بحث ميزانية الجماعات المحلية في الجزائر

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 20

‫بحث ميزانية الجماعات المحلية في الجزائر‬

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫الي و البحث العلمي ‪.‬‬ ‫وزارة التعليم الع‬

‫دة‬ ‫عد دحلب البلي‬ ‫ةس‬ ‫جامع‬

‫كلية العلوم اإلقتصادية و علوم التسيير‪.‬‬

‫ة‬ ‫ة في التنمي‬ ‫ات المحلي‬ ‫ل دور الجماع‬ ‫دة لتفعي‬ ‫ة جدي‬ ‫ع ديناميكي‬ ‫وض‬

‫ة)‬ ‫ات المحلي‬ ‫ة الجماع‬ ‫ة ميزاني‬ ‫( مراقب‬

‫دراسة مقدمة للملتقى الدولي حول تسيير وتمويل الجماعات المحلية في ضوء التحوالت ‪.‬‬

‫ذا البحث‬ ‫دي ه‬ ‫اتذة مع‬ ‫ة لألس‬ ‫وق محفوظ‬ ‫الحق‬

‫إعداد األستاذة ‪ :‬ربحي كريمة ‪ ,‬بركان زهيه‬

‫المقدمة‪:‬‬

‫تعتبر الجماعات المحلية جزءا ال يتجزأ من الدولة ‪ ،‬أي أنها تابعة لها بالرغم من وج ود الالمركزي ة ‪ ،‬ال تي تعت بر أس لوبا‬

‫من أساليب التنظيم اإلداري‪ ،‬و التي تعني توزيع الوظيفة اإلداري ة بين الس لطات المركزي ة في الدول ة و الهيئ ات اإلداري ة‬

‫لطة ‪.‬‬ ‫ذه الس‬ ‫ةه‬ ‫ا تحت رقاب‬ ‫ر مهامه‬ ‫ة ‪ ،‬تباش‬ ‫المنتخب‬

‫فتنظيم الدولة يستوجب تقسيمها إلى أق اليم ‪ ،‬والي ة و بلدي ة و ب الرجوع إلى البلدي ة ال تي تع د الخلي ة األساس ية لالمركزي ة‬

‫نين ‪.‬‬ ‫ات المواط‬ ‫ل بحاجي‬ ‫ا في التكف‬ ‫ة فهي تلعب دورا هام‬ ‫اإلقليمي‬

‫أما بالنسبة للوالية التي تعد وحدة إدارية من وحدات الدولة و في نفس الوقت شخصا من أشخاص القانون تتمتع بالشخصية‬

‫المعنوية و الذمة المالية المستقلة‪ ،‬وبالت الي كالهم ا يلعب ان دورا رئيس يا في مختل ف الج وانب االقتص ادية و االجتماعي ة ‪.‬‬

‫ولتحقي ق األه داف وع دم التالعب بنفق ات و االرادات للجماع ات المحلي ة ض رورة وج ود رقاب ة ت واكب جمي ع مراح ل‬

‫ة‬ ‫الميزاني‬

‫من إعداد ‪ ،‬و االعتماد و التنفيذ و الرقابة على سالمة تنفيذ الخطة المالية للجماعات المحلية إنفاقا و إيرادا وفقا لم ا قررت ه‬

‫ميزانيتها‪.‬‬
‫هذه الرقابة التي تعمل على التحقق من استخدام االعتمادات المقررة في األغراض التي تخصص من أجلها مع كشف س وء‬

‫التسيير و االستغالل ‪ ،‬باإلضافة إلى الزيادة في اإلنفاق ‪.‬هكذا نجد أن هناك بل ديات تع اني من عج ز في ميزانيته ا ‪ ،‬وتبقى‬

‫ة‪.‬‬ ‫ثروة الجزائري‬ ‫ادل لل‬ ‫ع الع‬ ‫الرغم من التوزي‬ ‫ةب‬ ‫ة المحلي‬ ‫داث التنمي‬ ‫اجزة على إح‬ ‫ع‬

