Professional Documents
Culture Documents
بحث ميزانية الجماعات المحلية في الجزائر
بحث ميزانية الجماعات المحلية في الجزائر
بحث ميزانية الجماعات المحلية في الجزائر
ة ة في التنمي ات المحلي ل دور الجماع دة لتفعي ة جدي ع ديناميكي وض
دراسة مقدمة للملتقى الدولي حول تسيير وتمويل الجماعات المحلية في ضوء التحوالت .
المقدمة:
تعتبر الجماعات المحلية جزءا ال يتجزأ من الدولة ،أي أنها تابعة لها بالرغم من وج ود الالمركزي ة ،ال تي تعت بر أس لوبا
من أساليب التنظيم اإلداري ،و التي تعني توزيع الوظيفة اإلداري ة بين الس لطات المركزي ة في الدول ة و الهيئ ات اإلداري ة
لطة . ذه الس ةه ا تحت رقاب ر مهامه ة ،تباش المنتخب
فتنظيم الدولة يستوجب تقسيمها إلى أق اليم ،والي ة و بلدي ة و ب الرجوع إلى البلدي ة ال تي تع د الخلي ة األساس ية لالمركزي ة
نين . ات المواط ل بحاجي ا في التكف ة فهي تلعب دورا هام اإلقليمي
أما بالنسبة للوالية التي تعد وحدة إدارية من وحدات الدولة و في نفس الوقت شخصا من أشخاص القانون تتمتع بالشخصية
المعنوية و الذمة المالية المستقلة ،وبالت الي كالهم ا يلعب ان دورا رئيس يا في مختل ف الج وانب االقتص ادية و االجتماعي ة .
ولتحقي ق األه داف وع دم التالعب بنفق ات و االرادات للجماع ات المحلي ة ض رورة وج ود رقاب ة ت واكب جمي ع مراح ل
ة الميزاني
من إعداد ،و االعتماد و التنفيذ و الرقابة على سالمة تنفيذ الخطة المالية للجماعات المحلية إنفاقا و إيرادا وفقا لم ا قررت ه
ميزانيتها.
هذه الرقابة التي تعمل على التحقق من استخدام االعتمادات المقررة في األغراض التي تخصص من أجلها مع كشف س وء
التسيير و االستغالل ،باإلضافة إلى الزيادة في اإلنفاق .هكذا نجد أن هناك بل ديات تع اني من عج ز في ميزانيته ا ،وتبقى
ة. ثروة الجزائري ادل لل ع الع الرغم من التوزي ةب ة المحلي داث التنمي اجزة على إح ع
كما أن مدى تطبيق األهداف المسطرة من خالل تغطية الميزانية تتعلق بصفة مباش رة بم دى س المة القواع د المحاس بية و
القوانين المنظمة لها .فالرقابة تهدف إلى ترسيخ روح الصرامة لتحقيق العدال ة ب ردع ك ل من قام ة ب التالعب بم داخيل و
ومن هنا يمكن إثبات أن نجاعة وصرامة الرقابة راجع أساسا إلى مدى إلمامها بكل جوانب و مراحل تك وين الميزاني ة م ع
إقرار األخطاء إضافة إلى ردع مرتكبيها قانونيا ،مما يستوجب تجنبها مس تقبال .لكن اإللم ام به ذه الج وانب ال يتمكن من
تحديد فعاليته إذ أن تحديد ما يتعلق بصورة مباشرة بمدى تحقيق األهداف المس طرة أو مق درة الرقاب ة على ت أطير وتث بيت
النزاهة و بالتالي إمكانية أن تلعب دورا هاما و أساس يا للس يرورة االيجابي ة و المتجانس ة بين النفق ات و الم داخيل المقابل ة
ا. له
إن هذه الدراسة تعتبر كرسالة لإلطارات الجماعات المحلية سواء كانوا محاسبين عموميين أو إطارات المجالس الش عبية و
السلطات الوصية و غ يرهم …بمراقب ة ميزاني ة الجماع ات المحلي ة دون الوق وع في أخط اء جس يمة ت ؤدي إلى تع ريض
ميزانية الجماعات المحلية إلى متاهات وعواقب جد وخيمة .و من أجل ذلك قمنا بتحديد اإلشكال التالي :
– كيف يمكن تحديد الرقابة على مستوى تطورات الميزانية إلقرار نزاهتها ؟
– هل يمكن اقتراح الرقابة على ميزانية الجماعات المحلية باعتبارها الوسيلة الديناميكية لتفعيل دور ه ذه األخ يرة في
التنمية المحلية ؟
و من أجل اإلجابة على هذا اإلشكال قمنا بتطرق إلى النقاط التالية :
ة: الخط
ة. – المقدم
ة). ات المحلي ة الجماع ة (ميزاني ة المحلي ة للمالي ائل القانوني .الوس
ة. ة المحلي الي و الالمركزي تقالل الم وم االس .مفه
ا: .أنواعه
ية . لطات الوص ة و الس عبية المحلي الس الش ة المج – رقاب
ة. ات المحلي ة الجماع ة على ميزاني ة الممارس ائية أالحق ة القض – الرقاب
ة. ات المحلي ة الجماع ة على ميزاني ة الممارس ة أالحق ة اإلداري – الرقاب
– المراجع .
إن اتساع حجم المجتمع ات و زي ادة الطلب على الخ دمات المختلف ة بص ورة تعكس اس تجابة س ريعة وحقيقي ة الحتياج ات
المواطنين و تمثيلهم و نقل وجهة نظرهم و مشاركتهم في رسم السياسات العامة التي تخدم المجتمع و المواط نين ،س اهمة
في إنشاء و بروز مؤسسات الدولة كشريك أساسي للحكومة ،من منطل ق أن االهتم ام و العناي ة ب األمور العام ة issues
publicsليست حكرا على الحكومة حيث أن هناك عناصر أخرى تشارك ليس فقط في االهتمام ب ل و في أخ ذ ال دور في
ادة . ةج اهمة في أدوار تنموي ة و المس ور العام رح األم ط
إن االتجاهات المعاصرة في إدارة التنمية الشاملة تتطلب مشاركة حقيقية من قبل الجماعات المحلية .إن ه ذا التعب ير غ ير
شائع االستخدام في كثير من الدول النامي ة ألس باب مختلف ة تتعل ق إم ا بال دور الهامش ي له ذه المؤسس ات أو ع دم رس وخ
التجربة و ممارسة هذه اإلدارات في النسيج التنظيمي لتلك الدول .و يمكن تحديد مفهوم وتنظيم المالي لهذه الجماع ات في
مايلي.
