كذلك بعد تقدَل كصفة التوقف عن‬
‫العمل‪ ،‬كالثانية مراقبة إدارية يقوـ هبا أعواف ىيئة الضماف االجتماعي دبقر إقامة اؼبؤمن لو اؼبريض‬
‫كذلك للتأكد من مدل التزاـ ىذا األخَت دبا كرد ُب نص اؼبادة ‪ 90‬من اؼبرسوـ ‪ )2(91-29‬كتتمثل‬
‫التزامات اؼبؤمن على كجو اػبصوص‪:‬‬
‫‪–1‬هبب على اؼبؤمن اؼبريض أال يتعاط أم نشاط مهٍت مأجور أك غَت مأجور إال بإذف من‬
‫ىيئة الضماف االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -9‬هبب على اؼبريض أال يغادر منزلو إال بأمر من الطبيب الذم يصف لو ذلك لغرض‬
‫عبلجي‪ ،‬كما هبب أف تًتاكح ساعات اػبركج حينئذ بُت الساعة العاشرة صباحا كالساعة‬
‫الرابعة مساءا ماعدا اغباالت القاىرة كهبب أف يسجل ىذه الساعات عند الطبيب اؼبعاِب‬
‫ُب كرقة اؼبرض‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 9‬من القرار اؼبؤرخ ُب ‪ 9329/19/91‬الذم وبدد مدة األجل اؼبضركب للتصريح بالعطل اؼبرضية لدل ىيئة الضماف االجتماعي اؼبقررة ُب‬
‫اؼبادة ‪ 92‬من القانوف ‪ 99/21‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية‪.‬‬
‫(‪ )2‬اؼبرسوـ رقم ‪ 91-29‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9329/19/99‬احملدد كيفيات تطبيق العنواف الثاٍل من القانوف ‪ 99-21‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪-1‬هبب على اؼبؤمن لو أال يقوـ بأم تنقل طواؿ مدة مرضو دكف إذف مسبق من ىيئة‬
‫الضماف االجتماعي كيبكن ؽبذه اؽبيئة أف تأذف بتنقل اؼبريض مدة غَت ؿبددة مىت كصف‬
‫الطبيب اؼبعاِب ذلك لغرض عبلجي أك شخصي مسبب كذلك بعد استشارة الطبيب‬
‫اؼبستشار لدل ىيئة الضماف االجتماعي‪.‬‬
‫‪-9‬هبب على اؼبريض الذم يرل طبيبو اؼبعاِب ضركرة إرسالو لقضاء فًتة نقاىة أف يشعر ىيئة‬
‫الضماف االجتماعي بذلك قبل ذىابو كينتظر إذهنا كما هبب أف ىبضع ؼبراقبة ىيئة الضماف‬
‫االجتماعي طواؿ مدة النقاىة‪.‬‬
‫‪-1‬إذا مرض اؼبؤمن لو خارج اجملاؿ اإلقليمي ؽبيئة الضماف االجتماعي اليت ينتمي إليها‪،‬‬
‫كجب عليو أف يشعر ىذه اؽبيئة حسب األشكاؿ التنظيمية‪ ،‬كتبُت لو ىذه اؽبيئة بدكرىا‬
‫اؽبيئة اؼبكلفة بتقدَل اػبدمات لو‪ ،‬إف اقتضى األمر‪.‬‬
‫‪-7‬هبب على اؼبؤمن لو‪ُ ،‬ب حالة سبديد فًتة االنقطاع عن العمل‪ ،‬أف يشعر الطبيب بذلك‬
‫عند كصف التمديد اؼبذكور لو‪.‬‬
‫ج‪ -‬الطبيعة القانونية لألداءات النقدية‬
‫األداءات النقدية اؼبستحقة للمؤمن لو إجتماعيا الذم تضطره حالتو الصحية إىل التوقف عن‬
‫العمل دبثابة تعويض عن األجر كليس أجر‪ ،‬على اعتبار أف العلة من منحها ىي حيلولة اإلصابة بينو‬
‫كبُت أداء عملو ‪،‬إضافة أف أداء العمل يقابلو تقاضي أجرُب حُت أف اؼبؤمن لو ُب حالة توقف عن‬
‫العمل(‪ ،)1‬األمر الذم أكده أيضا اؼبادة ‪ 90‬من اؼبرسوـ ‪ُ )2(91-29‬ب فقرهتا األكىل على إلزامية عدـ‬
‫تعاطي اؼبؤمن لو اؼبريض أم نشاط مهٍت مأجور أك غَت مأجور إال بإذف من ىيئة الضماف االجتماعي‬
‫كإال توقف دفع ىذه التعويضات‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 9‬من القانوف ‪ 99/21‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية "منح تعويضة يومية للعامل األجَت الذم يضطر إىل التوقف مؤقتا عن عملو بسبب‬
‫اؼبرض"‪.‬‬
‫(‪ )2‬اؼبادة ‪ 90‬من الرسوـ ‪ 91-29‬اؼبؤرخ ُب ‪ ،9329/19/99‬المصدر السابق ‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫من ىذا اؼبنطلق ال يبكن اعبمع بُت التعويضات اليومية ك األجر باعتبار أف األداءات‬
‫النقدية اليت تقدمها ىيئات الضماف االجتماعي للمؤمن لو الذم يبنعو العجز ك اؼبرض من مواصلة‬
‫عملو دبثابة تعويض عن األجر الذم يفقده نتيجة توقفو عن أداء عملو‪ ،‬إال انو ُب حاالت خاصة‬
‫هبوز للمؤمن لو أف يستفيد من التعويضات اليومية ك األجر ُب آف كاحد‪ ،‬ذلك بصفة كلية أك جزئية‬
‫إذا أقر أف استئناؼ العمل كالعمل اؼبؤدل كفيبلف باؼبساعدة على ربسُت اغبالة الصحية للعامل‬
‫كإعادة تأىيلو مهنيا حىت يتمكن من شغل منصب آخر مناسب غبالتو الصحية‪ ،‬على أف ال يتعدل‬
‫ىذه الفًتة سنة كاحدة (‪ )19‬كاملة من ؾبموع السنوات الثبلث اليت تدفع فيها التعويضات كذلك ُب‬
‫حدكد األجر اؼبتقاضى سابقا قبل تعرضو للمرض‪.‬‬
‫الفرع الثاني تأمين الوالدة‬
‫يهدؼ التأمُت على الوالدة إىل ضماف سبتع اؼبرأة العاملة بفًتة ضبل مروبة كظركؼ كالدة حسنة‪،‬‬
‫كضماف اغبفاظ على صحتها كصحة مولدكىا‪ ،‬حيث يغطي ىذا التأمُت صبيع اؼبصاريف اؼبًتتبة على‬
‫اغبمل كالوالدة سواء تعلق منها بنفقات العبلج كالرعاية الصحية للمرأة العاملة‪ ،‬أك ما تعلق منها‬
‫بالتعويض عن دخلها الذم فقدتو نتيجة النقطاعها عن العمل بسبب اغبمل كالوالدة حيث تتلقى‬
‫تعويضة يومية‪ ،‬ىذا ما أكدتو نص اؼبادة ‪ 11‬من قانوف العمل اؼبعدؿ كاؼبتمم على أف تستفيد اؼبرأة‬
‫العاملة خبلؿ فًتات ما قبل الوالدة كما بعدىا من عطلة األمومة طبقا للتشريع اؼبعموؿ بو على أف‬
‫(‪)1‬‬
‫يستفدف أيضا من تسهيبلت حسب الشركط احملددة ُب التنظيم الداخلي للمؤسسات اؼبستخدمة‬
‫األمر الذم رسختو اؼبادة ‪93‬حيث جاء التأكيد من قانوف التأمينات االجتماعية على أنو تتقاضى‬
‫اؼبؤمنة ؽبا ‪،‬شريطة أف تتوقف عن كل عمل مأجور أثناء فًتة التعويض‪ ،‬على تعويضة يومية ؼبدة أربعة‬
‫عشر (‪ )99‬أسبوعا متتالية تبدأ على األقل ستة (‪ )10‬أسابيع منها قبل التاريخ احملتمل للوالدة‪،‬‬
‫عندما تتم الوالدة قبل التاريخ احملتمل ال تتقلص فًتة التعويض اؼبقدرة بأربعة عشر أسبوعا(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪11‬من القانوف ‪ 99/31‬اؼبتعلق بعبلقات العمل اؼبؤرخ ُب ‪ 9331/19/99‬اؼبعدؿ كاؼبتمم‪.‬‬
‫(‪ )2‬اؼبادة ‪91‬ك‪ 93‬من القانوف ‪ 99/21‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ىذا باإلضافة عطلة األمومة قد ضمنت قوانُت التامُت االجتماعي للمؤمنة ؽبا التكفل جبميع‬
‫اؼبصاريف اؼبًتتبة عن اغبمل كالوضع كتبعاتو كعليو فإننا نتناكؿ ُب ىذا الفرع األداءات النقدية اؼبتعلقة‬
‫بتعويض عطلة األمومة ٍب التطرؽ إىل األداءات العينية اؼبتعلقة بدفع اؼبصاريف اؼبًتتبة عن اغبمل‬
‫كالوضع كتبعاتو كذلك بعد التطرؽ ؼبفهوـ التأمُت على الوالدة‪.‬‬
‫‪-2‬مفهوم التأمين على الوالدة‬
‫أعترب اؼبشرع اعبزائرم حالة الوالدة من األخطار اليت يغطيها نظاـ التأمينات االجتماعية‪ ،‬فحدد‬
‫ؽبذا اػبطر أداءات مرتبطة بو كاليت دبوجبها تلتزـ ىيئة الضماف االجتماعي بأف سبنحها للمستفيدة من‬
‫ىذا التأمُت‪ ،‬فتمنح للمرأة العاملة اغبق ُب االستفادة من عطلة األمومة خبلؿ فًتة ما قبل الوالدة كما‬
‫أسبوعا متتالية يتم خبلؽبا دفع تعويضة يومية بسبب الوالدة‬ ‫(‪)99‬‬ ‫بعدىا حددت بأربعة عشر‬
‫باإلضافة إىل التكفل باؼبصاريف اؼبًتتبة عن اغبمل كالوضع كتبعاتو‪.‬‬
‫‪-3‬األداءات المترتبة في التأمين على الوالدة‬
‫تناكلت اؼبادة ‪ 91‬من القانوف ‪ 99/21‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية(‪ )1‬األداءات اؼبستحقة‬
‫للمستفيدين من التأمُت على الوالدة بنصها (تشمل أداءات التأمُت على الوالدة‬
‫ا‪-‬األداءات العينية كفالة اؼبصاريف اؼبًتتبة على اغبمل ‪.‬‬
‫ب‪ -‬األداءات النقدية دفع تعويضة يومية للمرأة العاملة اليت تضطر بسب الوالدة على‬
‫اإلنقطاع عن العمل‪.‬‬
‫كعليو نتناكؿ األداءات العينية كالنقدية كما يلي‪4‬‬
‫أ‪-‬األداءات النقدية‬
‫بالرجوع إىل اؼبادة سالفة الذكر ‪9/91‬من القانوف ‪99/21‬أف األداءات اؼبستحقة للمرأة العاملة دفع‬
‫تعويضة يومية إليها بسبب الوالدة كاالنقطاع عن العمل كىو ما أكدتو اؼبادة ‪ 99‬من األمر رقم‬
‫‪ 91/30‬اؼبعدؿ للقانوف ‪ 99/21‬حيث تتقاضى اؼبؤمنة ؽبا شريطة أف تتوقف عن كل عمل مأجور‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 91‬الفقرة ‪ 9-9‬من القانوف ‪ 99/21‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية اؼبؤرخ ُب ‪ 9321/19/92‬اؼبعدلة كاؼبتممة دبوجب اؼبادة ‪ 10‬من‬
‫القانوف ‪ 12/99‬اؼبؤرخ ُب ‪.9199/11/11‬‬

‫‪109‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أثناء فًتة التعويض تعويضة يومية ؼبدة ‪ 99‬أسبوعا متتالية تبدأ على األقل ستة (‪ )10‬أسابيع منها قبل‬
‫التاريخ احملتمل للوالدة كىي تقدر بنسبة ‪ %911‬من األجر اليومي بعد اقتطاع اشًتاؾ الضماف‬
‫كالضريبة مدة عطلة األمومة‪ ،‬مع عدـ إمكانية أف تكوف التعويضة اؼبقدرة بػ ‪ %911‬أدٌل من شبانية‬
‫(‪ )2‬أضعاؼ اؼببلغ الصاُب ؼبعدؿ ساعات األجر الوطٍت األدٌل اؼبضموف بعد يتم حسابو بناءا على‬
‫الوثائق اليت تقدمها اؼبؤمنة ؽبا كاليت تتمثل ُب شهادة تبُت تاريخ االنقطاع عن العمل كمبلغ الركاتب‬
‫(‪)1‬‬
‫الثبلثة األخَتة قبل كضع اغبمل‬
‫ب‪/‬األداءات العينية‬
‫تتعلق ىذه األداءات باؼبصاريف اؼبًتتبة عن اغبمل كالوضع كتبعاتو ذلك أف اؼبرأة اغبامل‬
‫باإلضافة إىل استفادهتا من عطلة األمومة تستفيد أيضا من اؼبصاريف اؼبًتتبة عن اغبمل كالوضع‬
‫كتبعاتو اؼبتمثلة ُب اؼبصاريف الطبية كالصيدلية ككذا مصاريف إقامة األـ ك اؼبولود ُب اؼبستشفى(‪.)2‬‬
‫لكن لبلستفادة من ىذه األداءات العينية مرىوف دبوافقة الطبيب اؼبستشار لدل الصندكؽ الذم‬
‫يراقب ما مدل توفر الشركط اؼبنصوص عليها قانونا ال سيما ما نصت عليو اؼبادة ‪ 99‬من القانوف‬
‫‪ 99/21‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية حيث أكجبت ىذه األخَتة على عدـ جواز منح أداءات‬
‫التامُت على الوالدة ما مل يتم الوضع على يد الطبيب أك مساعدين مؤىلُت ما عدا ما خالف ىذا‬
‫ألسباب قاىرة(‪،)3‬عليو إذا مل تتوفر الشركط القانونية ُب ملف اؼبؤمنة ؽبا اجتماعيا ينتج عنو رفض‬
‫ملف ىذه األخَتة عن طريق قرار رفض طيب يصدره الطبيب االستشارم ؽبيئة الضماف االجتماعي‪،‬‬
‫ىذا األخَت القرار يبكن أف يكوف ؿبل رفض من طرؼ اؼبؤمنة ؽبا كبالتايل نكوف أماـ منازعة طبية يتم‬
‫تسويتها بطرؽ ك إجراءات خاصة قبل اللجوء إىل العدالة‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪99‬ك‪ 93‬من األمر ‪ 91/30‬ؼبؤرخ ُب ‪ 9330/11/10‬الذم يعدؿ ك يتمم القانوف ‪ 99/21‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية‪.‬‬
‫(‪ )2‬اؼبادة ‪ 91‬الفقرة ‪- 9‬ك اؼبادة ‪ 90‬من القانوف ‪ 99/21‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية اؼبؤرخ ُب ‪ 9321/19/92‬اؼبعدؿ كاؼبتمم‪.‬‬
‫(‪ )3‬اؼبادة ‪ 99‬من القانوف ‪ 99/21‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية اؼبؤرخ ُب ‪ 9321/19/92‬اؼبعدؿ ك اؼبتمم‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ذبدر اإلشارة أف ىيئات الضماف االجتماعي تلتزـ بتقدَل صبيع األداءات للمؤمنة ؽبا أك لزكج‬
‫اؼبؤمن حىت إذا تعلق األمر بوضع عسَت أك انقطاع اغبمل بعد هناية الشهر السادس أك كلد الطفل‬
‫(‪)1‬‬
‫ميت‪.‬‬
‫‪-4‬شروط االستفادة من األداءات المترتبة عن التأمين على الوالدة‬
‫أكجب اؼبشرع مقابل االستفادة من األداءات اؼبستحقة للتأمُت على الوالدة عدة شركط هبب‬
‫على اؼبؤمن ؽبا أك زكج اؼبؤمن التوفر فيو كالتقيد هبا كإال قبم عنو نسبة ‪ %91‬من األداءات اؼبستحقة‬
‫إال ُب حالة كجود عذر قاىر كخاصة ما يلي من شركط(‪. )2‬‬
‫ا ‪ -‬أن تعلم المرأة الحامل بحالة الحمل لهيئة الضمان االجتماعي‬
‫يتعُت اؼبؤمنة ؽبا اجتماعيا أف تعلم ىيئة الضماف االجتماعي حبالة اغبمل اؼبعاين طبيا قبل ستة‬
‫(‪ )10‬أشهر على األقل قبل التاريخ اؼبتوقع للحمل كمنو هبب على الطبيب أك العوف الطيب اؼبؤىبلف‬
‫يذكر ُب الشهادة الطبية اليت يعداهنا ؽبذا الغرض تاريخ توقع اغبمل(‪ ،)3‬بو استفادة اؼبرأة اغبامل من‬
‫األداءات النقدية اؼبتعلقة بعطلة األمومة مرىوف دبوافقة الطبيب اؼبستشار ؽبيئة الضماف االجتماعي‬
‫كفق ما نصت عليو اؼبادة ‪ 91‬من القانوف ‪ 99 /21‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية‪.‬‬
‫ب ‪ -‬ضرورة إجراء المرأة الحامل للفحوص الطبية‬
‫سبق الذكر إف اؼبلف الطيب للمؤمنة ؽبا اغبامل مرىوف للرقابة الطبيب اؼبستشار لدل ىيئة‬
‫الضماف االجتماعي الذم يقوـ دبراقبة كمعاينة الشركط اؼبستوجبة دبوجب اؼبادة ‪ 19‬من اؼبرسوـ‬
‫‪ 91/29‬ك اؼبادة ‪ 91‬من القانوف ‪ 99/21‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية كذلك بإجراء مراقبة طبية‬
‫على اؼبعنية كملفها الطيب ككذا الشركط ُب إجراء الفحوص الطبية كاليت تسبق كتلحق هبا كذلك‬
‫حسب رزنامة ؿبددة لبلستفادة من التأمُت على الوالدة كما يبينو اعبدكؿ اآلٌب(‪:)4‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪11‬من اؼبرسوـ رقم ‪ 91-29‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9329/19/99‬احملدد كيفيات تطبيق العنواف الثاٍل من القانوف ‪ 99-21‬اؼبتعلق بالتأمينات‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫(‪ )2‬اؼبادة ‪ 12‬من نفس اؼبرسوـ رقم ‪ 91-29‬اؼبؤرخ ُب ‪.9329/19/99‬‬
‫(‪ )3‬اؼبادة ‪ 11‬من اؼبرسوـ رقم ‪ 91-29‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9329/19/99‬اؼبذكور سابقا‪.‬‬
‫(‪ )4‬اؼبادة ‪ 91‬من نفس اؼبرسوـ السابق" ربدد الشركط اليت ذبرم كفقها الفحوص قبل الوضع ك بعده ككذا اؼبراقبة اليت ذبريها ىيئة الضماف االجتماعي‬
‫قبل الوالدة عن طريق التنظيم "‬

‫‪111‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫*رزنامة اإلجراءات المتبعة لالستفادة من التأمين على الوالدة‬


‫الوثائق اإلدارية‬ ‫التكفل على مستول الطيب‬ ‫الشهر‬
‫شهادة معاينة اغبمل‬ ‫أكؿ فحص طيب‬ ‫الشهر الثالث‬
‫شهادة الفحص القبايل‬ ‫ثاٍل فحص طيب قبايل‬ ‫الشهر السادس‬
‫شهادة فحص طب النساء‬ ‫ثالث فحص طيب ألمراض النساء‬ ‫الشهر التاسع‬
‫طلب االلتزاـ بالتكفل‬ ‫اإلقامة ُب عيادة متعاقد معها‬
‫تقدَل الفاتورة‬ ‫اإلقامة ُب مصحة معتمدة‬ ‫الوالدة‬
‫شهادة الوضع‬ ‫الوالدة‬
‫شهادة طبية تثبيت العطلة‬ ‫ستة أسابيع على األقل‬
‫شهادة العمل كاألجرة منجزة من طرؼ اؼبستخدـ‪ ،‬يوضح‬ ‫عطلة األمومة‬
‫أسبوع كاحد على األكثر‬
‫فيها تاريخ التوقف عن العمل‬
‫المصدر‪ :‬المديرية العامة للصندوق الوطني لتأمينات االجتماعية بن عكنون الجزائر‬
‫يستخلص فبا ذكر كاعبدكؿ اؼببُت أعبله أف الشهادات الواجبة تقديبها ؽبيئات الضماف منها ما‬
‫تكوف قبل الوضع كأخرل بعد الوضع كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬قبل الوضع‪:‬‬
‫‪ -9‬شهادة إدراؾ اغبمل كإرساؽبا إىل ىيئة الضماف االجتماعي ُب مدة (‪ )17‬أشهر على األقل قبل‬
‫تاريخ الوضع‪.‬‬
‫‪ -9‬شهادة فحص ما قبل الوضع تعد خبلؿ الشهر السادس كترسل حينا‪.‬‬
‫‪ -1‬شهادة فحص اغبمل (‪ )15‬أسابيع قبل الوضع‪.‬‬
‫‪ -9‬شهادة طبية توص للراحة وبدث التوقف عن العمل بأسبوع على األقل قبل التاريخ اؼبوقع‬
‫للوالدة‪.‬‬
‫‪ -1‬طلب الكفالة يقدـ إىل العيادة عند الدخوؿ يسلم ىذا الطلب‪ ،‬يسلم ىذا الطلب بدكف طلب‬
‫كدكف إجراءات أخرل ‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬بعد الوضع‪:‬‬
‫‪ .2‬شهادة الوضع ُب حالة الوضع ُب عيادة متعاقدة هبب ضم فاتورة اإلدارة‪.‬‬
‫‪ .9‬شهادة ما بعد الوضع تعد ُب أجل شبانية (‪ )12‬أسابيع بعد الوضع‪.‬‬
‫‪ .1‬شهادة عائلية للحالة اؼبدنية اؼبتعلقة باؼبؤمن لو تعدىا البلدية‪.‬‬
‫عليو بإحًتاـ ىذه اإلجراءات كاآلجاؿ تستفيد اؼبرأة اغبامل األجَتة اؼبؤمنة اجتماعيا من عطلة مدتو‬
‫القصول أربعة عشر (‪ )99‬أسبوعا كىذا بتقدَل شهادة راحة طبية كال يبكن وبدث التوقف عن العمل‬
‫إال بأسبوع على األقل قبل الوالدة‪،‬كما أف للمرأة العاملة عند استئنافها للعمل من ساعات خاصة‬
‫بالرضاعة توزع خبلؿ سنة‪ ،‬ساعتاف (‪ )9‬يوميا خبلؿ الستة (‪ )0‬أشهر األكىل ٍب ساعة كاحدة (‪)9‬‬
‫يوميا خبلؿ الستة (‪ )0‬أشهر األخَتة‪ ،‬الشيء الذم أكده قانوف العمل الذم قضى ُب مادتو ‪11‬‬
‫باستفادة كأحقية اؼبرأة العاملة خبلؿ فًتات بعد الوالدة بتسهيبلت ربدد شركطها كفق النظاـ الداخلي‬
‫(‪)1‬‬
‫للمؤسسة أك اؽبيئة اؼبستخدمة‪.‬‬
‫ج‪ -‬أال تنقطع المرأة الحامل عن عملها دون مبرر‬
‫هبب على اؼبرأة اؼبؤمن ؽبا كي يثبت ؽبا حق ُب االستفادة من األداءات النقدية أف ال تكوف قد‬
‫انقطعت عن عملها ألسباب أخرل غَت األسباب اليت يدفع الضماف االجتماعي تعويضات عنها‪،‬‬
‫أثناء اؼبدة اليت تًتاكح بُت تاريخ اؼبعاينة الطبية األكىل لبضعة أياـ ُب إطار عطلة مرضية غَت مربرة من‬
‫طرؼ الطبيب اؼبستشار التابع ؽبيئة الضماف فإهنا ربرـ من تسديد التعويضات اػباصة بعطلة األمومة‪.‬‬
‫د‪ -‬وجوب إثبات المرأة الحامل صفة المؤمن االجتماعي‬
‫أشًتط قانوف التأمينات االجتماعية على اؼبؤمنة ؽبا لبلستفادة من األداءات النقدية كالعينية ُب‬
‫ؾباؿ التأمُت على األمومة أف تثبت صفة اؼبؤمن ؽبا اجتماعيا بتقدَل الوثائق اإلثباتية اليت ربدد قائمتها‬
‫بقرار من الوزير اؼبكلف بالضماف االجتماعي(‪ ،)2‬عليو هبب على اؼبؤمنة ؽبا أف تقدـ شهادة من‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 11‬من القانوف ‪ 99-31‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9331/19/ 99‬يتعلق بعبلقات العمل معدؿ كمتمم‪ ،‬اعبريدة الرظبية رقم ‪ 91‬لسنة ‪.9331‬‬
‫(‪ )2‬اؼبادة ‪ 19‬من اؼبرسوـ رقم ‪ 91-29‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9329/19/99‬احملدد كيفيات تطبيق العنواف الثاٍل من القانوف ‪ 99-21‬اؼبتعلق بالتأمينات‬
‫االجتماعية‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫اؼبستخدـ يبُت فيها تاريخ االنقطاع عن العمل كمبلغ الركاتب األخَتة اليت تعتمد أساسا ُب حساب‬
‫التعويضة اليومية(‪ )1‬ىذا ليتسٌت ؼبصاّب الضماف االجتماعي حساب قيمة عطلة األمومة لكوف ىذه‬
‫األخَتة ربسب على أساس األجور السابقة اليت تتقاضاىا اؼبؤمنة ؽبا اجتماعيا‪.‬‬
‫ىـ‪ -‬وجوب عمل المؤمنة لها‪:‬‬
‫أشًتط قانوف التأمينات االجتماعية لبلستفادة من األداءات النقدية كالعينية الواردة ُب اؼبادة‬
‫‪ 91‬من القانوف ‪ 99/21‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية أف تكوف اؼبؤمنة ؽبا قد عملت‪.‬‬
‫ىـ‪ -2-‬في باب األداءات العينية‬
‫‪-‬إما طبسة عشر (‪ )91‬يوما أك مئة (‪ )911‬ساعة على األقل أثناء الثبلثي الذم يسبق تاريخ‬
‫العبلجات اؼبطلوب تعويضها ‪.‬‬
‫‪ -‬إما ستوف (‪ )01‬يوما أك أربعمائة(‪ )911‬ساعة على األقل أثناء إثٌت عشر(‪ )99‬شهر اليت يسبق‬
‫تاريخ العبلجات اؼبطلوب تعويضها ‪.‬‬
‫ىـ‪ -3-‬في باب األداءات النقدية‬
‫‪-‬إما طبسة عشر (‪ )91‬يوما أك مئة (‪ )911‬ساعة على األقل أثناء الثبلثة(‪ )11‬أشهرا ليت تسبق‬
‫تاريخ اؼبعاينة الطبية األكىل ‪.‬‬
‫‪ -‬إما ستوف (‪ )01‬يوما أك أربعمائة(‪ )911‬ساعة على األقل أثناء إثٌت عشر(‪ )99‬شهر اليت‬
‫يسبق تاريخ اؼبعاينة الطبية األكىل‪.‬‬
‫و‪-‬وجوب على المؤمنة لها عدم ممارسة أي عمل مأجور أثناء فترة عطلة األمومة‬
‫ألزـ قانوف التأمينات االجتماعية اؼبؤمنة ؽبا أثناء عطلة األمومة عدـ فبارسة أم عمل مأجور‬
‫أثناء فًتة التعويض اؼبقدرة بأربعة عشر (‪ )99‬أسبوعا اؼبتتالية‪ ،‬إذ ال يبكن أف يتصور أف تتقاضى‬
‫اؼبؤمنة ؽبا عن عطلة األمومة من جهة كتقوـ بعمل مأجور من جهة ثانية أم تأخذ أجرتُت ُب مدة‬
‫(‪)2‬‬
‫زمنية كاحدة‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 11‬من اؼبرسوـ رقم ‪ 91-29‬اؼبؤرخ ُب ‪ ،9329/19/99‬المصدر السابق‪.‬‬


‫(‪)2‬اؼبادة ‪ 93‬من القانوف ‪ 99/21‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية اؼبؤرخ ُب ‪ 9321/19/92‬اؼبعدؿ كاؼبتمم ‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ُب األخَت ذبدر اإلشارة أف اؼبشرع كسع من دائرة اؼبستفيدين من األداءات ُب باب التأمُت على‬
‫الوالدة إىل حاالت أخرل نوجزىا ُب ما يلي‪:‬‬
‫‪ -2‬حالة انقطاع اغبمل‪:‬خوؿ اغبق للمرأة اغبامل من أداءات التأمُت عند أم انقطاع للحمل‬
‫(‪)1‬‬
‫وبدث بعد الشهر السادس من تكوين اعبنُت حىت كلو مل يولد الطفل حيا‪.‬‬
‫‪-9‬حالة اؼبؤمن اؼبتوَب‪ :‬يبكن للزكج اؼبؤمن لو اؼبتوَب االستفادة من اػبدمات العينية للتأمُت على‬
‫األمومة كلو جرت اؼبعاينة للحمل بعد كفاة اؼبؤمن لو إذا ثبت ىذا الزكج شركط العمل اؼبطلوبة كإف‬
‫الوضع حصل بعد ‪ 111‬يوما بعد الوفاة‬
‫‪-1‬حالة الطبلؽ كالفراؽ‪ :‬إذا كقع الطبلؽ ُب التاريخ اؼبزعوـ للحمل كتاريخ الوالدة‪ ،‬فإف اغبامل‬
‫ربل ؿبل اؼبؤمن لو ُب استحقاؽ حقوقو عند تاريخ الطبلؽ كالفراؽ‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬التأمين على العجز‬
‫العجز بصفة عامة ىو عدـ القدرة عن العمل‪ ،‬فهو حالة تصيب اإلنساف ُب سبلمتو اعبسدية‬
‫تؤثر ُب قواه البدنية كمقدرتو على القياـ بالعمل ‪.‬‬
‫كاعتبارا أف خطر العجز من األخطار احملتملة الوقوع ُب أية مرحلة من عمر اإلنساف كما يًتتب‬
‫عليو من فقداف اؼبؤمن لو القدرة على الكسب كانقطاع مورد رزقو‪ ،‬فاىتمت جل نظم الضماف‬
‫االجتماعي هبذا اػبطر هبدؼ درء اآلثار اليت تًتتب عليو‪.‬‬
‫فكاف اىتماـ اؼبشرع اعبزائرم خبطر العجز دبنح معاش للعاجز اؼبؤمن لو أك ذكم حقوقو تتكفل‬
‫ىيئات الضماف االجتماعي بتسديده ؼبن يضطره العجز عن العمل كفق شركط ؿبددة قانونا‪ ،‬نتطرؽ‬
‫ؽبا ؼبعرفة مفهومو الشركط اػباصة الستحقاؽ منحة العجز‪ ،‬أصنافها كنسبها‪ ،‬تقديرىا كقيمة مبلغ ىذا‬
‫اؼبعاش‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم العجز‬
‫أسلفنا القوؿ أف العجز بصفة عامة ىو حالة تصيب اإلنساف ُب قدراتو البدنية تؤثر على‬
‫مقدرتو القياـ بالعمل‪ ،‬تقاس مدل فقد القدرة على العمل بالنظر إىل الشخص السليم اؼبعاَب‪ ،‬فيعترب‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 11‬من اؼبرسوـ ‪ ،91/29‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الشخص عاجزا عن العمل عجزا كامبل إذا فقد قدرتو عن العمل كليا ُب مهنتو األصلية حىت كلو كاف‬
‫قادرا على الكسب‪ ،‬كيعترب عاجزا جزئيا كل من فقد القدرة جزئيا عن العمل أك الكسب بوجو عاـ‪،‬‬
‫ىاتُت الصورتُت كحدنبا اللتاف تستجيباف للهدؼ الذم تسعى إليو نظم الضماف االجتماعي(‪.)1‬‬
‫عليو جعل اؼبشرع اعبزائرم اؽبدؼ من التأمُت على العجز ُب ؾباؿ الضماف اإلجتماعي ىو منح‬
‫(‪)2‬‬
‫معاش للمؤمن لو الذم يضطره العجز إىل االنقطاع عن على العمل ‪ ،‬األمر الذم أكدتو اؼبادة ‪91‬‬
‫من اؼبرسوـ ‪ 91/29‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9329/19/99‬احملدد كيفيات تطبيق العنواف الثاٍل من القانوف ‪-21‬‬
‫‪ 99‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية(‪. )3‬‬
‫ثانيا‪ :‬شروط االستفادة من العجز‬
‫جاءت قوانُت التأمينات االجتماعية صبلة من الشركط من أجل أف يثبت للمؤمن لو اغبق ُب‬
‫االستفادة من التأمُت العجز‪.‬‬
‫أ‪ -‬أف يكوف للمؤمن لو مصابا بعجز ذىب بنصف قدرتو على العمل أك الكسب على األقل‪.‬‬
‫ب‪ -‬أال يكوف اؼبعٍت قد بلغ من العمر ستوف عاما (‪ )01‬للرجاؿ كطبسة طبسوف (‪ )11‬سنة‬
‫(‪)4‬‬
‫للنساء دبعٌت أال يكوف طالب العجز قد بلغ السن اليت زبوؿ لو اغبق ُب معاش التقاعد‪.‬‬
‫ج‪ -‬هبب أف يكوف طالب منحة العجز قد استفاد من التعويضات اليومية ُب إطار التأمُت على‬
‫اؼبرض حبيث يكوف قد استفاد من التعويضات اليومية سواء تعلق األمر بعطلة مرضية قصَتة اؼبدة‬
‫أم بعد انقضاء مدة العطلة اؼبرضية اؼبقدرة بثبلث مئة (‪ )111‬يوـ‪ ،‬أك تعلق األمر بعطلة طويلة‬
‫األمد أم عند االنتهاء من االستفادة من مدة العطلة اؼبرضية كاؼبقدرة ُب العلل طويلة األمد‬
‫بثبلث(‪ )1‬سنوات‪.‬‬

‫(‪ )1‬الطيب ظباٌب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪913.‬‬


‫(‪ )2‬اؼبادة ‪ 93‬من القانوف ‪ 99/21‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية اؼبؤرخ ُب ‪ 9321/19/92‬اؼبعدؿ ك اؼبتمم ‪.‬‬
‫(‪ )3‬اؼبادة ‪ 91‬اؼبرسوـ ‪" 91/29‬يعد في حالة عجز المؤمن لو الذي يعاني عجزا يخفض على األقل نصف قدرتو على العمل أو الربح ‪،‬يجعلو‬
‫غير قادر أن يتحصل في أية مهنة كانت على أجر يفوق نصف أجر أحد العمال من نفس الفئة في المهنة التي كان يمارسها عند تاريخ العالج‬
‫أو عند تاريخ المعاينة الطبية للحادث وذلك تطبيقا للمادة ‪ 43‬من قانون التأمينات اجتماعية "‪.‬‬
‫(‪ )4‬اؼبادة ‪19/ 11‬اؼبرسوـ ‪." 11/21‬‬

‫‪116‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫د‪-‬يجب على المؤمن لو أن يكون قد أشتغل و عمل إما‪:‬‬


‫د‪ُ-2-‬ب حالة معاش العجز الناتج عن العطلة اؼبرضية العادية اليت بلغت ثبلثُت (‪ )11‬يوـ قد‬
‫أشتغل ستوف(‪ )01‬يوما أك أربعة (‪ )911‬ساعة على األقل خبلؿ االثٍت العشر (‪ )99‬شهرا اليت‬
‫تسبق اؼبعاينة الطبية لئلصابة بالعجز ‪.‬ىذا الشرط الغرض منو سبكُت ىيئات الضماف االجتماعي‬
‫من ربصيل أقساط االشًتاؾ من أصحاب العمل من جهة كضماف للمؤمن لو اغبق ُب االستفادة‬
‫من األداءات العينية للتأمُت عن العجز بعد أف عمل مدة معينة‪.‬‬
‫د‪ - 3 -‬أف يكوف اؼبؤمن لو اجتماعيا قد عمل مئة كشبوف‪ 921‬يوما أك ألفا كمائيت ‪ 9911‬ساعة‬
‫لبلستفادة من معاش العجز الناتج عن العطل اؼبرضية الطويلة األمد ثبلثة (‪ )1‬سنوات‪ ،‬ذلك أف‬
‫مدة العجز قد تطوؿ ؼبدة غَت ؿبددة حىت تضمن ىيئات الضماف االجتماعي االشًتاكات اؼبسددة‬
‫من قبل اؼبؤمنُت كأرباب العمل حىت تضمن ما ستنفقو على فئة األشخاص الذين يستفيدكف من‬
‫(‪)1‬‬
‫العجز‪.‬‬
‫د‪ - 4-‬هبب على اؼبؤمن لو اجتماعيا اػبضوع للفحوص الطبية اليت ذبريها ىيئات الضماف‬
‫االجتماعي دبناسبة قبوؽبا غبالة العجز ‪،‬فأخضع القانوف اؼبؤمن لو لفحوصات طبية دكرية لدل‬
‫الطبيب االستشارم لدل ىيئة الضماف االجتماعي ؼبراقبة صحتو ك مدل حالة عجزه ‪،‬االنتكاس‬
‫أك التعاُب ‪،‬فإذا مل يستجيب اؼبؤمن لو لدعوات ىيئات الضماف االجتماعي يبكنها أف يعلق معاشو‬
‫مؤقتا حىت وبضر إلجراء الفحوصات الطبية أما إذا مل يستجيب هنائيا يبكن أف يلغى معاشو كليا‬
‫(‪)2‬‬
‫لعدـ استجابتو للرقابة الطبية بدكف مربر قانوٍل‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أصناف العجز الناتج عن المرض‬
‫حددت اؼبواد من ‪ 10‬إىل ‪ 13‬من القانوف ‪ 99/21‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية‪،‬‬
‫العجز إىل ثبلثة أصناؼ كاليت جاءت على النحو التايل‪:‬‬
‫‪ -‬الصنف األول‪ :‬العجزة الذين مازالوا قادرين على فبارسة نشاط مأجور‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 9/10‬من القانوف ‪ ،99/21‬المصدر السابق‪.‬‬


‫(‪ )2‬اؼبادة ‪ 91‬من اؼبرسوـ ‪ ،91/29‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬الصنف الثاني‪ :‬العجزة الذين يتعذر عليهم إطبلقا القياـ بأم نشاط مأجور‬
‫‪ -‬الصنف الثالث‪ :‬العجزة الذين يتعذر عليهم إطبلقا القياـ بأم نشاط مأجور كوبتاجوف إىل‬
‫مساعدة من غَتىم‪.‬‬
‫أما بالنسبة للعجز الناتج عن حادث عمل نص عليو القانوف ‪ 91-21‬اؼبؤرخ ُب‬
‫‪ 9321/11/19‬اؼبتعلق حبوادث العمل كاألمراض اؼبهنية‪ ،‬فاؼبؤمن لو اؼبصاب حبادث عمل‪ ،‬بعدما‬
‫يستفيد من أداءات العجز اؼبؤقت أك ما يطلق عليها دبصطلح العجز الكلي اؼبؤمن كالذم يبنح‬
‫للمؤمن لو اؼبصاب‪ ،‬فإنو وبصل على نسبة عجز عن العمل على يد الطبيب اؼبستشار ؽبيئة الضماف‬
‫االجتماعي كفقا عبدكؿ وبدد عن طريق التنظيم كذلك بعد ربديد تاريخ اعبرب(‪.)1‬‬
‫ذبدر اإلشارة ُب األخَت أف تصنيف العجز على النحو السابق ىبص فقط العماؿ األجراء دكف‬
‫سواىم كباألخص فئة العماؿ الغَت األجراء ‪،‬حيث جاء دبقتضى اؼبرسوـ ‪ 11/21‬اؼبلغى اؼبتعلق‬
‫بالضماف االجتماعي لؤلشخاص غَت األجراء الذين يبارسوف عمبل مهنيا ُب مادتو الثالثة (‪ )11‬على‬
‫أنو يوجد تصنيف كاحد للعجز‪ ،‬حيث تشًتط ىذه األخَتة ُب اؼبؤمن لو لبلستفادة من معاش العجز‬
‫أف يتعرض لعجز كلي كهنائي هبعلو غَت قادر مطلقا على فبارسة أك االستمرار ُب فبارسة أم نشاط‬
‫مهٍت مهما كاف(‪ ،)2‬األمر الذم أكده اؼبشرع اعبزائرم ُب اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 923/91‬اؼبتعلق‬
‫بالضماف االجتماعي لؤلشخاص الذين يبارسوف نشاطا غبساهبم ُب مادتو الثالثة (‪ )11‬اؼبعدلة كاؼبتممة‪،‬‬
‫يتمتع باغبق ُب معاش العجز‪ ،‬الشخص غَت األجَت الذم يبارس نشاطا غبسابو اػباص كيصاب بعجز‬
‫كلي كهنائي‪ ،‬يعادؿ نسبة العجز قدرىا ‪ %911‬هبعلو غَت قادر مطلقا على اإلستمرار ُب فبارسة أم‬
‫(‪)4‬‬
‫نشاط(‪ ،)3‬هبذا يكوف اؼبشرع صنف العجز للعماؿ غَت أجراء ُب صنف كاحد‪.‬‬

‫(‪ )1‬ظباٌب الطيب‪ ،‬منازعات الضمان االجتماعي في التشريع الجزائري‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،9112 ،‬ص ‪.91‬‬
‫(‪ )2‬اؼبادة ‪ 11‬من اؼبرسوـ ‪ ،11/21‬المصدر السابق‪.‬‬
‫(‪ )3‬الغرفة االجتماعية ؿبكمة العليا ملف رقم ‪ 533215‬بتاريخ ‪ 9191/19/19‬موضوع القرار حادث عمل عجز كلي كهنائي ‪-‬منحة عجز‪-‬‬
‫(‪ )4‬اؼبادة‪ 11‬من اؼبرسوـ ‪ 923/91‬اؼبعدؿ كاؼبتمم اؼبتعلق بالضماف االجتماعي لؤلشخاص الذين يبارسوف نشاطا غبساهبم اؼبؤرخ ُب‬
‫‪.9191/99/99‬‬

‫‪118‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫رابعا‪ :‬مقدار نسبة العجز ألصنافو المختلفة‬


‫‪ -‬تقدر نسبة العجز عند الصنف األكؿ الذم تصل نسبة العجز عن العمل إىل اقل من النصف‪،‬‬
‫مازالوا قادرين على فبارسة نشاط مأجور‪ ،‬بنسبة‪ % 01‬من األجر السنوم اؼبتوسط اػباضع لبلقتطاع‪.‬‬
‫‪ -‬تقدر نسبة العجز عند الصنف الثاٍل العجزة الذين يتعذر عليهم إطبلقا القياـ بأم نشاط‬
‫مأجور‪ ،‬نسبة ‪ %21‬من األجر السنوم اؼبتوسط اؼبضموف اػباضع لبلقتطاع‪.‬‬
‫‪ -‬تقدر نسبة العجز عند الصنف الثالث‪ ،‬العجزة الذين يتعذر عليهم إطبلؽ القياـ بأم نشاط‬
‫مأجور كوبتاجوف إىل مساعدة من غَتىم‪ ،‬بنسبة ‪ %21‬من األجر السنوم اؼبتوسط اؼبضموف اػباضع‬
‫لبلقتطاع بإضافة ‪ % 40‬للشخص اؼبساعد‪.‬‬
‫كتقدر حالة العجز بعد انتهاء اؼبدة اػباصة بتعويضات التأمُت على اؼبرض سواء تعلق األمر‬
‫بعطلة قصَتة اؼبدة اؼبقدرة بثبلث مئة (‪ )111‬يوـ أك تعلق األمر بعطلة طويلة األمد كاؼبقدرة بثبلث‬
‫(‪ )1‬سنوات‪ ،‬ففي كلى اغبالتُت وباؿ اؼبؤمن لو اجتماعيا مباشرة على العجز (‪ ،)1‬فيقدر مدل العجز‬
‫الذم أصيب بو اؼبؤمن لو من ناحية ما بقي من قدرة ىذا األخَت على العمل كحالتو العامة كعمره‬
‫(‪)2‬‬
‫كقواه البدنية كالعقلية ككذا مؤىبلتو كتكوينو اؼبهٍت‪.‬‬
‫منو يستفيد اؼبؤمن لو من معاش وبدد مؤقتا إذا مل تستقر حالة العجز مع انتهاء اؼبدة السالفة‬
‫الذكر(‪ ،)3‬عليو يستوجب على الطبيب اؼبعاِب اػباص باؼبؤمن عند ربريره للشهادة الطبية ؽبذا األخَت‬
‫اؼبصاب بعجز أف يهتم ببياف ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬اغبالة الصحية العامة‪.‬‬
‫‪ -‬السن‪.‬‬
‫‪ -‬القدرات اعبسدية كالعقلية‪.‬‬
‫‪ -‬الكفاءة كالتكوين‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 11‬من القانوف ‪ ،99/21‬المصدر السابق‪.‬‬


‫(‪)2‬اؼبادة ‪ 11‬من القانوف‪ ،99/21‬المصدر السابق‪.‬‬
‫(‪)3‬اؼبادة ‪ 9/99‬من اؼبرسوـ ‪ 91/29‬كاؼبادة ‪ ،99‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫مع اؼببلحظة أف عند تقدير نسبة العجز من طرؼ الطبيب اؼبعاِب أك الطبيب اؼبستشار لدل‬
‫ىيئة الضماف االجتماعي ال تأخذ عند التقدير األمراض كاعبركح كضركب العجز البدٍل إذا كانت‬
‫خاضعة لتشريع خاص‪ ،‬كتقدير حالة العجز الناتج عن ىذه األمراض كاعبركح من طرؼ الطبيب‬
‫الشرعي اؼبتواجد بكل مستشفى (‪.)1‬‬
‫خامسا‪ :‬أساس احتساب مبلغ معاش العجز‬
‫أ‪ -‬بالنسبة لغير األجراء‬
‫وبدد تاريخ اإلنتفاع دبعاش العجز باليوـ األكؿ من الشهر يلي التوقف عن أم نشاط بعد‬
‫اإلعًتاؼ هبذا العجز من طرؼ ىيئة الضماف اإلجتماعي اؼبختصة‪ ،‬كيساكم اؼببلغ السنوم ؼبعاش‬
‫العجز ‪ %21‬من معدؿ األسس ألفضل عشر (‪ )91‬سنوات إشًتاؾ‪ ،‬كعندما ال يستوُب اؼبعٍت عشر‬
‫(‪ )91‬سنوات اشًتاؾ وبسب اؼببلغ على أساس إشًتاكات السنوات اؼبدفوعة غَت أنو ال يبكن أف يقل‬
‫اؼببلغ السنوم اؼبذكور آنفا ‪ %11‬من اؼببلغ السنوم لؤلجر اؼبرجعي كال يبكن أف يتجاكز طبس عشرة‬
‫(‪ )91‬من اؼببلغ السنوم ؽبذا األجر‪)2(.‬‬

‫ب‪ -‬بالنسبة لألجراء‬


‫وبسب اؼببلغ السنوم ؼبعاش العجز على األساس التايل ‪:‬‬
‫‪-2‬إما على أساس آخر أجر متقاضى كاػباضع لبلقتطاعات الضماف االجتماعي‪.‬‬
‫‪-3‬إما على أساس األجر األكثر نفعا للمصاب من الراتب السنوم اؼبتوسط اػباضع‬
‫لبلشًتاؾ ؼبدة ثبلثة (‪ )11‬سنوات كاختيار أعلى أجر يتقاضاه أثناء حياتو العملية(‪،)3‬منو يستفيد‬
‫(‪)4‬‬
‫اؼبؤمن لو من معاش وبدد مؤقتا إذا مل تستقر حالة العجز مع انتهاء اؼبدة السالفة الذكر‬
‫بعد معرفة صنف العجز الذم تعرض لو اؼبؤمن لو كحدد منحة العجز بصفة مؤقتة‪ ،‬أجاز‬
‫اؼبشرع أف تراجع النسبة كاؼبنحة إذا حدثت تغَتات على حالة العجز ُب حالة ما ساءت اغبالة‬
‫الصحية للمصاب‪ ،‬يبكن ؽبيئات الضماف االجتماعي أف تراجع مبلغ اؼبعاش كترفع قيمتو بعد ىذه‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 10‬كاؼبادة ‪ 99‬من القانوف ‪ 91/21‬اؼبتعلق حبوادث العمل كاألمراض اؼبهنية اؼبعدؿ كاؼبتمم‪.‬‬
‫(‪ )2‬اؼبادة ‪ 1‬من اؼبرسوـ ‪ 923-91‬اؼبعدؿ كاؼبتمم المصدر السابق‪.‬‬
‫(‪ )3‬اؼبادة ‪ 11‬من القانوف ‪ 99/21‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية اؼبعدؿ كاؼبتمم‪.‬‬
‫(‪ )4‬منشورات الصندكؽ الوطٍت للتأمينات االجتماعية للعماؿ األجراء بعنواف التأمُت على العجز ص ‪ 10‬سنة ‪.9331‬‬

‫‪120‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫االنتكاسة الصحية اؼبؤدية للعجز ‪.‬باؼبقابل إذا تبُت ؽبذه األخَتة شفاء اؼبصاب بالعجز ك أف نسبة‬
‫قدرة اؼبستفيد على العمل تفوؽ نسبة ‪ %11‬أف توقف دفع ىذا الريع كيبقى عبء إثبات ذلك‬
‫(‪)1‬‬
‫أك اكتشفت ىيئات‬ ‫عليها من خبلؿ إجراء الفحوصات الطبية اجملرات على اؼبصاب بالعجز‬
‫الضماف االجتماعي عن طريق اؼبراقبُت احمللفُت التابعُت ؽبا أف اؼبستفيد من معاش العجز يبارس عمبل‬
‫(‪)2‬‬
‫مأجور أك غَت مأجور كالذم يعترب قرينة على قدرة ىذا األخَت على العمل‪.‬‬
‫لكن ذبدر اإلشارة ُب حالة ما أستأنف اؼبستفيد من منحة العجز العمل ٍب حدث لو‬
‫انتكاس من جديد خبلؿ نفس السنة‪ ،‬اغبق لو أف يعاكد اؼبطالبة من جديد االستفادة من نفس‬
‫اؼبعاش إذا كاف االنتكاس بسبب نفس العلة اليت كانت ُب اإلصابة بالعجز ‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬معاش العجز باأليلولة‬
‫يستفيد ذكم حقوؽ صاحب اؼبعاش متوَب من معاش العجز باأليلولة‪ ،‬يعترب من ذكم اغبقوؽ‪:‬‬
‫زكج اؼبؤمن‪ ،‬غَت أنو ال يستحق االستفادة من األداءات العينية إذا كاف يبارس نشاطا مهنيا‬ ‫‪‬‬

‫مأجورا‪ .‬كإذا الزكج نفسو أجَتا ‪،‬يبكنو أف يستفيد من األداءات بصفتو ذا حق عندما ال يستوُب‬
‫الشركط اؼبنشئة للحقوؽ حبكم نشاطو اػباص‪.‬‬
‫األكالد اؼبكفولوف البالغوف أقل من الثامنة عشر )‪ (18‬حسب مفهوـ التنظيم اؼبتعلق بالضماف‬ ‫‪‬‬

‫االجتماعي‪.‬‬
‫ك يعترب أيضا أكالد مكفولُت‪:‬‬
‫األكالد البالغوف أقل من طبسة كعشركف )‪(25‬سنة كالذين أبرـ بشأهنم عقد سبهُت يبنحهم أجرا‬ ‫‪‬‬

‫يقل من نصف األجر الوطٍت‪.‬‬


‫األكالد البالغوف أقل من كاحد كعشرين )‪ (21‬سنة كالذين يواصلوف دراستهم كُب حالة ما إذا‬ ‫‪‬‬

‫بدأ العبلج قبل سن الواحد كالعشرين )‪ ،(21‬ال يعتد بشرط السن قبل هناية العبلج‪.‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫اؼبادة ‪ 99‬من القانوف ‪ 99/21‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية ((يبنح معاش العجز بصفة مؤقتة‪ ،‬يمكن أن يراجع إثر حدوث تغير في حالة‬
‫العجز ويلغى إذا ما ثبت بأن نسبة قدرة المستفيد على العمل تفوق نسبة ‪.))%61‬‬
‫(‪ )2‬اؼبادة ‪ 91‬من نفس القانوف ‪ 99/21‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫األكالد اؼبكفولوف كاغبواشي من الدرجة الثالثة اؼبكفولوف من اإلناث بدكف دخل ‪،‬مهما كاف‬ ‫‪‬‬

‫سنهم‪.‬‬
‫األكالد‪ ،‬مهما كاف سنهم الذين يتعذر عليهم فبارسة أم نشاط مأجور بسبب عاىة أك مرض‬ ‫‪‬‬

‫مزمن كوبتفظ بصفة ذكم اغبقوؽ األكالد اؼبستوفوف شركط السن اؼبطلوبة الذين ربتم عليهم‬
‫التوقف عن التمهُت كالدراسة حبكم حالتهم الصحية‬
‫يعترب مكفولُت أصوؿ اؼبؤمن لو أك أصوؿ زكجو عندما ال تتجاكز مواردىم الشخصية اؼببلغ األدٌل‬ ‫‪‬‬

‫ؼبعاش التقاعد‪.‬‬
‫الفرع الرابع التأمين على الوفاة‬
‫إف الوفاة خطر مؤكد الوقوع لكن التنبؤ بتاريخ حدكثو يبقى ؾبهوؿ‪ ،‬لذلك ربرص أغلبية‬
‫التشريعات كمنها التشريع اعبزائرم عبعلها من اؼبخاطر اؼبضمونة بقوانُت الضماف االجتماعي‪ ،‬يهدؼ‬
‫التأمُت على الوفاة إىل ضباية أسرة اؼبؤمن لو ُب حالة كفاتو‪ ،‬بتوفَت اغبماية البلزمة ؽبا‪ ،‬ذلك ألف فقد‬
‫عائل األسرة باإلضافة إىل ما يتطلبو من مصاريف إضافية كمصاريف اعبنازة كالدفن‪ ،‬يؤدم فقد‬
‫األسرة للدخل الذم كانت تعتمد عليو ُب توفَت حاجاهتا اليومية فبا يعرضها للحاجة كالعوز خاصة إذا‬
‫كاف أعضاء األسرة أنفسهم غَت قادرين على العمل فبا يعرضهم أف يبقوا دكف دخل ؼبواجهة أعباء‬
‫اغبياة(‪،)1‬فمنحة الوفاة سبنح لذكم حقوؽ اؽبالك‪.‬‬
‫من ىذا اؼبنطلق سنحاكؿ ُب ىدا اجملاؿ معرفة مفهوـ التامُت على الوفاة ٍب التطرؽ للشركط‬
‫الواجب توفرىا لبلستفادة من منحة رأس ماؿ الوفاة كمن ىم مستحقيها مع التطرؽ إىل األداءات‬
‫اؼبتعلقة حبالة الوفاة ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم التأمين على الوفاة‬
‫يقصد بالوفاة ُب ىذا السياؽ‪ ،‬الوفاة الطبيعية ال الوفاة الناذبة عن حادث عمل بغض النظر عن‬
‫سببها على أف تثبت الوفاة بالشهادة الدالة على ذلك(‪.)2‬دبا أف الوفاة خطر مؤكد حرص اؼبشرع‬

‫(‪ )1‬ؿبمد ؿبمد مصباح القاضي‪ ،‬الحماية الجنائية للتأمينات االجتماعية –دراسة مقارنة‪ ،-‬القاىرة‪ :‬دار النهضة العربية القاىرة‪ ،9330 ،‬ص ‪.3‬‬
‫(‪ )2‬ظباٌب الطيب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.939‬‬

‫‪122‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫اعبزائرم على جعلها من اؼبخاطر اؼبضمونة بقوانُت التأمينات االجتماعية حىت توفر اغبماية البلزمة ك‬
‫اؼبستقرة ألسرة اؼبؤمن مباشرة بعد الوفاة ؼبا تطلبو مصاريف اعبنازة كالدفن خاصة إذا كاف أفراد األسرة‬
‫(‪)1‬‬
‫أنفسهم غَت قادرين على العمل‪.‬‬
‫هبدر التنويو إىل إشكالية استفادة ذكم حقوؽ اؼبتوَب دبوجب حكم أم حالة المفقود من األداءات‬
‫اليت تقدمها ىيئات الضماف االجتماعي‪ ،‬باعتبار أف اؼبفقود ىو الشخص الغائب الذم ال يعرؼ‬
‫مكانو كال يعرؼ حياتو من فباتو كىو األمر الوارد ُب الفصل السادس من القانوف ‪ 11/84‬الصادر ُب‬
‫‪ ،)2(1984/07/09‬اؼبفقود ال يعترب ميتا إال بصدكر حكم قضائي هنائي باؼبوت اغبكمي كىو ال‬
‫يصدر إال دبركر مدة زمنية ؿبددة بأربع (‪ )19‬سنوات بعد رفع دعول من كل ذم مصلحة الستصدار‬
‫حكم بفقداف الشخص الغائب كاستحالة معرفة حياتو من فباتو ‪.‬‬
‫من ىذا اؼبنطلق فإف تطبيق ىذا اإلجراء القانوٍل ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي يؤدم حتما إىل إغباؽ‬
‫الضرر بذكم اغبقوؽ ك حرماهنم من اغبقوؽ التأمينية ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي اليت تستحق من‬
‫فقداف اؼبؤمن لو‪ ،‬باعتبار أف اؼبادة ‪ 78‬من القانوف ‪ 08/08‬اؼبتعلق باؼبنازعات االجتماعية تعترب أف‬
‫األداءات اؼبستحقة تتقادـ ُب مدة أربع (‪ )19‬سنوات إذا مل يطالب هبا‪ ،‬إذا فتطبيق القواعد العامة‬
‫للحصوؿ على حكم قضائي هنائي باؼبوت اغبكمي يتعارض مع القواعد اػباصة اؼبطبقة ُب ؾباؿ‬
‫الضماف االجتماعي خاصة أف التأمينات االجتماعية هتدؼ إىل مواجهة األخطار االجتماعية اليت‬
‫(‪)3‬‬
‫تعًتض اؼبؤمن لو كذكم اغبقوؽ‪ .‬رغم أف ُب ىذا اإلطار صدر منشور عن كزارة الشؤكف االجتماعية‬
‫اؼبتضمن تقدَل لذكم حقوؽ اؼبفقودين البحارة دكف سواىم صبيع األداءات اؼبستحقة ؽبم مع احتفاظ‬
‫ىيئات الضماف االجتماعي حبقها ُب اؼبطالبة القضائية السًتداد اؼببالغ اؼبدفوعة ُب حالة ظهور اؼبؤمن‬
‫لو اؼبفقود‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة‪ 91‬من القانوف ‪ ،99/21‬المصدر السابق‪.‬‬


‫(‪ )2‬اؼبادة ‪913‬ك‪ 991‬من القانوف ‪ 99/29‬اؼبتعلق بقانوف األسرة اؼبعدؿ كاؼبتمم ‪.9339/19/99‬‬
‫(‪ )3‬اؼبنشور الوزارم رقم ‪ 13-39‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9339/19/11‬كزارة الشؤكف االجتماعية‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫لكن اؼببلحظ كاف من األنسب أف تعمم حالة البحارة اؼبفقودين على كافة األشخاص اؼبؤمنوف‬
‫ؽبم أيا كاف قطاع النشاط الذين يعملوف بو ذلك أف تطبيق القواعد العامة اؼبقررة غبالة اؼبفقود من‬
‫حقوقو‪)1( .‬‬ ‫شأنو إغباؽ ضرر مؤكد لذكم‬
‫ثانيا‪ :‬الشروط الواجبة الستحقاق منحة الوفاة‬
‫اشًتط اؼبشرع اعبزائرم لبلستفادة من ىذه اؼبنحة عند األجراء‪ ،‬شرطا كحيدا اؼبتمثل ُب مدة‬
‫العمل حبيث يكفي أف يكوف للمؤمن عند كفاتو قد مارس نشاطا مهنيا ؼبدة إما طبسة عشر (‪)91‬‬
‫يوما أك مائة (‪ )911‬ساعة أثناء الثبلثة أشهر اليت تسبق الوفاة(‪.)2‬‬
‫أما عند األشخاص الذين يبارسوف نشاطا غبساهبم اػباص ‪،‬التمتع باغبق ُب رأس ماؿ الوفاة‬
‫لذكم اغبقوؽ اؼبؤمن لو إجتماعيا اؼبتوَب ُب خبلؿ السنة اؼبدنية اليت ًب دفع اإلشًتاؾ بعنواهنا ‪.‬‬
‫مع اؼببلحظة أف اؼبؤمن اؼبتوَب يبكن أف يستفيد من منحة الوفاة ُب حالة عدـ العمل التقاعد أك‬
‫ُب حالة العجز بسبب حالة اإلحالة على العجز الراجع غبادث عمل أك مرض مهٍت‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬المستفيدون من منحة رأس مال الوفاة‬
‫حدد اؼبشرع اعبزائرم ذكم حقوؽ اؼبؤمن اؼبتوَب لبلستفادة من منحة الوفاة على سبيل‬
‫(‪)3‬‬
‫الذين سبق التطرؽ ؽبم بالتفصيل‬ ‫اغبصر دبوجب القانوف ‪ 99/21‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية‬
‫عند تناكلنا ؾباؿ اؼبستفيدين من التأمينات االجتماعية إىل جانب اؼبستفيدين من التأمُت على العجز‪،‬‬
‫كىم زكج اؼبؤمن كاألكالد اؼبكفولُت باإلضافة إىل أصوؿ اؼبؤمن كأصوؿ زكجو‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬األداءات المتعلقة بحالة وفاة المؤمن‬


‫أ‪-‬منحة الوفاة‪ :‬فور تكوين ملف طلب منحة الوفاة‪ ،‬تقوـ ىيئات الضماف االجتماعي‬
‫بصرؼ مبلغ منحة الوفاة بإسم اؼبستفيدين من صك اػبزينة العمومية أك البنك اؼبوطن فيو ىذه اؽبيئة‬
‫أك ربويل اؼببلغ احملدد إىل اغبساب اعبارم للمستفيدين‪.‬‬

‫(‪ )1‬ؼبادة ‪12‬من اؼبرسوـ رقم ‪923-91‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9191/99/99‬اؼبتعلق بالضماف االجتماعي لؤلشخاص غَت أجراء الذين يبارسوف نشاطا غبساهبم‬
‫اػباص‪.‬‬
‫(‪ )2‬اؼبادة‪ 11‬من القانوف ‪ ،99/21‬المصدر السابق‪.‬‬
‫(‪ )3‬اؼبادة‪ ،01‬من القانوف ‪ ،99/21‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫يتم ربديد قيمة مبلغ منحة الوفاة على أساس أثٌت عشر(‪ )99‬مرة مبلغ آخر أجر للمنصب الشهرم‬
‫األكثر نفعا اؼبتقاضى خبلؿ السنة السابقة للوفاة كاؼبعتمد غبساب االشًتاكات (‪ )1‬على أال يقل ىذا‬
‫اؼببلغ عن أثٌت عشر(‪ )99‬مرة مبلغ األجر الوطٍت اؼبضموف‪.‬‬
‫أما بالنسبة لذكم اغبقوؽ اؼبستفيدين من إحدل اؼبعاشات اؼبذكورة سابقا‪ ،‬يكوف مبلغ منحة الوفاة‬
‫مساكيا للمبلغ السنوم للمعاش‪ ،‬مع اؼببلحظة ما يتعلق بذكم حقوؽ اؼبؤمن الغَت أجَت يكوف مبلغ‬
‫منحة رأس ماؿ الوفاة يساكم معدؿ األسس ألفضل عشر (‪ )91‬سنوات اشًتاؾ على ال يقل عن‬
‫اؼببلغ السنوم لؤلجر اؼبرجعي (‪ )2‬كُب حالة يستمر صاحب معاش تقاعد لنظاـ غَت األجراء ُب النشاط‬
‫الغَت مأجور فإف رأس اؼباؿ الوفاة اؼبمنوح لذكم اغبقوؽ يساكم معدؿ األسس ألفضل عشر (‪)91‬‬
‫سنوات إشًتاؾ عندما يكوف ىذا األخَت أكثر نفعا من اؼببلغ السنوم اؼبدفوع ؼبعاش التقاعد‪.‬‬
‫هبدر ُب األخَت اإلشارة أف مبلغ منحة الوفاة يدفع لذكم اغبقوؽ دفعة كاحدة حسب ما نصت‬
‫عليو اؼبادة ‪ 92‬الفقرة الثالثة من القانوف ‪ 99/21‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية ك اليت جاء فيها‬
‫"يدفع رأس ماؿ الوفاة دفعة كاحدة فور كفاة اؼبؤمن"‪ُ ،‬ب حالة تعدد ذكم اغبقوؽ توزع بينهم بأقساط‬
‫متساكية(‪ )3‬على أف يكوف طلب حق االستفادة من منحة الوفاة خبلؿ أربعة سنوات إبتداءا من تاريخ‬
‫الوفاة كإال سقط ىذا اغبق بالتقادـ (‪.)4‬‬
‫ب‪-‬األداءات العينية يستفيد ذكم حقوؽ اؼبؤمن لو اؼبتوَب اؼبذكورين آنفا من األداءات العينية اؼبقررة‬
‫ُب باب التأمُت على اؼبرض فبا تشملو من تغطية النفقات الطبية كالعبلجية كالصيدالنية باإلضافة إىل‬
‫اإلقامة ُب اؼبستشفى كاإلقامة الصحية‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 92‬من القانوف ‪ 99/21‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية اؼبعدؿ كاؼبتمم دبوجب اؼبرسوـ التشريعي رقم ‪ 19-39‬اؼبؤرخ ُب ‪.9339/19/99‬‬
‫(‪ )2‬ؼبادة ‪ 12‬من اؼبرسوـ رقم ‪923-91‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9191/99/99‬اؼبتعلق بالضماف االجتماعي لؤلشخاص غَت أجراء الذين يبارسوف نشاطا غبساهبم‬
‫اػباص‪.‬‬
‫(‪ )3‬اؼبادة ‪ 11‬من القانوف ‪ ،99/21‬المصدر السابق‪.‬‬
‫(‪ )4‬اؼبادة ‪ 12‬من القانوف ‪ 12/12‬اؼبتعلق باؼبنازعات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الفرع الخامس‪ :‬التقاعد‬


‫يستفيد من معاشات التقاعد كل العماؿ كاؼبوظفُت ككذا أصحاب اؼبهن اغبرة كاحملامُت كالتجار‬
‫كاألطباء كىذا لكوف ىذه الفئة سبارس نشاطا غبساهبا اػباص كغَت مأجور‪ ،‬كتتمثل اغبقوؽ اؼبمنوحة‬
‫ُب ؾباؿ التقاعد حسب نص اؼبادة ‪ 11‬من القانوف رقم ‪ 99-21‬اؼبتعلق بالتقاعد اؼبعدؿ كاؼبتمم‬
‫كالذم جاء فيها على أنو تتمثل اغبقوؽ اؼبمنوحة للتقاعد فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -9‬معاش مباشر‪ :‬يبنح على أساس نشاط العامل بالذات كيضاؼ إليو زيادة عن الزكج اؼبكفوؿ‪.‬‬
‫‪-9‬معاش منقول‪ :‬و يتضمن‬
‫أ‪-‬معاشا إلى الزوج الباقي على قيد اغبياة (األرملة أك األرمل) أيا كاف سنو‪.‬‬
‫ب‪ -‬معاشات لألطفال المكفولون الذين يقل سنهم عن شبانية عشر(‪)92‬‬
‫ج‪-‬معاشات الحواشي من الدرجة الثالثة (األخت ‪،‬العمة‪ ،‬ابنة األخ بدكف دخل)(‪.)1‬‬
‫د‪-‬معاشات األصول الذين كانوا ُب كفالة اؼبؤمن لو إذا كانت مواردىم الشخصية ال تتعدل‬
‫اؼببلغ األدٌل ؼبعاش التقاعد‪.‬‬
‫أوال‪ :‬شروط الحق في المعاش المباشر أو المعاش منقول‬
‫أ‪-‬المعاش المباشر‬
‫حسب اؼبادة ‪ 10‬من القانوف ‪ 99-21‬السالف الذكر اؼبعدلة دبوجب اؼبادة ‪ 1‬من األمر رقم‬
‫‪ 92-30‬فإف استفادة العامل من معاش التقاعد تتوقف كجوبا على استيفاء الشرطُت اآلتيُت‪:‬‬
‫‪ -2‬بلوغ سن ستُت (‪ )01‬سنة من العمل على األقل غَت أنو يبكن إحالة العاملة على التقاعد بطلب‬
‫منها إبتداءا من اػبامسة كاػبمسُت)‪ (55‬سنة كاملة‪.‬‬
‫‪-3‬قضاء مدة طبسة عشر (‪)91‬سنة على األقل ُب العمل‪.‬‬
‫يتعُت على العامل (ة) لبلستفادة من معاش التقاعد أف يكوف قد قاـ بعمل فعلي يساكم على األقل‬
‫نصف اؼبدة اؼبشار إليها أعبله كدفع اشًتاكات الضماف االجتماعي‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪1‬من القانوف رقم ‪99 /21‬اؼبتعلق بالتقاعد اؼبعدؿ ك اؼبتمم دبوجب اؼبرسوـ التشريعي رقم ‪ 19-39‬اؼبؤرخ ُب ‪.9339/19/99‬‬

‫‪126‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أما بالنسبة لؤلشخاص الغَت أجراء فالسن اؼبخولة للحق ُب معاش التقاعد ىو بلوغ سن‬
‫طبسة كستوف )‪ (65‬سنة بالنسبة للرجاؿ كسن ستوف )‪ (60‬سنة بالنسبة للنساء كيتكوف األساس‬
‫الذم يعتمد كقاعدة ُب غبساب معاش التقاعد منن اؼبعدؿ احملسوب من عملية صبع السنوات العشر‬
‫(‪)1‬‬
‫اليت حقق فيها أفضل اؼبداخيل السنوية اػباضعة لبلشًتاؾ ‪.‬‬
‫على أف تستفيد العامبلت البلئي ربُت كلدا كاحد أك عدة أكالد طيلة تسع سنوات على األقل‬
‫من زبفيض من زبفيض ُب السن على أساس سنة كاحدة عن كل كلد‪ ،‬كذلك ُب حدكد ثبلثة‬
‫سنوات‪ ،‬باإلضافة‪ ،‬يستفيد من اؼبعاش قبل بلوغ السن اؼبنصوص عليو ُب اؼبادة ‪ 10‬اؼبذكورة أعبله‪،‬‬
‫العامل الذم يعمل ُب مناصب عمل تتميز بظركؼ بالغة الضرر ‪،‬بعد دفع اشًتاكات إضافية تكوف‬
‫على عاتق اؼبستخدـ‪.)2(.‬‬
‫ب‪-‬معاش منقول‬
‫إثر كفاة صاحب اؼبعاش أك العامل يستفيد ذكم حقوقو احملددين آنفا‪ ،‬من معاش منقوؿ‪،‬‬
‫تتوقف كجوبا على أف يكوف الزكج عقد زكاجا شرعيا مع الفقيد‪ ،‬أما األكالد ىم من كلدكا قبل الوفاة‬
‫(‪)3‬‬
‫أك خبلؿ اػبمسة كالثبلشبائة (‪ )111‬يوما التالية لتاريخ الوفاة‪.‬‬
‫مع اإلشارة أف ىناؾ حالتُت ينتقل فيها اؼبعاش اؼبنقوؿ لذكم اغبقوؽ‪ ،‬حالة كفاة اؼبؤمن لو كىو‬
‫متحصل على معاش‪ ،‬على ذكم اغبقوؽ التقدـ إىل الوكالة الوالئية للصندكؽ الوطٍت للتقاعد كتكوين‬
‫اؼبلف الضركرم للحصوؿ على اؼبعاش‪ .‬أما اغبالة الثانية تتمثل ُب كفاة اؼبؤمن لو قبل أف وبصل على‬
‫اؼبعاش‪ ،‬ينبغي على ذكم اغبقوؽ أف يتوجهوا إىل الوكالة الوالئية للصندكؽ الوطٍت للتقاعد كاؽبيئة‬
‫اؼبستخدمة للمؤمن اؼبتوَب لتكوين ملف اؼبعاش اؼبنقوؿ مع إمكانية ذكم حقوؽ العامل األجَت اؼبتوَب‬
‫أثناء العمل دكف أف يستوُب اؼبدة الدنيا كىي سبع سنوات كنصف (‪ )1.1‬أف يعوضوا الفًتات اليت‬
‫تنقصهم كىذا عن طريق دفع اشًتاؾ على عاتقهم اػباص‪ ،‬وبدد مبلغ التعويض بناءا على األجر‬

‫(‪ )1‬اؼبادة‪3‬من الرسوـ التنفيذم رقم ‪ 923-91‬اؼبتعلق بالضماف االجتماعي لؤلشخاص الغَت أجراء الذين يبارسوف نشاطا غبساهبم اػباص‪.‬‬
‫(‪ )2‬اؼبادة ‪1‬ك‪2‬من القانوف رقم ‪ ،99 /21‬المصدر السابق‪.‬‬
‫(‪ )3‬اؼبادة ‪19‬ك‪11‬من القانوف رقم ‪ ،99 /21‬المصدر نفسو‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫اػباضع لبلشًتاؾ كحصة نسبة االشًتاؾ‪ .‬مع اإلشارة أف ىذا االعتماد ال يبنح إال لذكم اغبقوؽ‬
‫(‪)1‬‬
‫الذين ال يبلكوف أية مورد أك دخل‬
‫ثانيا‪ :‬مبلغ المعاش ومبلغ المعاش المنقول‬
‫أ ‪/‬مبلغ المعاش المباشر‪:‬‬
‫وبدد مبلغ اؼبعاش بالنسبة لكل سنة مثبتة بنسبة ‪ % 9.1‬من األجر الشهرم اػباضع الشًتاؾ‬
‫الضماف االجتماعي ك يساكم األجر اؼبعتمد أساسا غبساب اؼبعاش على أف ال يقل اؼببلغ السنوم‬
‫ؼبعاش التقاعد عن ‪ % 11‬من اؼببلغ السنوم لؤلجر الوطٍت األدٌل اؼبضموف‪ ،‬كأف يساكم اؼببلغ‬
‫األقصى اػباـ ؼبعاش التقاعد ‪ % 21‬من األجر اػباضع الشًتاؾ الضماف االجتماعي‪ ،‬على أنو ال‬
‫هبوز أف يتعدل اؼببلغ األقصى اػباـ طبسة عشر (‪ )91‬مرة قيمة األجر الوطٍت األدٌل اؼبضموف إما‬
‫على(‪:)2‬‬
‫‪ -‬األجر اؼبتوسط كاؼبتقاضى ُب السنوات األخَتة السابقة لئلحالة على التقاعد‪.‬‬
‫‪ -‬األجر الشهرم اؼبتوسط اؼبقدر على أساس السنوات اػبمسة (‪ )11‬اليت تقاضى فيها اؼبعٍت‬
‫باألمر األجر األقصى خبلؿ حياتو اؼبهنية إذا كاف أكثرا نفعا لو‪.‬‬
‫كوبدد تاريخ بداية التمتع باؼبعاش من اليوـ األكؿ من الشهر الذم يبلغ فيو اؼبعٍت باألمر سن‬
‫التقاعد‪ ،‬ذلك عند استيفائو الشركط اؼبنشئة للحقوؽ‪.‬‬
‫ب‪/‬مبلغ المعاش المنقول‪:‬‬
‫يقسم مبلغ اؼبعاش اؼبنقوؿ بُت ذكم اغبقوؽ حسب النسب اليت حددىا التشريع‪ ،‬اليت تكوف‬
‫(‪)3‬‬
‫حسب اغباالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬عندما ال يوجد أحد من األصوؿ‪ ،‬وبدد مبلغ اؼبعاش اؼبنقوؿ للزكج الذم بقي على قيد اغبياة‬
‫بنسبة ‪ % 11‬من مبلغ معاش اؽبالك‪.‬‬
‫‪ -‬عندما يوجد إىل جانب الزكج‪ ،‬ذك حق (كلدا أك أحد األصوؿ) وبدد مبلغ اؼبعاش اؼبنقوؿ للزكج‬
‫نسبة ‪ % 11‬من اؼبعاش اؼبباشر‪ ،‬كاؼبعاش اؼبنقوؿ كلذكم اغبق اآلخر بنسبة ‪.% 11‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 91‬اؼبرسوـ التشريعي رقم ‪ 19-21‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9321/19/13‬احملدد كيفيات تطبيق العنواف الثاٍل من القانوف ‪.99-21‬‬
‫(‪ )2‬اؼبادة ‪ 99‬إىل‪ 91‬من القانوف رقم ‪ 99 /21‬المصدر السابق‪.‬‬
‫(‪ )3‬اؼبادة ‪ 19‬من القانوف رقم ‪ 99 /21‬نفس المصدر‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬عندما يوجد إىل جانب الزكج اثناف أك أكثر من ذكم اغبقوؽ (أكالد أك أصوؿ أك الكل معا)‬
‫وبدد مبلغ اؼبعاش اؼبدفوع للزكج بنسبة ‪ %11‬من مبلغ اؼبعاش اؼبباشر‪ ،‬كيقتسم بالتساكم ذكك‬
‫اغبقوؽ اآلخرين ‪ % 91‬الباقية من مبلغ ىذا اؼبعاش اؼبباشر‪.‬‬
‫‪ -‬عندما ال يوجد زكج يتقاسم ذكك اغبقوؽ اآلخركف معاشا يساكم ‪ % 31‬من مبلغ معاش‬
‫اؽبالك كىذا ضمن حد أقصى يبلغ بالنسبة لكل ذم حق‪ % 91 ،‬من اؼبعاش إذا كاف ذك اغبق‬
‫من أبنائو ك‪ % 11‬من اؼبعاش إذا كاف ذك اغبق من أصولو ‪.‬‬
‫‪ُ -‬ب حالة تعدد األرامل‪ ،‬يقسم مبلغ اؼبعاش اؼبنقوؿ بينهن بالتساكم‪.‬‬
‫مع اؼببلحظة إذا كاف اؼبتوَب غَت متمتع دبعاش ربسب معاشات ذكم اغبقوؽ على أساس اؼبعاش‬
‫الذم كاف من اؼبفركض أف يتحصل عليو عند تاريخ الوفاة‪ ،‬كما لو كاف ُب ذلك التاريخ يستوُب‬
‫شرطي السن كمدة العمل‪ ،‬كذلك دكف أف يقل عدد السنُت اؼبثبتة ُب حساب اؼبعاش أقل عن طبسة‬
‫(‪)1‬‬
‫باإلضافة أنو ال هبوز أف يتعدل اؼببلغ اإلصبايل ؼبعاشات ذكم اغبقوؽ ‪% 31‬‬ ‫عشر (‪ )91‬سنة‪.‬‬
‫من مبلغ معاش اؽبالك‪ ،‬إذا ذباكز ؾبموع ىذه النسبة هبرم زبفيض مناسب على اؼبعاشات‪.‬‬
‫ُب األخَت هبب التنويو أف تاريخ بداية التمتع دبعاشات ذكم اغبقوؽ (الزكج‪ ،‬األكالد اؼبكفولُت‪،‬‬
‫األصوؿ) غداة الوفاة كتدفع مستحقات اؼبعاش ؽبم كعند عدـ كجود ذكم اغبقوؽ تدفع اؼبستحقات‬
‫إىل الورثة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬حاالت إيقاف دفع المعاش المنقول‬
‫يتم إيقاؼ دفع ىذه اؼبعاشات اؼبنقولة ُب حاالت ؿبددة ىي‪:‬‬
‫‪ُ -‬ب حالة زكاج األرملة من جديد كيقسم مبلغ معاشها بُت ذكم اغبقوؽ الذين يستفيدكف من‬
‫اؼبعاش اؼبنقوؿ‪.‬‬
‫‪ -‬عندما تنفى صفة ذم اغبق عند البنت أك هناية الدراسة كاغبصوؿ على دخل ال يبكن صبعو مع‬
‫اؼبعاش‪.‬‬
‫‪ -‬إذا توفيت الزكجة يقسم مبلغ اؼبعاش بالتساكم بُت ذكم اغبقوؽ‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 99‬من القانوف رقم ‪ ،99 /21‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬ال يبكن منح معاش األصوؿ إال ُب حالة ما إذا كانت اؼبوارد السنوية لكل أصل على حدل‪ ،‬ما‬
‫عدا مبلغ اؼبعاش‪ ،‬ال تتجاكز مبلغ اغبد األدٌل ؼببلغ معاش التقاعد السنوم كىو‪ %11‬من اؼببلغ‬
‫السنوم لؤلجر الوطٍت األدٌل اؼبضموف ‪.‬‬
‫كذبدر اإلشارة ُب األخَت أف اؼبشرع قد ألغى اؼبرسوـ تشريعي رقم ‪ 91-39‬اؼبؤرخ ُب‬
‫‪ 9339/10/90‬اؼبتعلق بالتقاعد اؼبسبق ‪ ،‬الذم حدد دبوجبو الشركط اليت يستفيد دبوجبها العامل‬
‫األجَت اإلحالة على التقاعد بصفة مسبقة قد تصل إىل ‪ 91‬سنوات قبل السن القانونية لئلحالة على‬
‫التقاعد‪ ،‬كما ىو ؿبدد ُب اؼبواد ‪ 1 ،0 ،1‬من القانوف ‪ 99-21‬اؼبذكور أعبله‪ ،‬كقد جعل اؼبشرع ىذا‬
‫التقاعد ضباية للعامل األجَت الذم يرد اظبو ُب قائمة العماؿ الذين يكونوف ؿبل كموضوع تقليص‬
‫لدل مستخدـ ُب كضعية توقف عن عمل‪ ،‬بشرط أف يبلغ سن ‪ 11‬بالنسبة للرجل ك‪ 91‬سنة بالنسبة‬
‫(‪)1‬‬
‫للمرأة كأال يكوف العامل قد استفاد من دخل ناتج عن نشاط مهٍت آخر‬
‫الفرع السادس‪ :‬تأمين حوادث العمل واألمراض المهنية‬
‫إف اؼبشرع اعبزائرم كعيا منو بالدكر األساسي الذم يلعبو العامل ُب تنمية الببلد اقتصاديا‬
‫كاجتماعيا‪ ،‬فكر ُب ضماف ضباية أكثر للعامل من األخطار العديدة الناذبة عن حوادث العمل‬
‫كاألمراض اؼبهنية‪ ،‬انطبلقا من اؼببدأ "إنو ال يبكن تنمية بدكف أف يكوف الغاية منها ىي اإلنساف كأف‬
‫ال يفضل شيء على حياة كصحة العماؿ"‪.‬‬
‫ُب ىذا اإلطار اعترب اؼبشرع حادث عمل كل حادث أقبرت عنو إصابة بدنية ناذبة عن سبب‬
‫(‪)2‬‬
‫أما األمراض اؼبهنية فقد أقر اؼبشرع على اعتبار‬ ‫مفاجئ كخارجي كطرأ ُب إطار عبلقة العمل‪.‬‬
‫أمراض مهنية كل أمراض التسمم كالتعفن كاالعتبلؿ اليت تعزم إىل مصدر أك بتأىيل مهٍت خاص‪،‬‬
‫كربدد قائمة األمراض ذات اؼبصدر اؼبهٍت احملتمل كقائمة األشغاؿ اليت من شأهنا أف تتسبب فيها ككذا‬
‫مدة التعرض للمخاطر اؼبناسبة لكل مدة األعماؿ دبوجب التنظيم(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬اؼبرسوـ التشريعي رقم ‪ 91-39‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9339/11/90‬وبدث التقاعد اؼبسبق‪ ،‬اعبريدة الرظبية رقم ‪.9339 -19‬‬
‫(‪ )2‬اؼبواد ‪01‬ك‪ 09‬من القانوف ‪91/21‬اؼبتعلق حبوادث العمل ك األمراض اؼبهنية‪.‬‬
‫(‪ )3‬قرار احملكمة العليا‪ ،‬الغرفة االجتماعية‪ ،‬اؼبلف رقم ‪ 33761‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9329-11-99‬اجمللة القضائية لعاـ ‪ 9329‬العدد ‪ 9‬ص ‪: 911‬‬