‫كما أن مدى تطبيق األهداف المسطرة من خالل تغطية الميزانية تتعلق بصفة مباش رة بم دى س المة القواع د المحاس بية و‬

‫القوانين المنظمة لها ‪ .‬فالرقابة تهدف إلى ترسيخ روح الصرامة لتحقيق العدال ة ب ردع ك ل من قام ة ب التالعب بم داخيل و‬

‫نفقات الجماعات المحلية ‪.‬‬

‫ومن هنا يمكن إثبات أن نجاعة وصرامة الرقابة راجع أساسا إلى مدى إلمامها بكل جوانب و مراحل تك وين الميزاني ة م ع‬

‫إقرار األخطاء إضافة إلى ردع مرتكبيها قانونيا ‪ ،‬مما يستوجب تجنبها مس تقبال ‪ .‬لكن اإللم ام به ذه الج وانب ال يتمكن من‬

‫تحديد فعاليته إذ أن تحديد ما يتعلق بصورة مباشرة بمدى تحقيق األهداف المس طرة أو مق درة الرقاب ة على ت أطير وتث بيت‬

‫النزاهة و بالتالي إمكانية أن تلعب دورا هاما و أساس يا للس يرورة االيجابي ة و المتجانس ة بين النفق ات و الم داخيل المقابل ة‬

‫ا‪.‬‬ ‫له‬

‫إن هذه الدراسة تعتبر كرسالة لإلطارات الجماعات المحلية سواء كانوا محاسبين عموميين أو إطارات المجالس الش عبية و‬

‫السلطات الوصية و غ يرهم …بمراقب ة ميزاني ة الجماع ات المحلي ة دون الوق وع في أخط اء جس يمة ت ؤدي إلى تع ريض‬

‫ميزانية الجماعات المحلية إلى متاهات وعواقب جد وخيمة ‪.‬و من أجل ذلك قمنا بتحديد اإلشكال التالي ‪:‬‬

‫– كيف يمكن تحديد الرقابة على مستوى تطورات الميزانية إلقرار نزاهتها ؟‬ ‫‪‬‬

‫– هل يمكن اقتراح الرقابة على ميزانية الجماعات المحلية باعتبارها الوسيلة الديناميكية لتفعيل دور ه ذه األخ يرة في‬ ‫‪‬‬

‫التنمية المحلية ؟‬

‫و من أجل اإلجابة على هذا اإلشكال قمنا بتطرق إلى النقاط التالية ‪:‬‬

‫ة‪:‬‬ ‫الخط‬

‫ة‪.‬‬ ‫– المقدم‬

‫الي ‪.‬‬ ‫تقالل الم‬ ‫ة و االس‬ ‫ات المحلي‬ ‫– الجماع‬

‫ة‪.‬‬ ‫ات المحلي‬ ‫ف الجماع‬ ‫‪ .‬تعري‬

‫ة)‪.‬‬ ‫ات المحلي‬ ‫ة الجماع‬ ‫ة (ميزاني‬ ‫ة المحلي‬ ‫ة للمالي‬ ‫ائل القانوني‬ ‫‪ .‬الوس‬
‫ة‪.‬‬ ‫ة المحلي‬ ‫الي و الالمركزي‬ ‫تقالل الم‬ ‫وم االس‬ ‫‪ .‬مفه‬

