Professional Documents
Culture Documents
693
693
أثر العالقة ما بين املكلفين بالضريبة وادارة الضرائب على مردودية الضريبة
ظلمات اجلهل.
واعرتافا ابجلميل يسعدان ويشرفنا أن نتقدم جبزيل الشكر و العرفان إىل كل من أعاننا يف إجناز هذا العمل املتواضع
كما نشكر كل من قدم لنا معروف " لوجه هللا ...إىل كل هؤوالء ألف شكر وتقدير وجزاكم هللا عنا ألف خري
إلى من كلله هللا بالهيبة والوقـار ..إلى من علمني العطاء بدون انتظار ..إلى من أحمل اسمه بكل افتخار ..
إلى بسمة حياتي و سر وجودي ..إلى معنى الحب و الحنان و التفـاني ..إلى من كان دعائها سر نجاحي إلى أغلى الحبايب ..
زوجي العزيز وبناتي الاء و انفال وفي الاخير أهدي تحياتي الطيبة الى صديقتي واختي حورية وكل من رافقوني في مشواري
الدراس ي و قاموا يساعدتي على انجاز هذه املذكرة الاستاذ "ابراهيمي عمر"
شكرا جزيال
الفهرس
إلاهداء
تشكرات
10 املقدمة العامة
53-70 الفصل ألاول :مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب
10 تمهيد
10 املبحث ألاول :ماهية الضريبة
10 املطلب ألاول :مفهوم الضريبة وخصائصها
01 املطلب الثاني :قواعد الضريبة وأهدافها
01 املطلب الثالث :تصنيفات الضرائب
16 املبحث الثاني :مكلف بالضريبة
16 املطلب ألاول :مفهوم املكلف بالضريبة
17 املطلب الثاني :حقوق و ضمانات املكلف
19 املطلب الثالث :الالتزامات التي تقع علي املكلف
24 املبحث الثالث :إلادارة الضريبية
24 املطلب ألاول :ماهية إلادارة الضريبية ،مقوماتها ،و شروط عملها
26 املطلب الثاني :سلطات والتزامات الضريبة
31 املطلب الثالث :مركز الضرائب ومصلحة الرئيسية للتسيير
53 خالصة الفصل
26-50 الفصل الثاني العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها
50 تمهيد
50 املبحث ألاول :مدخل إلى العالقة الضريبية
50 املطلب ألاول :طبيعة العالقة بين املكلف بالضريبة وإلادارة الضريبية
21 املطلب الثاني :نظرة املكلف بالضريبة إلى إدارة الضرائب و الضرائب
22 املطلب الثالث :تعزيز الثقة بين املكلف وإلادارة الضريبية
24 املبحث الثاني :التحصيل الضريبي
24 املطلب ألاول :ماهية التحصيل الضريبي
20 املطلب الثاني :إجراءات التحصيل الضريبي
30 املطلب الثالث :ضمانات التحصيل الضريبي
53 املبحث الثالث :العوامل املؤثرة على املردودية
53 املطلب ألاول :عوامل متعلقة باملكلف بالضريبة
56 املطلب الثاني :عوامل متعلقة بالنظام الضريبي و إلادارة الضريبية
I
59 املطلب الثالث :آثار وطرق التهرب الضريبي
41 الخالصة الفصل
83-26 الفصل الثالث دراسة ميدانية ملركزالضرائب لوالية مستغانم
42 تمهيد
43 املبحث ألاول :تقديم مركز الضرائب لوالية مستغانم
43 املطلب ألاول :التعريف والدور الجبائي بمركز الضرائب لوالية مستغانم
40 املطلب الثاني :الهيكل التنظيمي ملركز الضرائب لوالية مستغانم
40 املبحث الثاني :الدراسة امليدانية في طرق الرقابة الجبائية
40 املطلب ألاول :املرحلة التحضيرية
01 املطلب الثاني :املرحلة امليدانية
78 املطلب الثالث :املرحلة الختامية
79 املبحث الثالث :تحليل و تفسير النتائج
79 املطلب ألاول :التحكم في أدوات التدقيق في إطار الرقابة الجبائية
81 املطلب الثاني :فحص محاسبة املكلف من حيث الشكل في إطار الرقابة الجبائية
82 املطلب الثالث :فحص محاسبة املكلف من حيث املضمون في إطار الرقابة الجبائية
85 الخ ــاتمة العــامة
88 قائمة املراجع
II
قائمة الجدوال
قائمة ألاشكال
III
املقدمة العامة
املقدمة العامة
لقد احتلت الضرائب بشكل عام مركزا مميزا باعتبارها احدي ألادوات الهامة فالضريبة كانت وال تزال
الوسيلة الرئيسية التي تحقق أهداف الدولة فهي تعتبر من مصادر التمويل ألاساسية لألنشطة ونفقات الدولة
وتلعب دورا مهما في الاقتصاد الوطني فهي السبب ألاساس ي لتمويل نفقات الدولة وهي أيضا وسيلة فعالة تمكنها
من التدخل في الحياة الاقتصادية و الاجتماعية.
و انطالقا من تلك ألاهمية تسعي إلادارة الضريبة و التي هي احدي إدارات الدولة إلى تحقيق الهدف
ألاساس ي وهو تطبيق القانون الضريبي و تحقيق اكبر قدر ممكن من إلارادات للخزينة من خالل تطبيق نصوص
القانون الضريبي وتسعي دائما إلى تطوير و استخدام كل الوسائل التي من شأنها مد أواصر التعاون والتعامل
والتي تجعل املكلف بالضريبة يقبل على القيام بالتزاماته الضريبية وذلك من خالل تعريف دافعي الضرائب
بالحقوق والواجبات القانونية املفروضة عليهم و هدا ما يعرف بالوعي الضريبي.
فالضريبة يمكن تعريفها بأنها أداة مالية يتم بموجبها تحويل املوارد من الاستخدام العام فهي أداة تقطع
جزءا من دخول وثروات آلاخرين وتقوم بتحويله إلى الدولة لتحقيق أغراضها وإشباع الحاجات العامة و قد تعرف
بأنها مبلغ من النقود يدفعه ألافراد سواء كانوا طبيعيين أو معنويين جبرا إلى الدولة لتغطية النفقات العامة دون
أن يكون هناك مقابل لها.
إذن نالحظ أن العالقة الضريبية تتكون عادة من طرفين هما املكلف و إلادارة الضريبية حيت يكون
املكلف مطالب و مدين وملتزم بدفع الضرائب أما الطرف الثاني من هده العالقة أال وهو إلادارة الضريبية فهو
الذي يطلب ويفحص ويراقب وينفد ويمكن القول انه إذا ما وجد ألاشخاص في أي نظام فال بد أن يكون هناك
طرف ضعيف و آخر قوي ،أو أن يكون هناك تعادل في القوانين ،و لكن إدا ما تحددت هده العالقة جبرا أو قهرا،
فال بد أن تنفي عالقة التعادل و يصبح أحد الطرفين هو ألاقوى و ألاخر هو ألاضعف و في هده الحالة نجد إن
املكلف هو الطرف الضعيف ألنه يكون دائما ملزما و مطالبا بدفع املبالغ الضريبية املستحقة عليه و إذا ما تواني
أو أخل بهذا الالتزام فإنه يتعرض للجزاءات والعقوبات حتى يقوم بدفع ما أستحق عليه من ضرائب أما إلادارة
الضريبية فهي الطرف ألاقوى حيت أنها هي املعينة بتطبيق وتنفيذ القوانين الضريبية نظرا ملا تمتلكه من حقوق
وسلطات خولها لها القانون.
وعليه ،ومع توسع نطاق و أنواع الضرائب نتج عنه ظاهرة خطيرة سميت بالتهرب الضريبي وهو العمل على
عدم الالتزام بها كليا أو جزئيا أو التهرب من دفعها بعد استحقاقها فهده ألاخيرة أصبحتتهدد اقتصاديات الدول
وتحايل املكلفين بالضريبة على إلادارة مستخدمين في ذلك طرق وأساليب عديدة فهدا يحول دون تحقيق
الدولة ألهدافها و سياساتها الاقتصادية الاجتماعية .لدا تسعي ملعالجة هده الظاهرة بتجنيد كل من طاقاتها
1
املقدمة العامة
وإمكانياتها املالية و البشرية ،حيت أن إلادارة تعمل على املراقبة املستمرة من أجل تنمية الوعي الضريبي لدي
املكلف و كذلك تحسين العالقة بينه و بين إلادارة إضافة إلى تبسيط إجراءات التحصيل و ضرورة توفر الكفاءة
و ألامانة لدي القرارات إلادارية.
لدراسة العالقة بين املكلف و إلادارة الضريبية و أثرها على املرد ودية البد من تعريف كل من املكلف
وإلادارة الضريبية والتحصيل الضريبي حيت أن حجم التحصيل يتعلق بنسبة ما تم تحصيله من الضرائب التي
تتوقف على طبيعة العالقة التي تنشأ بين املكلف من جهة وإلادارة الضريبية من جهة أخري.
ونالحظ أن موضوع العالقة بين املكلف و إلادارة الضريبية يحظي بأهمية خاصة ملا لهده العالقة من تأثير
على الخزينة العامة وألن املوازنة الحكومية تستخدم ألاساس النقدي الذي يقوم علي قياس ما ثم تحصيله فعال
في السنة املالية وليس ما تم تقديره على املكلفين.
جاء هذا البحت ملحاولة الكشف عن تأثير العالقة بين املكلف و إدارة الضرائب و أثرها على مرد ودية
الضريبة في زيادة املبالغ الضريبة املحصلة و تحقيق الاستقرار الاقتصادي في املجتمع ودفع العجلة الاقتصادية
إلي ألامام.
-إشكالية البحت:
مما سبق طرحه ،وفي ظل الظروف و املتغيرات و لتحقيق أهداف الدراسة ،قمن بطرح إشكالية دراستنا عن طريق
طرح السؤال الجوهري التالي:
إلي أي مدي يمكن أن تساهم العالقة الضريبية ما بين املكلف و إلادارة الضريبية في التأثير على مردودية
الخزينة ؟
-فرضيات البحت:
2
املقدمة العامة
من أجل إلاجابة عن إشكالية هذا البحث قمنا بصياغة الفرضيتين التاليتين:
إن تحديد العالقة مابين املكلف و إلادارة الضريبية من أهم املوضوعات الضريبية و أكترها حساسية و
ذلك من خالل معرفة حقوق وواجبات و التزامات كل من املكلف و إدارة الضرائب حيت يقتض ي أن نهتم بطرفي
العالقة الضريبية ملا لها من تأثير علي املر دودية ،بحيث كلما كانت هده العالقة واضحة و قائمة على التوازن كلما
كانت الحصيلة كبيرة و العكس صحيح.
فاملكلف يري في إلادارة الضريبية دور السلطة أو القوة العمومية الجابية ،و يري أنها تغتصبه في أمواله وفي
حقوقه وفي املقابل تري إلادارة الضريبية أن املكلف يخالف القانون من أجل التهرب و تعظيم أرباحه.
كما تعتبر الامتيازات املمنوحة لإلدارة الضريبية وسيلة لتحقيق غاية مهمة وهي املحافظة على حقوق
الخزينة ورعاية مصالحها حتى تنهض باألعباء امللقاة على عاتقها،كما أنها ضمانة لجمع كل مال الدولة لدي الغير.
أما بالنسبة للمكلف فقد منح له املشرع ضمانات تكفله للحفاظ على حقوقه في حالة استعمال إلادارة
المتيازاتها بطريقة تعسفية.
و من أجل ذلك عملت مدونة الضرائب على تأطير هده العالقة و أصبح كل طرف على علم و دراية
بحقوقه وواجباته.
أسباب اختيارالبحت:
من البديهي أن كل باحث أراد الخوض في دراسة ما ،له أسباب و دوافع تجعله يتمسك بموضوع بحثه منها ما هو
ذاتي و منها ما هو موضوعي ومن ألاسباب التي جعلتنا نختار هذا املوضوع دون غيره هو:
3
املقدمة العامة
-أهمية املوضوع باعتبار أن نوعية العالقة الضريبية تعبر عن مستوي التزام املكلفين تجاهها بأداء
ضرائبهم.
-كما أن اختيار املوضوع ليس وليد الصدفة فقد سبق و أن تناولنا مسألة الضرائب أثناء مسار
دراستنا الجامعية حيت تم الوقوف من خاللها على أهم جوانب الضريبة.
أهداف البحث:
إذا كان من أسباب دراسة أي موضوع هو الوصول إلى أهداف معينة ،فإن هده الدراسةدف إلى تحقيق ألاهداف
التالية:
-صعوبة الحصول علي املراجع ذات الصلة باملوضوع ،وقلتها على مستوى املكتبات الجامعية ،وخاصة
مكتبة املركز الجامعي.
-صعوبة الحصول على املعلومات و إلاحصائيات من مركز الضرائب بتعدد الحجج منها السر املنهي
حدود الدراسة:
ركزت هده الدراسة في جانبها املوضوعي على إعطاء مفاهيم حول كل من املكلف بالضريبة و إلادارة الضريبية،
وتوضيح العالقة بينهما ،من خالل تحسين و توضيح العالقة الضريبية التي لها أثر فعال على حصيلة الضرائب و
مردوديتها حيت كان محل الدراسة مركز الضرائب لوالية مستغانم
أما عن البعد الزماني فقد كانت الدراسة متعلقة بالفترة الزمنية من شهر مارس إلى شهر جوان9102
-املنهج املتبع:
4
املقدمة العامة
من أجل إلاجابة على إلاشكالية و اختيار صحة الفرضيات تم الاعتماد على املنهج الوصفي وذلك
باستعراض املفاهيم ألاساسية سواء تعلقت بالضريبة ،و املكلف الضريبي و إلادارة الضريبية.
و كذلك املنهج إلاستقرائي حيث تم استخدام ألاسلوب التحليلي لدراسة تطبيقية للبحث و املتمثلة في
دراسة حالة بمركز الضرائب لوالية مستغانم.
5
الفصل ألاول:
مفاهيم ألاساسية حول
الضرائب واملكلف وإدارة
الضرائب
مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب الفصل ألاول:
تمهيد
تعد الضرائب من أهم مصادر الايرادات العامة للدولة فهي التي تقوم بتوفير املوارد الضرورية التي
تحتاجها ملواجهة نفقاتها و أعبائها خاصة مع التطور السريع الذي يشهده العالم و التغيير املستمر الذي
يشهده القانون الضريبي باإلضافة إلى التعقيد ،وما يترتب عن ذلك من صعوبة في التفسير و التطبيق،
وبالتالي جهل امللزمين في كثير من ألاحيان بها لذلك تسعى إلادارة الضريبية لتوعية املكلف و محاولة
تبسيطها للقوانين الضريبية و ذلك لضرورة مشاركته في أعباء الدولة و ذلك من خالل دفعه للضرائب
املفروضة عليه في ألاوقات و ألاساليب املحددة قانونا .
من هذا املنطلق و بغية معرفة جوهر هدا النظام ارتأينا تقسيم هذا الفصل إلى املباحث التالية:
7
مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب الفصل ألاول:
تعتبر الضرائب مصدرا من مصادر إلايرادات العامة للدولة ،وهي من أهم أدوات السياسة املالية التي
تستخدمها للتأثير على النشاط الاقتصادي بهدف تحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية وسنتناول في هذا املبحث
تعريف الضريبة وقواعدها ،أهدافها باإلضافة إلى تصنيفاتها.
التعريف ألاول :الضريبة استقطاع نقدي تفرضه السلطات العامة على ألاشخاص الطبيعيين الاعتباريين وفقا
لقدراتهم التكلفية بطريقة نهائية وبال مقابل قصد تغطية ألاعباء العامة بتدخل الدولة.1
التعريف الثاني :هي اقتطاع نقدي جبري نهائي يتحمله املكلف ويقوم بدفعه بال مقابل وفقا ملقدرته على الدفع
ومساهمته في ألاعباء العامة أو لتدخل الدولة لتحقيق أهداف معينة.2
التعريف الثالث :هي استقطاع سيادي عن طريق السلطات العامة لتحقيق أهداف عامة وتوزيع عبئها حسب
الطاقة الضريبية للمواطن.3
التعريف الرابع :هي تحويالت إجبارية يتلقاها قطاع الحكومة العامة وتشمل الضرائب على الرسوم التي ال
تتناسب على إلاطالق مع تكاليف تقديم الخدمة ،ولكن تستبعد املساهمات إلاجتماعية والغرامات والجزاءات.4
الضريبة فريضة نقدية يجبر ألافراد على أدائها للسلطات العامة بصفة نهائية دون مقابل معين وفقا لقواعد
مقدرة بقصد تحقيق منفعة أو مصلحة عامة.
1
خالد شحاد الخطيب ،أسس املالية العامة ،دار وائل للنشر والتوزيع ،الطبعة الثانية ،عمان ألاردن ،ص .146– 541
2
محمود حسين الوادي ،مبادئ املالية العامة ،دار املسيرة للنشر والتوزيع ،الطبعة ألاولى ،عمان ألاردن ،2007 ،ص.61
3
أعاد محمود القيس ي ،املالية العامة والتشريع الضريبي ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،الطبعة ألاولى ،ألاردن ، 2008،ص .124
4
عبد املجيد قدي ،دراسات في علم الضرائب ،دار جرير للنشر والتوزيع ،الطبعة ألاولى ،عمان ،ألاردن ، 2011،ص .25
8
مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب الفصل ألاول:
من خالل هذه التعاريف يتضح أن للضريبة خصائص نذكرها فيما يلي :
ويقصد بها أنها استقطاع نقدي من ثروة أو دخل ألاشخاص الطبيعيين أو املعنويين وبما أنها فريضة نقدية
فإن ما يتم جبايته من ألافراد يجب أن يأخذ صفة النقد خالفا للنظم الضريبية السابقة التي كانت تفرض
وتحصل في شكل عيني .5
أي تدفع بصفة إلزامية إجبارية من قبل ألافراد وذلك لإلنفراد الدولة عن طريق القانون الجبائي بتحديد طرق
الربط والتحصيل وإجراءات املتابعات واملنازعات.6
أي أن دافع الضريبة ال يعرف مقدار وال طبيعة املنفعة التي ستعود عليه من خالل النفع العام الذي تحققه
الضريبة ،وبهذا مقابل خاص يعود على دافع الضريبة.7
أي أنها غير قابلة لالسترداد فهي ليست أمانة أو وديعة يستردها صاحبها فيما بعد ،بمعنى أن الدولة ال
تلتزم برد قيمتها لهم وبدفع آية فوائد عنها لذلك تختلف الضريبة عن القرض العام التي تلتزم الدولة برده
إلى املتتبين فيه كما تلتزم بدفع فوائد عن قيمة القرض.8
تكون إلزاما شخصيا يكون شامال ويطبق على جميع ألافراد الذين تتوفر فيهم شروط فرض الضريبة في الدولة
سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا،حسب التبعية الاقتصادية وليس حسب التبعية السياسية أو إلاقليمية.9
5
عبد الحميد دمحم القاض ي ،مبادئ املالية العامة ،دار جامعة املصرية ،مصر ،1974،ص 6 4
6
سوزي عدلي ناشد ،املالية العامة ،منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان ، 2003،ص. 551
7
محمود حسين الوداي ،مرجع سبق ذكره ،ص 51
8
زينب حسين عوض هللا ،املبادئ العامة ،الدار الجامعية للنشر والتوزيع ،بيروت ،1998،ص .521
9
حميد بوزيدة ،جباية املؤسسة ،ديوان املطبوعات الجامعية ،الطبعة الثانية ،الجزائر ،2007،ص . 8
9
مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب الفصل ألاول:
ونعني بها تلك ألاسس و الاعتبارات التي يجب مراعاتها عند فرض الضريبة وتهدف هذه القواعد إلى التوفيق
بين مصلحتي الدولة واملكلفين ومن بين أهم هذه القواعد نذكر :
-1قاعدة العدالة
أن يساهم كل فرد في تغطية النفقات العامة ويقصد بالعدالة أن يوزع العبء املالي على أفراد املجتمع كل
حسب مقدرته ،أي مراعاة تحقيق العدالة في توزيع ألاعباء العامة بين ألافراد.
-2قاعدة اليقين
أن تكون الضريبة محددة بوضوح من حيث أسس حسابها وميعاد الوفاء بها والهدف من ذلك هو حماية دافع
الضريبة من التعسف املمكن حدوثه من موظفين إلادارة الضريبية.10
يعني أن يكون إلانفاق الذي يتم بشكل تكاليف لتحصيل الضرائب بأدنى قدر ممكن وبحيث تكون حصيلة
إلايرادات الضريبية التي تدخل في خزينة الدولة أكبر ما يكون ،وإال أصبح فرضها عديم ألاهمية عندما تصبح
التكاليف الجبائية أكثر من حصيلتها.11
-4مبدأ املالئمة
يجب أن تحصل كل الضرائب في الفترة وحسب النمط الذي يمكن أن نراه ألاكثر مالئمة في جباية الضرائب
أي يجب أن تكون موعد دفع الضريبة من ممول إلى الخزينة العمومية بتالئم مع موعد تحقق الوعاء الخاضع
للضريبة.
-5قاعدة الثبات
أن ال تتغير حصيلة الضرائب تبعا للتغيرات التي تطرأ على الحياة الاقتصادية خصوصا أوقات الكساد وذلك
أن حصيلة الضريبة تزداد عادة في أوقات الرخاء بسبب ازدياد الدخول وإلانتاج والعكس في أوقات الكساد مما
يعرض السلطات العامة ملضايقات مالية كبيرة بالنسبة ملسؤولياتها التي تزداد في هذه ألاوقات.12
10
فليح حسن خلف ،املالية العامة ،علم الكتب الحديث للنشر والتوزيع ،ألاردن ،2008،ص .181
11
عبد املنعم فوزي ،املالية العامة والسياسات املالية ،دار النهضة العربية ،بيروت ،1995،ص .51
12
خالد شحادة الخطيب ،مرجع سبق ذكره ،ص. 581
10
مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب الفصل ألاول:
تصبوا الضريبة في أي مجتمع إلى تحقيق الاستقرار والتنوع من خالل مجموعة من ألاهداف في املجال املالي،
الاقتصادي ،الاجتماعي والسياس ي.