‫‪130‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫من ىذا سنتطرؽ إىل ىدا اعبانب بالشرح فيما يتعلق بتامُت حوادث العمل ك األمراض اؼبهنية من‬
‫حيث مفهومهما كالشركط كاإلجراءات الواجبة لبلستفادة من ىذه التغطية ُب ؾباؿ الضماف‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم حوادث العمل واألمراض المهنية‬
‫أ ‪-‬حوادث العمل‬
‫أعترب اؼبشرع اعبزائرم حادثا عمل كل كاقعة تسبب مساسا جبسم اإلنساف كتكوف ذات أصل‬
‫خارجي تتميز بقدر من اؼبفاجأة ربدث بو أذل مثل اعبركح كالكسور كالتشويو كفقداف القول البدنية‬
‫كالوفاة‪ ،‬على شرط أف يطرأ ُب إطار عبلقة العمل(‪.)1‬‬
‫لكن اؼببلحظ ُب ا اإلطار إف اعتبار اؼبشرع حادث عمل كل حادث اقبرت عليو إصابة بدنية‬
‫ناذبة عن سبب مفاجئ كخارجي كطرأ ُب إطار عبلقة العمل مل يتسم بالدقة من حيث أف ىناؾ‬
‫حوادث تصيب اإلنساف ُب عقلو دكف بدنو كُب إطار العمل كخاصة العامل الذم يبارس عمل‬
‫فكرم‪ ،‬ىذا من جهة باإلضافة أف اؼبشرع مل يبُت بوضوح طبيعة السبب اؼبفاجئ اػبارجي الذم يطرأ‬
‫أثناء عبلقة العمل‪ ،‬ما من شأنو أف يثَت منازعات يصعب حلها ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي باعتبار ا‬
‫ىذا سبب مفاجئ أـ ال‪.‬‬
‫كقد كسع اؼبشرع ُب دائرة اؼبستفيدين من التغطية االجتماعية غبوادث العمل كاألمراض اؼبهنية‪،‬‬
‫كيتضح ذلك من خبلؿ فحول اؼبواد ‪ 1‬ك‪ 0‬من القانوف ‪ 99-21‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية‬
‫حبيث نص ُب اؼبادة ‪ 1‬على أنو "يستفيد من أحكاـ ىذا القانوف كل العماؿ سواء كانوا أجراء أـ‬
‫ملحقُت باألجراء أيا كاف النشاط الذين ينتموف إليو كالنظاـ الذم كاف يسرم عليهم قبل دخوؿ ىذا‬

‫(") مىت كاف من اؼبقرر قانونا أف التعويضات الناصبة عن حوادث العمل كاألمراض اؼبهنية‪ ،‬يتحمل تكاليفها صندكؽ الضماف االجتماعي‪ ،‬فإف القضاء هبا‬
‫على اؼبستخدـ الذم يعترب أجنبيا عن النزاع يعد خرقا للقانوف‪ .‬إذا كاف الثابت‪ ،‬أف األمر يتعلق بطلب تعويض العامل عن مرض انتابو نتيجة انتكاس‬
‫غبادث عمل‪ ،‬ككاف اجمللس قد قضى على الشركة‪-‬الطاعنة‪-‬بصفتها اؼبستخدمة للعامل بالتعويض لو عن ىذا اؼبرض‪ ،‬فإف اجمللس هبذا القضاء خرؽ‬
‫أحكاـ القانوف‪ ،‬كمىت كاف كذلك استوجب نقض كإبطاؿ القرار اؼبطعوف فيو تأسيسا على الوجو اؼبثار من الطاعنة دبخالفة أحكاـ ىذا اؼببدأ"‪.‬‬
‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 10‬من القانوف ‪ 91/21‬المصدر السابق‬

‫‪131‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫القانوف حيز التطبيق" كأضافت اؼبادة ‪ 10‬من نفس القانوف "ينطوم كجوبا ربت التأمينات‬
‫االجتماعية األشخاص الذين يشتغلوف ُب الًتاب الوطٍت أيا كانت جنسيتهم"‪.‬‬
‫ب‪-‬المرض المهني‬
‫اؼبرض اؼبهٍت ينشأ عن مباشرة العمل‪ ،‬حبيث تنتج عن طبيعة العمل كظركفو خبلؿ فًتة من‬
‫الزمن مسببا مرضا داخليا ال يقع نتيجة حادث فجائي خارجي كما ىو اغباؿ بالنسبة غبوادث العمل‬
‫منو أقر اؼبشرع اعبزائرم على اعتبار أمراضا مهنية كل أمراض التسمم كالتعفن كاالعتبلؿ اليت تعزل إىل‬
‫(‪)1‬‬
‫مصدر أك بتأىيل مهٍت خاص‪.‬‬
‫نظرا للصعوبات العملية اليت تكتنف ربديد العبلقة السببية بُت اؼبرض اؼبهٍت الذم يصاب بو‬
‫العامل اؼبؤمن كبُت العمل الذم يقوـ بو‪ ،‬جرت العادة ُب التشريعات اؼبنظمة للتأمينات االجتماعية‬
‫إرفاؽ جدكؿ وبدد قائمة األمراض ذات اؼبصدر اؼبهٍت احملتمل كقائمة األشغاؿ اليت من شأهنا أف‬
‫تتسبب فيها ككذا مدة التعرض للمخاطر اؼبناسبة لكل مدة األعماؿ دبوجب التنظيم‪ ،‬حبيث إذا ثبت‬
‫العبلقة السببية بينهم اعتربت ىذه اغبالة مرضا مهنيا كاستحقت األداءات اؼبقدرة ؽبا‪ ،‬ربدد قائمة‬
‫األمراض اؼبهنية ذات اؼبصدر اؼبهٍت احملتمل كقائمة األشغاؿ اليت من شأهنا تتسبب فيها ككذا مدة‬
‫التعرض للمخاطر اؼبناسبة لكل مدة األعماؿ دبوجب تنظيم (‪.)‬‬
‫أضاؼ اؼبشرع أيضا أشخاصا مل تتضمنهم اؼبواد السابقة من القانوف ‪ 99/21‬كذلك دبوجب‬
‫القانوف ‪ 99/21‬اؼبعدؿ كاؼبتمم باألمر ‪ 93-30‬اؼبؤرخ ُب ‪ُ 9330/11/10‬ب مادتو الثالثة على أف‬
‫يستفيد كذلك من أحكاـ ىذا القانوف األشخاص اآلٌب ذكرىم‪:‬‬
‫‪ .9‬التبلميذ الذين يزاكلوف تعليم تقٍت‪.‬‬
‫‪ .9‬األشخاص الذين يزاكلوف التدرب ُب دكرة معدة إلعادة تأىيلهم العملي كإعادة تكيفهم اؼبهٍت‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 01‬من القانوف ‪ 91/21‬اؼبتعلق حبوادث العمل كاألمراض اؼبهنية اؼبؤرخ ُب ‪.9321/11/19‬‬
‫(‪ )‬يتم إعداد القوائم اؼبتعلقة بتحديد األمراض اؼبهنية بعد أخذ رأم عبنة مكلفة باألمراض اؼبهنية وبدد تشكيلها عن طريق التنظيم كمكونة من أطباء‬
‫اختصاصيُت كُب ىذا الصدد كربسبا لتمديد اعبداكؿ كمراجعتها كالنتقاء األمراض اؼبهنية‪ ،‬يلزـ على كل طبيب التصريح بكل مرض يكتسب حسب رأيو‬
‫طابعا مهنيا‪ ،‬كما يتعُت على كل صاحب عمل يستخدـ كسائل عمل من شأهنا أف تتسبب ُب األمراض اؼبهنية التصريح هبا لدل ىيئات الضماف‬
‫االجتماعي كؼبفتش العمل كؼبديرية الصحة بالوالية‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ .1‬األشخاص الذين يشاركوف ببل مقابل ُب تسَت ىيئات الضماف االجتماعي‪.‬‬


‫‪ .9‬اليتامى التابعوف غبماية الشبيبة بالنسبة للحوادث العمل اليت تقع جراء القياـ بعمل مأموف أك‬
‫أثناءه‪.‬‬
‫‪ .1‬اؼبسجونوف الذين يؤدكف عمبل أثناء تنفيذ عقوبة جزائية ‪.‬‬
‫‪ .0‬الطلبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػة‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .1‬األشخاص الذين يشاركوف ُب أعماؿ اؼبنصوص عليها ُب اؼبادة ‪1‬ك‪ 2‬من القانوف ‪.91/21‬‬
‫مع اإلشارة أف بقدر ما كسع اؼبشرع ُب دائرة اؼبستفيدين من التغطية االجتماعية غبوادث العمل‬
‫كاألمراض اؼبهنية فقد كسع كذلك ُب دائرة التكفل حبوادث العمل من قبل ىيئات الضماف‬
‫االجتماعي بالتوسع ُب حاالت كأسباب ىذه اغبوادث‪ ،‬حيث كاف قرار اؼبشرع على اعتبار أيضا‬
‫حادث عمل اغبادث الذم يطرأ أثناء القياـ خارج اؼبؤسسة دبهمة ذات طابع استثنائي أك دائم أك‬
‫مزاكلة الدراسة بانتظاـ خارج ساعات العمل أك أثناء اؼبسافة اليت يقطعها اؼبؤمن للذىاب إىل عملو أك‬
‫اإلياب منو‪ ،‬مع اعتبار اؼبشرع كحادث عمل حىت كلو مل يكن اؼبعٍت باألمر مؤمنا لو اجتماعيا‪،‬‬
‫اغبادث الواقع أثناء النشاطات الرياضية اليت تنظمها اؽبيئة اؼبستخدمة أك القياـ بعمل متفاٍل للصاّب‬
‫(‪)2‬‬
‫العاـ أك إلنقاذ شخص معرض للهبلؾ‪.‬‬
‫اؼببلحظ أف قوانُت التأمينات االجتماعية السيما اؼبتعلقة حبوادث العمل كاألمراض اؼبهنية بقدر‬
‫ما توسعت ُب ربديد نطاؽ التكفل كالتغطية االجتماعية بقدر ما توسعو ُب ربديد الشركط‬
‫كاؼبواصفات كالظركؼ اليت ترتب مسؤكلية ىيئات الضماف االجتماعي‪ ،‬سواء عند كقوع حادث عمل‬
‫أك مرض مهٍت ضبايتو غبقوؽ العامل اؼبتضرر ُب أغلب األحياف‪ ،‬ىذا التوسع كثَتا ما يثَت مشاكل ُب‬
‫تكييف حوادث العمل كاألمراض اؼبهنية اليت يتعرض ؽبا اؼبؤمن ُب حياتو اليومية قيما إذا كانت تدخل‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪7‬من القانوف ‪ 13/83‬اؼبتعلق حبوادث العمل كاألمراض اؼبهنية اؼبؤرخ ُب ‪"1983/07/02‬يعترب كحادث عمل كل حادث اغبادث الواقع‬
‫اثناء‪ – :‬القياـ خارج اؼبؤسسة دبهمة ذات طابع استثنائي اك دائم طبقا لتعليمات اؼبستخدـ‪ -‬فبارسة عهدة انتخابية ‪،‬أك دبناسبة مزاكلتها‬
‫‪-‬مزاكلة الدراسة بانتظاـ خارج ساعات العمل"‬
‫اؼبادة ‪ ".8‬يعترب أيضا كحادث عمل‪ ،‬حىت كلو مل يكن اؼبعٍت باألمر مؤمنا اجتماعيا‪ ،‬اغبادث الواقع أثناء‪ -:‬النشاطات الرياضية اليت تنظمها اؽبيئة‬
‫اؼبستخدمة‪ -‬القياـ بعمل متفاف للصاّب العاـ أك إلنقاذ شخص معرض للهبلؾ‬
‫(‪ )2‬ظباٌب الطيب‪ ،‬منازعات الضمان االجتماعي في التشريع الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪133‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ضمن نطاؽ مسؤكلية كتكفل ىيئات الضماف االجتماعي أـ ال‪ ،‬إذ كثَتا ما وباكؿ العامل االستفادة‬
‫من ىذه التغطية االجتماعية كىو ما يشكل عادة أىم اإلشكاالت كاؼبسائل اليت تكوف اؼبنازعات بُت‬
‫اؼبؤمنُت كىيئات الضماف االجتماعي(‪.)2()1‬‬
‫ثانيا‪ :‬إجراءات إثبات حادث العمل والمرض المهني‬
‫أكرد اؼبشرع اعبزائرم عدة إجراءات إلثبات حادث عمل لبلستفادة من األداءات كالتعويضات‬
‫اليومية اليت تقدمها ىيئات الضماف االجتماعي أك مرض مهٍت تتمثل أساسا ُب‪:‬‬
‫‪ .2‬التصريح بحادث العمل‪ :‬هبب أف يتم التصريح حبادث العمل من قبل‪:‬‬
‫‪ -‬اؼبصاب أك من ناب عنو لصاحب العمل ُب ظرؼ ‪ 99‬ساعة ما عدا ُب حاالت قاىرة كال‬
‫ربسب أياـ العطل‪.‬‬
‫‪ -‬صاحب العمل اعتبارا من تاريخ كركد نبأ اغبادث إىل علمو‪ ،‬ؽبيئة الضماف االجتماعي ُب ظرؼ‬
‫‪ 92‬ساعة‪ ،‬ال ربسب أياـ العطل‬
‫‪ -‬ىيئة الضماف االجتماعي على الفور ؼبفتش العمل اؼبشرؼ على اؼبؤسسة أك للموظف الذم‬
‫(‪)3‬‬
‫يبارس صبلحياتو دبقتضى تشريع خاص‪.‬‬
‫إذا مل يبادر صاحب العمل دبا عليو ‪،‬يبكن أف يبادر بالتصريح ؽبيئة الضماف االجتماعي اؼبصاب أك‬
‫ذك حقوقو أك اؼبنظمة النقابية أك مفتشية العمل ‪،‬ذلك ُب أجل مدتو ‪ 9‬سنوات اعتبارا من يوـ كقوع‬
‫اغبادث على أف ال يسقط كجوب اؼببادرة من صاحب العمل حىت لو مل ينجر عن اغبادث عجز عن‬
‫العمل أك بدا أنو ال سبب للعمل فيو مع جواز أف يشفع صاحب العمل بتصروبو ربفظاتو‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪91‬ك‪99‬ك‪ 91‬من القانوف ‪ 91/21‬اؼبتعلق حبوادث العمل كاألمراض اؼبهنية اؼبؤرخ ُب ‪.9321/11/19‬‬
‫(‪ )2‬قرار احملكمة العليا ‪،‬الغرفة االجتماعية ‪،‬اؼبلف رقم ‪ 992091‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9331-11-99‬اجمللة القضائية لعاـ ‪ 9330‬العدد ‪ 9‬ص ‪: 21‬‬
‫"اؼببدأ ‪:‬من اؼبقرر قانونا أف كل إصابة أك كفاة تطرأ ُب مكاف العمل أك أثناء مدتو تعترب ناذبة عن العمل كمستوجبة للتعويض‪ ،‬إال إذا ثبت العكس ‪.‬‬
‫كمىت تبُت أف مورث الطاعنُت توُب على إثر سكتة قلبية كىو يقود شاحنة تابعة للبلدية اليت كاف يعمل هبا‪ ،‬كصرحتا للجنة الوطنية للطعوف بقبوؿ‬
‫الدعول حادث العمل إثر الوفاة‪ ،‬فإف قضاة اؼبوضوع برفضهم طلب التعويض لعدما لتأسيس‪ ،‬قد خالفوا القانوف كاستوجب قرارىم النقض"‪.‬‬
‫(‪ )3‬ملف رقم ‪ 11239‬بتاريخ ‪ ، 9110/13/10‬قضية (مدير مؤسسة اإلقباز ميلة) ضد (ؿ‪.‬أ)‪ ،‬ؾبلة احملكمة العليا‪ ،‬عدد ‪ 9‬سنة ‪ 9110‬الغرفة‬
‫االجتماعية ص ‪ ،913‬اؼبوضوع حادث عمل كالتصريح بو‪.‬‬
‫اؼببدأ‪ ،‬ال يبكن إلزاـ اؽبيئة اؼبكلفة بالضماف االجتماعي دبوجب حكم قضائي مل تكن طرفا فيو‪ ،‬يتحمل مسؤكلية تقاعس العامل أك ذكم حقوقو عن‬
‫التصريح طبقا ؼبا ىو مقرر قانونا‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫بعد حدكث اغبادث يقوـ الطبيب الذم أختاره اؼبصاب بتحرير شهادتُت‪ ،‬شهادة أكلية إثر‬
‫الفحص الطيب األكؿ الذم يلي اغبادث كالشهادة الثانية‪ ،‬شهادة الشفاء أذا مل ىبلف اغبادث عجزا‬
‫(‪)1‬‬
‫دائما أك شهادة اعبرب إذا حلف اغبادث عجزا دائما‪.‬‬
‫دبجرد أف تتوفر لدل ؽبيئة الضماف االجتماعي عناصر اؼبلف منها التصريح باغبادث كبعد كركد‬
‫الشهادتُت األكىل كالثانية من الطبيب اؼبعاِب للمصاب بعد أف سلمو نسختُت منهما‪ ،‬يبكن ُب صبيع‬
‫األحواؿ ؽبيئة الضماف االجتماعي بعد أف تستشَت الطبيب اؼبستشار لديها كإجراء ربقيقا إداريا داخل‬
‫اؼبؤسسة اليت تستخدـ اؼبصاب يبكن ؽبذه األخَتة االعًتاض على الطابع اؼبهٍت للحادث ُب ظرؼ‬
‫عشرين (‪ )91‬يوما اعتبارا من تاريخ كركد نبأ اغبادث إىل علمها كيف ما ًب ذلك‪ ،‬دبركر ىذا األجل‬
‫(‪)3()2‬‬
‫يثبت الطابع اؼبعٍت للحادث‪.‬‬
‫‪ .3‬التصريح بالمرض المهني‪:‬تطبق إجراءات التصريح باغبادث العمل على األمراض اؼبهنية‪ ،‬إف‬
‫مدة التصريح باؼبرض اؼبهٍت تكوف أدناىا طبسة عشر (‪ )91‬يوما كأقصاىا ثبلثة (‪ )11‬أشهر اليت تلي‬
‫اؼبعاينة الطبية األكىل للمرض(‪)4‬كيلزـ كل طبيب التصريح بكل مرض يكتسي حسب رأيو الطابع اؼبهٍت‬
‫من أجل مراجعة القوائم احملددة لؤلمراض ذات اؼبصدر اؼبهٍت كقائمة األشغاؿ اليت من شأهنا أف‬
‫تسبب فيها مع إلزامية صاحب عمل التصريح بكل كسائل العمل اليت من شاهنا أف تسبب األمراض‬
‫اؼبهنية لدل كربت رقابتهم‪ ،‬ىيئات الضماف االجتماعي كمفتش العمل أك اؼبوظف الذم يشغل‬
‫كظائفو دبقتضى تشريع خاص ككذا اؼبدير الوالئي للصحة ‪،‬كاؽبيئات اؼبكلفة بالنظافة كاألمن‪ ،‬ذلك من‬
‫أجل النهوض بسياسة الوقاية من حوادث العمل كاألمراض اؼبهنية باالتصاؿ مع اؽبيئات اؼبختصة ُب‬
‫(‪)5‬‬
‫ىذا اجملاؿ‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 99‬من القانوف ‪ 91/21‬اؼبتعلق حبوادث العمل كاألمراض اؼبهنية اؼبؤرخ ُب ‪.9321/11/19‬‬
‫(‪ )2‬ؼبواد ‪90‬ك‪91‬ك‪ 93‬من نفس القانوف اؼبتعلق حبوادث العمل كاألمراض اؼبهنية‪.‬‬
‫(‪ )3‬ملف رقم ‪ 091111‬قرار بتاريخ ‪ 9191/91/19‬قضية (ـ‪.‬ب) ضد مدير الصندكؽ الوطٍت للتأمينات اإلجتماعية‪.‬‬
‫ؾبلة احملكمة العليا عدد ‪ 9‬سنة ‪ 9191‬الغرفة االجتماعية ص‪ ، 121.‬هبب على ىيئة الضماف االجتماعي البت ُب الطابع اؼبهٍت للحادث خبلؿ ‪91‬‬
‫يوما من تاريخ العلم باغبادث‪.‬‬
‫(‪ )4‬اؼبواد ‪ 11‬ك‪ 19‬من القانوف ‪ ،91/21‬المصدر السابق‪.‬‬
‫(‪ )5‬اؼبواد ‪ 00‬ك ‪ 19‬ك‪ 11‬من القانوف ‪ ،91/21‬نفس المصدر‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ىذا كهبدر اإلشارة كالتنبيو إىل أف اؼبشرع كضع عقوبات متعلقة حبوادث العمل كاألمراض اؼبهنية حالة‬
‫عدـ التصريح كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬جزاء عدـ التصريح حبادث عمل من قبل صاحب العمل‪ ،‬كما نصت عليو اؼبادة ‪ 91‬من القانوف‬
‫رقم ‪ 91-21‬اؼبتعلق حبوادث العمل كاألمراض اؼبهنية ربصيل غرامة من قبل ىيئة الضماف‬
‫االجتماعي يساكم ‪ % 91‬من األجرة الذم يتقاضاه اؼبصاب كل ثبلثة أشهر ‪.‬‬
‫‪ -‬جزاء عدـ التصريح من قبل صاحب العمل‪ ،‬كما نصت عليو اؼبادة ‪ 03‬من القانوف رقم ‪91-21‬‬
‫اؼبتعلق حبوادث العمل ك األمراض اؼبهنية دفع غرامة مالية لفائدة ىيئة الضماف االجتماعي يساكم‬
‫‪ % 1.9‬عن كل يوـ من التأخَت‪ ،‬ربسب على األجور الثبلثة أشهر الفارطة‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬المستفيدين من الضمان االجتماعي‬
‫بعد التطرؽ ألنواع اؼبخاطر اليت يغطيها الضماف االجتماعي ‪،‬هبدر الًتكيز على اؼبستفيدين من‬
‫ىذه التغطية بالتحديد للوصوؿ إىل اؽبدؼ اؼبنشود ُب ىذا اجملاؿ‪.‬‬
‫صنف تشريع التأمينات االجتماعية اؼبستفيدين من اداءات التامُت االجتماعي إىل صنفُت‬
‫أساسُت نبا اؼبؤمن نفسو كصنف أكؿ ألنو حامل صفة اؼبؤمن االجتماعي أما الصنف الثاٍل فهم‬
‫ذكم اغبقوؽ بسبب صلتهم اؼبباشرة باؼبؤمن االجتماعي ‪.‬‬
‫مقابل ىذا التصنيف قسم اؼبشرع اعبزائرم األداءات اؼبقدمة مقابل كل خطر يتحقق )اؼبرض‪ ،‬الوالدة‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫العجز‪ ،‬الوفاة‪ ،‬الشيخوخة( إىل قسمُت أساسُت‪ ،‬نبا األداءات العينية كاألداءات النقدية‬
‫انطبلقا من ىذا اؼبستفيدكف من األداءات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي بالنظر للخدمات‬
‫اؼبقدمة ىم‪:‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 11‬من القانوف ‪ 99/21‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية اؼبؤرخ ُب ‪.9321/19/92‬‬

‫‪136‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الفرع األول‪ :‬المؤمن نفسو‬


‫أوال‪ :‬من باب جميع خدمات الضمان االجتماعي األداءات العينية والنقدية‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -‬العماؿ األجراء أيا القطاع الذين ينتموف إليو‬
‫‪-‬العماؿ الذين يبارسوف عملهم ُب اؼبنزؿ‪.‬‬
‫‪-‬الفنانوف كاؼبمثلوف اؼبشاركُت ُب التمثيل‪.‬‬
‫‪-‬البحارة ك الصيادكف الذين يبحركف مع أصحاب العمل‪.‬‬
‫‪-‬الصيادكف أصحاب العمل كاحملاصوف كاؼببحركف‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬من باب الخدمات العينية فقط )تأمين المرض واألمومة(‬
‫‪-‬الفئات اػباصة بدكف نشاط مهٍت‪.‬‬
‫‪-‬الطلبة‪.‬‬
‫‪-‬اجملاىدكف كضحايا حرب التحرير الوطٍت‪.‬‬
‫‪-‬اؼبعوقُت‪.‬‬
‫‪-‬اؼبستفيدكف من اؼبادة ‪ 22‬من اؼبرسوـ ‪ 39/39‬اؼبؤرخ ُب ‪9339/19/91‬‬
‫‪-‬اؼبستفيدكف من التعويض عن األنشطة ذات اؼبنفعة العامة‬
‫‪-‬اؼبستفيدكف من اؼبنحة اعبزافية للتضامن اؼبنصوص عليها ُب اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪110/39‬‬
‫اؼبؤرخ ُب ‪9339/91/99‬‬
‫‪-‬اغبمالوف الذين يشتغلوف ُب ؿبطات السكك اغبديدية مىت رخص ؽبم‬
‫‪-‬حراس مواقف السيارات غَت مدفوعة األجر مىت رخص ؽبم‬
‫ثالثا‪ :‬من باب بعض الخدمات )تأمين المرض واألمومة ورأس مال الوفاة(‬
‫‪ -‬أصحاب اؼبعاشات كريوع الضماف االجتماعي‬
‫‪-‬أصحاب منح التقاعد اؼبباشر‬
‫‪-‬أصحاب منح التقاعد اؼبسبق‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 03‬ك ‪ 11‬من قانوف للتأمينات االجتماعية رقم ‪ 99/21‬اؼبؤرخ ُب ‪.9321/19/92‬‬

‫‪137‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬منح البطالة‬
‫‪ -‬أصحاب منح العجز احملولة إىل منح التقاعد‬
‫‪ -‬أصحاب ريع عن حادث عمل أك مرض مهٍت يناسب عجزا عن العمل يساكم ‪%11‬على‬
‫األقل‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬من باب التأمينات العينية تأمين على المرض فقط‬
‫‪ -‬معاش مباشر للعجز من التأمينات‬
‫‪ -‬معاش تقاعد منقوؿ‬
‫‪ -‬معاش تقاعد بدؿ معاش عجز‬
‫‪ -‬منحة تقاعد‬
‫‪ -‬منحة تقاعد منقولة‬
‫‪ -‬منحة للعماؿ اؼبسنُت األجراء‬
‫‪ -‬مساعدة عمرية‬
‫‪ -‬معاش عجز منقوؿ‬
‫‪ -‬معاش تقاعد منقوؿ بدؿ معاش عجز منقوؿ‬
‫‪ -‬ريع عن حادث أك مرض مهٍت للزكج أك الولد اليتيم أك الوالدة‬
‫الفرع الثاني‪ :‬ذوي الحقوق‬
‫باعتبار الطابع اػباص لقوانُت الضماف االجتماعي فإف اؼبقصود بذكم اغبقوؽ ُب مفهومو‬
‫ىبتلف عنو ُب مفهوـ القوانُت األخرل ذلك أنو باإلضافة إىل أفراد اؼبؤمن لو فهو يشمل األشخاص‬
‫اؼبكفولُت من طرفو ك الذين يتوىل رعايتهم السيما اغبواشي من الدرجة الثالثة الذين ليس لديهم دخل‬
‫باإلضافة إىل أصولو كأصوؿ زكجتو الذين ال تتجاكز مواردىم الشخصية اؼببلغ األدٌل ؼبعاش‬
‫(‪)1‬‬
‫التقاعد‪.‬‬

‫(‪ )1‬الطيب ظباٌب‪ ،‬للتأمينات االجتماعية في التشريع الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.999‬‬

‫‪138‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫كحدد نص اؼبادة ‪00‬من القانوف‪ 99/21‬بالتأمينات االجتماعية اؼبؤرخ ُب ‪9321/11/19‬‬


‫اؼبعدؿ كاؼبتمم‪ ،‬األداءات العينية للتأمينات االجتماعية اليت يستفيد منها ذك اغبقوؽ كىي على سبيل‬
‫(‪)1‬‬
‫اغبصر كمتمثلة ُب التأمُت على اؼبرض كالوالدة بالنسبة لزكج اؼبؤمن لو دكف باقي ذكم اغبقوؽ‪.‬‬
‫كقد حددت اؼبادة ‪ 01‬من نفس القانوف اؼبذكور آنفا األشخاص الذين يعتربكف ذكم‬
‫اغبقوؽ ُب نظر التشريع اػباص بالضماف االجتماعي كىم‪:‬‬
‫‪-2‬زكج اؼبؤمن‪ ،‬غَت أنو ال يستحق اإلستفادة من األداءات العينية إذا كاف يبارس نشاطا مهنيا‬
‫مأجورا ‪.‬ك إذا الزكج نفسو أجَتا ‪،‬يبكنو أف يستفيد من األداءات بصفتو ذا حق عندما ال يستوُب‬
‫الشركط اؼبنشئة للحقوؽ حبكم نشاطو اػباص‪.‬‬
‫‪-3‬األكالد اؼبكفولوف البالغوف أقل من الثامنة عشر )‪(18‬حسب مفهوـ التنظيم اؼبتعلق بالضماف‬
‫اإلجتماعي‪.‬‬
‫ك يعترب أيضا أكالد مكفولُت‪:‬‬
‫‪ -‬األكالد البالغوف أقل من طبسة كعشركف )‪(25‬سنة كالذين أبرـ بشأهنم عقد سبهُت يبنحهم أجرا‬
‫يقل من نصف األجر الوطٍت‪.‬‬
‫‪ -‬األكالد البالغوف أقل من كاحد كعشرين)‪ (21‬سنة ك الذين يواصلوف دراستهم كُب حالة ما إذا‬
‫بدأ العبلج قبل سن الواحد كالعشرين )‪،(21‬ال يعتد بشرط السن قبل هناية العبلج‪.‬‬
‫‪ -‬األكالد اؼبكفولوف كاغبواشي من الدرجة الثالثة اؼبكفولوف من اإلناث بدكف دخل‪ ،‬مهما كاف‬
‫سنهم‪.‬‬
‫‪-‬األكالد ‪،‬مهما كاف سنهم الذين يتعذر عليهم فبارسة أم نشاط مأجور بسبب عاىة أك مرض‬
‫مزمن ك وبتفظ بصفة ذكم اغبقوؽ األكالد اؼبستوفوف شركط السن اؼبطلوبة الذين ربتم عليهم التوقف‬
‫عن التمهُت كالدراسة حبكم حالتهم الصحية‪.‬‬
‫‪ -4‬يعترب مكفولُت أصوؿ اؼبؤمن لو أك أصوؿ زكجو عندما ال تتجاكز مواردىم الشخصية اؼببلغ‬
‫األدٌل ؼبعاش التقاعد‪ ،‬أم ما يعادؿ ‪ %11‬من األجر الوطٍت األدٌل اؼبضموف‪ .‬على أف يثبت ىذه‬

‫(‪)1‬األداءات العينية اؼبذكورة ُب اؼبادة ‪ 12‬ك ‪ 90‬من قانوف للتأمينات االجتماعية رقم ‪ 99/21‬اؼبؤرخ ُب ‪.9321/19/92‬‬

‫‪139‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الكفالة دبوجب حكم قضائي أك عقد وبرر أماـ اؼبوثق مع كجود احًتاـ صبيع الشركط ك اإللتزامات‬
‫اؼبفركضة كفقا ؼبا ىو مقرر ُب الفصل السابع (‪ )11‬من القانوف ‪ 99/29‬اؼبتضمن قانوف األسرة اؼبعدؿ‬
‫(‪)‬‬
‫كاؼبتمم كاؼبتعلق بالكفالة‪.‬‬
‫كذبدر اإلشارة إىل أف حق ذكم حقوؽ اؼبؤمن لو إجتماعيا ُب اإلستفادة من خدمات‬
‫التأمينات اإلجتماعية ُب باب األداءات العينية يبقى مكفوال حىت ُب حالة كفاتو‪ ،‬حبيث يستفيد ذكم‬
‫اغبقوؽ الذين تثبت ؽبم ىذه الصفة باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬من منحة الوفاة اؼبقررة ُب اؼبادة ‪ 91‬اليت يتم‬
‫توزيعها عليهم بصفة متساكية ُب حالة تعددىم ‪.‬‬
‫كأما ما تعلق بذكم حقوؽ العماؿ األجانب‪ ،‬فإف التغطية ُب ؾباؿ التأمينات اإلجتماعية ال‬
‫تشملهم إال إذا كانوا مقيمُت ُب اعبزائر‪ ،‬بإستثناء ذكم حقوؽ العماؿ األجانب الذين ينتموف إىل‬
‫دكلة أبرمت معها اعبزائر إتفاقية ُب ؾباؿ التأمينات اإلجتماعية‪ ،‬على غرار اإلتفاقية اعبزائرية الفرنسية‬
‫اؼبربمة بتاريخ ‪ 19‬أكتوبر ‪ 9321‬كالربكتوكوالت اؼبلحقة هبا كاليت تسمح لذكم حقوؽ األشخاص‬
‫الذين ينتموف إىل إحدل الدكلتُت كيعملوف ُب الدكلة األخرل من اإلستفادة من خدمات التأمينات‬
‫اإلجتماعية حىت كلو مل يكونوا مقيمُت معهم‪.‬‬

‫(‪ )‬احملكمة العليا ُب القرار رقم ‪ 12/19911‬أف إثبات الكفالة شرط الستحقاؽ ذكم حقوؽ اؼبؤمن لو اؼبكفولُت لؤلداءات النقدية اؼبتمثلة ُب منحة‬
‫الوفاة حبيث جاء ُب حيثياتو‪ ...." .‬منحة الوفاة يستفيد منها ذكم اغبقوؽ كما ىو مبُت بأحكاـ اؼبادة ‪ 01‬السالفة الذكر كأف اؼبطعوف ضدنبا ال تتوفر‬
‫فيهما الشركط ألهنما مل يثبتا كفالتهما "‪.‬‬
‫كما جاء ُب قرار رقم ‪ 12/19121‬أنو هبب إثبات ك تقدَل الكفالة طبقا ألحكاـ قانوف األسرة إلستحقاؽ اؼبعاش أك التعويض كفبا جاء ُب‬
‫حيثياتو‪ ... .".‬فإنو يتبُت من القرار اؼبطعوف فيو أنو ؼبا أسس قضاءه بتأييد اغبكم اؼبستأنف القاضي برفض دعول الطاعنة على أف اؼبطعوف ضده‬
‫الصندكؽ الوطٍت للتأمينات اإلجتماعية أثبت أف القاصرة (ؼ أ) كانت ربت كفالة كالدىا الشرعي (ؼ م) الذم كاف يتقاضى اؼبنح العائلية عنها كأف‬
‫كفالتها من قبل جدىا ( س ص) اؼبستفيد من اؼبعاش مل تتم تطبيقا للمادة ‪ 991‬من قانوف األسرة‪ ،‬فإنو أعطى األسباب الكافية كالتأسيس القانوٍل ؼبا‬
‫قضى بو‬

‫‪140‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث الخامس‪ :‬التزامات المكلفين والجزاءات المترتبة على مخالفتها‬


‫يستند نظاـ ربصيل اشًتاكات الضماف االجتماعي أساسا على النصوص التشريعية‬
‫كالتنظيمية‪،‬خاصةالقانوف‪99/21‬اؼبتعلقبالتزامات اؼبكلفُت ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي(‪ ،)1‬كاؼبرسوـ‬
‫التنفيذم ‪923/91‬اؼبتعلق بالضماف االجتماعي لؤلشخاص غَت أجراء الذين يبارسوف نشاطا خاصا‬
‫غبساهبم اػباص(‪)2‬حيث أنو من الناحية العملية يبادر اؼبنخرط بنفسو بػ‪:‬‬
‫‪ -‬القياـ بالتصريح بالنشاط‪ ،‬كاالنتساب للضماف االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬التصريح بالعماؿ كمن ُب حكمهم‪.‬‬
‫‪ -‬التصريح باالشًتاكات اؼبستحقة حبسب عدد العماؿ كاألجور‪.‬‬
‫‪ -‬تسديد اؼببالغ اؼبستحقة ؽبيئة الضماف االجتماعي كفق نسب االشًتاؾ اؼبطبقة‪.‬‬
‫‪ -‬التصريح بأساس االشًتاؾ (الدخل السنوم) لؤلشخاص غَت أجراء‪.‬‬
‫كعليو فإف مصاّب ىيئة الضماف االجتماعي اؼبكلفة بالتحصيل ال تتدخل إال الحقا‪ ،‬أعماال‬
‫إلجراءات اؼبراقبة اليت تقررىا كتنظمها النصوص التشريعية كالتنظيمية اؼبعموؿ هبا‪ ،‬خاصة اؼبواد ‪92‬‬
‫ك‪ 12‬منو القانوف ‪ 99-21‬اؼبشار إليو مسابقا‪ .‬ألف احًتاـ االلتزامات من طرؼ اؼبكلفُت غالبا مرتبط‬
‫كيعتمد أساسا على كعي اؼبنخرط بواجباتو اذباه ىيئة الضماف االجتماعي مع مدل فعالية التنسيق‬
‫كالتكامل بُت اؼبؤسسات ذات الطبيعة اإلدارية كاؼبالية مع ىيئات الضماف االجتماعي‪.‬‬
‫فالضماف االجتماعي يقوـ بالتكفل اؼبباشر باؼبؤمنُت سواء كانوا ُب حالة النشاط أك ُب غَت‬
‫النشاط‪ ،‬ككباكؿ من خبلؿ ىذا إبراز أنبية االلتزامات اليت يقررىا القانوف على عاتق اؼبكلف‪ ،‬كما‬
‫يرتبو على ـبالفتها أك اإلخبلؿ هبا من جزاءات مالية‪.‬‬
‫لكن قبل التعرؼ على االلتزامات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‪ ،‬البد أف نعرؼ معٌت التكليف‬
‫ٍب منهم اؼبكلفُت‪ ،‬لنخلص لبللتزامات اؼبقررة على عاتقهم كاعبزاءات اؼبًتتبة على ـبالفتها ُب ىذا‬
‫اجملاؿ‪.‬‬

‫(‪ )1‬القانوف‪99/21‬اؼبتعلق بالتزامات اؼبكلفُت ُب ؾباؿ الضماف اؼبعدؿ ك اؼبتمم جريدة الرظبية رقم ‪ 92‬لسنة ‪.9321‬‬
‫(‪ )2‬اؼبرسوـ التنفيذم ‪ 923/91‬اؼبتعلق بالضماف االجتماعي لؤلشخاص غَت أجراء الذين يبارسوف نشاطا غبساهبم اػباص اعبريدة الرظبية رقم ‪ 92‬لسنة‬
‫‪ 9191‬اؼبؤرخة ُب ‪92‬نوفمرب ‪.9191‬‬

‫‪141‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫التكليف كضع قانوٍل يوجد عليو اؼبكلفوف كبو ىيئة الضماف االجتماعي‪ ،‬ينشئ ‪-‬ىذا‬
‫الوضع‪ -‬كاجبا على عاتق اؼبكلف لصاّب ىيئة الضماف اؼبختصة كيقصد بالتكليف ُب ؾباؿ الضماف‬
‫االجتماعي‪ ،‬ؾبموع االلتزامات اليت يقررىا القانوف على عاتق اؼبكلف (اؼبادة ‪ 9‬من القانوف ‪99-21‬‬
‫اؼبتعلق بالتزامات اؼبكلفُت ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي)‪.‬‬
‫أما اؼبكلف ُب إطار الضماف االجتماعي ىو من يقع على عاتقو االلتزاـ الذم يقرره القانوف‪،‬‬
‫كاؼبكلف ُب ىذا اإلطار نوعاف‪:‬‬
‫أ‪ /‬اؼبكلف ُب نطاؽ التأمُت االجتماعي لغَت األجراء‪ ،‬كل من يبارس نشاطا حرا غبسابو‬
‫اػباص‪ ،‬كىم التجار كاغبرفيوف كأصحاب اؼبهن اغبرة كالفبلحوف‪ ،‬أفراد أك شركاء ُب الشركات"‪.‬‬
‫ب‪ /‬أما اؼبكلف ُب نطاؽ التأمُت االجتماعي لؤلجراء كمن يلحق هبم‪ ،‬فهو الذم يقع على‬
‫عاتقو التكليف‪ ،‬كىو صاحب العمل الذم يشغل لديو عامبل أك أكثر‪ ،‬بغض النظر عن طبيعة عبلقة‬
‫العمل اليت تربطو بو‪ ،‬كاؼبكلف قد يكوف شخصا طبيعيا أك معنويا‪ ،‬اؼبادتاف ‪1‬ك‪ 9‬من القانوف ‪99/21‬‬
‫السابق اإلشارة لو(‪.)1‬‬
‫كيقرر القانوف التزامات ـبتلفة‪ ،‬على عاتق اؼبكلف بوجو عاـ‪ ،‬زبتلف باختبلؼ ىيئة الضماف‬
‫اؼبنخرط فيها‪ ،‬كُب حالة اإلخبلؿ هبا يًتتب عليو جزاءات مالية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التزامات المكلفين‪.‬‬
‫كل من يبارس نشاطا حرا غَت مأجور‪ ،‬ككذلك رب العمل الذم يشغل الغَت‪ ،‬يقع على عاتق‬
‫كل منهما ؾبموعة التزامات‪ ،‬نوردىا كالتايل‪:‬‬
‫الفرع األول التصريح بالنشاط‬
‫يلتزـ اؼبكلف ُب إطار الضماف االجتماعي‪ ،‬طبقا لنصي اؼبادتُت ‪0‬ك‪ 1‬من القانػوف ‪99-21‬‬
‫السالف الذكر‪ ،‬بالتزامُت نبا‪:‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ " 1‬يعتبر كأصحاب عمل مكلفُت األشخاص الطبيعيوف أك اؼبعنويوف الذين يستخدموف عامبل أك أكثر‪ ،‬أيا كانت الطبيعة القانونية لعبلقة‬
‫العمل كمدهتا كشكلها كما ىي ؿبددة ُب التشريع كالتنظيم اؼبتعلق بعبلقات العمل" ‪.‬‬
‫‪ -‬اؼبادة ‪ " 9‬يعترب كذلك أصحاب عمل مكلفُت الذين يستخدموف غبساهبم اػباص عماال مهما كانت صفتهم مقابل أجر"‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ /2‬التصريح بالنشاط‬
‫التصريح بالنشاط اؼبقرر قانونا‪ ،‬ىو قياـ اؼبكلف باإلعبلف عن نفسو دبزاكلة نشاط غَت مأجور‬
‫أك تشغيل الغَت‪ ،‬لدل ىيئة الضماف اؼبختصة‪ ،‬خبلؿ عشرة أياـ (‪ )91‬من بداية النشاط أك تشغيل‬
‫الغَت‪ ،‬كىي مدة ربسب باالستناد لرخصة النشاط كالتصريح لدل ىيئة الضرائب(‪ ،)1‬كيتم التصريح ُب‬
‫استمارة تسلم من طرؼ مصاّب ىيئات الضماف االجتماعي‪ ،‬تتضمن التعريف باؼبصرح كالنشاط‬
‫الذم يبارسو‪.‬‬
‫أ‪ /‬التصريح لدى ىيئة التأمين لغير األجراء‬
‫يقع على عاتق كل خاص يبارس نشاطا حرا غَت مأجور –سواء كاف فردا أك شريكا‬
‫ُب شركة‪ -‬التزاـ قانوٍل بالتصريح بالنشاط لدل الصندكؽ الوطٍت لغَت األجراء كيتم بناء على ىذا‬
‫التصريح البراط اؼبصرح ُب ىيئة التأمُت االجتماعي كترقيمو(‪ ،)2‬كيتضمن التصريح بالنشاط الوثائق‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬نسخة من السجل التجارم أك اؼبهٍت أك اغبرُب‪.‬‬
‫‪ -‬شهادة بداية النشاط‪ ،‬تسلم من طرؼ إدارة الضرائب‪.‬‬
‫‪ -‬شهادة اغبالة اؼبدنية‪.‬‬
‫‪ -‬إضافة ؽبذه الوثائق‪ ،‬يقدـ نسخة من عقد الشركة بالنسبة للشركاء ُب الشركة‪.‬‬
‫غَت أنو دبوجب اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 191-92‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9192/99/91‬وبدد كيفيات‬
‫التصريح لدل الضماف االجتماعي لغَت األجراء لؤلشخاص الذين يبارسوف نشاطا ذباريا غبساهبم‬
‫اػباص أنو دبجرد القيد ُب السجل التجارم لكل شخص طبيعي أك معنوم تصروبا لؤلشخاص‬
‫اؼبكلفُت ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي كيدكف ىذا التصريح ُب إستمارات التسجيل ُب السجل‬

‫(‪)1‬اؼبواد ‪ 1.0.1‬من القانوف رقم ‪ 99-21‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9321/1/9‬اؼبتعلق بالتزامات اؼبكلفُت ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‪ ،‬معدؿ كمتمم‪.‬‬
‫(‪)2‬اؼبادة ‪ 1‬من القانوف رقم ‪ 99-21‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9321/1/9‬اؼبتعلق بالتزامات اؼبكلفُت ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‪ ،‬معدؿ كمتمم‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫التجارم اليت يسلمها اؼبركز الوطٍت التجارم ك تتضمن ىذه اإلستمارات إطار ـبصص ؽبذا التصريح‬
‫(‪)1‬‬
‫كيسرم ىذا التصريح إبتداءا من تاريخ القيد ُب السجل التجارم‪.‬‬
‫مع اإلشارة أف اإلنتساب يسرم إبتداءا من تاريخ اؼبمارسة الفعلية للنشاط اؼبمصر حبها من‬
‫قبل اؼبكلف‪ ،‬كيتوقف النشاط إبتداء من تاريخ التوقف عن فبارسة أم نشاط‪ ،‬كيكوف اإلشًتاؾ‬
‫(‪)2‬‬
‫مستحقا خبلؿ السنة إبتداء من تاريخ سرياف اإلنتساب كيدفع ُب اآلجاؿ احملددة قانونا‪.‬‬
‫ب‪ /‬التصريح بالنشاط لدى ىيئة التأمين االجتماعي لألجراء‪:‬‬
‫عندما يقوـ صاحب النشاط‪ ،‬سواء كاف شخصا طبيعيا أك معنويا بتشغيل الغَت‪ ،‬عامل كاحد أك‬
‫أكثر‪ ،‬طبقا للقانوف ‪ ،99-21‬فإنو يصبح رب عمل‪ ،‬يوجب عليو القانوف التصريح لدل ىيئة التأمُت‬
‫االجتماعي لؤلجراء‪ ،‬قصد ترقيمو‪.‬‬
‫‪ -3‬التصريح بالعمال‪:‬‬
‫إف اؼبشرع رتب على عاتق اؼبكلف‪ ،‬رب العمل كاجب التصريح بالعماؿ لديو‪ ،‬خبلؿ أجل‬
‫ؿبدد‪ ،‬على النحو التايل(‪:)3‬‬
‫أ‪ /‬التصريح بالعمال‬
‫يوجب القانوف على اؼبكلف ‪،‬رب العمل‪ ،‬أف يصرح بكل عامل يشتغل لديو‪ ،‬كيطلب‬
‫انتسابو ُب ىيئة التأمُت االجتماعي‪ ،‬فيقوـ بتقدَل طلب انتساب العماؿ كمن ُب حكمهم‪ ،‬كفق مباذج‬
‫معدة ؽبذا الغرض‪ ،‬تسلمها ىيئة الضماف االجتماعي ألرباب العمل‪ ،‬قصد ترقيمهم ُب ىيئة التأمُت‬
‫االجتماعي‪ ،‬كالفئات اؼبصرح هبا ىي‪:‬‬
‫‪-‬فئة العمال‪:‬‬
‫يلتزـ اؼبكلف بالتصريح بفئات العماؿ مهما كانت جنسيتهم‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 9‬إىل‪ 1‬من اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 191-92‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9192/99/91‬وبدد كيفيات التصريح لدل الضماف االجتماعي لغَت األجراء‬
‫لؤلشخاص الذين يبارسوف نشاطا ذباريا غبساهبم اػباص‪ ،‬اعبريدة الرظبية رقم ‪ 19‬لسنة ‪9192‬‬
‫(‪ )2‬اؼبادة‪91‬من اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 923-91‬اؼبعدؿ ك اؼبتمم‪ .‬المرجع السابق‪.‬‬
‫(‪ )3‬كفقا للمواد ‪91 ،99 ،91 ،2‬مادة ‪ 1‬من القانوف رقم ‪ 99-21‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9321/1/9‬اؼبتعلق بالتزامات اؼبكلفُت ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‪،‬‬
‫معدؿ كمتمم‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫* كل عامل يبارس ُب اعبزائر عمبل مأجورا‪ ،‬أك ما يشبو ذلك‪.‬‬


‫* اؼبمتهنوف غبساب مستخدـ كاحد أك أكثر‪ ،‬مهما كانت طبيعة العقد أك العبلقة اليت تربط‬
‫بينهما‪ ،‬كمهما كانت طبيعة األجر‪.‬‬
‫‪ -‬الفئات الخاصة‪:‬‬
‫يلتزـ صاحب العمل بالتصريح باؼبؤمنُت من الفئات اػباصة‪ ،‬اؼبشبهوف باألجراء أك من يكوف ُب‬
‫حكمهم‪ ،‬كذلك كفقا للمرسوـ رقم ‪ 19-21‬الذم وبدد اشًتاكات الضماف االجتماعي ألصناؼ‬
‫خاصة من اؼبؤمن ؽبم اجتماعيا‪ ،‬كتشمل ىذه الفئة ؾبموعة من الطوائف اؼبؤمن ؽبا اجتماعيا‪ ،‬كمنها‬
‫على سبيل اؼبثاؿ (‪:)1‬‬
‫‪ -‬اؼبعوقوف (نسبة اشًتاكهم ‪.)%1‬‬
‫‪ -‬الطلبة اعبامعيوف (نسبة اشًتاكهم ‪.)%9,1‬‬
‫‪ -‬األشخاص الذين يستخدمهم اػبواص غبساهبم اػباص (نسبة اشًتاكهم ‪.)%0‬‬
‫‪ -‬اؼبتمرنوف (نسبة اشًتاكهم ‪.)%9‬‬
‫‪ -‬التصريح بالعماؿ اػباضعُت للبطالة بسبب الظركؼ اؼبناخية‪:‬‬
‫يتعلق ىذا االلتزاـ‪ ،‬بتأمُت رب العمل البطالة الناذبة عن الظركؼ الطبيعية كاؼبناخية‪ ،‬كىو تأمُت‬
‫خاص بعماؿ البناء كاألشغاؿ العمومية كالرم‪ ،‬الذم يعملوف ُب الورشات‪.‬‬
‫يلتزـ رب العمل قانونا بالتصريح بالعماؿ السابق ذكرىم‪ ،‬خبلؿ ‪ 92‬ساعة من التوقف عن‬
‫العمل بسبب تلك الظركؼ‪ ،‬طبقا لؤلمر ‪ 19-31‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9331/91/99‬اؼبعلق بتأسيس تعويض‬
‫البطالة الناصبة عن سوء األحواؿ اعبوية لعماؿ قطاعات البناء كاألشغاؿ العمومية كالرم‪.‬‬
‫الفرع الثاني اإلنتساب المزدوج‬
‫دبا أف الضماف االجتماعي يقوـ على أساس التضامن كالتكافل االجتماعي بُت أفراد اجملتمع‬
‫الواحد كبُت األجياؿ ىذا من جهة كمن جهة أخرل فإف القانوف يسمح باالستفادة من معاشُت‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 9‬إىل ‪ 1‬من اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 19-21‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9321/19/13‬وبدد اشًتاكات الضماف االجتماعي ألصناؼ خاصة من اؼبؤمن ؽبم‬
‫اجتماعيا‪ ،‬معدؿ كمتمم‪ ،‬اعبريدة الرظبية رقم ‪ 3‬لسنة ‪9321‬‬

‫‪145‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ـبتلفُت‪ ،‬كلذلك فإف عملية االنتساب يبكن أف تتعدد‪ ،‬حبيث يكوف الشخص منخرطا ُب ىيئتُت‬
‫للضماف االجتماعي‪ ،‬لؤلجراء كغَت األجراء‪ ،‬ىذا ما نصت عليو اؼبادة‪ )1(93‬كمن اؼبرسوـ التنفيذم‬
‫‪ 923-91‬اؼبؤرخ ُب ‪ ،9191/99/99‬اؼبتعلق بالضماف االجتماعي لؤلشخاص غَت األجراء الذين‬
‫يبارسوف نشاطا غبساهبم اػباص‪.‬‬
‫غَت أنو ‪،‬إذا امل يستوُب اؼبؤمن لو اجتماعيا شركط زبويل اغبقوؽ بالنسبة للنشاط اؼبأجور ‪،‬يبكن‬
‫اؼبؤمن لو اجتماعيا أك ذكم حقوقو ‪،‬عند االقتضاء االستفادة من األداءات بعنواف نشاطو غَت اؼبأجور‬
‫حسب الشركط القانونية ‪.‬‬
‫مع التأكيد على أف القانوف ألزـ كأجرب األشخاص الذين ًب إحالتهم على التقاعد‪ ،‬الذين‬
‫يعودكف أك يستمركف ُب فبارسة نشاط غَت مأجور‪ ،‬خاضعُت لكل االلتزامات الناصبة عن ذلك ُب‬
‫ؾباؿ الضماف االجتماعي‪ ،‬مع األخذ بعُت االعتبار أف ىذا االنتساب اعبديد ال يؤدم إىل اعتماد‬
‫من أجل اغبصوؿ على معاش جديد كال على معاش العجز كال مراجعة معاش التقاعد الذم يتمتع بو‬
‫(‪)2‬‬
‫اؼبؤمن لو اجتماعيا‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪:‬األجل المحدد لالنتساب‬
‫كالتصريح بكل أشكالو‪ ،‬الغرض منو ضماف حقوؽ اؼبؤمن اجتماعيا‪ ،‬كضماف موارد ىيئة‬
‫الضماف االجتماعي‪ ،‬خاصة كأف سبويل الصندكؽ مصدره مسانبات أرباب العمل كالعماؿ‪ ،‬وبدد لو‬
‫القانوف آجاال ؿبددة‪ ،‬فيتم التصريح من اؼبكلف ُب ظرؼ عشرة ‪ 91‬أياـ ابتداء من تاريخ بدء‬
‫النشاط الفعلي أك تشغيل العامل(‪ ،)3‬كىو تصريح الزـ الستفادة اؼبؤمن من التأمينات االجتماعية‪.‬‬
‫أما بالنسبة للطلبة‪ ،‬فإف القانوف يلزـ مؤسسات التعليم العايل‪ ،‬التقٍت كالتكوين اؼبهٍت مثبل أف‬
‫تقدـ طلب انتساب الطلبة اؼبسجلُت لديها‪ُ ،‬ب ظرؼ عشرين ‪ 91‬يوما‪ ،‬من تاريخ التسجيل‪.‬‬

‫(‪)1‬اؼبادة ‪ " 93‬هبب على كل شخص يبارس ُب آف كاحد ‪،‬نشاطا مأجور ك نشاطا غَت مأجور أف ينتسب بعنواف النشاط عَت مأجور ك لو كاف يبارس‬
‫ىذا النشاط بصفة ثانوية دكف اؼبساس باالنتساب بعنواف النشاط اؼبأجور‪ُ،‬ب ىذه اغبالة تستحق أداءات االجتماعية بعنواف نشاطو اؼبأجور "‬
‫(‪ )2‬اؼبادة ‪92‬من اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 923-91‬اؼبتعلق بالضماف االجتماعي لؤلشخاص غَت أجراء الذين يبارسوف نشاطا غبساهبم اػباص اؼبعدؿ‬
‫كاؼبتمم دبوجب اؼبرسوـ التنفيذم قم ‪ 999-99‬اؼبؤرخ ُب ‪91‬مارس ‪.9199‬‬
‫(‪)3‬اؼبادة ‪ 91‬من القانوف رقم ‪99-21‬‬

‫‪146‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫مع اؼببلحظة ُب حالة عدـ قياـ رب العمل‪ ،‬بطلب انتساب العماؿ لديو ُب اآلجاؿ اليت‬
‫وبددىا القانوف‪ ،‬فإف ىيئة الضماف االجتماعي اؼبعنية تقوـ بعملية االنتساب اغبكمي أك التلقائي‬
‫طبقا للمادتُت ‪ 99،11‬من القانوف‪ ،99/21‬كيتم االنتساب اغبكمي بناء على طلب العامل أك كل‬
‫ذم مصلحة‪ ،‬مثل ذكم اغبقوؽ أك أم شخص آخر أك بناء على طلب اؼبنظمة النقابية‪ ،‬كما يبكن‬
‫أف دببادرة تلقائية من ىيئة الضماف االجتماعي‪ ،‬بناء على مراقبة‪ ،‬هبريها العوف اؼبراقب احمللف‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬التصريح بالمداخيل واألجور‬
‫ألزـ اؼبشرع اعبزائرم اؼبكلفُت ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي كفق اؼبواد ‪ 99-90-91-99‬من‬
‫القانوف ‪ 99-21‬التصريح ُب ىذا اجملاؿ بػ‪:‬‬
‫‪ -‬اؼبداخيل بالنسبة لغَت األجراء‪.‬‬
‫‪ -‬األجور بالنسبة ألرباب العمل‪.‬‬
‫كيتم التصريح على الوجو التايل‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التصريح بالمداخيل‬
‫يلتزـ أصحاب اؼبهن اغبرة‪ ،‬التابعُت ؽبيئة الضماف االجتماعي لغَت األجراء‪ ،‬بالتصريح‬
‫باؼبداخيل السنوية اؼبربرة دبوجب مستندات جبائية ك ؿباسبية طبقا للتشريع اؼبعموؿ بو بإعتبارىا تعد‬
‫أساس اشًتاؾ غَت األجراء كذلك ُب أجل أقصاه أكؿ (‪ )19‬مارس من السنة اؼبعنية (‪ ،)1‬كيساكم‬
‫األساس الذم يعتمد ُب حساب اإلشًتاكات دخل اإلستغبلؿ للسنة اؼبالية السابقة كاؼبتكوف من رقم‬
‫األعماؿ بعد خصم التكاليف اؼبرتبطة مباشرة دبمارسة النشاط ‪،‬أما ُب حالة فبارسة نشاطات متعددة‬
‫غَت مأجورة يتم إعتماد ؾبموع مداخيل اإلستغبلؿ للسنة اؼبالية السابقة لتحديد أساس اإلشًتاؾ‪،‬‬
‫على أنو ال يبكن أف يقل أساس االشًتاؾ اؼبصرح بو عن اؼببلغ السنوم لؤلجر اؼبرجعي كال يتجاكز‬
‫عشرين (‪ )91‬مرة اؼببلغ السنوم ؽبذا األجر كربدد نسبة االشًتاؾ ب ‪ %91‬من األساس اؼبذكور‬
‫أعبله‪.‬‬

‫(‪)1‬اؼبادة ‪ 99‬من اؼبرسوـ ‪ 923/91‬اؼبعدؿ ك اؼبتمم ‪ ،‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫غَت أنو‪ ،‬يبكن ؽبيئة الضماف االجتماعي اؼبختصة القياـ بأم إعادة أم تقييم أك إعادة تقييم أك تقوَل‬
‫ألساس اإلشًتاؾ بالنسبة عبميع فًتات التكليف على أساس أم عنصر يصرح بو اؼبكلف الذم يبارس‬
‫نشاطا غبسابو اػباص اؼبعٍت أك أم عنصر مقارف يتعلق بأسس االشًتاؾ اؼبصرح هبا من قبل اؼبكلفُت‬
‫من نفس اؼبهنة‪ .‬يكوف االشًتاؾ مستحقا إبتداء من أكؿ جانفي من كل سنة‪ ،‬كيدفع قبل ‪ 11‬جواف‬
‫من نفس السنة بالنسبة لؤلشخاص الذين ال يبارسوف حصرا نشاطا فبلحيا حبيث ىذه الفئة األخَتة‬
‫يكوف الدفع قبل أكؿ (‪ )19‬أكتوبر ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التصريح باألجور‬
‫يلتزـ رب العمل كجوبا بالتصريح باألجور‪ ،‬حبسب عدد العماؿ لديو‪ ،‬فيصرح تصروبا شهريا أك‬
‫فصليا‪ٍ ،‬ب يصرح تصروبا سنويا‪ ،‬على النحو التايل كفق اؼبواد ‪ 99 ،90 ،91 ،99‬من القانوف‬
‫‪.99-21‬‬
‫أ* التصريح الشهري‬
‫ىبضع رب العمل لوجوب التصريح الشهرم بالعماؿ‪ ،‬إذا كاف يشغل أكثر من عشرة‬
‫(‪)91‬عماؿ فإف التصريح يكوف شهريا كيتم التصريح الشهرم خبلؿ ‪ 11‬يوما اليت تلي الشهر‪.‬‬
‫ب* التصريح الفصلي‬
‫يلتزـ اؼبكلف بالتصريح الفصلي إذا كاف يشغل أقل من عشرة عماؿ "أم من عامل كاحد إىل‬
‫‪ 3‬عماؿ‪ ،‬كيتم التصريح الفصلي خبلؿ ‪ 11‬يوما اليت تلي الفصل‪.‬‬
‫ج* التصريح السنوي‬
‫باإلضافة‪ ،‬إىل التصريح الشهرم أك الفصلي‪ ،‬فإف رب العمل يلتزـ قانونا بالتصريح سنويا‪،‬‬
‫بالقائمة االظبية للعماؿ‪ ،‬كاألجور اليت يتقاضوهنا‪ ،‬عقب كل سنة مدنية‪ ،‬خبلؿ ‪ 11‬يوما اليت‬
‫تليها يتضمن التصريح عدد العماؿ كاألجور اليت يتقاضوهنا‪ ،‬كمدة العمل الفعلية‪ ،‬اؼبادة ‪ 99‬من‬
‫القانوف ‪ 99-21‬اؼبعدلة بالقانوف ‪ 91-20‬اؼبتضمن قانوف اؼبالية لسنة ‪ُ 9321‬ب مادتو ‪.992‬‬
‫ُب األخَت ذبدر اإلشارة أنو وبتل التصريح باألجور‪ ،‬خاصة التصريح السنوم أنبية بالغة خاصة‬
‫ُب اجملاؿ العملي‪ ،‬من حيث ضماف مصلحيت ىيئة الضماف االجتماعي كاؼبؤمنُت اجتماعيا‪ ،‬حيث‬

‫‪148‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تبدك كتظهر ىذه اغبماية جليا خاصة ُب التصريح السنوم‪ ،‬باعتباره مرجعا أساسيا أثناء حساب‬
‫معاشات العماؿ مع ما وبمي من كل ذباكزات أرباب العمل ُب عدـ التصريح بالعماؿ‪ُ ،‬ب‬
‫التصروبات الشهرية أك الفصلية ىذا من جهة‪ ،‬كما ربمي ىذه التصروبات الشهرية أك الفصلية‬
‫كالسنوية‪ ،‬مصلحة ىيئات الضماف االجتماعي من جهة ثانية‪ ،‬بتمكينها من كضع الفاتورة اػباصة‪،‬‬
‫اليت ربدد فيها مستحقاهتا كغبساب كضبط كمراقبة التصروبات الشهرية كالفصلية لؤلجور‬
‫كاالشًتاكات باعتبارىا مرجعا لفتح اغبقوؽ ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬التحديد الجزافي المؤقت‬
‫إف عدـ التزاـ رب العمل بالتصريح باألجور كالعماؿ‪ ،‬ىبوؿ ىيئة الضماف االجتماعي حق‬
‫ربديد االشًتاكات اؼبستحقة ؽبا‪ ،‬بصفة جزافية كمؤقتة‪ ،‬كاليت تستخلص من التصريح الشهرم أك‬
‫الفصلي أك السنوم السابقة‪ ،‬كىذا يتم ُب حالة ما إذا كاف ىناؾ تصريح‪ ،‬يضاؼ إليها نسبة ‪%1‬من‬
‫ىذا التقدير‪ ،‬كوبتل التصريح باألجور أنبية خاصة ُب اجملاؿ العملي من حيث ضماف مصلحيت ىيئة‬
‫الضماف االجتماعي كاؼبؤمنُت اجتماعيا‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الجزاءات على مخالفة االلتزامات في مجال الضمان االجتماعي‬
‫إف التصروبات اليت تقدـ من طرؼ اؼبكلفُت‪ُ ،‬ب إطار التأمُت االجتماعي‪ ،‬عبارة عن استمارات‬
‫تسلم من طرؼ ىيئة الضماف اؼبختصة‪ ،‬ليقوـ اؼبكلف دبلئها باؼبعلومات اؼبطلوبة منهم‪ ،‬ىذه الوثائق‬
‫تعترب حجة دبا جاء فيها كاعًتافا – اإلقرار‪ -‬منو دبا كرد فيها من اؼبعلومات‪ ،‬خاصة التصريح باألجور‬
‫كالعماؿ‪ ،‬حيث أف القواعد العامة تقضي بأف االعًتاؼ بالدين يكوف ُب كثيقة‪ ،‬ال يشًتط فيها شكبل‬
‫معينا‪ ،‬سبضي من طرؼ اؼبدين الذم يقر فيها دبديونيتو‪ ،‬لطرؼ ثاٍل‪ ،‬بدين مايل معُت‪ ،‬كىو ما يصدؽ‬
‫على التصريح باألجر كبالعماؿ‪.‬‬
‫كنظرا ألنبية ىذه التصروبات اؼبطلوبة لزاما على اؼبكلفُت فقد خوؿ القانوف ىيئة الضماف إجراء‬
‫ابتدائيا من شأنو أف يدفع باؼبكلف إىل التصريح باألجور كبالعماؿ كىو التحديد اعبزاُب أك التقدير‬
‫التلقائي‪ ،‬يضاؼ لو جزاء بغرامة ربدد ‪ %1‬من اؼببلغ احملدد جزافا‪ ،‬كىبوؿ القانوف اؼبكلف حق‬
‫االعًتاض على ىذا التقدير‪ ،‬بشرط تقدَل التصريح اؼبطلوب منو‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫انطبلقا منو ‪،‬فإف القانوف رتب جزاءات مالية عند عدـ التصريح ُب اآلجاؿ احملددة قانونا أك‬
‫التأخَت فيو‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬جزاء عدم التصريح بالنشاط‬
‫يرتب القانوف على زبلف اػبواص الذين يبارسوف نشاطا غَت مأجور كأرباب العمل‪ ،‬عن‬
‫التصريح‪ ،‬أك تأخرىم فيو‪ ،‬جزائُت‪ ،‬حسب اؼبادة ‪ 1‬من القانوف ‪ ،94-21‬نبا‪:‬‬
‫‪ -‬جزاء عدـ التصريح ابتداءا‪ ،‬يعاقب بغرامة طبسة آالؼ – ‪ 1111‬دج‪.‬‬
‫‪ -‬كجزاء آخر‪ ،‬يتمثل ُب زيادات تأخَت تقدر بنسبة ‪ %91‬عن كل شهر تأخَت‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬جزاء عدم التصريح بالعمال‬
‫إف عدـ تقدَل رب العمل‪ ،‬طلب انتساب العماؿ لديو‪ُ ،‬ب اؼبدة احملددة قانونا‪ ،‬يعترب إخبلال‬
‫بالتزاماتو‪ ،‬كيًتتب القانوف عليو – اإلخبلؿ‪ -‬جزائُت نبا‪:‬‬
‫‪ -‬غرامة تأخَت تقدر بػ ‪ 9111‬دج عن كل عامل مل يتم انتسابو‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة تأخَت تقدر بػ ‪ %91‬عن كل شهر‪.‬‬
‫ضف إىل ذلك يعاقب اؼبستخدـ الذم مل يقم بأنساب العماؿ الذين يوظفهم لدل الضماف‬
‫االجتماعي ُب اآلجاؿ احملددة ‪،‬بغرامة تًتاكح بُت ‪91 111‬دج ك‪ 91 111‬دج عن كل عامل غَت‬
‫منتسب‪ ،‬كبعقوبة حبس من شهرين )‪ (2‬إىل ستة أشهر )‪ (6‬أك بإحدل ىاتُت العقوبتُت كُب حالة‬
‫العود‪ ،‬يعاقب اؼبستخدـ بغرامة تًتاكح بُت ‪ 91 111‬دج اىل‪ 11 111‬دج عن كل عامل غَت منسب‬
‫(‪)1‬‬
‫كبعقوبة حبس شهرين )‪ (2‬إىل أربعة كعشرين شهرا‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الجزاء عن عدم التصريح باألجراء واألجور "التصريح السنوي"‬
‫ُب حالة عدـ التزاـ رب العمل بالتصريح باألجور‪ُ ،‬ب آجاؽبا القانونية‪ ،‬فإف القانوف يقرر‬
‫اعبزاءات التالية‪:‬‬
‫‪% 91 -‬من مبلغ االشًتاكات‪ ،‬كغرامة عن عدـ التزامو بالتصريح‪ُ ،‬ب اؼبدة احملددة قانونا‪.‬‬

‫(‪)1‬اؼبادة ‪ 99‬من القانوف رقم ‪ ،99-21‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬يضاؼ ؽبا زيادات تأخَت‪ ،‬ربدد بنسبة ‪%9‬عن كل شهر تأخَت‪ ،‬ربسب كذلك من مبلغ‬
‫االشًتاكات اؼبستحقة‪.‬‬
‫ىذا ك تتعرض اؽبيئة اؼبستخدمة اليت يبلحظ عنها أهنا أغفلت ذكر عامل أجَت ُب التصريح‬
‫باألجور‪ ،‬أك قامت بارتكاب عمدا مغالطات ُب مبلغ األجور اؼبصرح هبا إىل غرامة توقعها ىيئة‬
‫(‪)1‬‬
‫الضماف االجتماعي تقدر ب ‪ 1000‬دج عن كل عامل أك مغالطة‬
‫الفرع الرابع‪ :‬جزاء عدم دفع االشتراكات‬
‫يرتب القانوف عن زبلف رب العمل‪ ،‬عن دفع االشًتاكات جزائُت نبا‪:‬‬
‫‪ %1 -‬من مبلغ االشًتاكات كغرامة عن التأخر‪.‬‬
‫‪ -‬يضاؼ إليها ‪ %9‬عن كل شهر تأخَت اؼبادة ‪ 99‬من قانوف ‪ 99/21‬اؼبعدلة ‪91/20‬‬
‫اؼبتضمن القانوف اؼبالية للسنة ‪ُ 21‬ب مادتو ‪.993‬‬
‫مع اإلشارة أف قوانُت الضماف االجتماعي‪ ،‬تفسح للمكلف اجملاؿ لبلعًتاض بالطعن أماـ‬
‫عبناف الطعن ‪ ،‬فيما يتعلق باعبزاءات‪ ،‬اؼبتمثلة ُب الغرامة كزيادات التأخَت‪.‬‬
‫ُب األخَت إف ؾبمل االلتزامات اؼبلقاة على عاتق اػبواص كأرباب العمل‪ ،‬كاليت يًتتب عن‬
‫عدـ القياـ هبا‪ ،‬توقيع جزاءات مالية زبتلف باختبلؼ االلتزاـ‪ ،‬من شأهنا أف تدعم التأمُت‬
‫االجتماعي‪ ،‬فتجعلو أكثر أداء لوظيفتو االجتماعية‪ ،‬اؼبتمثلة ُب تأدية حقوؽ اؼبؤمنُت‪ُ ،‬ب ظركؼ‬
‫حسنة‪.‬‬
‫كاؼببلحظ أنو رغم ىذه االلتزامات‪ ،‬كما يًتتب عن ـبالفتها من جزاءات‪ ،‬توقع على اؼبكلف‪،‬‬
‫ُب حالة عدـ الوفاء هبا‪ ،‬فإف ىيئات الضماف االجتماعي ذبد نفسها أماـ صعوبات صبة‪ ،‬خاصة‬
‫ربديد مبلغ االشًتاكات اؼبستحقة ؽبا‪ ،‬ألف اؼبكلفُت‪ُ ،‬ب كثَت من األحياف ال يقوموف بالتزاماهتم‪ ،‬فبل‬
‫يقدموف ؽبيئة الضماف اؼبعنية‪ ،‬التصريح اؼبطلوب سواء كاف تصروبا شهريا أك فصليا أك سنويا‪ ،‬رغم‬
‫التعليمات العديدة ُب ىذا الشأف اليت تدعوىا لبللتزاـ بواجباهتا ذباه ىيئات الضماف االجتماعي‪،‬‬

‫(‪)1‬اؼبادة ‪ 90‬مكرر من القانوف رقم ‪ ،99-21‬نفس المصدر‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫باإلضافة إىل ىذا فإف ىيئة الضماف االجتماعي ذبد نفسها عاجزة عن ربصيل حقوقها‪ ،‬كالدليل على‬
‫ذلك‪ ،‬ديوف ىيئة الضماف االجتماعي لدل ـبتلف القطاعات‪.‬‬
‫المبحث السادس‪ :‬الحقوق التكميلية في مجال التأمينات االجتماعية‬
‫من أجل ربقيق مشولية التغطية االجتماعية لكافة فئات الناشطة كالشرائح االجتماعية كربسُت‬
‫مستويات اؼبعيشة تدخل اؼبشرع من خبلؿ العديد من التنظيمات كالقرارات كاإلجراءات اليت تساعد‬
‫ُب تغطية اجتماعية أكرب كعصرنو الضماف االجتماعي كاغبفاظ على توازناتو اؼبالية ذلك بإصدار‬
‫قوانُت كتشريعات تكفل كتسمح دبساعدات إضافية مكملة للمنظومة الوطنية للضماف االجتماعي‬
‫لتقدَل أداءات إضافية لتسهيل كربسُت اغبماية االجتماعية كضماف مستول معيشي أفضل‪ ،‬من بُت‬
‫ىذه الوسائل الدفع لصاّب الغَت (بطاقة الشفاء)‪،‬التعاضديات اإلجتماعية كاؼبنح كالعبلكات العائلية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬بطاقة الشفاء‬
‫يشهد قطاع الضماف االجتماعي ُب اعبزائر ربوالت كربل ُب سياؽ عصرنة ىذا القطاع الذم‬
‫وبتل مكانة إسًتاتيجية كدكر فعاؿ على الصعيدين االقتصادم كاالجتماعي كمن ىذا اؼبنطلق كسعيا‬
‫لضماف التحسُت اؼبتواصل لنوعية كطبيعة اػبدمات اؼبقدمة ُب ؾباؿ التأمينات االجتماعية‪ ،‬سعت‬
‫كزارة العمل كالتشغيل كالضماف االجتماعي إىل عصرنة قطاعها‪ ،‬كذلك من خبلؿ استحداث أنظمة‬
‫عمل حديثة تتمثّل ُب البطاقة االلكًتكنية اليت تسمى"بطاقة الشفاء" كونو نظاـ عصرم يرتكز على‬
‫آليات تقنية تستعمل فيها تقنيات حديثة فهي مزكدة بشروبة ربتوم على معلومات إدارية كطبية‬
‫للمؤمن االجتماعي كذكم حقوقو(‪.)1‬‬
‫كؼبعرفة ىذا النظاـ البطاقة االلكًتكنية "نظاـ بطاقة الشفاء" كالتطرؽ بعده ىذه البطاقة كاستعماالهتا‬
‫كمزاياىا ُب ؾباؿ التأمينات بالنسبة للمرضى كعبلقة الصيادلة كاؼبؤسسات العمومية االستشفائية‬
‫كاػباصة هبذه البطاقة سنتطرؽ ؽبذا بصفة خاصة بصورة تفصيلية كما يلي‪:‬‬

‫(‪ )1‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 91‬ػ ‪ 990‬اؼبؤرخ ُب ‪ 92‬أبريل ‪2010‬اؼبتعلق بشركط منح كاستعماؿ كذبديد بطاقة االلكًتكنية للمؤمن االجتماعي‪ ،‬اعبريدة‬
‫الرظبية رقم ‪ 90‬لسنة ‪.9191‬‬

‫‪152‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف بنظام البطاقة اإللكترونية "بطاقة الشفاء"‬


‫يعترب مشركع نظاـ الشفاء الطموح الذم يعتمد على استعماؿ التكنولوجيات "الدقيقة " كالذم‬
‫ينتج بطاقة ذات شروبة تسمى الشفاء ك يأٌب ىذا النظاـ ُب إطار العصرنة الشاملة لقطاع الضماف‬
‫االجتماعي‪ ،‬إذ تعترب اعبزائر السباقة ُب العمل بو قاريان كعربيان‪ ،‬فهو نظاـ معقد سواء من الناحية التقنية‬
‫أك العملية أك الوظيفية‪ ،‬متعدد األبعاد ذك انعكاسات ىيكلية على سَت الصندكؽ كبيئتو‪ ،‬عليو فاف‬
‫من أىداؼ ىذا النظاـ ىو‪:‬‬
‫أ) ربسُت نوعية اآلداءات اؼبقدمة عن طريق ‪:‬‬
‫تبسيط اإلجراءات اؼبنتهجة ُب اغبصوؿ على األداءات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫التعويضات اؼبنتظمة كالسريعة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ربسُت العبلقات فيما بُت مقدمي اػبدمات الصحية‪ ،‬الصيادلة‪ ،‬األطباء‪ ،‬اؽبياكل الصحية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ب) التحكم ُب التسيَت ‪:‬‬