‫ة‪.‬‬ ‫ة المالي‬ ‫واع الرقاب‬ ‫وم و أن‬ ‫– مفه‬

‫ة‪.‬‬ ‫ة المالي‬ ‫وم الرقاب‬ ‫‪ .‬مفه‬

‫ا‪:‬‬ ‫‪ .‬أنواعه‬

‫ة‪.‬‬ ‫ات المحلي‬ ‫ة الجماع‬ ‫ة على ميزاني‬ ‫ة الممارس‬ ‫ة الداخلي‬ ‫– الرقاب‬

‫ومي ‪.‬‬ ‫ب العم‬ ‫الي و المحاس‬ ‫راقب الم‬ ‫رف الم‬ ‫– من ط‬

‫ية ‪.‬‬ ‫لطات الوص‬ ‫ة و الس‬ ‫عبية المحلي‬ ‫الس الش‬ ‫ة المج‬ ‫– رقاب‬

‫ة‪.‬‬ ‫ات المحلي‬ ‫ة الجماع‬ ‫ة على ميزاني‬ ‫ة الممارس‬ ‫ة الخارجي‬ ‫– الرقاب‬

‫ة‪.‬‬ ‫ات المحلي‬ ‫ة الجماع‬ ‫ة على ميزاني‬ ‫ة الممارس‬ ‫ائية أالحق‬ ‫ة القض‬ ‫– الرقاب‬

‫ة‪.‬‬ ‫ات المحلي‬ ‫ة الجماع‬ ‫ة على ميزاني‬ ‫ة الممارس‬ ‫ة أالحق‬ ‫ة اإلداري‬ ‫– الرقاب‬

‫يات ‪.‬‬ ‫ة و التوص‬ ‫– الخاتم‬

‫– المراجع ‪.‬‬

‫الجماعات المحلية و االستقالل المالي ‪:‬‬

‫إن اتساع حجم المجتمع ات و زي ادة الطلب على الخ دمات المختلف ة بص ورة تعكس اس تجابة س ريعة وحقيقي ة الحتياج ات‬

‫المواطنين و تمثيلهم و نقل وجهة نظرهم و مشاركتهم في رسم السياسات العامة التي تخدم المجتمع و المواط نين ‪ ،‬س اهمة‬

‫في إنشاء و بروز مؤسسات الدولة كشريك أساسي للحكومة ‪ ،‬من منطل ق أن االهتم ام و العناي ة ب األمور العام ة ‪issues‬‬

‫‪ publics‬ليست حكرا على الحكومة حيث أن هناك عناصر أخرى تشارك ليس فقط في االهتمام ب ل و في أخ ذ ال دور في‬

‫ادة ‪.‬‬ ‫ةج‬ ‫اهمة في أدوار تنموي‬ ‫ة و المس‬ ‫ور العام‬ ‫رح األم‬ ‫ط‬

‫إن االتجاهات المعاصرة في إدارة التنمية الشاملة تتطلب مشاركة حقيقية من قبل الجماعات المحلية ‪ .‬إن ه ذا التعب ير غ ير‬

‫شائع االستخدام في كثير من الدول النامي ة ألس باب مختلف ة تتعل ق إم ا بال دور الهامش ي له ذه المؤسس ات أو ع دم رس وخ‬

‫التجربة و ممارسة هذه اإلدارات في النسيج التنظيمي لتلك الدول ‪ .‬و يمكن تحديد مفهوم وتنظيم المالي لهذه الجماع ات في‬

‫مايلي‪.‬‬

‫تعريف الوالية ‪:‬‬


‫إذا رجعنا إلى قانون الوالية نجد أن هذه األخيرة هي هيئة أو مجموعة محلية المركزية إقليمي ة فهي جماع ة ذات شخص ية‬

‫معنوية و استقالل مالي و لها اختصاصات‪ ،‬سياسية ‪ ،‬اقتصادية وثقافية و هي أيضا تنظيم إداري للدولة ‪.‬‬

‫تعريف البلدية ‪:‬‬

‫هي الجماعة القاعدية اإلقليمية السياسية ‪ ،‬اإلداري ة ‪ ،‬االقتص ادية و الثقافي ة األساس ية ‪ .‬و هي تتمت ع بالشخص ية المعنوي ة‬

‫العمومي ة ال تي ينتج عنه ا االس تقالل الم الي ‪ ،‬وحري ة التقاض ي و له ا نفس اإلمتي ازات و الحق وق والواجب ات المق ررة‬

‫لألشخاص ماعدا المرتبطة منها بالشخصية الطبيعية و كذلك أن أموالها غير قابلة للتداول‪.‬‬

