Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 19

‫الجوهر المكنون في رواية‬

‫قالون‬
‫************************************‬
‫*****‬

‫شرح على نظم‬


‫ما خالف فيه قالون ورشا‬
‫من طريق حرز األماني ووجه التهاني‬
‫المعروفة بالشاطبية‬
‫************************************‬
‫****‬
‫تأليف‬
‫على بن محمد الضباع‬

‫************************************‬
‫****‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫الحمد هلل الذي اصطفى من عباده حملة كتابه‪ .‬والصالة والسالم على‬
‫سيدنا محمد و على آله وأصحابه‪.‬‬
‫( أما بعد ) فيقول راجي رحمة الخبير البصير‪ .‬علي الضباع ذو العجز‬
‫والتقصير ‪ :‬هذا شرح مختصر على رسالتي التي نظمتها فيما خالف فيه‬
‫اإلمام أبو موسى عيسى‬
‫بن مينا الملقب بقالون اإلمام أبا سعيد عثمان ابن سعيد المصري الملقب‬
‫بورش من طريق الشاطبية ‪.‬‬
‫( سميته‪ :‬الجوهر المكنون في رواية قالون ) وأسأل هللا من فضله أن‬
‫ينفع به وبأصله إنـه جواد كريم‪ ،‬رؤوف رحيم ‪.‬‬
‫قال الناظم‪( :‬بسم هللا الرحمن الرحيم)‬
‫افتتح نظمه بالبسملة اقتداء بالكتاب العزيز وعمال بسنة المصطفى ‪‬‬
‫رام ومن تَالَ‬
‫ب كـ ٍ‬
‫وآل وأصحا ٍ‬
‫ٍ‬ ‫لَ َك الحم ُد يا هللا َ‬
‫ص ِّل على النبي‬
‫الحمد هو الثناء الحسن‪ .‬وابتدأ به بدءا إضافيا اقتداء بالكتاب العزيز‬
‫وعمال باألخبار الواردة في ذلك‪ .‬والصالة من هللا رحمته المقرونة‬
‫بالتعظيم‪ .‬والمراد بالنبي‬
‫سيدنا محمد ‪ ‬إذ هو المراد عند اإلطالق‪ .‬وقوله ومن تال يحتمل أن‬
‫يراد به التابعون وتابعوهم ويحتمل أن يراد به قراء القرآن ‪.‬‬
‫حرف هَا ِهي ِمنَ ال ِحر ِز تُجتَالَ‬
‫ٍ‬ ‫لَدى أَ‬ ‫َوبَـع ُد فقالونُ يخالـفُ ورشَهم‬
‫قوله وبعد‪ :‬هي كلمة يؤتى بها لإلنتقال من نوع من الكالم إلى نوع آخر‪.‬‬
‫ويستحب اإلتيان بها في أوائل الكتب إقتداء به ‪ ‬إذ كان يأتي بها في‬
‫خطبه ومراسالته‪.‬‬
‫أي وبعد ما تقدم من البسملة والحمدلة والصالة على النبي ـ صلى هللا‬
‫عليه وسلم ـ فأقول لك‪ :‬قالون‪...‬الخ‪،‬‬
‫(وقالون)‪ :‬هو أبوموسى عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى بن عبد‬
‫الرحمن بن عمرو بن عبد العزيز الزرقي مولى الزهريين‪ .‬كان قارئ‬
‫المدينة ونحويها وكان أصم‬
‫ال يسمع البوق فإذا قُرئ عليه القرآن يسمعه وكان ابن زوجة نافع وقرأ‬
‫عليه قراءته غير مرة حتى قال له كم تقرأ علي اجلس إلى أسطوانة حتى‬
‫أرسل إليك‬
‫من يقرأ عليك وهو الذي لقبه بقالون لجودة قراءته فإن قالون بلغة‬
‫جيد‪ .‬وتوفي سنة ‪ 220‬هـ على الصــواب‪.‬‬
‫الروم‪ِّ :‬‬
‫(وورش)‪ :‬هو أبو سعيد عثمان بن سعيد بن عبد هللا بن عمرو بن سليمان‬
‫بن إبراهيم المصري القرشي موالهم ولقب بورش لشدة بياضه‪ .‬ولد سنة‬
‫‪110‬هـ‬
‫ورحل إلى المدينة ليقرأ على اإلمام نافع سنة‪155‬هـ فقرأ عليه ختمات‬
‫ورجع إلى مصر فانتهت إليه رياسة اإلقراء بها ولم ينازعه فيها منازع‬
‫مع براعته في العربية‬
‫ومعرفته بالتجويد وكان جيِّد القراءة حسن الصوت إذا قرأ ال يمله سامعه‪.‬‬
‫وتوفي بمصر سنة ‪197‬هـ وقبره معروف يُ َزار ‪.‬‬
‫(وقرأ قالون وورش)‪ :‬على قارئ المدينة اإلمام أبي رويم نافع بن عبد‬
‫الرحمن الليثي المتوفى بالمدينة سنة ‪167‬هـ ‪ .‬وقرأ نافع على سبعين من‬
‫التابعين وسمى منهم خمسة‪:‬‬
‫يزيد بن القعقاع القارئ‪ ،‬وعبد الرحمن ابن هرمز األعرج‪ ،‬وشيبة بن‬
‫نصاح القاضي‪ ،‬ومسلم بن جندب الهذلي‪ ،‬ويزيد بن رومان‪ .‬وأخذ هؤالء‬
‫عن ثالثة من الصحابة‪:‬‬
‫أبي هريرة‪ ،‬وعبد هللا بن عباس الهاشمي‪ ،‬وعبد هللا بن عياش بن أبي‬