-1ألاهداف املالية
يعتبر من ألاهداف الرئيسية والهامة للضريبة حيث تمثل مصدر داخلي دائم من إيرادات الدولة لتمويل
خزينتها وتضمن لها الوفاء بالتزاماتها اتجاه إلانفاق العام كتمويل إلانفاق على الخدمات وعلى استثمارات إلادارة
الحكومية.
-2ألاهداف الاقتصادية
يقصد بها أن الضريبة تستخدم بهدف الوصول إلى حالة الاستقرار الاقتصادي غير مشوب بالتضخم أو
الانكماش وأصبحت في إطار الدولة الحديثة أداة للتأثير في ألاوضاع الاقتصادية وتحقيق الاستقرار الاقتصادي،
ويمكن إيجاز أهم ألاهداف الاقتصادية فيما يلي :
-تشجيع بعض أنواع املشروعات العتبارات معينة فتعفيها من الضرائب كليا أو جزئيا.
-حماية الصناعات الوطنية ومعالجة العجز في ميزان املدفوعات ويتم ذلك بفرض ضرائب جمركية مرتفعة
على الاستيراد من الخارج وبإعفاء الصادرات من الضرائب كليا أو جزئيا.
-تخفيض معدل الضريبة على ألارباح املعاد استثمارها من أجل توسيع الاستثمار.13
-3ألاهداف الاجتماعية
-تخفيف حدة التفاوت بين الدخول والثروات املرتفعة ،وذلك بأن تعتمد الدولة على زيادة الضرائب على
أصحاب الدخول والثروات املرتفعة ثم إعادة توزيع حصيلتها على أصحاب الدخول املنخفضة.
-املحافظة على إمكانية اقتناء بعض السلع ذات الاستهالك الواسع بفرض ضرائب منخفضة على سلع
13
حميد بوزيدة ،مرجع سبق ذكره ،ص ص51 –52
11
مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب الفصل ألاول:
-الحفاظ على الصحة العمومية وذلك بفرض ضرائب مرتفعة املعدل على بعض السلع التي ينتج عنها
14
أضرار صحية كاملشروابت الكحولية ،والتبغ .
-4ألاهداف السياسية
تستخدم الضرائب لتحقيق سياسة لحساب طبقة على حساب طبقة أخرى ،أو لتسهيل التجارة مع بعض
الدول أو لحد منها وذلك عن طريق خفض الضرائب الجمركية على الواردات وحتى إلاعفاء منها أو رفعها في حالة
الرغبة في الحد من التجارة معها ،كما هو الحال في الحروب التجارية بين البلدان املتقدمة (اليابان ،والواليات
املتحدة ألامريكية(.
يقصد بوعاء املادة التي تفرض وتقوم عليها الضريبة بما يقتض ي تقسيم وتصنيف الضرائب على أساسه إلى
الضريبة الوحيدة والضرائب املتعددة.
-1-1الضريبة الوحيدة
بمقتضاها ال تفرض إال ضريبة واحدة على الشخص وهي تتسم بالبساطة والعدالة وسهولة أدائها
واقتضائها أي فرض ضريبة موحدة على الدخل املتولد على مختلف املصادر بعد حكم جميع التكاليف الالزمة
للحصول على الدخل.15
-2-1الضرائب املتعددة
هي السائدة في النظم التي تأخذ بأكثر من ضريبة سعيا إلى تخفيف عبء كل ضريبة على حدة،
الختالف مواعيد استحقاقها وهو ما يعمل على ارتفاع حصيلتها وهذه الضرائب ،تمس أوعية متعددة وتعدد هذه
الضرائب يؤدي إلى قيام كل ضريبة بتصحيح عيوب الضرائب ألاخرى وأن املكلف الذي يستطيع التهرب من أحد
أنواع الضرائب يقع تحت طائلة أخرى.16
14
زينب حسين عوض هللا ،مرجع سبق ذكره ،ص ص525 –528
15
حميد بوزيدة ،مرجع سبق ذكره ،ص58
16
عبد املجيد قدي ،دراسات في علم الضرائب ،دار جرير للنشر والتوزيع ،الطبعة ألاولى ،ألاردن ،2011،ص ص.37-16
12
مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب الفصل ألاول:
يقصد بالواقعة املنشئة للضريبة أن إلالتزام بالضريبة ينشأ بمجرد توافر تلك الظروف املوضوعية
والشخصية التي تؤدي إلى ظهور إلالتزام بالضريبة وطبقا لهذا املعيار 17نميز بين الضرائب املباشرة املتمثلة في
الضرائب على رأس املال والضرائب على الدخل ،بينما الضرائب الغير مباشرة تمثلت في معيار تحمل العبء في
الضرائب على الاستهالك وطبقا ملعيار تحمل العبء الضريبي هناك ضرائب مباشرة التي تمثلت في الضرائب على
رأس املال والضريبة على الدخل أما الضرائب الغير املباشرة تتمثل في الضرائب على الاستهالك والضرائب على
التداول.
ويقصد برأس املال من الناحية القانونية ما يملكه الشخص من أموال وقيم في زمن ما بغض النظر عن
طبيعتها :عقارات ،أدوات إلانتاج ،أسهم.
ولتحديد رأس املال من الناحية الضريبية يجب حصر وبعد جرد تقويم أصول وخصوم املكلف بالضريبة
ومن أهم أشكال وصور الضريبة على رأس املالي ما يلي: 18
-1-1-2الضريبة على عملية وو اقعية امتالك رأس املال :كاألسهم ،السندات ،العقارات.
-2-1-2الضريبة على زيادة قيمة رأس املال :وتفرض ألسباب خارجة عن صاحبه ألنها ترجع إلى
ظروف أخرى (ألاشغال العامة ) وتعرف بضريبة التحسين (إتاوة التحسين(.
-3-1-2ضريبة التركات :وتقوم على انتقال رأس املال املستوى إلى ورثته أو املوص ى لهم وهناك نوعان
لضريبة التركات هما :
– الضريبة على مجموعة التركة :وهي تفرض على مجموع التركة الصافي أي بعد خصم ديونها حيث ال تركة
إال بعد تسديد الديون.
– الضريبة على نصيب الوارث :حيث تفرض على نصيب كل واحد من الورثة.
والتي تتولد عن واقعة تحقق الدخل ويفهم من الدخل كل ما يحصل عليه الشخص من إيراد مقابل السلع
التي ينتجها أو لخدمة التي يقدمها وبذلك تكون مصادر الدخل ألاساسية هي :العمل ،رأس املال أو لعمل ورأس
املال معا 19وتقدر على أساس ما يحققه املكلف من عناصر خاضعة لضريبة خالل فترة زمنية سواء كانت شهرا أو
سنة وهذه الضريبة إما تكون ضريبة نوعية على الرواتب وألاجور وكذا ألارباح التجارية والصناعية أو تكون
ضريبة عامة على مجموع عناصر دخل املكلف على اختالف أنواعها ومصادرها ومن أهم عناصر التشخيص
17
حميد بوزيدة ،مرجع سبق ذكره ،ص .21
18
سوزي عدلي ناشد ،مرجع سبق ذكره ،ص ص565 –565
19
محمود عباس محرزي ،اقتصاديات الجباية والضرائب ،دار هومة للنشر والتوزيع ،الطبعة الثانية ،الجزائر ،2003،ص. 85
13
مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب الفصل ألاول:
الضريبي إعفاء حد أدنى من الدخول التي تتناسب مع النفقات الضرورية للمعيشة كما أن هناك إعفاء أخر
يقابل أألعباء العائلية ثم إن التصاعد في معدا ت الضريبة هو أحد عناصر التشخيص الضريبي.20
هذه الضرائب من نتاج واقعة الاستهالك التي مفادها أن الالتزام بدفع الضريبة تنشأ بمجرد شراء السلعة،
ويقصد بالضرائب على الاستهالك تلك الضرائب التي تفرض على الدخل عند استعماله في أوجه معينة تتمثل
بالحصول على السلع الاستهالكية ،وضرائب الاستهالك قد تفرض على استهالك وقد تفرض على جميع أنواع
معينة من السلع أي في صورة نوعية على الاستهالك ،كالرسم الداخلي عليه وقد تفرض على جميع أنواع السلع في
صورة ضريبية عامة على الاستهالك كالرسم على القيمة املضافة ،TVA21وتفرض على أنواع معينة من السلع
املستهلكة أو على كافة السلع املستهلكة بغرض تحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية أو مالية التي نجد منها :
-1-3-2الضرائب الجمركية
وتفرض على السلع املجردة املستوردة من خارج الدولة ( الواردات) كما قد تفرض على السلع املصدرة
إلى الخارج )الصادرات) وعند فرض ضريبة على الواردات البد من التميز بين بعض السلع والبعض ألاخر ،فال
تفرض الضريبة على السلع الضرورية وإال فإنه ستنعدم املساواة في التضحية بين أفراد املجتمع وحين يدفع كل
فرد فيه قدرا واحدا من الضريبة سواء كان قادرا أو عاجز وقد تفرض الضرائب الجمركية بقصد تطبيق سياسة
الحماية وذلك بهدف تشجيع وحماية الصناعات املحلية الناشئة.
أما الضريبة الجمركية على الصادرات فتلجأ إليها الدولة بقصد إعاقة السلع املحلية عن التصدير أو
التخفيف من حجم الصادرات.
وتحقق الضرائب والرسوم الجمركية حصيلة ضخمة للخزينة ومصدرا غريرا عن مصادر إيرادات الدولة.22
تفرض على املنتجات الطبيعية أو الصناعية ويطلق عليها ( رسوم إلانتاج ) وقد تفرض في أي مرحلة من مراحل
التصنيع أو إلانتاج حيث يقوم بدفعها املنتج ويضيف قيمة الضريبة إلى سعر بيع الوحدة للمستهلك.
20
عبد الناصر إبراهيم ،نائل الحسن ،عدس ،الضرائب ومحاسبتها ،دار املسيرة للنشر والتوزيع ،الطبعة ألاولى ،عمان ،2003،ص. 55
21
حميد بوزيدة ،مرجع سبق ذكره ،ص25
22
عبد الناصر إبراهيم نور ،نائل حسن عدس ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .19-18
14
مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب الفصل ألاول:
وهي ضريبة غير مباشرة تفرض على السلع الصناعية املستوردة واملصنعة محليا ،وعلى مجموعة من
الخدمات وتستوفي املرحلة ألاولى من تطبيقها من املستورد مباشرة ومن الصانع عند البيع ومن مؤدي الخدمات
عند تقديمها ،ويستثني من ذلك السلع املعفاة املنصوص عليها في قائمة إلاعفاء ،وقد فرضت لتحل محل الضريبة
على الاستهالك.
وهي الضريبة التي تفرض عند حصول انتقال ش يء من ملكية شخص إلى شخص آخر .23وتفرض هذه
الضريبة على واقعية انتقال حقوق الثروات وتداولها وغيرها من التصرفات القانونية التي تكون ألاموال محال لها،
كقيام الفرد بشراء عقارات أو بعض التصرفات بأمواله املنقولة ،فجميع التصرفات القانونية لألفراد من بيع
وإيجار وهبات ووصايا والتي تؤدي إلى انتقال ألاموال والثروة من شخص إلى أخر لضريبة تسمى بالضريبة على
التداول.24
ومن ألامثلة على هذه الضرائب ،رسوم التسجيل العقاري ،والرسوم القضائية ورسوم نقل ملكية
السيارات.
اختلفت وجهات النظر في النظر وتكيف هذه الضرائب ،فبعضهم وصفها بالرسوم ،والبعض ألاخر أدخلها في
عداد الضرائب باملعنى الفني للضريبة.
ومهما يكن أمر تكيفها فإن النظام الضريبي للبلد هو الذي يحدد وصفها ،فيما إذا كانت تدخل ضمن
دائرة الرسوم أو أنها تدخل في فرضها إلى املقدرة املالية للمكلف.
23
أعاد حمود القيس ي ،مرجع سبق ذكره ،ص .141
24
عبد الناصر إبراهيم نور ،عليان الشريف ،الضرائب ومحاسبتها ،دار املسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ،الطبعة ألاولى ،عمان ،2002،ص .18
15
مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب الفصل ألاول:
بما أن املكلف يمثل طرفا أساسيا في املعادلة الضريبية ،فمن الضروري تحديد مفهومه و إبرازه ،من خالل
العالقة التي تربطه بالطرف الثاني أال وهو إلادارة الضريبية ،والواقع أن تحديد مفهوم املكلف بالضريبة يستلزم
التعرف على املفاهيم املختلفة له ،بما يشتمل عليه هذا اللفظ من معطيات اجتماعية و قانونية و انطالقا من
هذا فقد ارتأى لنا تقسيم هذا املبحث إلي ثالثة مطالب حيث يتناول املطلب ألاول مفهوم املكلف بالضريبة في
حين يتناول املطلب الثاني حقوقه و ضماناته أما املطلب الثالث فيتناول الالتزامات التي تقع عليه.
الواقع أن تحديد مفهوم املكلف بالضريبة يستلزم التعرف علي املفاهيم املختلفة له ،إذ قد يكون هذا
ألاخير شخصا طبيعيا وقد يكون شخصا معنويا ممثال في مؤسسة أو شركة مثال ،ألامر الذي يؤدي إلي تقسيم
املكلفين بالضريبة وفقا ألسس معينة يحددها املشرع و قد يحددها رقم ألاعمال أو الدخل الذي يتمتع به هدا
الطرف أي املكلف بالضريبة.
فاملكلف بالضريبة هو كل شخص ملزم بدفع املساهمات الضريبية من ضرائب و رسوم و التي يكون
تحصيلها مصرح به وفقا للقانون 25و بالتالي مهما تنوع املكلفون بالضريبة فإنهم يتفرعون حسب طبيعتهم
ووضعهم الاجتماعي أو املنهي معتمدين كما سبق الذكر في هدا التنوع علي عدة معايير فقد يعتمد علي رقم ألاعمال
أو الدخول أو الضريبة املدفوعة بواسطتهم.
-التعريف اللغوي
26
املكلف هو الشخص الذي تجري عليه أحكام القانون في دفع الضرائب و غير ذلك
لم يعرف املشرع املكلف بدفع الضريبة تعريفا دقيقا بل نجده في كل مرة يقوم بتحديد ألاشخاص
الخاضعين لكل نوع من أنواع الضرائب و الرسوم بحسب طبيعة النشاط املمارس أو بحجم رقم ألاعمال املحقق
خالل سنة مالية معينة أو بحسب طبيعة الشخص سواء كان شخص طبيعي أو معنوي فمثال بالنسبة للضرائب
املحصلة لحساب الدولة في مجال الضريبة علي الدخل إلاجمالي وخاصة في املادة الثالثة من قانون الضرائب
25
زعزوعة فاطمة ،الحمایة القانونیة املمنوحة لألشخاص الخاضعين للضریبة ،رسالة دكتوراه في القانون العام ،جامعة أبي بكر بلقاید تلمسان ،كلیة الحقوق ص56
26
ملعجم الوسیط للمعاني ،اللغة العربیة املعاصر ،ص2
16
مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب الفصل ألاول:
املباشرة و الرسوم املماثلة لسنة 2155نجد أن املشرع حدد لنا ألاشخاص الخاضعين للضريبة علي الدخل
إلاجمالي حيث نصت املادة" :يخضع لضريبة الدخل علي كافة مدا خيلهم ألاشخاص الدين يوجد موطن
27
تكليفهم في الجزائر...الخ".
في ظل غياب تعريف قانوني محدد و دقيق للمكلف بالضريبة يتوجب علينا البحث في التعريفات الفقهية
وبرجوعنا إلي الفقه نجد العديد من التعريفات للمكلف بالضريبة نذكر منها ما يلي:
-املكلف بالضريبة هو الشخص الذي يساهم في تمويل ألاعباء العامة وهو الذي يحدده املشرع الضريبي
كمدين للضريبة.
-كما عرف املكلف بالضريبة بأنه أي شخص يقوم بتزويد سلع و خدمات خاضعة للضريبة بصورة
مستقلة ،ومنتظمة أثناء ممارسة نشاطه الاقتصادي في أي مكان و أيا كان الغرض من هذا النشاط و
مهما كانت محصلته ،و يدخل في نطاق الضريبة املنتجون ،التجار ،مقدمو الخدمات ،قطاع الزراعة و
28
ألانشطة املهنية و أي شخص يمارس هده ألانشطة بشكل موسمي يعتبر خاضعا للضريبة
-الشخص الخاضع للضريبة سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا يسمي املكلف ،الخاضع أو املمول،
ومعرف لكل ضريبة.
في الحقيقة أن دين الضريبة مفروض بحكم القانون ،وينشأ بمجرد توافر الواقعة أو الوقائع التي يتطلبها
قانون الضريبة ،ودون أن يتوقف نشوء دلك الدين على إرادة كل من إلادارة الضريبية أو إرادة املكلف ،وعليه
فإن املكلف يتمني أن تكون حقوقه و ضماناته كمواطن مصانة ،وفقا الحترام حريته الفردية ،وحقه في الدفاع وفي
طريق الطعن وغيرها ،وهذا يعني وجوب أن تصدر القوانين الضريبية في ظل أحكام الدستور ،و إال طعن بعدم
دستوريتها.
27
املادة الثالثة من قانون الضرائب املباشرة و الرسوم املماثلة ،املدیریة العامة للضرائب ،وزارة املالیة ،الجزائر2019، ،ص5.
28
بلھوشات حمزة ،ضمانات املكلف بالضریبة في قانون إلاجراءات الجبائیة ،مذكرة لنیل شھادة املاستر في الحقوق ،كلیة الحقوق و العلوم
السیاسیة ،جامعة دمحم خیضر-بسكرة ص 56
17
مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب الفصل ألاول:
-الحق في الاعتراض
يعتبر هدا الحق من الحقوق التي أصبحت مقررة من املكلف ،و يكون حق املكلف باالعتراض ضمن مدة زمنية
محددة فإن انقضت هده املدة و لم يتقدم املكلف باعتراضه ،أصبح التقدير قطعيا ،إال إذا اقتنع مأمور التقدير
بأن التأخير كان ألسباب معقولة.29
يحق للمكلف اللجوء إلى القضاء ،في حالة تقديم الاعتراض إلى إلادارة الضريبية و لم تقبل بدلك أو لم ترد على
اعتراضه ،فله تقديم الاعتراض إلى لجان الاستئناف التي يشكلها و زير املالية عادة برئاسة قاض ي من الصنف
30
الثاني في ألاقل وعضوية اثنين من املوظفين املختصين باألمور املالية
ألزم املشرع مصالح إلادارة الضريبية بضرورة إعالم املكلف قبل اتخاذ أي إجراء تحقيقي ،وهدا لضمان الحق في
إلاعالم و التحضير للرقابة ،و يعتبر هدا الحق من الضمانات ألاساسية التي منحت للمكلف بالضريبة.
حتى يتسنى للمكلف بالضريبة الاستعداد للرقابة يجب علي العون املكلف بالعملية أن يقوم باإلشعار بالتحقيق
مع منح مهلة للمكلف بالضريبية من أجل تحضير وثائقه و حساباته التي من خاللها يبرر مدا خيله ،وقد ألح
املشرع علي ضرورة منح مدة معقولة حسب طبيعة الرقابة.
حيث منع إفشاء ألاسرار التي تتعلق باملكلف و التي يطلع عليها موظف الضرائب و تكون هده ألاسرار متعلقة
باملستندات و املعلومات و الكشوفات و قرارات التقدير املتعلقة بدخل أي شخص فهي سرية.
29
حسام فایز أحمد عبد الغفور،العالقة بين املكلف و إلادارة الضریبیة و أثرھا على التحصیل و الجبایة ،مدكرة املاجستير في املنازعات
الضریبیة ،كلیة الدراسات العلیا في جامعة النجاح الوطنیة في نابلس فلسطين ،2118 ،ص21
30
سھام دمحم جاسم،العالقة بين املكلف و إلادارة الضریبیة و تأثيرھا في الحد من التھرب الضریبي ،مجلة ألاقتصادي الخلیجي العدد 19سنة ،2155ص51
18
مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب الفصل ألاول:
تقوم إلادارة الضريبية عادة بإجراءات معينة بغرض مراجعة و تدقيق حاالت املكلفين الضريبية ،وتقوم إلادارة
الضريبية بهذه الفحوصات و التدقيقات بغرض التأكد من صحة إلاقرارات الضريبية و سالمتها ،وهنا تكون
إلادارة الضريبية ملزمة بضرورة إبالغ املكلف بنتائج الفحوصات و التدقيق الذي قامت به ،و كذلك تلتزم إلادارة
31
الضريبية بأن تخطر و تبلغ املكلف في أغلب نتائج الفحوصات و التدقيق التي تقوم بها إلادارة الضريبية
من آلاثار املترتبة علي ممارسة إلادارة الضريبية لحق الرقابة هو إعادة تقدير الضريبة الواجبة الدفع في الحاالت
محددة سبق إلاشارة إليها سابقا ،إال أنه و نظرا لخطورة هدا إلاجراء فقد منحت للمكلف ضمانات أثناء هده
املرحلة.