‫الوسائل القانونية للمالية المحلية ( ميزانية الجماعات المحلية )‪:‬‬

‫جاء في المادة ‪ 149‬من قانون البلدية رقم ‪ 08/90‬الم ؤرخ في ‪ 07‬أفري ل ‪ 1990‬و الم ادة رقم ‪ 135‬من ق انون الوالي ة‬

‫رقم ‪ 09/90‬فالمادة ‪ 149‬من قانون البلدية تعرفها بأنها ‪ :‬جدول التقديرات الخاص ة بإيراداته ا و نفقاته ا الس نوية‪.‬وتش كل‬

‫كذلك أمرا باإلذن و اإلدارة يمكن من حسن سير المه ام العمومي ة أم ا الم ادة ‪ 135‬من ق انون الوالي ة عرفته ا على أنه ا ‪:‬‬

‫ميزاني ة الوالي ة هي عب ارة عن ج دول التق ديرات الخاص ة بنفقاته ا إيراداته ا الس نوية تمكن من الس ير الحس ن للمص الح‬

‫العمومية‬

‫خصائص الميزانية‪:‬‬

‫تمتاز بجملة من الخصائص أهمها‪:‬‬

‫– الميزانية هي عمل علني ‪ :‬هذا يع ني أن ك ل مس اهم في دف ع الض ريبة ل ه الح ق في اإلطالع على م دى اس تعمال‬ ‫‪‬‬

‫المداخيل الجبائي ة من قب ل الجماع ات المحلي ة قص د تحقي ق المنفع ة العام ة ه ذا من جه ة و من جه ة أخ رى اليمكن‬

‫للمواطن المشاركة في النقاش عند التصويت على الميزانية ‪.‬‬

‫– الميزانية هي عمل تقديري ‪ :‬تقوم الجماعات المحلية بتحديد المشاريع المراد تحقيقه ا ‪ ،‬ه ذا العم ل التق ديري يح دد‬ ‫‪‬‬

‫النفقات المتوقعة بالتفصيل ‪.‬‬

‫– الميزانية هي عمل مرخص ‪ :‬تسجل في الميزانية رخص اإليرادات و النفقات المقترحة ‪ .‬وهذه قاع دة إلزامي ة لك ل‬ ‫‪‬‬

‫الجماعات المحلية ‪.‬‬

‫– الميزانية هي عمل دوري ‪ :‬هناك ميزانية واحدة لكل سنة مالية تعد بشكل دوري ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫– الميزانية عمل ذو طابع إداري ‪ :‬يسمح بتسيير الحسن لمصالح البلدية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المبادىء التي تقوم عليها ميزانية الجمعات المحلية‪:‬‬

‫– مبدأ السنوية ‪ :‬تبدأ من‪ 1‬جانفي و تنتهي في‪ .31/12‬تتخللها تعديالت بواسطة فتح رخيص ات أو اعتم ادات خاص ة‬ ‫‪‬‬

‫أو قرارات معدلة‪.‬‬

‫– مبدأ الشمولية ‪ :‬تحدد جميع اإليرادات و النفقات بمعنى أنها تشمل المبلغ الصافي بغرض تسهيل المراقبة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪-‬مبدأ تسلسل النفقات ‪ :‬البدا على الجماع ات المحلي ة أن تأخ ذ بعين االعتب ار مب دأ التسلس ل في تس يير النفق ات فتق وم‬ ‫‪‬‬

‫بإنفاق األموال الالزمة لذلك و المتمثلة في النفقات اإلجبارية ‪.‬‬

‫– مبدأ عدم تخصيص اإليرادات و عدم تصرف الجماعات المحلية في الم داخيل ال تي ال يرخص ها الق انون ‪ :‬إن ك ل‬ ‫‪‬‬

‫اإليرادات مخصصة للنفقات باستثناء اإليرادات المقيدة بتخصصات معينة ( مكفوفين ن عجزة ‪ ،‬بناء مدرسة …)‬

‫– فال يمكن لرئيس البلدية مثال تخصيص هذه اإليرادات لنفقات أخرى ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وثائق ميزانية الجمعات المحلية وأقسامها‪:‬‬