‫ربيعة المخزومي‪ .‬وقرأ هؤالء الثالثة على أُبي بن كعب‪ .‬وقرأ أبي على‬
‫رسول هللا ‪. ‬‬
‫باب ما جاء بين السورتين وأم القرآن‬
‫صل أَواَ ْ‬
‫س ِكنَن ميم َج ٍ‬
‫مع إِن تَح َّر َك ما تَالَ‬ ‫فَبَس ِمل لَـهُ فـي السورتين َو ِ‬
‫المعنى أن قالون أثبت البسملة وفصل بها بين كل سورتين قوال واحدا إال‬
‫بين األنفال وبراءة فبينهما لجميع القراء الوقف والوصل والسكت بال‬
‫بسملة إلجماعهم على ترك‬
‫البسملة أول براءة مطلقا‪.‬‬
‫وورد عنه في ميم الجمع وهي الميم الزائدة الدالة على جماعة المذكرين‬
‫حال وصلها بما بعدها إذا كان متحركا نحو‪  :‬عليهم َغير ‪  ،‬عليكم‬
‫أَنفسكم ‪ ‬وجهان‪:‬‬
‫ض َّم وتوصل بواو لفظية وتُعطى حكم‬
‫األول السكون‪ .‬والثاني الصلة بأن تُ َ‬
‫حده حينئذ‪ .‬أما إذا‬
‫المد المنفصل إذا كان ما بعدها همز قطع لدخولها في ِّ‬
‫سكن ما بعدها نحو‪:‬‬
‫‪ ‬عليهم ِّ‬
‫الذلَّة ‪ ‬فله ضمها من غير صلة كورش ومعلوم أنهم متفقون‬
‫على إسكانها في الوقف ‪.‬‬
‫بـاب هاء الكناية والمد والقصر‬
‫هاء الكناية هي الهاء الزائدة الدالة على الواحد المذكر الغائب‪ .‬والمد لغة‬
‫الزيادة واصطالحا إطالة الصوت بحرف من حروف المد واللِّين أو من‬
‫حرفي اللِّين فقط‪.‬‬
‫والقصر لغة الحبس واصطالحا إثبات حرف المد واللِّين أو أحرف اللِّين‬
‫فقط من غير زيادة عليه ‪.‬‬
‫ـؤتِ ْه فَـأ ْلقِ ْه يَتَّـ ِق ْه‬
‫َونُ ْ‬ ‫َوقَـ ِّ‬
‫ص ْر يُ َؤ ِّد ْه َمـ ْع نُـ َو ِّل ْه َونُ ْ‬
‫صلـِ ْه‬
‫أر ِجـ ْه ِكـالَ‬
‫ْ‬
‫سطَ ما اتَّ َ‬
‫ص َل‬ ‫ص ْر َو ْ‬ ‫س ْ‬
‫ط أ ِو ا ْق ُ‬ ‫فَ َو ِّ‬ ‫َوفـي يَأتِ ْه طَـه ِخالَفٌ َوما ا ْنفَ َ‬
‫ص ْل‬
‫ا ْقبَالَ‬
‫يؤده إليك ‪ ‬موضعي آل عمران‪  ،‬نولِّه ما‬
‫المعنى أن قالون روى‪ِّ  :‬‬
‫تولى ونصله جهنَّم ‪ ‬في النساء‪  ،‬نؤته منها ‪ ‬موضعي آل عمران‬
‫وموضع الشورى‪  ،‬فألقه إليهم ‪‬‬
‫في النمل‪  ،‬يتقه ‪ ‬في النور‪  ،‬أرجه ‪ ‬في األعراف والشعراء‪.‬‬
‫بقصر الهاء في المواضع األحد عشر أي بحذف صلتها جريا على قاعدته‬
‫في هاء الضمير الواقعة بين ساكن‬
‫ومتحرك فإنَّه ال يصلها‪ .‬وقد وقعت الهاء في هذه الكلم كذلك باعتبار‬
‫ِّ‬
‫أصلها إذ أصلها ‪ :‬يؤديه ونوليه ونصليه ونؤتيه ويتقيه وفألقيه و أرجيه؛‬
‫فحذف منها حرف العلة‬
‫وهو الياء للجازم في المضارع وللبناء في األمر والمحذوف لعلة في حكم‬
‫الموجود فكأن الياء ال زالت موجودة فأعطيت الهاء حكمها األصلي وهو‬
‫القصر‪ .‬واختلف عنه في ‪:‬‬
‫متحركين‬
‫ِّ‬ ‫‪ ‬ومن يأته مؤمنا ‪ ‬في طــه بين إشباع الهاء لوقوعها بين‬
‫ومتحرك باعتبار أصلها وهما‬
‫ِّ‬ ‫باعتبار لفظها وقصرها لوقوعها بين ساكن‬
‫صحيحان مأخوذ بهما‬
‫والقصر مقدم في األداء للقاعدة المشهورة وهي‪ { :‬متى كان الخلف في‬
‫هاء الضمير ألحد من القراء دائرا بين القصر والصلة أو القصر واإلسكان‬
‫فالمقدم القصر‬
‫ومتى كان دائرا بين الصلة واإلسكان فالمقدم الصلة }‪.‬‬
‫(وجاء عنه) في المد المنفصل وهو ما انفصل شرطه عن سببه بأن وقع‬
‫حرف المد آخر كلمة والهمز أول تاليتها نحو‪  :‬بما أنزل ‪  ،‬قالوا‬
‫ءامنا ‪  ،‬في أنفسكم ‪ .‬وجهان‪:‬‬
‫األول القصر وهو أن تمد صوتك بحرف المد بقدر النطق بحركتين أي‬
‫بالقدر الذي ال تتحقق ذات حرف المد إال به‪ .‬والثاني المد المتوسط وهو‬
‫أن تمد صوتك به‬
‫بقدر النطق بأربع حركات‪ .‬وال فرق في ذلك بين ما كان حرف المد فيه‬
‫ثابتا لفظا ورسما كاألمثلة المتقدمة أو لفظا فقط نحو‪  :‬يـأيها ‪ ،‬‬
‫أمره إلى هللا ‪،‬‬