نستنتج مما سبق أن املشرع منح للمكلف بالضريبة حقوقا عديدة تحميه من تعسف إلادارة الضريبية وذلك
ً
نتيجة لاللتزام بواجباته
لم يقتصر قانون الضرائب على حقوق و ضمانات املكلف باعتباره احد أطراف العالقة الضريبية ،بل فرض علي
32
املكل التزامات قانونية يتوجب عليه القيام بها ومن بين هده الالتزامات نجد
31
دمحم قلي ،فھیمة بلول ،الرقابة الجبائیة بين حتمیة الحفاظ على موارد الخزینة العمومیة و ضرورة حمایة حقوق املكلفين بالضریبة ،مجلة
الاجتھادات للدراسات القانونیة و الاقتصادیة ،املجلد 5العدد 6السنة 2158ص 561
32
عطا هللا السيد ،التدريب املحاسبي و املالي ،الطبعة ألاولي 2151 ،دار النشر و التوزيع ألاردن -عمان ،اململكة ألاردنية الهاشمية رقم إلايداع لدى دائرة املكتبة الوطنية،
،2152ص66
19
مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب الفصل ألاول:
وعليه الالتزام بالتصريحات املكتوبة في آجالها القانونية ،كي يستفيد من حقوقه ،ومن بين هده التصريحات
مايلي:
التصريح بالوجود :GN°08يجب علي كل مكلف بالضريبة ،خاضع لضريبة IBSأو ، IRGأو الرسم علي
القيمة املضافة ،يريد أن يبدأ نشاطه ،التصريح به خالل مدة ال تتعدي شهرا واحدا في مفتشيه
الضرائب التابع لها إقليميا .ويجب أن يتضمن هدا التصريح الاسم و اللقب أو اسم الشركة ،العنوان،
طبيعة النشاط املنهي،شكل النشاط املمارس ،تاري بداية النشاط ،الشكل القانوني للمؤسسة ،و طبيعة
النشاط الرئيس ي.33
التصريح الشهري :GN°50يلزم املكلفون بالضريبة حسب نظام الربح الحقيق ،و النظام العام للرسم
على القيمة املضافة ،و أصحاب املهن الحرة ،املعنيون بدفع الضرائب ،و الرسوم فوريا أو عن طريق
الاقتطاع من املصدر ،اكتتاب تصريحا شهريا ،الذي يعد جدول إلاشعار الخاص بالدفع .و يجب دفع
الحقوق املوجودة في التصريح في قباضة الضرائب التابع لها النشاط إقليميا و هدا في العشرين يوما
ألاولي التي تلي الشهر التي تصبح فيه الحقوق الجبائية مستحقة.
التصريح بالدخل إلاجمالي :GN°1ينبغي علي كل مكلف بالضريبة اكتتاب تصريحا سنويا للدخل
إلاجمالي ،و إرساله قبل 11أفريل من كل سنة إلي مفتشيه الضرائب الذي يتبع لها موطنه الجبائي .و
يجب على املكلف بالضريبة أن يصحب تصريحه السنوي GN°1بقائمة ألاشخاص املعتبرين جبائيا
تحت مسؤوليته.34
التصريحات الخاصة املهنية:هناك بعض التصريحات الخاصة املهنية يجب على املكلفين اكتتابها
وتتمثل في:
-التصريحات املتعلقة باألرباح الصناعية و التجارية :BIC/IRGيقوم باكتتاب هده التصريحات
ألاشخاص الخاضعين للنظام الحقيقي ،و الجزافي ،حيث ان املكلفين بالضريبة الخاضعين للنظام
الحقيقي هم مجبرون علي اكتتاب تصريحا من نوع GN°11لدي مفتشيه الضرائب الذي يتواجد فيها
النشاط قبل 11ابريل من كل سنة .35و يجب أن يرفق التصريح بامليزانية الجبائية ،و يستلزم علي
املكلفين الخاضعين لنظام الضريبة الجزافية الوحيدة اكتتاب تصريحا من نوع GN°12قبل أول فيفري
من كل سنة.
33
وزارة املالیة ،املدیریة العامة للضرائب،الدلیل التطبیقي للمكلف بالضریبة 2019ص 64
34
دوداح رضوان،محاضرات في مقیاس املنازعات الجبائیة،جامعة الجزائر 3كلیة العلوم الاقتصادیة و التجاریة و علوم التسیير ،2017ص24
35
قانون الضرائب املباشرة و الرسوم املماثلة 2019،املادة ،18ص52
20
مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب الفصل ألاول:
-التصريحات املتعلقة باملرتبات و ألاجور : GN°29يجب على كل شخص طبيعي أو معنوي ،يدفع
مرتبات ،أجورا ،تعويضات ،أو عالوات ،اكتتاب تصريحا من نوع GN°29لدي مفتشيه الضرائب التابع
لها إقليميا قبل أول 11من كل سنة.
التصريحات املتعلقة بالضريبة علي أرباح الشركات:IBSيجب على كل شخص معنوي خاضع للضريبة
علي أرباح الشركات ،و كل شخص طبيعي اختار الخضوع للضريبة على أرباح الشركات ،أن يكتتب
تصريحا سنويا من نوع GN°4 ،لدي مفتشيه الضرائب قبل 11افريل من كل سنة في مكان وجود املقر
الاجتماعي ،أو املقر الرئيس ي لنشاطه.
التصريحات املتعلقة بالرسم العقاري :يمكن مالحظة نوعين من التصريحات ،ألاولي متعلقة بامللكيات
املبنية و ألاخرى متعلقة بامللكيات غير املبنية.
التصريحات املتعلقة بالرسم العقاري علي امللكيات املبنية :يلزم بهذا التصريح:
-كل شخص طبيعي أو معنوي ،مالكا أو مستعمال ملسكن شخص ي لغرض سكني و عليه بتقديم تصريح
من نوع.GN°31
-كل شخص طبيعي أو معنوي ،مالكا أو مستعمال ملنزل لغرض سكني موجود في مسكن جماعي ،وعليه أن
يكتتب تصريحا من نوع .GN°32
-كل شخص طبيعي أو معنوي ،مالكا أو مستعمال ملسكن جماعي لغرض سكني ،وعليه أن يكتتب تصريحا
من نوع .GN°33
-كل شخص طبيعي أو معنوي ،مالكا أو مستعمال ملحالت لغرض تجاري ،و عليه أن يكتتب تصريحا من
نوع GN°34
-وكذلك الالتزام بدفع الضريبة وهو التزام وواجب على املمول و هو باملقابل يضع التزاما على عاتق
إلادارة الضريبية بأن تقوم بتحصيل الضريبة و تختلف طرق دفع الضريبة من باختالف الضريبة
املطالب بدفعها املكلف بالضريبة ،كما أن املشرع وسع من وسائل دفع الضريبة حيث لم تعد تقتصر
علي الدفع النقدي فقط وهذا ما سوف نراه فيما يلي:.
21
مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب الفصل ألاول:
تختلف طرق دفع الضريبة ووقتها من ضريبة إلى أخري لدلك سوف نتطرق إلي كيفية تسديد أهم الضرائب.
-بالنسبة للضريبة علي أرباح الشركات :تدفع هده الضريبة علي شكل 1دفعات على الحساب
(تسبيقات) يعادل كل منها % 30من الضريبة املتعلقة بالربح املحقق في آخر سنة مالية مختتمة ،أو
بالربح املحقق آلخر فترة لفرض الضريبة ،تسدد هده التسبيقات عن طريق تصريح G50حسب آلاجال
التالية :التسبقة ألاولي من 20فبراير إلي 21مارس ،التسبقة الثانية من 21ماي إلي 21جوان ،التسبقة
الثالثة من 21أكتوبر إلي 21نوفمبر.
تتم تصفية الرصيد املتبقى من الضريبة من طرف املكلفين بالضريبة ويقومون بأنفسهم بدفع املبلغ املتعلق به
أيضا دون إخطار مسبق بعد خصم ألاقساط التي سبق 55دفعها بواسطة جدول إشعار بالدفع في أجل أقصاه
21
من الشهر الذي يلي يوم تسليم التصريح السنوي .إذا تجاوزت التسبيقات املدفوعة مبلغ الضريبة على أرباح
الشركات املستحقة للسنة املالية ينتج عن الفرق فائض في الدفع يمكن خصمه من ألاقساط ا ملقبلة الخاصة
بالتسبيقات.36
-بالنسبة للضريبة علي الدخل إلاجمالي:تسدد الضريبة علي الدخل إلاجمالي وفق عدة طرق وهي:
أ -نظام التسبيقات علي الحساب :مهما كان النظام املتبع في تحديد ألارباح الخاضعة للضريبة سواء
النظام الجزافي أو الحقيقي يجب الالتزام بنظام التسبيقات علي الحساب في الدفع و عليه يتم دفع
تسبيقين:
التسبيق ألاول من 51فيفري إلي 15مارس ،التسبيق الثاني من 51ماي إلي 51جوان.
يسدد الباقي من التصفية في أجل أقصاه اليوم آلاخر من الشهر الثاني للشهر الذي يدرج فيه جدول التحصيل،
يتم دفع التسبيقات في السنة التي تلي تلك التي حققت فيها ألارباح املتعددة كأساس لدفع الضريبة علي الدخل
إلاجمالي ،حيث مبلغ القسط يساوي 11%من املدفوعات املعنية بالسنة ألاخيرة للخضوع الاقتطاع من املصدر :
تخضع الرواتب التي تصرف لألجراء للضريبة على الدخل إلاجمالي عن طريق إجراء اقتطاع من املصدر حسب
الجدول التصاعدي املنصوص عليه في املادة 514ق ض م ر م و يجب أن تكون الاقتطاعات املخصصة
36
وزارة املالیة،املدیریة العامة للضرائب،دلیل الخاضع للضرائب التابع ملركز الضرائب ،2019ص58
22
مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب الفصل ألاول:
للمدفوعات خالل شهر محدد مدفوعة في 21يوما ألاولي من الشهر املوالي لصندوق قابض الضرائب املختلف
حيث يرفق املكلف باستمارة التصريح سلسلة .G537
يكون كل تسديد شهري أو فصلي مساويا حسب الحالة الجزء أو الربع املبلغ الرسم املتعلق بالنشاط الخاضع
للضريبة في السنة املالية ألاخيرة التي انقض ي فيها إيداع التصريح املنصوص عليه في املادة 224ق ض م ر م يتم
التسديد عن طريق جدول إشعاري يحمل عبارة "اختيار نظام التسبيقات علي الحساب" يسدد الرسم من طرف
املكلف بالضريبة و تدفع الحقوق املطابقة له بعد خصم التسبيقات املسددة و ذلك من دون سابق إنذار وعلى
ألاكثر في الشهر املوالي لختم السنة املالية.
37
زناتي فریدة ،العالقة القانونیة بين املكلف بالضریبة وإدارة الضرائب ،مذكرة ماجستير،جامعة احمد بوقرة بومرداس ،كلیة الحقوق 2012ص16
23
مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب الفصل ألاول:
تشكل إلادارة الضريبية الجهاز املنفذ للسياسة الضريبية املقررة في التشريع الضريبي للدولة في إطار هذا
التنفيذ فإنها تسعى لتحقيق عدة أهداف في مقدمتها تأمين حق الخزينة العامة في تحصيل إلايرادات املالية عن
طريق الضرائب،وتعزيز تجاوب املكلفين في العملية الضريبية ومنع التهرب الضريبي و العمل على تطوير
التشريعات من خالل أوجه العمل التطبيقية وتبسيط إلاجراءات وتحقيق أعباء املكلفين .و انطالقا من هدا فقد
ارتاى لنا تقسيم هذا املبحث إلي ثالثة مطالب حيث يتناول املطلب ألاول ماهية إلادارة الضريبية في حين يتناول
املطلب الثاني سلطات و التزامات الضريبة اما املطلب الثالث فيتناول تنظيمات إلادارة الضريبية و هياكلها
تعتبر إلادارة الضريبية جزءا من إلادارة املالية والتي هي بدورها جزءا من إلادارة العامة ،وإلادارة العامة هي
(كل جهد أو نشاط جماعي داخل املنظمات العامة يتصل بإتمام أو تنفيذ ألاعمال بواسطة املوظفين عن طريق
تخطيط وتنظيم وتنسيق ورقابة مجهوداتهم وتصرفاتهم من جانب ،واستخدام إلامكانات املادية على الوجه ألامثل
من جانب آخر قاصدة بذلك إشباع الحاجات العامة على مقتض ى أحكام الدستور والقوانين).
أما إلادارة الضريبية فهي جزءا من السلطة التنفيذية في الدولة ،تتولى تنفيذ وتطبيق القانون الضريبي
وهي جهة إدارية تابعة لوزارة املالية ،وتختص إلادارة الضريبية بتنفيذ القانون الضريبي والتحقق من سالمة
تطبيقه وذلك حماية املصالح الخزينة من جهة ،وحقوق املسؤولين من جهة أخرى ،ويحدد القانون الضريبي
عالقة إلادارة الضريبية باملمولين ،من حيث بيان حقوق وواجبات كل طرف ،فالقانون الضريبي يفرض على
املمول تقديم إقرار ضريبي عن دخله خالل الفترة املحددة لذلك في القانون ،ويتحمل املمول مسؤولية ما جاء في
هذا إلاقرار من معلومات .38كما يجب على املمول أن يدفع الضريبة في املواعيد املحددة لذلك في القانون ،وعلى
املمول أن يسمح لإلدارة الضريبية باإلطالع على ما تريد من دفاتر و مستندات لغايات تحديد بين الضريبة تحديدا
دقيقا ،و غيرها من الالتزامات ألاخرى التي يفرضها القانون الضريبي على املمولين ،وباملقابل فان هناك التزامات
على إلادارة الضريبية أهمها عدم التعسف في استعمال السلطات والصالحيات املقررة لها ،وإعطاء املمول الحق
في معرفة كيفية تقدير الضريبة وتحديد وعائها ،كما يجب إعطاء املمول الحق في الدفاع عن نفسه و إثارة ما
الضريبي. القضاء أمام أو نفسها الضريبية إلادارة أمام سواء الدفوع من يشاء
و يتمثل التخطيط الضريبي في تحليل ألاوضاع السائدة والتنبؤ باألوضاع املستقبلية وتحديد ألاهداف التي يجب
38
مجدي نبیل محمود شرعب ،امتیازات الادارة الضریبیة،دراسة تحلیلیة للنظام القانوني الضریبي الفلسطیني،اطروحة لنیل درجة املاجستير ،كلیة الدراسات العلیا في
جامعة النجاح الوطنیة،فلسطين ،2116 ،ص55
24
مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب الفصل ألاول:
تحقيقها في مجال إلادارة الضريبية ،ثم رسم السياسات والخطط والبرامج التي تساعد على تحسين ألاداء ورفع
الكفاءة و تنسيق ألانشطة إلادارية ،بينما يهتم التنظيم في مجال إلادارة الضريبية على حصر مهام إلادارة في ظل
النظام الضريبي السائد ،ثم تشكيل الهيكل التنظيمي تحديد أفراد إلادارة و تفويض كل فرد السلطات و
الصالحيات التي تمكنه من أداء أعماله على الوجه ألامثل،و يتضمن التوجيه إعداد النماذج املتعلقة بكافة
عمليات إلادارة الضريبية و إصدار التعليمات و التفسيرات املتعلقة بها ،ثم إيصال كل هذه التوجيهات
للمسؤولين و ترغيبهم للعمل بها و إلاشراف على تطبيقها قصد ضمان تضافر الجهود وتوحيد املعاملة بين فروع
إلادارة الضريبية .وتسمح الرقابة في مجال إلادارة الضريبية بتقييم انجازات إلادارة الضريبية و تسمح الرقابة في
مجال إلادارة الضريبية بتقييم انجازات إلادارة و تحديد العقبات التي عرقلت تحقيق أهداف التخطيط الضريبي
و العمل على تجنبها واكتشاف ألاخطاء و الانحرافات قصد تحليلها و معالجتها بشكل يضمن عدم تكرار في
املستقبل.
و يتم تنظيم إدارة الضرائب وفقا ملبدأ مركزية التوجيه وال مركزية التنفيذ،حيث تتولى إلادارة املركزية
وظائف التخطيط والرقابة وإصدار التعليمات والتفسيرات وتنظيم شؤون املوظفين وتدريبهم و السهر على رفع
الكفاءة إلانتاجية لإلدارة الضريبية،بينما تتولى إلادارة التنفيذية كافة أعمال التنفيذ التي تتطلبها إجراءات ربط و
تحصيل الضريبية.39
نستنتج مم سبق أن النظام الضريبي هو انعكاس لسياسة الدولة املالية و هو أحد وحدات النظام
الاقتصادي وتكمن أهمية إلادارة الضريبية في تطبيق أهم السياسات املالية للدولة لدلك تعتبر إيرادات الضرائب
عنصر مهم من عناصر موازنة الدولة.
يتطلب نجاح إدارة الضرائب في تأدية وظائفها توفر عدة مقومات يمكن إجمالها فيما يلي:
-توفر العناصر الفنية و إلادارية ذات الكفاءة العالية و الخبرة الواسعة وذلك من خالل تكوين متخصص
في الضرائب ،والذي يرفع مستوى تأهيل و تدريب تلك العناصر مع وضع برنامج تكوين دوري قصير
املدى لتلك العناصر كلما كان جديد في امليدان الضريبي.
ترقية الحوار بين إلادارة واملكلف لتحسين العالقة بينهما وكسب ثقة املكلف. -
يجب على إلادارة الضريبية أن تضمن أحسن تطبيق للنظام الضريبي وتؤمن له الظروف املوضوعية -
ألخالقيات العمل الضريبي ومردوديته التامة.
39
ناصر مراد ،فعالیة النظام الضریبي بين النظریة و التطبیق ،مرجع سابق ص 554
25
مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب الفصل ألاول:
-وضع نظم رقابة ضريبية فعالة ،و التي تتميز بدقتها وسرعة اكتشاف مختلف املخالفات املركبة ،مع
فرض العقوبات املناسبة ملرتكبيها.
-القضاء على سلوك إلاداري البيروقراطي حيث أن هذا ألاخير يثر سلبا على مرد ودية النظام الضريبي.
-تزويد مختلف إلادارات الضريبية بأجهزة إلاعالم آلالي قصد إتقان العمل وسرعة تنفيذه،كما يمكن
حصر جميع املكلفين و تحديد ما يستحق عليهم املكلفين وإدارة الضرائب من جهة أخرى.
-إقامة تعاون وثيق بين إدارة الضرائب و مختلف إلادارات الحكومية مثل إدارة الجمارك و البنوك قصد
تزويد إدارة الضرائب بما تحتاجه من معلومات وتوضيحات حول نشاط املكلفين،و نشير آنذاك ذلك
التعاون يجب أن يتحقق بين مختلف إلادارات الحكومية مثل إدارة مفتشيه الضرائب وإدارة تحصيل
الضرائب ،حتى يسهل متابعة وضعية املكلفين.
باإلضافة ملا سبق ظهرت آراء تنادي بضرورة وجود هيأة تتولى دراسة املشكالت التي تتعرض لها إدارة
الضرائب ،باإلضافة إلى متابعة و البحث عن إمكانية الاستفادة من البحوث و الدراسات الفنية التي تقوم بها
مختلف الدول في امليدان الضريبي.
إن مراعاة املقومات السابقة يساهم في رفع مستوى كفاءة إدارة الضرائب ويضمن نجاح تلك إلادارة في
القيام بوظائفها على الوجه ألاكمل ،مما ينعكس على فعالية النظام الضريبي.
إلادارة الضريبية هي احد أطراف العالقة الضريبية ،وهي التي يقع على عاتقها تحصيل املبالغ الضريبية
من املكلفين ،وتوريدها للخزانة العامة في مواعيدها املحددة قانونـا ،وحتـى تستطيع إلادارة الضريبية ممارسة
مهامها والقيام بالواجبات املناطة بها على أكمل وجه لضمان عدم ضياع حق الخزانة العامة للدولة ،فقد منح
ً
القانون لإلدارة الضريبية سلطات وحقوقا واسعة مثل سلطات الفحص والرقابة ،وسلطات تضمن لإلدارة
الضريبية تحصيل املبالغ الضريبية مـن املكلفين ،وكذلك سلطة توقيع الجزاءات والعقوبات .و عليه فان دراستنا
هذه ستنقسم إلى قسمين :ألاول :سلطات الفحص والرقابة ،والثاني سلطات ضمان تحصيل الضريبة.
سلطات الفحص والرقابة :يمكن القول أن الضرائب تؤسس ً
بناء على إلاقرارات املقدمة من قبل
املكلفين ،والعدالة الضريبية تتطلب التأكد من صحة املعلومات الواردة في هذا إلاقرار ،ومن هنا جاء
26
مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب الفصل ألاول:
حق إلادارة الضريبية وسلطتها في فحص وتدقيق وفرض رقابتها على كل عناصر الوعاء الضريبي ،وعلى
ذلك فان سلطات إلادارة الضريبية في الفحص يتيح لها التمتع بعدة حقوق 40أهمها:
أ -الحق في إلاطالع
يسمح حق إلاطالع ألعوان إلادارة الجبائية ،بالحصول على املعلومات و الوثائق ،مهما كانت وسيلة
حفظها،قصد تأسيس وعاء الضريبة و مراقبتها املادة من 41إلى 15من قانون إلاجراءات الجبائية الجزائـري.41
و يقصد به أن يكون لإلدارة الجبائية الحق في طلب ما تراه ضروريا لفرض الضريبة من دفاتر و أوراق أو
مستندات أو محررات أو ملفات ،أو وثائق ،أو أوراق لدى الجهات الحكومية أو غير الحكومية ،و إنها ملزمة بتنفيذ
أ
طلب إلادارة الضريبية دون الاحتجاج بالسرية ،غير أ أن هذا الحق ال يمكن أن يمارس إال عند ألاشخاص الذي
نص عليهم القانون و على وثائق خاصة لكل منهم ،و هو ذاتـه القانون الذي احتوى على إجراءات تسمح لإلدارة
الجبائية بمعرفة كل املعلومات التي لها أثر جبائي و تحصل من قبل إلادارات العمومية أو املؤسسات أو الهيئة
الخاضعة ملراقبة السلطات إلادارية و كذلك املؤسسات الخاصة املادة 46من قانون إلاجراءات الجبائية.