معنوية و استقالل مالي و لها اختصاصات ،سياسية ،اقتصادية وثقافية و هي أيضا تنظيم إداري للدولة .
هي الجماعة القاعدية اإلقليمية السياسية ،اإلداري ة ،االقتص ادية و الثقافي ة األساس ية .و هي تتمت ع بالشخص ية المعنوي ة
العمومي ة ال تي ينتج عنه ا االس تقالل الم الي ،وحري ة التقاض ي و له ا نفس اإلمتي ازات و الحق وق والواجب ات المق ررة
لألشخاص ماعدا المرتبطة منها بالشخصية الطبيعية و كذلك أن أموالها غير قابلة للتداول.
جاء في المادة 149من قانون البلدية رقم 08/90الم ؤرخ في 07أفري ل 1990و الم ادة رقم 135من ق انون الوالي ة
رقم 09/90فالمادة 149من قانون البلدية تعرفها بأنها :جدول التقديرات الخاص ة بإيراداته ا و نفقاته ا الس نوية.وتش كل
كذلك أمرا باإلذن و اإلدارة يمكن من حسن سير المه ام العمومي ة أم ا الم ادة 135من ق انون الوالي ة عرفته ا على أنه ا :
ميزاني ة الوالي ة هي عب ارة عن ج دول التق ديرات الخاص ة بنفقاته ا إيراداته ا الس نوية تمكن من الس ير الحس ن للمص الح
العمومية
خصائص الميزانية:
– الميزانية هي عمل علني :هذا يع ني أن ك ل مس اهم في دف ع الض ريبة ل ه الح ق في اإلطالع على م دى اس تعمال
– الميزانية هي عمل تقديري :تقوم الجماعات المحلية بتحديد المشاريع المراد تحقيقه ا ،ه ذا العم ل التق ديري يح دد
– الميزانية هي عمل مرخص :تسجل في الميزانية رخص اإليرادات و النفقات المقترحة .وهذه قاع دة إلزامي ة لك ل
– الميزانية هي عمل دوري :هناك ميزانية واحدة لكل سنة مالية تعد بشكل دوري .
– الميزانية عمل ذو طابع إداري :يسمح بتسيير الحسن لمصالح البلدية .
– مبدأ السنوية :تبدأ من 1جانفي و تنتهي في .31/12تتخللها تعديالت بواسطة فتح رخيص ات أو اعتم ادات خاص ة
– مبدأ الشمولية :تحدد جميع اإليرادات و النفقات بمعنى أنها تشمل المبلغ الصافي بغرض تسهيل المراقبة .
-مبدأ تسلسل النفقات :البدا على الجماع ات المحلي ة أن تأخ ذ بعين االعتب ار مب دأ التسلس ل في تس يير النفق ات فتق وم
– مبدأ عدم تخصيص اإليرادات و عدم تصرف الجماعات المحلية في الم داخيل ال تي ال يرخص ها الق انون :إن ك ل
اإليرادات مخصصة للنفقات باستثناء اإليرادات المقيدة بتخصصات معينة ( مكفوفين ن عجزة ،بناء مدرسة …)
– فال يمكن لرئيس البلدية مثال تخصيص هذه اإليرادات لنفقات أخرى .
تعتبر وثائق ميزانية الجماعات المحلية الوسيلة الوحيدة و األساسية التي تبين كيفية توظيف اإليرادات و ص رف النفق ات ،
و التي تتكون من األبواب لها عنوان خاص بها ،تتعلق بكل قسم من أقسام الميزانية .وكل باب ينقسم إلى مواد تحمل رقما
– الميزانية األولية :تعتبر الوثيقة األساسية لكل النفقات و اإليرادات السنوية المحققة .
– الميزانية اإلضافية :عندما تمضي األشهر األولى من السنة ،فإن االحتياجات س ترد بوض وح الش يء ال ذي ي ؤدي
بالجماعات المحلية إلى المصادقة على الميزانية اإلضافية .و المقصود بها هو تصحيح الميزانية األولي ة أو النقص ان
في كل من اإليرادات و النفقات .و تعد كآخر أجل في شهر ج وان من الس نة ال تي س تطبق فيه ا .و التص ويت عليه ا
وان . ل 15ج ية قب لطة الوص ل الس ون من قب يك
و تعرف أيضا بأنها ميزانية تعديلية للميزانية األولية .وتحتوي على أرصدة و بواقي اإلنجاز ولها ثالث مهام هي :
– االرتباط بالنسبة للسنة المالية السابقة التي تترك للسنة الجارية عمليات لم تتم بعد أو فائضا من الموارد أو عجز في
المالية .