‫‪ ‬به إال ‪ .‬ونحو‪  :‬عليكم أنفسكم ‪ ‬على وجه صلة الميم‪ .‬وقد‬
‫استقر عملنا على األخذ فيه بهذين الوجهين تبعا لما جرى عليه إمامنا‬
‫الشاطبي‬
‫كما نبه عليه تلميذه السخاوي‪ .‬وقدر في التيسير مده بألف ونصف يعني‬
‫ثالث حركات وقد رويناه أيضا وال مانع من األخذ به لوروده‪.‬‬
‫(وجاء عنه) في المد المتصل وهو ما اتصل شرطه بسببه في كلمته بأن‬
‫اجتمع حرف المد مع الهمز في كلمة وتقدم حرف المد نحو‪  :‬السفهاء‬
‫‪  ،‬قــروء ‪،‬‬
‫‪ ‬جيء ‪‬؛ المد المتوسط بأن تمده قدر أربع حركات وهذا على جرى‬
‫عليه الشاطبي‪ ،‬وقدره في التيسير بثالث وقد رويناه أيضا وال مانع من‬
‫األخذ به مع مثله‬
‫والقصر في المنفصل‪.‬‬
‫( فائــدة ) ‪ :‬إذا اجتمع في آية ميم جمع ومد منفصل فإن تقدمت الميم‬
‫َّ‬
‫وتأخر المنفصل كما في قوله تعالى‪  :‬ختم هللا على قلوبهم‪ ...‬اآلية‪،‬‬
‫ففيها أربعة أوجه‪:‬‬
‫األول والثاني سكون الميم مع قصر المنفصل ومــده‪ .‬والثــالث والـرابـع‬
‫َّ‬
‫وتأخرت الميم كما في قوله‬ ‫ضـمها معهما أيــضا‪ .‬وإن تـقدم المنفصل‬
‫تـعالى‪:‬‬
‫‪ ‬والذين يؤمنون بما أنزل‪ ...‬اآلية‪ ،‬ففيها أربعة أيضا‪ :‬قصر‬
‫المنفصل مع سكون الميم وصلتها ومده كذلك‪ .‬وإذا كان في اآلية ميم جمع‬
‫بعدها همز قطع‬
‫ففيها ثالثة أوجه‪ :‬األول سكون الميم‪ ،‬والثاني والثالث صلتها مع القصر‬
‫والمد‪ .‬اهـ‬
‫َي َوا ِقفا فُالَ‬ ‫َك َذا َوا ِ‬
‫صال ثَلِّ ْث َكش ْ‬ ‫َو َما َبـع َد هَم ٍز ُخ ْذ ِبقَص ٍر َو ِلينَهُ‬
‫المعنى أنه روى باب البدل وهو ما تقدم فيه الهمز على حرف المد نحو‪:‬‬
‫‪ ‬ءامــنــوا ‪  ،‬إيمــانـا ‪  ،‬أوتي ‪‬؛ بالقصر وجها واحدا‬
‫كغير ورش‪.‬‬
‫وروى باب ِّ‬
‫اللين والمراد به هنا ما وقع فيه الياء والواو ساكنين بين‬
‫حرف مفتوح وهمزة في كلمة نحو‪  :‬كهيئة ‪  ،‬شيء ‪ ،‬‬
‫سوءة ‪  ،‬امرأ سوء ‪‬‬
‫بالقصر في حالة الوصل وجها واحدا‪ .‬وجاء عنه في متطرف الهمز منه‬
‫القصر والتوسط واإلشباع في حالة الوقف ‪.‬‬
‫بــاب الهمــزتـين من كلمة‬
‫أئِ َّمـ ْه َءآ َمنـتُ ْم َءآلِـ َهةٌ فَـالَ‬ ‫لِثَانِي ِه َما َ‬
‫س ِّه ْل َو ِبالفَص ِل قُ ْل َخالَ‬
‫المعنى أنه روى تسهيل الهمزة الثانية من كل همزتي قطع تالصقتا في‬
‫كلمة واحدة مع إدخال ألف فصل بينهما نحو‪  :‬ءأنذرتهم ‪  ،‬أئنكم‬
‫‪  ،‬أؤنبئكم ‪.‬‬
‫وقدر ألف الفصل في ذلك حركتان على ما عليه جمهور أهل األداء وحكى‬
‫بعضهم اإلجماع عليه وبه جرى عملنا‪ .‬وذهب جماعة إلى تسويتها‬
‫وضعفه المحققون‪.‬‬
‫َّ‬ ‫بالمتصل‬
‫واستثنى قالون من هذا الباب ثالث كلمات فلم يفصل بين الهمزتين فيهن‬
‫بهذه األلف وهن‪  :‬أئـمة ‪ ‬ووقعت في خمسة مواضع‪ :‬بالتوبة‬
‫واألنبياء والسجدة‬
‫وموضعي القصص‪ .‬و‪ ‬ءآمنتم ‪ ‬في األعراف وطه والشعراء‪ .‬و‪‬‬
‫ءآلهة ‪ ‬في الزخرف‪.‬‬
‫أما أئمة فألن أصله (أَ ْأ ِم َمة) على وزن أفعلة جمع إمام كأردية جمع رداء‬
‫نُ ِقلت كسرة الميم األولى إلى الهمزة قبلها ثم أُدغمت الميم في الميم فأصل‬
‫الهمزة الثانية السكون‬
‫أصلها وهو السكون وألغى حركتها‬
‫َ‬ ‫وحركتها عارضة فاعتبر قالون‬
‫المتحركتين‪ .‬وأما‬
‫ِّ‬ ‫لعروضها فترك الفصل ألنه إنما يكون بين الهمزتين‬
‫ءآمنتم وءآلهتنا فألن أصلهما‬
‫قبل اإلستفهام (أَ ْأمنتم)‪( ،‬أَ ْألهتنا) بهمزتين مفتوحة فساكنة فأبدلت‬
‫الساكنة ألفا على القاعدة المشهورة ثم دخلت همزة اإلستفهام فاجتمع‬
‫همزتان في اللفظ‬
‫فخفَّف قالون ثانيتهما بالتسهيل بين بين ورأى عدم الفصل في تقدير‬
‫َ‬
‫أربع ألفات وذلك إفراط في التطويل والثِّقل وخروج عن منهاج كالم‬
‫العرب ‪.‬‬