في الحقيقة إن الايضاح ال يتضمن سوى الشرح والتفسير من جانـب املكلـف دون اشتراط لتقديم أية
ً ً
مبررات أو مستندات ،وقد يكون هذا الاستيضاح شفويا ،أو كتابيا.
هذا الحق يمنح إلادارة الضريبية ويمكنها من التأكـد مـن سـالمة وصـحة إلاقـرار الضريبي ،وذلك من خالل
ً
مقارنة البيانات الواردة في إلاقرار الضريبي مع العناصر الخارجية ،وقد يكون وفقا لطبيعة الحال مثل فحص أو
تدقيق الحسابات.
إن مما ال شك فيه أن هذا الحق يعتبر من اخطر حقوق إلادارة الضريبية ،حيث أن هـذا الحق يعطي
ً ً
إلادارة الضريبية حق تفتيش مسكن املكلف ،وهذا يعد بحد ذاته اختراقـا واضـحا للحقوق الدستورية التي يتمتع
بها الشخص ،والتي كفلتها جميع الدساتير في العالم وبالتالي ينبغي أن يستعمل هذا الحق في أضيق الحدود ،وان
أعطى القانون إلادارة الضريبية حق دخول وتفتـيش مكـان عمـل املكلف إال انه لم يرد نص يجيز لإلدارة الضريبية
40
حسام فایزأحمد عبد الغفور ،العالقة بين املكلف و إلادارة الضریبیة و أثرھا على التحصیل و الجبایة ،مرجع سابق ،ص 15
41
وزارة املالیة ،املدیریة العامة للضرائب ،قانون إلاجراءات الجبائیة ،2155ص21
27
مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب الفصل ألاول:
الحق في دخول مساكن املكلفـين وتفتيشـها وبالتالي ينبغي أن يكون هذا الحق وإن وجد في بعض البلدان أو الدول
في العالم أن يكون تحت رقابة القضاء املباشرة وغير املباشرة وفي أضيق الحدود.
بعد تقديم إلاقرار الضريبي من قبل املكلفين ،والتأكد مـن صـحة وسـالمة البيانـات املوجودة في إلاقرار الضريبي
تقوم إلادارة الضريبية بربط الضريبة لتحصيل املبالغ املقـررة ،فإذا رفض املكلف تسديد هذه الضرائب فإن
إلادارة الضريبية تقوم بفرض مبالغ إضافية كجزاء على هذا التأخير ،فإذا رفض املكلف ذلك ،تقوم إلادارة
الضريبية باستخدام سلطا)ا فـي هـذا اال ،حيث أن القانون الضريبي يعطي إلادارة الضريبية سلطات واسعة
لضمان حق الخزانة العامة من الضياع ،وهذه السلطات تعود لخطورة املهمة امللقاة على عـاتق إلادارة الضـريبية،
وحتى تتمكن من القيام بهذه املهمة على أكمل وجه ،وتستطيع أن تصل إلى كل حقوق الخزانـة العامة فقد كان ال
بد من حقوق وسلطات تتمتع بها إزاء هذه املهمة .ومن أهم هـذه الحقـوق سلطة توقيع الحجز على أموال املدين،
وحق إلادارة في تتبع أموال املدين تحت أي يد اسـتيفاء لدين الضريبة ،باإلضافة إلى امتياز دين الضريبة على غيره
من الديون.42
نستنتج مم سبق انه تستطيع إلادارة الضريبية ممارسة مهامها و القيام بالواجبات علي أكمل وجه لضمان عدم
ضياع حق الخزانة العامة للدولة ،و لهدا منح القانون لإلدارة الضريبية سلطات و حقوق واسعة مقررة قانونا و
ما هذه السلطات إال حماية أموال الخزينة و مكافحة الغش الضريبي.
إلادارة الضريبية مثلها مثل إلادارات العامة ألاخرى في الدولة ،بحيث تلتزم بااللتزامات التي يشار إليها في القانون
إلاداري أو اللوائح والقوانين العامة في الدولة ،وهـذا مـا يعـرف بااللتزامات العامة لإلدارة الضريبية ،وبما أن إلادارة
الضريبية هي إدارة متخصصة في تأسيس الضرائب وتحصيلها ،فانه يفرض عليها التزامات في هذا املجال.
تعمل إلادارة الجبائية باستمرار على نشر املعلومة الجبائية ،وتسعى إلى تعميمها بهذف تحسيس املكلف بالضريبة
بحقوقه في مجال الضريبة ،وتوعيته وإقناعه بواجباته الضريبية وذلك عن طريق الحمالت التكوينية و
التحسيسية التي تقوم بها إلادارة الضريبية ،ذلك أن هذه ألاخيرة يقع على عاتقها الواجب إلاعالمي للمكلفين
بالضريبة والعمل على تحسين العالقة بينها وبينه .43ويمكن إيجاز أهم التزامات إلادارة الضريبية فيما يلي:
42
حسام فایزأحمد عبد الغفور ،العالقة بين املكلف و إلادارة الضریبیة و أثرھا على التحصیل و الجبایة ،إلاسكندریة ،مرجع سبق ذكره ،ص21
43
زناتي فریدة ،العالقة القانونیة بين املكلف بالضریبة و إدارة الضرائب ،مرجع سابق ،ص511-512
28
مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب الفصل ألاول:
الشك أن فرص نجاح النظام الضريبي تتضاعف كلما ازدادت درجة الوعي الضريبي لدى املكلفين
بالضريبة،واقتناعهم بعدالة الضريبة و أهميتها في تمويل و تنفيذ برامج الحكومة التي تعود بالنفع على اتمع ككل
وبالعكس كلما انخفضت درجة الوعي الضريبي لدى املكلف كلما انعكس ذلك سلبا على التحصيل ،لذلك يسعى
املشرع إلى إعالم املكلفين بإعطائه نظرة ايجابية اتجاه النظام الضريبي وسلبية اتجاه التهرب الضريبي .ومن أجل
فعالية أكبر في إلاعالم يجب استعمال كل الوسائل إلاعالمية املتاحة ،ويتعين ممارسة واجب إلاعالم ضمن إطار
احترام قواعد كتمان السر املنهي لذا يجب على املوظف التعامل مع مستعملي املرفق العام بلباقة و دون مماطلة،
ففي هذا املجال تسهر إلادارة الجبائية على أن يتصف أعوانها بسلوك مثالي عند ممارسة مهامهم الخاصة
باستقبال وإعالم الجمهور ،وهو ما يتجسد من خالل إلاصالحات العميقة التي قامت بها على مستوى جميع
هياكلها سواء على املستوى املركزي أو املحلي والتي أوكلت لها مهمة استقبال املكلفين وإعالمهم بحقوقهم
44
وواجباتهم
لقد أصبح تطوير الوعي الجبائي تحديا ينبغي على إلادارة الجبائية رفعه لذلك يجب عليها أن تبادر باالنطالق في
أنشطة تحسيسية ،من خالل وضع مقاربة جديدة تجعل املكلف بالضريبة في صلب اهتماماتها ،وفي صلب كل
نشاط ترفع ترقيته .إن وضع مخطط لالتصال مرفوقا بنظام تقييم أصبح الوسيلة الوحيدة التي من شأeا تحقيق
هدف إنشاء إدارة خدماته وبالتالي تطوير الوعي الجبائي ،ومن هذه ألانشطة ما يلي:45
-تعزيز اللقاءات بالجمعيات والاتحادات املهنية :حيث تسعى املديرية العامة للضرائب من خالل تعزيز مثل
هذه اللقاءات ،إلى تحسين مستوى إلاعالم الجبائي لدى الجمعيات و الاتحادات املهنية التي تمثل اكبر
فئة من الخاضعين للضريبة.
-العالقات مع وسائل إلاعالم التي تعتبر وسيطا أساسيا بين إلادارة الجبائية و الجمهور تعتبر وسائل إلاعالم
بمختلف أنواعها أداة أساسية لنشر املعلومة الجبائية خاصة قوانين املالية أو أية تعديالت تشريعية.
-ترقية وسائل الاتصال الحديثة :أضحى إلاعالم عن طريق الانترنت شائع الاستعمال لهذا أنشأت املديرية
العامة للضرائب موقع واب خاص بها وأولته اهتماما كبيرا من خالل إثرائه بمعلومات جبائية وتحيينه
بعد كل تعديل يمس التشريع الجبائي ونشر كل الوثائق الجبائية املعنية (قوانين الضرائب ،مطويات،
كتيبات )...توزيع مختلف الوثائق والعمل على جميع املكلفين بالضريبة من خالل هيئاتها سواء على
املستوى املركزي أو املستوى املحلي
44
هاني دمحم حسن شیطة ،حدود التوازن بين سلطات إلادارة الضریبیة و ضمانات املكلفين ،أطروحة لنیل درجة املاجستير في املنازعات الضریبیة ،جامعة النجاح
الوطنیة نابلس فلسطين ،2006ص 2
45
La lettre de la DGI ministère des finances N°38 février 2009
29
مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب الفصل ألاول:
الالتزام بمراعاة سر املهنة هو الواجهة ألاخرى لحق الاطالع ،فقد فرض املشرع على موظفي إدارة الضرائب
التزام بالحفاظ على سر املهنة ،و عدم إفشاء أية بيانات أو معلومات علم بها بمقتض ى وظيفته و الهدف من ذلك
هو حماية إلانسان وخصوصياته.
ويعتبر هذا الالتزام من السلوكيات التي يجب أن يتصف بها موظفي إدارة الضرائب حتى في حالة غياب
النصوص القانونية التي تلزمه بذلك ،وذلك نتيجة ارتباط املعلومات التي يطلع عليها املوظفين ارتباطا وثيقا
بطبيعة الوظيفة التي يؤديها والتي تمس الجوانب الشخصية للمكلف بالضريبة واملتمثلة في ممتلكاته وثرواته
ودخله السنوي .وقد رتب املشرع عقوبات جزائية في حالة إلاخالل بهذا الواجب ،غير أنه وحتى ال يتم املساس
بالسير الحسن لإلدارة الضريبية و مراعاة لضرورات املصلحة العامة ،فقد يرد بعض الاستثناءات على هذا
الالتزام نص عليها املشرع على سبيل الحصر.46
تعتبر مراكز الضائب من الهياكل الجديدة املستحدثة في إلادارة الجبائية ،غير أنه لم يتم تعميمها بعد
على كامل التراب الوطني ،واقتصار وجودها على بعض املناطق ،وفي انتظار تعميمها على كل الوطن تواصل
مفتشيات وقباضات الضرائب عملها بصفة انتقالية في انتظار إدماجها الكلي حسب الحالة في مراكز الضرائب أو
املراكز الجوارية للضرائب.
التنظيم الهيكلي الجديد يقتض ي إنشاء مركز ضرائب واحد CDIعلى مستوى الوالية يقوم بتسيير ملفات
املكلفين بالضريبة الذين يتجاوز رقم أعمالهم سقف 1( 11.111.111ماليير سنتيم(.
باإلضافة إلى مراكز جوارية ( ( CPIتحل محل املفتشيات على مستوى الدوائر ،حاليا هناك 1مراكز تعمل
وهي املركز الجواري ملستغانم " ،سيدي علي" و"عين تادلس" وألاخرى في طور إلانجاز مثل "ماسرى" و"حاس ي
مماش" ،حيث تقوم املراكز بتسيير امللفات الصغيرة للمكلفين بالضريبة الذين يقل رقم أعمالهم عن
47
11.111.111
46
زناتي فریدة ،العالقة القانونیة بين املكلف بالضریبة و إدارة الضرائب ،مرجع سابق ،ص555
47
مركز الضرائب والية مستغانم CDI
30
مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب الفصل ألاول:
-يمسك ويسير امللفات الجبائية للشركات وغيرها من ألاشخاص املعنيين بعنوان املداخيل الخاضعة
للضريبة على أرباح الشركات.
-مسك وتسيير امللفات الجبائية للمكلفين بالضريبة الخاضعين للنظام الحقيقي إلخضاع الضريبي
بعنوان ألارباح الصناعية والتجارية وألارباح غير التجاري
48
-إصدار ومعاينة واملصادقة على الجداول وقوائم التحصيالت وشهدات إلالغاء أو التخفيض
48
بلعجال نسيرين ،تيرس عبدالرحمان ،دور الضريبة في تنمية إلاقتصادية دراسة حالة في مركز الضرائب لوالية مستغانم ،جامعة عبدالحميد إبن باديس مستغانم
(كلية العلوم إلاقتصادية) ، 2155/2156 ،ص62-65
31
مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب الفصل ألاول:
هي املصلحة املكلفة بتسيير ومراقبة امللفات الجبائية للمكلفين بالضريبة (ألاشخاص الطبيعيين وألاشخاص
املعنويين) الذين يتبعون النظام الحقيقي والذين يفوق رقم أعمالهم 11.111.111دج.
49
بلعجال نسيرين ،تيرس عبدالرحمان ،املرجع ،ص 61
50
بلعجال نسيرين ،تيرس عبدالرحمان ،نفس املرجع السابق ،ص 61
32
مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب الفصل ألاول:
-هناك إستثناء لألشخاص الذين يقل رقم أعمالهم عن 11مليون دينار جزائري هم الذين أرادوا أن
يودعون ملفهم الجبائي في املركز لذا يقومون بتقديم طلب خطي لرئيس املصلحة ويقوم هذا ألاخير
51
دائما بالقبول
-تقوم املصلحة الرئيسية للتسيير بالتكفل بامللفات الجبائية للمكلفين بالضريبة التابعين ملركز
الضرائب في مجال الوعاء .
-مراقبة امللفات الجبائية التصريحات الشهرية G50والتصريحات السنوية (ميزانية) .
-املصادقة على الجداول و سندات إلايرادات وتقديمها لرئيس املركز للموافقة عليها بصفة وكيال
مفوضا "للمدير الوالئي للضرائب" .
-العمل على اقتراح تسجيل املكلفين بالضريبة على أساس املستندات أو املراجعة املحاسبية .
-إعداد التقارير الدورية وتجميع إلاحصائيات وإعداد مخططات العمل وتنظيم ألاشغال مع املصالح
ألاخرى والحرص على إنسجامها.
52
-كما تعمل على تسيير أقسامها
لكل قسم من أقسام املصلحة الرئيسية للتسيير مهام موزعة حسب جدول تنظيمي للمصالح (عن طرف
املصالح املركزية( .
فما يميز مصلحة التسيير عن باقي املصالح هي ظروف العمل التي تعتبر جد ممتازة تفاهم كبير بين العمال
ورئيس املصلحة ،أما بالنسبة لإلتصال الداخلي في املصلحة يكون عن طريق املراسالت بين املصالح املختلفة أي
إنتقال املعلومة يكون عن طريق تحرير بطاقة معلومات.
يشرف رئيس املصلحة عن العمل عن طريق النظام املعلوماتي الجديد SAPوالذي من خالله يتم مراقبة جميع
املوظفين داخل املصلحة ،كل موظف له كلمة السر داخل النظام املعلوماتي الخاص باملركز وهذا من أجل
ضمان وحسن سير العمل بطريقة جيدة.53
51
مصلحة رئيسية للتسيير ،مركز الضرائب والية مستغانم
52
www.mfdgi.gov.dzتم الاطالع عليه يوم . 2158/11/51
53
املصلحة الرئيسية للتسيير ،مركز الضرائب والية مستغانم .
33
مفاهيم ألاساسية حول الضرائب واملكلف وإدارة الضرائب الفصل ألاول:
خالصة الفصل
من خالل دراسة هذا الفصل املتعلق باملفاهيم ألاساسية حول الضرائب و املكلف و إلادارة الضريبية
باعتبارهم أهم ألاطراف لنظام ضريبي أمثل تم التطرق من خالل املبحث ألاول إلي إلاطار النظري للضريبة حيت
أنها تحتل مكانة متميزة و أهمية كبيرة في التشريعات املالية ،باعتبارها احدي ألادوات الهامة للسياسة
الاقتصادية للدولة ومن أهم مصادر إلارادات لتمويل النفقات العامة ،و تشكل أداة لتأدية عدة وظائف باعتبار
أن الهدف من فرض الضريبة ليس توفير ألاموال الدورية للدولة فقط بل أصبحت تؤدي أيضا أهداف أخري.
أما من خالل املبحث الثاني تم التطرق إلى املكلف بالضريبة بحيث لم يصل إلى التجرد من أنانيته بصورة
كاملة وا لنظر إلى الالتزام بدفع الضريبة على أنه واجب مقدس ،لدى فإنه من الطبيعي أن نتوقع من جانب
املكلفين بدفع الضرائب رد فعل الذي يأخذ صورة الدفاع عن مصالحه لذلك أعطي املشرع للمكلف بالضريبة
حقوق تحميه مقابل الوفاء بالتزاماته.
و في ألاخير تم التطرق إلى إلادارة الضريبية باعتبارها من إلادارات ذات املهام الصعبة و املهمة في نفس
الوقت ،فمهامها صعبة بحيث يناط بها تطبيق القانون الضريبي و القيام بتحصيل إلارادات التي تستخدمها
الدولة في تمويل نفقاتها كما تعتمد على هياكلها و تنظيماتها املختلفة و كل ما لديها من سلطات للوفاء بالتزاماتها
اتجاه املكلف.
34
الفصل الثاني
العالقة الضريبية والعوامل
املؤثرة عليها
العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها الفصل الثاني:
تمهيد:
لم تكن العالقة بين إلادارة الضريبية و املكلف تتمتع بسمعة حسنة على مر العصور ،ويعود ذلك لسوء
نظرة كل منهما تجاه آلاخر ،فاذاكان املكلف ال يرى في إلادارة الضريبية إال اداة جباية وظيفتها تحصيل أكبر قدر
ممكن من الضريبة ،فإن إلادارة الضريبية ترى ان ما تقوم به ما هو الا واجبا مقدسا باعتبارها تهدف لتحقيق
املصلحة العامة للمجتمع دون مراعاة املصلحة الخاصة للمكلف ،و ال شك في أن هده العالقة تعتبر العنصر
ألاساس ي في سبيل الحصول علي الضريبة كإيراد هام للدولة و ضمان وفرة مردوديتها.
ومن هدا املنطلق و بغية التعرف على واقع هذه العالقة بينهما تطرقنا إلى تقسيم هدا الفصل إلى ثالثة
مباحث:
املبحث ألاول :مدخل إلى العالقة الضريبية
املبحث الثاني :التحصيل الضريبي
املبحث الثالث :العوامل املؤثرة على املردودية
37
العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها الفصل الثاني:
1
سليمان الفندي ،الحقوق ألاساسية للمكلف بالضريبة ،مجلة جامعة البعث ،الد 39العدد 44،جامعة دمشق 7102 ،ص10
2
عادل فليح العلي ،حمدي سليمان القبيالت ،املبادئ القانونية لحقوق املكلف بالضريبة في القانون ألاردني و املصري ،مجلة جامعة تكريت للحقو السنة الثانية،
ق
املجلد 7الجزء 7 ،كانون ألاول 7102ص10
38
العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها الفصل الثاني:
3
نشات إدوارد ناشد ،كتاب ربط الضريبة على الدخل و أثره في العالقة بين املمول و إلادارة الضريبية ،دار النهضة العربية ،د.ط القاهرة 7117 ،ص00
4
زعزوعة فاطمة ،الحماية القانونية املمنوحة لألشخاص الخاضعين للضريبة ،مرجع سبق ذكره ،ص 74-70
5
املادة 27من الدستور الجزائري ،الجريدة الرسمية رقم 76املؤرخة في 8ديسمبر 0991
39
العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها الفصل الثاني:
شروط لحماية املكلف بالضريبة باعتباره طرف ضعيف في العالقة ،ومنع التفرقة بين شاغلي املراكز
املتماثلة ،بناءا على اعتبارات شخصية و هذه الشروط هي:
أن تكون التعديالت عامة و مجردة غير موجهة إلى مكلف بالضريبة معين ،و إال وقع هذا التعديل تحت
طائلة البطالن.
أن يتم التعديل وفقا ملبدأ تدرج القواعد القانونية ،أي بنفس ألاداة القانونية التي أنشئت املركز
القانوني أو بمستوى أعلى.
عدم رجعية القواعد القانونية بأثر رجعي إال إذا نص القانون صراحة
.IIIالعالقة بين املكلف و إدارة الضرائب عالقة مديونية
في حين يتجه الجانب آلاخر من الفقه القانوني ،إلى القول أن عالقة املكلف باإلدارة الضريبية عالقة
مديونية بين دائن و مدين ،ال تختلف عن سائر الالتزامات ألاخرى كون القانون الضريبي هو املصدر املباشر أو
غير املباشر لاللتزامات جميعها ،و دلك دون تمييز بين الالتزام بدفع الضريبة عن أي التزام آخر ،بيد أن القانون
يرتب على تحقق بعض ألاعمال القانونية و املادية أثرا في نشوء الالتزام ،في حين يبقي مصدر الالتزام القانون
الذي يحدد تلك ألاعمال بالذات و يحدد نطاقها و يرسم مداها و يترتب عليها حكمه.6
ومنه نستخلص أنه تتكون العالقة الضريبية عادة من طرفين املكلف وإلادارة الضريبية،حيث أن املكلف
مطالبا وملتزما بدفع الضرائب أما الطرف الثاني من هذه العالقة فهو إلادارة الضريبية هي الطرف الذي يطلب
ويفحص ويراقب وينفذ ويمكننا القول بأنه إذا وجد أشخاص في أي نظام فال بد أن يكون هناك طرف ضعيف
وطرف آخر قوي.
فالعالقة بينهما هي عالقة قانونية تنظيمية ،تستند من القانون الضريبي ،وليست عالقة دائن ومدين كما
هو الحال في الحقوق الشخصية.
تطورالعالقة الضريبية:
لقد مرت العالقة الضريبية بتطور املعامالت بينهما ،من معاملة املمول كزبون أو عميل لدى إدارة
الضرائب إلى معاملته كشريك معها ،و إلى تحولها إلى إدارة خدمات تخدم املكلف بالضريبة.
