Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 25

‫‪50‬‬

‫تأثير الواجهات مزدوجة القشرة على كفاءة إستخدام الطاقة في األبنية‬


‫" تطبيق إنموذج الواجهة الرواقية مزدوجة القشرة على مبنى إداري إفتراضي في بغداد "‬

‫غادة محمد اسماعيل عبد الرزاق كمونة‬


‫مدرس دكتور‬
‫قسم هندسة العمارة‬
‫كلية الهندسة – جامعة بغداد‬
‫بغداد – العراق‬

‫الخالصة‪- :‬‬
‫تُعد الواجهات مزدوجة القشرة إحدى اإلستراتيجيات المهمة في التصميم المستدام بيئياً‪ ,‬لقدرتها على تقديم‬
‫مستوى عالي من األداء‪ ,‬فضالً عن توفير التهوية واإلضاءة الطبيعية وبإسلوب منفعل ُيس ِهم في تحقيق كفاءة عالية‬
‫ً‬
‫في إستخدام الطاقة داخل فضاءات المبنى‪ .‬ونظ اًر لفاعلية الواجهات مزدوجة القشرة في رفع كفاءة اإلستخدام الطاقوي‬
‫داخل األبنية وما يحمله هذا المفهوم من ترشيد إستهالك الطاقة الكهربائية المعتمدة باألساس على الوقود األحفوري في‬
‫البيئة العمرانية العراقية ذات المناخ الحار الجاف‪ ,‬ت َّ‬
‫حددت المشكلة البحثية‪" :‬عدم وجود تصور واضح حول آلية‬
‫تطبيق الواجهات مزدوجة القشرة في الواقع العمراني العراقي المعاصر"‪ .‬وبناءاً على ذلك‪ ,‬جاء هدف البحث‪" :‬تطبيق‬
‫الواجهات مزدوجة القشرة في البيئة العمرانية العراقية المعاصرة ذات المناخ الجار الجاف وبيان فاعليتها في تحقيق‬
‫مفهوم كفاءة إستخدام الطاقة في المبنى"‪ .‬ضم البحث جانبين‪ ,‬األول‪ :‬الجانب النظري‪ ,‬والذي تناول اإلطار المعرفي‬
‫والمفاهيمي للواجهات مزدوجة القشرة‪ ,‬ال سيما في أبنية المناطق الحارة الجافة‪ .‬والثاني‪ :‬الجانب التطبيقي‪ ,‬والذي تناول‬
‫تصميم مقترح لمبنى إداري إفتراضي متعدد الطوابق في بغداد وبحالتين‪ :‬اإلنموذج األول‪ ,‬بواجهة جنوبية مفردة القشرة‪.‬‬
‫واإلنموذج الثاني‪ ,‬بواجهة جنوبية مزدوجة القشرة من النوع الرواقي‪ .‬من ثم‪ ,‬تم قياس كفاءة إستخدام الطاقة في المبنى‬
‫اإلفتراضي بكلتا الحالتين بإعتماد برنامج حاسوبي لألداء البيئي‪ .‬وقد توصل البحث الى فاعلية تطبيق الواجهة الرواقية‬
‫مزدوجة القشرة في أبنية مدينة بغداد لكفاءتها العالية في إستخدام الطاقة‪.‬‬
‫كلمات مفتاحية‪ :‬الواجهات مزدوجة القشرة‪ ,‬كفاءة إستخدام الطاقة‪ ,‬الواجهة الرواقية‪ ,‬التجويف الهوائي‪ ,‬العمارة‬
‫المستدامة بيئيا‪.‬‬

‫الحد من إستهالك الطاقة في فضاءات األبنية‪,‬‬


‫أو ّْ‬ ‫المقدمـــــة‪:‬‬
‫فهي تساعد على توفير بيئة مريحة لشاغلي‬ ‫تُعد الواجهات مزدوجة القشرة إحدى‬
‫المبنى‪ ,‬عن طريق حمايتهم من الكسب الحراري‬ ‫اإلستراتيجيات المنفعلة (‪ )Passive‬المهمة في‬
‫الشمسي العالي‪ ,‬كما تُوفِّر التهوية واإلضاءة‬ ‫التصميم المستدام بيئياً‪ ,‬لكونها تسهم في التقليل‬

‫العدد ‪ 3‬مجلد ‪25‬‬ ‫مجلة اتحاد الجامعات العربية للدراسات والبحوث الهندسية‬ ‫غادة محمد إسماعيل‬
‫عام ‪2018‬‬
‫‪51‬‬

‫مستوى من خدمات الطاقة داخل المبنى (مثل‪:‬‬ ‫ً‬ ‫الطبيعية‪ ,‬فضالً عن حماية فضاءات المبنى من‬
‫توفير مديات عالية من الراحة الح اررية للشاغلين‪،‬‬ ‫الضوضاء العالية‪ ,‬والرياح‪ ,‬واألتربة‪ ,‬والملوثات‪.‬‬
‫واإلنارة عالية الجودة‪ .. ،‬الخ) وبإسلوب يعمل على‬
‫من ثم‪ ,‬تتميز الواجهات مزدوجة القشرة بإمتالكها‬
‫تقليل إستهالك الطاقة والكلفة معاً" ]‪.[20, P. 63‬‬
‫مستوى عالي من األداء‬ ‫ً‬ ‫القدرة على تقديم‬
‫عرف "كفاءة إستخدام الطاقة" أيضاً على‬ ‫كما تُ َّ‬
‫والخدمات‪ ,‬مقارنةً بمثيالتها من الواجهات مفردة‬
‫أنها‪" :‬مقدار الطاقة المطلوب ألداء وظيفة معينة‪,‬‬
‫القشرة‪ ,‬كما تحافظ على صحة اإلنسان والبيئة‬
‫بحيث تتم عن طريق اما تقليل مدخالت الطاقة مع‬
‫الطبيعية‪ ,‬وبالنتيجة تحقق كفاءة إستخدام طاقوي‬
‫تأدية نفس المستوى من الخدمات‪ ,‬أو نفس الكمية من‬ ‫عالي داخل فضاءات المبنى‪.‬‬
‫مدخالت الطاقة مع زيادة في مستوى الخدمات"‪.‬‬ ‫تصدر قطاع البناء‪ ,‬قائمة التسبُّب‬ ‫ُّ‬ ‫وبسبب‬
‫وي َعد المبنى كفوءاً في إستخدام الطاقة‪,‬‬ ‫ُ‬ ‫بالمشكالت البيئية العالمية‪ ,‬بسبب إستهالكه العالي‬
‫حينما يستخدم طاقة أقل ألغراض التدفئة والتبريد‬ ‫المنتَج أغلبها من حرق الوقود األحفوري‬ ‫للطاقة ُ‬
‫والتهوية واإلنارة‪ ،‬من دون التأثير على راحة‬ ‫الذي ينتج عن حرقه تلويثاً للبيئة الطبيعية‪ ,‬وألن‬
‫شاغليه‪ .‬حيث يقوم المبنى الموفر للطاقة بخفض‬ ‫العراق من الدول ذات اإلستهالك العالي للوقود‬
‫الحد من‬
‫كلف الطاقة عن طريق التقليل أو حتى ّْ‬ ‫للتوجه نحو‬ ‫األحفوري‪ ,‬أصبحت الحاجة ُملِّحة‬
‫ُ‬
‫إستهالك الوقود األحفوري وانبعاثات غازات الدفيئة‪،‬‬ ‫للحد من‬
‫تطبيق اإلستراتيجيات التصميمية المختلفة ّْ‬
‫كما ُيوفِّر جودة أعلى في بيئته الداخلية أيضاً‪.‬‬ ‫إستهالك الطاقة داخل األبنية‪ ,‬ال سيما المنفعلة منها‪,‬‬
‫ويتم تحقيق بيئة داخلية أفضل طاقوياً عن‬ ‫وبالتحديد تطبيق الواجهات مزدوجة القشرة في‬
‫طريق الجمع بين الكفاءة في إستخدام الطاقة‪,‬‬ ‫العمارة العراقية المعاصرة ذات المناخ الحار‬
‫واستخدام الطاقة المتجددة ]‪.[12, pp. 275, 279‬‬ ‫الجاف‪ ,‬باألخص بعد تزايد الوعي البيئي بين‬
‫ستخدمة في‬
‫الم َ‬‫ولتحقيق وفورات في الطاقة ُ‬ ‫بشكل كبير في السنوات األخيرة حول ترشيد‬ ‫ٍ‬ ‫الناس‬
‫تشغيل المبنى‪ ,‬يتعين التكامل بين األداء الفعلي لنظم‬ ‫إستهالك الطاقة في األبنية‪ ,‬وما يعكسه هذا‬
‫المبنى مع الواجهات‪ ,‬وهو أمر بالغ األهمية بسبب إعتماد‬ ‫المفهوم من تحقيق كفاءة إستخدام الطاقة فيها‪.‬‬
‫نظم البناء الحالية على مصادر الطاقة غير المتجددة‬
‫والتي تزيد من إنبعاثات غاز ثنائي أوكسيد الكربون‪ ،‬مما‬ ‫أوال‪ /‬الجانب النظري‪:‬‬
‫يؤدي الى إرتفاع التكاليف التشغيلية للمبنى‪ .‬لذا‪ ,‬تركز‬
‫‪ .1‬كفاءة إستخدام الطاقة في المبنى‪:‬‬
‫جهود التصميم الحالية على إعادة دمج النظم المنفعلة‬
‫تُعد "كفاءة إستخدام الطاقة ( ‪Energy‬‬
‫(‪ )1()Passive Systems‬مع زيادة اإلستفادة من النظم‬
‫‪ ")Efficiency‬من أكثر الوسائل فاعلية في‬
‫‪1‬‬

‫الفعالة (‪ )2()Active Systems‬في المبنى‪.‬‬


‫األبنية إلسهامها في حل العديد من المشكالت‪،‬‬
‫‪2‬‬

‫الحد من زيادة إستهالك الطاقة‬


‫والتي من بينها‪ّْ :‬‬
‫(‪ )1‬النظم المنفعلة (‪ :)Passive Systems‬الحلول التصميمية التي‬
‫تستفيد من تدفقات الطاقة بوسائل الطبيعية (بدون مضخات‬ ‫داخل المبنى عن طريق تقليل إستخدامها‪ ,‬ال‬
‫ومراوح) للحفاظ على الراحة الح اررية للشاغلين داخل المبنى‪ ،‬وتُقلل‬
‫سيما في أوقات ذروة التحميل الكهربائي‪ ،‬فضالً‬
‫من الحاجة الى التبريد والتدفئة التهوية الميكانيكية ]‪.[12, P. 39‬‬
‫(‪ )2‬النظم الفعالة (‪ :)Active Systems‬الحلول التصميمية التي‬ ‫عن تقليل الطاقة الالزمة إلنشاء المبنى‪.‬‬
‫تَ ِ‬
‫ستخدم الخيارات التكنولوجية لتوفير الراحة الح اررية للشاغلين‬ ‫عرف "كفاءة إستخدام الطاقة" في المبنى‬ ‫وتُ َّ‬
‫داخل المبنى‪ ،‬كإستخدام الخاليا الكهروضوئية‪ ،‬أو غيرها من‬
‫الوسائل التكنولوجية ]‪.[19, P. 51‬‬ ‫على أنها‪" :‬القدرة على تقديم نفس ‪ -‬أو أعلى –‬
‫العدد ‪ 3‬مجلد ‪25‬‬ ‫مجلة اتحاد الجامعات العربية للدراسات والبحوث الهندسية‬ ‫غادة محمد إسماعيل‬
‫عام ‪2018‬‬
‫‪52‬‬

‫أو جزءاً منه‪ .‬وتكون القشرة (الطبقة) الرئيسة في الواجهة‬ ‫وتُ َعد الواجهات‪ ,‬واحدة من أهم التقنيات‬
‫المزدوجة من الزجاج‪ ,‬وتكون عادةً عازلة‪ ،‬وتعمل بمثابة‬ ‫لتوفير الطاقة في المبنى‪ ,‬ألنها من أهم مكونات‬
‫جزء من الجدار الهيكلي التقليدي أو الجدار الستائري‬ ‫غالفه البنائي‪ ،‬لذا يتعين تصميمها ومنذ البداية ٍ‬
‫بشكل‬
‫(‪ .)Curtain Wall‬في حين يتم توقيع القشرة الثانية‬ ‫للتكيف مع المناخ الموضعي لفضاءات‬ ‫ُّ‬ ‫صحيح‬
‫اإلضافية‪ ،‬إما أمام أو وراء طبقة الزجاج الرئيسة‪ .‬وبتوقيع‬ ‫المبنى‪ ،‬وبإسلوب ُيحقِّق اإلستخدام الكفوء للطاقة فيه‪,‬‬
‫القشرتين يتم صنع المجال الهوائي (المهوى) بينهما‪.‬‬ ‫فضالً عن تحقيق الراحة الح اررية لشاغليه ]‪.[4, P. 90‬‬
‫وتعمل الواجهة مزدوجة القشرة بمثابة عازالً ضد درجات‬ ‫برغم صعوبة تحديد مؤشر واحد لكفاءة إستخدام الطاقة‬
‫الح اررة القصوى والصوت في المقام األول" ]‪.[17, P. 25‬‬ ‫داخل فضاءات األبنية‪ ,‬إال أن تحقيقه عن طريق تصميم‬
‫عرف دراسة " ‪Natural Ventilation‬‬ ‫بينما تُ ِّ‬ ‫واجهات كفوءة طاقويًا‪ ,‬يجب تضمينه مجموعة من‬
‫‪ "in Buildings‬لـ (‪,)Tommy Kleiven, 2003‬‬ ‫العناصر تقع ضمن ثالث فئات‪ ,‬هي ]‪:[9, P. 56‬‬
‫الواجهة مزدوجة القشرة على أنها‪" :‬نظام ينطوي‬ ‫‪ ‬إعادة استخدام النظم المنفعلة والهجينة‬
‫على إضافة غالف مزجج ثاني لواجهة المبنى‪،‬‬ ‫(‪ ,)Hybrid Systems‬فيما يخص الواجهات‬
‫والذي يساعد على تحقيق أقصى قدر من ضوء‬ ‫مزدوجة القشرة أو نظم التحكم الذكية‪.‬‬
‫النهار الطبيعي بدون ح اررة إضافية داخل المبنى‪,‬‬ ‫‪ ‬تطبيق مفاهيم الطاقة الصفرية (‪)Zero Energy‬‬
‫فضالً عن تحسين أداء الطاقة فيه‪ .‬وتوفر الواجهة‬ ‫في المبنى‪ ,‬عن طريق اإلعتماد على الزيادة في‬
‫مزدوجة القشرة‪ ,‬التهوية الطبيعية لفضاءات المبنى‬ ‫الكتلة الح اررية للمبنى أو عزل الغالف البنائي‪.‬‬
‫خرج للهواء‬ ‫مدخل أو َم َ‬
‫عن طريق توظيف مسار َ‬ ‫‪ ‬دمج تكنولوجيا توليد الطاقة مع واجهات‬
‫في أي من مبادئ التهوية الطبيعية الثالث (التهوية‬ ‫المبنى بإعتماد تقنيات الخاليا الكهروضوئية‬
‫من جانب واحد‪ ,‬والتهوية المتقاطعة‪ ,‬والتهوية‬ ‫(‪ ,)PV‬والخاليا الشمسية الح اررية‪ .. ,‬الخ‪.‬‬
‫بتأثير المدخنة (‪.[14, P. 59] "))3()Stack Effect‬‬
‫‪3‬‬

‫وغالباً ما تكون ُكلف المبنى الكفوء في إستخدام‬


‫الطاقة عالية في إنشائه‪ ,‬إال أن كلفه تكون أقل دائماً‬
‫عند التشغيل‪ ,‬ال سيما على المدى البعيد ]‪.[20, P. 63‬‬