‫‪ ‬عن طريق القوة اإلنتاجية‬
‫‪ ‬الدقة ُب اؼبراقبة‬
‫‪ ‬مكافحة كل أشكاؿ الغش كالتجاكزات‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف بالبطاقة اإللكترونية "بطاقة الشفاء"‬
‫إف ما أستحدثو اؼبشرع اعبزائرم نظاـ جديد إلثبات صفة اؼبؤمن ذلك عن طريق بطاقة‬
‫(‪)1‬‬
‫الكًتكنية كفق ما جاء ُب اؼبادة ‪ 06‬مكرر من القانوف ‪ً11/83‬ب تسميتها بنظاـ" بطاقة الشفاء"‬
‫ذلك لتبسيط اإلجراءات اؼبنتهجة للحصوؿ على األداءات كالتعويضات ‪،‬حيث تضمن ىذه البطاقة‬
‫الكًتكنية للضماف االجتماعي ككذا للمؤمن لو اجتماعيا‪ ،‬التعرؼ على ىوية اؼبؤمن كذكم اغبقوؽ‬
‫لتسهيل اغبصوؿ على حقوقو كتلك اؼبتعلقة بذكم اغبقوؽ‪ُ ،‬ب األداءات اليت يقدمها الضماف‬
‫االجتماعي مع ربسُت عبلقات ىيئات الضماف االجتماعي مقدمي العبلج من أطباء كصيادلة‬

‫(‪)1‬اؼبادة ‪ 06‬من القانوف ‪" 11/83‬تثبت صفة اؼبؤمن لو اجتماعيا ببطاقة االلكًتكنية ربدد تسمية البطاقة االلكًتكنية مضموهنا ك استعماؽبا كحاالت‬
‫ذبديدىا ك ربيينها ك تعويضها ُب حالة السرقة اك الضياع عن طريق التنظيم"‬

‫‪153‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫كاؽبياكل الصحية من مستشفيات كعيادات عمومية أك خاصة مع ما يقدمو ىذا النظاـ من التحكم‬
‫ُب التسيَت كالدقة ُب اؼبراقبة ؼبكافحة كل أشكاؿ الغش كالتجاكزات اؼبرتكبة من طرؼ اؼبؤمنُت‬
‫كمقدمي العبلج‪ ،‬من ىذا اؼبنطلق يبكن أف نستخلص أىداؼ كخصائص ككيفية استعماؽبا كاغبصوؿ‬
‫عليها كتقديبها كضبايتها من ـبتلف طرؽ استغبلؽبا كاستعماؽبا الغَت الشرعية كاعبزاءات اؼبًتتبة على‬
‫ذلك‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الخصائص التقنية والمعلومات المقررة لبطاقة الشفاء‬
‫أ‪-‬الخصائص التقنية تتميز هبا بطاقة الشفاء‬
‫بقدرة استيعاب ‪ 32" :‬كيلوبايت‪".‬‬ ‫‪‬‬

‫ىي بطاقة مطابقة ؼبقاييس إيزك ‪.7810،7816‬‬ ‫‪‬‬

‫سبتاز باؼبركنة كقوة تأمُت كحفظ البيانات‬ ‫‪‬‬

‫تسمح باستعماؿ الرمز السرم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫بطاقة من الببلستيك اؼبقول‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫قابلة للعمل البيٍت عن طريق نظاـ تسيَت اؼبلفات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫بطاقات ‪ PET‬اغبياة طبسة (‪ )5‬سنوات على األقل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ب – المعلومات المقررة ببطاقة الشفاء‪ :‬ربتوم بطاقة الشفاء على‬


‫المعلومات اإلدارية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪-‬اغبق ُب أداءات الضماف االجتماعي‪.‬‬


‫‪ -‬معلومات حوؿ التعاقدات الطبية‪.‬‬
‫المعلومات الطبية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬اغباالت اإلستعجالية كاألمراض طويلة األمد‪.‬‬


‫‪ -‬معلومات حوؿ األعماؿ الطبية اؼبعوضة من قبل الضماف االجتماعي كمعلومات تقنية كتأمينية‪.‬‬

‫(‪)1‬اؼبوقع االلكًتكٍل لوزارة العمل‪ ،‬التشغيل كالضماف االجتماعي ك اؼبوقع‪www.cnas.org.dz‬‬

‫‪154‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫مع اؼببلحظة هبب أف ربفظ بطاقة الشفاء ك تستعمل بعناية ك حذر كبَتين ففي حالة ضياعها‬
‫أك إتبلفها من طرؼ اؼبؤمن اجتماعيا‪ ،‬هبب أف يبلغ ىذا األخَت حاال مركز الدفع الذم أصدر‬
‫البطاقة‪ ،‬حيث سيمنح لو نسخة ثانية مقابل دفع تكاليف إعادة إنتاجها كُب حالة ارتكاب أخطاء ُب‬
‫بطاقة الشفاء‪ ،‬سواء تلك اؼبتعلقة باؼبعلومات األساسية أك نتيجة تغيَت اغبالة العائلية للمؤمن اجتماعيا‬
‫أك أحد من ذكم اغبقوؽ‪ ،‬فاؼبؤمن اجتماعيا‪ ،‬مدعو إلصبلح األخطاء ك إضافة أم مستجدات لدل‬
‫ىيئة الضماف االجتماعي التابع ؽبا أك اؼبهنية ك منها ككاالت الصندكؽ الوطٍت للتأمينات االجتماعية‬
‫للعماؿ األجراء‪ ،‬الصندكؽ الوطٍت للضماف االجتماعي للعماؿ غَت األجراء‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬أىداف بطاقة الشفاء‬
‫•تسمح بطاقة الشفاء‪ ،‬اليت تعترب بطاقة الكًتكنية للضماف االجتماعي‪ ،‬للمؤمن لو اجتماعيا‪:‬‬
‫• التعرؼ على ىوية اؼبؤمن كذكم اغبقوؽ‪.‬‬
‫• تسهيل اغبصوؿ على حقوقو كتلك اؼبتعلقة بذكم اغبقوؽ‪ُ ،‬ب األداءات اليت يقدمها الضماف‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫• اغبصوؿ بسرعة على التعويضات عن األداءات‪ ،‬بدكف أف يضطر اؼبعٍت لتقدَل طلب مكتوب‬
‫أك ملئ استمارة ك تقدَل كرقة العبلج‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫• االستمرار ُب االستفادة من نظاـ الدفع دكف اغباجة إىل تقدَل دفًته‪.‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬كيفية الحصول على بطاقة الشفاء‬
‫يتم استدعاء اؼبؤمن لو اجتماعيا من طرؼ مركز الدفع للصندكؽ الوطٍت للضماف االجتماعي‬
‫ؼبقر إقامتو‪ ،‬كؽبذا الغرض هبب أف يقدـ(‪ )2‬ملفا إداريا يشمل على الوثائق اإلدارية اؼبطلوبة كاحملددة‬
‫حسب التنظيم‪.‬‬
‫مع اإلشارة أف اغبصوؿ على البطاقة يكوف ؾبانيا بدكف تكاليف مع صبلحية استعماؽبا على‬
‫مستول كامل الًتاب الوطٍت على أف سبنح بطاقة الشفاء للمؤمن لو اجتماعيا من طرؼ ىيئة‬

‫(‪)1‬نظاـ الشفاء على موقع الرظبي الصندكؽ الضماف االجتماعي نسخة ؿبفوظة ‪ 27‬أكتوبر ‪ 2017‬على موقع كام باؾ مشُت‪.‬‬
‫(‪)2‬اؼبادة ‪ 06‬مكرر من القانوف ‪ ،11/83‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الضماف االجتماعي اؼبنتسب إليها ك يبكن أف تكوف عائلية للمؤمن لو اجتماعيا ك اؼبتكفل هبم‪،‬‬
‫كيبكن أف تكوف فردية كربدد نوعية بطاقة الشفاء‪ ،‬الفردية أك العائلية‪ ،‬حسب الوضعية اؼبهنية ك‬
‫العائلية للمؤمن اجتماعيا‪.‬‬
‫‪ ‬تتضمن بطاقة الشفاء العائلية أك اؼبتكفل هبم الصورة الشمسية للمؤمن اجتماعيا‪ ،‬كيتم تدكين‬
‫اؼبعلومات اؼبرئية على كجو البطاقة‪ ،‬كما تدكف معلومات أخرل ُب الشروبة االلكًتكنية مثل‪":‬‬
‫اؼبعلومات اػباصة برقم االلبراط كىيئة الضماف االجتماعي كبعض اؼبعلومات اإلدارية‪ ،‬الطبية‬
‫كاؼبتعلقة باستعماؿ كتأمُت البطاقة‪".‬‬
‫‪ ‬ذبدد بطاقة الشفاء تبعا لنفس الشركط اؼبنصوص عليها ُب اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪،116-10‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ُب حالة إتبلؼ لسبب غَت راجع للمؤمن لو اجتماعيا‪.‬‬
‫الفرع السادس‪ :‬من يمكنو استعمال بطاقة الشفاء‬
‫باؼبؤمن اجتماعيا كذكم اغبقوؽ ُب‬
‫إف ضمن أىداؼ إستعماؿ نظاـ بطاقة الشفا ىو التكفل األمثل ّ‬
‫كل ما يتعلق باعبانب الصحي كذلك من خبلؿ االتفاقيات اؼبربمة كالنهج التعاقدم الذم يتم العمل‬
‫بو على مستول الصيادلة اؼبتعاقدين كاألطباء اؼبعاعبُت كسائر اؼبصاّب االستشفائية العمومية‪ ،‬يبكن‬
‫عليو القوؿ أف بطاقة الشفاء تستعمل ُب ‪:‬‬
‫الصيدليات‬ ‫‪‬‬

‫عند األطباء اؼبتعاقدين‬ ‫‪‬‬

‫اؼبؤسسات العمومية للصحة‬ ‫‪‬‬

‫اؼبؤسسات االستشفائية اػباصة اؼبتعاقدة مع ىيئات الضماف االجتماعي (عيادات‬ ‫‪‬‬

‫(‪)2‬‬
‫تصفية الدـ – عيادات جراحة القلب‬

‫(‪ )1‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 91‬ػ ‪ 990‬اؼبؤرخ ُب ‪ 92‬أبريل ‪ 2010‬اؼبتعلق بشركط منح ك استعماؿ كذبديد بطاقة االلكًتكنية للمؤمن االجتماعي‪...‬‬
‫(‪)2‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪367-14‬اؼبؤرخ ُب ‪ 15‬ديسمرب ‪2014‬وبدد االتفاقية النموذجية اؼبربمة بُت ىيئات الضماف االجتماعي كاؼبؤسسات‬
‫االستشفائية اػباصة اؼبرخص ؽبا بالقياـ بنشطات طب كجراحة القلب كاألكعية كاؼبرسوـ التنفيذم رقم (‪ )11-15‬اؼبؤرخ ُب ‪ 14‬يناير ‪2015‬وبدد‬
‫االتفاقية النموذجية اؼبربمة بُت ىيئات الضماف االجتماعي كمراكز الدـ اػباصة‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫هبب على اؼبؤمن لو اجتماعيا تقدَل بطاقة الشفاء عند القياـ بأم إجراء لدل مركز الدفع كلدل‬
‫كل مقدمي العبلجات كاػبدمات اؼبرتبطة بالعبلج‪ .‬كما سيتم استعماؿ بطاقة الشفاء بالنسبة‬
‫(‪)1‬‬
‫لؤلداءات اؼبقدمة من طرؼ التعاضديات االجتماعية‬
‫‪-1‬الصيدليات‬
‫ًب اعتماد نظاـ التعاقد مع الصيادلة ُب إطار نظاـ الدفع من قبل الغَت ربديدا منذ سنة‬
‫‪ ،1998‬حبيث يتم تزكيدىم دبفتاح خاص يسمح ؽبم باستعماؿ نظاـ شفاء‪،‬كيتضمن اؼبفتاح كل‬
‫البيانات اليت سبكنو من قراءة اؼبعلومات الواردة ُب البطاقة ليتعامل مع الزبوف على أساسها يبكنو أيضا‬
‫الكتابة عليها أم إضافة التعديبلت‪ ،‬ككاضح أف الغرض من استعماؿ البطاقة ىو عصرنة تسيَت الدفع‬
‫كمن شأنو تقليص اعبهد العضلي كاؼبادم‪ ،‬كما تسهل عملية اؼبوظفُت ُب مراكز الدفع حيث تستخدـ‬
‫أليا ك يتم دفع التعويضات أكتوماتيكيا(‪.)2‬‬
‫‪ -2‬عند األطباء المتعاقدين‬
‫تتضمن العملية تعاقدا مع األطباء اػبواص‪ ،‬هبدؼ سبكُت الطبيب اؼبعاِب العاـ من اؼبتابعة‬
‫الصحية للمريض بالتنسيق مع الطبيب األخصائي كالطبيب اؼبستشار للصندكؽ كربسُت األداءات‬
‫كالتكفل األمثل باؼبؤمن اجتماعيا من خبلؿ االستفادة من نظاـ الدفع من قبل الغَت للفحص الطيب‬
‫اؼبقدـ‪ ،‬إىل جانب ترشيد نفقات العبلج من خبلؿ اللجوء إىل الطبيب األخصائي دبا يؤدم إىل‬
‫(‪)3‬‬
‫تفادم تكرار كصفات العبلج ككذلك اللجوء إىل كصف األدكية اعبنيسة‪.‬‬
‫عليو حددت االتفاقية النموذجية اؼبنصوص عليها دبوجب اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪116/09‬اؼبؤرخ ُب‬
‫‪ 2009/04/07‬العبلقة بُت ىيئات الضماف االجتماعي ك الطبيب العاـ اؼبسمى "الطبيب اؼبعاِب "‬
‫كاليت يلتزـ دبوجبها الطبيب اؼبعاِب بتنسيق العبلج اؼبقدـ بالتنسيق مع اؼبمارسُت الصحيُت األخريُت‬

‫(‪)1‬القانوف رقم ‪ 01-15‬اؼبؤرخ ُب ‪ 4‬يناير ‪2015‬اؼبواد ‪ 10‬ك‪ 11‬ك‪ 12‬اؼبتعلق بالتعاضديات االجتماعية‪.‬‬
‫(‪ )2‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 13‬ػ ‪ 130‬اؼبؤرخ ُب ‪ 99‬نوفمرب ‪ 9113‬وبدد االتفاقيات النموذجية اؼبربمة بُت ىيئات الضماف االجتماعي كالصيدليات‬
‫اعبريدة الرظبية رقم ‪11‬لسنة ‪.9113‬‬
‫(‪ )3‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 13‬ػ ‪ 990‬اؼبؤرخ ُب ‪ 11‬أبريل ‪ 9113‬وبدد االتفاقيات النموذجية اؼبربمة بُت ىيئات الضماف االجتماعي كاألطباء اعبريدة‬
‫الرظبية رقم ‪ 91‬لسنة ‪.9113‬‬

‫‪157‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫كاغبرص ُب كل األعماؿ الطبية ك الوصفات العبلجية على انتهاج أقصى حد من اإلقتصاد شريطة أف‬
‫يتوافق مع النوعية كربسن العبلج كمنو مسك كربيُت اؼبلفات الطبية لكل مريض كالتكفل بو كخاصة‬
‫أصحاب األمراض اؼبزمنة كىذا كلو ُب إطار البطاقة اإللكًتكنية الشفاء‪.‬‬
‫‪ -3‬المؤسسات االستشفائية‬
‫ُب إطار اإلصبلحات اليت شهدهتا اؼبنظومة الصحية ُب اعبزائر كاليت من بينها النظاـ‬
‫التعاقدم باؼبركر من التمويل اعبزاُب للمؤسسات اإلستشفائية عن طريق ميزانية كلية إىل سبويل حقيقي‬
‫على أساس تكلفة اػبدمة اؼبقدمة(‪.)1‬‬
‫من أىم الشركاء كاألطراؼ اؼبتعاقدة مع اؼبؤسسات اإلستشفائية ُب ؾباؿ التمويل قبد ىيئات‬
‫الضماف االجتماعي‪ ،‬األمر الذم جاءت بو كأكدتو قوانُت اؼبالية الصادرة سنة ‪ 1992‬ك ‪1994‬‬
‫اليت أكدت أف مسانبات ىيئات الضماف االجتماعي ُب سبويل اؼبؤسسات اإلستشفائية الصحية عن‬
‫طريق عبلقة تعاقدية تلزـ من خبلؽبا اؼبؤسسات العمومية اإلستشفائية بتقدَل خدمات نوعية للمؤمنُت‬
‫اجتماعيا كذكم حقوقهم‪ ،‬كتلتزـ ىيئات الضماف االجتماعي بدفع مستحقات ىذه اػبدمات كتطبق‬
‫العملية بتزكيد اؼبستشفيات العمومية باؼبفاتيح اؼبهنية كالربامج باستعماؿ البطاقات االلكًتكنية الشفاء‬
‫عند مكاتب الدخوؿ‪ ،‬فبفضلها يتم معرفة ىوية اؼبؤمن كذكم اغبقوؽ‪ ،‬إذ تقوـ اؼبصاّب اإلدارية‬
‫االستشفائية بإعداد الفواتَت كإرساؽبا إىل مكاتب الضماف االجتماعي بطريقة الكًتكنية ك اليت من‬
‫خبلؽبا يتم إحصاء عدد اؼبرضى يوميا‪.‬‬
‫الفرع السابع‪ :‬الحماية الجزائية للبطاقة اإللكترونية "الشفاء"‬
‫جاء القانوف ‪ 11/83‬اؼبتعلق بالتأمينات اإلجتماعية اؼبعدؿ كاؼبتمم دبجموعة من اعبرائم اليت‬
‫ترتكب ُب ؾباؿ إستعماؿ البطاقة اإللكًتكنية ك منها على اػبصوص‪:‬‬
‫‪ .1‬جريبة تسليم أك استبلـ البطاقة اإللكًتكنية هبدؼ االستعماؿ الغَت مشركع‪ ،‬حيث جرـ اؼبشرع‬
‫اعبزائرم كل فعل من شأنو تسليم أك إستبلـ للبطاقة اإللكًتكنية هبدؼ غَت مشركع أك اؼبفتاح‬
‫اإللكًتكٍل ؼبهٍت الصحة كذلك بعقوبة‪ ،‬دكف اإلخبلؿ بالعقوبات اؼبنصوص عليها ُب التشريع اؼبعموؿ‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 01‬مكرر من القانوف ‪ 12/99‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9112/19/91‬الذم يعدؿ القانوف ‪ 99/21‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫(‪)1‬‬
‫بو‪ ،‬باغببس من سنتُت )‪ (2‬إىل طبس سنوات (‪ )1‬كبغرامة من ‪911111‬إىل ‪ 911111‬دج‬
‫‪ .2‬جريبة القياـ عن طريق الغش بتعديل كلي أك جزئي أك نسخ بطريقة غَت مشركعة للمعطيات‬
‫اؼبدرجة بالبطاقة اإللكًتكنية‪ ،‬نصت اؼبادة ‪ 93‬مكرر ‪ 3‬من القانوف ‪ 11/83‬اؼبعدؿ كاؼبتمم دبعاقبة كل‬
‫من يقوـ عن طريق الغش بتعديل أك حذؼ كلي أـ جزئي للمعطيات التقنية ك‪/‬أك اإلدارية اؼبدرجة ُب‬
‫البطاقة اإللكًتكنية للمؤمن لو اجتماعيا كُب اؼبفتاح اإللكًتكٍل ؽبيكل العبلج ك كذا اؼبفتاح اإللكًتكٍل‬
‫ؼبهٍت الصحة‪ ،‬باغببس من سنتُت )‪ (2‬إىل طبس سنوات (‪ )1‬كبغرامة من ‪ 111111‬إىل ‪911111‬‬
‫دج(‪.)2‬‬
‫مع الذكر أف نفس التسلط على كل من أعد أك عدؿ أك نسخ بطريقة غَت مشركعة الربؾبيات‬
‫اليت تسمح بالوصوؿ أك استعماؿ اؼبعطيات اؼبدرجة ُب البطاقة اإللكًتكنية للمؤمن لو اجتماعيا أك‬
‫اؼبفتاح اإللكًتكٍل ؽبيكل العبلج ك كذا اؼبفتاح اإللكًتكٍل ؼبهٍت الصحة مع اإلشارة إىل تسليط نفس‬
‫(‪)3‬‬
‫العقوبة على كل ؿباكلة ارتكاب اعبنح اؼبذكورة ُب الفقرة األكىل كالثانية من نفس اؼبادة‪ 31‬مكرر‪.1‬‬
‫‪ .3‬جريبة القياـ بنسخ أك صنع أك اغبيازة أك التوزيع بطريقة غَت مشركعة للبطاقة اإللكًتكنية‪ ،‬حيث‬
‫نصت اؼبادة ‪ 31‬مكرر ‪ 9‬بالذكر دكف اإلحبلؿ بالعقوبات اؼبنصوص عليها ُب التشريع اؼبعموؿ بو‪،‬‬
‫يعاقب باغببس من سنتُت )‪ (2‬إىل طبس سنوات (‪ )1‬ك بغرامة من ‪111111‬إىل ‪ 1111111‬دج كل‬
‫من نسخ أك صنع أك كزع بطريقة غَت مشركعة للبطاقة اإللكًتكنية للمؤمن لو اجتماعيا أك اؼبفتاح‬
‫اإللكًتكٍل ؽبيكل العبلج ككذا اؼبفتاح اإللكًتكٍل ؼبهٍت الصحة(‪.)4‬‬
‫ذبدر اإلشارة ُب ىذا اجملاؿ أف الشخص اؼبعنوم إذا ما أرتكب إحدل اعبنح اؼبذكورة ُب نص‬
‫اؼبادة ‪31‬مكرر ‪1‬ك‪ 93‬مكرر‪ 9‬العقوبة غرامة تساكم طبس (‪ )5‬مرات اؼببلغ األقصى للغرامة اؼبقررة‬
‫(‪)5‬‬
‫للشخص الطبيعي‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 31‬مكرر من القانوف ‪ ،99/12‬المصدر السابق‪.‬‬


‫(‪ )2‬اؼبادة ‪ 31‬مكرر‪ 1‬من القانوف ‪ 99/21‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية اؼبعدؿ دبوجب القانوف ‪ 99/12‬اؼبؤرخ ُب ‪.9112/19/91‬‬
‫(‪ )3‬اؼبادة ‪ 31‬مكرر‪ 1‬الفقرة ‪ 9‬ك‪9‬من القانوف ‪ ،99/21‬المصدر السابق‪.‬‬
‫(‪ )4‬اؼبادة ‪ 31‬مكرر‪ 9‬من القانوف ‪ ، 99/21‬المصدر السابق‪.‬‬
‫(‪ )5‬اؼبادة ‪ 31‬مكرر‪ 1‬من القانوف ‪ ،99/21‬نفس المصدر‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ُب األخَت أقرا ؼبشرع مصادرة األجهزة ك الوسائل اؼبستعملة ُب اعبرائم اؼبذكورة آنفا ُب حالة إذا ما‬
‫(‪)1‬‬
‫كاف اؼبالك على علم بذلك ك سيئ النية‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬التعاضدية االجتماعية‬
‫لتقدَل أداءات إضافية كربسينها كللمساعدة على اغبفاظ على التوازف اؼبايل ؽبيئات الضماف‬
‫االجتماعي سن اؼبشرع اعبزائرم عدة قوانُت تتعلق بالتعاضديات االجتماعية كاالرتقاء هبا من ؾبرد‬
‫صبعيات اجتماعية لتشكل نظاـ ضباية اجتماعية مكمل ؼبنظومة الضماف االجتماعي ذلك من خبلؿ‬
‫القانوف رقم ‪ 19/9191‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9191/19/19‬الذم وبدد الطبيعة القانونية ؽبذه التعاضديات‬
‫االجتماعية كسَتىا كمراقبتها كاألداءات اليت تقدمها‪ ،‬عليو سنقوـ ُب ىذا اعبانب بتقدَل التعاضديات‬
‫االجتماعية بتعريفها كطريقة سَتىا ك تنظيمها كاألداءات اليت تقدمها ‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف التعاضدية االجتماعية‬
‫التعاضدية االجتماعية شخص معنوم ىبضع لقانوف خاص ذات غرض غَت مربح تسَت‬
‫دبوجب القوانُت اؼبنظمة ؽبا‪ ،‬اؽبدؼ من تأسيسها القياـ بأعماؿ التضامن كاؼبساعدة االحتياطية لفائدة‬
‫أعضائها اؼبنخرطُت كذكم اغبقوؽ من خبلؿ دفع اشًتاكات مقابل ضماف أداءات النظاـ العاـ‬
‫الفردية أك اعبماعية كالتكميلية كحىت اإلضافية إىل األداءات اليت اؼبقدمة من قبل الضماف االجتماعي‪،‬‬
‫ىذا باإلضافة إىل األداءات االختيارية الفردية كاالجتماعية تندرج ُب إطار التضامن كاؼبساعدة‬
‫(‪)2‬‬
‫كاالحتياط كذلك ُب إطار القانوف األساسي للتعاضديات االجتماعية‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تأسيس التعاضدية اإلجتماعية‬
‫يبكن أف تأسس التعاضدية االجتماعية من طرؼ األشخاص اؼبذكورين دبوجب القانوف اؼبتعلق‬
‫بالتعاضديات االجتماعية كىم(‪:)3‬‬
‫‪ -‬العماؿ األجراء ُب اؼبؤسسات كاإلدارات كاؼبقاكالت العمومية كاػباصة‬
‫‪ -‬األشخاص الذين يبارسوف نشاطا غبساهبم اػباص‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 31‬مكرر‪ 0‬من القانوف ‪ ،99/21‬نفس المصدر‬


‫(‪ )2‬اؼبواد ‪90‬من ‪ 19‬إىل ‪19‬ك اؼبادة ‪99‬القانوف رقم ‪ 19/9191‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9191/19/19‬اؼبتعلق بالتعاضديات االجتماعية‪.‬‬
‫(‪ )3‬اؼبادة ‪ 19‬من القانوف ‪ ،19/9191‬المصدر نفسو‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬األشخاص اؼبتقاعدكف‪.‬‬
‫‪ -‬أصحاب اؼبعاشات ك أصحاب الريوع بعنواف الضماف االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬اجملاىدكف ك أرامل الشهداء الذين ؽبم منح من الدكلة ‪.‬‬
‫‪ -‬ذكم اغبقوؽ اؼبتعاضدين اؼبتوفُت‪.‬‬
‫يكتسبوف األشخاص اؼبذكورين آنفا العضوية ُب التعاضدية االجتماعية دبجرد توقيع اؼبعٍت على‬
‫عقد االلبراط كتثبيت عضويتو ببطاقة اإلكبراط تسلم من طرؼ التعاضدية يصبح هبا اؼبنخرط متمتعا‬
‫باغبقوؽ ك الواجبات احملددة دبوجب القانوف األساسي للتعاضدية ‪،‬مع اإلشارة كجوب أف يكوف عدد‬
‫اؼبطلوبُت لتكوين تعاضدية اجتماعية أال يقل عن طبسة أالؼ (‪ )1111‬منخرط لضماف استمرارية‬
‫كديبومة أعماؽبا مع كجوب حفاظ التعاضدية على عدد أدناه طبسة (‪ )1‬أعضاء منخرطُت مشًتكُت‬
‫مقابل مستفيد كاحد(‪ )1‬من معاش التقاعد التكميلي بعنواف صندكؽ التقاعد التكميلي‪.‬‬
‫ُب األخَت أجاز القانوف للتعاضديات اؼبوجودة كفق التشريع كالتنظيم اؼبعموؿ بو أف تؤسس فيما‬
‫بينها إربادات أك إرباديات أك إرباد التعاضديات ذلك من أجل ربقيق نفس األىداؼ إلغضائها‬
‫اؼبنخرطُت حسب نفس قواعد تأسيس التعاضديات االجتماعية اؼبنصوص عليها ُب القانوف كتعد ىذه‬
‫اجتماعية(‪.)2‬‬ ‫التعاضديات اؼبنشأة تعاضديات‬
‫إنطبلقا من ىذا تؤسس التعاضدية االجتماعية أك إربادات أك إرباديات أك إرباد التعاضديات‬
‫حبرية عقب إنعقاد صبعية عامة تأسيسية تضم األعضاء اؼبؤسسُت فيما يتعلق بالتعاضدية االجتماعية‬
‫كاؼبنخرطُت اؼبندكبُت الذين يبثلوف التعاضديات االجتماعية اؼبؤسسة ُب حالة إرباد التعاضديات‪ ،‬على‬
‫أف تضم اعبمعية العامة التأسيسية للتعاضدية االجتماعية ربت طائلة البطبلف طبسُت (‪ )11‬عضوا‬
‫مؤسسا على األقل‪.‬‬
‫ُب األخَت تكتسب التعاضدية االجتماعية الصفة القانونية بعد تسلم كصل تسجيل من طرؼ السلطة‬
‫العمومية ُب أجل أقصاه طبسة كأربعوف(‪ )91‬يوما إبتداءا من تاريخ إيداع اؼبلف بعد دراستو كمطابقتو‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 13‬من القانوف ‪ ،19/9191‬المصدر السابق‪.‬‬


‫(‪ )2‬اؼبادة ‪ 19‬من القانوف ‪،19/9191‬المصدر نفسو‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ألحكاـ القانوف يليو إشهار التعاضدية ُب يوميتُت كطنيتُت ذات توزيع كطٍت كبَت‪ ،‬أما ُب حالة إذا‬
‫أعتربت السلطة العمومية اؼبختصة أف تأسيس التعاضدية جاء ـبالفا للتشريع اؼبعموؿ بو ال سبنح ؽبا‬
‫قرار ككصل تسجيلها ُب اآلجاؿ القانونية مع زبويل ىذه األخَتة اغبق ُب رفع دعول اإللغاء أماـ‬
‫ؾبلس الدكلة ُب ظرؼ ستُت(‪ )01‬يوما (‪.)1‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬تنظيم وتسيير التعاضدية االجتماعية‬
‫بعد الًتخيص دبزاكلة النشاط كُب أجل ال يتجاكز شبانية عشر (‪ )92‬شهرا ابتداءا من تاريخ‬
‫إنعقاد اعبمعية العامة قياـ ؾبلس اإلدارة اؼبنبثق عن ىذه اعبمعية التأسيسية تنظيم صبعية عامة إنتخابية‬
‫ؽبيئات التعاضدية اؼبتمثلة ُب اعبمعية العامة ك ؾبلس إدارة كمكتبو كعبنة اؼبراقبة‪ ،‬منو يبكن حصر‬
‫اؽبيئات اؼبكونة للتعاضدية كىي‪:‬‬
‫‪ ‬اعبمعية العامة‪.‬‬
‫‪ ‬ؾبلس اإلدارة كمكتبو‪.‬‬
‫‪ ‬عبنة اؼبراقبة‬
‫أوال ‪:‬الجمعية العامة‬
‫تتكوف اعبمعية العامة للتعاضدية من األعضاء اؼبنخرطُت اؼبندكبُت الذين ينتخبوف بأغلبية‬
‫األعضاء اؼبنخرطُت على أف ذبدد تشكيلة اعبمعية العامة كل طبس (‪)1‬سنوات شرط أف يقوـ ؾبلس‬
‫اإلدارة بإجراءات ذبديد األعضاء اؼبنخرطُت مندكيب اعبمعية العامة قبل ستة (‪ )0‬أشهر على األقل‬
‫قبل االنتهاء احملدد للعهدة كيكوف اإلنتخاب ألعضاء اؼبندكبُت ربت إشراؼ ؾبلس اإلدارة ُب أماكن‬
‫العمل اليت توفرىا اؽبيئات اؼبستخدمة بعد توفَت الوسائل الضركرية لذلك‪.‬‬
‫بعد اإلنتخاب تكوف اعبمعية العامة ىي اؽبيئة السيدة للتعاضدية االجتماعية كتقوـ بعدة أعماؿ‬
‫أبرزىا كأنبها اؼبصادقة على القانوف األساسي للتعاضدية كتعديلو مع اؼبصادقة على شركط ككيفيات‬
‫اإلشًتاؾ كاؼبسانبة اؼبالية بعنواف األداءات النظاـ العاـ للتعاضدية ككيفية توزيع موارد التعاضدية‬
‫كزبصيصها باإلضافة إىل إنتخاب أعضاء ؾبلس اإلدارة كأعضاء عبنة اؼبراقبة كتعُت ؿبافظ اغبسابات‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 91‬من القانوف ‪ ،19/9191‬المصدر نفسو‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫مع كجوب تدكين صبيع القرارات اؼبتخذة ُب سجل يفتح ؽبذا الغرض فبضي من طرؼ رئيس احملكمة‬
‫كيكوف إجتماع اعبمعية العامة مرة كاحدة كل سنة بناء على إستدعاء رئيس ؾبلس اإلدارة كينعقد‬
‫كجوبا خبلؿ اػبمسة (‪)1‬أشهر اليت تلي قفل السنة اؼبالية من أجل دراستها كاؼبصادقة عليها حبضور‬
‫ؿبضر قضائي(‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ :‬مجلس اإلدارة ومكتبو‬
‫يدير التعاضدية ؾبلس إدارة مكوف من طبسة (‪ )1‬إىل إحدل عشر (‪ )99‬عضوا منخرطا مندكبا‬
‫تنتخبهم اعبمعية العامة ‪،‬يتولوف مهمة اإلشراؼ على تسيَت التعاضدية بإسم اعبمعية العامة لعهدة‬
‫طبس (‪ )1‬سنوات قابلة للتجديد مرة كاحدة‪ ،‬ؽبم السلطة العامة ُب ذلك إلدارة التعاضدية ربت‬
‫إشراؼ اعبمعية العامة كفق قانوهنا األساسي كالتشريع اؼبعموؿ بو‪.‬‬
‫هبذه السلطة كالصفة يكلف ؾبلس اإلدارة على اػبصوص بعدة أعماؿ منها البت ُب تقديرات اؼبيزانية‬
‫السنوية كالتأكد من مسك دفاتر اغبسابات كالكتابات اؼبلية اؼبطلوبة قانونا باإلضافة إىل إعداد‬
‫مشاريع برامج التعاضدية كعرضها على اعبمعية العامة للمصادقة مع العرض السنوم لتقاريره عن‬
‫نشاطات سَت التعاضدية ككل حساباهتا كحصائلها كجركدىا ‪،‬للقياـ هبذه النشاطات هبتمع ؾبلس‬
‫اإلدارة ُب دكرة عادية أربع (‪ )19‬مرات ُب السنة بناء على إستدعاء من رئيسها كُب دكرة إستثنائية‬
‫غَت عادية بناء على طلب من نصف أعضائها على األقل مع اؼببلحظة أف صبيع مداكالت اجمللس‬
‫(‪)2‬‬
‫تدكف ُب ؿباضر كتقيد ُب سجل يفتح ؽبذا الغرض مرقما ك مؤشر عليو من قبل رئيس احملكمة‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬لجنة المراقبة‬
‫تتكوف عبنة اؼبراقبة من ثبلثة (‪ )1‬إىل طبسة (‪ )1‬أعضاء منخرطُت من غَت أعضاء ؾبلس اإلدارة‬
‫تنتخبهم اعبمعية العامة من بُت أعضائها ذكم اؼبؤىبلت كالكفاءات اؼبطلوبة للممارسة مهامهم اؼبتمثلة ُب‬
‫التدقيق كمراقبة التسيَت اإلدارم كاحملاسيب كاؼبايل للتعاضدية اإلجتماعية كشركط سَتىا كفبارسة‬
‫نشاطاهتا كتنفيذ قرارات كتوصيات اعبمعية العامة كؾبلس اإلدارة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبواد من ‪ 12‬إىل ‪ 09‬من القانوف ‪ ،19/9191‬المصدر السابق‪.‬‬


‫(‪ )2‬اؼبواد من ‪ 09‬إىل ‪ 11‬من القانوف ‪.19/9191‬‬

‫‪163‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تعد عبنة اؼبراقبة تقريرا عن أعماؽبا لتعرضو على اعبمعية العامة خبلؿ اجتماعاهتا مع إرساؿ نسخ إىل‬
‫رئيس ؾبلس اإلدارة كالسلطة العمومية اؼبختصة كفق التشريع اؼبعموؿ بو‪.‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬األداءات المقدمة‬
‫زبصص موارد التعاضدية اإلجتماعية الناصبة عن اإلشًتاكات إىل أداءات بعنواف النظاـ العاـ‬
‫للتعاضدية ك أداءات النظاـ االختيارم كذلك دبوجب الباب الثاٍل من القانوف رقم ‪ 19/9191‬اؼبؤرخ‬
‫ُب ‪ 9191/19/19‬اؼبتعلق بالتعاضديات االجتماعية كىي كما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أداءات النظام العام‬
‫تشمل ىذه األداءات‪ ،‬أداءات فردية كأداءات صباعية كىي كما يلي(‪:)1‬‬
‫أ‪ -‬األداءات الفردية‪:‬تتمثل ُب أداء كاحد أك أكثر من األداءات العينية على اؼبرض كالتعويضات‬
‫اليومية للتأمُت على اؼبرض كتعترب ىذه األخَتة تكملة لئلداءات اؼبقدمة من طرؼ صندكؽ‬
‫الضماف االجتماعي من أجل الزيادة ُب معاش العجز أك ريع حادث عمل ككذا الزيادة ُب‬
‫اؼبعاشات اؼبنقولة كأداءات فردية أحرل ذات طابع اجتماعي عينية كانت أك نقدية خاصة‬
‫بأحداث عائلية أك مهنية كىذا كلو ُب حدكد كنسب ؿبددة كمكملة لؤلداءات اؼبقدمة اؼبمنوحة‬
‫من قبل الضماف االجتماعي كالقوانُت اؼبسَتة للتعاضديات االجتماعية‪.‬‬
‫ب‪ -‬األداءات الجماعية‪ :‬تشمل ىذه األداءات‪ ،‬أداءات ُب ؾباؿ الصحة اليت تقدـ ؾبانا‬
‫‌‬
‫لؤلعضاء اؼبنخرطُت ُب التعاضدية باإلضافة إىل أعماؿ اجتماعية تقدـ غبماية األسرة كالطفولة ككذا‬
‫األشخاص اؼبسنُت أك اؼبعوقُت أك ُب كضعية التبعية‪.‬‬
‫ت‪ -‬بطاقة الشفاء‪ :‬يتمثل اإلجراء أك اػبدمة ُب إدراج نظاـ البطاقة اإللكًتكٍل للمؤمن لو‬
‫‌‬
‫اجتماعيا اؼبنخرط ُب التعاضدية من أجل تقديبها كجوبا لكل مقدـ عبلج أك ىيكل عبلج أك‬
‫خدمات مرتبطة بالعبلج من اغبصوؿ كاالستفادة من العبلجات القابلة للتعويض التكميلي‬
‫بالتنسيق كاالتفاؽ مع صناديق الضماف اإلجتماعي‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبواد من ‪ 0‬إىل ‪ ، 91‬من القانوف ‪ ،19/9191‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ثانيا‪ :‬أداءات النظام اإلختياري‬


‫يبكن للتعاضدية االجتماعية دبوجب قانوهنا األساسي إدراج أداءات ذات طابع اختيارم تقدـ‬
‫مقابل اشًتاكات كمسانبات مالية خاصة كتكوف إما فردية أك صباعية‪ ،‬تتمثل ىذه األداءات ُب‬
‫التقاعد التكميلي‪ ،‬التكوين اؼبتواصل اؼبؤىل ‪،‬النشاطات الثقافية كالرياضية‪ ،‬اؼبساعدة ُب السكن‪،‬‬
‫اؼبشاركة ُب صندكؽ اؼبساعدة لتغطية حالة اؼبرض أك حادث عمل أك مرض مهٍت ككفاة(‪.)1‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬موارد التعاضديات االجتماعية‬
‫تتكوف موارد التعاضدية االجتماعية عبلكة على اؼبورد الرئيسي اؼبتمثل ُب اشًتاكات‬
‫كاؼبسانبات اؼبالية ؼبنخرطيها‪ ،‬اؽببات كالوصاية كالعائدات اآلتية من األداءات اليت تقدمها كمن‬
‫عائدات األمواؿ اليت توظفها أك اليت تستثمرىا ككذا العائدات الدعاكم التعويضية‪.‬‬
‫زبصص موارد التعاضدية االجتماعية الواردة من االشًتاكات ىذه اؼبوارد الناصبة بعنواف أداءات النظاـ‬
‫العاـ ُب األداءات الفردية كاعبماعية اإلضافة إىل مصاريف تسيَت التعاضدية كبرنامج االستثمار‬
‫‪4‬‬ ‫كتأسيس صندكؽ االحتياط(‪)2‬كما يأٌب‬
‫(‪)3‬‬

‫‪ %11 ‬لؤلداءات الفردية‪.‬‬


‫‪ %91 ‬لنفقات تسيَت التعاضدية‪.‬‬
‫‪ %91 ‬لؤلداءات اعبماعية‪.‬‬
‫‪ %91 ‬لربنامج اإلستثمار‪.‬‬
‫تودع فوائض السنة اؼبالية ُب صندكؽ االحتياطات القانونية‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبواد من ‪ 91‬إىل ‪ ، 93‬من القانوف ‪ ،19/9191‬المصدر السابق‪.‬‬


‫(‪ )2‬اؼبواد من ‪ ،11‬المصدر نفسو‪.‬‬
‫(‪ )3‬اؼبواد ‪ 1‬ك ‪ 9‬من القرار اؼبؤرخ ُب ‪ ،9331/ 99 /11‬يحدد نسبة تخصيص موارد التعاضدية الواردة من االشتراكات الجريدة الرسمية رقم ‪2‬‬
‫لسنة ‪.9332‬‬

‫‪165‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الفرع السادس‪ :‬نسب االشتراك‬


‫ربدد نسبة االشًتاؾ أك مبلغ اؼبسانبة اؼبالية بعنواف األداءات االختيارية دبوجب القانوف‬
‫األساسي للتعاضدية االجتماعية ككذا نسبة االشًتاؾ بالنسبة األداءات بعنواف األداءات الفردية بعنواف‬
‫النظاـ العاـ كما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬ربدد ا نسبة االشًتاؾ بالنسبة لؤلداءات الفردية (النظاـ العاـ) كحد أقصى بػ ‪:‬‬
‫‪ % 9.1-‬من كعاء اشًتاؾ الضماف االجتماعي الذم يكوف مبلغو أقل من ثبلث(‪ )1‬مرات األجر‬
‫الوطٍت األدٌل اؼبضموف‪.‬‬
‫‪ -‬ما بُت ‪%9.0‬ك‪ %1‬من كعاء الضماف االجتماعي الذم يًتاكح مبلغو ما بُت ثبلث (‪)1‬‬
‫مرات كأقل من طبس (‪ )1‬مرات األجر الوطٍت األدٌل اؼبضموف‪.‬‬
‫‪ -‬ما بُت ‪ %1.9‬ك‪ %1‬من كعاء اشًتاؾ الضماف االجتماعي الذم يًتاكح مبلغو بُت طبس(‪ )1‬كأقل‬
‫من عشر(‪ )91‬مرات األجر الوطٍت األدٌل اؼبضموف‪.‬‬
‫‪ -‬ما بُت ‪%1.9‬ك‪ %0‬من كعاء الضماف االجتماعي الذم يًتاكح مبلغو بُت عشر(‪ )91‬مرات األجر‬
‫الوطٍت األدٌل اؼبضموف‪.‬‬
‫‪ -‬ما بُت‪ % 0.9‬ك‪ % 1‬من كعاء الضماف االجتماعي الذم يساكم أك يفوؽ مبلغو طبس‬
‫عشر(‪ )91‬مرة األجر الوطٍت األدٌل اؼبضموف‪.‬‬
‫‪-‬أما نسب االشًتاؾ ك‪/‬أك مبلغ اؼبسانبة اؼبالية اػباصة باألداءات اعبماعية أك االختيارية‪ ،‬فتحدد‬
‫حسب اغبالة ُب القانوف األساسي للتعاضدية االجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬ربدد نسبة االشًتاؾ بعنواف األداءات االختيارية دبوجب القانوف األساسي للتعاضدية اجتماعية‪.‬‬
‫الفرع السابع‪ :‬مراقبة التعاضدية‬
‫باإلضافة لتويل عبنة اؼبراقبة مهاـ التدقيق كمراقبة التسيَت اإلدارم كاحملاسيب كاؼبايل للتعاضدية يتم‬
‫تعيُت ؿبافظ حسابات تعينو اعبمعية العامة للتعاضدية من أجل التدقيق ُب صحة الكتابات احملاسبية‬
‫كاغبصائل كاعبركد ككذا صحة اؼبعلومات اؼبقدمة عن حسابات التعاضدية مع إمكانية أف يقوـ ؾبلس‬
‫اإلدارة بنفسو عملية التدقيق كسَت التعاضدية ككل ىذا ربت إشراؼ ك كصاية الوزير اؼبكلف بالضماف‬

‫‪166‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫االجتماعي الذم ترسل لو سنويا كل التقارير اؼبالية كاإلدارية اػباصة احملددة دبوجب القوانُت مع‬
‫اؼببلحظة ُب حاؿ ـبالفة التعاضديات االجتماعية للقوانُت اؼبنظمة ؽبا أك قوانينها األساسية احملددة‬
‫لنشاطاهتا يتم حلها بصفة إرادية من طرؼ أعضائها اؼبنخرطُت أك عن طريق العدالة(‪.)1‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬المنح العائلية والعالوات المدرسية‬
‫ُب إطار اغبفاظ كضماف ضباية شاملة ؼبواجهة كل ما من شأنو اؼبساس بالفرد ُب كيانو كمالو‬
‫ككذا استمرار نشاطو كاغبفاظ على حقوقو كحقوؽ أفراد عائلتو‪ ،‬أقر اؼبشرع اعبزائرم أداءات تكميلية‬
‫لصاّب العماؿ األجراء تسمى باألداءات العائلية اليت تتضمن منحا سبثل دخبل تكميليا من شأنو أف‬
‫يساعد العماؿ األجراء الذين يتكفلوف بالعائبلت كضماف االحتياجات اػباصة بالطفل‪ ،‬كتتشكل‬
‫األداءات العائلية من اؼبنح العائلية كالعبلكات اؼبدرسية‪.‬‬
‫مع اإلشارة أف اؼبشرع دعم ىذه اؼبنح بتعويضات مالية ُب إطار الدعم اؼبباشر للفئات‬
‫(‪)2‬‬
‫االجتماعية احملركمة كظبيت بالتعويض التكميلي للمنحة العائلية‪.‬‬
‫كتشمل ىذه األداءات ُب التشريع اعبزائرم نوعُت من اؼبنح أحدنبا خاص باؼبنح العائلية‬
‫كالثاٍل خاص باؼبنح الدراسة‪ ،‬من خبلؿ ىذا نتناكؿ ىذه اؼبنح ؼبعرفة اؼبستفيدين منها كشركط اغبصوؿ‬
‫عليها كقيمتها كما يلي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المنح العائلية‬
‫إف نظاـ اؼبنح العائلية ُب التشريع اعبزائرم يعود تارىبها اىل اغبقبة االستعمارية الفرنسية حيث‬
‫أدخل ىذا النظاـ اىل اعبزائر سنة ‪ 9399‬ككانت الفئة اؼبشمولة هبذا النظاـ ىي فئة اؼبوظفُت‪ ،‬باعتبار‬
‫ىذه الوظيفة ؿبتكرة من قبل اؼبستعمركف كفئة قليلة جدا من اعبزائريُت اؼبوالُت للسلطة اؼبستعمرة ‪.‬‬
‫أما بعد االستقبلؿ فإف ىذا اغبكر بقى تستفيد منو فئة اؼبوظفُت دكف باقي العماؿ كاستمر ىذا اغباؿ‬
‫إىل غاية سنة ‪ 9321‬أين صدرت ؾبموعة من التشريعات اؽبدؼ منها إصبلح منظومة الضماف‬
‫االجتماعي حيث تقرر إسناد تسيَت اؼبنح اػباصة باؼبوظفُت كالعماؿ معا إىل ىيئات الضماف‬

‫(‪ )1‬اؼبواد من ‪ 20‬إىل ‪ ،31‬من القانوف ‪ ،19/9191‬المصدر السابق‪.‬‬


‫(‪ )2‬اؼبواد من ‪ 9‬إىل ‪ 1‬من اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 90-39‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9339/19/99‬اؼبتعلق بشركط تطبيق الدعم اؼبباشر ؼبداخيل الفئات احملركمة‪.‬‬

‫‪167‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫االجتماعي بتوحيد ىذه اؼبنح على كافة األجراء ُب صبيع القطاعات بغية ربقيق مبدأ التضامن الوطٍت‬
‫(‪.)1‬‬
‫بُت اعبزائريُت‬
‫انطبلقا من ىذا التاريخ توالت النصوص التشريعية خبصوص اؼبنح العائلية كمنح الدراسة كال سيما‬
‫قوانُت اؼبالية لسنوات ‪9339‬ك ‪9333‬ك‪... 9119‬اليت أسندت منح اؼبوظفُت تارة إىل ىيئات‬
‫الضماف االجتماعي كتارة أخرل إىل اؽبيئات اؼبستخدمة كتعترب اؼبنح العائلية دخبل تكميليا أك إضافيا‬
‫من شأنو كما أسلفنا مساعدة الذين يتكفلوف بالعائبلت لصاّب األكالد الشرعيُت أك اؼبكفولُت من‬
‫لتحقيق بعض احتياجاهتم‪ ،‬كتصرؼ لكافة اؼبوظفُت اؼبمارسُت لنشاط كطيفي دائم أك مؤقت بل حىت‬
‫عند التوقف عن مزاكلة النشاط بسبب اؼبرض أك الوالدة أك العجز أك حادث عمل أك اؼبرض اؼبهٍت‬
‫كحىت التقاعد أك البطالة أك التجنيد ُب اػبدمة الوطنية أك كجوده ُب السجن(‪ )2‬كإذا كانت القاعدة‬
‫العامة تقضي بتسديد اؼبنح العائلية إىل اؼبوظف نفسو‪ ،‬باعتباره صاحب حق‪ ،‬إال أنو كبصفة استثنائية‬
‫أف سبنح كلظركؼ أك حاالت معينة إىل أشخاص آخرين ال تربطهم باألطفاؿ أية‬
‫رابطة عائلية أك قرابة أف يوفركا ؽبم اؼبسكن كاؼبأكل كاؼبلبس كالًتبية اغبسنة بصفة دائمة(‪ )3‬لبلستفادة‬
‫من ىذه اؼبنحة كقيمتها هبب ربديد مستحقيها كشركطها كمبلغها دبا يأٌب‪.‬‬
‫أوال‪ :‬المستفيدين من المنحة العائلية‬
‫يستفيد من اؼبنح العائلية األطفاؿ‪ ،‬االستفادة تكوف عن طريق شخص يستوُب الشركط اليت‬
‫سبنحو اغبق ُب ىذه اؼبنح كىوا ؼبستفيد اؼبباشر كقاعدة عامة كُب بعض اغباالت الكفيل‪ ،‬منو فإف‬
‫اؼبستفيدين من اؼبنحة العائلية ىم‪:‬‬
‫‪ -‬األطفاؿ الناذبُت عن عبلقة زكاج أك ىؤالء الذين كانت ألحد الزكجُت عبلقة زكاج سابقة‪.‬‬
‫‪ -‬األحفاد ك اغبواشي (اإلخوة‪ ،‬األخوات‪ ،‬أبناء اإلخوة األخوات)‪.‬‬
‫‪ -‬األطفاؿ اؼبكفولُت ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Ecole supérieure de la sécurité social alger, support de formation sur les allocations‬‬
‫‪familiales éd CNAS février 2007 p4.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪la Circulaire général d’application des lois de sécurité social n° 1 du 10/11/1991 titre 5‬‬
‫‪chapitre 1,2,3‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪la Circulaire général d’application des lois de sécurité social n° 1 op‬‬

‫‪168‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫مع اإلشارة أنو يتم االحتفاظ باؼبنح العائلية لفائدة اؼبستفيدين الذين يستحيل فبارستهم لنشاط‬
‫مهٍت مأجور ُب بعض اغباالت كاؼبرض‪ ،‬العجز أك التقاعد‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مبلغ و قيمة المنحة العائلية‬
‫ربدد مبلغ اؼبنحة العائلية الشهرم بقيمة ستة مئة دينار (‪ 011‬دج) عن الطفل الواحد ُب حدكد‬
‫طبسة (‪ )1‬أطفاؿ مستفيدين(‪)1‬ىذا بشرط أال يتجاكز األجر الشهرم أك الدخل الشهرم للعامل‬
‫األجَت أك اؼبنتفع من اؼبنحة العائلية مبلغ طبسة عشر ألف (‪91111‬دج) مع األخذ بعُت االعتبار ُب‬
‫ربديد مبلغ اؼبنحة العائلية األجر أك الدخل الشهرم الذم يدفعو اؼبستخدـ أك اؼبتقاضي بعنواف الشهر‬
‫األكؿ من كل سداسي من السنة اؼبدنية ك يبقى ىذا اغبق ؿبفوظا خبلؿ األشهر الستة (‪ )0‬اليت تلي‬
‫الشهر األكؿ من السداسي بغض النظر عن التغَتات اليت تطرأ على األجرة الشهرية أك الدخل‬
‫الشهرم للعامل األجَت أك اؼبنتفع باؼبنح العائلية أثناء ىذه الفًتة (بعد رفع قيمة اؼبنحة العائلية دبوجب‬
‫‪)2( .‬‬ ‫اؼبرسوـ التنفيذم رقم‪)923-31‬‬
‫أما اؼبستفيدين من اؼبنحة العائلية الذين يفوؽ أجرىم أك دخلهم الشهرم اػباضع الشًتاؾ الضماف‬
‫االجتماعي أم مبلغ طبسة عشر ألف (‪91111‬دج)‪ ،‬فيقدر اؼببلغ بقيمة ثبلثة مئة دينار (‪111‬دج)‬
‫شهريا للطفل الواحد‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬شرط السن لالستفادة من المنح العائلية‬
‫وبدد سن االستفادة من اؼبنح العائلية كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬سبعة عشر (‪ )91‬سنة ُب صبيع اغباالت‪.‬‬
‫‪ -‬كاحد كعشركف (‪ )99‬بالنسبة لػ‪:‬‬
‫‪ -‬الطفل اؼبوجود ُب فًتة تربص إذا مل تتجاكز اؼبنحة اليت يتقاضها نصف األجر الوطٍت‪.‬‬
‫‪ -‬الفل الذم يًتدد بصفة منتظمة على مؤسسة تربوية للتعليم األساسي‪ ،‬اؼبتوسط التقٍت أك اؼبهٍت‪.‬‬
‫‪ -‬الطفل غَت القادر على العمل أك مزاكلة دراساتو نتيجة عجز أك مرض مزمن‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 9‬من اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 923-31‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9331/13/90‬اؼبتعلق برفع مبلغ اؼبنح العائلية‬
‫(‪ )2‬اؼبادة ‪ 9‬ك ‪9‬مننفس اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪923-31‬‬

‫‪169‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬البنت اليت تتكفل بأحد إخوهتا عوض األـ اؼبتوفاة‪.‬‬


‫الفرع الثاني‪ :‬العالوات المدرسية‬
‫من اؼبنح التكميلية األحرل اليت اقرىا اؼبشرع اعبزائرم ُب إطار اؼبساعدة بالتكفل بالعائبلت‬
‫كربقيق احتياجات األطفاؿ‪ ،‬منحة أك عبلكة التمدرس‪ ،‬مع إحاطتها بعدة شركط استحقاقها كربديد‬
‫مبلغ قيمتها‪ ،‬األمر الذم سنبينو ُب اآلٌب‪:‬‬
‫أوال‪ :‬عالوة التمدرس‬
‫ىي منحة يتم دفعها لفائدة األطفاؿ الذين تفوؽ أعمارىم ستة (‪)0‬سنوات كأقل من سبعة‬
‫عشر (‪ )91‬سنة أك كاحد كعشركف (‪ )99‬سنة بالنسبة لؤلطفاؿ الذين يتابعوف دراستهم إبتداءا من‬
‫الفاتح سبتمرب من السنة اعبارية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬شروط استحقاق العالوات المدرسية‬
‫يشًتط ُب استحقاؽ ىذه العبلكة‪:‬‬
‫‪ -‬أال يتجاكز مبلغ األجرة أكالد خل الشهرم اػباضع لبلشًتاكات الضماف االجتماعي للعامل‬
‫األجَت مبلغ طبسة عشر ألف(‪91111‬د‪.‬ج)‪ ،‬مع أخذ بعُت اإلعتبار عند ربديد مبلغ عبلكة‬
‫الدراسة اؼببلغ أك الدخل الشهرم الذم يدفعو اؼبستخدـ أك اؼبتقاضي بعنواف الشهر األكؿ من‬
‫اؼبدنية(‪)1‬‬ ‫السداسي الثاٍل من السنة‬
‫‪ -‬األطفاؿ اؼبتمدرسوف الذين ىم ضمن األسرة ُب الرتبة السادسة فما فوؽ ُب حدكد طبسة أطفاؿ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مبلغ و قيمة عالوة التمدرس‬
‫يكوف مبلغ عبلكة التمدرس بالنسبة للذين يساكم أجرىم أك دخلهم الشهرم اػباضع لبلشًتاكات‬
‫الضماف االجتماعي طبسة عشر ألف (‪91111‬دج)‪ ،‬إبتداء من الطفل األكؿ إىل اػبامس شبانية‬
‫أالؼ (‪2111‬دج) للطفل الواحد ُب السنة‪ ،‬أما إبتداءا من الطفل السابع يكوف مبلغ العبلكة أربعة‬
‫مئة (‪911‬دج) للطفل الواحد مرة كل سنة‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 9‬من نفس اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 190-39‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9339/91/91‬احملدد مبلغ اؼبنح العائلية كاؼبادة ‪ 1‬ك‪1‬من نفس اؼبرسوـ التنفيذم‬
‫رقم ‪.923-31‬‬

‫‪170‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أما بالنسبة للمستفدين من ىذه العبلكة الذين يفوؽ دخلهم أك أجرىم الشهرم اػباضع لبلشًتاؾ‬
‫الضماف االجتماعي مبلغ طبسة عشر ألف(‪91111‬د‪.‬ج)‪،‬فيقدر اؼببلغ بأربعة مئة دينار(‪911‬د‪.‬ج)‬
‫سنة‪)1(.‬‬ ‫للطفل الواحد مرة كل‬
‫لكن بعد صدكر اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪)2(913 -93‬الذم دبوجبو ربديد مبلع عبلكة‬
‫اؼبتمدرس بقيمة ثبلثة الف عن كل طفل مرة كاحدة كل سنة (‪ )3‬بذلك يكوف اؼبشرع كحد قيمة‬
‫مبلغ عبلكة التمدرس ملغيا بذلك صبيع الشركط اؼبنصوص عليها سابقا اليت زبوؿ اغبق ُب ىذه‬
‫‪.923-30‬‬ ‫العبلكة كال سيما اؼبواد ‪ 1‬ك‪ 0‬ك‪ 1‬الواردة ُب اؼبرسوـ‬
‫ُب األخَت ذبدر اإلشارة على أف ربدد نسبة نفقات التسيَت اػباصة باؼبنح العائلية كعبلكة‬
‫الدراسة الواقعة على عاتق الدكلة كاؼبدفوعة إىل ىيئة الضماف االجتماعي اؼبختصة إبتداءا من سنة‬
‫‪9331‬بنسبة ‪% 11‬من مبلغ اإلعتمادات اؼبخصصة ؽبذا اعبانب كاليت يسَتىا اؽبيئة اؼبذكورة بعنواف‬
‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬ ‫السنة اؼبالية لسنة ‪9333‬‬

‫(‪ -)1‬اؼبادة ‪ 0‬من اؼبرسوـ التنفيذم السابق رقم ‪923-31‬‬


‫(‪ -)2‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 913-93‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9193/13/19‬وبدد مبلغ عبلكة الدراسة‪ ،‬اعبريدة الرظبية رقم ‪ 11‬سنة ‪9193‬‬
‫(‪ -)3‬اؼبادة‪ 9‬من اؼبرجع السابق ‪913-93‬‬
‫(‪ -)4‬اؼبادة ‪ 9‬من نفس اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 919-31‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9331/11/91‬احملدد نسبة تكاليف تسَت مبلغ اؼبنح العائلية كعبلكة التمدرس‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫خالصة الفصل الثالث‬


‫ذبسد من خبلؿ العديد من‬
‫عرفت اغبماية االجتماعية ُب اعبزائر منذ االستقبلؿ تطورا كبَت ّ‬
‫التنظيمات كالقرارات كاإلجراءات اليت ًبّ ازباذىا كاليت هتدؼ إىل ربقيق مشولية التغطية االجتماعية‬
‫لكافة الفئات الناشطة كالشرائح االجتماعية كربسُت مستويات اؼبعيشة‪ ،‬ؽبذا استطاع اؼبشرع اعبزائرم‬
‫أف يؤسس نظاـ للحماية االجتماعية يتميز بالتنوع كيستجيب لكل إحتياجات فئات اجملتمع كحقق‬
‫أىداؼ اجتماعية كاقتصادية كبَتة ‪،‬فشملت اغبماية االجتماعية ؾبموعة اآلليات كاؼبؤسسات اليت‬
‫ترتكز على مبدأا لتضامن كالتكافل كاليت تضمن لؤلفراد اغبماية من األخطار االجتماعية‪ ،‬ما أكصلو‬
‫إىل ىيكلتو اؼبؤسسية اغبالية‪ ،‬حيث يتكوف حاليا من طبس مؤسسات ؽبا طابع التخصص ذات‬
‫شخصية معنوية كاستقبلؿ مايل‪،‬زبتص كل مؤسسة بتامُت نوع معُت من األخطار كفئة ؿبددة من‬
‫األشخاص‪ ،‬كىي بذلك ربقق تغطية تأمينية تشمل جزءا معترب من اجملتمع كتؤمن تقريبا كافة األخطار‬
‫اليت يبكن أف يتعرض ؽبا اؼبؤمن لو اؼبتمثلة أساسا ُب األمراض كالبطالة كاؼبخاطر اليت قد تنجم أثناء‬
‫العمل أك الوالدة كالتكفل باؼبتقاعدين كالوفاة‪ ،‬عاملة على توحيد أحكامو بالنسبة لكافة العاملُت سواء‬
‫من كاف يعمل منهم ُب القطاع اػباص أك العاـ‪ ،‬كقد كاف القصد من كراء ذلك ربقيق اؼبساكاة بُت‬
‫كافة العاملُت من حيث اؼبزايا التأمينية‪ ،‬معتمد ىذه اؼبؤسسات ُب اغبصوؿ على سبويلو على مورد‬
‫أساسي كاحد‪ ،‬ىو اقتطاعات كاشًتاكات إلزامية للمؤمنُت لديها ُب حُت أف تدخل ميزانية الدكلة ُب‬
‫سبويل ىذا القطاع ؿبدكد جدا‪.‬‬
‫يقصد باغبقوؽ التأمينية‪ ،‬تلك اغبقوؽ اليت تًتتب للمؤمن كذكم حقوقو قبل ىيئات الضماف‬
‫االجتماعي اؼبختصة ‪،‬ىذه اغبقوؽ زبتلف باختبلؼ نوع التامُت‪ ،‬بعضها يواجو اؼبخاطر العادية‬
‫اؼبرتبطة باغبياة اإلنسانية بصفة عامة‪ ،‬كما ىو اغباؿ ُب تامُت اؼبرض كالشيخوخة كالعجز كالوفاة‪،‬‬
‫كبعضها يواجو اؼبخاطر االستثنائية اؼبرتبطة بالعمل كالنشاط كما ىو اغباؿ بالنسبة لتامُت إصابات‬
‫العمل كتأمُت البطالة ‪،‬بتحقق ىذه اؼبخاطر اؼبضمونة تلتزـ ىيئات الضماف االجتماعي بتقدَل‬
‫األداءات لصاّب اؼبؤمن كذكم اغبقوؽ كفق ما تقتضيو كاإلجراءات ُب ىذا اجملاؿ مقابل ذلك من أجل‬
‫قياـ ىيئات الضماف االجتماعي بالتكفل اؼبباشر باؼبؤمنُت سواء كانوا ُب حالة نشاط أك غَت نشاط‬

‫‪172‬‬
‫التأمينات االجتماعية الجزائرية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ككذلك الفئات اػباصة‪ ،‬أقر اؼبشرع على عاتق اؼبكلف بوجو عاـ التزامات ـبتلفة‪ ،‬زبتلف باختبلؼ‬
‫ىيئة الضماف اؼبنخرط فيها‪ ،‬كُب حالة اإلخبلؿ هبا يرتب عليو جزاءات مالية كُب بعض األحياف حىت‬
‫جزائية ألف أنظمة الضماف االجتماعي تقوـ على أساس مبدأ مشاركة اؼبضمونُت كأصحاب العمل‬
‫كالدكلة بنسب متفاكتة ُب سبويل ىذا النظاـ كعلى الفصل بُت األداءات كاالشًتاكات‪ ،‬حبيث يكوف‬
‫التضامن االجتماعي الضماف لتأمُت اؼبوارد البلزمة لتقدَل األداءات‪ ،‬لكوف الضماف االجتماعي‬
‫أصبح كسيلة ضباية اجتماعية‪ ،‬الف إمباء اإلنساف ال يبكن أف يتم من خبلؿ اؼببادرة الفردية فقط بل‬
‫ضمن إطار ؾبتمع يؤمن تكافؤ الفرص للجميع‪.‬‬
‫لكن يبدك أف ىذه اغبماية غَت كافية ما دامت اؼبدكنة العامة لئلعماؿ اؼبهنية ما مل تتم‬
‫مراجعتها بعد حيث ال تتماشى تعويضات الفحوصات الطبية ككذا التحاليل اؼبخربية الواردة فيها مثبل‬
‫مع األتعاب اغبقيقية لؤلطباء كأصحاب اؼبخابر كما أف معاشات كمنح التقاعد لكثَت من اؼبستفيدين‬
‫منها ال تتناسب كالقدرة الشرائية اؼبرتفعة كذلك بالرغم من الزيادات الدكرية اليت ما أف فكت الدكلة‬
‫تقرىا كل سنة بنسب معينة‪ ،‬ىذا باإلضافة إىل إزالة كل اإلشكاالت العالقة بتشريع الضماف‬
‫االجتماعي للوصوؿ إىل االستقرار كالتطور من الناحية االجتماعية كاالقتصادية‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬آليات فض المنازعاتفي مجال التأمينات االجتماعية‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫يقصد دبنازعات الضماف االجتماعي‪ ،‬تلك اػببلفات اليت تنشأ بُت اؼبؤمن لو‪ ،‬أك اؼبستفيد من‬
‫التأمينات االجتماعية من جهة‪ .‬كىيئات الضماف االجتماعي اإلدارية كالطبية كالتقنية‪ ،‬من جهة ثانية‬
‫حوؿ اغبقوؽ كااللتزامات اؼبًتتبة على تطبيق قوانُت التأمينات االجتماعية كالقوانُت األخرل اؼبلحقة‬
‫كاؼبكملة ؽبا‪.‬‬
‫فاخضع اؼبشرع اعبزائرم كافة اػببلفات كاؼبنازعات اليت تثور بُت اؼبؤمنُت كاؼبستفيدين من‬
‫التأمينات‪ ،‬كاؽبيئات اؼبكلفة بتسيَت ىياكل كأجهزة الضماف االجتماعي‪ ،‬لعدة إجراءات كترتيبات‬
‫خاصة تستحق جبدارة كصفها" بقانوف الضماف االجتماعي"‪ ،‬إذ مل يكتف بتقنُت خدمات كشركط‬
‫كإجراءات االستفادة من تغطية الضماف االجتماعي بل قنن كنظم أساليب ككيفيات تسوية النزعات‬
‫اليت يبكن أف تفرزىا ىده التغطية االجتماعية‪ ،‬كىو ما تضمنو قانوف ‪ 12-12‬اؼبؤرخ ُب‬
‫‪ 9112/11/19‬اؼبتعلق باؼبنازعات ُب ؾباؿ االجتماعي كالدم صنف ىده اؼبنازعات إىل ثبلثة أنواع‬
‫كىي‪:‬‬
‫‪ -9‬اؼبنازعات العامة اليت زبص اػببلفات الناشئة عن تطبيق أك تفسَت أك االعًتاض على القرارات‬
‫الصادرة عن ىيئات الضماف االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -9‬اؼبنازعات الطبية اليت تتعلق باغبالة الصحية للمؤمنُت ؽبم‪ ،‬اؼبراقبة الطبية‪ ،‬اػبربة الطبية‪ ،‬ؾباالت‬
‫تقدير العجز‪.‬‬
‫‪ -1‬اؼبنازعات التقنية ذات الطابع الطيب اليت زبص كافة األعماؿ كالنشاطات الطبية اليت ؽبا صلة‬
‫بالضماف االجتماعي‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫المبحث األول‪ :‬التسوية الداخلية لمنازعات الضمان االجتماعي‬


‫تسهيبل لئلجراءات فض اؼبنازعات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي بصفة عامة‪ ،‬جعل اؼبشرع‬
‫اعبزائرم من نظاـ التسوية الداخلية ىي األصل ُب السعي إىل حلها‪ ،‬كعدـ اللجوء إىل اعبهات‬
‫القضائية اؼبختصة إال بعد استنفاد ىده التسوية‪ .‬ؽبدا الغرض ًب إنشاء أجهزة داخلية للفصل ُب صبيع‬
‫االعًتاضات اؼبقدمة ضد القرارات الصادرة عن ىيئات الضماف االجتماعي‪ ،‬كعدـ إتباع إجراءات‬
‫التسوية الداخلية يًتتب عليو عدـ قبوؿ قضائيا شكبل‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المنازعة العامة ومجال تطبيقها‬
‫تصدر ىيئات الضماف االجتماعي قرارات ُب إطار العبلقة القائمة بينها كبُت اؼبؤمن ؽبم أك مع‬
‫اؼبستخدمُت كىذه القرارات تنشأ بطبيعة اغباؿ حقوؽ كترتب كاجبات كأثار قانونية زبرج حبسب‬
‫طبيعتها عن نطاؽ اؼبنازعات الطبية أك اؼبنازعات التقنية‪.‬‬
‫كقد كضع اؼبشرع اعبزائرم قواعد إجرائية خاصة لتسوية سائر االحتجاجات كاالعًتاضات‬
‫اليت قد تثور بشأف قرارات ىيئات الضماف االجتماعي ُب إطار اؼبنازعات العامة عن طريق الطعن‬
‫اإلدارم اؼبسبق أماـ كل من اللجنة احمللية كالوطنية مع ربديد اختصاصها كآجاؿ الطعن أمامها مع‬
‫ربديد حقوؽ كالتزامات كل األطراؼ‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم المنازعة العامة‬
‫على غرار تسوية النزاعات الفردية كاعبماعية للعمل‪ ،‬أقاـ اؼبشرع اعبزائرم نظاما أكليا للمنازعات‬
‫العامة ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‪ ،‬لكن قبل التطرؽ ؽبذا بالشرح الواُب ال بد من ذكر نص اؼبادة‬
‫‪ 12‬من القانوف ‪ 12-12‬ؼبعرفة مفهوـ اؼبنازعة العامة كاليت تنص على أنو "يقصد باؼبنازعة العامة‬
‫للضماف االجتماعي ُب مفهوـ ىذا القانوف‪ ،‬اػببلفات اليت تنشأ بُت ىيئات الضماف االجتماعي من‬
‫جهة كاؼبؤمن ؽبم أك اؼبكلفُت من جهة أخرل دبناسبة تطبيق تشريع كتنظيم الضماف االجتماعي"‪.‬‬
‫كبالرجوع إىل النص القانوٍل اؼبذكور أعبله يظهر أف اؼبشرع اعبزائرم مل يعرؼ صراحة اؼبنازعة العامة ال‬
‫من حيث طبيعتها كال نوعها كال حىت مفهومها‪ ،‬كإمبا اعترب كل اػببلفات اليت تنشأ بُت ىيئات‬

‫‪176‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫الضماف االجتماعي من جهة كاؼبؤمن ؽبم أك اؼبكلفُت من جهة أخرل دبناسبة تطبيق تشريع كتنظيم‬
‫الضماف االجتماعي تدخل ُب نطاؽ ىذه اؼبنازعة‪.‬‬
‫من جهة أخرل باإلضافة إىل ما سلف ذكره فإف اؼبشرع كضعنا أماـ إشكاؿ ثاٍل ال يقل أنبية‬
‫عن األكؿ‪ ،‬ذلك أف اؼبشرع أقتصر على حصر اؼبنازعات العامة ُب اػببلفات اليت قد تثور بُت‬
‫اؼبستفيدين اؼبؤمنُت أك ذكم حقوقهم كىيئات الضماف االجتماعي‪ُ ،‬ب حُت أف األمر ليس كذلك ُب‬
‫صبيع اغباالت بل ىناؾ نزاعات كخبلفات تقوـ بُت أطراؼ غَت تلك اليت أقًتضها القانوف اعبزائرم‬
‫كتلك اليت تثور بُت اؼبستخدمُت كىيئات الضماف االجتماعي أك اؼبؤمن ؽبم كاؼبستخدمُت‪ ،‬كاليت‬
‫حبكم طبيعتها تدخل ضمن اؼبنازعات العامة للضماف االجتماعي‪ .‬كعليو حىت كإف كاف اؼبشرع‬
‫اعبزائرم قد أستعمل عند التعرض ؼبوضوع اؼبنازعات العامة ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي أسلوبا‬
‫مشوبا بكثَت من الغموض كاإلهباـ كالذم ال يسمح باإلطبلؽ الوقوؼ عند تعريف مناسب يزيح صبيع‬
‫العراقيل كالعقبات اليت تعًتض سائر األطراؼ اؼبتدخلة ُب ضماف االجتماعي بصفة عامة‪.‬‬
‫إف تدارؾ اإلغفاؿ القانوٍل اؼبتعلق بتحديد أطراؼ العبلقة القانونية ُب إطار اؼبنازعة العامة أمر‬
‫ضركرم‪ ،‬كذلك بتوسيع دائرهتا لتشمل اؼبستفيدين اؼبستخدمُت كىيئات الضماف االجتماعي من جهة‬
‫كاؼبستخدمُت كاؼبؤمن ؽبم من جهة أخرل‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مجال تطبيق المنازعة العامة‬
‫كضع اؼبشرع اعبزائرم ؾبموعة من القواعد تنظم العبلقة بُت ىيئات الضماف االجتماعي‬
‫كاألطراؼ اؼبتعاملة معها‪ ،‬السيما بُت اؼبؤمن ؽبم كاؼبستخدـ‪ ،‬كذلك بتقرير ؾبموعة من اغبقوؽ‬
‫كالواجبات اإلخبلؿ هبا يؤدم إىل نشوب خبلفات تدخل ُب إطار اؼبنازعات العامة إذا كاف‬
‫موضوعها ال يتعلق بالطابع الطيب كالتقٍت‪.‬‬
‫كؼبعاعبة ىذه اؼبنازعات ضبط اؼبشرع قواعد إجرائية تنظم سَت اؼبنازعة العامة من حيث التسوية‬
‫اإلدارية الداخلية كاعبهات اؼبختصة بالنظر فيها كاآلجاؿ احملددة ؽبا أك من حيث التسوية القضائية‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫الفرع الثالث‪ :‬التسوية الداخلية للمنازعة العامة‬


‫تسهيبل إلجراءات فض اؼبنازعات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي بصفة عامة جعل اؼبشرع‬
‫اعبزائرم من النظاـ التسوية الداخلية األصل ُب السعي غبلها كاستثناءا اللجوء إىل اعبهات القضائية‬
‫اؼبختصة‪ .‬ؽبذا الغرض ًب إنشاء أجهزة داخلية للفصل ُب صبيع االعًتاضات اؼبقدمة ضد القرارات‬
‫الصادرة عن ىيئات الضماف االجتماعي ُب ؾباؿ اؼبنازعة العامة كاليت يرفع أمامها النزاع كجهة طعن‬
‫كتعترب إجراءات التسوية الداخلية قيد شكلي يًتتب على زبلفو عدـ قبوؿ الدعول القضائية‬
‫شكبل(‪.)1‬‬
‫كبالرجوع إىل تنظيم ىذه التسوية قبد أف اؼبشرع أنشأ ؽبذا الغرض عبنتُت(‪ .)2‬تتمثل األكىل ُب‬
‫اللجنة احمللية اؼبؤىلة للطعن اؼبسبق‪ ،‬تنشأ على مستول كل كالية ك ىي مكلفة قانونا باستقباؿ سائر‬
‫الطعوف كاالعًتاضات اؼبسبقة ضد قرارات ىيئات الضماف االجتماعي كدرجة أكىل أما اعبهاز الثاٍل‬
‫فيتعلق باعبنة الوطنية اؼبؤىلة للطعن اؼبسبق كىي اليت تتمتع بصبلحيات استقباؿ سائر الطعوف ضد‬
‫القرارات الصادرة عن اللجاف الوالئية إال ما ا استثنيا بنص قانوٍل (‪)3‬كما سنبينو عند التعرض ؽبذه‬
‫اللجاف كبذلك يبكن اعتبارىا عبنة استئناؼ فيما ىبص عبنة الطعن األكىل‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الطعن أمام اللجنة المحلية للطعن المسبق‬
‫كما سبق ذكره سعيا من اؼبشرع اعبزائرم غبل النزاعات اليت تثور بُت ىيئات الضماف‬
‫االجتماعي كاؼبستفيدين كاؼبستخدمُت ككذا اؼبكلفُت حوؿ اغبقوؽ كالواجبات‪ ،‬أنشأ اؼبشرع لدل كل‬
‫ىيئة للضماف االجتماعي اللجنة احمللية اؼبؤىلة للطعن اؼبسبق تتوىل البت ُب اػببلفات الناصبة عن‬
‫قرارات ىيئات الضماف االجتماعي‪ ،‬كىو إجراء كجويب يتعُت معو على كل طرؼ أف يطعن ُب القرار‬
‫اؼبنتقد أماـ عباف الطعن اؼبسبق قبل اللجوء إىل اعبهات القضائية اؼبختصة‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 19‬من القانوف ‪ 12/12‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9112/11/19‬اؼبتعلق باؼبنازعات ُب ؾباؿ ضمن االجتماعي‪.‬‬
‫)‪ (2‬اؼبادة ‪ 10‬ك ‪91‬من القانوف ‪.12/12‬‬
‫(‪ )3‬اؼبادة ‪ 99‬من القانوف ‪. 12/12‬‬

‫‪178‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪-/2‬تشكيل وعضوية اللجنة المحلية المؤىلة للطعن المسبق‬


‫بالرجوع إىل نص اؼبادة ‪ 10‬من القانوف ‪ 12-12‬أف عدد أعضاء اللجاف كتنظيمها كسَتىا‬
‫وبدد عن طريق التنظيم‪ ،‬ىدا التنظيم جاء بو اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 991-12‬اؼبؤرخ ُب ‪ 99‬فيفرم‬
‫‪(1)9112‬منو تشكيل كعضوية أعضاء اللجاف للطعن اؼبسبق اؼبؤىلة ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‬
‫بعنواف كل صندكؽ من صناديق الضماف االجتماعي‪ ،‬فجاء التشكيل كما يلي‪:‬‬
‫‪-2-2‬بعنوان الصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية للعمال األجراء‬
‫‪ -‬فبثبلف)‪ (2‬عن العماؿ األجراء‪ ،‬أحدنبا دائم كاألخر إضاُب‪ ،‬تقًتحهما اؼبنظمات النقابية‬
‫للعماؿ األكثر سبثيبل على مستول الوالية‪.‬‬
‫‪ -‬فبثبلف)‪ (2‬عن اؼبستخدمُت‪ ،‬أحدنبا دائم كاألخر إضاُب‪ ،‬تقًتحهما اؼبنظمات النقابية‬
‫للمستخدمُت أكثر سبثيبل على مستول الوالية‪.‬‬
‫‪ -‬فبثبلف )‪(2‬عن الصندكؽ الوطٍت للتأمينات االجتماعية للعماؿ األجراء تابعُت للوكالة الوالئية‬
‫اؼبعنية‪ ،‬أحدنبا دائم كاألخر إضاُب‪ ،‬يقًتحهما اؼبدير العاـ للصندكؽ الوطٍت للتأمينات االجتماعية‬
‫للعماؿ األجراء‪.‬‬
‫‪ -‬طبيب )‪ (1‬تابع للمراقبة الطبية للصندكؽ الوطٍت للتأمينات االجتماعية للعماؿ األجراء للوكالة‬
‫الوالئية اؼبعنية‪ ،‬يقًتحو اؼبدير العاـ للصندكؽ الوطٍت للتأمينات االجتماعية للعماؿ األجراء‪.‬‬
‫‪- 3‬بعنوان الصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية للعمال لغير األجراء‬
‫‪ -‬فبثبلف )‪ (2‬عن العماؿ األجراء‪ ،‬أحدنبا دائم كاألخر إضاُب‪ ،‬تقًتحهما اؼبنظمات النقابية‬
‫للعماؿ األكثر سبثيبل على مستول الوالية‪.‬‬
‫‪ -‬فبثبلف )‪ (2‬عن اؼبستخدمُت القطاع اػباص‪ ،‬أحدنبا دائم كاألخر إضاُب‪ ،‬تقًتحهما اؼبنظمات‬
‫النقابية للمستخدمُت أكثر سبثيبل على مستول الوالية‪.‬‬