الحساب اإلداري:
بع د انته اء الس نة المالي ة يك ون من الض روري إع داد حص يلة العملي ات ال تي أنج زت بالفع ل
ه السنة المالية في الحساب اإلداري .وتقفل وثيق ة المحاس بة في ش هر أكت وبر من الس نة ال تي تلي الس نة ال تي هي بص دد
عرض ما أنجز بها .فالحساب اإلداري هو حوصلة مالية للس نة الماض ية مت أخرة بس نة .و يع د في 31م ارس من الس نة
ا. وازن وجوب رادات تت ات و إي مين إلى نفق ذين القس ل من ه مك ويتقس
النفقات :تنطوي النفقات العامة على قيام الهيئ ات العام ة و أش خاص الق انون الع ام من مركزي ة و محلي ة باس تخدام ( أو
إنفاق مواردها النقدية بقصد إشباع الحاجات العامة .و لتس يير مص الحها و الخ دمات الض رورية لمجم وع األف راد .تق وم
الجمعات المحلي ة بإنف اق األم وال الالزم ة و ال تي تقتط ع من قس م التس يير العم ومي و قس م التجه يز واالس تثمار .وهي
كاألتي :
– نفقات قسم التسيير العمومي :هي تلك النفقات التي تخصص لتسيير المصالح التابع ة للجماع ات المحلي ة و تنقس م
إلى :
– نفقات قسم التجهيز واالستثمار :هناك نفقات حسب طبيعتها و نفقات حسب وظيفتها ،فالنفقات حسب طبيعتها هي
تلك التي تؤدي إلى زي ادة أمالك الجماع ات المحلي ة مباش رة أو تل ك المتعلق ة باإلعان ات الممنوح ة إلى الجمعي ات و
الهيئات وكذا تسديد قروض الجماعات المحلية .أما بالنسبة للنفقات حسب وظيفتها فهي تلك الخاصة ب برامج التجه يز
التي تصبح ملك للجماعات المحلية كالبرامج التي تنجزها لحساب الغير كالجمعيات و المؤسسات العمومية .
اإليرادات :تعددت مصادر اإليرادات في عصرنا الحديث و تنوعت أس اليبها و اختلفت طبيعته ا تبع ا للن وع الخدم ة ال تي
تقوم بها الدولة و الهدف منها .و لمواجهة النفقات التي ذكرناها سابقا ،على الجمعات المحلية أن تتحصل على اإلي رادات
الالزمة و الكافية لذلك ،حيث أن القسم األكبر من هذه اإليرادات يأتي من المداخيل الجبائي ة في المرتب ة األولى ،ثم ت أتي
مدا خيل األمالك باإلضافة إلى إعانات الهيئ ات المختلف ة .و تنقس م اإلي رادات ب دورها إلى قس مين هم ا :إي رادات جبائي ة
المقصود باستقالل الجمعات المحلية هو أن يكون لها حق إصدار قرارات إدارية نافذة في حدود معين ة دون أن تخض ع في
ذلك إلى أوامر السلطة المركزية و توجيهاتها ،و عليه يترتب على استقالل الهيئة المحلية مايلي :
– حرية المبادرة وال تتدخل السلطة المركزية إالفي الحاالت المنية على القانون .
– أن ال تسأل عن أعمالها حتى وإن كانت خاضعة للسلطة الوصائية .
– حق مخاصمة الدولة ذاتها أمام القضاء و طلب إلغاء القرارات الصادرة من السلطة المركزية.
إن الرقابة المالية ال تختلف عن غيرها من الصور األخرى للرقابة على النشاط اإلداري ،حيث تحتوي على ع دة ج وانب
تتميز بها عن غيرها من الصور المتعددة للرقابة .فاإلدارة العامة هي التي تهدف إلى الحماية المالية العامة إيرادا وإنفاق ا .
و الرقاب ة المالي ة العام ة له ا أهمي ة بالغ ة ،ف أي إس اءة للم ال الع ام أو إهم ال ل ه ي ؤدي إلى نت ائج س يئة .
فتطور الدولة أدى إلى زيادة نفقاتها ،ولما كانت ندرة الموارد المالي ة و االقتص ادية تعت بر من أهم المش اكل ال تي واجهت
معظم البلدان خاصة الدول النامية ،فال بدا من القيام بعملية المراقبة الستخدام ه ذه الم وارد و اإلمكاني ات ح تى تتمكن من
تخصيصها و توزيعها توزيعا عادال من أجل تحقيق التوازن االقتصادي و االجتماعي .
السياسة المقررة لتحقيق األهداف المحددة دون المساس بالحقوق الفردية لألفراد و االعتداء على الحريات العام ة .كم ا أن
أهداف الرقابة تطورت وفق تطور الدول ،حيث أن هناك أه داف تقليدي ة و أخ رى حديث ة ومتط ورة ،نتع رض إليه ا في
تدور هذه األهداف حول االنتظام ،و هي من أقدم الهداف التي سطرت لها الرقابة و يمكن ذكر أهمها :
– التأك د من س المة العملي ات المحاس بية ال تي خصص ت من أجله ا األم وال العام ة و التحق ق من ص حة ال دفاتر و
– التأك د من ع دم تج اوز الوح دات النقدي ة في اإلنف اق و ح دود االعتم ادات المق ررة م ع م ا يس تلزم من مراجع ة
المستندات المؤدية للصرف و التأكد من صحة توقيع الموكل لهم سلطة االعتماد .
– عملية التفتيش المالي و التي يقوم بها جهاز إداري تابع لوزارة المالية .
-مدى التزام اإلدارة في تنفيذها للميزانية وفقا للسياسة المعتمدة .
– بيان أثار التنفيذ على مستوى النشاط االقتصادي و اتجاهاته .
– الربط بين التنفيذ و ما يتخلله من إنفاق و النتائج المترتبة عن هذا التنفيذ .
الرقابة على الميزانية أو الرقابة المالية تخضع لجملة من المبادىء و األسس تميزها عن غيرها من أنواع الرقاب ة و تنف رد
– خضوع العمليات المالية لمجموعة من اإلجراءات و التي تعرف بالدورة المس تدينة ،و ال تي تس بق و تعاص ر ك ل
– حصر كل خطوة إلى المراجعة دون القيام بأي إجراء قبل التأكد من سالمة و صحة ما سبقها من إجراءات .