‫‪ .2‬مفهوم الواجهة مزدوجة القشرة‪:‬‬


‫إزداد في الوقت الحالي‪ ,‬تطبيق الواجهات‬
‫مزدوجة القشرة ()‪)Double Skin Façade (DSF‬‬
‫في األبنية لمجموعة واسعة من البيئات المناخية‬
‫التي تقدم النقيضين األكبر في ظروف التبريد‬
‫والتدفئة‪ ,‬وكذلك الرطوبة‪ ,‬شكل ‪.[6, P. 3] 1‬‬
‫عرف الواجهة مزدوجة القشرة وفقاً لدراسة‬‫وتُ َّ‬
‫شكل ‪ :1‬الواجهة مزدوجة القشرة في مبنى "بوابة العاصمة‬ ‫"‪ "Double Skin Façades‬لـ ( ‪Harris Poirazis,‬‬
‫(‪ ")Capital Gate‬الواقع في إمارة أبو ظبي – اإلمارات‬ ‫‪ ,)2006‬على أنها‪" :‬زوج من الواجهات الزجاجية‬
‫طرق‪.[6,‬‬
‫التبريد والتهوية المنفعلة‬ ‫المتحدة أحد‬ ‫(‪ )3‬تأثير المدخنة (العربية‬
‫‪:)Stack Effect‬‬
‫المفصولة بواسطة ممر هوائي (فجوة هوائية أو كمهوى‬
‫]‪P. 22‬‬
‫في األبنية ويقوم على مبدأ تدفق الهواء الناتج عن إرتفاع الهواء‬
‫الدافئ نحو األعلى‪ ،‬وتشكيل منطقة ضغط إيجابي أعلى المبنى‬ ‫عمودي) يترواح عرضه من (‪ 20‬سم) الى عدة أمتار‪.‬‬
‫مع تشكيل منطقة ضغط سلبي أسفل المبنى‪ ,‬والذي بالنتيجة يعمل‬ ‫وقد تمتد الواجهتين الزجاجية على كامل هيكل المبنى‬
‫على ح ّْ‬
‫ـث تســلل اله ـواء البارد الى فضـ ـ ــاءات المبنى ]‪.[7, P. 74‬‬
‫العدد ‪ 3‬مجلد ‪25‬‬ ‫مجلة اتحاد الجامعات العربية للدراسات والبحوث الهندسية‬ ‫غادة محمد إسماعيل‬
‫عام ‪2018‬‬
‫‪53‬‬

‫لتوضيح آلية عمل الواجهة المزدوجة ينبغي أوالً‬


‫توضيح األجزاء التي تتألف منها‪ ,‬شكل ‪[17, P. 26] :2‬‬ ‫أما دراسة " ‪BESTFAÇADE: Best Practice‬‬
‫‪ ‬القشرة (الواجهة) الخارجية‪ :‬عادةً ما تكون‬ ‫‪ "for Double Skin Façades‬لـ ( ‪Richard‬‬
‫ُمنشأة من طبقة تزجيج واحدة صلبة‪ ,‬وباإلمكان‬ ‫عرف الواجهة‬
‫‪ ,)Heimrath and et al., 2005‬فتُ ِّ‬
‫أن تكون الواجهة الخارجية مزججة بالكامل‪.‬‬ ‫مزدوجة القشرة بأنها‪" :‬واجهة مبنى مفردة القشرة‬
‫‪ ‬القشرة (الواجهة) الداخلية‪ :‬عبارة عن وحدة عازلة‬ ‫(تقليدية)‪ ,‬تمت مضاعفتها (للداخل أو للخارج)‬
‫مزدوجة التزجيج (والزجاج فيها واضح‪ ،‬والطالء‬ ‫وبشكل أساس بواجهة زجاجية‪ .‬وتُسمى‬ ‫ٍ‬ ‫بواجهة ثانية‪,‬‬
‫منخفض اإلنبعاثية(‪ ,)Low-E Coating‬والزجاج ذو‬ ‫عادةً كل من هاتين الواجهتين بـ "القشرة ‪,"Skin‬‬
‫تحكم باألشعة الشمسية الداخلة لفضاءات المبنى)‬ ‫هوى بعرض يترواح ما بين‬ ‫ويقع بينهما تجويف ُم َّ‬
‫وغالباً ما تكون هذه الواجهة غير مزججة بالكامل‪.‬‬ ‫(عدة سنتميترات الى عدة أمتار)" ]‪.[10, P. 7‬‬
‫‪ ‬التجويف الهوائي بين قشرتي الواجهة‪ :‬يمكن‬ ‫بناءا على ما تقدم‪ ,‬أمكن التوصل الى‬
‫التعريف اإلجرائي اآلتي الذي سيعتمده البحث‪:‬‬
‫تهويته بشكل طبيعي‪ ,‬أو تُدعم تهويته بالمروحة‪,‬‬
‫الواجهة مزدوجة القشرة عبارة عن‪" :‬نظام‬
‫أو عن طريق التهوية الميكانيكية‪ .‬ويختلف‬
‫يحتوي على زوج من الواجهات المزججة (تضم‬
‫عرض التجويف الهوائي إعتماداً على الوظيفة‪,‬‬
‫الواجهة الرئيسة طبقة تزجيج واحدة صلبة‪ ,‬بينما‬
‫ويتروح ما بين (‪ 20‬سم الى أكثر من ‪ 2‬م)‪.‬‬ ‫ا‬
‫تكون الواجهة الثانية اإلضافية مزدوجة التزجيج)‪,‬‬
‫‪ ‬نوافذ القشرة (الواجهة) الداخلية‪ :‬يمكن فتحها‬
‫وتسمى كل من هاتين الواجهتين بـ (القشرة ‪,)Skin‬‬
‫بواسطة شاغلي المبنى‪ ,‬لتوفير التهوية‬
‫ويفصل بينهما ممر هوائي ُمهوى (يسمح للهواء‬
‫الطبيعية لفضاءات المبنى المطلة عليها‪.‬‬
‫بالتحرك من خالله) ُيسمى بالتجويف (‪)Cavity‬‬
‫‪ ‬وسائل التظليل الشمسي‪ :‬يتم توقيع وسائل‬
‫أو الفضاء الوسيط‪ ,‬يترواح عرضه مابين (‪20‬سم‬
‫التظليل الشمسي تلقائية التحكم‪ ,‬داخل‬
‫الى أكثر من ‪2‬م)‪ .‬وتُقلِل الواجهة مزدوجة القشرة‬
‫التجويف الهوائي للواجهة مزدوجة القشرة‪.‬‬
‫‪ ‬مشعات التدفئة (‪:)Heating Radiators‬‬ ‫من األحمال الحرارية داخل فضاءات المبنى ألنها‬
‫يمكن تثبيتها قريباً من الواجهة‪.‬‬ ‫تعمل بمثابة عازال ضد درجات الح اررة القصوى‪,‬‬
‫وغالباً ما تُدمج معدات التشغيل اآللي (مثل‪:‬‬ ‫فضال عن الموازنة في تنظيم اإلكتساب والفقدان‬
‫زودة بمحركات‬ ‫الحراري‪ ,‬ومحاولة الوصول الى أعلى كفاءة‬
‫الم َ‬
‫وسائل التظليل‪ ،‬والفتحات اآللية ُ‬ ‫إستخدامية للطاقة الضوئية‪ .‬كما تُوِفر الواجهة‬
‫لفتحها وغلقها‪ ,‬أو المراوح) داخل التجويف الهوائي‬
‫في الواجهة مزدوجة القشرة ]‪.[10, P. 31‬‬ ‫المزدوجة‪ ,‬التهوية الطبيعية لفضاءات المبنى عن‬
‫المالحظ‪ ,‬أن العديد من نظم التظليل‬ ‫ومن‬ ‫خرج) في‬‫(مدخل أو َم َ‬
‫َ‬ ‫طريق تحقيق مسار للهواء‬
‫َ‬
‫(‪)4‬‬
‫مستمدة باألساس من تقليد المشربيات في واجهات‬ ‫أي من مبادئ التهوية الطبيعية الثالث‪ .‬بالنتيجة‪,‬‬
‫تُحقِّق الواجهة مزدوجة القشرة كفاءة إستخدام‬
‫‪4‬‬

‫عد هذا العنصر‬ ‫أبنية المدن العربية التراثية‪ ,‬ويمكن ّْ‬


‫طاقوي عالي داخل فضاءات المبنى" ]الباحثة[‪.‬‬

‫‪ .3‬مكونات الواجهة مزدوجة القشرة‪:‬‬


‫(‪ )4‬المشربيات‪ :‬عبارة عن شاشة خشبية بتقسيمات شبكية الشكل تسمح‬
‫بتدوير الهواء‪ ,‬ومنع اإلشعاع الشمسي العالي من الدخول للمبنى‪,‬‬
‫مع توفير الخصوصية البصرية عن الخارج ]‪.[6, P. 10‬‬
‫العدد ‪ 3‬مجلد ‪25‬‬ ‫مجلة اتحاد الجامعات العربية للدراسات والبحوث الهندسية‬ ‫غادة محمد إسماعيل‬
‫عام ‪2018‬‬
‫‪54‬‬

‫المنخفض اإلنبعاثية أو الزجاج العازل‪ ,‬يتم تقليل‬ ‫التقليدي بمثابة القشرة الثانية التي يمكن تمديدها لخلق‬
‫كمية أحمال التبريد خالل أشهر الصيف الحارة‪.‬‬ ‫نوع جديد من نظام الواجهة مزدوجة القشرة ]‪.[6, P. 10‬‬

‫‪ .4‬آلية عمل الواجهات مزدوجة القشرة‪:‬‬


‫يتم تشييد الواجهات مزدوجة القشرة بسطح‬
‫مزجج خارجي مفصول عن القشرة (الواجهة)‬
‫الداخلية للمبنى بواسطة تجويف هوائي‪ ,‬الذي‬ ‫إستنفاذ الهواء الفاسد من المبنى ِع َبر التجويف‬
‫الهوائي ومنه الى القشرة الخارجية من الواجهة‬
‫يعمل بدوره بمثابة عمود إلصطياد الهواء الساخن‬ ‫المزدوجة‪ ,‬ومنها‬
‫الى خارج المبنى عن طريق الناظم الهوائي العلوي‪.‬‬
‫الحد من‬
‫ليحيط به المبنى في فصل الشتاء‪ ،‬مع ّْ‬
‫الواجهة (القشرة)‬ ‫الواجهة (القشرة)‬
‫اإلشعاع الشمسي المباشر على القشرة الداخلية‪ .‬بينما‬ ‫الخارجية‬ ‫الداخلية‬

‫في فصل الصيف‪ ,‬يرفع الطفو الحراري الطبيعي‬ ‫زجاج الواجهة مزدوجة القشرة‬
‫التجويف الهوائي‬
‫(‪ )Natural Thermal Buoyancy‬الهواء الدافئ‬
‫خارج المبنى‬ ‫داخل المبنى‬
‫الذي ترسب بشكل طبقات في التجويف الهوائي‪,‬‬
‫لتدوير الهواء ومن ثم تقليل درجات الح اررة القصوى‬
‫تغذية المبنى بالهواء النقي‬
‫بعد سحبه الى خارج المبنى في أعلى المهوى ]‪.[8, P. 2‬‬ ‫عن طريق الواجهة مزدوجة‬
‫القشرة‬
‫وفيما يأتي آلية عمل الواجهة المزدوجة‪:‬‬
‫يجري الحصول على تأثير التهوية الطبيعية‬
‫بإعتماد الواجهة مزدوجة القشرة بواسطة آلية عمل تتم‬ ‫‪[15,‬‬ ‫شكل ‪ :2‬مقطع في واجهة مزدوجة القشرة يوضح أهم مكوناتها‬
‫عن طريق دوران الهواء داخل التجويف الهوائي‪ .‬حيث‬ ‫]‪.P. 5‬‬
‫تتولد فروقات في درجة الح اررة بين خارج المبنى‬ ‫تُشير دراسة ( ‪Context Based Design‬‬
‫والتجويف الهوائي أو بين داخل المبنى والتجويف‬ ‫‪ )of Double Skin Facades‬لـ ( ‪Ajla‬‬
‫الهوائي‪ .‬وباإلمكان توليد هذا الفرق بشكل مصطنع‬ ‫‪ ,)Aksamija, 2009‬الى مجموعة من التوصيات‬
‫عن طريق مستنفذات الهواء (‪)Air Extractors‬‬ ‫التي تتعلق بتصميم الواجهات مزدوجة القشرة في‬
‫إذا كانت التهوية الطبيعية غير كافية ]‪.[15, P. 5‬‬ ‫المناخات الحارة الجافة‪ ,‬وهي ]‪:[2, pp. 59, 64‬‬
‫ويرتبط تجويف الواجهة مزدوجة القشرة مع‬ ‫‪ ‬التجويف الهوائي‪ :‬ينبغي تقليل حجم التجويف‬
‫الهواء الخارجي بحيث يمكن فتح نوافذ القشرة‬ ‫الهوائي بغرض تقليل أحمال التبريد‪.‬‬
‫الداخلية (حتى في حالة المباني الشاهقة التي تخضع‬ ‫‪ ‬وسائل التظليل‪ُ :‬يعد دمج وسائل التظليل داخل‬
‫لضغوط الرياح) مما يساعد هذا على تبريد الكتلة‬ ‫التجويف الهوائي‪ ,‬مهمًا لتقليل األحمال الح اررية‬
‫الح اررية للمبنى خالل الليل‪ ,‬فضالً عن تهويتها‬ ‫العالية في المناطق الحارة الجافة‪ ،‬ويتعين توقيعها‬
‫طبيعياً‪ .‬أما في فصل الشتاء‪ ,‬يشكل التجويف‬ ‫أقرب للقشرة الخارجية من الواجهة مزدوجة القشرة‪.‬‬
‫الهوائي منطقة عازلة ح اررياً‪ ,‬مما يقلل من فقدان‬ ‫‪ ‬التزجيج‪ :‬إن لحجم النافذة وأنواع التزجيج تأثي ًار‬
‫الح اررة ويسمح بتحقيق مكاسب ح اررية منفعلة من‬ ‫كبي اًر على إستهالك الطاقة داخل فضاءات‬
‫اإلشعاع الشمسي من والى المبنى ]‪.[16, P. 17‬‬ ‫المبنى‪ ,‬فبتقليل حجم النافذة‪ ,‬مع إختيار الزجاج‬
‫ومن الممكن خلق هذا التيار بشكل مصطنع عن‬
‫العدد ‪ 3‬مجلد ‪25‬‬ ‫مجلة اتحاد الجامعات العربية للدراسات والبحوث الهندسية‬ ‫غادة محمد إسماعيل‬
‫عام ‪2018‬‬
‫‪55‬‬

