Pubdoc 11 29743 792

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 5

‫اإلحساس واإلدراك واالنتباه‬

‫أوًال‪ :‬اإلحساس‪:‬‬
‫ـ معنى اإلحساس‪:‬ـ اإلحساس هو عملية التقاط أو تجميع للمعطيات الحسية التي‬
‫ترد إلى الجهاز العصبي المركزي من طريق أعضاء الحس المختلفة‪.‬‬
‫ـ األسس النفسية والعصبية لإلحساس‪:‬ـ‬
‫اإلحساس هو الخطوة التي تسبق اإلدراك‪ ،‬وهو األثر النفسي الذي ينشأ‬
‫مباشرة من انفعال حاسة‪ ،‬أو عضو حاسي‪ ،‬أو عبارة عن األثر النفسي الذي يحدث‬
‫في الجهاز العصبي نتيجة لمنبه أو مثير‪.‬‬
‫ومن هذا يتضح أن اإلحساس عملية فيزيقية‪ ،‬فسيولوجية‪ ،‬نفسية تتم على‬
‫مراحل ثالث‪:‬‬
‫‪ .1‬تصل التأثيرات الفيزيقية إلى عضو الحس الخارجي‪.‬‬
‫‪ .2‬وفي المرحلة الثانية وهي الفسيولوجية‪ ،‬ينفعل عضو الحس بهذه المؤثرات ثم‬
‫ينقل هذا التأثير بواسطة األعصاب الموردة إلى المراكز العصبية في قشرة المخ‪.‬‬
‫‪ .3‬وفي المرحلة النفسية يتحول التأثير الواصل للمركز العصبية في المخ إلى‬
‫شعور باإلحساس‪ ،‬لذا فسالمة أعضاء الحس شرط أساسي لعملية اإلحساس‪،‬‬
‫وبالتالي اإلدراك‪.‬‬
‫ـ الحواس الخمس‪:‬ـ‬
‫تصنف اإلحساسات الخاصة عادة إلى خمسة أصناف‪ ،‬اإلحساس البصري‬
‫والسمعي واللمسي والشمي والذوقي‪:‬‬
‫حاسة البصر‪:‬ـ تعد حاسة البصر من أكثر الحواس أهمية‪ ،‬إذ من خاللها يتمكن‬ ‫‪.1‬‬
‫الفرد من الحصول على معلومات كثيرة ومتنوعة عن خصائص األشياء‪،‬‬
‫فبوساطة هذه الحاسة يتمكن من التمييز األهل واألصدقاء واألخطار والقبح‬
‫والجمال‪. ...‬‬
‫حاسة السمع‪:‬ـ وتتجلى أهمية هذه الحاسة في عملية االتصال والتفاعل‬ ‫‪.2‬‬
‫االجتماعي إضافة إلى دورها الواضح في تزويدنا ببعض المعلومات عن‬
‫خصائص المثيرات المختلفة التي ال يمكن الحصول عليها عبر الحواس‬
‫األخرى‪.‬‬
‫حاسة اللمس‪:‬ـ تختلف حاسة اللمس عن بقية الحواس األخرى‪ ،‬إذ أن خاليا‬ ‫‪.3‬‬
‫اللمس المرتبطة بالسمع والبصر والشم والذوق تتركز في مناطق محددة من‬
‫الجسم‪ ،‬في حين أن خاليا الحسية اللمسية تنتشر في جميع أجزاء الجسم وال‬
‫سيما السطح الداخلي والخارجي للجسم‪.‬‬
‫حاسة الشم‪:‬ـ وتتم عملية الشم من خالل استقبال الخاليا الحسية الشمية للروائح‬ ‫‪.4‬‬
‫حيث تنتقل إلى السائل المخاطي في األنف إلى الخاليا العصبية في نهاية‬
‫عصب الشم على شكل نبضات عصبية بعدها تنتقل هذه النبضات إلى الفص‬
‫الصدغي من الدماغ من أجل تفسير هذه الروائح وإ صدار األوامر بشأنها‪.‬‬
‫حاسة الذوق ‪ :‬في الوقت الذي تعتبر فيه كل من حاسة اللمس والبصر والسمع‬ ‫‪.5‬‬
‫ذات طابع ميكانيكي‪ ،‬حيث تعمل مثل هذه الحواس على وفق آليات ميكانيكية‬
‫بحتة تعتمد بالدرجة األولى على الخصائص الفيزيائية للمثيرات التي يتم‬
‫التفاعل معها‪ ،‬فإن حاستي الذوق والشم تعمالن على وفق آلية كميائية‪ ،‬تتم إذابة‬
‫المشمومات والمذوقات في غشاء الفم واألنف‪ ،‬فعندما يدخل الطعام إلى داخل‬
‫الفم تبدأ الغدد المتخصصة بإفراز اللعاب حيث تذوب فيه هذه األطعمة‪.‬‬