‫)‪ (1‬اؼبادة ‪ 9‬من اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 991/12‬احملدد ة عدد أعضاء اللجاف احمللية للطعن اؼبسبق اؼبؤىلة‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -‬فبثبلف )‪ (2‬عن الصندكؽ الوطٍت للتأمينات االجتماعية لغَت األجراء تابعُت للوكالة اعبهوية‬
‫اؼبعنية‪ ،‬أحدنبا دائم كاألخر إضاُب‪ ،‬يقًتحهما اؼبدير العاـ للصندكؽ الوطٍت للتأمينات االجتماعية‬
‫للعماؿ األجراء‪.‬‬
‫‪ -‬طبيب )‪ (1‬تابع للمراقبة الطبية للصندكؽ الوطٍت للتأمينات االجتماعية لغَت األجراء للوكالة‬
‫اعبهوية اؼبعنية‪ ،‬يقًتحو اؼبدير العاـ للصندكؽ الوطٍت للتأمينات االجتماعية للعماؿ األجراء‪.‬‬
‫‪-4-2‬بعنوان الصندوق الوطني للتقاعد‬
‫‪ -‬فبثبلف)‪ (2‬عن العماؿ األجراء‪ ،‬أحدنبا دائم كاألخر إضاُب‪ ،‬تقًتحهما اؼبنظمات النقابية للعماؿ‬
‫األكثر سبثيبل على مستول الوالية‪.‬‬
‫‪ -‬فبثبلف)‪ (2‬عن اؼبستخدمُت‪ ،‬أحدنبا دائم كاألخر إضاُب‪ ،‬تقًتحهما اؼبنظمات النقابية‬
‫للمستخدمُت أكثر سبثيبل على مستول الوالية‪.‬‬
‫‪ -‬فبثبلف )‪ (2‬عن الصندكؽ الوطٍت للتقاعد تابعُت للوكالة الوالئية اؼبعنية‪ ،‬أحدنبا دائم كاألخر‬
‫إضاُب‪ ،‬يقًتحهما اؼبدير العاـ للصندكؽ للتقاعد‪.‬‬
‫‪ -‬طبيب )‪ (1‬يبارس على مستول الوالية اؼبعنية‪ ،‬يقًتحو مدير الصحة كالسكاف للوالية بعد أخد رأم‬
‫اجمللس اعبهوم ألدبيات الطب‪.‬‬
‫‪-5-2‬بعنوان الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة‬
‫‪ -‬فبثبلف)‪ (2‬عن العماؿ األجراء‪ ،‬أحدنبا دائم كاألخر إضاُب‪ ،‬تقًتحهما اؼبنظمات النقابية للعماؿ‬
‫األكثر سبثيبل على مستول الوالية‪.‬‬
‫‪ -‬فبثبلف)‪ (2‬عن اؼبستخدمُت‪ ،‬أحدنبا دائم كاألخر إضاُب‪ ،‬تقًتحهما اؼبنظمات النقابية‬
‫للمستخدمُت أكثر سبثيبل على مستول الوالية‪.‬‬
‫‪ -‬فبثبلف )‪ (2‬عن الصندكؽ الوطٍت للتأمُت عن البطالة تابعُت للوكالة الوالئية اؼبعنية‪ ،‬أحدنبا دائم‬
‫كاألخر إضاُب‪ ،‬يقًتحهما اؼبدير العاـ للصندكؽ الوطٍت للتأمينات االجتماعية للعماؿ األجراء‪.‬‬

‫‪180‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -‬طبيب )‪ (1‬يبارس على مستول الوالية اؼبعنية‪ ،‬يقًتحو مدير الصحة كالسكاف للوالية بعد أخد رأم‬
‫اجمللس اعبهوم ألدبيات الطب‪.‬‬
‫‪-6-2‬بعنوان الصندوق الوطني لتحصيل اشتراكات الضمان االجتماعي‪:‬‬
‫‪ -‬فبثبلف)‪ (2‬عن العماؿ األجراء‪ ،‬أحدنبا دائم كاألخر إضاُب‪ ،‬تقًتحهما اؼبنظمات النقابية للعماؿ‬
‫األكثر سبثيبل على مستول الوالية‪.‬‬
‫‪ -‬فبثبلف)‪ (2‬عن اؼبستخدمُت‪ ،‬أحدنبا دائم كاآلخر إضاُب‪ ،‬تقًتحهما اؼبنظمات النقابية‬
‫للمستخدمُت أكثر سبثيبل على مستول الوالية‪.‬‬
‫‪ -‬فبثبلف )‪ (2‬عن الصندكؽ الوطٍت لتحصيل اشًتاكات الضماف االجتماعي تابعُت للوكالة الوالئية‬
‫اؼبعنية‪ ،‬أحدنبا دائم كاألخر إضاُب‪ ،‬يقًتحهما اؼبدير العاـ للصندكؽ الوطٍت لتحصيل اشًتاكات‬
‫الضماف االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬طبيب )‪ (1‬يبارس على مستول الوالية اؼبعنية‪ ،‬يقًتحو مدير الصحة كالسكاف للوالية بعد أخد رأم‬
‫اجمللس اعبهوم ألدبيات الطب‪.‬‬
‫يزاكؿ أعضاء اللجنة مهامهم ؼبدة ‪ 11‬سنوات قابلة للتجديد دبوجب قرار صادر عن الوزير‪،‬‬
‫كُب حالة انقطاع عهدة أحد أعضاء ىده اللجاف يتم استخبلفو حسب األشكاؿ نفسها للمدة‬
‫اؼبتبقية من العهدة كذلك بتعيُت العضو اإلضاُب اؼبقًتح من اؽبيئات اؼبذكورة بعنواف كل صندكؽ من‬
‫صناديق الضماف االجتماعي‪.‬‬
‫يتوىل رئاسة اللجنة احمللية اؼبؤىلة للطعن اؼبسبق رئيسا ينتخب من بُت أعضائها الدين ال هبوز‬
‫تعيينهم ُب أكثر من عبنة كاحدة‪ ،‬تعد اللجاف نظامها الداخلي الذم وبدد قواعد تنظيمها كسَتىا‬
‫كتصادؽ عليو كما يتعُت على رؤساء اللجاف إرساؿ تقرير سنوم عن نشاطاهتا إىل الوزير اؼبكلف‬

‫‪181‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫بالضماف االجتماعي مع اإلشارة أف اؼبشرع جعل نظاما ربفيزيا ألعضاء ىده اللجاف لتجنب الغياب‬
‫(‪)1‬‬
‫كدلك عن طريق تقاضي منح ك عبلكات تعويضية عن اغبضور‪.‬‬
‫ذبتمع اللجنة الوالئية للطعن اؼبسبق مرة ُب كل ‪ 91‬يوما ُب دكرة عادية باستدعاء من رئيسها‪،‬‬
‫كما يبكن أف ذبتمع استثناءا ‪ 9/1‬ثلثي أعضائها كتصدر قراراهتا باألغلبية البسيطة كُب حالة تساكم‬
‫األصوات يرجح صوت الرئيس على أ‪ ،‬ال تصح اجتماعات اللجاف احمللية إال حبضور أغلبية أعضائها‬
‫كُب حالة عدـ اكتماؿ النصاب ‪،‬ذبتمع بعد استدعاء ثاف ُب أجل ال يتعدل ‪ 2‬أياـ‪ ،‬كتصح مداكالهتا‬
‫(‪)2‬‬
‫حينئذ ك مهما يكن عدد أعضائها‪.‬‬
‫‪-/3‬اختصاص اللجنة المحلية المؤىلة للطعن المسبق وسريان أعمالها‬
‫تتمثل مهمة ككظيفة ىذه اللجنة بالدراسة كالبث ُب الطعوف اليت ترفع ؽبا من طرؼ اؼبؤمنُت ؽبم‬
‫أك اؼبكلفُت حوؿ القرارات اليت تتخذىا بشأهنم ىيئات الضماف االجتماعي‪ ،‬السيما ُب ؾباؿ األداء‬
‫العينية كالنقدية اؼبستحقة للمؤمن لو أك ذكم حقوقو دبناسبة اؼبرض الوالدة‪ ،‬الوفاة اؼبنح العائلة‪،‬‬
‫معاشات التقاعد باإلضافة إىل البث ُب االعًتاضات اؼبتعلقة بالزيادات كغرامات التأخَت‪.‬‬
‫كفيما يتعلق دبهلة البت ُب الطعن فيفرض القانوف على اللجنة كجوب البث ُب الطعن اؼبعركض‬
‫عليها خبلؿ مهلة(‪ )11‬ثبلثوف يوما اليت تلي استبلمها عريضة الطعن مع اإلشارة أنو فيما ىبص‬
‫القرارات الصادرة عن ىيئات الضماف االجتماعي بشأف طلبات اإلعفاء من الغرامات كالزيادات‬
‫التأخَت اؼبقدمة من طرؼ اؼبكلفُت تفصل فيها اللجنة كأكؿ درجة إذا كانت قيمة ىذه الغرامات ال‬
‫(‪)3‬‬
‫تفوؽ قيمة ‪9 111 111‬دج‪.‬‬

‫(‪ )1‬هبب التنويو ُب ؾباؿ تعيُت أعضاء عباف الطعن أنو هبب الًتكيز على نوعية اختيار أعضاء اللجاف اؼبؤىلة للطعن اؼبسبق كضركرة توفر فيهم اػبربة‬
‫كالكفاءة اؼبطلوبة‪ ،‬مع إخضاعهم إىل دكرات تكوين كتأىيل حوؿ قوانُت الضماف االجتماعي على أف تكوف نظاـ تويل رئاسة اللجنة نظاـ تداكيل بُت‬
‫أعضائها ك ال ربتكر من طرؼ فبثل ىيئة الضماف االجتماعي كيصبح تأثَت اػبصم ك اغباكم ُب نفس الوقت‪.‬‬
‫(‪ )2‬اؼبادة ‪1‬من اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 991/12‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9339/99/99‬احملدد عدد أعضاء اللجاف احمللية للطعن اؼبسبق اؼبؤىلة ُب ؾباؿ الضماف‬
‫االجتماعي ك تنظيمها ك سَتىا ‪.‬‬
‫)‪ (3‬اؼبادة‪ 1‬من القانوف ‪ 12-12‬اؼبتعلق باؼبنازعات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫كتكوف قرارات اللجاف احمللية الوالئية للطعن اؼبسبق ؿبل ؿباضر يوقعها رئيس كأعضاء اللجنة‬
‫كتدكف ُب سجل يرقم كيؤشر عليو من طرؼ الرئيس مع اإلشارة إجبارية أف تكوف القرارات اؼبتخذة‬
‫من طرؼ اللجاف مربرة كمسببة كتشَت إىل األحكاـ التشريعية كالتنظيمية اليت تستند عليها مع التزاـ‬
‫(‪)1‬‬
‫أعضائها بالسر اؼبهٍت‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق أمانة اللجنة إف اؼبشرع مل وبدد بصفة دقيقة ككاضحة من يتوىل ىذه األمانة‬
‫ككيفية سَتىا كتنظيمها حبيث جاء اإلشارة إليها فقط ُب اؼبادة ‪ 12‬من القانوف ‪ 12-12‬أف تودع‬
‫لدل أمانة اللجنة برسالة موصى عليها مع اإلشعار باالستبلـ عريضة الطعن ُب القرار الصادر من‬
‫ىيئات الضماف االجتماعي مع تويل أمانة اللجاف احمللية الوالئية للطعن اؼبسبق اؼبؤىلة ىيئة الضماف‬
‫االجتماعي اؼبنشأة لديها ىده اللجاف دبوجب اؼبادة ‪ 12‬من اؼبرسوـ ‪ ،12-991‬خبلفا للقانوف ‪-21‬‬
‫‪91‬حيث جاء ُب مادتو ‪ 3‬أف يتوىل أمانة اللجنة الوالئية للطعن أحد أعواف ىيئة الضماف االجتماعي‪،‬‬
‫كيقصد بأمانة اللجنة الوالئية للطعن اعبهة اليت يتوىل اإلشراؼ عليها فبثل عن ىيئة الضماف‬
‫االجتماعي على مستول كل ىيئة من ىيئات لضماف االجتماعي‪ ،‬كالذم يتوىل أساسا مهمة استبلـ‬
‫كتسجيل ـبتلف الطعوف اليت ترفع ضد قرارات ىيئة الضماف االجتماعية كتشكيل ملفات عنها تقدـ‬
‫أماـ اللجنة الطعن عند اجتماعها‪.‬‬
‫‪-/4‬أجال الطعن أمام اللجنة المحلية المؤىلة للطعن المسبق‬
‫تتلخص إجراءات الطعن ُب قرارات ىيئات الضماف االجتماعي أماـ اللجنة احمللية اؼبؤىلة‬
‫الوالئية للطعن اؼبسبق ُب نص اؼبادة ‪12‬من القانوف ‪ ،12-12‬ك ذلك ُب عرض الطعن من قبل اؼبعٍت‬
‫باألمر‪ ،‬إما برسالة موصى عليها أك بطلب عادم يودع لدل أمانة اللجنة مع كجوب اإلشعار‬
‫باالستبلـ أك اإليداع ُب كل اغبالتُت‪ ،‬ذلك خبلؿ مدة ‪ 91‬يوما من تاريخ إشعار اؼبعٌت باألمر بالقرار‬
‫ؿبل الطعن مع اإلشارة كجوب أف يكوف الطعن مكتوبا متضمن أسباب االعًتاض ك إال كقع ربت‬

‫)‪ (1‬اؼبادة ‪ 0‬من اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 991/12‬السابق الذكر "تتوىل أمانة اللجاف احمللية للطعن اؼبسبق اؼبؤىلة ىيئة الضماف االجتماعي اؼبنشأة لديها‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫طائلة عدـ القبوؿ ‪.‬كربسب آجاؿ الطعن كاملة كعدـ احًتامها يًتتب عليو عدـ قبوؿ إجراءات‬
‫الطعن لفوات األجل القانوٍل ‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق دبهلة البث ُب الطعن‪ ،‬فيفرض القانوف على اللجنة كجوب البث ُب الطعن‬
‫(‪)1‬‬
‫يوما اليت تلي استبلمها عريضة الطعن مع ضركرة تبليغ‬ ‫اؼبعركض عليها خبلؿ مهلة ثبلثوف)‪(30‬‬
‫قراراهتا إىل األطراؼ اؼبعنية‪ ،‬اؼبؤمن ؽبم اجتماعيا كاؼبكلفُت برسالة موصى عليها مع اإلشعار باالستبلـ‬
‫كإما بواسطة عوف معتمد للضماف االجتماعي ُب أجل ‪ 91‬أياـ من تاريخ صدكر القرار االجتماعي‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ككذا إرساؿ نسخة من القرارات إىل مدير ككالة ىيئة الضماف االجتماعي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الطعن المسبق أمام اللجنة الوطنية المؤىلة للطعن المسبق للطعن‬
‫لقد أنشأ اؼبشرع الوطٍت لدل كل ىيئة من ىيئات الضماف االجتماعي عبنة على اؼبستول‬
‫الوطٍت زبتص دبراجعة القرارات اليت تصدرىا اللجاف احمللية للطعن اؼبسبق كىذا حسب اؼبادة ‪ 99‬من‬
‫القانوف ‪ 12/12‬اؼبتعلق باؼبنازعات ُب ؿباؿ الضماف االجتماعي ٍب جاء اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪-12‬‬
‫‪ 990‬اؼبؤرخ ُب ‪ 99‬فيفرم ‪ 9112‬حبيث حدد دبوجب نص اؼبادة ‪ 9‬منو تشكيل كعضوية أعضاء‬
‫اللجنة الوطنية للطعن اؼبسبق اؼبؤىلة ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -/2‬تشكيل اللجنة الوطنية المؤىلة للطعن المسبق وعضويتها‪:‬‬
‫بالرجوع إىل نص اؼبادة ‪ 19‬من الرسوـ اؼبذكور سلفا أف تشكيلة اللجاف الوطنية للطعن اؼبسبق‬
‫اؼبؤىلة ك يكوف كما يأٌب ‪:‬‬
‫‪ -‬فبثل (‪ )19‬كاحد الوزير اؼبكلف بالضماف االجتماعي‬
‫‪ -‬ثبلثة (‪ )11‬فبثلُت عن ؾبلس إدارة ىيئة الضماف االجتماعي اؼبعنية يقًتحهم رئيس ؾبلس‬
‫اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -‬فبثبلف(‪ )19‬عن ىيئة الضماف االجتماعي اؼبعنية يقًتحهما اؼبدير العاـ للهيئة اؼبذكورة‪.‬‬

‫)‪ (1‬اؼبادة‪ 2‬من القانوف ‪ 12-12‬اؼبتعلق باؼبنازعات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‪.‬‬


‫(‪ )2‬اؼبادة ‪1‬من اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ ،991/12‬المصدر السابق‬

‫‪184‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫يزاكؿ أعضاء اللجاف الوطنية للطعن اؼبسبق اؼبؤىلة ؼبدة ‪ 11‬سنوات قابلة للتجديد دبوجب قرار‬
‫من الوزير اؼبكلف بالضماف االجتماعي‪ ،‬كُب حالة انقطاع عضوية أحد أعضاء ىده اللجاف يتم‬
‫(‪)1‬‬
‫استخبلفو حسب األشكاؿ نفسها للمدة اؼبتبقية من العهدة‪.‬‬
‫ذبتمع اللجاف الوطنية للطعن اؼبسبق اؼبؤىلة مرة ُب كل ‪ 91‬يوما ُب دكرة عادية باستدعاء من‬
‫رئيسها‪ ،‬كما يبكن أف ذبتمع ُب دكرة غَت عادية بطلب من رئيسها أك ‪1/9‬ثلثي أعضائها كتصدر‬
‫قراراهتا باألغلبية البسيطة كُب حالة تساكم األصوات يرجح صوت الرئيس على أف ال تصح‬
‫اجتماعات اللجاف الوطنية للطعن اؼبسبق اؼبؤىلة إال حبضور أغلبية أعضائها كُب حالة عدـ اكتماؿ‬
‫النصاب‪ ،‬ذبتمع بعد استدعاء ثاف ُب أجل ال يتعدل ‪ 91‬يوـ‪ ،‬كتصح مداكالهتا حينئذ كمهما يكن‬
‫(‪)2‬‬
‫عدد أعضائها‪.‬‬
‫تعد اللجاف الوطنية للطعن اؼبسبق نظامها الداخلي الذم وبدد قواعد تنظيمها كسَتىا كما‬
‫يتعُت على رؤساء اللجاف إرساؿ تقرير سنوم عن نشاطاهتا إىل الوزير اؼبكلف بالضماف االجتماعي‬
‫مع اإلشارة أف اؼبشرع جعل نظاما ربفيزيا ألعضاء ىده اللجاف لتجنب الغياب كدلك عن طريق‬
‫تقاضي منح ك عبلكات تعويضية عن اغبضور كتتكفل ىيئة الضماف االجتماعي اؼبعنية باؼبصاريف‬
‫اؼبرتبطة دبنح ىده التعويضات ككدا كضع ربت تصرؼ ىده اللجاف اؼبقرات ككدا الوسائل الضركرية‬
‫(‪)3‬‬
‫لسَتىا‪.‬‬
‫مع اإلشارة ُب األخَت إىل كجوب التزاـ أعضاء اللجاف الوطنية اؼبسبق اؼبؤىلة بالسر اؼبهٍت كعدـ‬
‫تعينهم ضمن اللجاف األخرل اؼبكلفة بالنازعات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪1‬من اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 991/12‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9112/99/99‬وبدد تشكيلة اللجاف الوطنية للطعن اؼبسبق اؼبؤىلة ُب ؾباؿ الضماف‬
‫االجتماعي ك تنظيمها ك سَتىا‬
‫(‪ )2‬اؼبادة ‪ 1‬ك ‪0‬من اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ ،990/12‬المصدر السابق‬
‫(‪ )3‬اؼبادة ‪91‬من اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ ، 990/12‬المصدر نفسو‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫أما فيما يتعلق بأمانة اللجنة الوطنية للطعن اؼبسبق‪ ،‬إف اؼبشرع مل وبدد بصفة دقيقة ككاضحة‬
‫عن دكر األمانة ككيفية سَتىا كتنظيمها حبيث نص فقط ُب اؼبادة ‪ 12‬من اؼبرسوـ رقم اؼبرسوـ رقم‬
‫‪ 991-12‬أف تتوىل أمانة كل عبنة كطنية للطعن اؼبسبق اؼبؤىلة ىيئة الضماف اؼبنشأة ضمنها ‪.‬‬
‫‪ -/3‬صالحيات اللجنة الوطنية المؤىلة للطعن المسبق وسريان أعمالها‪:‬‬
‫زبتص اللجنة الوطنية اؼبؤىلة للطعن اؼبسبق بالنظر ُب صبيع الطعوف باالستئناؼ اليت ترفع ضد‬
‫القرارات الصادرة عن عباف احمللية للطعن اؼبسبق باستثناء تلك اؼبتعلقة بالغرامات كزيادات عن التأخَت‬
‫اؼبنصوص عليها ُب ؾباؿ التزامات اؼبكلفُت اليت تصدر ابتدائيا كهنائيا عندما يساكم مبلغها أك ال‬
‫يفوؽ ‪1111.111‬دج(‪ )1‬من ٍب يبكن القوؿ أف اللجنة الوطنية اؼبؤىلة للطعن اؼبسبق تعترب دبثابة درجة‬
‫ثانية من درجات الطعن اإلدارم دائما ُب ؾباؿ التسوية الداخلية للمنازعة العامة حبيث يتمثل دكر‬
‫اللجنة الوطنية ُب مراجعة قرارات عباف احمللية اؼبؤىلة للطعن اؼبسبق كذلك بالتأكيد صحتها أك إللغائها‬
‫ُب حالة عدـ تطابقها مع تشريع الضماف االجتماعي‪.‬‬
‫تقوـ اللجنة الوطنية اؼبؤىلة للطعن اؼبسبق بعد القياـ بأعماؽبا كالبت ُب االستئناؼ اؼبرفوعة‬
‫أمامها ككذا دراسة االعًتاضات اػباصة بالطعن ُب ؾباؿ الغرامات كزيادات التأخَت اليت تفوؽ قيمتها‬
‫‪ 9 111 111‬دج بتبليغ قراراهتا إىل األطراؼ اؼبعنية برسالة موصى عليها مع اإلشعار باالستبلـ كإما‬
‫بواسطة عوف معتمد للضماف االجتماعي ُب أجل ‪ 91‬أياـ من تاريخ صدكر قرارىا‪.‬‬
‫كتكوف قرارات اللجاف الوطنية اؼبؤىلة للطعن اؼبسبق ؿبل ؿباضر يوقعها رئيس كأعضاء اللجنة‬
‫كتدكف ُب سجل يرقم ك يؤشر عليو من طرؼ الرئيس مع اإلشارة إجبارية أف تكوف القرارات اؼبتخذة‬
‫من طرؼ اللجاف مربرة كمسببة ك تشَت إىل األحكاـ التشريعية ك التنظيمية اليت تستند عليها مع التزاـ‬
‫أعضائها بالسر اؼبهٍت كتبلغ ىده القرارات إىل اؼبؤمن ؽبم اجتماعيا كاؼبكلفُت بواسطة أمانتها برسالة‬
‫موصى عليها مع إشعار باالستبلـ أك بواسطة أعواف اؼبراقبة للضماف االجتماعي للهيئة اؼبعنية بواسطة‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 1‬ك ‪ 99‬من القانوف ‪ 12/12‬المصدر السابق‪ ،‬ك اؼبادة ‪ 9‬من اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪990/12‬‬

‫‪186‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ؿبضر استبلـ ُب أجل )‪ (10‬عشرة أياـ من تاريخ قرار اللجاف اؼبذكورة‪ ،‬مع كجوب أف ترسل نسخة‬
‫(‪)1‬‬
‫من ىده القرارات إىل اؼبدير العاـ ؽبيئة الضماف االجتماعي اؼبعنية ُب نفس اآلجاؿ اؼبذكورة آنفا‪.‬‬
‫‪ -/4‬أجال الطعن أمام اللجنة الوطنية المؤىلة للطعن المسبق‬
‫كيتم إخطار اللجنة الوطنية اؼبؤىلة للطعن اؼبسبق باالستئناؼ اؼبرفوعة أمامها إما عن طريق‬
‫رسالة موصى عليها مع إشعار باالستبلـ كإما بواسطة طلب يودع مباشرة لدل أمانة اللجنة مقابل‬
‫استبلـ كصل إيداع ُب اجل (‪ )91‬طبسة عشر يوما من تاريخ استبلـ تبليغ قرار اللجنة احمللية اؼبؤىلة‬
‫كُب غضوف (‪ )01‬ستوف يوما إبتداءا من تاريخ إخطار اللجنة احمللية إذا مل يتلق اؼبعٍت أم رد على‬
‫عريضتو‪.‬‬
‫كتسرل اآلجاؿ كلها ابتداء من تاريخ تبليغ القرارات اؼبطعوف فيها إىل األطراؼ اؼبعينة أما من‬
‫حيث اؼبدة الزمنية اؼبخصصة للجنة الوطنية اؼبؤىلة للطعن اؼبسبق قصد البت ُب الطعوف باالستئناؼ‬
‫اؼبرفوعة أمامها فقد حددت بشهر كاحد تسرم اعتبارا من تاريخ إيداع عريضة االستئناؼ كيبكن‬
‫إثبات ذلك عن طرؽ كصل اإليداع عريضة االستئناؼ أك اإلشعار كاالستبلـ ُب حالة رفع االستئناؼ‬
‫عن طريق رسالة موصى عليها‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬أثار الطعن أمام اللجان المؤىلة الوالئية والوطنية‬
‫تقضي القاعدة العامة ُب ؾباؿ اؼبنازعات ما مل يستثٌت بنص أف الطعن اإلدارم من طبيعتو أنو‬
‫يسبق اللجوء إىل القضاء كىو دبثابة تسوية إدارية كدية بُت الشخص الصادر ضده القرار من ىيئة‬
‫معينة كبُت اعبهاز اؼبصدر ؽبذا القرار كما تفيد نفس القاعدة أف ىذا اإلجراء يوقف تنفيذ القرار ؿبل‬
‫الطعن فهل ؽبذه القاعدة صداىا ُب قرار ىيئة الضماف االجتماعي اليت يطعن فيو أماـ اللجنة الوالئية‬
‫للطعن اؼبسبق ك يستأنف أماـ اللجنة الوطنية للطعن؟ كماذا يًتتب على ىذا الطعن كىل ىو ملزـ؟‪.‬‬
‫كىذا ما سنطرؽ إليو أكال أثار الطعن اؼبسبق أماـ اللجنة الوالئية كثانيا إىل أثار ىذا الطعن أماـ‬
‫اللجنة الوطنية‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 91‬من القانوف ‪ ، 12/12‬المصدر السابق‪ ،‬ك اؼبادة ‪1‬من اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ ،990/12‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫أوال‪ :‬أثار الطعن المسبق أمام اللجنة الوالئية‬


‫إف الطعن ُب القرار الصادر عن ىيئة الضماف االجتماعي أماـ اللجاف احمللية اؼبؤىلة الوالئية أم‬
‫أثر يؤدم إىل إيقاؼ تنفيذ القرار اؼبطعوف فيو‪ ،‬غَت انو ال يبكن االحتجاج بعدـ قبوؿ االعًتاض ضد‬
‫اؼبعنيُت إال إذا تضمن القرار ؿبل الطعن صراحة‪ ،‬طرؽ كأجاؿ الطعن‪.‬‬
‫جبدر اؼببلحظة ُب ىذا اجملاؿ انو ُب ظل القانوف ‪ 91/ 21‬حيث أف للطعن ُب قرارات الصادرة‬
‫عن ىيئة الضماف االجتماعي أماـ اللجاف حمللية اؼبؤىلة الوالئية أثر موقف إىل أف يتم الفصل فيو‬
‫هنائيا‪ )1(.‬إال ُب حالتُت عدـ التصريح بالنشاط كعدـ طلب االنتساب‪.‬‬
‫كيبقى الطعن اؼبسبق إلزامي إذ أجرب اؼبشرع اعبزائرم الطاعن ُب قرار ىيئة الضماف االجتماعي‬
‫اللجوء إىل اللجنة احمللية اؼبؤىلة للطعن اؼبسبق كدرجة أكىل ك أماـ اللجنة الوطنية اؼبؤىلة للطعن‬
‫اؼبسبق‪ُ ،‬ب حالة االعًتاض على قرارات اللجنة احمللية للطعن طبقا للمادة ‪ 19‬من القانوف ‪12/12‬‬
‫اليت تنص ترفع االعًتاضات اليت تتعلق من حيث طبيعتها باؼبنازعات العامة إىل عباف الطعن اؼبسبق‬
‫قبل اللجوء إىل اعبهة القضائية اؼبختصة نستنتج من ىذه القاعدة اليت أتى هبا اؼبشرع اعبزائرم ُب اؼبادة‬
‫اؼبذكورة أعبله أهنا أمرة ال هبوز االتفاؽ على ـبالفتها كىذا ما ذىبت إليو احملكمة العليا ُب عدة‬
‫قرارات ؽبا منها ذلك الصادر بتاريخ ‪ 9333/99/13‬كاليت اعتربت باف الطعن اؼبسبق أماـ اللجنة‬
‫الوالئية إجراء جوىرم (من النظاـ العاـ)‪ .‬كذبدر اؼببلحظة إىل أف القرار الصادر عن عبنة الطعن‬
‫اؼبسبق ال يعترب إال درجة من درجات التسوية اإلدارية كمن خبلؿ قانوف ‪ 12/12‬اؼبتعلق باؼبنازعات‬
‫ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي يتضح أف عبنة الطعن اؼبسبق ليست ؽبا طبيعة قضائية بل ىي إدارية‬
‫على مستول صناديق الضماف االجتماعي كقراراهتا إدارية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أثار الطعن أمام اللجنة الوطنية‬
‫إف الشخص الذم يريد االعًتاض على قرار ىيئة الضماف االجتماعي يتجو إىل عبنة اللجنة‬
‫احمللية اؼبؤىلة للطعن اؼبسبق كدرجة أكىل كُب حالة رفض اعًتاضو فرض عليو القانوف استئناؼ قرار‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 99‬من القانوف ‪ُ 91/21‬ب حالة تقدَل اعًتاض على القرار الصادر من ىيئة الضماف االجتماعي يتوقف تنفيذ القرار اؼبطعوف فيو اليت أف يتم‬
‫البث فيو هنائيا‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫اللجنة اؼبؤىلة الوالئية أماـ اللجنة اؼبؤىلة الوطنية للطعن اؼبسبق باعتبارىا درجة ثانية كأخَتة للتسوية‬
‫الداخلية‪.‬‬
‫إف األثر اؼبًتتب على استئناؼ قرار عبنة الطعن اؼبسبق الوالئية أماـ اللجنة الوطنية ىو نفس‬
‫األثر اؼبًتتب على الطعن ُب قرار ىيئة الضماف االجتماعي أماـ عبنة الدرجة األكىل الوالئية للطعن‬
‫حبيث إف استئناؼ القرار الصادر عن ىده األخَتة أماـ اللجنة اؼبؤىلة الوطنية اؼبنعقدة دبقر ىيئات‬
‫الضماف االجتماعي (اؼبديرية العامة لصناديق ىيئات الضماف االجتماعي) ال يؤدم إىل إيقاؼ تنفيذ‬
‫القرار اؼبطعوف فيو خبلؼ ما جاء القانوف ‪ 91-21‬حيث أف للطعن ُب قرارات الصادرة عن ىيئة‬
‫الضماف االجتماعي أماـ اللجاف الوالئية كالوطنية أثر موقف إىل أف يتم الفصل فيو هنائيا‪ )1(.‬إال ُب‬
‫حالتُت عدـ التصريح بالنشاط كعدـ طلب االنتساب‪.‬‬
‫ُب األخَت اعترب اؼبشرع اعبزائرم أف درجيت التسوية اإلدارية عن طريق عباف الطعن اؼبؤىلة الوالئية‬
‫كالوطنية من النظاـ العاـ كؽبما طابع إلزامي كأف اعبهة القضائية اؼبختصة ال يبكنها النظر ُب موضوع‬
‫النزاع إذا مل وبًتـ الطاعن إجراءات التسوية الداخلية كىذا ما ذىبت إليو احملكمة العليا الغرفة‬
‫االجتماعية ُب قراراىا الصادر ُب ‪ 9333/99/91‬ذبدر اإلشارة إىل أف صبيع اإلجراءات اليت تقاـ‬
‫أمامها كالقرارات الصادرة عنها تتميز بالطابع اإلدارم كال يبكنها أف تسمو إىل مرتبة اإلجراءات ذات‬
‫الطابع القضائي ألف اللجنة الوطنية للطعن اؼبسبق ال تقوـ إال بإعطاء رأيها ُب مشركعية القرار اؼبتخذ‬
‫من قبل عبنة الطعن الوالئية اؼبؤىلة‪.‬‬

‫ُب األخَت أننا نرل من الضركرم أف وبدد اؼبشرع بصفة دقيقة ككاضحة دكر أمانة عباف الطعن الوالئية‬
‫كالوطنية ككيفية سَتىا كتنظيمها مع كضع آليات كاضحة لضماف استقبلؿ اللجاف اؼبؤىلة للطعن‬
‫اؼبسبق عن ىيئات الضماف االجتماعي‪ ،‬سواء من خبلؿ اقباز مقرات خاصة هبا أك من حيث سَت‬
‫نشاطها على تكوف قرارات ىذه اللجاف اؼبؤىلة الوالئية ك الوطنية ككذا أحكاـ القضاء ُب ىذا اجملاؿ‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 99‬من القانوف ‪ُ 91/21‬ب حالة تقدَل اعًتاض على القرار الصادر من ىيئة الضماف االجتماعي يتوقف تنفيذ القرار اؼبطعوف فيو اليت أف يتم‬
‫البث فيو هنائيا‪.‬‬

‫‪189‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫معركفة لدل اعبمهور كخاصة شروبة رجاؿ القانوف اؼبمارسوف كالدارسُت كالعماؿ‪ ،‬بنشرىا ُب ؾببلت‬
‫خاصة حىت يتم تبسيط إجراءات تسوية منازعات الضماف االجتماعي ككذا سبكُت اؼبؤمن ؽبم معرفة‬
‫صبيع حقوقهم‪ ،‬حىت نضمن ؽبم اغبماية اليت نصت عليها االتفاقيات الدكلية كالدستور كتشريع‬
‫الضماف االجتماعي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المنازعة الطبية‬


‫إذا كانت القاعدة العامة تقضي بأف القاضي الناظر ُب القضايا اؼبدينة كاعبزائية قد يلجأ إىل‬
‫االستعانة خببَت فٍت أك تقٍت أك طيب أك ربقيقي(‪ُ .)1‬ب الدعول اؼبوضوعة أمامو كاليت تبقى أم اػبربة‬
‫غَت ملزمة بالنسبة للقاضي اآلمر هبا‪ .‬فإف اػبربة الطبية ُب ؾباؿ منازعة الضماف االجتماعي ال زبضع‬
‫إىل ىذه األحكاـ كإمبا ينظمها تشريع الضماف االجتماعي الذم كضع ؽبا أحكاما خاصة كاؼبستثناة‬
‫من القاعدة اؼبذكورة أعبله كؽبا طبيعة قانونية خاصة هبا إذ أم الرأم الذم يقدمو الطبيب اػببَت يبقى‬
‫ملزما لؤلطراؼ ُب مرحلة أكلية كىذا قبل اللجوء إىل احملكمة كقد يكوف ملزما حىت بالنسبة أماـ ىذه‬
‫األخَتة اؼبعركض عليها النزاع إذا ما كانت اػبربة الطبية سليمة من الناحية القانونية كأف القرار الطيب‬
‫الصادر عن ىيئة الضماف االجتماعي ؿبل االعًتاض جاء مطابقا لنتائج اػبربة إال أف اؼبشرع أكرد‬
‫استثناء على ىذا االستثناء إذ قرر ُب نفس الوقت أف رأم الطبيب اػببَت قد يعترب عنصرا من عناصر‬
‫التحقيق للوصوؿ إىل اغبقيقة شأنو شأف باقي عناصر اإلثبات كيبقى خاضعا للسلطة التقديرية‬
‫للقاضي دبعٌت آخر أف الرأم الذم يسديو الطبيب اػببَت يكوف غَت ملزـ للقاضي إذا ثبت لو أف نتائج‬
‫اػبربة غَت كاملة أك كانت مشوبة باللبس ىذا ما يبيز الطبيعة القانونية للمنازعة الطبية عن غَت ما من‬
‫اؼبنازعات األخرل‪.‬‬
‫من خبلؿ ما تقدـ يبكن أف اؼبنازعة الطبية ؽبا طريقاف لتسويتها أما الطريقة األكىل فنعاعبها ُب‬
‫ىذا اؼبطلب ربت عنواف التسوية الداخلية الطبية ُب ؾباؿ لضماف االجتماعي ٍب نتطرؽ إىل التسوية‬
‫القضائية للمنازعة الطبية‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 999‬من قانوف االجراءات اؼبدنية كاالدارية‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم المنازعة الطبية وإجراءات تسويتها‬


‫زبتلف النزاعات الطبية من حيث إجراءات تسويتها كاؽبيئات اؼبختصة بذلك عن اؼبنازعة العامة‬
‫إذ يغلب الطابع الطيب أك التقٍت أكثر من اعبانب اإلدارم أك القضائي كما سنبُت عند دراسة‬
‫األحكاـ اػباصة هبذا النوع من النزاعات الواردة ُب الفصل الثاٍل من القانوف ‪ 12-12‬اؼبؤرخ ُب‬
‫‪ 9112/11/19‬اؼبتعلق باؼبنازعات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‬
‫إذ ىناؾ إجراءاف للتسوية الداخلية ؽبذا النزاع لكن قبل التطرؽ إىل ذلك البد من تناكؿ مفهوـ‬
‫النزاع الطيب أكال‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم المنازعة الطبية‬
‫إف نفس اإلشكاؿ اؼبطركح للمنازعة العامة يطرح نفسو بالنسبة لتعريف اؼبنازعة الطبية ذلك أف‬
‫اؼبشرع اعبزائرم مل يأٌب بتعريف كاضح كدقيق إمبا اكتفي حبصر النزاع الطيب ُب تلك اػببلفات اؼبتعلقة‬
‫باغبالة الطبية للمستفيدين من الضماف االجتماعي أك ذكم حقوقهم‪ )1(.‬السيما اؼبرض كالقدرة على‬
‫العمل كاغبالة للمريض كالتشخيص كالعبلج ككذا الوصفات الطبية‪ ،‬إذ اقتصر تعريف اؼبشرع على رسم‬
‫كعاء موضوعو اغبالة الطبية للمؤمن ؽبم من جهة كىيئات الضماف االجتماعي من جهة أخرل دبعٌت‬
‫أف أم خبلؼ ذبتمع فيو ىذه العناصر يدخل ضمن اؼبنازعة الطبية‪.‬‬
‫فبا ال شك فيو أف ىذا التعريف مشوب بكثَت من القصور كالغموض ذلك أنو وبتاج إىل ربديد‬
‫نوع كطبيعة اغباالت الصحية اليت تدخل ُب إطار اؼبنازعة الطبية ىذا من جهة كإىل قواعد كإجراءات‬
‫تتناكؿ بأكثر دقة ككضوح موضوع أثار اػبربة الطبية‪.‬‬
‫كعلى الرغم من ىذا القصور يبكن الرجوع إىل اؼبادة ‪ 91‬من القانوف ‪ 12-12‬نستطيع تعريف‬
‫مفهوـ اؼبنازعة الطبية بأهنا صبيع اػببلقات اليت تثور بُت اؼبستفيدين من الضماف االجتماعي كىيئات‬
‫الضماف االجتماعي حوؿ النتائج اؼبعاينات الطبية أك تكييف األضرار الناصبة من حوادث العمل‬
‫كاألمراض اؼبهنية من طرؼ الطبيب اؼبعاِب ك تلك اؼبقدرة من طرؼ ىيئة الضماف االجتماعي عن‬

‫(‪ )1‬أنظر ؼبادة (‪ )91‬من قانوف ‪ ،12/12‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫طريق الطبيب االستشارم التابع ؽبا كعليو نصبح أماـ تقديرين للحالة الصحية للمؤمن األكؿ خاص‬
‫بالطبيب اؼبعاِب كالثاٍل بالطبيب اؼبستشار كىنا ينشأ النزاع الطيب الذم يستدعي اػبربة الطبية كنوع‬
‫(‪)1‬‬
‫من التحكيم الطيب اؼبتخصص لتقدَل كالتحديد الدقيق لؤلضرار‪.‬‬
‫كقد نظم اؼبشرع اعبزائرم اؼبنازعات الطبية بتحديد إجراءات تسويتها من خبلؿ اػبربة الطبية‬
‫كاالعًتاضات اؼبوجهة ضد قرارات ىيئات الضماف االجتماعي اؼبتعلقة حبالة العجز الناجم عن مرض‬
‫أك حادث أك مرض مهٍت كىي عبنة العجز كمن ٍب فإف التسوية اؼبنازعة الطبية يتم عن طريق إجراءين‬
‫قبل اللجوء إىل القضاء كنبا اػبربة الطبية ك عبنة العجز‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إجراءات تسوية المنازعة الطبية‬
‫بالرجوع إىل نص اؼبادة ‪ 92‬من القانوف ‪ 12-12‬اؼبتعلق بالنازعات ُب ؾباؿ الضماف‬
‫االجتماعي اليت تنص على ما يلي "تسول اػببلفات اؼبتعلقة باؼبنازعات الطبية حسب اغبالة عن‬
‫طريق اػبربة الطبية أك ُب إطار عباف العجز الوالئية اؼبؤىلة ‪،‬طبقا ألحكاـ ىذا القانوف "‪.‬‬
‫كيظهر من صراحة النص أف األصل ُب تسوية اؼبنازعة الطبية اؼبتعلقة باغبالة الصحية للمؤمن‬
‫أك ذكم حقوقهم ىي اػبربة الطبية اليت هبوز الطعن ُب قراراهتا أماـ اللجنة الوالئية للعجز أما اػبربة‬
‫القضائية ىي االستثناء فاؼبشرع إذا قد ضبط األحكاـ اػباصة بالطرؽ كالشركط كاإلجراءات اليت‬
‫يستوجب على اؼبصاب أك صاحب العمل أك ىيئات الضماف االجتماعي مراعاهتا عند كقوع أم‬
‫حادث عمل أك مرض مهٍت كذلك ضباية غبقوؽ كل طرؼ من ىذه األطراؼ لذلك كجب التعرض‬
‫شيء من التفصيل ؽبذه اؼبسائل من ضركرة التصريح باإلصابة سواء ُب حالة مرض أك حادث عمل أك‬
‫حادث مهٍت ذلك لتمكُت اؼبؤمنُت أك ذكم حقوقهم من اغبصوؿ على األداءات النقدية أك العينة‬
‫اليت تتكفل هبا ىيئات ضماف االجتماعي باإلضافة إىل السماح ؽبذه اؽبيئات من القياـ باؼبراقبة‬
‫الضركرية قصد التأكد من العجز احملتج بو‪ .‬كنظرا ألنبية موضوع التصريح فأننا سنتطرؼ إليو بشيء‬
‫من التفصيل حسب كل حالة‪:‬‬
‫(‪ )1‬قرار احملكمة العليا الصادر عن الغرفة االجتماعية بتاريخ ‪ 9110/13/10‬ملف رقم ‪ 11239‬اجمللة القضائية العدد الثاٍل الصادرة عن قسم‬
‫اؼبستندات ك النشر باحملكمة العليا سنة ‪ 9110‬ص ‪ 909‬ك ‪901‬‬

‫‪192‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ /2‬حالة المرض‬
‫من أجل زبويل اغبق ُب تعويضية يومية أكجب اؼبشرع على اؼبؤمن الذم يلحقو مرض التصريح‬
‫بالتوقف عن العمل ؽبيئة الضماف االجتماعي ُب ظرؼ يوميُت (‪ 92‬ساعة) ماعدا ُب حاالت القوة‬
‫(‪)1‬‬
‫القاىرة كال يعتد فيها باليوـ احملدد للتوقف عن العمل‪.‬‬
‫كيتم التصريح إما بإيداع اؼبؤمن لو أك فبثبل عنو الشهادة الطبية اؼبتضمنة لتوقفو عن العمل لدل‬
‫ىيئات الضماف االجتماعي مقابل كصل ا ستبلـ كإما بإرساؽبا عن طريق الربيد كُب ىذه اغبالة‬
‫األخَتة تكوف العربة ُب ربديد التصريح خبتم الربيد مع اؼببلحظة إف عدـ احًتاـ ىذه اإلجراءات يؤدم‬
‫إىل سقوط حق اؼبؤمن لو ُب األداءات اليومية عن اؼبدة اليت حرمت فيها ىيئة الضماف االجتماعي من‬
‫فبارسة حقها ُب اؼبراقبة الطبية جراء عدـ التصريح‪.‬‬
‫‪ /3‬حالة حادث عمل‬
‫يعترب حادث عمل كل حادث اقبرت عنو إصابة بدنية ناذبة عن سبب مفاجئ كخارجي طرأ ُب‬
‫(‪)2‬‬
‫كىذا ما جاءت بو اؼبادة ‪ 10‬من القانوف ‪ 91-21‬اؼبؤرخ ُب ‪ 19‬جويلية‬ ‫إطار عبلقة العمل‪.‬‬
‫‪ 9321‬اؼبتعلق حبوادث العمل كاألمراض اؼبهنية كما أضافت اؼبادة ‪ 99‬من نفس القانوف أنو يبكن أف‬
‫يكوف ُب حكم حادث العمل اغبادث الذم يطرأ أثناء اؼبسافة اليت يقطعها اؼبؤمن لو للذىاب إىل‬
‫عملو أك العودة منو كذلك أيا كانت كسيلة النقل اؼبستعملة شريطة أال يكوف اؼبسار قد انقطع أك‬
‫(‪)3‬‬
‫اكبرؼ إال إذا كاف حبكم االستعجاؿ كالضركرة أك ضر ؼ عارض أك ألسباب قاىرة‪.‬‬
‫فاؼبشرع أصر على سرعة التبليغ باغبادث ُب أقرب أجل من طرؽ العامل اؼبصاب أك فبثلو رب‬
‫العمل ُب ضر ؼ‪ 99‬ساعة كمن طرؼ اؼبستخدـ ؽبيئة الضماف االجتماعي ُب طرؽ ‪ 92‬ساعة من‬
‫تاريخ كركد نبأ اغبادث إىل علمو كمن طرؼ ىيئة الضماف االجتماعي على الفور ؼبفتش العمل الذم‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪92‬من القانوف ‪91/21‬اؼبتعلق حبوادث العمل كاألمراض اؼبهنية‪.‬‬


‫‪ 2‬اؼبادة ‪ 92‬من ؽ ‪ ،91/21‬المصدر نفسو‪.‬‬
‫‪ 3‬اؼبادة ‪ 19‬من قرار اؼبؤرخ ُب ‪.9329/19/91‬‬

‫‪193‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫يقع ُب دائرة اختصاص مكاف العمل ما عدا اغباالت القاىرة كىذا عمبل بأحكاـ اؼبواد‪91،99،91‬‬
‫من القانوف ‪ 91-21‬السابق اؼبذكر‪.‬‬
‫كالتصريح باغبادث إجراء أكيل يًتتب على عدـ احًتامو فقداف اغبق ُب أم تعويض‪ُ .‬ب حالة‬
‫زبلف صاحب العمل عن التصريح باغبادث لدل ىيئة الضماف االجتماعي يبكن للمؤمن لو أك ذكم‬
‫حقوقو أك الفرع النقايب أك مفتش العمل أف يقوـ بذلك خبلؿ ‪ 19‬سنوات تسرم اعتبار من تاريخ‬
‫كقوع اغبادث كذلك عمبل بنفس اؼبواد اؼبذكورة أنفا من القانوف ‪.)1(91/21‬‬
‫‪ /4‬حالة المرض المهني‬
‫يعترب مرض مهٍت كل أعراض التسمم كالتعفن كاالعتبلؿ اليت يعود مصدرىا إىل سبب مهٍت‬
‫خاص إم أنو هبب أف تقوـ عبلقة سببية بُت اؼبرض كطبيعة العمل اؼبؤدل مع اإلشارة أف القرينة‬
‫القانونية اليت كضعها اؼبشرع بشأف الطابع اؼبهٍت ال زبص صبيع األمراض كإمبا تلك احملددة ضمن قائمة‬
‫األمراض اؼبهنية كاألعماؿ اليت تسبب فيها(‪ .)2‬كيستثٌت عن نطاؽ األمراض اؼبهنية تلك األمراض اليت‬
‫كاف كانت مهنية لكنها غَت كاردة ضمن القوائم اؼبذكورة أعبله فيتم التكفل هبا ُب إطار التأمُت على‬
‫اؼبرض كقد أكجب اؼبشرع اعبزائرم التصريح باؼبرض اؼبهٍت إىل ىيئات الضماف االجتماعي لتمكُت‬
‫ىذه األخَتة من فبارسة رقابتها كالتأكد من اغبالة الصحية للمؤمن من لو علما بأف عدـ احًتاـ‬
‫اآلجاؿ ال يسقط اغبق ُب اغبماية‪.‬‬
‫كىذا عمبل باؼبادة ‪ 19/19‬من القانوف ‪ 91-21‬اليت تنص على كجوب تصريح باؼبرض لدل‬
‫ىيئة الضماف االجتماعي ُب مدة أدناىا طبسة عشر (‪ )91‬يوما كأقصاىا ثبلثة (‪ )11‬أشهر التالية‬
‫للمعاينة الطبية األكىل للمرض‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التسوية الداخلية للمنازعة الطبية‪.‬‬
‫زبتلف اؼبنازعات الطبية من حيث إجراءات تسويتها اؽبيئات اؼبختصة بذلك عن اؼبنازعات‬
‫العامة إذا يغلب عليها الطابع الطيب أك التقٍت أكثر من الطابع اإلدارم حيث يتبُت من دراسة‬
‫(‪ )1‬قرار ؿبكمة العليا الغرقة االجتماعية قرار رقم ‪ 922/39‬بتاريخ ‪..9111/19/91‬‬
‫(*) قرار الوزارم اؼبؤرخ ُب ‪ 9330/11/11‬الذم حدد قائمة األرض اؼبهيئة‪.‬‬

‫‪194‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫األحكاـ اػباصة هبذا النوع من النزاعات الواردة ُب الباب الثالث من القانوف ‪ 12-12‬اؼبشار سابقا‬
‫إف ىناؾ إجرائيُت لتسوية ىذه اؼبنازعات تتكفل هبا ىيئتُت متكاملتُت نبا اػبربة الطبية كعباف تقدير‬
‫العجز ؾباؿ تسوية اؼبنازعات الطبية الداخلية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الخبرة الطبية وإجراءاتها‬
‫كثَتا ما تثور بعض اػببلقات بُت اؼبؤمن لو كىيئات الضماف االجتماعي حوؿ النتائج اؼبعاينات‬
‫الطبية أك كصف أك تكييف األضرار الناصبة عن حوادث العمل أك األمراض اؼبهنية األمر الذم‬
‫يستدعي اللجوء إىل اػبربة الطبية كنوع من التحكيم الطيب التخصصي لتقدَل الوصف ك التحديد‬
‫الدقيق لؤلضرار أك العجز الناتج عن اغبادث أك اؼبرض ؿبل النزاع‪.‬‬
‫ىذه اػببلقات أخضعها اؼبشرع صبيعا إىل اػبربة الطبية كإجراء أكيل كجويب لتسوية النزاع داخليا‬
‫فهي دبثابة جهة طعن أكيل ترفع أمامها االختصاصات ضد قرارات ىيئات الضماف االجتماعي اليت‬
‫تتخذ بناء على رأم طبيبها االستشارم حوؿ حالة العجز البلحق باؼبؤمن كؼبا كانت اػبربة الطبية‬
‫دبفهوـ تشريع الضماف االجتماعي جهة طعن أكيل لتسوية النزعات اؼبتعلقة باغبالة الصحية للمؤمن لو‬
‫ُب حالة مرض حادث عمل أك مرض اؼبهٍت فإهنا زبضع بذلك لئلجراءات التالية‪:‬‬
‫‪ /2‬طلب الخبرة الطبية‬
‫تباشر إجراءات اػبربة الطبية دبقتضى طلب يتقدـ بو اؼبؤمن لو إىل ىيئات الضماف االجتماعي‬
‫بعد إشعاره بالقرار الطيب اؼبتخذ بشأف حالتو الصحية من طرؼ الطبيب اؼبستشار(‪)1‬كىو التبليغ الذم‬
‫يعترب إجراء جوىرم أكيل للقياـ بإجراء اػبربة الطبية كثانيا لتمكن اؼبؤمن لو من القياـ بأم اعًتاض‬
‫إجراء قضائي ُب حالة اعًتاض اؼبؤمن لو على قرار ىيئة الضماف االجتماعي يبنح لو مدة طبسة عشر‬
‫يوـ (‪ )91‬يوـ لتقدَل طلب إجراء خربة طبية ُب نفس ىيئة الضماف االجتماعي(‪ ،)‬يكوف ىذا الطلب‬

‫(‪ )1‬القرار الصادر عن حملكمة العليا‪ -‬الغرفة االجتماعية ملف رقم ‪ُ 993199‬ب ‪.9339/99/91‬‬
‫(‪ )‬إف اؼبشرع ُب ىذا اجملاؿ مل يتطرؽ إىل اؼبدة اليت تلتزـ دبوجبها ىيئات الضماف االجتماعي إشعار اؼبعٍت بقرار الطبيب اؼبستشار لديها فبا يؤدم ُب‬
‫بعض األحياف التهاكف ُب تبليغ قرار اؼبراقبة الطبية ك ىذا ما ال تسمح بو اغبالة الصحية للمريض أك اؼبصاب كىذا عكس ما جاء القانوف اؼبلغى ‪-21‬‬
‫‪ 91‬اؼبتعلق باؼبنازعات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي دبوجب اؼبادة ‪ 92‬منو اليت تلزـ ىيئات الضماف االجتماعي إشعار اؼبعٍت بالقرار الطيب ُب ظرؼ‬
‫‪ 12‬أياـ فبا يتيح للمعٍت باألمر إزباذ اإلجراءات البلزمة للمطالبة حبقو ُب اآلجاؿ احملددة قانونا‪.‬‬

‫‪195‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫كتابة(‪ )1‬كإف يوجو إما عن طريق رسالة موصى عليها باألشعار مع كصل استبلـ أك يودع لدل مصاّب‬
‫ىيئة الضماف االجتماعي مقابل كصل مع توضيح موضوع االعًتاض كاسم كعنواف الطبيب اؼبعاِب‬
‫يبكن للطبيب اؼبعاِب نفسو أف يتقدـ بطلب اػبربة الطبية لفائدة اؼبريض مع اإلشارة ىنا أنو يستوجب‬
‫على ىيئة الضماف االجتماعي أف تباشر إجراءات اػبربة الطبية دبجرد ما يرد إليها طلب اؼبؤمن لو ُب‬
‫ظرؼ شبانية (‪)12‬أياـ أك كأف تنهي منها ُب ظرؼ ‪ 91‬يوما بعد استبلمها نتائج اػبربة‪.‬‬
‫‪ /3‬تعيين الخبير وسير إجراءاتها‬
‫كما سبق اإلشارة فإف ىيئة الضماف االجتماعي ملزمة باالستجابة لطلب اػبربة اؼبقدـ من‬
‫طرؼ اؼبؤمن ُب ظرؼ شبانية (‪ )12‬أياـ من تاريخ إيداع الطلب ؽبذا األخَت(‪ )2‬كذلك من أجل اختيارا‬
‫(‪)‬‬
‫بُت اؼبؤمن كىيئة الضماف‬ ‫لطبيب اػببَت‪ ،‬حبيث ينص القانوف على كجوب تعُت اػببَت باتفاؽ‬
‫االجتماعي من ضمن القائمة اليت يتم إعدادىا من قبل كزارة الصحة كالوزارة اؼبكلفة بالضماف‬
‫االجتماعي بعد االستشارة اؼبلزمة جمللس أخبلقيات الطب‪ ،‬فتقوـ ىيئة الضماف االجتماعي باالقًتاح‬
‫كتابيا على اؼبؤمن لو اجتماعيا ثبلثة (‪ )11‬أطباء خرباء على األقل من بُت قائمة األطباء اؼبعدة من‬
‫طرؼ الوزارتُت اؼبذكورتاف سلفا كإال أصبحت ىيئات الضماف االجتماعي ملزمة برأم الطبيب اؼبعاِب‪،‬‬
‫ُب اؼبقابل يتعُت على اؼبؤمن لو اجتماعيا قبوؿ أك رفض األطباء اؼبقًتحُت ُب أجل ‪ 12‬أياـ‪ ،‬بفوات‬
‫ىذا األجل يلزـ اؼبؤمن لو اجتماعيا بقبوؿ الطبيب اػببَت اؼبعُت تلقائيا‪.‬‬

‫(‪ )1‬اغبكم الصادر بتاريخ ‪ 9110/99/13‬عن ؿبكمة برج بوعريريج القسم االجتماعي بُت ( ـ ع) كمدير الصندكؽ الوطٍت للتأمينات اإلجتماعية‬
‫ينص عل كجوب الكتابة ُب طلب إجراء اػبربة‪.‬‬
‫(‪ )2‬دبوجب اؼبادة ‪ 99‬من القانوف ‪ 12-12‬كقع اؼبشرع ُب تناقض بذكر عبارة" تاريخ إيداع الطلب " فقط ُب حُت أف اؼبادة ‪ 91‬من نفس القانوف‬
‫تقضي بإرساؿ الطلب بواسط ة رسالة موصى عليها مع اإلشعار باالستبلـ أك يودع لدل مصاّب ىيئة الضماف االجتماعي مقابل كصل إيداع‪ ،‬عليو‬
‫كجب تدخل اؼبشرع لرفع ىذا التناقض من أجل مصلحة اؼبؤمن‪.‬‬
‫(‪ )‬يعترب االتفاؽ على تعيُت الطبيب اػببَت من اإلجراءات اعبوىرية‪ ،‬ذلك أنو ال هبوز بأم حاؿ من األحواؿ أف تبادر ىيئة الضماف االجتماعي إىل‬
‫تعيينو تلقائيا دكف إتباع اإلجراءات األكلية‪ .‬كىو ما استقر عليو قضاء احملكمة العليا ُب القرار الصادر عن الغرفة االجتماعية القسم الثاٍل بتاريخ ‪91‬‬
‫فرباير ‪ 9111‬ربت رقم ‪ 922299‬حُت اعتربت بأف عدـ احًتاـ إجراءات تعيُت اػببَت دبثابة خرؽ لقاعدة جوىرية ُب اإلجراءات‪.‬‬
‫‪ -‬عدـ إحًتاـ تعيُت اػببَت بدكف موافقة اؼبؤمن االجتماعي يعد دبثابة خرؽ قاعدة جوىرية ‪،‬قرار احملكمة العليا الصادر بتاريخ ‪9111/19/91‬‬

‫‪196‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫مع اإلشارة ُب حالة عدـ االتفاؽ على اختيار الطبيب اػببَت كفق اؼبادة ‪ 99‬من القانوف ‪-12‬‬
‫‪12‬أجل ‪ 11‬يوما ابتداء من تاريخ إيداع طلب اػبربة الطبية‪ ،‬تقوـ ىيئة الضماف االجتماعي تلقائيا‬
‫فوريا بتعُت الطبيب اػببَت من ضمن قائمة اػبرباء الطبيُت اؼبعدة من قبل كزارة الصحة كالوزارة اؼبكلفة‬
‫(‪)2‬‬
‫بالضماف االجتماعي‪ )1(،‬على أف أال يكوف الطبيب اػببَت اؼبعُت من بُت الذين سبق اقًتاحهم‪.‬‬
‫بعد تعيُت الطبيب اػببَت سواء باالتفاؽ أك بتعُت‪ ،‬يقوـ ىذا األخَت باستدعاء اؼبريض اؼبلزـ‬
‫باالستجابة كإال سقط حقو ُب إجراء اػبربة إذا كاف الغياب غَت مربر‪ ،‬ىذا من أجل إجراء الفحوص‬
‫كاؼبعانيات البلزمة لتكوين رأيو كإصدار استشارتو اؼبكونة لقرار اػبربة‪ ،‬ىذا القرار الذم يتوصل إليو‬
‫اػببَت بعد أف كفرت لو بشأنو ؾبموعة من اؼبراجع كالوثائق اليت مكنتو من إقباز مهمتو كالسيما رأم‬
‫الطبيب اؼبعاِب رأم الطبيب اؼبستشار كملخص اؼبسائل موضوع اػببلؼ كذلك الغرض احملدد ؼبهمة‬
‫اػببَت أم الغاية أك اؽبدؼ من إجراء اػبربة اليت تطلب منو ىيئة الضماف االجتماعي إجراءىا كاليت ال‬
‫يبكن أف يتعداىا‪ ،‬كعند انتهاء الطبيب اػببَت من إجراء اػبربة يقوـ بإعداد تقرير طيب يدرج ضمنو‬
‫سائر النتائج اؼبتوصل إليها حوؿ حالة اؼبصاب كنسبة العجز البلحق بو مع إطبلع كل من اؼبؤمن‬
‫كىيئة الضماف االجتماعي هبذه النتائج ُب ظرؼ ‪ 91‬يوـ من تاريخ استبلمو اؼبلف اؼبعد من طرؼ‬
‫ىيئة الضماف االجتماعي على أف تكوف اػبربة معللة كمسببو ذلك إف اػبربة الطبية من مسائل‬
‫التقنية اليت تستلزـ الدقة كالوضوح ُب النتائج اؼبتوصل إليها طاؼبا أف ىذه النتائج ملزمة للطرفُت اؼبؤمن‬
‫(‪)3‬‬
‫كىيئة الضماف االجتماعي مع كجوب التزاـ الطبيب اػببَت بالسر اؼبهٍت‪.‬‬
‫مع اؼببلحظة أف الطبيب اػبرب ملزـ باإلجابة على العناصر موضوع األسئلة اؼبطركحة ضمن قرار‬
‫تعينو فيما عدا ذلك هبب على اػببَت أف يكتم كل ما أطلع عليو خبلؿ أداء مهامو‪ )4(.‬كمىت ذباكز‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 99‬من نفس القانوف ‪ ،12-12‬المصدر السابق‬


‫(‪ )2‬دبوجب اؼبادة ‪ 99‬من القانوف ‪ 12-12‬كقع كذلك اؼبشرع ُب تناقض اؼبنوه عليو سلفا مع اؼبادة ‪ 91‬من نفس القانوف من بإرساؿ الطلب أك يودع‬
‫لدل مصاّب ىيئة الضماف االجتماعي‪.‬‬
‫(‪ )3‬مركؾ نصر الدين‪ ،‬المسؤولية الجزائية للطبيب عن إفشاء أسرار المهنة –موضوعة الفكر القانوني –ملف المسؤولية الطبية– ‪ ،‬ؾبلة القضائية‪،‬‬
‫بدكف تاريخ‪.‬‬
‫(‪ )4‬انظر اؼبادة ‪ 33‬من اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 930/39‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9339/11/10‬اؼبتضمن مدكنة أخبلقيات الطب‪.‬‬

‫‪197‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫الطبيب حدكد اؼبهمة اؼبسندة إليو كأغفل تسبيب النتائج اؼبتوصل إليها فإنو يعرض خربتو إىل الطعن‬
‫(‪)1‬‬
‫أماـ احملاكم اؼبختصة‪.‬‬
‫‪ /4‬نتائج الخبرة الطبية‬
‫فيما يتعلق بنتائج ك قيمة كأنبية اػبربة فإف القانوف يفرض على اؼبؤمن لو كىيئة الضماف‬
‫االجتماعي االلتزاـ بنتائجها مع إمكانية االعًتاض عليها فيما ىبص نسب العجز اؼبقدرة فيها كاليت‬
‫يبكن أف تكوف ؿبل طعن أماـ عبنة العجز أك أماـ اؽبيئة القضائية اؼبختصة على النحو الذم سنبينو‬
‫الحقا‪ ،‬فرض القانوف على ىيئة الضماف االجتماعي من تاريخ استبلـ مصاّب اؼبراقبة الطبية تقرير‬
‫اػبربة‪ ،‬تبليغ نتائج اػبربة الطبية إىل اؼبؤمن لو ُب أجل هبب أف ال يتعدل (‪ )91‬عشرة أياـ‪.‬‬
‫أما بشاف تكاليف األتعاب اؼبستحقة لؤلطباء اػبرباء اؼبعينُت إلجراء اػبربة الطبية‪ ،‬جعلها اؼبشرع‬
‫على نفقة ىيئة الضماف االجتماعي‪ ،‬إال إذا أثبت الطبيب اػببَت كبشكل كاضح أف طلب اؼبؤمن لو‬
‫اجتماعيا غَت مؤسس‪ ،‬ففي ىذه اغبالة تكوف تكاليف األتعاب على حساب اؼبؤمن لو كوبدد مبلغ‬
‫األتعاب بقرار من الوزير اؼبكلف بالضماف االجتماعي‪.‬‬
‫مع اؼببلحظة ىنا أف اؼبشرع اعبزائرم‪ ،‬بتناكلو إجراءات اػبربة الطبية ُب القانوف ‪ 12-12‬اؼبتعلق‬
‫(‪)2‬‬
‫كىو ُب حالة حدكث خرؽ‬ ‫باؼبنازعات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي قد أنبل شيء جوىرم‪،‬‬
‫إجراءات اػبربة الطبية من أم طرؼ كاف‪ ،‬اؼبؤمن لو أك ىيئة الضماف االجتماعي أك أم جهة أخرل‬
‫ؽبا عبلقة باػبربة الطبية‪ ،‬الشيء الذم كاف ؿبفوظا دبوجب القانوف ‪ ،91-21‬هبدؼ تفادم أم خرؽ‬
‫لئلجراءات القانونية من أم طرؼ كاف بشأف اػبربة الطبية فقد منح القانوف حق اللجوء إىل القضاء‬
‫لكل صاحب مصلحة سواء اؼبؤمن لو أك ىيئة الضماف عندما يتعلق األمر‪:‬‬
‫أ‪ -‬اؼبساس سبلمة إجراءات اػبربة الطبية‪.‬‬
‫ب‪ -‬عدـ مطالبة قرار ىيئة الضماف االجتماعي نتائج اػبربة‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 921/21‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9321/99/99‬يتضمن كيفيات إعداد اؼبدكنة العامة لتسعَت األعماؿ اؼبهنية اليت يبارسها األطباء‬
‫كالصيادلة ك جراحو األسناف ك مساعدم األطباء ج ر رقم ‪ 91‬لسنة ‪.9321‬‬
‫(‪ )2‬قرار احملكمة العليا ‪،‬الغرفة اإلجتماعية القسم الثالث ربت رقم ‪ 999991‬الصادر بتاريخ ‪ 99‬مارس ‪.9111‬‬

‫‪198‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ج‪ -‬يتطلب األمر ذبديد أك تتمة اػبربة‪.‬‬


‫ثانيا‪ :‬الطعن أمام اللجنة الوالئية للعجز‬
‫لقد أ شرنا فيما سبق إف قرارات اػبربة الطبية ملزمة كتفرض نفسها على كل من اؼبصاب كىيئة‬
‫الضماف االجتماعي إال ما يتعلق بنسبة العجز اليت ربددىا ىذه اػبربة اليت تكوف ؿبل اعًتاض من‬
‫قبل اؼبعنيُت أماـ اللجنة الوالئية للعجز‪.‬‬
‫ىذه اللجنة اليت أنشأىا اؼبشرع دبوجب اؼبادة‪ 11‬من القانوف ‪)1(،12-12‬كىي عبنة العجز‬
‫اؼبؤىلة اؼبتواجدة على مستول كل كالية‪ ،‬كجهاز للفصل ُب الطعوف اؼبقدمة ضد القرارات الصادرة عن‬
‫ىيئات الضماف االجتماعي اؼبتعلقة حباالت العجز الناجم عن مرض مهٍت أك حادث عمل كاؼبتخذة‬
‫طبقا لنتائج اػبربة الطبيبة باعتبار جهة طعن كذلك ُب إطار التسوية الداخلية للمنازعة الطبية‪ ،‬كعبنة‬
‫العجز اؼبؤىلة مكلفة كذلك بتحديد نسبة كطبيعة اؼبرض أك اإلصابات‪ ،‬تاريخ الشفاء أك اعبرب حالة‬
‫العجز كنسبو‪ ،‬ذلك أف االعًتاضات على القرارات اؼبتعلقة حباالت العجز هبب أف ترفع إىل عبنة‬
‫العجز اؼبؤىلة للبت فيها قبل اللجوء إىل القضاء طاؼبا أف الطعن الداخلي أك التسوية الداخلية تبقى‬
‫ىي األصل ُب ؾباؿ منازعات الضماف االجتماعي بصفة عامة كُب اؼبنازعات الطبية على كجو‬
‫اػبصوص‪ ،‬ذلك ؼبا تتطلبو من سرعة ُب الفصل باعتبارىا تتعلق باغبالة الصحية للمؤمن لو‪.‬‬
‫كذبدر اإلشارة أف قرارات عباف العجز كانت تصدر بصفة هنائية كال تكوف قابلة للطعن سول‬
‫بالنقص أماـ احملكمة العليا كذلك قبل التعديل الذم طرأ على أحكاـ اؼبادة ‪ 11‬من القانوف ‪91-21‬‬
‫على أساس أف الرأم التقٍت الذم يقدمو اػببَت ملزـ لؤلطراؼ أما بعد التعديل الذم جاء بو القانوف‬
‫‪ُ 91/33‬ب مادتو ‪ 99‬حبيث أصبحت قرارات اللجاف الوالئية للعجز قابلة للطعن فيها أماـ اعبهات‬
‫القضائية اؼبختصة األمر الذم كرسو اؼبشرع ُب القانوف ‪ 12-12‬دبوجب اؼبادة ‪ 11‬منو كنظرا ألنبية‬
‫اؼبهاـ اؼبوكلة للجنة العجز اؼبؤىلة سوؼ نتطرؽ بالدراسة كالتحليل إىل تشكيل ىذه اللجنة‬
‫كصبلحيتها‪ ،‬أجاؿ الطعن أمامها كالقرارات الصادرة عنها‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 11‬من قانوف ‪ ، 12/12‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -2‬تشكيل اللجنة وعضويتها‬


‫بالرجوح إىل القانوف ‪ 12-12‬اؼبتعلق باؼبنازعات ُب اجملاؿ الضماف االجتماعي ‪،‬دبوجب‬
‫اؼبادة ‪ 11‬منو‪ ،‬أنو تنشأ عبنة عجز كالئية مؤىلة‪ ،‬أغلب أعضائها أطباء‪ ،‬كربدد تشكيلة ىذه اللجنة‬
‫كتنظيمها كسَتىا عن طريق التنظيم ‪.‬‬
‫دبوجب اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 11-13‬اؼبؤرخ ُب ‪)1(،9113/19/11‬فإف تشكيل عبنة‬
‫العجز الوالئية اؼبؤىلة تتشكل كما يأٌب‪:‬‬
‫‪ -‬فبثل عن الوايل‪ ،‬رئيسا‪.‬‬
‫‪ -‬طبيباف خبَتاف )‪(2‬يقًتحهما مدير الصحة كالسكاف للوالية‪ ،‬بعد أخذ رأم اجمللس اعبهوم‬
‫ألدبيات‪.‬‬
‫‪ -‬فبثل)‪ (1‬عن العماؿ األجراء‪ ،‬أحدنبا دائم كاألخر إضاُب‪ ،‬تقًتحهما اؼبنظمات النقابية للعماؿ‬
‫األكثر سبثيبل على مستول الوالية‪.‬‬
‫‪ -‬فبثل)‪ (1‬عن العماؿ غَت األجراء‪ ،‬أحدنبا دائم كاألخر إضاُب‪ ،‬تقًتحهما اؼبنظمات النقابية‬
‫للعماؿ األكثر سبثيبل على مستول الوالية‪.‬‬
‫يزاكؿ أعضاء عبنة العجز الوالئية اؼبؤىلة مهامهم ؼبدة )‪(03‬ثبلثة سنوات قابلة للتجديد‬
‫دبوجب قرار من الوزير اؼبكلف بالضماف االجتماعي‪ ،‬كُب حالة انقطاع عضوية أحد أعضاء ىده‬
‫اللجاف يتم استخبلفو حسب األشكاؿ نفسها للمدة اؼبتبقية من العهدة‪.‬‬
‫ذبتمع عبنة العجز الوالئية اؼبؤىلة مرة كاحدة )‪ُ (1‬ب الشهر ُب دكرة عادية باستدعاء من‬
‫رئيسها‪ ،‬كما يبكن أف ذبتمع ُب دكرة غَت عادية بطلب من رئيسها أك ‪ 1/9‬ثلثي أعضائها كتصدر‬
‫قراراهتا باألغلبية البسيطة كُب حالة تساكم األصوات يرجح صوت الرئيس على أف ال تصح‬

‫(‪ )1‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 11-13‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9113/19/11‬الذم وبدد تشكيلة عبنة العجز الوالئية اؼبؤىلة ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي كتنظيمها‬
‫كسَتىا‪ ،‬اعبريدة الرظبية رقم ‪91‬لسنة ‪.9113‬‬

‫‪200‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫اجتماعات عبنة العجز الوالئية اؼبؤىلة إال حبضور أغلبية أعضائها كُب حالة عدـ اكتماؿ النصاب‪،‬‬
‫ذبتمع بعد استدعاء ثاف مهما يكن عدد أعضائها ُب أجل ال يتعدل ‪ 91‬يوـ‪.‬‬
‫تعد اللجنة الوطنية للطعن اؼبسبق نظامها الداخلي الذم وبدد قواعد تنظيمها كسَتىا كتصادؽ‬
‫عليو كما يتعُت على رئيس اللجنة إرساؿ تقرير سنوم عن نشاطاهتا إىل الوزير اؼبكلف بالضماف‬
‫االجتماعي مع اإلشارة أف اؼبشرع جعل نظاما ربفيزيا ألعضاء ىده اللجنة لتجنب الغياب كدلك عن‬
‫طريق تقاضي منح كعبلكات تعويضية عن اغبضور كيتكفل الصندكؽ الوطٍت للتأمينات االجتماعية‬
‫للعماؿ األجراء كدا الصندكؽ الوطٍت للتأمينات االجتماعية للعماؿ الغَت أجراء باؼبصاريف اؼبرتبطة‬
‫دبنح التعويضات ككدا نفقات سَت أمانة سَت عبنة العجز كضع ربت تصرؼ ىده اللجنة اؼبقرات‬
‫ككدا الوسائل الضركرية لسَتىا‪.‬‬
‫مع اإلشارة ُب األخَت إىل كجوب التزاـ أعضاء اللجاف الوطنية اؼبسبق اؼبؤىلة بالسر اؼبهٍت كعدـ‬
‫تعينهم ضمن اللجاف األخرل اؼبكلفة بالنازعات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‪.‬‬
‫اؼببلحظ ىنا أف إشكاؿ ىاـ يطرح نفسو ُب ىذا اجملاؿ إف اؼبشرع اغفل كذلك التطرؽ إىل‬
‫سائر اإلجراءات اليت تقوـ هبا أمانة اللجنة الوالئية للعجز حبيث مل يتطرؽ سول إىل اإلجراء اؼبتعلق‬
‫باستبلـ الطعن من جهة ٍب إرساؿ قرار اللجنة إىل األطراؼ اؼبعنية من جهة أخرل‪.‬‬
‫لكن فبا ال ؾباؿ للشك أف أعماؿ اللجنة ال تنحصر إطبلقا ُب ىاتُت اإلجرائيُت فقط‪ ،‬كإمبا‬
‫يتعداىا بكثَت ليشمل إجراء إخطار ىذه اللجنة بالطعن كاآلجاؿ اؼبقررة لذلك‪ ،‬استدعاء األطراؼ‬
‫اؼبعينة‪ ،‬دعوة أعضاء اللجنة لبلجتماع مكاف انعقاد ىذا االجتماع كىي كلها أعماؿ أغفلتها‬
‫النصوص التنظيمية كالتشريعية‪.‬‬
‫‪ -3‬اختصاص لجنة العجز و سريان أعمالها‬
‫إف صبلحيات اللجنة الوالئية للعجز اؼبؤىلة تتمثل أساسا ُب البت ُب تلك االعًتاضات الطعوف‬
‫اؼبقدمة ضد القرارات الصادرة عن ىيئة الضماف االجتماعي اؼبتعلقة بإعادة تقدير نسب كطبيعة‬
‫اؼبرض أك اإلصابات اؼبتحجج هبا من طرؼ اؼبؤمن‪ ،‬تاريخ الشفاء أك اعبرب‪ ،‬حالة العجز كنسبتو‪،‬‬

‫‪201‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫كعليو تعد ُب حقيقة األمر اللجنة الوالئية للعجز جهاز خربة كمراقبة ثانية لرأم الطبيب اؼبعاِب‬
‫كالطبيب اؼبستشار ؽبيئة الضماف االجتماعي ككذلك تقدير اػبربة اليت أعدىا الطبيب اػببَت حوؿ‬
‫نسبة العجز‪.‬‬
‫كهبدؼ سبكُت اللجنة من أداء مهامها على الوجو األكمل كتفادم أم نقص أك ضعف ُب‬
‫التشخيص أك تقدير العجز فقد منح القانوف ؽبذه اللجنة إمكانية االستفادة بأية خربة أك زبصصا‬
‫خارج أعضائها حيث تقضي اؼبادة ‪ 19‬من القانوف ‪ 12-12‬بأنو‪" :‬هبوز للجنة اؼبختصة حباالت‬
‫العجز ازباذ التدابَت‪ ،‬السيما تعيُت طبيب خبَت طلب فحوص تكمليو الطب كيبكنها أف تقوـ بكل‬
‫ربر تراه ضركريا "‪.‬‬
‫يظهر من كضوح نص اؼبادة اؼبذكورة أعبله أف ؽبذه اللجنة صبلحيات كاسعة حبيث أف القانوف‬
‫مل يقيد ؾباؿ صبلحياهتا بعكس ما ذىب إليو بالنسبة إلجراء اػبربة الطبية أين ألزـ الطبيب اػببَت‬
‫التقيد حبدكد اؼبهاـ اؼبوكلة إليو ‪.‬إال أف اإلشكاؿ القائم ُب ىذه اغبالة أف اؼبشرع مل وبدد لنا أيضا أف‬
‫الطبيب اػببَت اؼبعُت إلجراء فحوص تكميلية من ضمن قائمة اػبرباء اؼبعدة من طرؼ كزارٌب الصحة‬
‫كالضماف االجتماعي كما ىو الشأف إلجراءات طلب اػبربة أـ أم طبيب خبَت مؤىل كاػبرباء‬
‫القضائيُت‪.‬‬
‫أما بالنسبة لآلجاؿ الطعن فقد أكجب القانوف على اؼبؤمنُت أف يباشركا إجراءات الطعن ضد‬
‫قرار ىيئة الضماف االجتماعي أماـ عبنة العجز الوالئية اؼبؤىلة‪ ،‬بتقدَل االعًتاض إىل أمانة اللجنة ُب‬
‫ظرؼ (‪ )11‬ثبلثوف يوما التالية ألشعارىم بالقرار بتقدَل طلب مكتوب مرفق بتقرير الطبيب اؼبعاِب‪،‬‬
‫موجو برسالة موصى عليها مع إشعار باالستبلـ أك بإيداع الطلب لدل أمانة اللجنة مقابل كصل‬
‫إيداع‪.‬‬
‫‪ -4‬الطعن في قرارات لجنة العجز الوالئية المؤىلة‬
‫بعد إصدار عبنة العجز الوالئية اؼبؤىلة قرارىا يتعُت على أمُت اللجنة تبليغ األطراؼ اؼبعنية‬
‫لقرارىا ُب أجل (‪ )91‬عشركف يوما ابتداء من تاريخ صدكره برسالة موصى عليها مع إشعار‬