تطورمعاملة املكلف كزبون لدى إدارة الضرائب:
لقد شهدت إلادارة الضريبية إصالحات عديدة في إطار العصرنة و الحداثة ،و التي تضم ضمن طياتها
تغيير نظرة إلادارة الضريبية إلى املكلف ،من مكلف أو مدين بالضريبة إلى زبون (عميل) تسهر على خدمته.
فبعدما كانت تعتبر أنه مجبر على تأدية ضرائبه لكونه مكلف قانوني ،أصبحت تعتبره زبونا تسعى هذه إلادارة إلى
التقرب منه وإزالة غموضه و حسن معاملته ،عن طريق تقديم خدمة بجودة عالية تجعله مرتبطا بها.
6
علي هادي عطية مطر الهاللي ،مدي ذاتية الاتبات في املنازعات الضريبية ،مجلة العلوم القانونية ،جامعة بغداد ،7100 ،ص94
40
العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها الفصل الثاني:
لهذا نجد إلادارة الضريبية قد فتحت عدة قنوات اتصال ،و التي بواسطتها يمكن للمكلفين الحصول بطريقة
سهلة وسريعة على معلومات واضحة و دقيقة مطابقة النشغاالتهم ،حيث وضعت تحت تصرفهم مصالح
متخصصة مكلفة باستقبالهم و تزويدهم باملعلومات التي يطلبونها ،كما نشرت لهم عدة وثائق مجانية (دالئل،
كتيبات مطويات ،ملخصات ،بالغات...إلخ) و هي معدة خصيصا ملختلف أصناف املكلفين حسب نشاطاتهم ،والى
الجمهور عامة ،وتتميز بأسلوب واضح ونشيط وهي متاحة على مستوى جميع املصالح وكذا املوقع الالكتروني.
تطورمعاملة املكلف كشريك لدى إدارة الضرائب
لقد عملت إلادارة الضريبية الجزائرية منذ عدة سنوات دون توقف ،على تطوير خطاا الذي يهدف إلى
ترسيخ التصور الايجابي في تأسيس الضريبية ،حيث تسعى من خالله إلى جعل املكلف شريكا كامال ،النجاز مهمتها
واملتمثلة في تمويل ميزانية الدولة بمورد الضرائب.
و تمثل هذه الشراكة هدفا استراتيجيا بالنسبة إلدارة الضرائب ،في جعل سلوك املكلف بالضريبة ضمن
مقاربة في غاية التمدن ،و وضعه في املرتبة الالئقة به ضمن هذه العالقات الجديدة املتعلقة بالتعاون و التشاور،
التي تميز عالقات إلادارة الضريبية بمتعامليها.
تطورإلادارة الضريبية إلى إدارة خدماتية:
تتحول إدارة الضرائب من إدارة ضريبية إلى إدارة الخدمات ،إذ تتمثل هذه الخدمة في إعانة املكلف
بالضريبة على الوفاء بالتزاماته الضريبية ،و ابتعاده عن الوقوع في املخالفات التي تعرضه إلى توقيع العقوبات ،إذ
أن املكلف بالضريبة يشعره أن إلادارة الضرائب تخدمه،وأن خدمتها تعود عليه بالنفع في هذا الصدد،وهذا يجنبه
في املقابل أن يتحمل تكلفة هذه الخدمة بعدم استعانته بالخبراء و املختصين في الاستفسار عن أمور معقدة ،ألن
هذه
الخدمات املقدمة إلى املكلف بالضريبة في املواقع يمكن ترجمتها إلى مبالغ نقدية ،يمكن توفيرها دون
الحاجة إلى ذوي الخبرات.7
ومن هنا نستنتج أن إلادارة الضريبية مؤسسة إنتاجية تتمثل مدخالتها في املوظفين و املعلومات ،أما
مخرجاتها فهي إلادارات التي تعود إلى صالح الدولة والعدالة التي تتحقق للمكلفين.
املطلب الثاني :نظرة املكلف بالضريبة إلى إدارة الضرائب و الضرائب
في حد ذاتها لم تكن العالقة بين إدارة الضرائب و املكلف بالضريبة على مر العصور تتمتع بسمعة حسنة،
و ذلك في معظم اتمعات و ذلك الختالف نظرة كل منهما لآلخر ،وما هو إال تعبير عن ردود الفعل النفسية من
املكلف بالضريبية ،اتجاه إلادارة الضريبية و ترجع هذه النظرة أيضا إلى املواجهة التي يجد املكلف بالضريبة
نفسه خاضعا لها إزاء إلادارة.
7
بلعوجة حسينة ،العالقة بين املكلف و إلادارة الضريبية في الجزائر ،أطروحة نيل شهادة الدكتوراه ،كلية العلوم الاقتصادية و التجارية و علوم التسيير ،جامعة أبي بكر
بلقايد ،تلمسان ،ص ،7102-7101ص722-722
41
العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها الفصل الثاني:
.1النواحي النفسية و الاجتماعية للمكلف بالضريبة اتجاه الضريبة و إلادارة املوجهة لها
إن الواقع العملي أثبت أن هناك أسباب أو نواحي نفسية وأخرى اجتماعية ،تكتنف املكلف بالضريبة مما
تظهر تنافرا في العالقة بين املكلف بالضريبة وإلادارة الضريبية ،وهو ما يؤدي إلى املكلف بالضريبة ينظر إلى
الخزينة العمومية كخصم أو كعدو له.
.1.1النواحي النفسية و الاجتماعية للمكلف بالضريية اتجاه إدارة الضرائب
يقصد بالنواحي النفسية ،ذلك الشعور لدى بعض املكلفين بالضريبة بحرمانهم من الاستفادة من
استهالك معين فيؤدي ذلك إلى التقليل من استهالك بعض املوارد و بالتالي التقليل من إلانفاق من دخلهم.
ولعل السبب الرئيس ي لهذه النواحي النفسية يرجع إلى أسباب تاريخية ورثتها الشعوب عن الاستعمار ،فكان
الاستعمار الفرنس ي مثال في الجزائر يستعمل الضريبة كوسيلة ملصادرة و فرة أموال ألافراد مما انعكس سلبا على
املجتمع اتجاه فرض الضرائب أنها اقتطاع مالي دون مقابل بل و هذا ما أدى إلى إحساسهم بأن الضريبة تحد من
حرياتهم ويذهب البعض إلى اعتقادهم في عدم عدالتها على مستوى توزيع العبء الضريبي بالتساوي ،فيبدأ
املقارنة بين مبلغ الضريبة املخصص له و بين ما يدفعه آلاخرون فيحتج لشعوره بالظلم الضريبي.8
.7.0مواجهة املكلف بالضريبة الدارة الضرائب
من املعروف أن هناك عالقة تنجم عن تطبيق إلادارة الضريبية للقواعد القانونية ،سواء بتأسپس
الضرائب أو تحصيلها و املكلف بالضريبية الذي تطبق عليه هذه القواعد ،فيؤدي ألامر إلى مواجهة بينهما ،إذ أن
املواجهة تتضمن التالقي بين إلادارة الضريبية إدارة متخصصة و املكلف بالضريبة والذي قد يكون الكثير منهم
ممن يجهل هذه القوانين الضريبية أو قد ال يكون على دراية كافية في كيفية التعامل مع إلادارة الضريبية.9
42
العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها الفصل الثاني:
الواقع أن املكلف بالضريبة يفرض عليه أن يعيش وسط مجموعة من القوانين واللوائح الضريبية التي
تحتاج منه الشرح والتفسير ،و يحدث ألامر كذلك مع تفسيراتها املستمرة ،ألامر الذي قد يؤدي باملكلف بالضريبة
إلى إيجاد صعوبة في مالحقة هذه القوانين و تغيراتها املستمرة بالفهم و التفسير.
ت .التعقيدات الضريبية
إن كثرة النصوص القانونية امللمة بالضريبة قد يؤدي إلى بعض التعقيدات في فهم و فحوى بعض
النصوص ،فقد نجد مثال صعوبة في التفريق بين الضريبة و ما يشاكها من التزامات أخرى مثل الرسم ،و هذا
الخلط قد يقع فيه املشرع ذاته.
ث .عدم الاستقرارفي تطبيق القواعد الضريبية:
إن التعقيدات في النصوص الضريبية و الصياغة السيئة لبعض النصوص و غموضها من جهة أخرى
ألسباب واضحة و أساسية في عدم استقرار تطبيق القواعد الضريبية.10
نستنتج أنه أهتم علماء النفس على شخصية املكلف بالضريبة و القيم التي يتحليبها غير أن التركيز على
العنصر النفس ي وحده غير كافي إلعطاء الانطباع عن شخصية املكلف بالضريبة ،و أنه إلى جانب العوامل
النفسية هناك عوامل اجتماعية دفعت باملكلف بالضريبة إلى عدم احترامه إلدارة الضرائب باإلضافة إلى وجود
عدة مواجهات تنجم عن تطبيق إلادارة للقواعد القانونية على املكلف مما يدفعه إلى الغش و التهرب الضريبي.
10
زعزوعة فاطمة ،الحماية القانونية املمنوحة لألشخاص الخاضعين للضريبة ،مرجع سبق ذكره ،ص 001-019
11
عباس ناصر سعدون ،تعزيز الثقة بين املكلف و إلادارة الضريبية ،مذكرة لنيل شهادة املاجستير ،كلية الحقوق ،جامعة القادسية ،7101 ،ص11
43
العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها الفصل الثاني:
يكفل إشباع الحاجات ،وبتوفر نظم معلومات كفء قادرة على معالجة الكم الكبير من البيانات واملعلومات
واعتماد طرق فحص كفوءة.
.7العمل على إيجاد جهازضريبي منظم ومتفهم وقادرعلى التطبيق الصحيح للقانون:
تعتبر إلادارة الضريبية مركز الثقل في نظام التحاسب الضريبي والجزء الذي يمكن أن يبث الحركة في بقية
أجزائه بطريقة منضبطة لتحويله إلى نظام عامل وفعال يحقق ألاهداف املحددة له ،لذلك تبقى إلادارة الضريبية
هي ألاساس في نجاح أي نظام ضريبي إذ تقع عليها مسؤولية تنفيذ التشريع الضريبي من خالل أجهزتها املختصة
فتقوم بفرض الضريبية وتحصيلها ،فاعتماد أفضل التشريعات وأتباع أفضل السياسات ال يمكن أن يحقق
النتيجة املرتقبة إذا كانت أداة التنفيذ إلادارية عاجزة عن استيعابها وتطبيقها.
.0تنمية الوعي الضريبي لدى املكلفين من خالل وسائل إلاعالم املختلفة:12
لكي يتصرف املكلف بايجابية تجاه الضريبة وبسلبية نحو التهرب الضريبي يجب على إلادارة توعيته ،فكثير
ما يتم التساؤل هل من املمكن محاربة وبفعالية التهرب الضريبي وذلك بتشجيع املكلف على التصريح بضرائبه
فإحساس املتهرب بخطر قد يترقبه ،يكون له تأثير تربوي في الجانب الاجتماعي ،فيدفعه بذلك إلى عدم املجازفة
بمكانته الاجتماعية،لذلك يجب على إلادارة تقديم يد املساعدة للمواطنين واملؤسسات في تحديد الوعاء الخاضع
للضريبة ومن واجبها أن تضع في تصرفهم إرشادات إعالمية وكتيبات لشرح بعض إلاجراءات الخاصة بالضريبة
وعليه فان توجيه املكلف بالضريبة تأتي كمرحلة ابتدائية منذ بداية تعامله مع إلادارة الضريبية ألن تصرفه ال
يخضع ألي حساب علمي وإنما يخضع إلى دوافع نفسية.
.4إيجاد جهة تنظم العالقة بين املكلف وإلادارة الضريبية:
تشوب العالقة بين املكلف وإلادارة الضريبية حاالت الشك وعدم الثقة ،مما يولد مشاكل عديد تعقد
عملية التحاسب الضريبي ،علما بأن املكلفين دائما ما يشعرون بان إلادارة الضريبية تحاول بشتى السبل اقتطاع
ً
جزء من دخلهم الذي بذلوا جهدا في الحصول عليه فضال عن تعسفها في هذا الاقتطاع ،فهم غير مقتنعين
بعدالة ما يستحصل منهم ،وعلى هذا ألاساس تبرز أهمية تنسيق وتنظيم العالقة بين إلادارة الضريبية واملكلفين
بالشكل الذي يخلق أجواء الثقة والقناعة ،ولتنظيم هذه العالقة يجب أن تكون هناك جهة قادرة على مد جسور
الثقة بين طرفي القضية بما ينعكس إيجابا على الحصيلة الضريبية وإيفاء املكلف بالتزاماته.
12
م.عباس ناصر سعدون ،تعزيز الثقة بين املكلف و إلادارة الضريبية ،مرجع سبق ذكره ،ص11
44
العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها الفصل الثاني:
يتكون التشريع الضريبي الجيد من مجموعة من الصفات من حيث حسن الصياغة وانسجامه مع الوضع
الاقتصادي السائد ،فالتشريع املالي الجيد واملنسجم واملترابط عليه أن ال يتضمن ثغرات تترك مجاال للتهرب وهذه
ألامور تتطلب أيضا تحسين إلاجراءات إلادارية من حيث اختصار إجراءات التحقيق والتحصيل مما يساعد على
سرعة تحقيق الضريبة وجبايته.
نستنتج مما سبق أنه لكي تكون إدارة الضرائب في املستوي املطلوب و تقدم أعمالها على أحسن وجه يجب
تدعيم و تكتيف جهود إلاعالم كما يجب إنشاء مكاتب مخصصة تتكلف بتوعية املكلفين بالتزاماتهم و حقوقهم
وذلك حتى تستطيع ضمان ديمومة حسن العالقة بينها وبين املكلفين بالضريبة.
45
العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها الفصل الثاني:
13
دمحم لعالوي ،دراسة تحليلية لقواعد تأسيس و تحصيل الضرائب بالجزائر ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم تخصص علوم اقتصادية ،كلية العلوم
الاقتصادية و التجارية و علوم التسيير ،جامعة دمحم خيضر،بسكرة7102،،ص
14
مبروكة حجار ،محاضرات في القانون الجبائي ،كلية العلوم الاقتصادية و علوم التسيير ،جامعة دمحم بوضياف ،املسيلة ،7107،،ص00
46
العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها الفصل الثاني:
15
خالف عالء الدين ،إجراءات التحصيل الضرائب املباشرة و منازعاتها ،مذكرة لنيل شهادة املاستر في القانون ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة 17ماي
1945،قاملة ،7101 ،ص14
16
غيت مسيكة ،إشكالية التحصيل الضريبي بين امتيازات إدارة الضرائب و ضمانات املكلف بالضريبة ،مذكرة لنيل شهادة املاستر في الحقوق،كلية الحقوق و العلوم
السياسية ،جامعة عبد الرحمان ميرة ،بجاية ،7101 ،ص07
47
العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها الفصل الثاني:
17
اوفلة ليندة ،اثر الضرائب و الرسوم على الوضعية املالية للمؤسسة ،مذكرة لنيل شهادة املاستر ألاكاديمي ،كلية العلوم الاقتصادية و و التجارية و علوم التسيير،
جامعة بومرداس ،7102 ،ص01
18
اغيت مسيكة ،إشكالية التحصيل الضريبي بين امتيازات إدارة الضرائب و ضمانات املكلف بالضريبة ،مرجع سبق ذكره ،ص72
48
العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها الفصل الثاني:
19
خلف حسناء ،منازعات التحصيل الضريبي ،مذكرة لنيل شهادة املاجستير ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة وهران 7دمحم بن أحمد،وهران ،7101 ،ص02-04
49
العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها الفصل الثاني:
.1التنبيه:
هو إجراء يسمح لقابض الضرائب املختص من استعمال إلاجراءات الردعية ،ويوجه هذا إلاجراء الوقائي
إلى املدينين بالضريبة قبل اللجوء إلى إجراءات مثل :البيع باملزاد العلني والغلق إلاداري،حيث يتضمن هذا إلاجراء
بعض البيانات وهي :اسم ولقب املدين بالضريبة ،سنة فرض الضريبة ،نوع الضريبة ،العقوباتٕ ،وامضاء قابض
الضرائب.
وفي حالة ما إذا لم تجد هذه الوسيلة نفعا ،يلجأ قابض الضريبة إلى وسيلة أكثر ردعا وهي :غلق الحساب
البنكي للمدين بالضريبة أو الغلق املؤقت للمحل املنهي.
.2الحجز:
20
توجد عدة أشكال للحجز ،نعرض أهمها فيما يلي
أ .الحجزالتنفيذي la saisie d’exécution
هو إجراء يسمح بوضع منقوالت املتقاعس عن دفع الضريبة والتي تكون في حوزته أو ملك له تحت يد العدالة
قصد بيعها لتصفية الدين الذي هو على عاتقه.
ب .الحجزعلى التحصيل الزراعي : la saisie brandon
وهو إجراء يسمح بوضع ثمار أو مزروعات أو غرس تحت يد العدالة تكون أصال ملكا للمتقاعس عن دفع
الضريبة.
ت .الحجزعلى ألاثاث واملبيعات : la saisie foraine
وهو إجراء يسمح بحجز ألاثاث واملبيعات في ألاسواق واملعارض تكون في متناول املتقاعس عن دفع
الضريبة بترخيص من قاض ي الاستعماالت أو رئيس املحكمة.
ث .الحجزاالتوقيفي أو الحدي: la saisie arrêt
وهو إجراء تنفيذي يساهم فيه ثالثة أطراف ألنه يخص ثالثة أشخاص هو الدائن ألاصلي من له حق
الحجز لدى املدين وله هو آلاخر دين على عاتق شخص ثالث و يسمح هذا إلاجراء للمدين أن يحصل دينه قصد
تبرئة ذمته لدى الدائن ألاصلي.
20
ميهوبي مراد ،إجراءات تحصيل الضريبة ،مجلة التواصل في الاقتصاد و إلادارة و القانون ،العدد 09،سبتمبر ،7104،ص71
50
العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها الفصل الثاني:
املالحظ أنه في إطار نشاطها الردعي ضد املتقاعسين عن دفع الضريبة ،فإن إلادارة الضريبية مدعوة
للجوء إلى إلاجراءات القضائية التي تضاف أو تتمم طرق التنفيذ خارج القضاء.
.3بيع املحجوزات
من أهم التصرفات القانونية التي ِترد على املحل التجاري هي بيعه ولقد ّعرفت املادة 020من القانون
املدني الجزائري البيع بأنه "عقد يلتزم بمقتضاه البائع أن ينقل للمشتري ملكية ش ي أو حقا ماليا آخر في
مقابل ّثمن نقدي "21إذ يشترط النعقاد بيع املحل التجاري توافر ألاركان العامة للعقد وهي الرضا واملحل والسبب.
ّ
فالرضا يكون متى اتفاقا إرادتين على البيع واملبيع والثمن ،أما محل البيع فيقصد به الش يء املبيع وهو
املحل التجاري ،فيجب أن يكون مما يجوز التعامل فيه وأن يكون معينا أو قابال للتعيين وأن يكون املبيع مما
ينطبق عليه وصف املحل التجاري وبخصوص السبب أو الغرض فيجب أن يكون الغرض من استغالل املحل
مشروعا ولقد نظم املشرع الجزائري أحكام عقد بيع املحل التجاري في املادة 29من القانون التجاري وما يليها
نستنتج مما سبق أنه تلجأ إلادارة الضريبية إلى تحصيل الضريبة بإرادة منفردة ،و تتمتع في هدا اال
امتيازات السلطة العامة لدلك يبقي التساؤل حول ما إدا كانت إجراءات تحصيل الضريبة الجاري العملبها
سواء تعلق ألامر بإجراءات التحصيل الودية أو إجراءات التحصيل الجبرية تحقق الفعالية املرجوة
21
ألمانة العامة للحكومة ،القانون املدني ،املادة ،7102 ،020ص20
22
حساوي سليمة ،ياحي حنان ،آلاليات القانونية للتحصيل الجبري للضريبة في ظل قانون إلاجراءات الجبائية ،مذكرة لنيل شهادة املاستر في الحقوق ،كلية الحقوق و
العلوم السياسية ،جامعة زيان عاشور ،الجلف ،7102 ،ص40
51
العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها الفصل الثاني:
العامة أن تطلعهم على ملفات أية دعوى مدنية أو جنائية تساعدهم في تحديد مبلغ الدين .وقد وضع
املشرع سلسة من العقوبات على من يعرقل استخدام هذا الحق سواء باالمتناع أو إلاتالف قبل انقضاء
مدة التقادم التي يسقط بعدها حق إدارة الضرائب.
-تفرض قاعدة »الدفع ثم الاسترداد« ،وهي قاعدة مقررة في التشريع الضريبي ،حيث يلتزم املكلف بدفع دين
الضريبة إلى الجهة املختصة ثم يستطيع أن يطعن في فرضها أساسا أو في مقدارها أو حتى استردادها،
والغرض من ذلك استقرار املعامالت الضريبية ،و مراعاة مصلحة الخزينة العمومية ،وحتى ال يستغل
املكلفون حقهم في الطعن ويتأخرون في دفع دين الضريبة.
تعد كافة وسائل محاربة التهرب الضريبي في نفس الوقت ضمانات التحصيل الضريبة .نستنج مما سبق أنه
تعمل جميع الدول و دون استثناء على ضمان فرضها و تحصيلها بمختلف الطرق و الوسائل ،بداية بالطرق
الودية و التي تحدث بمجرد حلول آجال دفع دين الضريبة و في حالة فشل هده إلاجراءات تتوجه إلادارة مباشرة
إلى الطرق الجبرية و التي يتصدرها إلانذار و بعدها إشعار الغير مرورا بالحجز بكل أنواعه تم الوصول أخيرا إلى
البيع ،و حتى تضمن الدولة الحصول على مستحقاتها فقد حدد القانون للخزينة العمومية عدة ضمانات.