إن الرقابة الداخلية هي المراقبة التي تمارس من داخل التنظيم نفسه .و حسب التقسيم التقليدي ،فقد قام بتقسيم الرقاب ة إلى
رقابة إدارية تهدف إلى رقابة صرف اإليرادات و تنفيذ النفقات ،كم ا أنه ا تعت بر ممارس ة اإلدارة على نفس ها مراقب ة من
ة. ر خاص ات ودوائ رض هيئ ذا الغ دث له داخل فتح ال
و من هنا فإن هذا النوع من الرقابة هو أول خطوة تخضع لها ميزانية الجماعات المحلي ة ،وذل ك عن طري ق قي ام اإلدارة
برقابة على أعمالها ،لكن هل صحيح اإلدارة تقوم برقابة على نفسها ؟ و كيف تتجس د ه ذه الرقاب ة ؟ من هن ا نس تنتج أن ه
اليمكن أن تتحقق على الوجه الكامل دون أن يتوفر لها مقومات نجاحها ،أهمها كفاءة نظم الرقابة الداخلي ة ال تي تتمث ل في
سرعة الكشف عن المخالفات و تحفيز مسؤولية القائمين به ا ،إض افة إلى توف ير الخ برات اإلداري ة و المالي ة عن طري ق
و يمكن الشارة إلى األجهزة المكلفة بالرقابة الداخلية و المتمثل ة في رقاب ة الم راقب الم الي و رقاب ة المحاس ب العم ومي ،
باإلضافة إلى الرقابة الشعبية الممارسة من طرف المجالس الشعبية المحلية و رقابة السلطة الوصية ،و بالتالي سوف نقس م
– الرقابة الممارسة على ميزانية الجماعات المحلية من طرف المراقب المالي و المحاسب العمومي .
– رقابة المجالس المحلية و رقابة السلطة الوصية على ميزانية الجماعات المحلية .
– 1الرقاب ة الممارس ة على ميزاني ة الجماع ات المحلي ة من ط رف الم راقب الم الي و المحاس ب العم ومي :
إن ميزانية الجماعات المحلية قبل تنفيذها البد أن تخضع إلى نوع خاص من الرقابة نطلق عليها تسمية الرقابة الس ابقة ،و
التي تهدف إلى اكتشاف وتحليل المشاكل الممكن حدوثها و تفاديها و لمعالجته ا فب ل ح دوثها ،و الموافق ة الس ابقة ألجه زة
الرقابة على القرارات المتعلقة بصرف األموال ،و برغم من أنها تؤدي إلى كثرة اإلجراءات الالزمة للقيام بعملية النفق ات
ن مما يترتب عليها بطء سير المرافق العامة إال أنها تعتبر الحاسمة في تأدية الغرض التي ته دف إلى تحقيق ه ،و المتمث ل
في تطبيق الميزانية تطبيقا سليما تراعي في ه كاف ة قواع د اإلنف اق المق ررة ،كم ا يك ون ه دفها ض مان تط بيق الق وانين و
كما أن عمليات المراجعة و الرقابة تتم قبل الصرف و ال يجوز ألي وح دة تنفيذي ة االرتب اط ب التزام أو دف ع أي مبل غ قب ل
الحصول على موافقة الجهة المختصة بالرقابة قبل الصرف ،حيث أن عمليات المراجعة و الرقابة تتم على جانب النفق ات
فقط حيث ليتصور أن تتم رقابة سابقة على تحصيل إيرادات العام .
و بالتالي فهي تمارس قبل تنفيذ ميزانية الجماع ات المحلي ة ،كم ا يمكن اإلش ارة إلى أن ه ذا الن وع من الرقاب ة ق ائم على
أساس التوقيت الزمني الذي تمارس فيه عملية الرقابة من قبل األجهزة المختصة ،و التي ب دورها تح ول دون الوق وع في
الخطأ أو بالألحرى التفادي من الوقوع فيه ،وقد أطلق عليها البعض اسم الرقابة الوقائية أو الرقابة المانعة .
يقوم المراقب المالي بممارسة رقابته على ميزانية الوالية قبل دخولها مرحل ة التنفي ذ ،و بع د المص ادقة عليه ا من ط رف
الس لطات المختص ة ،كم ا تطب ق رقاب ة النفق ات ال تي يل تزم به ا على ميزاني ة المؤسس ات و اإلدارات التابع ة للدول ة و
الميزانيات الملحقة ،وعلى الحسيات الخاصة للخزينة و ميزانيات الوالية و المؤسسات العمومي ة ذات ط ابع اإلداري ،إال
أنه تبقى كل من ميزانيتي المجلس الش عبي أل والئي و المجلس الش عبي البل دي خاض عتين لإلحك ام التش ريعية و التنظيمي ة
المطبقة عليها ،كما يمكن أن يتم تحديد كيفية و مالءمة الرقابة بالنسبة لبعض القطاعات و بعض أنواع النفقات حس ب ك ل
حالة بقرار من الوزير المكلف بالميزانية و بقرار وزاري مشترك بين الوزير المكلف بالميزاني ة و ال وزير المع ني تقني ا .
ويدرج هذا النوع من الرقابة في إطار سياسة عدم التركيز اإلداري التي تحتم على الدولة جعل االعتمادات المالية الالزم ة
انونين . رف الق رين بالص رف اآلم توى المحلي تحت تص تثمارية على المس ات االس ق العملي لتحقي
و تمارس الرقابة السابقة للنفقات من طرف مراقبين ماليين بمساعدة مراقبين ماليين مساعدين ،حيث يقوم الوزير المكل ف
بالميزانية بتعيينهم .و من أهم الصالحيات الموكلة للمراقب المالي إضافة إلى اختصاصات التي يسندها له القانون األساسي
مايلي :
– مسك محاسبة االلتزامات حسب الشروط المحددة .كم ا يق وم الم راقب الم الي إس نادا إلى المه ام ال تي يق وم به ا ،
بإرسال إلى الوزير المكلف بالميزانية حاالت دورية معدة إلعالم المصالح المختصة بتطور االلتزام بالنفق ات و تع داد
المستخدمين .
و يقوم في نهاية كل سنة مالية بإرسال إلى الوزير المكلف على سبيل العرض و إلى األمرين بالصرف على س بيل اإلعالم
تقريرا يستعرض فيه الشروط التي قام عليها التنفيذ ن إضافة إلى الص عوبات ال تي تلقاه ا أثن اء أداء مهام ه إن وج دت في
مجال تطبيق التنظيم و المخالفات التي الحظها في تس يير األمالك العمومي ة و جمي ع االقتراح ات ال تي من ش أنها تحس ين
شروط صرف الميزانية ،كما تعد المصالح المختصة التابعة للوزير المكلف ة بالميزاني ة تقري را ملخص ا عام ا ي وزع على
الميزانية ،صدر قرار من وزي ر المالي ة و التخطي ط س نة 1970و ال ذي يوك ل ه ذه المهم ة إلى أمين خزين ة الوالي ة ن
ووج ود ه ذا األخ ير على المس توى المحلي ي ؤدي إلى ارتك اب القلي ل من األخط اء و التج اوزات .