‫‪202‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫باالستبلـ أك بواسطة عوف مراقبة معتمد للضماف االجتماعي‪ ،‬دبحضر استبلـ كذلك حىت يتسٌت ؽبم‬
‫الطعن فيو أماـ اعبهات القضائية اؼبختصة كاؼببلحظ أف قانوف ‪ 12-12‬اؼبؤرخ ُب ‪ 19‬مارس ‪9112‬‬
‫اؼبتعلق باؼبنازعات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي دبوجب اؼبادة ‪ 11‬منو اخضع الطعن ُب قرارات‬
‫اللجاف اؼبختصة حباالت العجز يكوف أماـ اعبهات القضائية اؼبختصة‪ ،‬فإف عبارة" اعبهات القضائية‬
‫اؼبختصة " جاءت دكف تقدَل أم توضيح أك شرح ‪،‬كمن ىنا يثار التساؤؿ حوؿ اعبهة اؼبختصة بالنظر‬
‫ُب الطعوف اؼبقدمة ضد قرارات عبنة العجز الوالئية اؼبؤىلة‪ ،‬ىل ىي احملاكم الفاصلة ُب اؼبسائل‬
‫االجتماعية كاليت تكوف أحكامها قابلة للطعن فيها جبميع طرؽ الطعن اؼبقررة قانونا أـ احملاكم اؼبنعقدة‬
‫ُب اؼبقر اجملالس القضائية اؼبختصة بالفصل ُب القضايا اؼبتعلقة دبعاشات التقاعد اػباصة بالعجز‬
‫كاؼبنازعات اؼبتعلقة حبوادث العمل‪ .‬ىذه التساؤالت ستناكؽبا بإسهاب عند التطرؽ عبانب التسوية‬
‫القضائية للمنازعة الطبية ‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬المنازعة التقنية ذات الطابع التقني‬
‫دبناسبة تطبيق تشريع كتنظيم الضماف االجتماعي ‪ ،‬تنشأ بُت ىيئات الضماف االجتماعي‬
‫من جهة ككمقدمي العبلج كاػبدمات اؼبتعلقة بالنشاط اؼبهٍت لؤلطباء كالصيادلة كجراحي األسناف‬
‫كاؼبساعدين الطبيُت من جهة ثانية‪ ،‬منازعات تثور بشأف تقصَت كارتكاب ىؤالء األطباء كاػبرباء‬
‫اؼبتدخلُت ُب إطار النشاط الطيب اؼبتعلق بفحص اؼبؤمنُت اجتماعيا أخطاء أك ذباكزات للمهمة اؼبسندة‬
‫إليهم‪ ،‬ما من شأنو أف وبيد بواقع اؼبرض أك اإلصابة احملتج هبا من طرؼ اؼبؤمن اجتماعيا ما يرتب‬
‫خسائر مالية ُب ذمة ىيئات الضماف االجتماعي بدكف كجو حق‪ ،‬ما يستوجب أحقية الطرؼ اؼبتضرر‬
‫دبطالبة حقو ُب التعويض كاؼبتابعة القضائية‪ ،‬عليو أقر اؼبشرع اعبزائرم ُب إطار التسوية الداخلية‬
‫ؼبنازعات الضماف االجتماعي قبل التوجو للجهات القضائية عبنة اسند ؽبا مهمة النظر ابتدائيا ك هنائيا‬
‫ُب كل اػببلفات الناذبة عن فبارسة النشاطات الطبية اليت ؽبا عبلقة بالضماف االجتماعي كتًتتب‬
‫عنها نفقات إضافية ؽبيئة الضماف االجتماعي‪ ،‬يطلق عليها تسمية اللجنة التقنية ذات الطابع الطيب‪.‬‬

‫‪203‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫من ىذا اؼبنطلق سنتطرؽ ؼبفهوـ ىذه اؼبنازعة اإلجراءات الداخلية لتسويتها قبل اللجوء إىل التسوية‬
‫القضائية دبا يلي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم المنازعة التقنية وإجراءات التسوية‬
‫إف األطباء كاػبرباء كاؼبتدخلُت ُب إطار النشاط الطيب أثناء فبارسة مهامهم اؼبتعلقة بفحص‬
‫اؼبؤمنُت اجتماعيا‪ ،‬يبكن أف يرتبكوف أخطاء أك ذباكزات للمهتم اؼبسندة إليهم‪ ،‬ما من شأنو أف وبيد‬
‫بواقع اؼبرض أك اإلصابة احملتج هبا من طرؼ اؼبؤمن اجتماعيا ما يًتتب عليو خسائر مالية ُب ذمة‬
‫ىيئات الضماف االجتماعي بدكف كجو حق‪ ،‬ما يستوجب أحقية الطرؼ اؼبتضرر دبطالبة حقو ُب‬
‫التعويض كاؼبتابعة القضائية‪.‬‬
‫فرض اؼبشرع اعبزائرم ُب إطار التسوية الداخلية ؼبنازعات الضماف االجتماعي عبنة أسند ؽبا‬
‫مهاـ النظر ُب ـبتلف االحتجاجات اليت زبص كافة األعماؿ كالنشاطات الطبية اليت ؽبا عبلقة‬
‫بالضماف االجتماعي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم المنازعة التقنية ذات الطابع الطبي‬
‫مل يقدـ اؼبشرع اعبزائرم أم تعريف دقيق كشامل للمنازعات التقنية ذات الطابع الطيب ُب ؾباؿ‬
‫الضماف االجتماعي شأنو ُب ذلك شاف اؼبنازعات األخرل ذات الطابع العاـ أك الطيب حبيث اكتفى‬
‫بذكر باؼبادة ‪ 12‬من القانوف ‪ 12-12‬اليت جاءت كما يلي "يقصد باؼبنازعات التقنية ذات الطابع‬
‫التقٍت‪ُ ،‬ب مفهوـ ىدا القانوف ‪،‬اػببلفات اليت تنشأ بُت ىيئات الضماف االجتماعي كمقدمي العبلج‬
‫كاػبدمات اؼبتعلقة بالنشاط اؼبهٍت لؤلطباء كالصيادلة كجراحي األسناف كاؼبساعدين الطبيُت كاؼبتعلقة‬
‫بطبيعة العبلج‪ ،‬كاإلقامة ُب اؼبستشفى أك ُب العيادة"‪.‬‬

‫‪ .9‬إال أف اقتصار اؼبشرع على ربط اؼبنازعة التقنية جبميع النشاطات الطبية اليت ؽبا عبلقة بالضماف‬
‫االجتماعي دكف تقدَل توضيح أخر ال يبكن بأم حاؿ من األحواؿ أف يعطي تعريف صريح ككاضح‬
‫من شأنو أف وبدد اؼبنازعة التقنية عن غَتىا من اؼبنازعات األخرل ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‬
‫بذلك جاء تعريف اؼبنازعة التقنية ذات الطابع الطيب ُب ضوء القانوف ‪ 12-12‬بنص اؼبادة ‪ 12‬منو‬

‫‪204‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫حيث يقصد هبذه اؼبنازعة تلك اػببلفات اليت تنشأ بُت ىيئات الضماف كمقدمي العبلج كاػبدمات‬
‫اؼبتعلقة بالنشاط اؼبهٍت‪ ،‬ىذا ما يدفعنا إىل القوؿ أف اؼبشرع اعبزائرم عرؼ اؼبنازعات التقنية ذات‬
‫الطابع الطيب بالنظر إىل موضوعها عندما خصها بالنشاط اؼبهٍت ‪.‬كعليو يبكن القوؿ أف ىذا التعريف‬
‫الذم جاء بو اؼبشرع‪ ،‬ارتكز على النصوص التقنية كال يسما اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 910/39‬اؼبؤرخ‬
‫ُب ‪ 9339/11/10‬اؼبتضمن مدكنة أخبلقيات الطب خاصة اؼبواد ‪ 99‬إىل ‪ 91‬كمن ‪ 99‬إىل ‪10‬‬
‫ك‪ 11‬منو‪ ،‬يبكن استخبلص تعريف اؼبنازعات التقنية ذات الطابع الطيب بأهنا تلك األفعاؿ اؼبعاقب‬
‫(‪)1‬‬
‫اعبراحُت أطباء‬ ‫عليها اؼبتمثلة ُب صبيع األخطاء‪ ،‬كالتجاكزات اؼبرتبكة أثناء فبارسة األطباء‪،‬‬
‫األسناف الصيادلة ؼبهامهم كاليت تشكل خرقا للمبادئ القواعد كاألعراؼ اؼبعموؿ هبا ُب اؼبهنة كمن‬
‫جهة أخرل يدخل استنادا إىل نفس اؼبدكنة اؼبذكورة ضمن األخطاء اؼبمنوعة على سائر األطباء‬
‫باختبلؼ زبصصاهتم ُب ذلك اػبرباء الذين يتم االستعانة هبم ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي أم‬
‫عمل مهما كانت طبيعية كالذم من شانو أف وبقق امتياز غَت مربر أك قبوؿ أم عمولة أك امتياز‬
‫مادم مقابل عمل طيب مهما كاف نوعو‪،‬من شبة نرل من الضركرم تدخل اؼبشرع اعبزائرم ُب ىذا‬
‫اجملاؿ عن طريق مراسيم تنظيمية لتحديد بصفة شاملة كدقيقة صبيع ؾباالت اؼبنازعات التقنية ذات‬
‫الطابع الطيب‪ ،‬كأف ال يقتصر موضوع ىذا النوع من اؼبنازعات على طبيعة العبلج كاإلقامة ُب‬
‫اؼبستشفى أك ُب العيادات‪.‬‬

‫عليو فإف سائر اؼبمارسات اؼبرتبطة بالنشاط الطيب كىي بطبيعة اغباؿ فبارسات مهنية يقوـ هبا‬
‫أطباء هبب من جهة أف تكوف مشركعة كال تتناَب مع مبادئ أخبلقيات اؼبهنة كما هبب من جهة‬
‫أخرل ال تعرض مصاّب الضماف االجتماعي ألم ضرر مايل كذلك غبملها على دفع نفقات غَت‬
‫مربرة كغَت مستحقة نتيجة خطأ ذباكز أك غش من قبل األطباء كاػبرباء اؼبتدخلُت ُب اجملاؿ الطيب‬
‫الناتج عن منازعات الضماف االجتماعي‪.‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫بوريس العرج ‪ ،‬اؼبسؤكلية اعبنائية لؤلطباء ‪،‬من أعماؿ اؼبلتقى الوطٍت حوؿ اؼبسؤكلية الطبية ‪ ،‬افريل ‪.9112‬‬

‫‪205‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ثانيا‪ :‬إجراءات تسوية المنازعة التقنية‬


‫تنص اؼبادة ‪ 13‬من القانوف ‪ 12-12‬على ما يلي "تنشأ عبنة تقنية ذات طابع طيب لدل الوزير‬
‫اؼبكلف بالضماف االجتماعي تكلف بالبت ابتدائيا كهنائيا ُب التجاكزات اليت ترتب عنها نفقات‬
‫إضافية ؽبيئة الضماف االجتماعي"‪.‬‬
‫يظهر بأف صبيع اؼبنازعات التقنية ذات الطابع الطيب كاؼبتمثلة كما سبق اإلشارة إليو ُب تلك‬
‫األخطاء كالتجاكزات اؼبرتكبة من طرؼ األطباء اؼبختلف زبصصاهتم ُب إطار كدبناسبة مزاكلة نشاطهم‬
‫(‪)‬‬
‫كاليت ًب معاينتها من طرؼ اؼبراقبة الطبية التابعة ؽبيئات‬ ‫الطيب اػباص لفائدة اؼبؤمنُت اجتماعيا‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الضماف االجتماعي‬
‫زبضع ىذه اؼبنازعات كلها إلجراءات التسوية الداخلية باعتبارىا اؼببدأ ُب حل اػببلفات اؼبتعلقة‬
‫بالضماف االجتماعي كذلك من خبلؿ النظر فيها من طرؼ اللجنة التقنية اليت تكوف قراراهتا قابلة‬
‫للطعن أماـ اعبهات القضائية اؼبختصة‪.‬‬
‫لكن الواضح ُب ىذا الصدد أف اؼبشرع كلسبب غَت كاضح دبوجب القانوف ‪ 12-12‬قد أغفل‬
‫شيئا ضركرم كجوىرم أال ىو إمكانية اللجوء مباشرة إىل اعبهات القضائية اؼبختصة للطعن ُب قرارات‬
‫عبنة تقنية ذات طابع طيب أـ األمر يتعلق جبهات ـبتصة أخرل للنظر ُب ىده الطعوف‪ ،‬الشيء الذم‬
‫كاف ؿبسوما ُب ظل القانوف ‪ 91-21‬دبوجب اؼبادة ‪91‬منو حيث ُب فقرهتا الثانية أنو يبكن الطعن‬
‫ُب قرارات اللجنة تقنية ذات طابع طيب مباشرة أماـ اعبهات القضائية اؼبختصة‪.‬‬

‫(‪ )‬من األخطاء كالتجاكزات اؼبهنية للممارسُت الطبيُت اليت ترتب عنها نفقات إضافية ؽبيئة الضماف االجتماعي على سبيل اؼبثاؿ من ربرير كصفات‬
‫كشهادات طبية لفائدة اؼبؤمنُت االجتماعيُت من ذكم القرىب فبا يؤدم لئلسراؼ ُب إستعماؿ األدكية باإلضافة إىل كصف حاالت مرضية على غَت اغبالة‬
‫الصحية للمنتفع بالعطل اؼب رضية كتسجيل كتسليم كصفات طبية ألشخاص غَت مؤمنُت بإسم آخرين مؤمنُت إىل درجة عدـ سباشي الدكاء اؼبوصوؼ مع‬
‫سن أك جنس اؼبريض كاؼبؤمن الفعلي (كصف دكاء خاص بالنساء كالشهادة بإسم رجل)‪.‬‬
‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 91‬من اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 919-11‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9111/11/11‬احملدد لشركط اؼبراقبة الطبية للمؤمن ؽبم اجتماعيا "ُب حالة معاينة‬
‫تعسف أك ذباكزات أك غش أك تصروبات مزكرة تعلم صناديق الضماف االجتماعي مقدمي العبلج كاؼبؤسسات أك اؽبياكل الصحية اؼبعنية بالتعسف أك‬
‫التجاكزات أك الغش التصروبات اؼبزكرة اليت عاينتها اؼبراقبة الطبية‪ ،‬كزبطر‪ ،‬عند اإلقتضاء‪ ،‬اللجنة التقنية ذات الطابع الطيب ‪"...............‬‬

‫‪206‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التسوية الداخلية للمنازعة التقنية‬


‫عمبل باؼببدأ السائد ُب ؾباؿ تسوية اؼبنازعات اػباصة بالضماف االجتماعي كالرامي إىل االعتماد‬
‫على التسوية الداخلية ؽبذه اؼبنازعات قبل التفكَت ُب اللجوء إىل اعبهات القضائية اؼبختصة كما ىو‬
‫الشأف بالنسبة للمنازعات العامة باستحداث عباف كالئية ككطنية أك اؼبنازعات الطبية باالعتماد على‬
‫الطبيب اؼبستشار‪ ،‬اػبربة الطبية كُب حالة العجز اللجنة الوالئية للعجز‪.‬‬
‫فإف اؼبشرع اعبزائرم قد فرض ىنا كذلك عبنة اسند إليها مهمة النظر ُب ـبتلف االحتجاجات‬
‫اليت قد تثور بشأف تقصَت األطباء كاػبرباء اؼبتدخلُت ُب إطار النشاط الطيب أثناء فبارسة مهامهم‬
‫اؼبتعلقة بفحص اؼبؤمنُت اجتماعيا يطلق عليها تسمية اللجنة التقنية ذات الطابع الطيب‪.‬‬
‫ىذه اللجنة اليت نص عليها اؼبشرع اعبزائرم ُب اؼبادة ‪ 13‬من القانوف ‪ 12-12‬كاليت نصت‬
‫على إنشاء عبنة تقنية ذات طابع طيب لدل الوزير اؼبكلف بالضماف االجتماعي‪ ،‬زبتص بالبث‬
‫ابتدائيا كهنائيا ُب كل اػببلفات الناذبة عن فبارسة النشاطات الطبية اليت ؽبا عبلقة بالضماف‬
‫االجتماعي كتًتتب عنها نفقات إضافية ؽبيئة الضماف االجتماعي‪.‬‬
‫كما تنص اؼبادة ‪ 99‬من نفس القانوف" وبدد تكوين كصبلحيات اللجنة التقنية ككذا تسَتىا‬
‫دبوجب التنظيم" ىذا التنظيم الذم مل يتأخر اؼبشرع ُب إصداره تفاديا ما حصل ُب ظل القانوف ‪21‬‬
‫‪ 91-‬حيث مل يظهر ىدا إال ُب سنة ‪ 9119‬بعد مدة طويلة جدا دبوجب اؼبرسوـ التنفيذم ‪-19‬‬
‫‪ 911‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9119/12/13‬نتيجة لذلك سنخصص ىذا اؼبطلب الثاٍل لدراسة تشكيل اللجنة‬
‫كصبلحياهتا ُب الفرع األكؿ كإىل كيفية سَتىا ُب الفرع الثاٍل مع ما يثور من إشكاالت ُب ىذا‬
‫الصدد‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تشكيل اللجنة التقنية وصالحيتها‬
‫تتشكل اللجنة التقنية اؼبختصة ُب التسوية الداخلية ؼبنازعات الضماف االجتماعي ذات الطابع‬
‫التقٍت طبقا للمادة ‪ 13‬من القانوف ‪ 12-12‬بالتساكم من‪:‬‬
‫‪ -‬أطباء تابعُت للوزارة اؼبكلفة بالصحة‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -‬أطباء من ىيئة الضماف االجتماعي‪.‬‬


‫‪ -‬أطباء من ؾبلس أخبلقيات‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫كتطبيقا طبقا للمادة ‪ 13‬دائما من القانوف ‪ ،12-12‬جاء اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪11-13‬‬
‫ليحدد أعضاء ىذه اللجنة كتنظميها كسَتىا‪.‬‬
‫تتشكل اللجنة التقنية ذات الطابع التقٍت من‪:‬‬
‫‪ -‬طبيباف يعينهما الوزير اؼبكلف بالصحة‪.‬‬
‫‪ -‬طبيباف يبثبلف ىيئات الضماف االجتماعي يعينهما الوزير اؼبكلف الضماف االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬طبيباف يبثبلف ىيئات اجمللس الوطٍت ألدبيات الطب يعينهما رئيس ىدا اجمللس‪.‬‬
‫يزاكؿ أعضاء اللجنة التقنية ذات الطابع التقٍت مهامهم ؼبدة )‪ (03‬ثبلثة سنوات قابلة للتجديد‬
‫دبوجب قرار من الوزير اؼبكلف بالضماف االجتماعي بناء على اقًتاح من السلطة أك اؼبنظمة التابعُت‬
‫ؽبا‪ ،‬كُب حالة انقطاع عضوية أحد أعضاء ىده اللجاف يتم استخبلفو حسب األشكاؿ نفسها للمدة‬
‫اؼبتبقية من العهدة‪.‬‬
‫ذبتمع اللجنة التقنية ذات الطابع التقٍت مرة كاحدة )‪ُ(1‬ب الشهر ُب دكرة عادية باستدعاء من‬
‫رئيسها اؼبعُت من طرؼ الوزير اؼبكلف بالضماف االجتماعي‪ ،‬كما يبكن أف ذبتمع ُب دكرة غَت عادية‬
‫بطلب من رئيسها أك ‪ 1/9‬ثلثي أعضائها أك بطلب من الوزير كتصدر قراراهتا باألغلبية البسيطة‬
‫ألصوات اغباضرين‪ُ ،‬ب حالة تساكم األصوات يرجح صوت الرئيس على أف ال تصح اجتماعات‬
‫اللجنة التقنية ذات الطابع التقٍت إال حبضور ‪ 1/9‬ثلثي أعضائها كُب حالة عدـ اكتماؿ النصاب‪،‬‬
‫ذبتمع بعد استدعاء ثاف مهما يكن عدد أعضائها ُب أجل ال يتعدل شبانية )‪ (08‬أياـ ‪.‬‬
‫تعد اللجنة التقنية ذات الطابع التقٍت نظامها الداخلي الذم وبدد قواعد تنظيمها كسَتىا‬
‫كتصادؽ عليو كما يتعُت على رئيس اللجنة إرساؿ تقرير سنوم عن نشاطاهتا إىل الوزير اؼبكلف‬
‫بالضماف االجتماعي مع اإلشارة أف اؼبشرع جعل نظاما ربفيزيا ألعضاء ىده اللجنة لتجنب الغياب‬

‫(‪ )1‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 19-13‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9113/19/11‬الذم وبدد أعضاء اللجنة كتنظميها كسَتىا‪ ،‬اعبريدة الرظبية رقم ‪91‬لسنة ‪.9113‬‬

‫‪208‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫كدلك عن طريق تقاضي منح ك عبلكات تعويضية عن اغبضور على أف تتكفل ىيئات الضماف‬
‫االجتماعي بالنفقات اؼبرتبطة دبنح التعويضات كاألتعاب ككدا نفقات سَت أمانة كتضع مصاّب الوزارة‬
‫اؼبكلفة بالضماف االجتماعي ربت تصرؼ ىده اللجنة ككدا الوسائل الضركرية لسَتىا‪.‬‬
‫مع اإلشارة ُب األخَت إىل كجوب التزاـ أعضاء اللجنة التقنية ذات الطابع التقٍت بالسر اؼبهٍت‬
‫كعدـ تعينهم ضمن اللجاف األخرل اؼبكلفة بالنازعات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بأمانة اللجنة التقنية ذات الطابع التقٍت‪ ،‬اؼبشرع اكتفى بالنص دبوجب اؼبادة ‪99‬‬
‫من اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 19-13‬على أف تتوىل مصاّب اؼبكلفة بالضماف االجتماعي أمانة اللجنة‬
‫التقنية ذات الطابع التقٍت‪ ،‬دكف أف وبدد اؼبشرع بصفة دقيقة ككاضحة عن دكر األمانة ككيفية سَتىا‬
‫كتنظيمها باإلضافة إىل ضركرة أف يوضح اؼبشرع ما ىي آليات تنفيذ قرارات اللجنة التقنية ذات الطابع‬
‫الطيب‪ ،‬ككذا طبيعة العقوبات الصادرة عنها حىت تكوف ؽبا فعالية حقيقية ُب مواجهة أخطاء األطباء‬
‫كمساعديهم ذباه ىيئة الضماف االجتماعي‪ ،‬مع تبياف مصَتا ؼببالغ اإلضافية اليت ًب تسديدىا من‬
‫طرؼ ىيئة الضماف االجتماعي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬كيفية سير اللجنة التقنية ذات الطابع الطبي‬
‫ألزـ اؼبشرع ىيئات الضماف االجتماعي دبوجب اؼبادة ‪ 99‬من القانوف ‪ 12-12‬أف زبطر‬
‫اللجنة التقنية ذات الطابع الطيب بكل التجاكزات اؼبرتكبة خبلؿ (‪ )0‬ستة أشهر اؼبوالية الكتشافها‪،‬‬
‫على أال ينقضي أجل (‪ )9‬سنتُت من تاريخ دفع مصاريف األداءات ؿبل اػببلؼ كزبطر اللجنة بتقرير‬
‫مفصل من طرؼ مدير ىيئة الضماف االجتماعي‪ ،‬يبُت فيو طبيعة التجاكزات كمبالغ النفقات اؼبًتتبة‬
‫عنها‪ ،‬مرفقا بالوثائق اؼبثبتة لذلك كللجنة التقنية ذات الطابع الطيب مهلة ثبلثة )‪(03‬أشهر للبت ُب‬
‫اػببلفات الناشئة ُب ىدا اإلطار ابتداء من تاريخ إخطارىا‪.‬‬
‫يبكن اللجنة التقنية ذات الطابع الطيب ازباذ كل تدبَت يسمح ؽبا بإثبات الوقائع السيما تعيُت‬
‫خبَت أك عدة خرباء كالقياـ بكل ربقيق تراه ضركريا دبا ُب ذلك ظباع اؼبمارس اؼبعٍت‪ ،‬بعدىا تقوـ‬
‫اللجنة بتبليغ قراراهتا إىل ىيئة الضماف االجتماعي كإىل الوزير اؼبكلف بالصحة كإىل اجمللس‬

‫‪209‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ألخبلقيات الطب عن طريق أمانة اللجنة برسالة موصى عليها ُب أجل طبسة عشر )‪ (15‬يوما على‬
‫أف تكوف القرارات اؼبتخذة من طرؼ اللجنة التقنية ذات الطابع الطيب ؿبرر ُب ؿباضر يوقعها رئيسها‬
‫كتدكف ُب سجل يرقم ك يؤشر عليو من طرؼ الرئيس‪.‬‬
‫تقوـ ىيئة الضماف االجتماعي بإرساؿ نسخة من ىده اؼبقررات إىل مقدـ العبلج أك اػبدمات‬
‫اؼبرتبطة بالعبلج اؼبعٍت ُب أجل طبسة عشر )‪ (15‬يوما ابتداء من تاريخ إخطارىا‪.‬‬
‫لكن هبدر التنبيو إىل اللجنة التقنية اؼبذكورة أعبله ًب تنصيبها ُب سنة ‪)1(9191‬مل نتمكن من‬
‫دراسة قراراهتا كاالطبلع عليها كيبكن بعد ذلك توجيو النقد ؽبا‪ ،‬كالسبب ُب ذلك ىو ردبا حداثة‬
‫النص اؼبنظم ؽبا أك ألف قرارهتا شخصية كسرية زبص اغبياة اؼبهنية خاصة األطباء كما بقي لنا سول‬
‫االنتظار مدة من الزمن إلنشاء اللجنة من جديد كمباشرة أعماؽبا بالفصل ُب اؼبنازعات التقنية ذات‬
‫الطابع الطيب حىت تكوف قابلة للنقد ىذا من جهة‪ ،‬كمن جهة أخرل فإف قرارات اللجنة التقنية ذات‬
‫الطابع الطيب ىي اليت ستفعل اعبهاز القضائي كوهنا تكوف قابلة للطعن أماـ اعبهة القضائية اؼبختصة‪.‬‬
‫كأماـ الفراغ الذم خلفو غياب إعادة تفعيل اللجنة التقنية للفصل ُب اؼبنازعات اؼبتعلقة بالنشاط‬
‫الطيب لؤلطباء دبختلف زبصصاهتم ُب إطار اؼبنازعة التقنية للضماف االجتماعي كُب انتظار تشكيل‬
‫ىذه اللجنة كتعيُت أعضائها من جديد لتلعب ىذه اللجنة الدكر اغبيوم ك األساسي اؼبنوط هبا طاؼبا‬
‫أف التسوية الداخلية ؼبنازعات الضماف االجتماعي ىي األصل‪ ،‬فإنو ال يبكن غض الطرؼ كبو تلك‬
‫األخطاء كالتجاكزات اليت قد ترتكب من قبل األطراؼ اؼبتدخلة ُب إطار النشاط الطيب اؼبتعلق‬
‫دبنازعات الضماف االجتماعي غبجة غياب اللجنة‪ ،‬كنظرا ؼبا ؽبذه اؼبنازعات من خصوصيات من‬
‫حيث طبيعة اػببلؼ التقٍت ذك الطابع الطيب اؼبتمثل ُب األخطاء كاؼبخالفات‪ ،‬كخاصة لطبيعة‬
‫اعبزاءات اؼبقررة قانونا‪ ،‬كاليت ال يتجرد منها الطابع التأدييب ُب األمر‪ ،‬فإف اغبل اؼبناسب لتغطية ىذا‬
‫الفراغ الذم يطرحو تطبيق الفصل الثالث من القانوف ‪ ،12-12‬ىو اللجوء مباشرة أماـ الفرع اعبهوم‬
‫اجمللس أخبلقيات الطب طاؼبا أف ىذا األخَت يتمتع بصبلحية النظر ُب الدعول التأديبية ضد كل‬

‫(‪)1‬القرار الوزارم اؼبمضي ُب ‪ 11‬مارس ‪ 9191‬الذم وبدد أعضاء اللجنة التقنية‪ ،‬اعبريدة الرظبية رقم ‪ 11‬لسنة ‪.9191‬‬

‫‪210‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫طبيب مرتكب ـبالفة‪ ،‬أك خطأ ربكمو قواعد أخبلقيات الطب دبناسبة فبارسة نشاطو الطيب‪ ،‬كٍب‬
‫يبكن ُب ىذا اإلطار عبميع ىيئات الضماف االجتماعي كاؼبعنيُت باألمر أف ترفع دعاكم تأديبية أماـ‬
‫الفركع اعبهوية اؼبختصة ضد أم شخص تشملو اؼبادة ‪ 19‬من اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪910-39‬‬
‫اؼبتضمن مدكنة أخبلقيات الطب(‪ )1‬كىذا دكف اؼبساس باألحكاـ اؼبنصوص عليها ُب اؼبادة ‪ 999‬من‬
‫اؼبرسوـ التنفيذم اؼبذكور أعبله كاليت تنص‪" :‬فبارسة العمل التأدييب ال يشكل عائقا بالنسبة للدعاكم‬
‫القضائية اؼبدنية أك اعبنائية أك العمل التأدييب الذم تقوـ بو اؽبيئة أك اؼبؤسسة اليت قد ينتهي إليها‬
‫اؼبتهم كُب صبيع اغباالت ال يبكن اعبمع بُت عقوبات من طبيعة كاحدة كللخطأ ذاتو"‪.‬‬
‫كهبوز لكل من ىيئات الضماف االجتماعي كاؼبعنيُت باألمر الطعن ُب القرار التأدييب الصادر‬
‫عن الفرع اعبهوم كذلك أماـ رئيس اجمللس الوطٍت اللتماس إلغاء ىذا القرار سواء لعدـ احًتاـ‬
‫اإلجراءات لعدـ االستماع إىل اؼبعٌت باألمر أك سبكينو من الدفاع عن نفسو‪ ،‬االطبلع على ملفو‬
‫التأدييب‪ ،‬عدـ البث ُب النزاع خبلؿ اؼبدة القانونية احملددة بأربعة أشهر من تاريخ إيداع الشكول عدـ‬
‫احًتاـ التشكيلة القانونية للمجلس اعبهوم‪ ،‬كيفصل اجمللس الوطٍت دبوجب قرار هنائي ال يقبل الطعن‪.‬‬
‫لكن اإلشكاؿ القائم ك اؼبستخلص فبا ذكر أعبله ‪،‬أف اإلجراءات اليت أتت هبا مدكنة‬
‫أخبلقيات الطب دبوجب اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 910-39‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9339/11/10‬أغفلت ُب‬
‫أحكامها التسوية الداخلية للمنازعات التقنية اليت فرضها القانوف ‪ 12-12‬ك لعل أف ىذه التسوية‬
‫ىي ميزة خاصة كمتميزة لكل اؼبنازعات الضماف االجتماعي ما ظبح لنا القوؿ أف مدكنة أخبلقيات‬
‫الطب عبأ إليها بصورة اضطراريا كذلك حىت ال نًتؾ اؼبنازعات التقنية عالقة كدكف تسوية بغض النظر‬
‫عما انتهجتو اؼبدكنة كما ابتغاه اؼبشرع ُب القانوف ‪.12-12‬‬

‫‪ .9‬من ىذا اؼبنطلق السابق‪ ،‬نرل أنو من الضركرم على اؼبشرع حصر صبيع األخطاء كالتجاكزات اليت‬
‫يرتكبها األطباء كمساعديهم ككل مقدمي العبلج كاػبدمات اؼبتعلقة بالنشاط اؼبهٍت لؤلطباء‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 19‬من اؼبرسوـ التنفيذم ‪" 930/39‬أحكاـ ىذه اؼبدكنة تسرم على كل طبيب أك جراح أك طبيب أسناف أك مبلحظ صحي أك قابلة ُب‬
‫ىذه اجملاالت مرخص لو دبمارسة اؼبهنة كفق الشركط اؼبنصوص عليها ُب التشريع ك التنظيم اؼبعموؿ هبما"‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫كالصيادلة كجراحي األسناف كاؼبساعدين الطبيُت ُب حق ىيئات الضماف االجتماعي أف تكوف‬


‫تتماشى مع أحكاـ مدكنة أخبلقيات الطب‪ ،‬كاليت عادة ما تسبب ؽبا تسديد نفقات إضافية جراء‬
‫أعماؿ الغش‪ ،‬أك فبارسة األعماؿ غَت الشرعية مع اإلسراع ُب إعادة تنصيب كتفعيل اللجنة التقنية‬
‫ذات الطابع الطيب من أجل احملافظة على أمواؿ ىيئات الضماف االجتماعي من التجاكزات‬
‫كاألخطاء اليت يرتكبها مقدمي العبلج كاػبدمات اؼبتعلقة بالنشاطات الطبية ذات العبلقة بالضماف‬
‫االجتماعي‪.‬‬

‫أخَتا فيما يتعلق دبصاريف الطعن أماـ اللجاف الوالئية أك الوطنية اؼبؤىلة للطعن اؼبسبق‪،‬‬
‫فإف من أىم خصائص الطعوف االجتماعية كمنها اػباصة بالضماف االجتماعي أهنا ؾبانية كىذا‬
‫حفاظا على مصلحة الطاعن ُب ذمتو اؼبالية‪ ،‬إذ أف سبب طعنو أصبل ىوا ػببلؼ بينو كبُت ىيئات‬
‫الضماف االجتماعي حوؿ ربقق اؼبخاطر من جهة‪ ،‬اليت تسببت ُب فقداف اؼبردكد الذم كاف يتحصل‬
‫عليو‪ ،‬كخطر الوفاة كالبطالة الذم يعد خطرا اقتصاديا أك البفاض ذمتو اؼبالية إصابتو باؼبرض أك‬
‫الشيخوخة أك العجز‪ ،‬أك حوؿ اإللتزامات الواجب الوفاء هبا ذباه ىذه اؽبيئات‪ ،‬ؽبذه ألسباب جعل‬
‫اؼبشرع مصاريف الطعن أماـ اللجاف الوالئية أك الوطنية للطعن اؼبسبق اؼبؤىلة‪ ،‬يقع عبء مصاريف‬
‫الطعن اليت تنجم عن اللجوء اىل ىذه اللجاف على صناديق الضماف االجتماعي‪ ،‬كىذا ما نصت‬
‫اؼبواد على التوايل على أنو‪:‬‬
‫اؼبادة‪ :99‬من اؼبرسوـ ‪" )1(923-91‬تتكفل ىيئة الضماف االجتماعي اؼبعنية باؼبصاريف‬
‫اؼبرتبطة دبنح التعويضات اؼبذكورة ُب اؼبادة ‪ 91‬أعبله ككذا دبصاريف سَت أمانة كل عبنة ؿبلية للطعن‬
‫اؼبسبق اؼبؤىلة‪.‬‬
‫اؼبادة ‪ 1‬من اؼبرسوـ ‪)2(991-31‬مؤرخ ُب ‪..." 9331/11/91‬تسديد النفقات الناصبة عن‬
‫تسيَت ـبتلف اللجاف أك اعبهات القضائية اليت تقوـ بالبت ُب اػببلفات الناذبة عن القرارات اليت‬
‫يتخذىا الصندكؽ‪".‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 99‬من اؼبرسوـ التنفيذم ‪ 923/91‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9191/99/99‬اؼبتعلق بالضماف األشخاص غَت األجراء الذين يبارسوف نشاطا غبساهبم‬
‫اػباص‪ ،‬اعبريدة الرظبية العدد‪ 10‬لسنة ‪.9191‬‬
‫(‪ )2‬اؼبادة ‪ 11‬من اؼبرسوـ التنفيذم ‪ 993-31‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9331/11/91‬وبدد اختصاصات الصندكؽ الوطٍت للضماف األشخاص االجتماعي لغَت‬
‫األجراء ك تنظيمو ك سَته اإلدارم‪ ،‬اعبريدة الرظبية‪ ،‬العدد‪ 11‬لسنة ‪.9331‬‬

‫‪212‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫اؼبادة‪ :11‬من القانوف ‪" 12-12‬تكوف اؼبصاريف اؼبًتتبة عن اإلجراءات اؼبنصوص عليها ُب‬
‫أحكاـ اؼبواد ‪ 31‬إىل ‪ 36‬أعبله كاػباصة دبجاؿ العجز على نفقة ىيئة الضماف االجتماعي إال‬
‫إذا أثبت الطبيب اػببَت كبشكل كاضح أف طلب اؼبؤمن لو اجتماعيا غَت مؤسس ففي ىذه اغبالة‬
‫تكوف تكاليف األتعاب اؼبستحقة على حساب اؼبؤمن لو اجتماعيا‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التسوية القضائية لمنازعات الضمان االجتماعي‬
‫لقد حاكؿ اؼبشرع اعبزائرم من خبلؿ الًتسانة القانونية اؼبنظمة ؼبنازعات الضماف االجتماعي‬
‫بصفة عامة كاؼبنازعات الطبية بصفة خاصة أف هبعل من التسوية الداخلية ؽبده اؼبنازعات األصل‬
‫كذلك ألهنا أفضل كسيلة لتصفية اؼبلفات العالقة ُب أقرب كأسرع اآلجاؿ خاصة كأف األمر يتعلق‬
‫باغبالة الصحية للمؤمن ؽبم اجتماعيا‪ .‬لكن ُب حالة عدـ قباعة طرؽ التسوية الداخلية يبقى كلوج‬
‫باب القضاء مفتوحا لتسوية النزاع ككضع حد هنائي لو‪.‬‬
‫عليو أنو ُب حالة عدـ قباعة طرؽ التسوية الداخلية كعدـ توفيق آلياهتا ُب ربقيق الغرض اؼبنتظر‬
‫من كضعها أال ك ىو كضع حد هنائي ؽبذا النزاع‪ ،‬كذلك باستجابة الطرفُت كاقتناعهما دبآؿ التسوية‬
‫الداخلية‪ .‬ففي ىذه اغبالة ال يبقى أمامهما سول اإلنتقاؿ إىل اؼبرحلة اؼبوالية لفض النزاع من خبلؿ‬
‫القضاء لتسويتو بصفة هنائية‪.‬‬
‫لكن قبل التطرؽ التطرؽ للتسوية القضائية للمنازعات الضماف االجتماعي ينبغي اإلشارة إىل‬
‫اإلختصاص الوظيفي أم ربديد طبيعة اعبهة القضائية اؼبختصة‪ ،‬ىل اعبهة القضائية العادية أـ اعبهة‬
‫القضائية اإلدارية لفض ىذه اؼبنازعات‪.‬‬
‫اعبواب على ىذا السؤاؿ يكمن ُب الرجوع إىل طبيعة صناديق الضماف االجتماعي على إعتبار‬
‫أهنا تتمتع بطبيعة خاصة من شخصية معنوية كذمة مالية مستقلة‪ ،‬حيث أخضعها اؼبشرع إىل لقواعد‬
‫القانوف اػباص عامة كقواعد القانوف التجارم ُب عبلقتها مع الغَت(‪ ،)1‬عليو أف منازعات الضماف‬
‫اإلجتماعي تكوف كطيفيا من إختصاص القضاء العادم ما مل تكن اإلدارة طرفا ُب اؼبنازعة بصفتها‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 19‬من اؼبرسوـ التنفيذم ‪ 11/39‬اؼبؤرخ ُب‪ 9339/19/19‬يتضمن الوضع القانوٍل لصناديق الضماف االجتماعي ك التنظيم اإلدارم كاؼبايل‬
‫للضماف االجتماعي‪ ،‬اعبريدة الرظبية‪ ،‬العدد‪ 19‬لسنة ‪.9339‬‬

‫‪213‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ىيئات مستخدمة مع ىيئات الضماف اإلجتماعي‪ ،‬ىنا يعود اإلختصاص للقضاء اإلدارم األمر الذم‬
‫األمر أكدتو اؼبادة ‪ 90‬من القانوف ‪)1(12/12‬تكريسا للمعيار العضوم اؼبقرر ُب اؼبادة ‪ 211‬الفقرة‬
‫(‪)2‬‬
‫إثناف منها من قانوف اإلجراءات اؼبدنية ك اإلدارية‪.‬‬
‫إنطبلقا من أف منازعات الضماف االجتماعي بصفة عامة من إختصاص القضاء العادم‬
‫بإعتبارىا صاحبة الوالية العامة ك ذلك حسب طبيعة كل منازعة كفق القانوف اؼبتعلق باؼبنازعات ُب‬
‫ؾباؿ الضماف االجتماعي كقانوف اإلجراءات اؼبدنية كاإلدارية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المنازعة العامة‬
‫إف كاف األصل ُب حل منازعات الضماف االجتماعي ىو التسوية الداخلية كذلك ؼبا تتطلبو‬
‫ىذه اؼبنازعات من سرعة للبث فيها تفاديا لطوؿ اإلجراءات التقاضي عرب ـبتلف درجاتو‪ ،‬لكن ُب‬
‫حالة عدـ قباعة طرؽ التسوية الداخلية يبقى باب القضاء مفتوحا لتسوية النزاع كبالرغم أف القاعدة‬
‫العامة ُب االختصاص القضائي للمحاكم اؼبدنية ىي اؼبختصة بالفصل ُب صبيع القضايا ذات الطابع‬
‫اؼبدٍل إال أف اؼبشرع استثناءا عن ىذه القاعدة قد أخضع اؼبنازعات العامة اػباصة بالضماف‬
‫االجتماعي نظرا لطابعها اؼبتميز إىل اختصاص احملاكم الفاصلة ُب القضايا االجتماعية ‪،‬لكن هبب‬
‫اإلشارة إىل كجود بعض اؼبنازعات اليت كإف كانت تدخل ُب إطار اؼبنازعات العامة للضماف‬
‫االجتماعي‪ ،‬إال أهنا حبكم طبيعتها فاف اختصاص الفصل فيها يؤكؿ إىل احملاكم الفاصلة ُب القضايا‬
‫االجتماعية كإمبا إىل القضاء اؼبدٍل ك اإلدارم كحىت اعبزائي لذلك سنقسم ىذا اؼبطلب إىل فرعُت‪،‬‬
‫الفرع األكؿ نتناكؿ فيو اختصاص احملكمة الفاصلة ُب اؼبواد االجتماعية أما ُب الفرع الثاٍل نتناكؿ‬
‫اختصاص احملكمة الفاصلة ُب إطار القانوف العاـ‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪16‬من القانوف ‪ "08/08‬زبتص اعبهات القضائية اإلدارية ُب البت ُب اػببلفات اليت تنشأ بُت اؼبؤسسات كاإلدارات العمومية بصفتها ىيئات‬
‫مستخدمة كبُت ىيئات الضماف اإلجتماعي"‬
‫(‪) 2‬‬
‫اؼبادة ‪2/800‬من القانوف ‪ "09/08‬احملاكم اإلدارية ىي جهات الوالية العامة ُب اؼبنازعات اإلدارية زبتص بالفصل ُب أكؿ درجة‪،‬حبكم قابل‬
‫لئلستئناؼ ُب صبيع القضايا اليت تكوف فيها الدكلة أك الوالية أك البلدية أو إحدى المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية طرفا فيها"‬

‫‪214‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫الفرع األول‪ :‬اختصاص المحكمة الفاصلة في المواد االجتماعية‬


‫زبتص احملكمة الفاصلة ُب اؼبواد االجتماعية ُب كل الدعاكم اؼبرتبطة بقرارات عبنيت الطعن‬
‫اؼبسبق الوالئية كالوطنية اؼبؤىلة‪ ،‬كذلك حسب ما جاء ُب اؼبادة ‪ 91‬من القانوف ‪ 12-12‬اؼبتعلق‬
‫باؼبنازعات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي تكوف القرارات الصادرة عن اللجنة الوطنية اؼبؤىلة للطعن‬
‫اؼبسبق قابلة للطعن فيها أماـ احملكمة اؼبختصة طبقا ألحكاـ قانوف اإلجراءات اؼبدنية كاإلدارية‪ُ ،‬ب‬
‫اجل ثبلثُت (‪ )11‬يوما ابتداءا من تاريخ تسليم تبليغ القرار اؼبعًتض عليو‪ ،‬أك ُب أجل (‪ )01‬يوما‬
‫ابتداء من تاريخ استبلـ العريضة من طرؼ اللجنة الوطنية اؼبؤىلة للطعن اؼبسبق إذا مل يتلق اؼبعٍت أم‬
‫رد على عريضتو‪ ،‬كيتعلق موضوع الدعاكم ُب نطاؽ اؼبنازعات العامة ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‬
‫كاليت تؤدم النظر فيها إىل احملاكم االجتماعية اليت تنصب على تقدير منح العجز‪ ،‬األداءات العينية‬
‫أك النقدية اؼبستحقة للمؤمن لو أك ذم حقوقو عند تعرضو ػبطر من اؼبخاطر االجتماعية اليت تغطيها‬
‫التأمينات االجتماعية كاؼبرض‪ ،‬الوفاة‪ ،‬العجز‪ ،‬الوالدة‪ ،‬التقاعد كحوادث العمل كاألمراض اؼبهنية‬
‫كذلك كلو ُب إطار االعًتاضات اليت قد ربدث بُت اؼبؤمن ؽبم كىيئات الضماف االجتماعي‪.‬‬
‫كحىت نتعرؼ على اختصاص احملكمة الفاصلة ُب اؼبواد االجتماعية عند عبوء اؼبؤمن لو أك ذكم‬
‫حقوقو أك أم مستفيد آخر ككذلك ىيئات الضماف االجتماعي للمطالبة بأم حق من اغبقوؽ‬
‫اؼبكرسة قانونا دبوجب تشريع الضماف االجتماعي كذلك ُب حالة تعذر تسوية النزاع كديا كأماـ عباف‬
‫(‪)1‬‬
‫قمنا بتفريغ ىذا اؼبطلب إىل فرعُت‪ ،‬أكؽبما ىبص لدراسة االختصاص كالتشكيلة‬ ‫الطعن اؼبسبق‬
‫كشركط رفع الدعول‪ ،‬أما ثانيهما خصص ؼبعرفة إجراءات التقاضي أما احملكمة اؼبختصة كطرؽ الطعن‬
‫ُب األحكاـ الصادرة عنها‪.‬‬

‫(‪)1‬اؼبادة ‪ 99‬من القانوف ‪ 21/99‬اؼبعدلة باؼبادة ‪ 2‬من القانوف ‪.91/33‬‬

‫‪215‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫(‪)1‬‬
‫أوال‪ :‬االختصاص و التشكيلة وشروط رفع الدعوى‬
‫أ‪ -‬االختصاص‪ :‬طبقا ألحكاـ اؼبادة ‪ 91‬من القانوف ‪ 12-12‬فإف صبيع اػببلفات كاؼبنازعات اليت‬
‫تدخل ضمن اؼبنازعات العامة ترفع على احملكمة الفاصلة ُب اؼبواد االجتماعية كأف صبيع القرارات‬
‫الصادرة عن اللجنة الوطنية اؼبؤىلة للطعن اؼبسبق يبكن االعًتاض عليها أما احملكمة الفاصلة ُب اؼبواد‬
‫االجتماعية ُب اآلجاؿ ك اؼبواعيد القانونية اليت حددىا اؼبشرع‪.‬‬
‫‪ -2‬االختصاص النوعي‬
‫تنص اؼبادة ‪ 91‬من القانوف ‪ 12/12‬اؼبتعلق دبنازعات الضماف االجتماعي على أنو "تكوف كل‬
‫القرارات الصادرة عن اللجنة الوطنية اؼبؤىلة للطعن اؼبسبق قابلة للطعن فيها أماـ احملكمة اؼبختصة"‪،‬‬
‫يبلحظ من خبلؿ ىذه اؼبادة أف اؼبشرع مل وبدد بدقة اعبهة القضائية اؼبختصة بالفصل ُب النزاعات‬
‫عكس ما كاف عليو القانوف ‪ 91/21‬قبل إلغائو‪ .‬كلعل ذلك راجع إىل إمكانية أف يؤكؿ االختصاص‬
‫النوعي للفصل ُب اؼبنازعات لكي تدخل ُب إطار اؼبنازعات العامة ألكثر من جهة قضائية حبسب‬
‫طبيعة األطراؼ اؼبتدخلة ُب اؼبنازعة‪ .‬ذلك أنو بالرجوع إىل مفهوـ اؼبنازعة العامة قبد أهنا تشمل‬
‫اػببلفات اليت تنشأ بُت ىيئات الضماف االجتماعي من جهة كاؼبؤمن لو اجتماعيا كاؼبكلفُت من جهة‬
‫أخرل كدبا أف اؼبادة ‪ 90‬من القانوف ‪ 12/12‬قد منحت االختصاص للجهات القضائية اإلدارية‬
‫للفصل ُب اػببلفات اليت تكوف اؼبؤسسات كاإلدارات العمومية طرفا فيها‪ .‬فهي اعتمدت بذلك‬
‫اؼبعيار العضوم اؼبقرر كاؼبكرس ُب اؼبادة ‪ 11‬من قانوف اإلجراءات اؼبدنية كاليت تنص على اختصاص‬
‫الغرؼ اإلدارية ُب اجملالس القضائية للفصل ابتدائيا حبكم قابل لبلستئناؼ ُب صبيع القضايا أيا كانت‬
‫طبيعتها كاليت تكوف الدكلة أك الوالية أك أحد اؼبؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية طرفا فيها‬
‫باعتبار أف التكليف ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي قد ينشأ ُب حق‬
‫اؼبؤسسات كاإلدارات العمومية باعتبارىا ىيئات مستخدمة‪ .‬كمن شبة يبكن القوؿ بأف ربديد احملكمة‬
‫أك اعبهة القضائية اؼبختصة بالفصل ُب اؼبنازعات العامة يعود إىل طبيعة األشخاص اؼبتدخلُت فيها‪،‬‬

‫(‪ )1‬بربارة عبد الرضباف‪ ،‬شرح قانوف اإلجراءات اؼبدنية كاإلدارية‪ ،‬اعبزائر‪ :‬منشورات بغدادم‪ ،‬طبعة ثانية‪ ،2009 ،‬ص‪19‬‬

‫‪216‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫فإذا كانت اؼبنازعة قائمة بُت ىيئة الضماف االجتماعي كإحدل اؼبؤسسات أك اإلدارات العمومية‪ ،‬فإف‬
‫االختصاص القضائي للنظر ُب الدعول يؤكؿ إىل اعبهات القضائية اإلدارية أما إذا كانت اؼبنازعة‬
‫قائمة بُت ىيئة الضماف االجتماعي كاؼبؤمن لو أك اؼبؤسسات كاؽبيئات الغَت خاضعة للقانوف اإلدارم‪،‬‬
‫فإف الفصل فيها يؤكؿ إىل احملكمة اؼبختصة ُب اؼبسائل االجتماعية‪.‬‬
‫إال أف اإلشكاؿ يطرح بالنسبة للجهة القضائية اؼبختصة ُب الفصل ُب اؼبنازعات اؼبتعلقة بقرارات عبنة‬
‫العجز الوالئية اؼبؤىلة‪ ،‬ذلك أف اؼبادة ‪ 11‬من القانوف ‪ 12/12‬نصت على قابلية أك جواز الطعن ُب‬
‫قرارات عبنة العجز اؼبؤىلة أماـ اعبهات القضائية اؼبختصة دكف كضع ربديد دقيق ؽبذه اعبهات‪ ،‬ىل‬
‫ىي اعبهات القضائية اإلدارية أـ اعبهات القضائية العادية‪.‬؟‬
‫بالرجوع إىل طبيعة القرارات اليت تصدرىا اللجنة الوالئية اؼبؤىلة يتبُت أهنا ال تعترب قرارات إدارية على‬
‫اعتبار أهنا ال تتمتع خبصائص القرار اإلدارم كال تبتغي من كراء أعماؽبا ربقيق اؼبصلحة العامة‪ .‬بل‬
‫تنحصر مهمتها ُب تبياف سبب كطبيعة العجز كمراجعتو كىي كلها أمور تقنية طبية بعيدة عن كصف‬
‫اإلدارة‪.‬‬
‫كعلى ذلك فطاؼبا أف القرارات اليت تصدرىا عباف العجز الوالئية اؼبؤىلة ُب إطار فبارسة مهامها ُب‬
‫ؾبردة من الطابع اإلدارم‪ ،‬كأف صبيع التصرفات اليت تصدر عن ىيئات الضماف االجتماعي ُب إطار‬
‫عبلقتها مع عباف العجز زبضع لقواعد القانوف اػباص‪ ،‬فبل يبكن القوؿ حينئذ باختصاص القضاء‬
‫اإلدارم ُب الفصل ُب اؼبنزاعات اليت تتعلق بالقرارات اليت تصدرىا عباف العجز الوالئية اؼبؤىلة‪ .‬كبالتايل‬
‫فإف اإلختصاص يؤكؿ إىل القضاء العادم‪.‬‬
‫غَت أنو كفيما ىبص اؼبنازعات الطبية فقد نصت اؼبادة ‪ 93‬الفقرة الثالثة (‪ )11‬من القانوف ‪12/12‬‬
‫صراحة على اختصاص احملكمة الفاصلة ُب اؼبسائل اإلجتماعية بالنظر ُب طلبات إجراء اػبربة‬
‫القضائية بنصها "‪ .....‬إال أنو يبكن إخطار احملكمة اؼبختصة ُب اجملاؿ االجتماعي إلجراء اػبربة ُب‬
‫حالة استحالة إجراء خربة طبية على اؼبعٍت‪ ".‬ك يتضح من ىذا النص أف حق اللجوء إىل القضاء من‬

‫‪217‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫أجل طلب اػبربة ليس حقا مطلقا‪ ،‬بل ىو مكرس فقط ُب حالة استحالة إجراؤىا‪ ،‬ذلك أنو ُب غَت‬
‫ذلك من اغباالت‪ ،‬فإف مآؿ الطلب القضائي ىو الرفض‪.‬‬
‫كخببلؼ ذلك‪ ،‬فإف ىناؾ من يرل بأف احملاكم الفاصلة ُب اؼبسائل االجتماعية كاؼبنعقدة دبقر اجمللس‬
‫ىي صاحبة االختصاص كالوالية ُب الفصل ُب اؼبنازعات اؼبتعلقة بقرارات عباف العجز قياسا على‬
‫االختصاص اؼبمنوح ؽبا دبوجب اؼبادة الثامنة (‪ )12‬من قانوف اإلجراءات اؼبدنية فيما ىبص معاشات‬
‫التقاعد اؼبتعلقة بالعجز‪ ،‬ك اؼبنازعات اؼبتعلقة حبوادث العمل كما سنبينو الحقا‪.‬‬
‫‪ -3‬االختصاص المحلي‬
‫اؼبشرع اعبزائرم مل ينص على اختصاص ؿبلي دبنازعات الضماف االجتماعي دبا فيها النازعات‬
‫العامة ُب قانوف اإلجراءات اؼبدنية أك ُب قانوف ‪ 12-12‬اؼبتعلق باؼبنازعات ُب ؾباؿ الضماف‬
‫االجتماعي‪ ،‬لذلك ينبغي تطبيق القواعد العامة اؼبقررة ُب قانوف اإلجراءات اؼبدنية كاإلدارية ك السيما‬
‫اؼبادة ‪119‬منو‪ ،‬فوفقا ؽبذه اؼبادة ينعقد االختصاص للجهة القضائية اليت تقع ُب دائرة موطن اؼبدعى‬
‫عليو أك ؾبل إقامتو‪.‬‬
‫ب‪ -‬تشكيلة المحكمة الفاصلة في المواد االجتماعية‬
‫يعترب القسم االجتماعي باحملكمة االبتدائية قضاء استثنائيا مقارنة مع باقي األقساـ األخرل‬
‫يظهر ذلك جليا من خبلؿ تشكيلتو‪ ،‬ككذا اإلجراءات الشكلية الواجب إتباعها عند رفع الدعول‬
‫العمالية أمامو‪ ،‬كطبيعة األحكاـ الصادرة عنو ‪،‬يتجلى الطابع االستثنائي للقسم االجتماعي من خبلؿ‬
‫أحكاـ القانوف رقم ‪ 19 – 31‬اؼبتعلق بتسوية اؼبنازعات الفردية ُب العمل‪ ،‬كالقانوف رقم ‪12 – 12‬‬
‫اؼبتعلق باؼبنازعات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‪ ،‬كما تعرض إىل ىذه اإلجراءات ضمن أحكاـ‬
‫القانوف رقم ‪ 13 – 12‬اؼبتضمن قانوف اإلجراءات اؼبدنية كاإلدارية‪ ،‬حيث أخذ اؼبشرع اعبزائرم‬
‫بالتشكيل اؼبختلط للمحكمة االجتماعية إذ باإلضافة إىل القضاة اؼبعينُت أك اؼبنتدبُت حملاكم العمل‬
‫يوجد فبثلُت للعماؿ كآخركف ألصحاب العمل بنسب متساكية عليو إف تشكيلة احملكمة الفاصلة ُب‬
‫اؼبواد االجتماعية ىي نفس التشكيلة اؼبقررة قانونا بالنسبة ؼبنازعات الضماف االجتماعي على مستول‬
‫احملاكم بالنظر ُب ىذه الدعاكم‪ ،‬إذ أقر اؼبشرع اعبزائرم ُب قانوف اإلجراءات اؼبدنية كاإلدارية ربت‬

‫‪218‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫طائلة البطبلف على أف يتشكل القسم االجتماعي من قاض يساعده ُب ذلك مساعداف من العماؿ‬
‫كمساعداف من اؼبستخدمُت(‪ ،)1‬يتم تعيُت ىؤالء اؼبساعدين من طرؼ رئيس اجمللس القضائي اؼبختص‬
‫ؿبليا من بُت اؼبرشحُت اؼبنتخبُت كبناء على الًتتيب التنازيل لؤلصوات احملصل عليها كينقسم‬
‫اؼبساعدين القضائيُت إىل مساعدين اثنُت يبثبلف العماؿ كمساعدين آخرين يبثبلف أصحاب العمل‬
‫كقد اشًتط اؼبشرع اعبزائرم توفر شركط ُب ىؤالء اؼبساعدين حىت يتمكن كامن أداء مهامهم كىي كما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ ‬اعبنسية اعبزائرية‪.‬‬
‫‪ ‬بلوغ سن اػبامسة كالعشرين على األقل بتاريخ االنتخاب‪.‬‬
‫‪ ‬فبارسة اؼبهنة بصفة عماؿ أجراء أك مستخدمُت منذ طبس ‪ 5‬سنوات على األقل‪.‬‬
‫‪ ‬التمتع باغبقوؽ اؼبدنية كالسياسية (‪.)2‬‬
‫كاستبعد اؼبشرع بعض األشخاص‪ ،‬حىت كاف توفرت فيهم الشركط كىم كالتايل‪:‬‬
‫‪ ‬األشخاص احملكوـ عليهم بارتكاب جناية أك اغببس بسبب ارتكاب جنحة كالذم مل يرد‬
‫إليهم إعتبارىم‬
‫‪ ‬اؼبفلسوف الذين مل يرد ؽبم اعتبارىم‪.‬‬
‫‪ ‬اؼبستخدموف احملكوـ عليهم بسبب العود إىل ارتكاب ـبالفة تشريعات العمل خبلؿ فًتة‬
‫نقل عن السنة الواحدة‪.‬‬

‫هبوز للمحكمة أف تنعقد حبضور مساعد من العماؿ كمساعد من اؼبستخدمُت على األقل‪،‬‬
‫كُب حالة غياهبم يتم تعويضهم باؼبساعدين االحتياطيُت كإذا تعذر ذلك يتم تعويضهم بقاضي أك‬
‫قاضيُت يعينهما رئيس احملكمة‪ )3(،‬إذ تعترب ىذه التشكيلة األخَتة من القواعد اؼبرتبطة بالنظاـ العاـ‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 119‬من القانوف اؼبصدر السابق ‪" 13/12‬يتشكل القسم االجتماعي ‪،‬ربت طائلة البطبلف ‪،‬من قاض رئيسا كمساعدين ‪،‬طبقا ؼبا ينص عليو‬
‫تشريع العمل ‪.‬‬
‫‪ -‬أنظر القرار الصادر عن الغرفة اإلجتماعية بتاريخ ‪ 1998/03/10‬اجمللة القضائية رقم ‪ 01‬لسن ‪ 1998‬أين أقرت بصفة إبتدائية كهنائية بنقض‬
‫اغبكم الصادر عن ؿبكمة بئر مراد رايس بتاريخ ‪ 1995/11/11‬دبا يلي "من المقرر قانونا أنو تنعقد جلسات المحكمة للنظر في المسائل‬
‫االجتماعية برئاسة قاض يعاونو في ذلك من المستخدمين‪ ،‬ولما ثبت في قضية الحال أن القضاة أشاروا إلى أسماء المساعدين فقط دون‬
‫الهيئة التي يمثلونها أي ىيئة العمال وىيئة أرباب العمل في تشكيل المحكمة يكونون بذلك قد عرضوا حكمهم للنقض "‪.‬‬
‫(‪ )2‬اؼبادة ‪ 12‬من قانوف رقم ‪ 04-90‬اؼبتعلق بتسوية النزاعات الفردية ُب العمل اؼبؤرخ ُب ‪ 1990 /02/06‬ج‪/‬ر رقم ‪ 06‬لسنة ‪.1990‬‬
‫(‪ )3‬اؼبواد ‪ 3‬ك‪ 91‬ك‪99‬من القانوف رقم ‪ 19-31‬اؼبصدر السابق‬

‫‪219‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫حبيث ال هبوز أف تنعقد اعبلسة حبضور القاضي كمساعد كاحد فقط‪ ،‬كإال تعرض اغبكم إىل النقض‬
‫(‪)1‬‬
‫ؼبخالفتو كإغفالو قاعدة جوىرية ُب اإلجراءات كىو ما ذىبت إليو احملكمة العليا ُب إحدل قراراهتا‬
‫كللمساعدين صوت تداكيل كُب حالة تساكم األصوات يرجح صوت الرئيس‪ ،‬ىذا بعد أف كاف‬
‫للمساعدين صوت استشارم كليس إجبارم ُب ظل القانوف دبوجب األمر رقم ‪ )2(19-11‬كأكده‬
‫القانوف ‪ 19-31‬اؼبتعلق بتسوية النزعات الفردية ُب العمل(‪،)3‬كما يتعُت اإلشارة على كجوب ذكر ُب‬
‫ديباجة اغبكم الصادر عن القسم االجتماعي أظباء اؼبساعدين مع تعيُت اعبهة اليت يبثلوهنا كإال كاف‬
‫اغبكم عرضة للطعن لكوف ىذه القواعد ىي األخرل من اؼبسائل اؼبرتبطة بالنظاـ العاـ‪.‬‬
‫ُب األخَت هبدر القوؿ كاؼببلحظة من أرض الواقع التطبيقي ُب ىذا اجملاؿ كاف من األفضل‬
‫للمشرع اعبزائرم أف يدرج ضمن تشكيلة القسم االجتماعي فبثلُت عن ىيئات الضماف االجتماعي‬
‫مىت كانت ىذه اؽبيئة طرفا ُب النزاع ألف منازعات الضماف االجتماعي تقع بُت اؼبؤمنُت اجتماعيا من‬
‫ضمنهم العماؿ األجراء أك أصحاب العمل كالعماؿ الغَت أجراء كأصحاب اؼبهن اغبرة كبُت ىيئة‬
‫الضماف االجتماعي ألف ُب الكثَت من األحكاـ كالقرارات اػبلط بُت ىيئات الضماف االجتماعي‬
‫كالقوانُت اليت ربكمها كتسَتىا فبا يعرض حقوؽ كل من اؼبؤمنُت ؽبم أك ىيئات الضماف االجتماعي‬
‫بسبب تعقيد قوانُت اػباصة كاإلجراءات الواجب إتباعها إيضاحها من طرؼ فبثبل ؽبيئات الضماف‬
‫االجتماعي على مستول التشكيلة القضائية للقسم االجتماعي‪.‬‬
‫ج‪ -‬شروط رفع الدعوى‬
‫يشًتط ُب اؼبدعى أف يرفع دعواه حسب قواعد االختصاص اليت ينظمها قانوف اإلجراءات‬
‫اؼبدنية لقانوف عاـ كالنصوص التشريعية كالتنظيمية األخرل حبيث هبب أف تراعي قواعد االختصاص‬
‫النوعي كاالختصاص احمللي دبناسبة الدعاكم الناصبة عن منازعات الضماف االجتماعي عامة‪ ،‬أك‬
‫الدعاكم الناصبة عن اؼبنازعات العامة خاصة‪ ،‬كما ال تقبل الدعول القضائية ؼبنازعات الضماف‬
‫االجتماعي بصفة عامة كالدعاكم اػباصة باؼبنازعات العامة اليت ترمي االعًتاض على قرارات عباف‬

‫(‪ )1‬الغرفة االجتماعية باحملكمة العليا القرار رقم ‪ 167647‬اؼبؤرخ ُب ‪ 09‬أكت ‪ 1998‬القرار مذكور ُب مرجع السيد ذيب عبد السبلـ قانوف العمل‬
‫اعبزائرم كالتحوالت االقتصادية دار القصبة‪ ،‬طبعة ‪ ،2003‬ص ‪.540‬‬
‫(‪ )2‬األمر رقم ‪ 32-75‬اؼبؤرخ ُب ‪1975/04/29‬اؼبتعلق بالعدالة ُب العمل ج‪/‬ر رقم ‪ 39‬لسنة ‪ 1975‬اؼبادة ‪ 2‬منو تنص " جلسات احملاكمات ُب‬
‫اؼبسائل االجتماعية‪ ،‬تنعقد ربت رئاسة قاض يعاكنو مساعداف عامبلف‪ ،‬يكوف للمساعدين صوت إستشارم"‪.‬‬
‫(‪ )3‬القانوف رقم ‪ 04-90‬اؼبصدر السابق ‪ ،‬اؼبادة ‪7‬ك‪ 8‬منو تنص " تنعقد جلسات احملكمة ُب اؼبسائل اإلجتماعية‪ ،‬برئاسة قاض يعاكنو مساعداف من‬
‫العماؿ ك مساعداف من اؼبستخدمُت"‬

‫‪220‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫الطعن اؼبسبق الوالئية كالوطنية إال إذا توفرت ُب اؼبدعى الصفة كاألىلية كاؼبصلحة كىذا طبقا‬
‫للمادة‪ 91‬من قانوف اإلجراءات اؼبدنية كاإلدارية(‪ )1‬حىت تكوف الدعول القضائية اؼبعركضة على القسم‬
‫االجتماعي مقبولة كىي شركط يثَتىا القاضي تلقائيا‪ ،‬لكن اؼببلحظ إىل جانب ضركرة احًتاـ القواعد‬
‫العامة من صفة كمصلحة كأىلية لرفع الدعول أماـ القضاء‪ ،‬وبدد تشريع الضماف االجتماعي‬
‫إجراءات خاصة كجوىرية أخرل هبب احًتامها كىي شركط خاصة كيتفرد هبا ىذا النوع من الدعاكم‬
‫إذ تسهيبل لئلجراءات فض اؼبنازعات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي بصفة عامة‪ ،‬جعل اؼبشرع اعبزائرم‬
‫من نظاـ التسوية الداخلية ىي األصل ُب السعي إىل حلها‪ ،‬كعدـ اللجوء إىل اعبهات القضائية‬
‫اؼبختصة إال بعد استنفاذ ىذه التسوية‪ ،‬ؽبذا الغرض ًب إنشاء أجهزة داخلية للفصل ُب صبيع‬
‫االعًتاضات اؼبقدمة ضد القرارات الصادرة عن ىيئات الضماف االجتماعي‪ ،‬كتعترب إجراءات التسوية‬
‫الداخلية قيد شكلي يًتتب على زبلفو عدـ قبوؿ الدعول القضائية شكبل(‪ )2‬كجب على القاضي‬
‫مراعاتو عند رفع الدعول‪.‬‬
‫انطبلقا من ىذا نتطرؽ بصفة موجزة كـبتصرة ؽبذه الشركط كما يلي كىي‪:‬‬
‫أ ‪ :‬الصفة‬
‫ُب الدعول تعرب عن سبسك صاحب اغبق أك اؼبركز القانوٍل اؼبعتدل عليو ُب حقو ُب اغبماية‬
‫القضائية ُب مواجهة اؼبعتدم على ىذا اغبق‪ ،‬كتبعا لذلك هبب أف يكوف طرُب الدعول نبا صاحب‬
‫اغبق اؼبعتدل عليو كاؼبعتدم‪ ،‬دبعٌت أنو يشًتط أف تثبت الصفة ُب كل من اؼبدعي كاؼبدعى عليو ُب‬
‫الدعول كأصل عاـ ىي السلطة اليت يباشر دبقتضاه الشخص الدعول القضائية أماـ القضاء‪ ،‬دبعٌت‬
‫آخر لقبوؿ الدعول أماـ احملكمة هبب أف ترفع من ذم صفة بعبارة أكضح هبب أف يكوف اؼبدعي ىو‬
‫صاحب اغبق أك اؼبركز القانوٍل اؼبراد ضبايتو كما تتمثل اؼبصلحة ُب اغباجة إىل اغبماية القضائية اليت‬
‫تتوفر بتوفر هتديدا جديا يبثل اعتداء على اغبق‪ ،‬كيقصد هبا إذا صبلحية الشخص ؼبباشرة اإلجراءات‬
‫القضائية باظبو شخصيا‪ ،‬غَت أنو ُب حاالت معينة قد يعًتؼ القانوف بالصفة ُب الدعول لشخص‬
‫آخر غَت صاحب اغبق أك اؼبركز القانوٍل اؼبعتدل عليو لسبب أك عذر مشركع ك ىو ما يعرؼ بالصفة‬
‫االستثنائية كاليت تتجسد أساسا ُب الدعول الغَت مباشرة اؼبقررة دبوجب اؼبادة ‪ 923‬من القانوف اؼبدٍل‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 91‬من القانوف اؼبصدر السابق ‪" 13/12‬ال هبوز ألم شخص‪ ،‬التقاضي مامل تكن لو الصفة كلو مصلحة قائمة أك ؿبتملة يقرىا القانوف‪"...‬‬
‫(‪ )2‬اؼبادة ‪ 19‬من القانوف ‪ 12/12‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9112/11/19‬اؼبتعلق باؼبنازعات ُب ؾباؿ ضمن االجتماعي‪.‬‬

‫‪221‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫كاليت يباشرىا الدائن ضد مدين مدينو حفاظا على الضماف العاـ‪ ،‬كما يبكن أف تتجسد كذلك ُب‬
‫الصفة اإلجرائية أك التمثيل القانوٍل‪ ،‬كاليت تعرؼ بأهنا صبلحية الشخص ُب مباشرة اإلجراءات‬
‫القضائية باسم كغبساب غَته‪ ،‬كذلك ألف صاحب الصفة األصلية ُب الدعول ُب حالة استحالة‬
‫مادية أك قانونية ؼبباشرهتا بنفسو كُب ىذه اغبالة يسمح القانوف لشخص آخر أف ينوبو كاحملامي أك‬
‫شخص آخر‪ ،‬كالصفة اليت يتمتع هبا الوكيل ُب مباشرة دعول موكلو أك الويل أك الوصي ُب سبثيل‬
‫القاصر أك فبثل الشخص اؼبعنوم‪ ،‬كيتعُت على القاضي ىنا التأكد من صحة ىذه اإلنابة أك التمثيل‪،‬‬
‫فالصفة ىي اليت تربط أطراؼ الدعول دبوضوعها كهبب توفرىا لقبوؿ أم طلب أك أم دفع أك طعن‬
‫أيا كاف الطرؼ الذم يقدمو‪.‬‬
‫ب ‪:‬المصلحة‬
‫ُب الدعول‪ ،‬فتعرؼ على أهنا اؼبنفعة اليت هبنيها اؼبدعي من توجهو إىل القضاء‪ ،‬فاألصل أف‬
‫الشخص إذا اعتدم على حقو ربققت لو مصلحة ُب االلتجاء إىل القضاء‪ ،‬كىو أيضا يبتغي منفعة‬
‫من ىذا التوجو‪ ،‬فاؼبصلحة إذف ىي الباعث على رفع الدعول‪ ،‬كىي من ناحية أخرل الغاية اؼبقصودة‬
‫منو إذا اؼبصلحة ىي اؼبنفعة كالفائدة اليت وبققها اؼبدعي من عملية اللجوء إىل اعبهات القضائية‬
‫اؼبختصة للمطالبة باغبقوؽ كالتعويض عن األضرار اليت أصابتو‪ ،‬فاؼبدعي سواء كاف شخص طبيعي أك‬
‫معنوم‪ ،‬هبب أف يكوف لو الباعث على رفع الدعول‪ ،‬كىي من ناحية أخرل الغاية اؼبقصودة منو‪،‬‬
‫يشًتط ُب اؼبصلحة أف تكوف قانونية‪ ،‬شخصية كمباشرة كأف تكوف حالة كقائمة‪.‬‬
‫لكن السؤاؿ الذم يطرح ىنا يتعلق دبدل ارتباط اؼبصلحة بالنظاـ العاـ حينما تنعدـ ُب اؼبدعي أك‬
‫اؼبدعي عليو خاصة أف اؼبشرع مل ينص على أف القاضي يثَت انعدامها تلقائيا كما فعل خبصوص شرط‬
‫الصفة‪.‬‬
‫اؼبشرع اعبزائرم مل ينص صراحة على إعتبار اؼبصلحة من النظاـ العاـ كما فعل خبصوص شرط‬
‫الصفة(‪،)1‬كإمبا نص ضمنا على عدـ إعتبار الدفع بعدـ القبوؿ اؼبتعلق بإنعداـ اؼبصلحة من النظاـ‬
‫العاـ حينما نص ُب اؼبادة‪69‬من قانوف اإلجراءات اؼبدنية كاإلدارية على أنو‪" :‬هبب على القاضي أف‬
‫يثَت تلقائيا‪ ،‬الدفع بعدـ القبوؿ إذا كاف من النظاـ العاـ‪ ،‬السيما عند عدـ إحًتاـ آجاؿ طرؽ الطعن‬
‫أك عند غياب طرؽ الطعن"‪ ،‬إال أنو كبالرجوع إىل األحكاـ القضائية الصادرة فإنو يتبُت لنا أف‬

‫‪ -‬اؼبادة ‪91‬الفقرة ‪ 2‬تنص على أنو‪" :‬يثَت القاضي تلقائيا إنعداـ الصفة ُب اؼبدعي أك ُب اؼبدعى عليو"‬ ‫( ‪)1‬‬

‫‪222‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫اؼبصلحة من النظاـ العاـ كتطبيقا لذلك قضت احملكمة لعليا اعبزائرية" ‪:‬من اؼبقرر قانونا أنو هبوز لكل‬
‫ذم مصلحة أف يطعن ُب حكم مل يكن طرفا فيو بطريق إعًتاض الغَت اػبارج عن اػبصومة كمن اؼبقرر‬
‫أيضا أنو ال هبوز ألحد أف يرفع دعول أماـ القضاء مامل يكن حائز الصفة كأىلية التقاضي كلو‬
‫مصلحة ُب ذلك كمن ٍب فإف القضاء دبا ىبالف ىذين اؼببدأين يعد خرقا للقواعد اعبوىرية ُب‬
‫اإلجراءات‪.‬‬
‫ج ‪:‬األىلية‬
‫بناءا على نص اؼبادة ‪ 40‬من القانوف اؼبدٍل‪ ،‬فإف كل شخص بلغ سن الرشد أم (‪ )93‬سنة‬
‫كاملة كيتمتع بقواه العقلية‪ ،‬كمل وبجر عليو يكوف كامبل ألىلية ؼبباشرة حقوقو اؼبدنية(‪ ،)1‬كتضيف‬
‫اؼبادة ‪ 50‬من ذات القانوف أىلية التقاضي بالنسبة لؤلشخاص اؼبعنوية‪ ،‬كأىلية التقاضي تعٍت مدل‬
‫أىلية الشخص من الناحية القانونية ؼبباشرة إجراءات التقاضي كىي خاصية تسمح للشخص سواء‬
‫كاف طبيعيا أك معنويا من اللجوء إىل القضاء لدفاع عن حقو‪.‬‬
‫د‪:‬شرط الطعن المسبق أمام اللجان‬
‫باإلضافة إىل جانب ضركرة احًتاـ القواعد العامة من صفة كمصلحة كأىلية لرفع الدعول أماـ‬
‫القضاء‪ ،‬حدد تشريع الضماف االجتماعي إجراءات جوىرية أخرل هبب احًتامها‪ ،‬فبل ينفتح أماـ‬
‫اؼبدعي باب القضاء إال بعد إستيفاء ىذا الشرط كالقيد‪ ،‬فإف اإلجراءات األكلية اؼبتمثلة ُب التسوية‬
‫الودية اإلدارية ؼبنازعات العامة ك اؼبتمثلة ُب الطعوف اؼبقدمة إبتدائيا أماـ اللجنة الوالئية اؼبؤىلة للطعن‬
‫اؼبسبق‪ٍ ،‬ب إىل اللجنة الوطنية للطعن‪ ،‬ككذا بالنسبة لئلجراءات اؼبتخذة ُب إطار تسوية اؼبنازعات‬
‫الطبية إداريا السيما إجراء طلب اػبربة أك لتقدَل اإلعًتاض أماـ عبنة العجز الوالئية‪ ،‬فكل ىذه‬
‫اإلجراءات األكلية تعترب كقيود على رفع الدعول ‪،‬كاعبدير بالذكر ىو أف القيد ىنا ال يقتصر مفهومو‬
‫على إستيفاء اإلجراء فحسب‪ ،‬بل يتضمن كذلك ضركرة إحًتاـ اآلجاؿ اؼبنصوص عليها حسب كل‬
‫حالة‪ ،‬ذلك أف ربريك الدعول القضائية للمطالبة حبق ما ال هبوز أف يتم قبل إستيفاء اإلجراءات‬
‫اإلدارية أكال كانتظار انتهاء اآلجاؿ اؼبمنوحة للجهة اليت تنظر ُب الطلب أك الطعن اإلدارم للرد عليو‪،‬‬
‫األمر الذم يتأكد منو القاضي بعد فحصو طبيعة اؼبنازعة كاختصاصو للنظر فيها‪ ،‬ينتقل إىل التحقق‬
‫من مدل مراعاة صاحب الدعول للشكل اؼبطلوب كمن استيفاءه القيد الذم كضعو القانوف إذ‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 40‬من القانوف اؼبدٍل‬

‫‪223‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫نصت اؼبادة ‪ 19‬من القانوف ‪ 12/12‬ما يلي ‪" :‬ترفع اػببلفات اؼبتعلقة باؼبنازعات العامة إجباريا‬
‫أماـ عباف الطعن اؼبسبق قبل أم طعن أماـ اعبهات القضائية"‪ ،‬إذ ال هبوز للمؤمن لو أك ذكم حقوقو‬
‫ككذا أصحاب العمل من اللجوء إىل القضاء دكف تقديبهم لئلعًتاض أماـ عباف الطعن اؼبسبق اؼبشكلة‬
‫ؽبػذا الغػرض كىو إجراء من النظاـ العاـ يثَته القاضي من تلقاء نفسو‪ ،‬كأثر زبلفو ىو عدـ قبوؿ‬
‫الدعول شكبل‪ ،‬ما أكدتو احملكمة العليا ُب قرارىا الصادر بتاريخ ‪ ،)1(9333/99/13‬إىل جانب‬
‫ذلك ال بد على الطاعن من احًتاـ اآلجاؿ ك اؼبواعيد القانونية كيكوف أماـ حالتُت‪:‬‬
‫‪ُ -9‬ب حالة الرفض الصريح من قبل عبنة الطعن اؼبسبق ترقع االعًتاضات ضد قرار اللجنة إىل‬
‫احملكمة الفاصلة ُب اؼبواد االجتماعية ُب ميعاد شهر بعد تبليغ قرار اللجنة‪.‬‬
‫‪ -9‬حالة سكوت عبنة الطعن فيفسر ذلك على أساس رفض ضمٍت كُب ىذه اغبالة ترفع الدعول‬
‫ُب غضوف شهرين ابتداء من تاريخ استبلـ العريضة‪.‬‬
‫تعترب اآلجاؿ كاؼبواعيد القانونية اليت أقرىا اؼبشرع اعبزائرم عند رفع دعول االعًتاض ضد قرار‬
‫اللجنة الوطنية اؼبؤىلة للطعن اؼبسبق من اإلجراءات الشكلية كاعبوىرية‪ ،‬كىذا ما أشارت إليو اؼبادة‬
‫‪ 19‬من القانوف ‪ 12-12‬دبا يلي‪" :‬ترفع اػببلفات اؼبتعلقة باؼبنازعات العامة أماـ عباف الطعن‬
‫اؼبسبق‪ ،‬قبل أم طعن أماـ اعبهات القضائية"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إجراءات التقاضي أما المحكمة المختصة وطرق الطعن في األحكام الصادرة عنها‬
‫فبا سبق التطرؽ إليو ُب حالة إف فشلت التسوية اإلدارية الداخلية ُب حل اؼبنازعات ُب ؾباؿ‬
‫الضماف االجتماعي‪ ،‬ليس من سبيل أماـ أطراؼ اؼبنازعة سول االحتكاـ إىل القضاء االجتماعي‬
‫اؼبختص‪ ،‬بإتباع اإلجراءات القانونية كالشركط الواجبة منذ ربريك الدعول إىل غاية إصدار األحكاـ‬
‫كالقرارات القضائية بشأهنا‪.‬‬
‫منو زبضع إجراءات التقاضي أماـ احملكمة االجتماعية لقانوف اإلجراءات باعتباره جزءا من‬
‫اؼبنظومة القضائية العامة‪ ،‬فًتفع الدعول دبوجب عريضة افتتاحية للدعول(‪ ،)2‬كتقيد ىذه األخَتة ُب‬