52
العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها الفصل الثاني:
23
أحمد صالح حسن ،حسام حميد سلطان،إلاعالن و انعكاساته على زيادة الوعي الضريبي ،مجلة الدنانير ،الطبعة العاشرة ،العراق ،2017ص440
53
العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها الفصل الثاني:
فكلما كان الوعي ألاخالقي و الضريبي و إلانتمائي مرتفعا ،كلما كانت نظرة املكلف للضريبة ايجابية،
والعكس صحيح كلما كان الوعي الضريبي ضعيفا كان الباعث النفس ي على التهرب من دفع الضريبة قويا و سادت
كراهية الضريبة ،24فاملكلفون لم يقتنعوا أن ألاموال التي تأخذ منهم كضرائب يتم إنفاقها لصالح املجتمع ،و
انعدام روح التضامن يأتي ذلك نتيجة تدني املستوي الخلقي في بلد من البلدان ،فيؤدي إلى ضالة شعورهم
بواجباتهم إزاء الدولة و الجماعة .و هذا الشعور ال يمكن فرضه على ألافراد ،و إنما يأتي نتيجة التكامل مع الزمن
و يتطور من جيل آلخر،و يختلف من مجتمع آلخر حسب الشعوب و ألامم.
.2حب الذات واملال
إن إلانسان بطبيعته محب للمال حريص كل الحرص على الاحتفاظ به ،و أن هدا الشعور الزم إلانسان
مند قديم الزمان و ما صاحبه من فرض الضرائب و جبايتها و ماا من ظلم ووسائل إكراه و إجبار ،مما جعل آدم
سميث يقرر" ليس أثقل على إلانسان من ظل جابي الضرائب" مما جعل إلانسان ال يستطيع أن يتخلص كلية من
نظرته السلبية و املعادية للضرائب ،و منه حب املال و ألانانية من العوامل النفسية التي تتعلق باملكلف نفسه ،و
يمكن أن تنشأ من خالل إلاحساس الذي يخالجه تجاه الضريبة ،عن طريق الاهتمام بامللكية الفردية و عدم
الاكتراث باملصلحة العامة ،حيث أكد علم النفس الاجتماعي للضريبة ،أن هناك ردود فعل قد تنشأ لدى املمول،
فتغير سلوكياته واتجاهاته الاقتصادية .25و أيضا من خالل غزيرة التملك لدى املكلف بالضريبة و التي تدفعه إلى
الاحتفاظ بأمواله والتمتع بمنافعها عوضا عن التنازل عنها للدولة عن طريق الضريبة ،خاصة و أنه متيقنا من أن
كافة الخدمات التي ستقدمها الدولة سوف يستفيد منها و يتمتعا سواء دفع الضريبة أو لم يدفعها ،كما أن
أنماط التفكير لذي الشعوب تسهم بدورها في تشكيل الظروف النفسية للمكلف ،كما هو الحال في فرنسا
والدول املتأثرة بها و التي تعتقد أن املكلف الذي يسرق الدولة التي تسرقه ال تشكل سرقة ،و هو ما تنطوي عليه
العبارة الفرنسية الشهيرة " "volet le fiscale n’est pas voleأي ان سرقة الضريبة ليست سرقة.26
عوامل اجتماعية:وتتمثل هذه العوامل فيما يلي:
.0املستوي املعيش ي لألفراد
تتأثر مرد ودية الضريبة بالظروف الاقتصادية التي تسود البلدان فكثرة التقلبات الاقتصادية وارتفاع ألاسعار،
وتدني معدالت النمو في الاقتصاد الوطني و عدم توفير فرص الاستثمار الجيدة ،مع رغبة املواطن في زيادة دخله
املتاح من خالل الامتناع عن كل أو بعض الضريبة املستحقة عليه 27ولذلك يعتبر تغيير السياسات أو إلاجراءات
24
محمود جمام ،النظام الضريبي و آثاره على التنمية الاقتصادية)دراسة حالة الجزائر(،أطروحة دكتوراه في العلوم الاقتصادية ،كلية العلوم الاقتصادية و علوم
التسيير ،جامعة محمود منتوري ،قسنطينة ،7101-7119 ،ص42
25
مليكاوي مولود،إلانفاق الضريبي في الجزائر بين آفاق التحريض إلاستثماري و تحديات التهرب الضريبي من فترة 2008-1992،مدكرة لنيل شهادة املاجستير في علوم
التسيير ،كلية العلوم الاقتصادية و علوم التسيير ،جامعة الجزائر ،7101-7119 ،0ص10
26
بلعوجة حسينة،العالقة بين املكلف و إلادارة الضريبية (العوامل املؤثرة علي سلوك املكلف تجاه الادارة الضريبية و الضريبة في حد داتها) ،مرجع سبق دكره ،ص000
27
طارق حمدي حمدان أبو سنينة ،العوامل املؤثرة في التهرب و الت جنب الضريبي و عالقتها بالشكل القانوني ملكتب التدقيق و املحاسبة و الشكل القانوني للشركة
الصناعية ،مذكرة ماجستير في املحاسبة ،كلية العلوم الادارية و املالية ،جامعة الشرق الاوسط ،7117 ،ص02
54
العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها الفصل الثاني:
املتعلقة باالستثمار املستمر دون مبرر و تعقيد هده إلاجراءات عامال مساعدا على التهرب من دفع الضريبة ،ألن
الاستقرار الاقتصادي يعتبر عامل مهم ملمارسة النشاط الاقتصادي بالنسبة للمواطنين و من الحوافز املهمة،
التي تجعل املواطن ليصرح عن دخله الحقيق و دفع الضريبة املستحقة عليه ،ففي وقت الكساد ينخفض
متوسط الدخل الفردي وهنا تصبح قدرة املكلف على تسديد الضريبة منخفضة لذا يلجأ إلى مسالك التهرب من
دفعها ،في حين نالحظ أن في فترة الازدهار و الرخاء ترتفع املرد ودية و هذا أمر بديهي ألن دخل املكلف يكون مرتفع
و هنالك وفرة في مدخوالته ،28لذلك عرفت السياسات الضريبية خالل السنوات ألاخيرة توجها نحو رفع مستوي
املعيشة من خالل دعم مداخيل الطبقات الاجتماعية الضعيفة ،و رفع القدرة الشرائية للمواطن ،و يأتي هدا
التوجه بعد آلاثار السلبية لإلصالحات ،التي قامت بها السلطات العمومية بداية التسعينات على النواحي
الاجتماعية ،وكدا بفضل تحسن الوضع املالي للبالد بعد ارتفاع أسعار البترول ،و تتلخص أهم إلاجراءات
الضريبية التي قامت بها الجزائر لرفع مستوي املعيشة بغية رفع القدرة الشرائية للمواطن ،في إعفاء بعض السلع
من الرسم على القيمة املضافة وإخضاع السلع ألاخرى ذات الاستهالك الواسع إلى معدل مخفض يقدر ب ،%07
و كذا رفع الحد ألادنى املعفى من الضريبة على الدخل إلاجمالي ،أما فيما يخص رفع مداخيل الفئات الاجتماعية
الضعيفة ،و كدا تلك املدفوعة في إطار الحماية الاجتماعية فقد نصت املادة 68من قانون الضرائب املباشرة و
الرسوم املماثلة على إلاعفاءات التالية:
-العمال املعوقون حركيا أو عقليا أو بصريا أو الصم البكم الذين تقـل أجورهم أو معاشاتهم عن عشرين
ألف دينار جزائري 20 000دج شهريا و كذا العمال املتقاعدون الذين تقـل معاشاتهم في النظام العام
عن هدا املبلغ.
-التعويضات املرصودة ملصاريف التنقل أو املهمة.
-التعويضات عن املنطقة الجغرافية.
-املنح ذات الطابع العائلي التي ينص عليها التشريع الاجتماعي مثل :ألاجر الوحيد واملنح العائلية ومنحة
ألامومة ،التعويضات املؤقتة واملنح و الريوع العمرية املدفوعة لضحايا حوادث العمل أو لذوي حقوقهم.
-منح البطالة والتعويضات واملنح املدفوعة على أي شكل كان من قبل الدولة والجماعات املحلية
واملؤسسات العمومية تطبيقا للقوانين واملراسيم الخاصة باملساعدة والتأمين.
-الريوع العمرية املدفوعة كتعويضات عن الضرر بمقتض ى حكم قضائي من أجل تعويض ضرر جسماني
نتج عنه بالنسبة للضحية ،عجز دائم كلي ألزمه اللجوء إلى مساعدة الغير للقيام باألفعال العادية
للحياة.
28
ميثم لعيبي إسماعيل ،املالية العامة مقايضات الكفاءة و العدالة (مدخل النظرية الجزئية) ،مكتب الهاشمي للكتاب الجامعي ،اململكة ألاردنية الهاشمية ،رقم إلايداع
لدي دائرة املكتبة الوطنية ،العراق -بغداد -املستنصرية7101 ،م ،الطبعة ألاولى ،ص 71-72
55
العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها الفصل الثاني:
56
العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها الفصل الثاني:
املكلف يشعر بوطأة الضريبة ،فكان البد من املطالبة بعدالتها ،و مفهوم العدالة الضريبية مفهوم نسبي يختلف
من طبقة إلى أخرى ،من دولة إلى أخرى ،فالغني قد يري العدالة بتطبيق ضريبة عامة ،أي بتوحيد نسبتها على
املكلفين جميعهم ،في حين يراها الفقير في املساواة و التضحية ،أي بإسهام املكلف باألعباء العامة للدولة وفق
حالته املادية و العائلية ،و يختلف مفهوم العدالة بين الدول تبعا للنظام السياس ي و الاقتصادي لكل منها ،فال
تنظر الدول الرأسمالية للعدالة الضريبية نظرة الدول الاشتراكية.29
على الرغم من اختالف مفهوم العدالة لكن ُيتفق على أن العدالة هي أن يتحمل كل مكلف نصيبه في تمويل
النفقات العامة الضرائب على تخفيف حدة التفاوت الاجتماعية و تعمل على إعادة توزيع الدخل والثروات بحيث
تقض ي نوعا ما على التمايز و التفاوت بين طبقات املجتمع و فئاته ،و يرى الدكتور رياض الشيخ أن العدالة في
أبسط معانيها مفهوم فلسفي وأخالقي يختلف في مضمونه و محتواه باختالف الظروف الاجتماعية و التاريخية.
بينما يشير الدكتور سمير عبد العزيز على أن العدالة الضريبية هي توزيع ألاعباء الضريبية املراد تحصيلها
بين أفراد املجتمع على إلايديولوجية السياسية و الاجتماعية السائد في املجتمع في فترة معينة من الزمن بحيث
يمكن القول بأنها النظام العادل هو ذلك النظام الذي يترتب عليه معاملة ضريبية يؤمن أفراد املجتمع ممثال في
مجالسة النيابة بعدالتها.30
كما أن تقدير وعاء الضريبة على أسس واقعية ،مع تحديده بدقة ،يعد من املبادئ ألاساسية للمحافظة
على املال العام من جهة ،و بالتالي الالتزام بمبدأ املساواة أمام القانون الضريبي .فتقدير الوعاء بهذه الطريقة
يضمن املساهمة في ألاعباء العامة ،بنسب تأخذ بعين الاعتبار قيمة املال الخاضع للضريبة ،فبدون هذا الضابط
الذي ال يمكن أن يتحقق إال بقواعد قانونية واضحة و مستقرة ،و بممارسة إدارية شفافة ،يمكن أن نتصور
فرض أعباء على املكلف ،تفتقد للعدل فيما يتعلق بأسس تحديد وعائها الضريبي ،فتتحول الضريبة من مساهمة
مقبولة ،يقتنعبها املكلف و يسددها بمحض إرادته ،إلى عقوبة مفروضة يحاول بشتى الوسائل التملص من
الخضوع لعقابها.
29
زياد أحمد علي عرباس ي ،العدالة الضريبية من وجهة نظر أرباب الصناعات الفلسطينية ،مذكرة ماجستير في املنازعات الضريبية ،كلية الدراسات العليا في جامعة
النجاح الوطنية في نابلس فلسطين ،7117 ،ص02
30
57
العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها الفصل الثاني:
فكثرة النصوص القانونية امللمة بالضريبة ،قد يؤدي إلى بعض التعقيدات في فهم محتوي بعض
النصوص فقد نجد مثال صعوبة في التفريق بين الضريبة و ما يشابهها من التزامات أخري مثل الرسم ،و هدا
الخلط قد يقع فيه املشرع ذاته ،فقد ينص على رسم في حين أنه يقصد به ضريبة و العكس صحيح ،مثال من
الدول ما تستخد م تعبير الرسوم الجمركية للداللة على الضرائب الجمركية ،فهده التعقيدات تؤدي باملكلف إلى
السؤال عنها ،مما يؤدي به إلى مواجهة مع إلادارة الضريبية.31
أما املرونة فتعبر عن مدي استجابة النظام الضريبي للتغيرات الحاصلة في ألاوضاع الاقتصادية
السائدة ،خاصة عند تأثيرها على املادة الخاضعة للضريبة انخفاضا أو ارتفاعا ،و هناك مجموعة من املؤشرات
يمكن على ضوئها قياس مرونة النظام الضريبي.
.0استقرارالتشريع الضريبي
إن التشريع الضريبي ينظم العالقة بين مصلحة الضرائب من جهة و ممولي الضرائب املختلفة من جهة
أخرى ،بهدف تمويل الخزينة العمومية ،و مما الشك فيه أن التشريع الجبائي الجزائر قد تأثر كغيره من
التشريعات الجبائية في الدول النامية بنفوذ الدولة التي استعمرتها ،ذلك أن الجزائر و مند استقاللها قد تبنت
نظاما ضريبيا مستوحي من النظام الضريبي الفرنس ي ،و باعتبار أن النظام الضريبي الجزائر يعتمد في أساسه على
النظام التصريحى ،على غرار أغلب ألانظمة العاملية و الذي يختلف عن النظام الاقتطاع من املصدر ،بحيث أن
املكلف بالضريبة يقوم بنفسه بإيداع التصريح ،و باملقابل يمنح املشرع لإلدارة الجبائية الحق في مراقبة هده
التصريحات.32
إذ تؤدي التغيرات الدائمة في التشريع الجبائي إلى غموض النظام الجبائي بسبب تعدد القوانين ،كما تؤدي
إلى عدم ثقة املكلف بالنظام الجبائي وبالتالي هدا ما يجعل مسايرة هده إلاجراءات من قبل املكلفين بتطبيقها غاية
في الصعوبة.
املطلب الثالث :آثاروطرق التهرب الضريبي
.Iأثار التهرب الضريبي
تعتبر الضرائب من أهم مصادر الدولة لتمويل نفقاتها و النهوض باقتصادها،و يشكل التهرب الضريبي عائقا
أمام التنمية الاقتصادية في جميع الدول باختالف مستوياتها الاقتصادية،حيث تعد مشكلة التهرب الضريبي
إحدى مظاهر الانحالل السياس ي و الاقتصادي و الاجتماعي ،وتترتب عنه آثار سلبية في مختلف امليادين.33
أوال :آلاثاراملالية .
31
زعزوعة فاطمة ،الحماية القانونية املمنوحة لألشخاص الخاضعين للضريبة ،مرجع سبق ذكره ،ص001
32
بلعوجة حسينة،العالقة بين املكلف و إلادارة الضريبية (العوامل املؤثرة علي سلوك املكلف تجاه إلادارة الضريبية و الضريبة في حد ذاتها) مرجع سبق ذكره ،ص 720
33
يونس أحمد البطريق .اقتصاديات املالية العامة .الدار الجامعية .بيروت .0971.ص.004
58
العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها الفصل الثاني:
وهي أول ألاعراض التي تظهر بحيث أن التهرب الجبائي يحدث نزيفا للمالية العمومية و يتسبب في خسائر
معتبر ة للخزينة العمومية ،وهكذا فإن الدولة تستثمر أقل ،كا إلنفاق من أجل إنجاز الهياكل القاعدية وأمام هذا
ال وضع تلجأ إلى طلب املزيد من الذين ال يمكنهم التهرب وتتوقف عن تقديم إلاعانات و إلعفاءات الجبائية املوجهة
لدعم و ترقية الحياة الاقتصادية و الاجتماعية.
ثانيا :آلاثارالاقتصادية
تعتبر أداة للتحكم في النشاط الاقتصادي من خالل تمويل و توجيه ألانشطة الاقتصادية ،ويؤدي التهرب من
دفعها إلى إضعاف دور الدولة في املجال الاقتصادي ،و يمكن تحليل آلاثار الاقتصادية للتهرب الضريبي كما يلي:34
أ التأثيرعلى املنافسة :
يقود التهرب الضريبي باإلخالل بقواعد املنافسة حيث تكون املؤسسات املتهربة من دفع الضرائب أحسن
وضعية من املؤسسات التي تلتزم بأداء واجباها الضريبية و خاصة عندما تكون الضرائب مرتفعة ،وذلك عن
طريق الاستفادة من مبالغ الضرائب غير املتقطعة ومساهمتها في التمويل و مقوية مكانتها في السوق.
ب التأثيرعلى توجيه النشاط الاقتصادي:
يؤدي التهرب الضريبي إلى جذب عناصر إلانتاج نحو ألانشطة التي تكثر فيها هذه الظاهرة ،حيث يقوم
املكلفون باختيار النشاط بناء على اعتبارات جبائية كمعدل الضرائب الخاص بالنشاط ،و طريقة التحصيل
ودرجة الحساسية اتجاه التهرب الضريبي وتوفر طرق التهرب من دفع الضريبة ،ومدى إمكانية إلافالت من قبضة
الرقابة الجبائية ،وهو ما يوجه النشاط الاقتصادي إلى وجهة قد ال تخدم سياسية الدولة في توظيفها للضريبة.
ﭴ التأثيرعلى الصناعة الوطنية :
يؤدي التهرب الضريبي إلى زيادة حجم النقد املتاح في أيدي املتهربين ،مما يدفعهم على زيادة إنفاقهم الاستهالكي
و زيادة إقبالهم على السلع املستوردة و ألاجنبية أحيانا ،والتي يسعى املشرع في الدول النامية إلى حماية إلانتاج
الوطني منها وذلك نظير تمتعها بعامل الجودة و التنوع ،وهو ما كانت تفتقده الصناعة الوطنية في بداية نشأتها،
وهو ما يؤدي إلى انخفاض حجم الطلب عليها بما يؤثر على سير تلك املشروعات و يضعف صمودها أمام منافسة
السلع ألاجنبية.
وفي ألاخير يمكن القول أن التهرب الضريبي يؤدي إلى عرقلة مشاريع الدول و الحكومات في التنمية
الاقتصادية و النهوض بالبالد.
34
بشرى عبد الغاني.فعالية الرقابة الجبائية و أثارها في مكافحة التهرب الضريبي في الجزائر .7119 -0999مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة املاجستير في العلوم
الاقتصادية تخصص نقود مالية وبنوك.جامعة تلمسان. 7100 -7101.ص ص. 010 -99
59
العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها الفصل الثاني:
35
سليمان عتير .مرحع سبق ذكره .ص ص.71 -29
60
العالقة الضريبية والعوامل املؤثرة عليها الفصل الثاني:
الخالصة الفصل
إن العالقة التي تجمع املكلف بالضريبة مع إلادارة الضريبية هي عالقة هامة وال بد أن ننظر نظرة واقعية
لهده العالقة ألن إلادارة الضريبية في تعاملها مع املوظفين وألافراد هي في حاجة ماسة إلي تحسين هده العالقة من
أجل تسهيل مهمتها في عملية الجباية دون عناء وال منازعة ،فتسعي جاهدة إلي العمل على راحة املكلفين بالضريبة
وتسهيل مهامه و تلطيف العالقة معهم حتى يشعروا بالرضاء بدفع الضريبة دون أي انعكاسات نفسية أو
اجتماعية التي تشكلت من خالل العوامل املحيطةم بحيث يجب أن نهتم بهذه العالقة ملا لها من أهمية كبيرة
وتأثير في تحسين العالقة بين الطرفين وبالتالي لها أثر على مردودية الضريبة ،بحيث كلما كانت هده العالقة
واضحة وقائمة على التوازن كلما كانت الحصيلة الضريبية كبيرة والعكس صحيح.
61
الفصل الثالث
دراسة ميدانية ملركز الضرائب
لوالية مستغانم
دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم الفصل الثالث:
تمهيد
بعدما تناولنا في الجانب النظري من البحث موضوع الدراسة ،كان الزما علينا أن نجسد ذلك في الواقع ،إذ
أنه ال يكفي أن نتكلم عن العالقة مابين املكلف و إلادارة الضريبية ،دون أن نربط ذلك بما يحصل على أرض
الواقع.
لدا تطرقنا في هذا الفصل بتقديم ميدانا للدراسة ،و املتمثلة في مركز الضرائب لوالية مستغانم ،وذلك
عبر التعرض لنبده تاريخية ،تقديم الهيكل التنظيمي ،وكذا التعرف على طرق الرقابية التي تفرضها إلادارة
الضريبية على املكلف الضريبي ،حيث قد تم تقسيم هذا الفصل إلى ثالثة مباحث:
46
دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم الفصل الثالث:
نظرا ألهمية التدقيق املحاسبي في مجال الرقابة الضريبية تم اختيار مركز الضرائب لوالية مستغانم و
بالتحديد مكتب ألابحاث و املراجعات.
في هذا املبحث سنتعرف على تنظيم و مهام مركز الضرائب لوالية مستغانم ،وذلك من خالل إلاطالع على
هيكلها إلاداري و التنظيمي ،إضافة إلى عرض تنظيم و خصائص و املهام املخولة ملركز الضرائب .