‫داخل التجويف الهوائي للواجهة مزدوجة القشرة‪ ,‬مقارنةً‬ ‫طريق سحب الهواء بإستخدام المراوح أو الوسائل‬
‫بالنوافذ مزدوجة التزجيج أو ثالثية التزجيج" ]‪.[10, P. 7‬‬ ‫الميكانيكية إذا كانت التهوية الطبيعية غير كافية‪.‬‬
‫ويوضح شكل ‪ ,3‬مشروع "برج الدوحة"‬ ‫حدد دوران الهواء داخل التجويف الهوائي كل‬ ‫وسي ِّ‬
‫ُ‬
‫اإلداري الواقع في مدينة الدوحة – قطر‪ ,‬ذات المناخ‬ ‫من‪ :‬التهوية‪ ,‬والسلوك الحراري‪ ,‬للواجهة مزدوجة‬
‫الصحراوي الحار وفقاً لتصنيف كوپين (‪)Köppen‬‬ ‫القشرة‪ ،‬وبالنتيجة تأثيرهما على المبنى ]‪.[15, P. 5‬‬
‫المص ِّمم بواسطة المعماري "جان نوڤيل‬ ‫المناخي‪ ,‬و ُ‬ ‫من جهة أخرى‪ ,‬عندما تكون أشعة الشمس‬
‫نجز عام ‪2012‬م‪ .‬يبلغ إرتفاع‬ ‫الم َ‬ ‫عالية‪ ،‬يتعين على التجويف الهوائي في الواجهة‬
‫(‪ ,")Jean Nouvel‬و ُ‬
‫المشروع (‪238‬م) ويضم (‪ 46‬طابق)‪ ,‬وي ِ‬
‫ستخدم الواجهة‬ ‫المزدوجة توفير تهوية جيدة لمنع إرتفاع درجات‬
‫َ‬
‫مزدوجة القشرة النوع الرواقي‪ ,‬والتي تضم أربع‬ ‫الح اررة داخل المبنى‪ .‬والمعايير األساس هنا هي;‬
‫عناصر من األلمنيوم "بشكل فراشة" في مقاييس مختلفة‬ ‫عرض التجويف الهوائي‪ ,‬وحجم فتحات التهوية في‬
‫إلثارة التعقيد الهندسي للمشربية التقليدية‪ ,‬كما تقوم‬ ‫الواجهة الخارجية‪ .‬أما تغيير الهواء بين البيئة‬
‫بحماية المبنى من أشعة الشمس العالية‪ .‬ويعكس التباين‬ ‫الخارجية المحيطة بالمبنى والتجويف الهوائي‪,‬‬
‫في تعتيم شاشة األلمنيوم‪ ,‬اإلختالف في تجنب الطاقة‬ ‫فيعتمد على; ظروف ضغط الرياح المسلطة على‬
‫الشمسية المطلوب على توجهات الواجهة المختلفة‪ .‬أما‬ ‫القشرة الخارجية للواجهة المزدوجة‪ ،‬وتأثير المدخنة‬
‫القشرة الداخلية في الواجهة المزدوجة‪ ,‬فتتألف من‬ ‫(‪ ,)Stack Effect‬ومعامل التصريف ( ‪Discharge‬‬
‫كمل الحماية الشمسية‪ .‬بالنتيجة‪,‬‬ ‫زجاج عاكس ُي ِّ‬ ‫‪ )Coefficient‬من الفتحات‪ .‬وفيما يخص فتحات‬
‫ُيقلل نظام الواجهة المزدوجة في برج الدوحة من‬ ‫التجويف الهوائي‪ ,‬فأما تترك مفتوحة دائماً (النظم‬
‫إجمالي أحمال التبريد‪ ,‬بحوالي (‪.[6, pp. 13, 14] )%20‬‬ ‫المنفعلة)‪ ،‬أو تُفتَح باليد أو بواسطة آلة (النظم‬
‫الفعالة) والتي تعد معقدة ومكلفة للغاية من حيث‬
‫البناء والصيانة في الوقت الحاضر ]‪.[16, P. 17‬‬
‫إجماالً‪ ,‬تتأثر الطبقات الح اررية في التجويف‬
‫الهوائي بواسطة عدة إستراتيجيات تصميمية ومناخية‬
‫بما في ذلك; مستويات اإلشعاع الشمسي‪ ،‬وتوجيه‬
‫المبنى‪ ،‬واستخدام وسائل التظليل الشمسي وألوانها‪،‬‬
‫ب‪ .‬منظور من داخل أحد طوابق‬
‫ظهر فيه الواجهة الرواقية‪.‬‬
‫أ‪ .‬منظور خارجي لبرج الدوحة‪.‬‬
‫ونسب التعتيم لكل من جدار ونافذة الواجهة‬
‫المكاتب تَ َ‬
‫الداخلية‪ ،‬وعمق التجويف الهوائي‪ ،‬وأنواع الزجاج‬
‫في قشرتي الواجهة المزدوجة‪ ,‬فضالً عن تصميم‬
‫المداخل والمخارج فيما يتعلق بإتجاه الرياح‬
‫ب‪ .‬جزء مكبر من الواجهة المزدوجة‬
‫وسرعتها السائدة ]‪.[8, P. 2‬‬
‫د‪ .‬مقطع وتفاصيل في الواجهة الرواقية‪.‬‬
‫والتي تحمل المواصفة النسيجية‬
‫للقشرة التقليدية‪.‬‬
‫عموماً‪ ,‬يكمن الفرق الرئيس بين الواجهة‬
‫شكل ‪ :3‬الواجهة مزدوجة القشرة في برج الدوحة – قطر ]‪.[6, P. 13‬‬ ‫المح َكم المتعدد التزجيج (سواء‬
‫مزدوجة القشرة‪ ,‬والزجاج ُ‬
‫تم دمج وسيلة التظليل في التجويف الذي يفصل بين‬
‫‪ .5‬مزايا وسلبيات الواجهات مزدوجة القشرة‪:‬‬ ‫المسيطر عليها‬‫الزجاج أو ال)‪ ,‬في "التهوية المقصودة و ُ‬

‫العدد ‪ 3‬مجلد ‪25‬‬ ‫مجلة اتحاد الجامعات العربية للدراسات والبحوث الهندسية‬ ‫غادة محمد إسماعيل‬
‫عام ‪2018‬‬
‫‪56‬‬

‫شفافيتها‪ ,‬مع إمكانية رفع فاعلية اإلنارة‬ ‫تُوفِّر الواجهات مزدوجة القشرة العديد من‬
‫اإلصطناعية ليالً‪.‬‬ ‫المزايا‪ ,‬حيث تكون بمثابة منطقة عازلة ح اررياً بين‬
‫وبرغم إمتالك الواجهات مزدوجة القشرة‬ ‫فضاءات المبنى الداخلية والبيئة الخارجية المحيطة‬
‫لمجموعة المزايا أعاله‪ ،‬إال أنها في نفس الوقت‪،‬‬ ‫الحد من فقدان الح اررة‪ ,‬كما تُوفِّر‬
‫به‪ ،‬وتساعد على ّْ‬
‫تمتلك جوانباً سلبية تتمثل بإرتفاع تكاليف إنشائها‬ ‫التهوية الطبيعية في الفضاء الواقع بين قشرتي‬
‫مقارنةً بالواجهات مفردة القشرة‪ ,‬حيث ما زالت‬ ‫الواجهة‪ ،‬مع تنشيط التأثيرات الح اررية المنفعلة على‬
‫نظم الواجهات مزدوجة القشرة تقتصر على‬ ‫أفضل وجه عن طريق إستخالص التهوية الطبيعية‬
‫التطبيقات التي تصل الى ميزانيات عالية‪ ,‬فبرغم‬ ‫من المنطقة العازلة في الواجهة بواسطة فتح نوافذ‬
‫وجود الخبرة العملية العالية في الوقت الحاضر‬ ‫القشرة الداخلية‪ .‬حينها ُيوفِّر تأثير المدخنة‪ ,‬التيارات‬
‫من حيث تصميم وتصنيع وتركيب نظم‬ ‫الهوائية الح اررية‪ ,‬والذي يتحقق بصورة أكثر فاعلية‬
‫الواجهات مزدوجة القشرة‪ ،‬إال أن تكاليف رؤوس‬ ‫في المباني عالية اإلرتفاع‪ ,‬مقارنةً بالمباني األقل‬
‫أموالها ما زالت ال تتماشى مع معظم الجدران‬ ‫إرتفاعاً‪ .‬كما يساعد فتح نوافذ القشرة الداخلية على‬
‫الستائرية القياسية‪ ,‬فضالً عن وجود "المزيد من‬ ‫تقليل الفروقات في ضغط الرياح حول المبنى‪ ,‬مع‬
‫المواد" دائماً في نظامها‪ ,‬والذي يعادل إرتفاع‬ ‫تقليل مشكالت األمن والسالمة الناجمة عن وجود‬
‫تكاليف المواد والتركيب‪ .‬كما إن مضاعفة‬ ‫نوافذ يمكن فتحها نحو الخارج ]‪.[13, P. 11‬‬
‫الواجهة‪ ,‬ينتج طاقة كامنة أعلى ( ‪Embodied‬‬ ‫عالوة على ما تقدم‪ ,‬تحقق الواجهات‬
‫‪ )Energy‬في نظام غالف المبنى ]‪.[6, P. 4‬‬ ‫مزدوجة القشرة مزايا أخرى‪ ,‬منها ]‪:[17, pp. 22-23‬‬
‫حمل الواجهات مزدوجة‬ ‫من جهة أخرى‪ ,‬تَ ِ‬ ‫‪ ‬إمكانية التحكم في الطاقة الشمسية والسيطرة‬
‫القشرة كلفاً أعلى فيما يتعلق بالصيانة‪ ,‬والبناء‪,‬‬ ‫الحد من إستخدام الطاقة‬ ‫عليها‪ ,‬مما يساعد على ّْ‬
‫والتنظيف‪ ,‬والتشغيل‪ ,‬والفحص‪ ,‬وتقديم الخدمات‪,‬‬ ‫عن طريق تقليل الطلب على التبريد الميكانيكي‬
‫مقارنةً بالواجهات مفردة القشرة ]‪.[1, P. 86‬‬ ‫صيفاً‪ ,‬والتدفئة الميكانيكية شتاءاً‪ .‬بالنتيجة‪ ,‬تقليل‬
‫ومع ذلك‪ ,‬تكمن أهمية الواجهات المزدوجة‪,‬‬ ‫إجمالي ذروة أحمال التكييف الميكانيكي في المبنى‪.‬‬
‫في الفوائد المحتملة لخفض الطاقة التشغيلية التي‬ ‫‪ ‬إستخدام ضوء النهار الطبيعي بدالً من اإلنارة‬
‫يقدمها النظام والتي تفوق تكاليف الكربون اإلضافية‬ ‫الصناعية قدر اإلمكان‪.‬‬
‫من النظام نفسه‪ ،‬مع مرور الوقت ]‪.[6, P. 4‬‬ ‫‪ ‬تحسين الراحة البصرية عن طريق تجنب الوهج‪.‬‬
‫‪ ‬تحسين جودة البيئة الداخلية بتحقيق مديات‬
‫‪ .6‬الواجهات المزدوجة والعمارة المستدامة بيئيا‪:‬‬ ‫عالية من الراحة الح اررية لشاغلي المبنى‪.‬‬
‫تُوفِّر الواجهة مزدوجة القشرة من حيث‬ ‫‪ ‬تحسين األداء الصوتي لغالف المبنى‪ ,‬ال سيما‬
‫التصميم المستدام‪ ,‬إستراتيجيات ِعدة إلستخدام‬ ‫بالنسبة لألبنية الواقعة في المناطق ذات‬
‫والسيطرة على الكسب الحراري الشمسي‪ ،‬عن طريق‬ ‫المناسيب الضوضائية العالية‪.‬‬
‫تقليل الفروقات في درجات الح اررة بين داخل المبنى‬ ‫‪ ‬تُحقِّق الواجهة مزدوجة القشرة جمالية عن‬
‫وخارجه‪ ,‬مع زيادة ضوء النهار الطبيعي ]‪.[5, P. 15‬‬ ‫طريق مساحات التزجيج التي تزيد من‬
‫كما تُوفِّر نظم الواجهات مزدوجة القشرة‪,‬‬
‫التهوية الطبيعية في المبنى المستدام لتحسين‬
‫العدد ‪ 3‬مجلد ‪25‬‬ ‫مجلة اتحاد الجامعات العربية للدراسات والبحوث الهندسية‬ ‫غادة محمد إسماعيل‬
‫عام ‪2018‬‬
‫‪57‬‬

‫الفتحات المثبتة على القشرتين الخارجية والداخلية‪ ،‬يمكن‬ ‫راحة شاغليه وتقليل كلف الطاقة التشغيلية في‬
‫لنظام الواجهة المزدوجة الحصول على طرق تشغيل‬ ‫المواسم التي ترتفع فيها درجات الح اررة‪ ,‬وذلك عن‬
‫مختلفة لفصلي الصيف والشتاء‪ ،‬شكل ‪.[21, P. 716] 4‬‬ ‫طريق اإلستراتيجيات التي تعوض عن مسار تدفق‬
‫الهواء‪ ,‬وبالنتيجة تجنب آثار هبوب الرياح التي تنجم‬
‫المستن َفذ من المبنى‬
‫الهواء ُ‬
‫الخاليا الكهروضوئية‬
‫عن الفتحات الموجودة في غالف المبنى‪ .‬كما‬
‫األشعة الشمسية‬ ‫تعزز الواجهات المزدوجة من جودة الهواء في‬
‫الجدار‬
‫(‬
‫الفضاء الداخلي‬
‫‪)PV‬‬

‫البيئة الداخلية للمبنى عن طريق تقليل الملوثات إذا‬


‫العازل‬

‫الهواء الخارجي الداخل الى المبنى‬


‫ُج ِه َزت بصمامات محكمة الغلق لإلستخدام خالل‬
‫شكل ‪ :4‬مقطع في واجهة مزدوجة تضم خاليا كهروضوئية‬ ‫ساعات الذروة المرورية أو الظواهر الجوية‪,‬‬
‫]‪.[21, P.716‬‬
‫فضالً عن تقليل الضوضاء داخل المبنى‪ ,‬ال سيما‬
‫قدم الواجهات المزدوجة‬ ‫بالنتيجة‪ ,‬تُ ِّ‬ ‫في المناطق الحضرية المكتظة ]‪.[6, P. 9‬‬
‫إستراتيجيات تصميمية عديدة تُ َعد حلوالً للسيطرة‬ ‫من جهة أخرى‪ ,‬هناك إمكانية في توسيع‬
‫المناخية والبيئية في المبنى المستدام والتي تُقلِل‬ ‫إستخدام الواجهة المزدوجة بجعلها حامية من الظروف‬
‫من اإلستهالك الكلي للطاقة داخل فضاءاته عن‬ ‫المناخية والبيئية المعاكسة‪ ،‬لتصبح بمثابة "دائرة‬
‫طريق تضمينها مفاهيم التصميم المنفعل‬ ‫خضراء"‪ ,‬حيث تخلق الواجهة مناخها الموضعي‬
‫واستراتيجيات كفاءة إستخدام الطاقة ]‪.[5, P. 15‬‬
‫ويوضح شكل ‪" ,5‬مستشفى كليڤالند‬ ‫المستنفَذ من المبنى‬
‫الهواء ُ‬
‫الخاليا الكهروضوئية (‪)PV‬‬
‫(‪ ")Cleveland Clinic‬الواقعة في إمارة أبو ظبي –‬ ‫األشعة الشمسية‬ ‫الجدار العازل‬
‫اإلمارات العربية المتحدة‪ ,‬ذات المناخ الصحراوي الحار‬ ‫الفضاء الداخلي‬

‫ُنجَزت عام ‪2015‬م‪,‬‬ ‫وفقاً لتصنيف (‪ ,)Köppen‬والتي أ ِ‬


‫ستخدم المستشفى نظام الواجهة‬ ‫بسعة (‪ 360‬غرفة)‪ .‬وتَ ِ‬
‫الهواء الخارجي الداخل الى المبنى‬
‫مزدوجة القشرة نوع المتعدد الطوابق‪ ,‬حيث التجويف‬
‫شكل ‪ :4‬مقطع في واجهة مزدوجة تضم خاليا كهروضوئية‪[20, P.716‬‬
‫الهوائي مفتوحاً من األسفل لألعلى خالقاً تأثير المدخنة‬
‫وموف اًر "التنفس" للمستشفى‪ .‬حيث ُيستنفذ الهواء‬ ‫الخاص بها عن طريق إرفاق حدائق‬
‫ستخدم سابقاً (العادم) داخل المستشفى من‬ ‫الم َ‬‫البارد ُ‬ ‫داخلية ومزروعات بإسلوب مشابه للفناء الداخلي‪.‬‬
‫طابق الخدمات الميكانيكية الواقع أسفل برج‬ ‫كما يمكن أن تكون الواجهة المزدوجة بمثابة "مزود‬
‫المستشفى الى التجويف الهوائي البالغ عرضه‬ ‫بالطاقة (‪ ")Energizer‬حيث تُدمج الخاليا‬
‫(‪1.5‬م)‪ ,‬فيسخن ويرتفع بتأثير المدخنة الشمسية‬ ‫الكهروضوئية فيها لخلق واجهة واعية بيئياً بإسلوب‬
‫ويستنفَذ من سقف المستشفى ]‪.[11, pp. 81, 82‬‬ ‫]‪.‬‬
‫ُ‬ ‫مستدام ]‪.[9, P. 113‬‬
‫تم توحيد نظام الواجهات المزدوجة على جميع‬ ‫وتجمع واجهات الخاليا الكهروضوئية بين‬
‫واجهات المستشفى لتقليل درجات الح اررة العالية‪ ،‬مما‬
‫التكنولوجيا الكهروضوئية والواجهات الخارجية‪ ،‬حيث‬
‫قلَّل من ُكلف أحمال التبريد فيها الى (‪.[6, P. 20] )%33‬‬
‫دمج وحدات الخاليا الكهروضوئية في نظام الواجهة‬ ‫تُ َ‬
‫مزدوجة القشرة عن طريق استبدال القشرة الزجاجية‬
‫أ‪ .‬منظور خارجي‬
‫للمستشفى‪.‬‬ ‫الخارجية من الواجهة المزدوجة‪ .‬وبواسطة تنظيم‬
‫العدد ‪ 3‬مجلد ‪25‬‬ ‫مجلة اتحاد الجامعات العربية للدراسات والبحوث الهندسية‬ ‫غادة محمد إسماعيل‬
‫عام ‪2018‬‬