‫(‪ )1‬احملكمة العليا الغرفة االجتماعية ملف رقم ‪ 920100‬بتاريخ ‪ 9333/99/13‬اجمللة القضائية العدد ‪ 11‬لسنة ‪ ،9111‬ص ‪.991-991‬‬
‫(‪ )2‬اؼبادة ‪ 11‬من قانوف اإلجراءات اؼبدنية ك اإلدارية‪ ".‬ترفع الدعوى أمام القسم االجتماعي بعريضة افتتاح دعوى طبقا للقواعد المقررة "‬

‫‪224‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫سجل خاص تبعا لًتتيب كركدىا (‪ ،)1‬مع بياف األظباء األطراؼ كرقم القضية كالتاريخ‪ٍ ،‬ب يرسل بعد‬
‫ذلك تكليف باغبضور إىل اؼبعنيُت يشمل كافة اؼبعلومات اؼبتعلقة بتحديد ىويتهم كموطنهم ككذا‬
‫اؼبعلومات اؼبتعلقة بالقضية للحضور اعبلسة اليت حددهتا احملكمة عن طريق احملضر القضائي كىذا ما‬
‫أكدتو اؼبادة ‪ 90‬ك ‪ 92‬ك اؼبادة ‪91‬من قانوف اإلجراءات اؼبدنية كاإلدارية‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بقواعد اإلختصاص النوعي كاإلقليمي سيكوف بناءا على القواعد العامة‪ ،‬حيث‬
‫ترفع الدعول أماـ احملكمة اإلبتدائية كوهنا صاحبة اإلختصاص النوعي‪ ،‬كىذا حسب اؼبادة ‪ 32‬من‬
‫قانوف اإلجراءات اؼبدنية اإلدارية‪ ،‬أما االختصاص اإلقليمي فاحملكمة اليت تقع ُب دائرهتا موطن اؼبدعى‬
‫عليو ىي اؼبختصة‪ ،‬كىذا حسب اؼبادة ‪ 37‬من ذات القانوف كاليت كرد ُب مضموهنا حاالت أخرل‬
‫‪،‬كفيما ىبص آجاؿ رفع الدعول فاؼبشرع مل يصرح باآلجاؿ كترؾ اجملاؿ مفتوحا‪ ،‬كاكتفى بالقوؿ أنو‬
‫يبكن إخطار احملكمة اؼبختصة إلجراء اػبربة القضائية ىذا حسب اؼبادة ‪ 19‬فقرة ‪ 3‬من القانوف‬
‫‪.08 -08‬‬
‫كبتوفر ىذه الشركط يتم إيداع عريضة لدل احملكمة اؼبختصة‪ ،‬تكوف ىذه العريضة مستوفية‬
‫للشركط اؼبنصوص عليها ُب مواد قانوف اإلجراءات اؼبدنية كاإلدارية‪ ،‬مع احًتاـ مهلة ‪ 20‬يوما على‬
‫األقل من تاريخ تسليم التكليف باغبضور كالتاريخ ألكؿ جلسة‪.‬‬
‫بعد التسجيل الدعول كربديد أكؿ جلسة ؽبا كالسَت فيها بتبادؿ أطراؼ اػبصومة دفاعاهتم كأكجو‬
‫أدلتهم كطلباهتم تصدر احملكمة الفاصلة ُب اؼبسائل االجتماعية ُب ؾباؿ الضماف أحكامها‪ ،‬تقبل‬
‫طرؽ الطعن العادية كالغَت العادية طبقا لقانوف اإلجراءات اؼبدنية كاإلدارية اؼبمثلة بالنسبة للطرؽ‬
‫العادية من اؼبعارضة كاالستئناؼ أما الطرؽ غَت عادية تتمثل ُب اعًتاض خارج عن اػبصومة كالتماس‬
‫إعادة النظر ُب األخَت الطعن بالنقض‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬والية المحاكم الفاصلة في إطار القانون العام‬
‫كما سبق اإلشارة إليو حىت كإف كاف األصل أف كالية الفصل ُب اؼبنازعات العامة للضماف‬
‫االجتماعي تنعقد للمحاكم الفصل ُب اؼبواد االجتماعية إال أف ىناؾ على سبيبل الستثناء بعض‬

‫(‪ )1‬اؼبواد ‪ 99‬اىل ‪92‬من نفس اؼبصدر السابق‪.‬‬

‫‪225‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫اؼبنازعات غبكم طبيعتها اختصاص الفصل فيهات يعود إىل القضاء اؼبدٍل‪ ،‬اإلدارم كحىت اعبزائي‬
‫كىذا ما سنتوىل شرحو كما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬اختصاص القضاء المدني‬
‫إف تسبب رب العمل أك الغَت ُب حادث أك مرض مهٍت‪ ،‬أمكن ؽبيئة الضماف االجتماعي كللضحية‬
‫أك ذكم حقوقو أف يرفعوا دعول ضدىم لطلب اسًتداد اؼببالغ اؼبدفوعة من اؽبيئة أك اؼبطالبة‬
‫بالتعويضات التكميلية كتكوف ىذه الدعول أماـ القضاء اؼبدٍل أك أماـ القضاء اعبزائي إذا ما أقبر عن‬
‫اػبطأ اؼبرتكب متابعة جزائية ‪ ،‬كعلى اؼبصاب أك ذكم حقوقو الذين يرفعوف الدعول ُب إطار القانوف‬
‫العاـ‪ ،‬ضد صاحب العمل أك الغَت أف يدخلوا ىيئة الضماف االجتماعي ُب اػبصاـ‪ ،‬كما خوؿ ؽبم‬
‫اؼبشرع التدخل ُب الدعول اؼبرفوعة من طرؼ ىيئة الضماف االجتماعي ضد الغَت أك اؼبستخدـ ‪ .‬عليو‬
‫أم ضرر يلحق ىيئات الضماف االجتماعي أك اؼبؤمن لو كذكيو يستوجب التعويض شريطة توافر‬
‫(‪.)1‬‬
‫العبلقة السببية بُت اػبطأ كالضرر حسب ما يقتضيو القانوف السيما اؼبادة ‪ 999‬من القانوف اؼبدٍل‬
‫عليو فهي مسؤكلية تقصَتية أك عقدية تقوـ طبقا للقواعد العامة ‪،‬على ثبلث أركاف ىي اػبطأ كالضرر‬
‫ك العبلقة السببية بينهما كما ما يلي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬الخطأ‬
‫ىو إخبلؿ الشخص بالتزاـ قانوٍل مع إدراكو ؽبذا اإلخبلؿ‪ ،‬فهو إخبلؿ بالتزاـ قانوٍل أم دبعٌت‬
‫االكبراؼ عن السلوؾ اؼبألوؼ للشخص العادم‪ ،‬كيتمثل ىذا االلتزاـ العاـ ُب كجوب أف يصطنع‬
‫الشخص ُب سلوكو اليقظة كالتبصر حىت ال يضر بالغَت فإذا اكبرؼ عن ىذا السلوؾ الواجب ككاف‬
‫مدركا ؽبذا االكبراؼ كاف ىذا خطأ منو يستوجب مسؤكليتو(‪،)2‬سواء كانت اؼبسؤكلية الشخصية قائمة‬
‫من شخص طبيعي أك معنوم ‪،‬تًتتب عن الفعل الشخصي أك ؼبسؤكلية عن فعل الغَت أك اؼبسؤكلية‬
‫عن فعل األشياء (‪،)3‬فاػبطأ ُب اؼبسؤكلية التقصَتية ثابت ال يتغَت ُب صبيع األحواؿ‪ ،‬كيكفي لقياـ‬

‫(‪ )1‬أنظر أيضا اؼبواد ‪ 69‬اىل ‪77‬من القانوف ‪ ،12-12‬المصدر السابق‪.‬‬


‫(‪ )2‬اؼبادة ‪ 999‬من القانوف اؼبدٍل "كل فعل أيا كان‪ ،‬يرتكبو الشخص بخطئو ويسبب ضرر للغير يلزم من كان في حدوثو بالتعويض"‬
‫(‪)3‬‬
‫أنظر اؼبواد ‪999‬اىل ‪991‬من القانوف اؼبدٍل جزائرم‪ ،‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫مداه‬ ‫اؼبسؤكلية أف يكوف اػبطأ الواقع بسيطا‪ ،‬كُب اؼبسؤكلية العقدية فإنو يتبع ُب تكييفو كتعُت‬
‫ظركؼ التعاقد‪ ،‬كما ًب االتفاؽ عليو ُب العقد‪ ،‬كلكي تًتتب اؼبسؤكلية على ذلك اػبطأ هبب أف يبلغ‬
‫من اعبسامة حدا معينا كمن أبرز األخطاء اؼبرتكبة ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي على سبيل اؼبثاؿ ال‬
‫اغبصر‪ ،‬األخطاء اليت يرتكبها األطباء ُب صورة قياـ بإعداد كتقدَل كثائق أك شهادات أك تقرير طبية‬
‫ال تنقل بصدؽ حقيقة الفحوص الطبية اليت خضع ؽبا اؼبصاب اؼبؤمن لو أك ذكم اغبقوؽ‪ ،‬ىذه‬
‫األخطاء تقوـ معها مسؤكلية الطبيب لتقصَته ُب أداء مهامو على الوجو الذم رظبتو قواعد مهنتو فبا‬
‫رتب خسائر مالية ُب ذمة ىيئات الضماف االجتماعي بدفع أداءات أك تعويضات غَت مستحقة‬
‫للمصاب أك ذكم حقوقو األمر الذم سنتعرض لو بالتفصيل ُب ؾباؿ منازعات الضماف اإلجتماعي‪.‬‬
‫ب‪ -‬الضرر‬
‫ىو عبارة عن األذل الذم يلحق الغَت أم اػبسارة اليت غبقت اؼبدعي اؼبضركر فعل أك‬
‫اؼبصركفات الضركرية اليت اضطر أك سيضطر إىل إنفاقها إلصبلح نتائج الفعل الذم ارتكب إضرارا بو‬
‫أكُب حق من حقوقو اليت وبميها القانوف سواء ُب جسمو أكُب مالو أك يصيبو ُب مصلحة مشركعة ‪.‬‬
‫الضرر غالبا ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي يكوف ضررا ماديا ك مباشر أم الضرر الذم يرتبط مباشرة‬
‫باػبطأ أم ارتباط السبب بالنتيجة‪ ،‬أك ىو النتيجة األكىل كالطبيعية للخطأ كمل يكن ُب استطاعة‬
‫اؼبضركر تفاديو ببذؿ جهد معقوؿ‪ ،‬أما الضرر غَت اؼبباشر فهو الذم ال يكوف نتيجة مباشرة للخطأ‬
‫أم ىو الضرر الذم فصل بينو كبُت اػبطأ األصلي خطأ أجنيب‪ ،‬األمر الذم أكده اؼبشرع ُب‬
‫اؼبواد ‪124‬إىل ‪ 140‬من القانوف اؼبدٍل اليت بينت ضركرة كجود ضرر كال مسؤكلية بدكنو‪ ،‬فإذا انتفى‬
‫الضرر انتفت اؼبسؤكلية كالتعويض‪ ،‬إذف اؼبضركر ال يستطي ػػع السَت ُب اؼبسؤكلي ػػة خطوة كاحدة قبل أف‬
‫كٍت اؼبسؤكلية اآلخرين كنبا اػبطأ كعبلقة السببيػة بُت اػبط ػػأ‬
‫يثب ػػت الضرر الذم أصابو ككذلكُ ر ي‬
‫كالضرر‪ ،‬غَت أف ىذه القاعدة ؿبدكدة التطبيق ُب ؾباؿ العمل‪ ،‬إذ أنو مىت أثبت اؼبض ػػركر كقوع اػبطػأ‬
‫كحدكث الضرر يفًتض أف الضرر قد نشأ عن اػبطأ‪ ،‬كدبعٌت آخر تثبت عبلقػة السببية ضمنا فتقوـ‬
‫قرينة قضائية على توافر عبلقة السببية فإذا أراد اؼبسئوؿ أف يعفي نفسو من اؼبسؤكلية فعليو إقامة‬

‫‪227‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫الدليل على كجود السبب األجنيب‪ ،‬كىذا ما نصت عليو اؼب ػػادة ‪ 991‬القانوف اؼبدٍل ‪..." :‬أ ف الضرر‬
‫قد نشأ عن سبب ال يد لو فيو كحادث مفاجئ‪ ،‬أك قوة قاىرة ‪ ،‬أك خطأ اؼبضركر‪ ،‬أك خطأ الغَت"‪.‬‬
‫ج‪ -‬العالقة السببية‬
‫ىو الركن الثالث ُب الفعل اؼبستحق للتعويض كتعٍت كجوب كجود عبلقة مباشرة بُت اػبطأ‬
‫الذم ارتكبو الشخص اؼبسؤكؿ كبُت الضرر الذم كقع بالشخص‪ ،‬كقد عرب اؼبشرع اعبزائرم عن ركن‬
‫السببية ُب اؼبادة ‪ 999‬القانوف اؼبدٍل ُب عبارة "كيسبب ضررا" لذا حىت يستحق اؼبتضرر التعويض‬
‫هبب أف يثبت كجود عبلقة سببية بُت اػبطأ كالضرر‪ ،‬كعلى اؼبسؤكؿ إذا ما أراد أف ينفي عبلقة‬
‫السببية أف يثبت السبب األجنيب أم السبب الذم ال يد فيو‪.‬‬
‫عليو للعبلقة السببية أنبية كربل ُب ؾباؿ اؼبسئولية اؼبدنية‪ ،‬فهي اليت ربدد الفعل الذم سبب‬
‫الضرر كسط األفعاؿ اؼبتنوعة احمليطة باغبادث‪ ،‬فهي تستقل سباما ُب كياهنا عن اػبطأ‪ ،‬فإذا كقع الضرر‬
‫ككاف السبب ُب كقوعو ىو الفعل غَت اؼبشركع للمدعي عليو‪ ،‬فاف اؼبسئولية اؼبدنية تنشأ ُب ىذه اغبالة‬
‫كعلى العكس فإذا ثبت أف الفعل غَت اؼبشركع الذم كقع من جانب اؼبدعي عليو مل يكن لو أثر ُب‬
‫حدكث الضرر ك قد نشأ عن سبب أجنيب ال يد لو فيو ‪ ،‬كحادث مفاجئ أك قوة قاىرة أك خطأ من‬
‫اؼبضركر أك خطأ من الغَت أك بإقامة الدليل على أف الضرر كاقع حتما بالرغم من قيامو دبا هبب عليو‬
‫من الرقابة دبا ينبغي من عناية كحرص ‪ ،‬كاف غَت ملزـ بتعويض ىذا الضرر ما مل يوجد نص أك اتفاؽ‬
‫على غَت ذلك فاف اؼبدعي عليو سيكوف معفي من اؼبسئولية حسب اؼب ػػادة ‪ 991‬ك‪ 919‬ك‪910‬‬
‫من القان ػػوف اؼبدٍل كبذلك قد اشًتط اؼبشرع غبصوؿ اؼبضركر على التعويض أف يكوف اػبطأ قد سبب‬
‫ضررا أم أنو البد من توافر عبلقة السببية بُت اػبطأ كالضرر ‪.‬‬
‫كمن أجل اإلؼباـ أكثر هبذا اعبانب ارتأينا أف نتناكؿ ىذا األمر من ناحية الطعن ضد الغَت ك‬
‫اؼبستخدمُت ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي من طرؼ ىيئة الضماف االجتماعي أك اؼبؤمن أك ذكم‬
‫حقوقو‪.‬‬

‫‪228‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫كمن أجل اإلؼباـ أكثر هبذا اعبانب ارتأينا أف نتناكؿ ىذا األمر من ناحية الطعن ضد الغَت‬
‫كاؼبستخدمُت ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي من طرؼ ىيئة الضماف االجتماعي أك اؼبؤمن أك ذكم‬
‫حقوقو‬
‫‪ -2‬حالة رجوع ىيئة الضمان االجتماعي على الغير‪ :‬الغَت ىو كل شخص أجنيب عن‬
‫العبلقة اليت تربط رب العمل باؼبضركر‪ ،‬فإذا تسبب ُب اغبادث شخص غَت صاحب العمل ‪،‬ربتفظ‬
‫ىيئة الضماف االجتماعي باغبق ُب الرجوع‪ ،‬طبقا ألحكاـ القانوف العاـ‪ ،‬على الغَت اؼبتسبب خبطئو‬
‫ُب الضرر الذم غبق باؼبؤمن لو اجتماعيا‪ ،‬بطلب تعويض اؼببالغ اليت دفعتها أك اليت عليها أف تدفعها‬
‫للمؤمن أك ذكم حقوقو طبقا للقواعد القانونية اؼبقررة ُب قانوف الضماف االجتماعي‪ ،‬أما إذا كانت‬
‫اإلصابة أك الضرر نتيجة فعل مشًتؾ بُت الغَت كاؼبستخدـ ‪،‬يبكن ؽبيئة الضماف االجتماعي أف ترجع‬
‫على أحدنبا أك كبلنبا متضامنُت لتعويض االداءات اليت دفعتها للمضركر أك ذكم حقوقو‪ ،‬لكن إذا‬
‫للمؤمن لو اجتماعيا اؼبسؤكلية على الضرر جزئيا‪ ،‬فبل هبوز ؽبيئة الضماف االجتماعي الرجوع على‬
‫الغَت إال ُب حدكد مسؤكليتو فقط عمبل بأحكاـ اؼبادة ‪ 11‬من القانوف ‪.12-12‬‬
‫كأخَتا‪ُ ،‬ب حالة رجوع ىيئة الضماف االجتماعي يبكن للمؤمن لو اجتماعيا أك ذكم حقوقو طبقا‬
‫لنص اؼبادة ‪ 11‬التدخل ُب الدعول اؼبرفوعة من طرؼ ىيئة الضماف االجتماعي ضد الغَت أك‬
‫اؼبستخدـ طبقا ألحكاـ قانوف اإلجراءات اؼبدنية ‪.‬‬
‫‪ -3‬حالة رجوع ىيئة الضمان االجتماعي على المستخدم‪ :‬إف أساس التزاـ ىيئة الضماف‬
‫االجتماعي ىو الضماف‪ ،‬فهي ملزمة قانونا ُب عبلقاهتا مع اؼبستخدـ‪ ،‬لذلك ُب حالة صدكر خطأ‬
‫غَت معذكر(‪ )1‬أك خطأ متعمد من طرؼ ىذا األخَت أك تابعو‪ ،‬اؼبتسبب ُب الضرر الذم غبق باؼبؤمن‬

‫(‪ )1‬اؼبشرع ُب حالة اػبطأ غَت معذكر دبوجب القانوف ‪ 12-12‬مل يعطي تعريف ؿبددا ك دقيق خبلؼ ما كاف عليو اغباؿ ُب القانوف ‪ 91-12‬اؼبلغى‬
‫حيث عرفو ُب اؼبادة ‪ 91‬منو يتمثل اػبطأ غَت اؼبعذكر ك الصادر عن صاحب العمل ُب توفر الشركط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬خطأ ذك خطورة استثنائية‪.‬‬
‫‪ -‬خطأ ينجم فعل أك عن تغاضي متعمد‪.‬‬
‫‪ -‬خطأ ينجم عن إدراؾ صاحب باػبطر الذم يسببو‪.‬‬
‫‪ -‬عدـ إستدالؿ صاحب العمل بأم فعل مربر‪.‬‬

‫‪229‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫لو اجتماعيا ‪،‬اغبق ؽبيئة الضماف االجتماعي أف ترفع دعول أماـ اعبهات القضائية اؼبختصة ضد‬
‫اؼبتسبب ُب اغبادث قصد تسديد ما أنفقتو أك ما عليها أف تنفقو(‪ ،)1‬مع إمكانية التدخل ُب الدعول‬
‫من طرؼ اؼبؤمن لو اجتماعيا أك ذكم حقوقو مع التذكَت ُب حالة إذا كانت مسؤكلية الغَت مشًتكة مع‬
‫اؼبستخدـ فإف توزيع اؼبسؤكلية بينهما يكوف بالتضامن أك على أحدنبا مع عدـ إمكانية الرجوع‬
‫عليهما إال ُب حدكد مسؤكليتهما إذا ما ثبت أف للمؤمن لو جزء من اؼبسؤكلية ُب الضرر الذم غبقو‬
‫عليو إف أرتكب صاحب العمل اػبطأ غَت معذكر أك متعمد أك خطأ تابعو ُب الضرر الذم غبق‬
‫باؼبؤمن لو اجتماعيا بسبب عدـ إحًتامو اإلرشادات الوقائية بإزباذه اإلحتياطات البلزمة التقاء‬
‫اغبوادث كلو كاف حسن النية فإنو ال يعفى من اؼبسؤكلية ُب اغبادث ىبوؿ قانونا ؽبيئة الضماف‬
‫االجتماعي أف ترفع دعول أماـ القضاء االجتماعي‪.)2(.‬كيتحمل اؼبتبوع اؼبسؤكلية اؼبًتتبة عن فعل‬
‫تابعو الضار إذا حدث منو ذلك دبناسبة تأدية كظيفتو اك بسببها ‪،‬اؼبادة ‪910‬القانوف اؼبدٍل‪ ،‬بأف‬
‫اؼبتبوع ال يُسأؿ عن السلوؾ العاـ للتابع‪ ،‬كإمبا عن ذلك الذم يأتيػػو ُب إطار العمل الذم أسند إليو‪،‬‬
‫كإف مسؤكلية اؼبتبوع تسند إىل سلطة التوجيو كالرقاب ػػة اليت يبارسه ػػا على تابعػو كقت مباشرة كظيفتو من‬
‫ٍب كجب أف تقتصر على األفعاؿ الضارة اليت تقع من التابع عند قيامو باألعماؿ اليت تدخل ُب ىذه‬
‫الوظيفة‪ ،‬غَت أف اؼبشرع يرل غَت ذلك‪ ،‬إذ يسأؿ اؼبتبوع أيضا عن األضرار اليت وبدثها تابعو عند‬
‫خركجو عن حدكد كظيفتو‪ ،‬طاؼبا يكوف ذلك بسبب الوظيفة أك حىت دبناسبتها‪.‬‬
‫مع اإلشارة ُب األخَت بإمكانية مطالبة اؼبؤمن لو أك ذكم اغبقوؽ من الغَت أك اؼبستخدـ‬
‫(‪)‬‬
‫اؼبرتكبُت اػبطأ بتعويضات إضافية كتكمليو‪ .‬ىذا ما نصت عليو اؼبادة ‪ 69‬من القانوف رقم ‪-12‬‬
‫‪ 12‬اؼبتعلق باؼبنازعات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‪ ،‬فاؼبؤمن ؽبم اجتماعيا بإمكاهنم اؼبطالبة بتعويض‬

‫(‪ )1‬أنظر اؼبادة ‪ 19‬من القانوف ‪12/12‬السابق الذكر‪.‬‬


‫(‪ )2‬ظباٌب الطيب‪ ،‬حوادث العمل واألمراض المهنية‪ ،‬دار اؽبدل‪ ،‬سنة ‪ ،9191‬ص ‪.990‬‬
‫(‪ )‬قرار احملكمة العليا‪ ،‬الغرفة االجتماعية‪ ،‬اؼبلف رقم ‪ 11213‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9323-19-91‬اجمللة القضائية لعاـ ‪ 9323‬العدد ‪ 9‬ص ‪ :993‬اؼببدأ‪:‬‬
‫من اؼبقرر قانونا أنو ال يبكن رفع أية دعول عادية من طرؼ الضحية أك ذكم حقوقها للتعويض التكميلي عن حادث الشغل إال ُب حالة ثبوت خطأ‬
‫صاحب العمل أك أحد تابعيو كمن ٍب فإف النعي على القرار اؼبطعوف فيو بانعداـ األساس القانوٍل يعد غَت مربر ‪.‬كؼبا كاف من الثابت –ُب قضية اغباؿ‪-‬‬
‫أف اجمللس رفض دعول اؼبدعية ُب الطعن الرامية إىل اغبصوؿ على تعويض تكميلي لعدـ إثباتو اػبطأ صاحب العمل أك أحد تابعيهم طبقا ُب ذلك اؼبادة‬
‫‪ 109‬من األمر اؼبشار إليو أعبله‪ ،‬كمىت كاف كذلك استوجب رفض الطعن‪".‬‬

‫‪230‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫تكميلي ُب حالة عدـ كفاية التعويض الذم ًب منحو لو من طرؼ ىيئة الضماف االجتماعي‪ ،‬اليت‬
‫قدمت لو تعويض عن اغبادث الذم أصابو نتيجة خطأ من الغَت أك من رب العمل‪ ،‬فاؼبصاب طبقا‬
‫للحاالت اؼبذكورة ُب اؼبادة ‪ 11‬ك‪ 19‬من نفس القانوف‪ ،‬بإمكانو اؼبطالبة بتعويض تكميلي جراء‬
‫الضرر الذم أصابو نتيجة خطأ الغَت أك رب العمل(‪ ،)1‬حسب ما نصت عليو اؼبادة ‪ 72‬من قانوف‬
‫السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -1‬حالة رجوع ىيئة الضمان االجتماعي على المستخدم والغير ‪:‬‬
‫يبكن ؽبيئة الضماف االجتماعي اؼبطالبة بتعويض ُب حالة ما إذا كانت مسؤكلية األضرار‬
‫اليت غبقت باؼبؤمن لو اجتماعيا مشًتكة بُت الغَت كاؼبستخدـ ‪ ،‬يبكن ؽبيئة الضماف االجتماعي أف‬
‫ترجع على أحدنبا أك كبلنبا متضامن ‪،‬أما ُب حالة ما كانت للمؤمن لو مسؤكلية جزئية مع الغَت‬
‫أك اؼبستخدـ ُب حدكث ككقوع الضرر لو‪ ،‬ال يبكن ؽبيئة الضماف اإلجتماعي الرجوع على ىذين‬
‫(‪)2‬‬
‫األخَتين إال ُب حدكد مسؤكليتها‬

‫ثانيا‪ :‬اختصاص القضاء الجزائي‬


‫يبكن بعض التصرفات اؼبتعلقة بالضماف االجتماعي كاليت تدخل ُب إطار اؼبنازعة العامة أف‬
‫تأخذ منحٌت آخر لتشكل أفعاال هبرمها القانوف كيعاقب عليها جزائيا‪ ،‬كاليت يبكن لكل من تضرر‬
‫بسببها أف يتأسس طرفا مدنيا للمطالبة باغبقوؽ اؼبدنية كالتعويضات اؼبستحقة طبقا للمادة ‪ 999‬من‬
‫القانوف اؼبدٍل لذلك خوؿ القانوف ؽبيئات الضماف االجتماعي اغبق ُب اللجوء إىل احملاكم اعبزائية ُب‬
‫بعض اؼبخالفات اؼبنصوص عليها ُب التشريع الضماف االجتماعي ك اؼبتمثلة ُب‪:‬‬
‫اإلخبلؿ بااللتزامات الواقعة على عاتق اؼبكلفُت ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‪ ،‬األعماؿ اؼبعيقة‬
‫(‪)4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫عدـ تنفيذ العقوبات اؼبالية اليت يوقعها‬ ‫إفشاء السر اؼبهٍت من طرؼ األعواف اؼبراقبُت‬ ‫للمراقبة‬

‫(‪ )1‬أنظر اؼبادة ‪ 19‬من القانوف ‪ 12/12‬السابق الذكر‪ ".‬يبكن للمؤمن لو اجتماعيا أك ذكم حقوقو مطالبة الغَت أك اؼبستخدـ بتعويضات‬
‫إضافية ُب اغباالت اؼبذكورة ُب اؼبادتُت ‪ 70‬ك ‪ 71‬أعبله‪ .‬يتعُت على اؼبدعي إدخاؿ ىيئة الضماف االجتماعي ُب اػبصومة "‬
‫(‪ )2‬أنظر اؼبادة ‪ 11‬من اؼبصدر السابق ‪.‬‬
‫(‪ )3‬اؼبادة ‪ 19‬من القانوف ‪ 99/21‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9321/11 /19‬اؼبتعلق بالتزامات اؼبكلفُت ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي ككذا اؼبادة ‪ 921‬من قانوف‬
‫العقوبات ‪.‬‬
‫(‪)4‬اؼبادة ‪ 91‬من القانوف ‪ ،99/21‬المصدر السابق ك اؼبادة ‪ 119‬من قانوف العقوبات‪.‬‬

‫‪231‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ىيئات الضماف االجتماعي على أصحاب العمل(‪ )1‬عرض خدمات أك قبلها كىي ـبالفة لؤلحكاـ‬
‫اؼبعموؿ هبا ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‪ ،‬الغش أك اإلدالء بتصروبات مزيفة كحصوؿ لو أك غَته من‬
‫أداءات ال يستحقها جريبة إصدار شيك بدكف رصيد اؼبرتكبة من صاحب العمل‪ ،‬كهبوز ُب ىذه‬
‫اغباالت لؤلطراؼ اؼبتضررة من ىذه اؼبخالفات أف يتأسسوا كأطراؼ مدنية للمطالبة حبقوقهم اؼبدنية‬
‫كما سلف ذكره طبقا للمادة ‪ 999‬من القانوف اؼبدٍل‪.‬‬
‫كذبدر اؼببلحظة على أف ُب جريبة إصدار شيك بدكف رصيد‪ ،‬الفعل اؼبنصوص ك اؼبعاقب عليو‬
‫باؼبادة ‪ 119‬من قانوف العقوبات هبوز ؽبيئة الضماف االجتماعي من أجل ربصيل مستحقاهتا‪ ،‬اعتمادا‬
‫إما طريقة إجراء التكليف اؼبباشر للحضور أماـ احملكمة اعبزائية‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 111‬مكرر من قانوف‬
‫اإلجراءات اعبزائية أك باختيار إجراء الشكول اؼبصحوبة بادعاء مدٍل أماـ قاضي التحقيق طبقا‬
‫للمادة ‪ 19‬من قانوف اإلجراءات اؼبدنية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬اختصاص القضاء اإلداري‬
‫تنص اؼبادة ‪ 90‬من القانوف ‪ 12-12‬اؼبتعلق باؼبنازعات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي على ما‬
‫يلي‪" :‬زبتص اعبهات القضائية اإلدارية ُب البت ُب اػببلفات اليت تنشأ بُت اؼبؤسسات ك اإلدارات‬
‫العمومية بصفتها ىيئات مستخدمة كبُت ىيئات الضماف االجتماعي" يبلحظ من خبلؿ ىذا النص‬
‫أف اؼبشرع أخذ باؼبعيار العضوم اؼبكرس ُب اؼبادة ‪ 211‬من قانوف اإلجراءات اؼبدنية ك االدارية‪،‬‬
‫لتحديد اعبهة القضائية اإلدارية اؼبختصة بالفصل ُب ىذه اؼبنازعات كمن ٍب يسند االختصاص إىل‬
‫احملاكم اإلدارية كجهة صاحبة الوالية العامة ُب اؼبنازعات االدارية للفصل ابتدائيا حبكم قابل‬
‫لبلستئناؼ ُب صبيع القضايا أيا كانت طبيعتها كاليت تكوف الدكلة‪ ،‬أك الواليات أك البلديات أك‬
‫إحدل اؼبؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية طرفا فيها باعتبارىا ىيئات مستخدمة كمكلفة‬
‫قانونا بتنفيذ التزاماهتا اؼبقررة دبوجب قانوف الضماف االجتماعي كالتصريح بالنشاط‪ ،‬أك باؼبوظفُت أك‬

‫(‪)1‬اؼبادة ‪ 99‬من القانوف ‪ ،99/21‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪232‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫باألجور ك مرتبات اؼبؤمن ؽبم اجتماعيا ‪،‬دفع اؼببالغ اػباصة باالشًتاكات كالغرامات كالزيادات اؼبًتتبة‬
‫(‪)1‬‬
‫على التأخَت‪.‬‬
‫كما يؤكؿ االختصاص يعود إىل الغرؼ اإلدارية احمللية للفصل ُب اؼبنازعات اؼبتعلقة باؼبسؤكلية‬
‫اؼبدنية للدكلة كالوالية كالبلدية كاؼبؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية الرامية اىل طلب تعويض عن‬
‫الضرر اليت قد تسببها ىذه األخَتة ؽبيئات الضماف االجتماعي نتيجة عدـ تنفيذ التزاماهتا‪.‬‬
‫كمن أجل ربصيل ىيئات الضماف االجتماعي ديوهنا‪ ،‬هبب أف تتوفر ُب الدعول اليت تباشر‬
‫ىذه األخَتة ‪ ،‬شركط عامة كشركط خاصة‪ ،‬كعليو فإف الدعول اؼبرفوعة أماـ الغرفة اإلدارية من قبل‬
‫ىيئة الضماف االجتماعي أف تتوفر على نفس الشركط الواجب توفرىا ُب سائر الدعاكم كاؼبتمثلة ُب‬
‫الصفة‪ ،‬األىلية كاؼبصلحة عمبل للمادة ‪ 91‬من قانوف اإلجراءات اؼبدنية كاالدارية كىذا ما جسده‬
‫اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 11-39‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9339/19/19‬اؼبتضمن الوضع القانوٍل لصناديق الضماف‬
‫االجتماعي كالتنظيم اإلدارم كاؼبايل للضماف االجتماعي‪ ،‬أما الشركط اػباصة‪ ،‬فتتمثل ُب أف ىيئة‬
‫الضماف االجتماعي كقبل رفع الدعول أماـ الغرفة اإلدارية أف تقوـ بإنذار يدعو من خبللو اؼبكلف‬
‫بتسوية كضعيتو‪ ،‬كما نصت على ذلك اؼبادة ‪ 90‬من القانوف ‪ 12-12‬السالف الذكر‪ ،‬كيعترب اإلنذار‬
‫كجوبيا ربت طائلة البطبلف قبل رفع الدعول‪ ،‬كُب حالة فوات ميعاد اإلنذار كمل تقم اإلدارة بتسوية‬
‫كضعيتها أك إحالة األمر على عبنة الطعن اؼبسبق‪ ،‬فإنو يبكن رفع الدعول أماـ الغرؼ اإلدارية التابعة‬
‫للمجالس القضائية‪.‬‬
‫أخَتا فاف القضاء اإلدارم ىبتص بالنظر ُب صبيع القضايا اليت يكوف موضوعها إلغاء قرار من‬
‫القرارات اؼبركزية اليت تصدرىا السلطة الوصية (الوزارة اؼبكلفة بالضماف االجتماعي) لتجاكز السلطة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المنازعة الطبية‬
‫لقد حاكؿ اؼبشرع اعبزائرم من خبلؿ النصوص القانونية اؼبتضمنة منازعات الضماف االجتماعي‬
‫بصفة عامة ك اؼبنازعة الطبية بصفة خاصة أف هبعل من التسوية الداخلية ؽبذه اؼبنازعات األصل‪،‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 211‬إىل ‪ 211‬من قانوف اإلجراءات اؼبدنية ك اإلدارية‪.‬‬

‫‪233‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫كذلك ألهنا أفضل كسيلة لتصفية اؼبلفات العالقة ُب اقرب كأسرع اآلجاؿ خاصة كاف األمر يتعلق‬
‫باغبالة الصحية للمؤمن ؽبم اجتماعيا‪.‬‬
‫كألجل ىذا اؼبسعى‪ ،‬كضع اؼبشرع أجهزة كآليات داخلية جعل تشكيلها من أىم االختصاص‪،‬‬
‫كحدد سرياف أعماؽبا ربديدا دقيقا‪ ،‬كما ربط أعماؽبا بآجاؿ مضبوطة ربقيقا ألكرب قدر من السرعة‬
‫ُب الفصل‪ ،‬حىت انو جعل من اػبربة الطبية قرارا فاصبل ُب موضوع اؼبنازع بصفة هنائية يلزـ بنتائجها‬
‫طرُب النزاع اؼبؤمن لو كىيئة الضماف االجتماعي‪ .‬لكن مع كل ذلك قد وبدث كأف ال توفق آليات‬
‫التسوية الداخلية للمنازعة الطبية سواء عن طريق اػبربة الطبية أك عبنة العجز الوالئية اؼبؤىلة ُب ربقيق‬
‫الغرض اؼبرجو منها أال كىو كضع حدا هنائيا ؽبذا النزاع باستجابة الطرفُت كاقتناعهما دبآؿ نظاـ‬
‫التسوية الداخلية كُب ىذه اغبالة ال يبقى أمامها سول االنتقاؿ إىل اؼبرحلة اؼبوالية لفض النزاع أال ىو‬
‫نظاـ التسوية القضائية اليت تتطرؽ ؽبا كما يلي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬والية المحاكم االجتماعية الفاصلة في المنازعة الطبية‬
‫فتح اؼبشرع اجملاؿ لكل ذم مصلحة مؤمنا لو كاف أـ ىيئة الضماف االجتماعي اللجوء إىل‬
‫(‪)1‬‬
‫احملكمة اؼبختصة بالقضايا االجتماعية لرفع دعول خبصوص‪:‬‬
‫‪ -‬اللجوء إىل اػبربة القضائية ُب حالة استحالة اػبربة الطبية كفق النص القانوٍل للمادة ‪93‬‬
‫من القانوف ‪ 12-12‬الفقرة الثالثة منها‪ ،‬أنو فيما عدا ىذه اغبالة الواردة على سبيل اغبصر‪ ،‬فإف‬
‫الطرفُت ملزمُت هنائيا بنتائج اػبربة الطبية اليت تعد دبثابة جهة طعن تستأنف أمامها قرارات ىيئات‬
‫الضماف االجتماعي اليت تتخذ بناءا على رأم الطبيب اؼبستشار للهيئة كذلك عند معاينة اغبالة‬
‫الصحية للمؤمن‪ ،‬كيعترب قرار اػبربة الطبية فاصبل ُب موضوع النزاع بصفة هنائية باستثناء حاالت‬
‫(‪)2‬‬
‫العجز‪.‬‬

‫(‪ )1‬أنظر اؼبادة ‪ 93‬من القانوف ‪ ، 12 /12‬المصدر السابق‪.‬‬


‫(‪ )2‬أنظر اغبكم الصادر بتاريخ ‪.9111/91/91‬عن ؿبكمة برج بوعريريج القسم اإلجتماعي بُت (ـ ع) كمدير الصندكؽ الوطٍت للتأمينات‬
‫االجتماعية ككالة برج بوعريريج ‪.‬‬

‫‪234‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫لكن مع ذلك‪ ،‬هبب اإلشارة أف عنصر اإللزاـ البلحق بنتائج اػبربة الطبيب من جهة‪ ،‬ككصف‬
‫النهائية ُب مواجهة أطراؼ العبلقة القانونية يعلقاف على شرط سبلمة ككضوح إجراءات اػبربة ُب‬
‫نتائجها ذلك أنو ُب حالة ما إذا كانت ىذه اإلجراءات مشوبة بأم عيب من العيوب مثاؿ ذلك‬
‫تعُت ىيئة الضماف االجتماعي الطبيب اػببَت دكف علم أك موافقة اؼبؤمن لو‪ ،‬أك تعيُت اػببَت خارج‬
‫القائمة اليت تعدىا الوزارة اؼبكلفة بالصحة كىيئة الضماف االجتماعي‪ ،‬أك تلك اغبالة اليت تكوف فيها‬
‫اػبربة اؼبنجزة غَت دقيقة كغَت كاملة كيكتنفها الغموض كعدـ الوضوح‪ ،‬الذم يبنع من الوقوؼ بدقة‬
‫على اغبالة الصحية للمؤمن لو ُب كل ىذه اغباالت يبكن اللجوء أماـ احملاكم الفاصلة ُب اؼبواد‬
‫االجتماعية للبث فيها‪.‬‬
‫كيشًتط لقبوؿ الدعول من حيث الشكل ينبغي أف تستوُب صبيع األكضاع القانونية اؼبقررة‬
‫لقبوؿ الدعول شكبل‪ ،‬باإلضافة إىل كجوب إرفاؽ العريضة االفتتاحية بنسخة من قرار ىيئة الضماف‬
‫االجتماعي اؼبطعوف فيو‪ ،‬مع ضركرة االستناد على األقل إىل إحدل اغباالت اؼبذكورة آنفا‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الطعن القضائي في قرارات اللجنة الوالئية للعجز‬
‫فيما ىبص االعًتاضات على القرارات اليت تصدرىا ىيئات الضماف اؼبتعلقة حبالة العجز الناتج‬
‫عن مرض أك حادث عمل‪ ،‬أك تاريخ الشفاء أك اعبرب أك حالة العجز كنسبتو فإف ذلك يعود من‬
‫اختصاص عبنة العجز اؼبؤىلة عمبل باؼبادة ‪ 19‬من القانوف ‪ ،12-12‬كال ترفع أماـ احملكمة الفاصلة‬
‫ُب اؼبواد االجتماعية إذا مل تستوُب القيد الشكلي ُب عرض النزاع أماـ عبنة العجز الوالئية اؼبؤىلة كما‬
‫سلف ذكره‪ ،‬كما ىو الشأف ُب حالة الطعن ُب قرار ىيئة الضماف االجتماعي بناءا على رأم طبيبها‬
‫اؼبستشار مباشرة أماـ احملكمة الفاصلة ُب اؼبواد االجتماعية دكف عرض النزاع قبل ذلك على التسوية‬
‫الداخلية ُب إطار اػبربة الطبية كىو إجراء من النظاـ العاـ ـبالفتو يؤدم إىل اغبكم بعدـ قبوؿ الدعول‬
‫شكبل‪.‬‬

‫‪235‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫كذبدر اإلشارة باف قرارات عبنة العجز الوالئية اؼبؤىلة تكوف قابلة للطعن أماـ اعبهات‬
‫القضائية اؼبختصة ُب أجل ثبلثُت (‪ )11‬يوما إبتداءا من تاريخ استبلـ تبليغ القرار حسب اؼبادة ‪11‬‬
‫من القانوف ‪.12-12‬‬
‫إال أف األشكاؿ القائم ُب ىذا اجملاؿ ىبص عبارة "اعبهات القضائية اؼبختصة" حيث جاءت‬
‫دكف تقدَل أم توضيح أك شرح ذلك أف ىذه العبارة على النحو الذم جاءت عليو‪ ،‬ىل ىي احملاكم‬
‫الفاصلة ُب اؼبسائل االجتماعية كاليت تكوف أحكامها قابلة للطعن فيها جبميع طرؽ الطعن اؼبقررة‬
‫قانونا أـ احملاكم اؼبنعقدة ُب اؼبقر اجملالس القضائية اؼبختصة بالفصل ُب القضايا اؼبتعلقة دبعاشات‬
‫التقاعد اػباصة بالعجز ك اؼبنازعات اؼبتعلقة حبوادث العمل‪.‬‬
‫إف دراسة اؼبادة ‪ 11‬من القانوف ‪ 12-12‬يدفعنا إىل القوؿ بأف اؼبقصود باعبهات اؼبختصة‬
‫بالفصل ُب الطعوف ضد القرارات اليت تصدرىا ىي تلك اؼبنعقدة ُب مقر اجملالس القضائية كذلك لعدة‬
‫أسباب موضوعية يقتضيها عباف العجز من جهة التحليل السليم ؽبذا النص القانوٍل بالنظر إىل‬
‫اؼبسعى الذم أراد اؼبشرع الوصوؿ إليو من خبلؿ ىذا القانوف‪.‬‬
‫كيتعلق األمر باحملاكم اؼبنعقدة دبقر اجملالس القضائية طاؼبا أهنا ىي صاحبة االختصاص للفصل‬
‫ُب الدعاكم اؼبتعلقة دبعاشات التقاعد اػباصة بالعجز كاؼبنازعات اؼبتعلقة حبوادث العمل بأحكاـ اؼبادة‬
‫‪ 12‬من قانوف اإلجراءات اؼبدنية كاالدارية الفقرة األخَتة‪ ،‬كتكوف أحكامها قابلة لبلستئناؼ أماـ‬
‫اجملالس القضائية طبقا ؼببدأ التقاضي على درجتُت الذم يعد من أىم مبادئ النظاـ القانوٍل اغبديث‪،‬‬
‫ىذا كلو لتوسيع دائرة اغبماية القضائية ألطراؼ النزاع مع بقاء احملكمة العليا كجهة نقض كسبلمة‬
‫(‪)1‬‬
‫اإلجراءات‪.‬‬
‫لكن إذا كاف ال ؾباؿ للشك أف فسح اجملاؿ للطعن ُب قرارات اللجاف الوالئية للعجز أماـ‬
‫قضاء اؼبوضوع بدرجتيو من شأنو أف يسمح ؽبذه اعبهات القضائية دباؽبا من سلطة تقديرية كاسعة من‬

‫(‪ )1‬قرار احملكمة العليا بتاريخ ‪ 9191/19/11‬ربت رقم ‪ 100199‬اػباص بالطعن ُب قرارات عبنة العجز الوالئية حبيث أصبح الطعن ُب قراراهتا‬
‫يكوف أماـ احملكمة االبتدائية بدؿ أماـ احملكمة العليا كما كاف ُب ظل القانوف ‪ 91-21‬اؼبتعلق باؼبنازعات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي اؼبلغى‪.‬‬

‫‪236‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫فبارسة رقابتها على موضوع النزاع القائم ُب ؾباؿ اؼبنازعات الطبية أال كىو العجز عن طريق إجراءات‬
‫التحقيق ُب جانبو الشكلي كاؼبوضوعي كذلك من شأنو أف وبقق أكرب قدر من اغبماية القضائية‬
‫للمؤمن ؽبم اجتماعيا‪ ،‬فإنو مقابل ذلك قد أىدر أحد مقومات كمبادئ اؼبنازعة الطبية أال كىي‬
‫السرعة ُب التسوية القضائية لطوؿ أمد التقاضي‪ ،‬زيادة ُب مصاريف الدعول‪ ،‬تعقيد اإلجراءات‬
‫بالنسبة للمؤمن اجتماعيا ككل ذلك يتعارض مع اؼببدأ العاـ اؼبقرر ؼبصلحة اؼبؤمن لو كىو السرعة ُب‬
‫التسوية اػببلؼ‪ ،‬بإجراءات بسيطة ك دكف تكاليف أك اؼبصاريف مرىقة‪.‬‬
‫كمن ٍب‪ ،‬يبكن القوؿ أف على اؼبشرع اعبزائرم أف يعيد النظر ُب صياغة اؼبادة على النحو الذم‬
‫وبوؿ دكف قياـ أم غموض أك إهباـ‪ ،‬من حيث أطراؼ العبلقة القانونية‪ ،‬كاعبهة القضائية اؼبختصة‬
‫بالفصل ُب اؼبنازعات القائمة بينهما‪ ،‬كاليت يكوف موضوعها الطعن ُب قرارات اللجاف الوالئية للعجز‪،‬‬
‫مع تعزيز دكر التسوية الداخلية للمنازعة الطبية باستحداث عبنة كطنية للعجز كما ىو اغباؿ بالنسبة‬
‫للمنازعة العامة ترفع أمامها الطعوف ضد القرارات الصادرة عن اللجاف الوالئية لتغطية النقص الذم قد‬
‫يعًتم أعماؿ اللجاف الوالئية‪ ،‬كإخضاع أعماؽبا ؼبواعيد ؿبددة كصارمة‪ ،‬على أف تكوف القرارات اليت‬
‫تصدرىا قابلة للنقض أماـ الغرفة االجتماعية للمحكمة العليا‪ ،‬كبذلك يعاد االعتبار للتسوية الداخلية‬
‫كأداة فعالة كناجعة ُب تسوية اؼبنازعات اؼبتعلقة حباالت العجز‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬المنازعة التقنيةذات الطابع الطبية‬
‫قد ال يقتصر النشاط الطيب الذم يتم من طرؼ اؼبتدخلُت ُب إطار منازعات الضماف‬
‫االجتماعي على تلك العقوبات اؼبسلطة ُب إطار الدعاكم التأديبية كإمبا اؼبسؤكلية عن األفعاؿ اؼبرتكبة‬
‫من طرؼ األطباء ك اػبرباء دبختلف زبصصاهتم قد تذىب إىل أبعد من دلك ُب حالة ثبوت قيامهم‬
‫باألفعاؿ اؼبنصوص عليها دبوجب مدكنة أخبلقيات الطب كاؼبمتثلة ُب اػبطأ كالغش أك التجاكز‪ ،‬طاؼبا‬
‫أف ىده اؼبسؤكلية يبكن البحث عليها ُب إطار التشريع اؼبدٍل أك العقايب‪.‬‬
‫كبناءا عليو‪ ،‬فإف قياـ مسؤكلية الطبيب أك اػببَت اؼبتدخل ُب إطار النشاط الطيب اؼبتعلق‬
‫دبنازعات الضماف االجتماعي يبكن أف تًتتب عليو دعول جزائية‪ ،‬كىي اغبالة اليت يرتكب فيها‬

‫‪237‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫الطبيب أفعاال غَت مشركعة يعاقب عليها قانوف العقوبات‪ ،‬كما يبكن أف يتعلق األمر بدعول مدنية‬
‫كتنصب على التزاـ الطبيب الذم اغبق بغَته فعل ضار بتعويضو كعليو فإف الدعول اعبزائية تسعى إىل‬
‫ضباية النظاـ العاـ ‪،‬أما الدعول اؼبدنية فإف اؽبدؼ منها ىو ضباية حقوؽ األفراد بتمكينهم من‬
‫اغبصوؿ على التعويضات القانونية اؼبستحقة نتيجة األضرار البلحقة هبم‪.‬‬
‫انطبلقا من ىذا اؼببدأ‪ ،‬أجاز القانوف ؽبيئة الضماف االجتماعي برفع دعول قضائية أماـ اعبهة‬
‫القضائية اؼبختصة إلثبات اؼبسؤكلية اعبزائية أك اؼبدنية الناذبة عن الغش أك األخطاء أك التجاكز الذم‬
‫يقع من األطباء أك جراحي األسناف أك الصيادلة أك القاببلت أثناء فبارسة نشاطهم الطيب ‪،‬عند القياـ‬
‫اؼبسؤكلية اعبزائية يتعرض األشخاص اؼبذكورين أعبله باغببس أك الغرامات اؼبالية من دكف اإلخبلؿ‬
‫باألحكاـ التشريعية اؼبعموؿ هبا ك ذلك دبوجب اؼبادة ‪ 29‬من القانوف ‪ )1(12-12‬مع اإلشارة كل‬
‫اؼبخالفات لقانوف الضماف االجتماعي تتم معاينتها من قبل مفتشي أك أعواف اؼبراقبة اؼبعتمدين لدل‬
‫الضماف االجتماعي‪ ،‬كذا مصاّب الرقابة الطبية طبقا للتشريع ك التنظيم اؼبعموؿ هبما‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اختصاص المحاكم المدنية والجزائية للفصل في المنازعات التقنية ذات الطابع‬
‫الطبي‬
‫إف التسوية القضائية للمنازعات التقنية ذات الطابع الطيب قد تكوف من اختصاص القضاء‬
‫اعبزائي أك اؼبدٍل‪ ،‬كنظرا ػبصوصية القسمُت من جوانب عدة فرعنا ىذا اؼبطلب إىل فرعُت‪ ،‬أين‬
‫سندرس اختصاص احملاكم اؼبدنية للفصل ُب اؼبنازعات التقنية ُب الفرع األكؿ‪ٍ ،‬ب إىل احملاكم اعبزائية‬
‫للفصل ُب ىذه اؼبنازعات ُب الفرع الثاٍل‪.‬‬

‫(‪ )1‬اؼبادة ‪ 29‬من القانوف ‪ " 12-12‬دكف اإلخبلؿ باألحكاـ التشريعية اؼبعموؿ هبا يعاقب باغببس من ستة )‪ (6‬أشهر إىل شبانية عشر‬
‫)‪ (18‬شهرا كبغرامة من مائة ألف دينار )‪100.000‬دج ( إىل مائتُت كطبسُت ألف دينار )‪ 250.000‬دج ( كل طبيب أك صيديل أك‬
‫جراح أسناف أك قابلة كصف عمدا اغبالة الصحية للمستفيد على غَت حقيقتها "‬

‫‪238‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫أوال‪ :‬اختصاص المحاكم المدنية للفصل في المنازعات التقنية ذات الطابع الطبي‬
‫أجاز القانوف ؽبيئة الضماف االجتماعي اللجوء إىل احملاكم اؼبدنية اؼبختصة(‪ )1‬إلثبات اؼبخالفات‬
‫اليت يرتكبها األطباء أك جراحي األسناف أك الصيادلة أك القاببلت دبناسبة تأدية نشاطاهتم الطبية‬
‫كذلك إلثبات اؼبسؤكلية اؼبدنية القائمة على اػبطأ‪ ،‬الضرر كالعبلقة السببية طبقا للمواد من ‪ 999‬إىل‬
‫‪ 911‬من القانوف اؼبدٍل‪.‬‬
‫تتجلى أنبية اؼبمارسُت للنشاط الطيب ذات الصلة بالضماف االجتماعي من حيث أهنم وبددكف‬
‫اغبالة الصحية أك العجز البلحق باؼبؤمن لو اجتماعيا‪ ،‬إما بسبب اؼبرض أك حادث عمل أك اؼبرض‬
‫اؼبهٍت‪ ،‬كمن شبة فإف أم خطأ أك غش أك ذباكز يغَت من حقيقة الواقع كيبكن أف يرتب خسائر مالية‬
‫ُب ذمة ىيئات الضماف االجتماعي‪.‬‬
‫كينعقد االختصاص للمحاكم اؼبدنية بنظر اؼبنازعات التقنية عند القياـ باؼبسؤكلية اؼبدنية‬
‫للممارسُت األنشطة الطبية ذات الصلة بالضماف االجتماعي مهما كاف اختصاصهم‪ ،‬كانتمائهم‬
‫للقطاع العاـ أك اػباص‪ ،‬عندما يدعوف لتقدَل رأيهم التقٍت كالفٍت دبناسبة منازعة قائمة بُت ىيئة‬
‫الضماف االجتماعي كاؼبؤمن لو اجتماعيا‪ ،‬كاؼبسؤكلية القائمة ُب ىذه اغباملة ىي مسؤكلية تقصَتية‬
‫كما أسلفنا‪ ،‬أم قائمة على اػبطأ‪ ،‬الضرر كالعبلقة السببية طبقا لقواعد القانوف اؼبدٍل ‪.‬‬
‫إف القاضي الناظر ُب مسألة التعويض ال يقتصر على ما قدمو األطراؼ من أدلة إثبات بل‬
‫يلعب ىو اآلخر دكرا ُب ىذا النوع من اؼبنازعات‪ ،‬كيتمثل ذلك ُب فحصو لعناصر اؼبسؤكلية‪ ،‬كمن‬
‫أجل ذلك عليو باالستعانة بأىل اػبربة للتأكد من صحة اػبطأ اؼبرتكب(‪ ،)2‬كبعد استكماؿ اؼبلف‬
‫كثبوت قياـ اؼبسؤكلية بصورة كاضحة كقطعية على عاتق الطبيب أك اػببَت تبقى مسألة تقدير التعويض‬
‫اؼبطالب بو كالذم هبب أف يكوف بالقدر الذم هبرب بو الضرر‪ ،‬الذم من شأنو إعادة التوازف ُب الذمة‬
‫اؼبالية للمضركر على اغبالة اليت كانت عليها قبل كقوع الضرر‪.‬‬

‫(‪ )1‬اجمللة القضائية‪ ،‬العدد األكؿ‪ ،‬ملف رقم ‪ 919919‬بتاريخ ‪ ،9333/11/13‬ص ‪.913‬‬
‫(‪ )2‬بن صارم ياسُت‪ ،‬منازعات الضماف االجتماعي ُب التشريع اعبزائرم‪ ،‬دار ھكمة‪ ،‬الطبعة الثالثة سنة‪ ،2009 ،‬ص ‪.999‬‬

‫‪239‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫لقد سبق اإلشارة إىل اآلراء اليت قيلت حوؿ مفهوـ اؼبادة ‪ 91‬الفقرة الثانية من القانوف ‪91-21‬‬
‫اؼبذكور سابقا كاليت رأل أصحاهبا أف اؼبشرع قصد من اعبهات القضائية اؼبختصة القسم االجتماعي‬
‫كوف أف اؼبنازعات التقنية ؽبا فبيزات خاصة فيبقى ىذا القسم ىو األكثر تأىيبل للفصل فيها نظرا‬
‫ؼبعاعبتو اؼبستمرة لقضايا العماؿ من جهة‪ ،‬كمن جهة أخرل بالنظر إىل تشكيلة القسم االجتماعي‬
‫اؼبًتكبة من قاض رئيس‪ ،‬كفبثلُت(‪ )9‬عن أرباب العمل كفبثلُت(‪ )9‬عن العماؿ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اختصاص المحاكم الجزائية للفصل في المنازعات التقنية ذات الطابع الطبي‬
‫تنص اؼبادة ‪ 990‬من قانوف العقوبات على‪" :‬كل طبيب أك جراح أك طبيب أسناف أك مبلحظ‬
‫صحي أك قابلة قرر كذبا بوجود أك بإخفاء كجود مرض أك عاىة أك ضبل أك أعطى بيانات كاذبة عن‬
‫مصدر مرض أك عاىة أك عن سبب الوفاة كذلك أثناء تأدية كظيفتو كبغرض ؿباباة ألحد األشخاص‬
‫يعاقب باغببس من سنة إىل ثبلث سنوات ما مل يكن الفعل إحدل اعبرائم األشد اؼبنصوص عليها ُب‬
‫اؼبواد من ‪ 990‬إىل ‪ ".919‬كما تقضي اؼبادة الفقرة الثانية الثالثة من نفس القانوف على أف اؼبوظف‬
‫الذم يأمر بتسليم إحدل الوثائق اؼبعينة ُب اؼبادة ‪ 999‬منها الشهادات اليت تسلمها مصاّب الصحة‬
‫العمومية إىل شخص يعلم أنو ال حق لو فيها يعاقب باغببس من سنة إىل طبس سنوات كبغرامة من‬
‫‪ 9111‬إىل ‪ 91111‬دينار ما مل يكوف الفعل إحدل اعبرائم األشد اؼبنصوص عليها ُب اؼبواد من‬
‫‪ 990‬إىل ‪ 919‬من نفس القانوف‪.‬‬
‫كهبوز عبلكة على ذلك أف وبكم عليو باغبرماف من حق أك أكثر من اغبقوؽ الواردة ُب اؼبادة‬
‫‪ 99‬من قانوف العقوبات كذلك من سنة إىل طبس سنوات على األكثر‪.‬‬
‫كما زبتلف ىذه العقوبات اعبزائية باختبلؼ القطاع التابع لو الطبيب‪ ،‬فإذا كاف تابعا للقطاع‬
‫العمومي يعد كموظف طبقا للمادة ‪ 191‬الفقرة الثالثة من قانوف العقوبات‪ ،‬أما إذا كاف يبارس‬
‫نشاطو غبسابو اػباص فإنو ىبضع للمادة ‪ 990‬اؼبذكورة أعبله‪ ،‬كعليو يبكن ؽبيئة الضماف االجتماعي‬
‫مقاضاة األشخاص اؼبنوه إليهم سالفا أماـ احملاكم اعبزائية ُب حالة قياـ ىؤالء خبطأ أك غش أك ذباكز‬

‫‪240‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ترتب عنو دفع أداءات غَت مستحقة للمؤمن ؽبم اجتماعيا‪ ،‬كُب حالة قياـ اؼبسؤكلية اعبزائية أمكن‬
‫ؽبيئة الضماف االجتماعي التأسيس كطرؼ مدٍل للمطالبة بالتعويضات اؼبدنية‪.‬‬
‫كهبدر التذكَت بأف اؼبخالفات اليت يرتكبها األطباء كاؼبمارسوف للنشاط الطيب ذات الصلة‬
‫بالضماف االجتماعي تتعلق ُب ؾبملها دبهمة الطب‪ ،‬كتبعا لذلك فإف ىناؾ أخطاء تًتدد كثَتا ُب‬
‫األكساط الطبية بصورة كبَتة‪ ،‬كمنها تزكير الشهادات الطبية كإفشاء السر اؼبهٍت‪.‬‬
‫‪-‬عدـ الكشف عن كل ما يصل إىل علمو تفصيليا‪.‬‬
‫‪-‬عدـ الكشف على سر الفحوص ألم فرد خارج اعبهة اؼبسندة لو اؼبهمة‪.‬‬
‫التقيد باؼبعلومات اليت كصلت إليو ُب إطار اؼبهمة الطبية اؼبسندة لو‪ .‬كُب ىذا نصت اؼبادة‬
‫‪ 910‬الفقرة الرابعة من قانوف ‪ 11-21‬ضباية الصحة كترقيتها اؼبعدؿ كاؼبتمم على‪" :‬ال يلزـ الطبيب‬
‫أك جراح األسناف أك الصيديل سواء كاف مطلوبا من القضاء أك خبَتا لديو بكتماف السر اؼبهٍت‪ ...‬كال‬
‫يبكن اإلدالء ُب تقريره‪ ...‬إال باؼبعاينات اؼبتعلقة فقط باألسئلة اؼبطركحة"‪.‬‬
‫كيبكن استخبلص فبا ذكر أعبله أف مهاـ الطبيب اػببَت تكوف ُب حدكد اؼبهمة اؼبتعلقة‬
‫باؼبسائل الفنية كالتقنية الطبية‪ ،‬كإذا زاد عن ذلك كتعدل حدكد مهمتو يكوف فد أفشى السر اؼبهٍت‬
‫كعد خارقا لؤلحكاـ القانونية اجملرمة ؽبذا الفعل كيكوف كذلك قد أخل دبا التزـ بو ُب قسم الطبيب‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬طرق الطعن في األحكام الفاصلة في المنازعات التقنية ذات الطابع الطبي‬
‫لقد سبق أف أكضحنا فيما سبق أف منازعات الضماف االجتماعي بأنواعها العامة‪ ،‬الطبية‬
‫كالتقنية ذات الطابع الطيب زبضع ُب إجراءات تسويتها إىل طعن داخلي أماـ عباف قبل اللجوء إىل‬
‫التسوية القضائية اليت زبتص بالنظر ُب قرارات ىذه اللجاف‪ .‬كأف اغبكم القضائي الصادر عن احملاكم‬
‫اؼبختصة يكوف كغَته من األحكاـ الصادرة ُب باقي اؼبنازعات أم أف الطرؼ الذم مل يعجبو اغبكم‬
‫القضائي بإمكانو الطعن فيو دبا خوؿ لو القانوف ذلك‪ ،‬سواء كاف اغبكم مدنيا أك جزائيا‪.‬‬

‫‪241‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫أوال‪ :‬طرق الطعن في األحكام المدنية الفاصلة في المنازعات التقنية ذات الطابع الطبي‬
‫ىبضع اغبكم الصادر عن احملاكم اؼبدنية الػمثبت للمسؤكلية اؼبدنية للطبيب أك اػببَت أك القابلػة‬
‫أك الصيديل ككل فبارس للنشاط الطيب الذم لو عبلقة بالضماف االجتماعي إىل طرؽ الطعن العادية‬
‫كىي اؼبعارضة كاالستئناؼ‪ ،‬أما اؼبعارضة فتكوف بالنسبة لؤلحكاـ الغيابية كفقا ؼبقتضيات اؼبادة ‪191‬‬
‫من قانوف اإلجراءات اؼبدنية كاالدارية اليت تنص على‪" :‬هبوز الطعن ُب األحكاـ الغيابية بطريق‬
‫اؼبعارضة ضمن مهلة شهر كاحد (‪ )9‬من تاريخ التبليغ‪ ."...‬أما إذا كصف اغبكم باالبتدائي فإنو‬
‫يبقى االستئناؼ كطريق للطعن فيو كذلك كفقا للمادة كفقا للمادة ‪ 110‬من قانوف اإلجراءات اؼبدنية‬
‫ك االدارية اليت تنص على‪" :‬وبدد اجل الطعن باالستئناؼ ُب مهلة بشهر كاحد (‪)9‬إبتداءا من تاريخ‬
‫التبليغ الرظبي للحكم اىل الشخص ذاتو‪".‬‬
‫كما هبوز لؤلطراؼ اللجوء إىل طرؽ الطعن الغَت عادية كاؼبتمثلة ُب االعًتاض الغَت اػبارج عن‬
‫اػبصومة كالتماس إعادة النظر ك الطعن بالنقض‪.‬‬
‫كهبدر التنبيو إال أف الوقائع اؼبادية اليت تثبتها ؿبكمة اؼبوضوع ال زبضع لرقابة احملكمة العليا إذ‬
‫زبتص ىذه األخَتة دبراقبة التكييف القانوٍل الصحيح للوقائع اليت يستخلص منها اػبطأ إف كاف‬
‫تقصَتم أك عقدم متعمد أك غَت متعمد مفًتض أك كاجب اإلثبات‪ ،‬كما ال تشمل العبلقة السببية‬
‫بُت اػبطأ كالضرر مراقبة احملكمة العليا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬طرق الطعن في األحكام الجزائية الفاصلة في المنازعات التقنية ذات الطابع الطبي‬
‫ىبضع اغبكم الصادر عن احملاكم اعبزائية لطرؽ الطعن العادية كاؼبتمثلة ُب اؼبعارضة إذا كاف‬
‫اغبكم قد صدر غيابيا طبقا للمادة ‪ 913‬كما بعدىا من قانوف اإلجراءات اعبزائية‪ ،‬كاالستئناؼ ُب‬
‫حالة صدكره حضوريا طبقا للمادة ‪ 911‬كما بعدىا من نفس القانوف‪ ،‬فاؼبعارضة تتم أماـ اعبهة اليت‬
‫أصدرت اغبكم ُب مهلة ‪ 91‬أياـ من تاريخ تبليغ اغبكم الغيايب عمبل باؼبادة ‪ 999‬من القانوف‬
‫اؼبذكور أعبله‪ُ ،‬ب حُت أف االستئناؼ يرفع أماـ اجمللس القضائي الواقع ُب دائرة االختصاص‬
‫للمحكمة مصدرة اغبكم‪ .‬كما يبكن للطرؼ اعتماد الطريق غَت العادم للطعن كاؼبتمثل ُب الطعن‬

‫‪242‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫بالنقض طبقا للمادة ‪ 931‬من القانوف اؼبنوه إليو أعبله كإىل طلب إعادة النظر كذلك دبوجب أحكاـ‬
‫اؼبادة ‪ 119‬من قانوف اإلجراءات اعبزائية‪.‬‬
‫خالصة الفصل الرابع‬
‫يقصد دبنازعات الضماف االجتماعي‪ ،‬تلك اػببلفات اليت تنشأ بُت اؼبؤمن لو ‪،‬أك اؼبستفيد من‬
‫التأمينات االجتماعية من جهة‪ .‬كىيئات الضماف االجتماعي اإلدارية كالطبية كالتقنية‪ ،‬من جهة ثانية‬
‫حوؿ اغبقوؽ كااللتزامات اؼبًتتبة على تطبيق قوانُت التأمينات االجتماعية كالقوانُت األخرل اؼبلحقة‬
‫كاؼبكملة ؽبا كنظرا ػبصوصية ىذه اؼبنازعات من حيث أطرافها كأسباهبا كأبعادىا‪ ،‬فقد خصتها ـبتلف‬
‫التشريعات اغبديثة كمنها اؼبشرع اعبزائرم بإجراءات خاصة كمتميزة لتسويتها‪ ،‬فاخضع اؼبشرع كافة‬
‫اػببلفات كاؼبنازعات اليت تثور بُت اؼبؤمنُت كاؼبستفيدين من التأمينات‪ ،‬كاؽبيئات اؼبكلفة بتسيَت ىياكل‬
‫كأجهزة الضماف االجتماعي ‪،‬لعدة إجراءات كترتيبات خاصة تستحق جبدارة كصفها "بقانوف الضماف‬
‫االجتماعي" إذ مل يكتف بتقنُت خدمات كشركط كإجراءات االستفادة من تغطية الضماف‬
‫االجتماعي بل قنن كنظم أساليب ككيفيات تسوية اؼبنازعات اليت يبكن أف تفرزىا ىده التغطية‬
‫االجتماعية‪ ،‬كىو ما تضمنو قانوف ‪ 12-12‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9112/11/19‬اؼبتعلق باؼبنازعات ُب ؾباؿ‬
‫االجتماعي كالدم صنف ىده اؼبنازعات إىل ثبلثة أنواع كىي‪:‬‬
‫‪ (9‬اؼبنازعات العامة اليت زبص اػببلفات الناشئة عن تطبيق أك تفسَت أك االعًتاض على القرارات‬
‫الصادرة عن ىيئات الضماف االجتماعي‪.‬‬
‫‪ (9‬اؼبنازعات الطبية اليت تتعلق باغبالة الصحية للمؤمنُت ؽبم‪ ،‬اؼبراقبة الطبية‪ ،‬اػبربة الطبية‪ ،‬ؾباالت‬
‫تقدير العجز‪.‬‬
‫‪ (1‬اؼبنازعات التقنية ذات الطابع الطيب اليت زبص كافة األعماؿ كالنشاطات الطبية اليت ؽبا‬
‫بالضماف االجتماعي‪.‬‬
‫تسهيبل لئلجراءات فض اؼبنازعات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي بصفة عامة ‪ ،‬جعل اؼبشرع‬
‫اعبزائرم من نظاـ التسوية الداخلية ىي األصل ُب السعي إىل حلها‪ ،‬كعدـ اللجوء إىل اعبهات‬

‫‪243‬‬
‫آليات فض المنازعات في مجال التأمينات االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫القضائية اؼبختصة إال بعد استنفاذ ىذه التسوية ‪،‬ؽبدا الغرض ًب إنشاء أجهزة داخلية اؼبتمثلة ُب عباف‬
‫الطعن اؼبؤىلة الوالئية كالوطنية للفصل ُب صبيع االعًتاضات اؼبقدمة ضد القرارات الصادرة عن ىيئات‬
‫الضماف االجتماعي‪ ،‬كعدـ إتباع إجراءات التسوية الداخلية يًتتب عليو عدـ قبوؿ قضائيا شكبل‪.‬‬
‫دبا أف ربصيل اشًتاكات الضماف االجتماعي يعد إحدل االنشغاالت الرئيسية كالدائمة‬
‫ؽبيئات الضماف االجتماعي‪ ،‬ألهنا اؼبورد الوحيد لضماف األداءات اليت يقدمها يوميا للمؤمنُت‬
‫اجتماعيا‪ ،‬من متقاعدين‪ ،‬كعاطلُت عن العمل بصفة اضطرارية أك بسبب اؼبرض أك حوادث العمل‪،‬‬
‫أك األمراض اؼبهنية ككذا ذكم اغبقوؽ‪ ،‬أقر اؼبشرع طرقا خاصة ُب القانوف ‪ 12-12‬اؼبؤرخ ُب ‪91‬‬
‫فيفرم ‪ 9112‬اؼبتعلق باؼبنازعات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي سبكن ىيئات الضماف االجتماعي من‬
‫ربصيل االشًتاكات ‪،‬اليت يبكن االعًتاض عليها أماـ اللجاف اؼبختصة باعتبارىا إجبارية كإجراء يدخل‬
‫ضمن إطار التسوية الداخلية‪.‬‬
‫كنظرا ؼبا تقوـ بو ىيئات الضماف االجتماعي من خدمة عمومية كلضماف استمرار اؼبرفق‬
‫كسَته بصفة عادية كطبيعية‪ ،‬كرغم خضوعها لقوانُت خاصة ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‪ ،‬ال يبنع‬
‫ىيئات الضماف االجتماعي مثبل بعد استنفاذ طرؽ التحصيل اعبربم مثبل أك من أجل إسًتداد أمواؿ‬
‫كتعويضات قدمت بغَت كجو حق كاإلدالء بتصروبات كاذبة أك متابعة كالرجوع على الغَت اؼبتسبب‬
‫خبطئو ُب الضرر باؼبؤمن من اللجوء إىل رفع الدعاكم أماـ اعبهات القضائية اؼبختصة كالتدابَت‬
‫االحتياطية كطرؽ التنفيذ الواردة ُب القانوف العاـ‪.‬‬

‫‪244‬‬
‫خاتمة‬

‫خاتمة‬
‫تعترب اغبماية االجتماعية رافدا للتنمية كآلية للمحافظة على اؼبوارد البشرية كلتكريس قيم التضامن‬
‫كالتآزر بُت ـبتلف الفئات كاألجياؿ كربسُت مستول عيش األفراد كاألسر كدعم أكاصر االستقرار‬
‫كالتماسك االجتماعي‪ ،‬أعترب نظاـ الضماف االجتماعي عنصرا مهما ُب اؼبنظومة االقتصادية كاالجتماعية‪،‬‬
‫فاىتم اؼبشرع اعبزائرم هبذه اؼبنظومة كأعطاىا اؼبزيد من األنبية باعتبارىا سبس صحة اإلنساف كحياتو اليومية‬
‫‪،‬بإصدار التشريعات البلزمة اليت تساىم ُب تطويرىا لتمكينها من تلبية احتياجات اجملتمع كلو ‪،‬عليو كرس‬
‫اؼبشرع نظاما خاصا يهدؼ إىل توسيع ؾباؿ اؼبستفيدين من التأمينات االجتماعية كىذا هبدؼ إصباغ‬
‫اغبماية على أكرب عدد فبكن من األشخاص كتغطية أكسع لكافة الفئات لضماف ضباية كاملة كشاملة‪،‬‬
‫فضبل عن تسهيل اإلجراءات لبلستفادة من األداءات اؼبقدمة‪ ،‬استطاعت اعبزائر هبذا أف تأسيس نظاما‬
‫للحماية االجتماعية يتميز بالتنوع كيستجيب لكل فئات اجملتمع كحقق أىدافا اجتماعية كاقتصادية كبَتة ‪.‬‬
‫فأصبح الضماف االجتماعي يشكل منظومة قانونية كىيكلية قائمة حبد ذاهتا‪ ،‬ربكمها قوانُت‬
‫كأنظمة كآليات خاصة هبا‪ ،‬فأعترب الضماف االجتماعي نظاـ تضامٍت بُت الدكلة كأفراد اجملتمع ذك طابع‬
‫إلزامي يهدؼ إىل التخفيف من كطأة األضرار كاؼبخاطر اليت تصيب الفرد العامل أك غَت العامل‪ ،‬ىذا عن‬
‫طريق دفع كتعويض جزأ من اػبسائر اليت ال يبكن أف يتحملها الفرد ؼبواجهة أثارىا السلبية ‪،‬كىو بذلك‬
‫يغطي الضماف االجتماعي ـبتلف األخطار االجتماعية اؼبضرة حبياة اإلنساف كاؼبرض كالشيخوخة‬
‫كالبطالة كالوفاة كغَتىا من األخطار االجتماعية السلبية‪ً ،‬ب إصدار عدة قوانُت كمراسيم‪ ،‬خاصة بعد سنة‬
‫‪ ،9321‬اؽبدؼ منها ىو تعميم الضماف للجميع دكف النظر إىل قطاع النشاط أك الفرد‪ ،‬فيشمل صبيع‬
‫العماؿ كاؼبوظفُت باإلضافة إىل اؼبعوقُت ككذا اؼبسنُت مع السماح للنقابات كاعبمعيات اؼبمثلة ؽبذه الفئات‬
‫من اؼبشاركة ُب تسَت مؤسسات كىيئات الضماف االجتماعي اؼبشكلة من صناديق للضماف االجتماعي‬
‫كالتأمُت عن البطالة كالتقاعد كالتحصيل‪ ،‬فقوانُت التأمينات االجتماعية إذا جاءت لتحدد أطراؼ‬
‫العبلقات التأمينية كتقرر قيامها على كبو ال يدع ؾباال للخيار ُب ذلك أمامهم‪ ،‬فقوانُت التأمينات ربدد‬
‫األشخاص الذين ينطبق عليهم نظاـ التأمينات االجتماعية سواء باعتبارىم فبولُت أك باعتبارىم‬

‫‪246‬‬
‫خاتمة‬

‫مستفيدين‪ ،‬كما يقرر قياـ العبلقة التأمينية بينهم دبجرد انطباؽ النظاـ عليهم دكف النظر إلرادة أم منهم‪،‬‬
‫كعلى النحو فإف قوانُت التأمينات االجتماعية تتوىل ربديد اغبقوؽ كااللتزامات الناشئة عن العبلقات‬
‫التأمينية ربديدا دقيقا ال يًتؾ ؾباؿ لئلرادة ُب ىذا الصدد‪ ،‬كىو كذلك الذم وبدد مىت تنتهي العبلقات‬
‫التأمينية كُب أم الظركؼ تنتهي‪.‬‬
‫عليو استطاعت اعبزائر بفضل الًتسانة القانونية كالتنظيمية أف تأسس نظاما للحماية االجتماعية تتميز‬
‫بالتنوع كتستجيب لكل احتياجات فئات اجملتمع كحقق أىدافا اجتماعية كاقتصادية كبَتة‪ ،‬لكن من خبلؿ‬
‫دراستنا ؽبذا اؼبوضوع تبُت لنا العديد من النقائص اليت يعاٍل منها ىذا النظاـ كاليت أثرت على فعاليتو‬
‫كقباعتو الكاملة للوصوؿ إىل ضباية شاملة كدائمة لكل فئات اجملتمع‪ ،‬حيث ال تزاؿ ىذه اؼبنظومة ربتاج إىل‬
‫الكثَت من اإلجراءات كالتدابَت لبلستمرار ُب ربسُت النتائج اؼبرجوة للحفاظ على ديبومتها‪ ،‬يبدك اؼبشرع‬
‫اعبزائرم تنتظره مهمة كبَتة ُب إزالة كل اإلشكاالت كمعاعبة النقاط اؽبامة‪.‬‬
‫كانت خبلصة ىذه احملاكلة الوصوؿ إىل عدة نتائج كعرض عدة اقًتاحات توجب على اؼبشرع أف يراعيها‬
‫ُب أم تعديل أك مراجعة لقوانُت الضماف االجتماعي من أجل اغبفاظ على ديبومة ىذه اؼبنظومة كتركها‬
‫لؤلجياؿ اؼبستقبلية ؼبا تلعبو اغبماية االجتماعية ُب حياة اجملتمع من الناحية االقتصادية كاالجتماعية‬
‫لتحسُت النتائج اؼبرجوة من ضباية للفرد كاجملتمع كىي كما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬النتائج‪:‬‬
‫‪ -9‬يعترب نظاـ الضماف االجتماعي عنصرا مهما ُب اؼبنظومة االقتصادية كاالجتماعية ألم دكلة‬
‫اعتبارا انو يبس صحة اإلنساف كحياتو اليومية‪ ،‬لذلك البد على اغبكومات اعبزائرية إعطاء اؼبزيد األنبية‬
‫ؽبذا القطاع كإصدار التشريعات البلزمة اليت تساىم ُب تطويره كسبكينو من تلبية احتياجات أفراد اجملتمع‬
‫بكل كفاءة ألف اغبماية االجتماعية كما أسلفنا أصبحت رافدا للتنمية كآلية للمحافظة على اؼبوارد‬
‫البشرية كلتكريس قيم التضامن كالتآزر بُت ـبتلف الفئات كاألجياؿ كدعم أكاصر االستقرار كالتماسك‬
‫االجتماعي‪.‬‬