ويعتبر المراقب المالي مسؤول عن سير مجموع المصالح الموض وعة تحت س لطته و عن التأش يرات ال تي يس لمها ،أم ا
بالنسبة للمراقب المالي المساعد فهو مسؤول في حدود االختصاصات المفوضة له من طرف المراقب المالي عن األعم ال
التي يقوم بها و عن التأشيرات التي يسلمها بعنوان الرقابة السابقة .
و هكذا نستنتج أن المراقبة الممارسة من قبل المراقب المالي الذي يتم تعينه كما قلنا في السابق من طرف ال وزير المكل ف
بالمالية ،بحيث أن هدفها هو منع ارتكاب المخالفات المالية التي يقع فيها معدو الميزانية ،حيث أن ه ذا الن وع من الرقاب ة
يدخل ضمن سياسة عدم التركيز ،كما يعتبر المراقب المالي المرش د و الح ارس على تنفي ذ الميزاني ة م ع إعالم المص الح
تخضع القرارات المتضمنة التزاما مسبقا بالنفقات قبل التوقيع عليه ا لتأش يرة الم راقب الم الي وق د حص رت الم ادة 5من
المرسوم التنفيذي رقم 92-414المؤرخ في 14نوفمبر 1992و المتعل ق بالرقاب ة الس ابقة للنفق ات ال تي تل تزم به ا فيم ا
يلي :
– قرارات التعيين و التثبيت و القرارات ال تي تخص الحي اة المهني ة للم وظفين و دف ع مرتب اتهم باس تثناء الترقي ة في
الدرجة .
– الجداول االسمية التي تعد عند قفل كل سنة مالية .
– الجداول األصلية األولية التي تعد في بداية السنة و الجداول األصلية المعدلة التي تطرأ أثناء السنة المالية .
إن المحاسب العمومي هو كل شخص يتم تعينه بموجب القانون للقيام بالعمليات التالية :
– ضمان حراسة األموال أو السندات أو القيم أو األشياء أو المواد المكلف بها و حفظها .
إضافة إلى هذه الوظائف أسندت إليه مهمة ثانية تتمثل في إعداد تحصيل اإلجراء الذي يتم بموجبه إي راد ال دين العم ومي .
ويتم تعينه من طرف الوزير المكلف بالمالية ،ويخضع أساسا لسلطته .
و تكمل صالحيات المحاسب العمومي و مدى مسؤوليته فإنه يمسك في مجال عمليات الخزين ة حس ابات حرك ات األم وال
نقدا كانت أم قيما في حسابات ودائ ع أو في حس ابات جاري ة أو في حس ابات دائن ة أو مدين ة ،كم ا ت بين عملي ات الخزين ة
األموال المودعة لفائدة الخواص و األموال الداخل ة إلى الص ندوق و الخارج ة من ه مؤقت ا و عملي ات التحوي ل .و تع رض
الحسابات الخاصة الجرد العيني و المالي للمواد و القيم و السندات التي تطبق عليها .كما يتولى المحاسب العم ومي المعين
بأعمال المطالبة بباقي الحساب الذي يمكنه أن يقوم شخصيا بتحص يل أو يس ند ذل ك إلى ق ابض الض رائب المختلف ة للقي ام
و المحاسب العمومي يتمتع بالمسؤولية الشخصية و المالية على العماليات الموكلة له ،كما يمكن ل ه أن يتمت ع بالمس ؤولية
التضامنية بينه وبين األشخاص الموضوعين تحت أوامره .ونستنتج من هذا أن مسؤولية المحاسب العمومي تتق رر عن دما
يحدث عجز في األموال العمومية سواء تعلق األمر بتحصيل اإليرادات أو تسديد النفقات .
وتكمن المسؤولية الشخصية و المالية للمحاسب العمومي عن كل تصرفاته خاصة إذا تعلق األمر ب:
كم ا يعت بر المحاس ب العم ومي مس ؤوال عن تص رفات غ يره ال تي تص در من مس اعديه في تس يير مص لحة المحاس بة و
الخاضعين لس لطته و مراقبت ه ،تك ون ه ذه األخ يرة تبع ا لص فة الم وظفين ال ذين هم تحت إش رافه و المتمثل ة في أع وان
المصلحة ن المحاسبون السابقون ن المحاس ب المف وض ،المحاس ب الفعلي الملحق ون ال وكالء المكلف ون ب إجراء عملي ات
قبض األموال و دفعها للمحاسب العمومي المسؤول شخصيا و ماليا عن هذه العمليات .
و يمكن حصر الهدف من ممارسة وظيفة رقابة النفقات المستعملة يتمثل فيما يلي:
– السهر على صحة توظيف النفقات بالنظر إلى التشريع المعمول به .
– إثبات صحة النفقات بوضع تأشيرة على الوثائق الخاصة بالنفقات أو تعليل رفض التأشيرة عن د االقتض اء و ض من
اآلجال المحددة عن طريق التنظيم و التي تراعي فيها طبيعة الوثيقة .
– إعالم الوزير المكلف بالمالية شهريا بصحة توظي ف النفق ات و الوض عية العام ة لالعتم ادات المفتوح ة و النفق ات
الموظفة .