‫أ‪ .‬منظور خارجي للمستشفى‪.‬‬

‫ب‪ .‬مقطع في للمستشفى‪.‬‬


‫‪58‬‬

‫‪ ‬إختيار نوع الزجاج‪ ,‬ووسائل التظليل‪ ,‬وبما يناسب‬


‫كل نوع من الواجهات المزدوجة ولكل توجيه‪.‬‬
‫‪ ‬إستراتيجية إختيار منظومة التكييف (‪:)HVAC‬‬
‫مصدر ووجهة الهواء داخل التجويف الهوائي‪,‬‬
‫وطبيعة التهوية‪ :‬طبيعية‪ ,‬أو ميكانيكية‪ ,‬أو هجينة‬
‫(تدعيم التهوية الطبيعية بواسطة مرواح) ]‪.[16,P. 36‬‬
‫‪ 2.7‬حساب درجة الحرارة على ارتفاعات مختلفة‬
‫في الواجهة مزدوجة القشرة (األداء الحراري)‪:‬‬
‫تخضع التهوية الطبيعية وتدفق الهواء في‬
‫الواجهة المزدوجة‪ ,‬الى الفروقات في درجات‬
‫الح اررة مع البيئة الخارجية‪ ,‬ولفعل الرياح الذي‬
‫يسببه إختالف الضغط ]‪.[10, P. 31‬‬
‫من ثم‪ ,‬تعتمد درجة ح اررة الهواء داخل‬ ‫‪ .7‬آلية تصميم الواجهة مزدوجة القشرة‪:‬‬
‫بشكل أساس على; كمية‬ ‫ٍ‬ ‫الواجهة مزدوجة القشرة‬ ‫بغرض تصميم الواجهة مزدوجة القشرة‪ ,‬يتعين‬
‫تدفق الهواء‪ ,‬والكسب الحراري ]‪.[16, P. 51‬‬ ‫حساب التجويف الهوائي الواقع بين قشرتيها‪ ,‬والذي ُي َعد‬
‫‪ 3.7‬حساب ضوء النهار الطبيعي عبر الواجهة‬ ‫معقداً بسبب تفاعل العناصر المختلفة للواجهة مع‬
‫الحد من كمية اإلضاءة‬ ‫مزدوجة القشرة‪ :‬يتطلب ّْ‬ ‫بعضها البعض في التأثير على وظيفة التجويف الهوائي‪.‬‬
‫الداخلة الى فضاءات المبنى نتيجة القشرة‬ ‫وتعتمد حسابات ونمذجة التجويف الهوائي في الواجهة‬
‫الخارجية‪ ,‬واسلوب تسقيط الواجهة والتي تسبب‬ ‫المزدوجة على مجموعة من اإلعتبارات األساس‪ ,‬هي‪:‬‬
‫عمق إضافي للفضاء‪ ,‬فضالً عن المساحات‬ ‫‪ 1.7‬حساب تدفق الهواء عبر الواجهة مزدوجة القشرة‪:‬‬
‫الواسعة من الزجاج التي تسببت بتأثير تعويضي‬ ‫وهي ضرورية لحساب درجات الح اررة على ارتفاعات‬
‫لإلضاءة الطبيعية ]‪.[16, P. 56‬‬ ‫مختلفة في التجويف الهوائي‪ ,‬ومهمة لتحديد كل من‪:‬‬
‫‪ 4.7‬األداء الطاقوي للواجهات مزدوجة القشرة‪:‬‬ ‫‪ ‬تصميم الواجهة المزدوجة‪ :‬نوع الواجهة‪ ,‬وهندسيتها‪.‬‬
‫تُحسِّن الواجهات المزدوجة من كفاءة إستخدام‬ ‫‪ ‬تزجيج الواجهة المزدوجة (مفرد أو مزدوج)‪ ,‬مع‬
‫الطاقة عن طريق الجمع بين نظمها (أنواعها)‬ ‫ستخدم ]‪.[16, pp. 35-36‬‬
‫الم َ‬ ‫تحديد نوع الزجاج ُ‬
‫المختلفة أو بواسطة تغيير إعدادات النظام الواحد‬ ‫ستخدم في‬ ‫الم َ‬‫صنف أنواع التزجيج ُ‬ ‫وُي َّ‬
‫وفقاً لحالة معينة‪ ،‬مثل إضافة وسائل التظليل‬ ‫الواجهات مزدوجة القشرة في أبنية المناطق الحارة‬
‫المتنوعة في التجويف الهوائي‪ ,‬مما سيقلل‬ ‫الجافة الى‪ :‬الزجاج الملون‪ ,‬والزجاج العاكس‪ ,‬والزجاج‬
‫بالنتيجة من إستخدام الطاقة الكهربائية ألغراض‬ ‫اإلنتقائي طيفياً (‪,)Spectrally Selective Glazing‬‬
‫التهوية‪ ,‬ويجعل الواجهة المزدوجة تعمل بكفاءة‬ ‫والذي ُيوفِّر مستويات عالية من التحكم في الطاقة‬
‫طاقوياً على مدار العام تقريباً ]‪.[10, P. 31‬‬ ‫للحد من المكاسب الح اررية وأحمال‬ ‫ّْ‬ ‫الشمسية‬
‫ولتقييم كفاءة إستخدام الطاقة للواجهات‬ ‫تكييف الهواء داخل فضاءات المبنى ]‪.[9, pp.70-72‬‬
‫مزدوجة القشرة‪ ،‬يجب دراسة عمليات الفقدان‬ ‫‪ ‬وسائل التظليل‪ :‬أنواعها‪ ,‬ووضعية توقيعها‬
‫والكسب الحراري في المبنى‪ ،‬فضالً عن مراعاة‬ ‫(خارجية أو داخلية أو وسيطة)‪.‬‬

‫العدد ‪ 3‬مجلد ‪25‬‬ ‫مجلة اتحاد الجامعات العربية للدراسات والبحوث الهندسية‬ ‫غادة محمد إسماعيل‬
‫عام ‪2018‬‬
‫‪59‬‬

‫ُيحاط التجويف الهوائي في وحدات النافذة‬ ‫التغيير في المحتوى الحراري للتجويف الهوائي‪,‬‬
‫الصندوقية أفقياً وعمودياً‪ .‬ويتم إستخدام التهوية الطبيعية‬ ‫مع إجراء تحليل للطاقة لكامل المبنى بواسطة‬
‫في واجهة النافذة الصندوقية‪ ,‬شكل ‪.[2, P. 54] 6‬‬ ‫برامج حاسوبية لألداء البيئي ]‪.[16, pp. 58-59‬‬
‫تعقيبا على ما تقدم‪ ,‬يعتمد البحث في‬
‫القشرة الداخلية‬
‫جانبه التطبيقي على برنامج (‪)DesignBuilder‬‬
‫القشرة الخارجية‬
‫التقسيمات األفقية‬
‫الحاسوبي لألداء البيئي بغرض تقييم كفاءة‬
‫إستخدام الطاقة للواجهة مزدوجة القشرة النوع‬
‫الرواقي في مناخ بغداد الحار الجاف‪.‬‬
‫منظور داخل واجهة النافذة الصندوقية‬ ‫واجهة‬ ‫مقطع‬
‫]‪ ,[9, P. 111‬و ‪[21, P.‬‬ ‫شكل ‪ :6‬واجهة النافذة الصندوقية‬
‫‪ .8‬تصنيف الواجهات مزدوجة القشرة‪:‬‬
‫]‪.712‬‬
‫‪ 2.8‬الواجهة الرواقية‪ :‬تمتد القشرة الثانية في‬ ‫هناك العديد من الطرق لتصنيف الواجهات‬
‫الواجهة الرواقية (‪ )Corridor Façade‬أفقياً بغرض‬ ‫مزدوجة القشرة‪ ,‬لكن األ كثرها شيوعا هو تصنيفها‬
‫الفصل بين طوابق المبنى‪ ,‬حيث تعتمد الواجهة‬ ‫وفقا لهندسيتها (عرض الفتحات‪ ,‬وارتفاع وعرض‬
‫الرواقية باألساس على غلق التجويف الهوائي‬ ‫التجويف الهوائي‪ .. ،‬الخ)‪ ,‬بسبب إمتالك هندسية‬
‫الواقع بين قشرتي الواجهة المزدوجة في كل طابق‪.‬‬ ‫الواجهة المزدوجة تأثي ار كبي ار وهاما على خصائص‬
‫وعادةً ما تقع مآخذ الهواء (فتحات سحب الهواء)‬ ‫وطبيعة الهواء داخل التجويف الهوائي‪.‬‬
‫قرب أرضية الطابق‪ ,‬بينما تقع مستنفذات الهواء‬ ‫وتُصنَّف أنواع الواجهات مزدوجة القشرة‬
‫(فتحات إستخراج الهواء) قرب سقف الطابق‪.‬‬ ‫وفقا لهندسيتها الى‪:‬‬
‫ويمكن أن تعمل هذه الفضاءات المستمرة بمثابة‬ ‫‪ 1.8‬واجهة النافذة الصندوقية‪ :‬شيدت واجهة‬
‫ممرات للحركة أو ك ُشرفات ]‪.[9, pp. 110, 112‬‬ ‫النافذة الصندوقية (‪)Boxed Window Façade‬‬
‫من ثم‪ ,‬يمكن أن يمتد التجويف الهوائي في‬ ‫مع تقسيمات أفقية وعمودية بين الطوابق المختلفة‬
‫الواجهة الرواقية عبر عدة طوابق بدون قيود‬ ‫في الواجهة والتي تُجزئها الى صناديق صغيرة‬
‫عمودية‪ .‬ويمكن إستخدام جميع وسائط التهوية‬ ‫ومستقلة‪ ,‬ويتطلب كل عنصر نافذة صندوقية مؤطرة‪,‬‬
‫الثالثة في الواجهة الرواقية‪ ,‬شكل ‪.[2, P. 54] 7‬‬ ‫فتحاته الخاصة لتدوير الهواء ]‪.[17, P. 228‬‬
‫ويتم إنشاء التقسيمات األفقية في الواجهة‬ ‫وي َعد هذا النوع من الواجهات المزدوجة‬ ‫ُ‬
‫الرواقية لتعزيز التهوية الطبيعية (تأثير المدخنة)‪,‬‬ ‫مثاالً كالسيكياً للحماية البيئية المتعددة الطبقات‬
‫وللمتطلبات الصوتية‪ ،‬والحماية من الحرائق ]‪.[17,P. 228‬‬ ‫لنافذة‪ ,‬فهو مزيج من النافذة المنخفضة اإلنبعاثية‬
‫مع فجوة هواء تفاعلية يمكن فتحها في الصيف‬
‫إلستنفاذ الهواء الساخن من المبنى‪ ,‬أو تغلق في‬
‫الشتاء لمنع الهواء الساخن من الخروج من‬
‫المبنى‪ ,‬كما تعمل كعازل إضافي للتكوين‬
‫الزجاجي‪ ,‬ومن ثم تُقلِل التباين الحراري وفقدان‬
‫شكل ‪ :7‬الواجهة الرواقية ]‪ ,[9, P. 111‬و]‪.[21, P. 712‬‬ ‫الح اررة من المبنى ]‪.[9, pp. 110, 111‬‬

‫العدد ‪ 3‬مجلد ‪25‬‬ ‫مجلة اتحاد الجامعات العربية للدراسات والبحوث الهندسية‬ ‫غادة محمد إسماعيل‬
‫عام ‪2018‬‬
‫‪60‬‬

‫القشرة الداخلية من دون أي فصل أفقي أو‬ ‫‪ 3.8‬واجهة المهوى الصندوقي‪ :‬تمتد واجهة‬
‫عمودي (حيث ُي َترك التجويف الهوائي بين‬ ‫المهوى الصندوقي (‪ )Shaft-Box Façade‬أفقياً‬
‫القشرتين الداخلية والخارجية دون أي عائق) مما‬ ‫على عدد من طوابق المبنى مكونةً فواصل‬
‫يتيح للهواء التنقل بحرية وبإستمرار بين هاتين‬ ‫عمودية (مهاوي عمودية)‪ ,‬لإلستفادة واستغالل‬
‫القشرتين‪ ,‬ويتم تهوية الفضاء عن طريق فتحات‬ ‫اإلرتفاع الحراري الناتج عن الهواء الداخل‬
‫كبيرة عند مستوى األرضية والسقف ]‪.[17, P. 228‬‬ ‫بواسطة الفتحات القليلة الموجودة في القشرة‬
‫وتعمل الواجهة متعددة الطوابق كمدخنة‬ ‫الخارجية من الواجهة المزدوجة ]‪.[17, P. 228‬‬
‫شمسية ومداخن ح اررية عمودية بفعل قوة الطفو‬ ‫وتمتلك واجهة المهوى الصندوقي خصائصاً‬
‫الحراري للهواء الساخن المرتفع نحو األعلى‪ .‬وتكون‬ ‫ح اررية فيزيائية تعتمد على مزيج من نظام النوافذ‬
‫مناسبة عند إرتفاع مستويات‬‫الواجهة متعددة الطوابق ِ‬
‫الصندوقية والمدخنة الشمسية (‪,)5()Solar Chimney‬‬
‫الضوضاء خارج المبنى‪ ،‬ألنها ال تتطلب مآخذ هواء‬ ‫حيث تتكون من طبقتين تزجيج يفصل بينهما فجوة‬
‫أو مستنفذات هواء موزعة على إرتفاعها ]‪.[9, P. 112‬‬ ‫هوائية تمتد على عدد من طوابق المبنى لخلق تأثير‬
‫ويكون التجويف الهوائي في الواجهة متعددة‬ ‫المدخنة‪ ,‬وترتبط النوافذ المؤطرة بهذا المهوى‬
‫شكالً بذلك‬‫الطوابق‪ ،‬مفتوحاً لألعلى ولألسفل م ِّ‬
‫ُ‬ ‫العمودي‪ .‬لذا ُيوجِّه تأثير المدخنة الهواء من النوافذ‬
‫ستخدم جميع وسائط التهوية الثالث‬‫كبير‪ .‬وتُ َ‬
‫حجماً اً‬ ‫الصندوقية الى المهوى العمودي‪ ,‬وهكذا يتم إستنفاذ‬
‫في الواجهة متعددة الطوابق‪ ،‬شكل ‪.[2, P. 55] 9‬‬ ‫هذا الهواء بواسطة الهواء الساخن العمودي الذي‬
‫يرتفع في المهوى العمودي ]‪.[9, pp. 110, 112‬‬
‫وتُشبه واجهة المهوى الصندوقي‪ ,‬الواجهة‬
‫الرواقية‪ ,‬لكنها تتصل بمهاوي عمودية لزيادة إستخدام‬
‫ستخدم واجهة المهوى الصندوقي‪,‬‬ ‫تأثير المدخنة‪ .‬وتَ ِ‬
‫التهوية الطبيعية أو التهوية الهجينة‪ ,‬شكل ‪.[2, P. 55] 8‬‬
‫]‪ ,[9, P. 111‬و ‪[21, P.‬‬ ‫شكل ‪ :9‬الواجهة متعددة الطوابق‬
‫]‪.712‬‬