‫تعتبر وثائق ميزانية الجماعات المحلية الوسيلة الوحيدة و األساسية التي تبين كيفية توظيف اإليرادات و ص رف النفق ات ‪،‬‬

‫و التي تتكون من األبواب لها عنوان خاص بها ‪ ،‬تتعلق بكل قسم من أقسام الميزانية ‪.‬وكل باب ينقسم إلى مواد تحمل رقما‬

‫معينا ‪ .‬وتتكون ميزانية الجماعات المحلية من‪:‬‬

‫– الميزانية األولية ‪ :‬تعتبر الوثيقة األساسية لكل النفقات و اإليرادات السنوية المحققة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– الميزانية اإلضافية ‪ :‬عندما تمضي األشهر األولى من السنة ‪ ،‬فإن االحتياجات س ترد بوض وح الش يء ال ذي ي ؤدي‬ ‫‪‬‬

‫بالجماعات المحلية إلى المصادقة على الميزانية اإلضافية ‪ .‬و المقصود بها هو تصحيح الميزانية األولي ة أو النقص ان‬

‫في كل من اإليرادات و النفقات ‪.‬و تعد كآخر أجل في شهر ج وان من الس نة ال تي س تطبق فيه ا ‪ .‬و التص ويت عليه ا‬

‫وان ‪.‬‬ ‫ل ‪ 15‬ج‬ ‫ية قب‬ ‫لطة الوص‬ ‫ل الس‬ ‫ون من قب‬ ‫يك‬

‫و تعرف أيضا بأنها ميزانية تعديلية للميزانية األولية ‪ .‬وتحتوي على أرصدة و بواقي اإلنجاز ولها ثالث مهام هي ‪:‬‬

‫– االرتباط بالنسبة للسنة المالية السابقة التي تترك للسنة الجارية عمليات لم تتم بعد أو فائضا من الموارد أو عجز في‬ ‫‪‬‬

‫المالية ‪.‬‬

‫– ضبط الميزانية األولية للسنة الجارية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– برمجة العتاد‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الحساب اإلداري‪:‬‬
‫بع د انته اء الس نة المالي ة يك ون من الض روري إع داد حص يلة العملي ات ال تي أنج زت بالفع ل‬

‫ه السنة المالية في الحساب اإلداري ‪ .‬وتقفل وثيق ة المحاس بة في ش هر أكت وبر من الس نة ال تي تلي الس نة ال تي هي بص دد‬

‫عرض ما أنجز بها ‪.‬فالحساب اإلداري هو حوصلة مالية للس نة الماض ية مت أخرة بس نة ‪.‬و يع د في ‪ 31‬م ارس من الس نة‬

‫المعنية بالنسبة للسنة الماضية ‪.‬‬

‫أقسام ميزانية الجماعات المحلية‪:‬‬

‫ميزانية الجمعات المحلية تتكون من قسمين ‪:‬‬

‫– قسم التسير العمومي ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– قسم التجهيز و االستثمار ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ا‪.‬‬ ‫وازن وجوب‬ ‫رادات تت‬ ‫ات و إي‬ ‫مين إلى نفق‬ ‫ذين القس‬ ‫ل من ه‬ ‫مك‬ ‫ويتقس‬

‫النفقات ‪ :‬تنطوي النفقات العامة على قيام الهيئ ات العام ة و أش خاص الق انون الع ام من مركزي ة و محلي ة باس تخدام ( أو‬

‫إنفاق مواردها النقدية بقصد إشباع الحاجات العامة ‪.‬و لتس يير مص الحها و الخ دمات الض رورية لمجم وع األف راد ‪ .‬تق وم‬

‫الجمعات المحلي ة بإنف اق األم وال الالزم ة و ال تي تقتط ع من قس م التس يير العم ومي و قس م التجه يز واالس تثمار ‪ .‬وهي‬