‫بــاب الهمزتــين من كلمتــين‬


‫س ِّه ْل لِتَ ْع ِدالَ‬ ‫س ِر أَ ْو َ‬
‫ض ٍّم فَ َ‬ ‫َوفِي ا ْل َك ْ‬ ‫ح االولَى فَا َ ْ‬
‫سقِطَا‬ ‫اق ا ْلفَ ْت ِ‬
‫بِ َحا ِل اتِّـفَ ِ‬
‫َوإِنْ َحرفُ َمـ ٍّد قَب َل هَم ٍز تَ َ‬
‫سهَّالَ‬ ‫سو ِء إِالَّ ْ‬
‫اختِي َر اال ْبدَا ُل َوا ُّد ِغ ْم‬ ‫َوفِي ال ُّ‬
‫س َّجالَ‬ ‫فَ َم ْع َمـ ِّد َم ْف ُ‬
‫صو ٍل ِب َمـ ٍّد تَ َ‬ ‫س قَ ْ‬
‫ط‬ ‫ص َرهُ وال َمـ َّد لَ ِكنْ إِ َذا َ‬
‫ـز قَ ْ‬‫أَ ِج ْ‬
‫المعنى أن قالون أسقط الهمزة األولى أو حذفها بالكلية من كل همزتي‬
‫جاء أَمرنا ‪.‬‬
‫قطع اجتمعتا من كلمتين وكانتا مفتوحتين نحو‪َ  :‬‬
‫وسهلها بين الهمزة والياء‬
‫هؤالء إِن كنتم ‪ ،‬وبين الهمزة والـواو‬
‫ِ‬ ‫إذا كانتا مكسورتين نحو‪ :‬‬
‫أولياء أُولـئك ‪ .‬وزاد في قـولـه تعالى‪:‬‬
‫ُ‬ ‫إذا كـانتا مضمـومتين نحو‪ :‬‬
‫بالسوء إِال ما رحم ‪ ‬في يوسف وجها آخر وهو إبدال الهمزة األولى‬
‫ِ‬ ‫‪‬‬
‫واوا مكسورة مع إدغام الواو التي قبلها فيها‪ .‬وقد اختاره أكثر المحققين‬
‫ولذا جرى العمل بتقديمه في األداء‪ .‬وما ذكرته من إسقاط األولى حالة‬
‫الفتح هو مذهب الجمهور؛ وذهب جماعة إلى أنه أسقط الثانية وأبقى‬
‫األولى‪.‬‬
‫وتظهر فائدة هذا الخالف في المد فعلى مذهب الجمهور يكون من قبيل‬
‫المنفصل فيساويه قصرا ومدا وعلى المذهب الثاني يكون من قبيل‬
‫المتصل فيتعين مده‪.‬‬
‫ومعنى قول الناظم‪ :‬وإن حرف مد ‪..‬الخ؛ أن حرف المد الواقع قبل همز‬
‫مغيَّر يجوز فيه وجهان‪ :‬المد مراعاة لألصل وتنزيال للسبب المغير منزلة‬
‫المحقق‪،‬‬
‫التغير واعتبارا بما صار إليه اللفظ‬
‫ُّ‬ ‫والقصر اعتدادا بما عرض للهمز من‬
‫سواء كان التغير باإلسقاط أو بالتسهيل لكن يترجح المد فيما إذا كان‬
‫التغير بالتسهيل‬
‫ُّ‬
‫لبقاء أثر سبب المد في الجملة ويترجح القصر فيما إذا كان التغيُّر‬
‫باإلسقاط لذهاب أثره‪ .‬ويأتي كل من الوجهين على وجهي المد المنفصل‬
‫إال أن القصر‬
‫في حالة اإلسقاط يمتنع على مد المنفصل‪ .‬ففي قوله تعالى‪  :‬وإن كنتم‬
‫مرضى أو على سفر أو جا أحد منكم‪ ...‬اآلية قصر (مرضى) أو مع‬
‫القصر والمد في‬
‫(جا أحد) ثم مدهما معا و يمتنع مد (مرضى) أو مع قصر (جا أحد) ألن‬
‫الثاني ال يخلو من أن يقدر منفصال أو متصال فإن قدر منفصال ساوى‬
‫األول‬
‫وإن قدر متصال تعين مده كما مر‪ .‬وتجري هذه الثالثة أيضا فيما لو تأخر‬
‫المنفصـل عن الهمزتــين كما في قولــه تعـالى‪:‬‬
‫السماء أَن تقع على األرض إال بإذنه إن‪ ...‬فإذا مددت‬
‫َ‬ ‫‪ ‬ويمسك‬
‫(السما أن) فلك في (بإذنه إن) القصر والمد وإذا قصرت (السماء أن)‬
‫تعيَّن قصر (بأذنه إن) لما ذكر‪ .‬وفي قوله تعالى ‪  :‬هــؤالء إن كنتـم‬
‫‪ ‬قصر(هاء) التنبيه مع مد (أوال) وقصره استصحابا لألصل واعتدادا‬
‫بعارض التسهيل‪.‬‬
‫وضعف‬
‫َّ‬ ‫ثم مدها معهما فهي أربعة تأتي مع كل من سكون الميم وصلتها‪.‬‬
‫اإلمام ابن الجزري في نشره قصر (أوالء) على مد المنفصل واحتج بأن‬
‫سبب اإلتصال‬
‫ولو تغيَّر أقوى من سبب اإلنفصال فال يصح أن يكون أحط رتبة منه‪.‬‬
‫ورده األستاذ المتولي مستدال بإطالقه الوجهين في كل من التقريب‬
‫َّ‬
‫والطيِّبة‬
‫وبأن اإلعتداد بعارض التسهيل يخرجه من باب المتصل إلى باب الطبيعي‬
‫فال يكون ثَ َّم مانع من جوازه‪ .‬ولذا قال في فتح الكريم‪ :‬وفي هؤال إن مدها‬
‫مع قصر ما‬
‫* تاله له امنع مسقطا ال مسهال ‪.‬‬
‫باب الهمز المفرد والنقل واإلظهار واإلدغام والفتح واإلمالة‬
‫الهمز المفرد هو الذي يالصق مثله‪ .‬والنقل إلقاء حركة الهمزة على‬
‫الساكن قبلها وحذف الهمزة‪ .‬واإلظهار إخراج كل حرف من مخرجه موفى‬
‫حقه ومستحقه‪.‬‬
‫واإلدغام هو اللفظ بالحرفين حرفا كالثاني مشددا‪ .‬والفتح هنا عبارة عن‬
‫فتح الفم بلفظ الحرف ال فتح الحرف إذ األلف ال تقبل الحركة‪ .‬واإلمالة أن‬
‫تنطق‬
‫بالفتحة قريبة من الكسرة وباأللف قريبة من الياء كثيرا وهي المحضة‬
‫ويقال لها الكبرى واإلضجاع‪ .‬وقليال وهي بين اللفظين ويقال لها التقليل‬
‫وبين بين والصغرى‪.‬‬
‫وج َو َمأْ ُج َ‬
‫وج فِي‬ ‫ِمنْ ا ْل َه ْم ِز الَ يَأْ ُج َ‬ ‫سي ُء َو َمـا ا ْنفَ َر ْد‬
‫ق ِلئَـالَّ َوالنَّ ِ‬
‫َو َحقِّ ْ‬
‫ِكالَ‬
‫َوعَادا االُولَى َوا ْه ِم ْز ا ْلـ َوا َو ُم ْ‬
‫س َجالَ‬ ‫ص َدةٌ ُخ ْـذ نَ ْق َل االنَ َمـ ْع ِردَا‬
‫َو ُم ْؤ َ‬
‫ظ َهاِر عُـدِّال‬ ‫ضا ٍد قَـ ْد بِاال ْ‬ ‫َو َم ْع ظَا َو َ‬ ‫َوقَـ ْد ف َّ‬