‫إجماالً‪ ،‬تؤثر هندسية الواجهة مزدوجة‬


‫بشكل أساس على خصائص الهواء‬ ‫ٍ‬ ‫القشرة‪ ،‬ونوعها‪،‬‬
‫عتمد وظيفة‬‫داخل التجويف الهوائي‪ .‬من ثم‪ ،‬تَ ِ‬
‫ٍ‬
‫بشكل‬ ‫الواجهة المزدوجة‪ ،‬واستراتيجية (‪،)HVAC‬‬ ‫]‪ ,[9, P. 111‬و ‪[21, P.‬‬ ‫شكل ‪ :8‬واجهة المهوى الصندوقي‬
‫رئيس على‪ :‬درجة الح اررة‪ ،‬والتدفق الهوائي‪ ,‬للهواء‬ ‫]‪.712‬‬
‫المنساب بين طبقات الزجاج للواجهة ]‪.[16, P. 167‬‬ ‫‪ 4.8‬الواجهة متعددة الطوابق‪ :‬يتم وضع نظم‬
‫الجدران الخارجية الستائرية المزججة في الواجهة‬
‫وفقا لِما تقدم‪ ،‬توصل البحث الى مجموعة‬ ‫متعددة الطوابق (‪ ,)Multi-Storey Façade‬أمام‬
‫من المزايا والسلبيات ألنواع الواجهات مزدوجة‬
‫القشرة والمصنفة وفقا لهندسيتها‪ ،‬ال سيما فيما‬ ‫(‪ )5‬المدخنة الشمسية (‪ :)Solar Chimney‬نظام لحث التهوية‬
‫الطبيعية في المبنى بإسلوب منفعل بإستخدام الطاقة الشمسية‬
‫وتعمل بواسطة تأثير الطفو الحراري ]‪.[15, P. 4‬‬
‫العدد ‪ 3‬مجلد ‪25‬‬ ‫مجلة اتحاد الجامعات العربية للدراسات والبحوث الهندسية‬ ‫غادة محمد إسماعيل‬
‫عام ‪2018‬‬
‫‪61‬‬

‫الحارة الجافة ومنها العراق‪ ,‬جدول ‪.1‬‬ ‫يتعلق بمدى مالءمة تطبيقها في أبنية المناطق‬

‫جدول ‪ :1‬مزايا وسلبيات أنواع الواجهات مزدوجة القشرة المصنفة وفقا الى هندسيتها ]الباحثة[ ‪.‬‬
‫المزايــــــــا والسلبيــــــات‬ ‫نوع الواجهة مزدوجة القشرة وفقا لهندسيتها‬
‫أوال‪ /‬واجهة النافذة الصندوقية (‪:)Boxed Window Façade‬‬
‫حقق كفاءة إستخدام طاقوي أعلى‪.‬‬ ‫المزايــا ‪ ‬تقترب واجهة النافذة الصندوقية من النوافذ مزدوجة التزجيج‪ ,‬غير أن تطبيقها ي ِ‬
‫ُ‬
‫السلبيات ‪ ‬تزيد الفواصل األفقية والعمودية الكثيرة في واجهة النافذة الصندوقية من ُكلف اإلنشاء والصيانة‪.‬‬
‫‪ ‬توجد بعض الصعوبات في صيانة وتنظيف واجهة النافذة الصندوقية بسبب إمتالك كل نافذة‬
‫فتحاتها الخاصة لتدوير الهواء‪ ,‬فضال عن زيادة الوقت المطلوب للصيانة والتنظيف‪.‬‬
‫‪ ‬إستخدام التهوية الطبيعية فقط في واجهة النافذة الصندوقية‪.‬‬
‫ثانيا‪ /‬الواجهة الرواقية (‪:)Corridor Façade‬‬
‫‪ ‬تُعزز الواجهة الرواقية من كفاءة إستخدام الطاقة في المبنى‪ ,‬ال سيما ألغراض التبريد والتهوية‬ ‫المزايــا‬
‫بسبب الفصل األفقي بين الطوابق‪ ,‬ومن ثم أهمية تطبيقها في المناطق الحارة الجافة‪.‬‬
‫‪ ‬يساعد وجود مآخذ الهواء قرب أرضية الطابق وتوقيع مستنفذات الهواء قرب سقف الطابق في الواجهة‬
‫الرواقية‪ ,‬على تفعيل تأثير المدخنة‪ ,‬ومن ثم تعزيز التهوية الطبيعية‪ .‬بالنتيجة‪ ,‬تقليل األحمال الحرارية الناتجة‬
‫عن تبريد وتهوية فضاءات المبنى‪.‬‬
‫‪ ‬إمكانية إستخدام وسائط التهوية الثالث في الواجهة الرواقية‪ ,‬مما يساعد على تدعيم التهوية الطبيعية‪,‬‬
‫وبالنتيجة تقليل األحمال الحرارية المصروفة ألغراض التبريد والتهوية‪ ,‬ال سيما في أبنية المناطق الحارة الجافة‪.‬‬
‫‪ ‬يساعد وجود األروقة األفقية بكل طابق في الواجهة الرواقية‪ ,‬على تسهيل عمليات الصيانة‬
‫والتنظيف إلمكانية السير عليها‪ ,‬فضال عن تقليل المدة المطلوبة لهذا الغرض‪.‬‬
‫‪ ‬تساعد التقسيمات األفقية في الواجهة الرواقية على السيطرة على التبريد والتهوية الطبيعية‪ ,‬والحد من‬
‫األتربة ولكل طابق بشكل منفصل‪ ,‬فضال عن تحقيق متطلبات العزل الصوتي‪ ,‬والحماية من الحرائق‪.‬‬
‫‪ ‬إمكانية توظيف التجويف الهوائي بكل طابق بمثابة شرفة‪ ,‬وبالنتيجة توفير مساحة إضافية لكل طابق‪.‬‬
‫السلبيات ‪ ‬يكون تأثير المدخنة (‪ )Stack Effect‬في الواجهة الرواقية أقل‪ ,‬مقارنة بواجهات المهوى الصندوقي‪.‬‬
‫ثالثا‪ /‬واجهة المهوى الصندوقي (‪:)Shaft-Box Façade‬‬
‫‪ ‬يزيد تأثير المدخنة العالي في واجهة المهوى الصندوقي من التهوية الطبيعية‪ .‬بالنتيجة‪ ,‬تقليل أحمال‬ ‫المزايــا‬
‫التبريد والتهوية المصروفة داخل فضاءات المبنى‪ ,‬ومن ثم تحقيق كفاءة إستخدام الطاقة فيه‪.‬‬
‫‪ ‬تساعد الفواصل العمودية في واجهة المهوى الصندوقي على اإلستفادة من اإلرتفاع الحراري الناتج‬
‫عن الهواء الداخل عن طريق الفتحات القليلة المطلوبة للقشرة الخارجية من الواجهة المزدوجة‪.‬‬
‫ستخدم واجهة المهوى الصندوقي نوعين من التهوية‪ :‬التهوية الطبيعية أو التهوية الهجينة‪.‬‬ ‫‪ ‬تَ ِ‬
‫السلبيات ‪ ‬صعوبة إجراء عمليات الصيانة والتنظيف‪ ,‬بسبب إمتداد التجويف الهوائي عموديا على طوابق‬
‫المبنى‪ ,‬والحاجة الى أدرج أو رافعات صغيرة لمساعدة العاملين على الوصول الى نوافذ القشرتين‬
‫في الطوابق العليا‪ ,‬فضال عن زيادة الوقت المصروف لهذا الغرض‪.‬‬
‫شكل إستخدام تأثير المدخنة العالي في الواجهة‪ ,‬سلبية في حال كانت التهوية الطبيعية خارج المبنى غير‬ ‫‪ ‬ي ِ‬
‫ُ‬
‫مرغوب فيها ال سيما في األوقات الباردة من السنة‪ ,‬أو في أوقات العواصف الترابية في المناطق الحارة الجافة‪.‬‬
‫رابعا‪ /‬الواجهة متعددة الطوابق (‪:)Multi-Storey Façade‬‬
‫شجع التجويف الهوائي الكبير في الواجهة‪ ,‬على تنقل الهواء بحرية وبإستمرار بين قشرتي الواجهة‪.‬‬ ‫المزايــا ‪ُ ‬ي ِّ‬
‫‪ ‬مالءمة الواجهة متعددة الطوابق لألبنية الواقعة في مناطق ذات مناسيب ضوضائية مرتفعة‪.‬‬
‫‪ ‬إمكانية إستخدام وسائط التهوية الثالثة في الواجهة متعددة الطوابق‪.‬‬
‫السلبيات ‪ ‬صعوبة إجراء عمليات الصيانة والتنظيف‪ ,‬بسبب التجويف الهوائي الكبير‪ ,‬ألنه يحتاج الى أدرج أو‬
‫رافعات صغيرة لمساعدة العاملين على الوصول الى نوافذ القشرتين في الطوابق العليا‪ ,‬فضال عن‬
‫زيادة الوقت المصروف لهذا الغرض‪.‬‬
‫شكل تأثير المدخنة الكبير في الواجهة متعددة الطوابق‪ ,‬عائقا في األوقات الباردة من السنة‪ ,‬ال سيما‬ ‫‪ ‬ي ِ‬
‫ُ‬

‫العدد ‪ 3‬مجلد ‪25‬‬ ‫مجلة اتحاد الجامعات العربية للدراسات والبحوث الهندسية‬ ‫غادة محمد إسماعيل‬
‫عام ‪2018‬‬
‫‪62‬‬

‫أن تهوية التجويف الهوائي تتم عن طريق فتحات كبيرة تُوقَّع عند مستوى األرضية والسقف‪.‬‬
‫التطبيقي من البحث‪ ,‬بسبب كثرة المزايا التي تتمتع‬ ‫بناءا على ما تقدم‪ ,‬سيجري تطبيق الواجهة‬
‫بها وقلة السلبيات التي تمتلكها‪ ,‬مقارنة ببقية أنواع‬ ‫الرواقية مزدوجة القشرة على مبنى إداري إفتراضي‬
‫المصَنفة وفقا لهندسيتها‪.‬‬
‫الواجهات المزدوجة األخرى و ُ‬ ‫مقترح في مدينة بغداد – العراق‪ ,‬وذلك في الجانب‬
‫بالنتيجة‪ ,‬يتم مقارنة نتائج حسابات‬ ‫ثانيا‪ /‬الجانب التطبيقي‪:‬‬
‫البرنامج (‪ )DesignBuilder‬بغرض بيان فرق‬ ‫كمال للبحوث والدراسات‬ ‫بوصفه جهدا ُم ِّ‬
‫الكفاءة بين الواجهتين في إستخدام الطاقة‬ ‫السابقة التي تناولت تحقيق مفهوم كفاءة إستخدام‬
‫داخل فضاءات المبنى اإلفتراضي‪ ,‬وبما يصب‬ ‫الطاقة في األبنية‪ ,‬ال سيما أبنية المناطق الحارة‬
‫في هدف البحث‪.‬‬ ‫الجافة‪ ,‬وبغرض تحقيق هدف البحث‪ ,‬تم تدعيم‬
‫‪ .9‬إنموذجي المبنى اإلفتراضي المقترح‪:‬‬ ‫الدراسة النظرية بجانب تطبيقي عن طريق إعتماد‬
‫تم إقتراح إنموذج تصميمي لمبنى إدراري‬ ‫برنامج (‪ )DesignBuilder‬الحاسوبي لألداء البيئي‬
‫إفتراضي بواسطة الباحثة في مدينة بغداد (خط‬ ‫ذي اإلصدار (‪ ,)2.4.2.026‬لبيان كفاءة استخدام‬
‫عرض ‪ 33.20º‬شماال‪ ,‬و‪ 44.26º‬شرقا) ذات المناخ‬ ‫الطاقة داخل فضاءات إنموذج تصميمي لمبنى‬
‫الحار الجاف‪ ,‬بأبعاد (‪ )21.5×16.25‬م للمخطط‬ ‫قترح‬
‫إداري متعدد الطوابق في مدينة بغداد ُم َ‬
‫األفقي‪ ,‬وبإرتفاع إجمالي (‪16‬م) بواقع (‪ 4‬طوابق)‪,‬‬ ‫بواسطة الباحثة كإنموذج إفتراضي عن األبنية في‬
‫والجدران من الطابوق مع أعمدة كونكريتية بأبعاد‬ ‫البيئة المناخية العراقية ذات المناخ الحار الجاف‪.‬‬
‫ص ِّم َمت جميع‬
‫(‪ )30×30‬سم للعمود الواحد‪ .‬كما ُ‬ ‫تم تصميم المبنى بإنموذجين‪ ,‬وأجريت‬
‫واجهات المبنى اإلفتراضي في اإلنموذج األول‪,‬‬ ‫الحسابات وفقا لذلك على مرحليتن‪:‬‬
‫مفردة القشرة (تقليدية) في المرحلة األولى‪.‬‬ ‫اإل نموذج األول (‪ :)Building 1‬يتم قياس كفاءة‬
‫يضم المبنى اإلفتراضي بداخله فناءا مركزيا‬ ‫إستخدام الطاقة داخل فضاءات المبنى اإلفتراضي‬
‫(‪ )Atrium‬بأبعاد (‪ )5×10‬م يغطي سقفه ُكوات‬ ‫(في المرحلة األولى)‪ ,‬عن طريق حساب إجمالي‬
‫(‪ )Skylights‬هرمية الشكل بنوافذ فائقة ( ‪Super‬‬ ‫أحمال الطاقة المصروفة ألغراض التبريد صيفا‪,‬‬
‫‪ )Windows‬مزدوجة التزجيج مليئة باألرگون‬ ‫المسلطة‬ ‫والتدفئة شتاءا‪ ,‬بعد حساب األحمال الحرارية ُ‬
‫(‪ )Argon‬والفجوة بين طبقتي الزجاج (‪12‬ملم)‪,‬‬ ‫على غالفه البنائي بواجهة جنوبية مفردة القشرة‪.‬‬
‫وتم إختيار اإلنموذج المالئم من النوافذ الفائقة لمدينة‬ ‫اإل نموذج الثاني (‪ :)Building 2‬يتم قياس كفاءة‬
‫بغداد والذي يسمح بدخول كثير من الضوء مع قليل‬ ‫استخدام الطاقة داخل فضاءات المبنى اإلفتراضي‬
‫من الح اررة‪ ,‬حيث تتيح تركيبة الزجاج هذه ألشعة‬ ‫(في المرحلة الثانية)‪ ,‬عن طريق حساب إجمالي‬
‫الموجات القصيرة بالدخول الى فضاءات المبنى‪,‬‬ ‫أحمال الطاقة المصروفة ألغراض التبريد صيفا‪,‬‬
‫بينما تمنع أشعة الموجات الطويلة من الدخول أو‬ ‫والتدفئة شتاءا‪ ,‬بعد حساب األحمال الحرارية المسلطة‬
‫كبير في‬
‫ثر ا‬ ‫الخروج‪ .‬بالنتيجة‪ ,‬تمتلك هذه النوافذ أ ا‬ ‫(‪)5‬‬
‫‪1‬‬
‫على غالفه البنائي وبإستبدال واجهته الجنوبية‬
‫تحقيق كفاءة إستخدام طاقوي عالي داخل فضاءات‬ ‫بأخرى مزدوجة القشرة من النوع الرواقي‪.‬‬
‫الفعال في التقليل من إجمالي‬
‫المبنى اإلفتراضي لدورها ّ‬
‫الح اررة المكتسبة‪ .‬كما ُيقلِل األرگون من كمية الح اررة‬ ‫(‪ )5‬تم التركيز على إستبدال الواجهة الجنوبية مفردة القشرة في‬
‫المبنى اإلفتراضي بأخرى رواقية مزدوجة القشرة‪ ,‬ألنها تتحمل‬
‫النافذة ِعبر الفجوة مع تحسين قيمة المقاومة‬ ‫كميات كبيرة من األعباء الحرارية سنويا والتي تصل الى‬
‫حوالي (‪ )%50‬من إجمالي العبء الحراري المسلط على كامل‬
‫الحرارية )‪ (R-value‬للزجاج بنسبة )‪.%(5-20‬‬
‫غالف المبنى ]الباحثة وفقا لنتائج البرنامج (‪.[)DesignBuilder‬‬
‫العدد ‪ 3‬مجلد ‪25‬‬ ‫مجلة اتحاد الجامعات العربية للدراسات والبحوث الهندسية‬ ‫غادة محمد إسماعيل‬
‫عام ‪2018‬‬
‫‪63‬‬