‫كاألتي ‪:‬‬

‫– نفقات قسم التسيير العمومي ‪:‬هي تلك النفقات التي تخصص لتسيير المصالح التابع ة للجماع ات المحلي ة و تنقس م‬ ‫‪‬‬

‫إلى ‪:‬‬

‫ة‪.‬‬ ‫ات إجباري‬ ‫* نفق‬

‫رورية ‪.‬‬ ‫ات ض‬ ‫* نفق‬

‫* نفقات اختيارية ‪.‬‬

‫– نفقات قسم التجهيز واالستثمار ‪ :‬هناك نفقات حسب طبيعتها و نفقات حسب وظيفتها ‪ ،‬فالنفقات حسب طبيعتها هي‬ ‫‪‬‬

‫تلك التي تؤدي إلى زي ادة أمالك الجماع ات المحلي ة مباش رة أو تل ك المتعلق ة باإلعان ات الممنوح ة إلى الجمعي ات و‬

‫الهيئات وكذا تسديد قروض الجماعات المحلية ‪ .‬أما بالنسبة للنفقات حسب وظيفتها فهي تلك الخاصة ب برامج التجه يز‬

‫التي تصبح ملك للجماعات المحلية كالبرامج التي تنجزها لحساب الغير كالجمعيات و المؤسسات العمومية ‪.‬‬

‫– تسديد رأسمال الدين ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– اقتناء العقارات و العتاد والمعدات ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– األشغال الجديد و التصليحات الكبرى ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫– إكساب القيم و السندات ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪-‬المساعدات المالية للوحدات الصناعية والتجارية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اإليرادات ‪ :‬تعددت مصادر اإليرادات في عصرنا الحديث و تنوعت أس اليبها و اختلفت طبيعته ا تبع ا للن وع الخدم ة ال تي‬

‫تقوم بها الدولة و الهدف منها ‪ .‬و لمواجهة النفقات التي ذكرناها سابقا ‪ ،‬على الجمعات المحلية أن تتحصل على اإلي رادات‬

‫الالزمة و الكافية لذلك ‪ ،‬حيث أن القسم األكبر من هذه اإليرادات يأتي من المداخيل الجبائي ة في المرتب ة األولى ‪ ،‬ثم ت أتي‬

‫مدا خيل األمالك باإلضافة إلى إعانات الهيئ ات المختلف ة ‪.‬و تنقس م اإلي رادات ب دورها إلى قس مين هم ا ‪ :‬إي رادات جبائي ة‬

‫وإيرادات غير جبائية ‪.‬‬

‫مفهوم االستقالل المالي و الالمركزية المحلية ‪:‬‬

‫المقصود باستقالل الجمعات المحلية هو أن يكون لها حق إصدار قرارات إدارية نافذة في حدود معين ة دون أن تخض ع في‬

‫ذلك إلى أوامر السلطة المركزية و توجيهاتها ‪ ،‬و عليه يترتب على استقالل الهيئة المحلية مايلي ‪:‬‬

‫– حرية المبادرة وال تتدخل السلطة المركزية إالفي الحاالت المنية على القانون ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– أن ال يكون للسلطة المركزية حق تعديل قرارات الجمعات المحلية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– أن ال تسأل عن أعمالها حتى وإن كانت خاضعة للسلطة الوصائية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– حق مخاصمة الدولة ذاتها أمام القضاء و طلب إلغاء القرارات الصادرة من السلطة المركزية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مفهوم و أنواع الرقابة المالية ‪:‬‬

‫مفهوم الرقابة المالية‪:‬‬

‫إن الرقابة المالية ال تختلف عن غيرها من الصور األخرى للرقابة على النشاط اإلداري ‪ ،‬حيث تحتوي على ع دة ج وانب‬

‫تتميز بها عن غيرها من الصور المتعددة للرقابة ‪.‬فاإلدارة العامة هي التي تهدف إلى الحماية المالية العامة إيرادا وإنفاق ا ‪.‬‬

‫و الرقاب ة المالي ة العام ة له ا أهمي ة بالغ ة ‪ ،‬ف أي إس اءة للم ال الع ام أو إهم ال ل ه ي ؤدي إلى نت ائج س يئة ‪.‬‬