المحاسبة الخاصة باآلمرين بالصرف :اآلمر بالصرف الرئيسي بالنسبة لميزانية الوالية يتمثل في الوالي ،أما على مستوى
البلدي ة فيتمث ل في رئيس المجلس الش عبي البل دي .و يمس ك اآلم رون الرئيس يين في الوالي ة و البلدي ة محاس بة إداري ة
نتائج الرقابة الممارسة على ميزانية الجماعات المحلية من طرف المحاسب العمومي :
إن للمحاسب العم ومي ص الحية الرقاب ة من الناحي ة الخارجي ة إذ يطلب مل ف النفق ة المقدم ة غلي ه ن وليس ل ه الح ق في
التحقق من مدى شرعيتها ،وبالتالي فإذا تأكد من شرعية النفقة العمومية بعد قيامه بالتحقيقات يقوم بوضع التأش يرة القابل ة
للدفع ،مما يسمح بتسليم مبلغ النفقة إلى الدائن المعني ،إضافة إلى إمكانية رفض القي ام بالتس ديد أو ال دفع و يق وم ب إعالم
اآلمر بالصرف عن طريق مذكرة خطية يحدد فيها أسباب الرفض لكي يجري عليها التس ويات الالزم ة .ففي حال ة رفض
اآلمر بالصرف تسوية المالحظات المشار إليها في المذكرة يرفض المحاسب العمومي بوضع التأشيرة بصفة نهائي ة إال أن
– 2رقابة المجالس الشعبية و السلطات الوصية على ميزانية الجماعات المحلية :
إن اإلدارة المحلية تقوم على أساس االعتراف بوجود مصالح إقليمية يترك اإلشراف عليها من أش خاص يتم اختي ارهم عن
طري ق االنتخ اب من ط رف إدارة المجتم ع ،بحيث يقوم ون بحماي ة مص الح الجماع ات اإلقليمي ة نياب ة عنهم ،أي تق وم
بالتعبير عن إرادة الشعب الذي يقوم باختيار من يمثله ،وبالتالي فالالمركزية التي تتمث ل في المج الس المحلي ة المنتخب ة و
المتمثلة في البلدية و الوالية ،والتي تعتبر تجسيدا للديمقراطية تسمح للمواطنين في تسيير شؤونهم العمومية بأنفسهم ،كم ا
أنها تعتبر نمطا من أنماط اإلدارة ،و بالتالي فالمجالس المحلية المنتخبة يعترف لها بالشخصية االعتبارية من أجل إص دار
و تنفيذ القرارات التي تتخذها في مختلف الجوانب من أجل تحقيق المصلحة العامة و بالت الي إش باع حاج ات المواط نين و
كما أن ممارسة الرقابة سواء من طرف المج الس الش عبية أو الس لطة الوص ية يك ون في ح دود الق انون في كونه ا رقاب ة
شرعية ،إذ تقوم ب اإلطالع ال دائم و المس تمر على مختل ف األعم ال و التص رفات المتخ ذة على المس تويين أي المس توى
و من المعلوم أن البلدية ت دار من ط رف مجلس منتخب بتمث ل في المجلس الش عبي البل دي و الهيئ ة التنفيذي ة تتش كل ه ذه
األخيرة من رئيس المجلس الشعبي البلدي و يمكن أن يساعده في ذلك نائب أو أكثر ،ويعتبر هذا األخير الجه از األساس ي
في البلدية ،إظافة إلى أنه يعتبر اآلمر بصرف النفقات ،وموقع العقود ،يق وم بإع داد الميزاني ة بمس اعدة أعض اء الجه از
و تصبح تصرفات و أعمال المجلس الشعبي البلدي سارية و نافذة منذ المصادقة و التصويت عليها من األعضاء و الرئيس
و بعد فوات 15يوما من إيداعها لدى المصالح الوالئية .و تعتبر البلدية اإلطار للتعبير عن الديمقراطية فهي مسؤولة على
إضافة إلى ذلك فهي مسؤولة على تعبئة حصيلة هذه اإليرادات .كما أن العمليات المالية المترتبة حسب طبيعتها ( خ دمات
أو مشاريع ) تسمح في أي وقت للمجلس الشعبي البلدي و كذا المصالح البلدية من معرفة الوضعية المالية لك ل مص لحة أو
مشروع أو تجهيز .و قد أوكلت لرئيس المجلس الشعبي مهمة تمثيل البلدية و الوالية فبالنسبة لتمثيل البلدية يق وم باس مها و
تحت مراقبة المجلس بجميع األعمال الخاصة بالمحافظة على األموال و الحقوق التي تتكون منها ث روة البلدي ة و إيراداته ا
– تسيير إيرادات البلدية و اإلذن باالتفاق و متابعة تطور مالية البلدية .
– إبرام عقود اقتناء األمالك و بيعها و قبول الهبات و الوصايا و الصفقات أو اإليجارات .
– إبرام المناقصات أو المزايدات الخاصة بأشغال البلدية و مراقبة حسن تنفيذها .
– المحافظة على الحقوق العقارية و المنقولة التي تمتلكها البلدية بما فيها حق الشفعة .
– توظيف عمال البلدية و تعيينهم و تسييرهم وفقا للشروط المنصوص عليها في القوانين و التنظيمات المعمول بها .
و الحاالت التي يتدخل فيها المجلس الشعبي المحلي في عملية الرقابة على ميزانية الجماعات المحلية هو أنا ميزانية البلدية
يتم التصويت عليها من طرف المجلس الشعبي البلدي باقتراح من رئيس ها و تض بط وفق ا للش روط المنص وص عليه ا في
القانون .إذ يتم التصويت على اإلعتمادات باب ا باب ا و م ادة م ادة ،كم ا يج وز تحوي ل اعتم ادات مقي دة بتخصيص ات .و
بالرجوع إلى دستور 23فيفري 1989نجده قد نص على هذا الن وع من الرقاب ة في الم ادة 149قب ل ذك ر رقاب ة مجلس
المحاسبة لما له من أهمية بالغة .و على الهيئة التنفيذية للجباية و اإلنفاق التحق ق من مطابق ة النت ائج المتحص ل عليه ا م ع
التقديرات التي وضعت في و وثيقة الميزانية لتدارك االختالف في إعداد الميزانية اإلضافية للسنة الجاري ة ،ألن الميزاني ة
االبتدائية ال تعطي فرصة لمناقشتها بشكل واسعة و فعال و بناء ،على عكس الميزاني ة اإلض افية أثن اء تق ديمها للمص ادقة
تفتح ألعضاء المجالس المحلية مجال واسع للمناقشة .و يعتبر الحساب اإلداري وس يلة مراقب ة يس مح للجماع ات المحلي ة
تقويم التسيير المالي قبل أي تعديل للتوقعات المدرجة في الميزانية األولية عن طريق الميزانية اإلضافية .