‫ثانيًا اإلدراك‪:‬ــ‬
‫معنى اإلدراك‪:‬ـ اإلدراك هو " عملية تأويل اإلحساسات تأويًال عقليًا يزودنا بما في‬
‫عالمنا الخارجي من أشياء‪.‬‬
‫واإلدراك هو " العملية التي تتم بها معرفة الفرد لبيئته الخارجية التي يعيش‬
‫فيها ولحالته الداخلية"‪.‬‬
‫ـ األسس النفسية والعصبية لإلدراك‪:‬ـ‬
‫اإلدراك يعتمد على اإلحساس‪ ،‬ويستمد مقوماته من اإلحساسات التي ينقلها‬
‫الجهاز العصبي إلى المخ حيث تتم عملية اإلدراك‪ ،‬واإلنسان يستقبل الموضوعات‬
‫الخارجية‪ ،‬ويفهمها‪ ،‬يؤولها ويفسرها‪ ،‬من خالل خبراته السابقة ونضجه وميوله‬
‫وتكوين شخصيته وثقافته واتجاهاته‪.‬‬
‫فنحن ندرك األشياء تبعًا لشدة المثير الذي نحمله‪ ،‬وتلك الشدة تختلف من‬
‫فرد لفرد‪ ،‬ومن ثقافة لثقافة‪ ..‬إلخ‪ ،‬لذلك فعملية اإلدراك هذه رغم ارتباطها‬
‫باإلحساس إال أنها تعتمد اعتمادًا كبيرًا على الفروق الفردية وترتبط بها أيضًا‪.‬‬
‫لذلك فإنه ال يوجد إدراك من دون إحساس‪ ،‬ولكن يمكن أن يكون هنالك‬
‫إحساس من دون إدراك‪ .‬فاإلحساس هو استقبال مثيرات مختلفة‪ ،‬أما اإلدراك فهو‬
‫اإلحساس بكل ما فيه مضافًا إليه المعاني واألسباب والنتائج للشيء المدرك‪ ،‬أو‬
‫الذي أصبح مدركًا بعد أن كان محسوسًا‪ ،‬فاإلدراك يحتوي اإلحساس‪ ،‬واإلحساس‬
‫جزء من اإلدراك ومقدمة من مقدماته‪.‬‬