‫ضلُوا فِـي بِ ْدئِ ِه ت َْر َك نَ ْقلِ ِه‬
‫لَـدَى ا ْل ِب ْك ِر أَ ْد ِغ ْم بَـا يُ َع ِّذ ْب ُم َع ِّدالَ‬ ‫َوتَـا ٍء لَـدَى ظَـا ٍء َويَس ن ثُـم‬
‫َوهَـا ٍر أَ ِمـ ْل ت ْ‬
‫َـو َراةَ فَـا ْفت َْح َوقَ ِّلالَ‬ ‫ف يَ ْل َه ْث ْ‬
‫ار َك ْب َوالَ تُ ِم ْل‬ ‫َوأَ ْد ِغ ْم ُ‬
‫بخ ْل ٍ‬
‫المعنى أنه روى ‪ ‬لئال ‪ ‬في البقرة والنساء والحديد بهمزة محققة بين‬
‫الالمين‪ .‬و‪ ‬النسيء ‪ ‬في التوبة بياء مدية فهمزة مضمومة محققة‬
‫فهو عنده من باب المد المتصل‪.‬‬
‫متحركة نحو‪ْ :‬‬
‫مؤمنين‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫وروى أيضا تحقيق كل همزة مفردة ساكنة أو‬
‫مؤ َّجال‪ .‬إال أنه استثنى من ذلك ‪ ‬يأجوج ومأجوج ‪ ‬في الكهف‬
‫َ‬
‫واألنبياء فقرأ بإبدال الهمزة ألفا فيهما‪.‬‬
‫و‪ْ ‬‬
‫مؤصدة ‪ ‬في البلد والهُ َم َزة واوا فيهما‪.‬‬
‫(ووافق ورشا) على النقل في ثالث كلمات‪:‬‬
‫‪1‬ـ آالن‪ :‬في موضعي يونس فرواها بنقل حركة إلى الالم وحذف الهمزة‬
‫فله فيها في الوصل ثالثة أوجه وهي‪ :‬إبدال همزة الوصل ألفا مع إشباعها‬
‫استصحابا لألصل وقصرها اعتدادا بعارض النقل وتسهيلها‪ .‬فإذا وقف‬
‫على النون جاز له ثالثة الالم على كل من ثالثة الهمزة‪.‬‬
‫‪2‬ـ ردا‪ :‬من قوله تعالى‪ِ  :‬ردا يصدقني ‪ ‬في القصص فرواه بنقل‬
‫حركة الهمزة إلى الدال وأسقط الهمزة‪.‬‬
‫‪3‬ـ االولى‪ :‬من قوله تعالى‪  :‬عادا االولى ‪ ‬في النجم فرواه بنقل‬
‫حركة الهمزة إلى الالم مع إدغام التنوين قبلها فيها في حالة الوصل‬
‫وهمزة ساكنة‬
‫مكان الواو وصال وابتداء‪ .‬فله في الوصل وجه واحد وهو‪(:‬عادا لُ ْؤلى)‬
‫بالنقل وهمز الواو‪ .‬فإذا وقف على عادا وابتدأ باألولى فله وجهان‪:‬‬
‫أحدهما (اَلُ ْؤلَى) بهمزة الوصل اعتدادا باألصل فالم مضمومة فهمزة‬
‫ساكنة‪ .‬وثانيهما (لُ ْؤلَى) بالم مضمومة من غير ألف الوصل قبلها‬
‫اعتدادا بحركة النقل وبعدها همزة ساكنة‪ .‬وزاد أكثر أهل األداء وجها ثالثا‬
‫وهو (اَألُولى) ِّ‬
‫برد الكلمة إلى أصلها قبل النقل أي بهمزة الوصل‬
‫وحسنه‬
‫َّ‬ ‫فالم ساكنة فهمزة مضمومة فواو ساكنة وهو أرجح الثالثة‬
‫الداني والشاطبي وإلى ذلك يشير قول الناضم‪ :‬وقد فضلوا في بدئه ترك‬
‫نقله‪.‬‬
‫لكن لما كان قوله‪ :‬واهمز الواو مسجال‪ .‬ربما يوهم همز الواو في األوجه‬
‫الثالثة قلت بدل السطر المذكور‪:‬‬
‫[ وفي البدء زد تحقيقه غير هامز ]‪ .‬وما عدا هذه الكلمات الثالث فهو‬
‫فيه على التحقيق من غير نقل خالفا لورش‪ .‬وخالف النظم شرطه هنا‬
‫ليفيد ذلك مع اإلختصار‪.‬‬
‫( وروى أيضا ) إظهار دال (قد) عند الظاء والضاد المعجمتين نحو‪ :‬‬
‫فقد ظلم ‪  ،‬فقد ضل ‪ .‬وتاء التأنيث عند الظاء المشالة نحو‪ :‬‬
‫كانت ظالمة ‪.‬‬
‫والنون عند الواو من ‪ ‬يـس والقرآن ‪ ‬و‪ ‬ن والقلم ‪ ‬قوال واحدا‪.‬‬
‫( وروى ) إدغام الباء في الميم من قوله تعالى‪ :‬ويعذب من يشاء ‪‬‬
‫آخر سورة البكر أي البقرة‪.‬‬
‫( واختلف ) عنه في الثاء عند الذال من قوله تعالى‪  :‬يلهث ذلك ‪‬‬
‫في األعراف‪ .‬والباء عند الميم من قوله تعالى‪  :‬اركب معنا ‪ ‬بهود‬
‫بين اإلدغام واإلظهار‪.‬‬
‫وهما صحيحان مقروء بهما فيهما إال أن اإلدغام أكثر وأشهر ولذى‬
‫جرى العمل بتقديمه في األداء‪.‬‬
‫( وروى ) الفتح قوال واحدا في جميع ما روى ورش تقليله أو إمالته إال‬
‫أنه روى ‪ ‬هار ‪ ‬في التوبة باإلمالة الكبرى‪.‬‬
‫(واختلف ) عنه في ألف التوراة حيث وقعت بين الفتح والتقليل والوجهان‬
‫صحيحان مأخوذ بهما إال أن الفتح أشهر ولذا قُ ِّدم في األداء‪.‬‬
‫وما ذكره في الحرز من تقليل (هايا) بمريم له نبه المحقق ابن الجزري‬
‫على أنه مما خرج فيه عن طريقه تبعا للداني ولذا تركه الناظم‪.‬‬
‫( فائدة ) إذا جاء مع لفظ التوراة ميم جمع ومنفصل ففيها لقالون من‬
‫طريق الحرز خمسة أوجه‪:‬‬
‫ـ األول والثاني الفتح مع القصر والصلة ومع المد والسكون‪.‬‬
‫ـ والثالث والرابع والخامس التقليل مع القصر والسكون ومع المد‬
‫ووجهي الميم‪.‬‬
‫وأما الفتح مع القصر والسكون ومع المد والصلة والتقليل مع القصر‬
‫والصلة فممتنعة‪ .‬نبه على ذلك المحقق ابن الجزري في أجوبته على‬
‫األسئلة التبريزية‬
‫ونقله عنه األستاذ المزاحي وغيره‪ .‬ولكن جرى عملنا على األخذ باألوجه‬
‫الثمانية كما يقتضيه إطالق الحرز والطيبة وغيرهما‬
‫وال فرق في ذلك بين أن تتقدم التوراة على المد المنفصل والميم أو‬
‫تتأخر عنهما أو تتوسط بينهما‪.‬‬