و هكذا نستنتج أن الرقابة على ميزانية البلدية تكون عن طريق المقارنة بين اإليرادات و النفقات و مقارنة المجموع المالي
لقسم التسيير وقسم التجهيز و االستثمار حسب النماذج المرفقة مع الميزانية ،و في حالة مطابقته ا يتم المص ادقة عليه ا أم ا
في حالة و جود أخطاء فإن تصحيحها يكون على مستوى مصلحة القباضة البلدية .
هذا النوع من الرقابة هو الذي يمارس من طرف موظفين مختصين نظرا لألهمية البالغة التي تلعبها الرقاب ة أثن اء تنفي ذ و
تطبيق الميزانية .و باعتبار أن الوصاية اإلدارية ،هي مجموع السلطات المحددة ال تي يقرره ا الق انون لس لطة علي ا على
أشخاص أعضاء الهيئات الالمركزية و أعم الهم قص د حماي ة المص لحة العام ة ،ال تم ارس إال في الح االت و األوض اع
المنصوص عليها في القانون ،وبالتالي مص داقية الس لطة الوص ية تج رى ض من إدارة مركزي ة بين س لطات الوص اية و
سلطة المركزية .فبعض القرارات األشخاص اإلدارية اليمكن تطبيقها إال بعد التصديق عليها من قبل السلطة الوصية ،إ\
أن الطابع التنفيذي متوقف على إذن موافقة الجهاز األعلى المختص ،وتتدخل السلطة الوصية بإلغاء األعم ال إذا ماإتض ح
أنها غير شرعية .كما أن المراقبة هي صالحية من صالحيات الدولة .فهي من اختصاصات الحكومة المركزية تمارس ها
على الهيأة الالمركزية ،كما يجوز للهيأة الالمركزية ممارسة الرقابة على هيأة الالمركزية األخرى كما هو الحال بالنس بة
للبلديات و الواليات التي تمارس الرقابة على المرافق اإلدارية العامة التابعة لها .
فالسلطات اإلدارية الوصائية تستخدم امتيازات و سلطات الرقابة الوصائية من أجل الحفاظ على أهداف الرقابة الوصائية .
و هكذا تقدم السلطات اإلدارية المركزية الوصية تقريرا مرفقا باالعتمادات المالية للهيئات و الوحدات اإلدارية الالمركزي ة
إذا عجزت هذه األخيرة عن تغطية نفقاتها الضرورية إلش باع الحاج ات العام ة المحلي ة ،إض افة إلى ح ق اإلطالع ال دائم
على األعمال و التصرفات آلتي تقوم بها الهيئات اإلدارية الالمركزية الخاضعة لها ،وبالتالي تكون ملزمة برف ع محاض ر
الجلسات و المداوالت إلى السلطات اإلدارية المركزية الوصية من أجل اإلطالع عليه ا و بالت الي مراقب ة م دى ص حتها و
و تلعب السلطة الوصية دورا هاما في الرقابة على ميزانية الجماعات المحلية نظرا ألهمية التي تتميز بها هذه األخ يرة في
المحافظة على ميزانية متوازنة من أجل تحقيق األهداف االقتص ادية و االجتماعي ة لكاف ة المواط نين ع بر إقليم الجماع ات
المحلية .هذه الرقابة التي أسندت إلى موظفي اإلدارة من أج ل التأك د من تنفي ذ ال برامج المعتم دة و ع دم خ روج الهيئ ات
– الوالي.
– أهداف إدارية تتمثل في ضمان حسن سير اإلدارة و المرافق العامة التابعة لألشخاص الالمركزي ة و زي ادة ق درتها
اإلنتاجية .
– أهداف سياسية تكمن في صيانة وحدة الدولة و ضمان وحدة االتجاه اإلداري العام في كافة أنحائها و حماية مصلحة
الدولة.
كما أنها تعمل على جعل األشخاص الخاضعين له ا يح ترمون الش رعية ،واح ترام الش رعية و ال تزام ب ه الب د أن تج ري
الرقابة الخارجية هي تلك الرقابة ال تي تم ارس خ ارج التنظيم من قب ل األجه زة الرقابي ة المختص ة ،وته دف إلى ض مان
مراقبة النفقات و مدى توفر االعتمادات و مراقبة حوالن الصرف باإلضافة إلى مراجعة العماليات المالية.
كما تعرف بأنها هي تلك ال تي يعه د به ا إلى هيئ ات مس تقلة وغ ير خاض عة للس لطة التنفيذي ة و الب د أن تمنح ه ذه الهيئ ة
لموظفيها من السلطات و الضمانات ما يجعلها بمأمن عن أي إجراء تعسفي قد تحاول الحكوم ة اتخ اذه .يس تند ه ذا الن وع
من الرقابة إلى هيئتين هما مجلس المحاسبة و من جهة أخرى الرقاب ة الممارس ة من ط رف وزارة المالي ة بواس طة جه از
يعتبر هذا النوع من الرقابة أسلوبا من أساليب الرقابة في مجال تنفيذ ميزانية الجماعات المحلية .فهو يعني الرقابة القائم ة
على أساس التوقيت الزمني ،أي يأخذ بعين االعتبار المدة المقررة لتنفيذ الميزانية ،ويس مى بالرقاب ة البعدي ة ،هي تك ون
خطأ .إضافة إلى تقصيرهم في إعداد القواعد المحاسبية الخاصة بالميزاني ة ،وق د أوكلت ه ذه المهم ة إلى هيئ ة مختص ة
تتمتع باالستقالل في التسيير و المتمثلة في مجلس المحاسبة ،وبالت الي تت ولى هيئ ة قض ائية بفحص الحس ابات و اكتش اف
المخالفات المالية و حوادث الغش و السرقة و قد يعهد إليها بمحاكمة المسؤولين عن المخلف ات المالي ة و إص دار العقوب ات
المنصوص عليها ،أو قد تحدد مهمتها في اكتشاف هذه المخالفات و تدارك الموقف من فبل المسؤولين أو إح التهم للقض اء
الجنائي إذا استدعى األمر ن كما قد يطلب منها وضع تقرير سنوي لرئيس الجمهورية أو السلطة التشريعية أو االثنين مع ا
تعرض فيه ما اكتشافه من مخالفات مالية مع تقديم اقتراحات للقليل من هذه المخالفات أو منعها في المستقبل .