‫تمت مقارنة النتائج في كلتا الحالتين لبيان كفاءة‬ ‫وتكون نوافذ ال ُكوات السقفية ثابتة من جهة الجنوب‪,‬‬
‫إستخدام الطاقة داخل فضاءات المبنى اإلفتراضي‪.‬‬ ‫وقابلة للغلق والفتح الكترونيا من جهة الشمال‬
‫وبحسب حاجة المبنى للتهوية بغرض تفعيل التهوية‬
‫‪.11‬إستراتيجية العمل ضمن البرنامج الحاسبي‪:‬‬ ‫الطبيعية بواسطة تأثير المدخنة‪ ,‬مع التحكم بكمية‬
‫يقوم البرنامج (‪ )DesignBuilder‬بحساب‬ ‫األشعة الشمسية واإلضاءة الطبيعية الداخلة للمبنى‪.‬‬
‫إجمالي أحمال الطاقة المصروفة ألغراض التكييف‬
‫كما يضم المبنى (‪ )Core‬بداخله مصعدين ودرج‪.‬‬
‫(التبريد والتدفئة) والتهوية عن طريق منصة برنامج‬
‫تم إستبدال الواجهة الجنوبية مفردة القشرة‬
‫محاكاة أحمال الطاقة (‪ )EnergyPlus‬المدمج‬
‫في اإلنموذج األول‪ ,‬بواجهة مزدوجة القشرة من‬
‫بداخله‪ ,‬حيث يعمل األخير بواسطة محاكاة طاقة‬
‫النوع الرواقي في اإلنموذج الثاني وذلك في‬
‫المبنى بأكمله‪ ,‬فضال عن محاكاة البيانات وحسابها‬
‫المرحلة الثانية‪ ,‬يبلغ عرض التجويف الهوائي‬
‫من أجل الوصول الى تصميم نموذجي إلستهالك‬
‫فيها (‪90‬سم)‪ ,‬ويكون التزجيج في القشرة‬
‫الطاقة ‪ -‬ألغراض التبريد والتدفئة والتهوية‪.‬‬
‫الخارجية "الرئيسة" مفردا‪ ,‬وفي القشرة الثانية‬
‫ويستند البرنامج (‪ )EnergyPlus‬على‬
‫"الداخلية" مزدوجا‪ ,‬والزجاج من النوع اإلنتقائي‬
‫منهجية تعتمد على تعريف فضاءات المبنى بوصفها‬
‫طيفيا (‪,)Spectrally Selective Glazing‬‬
‫أنطقة حرارية (‪ .)Thermal Zones‬والمنطقة‬
‫والنوافذ فائقة مزدوجة التزجيج مليئة باألرگون‪,‬‬
‫(‪ )Zone‬مفهوم حراري وليس هندسي‪ ,‬فهي عبارة‬
‫والفجوة بين طبقتي الزجاج (‪12‬ملم)‪ ,‬شكل ‪.10‬‬
‫عن حجم من الهواء في درجة ح اررة موحدة‪ ,‬فضال‬
‫عن جميع الح اررة المنقولة والح اررة المخزونة في‬
‫السطوح المحاذية أو داخل هذا الحجم الهوائي‪.‬‬
‫ويتعامل البرنامج (‪ )EnergyPlus‬في‬
‫حساباته مع أسطح الغالف البنائي (الواجهات‪,‬‬
‫والسقوف‪ ,‬والنوافذ واألبواب) على أنها أسطح‬
‫ناقلة للحرارة‪ ,‬في حين يتعامل مع األسطح‬
‫الداخلية للمبنى على أنها أسطح خازنة للحرارة‪.‬‬
‫ويوفر البرنامج (‪ )EnergyPlus‬ملخص‬
‫قياسي وتقارير مفصلة لمخرجات األحمال الحرارية‪,‬‬
‫شكل ‪ :10‬المخطط األفقي للمبنى اإلفتراضي بعد إضافة‬
‫مع اختيار الوقت المقرر من السنوي الى الفرعي ولكل‬
‫الواجهة الرواقية مزدوجة القشرة ]الباحثة[‪.‬‬
‫ساعة‪ ،‬مع بيان مصادر الطاقة الموظفة في المبنى‪.‬‬
‫ويتعين تحديد موقع المبنى اإلفتراضي‪,‬‬ ‫‪ .10‬قياس كفاءة إستخدام الطاقة في المبنى‪:‬‬
‫والمعلومات المناخية الخاصة بالموقع والتي تتوفر‬ ‫تم قياس كفاءة إستخدام الطاقة داخل‬
‫ضمن ملفات الطقس الموجودة داخل منصة البرنامج‬ ‫فضاءات المبنى اإلفتراضي عن طريق حساب‬
‫(‪ ,)DesignBuilder‬فضال عن وجود معايير‬ ‫إجمالي أحمال الطاقة الكهربائية المصروفة ألغراض‬
‫ومواصفات المواد اإلنشائية للمبنى المزمع إختباره‪ .‬أو‬ ‫التبريد في فصل الصيف‪ ,‬والتدفئة في فصل الشتاء‪,‬‬
‫يقوم الم ِ‬
‫ستخدم بإدخال هذه المعلومات‪ ,‬وكما هو الحال‬ ‫وبمرحلتين‪ :‬األولى‪ ,‬بواجهة جنوبية مفردة القشرة‬
‫ُ‬
‫(المستحصلة قيمها‬ ‫للمبنى اإلفتراضي‪ .‬والثانية‪ ,‬بواجهة جنوبية مزدوجة‬
‫مع بيانات الطقس لمدينة بغداد ُ‬
‫القشرة من النوع الرواقي للمبنى اإلفتراضي‪ .‬من ثم‪,‬‬
‫العدد ‪ 3‬مجلد ‪25‬‬ ‫مجلة اتحاد الجامعات العربية للدراسات والبحوث الهندسية‬ ‫غادة محمد إسماعيل‬
‫عام ‪2018‬‬
‫‪64‬‬

‫مفردة القشرة‪ .‬ثم ُر ِسم المبنى ثانية بإسم (‪)Building2‬‬ ‫من الهيئة العامة لألنواء الجوية العراقية) والتي قامت‬
‫وبواجهة جنوبية مزدوجة القشرة من النوع الرواقي‬ ‫الباحثة بإدخالها بإعتماد المدة من‪ 1‬آذار ‪ 2016‬ولغاية‬
‫(مع طبقة تزجيج مفردة للقشرة الرئيسة‪ ,‬وطبقة تزجيج‬ ‫‪ 31‬تشرين األول ‪ 2016‬عن فصل الصيف‪ ,‬والمدة‬
‫مزدوجة للقشرة الثانية ونوع الزجاج إنتقائي طيفيا)‪.‬‬ ‫من ‪ 1‬تشرين الثاني وشهر كانون األول ‪ ,2016‬ولغاية‬
‫ويتعين مراعاة مجموعة من اإلعتبارات‬ ‫‪ 28‬شباط ‪ 2017‬عن فصل الشتاء‪ ,‬فضال عن إدخال‬
‫(والتي سترد الحقا) لنمذجة الواجهة الرواقية مزدوجة‬ ‫معايير ومواصفات المواد اإلنشائية للمبنى اإلفتراضي‪.‬‬
‫القشرة عند إستخدام البرنامج (‪.)DesignBuilder‬‬ ‫بعد إدخال بيانات الطقس الخاصة بمدينة‬
‫ويوضح جدول ‪ ,2‬المواصفات والمعايير للمواد‬ ‫بغداد‪ ,‬تم رسم المبنى اإلفتراضي داخل منصة البرنامج‬
‫المستخدمة في المبنى اإلفتراضي والتي‬ ‫اإلنشائية ُ‬ ‫(‪ )DesignBuilder‬بإسم (‪ .)Building 1‬ثم تم إدخال‬
‫تم إدخالها بواسطة الباحثة في البرنامج الحاسبي‪.‬‬ ‫بيانات مواد الهيكل اإلنشائي للمبنى بواجهة جنوبية‬
‫المستخدمة في المبنى اإلفتراضي والتي تم إدخالها في البرنامج الحاسبي‪.‬‬ ‫جدول ‪ :2‬مواصفات ومعايير المواد اإلنشائية ُ‬
‫المصدر‪ :‬تنظيم الباحثة إستنادا الى (دليل العزل الحراري‪ ,‬اللجنة اإلستشارية للطاقة–اللجنة الفرعية للعزل الحراري‪ ,‬بغداد‪.)1986,‬‬
‫المعامل اإلجمالي إلنتقال الح اررة‬
‫المواد اإلنشائية المضافة‬ ‫المادة البنائية‬
‫(‪ )U-value‬للمواد (واط‪ /‬م‪ .2‬كلڤن)‬
‫‪1.936‬‬ ‫‪ 20‬بياض بالجص‬ ‫جدار طابوق ‪ 240‬ملم‪.‬‬
‫‪5.0‬‬ ‫‪ 4‬ملم فاصل حراري‬ ‫نوافذ مفردة التزجيج بإطارات معدنية إستُ ِ‬
‫خد َمت للواجهة مفردة القشرة‪.‬‬
‫نوافذ فائقة مزدوجة التزجيج بإطارات معدنية (زجاج منخفض اإلنبعاثية‬
‫‪ 4‬ملم فاصل حراري‪ ,‬والفجوة‬
‫‪1.64‬‬ ‫صافي ‪ 0.2=εn‬مملوء باألرگون) إستخدم للقشرة الثانية من الواجهة‬
‫بين ألواح الزجاج ‪ 12‬ملم‪.‬‬
‫الرواقية‪ ,‬فضال عن إستخدامه لتزجيج الكوات السقفية (الثابتة والمتحركة)‪.‬‬
‫العازل (‪ 40‬رمل ‪ 25 +‬ألواح‬
‫‪0.687‬‬ ‫(سمك الصبة ‪ 15‬سم)‪.‬‬
‫سقف كونكريتي ُ‬
‫فلين ‪ 30 +‬قير ‪ 20 +‬جص)‪.‬‬
‫ِقيم الموصلية الحرارية (‪)k-value‬‬
‫التوصيف‬ ‫المادة البنائية‬
‫للمواد (واط‪ /‬م‪ .‬كلڤن)‬
‫‪0.807‬‬ ‫الكثافة (‪ 1760‬كغم‪ /‬م‪)3‬‬ ‫جدار الطابوق‬
‫‪1.442‬‬ ‫الكثافة (‪ 2400‬كغم‪ /‬م‪)3‬‬ ‫الكونكريت‬
‫‪1.226‬‬ ‫الكثافة (‪ 2240‬كغم‪ /‬م )‬
‫‪3‬‬
‫ستخدم في التسقيف‪.‬‬ ‫الم َ‬ ‫اإلسفلت ُ‬
‫‪0.042‬‬ ‫الكثافة (‪ 144‬كغم‪ /‬م‪)3‬‬ ‫ألواح الفلين‬
‫‪0.052‬‬ ‫الكثافة (‪ 264‬كغم‪ /‬م‪)3‬‬ ‫ألواح ليفية (‪)Fiber Board‬‬
‫‪1.053‬‬ ‫الكثافة (‪ 2512‬كغم‪ /‬م )‬
‫‪3‬‬
‫ألواح الزجاج‬
‫ِقيم اإلنبعاثية للمادة البنائية‬ ‫قيم اإلمتصاصية للمادة البنائية‬ ‫المادة البنائية‬
‫‪0.9‬‬ ‫‪0.65‬‬ ‫الطابوق‬
‫‪0.9‬‬ ‫‪0.65‬‬ ‫الكونكريت‬
‫‪0.9‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫الطالء األبيض‬
‫ِقيم معامل الكسب الحراري الشمسي للزجاج‬
‫المادة البنائية‬
‫(‪)Solar Heat Gain Coefficient‬‬
‫‪0.86‬‬ ‫زجاج مفرد التزجيج صافي‬
‫‪0.64‬‬ ‫زجاج مزدوج التزجيج صافي من النوع اإلنتقائي طيفيا (‪ 12‬ملم مجال ملئ باألرگون)‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬المواصفات والمعايير األخرى إعتمدت من مقياس (‪ )ASHRAE Standard 62.1‬إصدار عام ‪ 2010‬الخاص‬
‫بمعايير جودة الهواء في الفضاءات الداخلية للمبنى ]‪.[3‬‬

‫هناك مجموعة من االعتبارات الهامة‬ ‫‪ .12‬اإلعتبارات الواجب مراعاتها في حسابات‬


‫تمت مراعاتها إلجراء حسابات نمذجة الواجهة‬ ‫الواجهة الرواقية مزدوجة القشرة‪:‬‬

‫العدد ‪ 3‬مجلد ‪25‬‬ ‫مجلة اتحاد الجامعات العربية للدراسات والبحوث الهندسية‬ ‫غادة محمد إسماعيل‬
‫عام ‪2018‬‬
‫‪65‬‬

‫‪ .13‬قياس كفاءة إستخدام الطاقة في المبنى‬ ‫الرواقية مزدوجة القشرة في المبنى اإلفتراضي‬
‫اإلفتراضي عن طريق حساب أحمال التبريد‪:‬‬ ‫عند استخدام البرنامج (‪ ,)DesignBuilder‬هي‪:‬‬
‫تقوم منصة البرنامج (‪ )EnergyPlus‬بإجراء‬ ‫‪ .1‬يجب تعيين نوع المنطقة على عالمة تبويب‬
‫عمليات حساب تصميم التبريد من أجل تحديد قدرة‬ ‫الفعالية "‪ "3-Cavity at zone level‬في منطقة‬
‫وحجم معدات التبريد الميكانيكية المطلوبة لمواجهة‬ ‫التجويف الهوائي للواجهة المزدوجة‪ ,‬وهذا سيسبب‬
‫ظروف الطقس الحارة صيفا في مناخ مدينة بغداد‪.‬‬ ‫التغييرات اآلتية التي يتعين إجراؤها على اإل نموذج‬
‫حيث تم إدخال بيانات الطقس اليومية ولكل ساعة‬ ‫الثاني (‪:)Building 2‬‬
‫الى ملف حسابات التبريد‪ ,‬مع إعتماد درجات الح اررة‬ ‫‪ ‬تعيين منطقة "التجويف الهوائي" بوصفها منطقة‬
‫الخارجية الدورية (الحالة المستقرة) لمدينة بغداد‬ ‫غير مشغولة بواسطة تحميل فعالية >‪،<None‬‬
‫الحد األدنى‪ ,‬مع‬ ‫في قوالب البيانات ومعدات التكييف (‪.)HVAC‬‬
‫الحد األقصى و ّ‬
‫والمحسوبة بإستخدام ّ‬
‫‪ ‬تعيين "خوارزمية الحمل الحراري الداخلي‬
‫حساب الكسب الحراري الشمسي عبر النوافذ‪ ,‬فضال‬
‫للتجويف الهوائي" ألغراض تصميم التبريد‪،‬‬
‫عن إعتماد سرعة الرياح واتجاهها إلستخدامها في‬
‫وتصميم التدفئة‪ ,‬وحسابات المحاكاة الحرارية‬
‫حسابات التهوية الطبيعية داخل فضاءات المبنى‪ .‬ثم‬
‫للتجويف الهوائي‪ ,‬بشكل صحيح‪.‬‬
‫يقوم البرنامج (‪ )EnergyPlus‬بنمذجة النظم الحرارية‬
‫‪ ‬تعيين "خوارزمية التوزيع الشمسي الكاملة‬
‫داخل فضاءات المبنى مع ديناميكة سريعة وسرعة في‬
‫في الفضاءات الداخلية والخارجية" ألغراض‬
‫المحاكاة الحرارية للوصول الى نتائج دقيقة عن طريق‬ ‫تصميم التبريد‪ ,‬والمحاكاة الحرارية‪ ,‬ألنها‬
‫المحدَّدة‬ ‫ِ‬
‫إجراء الحسابات كل ساعة عبر خطوات الوقت ( ُ‬ ‫تسمح لإلشعاع الشمسي بالتنقل بدقة ِعبر‬
‫بواسطة الباحثة) إلجراء التفاعل بين األنطقة الحرارية‬ ‫الزجاج الداخلي‪.‬‬
‫التي تمتلك درجات ح اررة مختلفة ولكل منطقة داخل‬ ‫‪ .2‬يتم تعريف نظام تحكم بسيط للتهوية في منطقة‬
‫المبنى وضمن كل طابق‪ ,‬مع البيئة المحيطة بإعتماد‬ ‫التجويف الهوائي لتوفير (‪ )10 ac/h‬من الهواء‬
‫الحمل الحراري لجميع ساعات اليوم‪,‬‬ ‫التوصيل الحراري و ِ‬ ‫الخارجي في التجويف عندما تكون درجة ح اررة الهواء‬
‫مع خطوات زمنية متنوعة تلقائيا ألغراض التفاعل بين‬ ‫في التجويف أكبر من (‪ .)24°C‬وهذا يساعد على‬
‫األنطقة الحرارية ونظم التكييف في المبنى‪ .‬ويحسب‬ ‫الحد من‬
‫ضمان عدم تسخين التجويف الهوائي‪ ،‬و ّ‬
‫البرنامج (‪ )EnergyPlus‬الطاقة المطلوبة للمحافظة‬ ‫أحمال التبريد في الفضاءات المشغولة‪.‬‬
‫على كل منطقة (‪ )Zone‬في درجة ح اررة محددة لكل‬ ‫‪ .3‬يتطلب اإل نموذج (‪ )Building 2‬وبسبب إحتواء‬
‫ساعة من اليوم‪ ,‬من ثم ُينفذ التوازن الحراري لكل منطقة‪.‬‬ ‫واجهته مزدوجة القشرة على تجويف هوائي‪,‬‬
‫وتستمر المحاكاة حتى تتقارب درجات الحـ اررة‬ ‫توفير َخيارات التوزيع الشمسي كاملة للزجاج في‬
‫الى تدفقات الحـ اررة (‪ )Heat Flows‬في كل منطقة‪.‬‬ ‫قشرتي الواجهة الرواقية المزدوجة (الداخلية‬
‫وفي حالة عدم حدوث التقارب‪ ،‬تستمر المحاكاة‬ ‫والخارجية) للسماح بتمرير اإلشعاع الشمسي من‬
‫حدد في‬ ‫الم َ‬
‫ألقصى عدد من األيام وعلى النحو ُ‬ ‫خالل زجاج نوافذ القشرة الخارجية‪ ,‬ومن ثم من‬
‫َخيارات الحساب والمثبتة بواسطة الباحثة‪.‬‬ ‫خالل زجاج نوافذ القشرة الداخلية‪.‬‬
‫حسب المحاكاة الحرارية; درجات الح اررة‬ ‫وتَ ِ‬
‫وتدفقات الح اررة لكل نصف ساعة ولكل منطقة‪ ،‬لتحديد‬
‫العدد ‪ 3‬مجلد ‪25‬‬ ‫مجلة اتحاد الجامعات العربية للدراسات والبحوث الهندسية‬ ‫غادة محمد إسماعيل‬
‫عام ‪2018‬‬
‫‪66‬‬