‫فتطور الدولة أدى إلى زيادة نفقاتها ‪ ،‬ولما كانت ندرة الموارد المالي ة و االقتص ادية تعت بر من أهم المش اكل ال تي واجهت‬

‫معظم البلدان خاصة الدول النامية ‪ ،‬فال بدا من القيام بعملية المراقبة الستخدام ه ذه الم وارد و اإلمكاني ات ح تى تتمكن من‬

‫تخصيصها و توزيعها توزيعا عادال من أجل تحقيق التوازن االقتصادي و االجتماعي ‪.‬‬

‫الهدف من عملية الرقابة المالية‪:‬‬


‫تتمثل أهم المبادىء التي تقوم عليها الرقابة المالي ة في انتظ ام ذل ك النش اط و أدائ ه طبق ا للخط ط الموض وعة و في إط ار‬

‫السياسة المقررة لتحقيق األهداف المحددة دون المساس بالحقوق الفردية لألفراد و االعتداء على الحريات العام ة ‪ .‬كم ا أن‬

‫أهداف الرقابة تطورت وفق تطور الدول ‪ ،‬حيث أن هناك أه داف تقليدي ة و أخ رى حديث ة ومتط ورة ‪ ،‬نتع رض إليه ا في‬

‫الفرعين التاليين ‪:‬‬

‫– األه‪222222222222222222222222222222222222222222222222222222222222222222222222222222‬داف التقليدي‪222222222222222222222222222222222222222222222222222222222222222222222222222222‬ة ‪:‬‬

‫تدور هذه األهداف حول االنتظام ‪ ،‬و هي من أقدم الهداف التي سطرت لها الرقابة و يمكن ذكر أهمها ‪:‬‬

‫– التأك د من س المة العملي ات المحاس بية ال تي خصص ت من أجله ا األم وال العام ة و التحق ق من ص حة ال دفاتر و‬ ‫‪‬‬

‫السجالت و المستندات ‪.‬‬

‫– التأك د من ع دم تج اوز الوح دات النقدي ة في اإلنف اق و ح دود االعتم ادات المق ررة م ع م ا يس تلزم من مراجع ة‬ ‫‪‬‬

‫المستندات المؤدية للصرف و التأكد من صحة توقيع الموكل لهم سلطة االعتماد ‪.‬‬

‫– عملية التفتيش المالي و التي يقوم بها جهاز إداري تابع لوزارة المالية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪-‬األهداف الحديثة ‪:‬‬

‫– التأكد من كفاية المعلومات و األنظمة و اإلجراءات المستخدمة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪-‬مدى التزام اإلدارة في تنفيذها للميزانية وفقا للسياسة المعتمدة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– بيان أثار التنفيذ على مستوى النشاط االقتصادي و اتجاهاته ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– الربط بين التنفيذ و ما يتخلله من إنفاق و النتائج المترتبة عن هذا التنفيذ ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المبادئ التي تقوم عليها الرقابة المالية‪:‬‬

‫الرقابة على الميزانية أو الرقابة المالية تخضع لجملة من المبادىء و األسس تميزها عن غيرها من أنواع الرقاب ة و تنف رد‬

‫دون سواها ‪ ،‬ويمكن حصر هذه المبادىء فيما يلي ‪:‬‬

‫– خضوع العمليات المالية لمجموعة من اإلجراءات و التي تعرف بالدورة المس تدينة ‪ ،‬و ال تي تس بق و تعاص ر ك ل‬ ‫‪‬‬

‫عملية مالية سواء كانت متصلة باإليراد أو اإلنفاق ‪.‬‬

‫– حصر كل خطوة إلى المراجعة دون القيام بأي إجراء قبل التأكد من سالمة و صحة ما سبقها من إجراءات ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– عدم تدخل جهة منفردة في إتمام هذه اإلجراءات ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫أنواع الرقابة المالية‪:‬‬