‫‪247‬‬
‫خاتمة‬

‫‪ -9‬قطاع الضماف االجتماعي باعبزائر أطلق برناؾبا إصبلحيا طموحا‪ ،‬خبلؿ العشرية األخَتة‪،‬‬
‫مرتكزا ُب ذلك على ربسُت نوعية األداءات كالسيما عرب تطوير اؽبياكل اعبوارية كنظاـ الدفع من قبل‬
‫الغَت للمواد الصيدالنية الذم امتد إىل العبلج الصحي عن طريق جهاز التعاقد مع الطبيب اؼبعاِب‬
‫كالعيادات اؼبتخصصة باإلضافة إىل عصرنة تسيَت إدارة الضماف االجتماعي كربديث البٌت اؽبيكلية‪ ،‬كتعميم‬
‫العمل باإلعبلـ اآليل‪ ،‬كتأىيل اؼبوارد البشرية‪.‬‬
‫‪ -1‬تعاٍل مؤسسات التأمُت االجتماعي بشكل كبَت ؿبدكدية مصادر التمويل باإلعتماد‬
‫باألساس على اقتطاعات كاشًتاكات اؼبؤمنُت ؽبم ‪،‬كلذلك هبب على اغبكومة السعي إىل كضع آليات‬
‫كفيلة بتوفَت موارد سبويلية كافية لنظاـ التامُت من خبلؿ زيادة تدخل ميزانية اغبكومة ُب القطاع ألف‬
‫الضماف االجتماعي يواجو ربدم كبَت يتمثل ُب احملافظة على األقل على التوازف اؼبايل ؼبؤسساتو كالبحث‬
‫عن طرؽ لضبط كتقييم أفضل للتكاليف مستقببل لنفقاهتا اؼبتزايدة خاصة ُب ظل إرتفاع فاتورة األدكية‬
‫كتزايد حوادث العمل كارتفاع عدد اؼبتقاعدين ‪،‬هترب اؼبكلفُت من دفع اشًتاكاهتم ك التصريح بنشاطهم‬
‫لدل ىيئات الضماف االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -9‬مواصلة اؼبشرع على بذؿ ؾبهودات جبارة كعمبلقة لتطوير منظومة الضماف االجتماعي ألهنا‬
‫هتم غالبية اجملتمع كجعلها أكثر فعالية ؼبواكبة تطورات اجملتمع‪ ،‬ذلك بإزالة كل اإلشكاالت العالقة بتشريع‬
‫الضماف االجتماعي للوصوؿ إىل االستقرار كالتطور من الناحية االجتماعية كاالقتصادية‪.‬‬
‫ب‪ -‬المقترحات ‪:‬‬
‫‪ -9‬مراجعة اؼبواد ‪ 1‬ك‪ 1‬ك‪ 12‬من القانوف ‪ 12 -12‬بتقدَل تعريف أكثر دقة ككضوح يبيز كل نوع‬
‫من أنواع منازعات الضماف االجتماعي‪ ،‬حبيث مثبل هبب على اؼبشرع التدخل بنصوص تنظيمية‬
‫صروبة من أجل توضيح التعريف الذم أتى بو ىذا القانوف لكل منازعة ‪ ،‬ذلك على سبيل اؼبثاؿ‬
‫أف اؼبادة الثالثة من القانوف ‪ 12 -12‬نصت على أنو يقصد باؼبنازعات العامة للضماف‬
‫االجتماعي ُب مفهوـ ىذا القانوف‪ ،‬اػببلفات اليت تنشأ بُت ىيئات الضماف االجتماعي من جهة‪،‬‬
‫كاؼبؤمن ؽبم اجتماعيا أك اؼبكلفُت من جهة أخرل دبناسبة تطبيق تشريع الضماف االجتماعي‪،‬‬

‫‪248‬‬
‫خاتمة‬

‫فعبارة "تشريع كتنظيم الضماف االجتماعي" كاسعة جدا هبب على اؼبشرع ربديدىا ؾباؽبا حىت ال‬
‫يزيد األمر تعقيدا كصعوبة على القاضي اؼبختص ُب ربديد طبيعة اؼبنازعة اؼبعركضة عليو‪ ،‬كمن شبة‬
‫ربديدا‪ ،‬القواعد القانونية الواجبة‪ .‬التطبيق على النزاع اؼبعركض عليو‪.‬‬
‫‪ -9‬مراجعة كتعديل اؼبادة ‪ 9/91‬من القانوف ‪ 12/12‬جبعل قرارات اللجنة التقنية ذات الطابع الطيب‬
‫قابلة للطعن أماـ اعبهات القضائية اؼبختصة لتجسيد مبدأ اغبياد كاؼبساكاة ُب التقاضي كما ىو الشأف‬
‫بالنسبة اؼبنازعات العامة كاؼبنازعات الطبية مع إقًتاح أف تنشأ على مستول الوكاالت الوالئية أك على‬
‫مستول جهوم عباف تقنية ذات طابع طيب زبطر من طرؼ مديرم ىذه الوكاالت غبل كل اؼبنازعات اليت‬
‫تثور ُب ىذا اجملاؿ ُب كقت قصَت كتكوف بذلك اللجنة الوطنية درجة ثانية للتقاضي ك إعادة النظر ُب‬
‫قرارات اللجاف الوالئية أك اعبهوية‪.‬‬
‫‪ .1‬إقًتاح أف يتوىل القاضي االجتماعي اؼبراقبة كاإلشراؼ على عمل عباف الطعن حىت يؤخذ األمر جبدية‬
‫كصرامة‪.‬‬
‫‪ .9‬تفعيل كتطبيق الصيغة التعاقدية بُت اؼبنظومة الوطنية للضماف االجتماعي كاؼبستشفيات أكثر من‬
‫ضركرة حتمية سبليها ؾبمل الظركؼ اليت أصبحت اؼبنظومة الوطنية للضماف االجتماعي تعيشها اليوـ‪،‬‬
‫ألف الصيغة التعاقدية ُب تسيَت اؼبستشفيات كاليت تستند ُب تطبيقيها على نظاـ معلومات كفء كفعاؿ‬
‫وبدد كيضبط حجم التكاليف الصحية بدقة‪ ،‬بناءا على حجم األنشطة كالنتائج اؼبًتتبة فعبل على ىذه‬
‫اؼبستشفيات بدؿ ربديد حجم ىذه التكاليف جزافيا كبدكف أية اعتبارات‪.‬‬
‫‪ .1‬إعطاء قدر من األنبية لئلعبلـ ألنو شيء ضركرم لتمكن اؼبؤمن لو من معرفة حقو ُب األداءات‬
‫كموجباتو ُب التمويل كاحملافظة على التوازف اؼبايل لنظاـ الضماف االجتماعي‪ ،‬ألف اؼبؤمنُت ؽبم حباجة‬
‫ؼبعرفة ما ينتظرىم شخصيا من الضماف االجتماعي كتسليط الضوء على دكر الضماف االجتماعي ُب‬
‫إعادة توزيع اؼبداخيل فيأخذ من العاملُت ليعطي للعاطلُت كذكم اغباجة للعناية الطبية‪.‬‬

‫‪249‬‬
‫خاتمة‬

‫‪ .0‬تكثيف عقد ندكات كلقاءات بُت مصاّب صناديق الضماف االجتماعي كبعض اؽبيئات اليت تتعامل‬
‫معها بصفة دائمة كقطاع العدالة مصاّب الضرائب كالنقابات اعبهوية للمحامُت كاألطباء كالصيادلة‬
‫كسجل التجارم‪ ،‬الغرفة الفبلحية كغرفة اغبرفيُت هبدؼ التنسيق ُب ؾباؿ اإلنتساب كدفع اإلشًتاكات‪.‬‬
‫‪ .1‬تشجيع الباحثُت كالقانونيُت اؼبتخصصُت على البحث العلمي اؼبتعلق بالدراسات اؼبتخصصة اؼبتعلقة‬
‫بالضماف االجتماعي كجعلو أداة ىامة لتقوَل عمل ىيئات الضماف االجتماعي ككذا اعبهات القضائية‬
‫مع ضركرة إدراج مادة الضماف االجتماعي ضمن برنامج تكوين ُب اعبامعات ك اؼبدارس اؼبتخصصة‬
‫ؼبعرفة ىذه اؼبنظومة ؼبا ؽبا من ارتباط باجملتمع‪.‬‬
‫‪ .2‬اإلعتماد على الدراسات اؼبناىج اإلكتوارية للتأكد من النفقات احملتملة ُب اؼبستقبل ككسائل مواجهتها‬
‫حىت إذا فرض كتوقف النظاـ ُب أم كقت أمكن كقتئذ لذكل اؼبعاشات اغبصوؿ على معاشاهتم ككجدت‬
‫لدل الصندكؽ أصوؿ كافية ؼبواجهة حقوؽ اؼبؤمن عليهم اؼبوجودين حينئذ‪.‬‬
‫بناء على ما سبق أصبحت اإلصبلحات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي حتمية بالنظر إىل‬
‫التحديات العديدة اليت تواجهها الدكلة السيما ارتفاع نفقات الضماف االجتماعي ‪،‬فأضحت تطالب‬
‫منظومة الضماف االجتماعي اليوـ أف تتبٌت مقاربة شاملة ك التخلي عن اغبلوؿ الظرفية اليت تعمل هبا حاليا‬
‫مع التشخيص الدقيق ألكضاع ىذه اؼبنظومة ؼبا يكفل إهباد حلوؿ دائمة ك تضمن ربقيق التوازنات اؼبالية‬
‫فيها ‪،‬ألف سياسة الضماف االجتماعي أصبحت جزأ ال يتجزأ من سياسة التنمية االقتصادية كاالجتماعية‬
‫حيث يبكن ازباذىا كسياسة لتجميع رؤكس األمواؿ لدفع عجلة التنمية من خبلؿ زيادة إنتاجية القول‬
‫العاملة بتوفَت تأمُت الشيخوخة كالعجز كالوفاة كاألمراض اؼبهنية‪ ،‬يبكن القوؿ أف اإلجابة على اإلشكالية‬
‫اؼبطركحة ُب اؼبوضوع ‪،‬حوؿ فعالية قوانُت الضماف االجتماعي مرتبطة ُب رأينا دبصادر التمويل ألف اغبفاظ‬
‫على صناديق الضماف االجتماعي كديبومتها تدعوا إىل التفكَت ُب بدائل سبويلية أخرل فاشًتاكات العماؿ‬
‫كاؼبستخدمُت كصبيع اؼبكلفُت ُب ىذا اجملاؿ لن تغطي مستقببل النفقات اؼبتزايدة مهما كانت اعبهود اؼببذكلة‬
‫لتعديل القوانُت ؼبواكبة التطور االقتصادم كاالجتماعي للمجتمع‪ ،‬منو هبب البحث ُب تكلفة اغبماية‬
‫االجتماعية ُب اعبزائر كدراستها كمتابعة تطورىا من شأنو أف يضع أساس غبل مشاكل التمويل كاحملافظة‬

‫‪250‬‬
‫خاتمة‬

‫على نظاـ اغبماية االجتماعية مستقببل‪ ،‬أضحى من الضركرم إعادة التفكَت ُب نظاـ الضماف االجتماعي‬
‫نظرا للتوجو اعبديد للسياسة العامة للدكلة‪ ،‬تبٍت نظاـ اقتصاد السوؽ اغبر بدؿ منهج االقتصاد االشًتاكي‪،‬‬
‫كإعادة فتح نقاش كاسع هباكز مرحلة اغبلوؿ على اؼبدل القريب كاآلنية ؼبواجهة كل التغَتات االجتماعية ك‬
‫االقتصادية كالسياسية اليت سبر هبا الببلد‪.‬‬
‫عليو التفكَت البد أف ينصب على الرىانات الكربل ُب ىذا اجملاؿ على اؼبدل البعيد كالتحضَت‬
‫لسياسة جديدة ؼبنظومة الضماف االجتماعي يكوف التمويل فيها بعيدا عن الريع البًتكيل بل مرتكز على‬
‫االقتصاد القوم اؼبنتج للثركة االقتصادية إلعادة توزيعها توزيعا صحيحا ك عادال دبا يضمن سبويل دائم‬
‫كقوم لديبومة ىذا النظاـ ‪،‬لننتقل بعدىا إىل تصحيح النقائص اغباصلة على مستول القوانُت كاإلجراءات‬
‫اؼبسَتة ؽبذه اؼبنظومة كفق اؼبعايَت الدكلية ك اػبربات اؼبًتاكمة ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‪ ،‬منو إف اإلجابة‬
‫على اإلشكالية اؼبطركحة ُب ىذا اجملاؿ "ما مدل قباعة كفعالية الضماف االجتماعي بالنظر إىل القوانُت‬
‫السارية غبماية اؼبؤمن لو ككل من ُب كفالتو" تكمن ُب كجوب البحث ُب تكلفة اغبماية االجتماعية ُب‬
‫اعبزائر كدراستها كمتابعة تطورىا باالعتماد على اؼبناىج العلمية من رياضيات التأمينات االجتماعية‬
‫اؼبعتمدة على األساليب اإلكتوارية لتمويل نظم التأمينات االجتماعية كإستدامتها اؼبالية كذلك لتبلزـ‬
‫اإلستدامة اؼبالية مع العدالة االجتماعية كباؼبوازاة تطوير منظومة الضماف االجتماعي ألهنا هتم غالبية‬
‫اجملتمع كجعلها أكثر فعالية ؼبواكبة تطوراتو‪ ،‬ذلك بإزالة كل اإلشكاالت العالقة بتشريع الضماف‬
‫االجتماعي للوصوؿ إىل االستقرار كالتطور من الناحية االجتماعية كاالقتصادية‪.‬‬

‫أسأل اهلل تعالى القدير التوفيق والسداد وأرجو أن أكون قد وفقت في تناول ىذا الموضوع‬
‫وإعطاءه حقو فإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان وإن أصبت فمن اهلل وحده‪.‬‬

‫‪251‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬


‫‪ .I‬باللغة العربية‬
‫أوال‪ :‬الكتب‬
‫‪ .2‬أبو عمرك‪ ،‬مصطفى أضبد‪ ،‬األسس العامة للضماف االجتماعي‪ ،‬طبعة األكىل‪ ،‬بَتكت منشورات اغبليب‬
‫اغبقوقية‪2010،‬‬
‫‪ .3‬أضبد حسن برعي ‪ :‬الوجيز ُب التأمينات االجتماعية دار الفكر العريب‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة األكىل‪9329‬‬
‫‪ .4‬أضبية سليماف‪ ،‬آليات تسوية منازعات العمل كالضماف االجتماعي ديواف اؼبطبوعات اعبامعية سنة‬
‫‪.9111‬‬
‫‪ .5‬أندريو جيتينج‪ .‬الضماف االجتماعي‪ .‬منشورات عويراف ‪ .‬ب‪.‬ت‬
‫‪ .6‬أنطواف قيسي ؿباضرات ُب التشريعات االجتماعية – الكتاب الثاٍل‪ -‬جامعة حلب سنة ‪9310‬‬
‫‪ .7‬ايفلُت ـ‪.‬بَتنز‪ ،‬الضماف االجتماعي كالسياسة العامة‪ ،‬ترصبة مركاف اسكندر‪ ،‬اؼبكتب العريب للطباعة‬
‫كالنشر للتوزيع‪ ،‬الكويت ‪.9310 ،‬‬
‫‪ .8‬برىاـ عطا اهلل‪ ،‬مدخل إىل التأمينات االجتماعية دار اؼبعارؼ‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة األكىل‪.9303 ،‬‬
‫‪ .9‬بن صارم ياسُت‪ ،‬منازعات الضماف االجتماعي ُب التشريع اعبزائرم‪ ،‬دار ىومة‪ ،‬الطبعة الثالثة‬
‫سنة‪.2009،‬‬
‫‪ .:‬جديدم معراج‪ ،‬مدخل لدراسة قانوف التأمُت اعبزائرم‪ ،‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية‪ ،‬الطبعة الرابعة‪،‬‬
‫اعبزائر‪.9119 ،‬‬
‫‪ .21‬رفيق سبلمة‪ ،‬شرح القانوف الضماف االجتماعي‪ ،‬مؤسسة عبد اغبفيظ لتجليد كتصحيح الكتب‪،‬‬
‫بَتكت‪.9330 ،‬‬
‫‪ .22‬سعيد عبد السبلـ‪ ،‬قانوف التامُت االجتماعي‪ ،‬مطابع الوالء اغبديثة‪.9111 ،‬‬
‫‪ .23‬صادؽ اؼبهدم‪ ،‬خبلصة عن الضماف االجتماعي‪ ،‬مطبعة اؼبعارؼ بغداد‪.9310 ،‬‬
‫‪ .24‬صادؽ اؼبهدم‪ ،‬دراسة مقارنة تطبيقية ُب العراؽ‪ ،‬مطبعة دار الفكر العريب القاىرة‪.9311 ،‬‬

‫‪253‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .25‬عامر سلماف عبد اؼبلك‪ ،‬الضماف االجتماعي ُب ضوء اؼبعايَت الدكلية كالتطبيقات العملية‪ ،‬منشورات‬
‫اغبليب اغبقوقية‪ ،‬بَتكت‪.9332 ،‬‬
‫‪ .26‬عجة جيبليل‪ ،‬الوجيز ُب قانوف العمل كاغبماية االجتماعي‪ ،‬النظرية العامة للقانوف االجتماعي ُب‬
‫اعبزائر‪ ،‬اعبزائر‪ ،‬دار اػبلدكنية للنشر كالتوزيع‪.‬‬
‫‪ .27‬فتحي عبد الرحيم عبدا هلل‪ ،‬قانوف العمل كالتأمينات االجتماعية‪ ،‬دار اؼبعارؼ‪.9319 ،‬‬
‫‪ .28‬فرهبة حسُت‪ ،‬اؼببادئ األساسية ُب قانوف اإلجراءات اؼبدنية كاإلدارية‪ ،‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية‪،‬‬
‫اعبزائر دكف طبعة‪. 2010 ،‬‬
‫‪ .29‬ؿبمد ثامر السعدكف‪ ،‬حقوؽ اإلنساف االجتماعية كاالقتصادية كالثقافية‪ ،‬مكتبة الفيض‪ ،‬ذم قار‪,‬‬
‫‪.9191‬‬
‫‪ .2:‬ؿبمد حسن القاسم‪ ،‬التأمينات االجتماعية‪ :‬أحكاـ التأمُت االجتماعي على العاملُت‪ ،‬اؼبكتب‬
‫اعبامعي اغبديث‪ ،‬مصر‪ ،‬سنة ‪.9333‬‬
‫‪ .31‬ؿبمد حسُت منصور‪ ،‬قانوف التامُت االجتماعي‪ .‬دار اؼبعارؼ سنة‪. 9331‬‬
‫‪ .32‬ؿبمد شريف عبد الرضبن أضبد عبد الرضبن‪ ،‬قانوف التأمُت االجتماعي‪ ،‬دار الكتاب اغبديث القاىرة‬
‫الطبعة الثانية ‪. 2004‬‬
‫‪ .33‬ؿبمد ؿبلمى مراد‪ .‬التأمينات االجتماعية ُب الببلد العربية كتاب ؾبموعة ؿباضرات الدراسات القانونية‬
‫سنة ‪.9310/9311‬‬
‫‪ .34‬معراج جديدم‪ ،‬مدخل لدراسة قانوف التأمُت اعبزائرم‪ ،‬ط ‪ 4‬اعبزائر‪ ،‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ‪،‬بن‬
‫عكنوف ‪. 2004‬‬
‫‪ .35‬نبيل صقر ‪،‬الوسيط ُب شرح قانوف اإلجراءات اؼبدنية ك اإلدارية دار اؽبدل اعبزائر‪.9112 ،‬‬
‫‪ .36‬اػبفيف علي‪ ،‬الضماف ُب الفقو اإلسبلمي‪ ،‬القسم األكؿ‪ ،‬معهد البحوث كالدارسات العربية ‪.9313‬‬
‫‪ .37‬عبد اهلل سليماف‪ ،‬دركس ُب شرح قانوف العقوبات اعبزائرم‪ ،‬القسم اػباص‪ ،‬ديواف اؼبطبوعات‬
‫اعبامعية‪ ،‬الطبعة اػبامسة‪ ،‬اعبزائر‪.‬‬

‫‪254‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .38‬ضبيد السعدم‪ ،‬اؼبسؤكلية الطبية من الوجهة اعبنائية‪ ،‬دار التضامن للطباعة كالنشر‪ ،‬بَتكت بدكف‬
‫تاريخ‪.‬‬
‫‪ .39‬ؿبمد رياض حنا‪ ،‬اؼبسؤكلية اؼبدنية لؤلطباء كاعبراحيُت ُب ضوء القضاء كالفقو الفرنسي‪ ،‬دار الفكر‬
‫العريب‪ ،‬الطبعة األكىل‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬سنة ‪.9111‬‬
‫‪ .3:‬خليفي عبد الرضباف‪ ،‬الوجيز ُب منازعات العمل كالضماف االجتماعي‪ ،‬دار العلوـ للنشر كالتوزيع‪.‬‬
‫‪ .41‬سعيد عبد السبلـ‪ ،‬قانوف التامُت االجتماعي‪ ،‬مطابع الوالء اغبديثة سنة ‪.9111‬‬
‫‪ .42‬صادؽ اؼبهدم‪ ،‬خبلصة عن الضماف االجتماعي‪.‬مطبعة اؼبعارؼ بغداد سنة‪1976‬‬
‫‪ .43‬صادؽ اؼبهدم‪ ،‬دراسة مقارنة تطبيقية ُب العراؽ ‪ .‬مطبعة دار الفكر العريب القاىر‪.‬سنة ‪1957‬‬
‫‪ .44‬فتحي عبد الرحيم عبدا هلل‪ ،‬قانوف ا لعمل كالتأمينات االجتماعية ‪.‬دارا ؼبعارؼ سنة ‪1971‬‬
‫ثانيا‪ :‬الرسائل الجامعية‬
‫‪ .2‬الدكتورة زرارة صاغبي الواسعة –اؼبخاطر اؼبضمونة ُب قانوف التأمينات االجتماعية أطركحة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه ُب القانوف ‪ -‬كلية اغبقوؽ جامعة قسنطينة‪ ،‬السنة اعبامعية ‪9111/9110‬‬
‫‪ .3‬الدكتور عباسة صباؿ – تسوية اؼبنازعات الطبية ُب تشريع الضماف االجتماعي‪ -‬أطركحة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه ُب القانوف االجتماعي ‪ -‬كلية اغبقوؽ جامعة كىراف السنة اعبامعية ‪9199/9191‬‬
‫‪ .4‬الدكتورة سليماف عائشة – اؼبنازعات التقنية ذات الطابع الطيب ُب الضماف االجتماعي‪ ،-‬أطركحة لنيل‬
‫شهادة الدكتوراه ُب القانوف ‪ -‬كلية اغبقوؽ جامعة كىراف السنة اعبامعية ‪9192/9191‬‬
‫ثالثا; النصوص القانونية التشريعية والتنظيمية‬
‫‪-.9‬القانوف رقم ‪ 99/21‬اؼبؤرخ ُب يوليو ‪ 9321‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية‪ ،‬اعبريدة الرظبية عدد ‪92‬‬
‫لسنة ‪ ،9321‬استدراؾ اعبريدة الرظبية عدد ‪ 11‬لسنة ‪ 9321‬اؼبعدؿ كاؼبتمم‬
‫‪.9‬القانوف رقم ‪ 99-21‬مؤرخ ُب ‪ 9‬يوليو سنة ‪ 9321‬اؼبتعلق بالتقاعد‪ ،‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 92‬لسنة‬
‫‪ ،9321‬استدراؾ اعبريدة الرظبية عدد ‪ 11‬لسنة ‪ ،9321‬اؼبعدؿ كاؼبتمم‬
‫‪.1‬القانوف رقم ‪ 91-21‬مؤرخ ُب ‪ 9‬يوليو لسنة ‪ 9321‬يتعلق حبوادث العمل كاألمراض اؼبهنية‪ ،‬اعبريدة‬
‫الرظبية عدد ‪ 92‬لسنة ‪ ،9321‬اؼبعدؿ كاؼبتمم‬

‫‪255‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪.9‬قانوف رقم ‪ 99-21‬مؤرخ ُب ‪ 9‬يوليو ‪ 9321‬يتعلق بإلتزامات اؼبكلفُت ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‪،‬‬
‫اعبريدة الرظبية عدد ‪ 92‬لسنة ‪ ،9321‬اؼبعدؿ كاؼبتمم‬
‫‪-.1‬قانوف رقم ‪ 91-21‬مؤرخ ُب ‪ 9‬يوليو ‪ 9321‬يتعلق باؼبنازعات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‪ ،‬اعبريدة‬
‫الرظبية عدد ‪ 92‬لسنة ‪ ،9321‬اؼبلغى‬
‫‪ .0‬قانوف رقم‪ 01- 88‬مؤرخ ُب ‪ 12‬جانفي ‪ ، 1988‬يتضمن بالقانوف التوجيهي للمؤسسات العمومية‬
‫االقتصادية‪ ،‬اعبريدة الرظبية عدد‪. 02‬‬
‫‪.1‬القانوف رقم ‪ 12-12‬مؤرخ ُب ‪ 90‬صفر عاـ ‪ 9993‬اؼبوافق ‪ 91‬فرباير سنة ‪ 9112‬اؼبتعلق‬
‫باؼبنازعات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي (اعبريدة الرظبية عدد ‪ 99‬الصادرة ُب ‪ 9‬مارس ‪.)9112‬‬
‫‪.2‬القانوف رقم ‪ 13-12‬مؤرخ ُب ‪ 92‬صفر عاـ ‪ 9993‬اؼبوافق ‪ 91‬فرباير سنة ‪ 9112‬اؼبتعلق بقانوف‬
‫اإلجراءات اؼبدنية كاإلدارية (اعبريدة الرظبية عدد ‪ 99‬الصادرة ُب ‪ 91‬أفريل‪.)9112‬‬
‫‪ .3‬قانوف رقم ‪ 19-33‬مؤرخ ُب ‪ 99‬مارس ‪ 9333‬يعدؿ كيتمم اؼبرسوـ التشريعي رقم ‪ 99-39‬اؼبؤرخ ُب ‪ 90‬مايو‬
‫‪ 9339‬كالذم وبدد نسبة االشًتاؾ م الضماف االجتماعي‪ ،‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 91‬لسنة ‪.9333‬‬
‫‪ .91‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 991-12‬مؤرخ ُب ‪ 90‬ذم اغبجة عاـ ‪ 9993‬اؼبوافق ‪ 99‬ديسمرب‬
‫‪ ،9112‬وبدد أعضاء اللجاف احمللية للطعن اؼبسبق مؤىلة ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي كتنظيمها كسَتىا‪.‬‬
‫‪- .99‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 990-12‬مؤرخ ُب ‪ 90‬ذم اغبجة عاـ ‪ 9993‬اؼبوافق ‪ 99‬ديسمرب سنة‬
‫‪ ،9112‬وبدد تشكيلة اللجاف الوطنية للطعن اؼبسبق اؼبؤىلة ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي كتنظيمها‬
‫كسَتىا‪.‬‬
‫‪- .99‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 19-13‬مؤرخ ُب ‪ 99‬صفر عاـ ‪ 9911‬اؼبوافق ‪ 11‬فرباير سنة ‪،9113‬‬
‫وبدد عدد أعضاء اللجنة التقنية ذات الطابع الطيب كتنظيمها كسَتىا‪.‬‬
‫‪ .91‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 11-13‬مؤرخ ُب ‪ 99‬صفر عاـ ‪ 9911‬اؼبوافق ‪ 11‬فرباير سنة ‪،9113‬‬
‫وبدد تشكيلة عبنة العجز الوالئية اؼبؤىلة ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي كتنظيمها كسَتىا‪.‬‬
‫‪ .99‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 289-15‬مؤرخ ُب ‪ 02‬صفر عاـ ‪1437‬اؼبوافق ‪ 14‬فرباير سنة ‪،2015‬‬
‫يتعلق بالضماف االجتماعي لغَت األجراء الذين يبارسوف نشاطا غبساهبم اػباص‬

‫‪256‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .91‬مرسوـ تنفيذم رقم ‪ 116-10‬مؤرخ ُب ‪ 03‬صبادل األكؿ عاـ‪ 1431‬اؼبوافق ‪ 18‬ابريل سنة‬
‫‪ ،2010‬وبدد مضموف البطاقة االلكًتكنية للمؤمن لو اجتماعيا ك اؼبفاتيح االلكًتكنية ؽبياكل العبلج ك‬
‫ؼبهٍت الصحة ك شركط تسليمها ك استعماؽبا ك ذبديدىا‪.‬‬
‫‪ .90‬مرسوـ تنفيذم رقم ‪ 171-05‬مؤرخ ُب ‪ 7‬مايو ‪ 2005‬وبدد شركط سَت اؼبراقبة الطبية للمؤمن ؽبم‬
‫اجتماعيا‪ ،‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 33‬لسنة ‪.2005‬‬
‫‪ .91‬مرسوـ تنفيذم رقم ‪ 257-05‬مؤرخ ُب ‪ 20‬يوليو سنة ‪ ،2005‬يتضمن كيفيات إعداد اؼبدكنة‬
‫العامة لؤلعماؿ اؼبهنية لؤلطباء كالصيادلة كجراحو األسناف كاؼبساعدين الطبيُت كتسيَتىا‪ ،‬اعبريدة الرظبية‬
‫عدد ‪ 52‬لسنة ‪.2005‬‬
‫‪ .92‬مرسوـ تنفيذم رقم ‪ 472-97‬مؤرخ ُب ‪ 8‬ديسمرب ‪ 1997‬وبدد االتفاقية النموذجية اليت هبب أف‬
‫تتطابق مع أحكامها االتفاقية اؼبربمة بُت صناديق الضماف االجتماعي كالصيدليات‪ ،‬اعبريدة الرظبية عدد‬
‫‪ 82‬لسنة ‪.1997‬‬
‫‪ .93‬مرسوـ تنفيذم رقم ‪ 116-10‬مؤرخ ُب ‪ 03‬صبادل األكؿ عاـ‪ 1431‬اؼبوافق ‪ 18‬ابريل سنة‬
‫‪ ،2010‬وبدد مضموف البطاقة االلكًتكنية للمؤمن لو اجتماعيا ك اؼبفاتيح االلكًتكنية ؽبياكل العبلج كؼبهٍت‬
‫الصحة كشركط تسليمها كاستعماؽبا كذبديدىا‪.‬‬
‫‪ .91‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 121-22‬مؤرخ ُب ‪ 14‬شعباف عاـ ‪1443‬اؼبوافق ‪ 17‬مارس سنة ‪،2022‬‬
‫يعدؿ اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 289-15‬مؤرخ ُب ‪ 02‬صفر عاـ ‪1437‬اؼبوافق ‪ 14‬فرباير سنة ‪،2015‬‬
‫يتعلق بالضماف االجتماعي لغَت األجراء الذين يبارسوف نشاطا غبساهبم اػباص‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة بقية المراجع التشريعية والتنظيمية بجدول الفهرس الزمني لقوانين ومراسيم وأوامر‬
‫والقرارات في مجال الضمان االجتماعي بالملحق‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬ملتقيات و ندوات‬
‫االرباد العاـ للعماؿ اعبزائريُت‪ ،‬الوضعية العامة لصندكؽ التأمُت‪ ،‬ملف الضماف االجتماعي‪ ،‬اعبزائر‬ ‫‪.9‬‬

‫‪.9119‬‬

‫‪257‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫زيداف ؿبمد ك يعقويب ؿبمد‪ "،‬فعالية اؼبوارد التمويل اؼبتاحة ؼبؤسسات التأمُت االجتماعي اعبزائرم ُب‬ ‫‪.9‬‬

‫ربقيق السبلمة اؼبالية لنظاـ الضماف االجتماعي"‪ ،‬كرقة مقدمة ُب ملتقى الدكيل‪ ،‬الصناعة التأمينية الواقع‬
‫العملي آفاؽ تطوير‪ ،‬ذبارب الدكؿ‪ ،‬اؼبنظم من قبل فرع العلوـ االقتصادية‪.‬‬
‫زيرمي نعيمة‪ ،‬أستاذة مساعدة كلية العلوـ االقتصادية كالتسيَت‪ ،‬اغبماية االجتماعية بُت اؼبفهوـ كاؼبخاطر‬ ‫‪.1‬‬

‫ك التطور ُب اعبزائر‪ ،‬اؼبلتقى الدكيل السابع حوؿ " الصناعة التأمينية الواقع العلمي كآفاؽ التطوير ذبارب‬
‫دكؿ "جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف‪،‬كلية العلوـ االقتصادية‪ .‬يومي‪ 11‬ك‪ 19‬ديسمرب ‪.9199‬‬
‫الطيب السماٌب" اإلطار القانوٍل للتأمينات االجتماعية ُب التشريع اعبزائرم كمشاكلو العملية"‪ ،‬ندكة‬ ‫‪.9‬‬

‫حوؿ مؤسسات التأمُت التكافلي كالتأمُت التقليدم بُت األسس النظرية كالتجربة التطبيقية‪ ،‬اعبزائر ‪90،‬‬
‫‪ 91‬أفريل‪9199‬‬
‫ؿبمد بن اضبد صاّب صاّب‪" ،‬التأمينات االجتماعية بُت اؼبفهوـ اؼبخاطر ك التطور كاآلثار"‪ ،‬كرقة مقدمة‬ ‫‪.1‬‬

‫ُب مؤسبر التأمينات االجتماعية بُت الواقع كاؼبأموؿ‪ ،‬جامعة األزىر‪ 91 ،‬أكتوبر‪9119‬‬
‫ؿبمد زيداف ك أ‪ .‬ؿبمد يعقويب‪ "،‬الصناعة التأمينية‪ ،‬الواقع العملي كآفاؽ التطوير‪ ،‬ذبارب الدكؿ"‪ ،‬اؼبلتقى‬ ‫‪.0‬‬

‫الدكيل السابع‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف‪ ،‬يومي‪ 1‬ك ‪ 9‬ديسمرب‪919 9‬‬
‫ملخص فعاليات الندكة الوطنية حوؿ اغبماية االجتماعية‪ ،‬اؼبنظمة من طرؼ كزارة العمل كاغبماية‬ ‫‪.1‬‬

‫االجتماعية‪ ،‬باؼبعهد الوطٍت للعمل سنة‪.9111‬‬


‫منظمة الصحة العاؼبية‪ ،‬التأمُت الصحي االجتماعي‪ ،‬التمويل الصحي اؼبستداـ‪ ،‬التغطية الشاملة كالتأمُت‬ ‫‪.2‬‬

‫الصحي االجتماعي‪ ،‬صبعية الصحة العاؼبية الثامنة كاػبمسوف‪ ،‬البند ‪ 99‬ك‪91‬من جدكؿ األعماؿ اؼبؤقت‪،‬‬
‫تقرير من األمانة العامة‪ .‬سنة (‪)9111‬‬
‫ؿبمد بن أضبد بن صاّب الصاّب‪ ،‬التأمينات االجتماعية بُت اؼبفهوـ كاؼبخاطر كالتطور كاآلثار‪ ،‬دراسة‬ ‫‪.3‬‬

‫تطبيقية على اؼبملكة العربية السعودية‪ ،‬مؤسبر التأمينات االجتماعية بُت الواقع كاؼبأموؿ‪ ،‬مركز صاّب عبد اهلل‬
‫كامل لبلقتصاد اإلسبلمي‪ ،‬جامعة األزىر‪ ،‬أكتوبر‪. 2002‬‬
‫ؾبموعة الندكات اؼبشًتكة بُت كزارة العدؿ ك صناديق الضماف االجتماعي‪9331‬‬ ‫‪.91‬‬

‫‪258‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫ المجالت‬:‫خامسا‬
‫ اعبزء الثاٍل‬.‫اجمللة القضائية –احملكمة العليا الغرفة االجتماعية –منازعات العمل كاألمراض اؼبهنية‬- .9
.9331 ‫سنة‬
.9113 ‫ عدد خاص‬،‫ ؾبلة احملاماة اؼبنظمة اعبهوية لنقابة احملامُت باتنة‬.9
‫ اعبزء الثاٍل‬.‫ اجمللة القضائية – احملكمة العليا الغرفة االجتماعية – منازعات العمل كاألمراض اؼبهنية‬.1
.9331 ‫سنة‬
‫ككيل صبهورية‬- ‫ اآلثار القانونية للشهادة الطبية‬،‫ محمد األمين صباحي‬-‫ العدد األكؿ‬،‫ ؾبلة احملكمة العليا‬.9
.22-21 ‫ ص ص‬، 9111 ، ‫ اعبزائر‬، ‫لدل ؿبكمة سيدم بلعباس‬
‫ باللغة الفرنسية‬.II
1- Les ouvrages
1. BERNARD BONNICI : « Politique et protection sociale », Ed : Presse
Universitaires de France, Paris.
2. DOMINIQUE LAMIOT & PIERRE-JEAN LANCRY : « La protection sociale :
les enjeux de la solidarité », Ed : Nathan, 1997, Paris
3. Hanouz mourad – khadir mohamed –precis de sécurité sociale – O.P.U ANNEE
1996
4. Hanouz Mourad et A HAKEM–précis de droit Médical– O.P.U EDITION 1992
5. Jacque doublet, sécurité social, presse universitaire de France 1964.
6. Kaid Nouara، le système de santé algérien entre efficacité et équité،thèse pour
doctorat d’état en sciences économiques، faculté des sciences économique et des
sciences commerciales et des gestion، Alger .2012
7. Kaid Tlilane N. ; Le système de santé algérien entre efficacité et équité :Essai
d’évaluation à travers la santé des enfants. Thèse de doctorat d’Etat en sciences
économiques, Université d’Alger, 2003
8. Lamri L. : Le système de sécurité sociale en Algérie : une approcheéconomique,
édition : OPU, Alger, 2004.
9. LARBI. LAMRI Le système de sécurité sociale en Algérie O.P.U Alger 2004

259
‫قائمة المصادر والمراجع‬

10.Nacer-Eddine HAMMOUDA ،Le système algérien de protection sociale : entre


bismarckien et beveridgien ،les cahiers du cread n°107-108 ،2014 Walid
MEROUANI .
2- Seminaires et colloques

1. Colloque sur «Travail et Protection Social de Nouvelle Articulation,Université


Pantheon.Assas.Paris II.17-18 NOVEMBRE 2016
2. Conférence mondial sur le financement de la protection social,bruxelle ,17-18-
2018 .
3. Kaid Tlilane Nouara et Cheurfa Taous ,La contractualisation externe dans les
hôpitaux en Algérie,Présentation générale des principales reformes de sécurité
sociale adaptées en algerie, séminaire technique sur « les reformes de la
sécurité sociale »,Alger les 25et 26 octobre 2010.
4. Présentation générale des principales reformes de sécurité sociale adaptées en
Algérie, séminaire technique sur «les reformes de la sécurité sociale»,Alger,les
25et 26 octobre 2010.
5. Rahime Brahmi,transition sanitaire en Algérie de défis de financement de
l’assurance maladie ,colloque international sur « les politiques de santé » alger
,18-19 janvier 2014.
6. Ziani Lila,Ziani Zoulikha, Séminaire sur " le rôle de la sécurité sociale dans le
financement de la sante en Algérie ",université Abde Rahmane mira,Bejaia,3-
4 décembre 2012.

260
‫المالحق‬
‫المالحق‬

‫‪ -2‬فهــرس زمــني لقوانين و مراسيم و أوامر التأمينات االجتماعية‬


‫المصدر ‪ -‬قانون الضمان اإلجتماعي (نصوص تشريعية و تنظيمية) الطبعة ‪ 4‬سنة ‪ 3122‬المعهد الوطني للعمل‪.‬‬
‫‪2:94‬‬
‫‪ /9‬القانوف رقم ‪ 99/21‬اؼبؤرخ ُب يوليو ‪ 9321‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية‪ ،‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 92‬لسنة‬
‫‪ ،9321‬استدراؾ اعبريدة الرظبية عدد ‪ 11‬لسنة ‪ 9321‬اؼبعدؿ كاؼبتمم بػ‪:‬‬
‫‪ ‬اؼبرسوـ التشريعي رقم ‪ 19-39‬اؼبؤرخ ُب ‪ 99‬أفريل ‪ ،9339‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 91‬لسنة ‪.9339‬‬
‫‪ ‬األمر رقم ‪ 91-30‬مؤرخ ُب ‪ 0‬يوليو ‪ ،9330‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 99‬لسنة ‪.9330‬‬
‫‪ /9‬القانوف رقم ‪ 99-21‬مؤرخ ُب ‪ 9‬يوليو سنة ‪ 9321‬اؼبتعلق بالتقاعد‪ ،‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 92‬لسنة ‪،9321‬‬
‫استدراؾ اعبريدة الرظبية عدد ‪ 11‬لسنة ‪ ،9321‬اؼبعدؿ كاؼبتمم بػ‪:‬‬
‫‪ ‬اؼبرسوـ التشريعي رقم ‪ 11-39‬اؼبؤرخ ُب ‪ 99‬أفريل ‪ ،9339‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 91‬لسنة ‪.9339‬‬
‫‪ ‬األمر رقم ‪ 92-30‬مؤرخ ُب ‪ 0‬يوليو ‪ ،9330‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 99‬لسنة ‪.9330‬‬
‫‪ ‬األمر رقم ‪ 91-31‬اؼبؤرخ م ‪ 19‬مايو ‪ ،9331‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 12‬لسنة ‪.9331‬‬
‫‪ ‬القانوف رقم ‪ 11-33‬اؼبؤرخ ُب ‪ 99‬مارس ‪ ،9333‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 91‬لسنة ‪.9333‬‬
‫‪ /1‬القانوف رقم ‪ 91-21‬مؤرخ ُب ‪ 9‬يوليو لسنة ‪ 9321‬يتعلق حبوادث العمل كاألمراض اؼبهنية‪ ،‬اعبريدة الرظبية‬
‫عدد ‪ 92‬لسنة ‪ ،9321‬اؼبعدؿ كاؼبتمم بػ‪:‬‬
‫‪ ‬األمر رقم ‪ 93-30‬مؤرخ ‪ 0‬يوليو ‪ ،9330‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 99‬لسنة ‪.9330‬‬
‫‪ /9‬القانوف رقم ‪ 99-21‬اؼبؤرخ ُب ‪ 9‬يوليو ‪ 9321‬يتعلق بإلتزامات اؼبكلفُت ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‪،‬‬
‫اعبريدة الرظبية عدد ‪ 92‬لسنة ‪ ،9321‬اؼبعدؿ كاؼبتمم بػ‪:‬‬
‫‪ ‬القانوف رقم ‪ 91-20‬مؤرخ ُب ‪ 93‬ديسمرب ‪ 9320‬يتضمن قانوف اؼبالية لسنة ‪ ،9321‬اعبريدة‬
‫الرظبية عدد ‪ 11‬لسنة ‪.9320‬‬
‫‪ ‬القانوف رقم ‪ 99-32‬اؼبؤرخ ُب ‪ 19‬ديسمرب ‪ 9332‬يتضمن قانوف اؼبالية لسنة ‪ ،9333‬اعبريدة‬
‫الرظبية عدد ‪ 32‬لسنة ‪.9332‬‬
‫‪ ‬القانوف رقم ‪ 91-19‬اؼبؤرخ ُب ‪ 91‬نوفمرب ‪ ،9119‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 19‬لسنة ‪.9119‬‬
‫‪ /1‬قانوف رقم ‪ 91-21‬مؤرخ ُب ‪ 9‬يوليو ‪ 9321‬يتعلق باؼبنازعات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‪ ،‬اعبريدة الرظبية‬
‫عدد ‪ 92‬لسنة ‪ ،9321‬اؼبعدؿ كاؼبتمم بػ‪:‬‬
‫‪ ‬القانوف رقم ‪ 91-20‬اؼبؤرخ ُب ‪ 93‬ديسمرب ‪ 9320‬يتضمن قانوف اؼبالية لسنة ‪ ،9321‬اعبريدة‬
‫الرظبية عدد لسنة ‪.9320‬‬
‫‪ ‬القانوف رقم ‪ 91-33‬اؼبؤرخ ُب ‪ 99‬نوفمرب ‪ ،9333‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 21‬لسنة ‪.9333‬‬

‫‪262‬‬
‫المالحق‬

‫‪2:95‬‬
‫‪ /0‬مرسوـ رقم ‪ 91-29‬مؤرخ ُب ‪ 99‬فرباير ‪ 9329‬وبدد كيفيات تطبيق العنواف الثاٍل من القانوف رقم ‪99-21‬‬
‫اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية‪ ،‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 1‬لسنة ‪ ،9329‬معدؿ كمتمم بػ‪:‬‬
‫‪ ‬مرسوـ رقم ‪ 913-22‬مؤرخ ُب ‪ 92‬أكتوبر ‪ ،9322‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 99‬لسنة ‪.9322‬‬
‫‪2:96‬‬
‫‪ /1‬مرسوـ رقم ‪ 11-21‬مؤرخ ُب ‪ 3‬فرباير ‪ 9321‬وبدد قائمة العماؿ اؼبشبهُت باألجراء ُب ؾباؿ الضماف‬
‫االجتماعي‪ ،‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 3‬لسنة ‪ ،9321‬معدؿ كمتمم بػ‪:‬‬
‫‪ ‬مرسوـ تنفيذم رقم ‪ 919-39‬مؤرخ ُب ‪ 0‬يوليو ‪ ،9339‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 19‬لسنة ‪.9339‬‬
‫‪ /2‬مرسوـ رقم ‪ 19-21‬مؤرخ ُب ‪ 3‬فرباير ‪ 9321‬وبدد اشًتاكات الضماف االجتماعي ألصناؼ خاصة من‬
‫اؼبؤمن ؽبم اجتماعيا‪ ،‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 3‬لسنة ‪ ،9321‬معدؿ كمتمم بػ‪:‬‬
‫‪ ‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 911-39‬مؤرخ ُب ‪ 0‬يوليو ‪ ،9339‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 19‬لسنة ‪.9339‬‬
‫‪ ‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 911-39‬مؤرخ ُب ‪ 99‬ديسمرب ‪ ،9339‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 21‬لسنة ‪.9339‬‬
‫‪ ‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 13-32‬مؤرخ ُب ‪ 91‬فرباير ‪ ،9332‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 99‬لسنة ‪.9332‬‬
‫‪ /3‬مرسوـ رقم ‪ 11-21‬مؤرخ ُب ‪ 3‬فرباير ‪ 9321‬يتعلق بالضماف االجتماعي لؤلشخاص غَت األجراء الذين‬
‫يبارسوف عمبل مهنيا‪ ،‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 3‬لسنة ‪ ،9321‬معدؿ كمتمم بػ‪:‬‬
‫‪ ‬مرسوـ تنفيذم رقم ‪ 919-30‬مؤرخ ُب ‪ 11‬نوفمرب ‪ ،9330‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 19‬لسنة ‪.9330‬‬
‫‪ /91‬مرسوـ رقم ‪ 999-21‬مؤرخ ُب ‪ 91‬أكت ‪ 9321‬وبدد شركط التكفل خبدمات الضماف االجتماعي‬
‫اؼبستحقة للمؤمن ؽبم الذين يعملوف أك يتكونوف ُب اػبارج‪ ،‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 11‬لسنة ‪.9321‬‬
‫‪2:99‬‬
‫‪ /99‬مرسوـ رقم ‪ 913-22‬مؤرخ ُب ‪ 92‬أكتوبر ‪ 9322‬يعدؿ كيتمم اؼبرسوـ رقم ‪ 91-29‬اؼبؤرخ ُب ‪99‬‬
‫فرباير ‪ 9329‬الذم حدد كيفيات تطبيق العنواف الثاٍل من القانوف رقم ‪ 99/21‬اؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية‪،‬‬
‫اعبريدة الرظبية عدد ‪ 99‬لسنة ‪.9322‬‬
‫‪2::2‬‬
‫‪ /99‬مرسوـ تنفيذم رقم ‪ 113-39‬مؤرخ ُب ‪ 92‬سبتمرب ‪ 9339‬يتعلق يدفع التعويضات اليومية اػباصة‬
‫بالتأمينات عن اؼبرض كالوالدة كحوادث العمل كاألمراض اؼبهنية من قبل اؽبيئات اؼبستخدمة غبساب الصندكؽ‬
‫الوطٍت للتأمينات االجتماعية كحوادث العمل كاألمراض اؼبهنية‪ ،‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 91‬لسنة ‪.9339‬‬
‫‪2::3‬‬
‫‪ /91‬مرسوـ تنفيذم رقم ‪ 11-39‬مؤرخ ُب ‪ 9‬يناير ‪ 9339‬يتضمن الوضع القانوٍل لصناديق الضماف‬
‫االجتماعي كالتنظيم اإلدارم كاؼبايل للضماف االجتماعي‪ ،‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 9‬لسنة ‪ ،9339‬معدؿ كمتمم بػ‪:‬‬

‫‪263‬‬
‫المالحق‬

‫‪ ‬مرسوـ تنفيذم رقم ‪ 03-11‬مؤرخ ُب ‪ 0‬فرباير ‪ ،9111‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 99‬لسنة ‪.9111‬‬
‫‪ /99‬مرسوـ تنفيذم رقم ‪ 991-39‬مؤرخ ُب ‪ 0‬يوليو ‪ ،9339‬يعدؿ كيتمم اؼبرسوـ رقم ‪ 11-21‬الذم وبدد‬
‫قائمة العماؿ اؼبشبهُت باألجراء ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‪ ،‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 19‬لسنة ‪.9339‬‬
‫‪2::5‬‬
‫‪ /91‬مرسوـ تشريعي رقم ‪ 19-39‬مؤرخ ُب ‪ 99‬أبريل ‪ 9339‬يعدؿ كيتمم القانوف رقم ‪ 99/21‬اؼبتعلق‬
‫بالتأمينات االجتماعية‪ ،‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 91‬لسنة ‪.9339‬‬
‫‪ /90‬مرسوـ تشريعي رقم ‪ 99-39‬مؤرخ ُب ‪ 90‬مايو ‪ 9339‬وبدد نسبة االشًتاؾ ُب الضماف االجتماعي‪،‬‬
‫اعبريدة الرظبية عدد ‪ 19‬لسنة ‪.9339‬‬
‫‪ /91‬مرسوـ تنفيذم رقم ‪ 921-39‬مؤرخ ُب ‪ 0‬يوليو ‪ 9339‬وبدد توزيع نسبة االشًتاؾ ُب الضماف‬
‫االجتماعي‪ ،‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 99‬لسنة ‪.9339‬‬
‫‪ /92‬مرسوـ تنفيذم رقم ‪ 911-39‬مؤرخ ُب ‪ 99‬ديسمرب ‪ 9339‬يعدؿ كيتمم اؼبرسوـ رقم ‪ 19-11‬اؼبؤرخ ُب‬
‫‪ 3‬فرباير ‪ 9321‬الذم وبدد اشًتاكات الضماف االجتماعي ألصناؼ خاصة من اؼبؤمن ؽبم اجتماعيا‪ ،‬اعبريدة‬
‫الرظبية عدد ‪ 21‬لسنة ‪.9339‬‬
‫‪2::7‬‬
‫‪ /93‬قرار كزارم مشًتؾ مؤرخ ُب ‪ 1‬مايو ‪ 9330‬وبدد قائمة األمراض اليت وبتمل أف يكوف مصدرىا مهنيا‬
‫كملحقيو ‪ ،9 ،9‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 90‬لسنة ‪.9331‬‬
‫‪ /91‬أمر رقم ‪ 91-30‬مؤرخ ُب ‪ 11‬نوفمرب ‪ 9330‬يعدؿ كيتمم اؼبرسوـ رقم ‪ 11-21‬مؤرخ ُب ‪ 3‬فرباير‬
‫‪ 9321‬اؼبتعلق بالضماف االجتماعي لؤلشخاص غَت األجراء الذين يبارسوف عمبل مهنيا‪ ،‬اعبريدة الرظبية عدد ‪19‬‬
‫لسنة ‪.9330‬‬
‫‪ /99‬مرسوـ تنفيذم رقم ‪ 919-30‬مؤرخ ُب ‪ 11‬نوفمرب ‪ 9330‬يعدؿ كيتمم اؼبرسوـ رقم ‪ 11-21‬مؤرخ ُب ‪3‬‬
‫فرباير ‪ 9321‬اؼبتعلق بالضماف االجتماعي لؤلشخاص غَت األجراء الذين يبارسوف عمبل مهنيا‪ ،‬اعبريدة الرظبية عدد‬
‫‪ 19‬لسنة ‪.9330‬‬
‫‪2::8‬‬
‫‪ /99‬مرسوـ تنفيذم رقم ‪ 919-31‬مؤرخ ُب ‪ 2‬ديسمرب ‪ 9331‬وبدد االتفاقية النموذجية اليت هبب أف تتطابق‬
‫مع أحكامها االتفاقية اؼبربمة بُت صناديق الضماف االجتماعي كالصيدليات‪ ،‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 29‬لسنة‬
‫‪.9331‬‬
‫‪2::9‬‬
‫‪ /91‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 13-32‬مؤرخ ُب ‪ 91‬فرباير ‪ 9332‬يعدؿ كيتمم اؼبرسوـ رقم ‪ 19-21‬اؼبؤرخ ُب ‪3‬‬
‫فرباير ‪ 9321‬الذم وبدد اشًتاكات الضماف االجتماعي ألصناؼ خاصة عن اؼبؤمن ؽبم اجتماعيا‪ ،‬اعبريدة الرظبية‬

‫‪264‬‬
‫المالحق‬

‫عدد ‪ 99‬لسنة ‪.9332‬‬


‫‪2:::‬‬
‫‪ /99‬قانوف رقم ‪ 19-33‬مؤرخ ُب ‪ 99‬مارس ‪ 9333‬يعدؿ كيتمم اؼبرسوـ التشريعي رقم ‪ 99-39‬اؼبؤرخ ُب‬
‫‪ 90‬مايو ‪ 9339‬كالذم وبدد نسبة االشًتاؾ م الضماف االجتماعي‪ ،‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 91‬لسنة ‪.9333‬‬
‫‪ /91‬القانوف رقم ‪ 11-33‬اؼبؤرخ ُب ‪ 1‬أبريل ‪ 9333‬الذم يتعلق باجملاىد كالشهيد‪ ،‬اعبريدة الرظبية عدد ‪91‬‬
‫لسنة ‪.9333‬‬
‫‪ /90‬مرسوـ تنفيذم رقم ‪ 999-33‬مؤرخ ُب ‪ 99‬يونيو ‪9333‬يعدؿ كيتمم اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪921-39‬‬
‫اؼبؤرخ ُب ‪ 0‬يوليو ‪ 9339‬كالذم وبدد نسبة االشًتاؾ ُب الضماف االجتماعي‪ ،‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 99‬لسنة‬
‫‪.9333‬‬
‫‪ /91‬قانوف رقم ‪ 91-33‬مؤرخ ُب ‪ 99‬نوفمرب ‪ 9333‬يعدؿ كيتمم القانوف رقم ‪ 91-21‬اؼبؤرخ م ‪ 9‬يوليو‬
‫‪ 9321‬كاؼبتعلق باؼبنازعات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‪ ،‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 21‬لسنة ‪.9333‬‬
‫‪3111‬‬
‫‪ /92‬مرسوـ تنفيذم رقم ‪ 11-9111‬مؤرخ ُب ‪ 9‬مارس سنة ‪ ،9111‬يعدؿ كيتمم اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪-39‬‬
‫‪ 921‬اؼبؤرخ ُب ‪ 0‬يوليو سنة ‪ ، 9339‬كالذم وبدد توزيع نسبة االشًتاؾ ُب الضماف االجتماعي‪ ،‬اعبريدة الرظبية‬
‫عدد ‪ 91‬لسنة ‪.9111‬‬
‫‪3115‬‬
‫‪ /93‬مرسوـ تنفيذم رقم ‪ 999-19‬مؤرخ ُب ‪ 91‬أبريل ‪ 9119‬وبدد كيفيات التمثيل كالتعيُت ككذا قواعد سَت‬
‫عباف الطعن اؼبسبق ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‪ ،‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 91‬لسنة ‪.9119‬‬
‫‪ /11‬مرسوـ تنفيذم رقم ‪ 911-19‬مؤرخ ُب ‪ 3‬أكت ‪ ،9119‬وبدد تشكيلة اللجنة التقنية ذات الطابع الطيب‬
‫كصبلحياهتا ككيفيات سَتىا‪ ،‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 11‬لسنة ‪.9119‬‬
‫‪ /19‬قانوف رقم ‪ 91-19‬مؤرخ ُب ‪ 91‬نوفمرب ‪ ،9119‬يعدؿ كيتمم القانوف رقم ‪ 99-21‬اؼبؤرخ ُب يوليو سنة‬
‫‪ 9321‬كاؼبتعلق بالتزامات اؼبكلُت ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي‪ ،‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 19‬لسنة ‪.9119‬‬
‫‪3116‬‬
‫‪ /19‬مرسوـ تنفيذم رقم ‪ 919-11‬مؤرخ ُب ‪ 1‬مايو ‪ 9111‬وبدد شركط سَت اؼبراقبة الطبية للمؤمن ؽبم‬
‫اجتماعيا‪ ،‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 11‬لسنة ‪.9111‬‬
‫‪ /11‬مرسوـ تنفيذم رقم ‪ 911-11‬مؤرخ ُب ‪ 91‬يوليو سنة ‪ ،9111‬يتضمن كيفيات إعداد اؼبدكنة العامة‬
‫لؤلعماؿ اؼبهنية لؤلطباء كالصيادلة كجراحو األسناف كاؼبساعدين الطبيُت كتسيَتىا‪ ،‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 19‬لسنة‬
‫‪.9111‬‬
‫‪ /19‬مرسوـ تنفيذم رقم ‪ 911-11‬مؤرخ ُب ‪ 2‬نوفمرب سنة ‪ ،9111‬وبدد قواعد تعيُت أعضاء اللجنة الوالئية‬

‫‪265‬‬
‫المالحق‬

‫للعجز ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي ككيفيات سَتىا‪ ،‬اعبريدة الرظبية عدد ‪ 19‬لسنة ‪.9111‬‬
‫‪3119‬‬
‫‪ /11‬القانوف رقم ‪ 12-12‬مؤرخ ُب ‪ 90‬صفر عاـ ‪ 9993‬اؼبوافق ‪ 91‬فرباير سنة ‪ 9112‬اؼبتعلق باؼبنازعات ُب‬
‫ؾباؿ الضماف االجتماعي (اعبريدة الرظبية عدد ‪ 99‬الصادرة ُب ‪ 9‬مارس ‪.)9112‬‬
‫‪ /10‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 991-12‬مؤرخ ُب ‪ 90‬ذم اغبجة عاـ ‪ 9993‬اؼبوافق ‪ 99‬ديسمرب ‪ ،9112‬وبدد‬
‫أعضاء اللجاف احمللية للطعن اؼبسبق مؤىلة ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي كتنظيمها كسَتىا‪.‬‬
‫‪ /11‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 990-12‬مؤرخ ُب ‪ 90‬ذم اغبجة عاـ ‪ 9993‬اؼبوافق ‪ 99‬ديسمرب سنة ‪،9112‬‬
‫وبدد تشكيلة اللجاف الوطنية للطعن اؼبسبق اؼبؤىلة ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي كتنظيمها كسَتىا‪.‬‬
‫(‪ )11-10‬اعبريدة الرظبية العدد األكؿ الصادرة ُب ‪ 0‬يناير ‪.9113‬‬
‫‪311:‬‬
‫‪ /12‬قرار مؤرخ ُب ‪ 93‬ؿبرـ عاـ ‪ 9911‬اؼبوافق ‪ 90‬يناير سنة ‪، 9113‬يعدؿ كيتمم القرار ‪91‬اؼبؤرخ ُب صبادل‬
‫االكؿ عاـ ‪ 9991‬اؼبوافق ‪ 99‬يونيو سنة ‪ 9110‬الذم وبدد شركط إنشاء اؽبياكل اؼبكلفة بالعماؿ الصحية‬
‫ك اعبتماعية ؽبيئات الضماف االجتماعي ك تنظيمها كسَتىا ك سبويلها‪.‬‬
‫‪/13‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 19-13‬مؤرخ ُب ‪ 99‬صفر عاـ ‪ 9911‬اؼبوافق ‪ 11‬فرباير سنة ‪ ،9113‬وبدد عدد‬
‫أعضاء اللجنة التقنية ذات الطابع الطيب كتنظيمها كسَتىا‪.‬‬
‫‪ /91‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 11-13‬مؤرخ ُب ‪ 99‬صفر عاـ ‪ 9911‬اؼبوافق ‪ 11‬فرباير سنة ‪ ،9113‬وبدد‬
‫تشكيلة عبنة العجز الوالئية اؼبؤىلة ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي كتنظيمها كسَتىا‪.‬‬

‫‪3121‬‬
‫‪ /99‬قرار مؤرخ ُب ‪ 92‬ربيع األكؿ عاـ ‪ 9919‬اؼبوافق ‪ 99‬مارس سنة ‪ ،9191‬يعدؿ ك يتمم القرار اؼبؤرخ ُب‬
‫صبادل األكؿ عاـ ‪ 9911‬اؼبوافق ‪ 91‬مايو سنة ‪ 9113‬ك اؼبتضمن التنظيم الداخلي للصندكؽ الوطٍت للعطل‬
‫اؼبدفوعة األجر ك البطالة الناصبة عن سوء األحواؿ اعبوية ُب قطاعات البناء ك الشغاؿ العمومية ك الرم‪.‬‬
‫‪ /99‬مرسوـ تنفيذم رقم ‪ 19-91‬مؤرخ ُب ‪ 91‬صفر عاـ ‪ 9919‬اؼبوافق ‪ 19‬يناير سنة ‪ ،9191‬وبدد كيفيات‬
‫تطبيق التخفيضات ُب حصة اشًتاؾ أصحاب العمل ُب الضماف االجتماعي بعنواف ترقية الشغل ‪.‬‬
‫‪ /91‬مرسوـ تنفيذم رقم ‪ 990-91‬مؤرخ ُب ‪ 11‬صبادل األكؿ عاـ‪ 9919‬اؼبوافق ‪ 92‬ابريل سنة ‪،9191‬‬
‫وبدد مضموف البطاقة االلكًتكنية للمؤمن لو اجتماعيا ك اؼبفاتيح االلكًتكنية ؽبياكل العبلج ك ؼبهٍت الصحة ك شركط‬
‫تسليمها ك استعماؽبا ك ذبديدىا‪.‬‬
‫‪ /91‬مرسوـ تنفيذم رقم ‪ 993-91‬مؤرخ ُب ‪ 99‬صبادل األكؿ عاـ‪ 9919‬اؼبوافق ‪ 93‬ابريل سنة ‪9191‬‬
‫يعدؿ اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪922-39‬مؤرخ ُب ‪9 0‬ؿبرـ عاـ‪ 9991‬اؼبوافق ‪ 0‬يوليو سنة ‪ 9339‬كاؼبتضمن‬

‫‪266‬‬
‫المالحق‬

‫القانوف األساسي للصندكؽ الوطٍت للتامُت عن البطالة‪.‬‬


‫‪ /99‬قرار مؤرخ ُب ‪ 1‬رمضاف عاـ ‪ 9919‬اؼبوافق ‪ 91‬غشت سنة‪ 9191‬يعدؿ ك يتمم القرار اؼبؤرخ ُب ‪3‬ذم‬
‫اغبجة عاـ ‪ 9991‬اؼبوافق ‪ 90‬ابريل سنة ‪ 9191‬ك اؼبتضمن التنظيم الداخلي للصندكؽ الوطٍت للتقاعد‪.‬‬
‫‪ /91‬قرار مؤرخ ُب ‪ 99‬شعباف عاـ ‪ 9919‬اؼبوافق ‪ 99‬يوليو سنة‪ 9191‬يعدؿ ك يتمم القرار اؼبؤرخ ُب ‪92‬صفر‬
‫عاـ ‪ 9993‬اؼبوافق ‪ 0‬مارس سنة ‪ 9112‬الذم وبدد التسعَتات اؼبرجعية اؼبعتمدة كأساس لتعويض األدوية ك‬
‫كيفيات تطبيقها‪.‬‬
‫‪ /90‬قرار مؤرخ ُب ‪ 1‬رمضاف عاـ ‪ 9919‬اؼبوافق ‪ 91‬غشت سنة‪ 9191‬يعدؿ ك يتمم القرار اؼبؤرخ ُب‬
‫‪3‬رمضاف عاـ ‪ 9991‬اؼبوافق ‪ 92‬يناير سنة ‪ 9331‬كاؼبتضمن التنظيم الداخلي للصندكؽ الوطٍت للضماف‬
‫االجتماعي لغَت األجراء‪.‬‬
‫‪3122‬‬
‫‪ /91‬قرار مؤرخ ُب ‪ 1‬صفر عاـ ‪ 9919‬اؼبوافق‪ 2‬يناير غشت سنة‪ 9199‬يعدؿ ك يتمم القرار اؼبؤرخ ُب ‪99‬ذم‬
‫اغبجة عاـ ‪ 9992‬اؼبوافق ‪ 99‬مارس سنة ‪ 9332‬كاؼبتضمن التنظيم الداخلي للصندكؽ الوطٍت للتأمينات‬
‫االجتماعية للعماؿ األجراء‪.‬‬
‫‪ / /92‬قانوف رقم ‪ 12-99‬مؤرخ ُب ‪ 1‬رجب عاـ ‪ 9919‬اؼبوافق ‪ 1‬يونيو ‪ 9199‬يعدؿ كيتمم القانوف ‪-21‬‬
‫‪99‬اؼبؤرخ ُب ‪ 99‬رمضاف ‪ 9911‬اؼبوافق ‪ 9‬يوليو سنة ‪9321‬كاؼبتعلق بالتأمينات االجتماعية‪.‬‬
‫‪3126‬‬
‫‪ -93‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 289-15‬مؤرخ ُب ‪ 02‬صفر عاـ ‪1437‬اؼبوافق ‪ 14‬فرباير سنة‬
‫‪ ،2015‬يتعلق بالضماف االجتماعي لغَت األجراء الذين يبارسوف نشاطا غبساهبم اػباص‪.‬‬
‫‪3129‬‬
‫‪ -11‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 191-92‬مؤرخ ُب ربيع الثاٍل عاـ ‪9991‬اؼبوافق ‪ 91‬ديسمرب سنة‬
‫‪ ،9192‬وبدد كيفيات التصريح لدل نظاـ الضماف االجتماعي لغَت األجراء يبارسوف نشاطا ذباريا‬
‫غبساهبم اػباص‪.‬‬
‫‪312:‬‬
‫اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 913-93‬مؤرخ ُب ‪19‬ؿبرـ اؼبوافق ‪ 9‬سبتمرب سنة ‪ 9193‬وبدد مبلع عبلكة‬
‫الدراسة ‪.‬‬
‫‪3133‬‬
‫اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 999-99‬مؤرخ ُب ‪ 99‬شعباف عاـ ‪9991‬اؼبوافق ‪ 91‬مارس سنة ‪،9199‬‬
‫يعدؿ اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 289-15‬مؤرخ ُب ‪ 02‬صفر عاـ ‪1437‬اؼبوافق ‪ 14‬فرباير سنة‬

‫‪267‬‬
‫المالحق‬

‫‪ ،2015‬يتعلق بالضماف االجتماعي لغَت األجراء الذين يبارسوف نشاطا غبساهبم اػباص‪.‬‬

‫مؤتمر العمل الدولي‬ ‫‪-2‬‬


‫االتفاقية رقم ‪213‬‬
‫‪Convention No. 102‬‬
‫اتفاقية بشأن المعايير الدنيا للضمان االجتماعي‬
‫إف اؼبؤسبر العاـ ؼبنظمة العمل الدكلية‪ ،‬كقد دعاه ؾبلس إدارة مكتب العمل الدكيل إىل االنعقاد ُب جنيف‪ ،‬حيث‬
‫عقد دكرتو اػبامسة؛ كالثبلثُت ُب ‪ 4‬حزيراف ‪/‬يونيو ‪9319‬‬
‫كإذ قرر اعتماد بعض اؼبقًتحات اؼبتعلقة باؼبعايَت الدنيا للضماف االجتماعي‪ ،‬كالواردة ضمن البند اػبامس ُب‬
‫جدكؿ أعماؿ ىذه الدكرة؛ كإذ عزـ على أف تأخذ ىذه اؼبقًتحات شكل اتفاقية دكلية‪ ،‬يعتمد ُب ىذا اليوـ الثامن‬
‫كالعشرين من حزيراف ‪/‬يونيو عاـ اثنُت كطبسُت كتسعمائة كألف االتفاقية التالية اليت ستسمى اتفاقية الضماف‬
‫االجتماعي) اؼبعايَت الدنيا(‪9319 ،‬‬
‫الجزء األول أحكام عامة‪-‬‬
‫المادة ‪2‬‬
‫‪ -9‬في مفهوم ىذه االتفاقية‪:‬‬
‫)أ (يعٍت تعبَت" اؼبقررة "اليت تقضي هبا القوانُت أك اللوائح الوطنية أك احملددة دبوجبها؛‬
‫)ب (يعٍت تعبَت" اإلقامة "اإلقامة العادية ُب أراضي الدكلة العضو‪ ،‬كتعبَت" مقيم "الشخص الذم يقيم إقامة‬
‫عادية ُب أراضي الدكلة العضو؛‬
‫)ج (يعٍت تعبَت" الزكجة "أم امرأة يعوؽبا زكجها؛‬
‫)د (يعٍت تعبَت" األرملة "اؼبرأة اليت كاف يعوؽبا زكجها كقت كفاتو؛‬
‫)ق (يعٍت تعبَت" الطفل "أم طفل دكف سن إهناء الدراسة أك دكف سن اػبامسة عشر‪ ،‬حسبما قد يكوف مقرران؛‬
‫)ك (يعٍت تعبَت" اؼبدة اؼبؤىلة "مدة االشًتاؾ أك مدة االستخداـ أك مدة اإلقامة أك أم تركيبة من ىذه اؼبدد على‬
‫النحو اؼبقرر‪.‬‬
‫‪ -2‬يعٍت تعبَت" اإلعانات "ُب اؼبواد ‪ 51‬ك ‪ 44‬ك ‪ 49‬إما اإلعانات اؼبباشرة اليت تقدـ ُب شكل رعاية‪ ،‬أك‬
‫اإلعانات غَت اؼبباشرة اليت تتمثل ُب تسديد اؼبصاريف اليت ربملها الشخص اؼبعٍت‪.‬‬
‫المادة‪2‬‬
‫تلتزـ كل دكلة عضو تسرم فيها ىذه االتفاقية‪:‬‬
‫)أ ( بأف تطبق‪:‬‬

‫‪268‬‬
‫المالحق‬

‫"‪ -"2‬الجزء األول؛‬


‫"‪ "2‬ثبلثة أجزاء على األقل من بُت األجزاء الثاٍل كالثالث كالرابع كاػبامس كالسادس كالسابع كالثامن كالتاسع‬
‫كالعاشر‪ ،‬على أف تشمل على األقل كاحدان من األجزاء الرابع كاػبامس كالسادس كالتاسع كالعاشر؛‬
‫"‪ " 1‬األحكاـ ذات الصلة الواردة ُب األجزاء اغبادم عشر كالثاٍل عشر كالثالث عشر؛‬
‫"‪ "4‬الجزء الرابع عشر؛‬
‫)ب ( ربدد كل دكلة عضو ُب تصديقها األجزاء اليت تقبل التزامات االتفاقية بشأهنا من األجزاء الثاٍل إىل‬
‫العاشر‪.‬‬
‫المادة ‪4‬‬
‫‪ -9‬هبوز ألم دكلة عضو مل يتطور اقتصادىا كتسهيبلهتا الطبية التطور الكاُب أف تستفيد‪ ،‬بإعبلف ترفقو‬
‫بتصديقها‪ ،‬من االستثناءات اؼبؤقتة اليت تسمح هبا اؼبواد التالية ‪( 3 :‬د)‪( 91 ،)9( 99 ،‬د)‪99 ،)9( 92 ،‬‬
‫(ج)‪( 91 ،‬د)‪( 11 ،‬ب)‪( 99 ،)1( 19 ،‬د)‪( 92 ،‬ج)‪( 11 ،‬د)‪( 09 ،‬د)‪ ،‬إذا رأت السلطة اؼبختصة‬
‫ضركرة لذلك كطواؿ بقائها على ىذا الرأم‪.‬‬
‫‪ -2‬تورد كل دكلة عضو قدمت إعبلنان كفقان للفقرة ‪ 9‬من ىذه اؼبادة‪ُ ،‬ب تقريرىا السنوم عن تطبيق ىذه‬
‫االتفاقية‪ ،‬كاؼبقدـ دبوجب اؼبادة ‪ 22‬من دستور منظمة العمل الدكلية‪ ،‬بيانان خبصوص كل استثناء أفادت منو‬
‫يبُت‪:‬‬
‫)أ ( أف السبب الذم دفعها إىل االستثناء ما زاؿ قائمان؛‬
‫)ب ( أهنا تتنازؿ عن حقها ُب اإلفادة من االستثناء اؼبذكور من تاريخ معُت‪.‬‬
‫المادة‪4‬‬
‫‪ -9‬هبوز ألم دكلة عضو صدقت على ىذه االتفاقية أف زبطر اؼبدير العاـ ؼبكتب العمل الدكيل‪ُ ،‬ب كقت الحق‪،‬‬
‫بأهنا تقبل االلتزامات الناشئة عن االتفاقية خبصوص كاحد أك أكثر من األجزاء الثاٍل إىل العاشر اليت مل ربددىا‬
‫من قبل ُب تصديقها‪.‬‬
‫‪ -9‬تعترب التعهدات اؼبشار إليها ُب الفقرة ‪ 9‬من ىذه اؼبادة جزء ان ال يتجزأ من التصديق كتكوف ؽبا قوة التصديق‬
‫من تاريخ اإلخطار‪.‬‬
‫المادة ‪6‬‬
‫حيثما يطلب من الدكلة العضو‪ ،‬ألغراض االلتزاـ بأم من األجزاء من الثاٍل إىل العاشر من ىذه االتفاقية اليت‬
‫يغطيها التصديق‪ ،‬ضباية فئات ؿبددة من األشخاص تشكل ما ال يقل عن نسبة مئوية ؿبددة من اؼبستخدمُت أك‬
‫اؼبقيمُت‪ ،‬على الدكلة العضو أف تتحقق من بلوغ النسبة اؼبئوية اؼبذكورة قبل أف تتعهد بااللتزاـ بأم جزء من ىذه‬
‫األجزاء‪.‬‬

‫‪269‬‬
‫المالحق‬

‫المادة ‪7‬‬
‫هبوز ألم دكلة عضو‪ ،‬ألغراض االلتزاـ باعبزء الثاٍل أك الثالث أك الرابع أك اػبامس أك الثامن ) فيما يتعلق‬
‫بالرعاية الطبية ( أك التاسع أك العاشر من ىذه االتفاقية‪ ،‬أف تأخذ ُب اعتبارىا اغبماية اليت توفرىا عن طريق‬
‫التأمُت كاليت كإف مل تكن القوانُت أك اللوائح الوطنية ذبعلها إلزامية بالنسبة لؤلشخاص احملميُت‪ ،‬إال أهنا‪:‬‬
‫)أ (زبضع إلشراؼ السلطات العامة أك تقوـ بإدارهتا‪ ،‬دبا يتفق مع اؼبعايَت اؼبقررة‪ ،‬إدارة مشًتكة بُت أصحاب‬
‫العمل كالعماؿ؛‬
‫)ب (تغطي نسبة كبَتة من األشخاص الذين ال تتجاكز دخوؽبم دخوؿ اؼبستخدمُت اليدكيُت اؼبهرة‬
‫الذكور؛‬
‫)ج (تتفق‪ ،‬إىل جانب أشكاؿ اغبماية األخرل عند االقتضاء‪ ،‬مع أحكاـ االتفاقية ذات الصلة‪.‬‬
‫الجزء الثاني ‪ -‬الرعاية الطبية‬
‫المادة ‪8‬‬
‫تكفل كل دكلة عضو يسرم فيها ىذا اعبزء من االتفاقية توفَت إعانة لؤلشخاص احملميُت إذا كانت حالتهم‬
‫تقتضي رعاية طبية من النوع الوقائي أك العبلجي‪ ،‬كفقان للمواد التالية من ىذا اعبزء‪.‬‬
‫المادة ‪9‬‬
‫تشمل اغباالت الطارئة اؼبغطاة أم حالة مرضية أيان كاف سببها‪ ،‬ككذلك اغبمل كالوضع كآثارنبا‪.‬‬
‫المادة ‪9‬‬
‫يشمل األشخاص احملميوف‪:‬‬
‫)أ ( فئات مقررة من اؼبستخدمُت تشكل ما ال يقل عن ‪ُ 11‬ب اؼبائة من ؾبموع اؼبستخدمُت‪ ،‬ككذلك زكجاهتم‬
‫كأكالدىم؛‬
‫)ب (فئات مقررة من السكاف النشطُت اقتصاديان تشكل ما ال يقل عن ‪ُ 91‬ب اؼبائة من ؾبموع اؼبقيمُت‪،‬‬
‫ككذلك زكجاهتم كأكالدىم؛‬
‫)ج (فئات مقررة من اؼبقيمُت تشكل ما ال يقل عن ‪ُ 11‬ب اؼبائة من ؾبموع اؼبقيمُت؛‬
‫‪4‬‬
‫)د (عند سرياف إعبلف دبقتضى اؼبادة ‪ ،1‬فئات مقررة من اؼبستخدمُت تشكل ما ال يقل عن ‪ُ 11‬ب اؼبائة من‬
‫ؾبموع اؼبستخدمُت ُب اؼبنشآت الصناعية اليت تستخدـ ‪ 91‬شخص ان أك أكثر‪ ،‬ككذلك زكجاهتم كأكالدىم‪.‬‬
‫المادة ‪21‬‬
‫‪ -9‬تشمل اإلعانة على األقل ما يلي‪:‬‬
‫)أ (ُب حاالت اؼبرض‪:‬‬
‫"‪" 9‬رعاية اؼبمارس العاـ‪ ،‬دبا فيها الزيارات اؼبنزلية؛‬

‫‪270‬‬
‫المالحق‬

‫"‪ " 2‬رعاية األخصائي ُب اؼبستشفيات ؼبرضى القسمُت الداخلي كاػبارجي‪ ،‬كما يبكن أف يقدمو من رعاية خارج‬
‫اؼبستشفى؛‬
‫"‪ " 1‬اؼبستحضرات الصيدلية البلزمة بناء على كصفة اؼبمارس الطيب أك غَته من اؼبمارسُت اؼبؤىلُت؛‬
‫"‪ "4‬اإليداع ُب اؼبستشفى عند الضركرة؛‬
‫)ب ( ُب حالة اغبمل كالوضع كآثارنبا‪:‬‬
‫"‪ "9‬الرعاية اليت يقدمها األطباء اؼبمارسوف أك القاببلت اؼبؤىبلت قبل الوضع كأثناءه كبعده؛‬
‫"‪ "2‬اإليداع ُب اؼبستشفى عند الضركرة ‪.‬‬
‫‪2.‬هبوز أف يلزـ اؼبستفيد أك عائلو باإلسهاـ ُب تكلفة الرعاية الطبية اليت يتلقاىا اؼبستفيد ُب حالة مرضو؛ كتوضع‬
‫القواعد اؼبتعلقة باقتساـ التكلفة حبيث ال تؤدم إىل ربميل اؼبستفيد تكلفة باىظة‪.‬‬
‫‪ .1‬تقدـ اإلعانة اؼبشار إليها ُب ىذه اؼبادة بغية اغبفاظ على صحة الشخص احملمي كقدرتو على العمل كرعاية‬
‫شؤكنو الشخصية أك استعادهتا أك ربسينها‪.‬‬
‫‪. 4‬تقوـ اؼبؤسسات أك اإلدارات اغبكومية اليت تقدـ ىذه اإلعانة بتشجيع األشخاص احملميُت‪ ،‬بكل الوسائل اليت‬
‫تعترب مناسبة‪ ،‬على االستفادة من اػبدمات الصحية العامة اليت تضعها السلطات العامة أك اؽبيئات األخرل اليت‬
‫تعًتؼ هبا ىذه السلطات‪ ،‬ربت تصرفهم‪.‬‬
‫المادة ‪22‬‬
‫تكفل اإلعانة احملددة ُب اؼبادة ‪ُ ، 91‬ب اغبالة الطارئة اؼبغطاة‪ ،‬على األقل لؤلشخاص الذين استكملوا‪ ،‬أك الذين‬
‫استكمل عائلهم‪ ،‬اؼبدة اؼبؤىلة اليت يبكن اعتبارىا ضركرية لتفادم التعسف ُب استعماؿ اغبق‪.‬‬
‫المادة ‪23‬‬
‫‪ -9‬سبنح اإلعانة احملددة ُب اؼبادة ‪ 91‬طواؿ فًتة اغبالة الطارئة‪ ،‬كهبوز استثناء‪ُ ،‬ب حاالت اؼبرض‪ ،‬أف تقصر مدة‬
‫منحها على ‪ 90‬أسبوعان ُب كل حالة‪ ،‬على أنو ال هبوز كقف منح اإلعانة الطبية طاؼبا استمر صرؼ إعانة مرض‪،‬‬
‫كيتعُت ازباذ ترتيبات إلطالة اؼبدة اؼبذكورة بالنسبة ألمراض مقررة تستدعي عبلجان طويبل‪.‬‬
‫‪ -9‬هبوز‪ ،‬عند سرياف إعبلف دبقتضى اؼبادة ‪ ،1‬أف تقصر مدة منح اإلعانة على ‪ 91‬أسبوعان ُب كل حالة‪.‬‬
‫الجزء الثالث ‪ -‬إعانة المرض‬
‫المادة ‪24‬‬
‫تكفل كل دكلة عضو يسرم فيها ىذا اعبزء من االتفاقية‪ ،‬توفَت إعانة اؼبرض لؤلشخاص احملميُت‪ ،‬كفقان للمواد‬
‫التالية من ىذا اعبزء‪.‬‬