‫ألغراض التبريد والمطلوبة للمحافظة على درجات‬ ‫قدرات التبريد المطلوبة للمحافظة على نقاط ضبط‬
‫برودة مقبولة ضمن كل طابق‪ ,‬والتي بدورها تُ ِ‬
‫حدد‬ ‫درجة ح اررة التبريد في كل منطقة‪ .‬ويتم إجراء عملية‬
‫كفاءة إستخدام الطاقة في فضاءات المبنى اإلفتراضي‪.‬‬ ‫الحد األقصى ِ‬
‫لحمل التبريد في كل منطقة ×‬ ‫ضرب‪ّ ( :‬‬
‫وقد أُجريت هذه الحسابات للمبنى اإلداري‬ ‫عامـل األمان (‪ 1.3 )Safety Factor‬بشكل‬
‫اإلفتراضي بواجهته الجنوبية مفردة القشرة‬ ‫ستخدم‬
‫إفتراضي) إلعطاء قدرة تصميم التبريد‪ .‬وُي َ‬
‫(‪ ,)Building 1‬األشكال‪ 11 :‬و‪ 12‬و‪ .13‬ثم أعيدت‬ ‫عامـل األمان (‪ )Safety Factor‬لمضاعفة أحمال‬
‫الحسابات مرة أخرى بعد إستبدالها بواجهة رواقية‬ ‫الحد األقصی‬
‫التبريد المحسوبة في کل منطقة إلعطاء ّ‬
‫مزدوجة القشرة (‪ ,)Building 2‬األشكال‪ 14 :‬و‪15‬‬ ‫من سعة معدات التبريد الموصی بها‪ .‬كما يحسب‬
‫و‪ ,16‬و‪ 17‬مع مراعاة مجموعة اإلعتبارات الخاصة‬ ‫التبريد اإلضافي الذي قد يكون مطلوبا لتبريد المبنى‬
‫بالواجهة الرواقية المزدوجة في الفقرة السابقة‪.‬‬ ‫في مدة قصيرة قبـل الوصول للبرودة المقبولة‪,‬‬
‫ويعطي األمان فيما يخص المحافظة على ظروف‬
‫الراحة الحرارية داخل فضاءات المبنى‪ .‬بناءا على‬
‫ذلك‪ ,‬يتم تحديد إجمالي أحمال الطاقة المصروفة‬

‫العدد ‪ 3‬مجلد ‪25‬‬ ‫مجلة اتحاد الجامعات العربية للدراسات والبحوث الهندسية‬ ‫غادة محمد إسماعيل‬
‫عام ‪2018‬‬
‫‪67‬‬

‫العدد ‪ 3‬مجلد ‪25‬‬ ‫مجلة اتحاد الجامعات العربية للدراسات والبحوث الهندسية‬ ‫غادة محمد إسماعيل‬
‫عام ‪2018‬‬
‫‪68‬‬

‫شكل ‪ :17‬مقطع طولي في المبنى اإلداري اإلفتراضي بعد إضافة الواجهة الرواقية مزدوجة القشرة من جهة الجنوب ]الباحثة[‪.‬‬

‫إستبعاد حسابات الكسب الحراري الشمسي ِعبر‬ ‫‪‬‬


‫النوافذ‪ ,‬وبيانات التهوية الطبيعية داخل المبنى‪.‬‬
‫يتم تدفئة المناطق الدافئة بإستمرار لتحقيق‬ ‫‪‬‬
‫درجة الحرارة المطلوبة للتدفئة‪ ,‬بغرض تعيين‬
‫نقطة إستخدام نظام التدفئة ِ‬
‫بالحمل الحراري‪.‬‬
‫حساب فقدان الحرارة اإلجمالي الموزع بين‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫التزجيج والجدران واألرضيات والسقوف (أي‬
‫الحرارة المفقودة عن طريق النوافذ واألبواب‬ ‫شكل ‪ :18‬أ‪ .‬إجمالي درجات الح اررة والكسب الحراري‬
‫والتجاويف الی فضاءات أخرى مبردة محاذية)‪.‬‬ ‫المسلطة على المبنى اإلفتراضي (بواجهة جنوبية‬ ‫الشمسي ُ‬
‫مفردة القشرة)‪ ,‬مع إجمالي أحمال التدفئة المصروفة داخل‬
‫إجراء عملية ضرب‪( :‬الح اررة اإلجمالية المفقودة في‬ ‫‪‬‬
‫فضاءاته في الشتاء ]الباحثة‬
‫كل منطقة × عامل األمان ‪ 1.5‬بشكل إفتراضي)‬
‫إلعطاء قدرة تصميم التدفئة الموصى بها‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ .14‬قياس كفاءة إستخدام الطاقة في المبنى‬
‫بناءا على ما تقدم‪ ,‬يتم تحديد إجمالي أحمال‬ ‫اإلفتراضي عن طريق حساب أحمال التدفئة‪:‬‬
‫الطاقة المصروفة ألغراض التدفئة والمطلوبة‬ ‫تقوم منصة البرنامج (‪ )EnergyPlus‬بإجراء‬
‫للمحافظة على درجات تدفئة مقبولة ضمن فضاءات‬ ‫عمليات حساب تصميم التدفئة (وكما هو الحال في‬
‫المبنى ولكل الطوابق‪ ,‬والتي بدورها تُ ِ‬
‫حدد كفاءة‬ ‫عمليات حساب تصميم التبريد الواردة آنفا) من‬
‫إستخدام الطاقة في فضاءات المبنى اإلفتراضي‪.‬‬ ‫أجل تحديد قدرة وحجم معدات التدفئة الميكانيكية‬
‫وقد أُجريت هذه الحسابات للمبنى اإلفتراضي‬ ‫المطلوبة لمواجهة ظروف الطقس الباردة شتاءا‬
‫بواجهته الجنوبية مفردة القشرة‪ ,‬الشكل ‪.18‬‬ ‫في مناخ مدينة بغداد‪ ,‬لكن مع مراعاة اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬إدخال بيانات الطقس اليومية ولكل ساعة الى‬
‫ملف حسابات التدفئة‪ ,‬مع إعتماد درجات الح اررة‬
‫الخارجية الدورية (الحالة المستقرة) لمدينة بغداد‪.‬‬

‫العدد ‪ 3‬مجلد ‪25‬‬ ‫مجلة اتحاد الجامعات العربية للدراسات والبحوث الهندسية‬ ‫غادة محمد إسماعيل‬
‫عام ‪2018‬‬
‫‪69‬‬

‫شكل ‪ ,20‬ومقارنتها مع إجمالي أحمال التبريد‬


‫المطلوبة لكامل المبنى بواجهته الجنوبية الرواقية‬
‫مزدوجة القشرة والبالغة (‪,)125.480 kW‬‬
‫شكل ‪ ,21‬تم إثبات كفاءة الواجهة الرواقية‬
‫مزدوجة القشرة طاقويا في تقليل أحمال التبريد‬
‫المصروفة صيفا‪.‬‬
‫كما أجريت عمليات المقارنة بين قيم‬
‫شكل ‪ :19‬أ‪ .‬إجمالي درجات الح اررة والكسب الحراري الشمسي‬
‫ونسب أحمال التدفئة المصروفة في فضاءات‬ ‫المسلطة على المبنى اإلفتراضي (بواجهة جنوبية رواقية‬ ‫ُ‬
‫المبنى ولكل طابق عن طريق حساب إجمالي‬ ‫مزدوجة القشرة)‪ ,‬مع إجمالي أحمال التدفئة المصروفة داخل‬
‫فضاءاته في الشتاء ]الباحثة[‪.‬‬
‫أحمال التدفئة المطلوبة لكامل المبنى بواجهته‬
‫ثم أعيدت الحسابات مرة أخرى بعد إستبدالها‬
‫الجنوبية مفردة القشرة والبالغة (‪,)88.980 kW‬‬ ‫بواجهة رواقية مزدوجة القشرة‪ ,‬الشكل ‪ ,19‬مع‬
‫شكل ‪ ,22‬ومقارنتها مع إجمالي أحمال التدفئة‬ ‫مراعاة اإلعتبارات الخاصة بالواجهة الرواقية‬
‫المطلوبة لكامل المبنى بواجهته الجنوبية الرواقية‬ ‫(الواردة آنفا)‪.‬‬
‫مزدوجة القشرة والبالغة (‪ ,)80.540 kW‬شكل ‪,23‬‬ ‫‪ .15‬تقييم كفاءة إستخدام الطاقة داخل‬
‫تم إثبات كفاءة الواجهة الرواقية المزدوجة القشرة‬ ‫فضاءات المبنى اإلفتراضي بواجهتيه مفردة‬
‫طاقويا في تقليل أحمال التدفئة المصروفة شتاءا‪.‬‬ ‫القشرة والرواقية مزدوجة القشرة‪:‬‬
‫مع مالحظة إرتفاع كفاءة الواجهة الرواقية طاقويا‬ ‫بعد إجراء عمليات المقارنة بين قيم ونسب‬
‫بتقليل أحمال التبريد المصروفة في فصل الصيف‪,‬‬ ‫أحمال التبريد المصروفة في فضاءات المبنى‬
‫مقارنة مع تقليل أحمال التدفئة المصروفة في فصل‬ ‫اإلفتراضي ولكل طابق عن طريق حساب إجمالي‬
‫الشتاء‪ ,‬ال سيما على المدى البعيد‪ ,‬شكل ‪.24‬‬ ‫أحمال التبريد المطلوبة لكامل المبنى بواجهته‬
‫الجنوبية مفردة القشرة والبالغة (‪,)152.260 kW‬‬

‫شكل ‪ :20‬إجمالي أحمال الطاقة المصروفة ألغراض التبريد‬


‫صيفا في فضاءات المبنى االفتراضي (بواجهة جنوبية مفردة‬
‫شكل ‪ :21‬إجمالي أحمال الطاقة المصروفة ألغراض التبريد‬ ‫القشرة)]الباحثة[‬
‫صيفا في فضاءات المبنى االفتراضي (بواجهة جنوبية رواقية‬
‫مزدوجة)]الباحثة[‪.‬‬

‫العدد ‪ 3‬مجلد ‪25‬‬ ‫مجلة اتحاد الجامعات العربية للدراسات والبحوث الهندسية‬ ‫غادة محمد إسماعيل‬
‫عام ‪2018‬‬
‫‪70‬‬

‫الحرارية المصروفة ألغراض التكييف (التبريد‬


‫والتدفئة) والتهوية داخل فضاءات المبنى‪.‬‬
‫من أهم اإلعتبارات الواجب مراعاتها في‬ ‫‪‬‬
‫تصميم الواجهات مزدوجة القشرة هو إختيار‬
‫النوع المناسب منها فيما يتعلق بتحديد أحجام‬
‫الفتحات‪ ,‬ونوع التزجيج‪ ,‬وأبعاد التجويف الهوائي‬
‫بين قشرتي الواجهة المزدوجة‪ ,‬فضال عن‬
‫طبيعة التدفق الهوائي (إستراتيجية التهوية)‪,‬‬
‫شكل ‪ :22‬إجمالي أحمال الطاقة المصروفة ألغراض التدفئة‬
‫ويتم تحديد كل ذلك وفقا لظروف البيئة‬ ‫شتاءا في فضاءات المبنى االفت ارضي (بواجهة جنوبية مفردة‬
‫المناخية المحلية المحيطة بموقع المبنى‪.‬‬ ‫القشرة)]الباحثة[‬
‫تُ َعد الواجهات الرواقية مزدوجة القشرة األفضل‬ ‫‪‬‬
‫في تحقيق كفاءة إستخدام طاقوي عالي داخل‬
‫فضاءات المبنى‪ ,‬مقارنة ببقية أنواع الواجهات‬
‫المزدوجة األخرى والمصنفة وفقا لهندسيتها‪,‬‬
‫بسبب ميزاتها الكثيرة وقلة سلبياتها‪ ,‬فضال عن‬
‫ما أثبته الجانب التطبيقي من البحث‪.‬‬
‫أثبتت الواجهات مزدوجة القشرة فاعليتها من‬ ‫‪‬‬
‫الناحية اإلقتصادية‪ ,‬ال سيما على المدى‬ ‫شكل‪ :23‬إجمالي أحمال الطاقة المصروفة (بواجهة جنوبية‬
‫رواقية مزدوجة) في فضاءات المبنى االفتراضيألغارضالتدفئة شتاءا‬
‫البعيد‪ ,‬نظ ار لما تحققه من ترشيد إستهالك‬
‫]الباحثة[‪.‬‬
‫عالي للطاقة‪ .‬بالنتيجة‪ ،‬تُحقّق كفاءة إستخدام‬
‫‪ .16‬إستنتاجات الجانب النظري‪:‬‬
‫طاقوي عالي داخل فضاءات المبنى‪.‬‬
‫‪ ‬تساعد الواجهات مزدوجة القشرة على تحقيق‬
‫يتعين تصميم الواجهات مزدوجة القشرة في‬ ‫‪‬‬
‫مفهوم كفاءة إستخدام الطاقة داخل فضاءات‬
‫أبنية المناطق الحارة الجافة ومنها العراق‪,‬‬
‫المبنى‪ ,‬فضال عن توفيرها التهوية الطبيعية‪,‬‬
‫بإسلوب يساعد على تحقيق كفاءة إستخدام‬ ‫واإلضاءة الطبيعية‪ ,‬والراحة الحرارية‪ ,‬مع تقليل‬
‫عالي للطاقة داخل فضاءات المبنى‪ ,‬ال سيما‬ ‫الحد من الضوضاء‪.‬‬‫أو حتى ّ‬
‫التركيز على اإلستراتيجيات التصميمية التي‬ ‫‪ ‬تلعب الواجهات مزدوجة القشرة دو ار أساس في‬
‫تُقلل من أحمال التبريد في فصل الصيف‪,‬‬ ‫تقليل األحمال الحرارية المصروفة ألغراض تبريد‬
‫بسبب طول مدة الصيف في المناطق الحارة‬ ‫وتدفئة فضاءات المبنى‪ ,‬لكونها جزءا أساس من‬
‫الجافة‪ ,‬وارتفاع درجات الحرارة فيه‪ ,‬فضال‬ ‫غالف المبنى المسؤول عن عمليات السيطرة‬
‫عن طول مدة النهار والتعرض لساعات‬ ‫الحرارية الخارجة والداخلة من والى المبنى‪.‬‬
‫‪ ‬تُ َعد الواجهات مزدوجة القشرة إحدى‬
‫تشميس طويلة‪.‬‬
‫إستراتيجيات التصميم المستدام بيئيا وبإسلوب‬
‫‪ ‬تُ َعد الواجهات مزدوجة القشرة إحدى الركائز‬
‫منفعل‪ ,‬إذ تلعب دو ار أساس في تقليل األحمال‬
‫األساس لتحقيق بيئة حرارية ُمثلى وجودة‬