‫باب الراءات والالمات وياءات اإلضافة‬


‫صالَ‬‫س ِكنْ لِتُو َ‬ ‫الَ َماِتِه‪ .‬لِـي فِي َها أ ْ‬ ‫ش فَ َّخ َم َها َو َرقِّـقَنْ‬
‫ت َو ْر ٍ‬
‫َو َرا َءا ِ‬
‫ي أَ ْو ِز ْع ِني َم ِعي ظُلَّة عَـالَ‬ ‫َو َم ْحيَا َ‬ ‫إخ َو ِتي‬‫َك َذا ت ُْؤ ِمنُوا لي يُ ْؤ ِمنُوا ِبي َو ْ‬
‫ِخالَفُ َو ِبا ْل َو ْج َه ْي ِن قَا َل لَـهُ ال َمالَ‬ ‫َوفِي يَا إِلَى َربِّي الَّ ِذي ت َْحتَ َغافِ ٍر‬
‫المعنى أنه روى بابي الراءات والالمات باألصول واألحكام التي رواها‬
‫غير ورش ففخم الراءات التي اختص ورش بترقيقها‪ .‬ورقق الالمات التي‬
‫اختص ورش بتغليظها‪.‬‬
‫( وروى أيضا ) إسكان الياء في ‪ ‬ولي فيها مآرب ‪ ‬بطه‪ ،‬و‪ ‬وإن لم‬
‫تؤمنوا لي ‪ ‬في الدخان‪ ،‬و‪ ‬وليؤمنوا بي ‪ ‬بالبقرة‪ ،‬و‪ ‬بين إخوتي‬
‫‪ ‬بيوسف‪،‬‬
‫و‪ ‬محياي ‪ ‬باألنعام‪ ،‬و‪ ‬أوزعني أن أشكر ‪ ‬في النمل واألحقاف‪،‬‬
‫و‪ ‬من معي من المؤمنين ‪ ‬في الظُلَّة أي الشعراء‪ .‬ويلزم على ذلك مد‬
‫ألف محياي مدا مشبعا‬
‫لدخولها في باب الالزم الكلمي المخفف وهو ما اجتمع فيه حرف المد مع‬
‫ساكن مظهر في كلمة واحدة‪.‬‬
‫( واختلف ) عنه في ‪ ‬إلى ربي إن ‪ ‬في فصلت فأخذ له أكثر أهل‬
‫األداء بفتح يائه وبعضهم بإسكانها وهما صحيحان مقروء بهما والمقدم‬
‫في األداء‬
‫الفتح لشهرته وألنه األقيس بمذهب قالون‪.‬‬

‫باب ياءات الزوائد‬


‫َان نَ ْم ٍل ُخ ْلفٌ َذا َو ْقفا ا ْعتَالَ‬
‫ــ ِد آت ِ‬ ‫صـ ْل إنْ تَـ َر ِن بِا ْليَا َم َع اتَّـبِعُو ِن أَ ْه‬
‫ِ‬
‫صالَ‬
‫ـل تَ َو َّ‬
‫ص ٍ‬‫ـنَـا ِد ِخالَفٌ َحا َل َو ْ‬ ‫َان التَّالَ ِ‬
‫ق َوالتَّ‬ ‫َو ِفـي َد ْع َوةَ الد ِ‬
‫َّاع َدع ِ‬
‫المعنى أنه روى ‪ ‬إن ترن ‪ ‬في الكهف‪ ،‬و‪ ‬اتبعون أهدكم ‪ ‬في‬
‫غافر بإثبات الياء بعد النون فيهما وصال ووافق ورضا على حذفها فيهما‬
‫وقفا‪.‬‬
‫( واختلف ) عنه في الوقف على ‪ ‬فما آتان ‪ ‬في النمل فرواه عنه‬
‫جماعة بإثبات الياء وآخرون بحذفها وكالهما مقروء به إال أن اإلثبات‬
‫مقدم في األداء‬
‫ووافق ورشا على إثبات الياء فيه مفتوحة في الوصل‪.‬‬
‫( واختلف ) عنه أيضا في ‪ ‬دعوة الداع ‪ ‬و‪ ‬إذا دعان ‪ ‬كالهما‬
‫في البقرة بين حذف الياء وإثباتها فيهما وصال فقطع له األكثرون بالحذف‬
‫وقطع له غيرهم باإلثبات والوجهان صحيحان مقروء بهما والحذفهو‬
‫المقدم في األداء‪.‬‬
‫( واختلف ) عنه أيضا في ‪ ‬التالق ‪ ‬و‪ ‬التناد ‪ ‬كالهما بغافر‪.‬‬
‫وذكر الوجهين فيهما الداني في التيسير والمفردة وتبعه الشاطبي‬
‫وعده من اإلنفرادات التي جرت‬
‫َّ‬ ‫لكن ضعف المحقق ابن الجزري اإلثبات‬
‫عادة المحققين بتركها فليعلم‪.‬‬
‫ب ِبا ْل َوا ِد في ا ْلفَ ْج ِر ُدعَا نُـ ُذ ِر ا ْن َجالَ‬
‫ِ‬ ‫سئَلَن َك َ‬
‫الجـ َوا‬ ‫َّاع تَ ْ‬
‫ع الد ِ‬ ‫ف يَ ْد ُ‬ ‫َو ِب ْ‬
‫الحذ ِ‬
‫ِن قَـا َل َو ِعيـ ِد يُ ْنقِ ُذو ِن فَ َحـ ِّ‬
‫صالَ‬ ‫َمـ َع ا ْلبَـا ِد ت ُْر ِديـ ِن نَـ ِذي ِر يُ َك ِّذبُو‬
‫اح َف ْظ ِلت َْر َقى ِإلى ا ْل ُع َ‬
‫ال‬ ‫َف َه ِذي األُ ُ‬
‫صو ُل ْ‬ ‫َـر ُج ُمو ِن نَ ِكـي ِر ُخ ْذ‬
‫َك َذا ا ْعتَ ِزلُو ِن ت ْ‬
‫المعنى أنه روى حذف الياء في خمس وعشرين موضعا وهي‪:‬‬
‫‪ ‬يوم يدع الداع ‪ ‬في القمر‪ ،‬و‪ ‬فال تسئلن ‪ ‬في هود‪ ،‬و‪‬‬
‫كالجواب ‪ ‬في سبأ‪ ،‬و‪ ‬بالواد ‪ ‬في الفجر‪ ،‬و‪ ‬دعاء ‪ ‬في‬
‫إبراهيم‪ ،‬و‪ ‬نذر ‪ ‬ستة مواضع في القمر‪،‬‬
‫و‪ ‬الباد ‪ ‬في الحج‪ ،‬و ‪ ‬لتردين ‪ ‬في الصافات‪ ،‬و‪ ‬نذير ‪ ‬في‬
‫الملك‪ ،‬و‪ ‬يكذبون قال ‪ ‬في القصص‪ ،‬و‪ ‬وعيد ‪ ‬في إبراهيم‬
‫وموضعي ق‪،‬‬
‫و‪ ‬ينقذون ‪ ‬في يس‪ ،‬و‪ ‬فاعتزلون‪ ،‬أن ترجمون ‪ ‬كالهما في‬
‫الدخان‪ ،‬و‪ ‬نكير ‪ ‬في الحج وسبأ وفاطر والملك‪.‬‬
‫وهنا تمت األصول جمع أصل يعني األحكام المطردة وباهلل التوفيق‪.‬‬