‫لذلك يمكن القول أن اإلدراك عبارة عن ‪:‬‬


‫‪ .1‬إحساس‪.‬‬
‫‪ .2‬تأويل لإلحساس في صور التجارب والخبرات السابقة‪ ،‬ويدخل ضمن عملية‬
‫التأويل التخيل والتذكر‪.‬‬
‫ـ أهمية اإلدراك‪:‬ـ ال تأتي أهمية اإلدراك من كونها تزود الفرد بمعلومات من عالمه‬
‫الخارجي والداخلي فقط‪ ،‬بل ألنها تحفظ حياته وتساعده على التكيف والتوافق فهي‬
‫التي توجه سلوك اإلنسان العملي نحو السواء وتجنب العوائق واألخطار التي تهدد‬
‫حياته‪ ،‬فال يستطيع مثًال للحصول على الطعام إال إذا أدرك األشيـاء الموجود في‬
‫بيته ترضى حاجته للطعام‪ ،‬كما أنه ال يستطيع التوافق االجتماعي والعيش بهدوء‬
‫وأمان مع اآلخرين إال إذا أدرك رغباتهم واتجاهاتهم وشعورهم‪.‬‬
‫يضاف إلى هذا أن عملية أساسية في جميع العمليات العقلية األخرى‪ :‬من‬
‫تعلم وتذكر وتفكير‪ ..‬فال يستطيع الفرد أن يتعلم شيئًا أو يحفظه أو يفكر به إال إذا‬
‫عرفه وأدركه‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬االنتباه‪:‬‬
‫االنتباه‪ :‬يعد االنتباه عملية حيوية تكمن أهميتها في كونها أحد المتطلبات الرئيسة‬
‫للعديد من العمليات العقلية كاإلدراك والتذكر والتعلم‪ ،‬فبدون هذِه العملية ربما ال‬
‫يكون إدراك الفرد لما يدور حوله واضحًا وجليًا‪ ،‬وقد يواجه صعوبة عملية التذكر‪.‬‬
‫ـ معنى االنتباه‪:‬ـ هو عملية توجيه الذهن إلى شيء ما‪ ،‬واالنتباه هو مرحلة‬
‫تحضيرية لعملية اإلدراك‪ ،‬وكل إدراك ال بد له من انتباه‪ ،‬فمن ال ينتبه لشيء‬
‫بطبيعة الحال سوف ال يدركه‪.‬‬
‫واالنتباه هو تركيز النشاط‪ ،‬أو حصر الذهن‪ ،‬أو توجيه الشعور أو شحذ الحواس‪،‬‬
‫نحو شيء ما‪.‬‬
‫ـ العوامل المؤثرة في االنتباه ( العوامل الداخلية والخارجية)‪:‬ـ‬
‫أوًال‪ :‬العوامل الداخلية الذاتية‪:‬ـ‬
‫الدوافع‪ :‬تلعب الدوافع والميول والحاجات دورًا في توجيه انتباه الفرد نحو‬ ‫‪.1‬‬
‫مثيرات معينة‪ .‬مثال ‪ :‬اهتمام طالب الثانوية العامة بالبرامج التعليمية‪.‬‬
‫التأهب‪ :‬أي توقع الشخص حدوث شيء ما‪ .‬مثال‪ :‬توقع وصول صديق يؤدي‬ ‫‪.2‬‬
‫إلى االنتباه لدق الباب‪.‬‬
‫التعود‪ :‬أي تعود الفرد على استجابة معينة لبعض المثيرات‪ ،‬مثال‪ :‬سماع جملة‬ ‫‪.3‬‬
‫عربية في أثناء عرض فيلم أجنبي أو هندي‪.‬‬
‫الراحة‪ :‬الشخص المرتاح أكثر انتباها من المرهق‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫ثانيًا‪ :‬العوامل الخارجية الموضوعية‪:‬‬
‫حيث تسترعي المنبهات الجديدة أو المتحركة االنتباه أكثر من المثيرات‬
‫الثابتة أو الرتيبة‪.‬‬
‫طبيعة المثير‪ :‬مثال ذلك النقطة السوداء على صفحة بيضاء تجذب االنتباه‪ ،‬في‬ ‫‪.1‬‬
‫حين ال يعود لها قيمة إذا كانت على صفحة سوداء‪.‬‬
‫تغير المثير‪ :‬المثير المتغير يجذب االنتباه أكثر من المتكرر‪ .‬مثال ذلك تغيير‬ ‫‪.2‬‬
‫صوت المدرس في أثناء الشرح‪.‬‬
‫موضع المثير‪ :‬وجود المثير أمام العين يجذب االنتباه أكثر من المرتفع أو‬ ‫‪.3‬‬
‫المنخفض عن العين " الصفحة األولى أكثر جذبًا لالنتباه "‪.‬‬
‫حركة المثير‪ :‬المثير المتحرك أكثر لفتًا لالنتباه من الثابت‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫شدة المثير ‪ :‬من المعروف أن األلوان الزاهية أو الروائح النفاذة تجلب االنتباه‬ ‫‪.5‬‬
‫عند اإلنسان أكثر من األلوان القاتمة والروائح غير النفاذة‪.‬‬
‫أنواع االنتباه‪:‬ـ‬
‫يمكن تقسيم االنتباه على األقسام اآلتية‪:‬ـ‬
‫‪ .1‬االنتباه القسري‪:‬ـ ويعني أن الفرد يوجه انتباهه إلى المثير رغم إرادته‪ ،‬فالفرد‬
‫عادة ينتبه رغم إرادته إلى األصوات القوية كصوت االنفجار أو الخطر كالكهرباء‬
‫أو التي تحدث فجأة كتسليط ضوء عاٍل على عينيه أو عندما يحصل ألم مفاجئ في‬
‫جسمه أو غيره ذلك‪.‬‬
‫‪ .2‬االنتباه التلقائي‪:‬ـ اإلنسان في العادة ينتبه إلى األشياء التي تقع ضمن اهتمامه‬
‫وميوله فالموسيقار مثًال ينتبه إلى ترتيب النغمات التي تصدر عن غيره‪ ،‬لذا هذا‬
‫النوع من االنتباه ال يبذل فيها الفرد جهدًا ألنه ُيذكر ألنه ضمن اهتمامه وميوله‪.‬‬
‫‪ .3‬االنتباه اإلرادي‪:‬ـ يقصد باالنتباه اإلرادي أن يوجه الفرد انتباهه إلى شيء أو‬
‫موضوع ما مثل االنتباه إلى محاضرة قد ال يكون راغبًا في االنتباه إليها‪ ،‬لذا إنه‬
‫يشعر بالملل والسأم ويبذل في ذلك االنتباه جهدًا قد يشرد ذهنه خالله كثيرًا‪.‬‬
‫ـ مشتتات االنتباه‪:‬ـ‬
‫تشتيت االنتباه معناه شرود الذهن عن متابعة المثيرات المطلوبة‪ ،‬ويشتكي‬
‫عديد من الناس ـ وباألخص الطلبة ـ من تشتت االنتباه وشرود الذهن‪ .‬وقد يرجع‬
‫إلى عوامل جسمية مثل التعب الجسمي أو عدم النوم لساعات طويلة أو ضعف‬
‫التغذية أو اضطراب في الجهاز الهضمي أو الدوري أو التنفسي‪ .‬كما قد يرجع‬
‫تشتت االنتباه إلى عوامل نفسية مثل عدم الميل إلى مادة معينة أو صعوبة هذه‬
‫المادة بما يتجاوز ذكاء الطالب وقدرته أو تسلط بعض األفكار القهرية الوسواسية‬
‫عليه إلى غير ذلك‪ .‬وقد يرجع التشتت إلى عوامل اجتماعية مثل التصدع األسري‬
‫والشقاق العائلي بحيث ينشغل الطالب عن التهيؤ للدروس‪ .‬وقد يرجع إلى عوامل‬
‫فيزيقية مثل سوء التهوية وارتفاع درجة الحرارة أو البرودة أو زيادة الرطوبة أو‬
‫الضوضاء‪.‬‬

You might also like