‫العدد ‪ 3‬مجلد ‪25‬‬ ‫مجلة اتحاد الجامعات العربية للدراسات والبحوث الهندسية‬ ‫غادة محمد إسماعيل‬
‫عام ‪2018‬‬
‫‪71‬‬

‫صممة‬
‫في أبنية المناطق الحارة الجافة‪ ,‬لكونها ُم َّ‬ ‫عالية داخل فضاءات المبنى‪ ,‬لِما لها من‬
‫بإسلوب يساعد على تحقيق كفاءة إستخدام‬ ‫تأثير على الصيغ الم ِ‬
‫نظمة لعمليات التحكم‬ ‫ُ‬
‫طاقوي عالي داخل فضاءات المبنى‪ ,‬ال سيما‬ ‫والسيطرة الحرارية‪ ,‬وتوفير التهوية واإلضاءة‬
‫تقليل أحمال التبريد في فصل الصيف‪ .‬وهو ما‬
‫الطبيعية‪ ,‬والرطوبة النسبية المالئمة‪ ,‬والعزل‬
‫أثبتته عمليات المحاكاة الحرارية (المحسوبة‬
‫بواسطة البرنامج (‪ )EnergyPlus‬المدعوم‬ ‫الصوتي المناسب‪ ,‬وتقليل األتربة والملوثات‪,‬‬
‫ضمن البرنامج )‪ )(DesignBuilder‬ألحمال‬ ‫داخل فضاءات المبنى‪ .‬بالنتيجة‪ ,‬توفير‬
‫التبريد والتدفئة المصروفة داخل فضاءات المبنى‬ ‫مديات عالية من الراحة الحرارية للشاغلين‪.‬‬
‫اإلداري اإلفتراضي بعد إستبدال واجهته الجنوبية‬ ‫‪ُ ‬ي َعد تطبيق الواجهات مزدوجة القشرة في‬
‫مفردة القشرة‪ ,‬بواجهة رواقية مزدوجة القشرة‪.‬‬ ‫البيئة العمرانية العراقية مهما في الوقت‬
‫‪ ‬عن طريق حساب إجمالي األحمال الحرارية‬ ‫الحاضر‪ ,‬إلعادة وضع العمارة العراقية‬
‫المسلطة على غالف المبنى اإلداري اإلفتراضي‬
‫المعاصرة على الطريق الصحيح والمستدام‬
‫بواجهته مفردة القشرة‪ ,‬وحساب إجمالي األحمال‬
‫بيئيا‪ ,‬باألخص بعد أن طرأت عليها واجهات‬
‫الحرارية المسلطة عليه بإستبدال واجهته التقليدية‬
‫بأخرى رواقية مزدوجة القشرة‪ ,‬ومقارنة سلوك‬ ‫غريبة ال تنتمي لواقعها البيئي‪.‬‬
‫اإلنتقال الحراري لغالف المبنى في الحالتين‪ ,‬ومن‬ ‫الحد‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬تساعد الواجهات مزدوجة القشرة على‬
‫ثم حساب الفرق في كمية الطاقة المصروفة‬ ‫من األثر البيئي‪ ,‬فضال عن المحافظة على‬
‫ألغراض التبريد والتهوية في كلتا الحالتين أيضا‪,‬‬ ‫صحة اإلنسان‪ ,‬لكونها إحدى إستراتيجيات‬
‫أثبتت الواجهة الرواقية المزدوجة كفاءتها‬ ‫التصميم المستدام بيئيا‪.‬‬
‫الطاقوية في تقليل كمية الهدر الحاصل بإستهالك‬ ‫‪ ‬تضفي الواجهات مزدوجة القشرة جمالية على‬
‫الطاقة المصروفة ألغراض التبريد والتدفئة في‬
‫األبنية بسبب شفافيتها‪ ،‬كما تعطي للمبنى‬
‫فضاءات المبنى‪ ,‬ال سيما على المدى البعيد‪.‬‬
‫سمة المعاصرة‪.‬‬
‫‪ ‬أهمية تقليل حجم التجويف الهوائي ضمن‬
‫الواجهة الرواقية المزدوجة (والذي تم‬
‫إنتخابه في الجانب العملي بعرض ‪ 90‬سم‬
‫وارتفاع ‪ 3.5‬م – في كل طابق) وذلك‬
‫والتدفئة‬ ‫التبريد‬ ‫أحمال‬ ‫تقليل‬ ‫بغرض‬
‫المصروفة داخل فضاءات المبنى‪ ,‬وبالشكل‬
‫الذي يسمح بصيانته وتنظيفه بسهولة‪.‬‬ ‫شكل ‪ :24‬منظور خارجي للمبنى اإلداري اإلفتراضي الكفوء‬
‫‪ ‬أثبت الزجاج اإلنتقائي طيفيا ( ‪Spectrally‬‬ ‫طاقويا بواجهته الجنوبية الرواقية مزدوجة القشرة ]الباحثة[‪.‬‬

‫‪ )Selective Glazing‬الذي تم إنتخابه في‬


‫تزجيج طبقتي الواجهة الرواقية في المبنى‬ ‫‪ .17‬إستنتاجات الجانب التطبيقي‪:‬‬
‫اإلداري اإلفتراضي في بغداد‪ ,‬فاعليته‬ ‫‪ ‬أثبتت الواجهات مزدوجة القشرة فاعليتها في‬
‫وكفاءته المناخية في أبنية المناطق الحارة‬ ‫بغداد ذات المناخ الحار الجاف‪ ,‬ومن ثم فاعليتها‬

‫العدد ‪ 3‬مجلد ‪25‬‬ ‫مجلة اتحاد الجامعات العربية للدراسات والبحوث الهندسية‬ ‫غادة محمد إسماعيل‬
‫عام ‪2018‬‬
72

4. Bauer, Michael & et al., 2010. Green Building: ‫ نظ ار لِما يحققه من أقل كسب حراري‬,‫الجافة‬
Guidebook for Sustainable Architecture,
Springer-Verlag Berlin Heidelberg, Germany. ‫داخل فضاءات المبنى مع توفير اإلضاءة‬
5. Boake, Terri & et al., 2003. Understanding
the General Principles of the Double Skin .‫النهارية الطبيعية‬
‫ إن إجراء عمليات قياس كفاءة إستخدام الطاقة‬
Façade System, School of Architecture,
University of Waterloo, Canada, P. 15.
6. Boake, Terri Meyer, 2014. Hot Climate ‫لمبنى إفتراضي يضم واجهة مزدوجة القشرة‬
Double Façades: Avoiding Solar Gain, Hot
Double Façades, TECTONICS Journal: Vol. ‫بواسطة المحاكاة الحرارية عن طريق إستخدام‬
14, Canada, pp. 3,4,9,10,13,14,15,20, 22.
7. Building and Construction Authority, ‫برامج الحاسوب البيئية وعمليات التحليل‬
2010. Building Planning and Massing,
Green Building Platinum Series, Published
‫ من شأنها توفير بيانات ومعلومات‬,‫المقارن‬
by the Centre for Sustainable Buildings ‫هامة تساعد على تحليل وبيان أداء الواجهة‬
and Construction, Singapore, P. 74.
8. Hamza, Neveen & Abohela, Islam, ‫ وأثبات فاعليتها العالية في‬,‫مزدوجة القشرة‬
.‫كفاءة إستخدام الطاقة‬
2012. Non-Uniform Double Skin Façade
Cavities: An Exploratory Study on Cavity
Heat Stratification and Daylight Levels ,‫ أثبتت الواجهة الرواقية مزدوجة القشرة‬
Indoors, School of Architecture, Planning
and Landscape, Newcastle University, ‫كفاءتها العالية طاقويا في فصل الصيف‬
Newcastle upon Tyne, UK, P. 2.
9. Hamza, Neveen, 2004. The Performance ‫ مقارنة‬,‫بتقليل أحمال التبريد المصروفة‬
‫بكفاءتها الطاقوية في تقليل أحمال التدفئة‬
of Double Skin Façades in Office Building
Refurbishment in Hot Arid Areas, PhD.
Thesis, University of Newcastle upon Tyne, .‫المصروفة في فصل الشتاء‬
School of Architecture, Planning&Landscape,
UK, pp. 56, 70-72, 110, 111-112, 113. ‫) في‬Atrium( ‫ ساعد وجود الفناء المركزي‬
10. Heimrath, Richard & et al., 2005.
BESTFAÇADE: Best Practice for Double ‫المبنى اإلفتراضي على زيادة تفعيل تأثير‬
‫ ومن ثم زيادة‬,)Stack Effect( ‫المدخنة‬
Skin Façades, WP 1 Report "State of the
Art", Sweden, pp. 7, 31.
11. Hodges, Patrena & et al., 2009. Liberty .‫تبريد وتهوية فضاءات المبنى‬
Property Trust: Green Audit, pp. 81, 82.
Time of Visiting Website; 8:15pm, 22 :‫ المصادر‬.18
March 2017. Available at: 1. Ahmed, Mostafa M. S. & et al., January
http://blogs.cornell.edu/iwsp/files/2013/0 2016. Double Skin Façade: The State of
9/Liberty-Property-Trust-n4s2qj.pdf Art on Building Energy Efficiency,
12. Hong, Wen & et al., 2007. Building Journal of Clean Energy Technologies,
Energy Efficiency: Why Green Buildings Vol. 4, No. 1, Malaysia, P. 86.
are Key to Asia’s Future, Asia Business 2. Aksamija, Ajla, 2009. Context Based
Council Book, China, pp. 39, 275, 279. Design of Double Skin Facades, Climatic
13. Kang, Bhujon & Lutz-Carillo, Sky, Considerations during the Design
2009. Indirect/ Passive Air-Flow Systems, Process, Perkins + Will Research Journal,
Center for Sustainable Development, VOL 01.01, USA, pp. 54, 55, 59, 64.
School of Architecture – The University of 3. ASHRAE STANDARD, 2010. Ventilation
Texas at Tustin, USA, P. 11. for Acceptable Indoor Air Quality, ANSI/
14. Kleiven, Tommy, 2003. Natural Ventilation ASHRAE Addendum q to ANSI/ASHRAE
in Buildings, Thesis Requirements for the Standard 62.1-2007, American Society of
Degree of Doctor of Engineering at Norwegian Heating, Refrigerating and Air-Conditioning
University of Science & Technology–Faculty Engineers, Inc., ISSN 1041-2336, USA.

25 ‫ مجلد‬3 ‫العدد‬ ‫مجلة اتحاد الجامعات العربية للدراسات والبحوث الهندسية‬ ‫غادة محمد إسماعيل‬
2018 ‫عام‬
73

Design, Lund University, Lund Institute of of Architecture & Fine Art, Department of
Technology, Sweden, pp. 22-23, 25, 26, 228. Architectural Design, Norway, P. 59.
18.Takasolutions, 2015. Cleveland Clinic: Abu 15. Noé21, June 2012. Cooling Without Air
Dhabi, UAE. Time of Visiting Website at; Conditioners: Study on Alternatives,
6:15 pm, 17 April 2017. Available at: Noé21: the French Acronym for New
http://takasolutions.com/project/cleveland Economic Orientation for the 21st Century,
-clinic-abu-dhabi/ Independent NGO Specialized in Solutions
19. UNEP, 2007. Buildings and Climate to Climate Change, Switzerland, pp. 4, 5.
Change:Status,ChallengesandOpportunities, 16. Poirazis, Harris, 2004. Double Skin
United Nations Environment Programme, Façades for Office Buildings, Copyright
ISBN: 978-92-807-2795-1, UK, P. 51. Department of Construction & Architecture,
20. UNEP, 2007. UNEP Handbook for Division of Energy & Building Design.
Drafting Laws on Energy Efficiency and Lund University, Lund Institute of
Renewable Energy Resources, United Technology, Lund, Report EBD-R--04/3,
NationsEnvironmentProgramme,UK, P.63. Sweden, pp. 17, 35-36, 51, 56, 58-59.
21. Zhang, Tiantian & et al., 2016. The 17.Poirazis, Harris, 2006. Double Skin Façades,
Application of Air Layers in Building A Report of IEA SHC Task 34 ECBCS
Envelopes: A Review, Applied Energy Annex 43, Copyright by Harris Poirazis and
165 (2016) 707-734, ELSEVIER Ltd, Department of Architecture and Built
United Kingdome, pp. 712, 716. Environment, Division of Energy & Building

25 ‫ مجلد‬3 ‫العدد‬ ‫مجلة اتحاد الجامعات العربية للدراسات والبحوث الهندسية‬ ‫غادة محمد إسماعيل‬
2018 ‫عام‬
74

The Effect of Double Skin Façades on the Energy Efficency


Use in Buildings
"Application the Model of Double Skin Corridor Façade on the Virtual Office Building
in Baghdad"

Ghada M.Ismael Abdul-Razzaq Kamoona


Instructor Doctor
Engineering College – Baghdad University
Iraq

Abstract:
The Double Skin Façades are one of the most important strategies in
environmentally sustainable design, because of its ability to providing a high level of
performance, as well as providing natural ventilation and lighting in a passive manner
which contributes to achieving high efficiency of energy use within building spaces. Due
to the effectiveness of the Double Skin Façades in raising the efficiency of energy use in
buildings and with what this concept holds of rationalization of the electricity power
consumption, which mainly based on fossil fuels in the Iraqi urban environment with its
hot and arid climate, the Research Problem determdines as: "The lack of apparent
perception about the mechanism of applying the Double Skin Façades in the
contemporary Iraqi urban reality". Based on this, the Objective of the Research is:
"Application the Double Skin Façades in the contemporary Iraqi urban environment with
its hot arid climate, and demonstrate its effectiveness in achieving the concept of energy
efficiency in the building". The research included two parts. First: Theoretical Part,
which deals with the cognitive and conceptual framework of Double Skin Façades,
especially in buildings of hot arid regions. Second: Practical Part, which deals with
design a virtual model of multistorey office building in Baghdad in two cases. First one,
with a single skin southern façade, and the second one, with Double Skin Corridor
Façade, then calculates the energy efficiency in two cases by using computer software for
environmental performance. The research found the efficiency of application the Double
Skin Corridor Façade in the buildings of Baghdad city because of its high efficiency in
energy use.
Keyword: Double Skin Façades, Energy Efficiency, Corridor Façade, Air Cavity,
Environmentally Sustainable Architecture.

25 ‫ مجلد‬3 ‫العدد‬ ‫مجلة اتحاد الجامعات العربية للدراسات والبحوث الهندسية‬ ‫غادة محمد إسماعيل‬
2018 ‫عام‬

You might also like