‫باب فرش الحروف‬


‫يعني األحكام المنفردة المرتبة بحسب ترتيب مواضع السور‪.‬‬
‫انجالَ‬ ‫ت ا ْك ِ‬
‫س ْر َ‬ ‫َوثُ َّم ْه َو أَ ْ‬
‫س ِكنْ َوالبُيُو ِ‬ ‫َوهَـا هُ َو عَـنْ فَـا َو َوا ٍو َوالَ ِم َها‬
‫المعنى أنه روى إسكان هاء ضمير المذكر الغائب المنفصل المرفوع وكذا‬
‫المؤنث إذا وقع كل منهما بعد الفـاء أو الواو أو الالم اإلبتدائية نحو‪:‬‬
‫وهو واقع ‪ْ  ،‬‬
‫وهي تجري‬ ‫فهي خاوية ‪ْ  ،‬‬
‫فهو خير ‪ْ  ،‬‬
‫‪ْ ‬‬
‫لـهي الحيوان ‪ .‬وكذا ‪ ‬ثم ْهو يوم القيامة‬
‫لـهو الغني ‪ْ  ،‬‬
‫‪ْ  ،‬‬
‫‪ ‬في القصص‪.‬‬
‫وروى بيوت كيف جاء نحو‪  :‬وأتوا البيوت ‪  ،‬بيوتا غير بيوتكم‬
‫‪  ،‬من بيوتهن ‪‬؛ بكسر الباء ‪.‬‬