مركز الضرائب هو مركز تسيير موحد يجمع تحت إشراف رئيس املركز كل مهام التسيير والتحصيل ،و املراقبة و
املنازعات التي تتكفل بها حاليا املفتشيات و القباضات ،و مديريات الضرائب الوالئية. 1
بهذا الصدد ،يشر مركز الضرائب املحاور الضريبي الوحيد للمكلفين بالضريبة التابعين بمجال اختصاصه وهم:
1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،وزارة املالية ،املديرية العامة للضرائب"،الدليل التطبيقي للمكلف بالضريبة"2017،
46
دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم الفصل الثالث:
44
دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم الفصل الثالث:
إن إلادارة الضريبية لها عدة هياكل مركزية و جهوية و أخرى والئية وفق قوانين تشريعية و تنظيمية تحدد
فيها الاختصاصات إلاقليمية لكل هيئة إدارية،و عليه سنعرض الهيكل التنظيمي ملركز الضرائب لوالية مستغانم.
مصلحة إلاعالم آللي رئ ــيس ال ـ ـم ــركـ ــز مصلحة الاستقبال و إلاعالم
املصلحة الضريبية
الخاصة بمهن الحرة
46
دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم الفصل الثالث:
انتقلنا إلى مديرية الضرائب لوالية مستغانم و بالتحديد ملكتب ألابحاث و املراجعات التابع للمديرية
الفرعية للرقابة الضريبية بقصد إجراء دراسة حالة عن موضوع البحث و هذا بغرض إلاجابة على إشكالية
البحث و اختبار الفرضيات املوضوعة من طرفنا ،تم اختيار ملف ضريبي خاضع للرقابة الضريبية و باألخص
التدقيق في محاسبة املكلف بالضريبة.
إلاجراءات التحضيرية هي أولى ألاشغال التي يقوم بها العون املدقق قبل أن يبدأ عمله ،و التي تنحصر في
جلب امللف الضريبي املوجود على مستوى مفتشية الضرائب التابع لها و دراسته.
للرقابة الخاضعين
الفرقـ ـ ـ ـ ـ ــة ألاولـ ـ ـ ـ ـ ــى للتـ ـ ـ ـ ـ ــدقي - الضريبية
املحاسبي
املصدر :من إعداد الطالبة باالعتماد على امللف الضريبي للمكلف الخاضع للرقابة الضريبية.
46
دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم الفصل الثالث:
.1.1إلاجراءات التمهيدية
بعد إلاطالع على الهوية الضريبية للمكلف السيد خالد عثمان قام العون املدقق باإلجراءات التمهيدية
التالية:
-إرسال إشعار بالتدقيق في املحاسبة رقم 140-20الصادر بتاريخ 0210/20/12إلى املكلف السيد خالد
عثمان و مرفق بميثاق حقوق و واجبات املكلف الخاضع للرقابة الضريبية و تم التسليم إلى املسير
شخصيا ،مع إعالمه باملدة التي يمنحها القانون و هي عشرة ( )12أيام لتحضير الدفاتر و الوثائق
املحاسبية الالزمة،و بإمكانه الاستعانة بوكيل من اختياره.
-سحب امللف الضريبي من مفتشية الضرائب املسيرة للملف مقابل وصل استالم بعد تحرير طلب
السحبو هذا بغرض دراسة امللف مع استغالل املعلومات و الوثائق املوجودة فيه أحسن استغالل.
-فحص مختلف الوثائق و التصريحات التي تضمنها امللف الضريبي ،و الاطالع على مواعيد اكتتاب
مختلف التصريحات الدورية املعنية بعملية التدقيق خاصة منها تصريحات امليزانية و لواحقها.
-نقل مباشر ألصول و خصوم امليزانية مع جدول حسابات النتائج للسنوات محل التدقيق على جدول
مقارنة امليزانيات و كشف املحاسبة التي تعتبر استمارات تخص إلادارة الضريبية اململوءة من طرف
املفتشية و التي تعتبر وثيقة تلخيصية G50 -فحص وثيقة مراقبة التصريحات الشهرية للتصريحات املقدمة.
مرورا باإلجراءات التمهيدية أعاله تم الحصول على الجدولين التاليين )الحالة املقارنة للميزانيات و كشف
املحاسبة(و املتعلقة باملكلف املعني بالتدقيق و التي من خاللها نستطيع معرفة مختلف حسابات امليزانية و
حسابات التسيير و النتائج للسنوات املعنية بالتدقيق من أجل مقارنتها الكتشاف النقائص و التجاوزات التي
يمكن أن تحدث من طرف املكلف.
46
دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم الفصل الثالث:
الوحدة (دج)
الجدول رقم ( )III-01حالة مقارنة امليزانيات
67
دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم الفصل الثالث:
الوحدة (دج)
الجدول رقم ( )III-02كشف املحاسبة
من5112/11/11 من5112/11/11 من5112/11/11 من5112/11/11
إلى5112/15/11 إلى5112/15/11 إلى5112/15/11 إلى 5112/15/11
- 291.211 5.212.211 2.919.111 مبيعات بضاعة دائن
الهامش إلاجمالي
- 291.211 5.212.211 1.119.154 بضاعة مستهلكة مدين
- - - 5.914.421 الربح الخام(دائن-مدين)()1
- - - %99.21 النسبة الخامة = الربح الخام * /111املبيعات
- - - - إنتاج مباع
- - - - إنتاج مخزن
- - - - إنتاج مؤسسة لنفسها دائن
2.1119.111 1.915.411 9.411.522 2.112.911 أداء خدمات
القيمة املضافة
22.512 تحويل تكاليف إلانتاج
2.119.111 1.951.411 9.141.522 2.552.212 إجمالي الدائن
1.221.222 5.915.212 1.222.422 2.119.111 موارد و لوازم املستهلكة مدين
%22.54 21.12% %21.21 %29.14 الخدمات
5211.112 424.122 1.192.111 1.522.111 إجمالي املدين
1.221.222 5.915.212 1.222.422 2.412.522 لربح الخام(دائن-مدين) ()5
%22.54 21.12% %21.21 %29.14 النسبة الخامة= القيمة املضافة */111إلانتاج م
1.221.222 5.915.212 1.222.422 4.122.522 الربح الخام 5+1
- - - - منتوجات متنوعة دائن
- - 19.129 15.112 تحويل أعباء الاستغالل
1.221.222 5.915.212 1.225.115 4.124.142 إجمالي الدائن
نتيجة إلاستغالل
1.221952 1221.222 5.594.125 1.295.911 مصاريف املستخدمين
155.222 41.211 125.121 542.212 ضرائب و رسوم مدين
21.491 29.591 22.912 مصاريف متنوعة
2.121 9.155 22.112 112.121 الاهتالكات
1.251.514 991.942 221.229 242.925 املؤونات
1.119.221 5.122.252 1.111.225 5.2112.252 إجمالي املدين
1.22.519 21.222 922.211 2.225.222 رصيد نتيجة إلاستغالل دائن
- - - 551.212 منتوجات اخرى
122.519 21.222 922.211 2.242.529 إجمالي الدائن
النتيجة الصافية
67
دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم الفصل الثالث:
بعد قيام العون املدقق باإلجراءات التمهيدية و جمع املعلومات الالزمة ملباشرة مهامه التي دامت حوالي
أربع 24أشهر من الفحص و التدقيق في امللف الضريبي للمكلف السيد خالد عثمان من جهة و من الدفاتر و
الوثائق املحاسبية من جهة أخرى ،و التي أفرزت عدة تجاوزات نلخصها فيما يلي:
-بعد انتهاء املدة القانونية من تبليغ إلاشعار بالتدقيق في املحاسبة انتقل العون املدقق إلى مقر املكلف
يثبت من حيث الشكل وخاصة بتقديم الدفاتر املحاسبيةالتي كانت إيجابية بمطابقتها للنصوص
القانونية ،أما من حيث مضمون املحاسبة فقد ثم كشف عدة نقائص و تجاوزات في كل سنوات ومن
أهمها نجد :
الدفاتر الخاصة باملرض ى املقبولين إلجراء عمليات جراحية و املقدم من طرف املكلف غير
مؤشر من الجهة املختصة وهذا مايفقده املصداقية .
خطأ بعدم تصريح إلايرادات املتعلقة برقم ألاعمال الخاضع للرسم القيمة املضافة بنسبة . %2
عدم التصريح الفعلي لإليردات املحققة و املتعلقة بالعمليات الجراحية مع إغفال إلايواء و
إلاطعام الخاصة باملرض ى .
التقليل في التصريح باألرباح املحققة وهذا باستعمال التضخيم في ألاعباء .
بالنسبة لسنة : 5112
وجود مرض ى أجريت لهم عمليات جراحية و غير مسجلين في السجل القانوني ويتعلق ألامر
باإلتفاقية املبرمة مع موظفي التربية للوالية .
تسجيل مشتريات قارورات الدم بمبلغ 1122.222دج لكن حسب وصل الشراء بلغت
1.222دج
مشتريات مواد البناء بفاتورتين رقم 262-22بقيمة 122.022دج و 226-22بقيمة 602.442دج
فتم تحميلها ضمن موا د املستهلكة دون ظهور أي تغيير في حساب املباني .
بالنسبة لسنة : 5112
عدم التسجيل املحاسبي للتحويالت املالية الخاصة بالحساب البنكي و تسجيل مشتريات دون
سند قانوني .
الاستثمارات قيد التنفيد بقيمة 0.266.206دج تتعلق بمشروع قيد إلانجاز ،لكن وجدنا أن
املكلف اقتنى تجهيزات تامة الصنع ال تحتاج الانتظار لكي ترحل إلى حساب التجهيزات
الاجتماعية .
67
دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم الفصل الثالث:
الفاتورة املقدمة رقم 16-26املتعلقة باقتناء التجهيزات الجراحية والتي ال تتطابق مع الشروط
القانونية التي تحدد صيغ تحرير الفاتورة ،وهذا بوجود نقائص مهمة كالهوية الضريبية للمورد
وعدم تقييدها محاسبيا .
بالنسبة لسنة :5112
الاختالف في أرصدة حساب الرسوم املسترجعة في محاسبة املكلف وفي التصريحات الشهرية 22
.G
عدم التصريح ببعض إلايرادات بعملية الوالدة العادية و الوالدة القيصرية مع إغفال بعض
العمليات الجراحية و إلايرادات املتعلقة باإليواء و إلاطعام .
لسنة بالنسبة : 5112
تباين في التصريح برقم ألاعمال السنوي في امليزانية و التصريحات G50بفارق 0.200.22دج
تقديم فاتورة شراء أدوية من صيدلية بختم و إمضاء صيدلية أخرى مع وجود نقائص في الهوية
الضريبية .
و بعد كل هذه التجاوزات و الاغفاالت على مستوى الكشوفات ،يرى العون املدقق برفض محاسبة املكلف طبقا
ألحكام املادة 43من قانون إلاجراءات الضريبية ،كما يتم تسوية الوضعية عن طريق إعادة تقدير رقم ألاعمال
الخاضع طبقا ألحكام املادة 44من نفس القانون .
67
دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم الفصل الثالث:
املصدر :ملف التدقي في محاسبة املكلف السيد خالد عثمان ،مكتب ألابحاث و املراجعات،مديرية الضرائب لوالية
مستغانم ،سنة.5114
املصدر :ملف التدقي في محاسبة املكلف السيد خالد عثمان ،مكتب ألابحاث و املراجعات،مديرية الضرائب لوالية
مستغانم 5114سنة
66
دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم الفصل الثالث:
الوحدة (دج)
الجدول رقم ( )III-07تسوية الضريبة على أرباح الشركات
5112 5112 5112 5112 التعين
5.522.291 1.222.251 5.212.111 ألارباح الخاضعة للضريبة 2.225.225
122.519 21.222 929.122 2.225.225 ألارباح املصرح بها
66
دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم الفصل الثالث:
64
دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم الفصل الثالث:
املصدر :ملف التدقي في محاسبة املكلف السيد خالد عثمان ،مكتب ألابحاث و املراجعات،مديرية الضرائب لوالية
مستغانم سنة 5114
-عدم التسجيل املحاسبي لتحويالت مالية من حساب املسير إلى حساب املؤسسة يتعلق بسلفة مقدمة.
-تسجيل مشتريات دون فواتير قد تم تسويتها من طرف الصيدلية .
-قامت املؤسسة بتسديد بعض املصاريف الخاصة باملسير لكن تم تسويتها بالحساب الجاري له .
-إلاختالف في أرصدة حساب الرسوم املسترجعة بين محاسبة املكلف و التصريحات املكتتبة G22
-تقديم فاتورة شراء أدوية من صيدلية بختم و إمضاء صيدلية أخرى يرجع إلى تنظيم الداخلي للمورد.
.1التقييم النهائي لعملية التدقي املحاسبي
قام العون املدقق بتسليم التبليغ النهائي رقم 426/ 4الصادر بالتاريخ 0210/24/20و املتضمن أهم
املالحظات و النتائج املتوصل إليها،كما تم مراجعة النتائج املتعلقة بالتقييم ألاولي و استغالل املعلومات املطلوبة
من املتعاملين فكانت التعديالت املرتبطة بالنقاط املثارة في رد املكلف كالتالي:
-بالنسبة لفواتير مواد البناء احتفظت الفرقة املدققة باسترجاع الرسم على املشتريات لعدم تقديم
وضعية أشغال تبين إنجاز أو إعادة تهيئة العيادة ،إضافة إلى ذلك حساب املباني لم يطرأ عليه أي تغيير .
-فيما يخص الاستثمارات قيد التنفيد بقيمة 0.266.206دج استفادت املؤسسة من الرسوم على
املشتريات حسب التصريحات 0216دون تقديم فاتورة مع عدم تقديم وضعية أشغال تبين إنجاز
املشروع .
-فيما يتعلق بتحديد ألارباح الخاضعة للضرائب قرر العون املدقق الاعتماد على هامش %02بدال من
%30املطبق سابقا .
وبعد عرض كل هذه املالحظات و التعديالت يتم تصحيح التسوية الضريبية بناء على عدة تغيرات على مستوى
رقم ألاعمال الخاضع و ألارباح املستخرجة منها ،ليكن التقييم النهائي على النحو التالي :
الوحدة(دج)
الجدول رقم ( )III-10التقييم النهائي الوضعية الضريبية
املجموع 5112 5112 5112 5112 التعيين
122.452 21.291 52.152 12.221 92.524 الرسم على النشاط املنهي
66
دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم الفصل الثالث:
بعد تسليم التبليغ النهائي للمكلف يقوم العون املدقق بتحرير التقرير كخالصة العمل املنجز للتدقيق في
املحاسبة رقم 0210/20و املتضمن كل التفاصيل و ألاحداث املتعلقة باملراحل املنجزة من إرسال إلاشعار
بالتدقيق في املحاسبة إلى غاية صدور الجداول الخاصة بالتسوية الضريبية إلرسالها لقابضة الضرائب من أجل
تحصيلهاو التقرير النهائي املتعلق بعملية التدقيق املحاسبي يتضمن التفاصيل التالية:
تقرير التدقيق في املحاسبة رقم 20/16الصادر بتاريخ 0210/26/00املنجز من طرف فرقة التدقيق -
ألاولى التابعة ملركز الضرائب لوالية مستغانم.
عموميات عن الهوية الضريبية للمكلف بالضريبة الخاضع لعملية الرقابة الضريبية و للتدقيق -
املحاسبي.
إجراءات التدقيق متضمنة كل الخطوات املتبعة من طرف العون املدقق مع إرفاقها بالوثائق إلاثباتية -
مثل :إلاشعار بالتدقيق في املحاسبة ،التبليغ ألاولي،رد املكلف،التبليغ النهائي و العمل التلخيص ي.
إنهاء عملية التدقيق كانت بموافقة رئيس فرقة التدقيق و نائب املدير املكلف بالرقابة الضريبية على -
حسن إجراء عملية التدقيق و عدم خرقها ألية تجاوزات من طرف العون املدقق .
النظام املحاسبي يعالج باستعمال إلاعالم آلالي ،مع وجود كل دفاتر املحاسبية و السجالت املساعدة . -
معلومات مهمة مستخرجة من امللف الضريبي و تخص نتائج الرقابة الشاملة املنجزة من طرف املفتشية -
،تم رفض محاسبة املكلف من حيث املضمون بسبب افتقارها ملصداقية و صحة التسجيالت املحاسبية
.
ألارباح الخاضعة للضريبة تمت بتطبيق هامش ربح صافي بنسبة %30ثم عدل ليصبح .%02 -
معدل الرسم على القيمة املضافة %0للعمليات الجراحية و معدل %10إليردات إلايواء . -
تسوية الرسوم املسترجعة على املشتريات و املتعلقة بالدورتين 0212و 0216بقيمة . 204.202 -
تمت أبحاث خارجية و ميدانية ملختلف املتعاملين ،كالبنوك،مديرية الصحة ،مصالح الحالة املدنية . -
رقم ألاعمال املدقق فيه بلغ في التقييم ألاولي 00.046.022دج ،التقييم النهائي 02.022.222دج. -
النتائج املتوصل مدونة في الورد الفردي املسلم نسخة منه لقابض الضرائب من أجل التحصيل -
66
دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم الفصل الثالث:
بعد عرض الدراسة امليدانية املتمثلة في دراسة حالة تطبيقية لنشاط خدمي عيادة طبية وجراحية التي تم
اختيارها من مجموع امللفات الضريبية املوجودة في مركز الضرائب لوالية مستغانم ،و التي تم من خاللها التوصل
إلى أهم النتائج التي سنستعرضها وفقا للفرضيات املتبناة من طرفنا حسب الدراسة التطبيقية:
-إتباع ألاعوان املدققين لخطوات و إجراءات عملية التدقيق وفقا لدليل املدقق في املحاسبة و هذا تفاديا
لوقوع أي خطأ ،مع ألاخذ بعين الاعتبار أن إرسال و تبليغ إلاشعارات سلمت للمكلف شخصيا أو إرسالها عن
طريق البريد املوص ى عليه مع إشعار بالتسليم ،و هذا ما ملسناه في الدراسة التطبيقية للبحث :
تسليم إلاشعار بالتدقيق في املحاسبة إلى املكلف املعني مرفق بميثاق حقوق و واجبات املكلف الخاضع
للرقابة الضريبية و هذا من أجل التهيئة و التحضير لهذه العملية في آجال قانونية حددت ب ) ( 10أيام.
تسليم التبليغ ألاولي للمكلف املعني و املعبر عن نتائج التقييم ألاولي و للمكلف الحق في الرد عليها
بتوضيحات و تبريرات في أجال حددها القانون بأربعين() 42يوما.
-بعد انقضاء مدة 40يوما من استالم إلاشعار بالتبليغ النهائي ،و لم ترد املصلحة أي رد من طرف املكلف
بالضريبة ارتأت بحفظ التقويم ألاولي كالنهائي ،و أن عدم الرد يعتبر قبول ضمني للمكلف بالضريبة.
تم التبليغ النهائي عن عملية التدقيق في املحاسبة الذي يبين تسوية الوضعية الضريبية للمكلف املعني. -
قيام العون املدقق بالتحقق من الهوية الضريبية للمكلف الخاضع للرقابة الضريبية لتحديد مختلف -
الضرائب و الرسوم التي تعتبر محل التدقيق وفقا لطبيعة النشاط املمارس و الشكل القانوني للمكلف :
دراسة حالة التطبيقية ،املكلف خالد عثمان يمثل صاحب مؤسسة ذات الشخص الوحيد وذات
املسؤولية املحدودة EURLتمارس نشاط خدمي يتمثل في عيادة طبية و جراحية وتخضع إلى الضرائب و
الرسوم التالية :الرسم على النشاط املنهي،TAPالرسم على القيمة املضافة ،TAVالضريبة على أرباح
الشركات IBSو الضريبة على الدخل إلاجمالي املتعلق باألرباح املوزعة على الشركاء .IRG
الحرص على تطبيق حق إلاطالع و املعاينة ساعدت ألاعوان املدققين على كشف ألاخطاء و التجاوزات -
التي ارتكبها املكلف بالضريبة عن قصد أو دون قصد ،و طلب معلومات عديدة من كل ألاطراف.
66
دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم الفصل الثالث:
-إلاطالع الدائم على القوانين الضريبية و خاصة منها قانون إلاجراءات الضريبية مع كل املستجدات
املتعلقة
بتحينها عن طريق قوانين املالية أو كل املراسالت و التعليمات الصادرة من طرف مركز الضرائب و خاصة ما
يتعلق منها بمكتب ألابحاث و املراجعات،توصلنا إلى ما يلي:
حسب املادتين 1-00و 1-00من قانون الرسم على رقم ألاعمال و حسب النشاط الخدمي املمارس من
طرف املكلف يخضع رقم ألاعمال إلى الرسم على القيمة املضافة بمعدلين %0الفحوصات الطبية و
العمليات الجراحية ،ومعدل %19متعلق بخدمات إلايواء .
حسب املادتين 00و 41من قانون الرسم على رقم ألاعمال نجد أن للمكلف الحق في استرجاع الرسم على
املشتريات في حاالت حددها القانون ،وعليه تمت التسوية الضريبية فيما يتعلق بالرسم على القيمة املضافة
املسترجع من املشتريات بسبب كشف مناورات تدليسية.
تم تحديد معدل هامش الربح الصافي بعد تعديله %02من رقم ألاعمال ،وتخضع هذه ألارباح للضريبة
على أرباح الشركات بنسبة 02%للدورة 0212أما السنوات املوالية تخضع ملعدل ، %02في حين ألارباح
املوزعة على الشركاء تخضع للضريبة على الدخل إلاجمالي واقتطاع من املصدر بمعدل نسبي %15
للسنتين 0212و 0216ومعدل نسبي %10للسنتين 0212و.0212
-طبقا ألحكام املادة 43من قانون اإلجراءات الضريبية ،ثم قبول محاسبة املكلف شكال وكانت مستوفية
الشروط القانونية ،إال أن مضمونها تم رفضه بسبب وجود عدة تناقضات وتجاوزات في املعالجة
املحاسبية والتي مست املبادئ املحاسبية املتعارف عليها ،مما تفقدها املصداقية املطلوبة .