‫‪271‬‬
‫المالحق‬

‫المادة ‪25‬‬
‫تشمل اغبالة الطارئة اؼبغطاة العجز عن العمل نتيجة اإلصابة دبرض‪ ،‬مع توقف الكسب حسب تعريفو ُب القوانُت‬
‫أك اللوائح الوطنية‪.‬‬
‫المادة ‪26‬‬
‫يشمل األشخاص احملميوف‪:‬‬
‫)أ (فئات مقررة من اؼبستخدمُت تشكل ما ال يقل عن ‪ُ 11‬ب اؼبائة من ؾبموع اؼبستخدمُت؛‬
‫)ب (فئات مقررة من السكاف النشطُت اقتصاديان تشكل ما ال يقل عن ‪ُ 91‬ب اؼبائة من ؾبموع اؼبقيمُت؛‬
‫)ج (صبيع اؼبقيمُت الذين ال تتجاكز مواردىم أثناء اغبالة الطارئة حدكدان مقررة كفقان ألحكاـ اؼبادة؛‪01‬‬
‫)د (عند سرياف إعبلف دبقتضى اؼبادة ‪ ،1‬فئات مقررة من اؼبستخدمُت تشمل ما ال يقل عن ‪ُ 11‬ب اؼبائة من‬
‫ؾبموع اؼبستخدمُت ُب اؼبنشآت الصناعية اليت تستخدـ ‪ 91‬شخصان أك أكثر‪.‬‬
‫المادة ‪27‬‬
‫‪. 9‬حيثما تكوف فئات من العاملُت بأجر أك فئات من السكاف النشطُت اقتصاديان ؿبمية‪ ،‬تكوف ‪.‬اإلعانات ُب‬
‫شكل مدفوعات دكرية ربسب كفقان ؼبتطلبات اؼبادة ‪ 01‬أك ؼبتطلبات اؼبادة ‪00‬‬
‫‪. 2‬حيثما يكوف صبيع اؼبقيمُت الذين ال تتجاكز مواردىم أثناء اغبالة الطارئة حدكدان مقررة‪،‬‬
‫‪.‬ؿبميُت‪ ،‬تكوف اإلعانات ُب شكل مدفوعات دكرية ربسب كفقان ؼبتطلبات اؼبادة ‪01‬‬
‫المادة ‪28‬‬
‫تكفل اإلعانة احملددة ُب اؼبادة ‪ُ ، 90‬ب اغبالة الطارئة اؼبغطاة‪ ،‬على األقل لؤلشخاص احملميُت الذين استكملوا‬
‫اؼبدة اؼبؤىلة اليت يبكن اعتبارىا ضركرية لتفادم التعسف ُب استعماؿ اغبق‪.‬‬
‫المادة ‪29‬‬
‫‪. 9‬تكفل اإلعانة اؼبنصوص عليها ُب اؼبادة ‪ 90‬طواؿ فًتة اغبالة الطارئة‪ ،‬على أنو هبوز‪ ،‬استثناء‪ ،‬أف تقصر مدة‬
‫منحها على ‪ 90‬أسبوعان ُب كل حالة مرض‪ ،‬كال يتعُت بالضركرة عندئذ أف تدفع اإلعانات عن األياـ الثبلثة‬
‫األكىل لتوقف الكسب‪.‬‬
‫‪2.‬هبوز‪ ،‬عند سرياف إعبلف دبقتضى اؼبادة ‪ ،1‬أف يقصر منح اإلعانات على‪:‬‬
‫)أ (مدة ربدد حبيث ال يقل ؾبموع عدد األياـ اليت تدفع عنها إعانة اؼبرض ُب كل سنة عن عشرة أمثاؿ متوسط‬
‫عدد األشخاص احملميُت ُب تلك السنة؛‬
‫)ب( ‪ 91‬أسبوعان ُب كل حالة مرض‪ ،‬كال يتعُت بالضركرة عندئذ أف تدفع اإلعانات عن األياـ الثبلثة األكىل‬
‫لتوقف الكسب‪.‬‬

‫‪272‬‬
‫المالحق‬

‫الجزء الرابع ‪ -‬إعانة البطالة‬


‫المادة ‪2:‬‬
‫تكفل كل دكلة عضو يسرم فيها ىذا اعبزء من االتفاقية‪ ،‬توفَت إعانة بطالة لؤلشخاص احملميُت‪ ،‬كفقان للمواد‬
‫التالية من ىذا اعبزء‪.‬‬
‫المادة ‪31‬‬
‫تشمل اغبالة الطارئة اؼبغطاة توقف الكسب‪ ،‬حسب تعريفو ُب القوانُت أك اللوائح الوطنية‪ ،‬بسبب عجز الشخص‬
‫احملمي عن اغبصوؿ على عمل مناسب رغم كونو قادران على العمل كمستعدان لو‪.‬‬
‫المادة ‪32‬‬
‫يشمل األشخاص احملميوف‪:‬‬
‫)أ (فئات مقررة من اؼبستخدمُت تشكل ما ال يقل عن ‪ُ 11‬ب اؼبائة من ؾبموع اؼبستخدمُت؛‬
‫)ب (صبيع اؼبقيمُت الذين ال تتجاكز مواردىم أثناء اغبالة الطارئة حدكدان مقررة كفقان ؼبتطلبات؛‬
‫المادة ‪.78‬‬
‫)ج (عند سرياف إعبلف دبقتضى اؼبادة ‪ ،1‬فئات مقررة من اؼبستخدمُت تشكل ما ال يقل عن ‪ُ 11‬ب اؼبائة من‬
‫ؾبموع اؼبستخدمُت ُب اؼبنشآت الصناعية اليت تستخدـ ‪ 91‬شخصان فأكثر‪.‬‬
‫المادة ‪22‬‬
‫‪. 9‬حيثما تكوف فئات من اؼبستخدمُت ؿبمية‪ ،‬تكوف اإلعانات ُب شكل مدفوعات دكرية ربسب كفقان ؼبتطلبات‬
‫اؼبادة ‪ 01‬أك ؼبتطلبات اؼبادة ‪.00‬‬
‫‪. 9‬حيثما يكوف صبيع اؼبقيمُت الذين ال يتجاكز دخلهم‪ ،‬أثناء اغبالة الطارئة‪ ،‬حدكدان مقررة‪ ،‬ؿبميُت‪ ،‬تكوف‬
‫اإلعانات ُب شكل مدفوعات دكرية ربسب كفقان ؼبتطلبات اؼبادة ‪.01‬‬
‫المادة ‪34‬‬
‫تكفل اإلعانة احملددة ُب اؼبادة ‪ُ ، 22‬ب اغبالة الطارئة اؼبغطاة‪ ،‬على األقل لؤلشخاص احملميُت الذين استكملوا‬
‫اؼبدة اؼبؤىلة اليت يبكن اعتبارىا ضركرية لتفادم التعسف ُب استعماؿ اغبق‪.‬‬
‫المادة ‪24‬‬
‫‪. 9‬سبنح اإلعانة احملددة ُب اؼبادة ‪ 22‬طواؿ فًتة اغبالة الطارئة‪ ،‬على أنو هبوز‪ ،‬استثناء‪ ،‬قصر مدة منحها‪:‬‬
‫)أ ( على ‪ 91‬أسبوعان خبلؿ كل فًتة من ‪ 99‬شهران إذا كانت فئات من اؼبستخدمُت ؿبمية؛‬
‫)ب (على ‪ 90‬أسبوعان خبلؿ كل فًتة من ‪ 99‬شهران إذا كاف صبيع اؼبقيمُت الذين ال تتجاكز مواردىم‪ ،‬أثناء‬
‫اغبالة الطارئة‪ ،‬حدكدان مقررة‪ ،‬ؿبميُت‪.‬‬

‫‪273‬‬
‫المالحق‬

‫‪. 9‬إذا كانت القوانُت أك اللوائح الوطنية تنص على اختبلؼ مدة منح اإلعانة تبعان لطوؿ مدة االشًتاؾ ك‪/‬أك‬
‫ؼبقدار اإلعانة اؼبتلقاة سلفان خبلؿ فًتة مقررة‪ ،‬تعترب أحكاـ الفقرة الفرعية) أ (من الفقرة ‪ 9‬مستوفاة إذا بلغ‬
‫متوسط مدة منح اإلعانة ‪ 91‬أسبوعان على األقل خبلؿ كل فًتة من ‪ 99‬شهران‪.‬‬
‫‪. 1‬هبوز عدـ دفع اإلعانة طواؿ فًتة انتظار ربدد باألياـ السبعة األكىل من كل حالة لتوقف الكسب‪ ،‬على أف‬
‫ربسب أياـ البطالة السابقة كالبلحقة لعمل مؤقت ال تتجاكز مدتو حدان مقرران كجزء من نفس حالة توقف‬
‫الكسب‪.‬‬
‫‪. 9‬هبوز‪ُ ،‬ب حالة العماؿ اؼبوظبيُت‪ ،‬تكييف مدة دفع اإلعانة كفًتة االنتظار مع ظركؼ استخدامهم‪.‬‬
‫الجزء الخامس ‪ -‬إعانة الشيخوخة‬
‫المادة ‪36‬‬
‫تكفل كل دكلة عضو يسرم فيها ىذا اعبزء من االتفاقية توفَت إعانة شيخوخة لؤلشخاص احملميُت‪ ،‬كفقان للمواد‬
‫التالية من ىذا اعبزء‪.‬‬
‫المادة ‪37‬‬
‫‪. 9‬اغبالة الطارئة اؼبغطاة ىي العيش بعد بلوغ سن مقرر‪.‬‬
‫‪. 9‬ال هبوز أف يتجاكز السن اؼبقرر ‪ 01‬سنة أك سنان أعلى يبكن أف ربدده السلطة اؼبختصة مع إيبلء االعتبار‬
‫الواجب لقدرة الكبار على العمل ُب البلد اؼبعٍت‪.‬‬
‫‪. 1‬هبوز للقوانُت أك اللوائح الوطنية أف تسمح بوقف منح اإلعانة إذا كاف الشخص اؼبستحقة لو يبارس نشاطان‬
‫اؼبدرة للدخل اؼبقررة‪ ،‬أك أف تسمح بتخفيض اإلعانة االكتتابية إذا كاف كسب اؼبستفيد يتجاكز‬
‫من األنشطة ّ‬
‫مبلغان مقرران‪ ،‬كبتخفيض اإلعانة غَت االكتتابية إذا كاف كسب اؼبستفيد‪ ،‬أك موارده األخرل‪ ،‬أك ؾبموعها‪ ،‬تتجاكز‬
‫مبلغان مقرران‪.‬‬
‫المادة ‪38‬‬
‫يشمل األشخاص احملميوف‪:‬‬
‫)أ ( فئات مقررة من اؼبستخدمُت تشكل ما ال يقل عن ‪ُ 11‬ب اؼبائة من كل اؼبستخدمُت؛‬
‫)ب (فئات مقررة من السكاف النشطُت اقتصاديان تشكل ما ال يقل عن ‪ُ 91‬ب اؼبائة من كل اؼبقيمُت؛‬
‫)ج (صبيع اؼبقيمُت الذين ال تتجاكز مواردىم أثناء اغبالة الطارئة حدكدان مقررة حبيث تتمشى مع؛ متطلبات اؼبادة‬
‫‪01‬‬
‫)د (عند سرياف إعبلف دبقتضى اؼبادة ‪ ،1‬فئات مقررة من اؼبستخدمُت تشكل ما ال يقل عن ‪ُ 11‬ب اؼبائة من‬
‫ؾبموع اؼبستخدمُت ُب اؼبنشآت الصناعية اليت تستخدـ ‪ 91‬شخصان أك أكثر‪.‬‬

‫‪274‬‬
‫المالحق‬

‫المادة ‪39‬‬
‫تكوف اإلعانة ُب شكل مدفوعات دكرية ربسب كما يلي‪:‬‬
‫)أ ( كفقان ألحكاـ اؼبادة ‪ 01‬أك ألحكاـ اؼبادة ‪ 00‬إذا كانت اغبماية تغطي فئات من العاملُت بأجر أك فئات‬
‫من السكاف النشطُت اقتصاديان؛‬
‫)ب ( كفقان ألحكاـ اؼبادة ‪ 01‬إذا كانت اغبماية تغطي صبيع اؼبقيمُت الذين ال تتجاكز مواردىم أثناء اغبالة‬
‫الطارئة حدكدان مقررة‪.‬‬
‫المادة ‪29‬‬
‫‪. 9‬تكفل اإلعانة احملددة ُب اؼبادة ‪ُ ، 92‬ب اغبالة الطارئة اؼبغطاة على األقل‪:‬‬
‫)أ (لكل شخص ؿبمي استكمل‪ ،‬قبل اغبالة الطارئة ككفقان لقواعد مقررة‪ ،‬مدة مؤىلة قد تكوف ‪11‬‬
‫سنة من االشًتاؾ أك االستخداـ‪ ،‬أك ‪ 91‬سنة من اإلقامة؛‬
‫)ب (حيثما يكوف صبيع األشخاص النشطُت اقتصاديان ؿبميُت‪ ،‬من حيث اؼببدأ‪ ،‬لكل شخص ؿبمي استكمل‬
‫فًتة مؤىلة مقررة من االشًتاؾ‪ ،‬كيكوف قد دفع كىو ُب سن العمل‪ ،‬اؼبتوسط السنوم اؼبقرر من عدد االشًتاكات‪.‬‬
‫‪. 9‬إذا كاف تقدَل اإلعانة اؼبشار إليها ُب الفقرة ‪ 9‬ىبضع لشرط انقضاء فًتة دنيا من االشًتاؾ أك االستخداـ‪،‬‬
‫تقدـ إعانة ـبفضة‪ ،‬على األقل‪:‬‬
‫)أ (لكل شخص ؿبمي استكمل‪ ،‬قبل اغبالة الطارئة ككفقان لقواعد مقررة‪ ،‬مدة مؤىلة تبلغ ‪ 91‬سنة‬
‫من االشًتاؾ أك االستخداـ؛‬
‫)ب (حيثما يكوف صبيع األشخاص النشطُت اقتصاديان ؿبميُت‪ ،‬من حيث اؼببدأ‪ ،‬لكل شخص ؿبمي استكمل‬
‫فًتة مؤىلة مقررة من االشًتاؾ‪ ،‬كيكوف قد دفع كىو ُب سن العمل‪ ،‬نصف اؼبتوسط السنوم اؼبقرر من عدد‬
‫االشًتاكات‪ ،‬كفقان للفقرة الفرعية) ب (من الفقرة ‪ 9‬من ىذه اؼبادة‪.‬‬
‫‪. 1‬تعترب متطلبات الفقرة ‪ 9‬من ىذه اؼبادة مستوفاة حيثما تكفل للشخص احملمي الذم استكمل‪ ،‬كفقان للقواعد‬
‫اؼبقررة‪ ،‬عشر سنوات من االشًتاؾ أك االستخداـ أك طبس سنوات من اإلقامة‪ ،‬إعانة ربسب كفقان ؼبتطلبات اعبزء‬
‫اغبادم عشر‪ ،‬كإمبا دبقدار يقل عشر نقاط مئوية عما ىو مبُت ُب اعبدكؿ اؼبرفق بذلك اعبزء بالنسبة للمستفيد‬
‫النموذجي على األقل‪.‬‬
‫‪. 9‬هبوز إجراء زبفيض نسيب من النسبة اؼبئوية اؼببينة ُب اعبدكؿ اؼبرفق باعبزء اغبادم عشر حيثما تتجاكز الفًتة‬
‫اؼبؤىلة لئلعانة اؼبتمشية مع النسبة اؼبئوية اؼبخفضة عشر سنوات‪ ،‬لكنها تقل عن ‪ 11‬سنة من االشًتاؾ أك‬
‫االستخداـ؛ كإذا ذباكزت الفًتة اؼبؤىلة ‪ 91‬سنة‪ ،‬تدفع إعانة ـبفضة كفقان للفقرة ‪ 2‬من ىذه اؼبادة‪.‬‬
‫‪. 9‬إذا كاف تقدَل اإلعانة اؼبشار إليها ُب الفقرات ‪ 9‬أك ‪ 9‬أك ‪ 1‬من ىذه اؼبادة ىبضع لشرط انقضاء فًتة دنيا‬
‫من االشًتاؾ أك االستخداـ‪ ،‬تدفع إعانة ـبفضة‪ ،‬كفقان لشركط مقررة‪ ،‬للشخص احملمي الذم ال يفي بالشركط‬

‫‪275‬‬
‫المالحق‬

‫اؼبقررة كفقان للفقرة ‪ 2‬من ىذه اؼبادة ال لسبب سول أ ّف سنو كاف متقدمان كقت نفاذ األحكاـ اؼبتعلقة بتطبيق ىذا‬
‫اعبزء‪ ،‬ما مل تقدـ لو إعانة كفقان ألحكاـ الفقرات ‪ 9‬أك ‪ 9‬أك ‪1‬من ىذه اؼبادة عند بلوغو سنان أعلى من السن‬
‫العادم‪.‬‬
‫المادة ‪41‬‬
‫سبنح اإلعانات احملددة ُب اؼبادتُت ‪ 92‬ك ‪ 29‬طواؿ فًتة اغبالة الطارئة‪.‬‬
‫الجزء السادس ‪ -‬إعانات إصابات العمل‬
‫المادة ‪42‬‬
‫تكفل كل دكلة عضو يسرم فيها ىذا اعبزء من االتفاقية تقدَل إعانة إصابة عمل لؤلشخاص احملميُت‪ ،‬كفقان‬
‫للمواد التالية من ىذا اعبزء‪.‬‬
‫المادة ‪43‬‬
‫تشمل اغباالت الطارئة اؼبغطاة اغباالت التالية إذا كانت ناصبة عن حوادث عمل أك عن أمراض مهنية مقررة‪:‬‬
‫)أ (حاالت اؼبرض؛‬
‫)ب (العجز عن العمل بسبب حالة من ىذا النوع مع توقف الكسب‪ ،‬حسب تعريفو ُب القوانُت أك اللوائح‬
‫الوطنية؛‬
‫)ج (فقداف القدرة على الكسب كليان‪ ،‬أك فقداهنا جزئيان إىل حد يتجاكز درجة مقررة‪ ،‬مع احتماؿ أف يكوف ىذا‬
‫الفقداف دائمان‪ ،‬أك الفقداف اؼبقابل للمقدرة البدنية؛‬
‫)د (فقداف كسيلة العيش الذم تتعرض لو األرملة أك األكالد بسبب كفاة عائلهم؛ كهبوز‪ُ ،‬ب حالة األرملة‪ ،‬إخضاع‬
‫اغبق ُب اإلعانة لشرط االفًتاض‪ ،‬كفقان للقوانُت أك اللوائح الوطنية‪ ،‬بأهنا غَت قادرة على إعالة نفسها‪.‬‬
‫المادة ‪44‬‬
‫يشمل األشخاص احملميوف‪:‬‬
‫)أ (فئات مقررة من اؼبستخدمُت تشكل ما ال يقل عن ‪ُ 11‬ب اؼبائة من ؾبموع اؼبستخدمُت‪،‬‬
‫ككذلك زكجاهتم كأكالدىم فيما يتعلق باإلعانات اؼبرتبطة بوفاة العائل؛‬
‫)ب (عند سرياف إعبلف دبقتضى اؼبادة ‪ ،1‬فئات مقررة من اؼبستخدمُت تشكل ما ال يقل عن ‪ُ 11‬ب اؼبائة من‬
‫ؾبموع اؼبستخدمُت ُب اؼبنشآت الصناعية اليت تستخدـ ‪ 91‬شخصان أك أكثر‪ ،‬ككذلك زكجاهتم كأكالدىم فيما‬
‫يتعلق باإلعانات اؼبرتبطة بوفاة العائل‪.‬‬

‫‪276‬‬
‫المالحق‬

‫المادة ‪45‬‬
‫‪. 9‬تكوف اإلعانة اؼبتعلقة حباالت اؼبرض ُب شكل رعاية طبية حسبما ربدده الفقرتاف ‪ 2‬ك ‪1‬من ىذه اؼبادة‪.‬‬
‫‪. 9‬تشمل الرعاية الطبية‪:‬‬
‫)أ (رعاية اؼبمارس العاـ كاألخصائي ؼبرضى القسمُت الداخلي كاػبارجي‪ ،‬دبا ُب ذلك الزيارات اؼبنزلية؛‬
‫)ب (عبلج األسناف؛‬
‫)ج (الرعاية التمريضية ُب اؼبنزؿ أك ُب اؼبستشفيات أك اؼبؤسسات الطبية األخرل؛‬
‫)د (اإليداع ُب اؼبستشفيات أك دكر النقاىة أك اؼبصحات أك اؼبؤسسات الطبية األخرل؛‬
‫)ق (مستلزمات عبلج األسناف كاؼبستحضرات الصيدالنية كغَتىا من اؼبعدات الطبية أك اعبراحية‪ ،‬دبا فيها‬
‫األطراؼ الصناعية كإصبلحها‪ ،‬ككذلك النظارات؛‬
‫)ك (الرعاية اليت يقدمها العاملوف ُب اؼبهن األخرل اليت تعترب‪ ،‬حبكم القانوف‪ ،‬مرتبطة دبهنة الطب‪ ،‬ربت إشراؼ‬
‫طبيب فبارس أك طبيب أسناف‪.‬‬
‫‪. 1‬تشمل الرعاية الطبية‪ ،‬عند سرياف إعبلف دبقتضى اؼبادة ‪ ،1‬على األقل ما يلي‪:‬‬
‫)أ (رعاية اؼبمارس العاـ‪ ،‬دبا فيها الزيارات اؼبنزلية؛‬
‫)ب (رعاية األخصائي ُب اؼبستشفيات ؼبرضى القسمُت الداخلي كاػبارجي‪ ،‬كما يبكن أف يقدمو من رعاية خارج‬
‫اؼبستشفى؛‬
‫)ج (اؼبستحضرات الصيدالنية األساسية بناء على كصفة من اؼبمارس الطيب أك غَته من اؼبمارسُت اؼبؤىلُت؛‬
‫)د (اإليداع ُب اؼبستشفى عند الضركرة‪.‬‬
‫‪. 9‬تقدـ الرعاية الطبية اؼبنصوص عليها ُب الفقرات السابقة بغية اغبفاظ على صحة الشخص احملمي كقدرتو على‬
‫العمل كرعاية شؤكنو الشخصية أك استعادهتا أك ربسينها‪.‬‬
‫المادة ‪46‬‬
‫‪. 9‬تتعاكف اؼبؤسسات اؼبختلفة أك اإلدارات اغبكومية اليت تقدـ الرعاية الطبية‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬مع أقساـ التأىيل‬
‫اؼبهٍت العامة‪ ،‬بغرض إعداد اؼبعوقُت للحصوؿ على عمل مناسب‪.‬‬
‫‪. 9‬هبوز للقوانُت أك اللوائح الوطنية أف تسمح ؽبذه اؼبؤسسات أك اإلدارات بضماف تقدَل إعادة التأىيل اؼبهٍت‬
‫للمعوقُت‪.‬‬
‫المادة ‪47‬‬
‫‪. 9‬تكوف اإلعانة ُب حالة العجز عن العمل‪ ،‬أك الفقداف الكامل للقدرة على الكسب مع احتماؿ أف يكوف‬
‫الفقداف دائمان‪ ،‬أك الفقداف اؼبقابل للمقدرة البدنية‪ ،‬أك كفاة العائل‪ُ ،‬ب شكل مدفوعات دكرية ربسب حبيث‬
‫تتمشى إما مع متطلبات اؼبادة ‪ 01‬أك متطلبات اؼبادة ‪00‬‬

‫‪277‬‬
‫المالحق‬

‫‪. 9‬تكوف اإلعانة ُب حالة الفقداف اعبزئي للقدرة على الكسب مع احتماؿ أف يكوف ىذا الفقداف دائمان‪ ،‬أك‬
‫الفقداف اؼبقابل للمقدرة البدنية‪ ،‬إذا كانت مستحقة‪ُ ،‬ب شكل مدفوعات دكرية سبثل جزءان مناسبان من اؼبدفوعات‬
‫الدكرية اؼبقررة ُب حالة الفقداف الكلي للقدرة على الكسب أك الفقداف اؼبقابل للمقدرة البدنية‪.‬‬
‫‪. 1‬هبوز ربويل اؼبدفوعات الدكرية إىل مبلغ إصبايل‪:‬‬
‫)أ (إذا كانت درجة العجز بسيطة؛‬
‫)ب (إذا ربققت السلطة اؼبختصة من أ ّف اؼببلغ اإلصبايل سيستخدـ على كبو مفيد‪.‬‬
‫المادة ‪48‬‬
‫يكفل تقدَل اإلعانة احملددة ُب اؼبادتُت ‪ 19‬ك ‪ُ ، 10‬ب اغبالة الطارئة اؼبغطاة‪ ،‬على األقل لؤلشخاص احملميُت‬
‫الذين كانوا مستخدمُت على أرض الدكلة العضو كقت كقوع اغبادث إذا كانت اإلصابة ناصبة عن حادث‪ ،‬أك‬
‫كقت اإلصابة باؼبرض إذا كانت اإلصابة ناصبة عن مرض‪ ،‬ككذلك ألرملة العائل كأكالده فيما يتعلق باؼبدفوعات‬
‫الدكرية اؼبرتبطة بوفاتو‪.‬‬
‫المادة ‪49‬‬
‫سبنح اإلعانة احملددة ُب اؼبادتُت ‪ 19‬ك ‪ 10‬طواؿ فًتة اغبالة الطارئة‪ ،‬على أنو هبوز‪،‬‬
‫استثناء‪ُ ،‬ب حالة العجز عن العمل‪ ،‬أال تدفع اإلعانة عن األياـ الثبلثة األكىل من كل حالة لتوقف الكسب‪.‬‬
‫الجزء السابع ‪ -‬اإلعانة العائلية‬
‫المادة ‪4:‬‬
‫تكفل كل دكلة عضو يسرم فيها ىذا اعبزء من االتفاقية توفَت إعانة عائلية لؤلشخاص احملميُت‪ ،‬كفقان للمواد‬
‫التالية من ىذا اعبزء‪.‬‬
‫المادة ‪51‬‬
‫تتمثل اغبالة الطارئة اؼبغطاة ُب كجوب إعالة األطفاؿ‪ ،‬كفقان للشركط اؼبقررة‪.‬‬
‫المادة ‪52‬‬
‫يشمل األشخاص احملميوف‪:‬‬
‫)أ (فئات مقررة من اؼبستخدمُت تشكل ما ال يقل عن ‪ُ 11‬ب اؼبائة من ؾبموع اؼبستخدمُت؛‬
‫)ب (فئات مقررة من السكاف النشطُت اقتصاديان تشكل ما ال يقل عن ‪ُ 91‬ب اؼبائة من ؾبموع اؼبقيمُت؛‬
‫)ج (صبيع اؼبقيمُت الذين ال تتجاكز مواردىم‪ ،‬أثناء اغبالة الطارئة‪ ،‬حدكدان مقررة؛‬
‫)د (عند سرياف إعبلف دبقتضى اؼبادة ‪ ،1‬فئات مقررة من اؼبستخدمُت تشكل ما ال يقل عن ‪ُ 11‬ب اؼبائة من‬
‫ؾبموع العاملُت بأجر ُب اؼبنشآت الصناعية اليت تستخدـ ‪ 91‬شخصان أك أكثر‪.‬‬

‫‪278‬‬
‫المالحق‬

‫المادة ‪42‬‬
‫تكوف اإلعانة ُب شكل‪:‬‬
‫)أ (مدفوعات دكرية سبنح ألم شخص ؿبمي استكمل اؼبدة اؼبؤىلة اؼبقررة؛‬
‫)ب (تقدَل اؼبأكل أك اؼبلبس أك اؼبسكن أك رحبلت استجماـ أك مساعدة منزلية لؤلطفاؿ أك فيما ىبصهم؛‬
‫)ج (تركيبة من اإلعانات اؼبنصوص عليها ُب) أ (ك)ب‪(.‬‬
‫المادة ‪54‬‬
‫تكفل اإلعانة احملددة ُب اؼبادة ‪ ، 42‬على األقل لؤلشخاص احملميُت الذين استكملوا‪ ،‬خبلؿ فًتة معينة‪ ،‬مدة‬
‫مؤىلة يبكن أف تكوف ثبلثة أشهر من االشًتاؾ أك االستخداـ‪ ،‬أك سنة من اإلقامة‪ ،‬كفقان للشركط اؼبقررة‪.‬‬
‫المادة ‪44‬‬
‫سبثل القيمة اإلصبالية لئلعانات اؼبمنوحة دبوجب اؼبادة ‪ 42‬لؤلشخاص احملميُت‪:‬‬
‫‪ )،‬أ( ‪ُ 1‬ب اؼبائة من أجر العامل العادم البالغ الذكر‪ ،‬كفقان للقواعد اؼبنصوص عليها ُب اؼبادة ‪ 00‬مضركبة ُب‬
‫العدد الكلي ألطفاؿ األشخاص احملميُت؛‬
‫)ب( ‪ُ 9.1‬ب اؼبائة من األجر اؼبذكور مضركبة ُب العدد الكلي ألطفاؿ صبيع اؼبقيمُت‪.‬‬
‫المادة ‪56‬‬
‫سبنح اإلعانة عندما تكوف ُب شكل مدفوعات دكرية طواؿ فًتة اغبالة الطارئة‪.‬‬
‫الجزء الثامن ‪ -‬إعانة األمومة‬
‫المادة ‪57‬‬
‫تكفل كل دكلة عضو يسرم فيها ىذا اعبزء من االتفاقية‪ ،‬توفَت إعانة أمومة لؤلشخاص احملميُت‪ ،‬كفقان للمواد‬
‫التالية من ىذا اعبزء‪.‬‬
‫المادة ‪58‬‬
‫تشمل اغباالت الطارئة اؼبغطاة اغبمل كالوضع كآثارنبا‪ ،‬كتوقف الكسب الناجم عنهما‪ ،‬حسب تعريفو ُب القوانُت‬
‫أك اللوائح الوطنية‪.‬‬
‫المادة ‪59‬‬
‫يشمل األشخاص احملميوف‪:‬‬
‫)أ (صبيع النساء اؼبنتميات لفئات مقررة من اؼبستخدمُت تشكل ما ال يقل عن ‪ُ 91‬ب اؼبائة من ؾبموع‬
‫اؼبستخدمُت‪ ،‬فيما يتعلق باإلعانة الطبية اػباصة باألمومة‪ ،‬زكجات الرجاؿ اؼبنتمُت ؽبذه الفئات أيضان؛‬
‫)ب (صبيع النساء اؼبنتميات لفئات مقررة من السكاف النشطُت اقتصاديان تشكل ما ال يقل عن ‪ُ 21‬ب اؼبائة من‬
‫ؾبموع اؼبقيمُت‪ ،‬فيما يتعلق باإلعانة الطبية اػباصة باألمومة‪ ،‬زكجات الرجاؿ‬

‫‪279‬‬
‫المالحق‬

‫اؼبنتمُت ؽبذه الفئات أيضان؛‬


‫)ج (عند سرياف إعبلف دبقتضى اؼبادة ‪ ،1‬صبيع النساء اؼبنتميات لفئات مقررة من اؼبستخدمُت تشكل ما ال يقل‬
‫عن ‪ُ 11‬ب اؼبائة من ؾبموع اؼبستخدمُت ُب اؼبنشآت الصناعية اليت تستخدـ ‪91‬شخصان أك أكثر‪ ،‬كفيما يتعلق‬
‫باإلعانة الطبية اػباصة باألمومة‪ ،‬زكجات الرجاؿ اؼبنتمُت ؽبذه الفئات أيضان‪.‬‬
‫اؼبادة‪49‬‬
‫‪. 9‬تكوف اإلعانة الطبية اػباصة باألمومة‪ُ ،‬ب حاالت اغبمل كالوضع كآثارنبا‪ُ ،‬ب شكل رعاية طبية حسبما ربدده‬
‫الفقرتاف ‪ 2‬ك ‪ 1‬من ىذه اؼبادة‪.‬‬
‫‪. 9‬تشمل الرعاية الطبية على األقل ما يلي‪:‬‬
‫)أ (الرعاية اليت يقدمها األطباء اؼبمارسوف أك القاببلت اؼبؤىبلت قبل الوضع كأثناءه كبعده؛‬
‫)ب (اإليداع ُب اؼبستشفى عند الضركرة‪.‬‬
‫‪. 1‬تقدـ الرعاية الطبية اؼبنصوص عليها ُب الفقرة ‪ 2‬من ىذه اؼبادة بغية اغبفاظ على صحة اؼبرأة احملمية كقدرهتا‬
‫على العمل كرعاية شؤكهنا الشخصية أك استعادهتا أك ربسينها‪.‬‬
‫‪. .9‬تقوـ اؼبؤسسات أك اإلدارات اغبكومية اؼبختلفة اليت تقدـ اإلعانة الطبية اػباصة باألمومة‪ ،‬بالوسائل اليت‬
‫تعتربىا مناسبة‪ ،‬بتشجيع النساء احملميات على االستفادة من اػبدمات الصحية العامة اليت تضعها السلطات‬
‫العامة أك اؽبيئات األخرل اليت تقرىا ىذه السلطات ربت تصرفهن‪.‬‬
‫المادة ‪61‬‬
‫تكوف اإلعانة اؼبتعلقة بتوقف الكسب الناجم عن اغبمل أك الوضع كآثارنبا‪ُ ،‬ب شكل‬
‫مدفوعات دكرية ربسب كفقان ألحكاـ اؼبادة ‪ 01‬أك ألحكاـ اؼبادة ‪ . 00‬كهبوز أف يتغَت مقدار ىذه‬
‫اؼبدفوعات الدكرية أثناء اغبالة الطارئة‪ ،‬شريطة أف تفي قيمتها اؼبتوسطة هبذه اؼبتطلبات‪.‬‬
‫المادة ‪62‬‬
‫تكفل اإلعانة احملددة ُب اؼبادتُت ‪ 93‬ك ‪ُ ، 11‬ب اغبالة الطارئة اؼبغطاة‪ ،‬على األقل للنساء اؼبنتميات للفئات‬
‫احملمية‪ ،‬البلٌب استكملن اؼبدة اؼبؤىلة اليت قد تعترب ضركرية لتفادم التعسف ُب استعماؿ اغبق‪ ،‬كيكفل كذلك‬
‫تقدَل اإلعانة احملددة ُب اؼبادة ‪ 49‬لزكجات الرجاؿ اؼبنتمُت للفئات‬
‫احملمية‪ ،‬إذا كاف ىؤالء الرجاؿ قد استكملوا ىذه اؼبدة اؼبؤىلة‪.‬‬
‫المادة ‪63‬‬
‫سبنح اإلعانة احملددة ُب اؼبادتُت ‪ 49‬ك ‪ 11‬طواؿ فًتة اغبالة الطارئة؛ على أنو هبوز أف يقتصر تقدَل اؼبدفوعات‬
‫الدكرية على ‪ 99‬أسبوعان‪ ،‬ما مل تكن القوانُت أك اللوائح الوطنية تفرض أك ذبيز التوقف عن العمل لفًتة أطوؿ‪،‬‬
‫كال هبوز عندئذ أف يقتصر تقدَل اؼبدفوعات الدكرية على فًتة أقصر منها‪.‬‬

‫‪280‬‬
‫المالحق‬

‫اعبز التاسع ‪ -‬إعانات العجز‬


‫المادة ‪64‬‬
‫تكفل كل دكلة عضو يسرم فيها ىذا اعبزء من االتفاقية‪ ،‬توفَت إعانة عجز لؤلشخاص احملميُت كفقان للمواد التالية‬
‫من ىذا اعبزء‪.‬‬
‫اؼبادة ‪19‬‬
‫تشمل اغبالة الطارئة اؼبغطاة العجز عن فبارسة أم نشاط مدر للدخل إىل حد مقرر مع احتماؿ أف يكوف ىذا‬
‫العجز دائمان أك مستمران بعد استنفاد إعانة اؼبرض‪.‬‬
‫المادة ‪66‬‬
‫يشمل األشخاص احملميوف‪:‬‬
‫)أ ( فئات مقررة من اؼبستخدمُت تشكل ما ال يقل عن ‪ُ 11‬ب اؼبائة من ؾبموع اؼبستخدمُت؛‬
‫)ب ( فئات مقررة من السكاف النشطُت اقتصاديان تشكل ما ال يقل عن ‪ُ 91‬ب اؼبائة من ؾبموع‬
‫اؼبقيمُت؛‬
‫)ج (صبيع اؼبقيمُت الذين ال تتجاكز مواردىم‪ ،‬أثناء اغبالة الطارئة‪ ،‬حدكدان مقررة كفقان ألحكاـ‬
‫؛ اؼبادة ‪01‬‬
‫)د (عند سرياف إعبلف دبقتضى اؼبادة ‪ ،1‬فئات مقررة من اؼبستخدمُت تشكل ما ال يقل عن ‪ُ 11‬ب‬
‫اؼبائة من ؾبموع اؼبستخدمُت ُب اؼبنشآت الصناعية اليت تستخدـ ‪ 91‬شخصان أك أكثر‪.‬‬
‫المادة ‪67‬‬
‫تكوف اإلعانة ُب شكل مدفوعات دكرية ربسب كما يلي‪:‬‬
‫)أ ( كفقان ؼبتطلبات اؼبادة ‪ 01‬أك ؼبتطلبات اؼبادة ‪ 00‬إذا كانت اغبماية تغطي فئات مقررة من اؼبستخدمُت أك‬
‫فئات مقررة من السكاف النشطُت اقتصاديان؛‬
‫)ب ( كفقان ألحكاـ اؼبادة ‪ 01‬إذا كانت اغبماية تغطي صبيع اؼبقيمُت الذين ال تتجاكز مواردىم أثناء اغبالة‬
‫الطارئة‪ ،‬حدكدان مقررة‪.‬‬
‫المادة ‪68‬‬
‫‪. 9‬تكفل اإلعانة احملددة ُب اؼبادة ‪ُ ، 10‬ب اغبالة الطارئة اؼبغطاة‪ ،‬على األقل‪:‬‬
‫)أ (لكل شخص ؿبمي استكمل‪ ،‬قبل اغبالة الطارئة ككفقان لقواعد مقررة‪ ،‬مدة مؤىلة قد تكوف ‪91‬‬
‫سنة من االشًتاؾ أك االستخداـ‪ ،‬أك ‪ 91‬سنوات من اإلقامة؛‬

‫‪281‬‬
‫المالحق‬

‫)ب (حيثما يكوف صبيع األشخاص النشطُت اقتصاديان ؿبميُت‪ ،‬لكل شخص ؿبمي استكمل قبل اغبالة الطارئة‪،‬‬
‫فًتة مؤىلة قدرىا ثبلث سنوات من االشًتاؾ‪ ،‬كيكوف قد دفع كىو ُب سن العمل‪ ،‬متوسط العدد السنوم اؼبقرر‬
‫من االشًتاكات‪.‬‬
‫‪. 9‬إذا كانت اإلعانة اؼبشار إليها ُب الفقرة ‪ 9‬مشركطة بانقضاء فًتة دنيا من االشًتاؾ أك االستخداـ‪ ،‬تكفل‬
‫إعانة ـبفضة على األقل‪:‬‬
‫)أ (لؤلشخاص احملميُت الذين استكملوا‪ ،‬قبل اغبالة الطارئة ككفقان لقواعد مقررة‪ ،‬مدة مؤىلة تبلغ طبس سنوات‬
‫من االشًتاؾ أك االستخداـ؛‬
‫)ب (حيثما يكوف كل األشخاص النشطُت اقتصاديان ؿبميُت‪ ،‬لكل شخص ؿبمي استكمل مدة مؤىلة قدرىا‬
‫ثبلث سنوات من االشًتاؾ كيكوف قد دفع كىو ُب سن العمل‪ ،‬نصف اؼبتوسط السنوم اؼبقرر من عدد‬
‫االشًتاكات‪ ،‬كفقان للفقرة الفرعية) ب (من الفقرة ‪ 9‬من ىذه اؼبادة‪.‬‬
‫‪. 1‬تعترب متطلبات الفقرة ‪ 9‬من ىذه اؼبادة مستوفاة حيثما يكفل للشخص احملمي الذم استكمل‪ ،‬كفقان للقواعد‬
‫اؼبقررة‪ ،‬طبس سنوات من االشًتاؾ أك االستخداـ أك اإلقامة‪ ،‬إعانة ربسب كفقان ؼبتطلبات اعبزء اغبادم عشر كإمبا‬
‫دبقدار يقل عشر نقاط مئوية عما ىو مبُت ُب اعبدكؿ اؼبرفق بذلك اعبزء بالنسبة للمستفيد النموذجي‪.‬‬
‫‪. 9‬هبوز إجراء زبفيض نسيب من النسبة اؼبئوية اؼببينة ُب اعبدكؿ اؼبرفق باعبزء اغبادم عشر‪ ،‬حيثما تتجاكز اؼبدة‬
‫اؼبؤىلة للمعاش احملسوب على أساس النسبة اؼبخفضة طبس سنوات من االشًتاؾ أك االستخداـ كلكنها تقل عن‬
‫‪ 91‬سنة؛ كيدفع معاش ـبفض كفقان للفقرة ‪ 2‬من ىذه اؼبادة‪.‬‬
‫المادة ‪69‬‬
‫سبنح اإلعانة احملددة ُب اؼبادتُت ‪ 10‬ك ‪ 11‬طواؿ فًتة اغبالة الطارئة أك حىت استحقاؽ إعانة الشيخوخة‪.‬‬
‫الجزء العاشر ‪ -‬إعانة الورثة‬
‫المادة ‪6:‬‬
‫تكفل كل دكلة عضو يسرم فيها ىذا اعبزء من االتفاقية توفَت إعانة كرثة لؤلشخاص احملميُت‪ ،‬كفقان للمواد التالية‬
‫من ىذا اعبزء‪.‬‬
‫المادة ‪71‬‬
‫‪. 9‬تشمل اغبالة الطارئة اؼبغطاة فقد كسيلة العيش الذم تتعرض لو األرملة أك األطفاؿ بسبب كفاة عائلهم؛‬
‫كهبوز‪ُ ،‬ب حالة األرملة‪ ،‬إخضاع اغبق ُب اإلعانة لشرط االفًتاض‪ ،‬كفقان للقوانُت أك اللوائح الوطنية‪ ،‬بأهنا غَت قادرة‬
‫على إعالة نفسها‪.‬‬
‫‪. 9‬هبوز للقوانُت أك اللوائح الوطنية أف تسمح بوقف منح اإلعانة إذا كاف الشخص اؼبستحقة لو يبارس نشاطان‬
‫اؼبدرة للدخل اؼبقررة‪ ،‬أك أف تسمح بتخفيض اإلعانة االكتتابية إذا كاف كسب اؼبستفيد يتجاكز‬
‫من األنشطة ّ‬

‫‪282‬‬
‫المالحق‬

‫مبلغان مقرران‪ ،‬كبتخفيض اإلعانة غَت االكتتابية إذا كاف كسب اؼبستفيد أك موارده األخرل‪ ،‬أك ؾبموعهما‪ ،‬تتجاكز‬
‫مبلغان مقرران‪.‬‬
‫المادة ‪72‬‬
‫يشمل األشخاص احملميوف‪:‬‬
‫)أ (زكجات كأكالد العائلُت بالنسبة لفئات مقررة من اؼبستخدمُت تشكل ما ال يقل عن ‪ُ 11‬ب اؼبائة من ؾبموع‬
‫اؼبستخدمُت؛‬
‫)ب (زكجات كأكالد العائلُت بالنسبة لفئات مقررة من السكاف النشطُت اقتصاديان تشكل ما ال يقل عن‬
‫‪ُ 91‬ب اؼبائة من ؾبموع اؼبقيمُت؛‬
‫)ج (صبيع اؼبقيمُت من األرامل كاألكالد الذين فقدكا عائلهم كال تتجاكز مواردىم‪ ،‬أثناء اغبالة؛ الطارئة‪ ،‬حدكدان‬
‫مقررة كفقان ألحكاـ اؼبادة ‪01‬‬
‫)د (عند سرياف إعبلف دبقتضى اؼبادة ‪ ،1‬زكجات كأكالد العائلُت اؼبنتمُت لفئات مقررة من اؼبستخدمُت تشكل ما‬
‫ال يقل عن ‪ُ 11‬ب اؼبائة من ؾبموع اؼبستخدمُت ُب اؼبنشآت الصناعية اليت تستخدـ ‪ 91‬شخصان أك أكثر‪.‬‬
‫المادة ‪73‬‬
‫تكوف اإلعانة ُب شكل مدفوعات دكرية ربسب كما يلي‪:‬‬
‫)أ ( عند ضباية فئات من اؼبستخدمُت أك فئات من السكاف النشطُت اقتصاديان ربسب حبيث تتمشى؛ إما مع‬
‫متطلبات اؼبادة ‪ 01‬أك متطلبات اؼبادة ‪.00‬‬
‫)ب (عند ضباية كل اؼبقيمُت الذين ال تتجاكز مواردىم أثناء اغبالة الطارئة حدكدان مقررة‪ ،‬ربسب‬
‫‪.‬حبيث تتمشى مع متطلبات اؼبادة ‪01‬‬
‫المادة ‪74‬‬
‫‪. 9‬تكفل اإلعانة احملددة ُب اؼبادة ‪ُ ، 09‬ب اغباالت الطارئة اؼبغطاة على األقل‪:‬‬
‫)أ (لكل شخص ؿبمي استكمل عائلو‪ ،‬كفقان لقواعد مقررة‪ ،‬مدة مؤىلة قد تكوف ‪ 91‬سنة من االشًتاؾ أك‬
‫االستخداـ‪ ،‬أك ‪ 91‬سنوات من اإلقامة؛‬
‫)ب (حيثما يكوف زكجات كأكالد صبيع األشخاص النشطُت اقتصاديان ؿبميُت من حيث اؼببدأ‪ ،‬لكل شخص‬
‫ؿبمي استكمل عائلو مدة مؤىلة قدرىا ثبلث سنوات من االشًتاؾ‪ ،‬كيكوف عائلو قد دفع كىو ُب سن العمل‪،‬‬
‫اؼبتوسط السنوم اؼبقرر من عدد االشًتاكات‪.‬‬
‫‪. 9‬إذا كانت اإلعانة اؼبشار إليها ُب الفقرة ‪ 9‬مشركطة بانقضاء فًتة دنيا من االشًتاؾ أك االستخداـ‪ ،‬تكفل‬
‫إعانة ـبفضة على األقل‪:‬‬

‫‪283‬‬
‫المالحق‬

‫)أ ( لكل شخص ؿبمي استكمل عائلو‪ ،‬كفقان لقواعد مقررة‪ ،‬مدة مؤىلة تبلغ طبس سنوات من االشًتاؾ أك‬
‫االستخداـ؛‬
‫)ب ( حيثما يكوف زكجات كأكالد صبيع األشخاص النشطُت اقتصاديان ؿبميُت من حيث اؼببدأ‪ ،‬لكل شخص‬
‫ؿبمي استكمل عائلو‪ ،‬كفقان للقواعد اؼبقررة‪ ،‬مدة مؤىلة تبلغ ثبلث سنوات من االشًتاؾ‪ ،‬كيكوف العائل قد دفع‬
‫كىو ُب سن العمل نصف اؼبتوسط السنوم اؼبقرر من عدد االشًتاكات‪ ،‬اؼبشار إليو ُب الفقرة الفرعية) ب ( من‬
‫الفقرة ‪ 9‬من ىذه اؼبادة‪.‬‬
‫‪.1‬تعترب متطلبات الفقرة ‪ 9‬من ىذه اؼبادة مستوفاة حيثما تكفل للشخص احملمي الذم استكمل عائلو‪ ،‬كفقان‬
‫لقواعد مقررة‪ ،‬طبس سنوات من االشًتاؾ أك االستخداـ أك اإلقامة‪ ،‬إعانة ربسب كفقان ؼبتطلبات اعبزء اغبادم‬
‫عشر كإمبا دبقدار يقل عشر نقاط مئوية عما ىو مبُت ُب اعبدكؿ اؼبرفق بذلك اعبزء بالنسبة للمستفيد النموذجي‪.‬‬
‫‪ .9‬هبوز إجراء زبفيض نسيب من النسبة اؼبئوية اؼببينة ُب اعبدكؿ اؼبرفق باعبزء اغبادم عشر حيثما تتجاكز اؼبدة‬
‫اؼبؤىلة لئلعانة اؼبتمشية مع النسبة اؼبئوية اؼبخفضة طبس سنوات من‬
‫االشًتاؾ أك االستخداـ كلكنها تقل عن ‪ 91‬سنة؛ كتدفع إعانة ـبفضة كفقان للفقرة ‪ 2‬من ىذه اؼبادة‪.‬‬
‫‪. 1‬هبوز اشًتاط انقضاء مدة دنيا على الزكاج الستحقاؽ إعانة الورثة لؤلرملة اليت مل تنجب أكالدان كيفًتض أهنا‬
‫غَت قادرة على إعالة نفسها‪.‬‬
‫المادة ‪75‬‬
‫سبنح اإلعانة احملددة ُب اؼبادتُت ‪ 09‬ك ‪ 01‬طواؿ فًتة اغبالة الطارئة‪.‬‬

‫‪284‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫فهرس اؼبوضوعات‬
‫مقدمة ‪2..................................................................................‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاىيمي للضمان االجتماعي ‪10 ....................................‬‬
‫اؼببحث األكؿ‪ :‬التعريف بالضماف االجتماعي ‪12 .............................................‬‬
‫اؼبطلب األكؿ‪ :‬الضماف االجتماعي ُب اللغة كاالصطبلح ‪12 ...................................‬‬
‫اؼبطلب الثاٍل‪ :‬اػبطر االجتماعي‪13 .........................................................‬‬
‫الفرع األكؿ‪ :‬تعريف اػبطر االجتماعي بالنظر إىل مصدره ‪13 ...................................‬‬
‫الفرع الثاٍل‪ :‬تعريف اػبطر االجتماعي بالنظر إىل آثاره ‪13 ......................................‬‬
‫اؼببحث الثاٍل‪ :‬خصائص الضماف االجتماعي ‪17 .............................................‬‬
‫اؼبطلب األكؿ‪ :‬الضماف االجتماعي نظاـ قانوٍل إلزامي مرتبط بالنظاـ العاـ ‪18 ....................‬‬
‫اؼبطلب الثاٍل‪ :‬الضماف االجتماعي يقوـ على أساس التكافل االجتماعي ‪18 ....................‬‬
‫اؼبطلب الثالث‪ :‬الضماف االجتماعي أداة للتنمية ‪19 ...........................................‬‬
‫اؼببحث الثالث‪ :‬التمييز بُت الضماف االجتماعي ك النظم اؼبشاهبة لو ‪20 .........................‬‬
‫اؼبطلب األكؿ‪ :‬الضماف االجتماعي ك التأمينات االجتماعية ‪20 .................................‬‬
‫اؼبطلب الثاٍل‪ :‬الضماف االجتماعي كاؼبساعدة االجتماعية ‪21 ...................................‬‬
‫اؼبطلب الثالث‪ :‬الضماف االجتماعي ك التأمُت اػباص ‪21 ......................................‬‬
‫اؼبطلب الرابع‪ :‬الضماف االجتماعي كاؼبعونة اؼبتبادلة ‪23 .........................................‬‬
‫اؼببحث الرابع‪ :‬أىداؼ الضماف االجتماعي ‪23 ...............................................‬‬
‫اؼبطلب األكؿ‪ :‬من اعبانب النفسي ‪23 .......................................................‬‬
‫اؼبطلب الثاٍل‪ :‬من اعبانب االجتماعي ‪24 ....................................................‬‬
‫اؼبطلب الثالث‪ :‬من اعبانب االقتصادم ‪24 ...................................................‬‬
‫اؼببحث اػبامس‪ :‬سبويل كإدارة الضماف االجتماعي ‪25 .........................................‬‬
‫اؼبطلب األكؿ‪ :‬سبويل الضماف االجتماعي ‪25 .................................................‬‬
‫الفرع األكؿ‪ :‬التمويل بواسطة االشًتاكات ‪26 .................................................‬‬
‫الفرع الثاٍل‪ :‬التمويل بواسطة الضرائب ‪26 ....................................................‬‬

‫‪286‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫الفرع الثالث‪ :‬التوازف اؼبايل للضماف االجتماعي ‪27 ............................................‬‬


‫اؼبطلب الثاٍل‪ :‬إدارة الضماف االجتماعي ‪28 ..................................................‬‬
‫الفرع األكؿ‪ :‬اإلدارة الذاتية ‪28 ..............................................................‬‬
‫الفرع الثاٍل‪ :‬اإلدارة اغبكومية ‪29 ............................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬اإلدارة النقابية ‪29 .............................................................‬‬
‫خبلصة الفصل األكؿ ‪31 ..................................................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التطور التاريخي للضمان االجتماعي ‪33 .....................................‬‬
‫اؼببحث األكؿ‪ :‬كسائل اغبماية االجتماعية السابقة لنظاـ الضماف االجتماعي ‪35 .................‬‬
‫اؼبطلب األكؿ‪ :‬اغبماية العائلية ك القبلية ‪35 ..................................................‬‬
‫اؼبطلب الثاٍل‪ :‬اؼبساعدة االجتماعية ‪36 ......................................................‬‬
‫اؼبطلب الثالث‪ :‬االدخار ‪36 ................................................................‬‬
‫اؼبطلب الرابع‪ :‬التعاضديات االجتماعية ‪37 ...................................................‬‬
‫اؼبطلب اػبامس‪ :‬التأمُت اػباص ‪37 .........................................................‬‬
‫اؼبطلب السادس‪ :‬التأمينات االجتماعية ‪37 ...................................................‬‬
‫اؼببحث الثاٍل‪ :‬اغبركة الدكلية ُب سبيل الدعوة إىل أنظمة األمن االجتماعي‪38 ................... .‬‬
‫اؼبطلب األكؿ‪ :‬الدعول على اؼبستول الدكيل ‪39 ..............................................‬‬
‫اؼبطلب الثاٍل‪ :‬الدعول على اؼبستول الوطٍت‪41 ...............................................‬‬
‫اؼببحث الثالث‪ :‬نشأة نظم التأمُت االجتماعي ُب الدكؿ الرائدة ‪43 ..............................‬‬
‫اؼبطلب األكؿ‪ :‬نظاـ التأمينات االجتماعية ُب أؼبانيا ‪44 ........................................‬‬
‫اؼبطلب الثاٍل‪ :‬نظاـ التأمينات االجتماعية ُب فرنسا‪45 ....................................... .‬‬
‫اؼبطلب الثالث‪ :‬نظاـ التأمينات االجتماعية ُب بريطانيا ‪45 .....................................‬‬
‫اؼبطلب الرابع‪ :‬نظاـ التأمينات االجتماعية ُب الواليات اؼبتحدة ‪46 ..............................‬‬
‫اؼببحث الرابع‪ :‬الضماف االجتماعي ُب اإلسبلـ ‪47 ............................................‬‬
‫اؼببحث اػبامس‪ :‬نشأة كتطور التأمُت االجتماعي ُب اعبزائر ‪49 .................................‬‬
‫اؼبطلب األكؿ‪ :‬اؼبرحلة ما قبل االستقبلؿ ‪49 ..................................................‬‬

‫‪287‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫اؼبطلب الثاٍل‪ :‬اؼبرحلة ما بعد االستقبلؿ ‪51 ..................................................‬‬


‫الفرع األكؿ‪ :‬الفًتة ما بُت ‪51 .............................................. 1970-1962‬‬
‫الفرع الثاٍل‪ :‬فًتة ما بُت ‪53 ................................................ 1983-1970‬‬
‫اؼبطلب الثالث‪ :‬الوضعية اغبالية ‪55 ..........................................................‬‬
‫خبلصة الفصل الثاٍل ‪57 ...................................................................‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬التأمينات االجتماعية الجزائرية ‪59 ..........................................‬‬
‫اؼببحث األكؿ‪ :‬التمويل ُب ؾباؿ التأمينات االجتماعية ‪62 ......................................‬‬
‫اؼبطلب األكؿ‪ :‬دفع االشًتاكات ‪63 .........................................................‬‬
‫الفرع األكؿ‪ :‬اشًتاكات غَت األجراء ‪63 ......................................................‬‬
‫الفرع الثاٍل‪ :‬اشًتاكات التأمُت االجتماعي لؤلجراء ‪63 .........................................‬‬
‫أكال‪ :‬التصريح باالشًتاؾ ‪63 ................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬نسب االشًتاؾ ‪64 ...................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬آجاؿ دفع االشًتاكات ‪65 .....................................................‬‬
‫كيتم دفع االشًتاؾ حسب التايل‪65 ........................................................ :‬‬
‫أكال‪ :‬بالنسبة اشًتاكات غَت األجراء ‪65 ......................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬بالنسبة لرب العمل ‪65 ...............................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬بالنسبة للتأمُت عن البطالة ‪66 .........................................................‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬جزاء عدـ دفع االشًتاكات ‪67 ..................................................‬‬
‫اؼبطلب الثاٍل‪ :‬طرؽ ربصيل االشًتاكات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي ‪68 ........................‬‬
‫الفرع األكؿ‪ :‬طرؽ التحصيل الودية لبلشًتاكات‪71 ............................................‬‬
‫أكال‪ :‬آخر إنذار قبل اؼبتابعة القضائية ‪71 .....................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلعذار ‪71 ..........................................................................‬‬
‫الفرع الثاٍل‪ :‬طرؽ التحصيل اعبربم لبلشًتاكات ‪72 ...........................................‬‬
‫أكال‪ :‬الطرؽ اػباصة بالضماف االجتماعي ‪72 .................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلجراءات العامة للتحصيل اعبربم‪75 ..................................................‬‬

‫‪288‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫أكال‪ :‬اغبجز التحفظي ‪76 ..................................................................‬‬


‫ثانيا‪ :‬أمر األداء ‪78 ........................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬التحصيل عن طريق أمر التأسيس كطرؼ مدٍل ‪79 .......................................‬‬
‫اؼببحث الثاٍل‪ :‬التنظيم اؽبيكلي كصبلحيات كإدارة ىيئات الضماف االجتماعي ‪80 ................‬‬
‫اؼبطلب األكؿ‪ :‬التنظيم اؽبيكلي ؽبيئات الضماف االجتماعي ‪80 .................................‬‬
‫الفرع األكؿ‪ :‬الصندكؽ الوطٍت للتأمينات االجتماعية للعماؿ األجراء ‪82 .........................‬‬
‫الفرع الثاٍل ‪:‬الصندكؽ الوطٍت للتقاعد ‪83 ....................................................‬‬
‫الفرع الثالث ‪:‬الصندكؽ لضماف االجتماعي لغَت األجراء ‪84 ....................................‬‬
‫الفرع الرابع ‪:‬الصندكؽ الوطٍت للتأمُت على البطالة‪85 ..........................................‬‬
‫الفرع اػبامس‪ :‬الصندكؽ الوطٍت للعطل اؼبدفوعة األجر كالبطالة الناصبة عن سوء األحواؿ اعبوية ُب‬
‫قطاعات البناء كاألشغاؿ العمومية كالرم ‪86 ..................................................‬‬
‫اؼبطلب الثاٍل‪ :‬صبلحيات ىيئات الضماف االجتماعي‪88 ......................................‬‬
‫الفرع األكؿ‪ :‬الصندكؽ الوطٍت للتأمينات االجتماعية للعماؿ األجراء ‪88 .........................‬‬
‫الفرع الثاٍل‪ :‬الصندكؽ الوطٍت للتقاعد ‪89 ....................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الصندكؽ لضماف االجتماعي لغَت األجراء ‪90 ....................................‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬الصندكؽ الوطٍت للتأمُت على البطالة‪91 ..........................................‬‬
‫الفرع اػبامس‪ :‬الصندكؽ الوطٍت للعطل اؼبدفوعة األجر كالبطالة الناصبة عن سوء األحواؿ اعبوية ُب‬
‫قطاعات البناء كاألشغاؿ العمومية كالرم ‪92 ..................................................‬‬
‫اؼبطلب الثالث‪ :‬إدارة ىيئات الضماف االجتماعي ‪92 ..........................................‬‬
‫الفرع األكؿ‪ :‬ؾبلس اإلدارة ‪93 ..............................................................‬‬
‫الفرع الثاٍل‪ :‬العوف اؼبكلف بالعمليات اؼبالية ‪95 ...............................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬اؼبتصرفُت اإلداريُت ‪96 .........................................................‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬مستخدمي الصندكؽ‪97 ........................................................‬‬
‫الفرع اػبامس‪ :‬الرقابة كالوصاية‪97 ...........................................................‬‬
‫اؼببحث الثالث‪ :‬اؼبخاطر اؼبضمونة كااللتزامات ُب ؾباؿ التأمينات االجتماعية ‪98 ..................‬‬

‫‪289‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫اؼبطلب األكؿ‪ :‬اؼبخاطر اؼبضمونة‪98 .........................................................‬‬


‫الفرع األكؿ التأمُت على اؼبرض ‪99 .........................................................‬‬
‫أكال‪ :‬األداءات العينية ‪100 .................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬األداءات النقدية ‪104 ................................................................‬‬
‫الفرع الثاٍل تأمُت الوالدة ‪109 ..............................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬التأمُت على العجز ‪116 ......................................................‬‬
‫أكال‪ :‬مفهوـ العجز ‪116 ...................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬شركط االستفادة من العجز ‪117 ......................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬أصناؼ العجز الناتج عن اؼبرض ‪118 ..................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬مقدار نسبة العجز ألصنافو اؼبختلفة ‪120 ..............................................‬‬
‫خامسا‪ :‬أساس احتساب مبلغ معاش العجز ‪121 .............................................‬‬
‫سادسا‪ :‬معاش العجز باأليلولة‪122 .........................................................‬‬
‫الفرع الرابع التأمُت على الوفاة ‪123 .........................................................‬‬
‫أكال‪ :‬مفهوـ التأمُت على الوفاة ‪123 ........................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشركط الواجبة الستحقاؽ منحة الوفاة ‪125 ...........................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬اؼبستفيدكف من منحة رأس ماؿ الوفاة‪125 ..............................................‬‬
‫رابعا‪ :‬األداءات اؼبتعلقة حبالة كفاة اؼبؤمن ‪125 ................................................‬‬
‫الفرع اػبامس‪ :‬التقاعد ‪127 ................................................................‬‬
‫أكال‪ :‬شركط اغبق ُب اؼبعاش اؼبباشر أك اؼبعاش منقوؿ ‪127 .....................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬مبلغ اؼبعاش كمبلغ اؼبعاش اؼبنقوؿ ‪129 .................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬حاالت إيقاؼ دفع اؼبعاش اؼبنقوؿ ‪130 ................................................‬‬
‫الفرع السادس‪ :‬تأمُت حوادث العمل كاألمراض اؼبهنية ‪131 ....................................‬‬
‫أكال‪ :‬مفهوـ حوادث العمل كاألمراض اؼبهنية‪132 .............................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬إجراءات إثبات حادث العمل كاؼبرض اؼبهٍت ‪135 .......................................‬‬
‫اؼببحث الرابع‪ :‬اؼبستفيدين من الضماف االجتماعي ‪137 .......................................‬‬

‫‪290‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫الفرع األكؿ‪ :‬اؼبؤمن نفسو ‪138 .............................................................‬‬


‫أكال‪ :‬من باب صبيع خدمات الضماف االجتماعي األداءات العينية كالنقدية ‪138 .................‬‬
‫ثانيا‪ :‬من باب اػبدمات العينية فقط )تأمُت اؼبرض كاألمومة( ‪138 ..............................‬‬
‫ثالثا‪ :‬من باب بعض اػبدمات )تأمُت اؼبرض كاألمومة كرأس ماؿ الوفاة( ‪138 ....................‬‬
‫رابعا‪ :‬من باب التأمينات العينية تأمُت على اؼبرض فقط ‪139 ...................................‬‬
‫الفرع الثاٍل‪ :‬ذكم اغبقوؽ ‪139 .............................................................‬‬
‫اؼببحث اػبامس‪ :‬التزامات اؼبكلفُت كاعبزاءات اؼبًتتبة على ـبالفتها ‪142 .........................‬‬
‫اؼبطلب األكؿ‪ :‬التزامات اؼبكلفُت‪143 .......................................................‬‬
‫الفرع األكؿ التصريح بالنشاط ‪143 ..........................................................‬‬
‫الفرع الثاٍل اإلنتساب اؼبزدكج ‪146 ..........................................................‬‬
‫الفرع الثالث ‪:‬األجل احملدد لبلنتساب ‪147 ..................................................‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬التصريح باؼبداخيل كاألجور ‪148 ................................................‬‬
‫أكال‪ :‬التصريح باؼبداخيل ‪148 ..............................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬التصريح باألجور ‪149 ...............................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬التحديد اعبزاُب اؼبؤقت ‪150 ..........................................................‬‬
‫اؼبطلب الثاٍل‪ :‬اعبزاءات على ـبالفة االلتزامات ُب ؾباؿ الضماف االجتماعي ‪150 ................‬‬
‫الفرع األكؿ‪ :‬جزاء عدـ التصريح بالنشاط ‪151 ...............................................‬‬
‫الفرع الثاٍل‪ :‬جزاء عدـ التصريح بالعماؿ ‪151 ................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬اعبزاء عن عدـ التصريح باألجراء كاألجور "التصريح السنوم" ‪151 .................‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬جزاء عدـ دفع االشًتاكات ‪152 ................................................‬‬
‫اؼببحث السادس‪ :‬اغبقوؽ التكميلية ُب ؾباؿ التأمينات االجتماعية ‪153 .........................‬‬
‫اؼبطلب األكؿ‪ :‬بطاقة الشفاء ‪153 ..........................................................‬‬
‫الفرع األكؿ‪ :‬التعريف بنظاـ البطاقة اإللكًتكنية "بطاقة الشفاء" ‪154 ............................‬‬
‫الفرع الثاٍل‪ :‬التعريف بالبطاقة اإللكًتكنية "بطاقة الشفاء" ‪154 .................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬اػبصائص التقنية كاؼبعلومات اؼبقررة لبطاقة الشفاء ‪155 ...........................‬‬

‫‪291‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫الفرع الرابع‪ :‬أىداؼ بطاقة الشفاء ‪156 .....................................................‬‬


‫الفرع اػبامس‪ :‬كيفية اغبصوؿ على بطاقة الشفاء‪156 .........................................‬‬
‫الفرع السادس‪ :‬من يبكنو استعماؿ بطاقة الشفاء ‪157 .........................................‬‬
‫اؼبطلب الثاٍل ‪:‬التعاضدية االجتماعية ‪161 ...................................................‬‬
‫الفرع األكؿ‪ :‬تعريف التعاضدية االجتماعية ‪161 ..............................................‬‬
‫الفرع الثاٍل‪ :‬تأسيس التعاضدية اإلجتماعية ‪161 ..............................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬تنظيم كتسيَت التعاضدية االجتماعية ‪163 .......................................‬‬
‫أكال ‪:‬اعبمعية العامة ‪163 ..................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬ؾبلس اإلدارة كمكتبو ‪164 ............................................................‬‬
‫ثالثا ‪:‬عبنة اؼبراقبة ‪164 .....................................................................‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬األداءات اؼبقدمة ‪165 ........................................................‬‬
‫أكال‪ :‬أداءات النظاـ العاـ ‪165 .............................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬أداءات النظاـ اإلختيارم ‪166 ........................................................‬‬
‫الفرع اػبامس‪ :‬موارد التعاضديات االجتماعية ‪166 ...........................................‬‬
‫الفرع السادس‪ :‬نسب االشًتاؾ ‪167 ........................................................‬‬
‫الفرع السابع‪ :‬مراقبة التعاضدية‪167 .........................................................‬‬
‫اؼبطلب الثالث‪ :‬اؼبنح العائلية كالعبلكات اؼبدرسية ‪168 .........................................‬‬
‫الفرع األكؿ‪ :‬اؼبنح العائلية ‪168 .............................................................‬‬
‫أكال‪ :‬اؼبستفيدين من اؼبنحة العائلية ‪169 .....................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬مبلغ ك قيمة اؼبنحة العائلية ‪170 .......................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬شرط السن لبلستفادة من اؼبنح العائلية ‪170 ............................................‬‬
‫الفرع الثاٍل‪ :‬العبلكات اؼبدرسية ‪171 ........................................................‬‬
‫أكال‪ :‬عبلكة التمدرس ‪171 .................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬شركط استحقاؽ العبلكات اؼبدرسية ‪171 ...............................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬مبلغ ك قيمة عبلكة التمدرس ‪171 .....................................................‬‬

‫‪292‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫خبلصة الفصل الثالث ‪173 ................................................................‬‬


‫الفصل الرابع‪ :‬آليات فض المنازعاتفي مجال التأمينات االجتماعية ‪175 .....................‬‬
‫اؼببحث األكؿ‪ :‬التسوية الداخلية ؼبنازعات الضماف االجتماعي ‪177 ............................‬‬
‫اؼبطلب األكؿ‪ :‬اؼبنازعة العامة كؾباؿ تطبيقها ‪177 .............................................‬‬
‫الفرع األكؿ‪ :‬مفهوـ اؼبنازعة العامة ‪177 ......................................................‬‬
‫الفرع الثاٍل‪ :‬ؾباؿ تطبيق اؼبنازعة العامة‪178 ..................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬التسوية الداخلية للمنازعة العامة ‪179 ...........................................‬‬
‫أكال‪ :‬الطعن أماـ اللجنة احمللية للطعن اؼبسبق ‪179 ............................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الطعن اؼبسبق أماـ اللجنة الوطنية اؼبؤىلة للطعن اؼبسبق للطعن‪185 ........................‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬أثار الطعن أماـ اللجاف اؼبؤىلة الوالئية كالوطنية ‪188 ...............................‬‬
‫أكال‪ :‬أثار الطعن اؼبسبق أماـ اللجنة الوالئية ‪189 .............................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬أثار الطعن أماـ اللجنة الوطنية ‪189 ...................................................‬‬
‫اؼبطلب الثاٍل‪ :‬اؼبنازعة الطبية ‪191 ..........................................................‬‬
‫الفرع األكؿ‪ :‬مفهوـ اؼبنازعة الطبية كإجراءات تسويتها ‪192 ....................................‬‬
‫أكال‪ :‬مفهوـ اؼبنازعة الطبية‪192 .............................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬إجراءات تسوية اؼبنازعة الطبية ‪193 ....................................................‬‬
‫الفرع الثاٍل‪ :‬التسوية الداخلية للمنازعة الطبية‪195 ........................................... .‬‬
‫أكال‪ :‬اػبربة الطبية كإجراءاهتا ‪196 ...........................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الطعن أماـ اللجنة الوالئية للعجز ‪200 .................................................‬‬
‫اؼبطلب الثالث‪ :‬اؼبنازعة التقنية ذات الطابع التقٍت ‪204 ........................................‬‬
‫الفرع األكؿ‪ :‬مفهوـ اؼبنازعة التقنية كإجراءات التسوية ‪205 .....................................‬‬
‫أكال‪ :‬مفهوـ اؼبنازعة التقنية ذات الطابع الطيب ‪205 ............................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬إجراءات تسوية اؼبنازعة التقنية ‪207 ....................................................‬‬
‫الفرع الثاٍل‪ :‬التسوية الداخلية للمنازعة التقنية ‪208 ............................................‬‬
‫أكال‪ :‬تشكيل اللجنة التقنية كصبلحيتها ‪208 .................................................‬‬

‫‪293‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫ثانيا‪ :‬كيفية سَت اللجنة التقنية ذات الطابع الطيب ‪210 ........................................‬‬
‫اؼببحث الثاٍل‪ :‬التسوية القضائية ؼبنازعات الضماف االجتماعي‪214 .............................‬‬
‫اؼبطلب األكؿ‪ :‬اؼبنازعة العامة ‪215 ..........................................................‬‬
‫الفرع األكؿ‪ :‬اختصاص احملكمة الفاصلة ُب اؼبواد االجتماعية ‪216 ..............................‬‬
‫أكال‪ :‬االختصاص ك التشكيلة كشركط رفع الدعول ‪217 .......................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬إجراءات التقاضي أما احملكمة اؼبختصة كطرؽ الطعن ُب األحكاـ الصادرة عنها ‪225 ........‬‬
‫الفرع الثاٍل‪ :‬كالية احملاكم الفاصلة ُب إطار القانوف العاـ ‪226 ..................................‬‬
‫أكال‪ :‬اختصاص القضاء اؼبدٍل ‪227 .........................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬اختصاص القضاء اعبزائي ‪232 ........................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬اختصاص القضاء اإلدارم ‪233 .......................................................‬‬
‫اؼبطلب الثاٍل‪ :‬اؼبنازعة الطبية ‪235 ..........................................................‬‬
‫الفرع األكؿ‪ :‬كالية احملاكم االجتماعية الفاصلة ُب اؼبنازعة الطبية ‪235 ...........................‬‬
‫الفرع الثاٍل‪ :‬الطعن القضائي ُب قرارات اللجنة الوالئية للعجز ‪236 ..............................‬‬
‫اؼبطلب الثالث‪ :‬اؼبنازعة التقنيةذات الطابع الطبية ‪238 .........................................‬‬
‫الفرع األكؿ‪ :‬اختصاص احملاكم اؼبدنية كاعبزائية للفصل ُب اؼبنازعات التقنية ذات الطابع الطيب ‪239 .‬‬
‫أكال‪ :‬اختصاص احملاكم اؼبدنية للفصل ُب اؼبنازعات التقنية ذات الطابع الطيب ‪240 ................‬‬
‫ثانيا‪ :‬اختصاص احملاكم اعبزائية للفصل ُب اؼبنازعات التقنية ذات الطابع الطيب ‪241 ...............‬‬
‫الفرع الثاٍل‪ :‬طرؽ الطعن ُب األحكاـ الفاصلة ُب اؼبنازعات التقنية ذات الطابع الطيب‪242 .........‬‬
‫أكال‪ :‬طرؽ الطعن ُب األحكاـ اؼبدنية الفاصلة ُب اؼبنازعات التقنية ذات الطابع الطيب ‪243 .........‬‬
‫ثانيا‪ :‬طرؽ الطعن ُب األحكاـ اعبزائية الفاصلة ُب اؼبنازعات التقنية ذات الطابع الطيب ‪243 ........‬‬
‫خبلصة الفصل الرابع ‪244 .................................................................‬‬
‫خاسبة ‪247 ...............................................................................‬‬
‫قائمة اؼبصادر كاؼبراجع ‪254 ...............................................................‬‬
‫اؼببلحق ‪262 .............................................................................‬‬
‫فهرس اؼبوضوعات‪287 ....................................................................‬‬

‫‪294‬‬
‫ملخص البحث‬
‫تلعب التأمينات االجتماعية دكراىا ماُب حياة اجملتمع من الناحية االقتصادية كاالجتماعية خاصة‪،‬‬
‫زبصص ؽباالدكؿ ؾبموعة من األنظمة كاآلليات اليت يبكن أف تندرج ضمن صناديق متعددة كمتنوعة أكحىت‬
‫كزارات‪ ،‬كغالبا ماتكوف آليات اغبماية االجتماعية ُب الدكؿ على شكل صناديق للضماف االجتماعي تؤمن‬
‫األخطار االجتماعية من بطالة كتقاعد كاألمراض‪ ،‬الوالدة كالوفاة ُب إطار ككفق ما صدر عن االتفاقيات‬
‫الدكلية اليت شجعت الدكؿ على تطبيق أنظمة لضماف االجتماعي ُب تشريعاهتا الوطنية كتطوير ىذه‬
‫األنظمة ُب نطاؽ حد أدٌل من اغبماية االجتماعية‪.‬‬
‫ذبسد من خبلؿ العديد من التنظيمات‬ ‫عرفت اغبمايةاالجتماعية ُب اعبزائر منذاالستقبلؿ تطورا كبَت ّ‬
‫كالقرارات كاإلجراءات اليت ًبّ ازباذىا كاليت هتدؼ إىل ربقيق مشولية التغطيةاالجتماعية لكافةالفئات الناشطة‬
‫كالشرائح االجتماعية كربسُت مستوياتا ؼبعيشة‪ ،‬ؽبذا أسس اؼبشرع اعبزائرم‪،‬نظاما للحمايةا الجتماعية يتميز‬
‫بالتنوع كيستجيب لكل احتياجات فئات اجملتمع ‪،‬فشملت اغبماية االجتماعية ؾبموعة اآلليات كاؼبؤسسات‬
‫اليت ترتكز على مبدأالتضامن كالتكافل كاليت تضمن لؤلفراد اغبماية من األخطار االجتماعية‪ ،‬ما أكصلو إىل‬
‫ىيكلتو اؼبؤسسية اغبالية ذات الشخصية اؼبعنوية كاالستقبللية اؼبالية‪،‬زبتص كل مؤسسة بتامُت نوع معُت من‬
‫األخطار كفئة ؿبددة من األشخاص‪،‬كىي بذلك ربققت غطية تأمينية تشمل جزءا معترب من اجملتمع كتؤمن‬
‫تقريباكافة األخطاراليت يبكن أف يتعرض ؽبا اؼبؤمن ك اؼبتمثلةأساساُب األمراض كالبطالة كاؼبخاطر اليت قدتنجم‬
‫أثناء العمل كالوالدة كالتكفل باؼبتقاعدين كالوفاة‪ ،‬عاملة على توحيد أحكامو بالنسبة لكافة العاملُت سواء‬
‫من كاف يعمل منهم ُب القطاع اػباص أك العاـ‪،‬كقد كاف القصد من كراء ذلك ربقيق اؼبساكاة بُت كافة‬
‫العاملُت من حيث اؼبزايا التأمينية‪ ،‬معتمد ىذه اؼبؤسسات ُب اغبصوؿ عل ىتمويلها على مورد أساسي كاحد‬
‫ىو اقتطاعات كاشًتاكات إلزامية للمؤمنُت لديها ُب حُت أف تدخل ميزانية الدكلة ُب سبويل ىذا القطاع‬
‫ؿبدكد جدا‪.‬‬
‫كمن أجل اإلؼباـ قدراإلمكاف‪ ،‬دبعطيات ىذه اؼبنظومة القانونية اػباصة من حيث اؼبفاىيم‬
‫اؼبوضوعية كاإلجرائية‪ ،‬جاء ىذا اؼبوضوع من خبللو تناكؿ النصوص القانونية اؼبتعلقة بتشريع الضماف‬
‫االجتماعي كباألخص النصوص القانونية اليت ربكم تسَت كتنظيم كسبويل ىذه اؼبنظومة كما يًتتب عليها من‬
‫اغبقوؽ كااللتزامات كطرؽ فض اؼبنازعات ُب ىذا اجملاؿ‪ ،‬مع اغبرص أف تكوف ىذه الدراسة عملية كتطبيقية‬
‫للوصوؿ إىل معرفة مدل قباعة كفعالية الضماف االجتماعي بالنظر إىل القوانُت السارية غبماية اؼبؤمن لو ك‬
‫كل من ُب كفالتو‪.‬‬
Resume

L'assurance sociale joue un rôle ndrapédnopér dans la société sous ses


dimensions économiques et sociales. Pour sa mise en œuvre, les Etats adoptent un
ensemble de systèmes et de mécanismes de protection sociale sous forme
généralement de caisses de sécurité sociale qui couvrent les risques sociaux
notamment le chômage, la vieillesse, la maladie et maternité et le décès dans le cadre
les accords internationaux pour la mise en place des systèmes de sécurité sociale et
une législation nationale à l'effet de garantir un niveau minimum de protection
sociale.
Depuis l'indépendance, la protection sociale a connu un
développement impressionnant qui s'est matérialisé à travers de nombreuses
organisations, décisions et actions qui ont été prises, qui visent à atteindre la
couverture sociale universelle pour tous les groupes actifs et les couches sociales et à
améliorer le niveau de vie. Pour cela, le législateur algérien a mis en place un système
de protection sociale diversifié et répondant à tous les besoins des groupes
socioprofessionnels. Le système de protection sociale Algérien comprend un
ensemble de mécanismes et d'institutions basés sur le principe de solidarité et
d'interdépendance qui garantissent la protection des individus contre les risques
sociaux, avec une structure institutionnelle doté d'une personnalité morale et une
indépendance financière et chaque institution est spécialisée dans la couverture d'un
type spécifique de risque et d'une classe spécifique de personnes, visant la couverture
sociale d'une partie importante de la société et assure presque tous les risques
auxquels l'assuré peut être exposé avec l'unification des prestations pour tous les
travailleurs, soit dans le secteur privé ou public, dans le souci d'égalité pour
l'ensemble des travailleurs en termes de prestations d'assurance sociale.
Le mode de financement de ces institutions est basé sur des cotisations
obligatoires à travers des retenues sur salaire ainsi qu'un apport limité alloué par le
budget de l'Etat.
La présente étude est venue illuminer ce système juridique spécial en
termes de concepts de fond et de procédures, à travers les textes juridiques liés à la
législation de la sécurité sociale, et en particulier les textes juridiques régissant le
fonctionnement, l'organisation et le financement du système en termes de droits et
obligations qui en découlent, et les moyens mis en place à l'effet de résoudre les
litiges dans ce domaine, tout en veillant à ce que cette étude soit pratique et appliquée
pour faire connaître l'efficacité et l'efficience de la sécurité sociale au regard des lois
en vigueur pour la protection de l'assuré et ses ayants droits.

You might also like