‫س ِّهالَ‬
‫ص ِل َ‬‫ص ُمو يَ َهدِّي‪َ .‬وهَـاأَ ْنتُ ْم َمـ َع ا ْلفَ ْ‬ ‫سـ ِّكنْ َكتَ ْعدُوا يَ َخ ِّ‬‫س َ‬ ‫نِ ِع َّما ْ‬
‫اختَلِ ْ‬
‫ـي تُفَ َّ‬
‫ضالَ‬ ‫ق َوإِنْ تَ ُم ْد فَبِا ْل َم ِّد الَ َغ ْيـ ُر ا ْق َرأَنْ َك ْ‬ ‫ص ِل أَ ْ‬
‫ط لِ ْ‬ ‫ص ِر ِه َذا ا ْلفَ ْ‬
‫َو َم ْع قَ ْ‬
‫المعنى أنه روى ‪ ‬فنعما هي ‪ ‬في البقرة و ‪ ‬نعما يعظكم ‪ ‬في‬
‫النساء باختالس كسرة العين وباسكانها أيضا‪ .‬و‪ ‬ال تعدوا ‪ ‬في‬
‫النساء باختالس فتحة العين وبإسكانها أيضا‪.‬‬
‫و‪ ‬أمن ال يهدي ‪ ‬في يونس باختالس فتحة الهاء وبإسكانها‬
‫أيضا‪.‬و‪ ‬هم يخصمون ‪ ‬في يس باختالس فتحة الخاء وبإسكانها‬
‫أيضا‪.‬‬
‫ومعنى اإلختالس اختطاف الحركة بسرعة حتى يذهب القليل ويبقى‬
‫الكثير فهو عكس الروم‪ .‬وقد أهمل الشاطبي ـ رحمه هللا تعالى ـ ذكر‬
‫اإلسكان في الجميع‬
‫مع أن الداني ذكره في التيسير وجعله هو النص عن قالون وبص في‬
‫بعض كتبه على الوجهين وصححهما المحقق‪ .‬وجرى عملنا على األخذ‬
‫بهما مع تقديم اإلسكان‪.‬‬
‫وال مباالة من الجمع بين الساكنين في مثل ذلك لثبوت القراءة به‪.‬‬
‫وروى ‪ ‬هاأنتم ‪ ‬في موضعي آل عمران وفي النساء والقتال بتسهيل‬
‫الهمزة بين بين مع القصر والمد ويأتي على قصرها قصر المنفصل ومده‪.‬‬
‫ويأتي مده فقط على مدها ففيها ثالثة أوجه‪.‬‬
‫صالَ‬ ‫الخ ْل ِ‬
‫ف َوا ِ‬ ‫لَدَى َك ْ‬
‫س ِر َه ْم ٍز ُم َّد ِب ُ‬ ‫س ِّه ْل َوفِي أَنَا‬ ‫َرأَيْتَ فِي اال ْ‬
‫ستِـ ْف َه ِام َ‬
‫المعنى أنه روى ‪ ‬أرأيت ‪ ‬كيف وقع مصحوبا بهمزة اإلستفهام نحو‪:‬‬
‫‪ ‬أرأيتكم ‪  ،‬أفرأيتم ‪  ،‬أفرأيت ‪ ‬بتسهيل الهمزة الثانية‬
‫بينها وبين األلف وجها واحدا‪.‬‬
‫(واختلف) عنه في ‪ ‬أنا إال نذير ‪ ‬في األعراف والشعراء واألحقاف‬
‫وصال بين إثبات األلف بعد النون وحذفها‪ .‬وذكر الوجهين في الشاطبية‬
‫واقتصر في التيسير‬
‫على اإلثبات وصححهما المحقق وجرى عملنا على األخذ بهما مع تقديم‬
‫اإلثبات‪ .‬وعلى اإلثبات يدخل في باب المنفصل فيساويه قصرا ومدا‬
‫حده حينـئذ‪.‬‬
‫لدخوله في ِّ‬
‫َو ِر ْءيا فَأ َ ْب ِد ْل ُم ْد ِغما تَ ْغ ُد فَا ِ‬
‫ضالَ‬ ‫ف يَا أَه َْب‬
‫الخ ْل ِ‬ ‫َو َرا قُ ْربَةٌ َ‬
‫س ِّكنْ َو ِب ُ‬
‫المعنى أنه روى ‪ ‬قربة لهم ‪ ‬في التوبة بسكون الراء‪.‬‬
‫(واختلف) عنه في ‪ ‬ألهب لك ‪ ‬في مريم بين الياء كورش والهمزة‬
‫كغيره وجرى عملنا على األخذ بهما مع تقديم الهمز في األداء‪.‬‬
‫(وروى)‪  :‬رءيا ‪ ‬في مريم أيضا بإبدال الهمزة ياء وإدغامها في‬
‫الياء بعدها‪.‬‬
‫ت َو َه ْم َز الالَّ ِء َحقِّ ْقهُ ُم ْ‬
‫س َجالَ‬ ‫ـ َكبُو ٍ‬ ‫ضوا َك َح ْر ِ‬
‫ف عَنْ‬ ‫ِليَ ْقطَ ْع فَ َ‬
‫س ِّكنْ َم ْع ِليَ ْق ُ‬
‫المعنى أنه روى ‪ ‬ثم ْليقطع ‪ ‬و‪ ‬ثم ْليقضوا ‪ ‬كالهما في الحج‬
‫و‪ْ ‬‬
‫وليتمتعوا ‪ ‬في العنكبوت بإسكان الالم في الثالثة‪ .‬وروى أيضا ‪‬‬
‫الالئي ‪ ‬في األحزاب‬
‫والمجادلة وموضعي الطالق بتحقيق الهمزة بال ياء في الحالين‪.‬‬
‫س ِّكنْ أَ َوابَا ُؤنَا ِكـالَ‬
‫بـُيُوتَ النَّبِ ِّي َ‬ ‫صـ ْل لِلنَّبِي إِنْ‬ ‫َوبِا ْليَا َمـ َع التَّ ْ‬
‫ش ِدي ِد ِ‬
‫المعنى أنه روى ‪ ‬للنبي إن أراد ‪ ‬و‪ ‬بيوت النبي إال ‪ ‬كالهما في‬
‫األحزاب بإبدال الهمزة ياء في الوصل ووافق ورشا على الهمز في‬
‫الوقف‪.‬‬
‫وروى ‪ ‬أوآباؤنا ‪ ‬في الصافات والواقعة بسكون الواو‪.‬‬
‫ـف‪ .‬ا ْل ُم َرا ُد تَ َك َّمالَ‬
‫ص ِل ِبا ْل ُخ ْل ِ‬ ‫س ِّكنْ َو ِز ْد هَ ْمزا َك َوا ٍو أَ ُؤ ْ‬
‫َم َع ا ْلفَ ْ‬
‫ش ِهدُوا‬ ‫َو َ‬
‫ب َوا ْل ِوالَ‬
‫ص ْح ِ‬ ‫ص َ‬
‫طفَى َواآل ِل َوال َّ‬ ‫َعلَى ال ُم ْ‬ ‫سـلِّ َما‬
‫صالَتِي ُم َ‬ ‫بِ َح ْم ِد إِلَ ِهي َم ْع َ‬
‫المعنى أنه ورد عنه في ‪ ‬أؤشهدوا خلقهم ‪ ‬في الزخرف وجهان‪:‬‬
‫أحدهما إدخال ألف الفصل‪.‬‬
‫والثاني تركها‪ .‬وجرى عملنا على األخذ بهما مع تقديم األول في األداء‪.‬‬
‫وأشار الناظم بقوله المراد تكمال إلى تمام المقصود من هذه المنظومة‪.‬‬
‫وح ِم َد هللا سبحانه وتعالى وصلى على نبيه في ختام نظمه كما بدأه بذلك‬
‫َ‬
‫رجاء قبوله‬
‫ألنه سبحانه وتعالى أكرم من أن يقبل الطرفين ويريد ما بينهما‪ .‬وأردف‬
‫الصالة بالسالم هنا دفعا لكراهة إفراد أحدهما عن اآلخر‪.‬‬
‫قلت ال ألنه ليس‬
‫قلت قد أفرد الناظم الصالة عن السالم في أول النظم‪ُ ،‬‬
‫إن َ‬
‫المراد بالجمع بينهما أن يكونا مقرونين بل المراد أن ال يخلوا الكالم أو‬
‫المجلس عنهما معا‬
‫وال يخفى أن النظم كله كالم واحد‪ .‬وقوله والصحب اسم جمع لصاحب‬
‫بمعنى الصحابي والمراد بالوال اإلتباع‪.‬‬
‫وهذا آخر ما يسره هللا تعالى والحمد هلل أوال وآخرا‪ :‬وصلى هللا على سيدنا‬
‫محمد النبي األمي وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫وكان الفراغ من نسخه وقت شروق شمس يوم األربعاء المبارك السابع‬
‫والعشرين من شهر ربيع األول سنة ‪ 1355‬هجرية‪.‬‬
‫كتبه ‪:‬‬
‫على بن محمد الضباع‬

You might also like