.1املبادئ املحاسبية في إطار الرقابة الضريبية
بعد دراسة الحالة التطبيقية تم التوصل إلى النتائج التالية :
-هناك عدة مبادئ و فروض محاسبية يجب على العون املدقق التعرف عليها و هذا من أجل ممارسة
مهامه على أكمل وجه لكشف ألاخطاء و التجاوزات ،أما النتائج املتوصل إليها والتي تعتبر تجاوزات
محاسبية تم كشفها من خالل الدراسة التطبيقية .
-لوحظ في الدراسة امليدانية بعض الحسابات لم تحترم مبدأ إلاسناد السليم من جهة ،كما تم تحميل
الدورة بأعباء متعلقة بدورتين ،وهذا دون الالتزام بمبدأ الاستقاللية الدورات املحاسبية ،أما حساب
حصص إلاهتالكات املعاد تقييمها تعتبر حصص تكميلية للسنوات املاضية التي حملت على الدورة
الواحدة ،وهذا يعتبر كذلك خلل في املبدأ املحاسبي و تضخيم ألعباء بهدف تقليل من ألارباح .
67
دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم الفصل الثالث:
املطلب الثاني :فحص محاسبة املكلف من حيث الشكل في إطار الرقابة الضريبية
املطلب الثالث :فحص محاسبة املكلف من حيث املضمون في إطار الرقابة الضريبية
بعد قيام فحص محاسبة املكلف من حيث الشكل و التي على إثرها تم قبول محاسبة املكلف إال أن
مضمونها تم تصحيحه بسبب أنها تفتقد للمصداقية مع افتقارها لإلثباتات الالزمة كالفواتير مع وجود تجاوزات
في املعالجة املحاسبية لعدة حسابات و التي لم تحترم املبادئ املحاسبية ،و عليه تم إجراء تسوية الوضعية
الضريبية للمكلف بالضريبة بناءا على إعادة تقدير رقم ألاعمال الخاضع للضريبة مع استخراج ألارباح لتأسيس
القاعدة املنشئة للضريبة طبقا ألحكام املادة 44من قانون إلاجراءات الضريبية.
.1رقم ألاعمال الخدمي في إطار الرقابة الضريبية
عند إعادة تقدير رقم أعمال النشاط الخدمي للمكلف كانت النتائج كالتالي:
67
دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم الفصل الثالث:
تم إعادة تقدير رقم ألاعمال بعد رفض محاسبة املكلف على أساس إلايرادات الصافية املحققة من نشاطات
العيادة املختلفة بأسعار حددها املكلف حسب تصريحاته ،كما تم معاينة تناقض واضح بين رقم ألاعمال املصرح
به و رقم ألاعمال املقدر مما يفسر مدى مبالغة املكلف في القيام بالتجاوزات ،فكانت نتائج رقم ألاعمال خالل
السنوات املدقق فيها ملخصة في الجدول التالي:
الوحدة (دج)
الجدول رقم ( )III-11نتائج رقم ألاعمال الخاضع للرسوم
5112 5112 5112 5112 السنوات املدق فيها
2.119.111 2.221.111 2.222.222 12.412.141 رقم ألاعمال الخاضع
1.555.1111 9.121.211 2.255.122 11.221.211 رقم ألاعمال املصرح
9.145.111 1.912.111 411.211 5.129.921 فرق رقم ألاعمال الخاضع
املصدر :ملف التدقي في محاسبة املكلف السيد خالد عثمان ،مكتب ألابحاث و املراجعات،مديرية الضرائب لوالية
مستغانم سنة 5114
-يتم تحديد ألارباح الخاضعة للضرائب املباشرة وهذا حسب سلطته التقديرية و إطالعه على الوضعية
املكلف باستخدام هامش الربح وسطي بنسبة 02تم تعديله في التقييم النهائي ليصبح بنسبة 02وهذا
مراعاة الخدمات إلانسانية ،علما أن هذه ألارباح املحققة لكل دورة تخضع للضريبة على أرباح الشركات
بنسبة 02للدورة 0212و 02للسنوات املوالية |،أما ألارباح املوزعة على الشركاء تخضع للضريبة على
الدخل إلاجمالي ،وهذا لكون ملف شخص معنوي ،فكانت نتائج ألارباح الخاضعة خالل السنوات املدقق
فيها ملخصة في الجدول التالي :
الوحدة(دج)
الجدول رقم ( )III-12نتائج ألارباح الخاضعة للضرائب
5112 5112 5112 5112 السنوات املدقق فيها
1.925.211 1.119.111 1.211.111 2.225.225 األرابح اخلاضعة للضرائب
122.511 21.221 929.121 2.225.225 األرابح املصرح هبا
1.142.211 1.121.551 1.592.291 - فرق األرابح اخلاضعة
املصدر :ملف التدقي في محاسبة املكلف السيد خالد عثمان ،مكتب ألابحاث و املراجعات،مديرية الضرائب لوالية
مستغانم سنة 5114
67
دراسة ميدانية ملركز الضرائب لوالية مستغانم الفصل الثالث:
تعتبر الجباية العامة موردا هاما لتمويل نفقات الدولة خاصة في الفترات ألاخيرة بعد انخفاض إلايرادات
البتروليـة ,و بدخول الجزائـر في اقتصاد السوق أصبح من الضروري أن يتفاعل النظـام الضريبي مع متطلبات
السوق الحر و العوملة الاقتصادية خاصة بعد أن إتضح أن املوارد النفطية و الجمركية تتسم بعدم الاستقـرار
فالبد من التحكم ألامثل في الجباية العادية ,حيث تعتبر ألاساس الذي ترتكز عليه البلـدان املصنعة في تحقيق و
توجيه برامجها إلانمائية إذ يمكن اعتبار هذا النوع من الجباية ألاداة الناجعة في يد الدولة الحتواء بعض الظواهر
الاقتصادية ,لتشجيـع بعض النشاطـات أو الحد من البعض آلاخر ,فالدولـة الجزائرية تفكر جليا في البحث عن
املوارد املالية الضرورية لتغطية النفقات العامـة و ذلك خـارج مجال املحروقات ولتحقيق ذلك البد عليها أن تفكر
في النهوض بالقطاعات ألاخرى و جلب الاستثمارات سواء كانت محلية أو دولية بهدف تحقيق إيـرادات ضريبية
معتبرة حتى توفير مناصب شغـل يوفر لها مداخيل جبائية هامة و اتخاذ آليات فعالة لتحصيلها و للتوفيق في
تحصيل هذه املبالغ تعتمد الدولة على نظام جبائي فعال و يتضاعف نجاح هذه العملية كلما كانت درجة الوعي
لدى املكلفين عالية من جهة و مدى فعالية النظام الجبائي من قوانين و إمكانيات من جهة أخرى و هنا يكمن
النقص الكبير بالرغم من إصالحات فال يوجد تغيير محسوس يذكر و هنا يكمن إلاشكال و جوهر نجاح العمليات
التحصيلية .
67
الخاتمة العامة
الخاتمة العامة
من خالل دراستنا ملوضوع أثر العالقة ما بين املكلفين بالضريبة و إدارة الضرائب على مردودية الضريبة،
يمكن القول بأنه تحتل الضرائب مكانة متميزة و أهي كبيرة في التشريعات املالية ملالها من نتائج إيجابية اليستهان
بها في دعم الخزينة العمومية باعتبارها إحدى ألادوات الهامة للسياسة الاقتصادية للدولة باإلضافة إلى ما تحققه
من أهداف في مختلف املجاالت ،كما وتعتبر الضرائب في كثير من دول العالم من أهم مصادر إلايرادات العامة
لتمويل النفقات العامة لتحقيق تنمية شاملة في مختلف ألاصعدة و املجاالت.
و انطالقا من تلك ألاهمية تسعى إلادارة الضريبية في كونها ألاداة التي ترتكز عليها الدولة في تطبيق إحدى
أهم السياسات املالية للدولة على تحقيق ألاهداف التي تؤمن للمواطن عيشا كريما في ظل نظام سليم ،ذلك أن
حياة املواطن إلايجابية تحقق بنجاح الدولة في تطبيق السياسات الاقتصادية فقد أوكلت مهمة إدارة الضرائب
على تحصيل إلايرادات املالية عن طريق الضرائب و تعزيز تجاوب املكلفين في العملية الضريبية و منع التهرب
الضريبي وذلك من أجل ضمان أكبر للحصيلة الضريبية فاملشرع أعطى أهمية بالغة للتحصيل الضريبي ،حيث
نجد أغلبية الدول تعمل على جمع كل أموالها لدى الغير ،ومن هنا يمكن القول بأن التحصيل الضريبي مجموعة
إلاجراءات التي تهدف من ورائها الدولة لنقل دين الضريبة من ذمة املكلف إلى إدارة الضرائب و التي بدورها تتكفل
بنقله إلى خزينة العمومية.
أما بخصوص العالقة الضريبية ،تقف على حجم املجهوادت املبذولة من طرف الدولة في محاولة تحسين
العالقة بين الطرفين و تغيير تلك النظرة السيئة إلى الضريبة فإنه يمكن القول إنه ال يمكن حجب حقيقة
الصراع الذي يطبع العالقة بين إلادارة الضريبية و املكلف ويرجع هذا الصراع إلى عدة أسباب منها ما يتعلق
بالقانون بحد ذاته و منها ما يعود إلى عقلية املواطن الذي ترفض أي التزام من الدولة ،بحيث أنه يشعر بأن أموال
الضرائب التي يتم تحصيلها ال يتم إنفاقها في أوجهها الصحيحة.
والواقع أن هذه الوضعية طرحت على الساحة عدة تساؤالت حول الحلول الواجب اتخاذها لتحقيق بيئة
ضريبية مناسبة تمكن من تحسين العالقة ما بين املكلف و إدارة الضرائب ،لذلك يجب إعالم املكلف بكافة
حقوقه والتزاماته الضريبية .وإطالعه على فائدة الوفاء بالتزاماته الضريبية ،وإطالعه على كيفية صرف املذاخيل.
فضرورة التركيز على تنمية الوعي الضريبي لدى املكلفين بالضريبة لها أهمية بالغة في مكافحة التهرب من
دفع لضريبة و ذلك من خالل ألايام الدراسية و الحمالت التحسيسية على مستوى كل البلديات ووسائل إلاعالم
املختلفة باإلضافة إلى عدم إغفال فكرة تكريس الوعي الجبائي ملاله من دول إقناع املكلف بشرعية املقرر الجبائي
وكذا وقوف املشرع على العيوب و الثغرات املوجودة في النصوص الجبائية والتي تفرزها املمارسة و التطبيق وفي
هدا السياق باشرت الجزائر بحملة من إلاصالحات لنظامها الجبائي و يمكن القول أن الثورة املعلوماتية الهائلة
85
الخاتمة العامة
التي حدثت في العالم أدت إلى ظهور مصطلح جديد يكمن في إلادارة الالكترونية و التي ساهمت بشكل كبير في
زيادة مردودية الخزينة العمومية.
نتائج اختبارالفرضيات:
إن الحكم على صحة الفرضيات أو عدمها يتضح من خالل ما يلي:
بالنسبة للفرضية ألاولى :ومن الدراسة تبين لنا أن العالقة بين املكلف و إلادارة الضريبية غير متأزمة و في تحسن
ملحوظ وهدا ما ينفي الفرضية ألاولى أما الفرضية الثانية "إن تطور أنظمة إلادارة الضريبية و تحسينها ،يؤثر
إيجابا على سلوك املكلف اتجاه إلادارة الضريبية و الضريبة" هده الفرضية صحيحة وقمنا بتأكيد صحتها من
خالل الدراسة امليدانية التي أجريناها ،وخلصنا من خاللها أن النظام الدفع و التصريح الجديد الذي جاءت به
مديرية الضرائب أدي إلى زيادة املردودية الضريبية و لو بنسب قليلة و ينتظر منه مستقبال نتائج جيدة في مجال
التحصيل الضريبي.
تم التوصل من خالل هدا البحث إلى النتائج املوالية:
-الضريبة هي أهم مورد مالي تستخدمه الدولة في تغطية نفقاsا املتزايدة من أجل تحقيق أغراضها
السياسية والاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية ...الخ.
-العالقة الحسنة بين املكلف و إلادارة الضريبية تزيد من املردودية و العالقة السيئة تنقص املردودية.
-عدم اقتناع املكلف بوجود عدالة ضريبية وبوجود منافع اجتماعية تنجز عن تسديدهم للضرائب ،هدا
إلاحساس جعله يجتهد في تفادي دفع الضريبية و بالتالي نقص املردودية
-إن نظرة املكلف بالضريبة ماهو إال انعكاس للعوامل والسياسات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية
وإلادارية املنتهجة من طرف الدولة.
-عصرنة النظام الجبائي يدعم التواصل بين إلادارة الجبائية و املكلفين.
أما بخصوص توصيات البحت يمكن اقتراح ما يلي:
-نشر الوعي الضريبي باستعمال عدة طرق كالصحافة ،إقامة مكاتب إلارشاد الضريبي و كذلك تنظيم
ملتقيات حول النظام الضريبي و مستجداته ،و تبسيط إلاجراءات و تسهيلها تحفيزا للدفع في الوقت
املناسب.
-ترقية الحوار بين إلادارة و املكلف لتحسين العالقة بينهما.
-تجسيد العدالة الضريبية في الواقع.
-تعميم إلادارة الالكترونية للنظام الجبائي فيما يخص الدفع عن بعد ،فمند إلارساء القانوني لهدا النظام
ال يزال يقتصر على مديرية كبريات املؤسسات و بعض املديريات فقط في انتظار تعميمه على باقي
املكلفين بالضريبة
86
قائمة املراجع
قائمة املراجع
الكتب
نشات إدوارد ناشد ،كتاب ربط الضريبة على الدخل و أثره في العالقة بين املمول و إلادارة الضريبية، -
دار النهضة العربية ،د.ط القاهرة8002 ،
عبد الحميد دمحم القاض ي ،مبادئ املالية العامة ،دار جامعة املصرية ،مصر 1974، -
سوزي عدلي ناشد ،املالية العامة ،منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان 2003، -
ميثم لعيبي إسماعيل ،املالية العامة مقايضات الكفاءة و العدالة (مدخل النظرية الجزئية) ،مكتب -
الهاشمي للكتاب الجامعي ،اململكة ألاردنية الهاشمية ،رقم إلايداع لدي دائرة املكتبة الوطنية ،العراق-
بغداد -املستنصرية8002 ،م ،الطبعة ألاولى
يونس أحمد البطريق .اقتصاديات املالية العامة .الدار الجامعية .بيروت 0820. -
خالد شحاد الخطيب ،أسس املالية العامة ،دار وائل للنشر والتوزيع ،الطبعة الثانية ،عمان ألاردن -
محمود حسين الوادي ،مبادئ املالية العامة ،دار املسيرة للنشر والتوزيع ،الطبعة ألاولى ،عمان ألاردن، -
2007
أعاد محمود القيس ي ،املالية العامة والتشريع الضريبي ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،الطبعة ألاولى، -
ألاردن 2008،
عبد املجيد قدي ،دراسات في علم الضرائب ،دار جرير للنشر والتوزيع ،الطبعة ألاولى ،عمان، -
ألاردن 2011،
88
قائمة املراجع
غيت مسيكة ،إشكالية التحصيل الضريبي بين امتيازات إدارة الضرائب و ضمانات املكلف بالضريبة، -
مذكرة لنيل شهادة املاستر في الحقوق،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة عبد الرحمان ميرة،
بجاية8002 ،
اوفلة ليندة ،اثر الضرائب و الرسوم على الوضعية املالية للمؤسسة ،مذكرة لنيل شهادة املاستر -
ألاكاديمي ،كلية العلوم الاقتصادية و و التجارية و علوم التسيير ،جامعة بومرداس8002 ،
خلف حسناء ،منازعات التحصيل الضريبي ،مذكرة لنيل شهادة املاجستير ،كلية الحقوق و العلوم -
السياسية ،جامعة وهران 8دمحم بن أحمد،وهران8002 ،
حساوي سليمة ،ياحي حنان ،آلاليات القانونية للتحصيل الجبري للضريبة في ظل قانون إلاجراءات -
الجبائية ،مذكرة لنيل شهادة املاستر في الحقوق ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة زيان
عاشور ،الجلف8002 ،
محمود جمام ،النظام الضريبي و آثاره على التنمية الاقتصادية)دراسة حالة الجزائر(،أطروحة دكتوراه -
في العلوم الاقتصادية ،كلية العلوم الاقتصادية و علوم التسيير ،جامعة محمود منتوري ،قسنطينة،
8000-8008
مليكاوي مولود،إلانفاق الضريبي في الجزائر بين آفاق التحريض إلاستثماري و تحديات التهرب الضريبي -
من فترة 2008-1992،مدكرة لنيل شهادة املاجستير في علوم التسيير ،كلية العلوم الاقتصادية و علوم
التسيير ،جامعة الجزائر8000-8008 ،3
طارق حمدي حمدان أبو سنينة ،العوامل املؤثرة في التهرب و التجنب الضريبي و عالقتها بالشكل -
القانوني ملكتب التدقيق و املحاسبة و الشكل القانوني للشركة الصناعية ،مذكرة ماجستير في
املحاسبة ،كلية العلوم الادارية و املالية ،جامعة الشرق الاوسط8002 ،
زياد أحمد علي عرباس ي ،العدالة الضريبية من وجهة نظر أرباب الصناعات الفلسطينية ،مذكرة -
ماجستير في املنازعات الضريبية ،كلية الدراسات العليا في جامعة النجاح الوطنية في نابلس فلسطين،
8002
بشرى عبد الغاني.فعالية الرقابة الجبائية و أثارها في مكافحة التهرب الضريبي في الجزائر -0888 -
.8008مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة املاجستير في العلوم الاقتصادية تخصص نقود مالية
وبنوك.جامعة تلمسان8000 -8000.
زعزوعة فاطمة ،الحمایة القانونیة املمنوحة لألشخاص الخاضعين للضریبة ،رسالة دكتوراه في القانون -
العام ،جامعة أبي بكر بلقاید تلمسان ،كلیة الحقوق
بلھوشات حمزة ،ضمانات املكلف بالضریبة في قانون إلاجراءات الجبائیة ،مذكرة لنیل شھادة املاستر في -
الحقوق ،كلیة الحقوق و العلوم السیاسیة ،جامعة دمحم خیضر-بسكرة
حسام فایز أحمد عبد الغفور،العالقة بين املكلف و إلادارة الضریبیة و أثرھا على التحصیل و الجبایة، -
مدكرة املاجستير في املنازعات الضریبیة ،كلیة الدراسات العلیا في جامعة النجاح الوطنیة في نابلس
فلسطين 8002 ،
89
قائمة املراجع
-مجدي نبیل محمود شرعب ،امتیازات الادارة الضریبیة،دراسة تحلیلیة للنظام القانوني الضریبي
الفلسطیني ،اطروحة لنیل درجة املاجستير ،كلیة الدراسات العلیا في جامعة النجاح الوطنیة،فلسطين،
8002
املجالت
سليمان الفندي ،الحقوق ألاساسية للمكلف بالضريبة ،مجلة جامعة البعث ،الد 39العدد 44،جامعة -
دمشق8002 ،
-عادل فليح العلي ،حمدي سليمان القبيالت ،املبادئ القانونية لحقوق املكلف بالضريبة في القانون
ألاردني و املصري ،مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة الثانية ،املجلد 8الجزء 8 ،كانون ألاول 8002
-علي هادي عطية مطر الهاللي ،مدي ذاتية الاتبات في املنازعات الضريبية ،مجلة العلوم القانونية،
جامعة بغداد8000 ،
-أحمد صالح حسن ،حسام حميد سلطان،إلاعالن و انعكاساته على زيادة الوعي الضريبي ،مجلة
الدنانير ،الطبعة العاشرة ،العراق 2017
-سھام دمحم جاسم،العالقة بين املكلف و إلادارة الضریبیة و تأثيرھا في الحد من التھرب الضریبي ،مجلة
ألاقتصادي الخلیجي العدد 19سنة 8000
-دمحم قلي ،فھیمة بلول ،الرقابة الجبائیة بين حتمیة الحفاظ على موارد الخزینة العمومیة و ضرورة حمایة
حقوق املكلفين بالضریبة ،مجلة
90
ملخص
تهدف هذه الدراسة إلى كشف عن الرابط القائم بين املكلف بالضريبة و إلادارة الضريبية و أثره على
هده العالقة الضريبية لم تتمتع بسمعة حسنة على مر العصور، و الذي يمثل بدوره الدولة،مردودية الضريبية
حيث ينظر دوما أنها،في معظم املجتمعات وهدا بسبب تأثر املكلف بالضريبة التي تفرضها عليه إلادارة الضريبية
مما يولد لديه رد فعل متمثل في سلوك إيجابي،إدارة تحبي أموله بطرق تعسفية دون حصوله على أي مقابل
. حيث أن هدا السلوك تتحكم فيه عدة عوامل طبيعية مختلفة،(الالتزام) أو سلبي (التهرب) تجاهها
من خالل بحتنا حاولنا تشخيص أهم املفاهيم ألاساسية حول الضريبية و املكلف و إلادارة الضريبية و
.أهم العوامل التي من شأنها تأثير على نظرة املكلف و سلوكه اتجاه إلادارة الضريبية
Abstract
Cette étude vise à révéler le lien entre le contribuable et l'administration fiscale et son impact
sur la déclaration d'impôt, qui à son tour représente l'État.Où on voit toujours que c'est une
administration qui aime son argent de manière arbitraire sans rien obtenir en retour, qui génère
une réaction représentée par un comportement positif (engagement) ou négatif (évasion) à son
égard, car ce comportement est contrôlé par plusieurs facteurs naturels différents.
Grâce à nos recherches, nous avons essayé de diagnostiquer les concepts de base les plus
importants concernant la fiscalité, le contribuable et l'administration fiscale, et les facteurs les plus
fiscale.