أما المقصود بالرقابة الالحقة فهي الرقابة التي تبدأ بعد قفل الس نة المالي ة و قف ل الحس ابات الختامي ة للدول ة بحيث أنه ا ال
تشمل جانب النفقات فقط كما هو الحال بالنسبة للرقابة السابقة و لكنها تمتد لتشمل جانب اإليرادات العامة للتأكد من تط بيق
السلطة التنفيذية للقوانين حيث أن الرقابة الالحقة تأخذ أش كال متع ددة فق د تقتص ر على المراجع ة الحس ابية و المس تخدمة
جميع العمليات المالي ة لكش ف المخالف ات المالي ة ال تي ارتكبت ،وق د تمت د لتش مل بحث م دى كف اءة الوح دة اإلداري ة في
يعهد هذا النوع من الرقابة إلى موظفين من اإلدارة بعد تلقيهم تكوينا خاصا عن الرقابة التي يمارس ونها إلى ج انب الرقاب ة
ووظائفهم اإلدارية األخرى و تكون هذه الرقابة موكلة إلى مفتشين عموميين تابعين لوزارة المالي ة ،إذ يمارس ون رق ابتهم
على ميزانية الجماعات المحلية بعد عملية تنفيذها ،وذلك عن طريق الدفاتر المحاسبية و مستندات الصرف و التحص يل و
ة. ود الميزاني د من بن ل بن عك ادات م رف لالعتم ابق الص دى تط م
كما أن اإليرادات العامة قد تم تحصيلها بطريقة سليمة باإلضافة إلى أن جميع العمليات المالية قد تمت بمس تندات ص حيحة
محترمة للقوانين و التنظيمات المعمول بها في مجال الميزانية ،وأنها مثبتة في الدفاتر إثباتا صحيحا وفقا لنظ ام المحاس بة
باإلضافة إلى فحص النظم المالية المعمول بها مع إمكانية تقديم االقتراحات التي تراها هيئة المراقبة .و التأكد من استخدام
الموارد االقتصادية و أن الضرائب بمختلف أنواعها قد استخدمت من فبل الجماعات المحلية استخداما حسنا .
المطروح هو هل أن هذه الرقابة قد جسدت فعال على أرض الواقع و بالتالي حققت أهدافها المسطرة ،وم ا ه و تفس ير في
وج ود بل ديات تع اني من عج ز في ميزانيته ا و أخ رى اس تطاعت تحقي ق التنمي ة الش املة و إح داث ف ائض .
يعود تفسير هذا إلى ظاهرة النمو السريع لنفقات الجماعات المحلية و النمو البطيء إليراداتها و التي كانت السبب األساسي
في إحداث ظ اهرة خط يرة تتمث ل في ع دم الت وازن بين اإلي رادات و النفق ات ال تي تنظمنه ا الميزاني ة ،األم ر ال ذي أدى
بالجماعات المحلية أن تلجأ بصفة مستمرة إلى الدولة طالبة يد المساعدة .
و كل هذا راجع إلى عدم وجود الرقابة الصارمة سواء عند إعداد الميزانية أو أثناء تنفي ذها ،وه ذا م ا ي ؤدى إلى التالعب
بأموال الجماعات المحلية من ط رف الم ؤطرين و بالت الي أدى ه ذا إلى الزي ادة الس ريعة للنفق ات على حس اب اإلي رادات
بصورة عشوائية و غير منتظمة ،برغم أننا نعلم أن معظم الجماعات المحلية تعاني من مشكلة الزي ادة الس ريعة في النم و
الديمغرافي و النزوح الريفي النعدام بعض المرافق الضرورية و ظه ور مش اكل اجتماعي ة ت دفع البل ديات إلى الزي ادة في
تقديم الخدمات إلى المواطنين الموجودين في ح دود اإلقليم مم ا ي ؤدي إلى الزي ادة في اإلنف اق ،إال أ ،ه ذه األس باب يمكن
تداركها و السيطرة عليها و ذلك عن طريق وضع خطط محكمة لتفادي اإلنفاق المتزايد الذي يفوق عن اإلي رادات و ال ذي
يحدث إخالل في الميزانية .و على رؤساء المجالس المحلية االلتزام خالل تسير شؤونهم بالتعليمات التالية :
– السهر على أن تكون توقعات المداخيل و النفقات قريبة من الحقيقة من أجل تفادي المداخيل الوهمية .
– السهر على االستعمال األمثل و العقالني لإلمكانيات البشرية و المادية المتوفرة .
المراجع:
ة .1986 ، دار الجامعي يروت ،ال ة،ب ة العام ات :المالي ادق برك ريم ص د الك – عب
– أحم د محي و :محض ارات في المؤسس ات اإلداري ة ،الجزائ ر ،دي وان المطبوع ات الجامعي ة .1986 ،
– فيصل فخري مراد :الرقابة المالية نحو أسلوب متطور ،مجلة العلوم اإلدارية ،العدد ، 1جويلية 1978
الرسائل الجامعية :
– موالك فريد :ميزانية البلدية مذكرة لنيل شهادة الدراسات العليا في العل وم المالي ة ،القليع ة ( معه د الض رائب ) 1990
– محم د بوكحي ل :الض ريبة مص در من مص ادر تموي ل ميزاني ة الجماع ات المحلي ة ،القليع ة .1992 ،
– سعاد طيبي :الرقابة على ميزانية الجماعات المحلية ،مذكرة لنيل شهادة الماجيستر في القانون ،الجزائر 2002،
..
locales
. ل 1990 ة :أبري دة لتنظيم اإلدارة المحلي ريعات الجدي ة :التش ة للحكوم ة العام – األمان
– الملتقى المنعقد بمقر الوالية :والية تبازة بتاريخ 23ماي 2000حول تنفيذ ميزانية الوالية .