‫إن الرقابة الداخلية هي المراقبة التي تمارس من داخل التنظيم نفسه ‪ .‬و حسب التقسيم التقليدي ‪ ،‬فقد قام بتقسيم الرقاب ة إلى‬

‫رقابة إدارية تهدف إلى رقابة صرف اإليرادات و تنفيذ النفقات ‪ ،‬كم ا أنه ا تعت بر ممارس ة اإلدارة على نفس ها مراقب ة من‬

‫ة‪.‬‬ ‫ر خاص‬ ‫ات ودوائ‬ ‫رض هيئ‬ ‫ذا الغ‬ ‫دث له‬ ‫داخل فتح‬ ‫ال‬

‫و من هنا فإن هذا النوع من الرقابة هو أول خطوة تخضع لها ميزانية الجماعات المحلي ة ‪ ،‬وذل ك عن طري ق قي ام اإلدارة‬

‫برقابة على أعمالها ‪ ،‬لكن هل صحيح اإلدارة تقوم برقابة على نفسها ؟ و كيف تتجس د ه ذه الرقاب ة ؟ من هن ا نس تنتج أن ه‬

‫اليمكن أن تتحقق على الوجه الكامل دون أن يتوفر لها مقومات نجاحها ‪ ،‬أهمها كفاءة نظم الرقابة الداخلي ة ال تي تتمث ل في‬

‫سرعة الكشف عن المخالفات و تحفيز مسؤولية القائمين به ا ‪ ،‬إض افة إلى توف ير الخ برات اإلداري ة و المالي ة عن طري ق‬

‫تمر ‪.‬‬ ‫دريب المس‬ ‫الت‬

‫و يمكن الشارة إلى األجهزة المكلفة بالرقابة الداخلية و المتمثل ة في رقاب ة الم راقب الم الي و رقاب ة المحاس ب العم ومي ‪،‬‬

‫باإلضافة إلى الرقابة الشعبية الممارسة من طرف المجالس الشعبية المحلية و رقابة السلطة الوصية ‪،‬و بالتالي سوف نقس م‬

‫هذا المحور إلى ‪:‬‬

‫– الرقابة الممارسة على ميزانية الجماعات المحلية من طرف المراقب المالي و المحاسب العمومي ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– رقابة المجالس المحلية و رقابة السلطة الوصية على ميزانية الجماعات المحلية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ – 1‬الرقاب ة الممارس ة على ميزاني ة الجماع ات المحلي ة من ط رف الم راقب الم الي و المحاس ب العم ومي ‪:‬‬

‫إن ميزانية الجماعات المحلية قبل تنفيذها البد أن تخضع إلى نوع خاص من الرقابة نطلق عليها تسمية الرقابة الس ابقة ‪ ،‬و‬

‫التي تهدف إلى اكتشاف وتحليل المشاكل الممكن حدوثها و تفاديها و لمعالجته ا فب ل ح دوثها ‪ ،‬و الموافق ة الس ابقة ألجه زة‬

‫الرقابة على القرارات المتعلقة بصرف األموال ‪ ،‬و برغم من أنها تؤدي إلى كثرة اإلجراءات الالزمة للقيام بعملية النفق ات‬

‫ن مما يترتب عليها بطء سير المرافق العامة إال أنها تعتبر الحاسمة في تأدية الغرض التي ته دف إلى تحقيق ه ‪ ،‬و المتمث ل‬

‫في تطبيق الميزانية تطبيقا سليما تراعي في ه كاف ة قواع د اإلنف اق المق ررة ‪ ،‬كم ا يك ون ه دفها ض مان تط بيق الق وانين و‬

‫القواعد التنظيمية و التحقق من الشرعية المالية لاللتزامات للنفقات العمومية ‪.‬‬

‫كما أن عمليات المراجعة و الرقابة تتم قبل الصرف و ال يجوز ألي وح دة تنفيذي ة االرتب اط ب التزام أو دف ع أي مبل غ قب ل‬

‫الحصول على موافقة الجهة المختصة بالرقابة قبل الصرف ‪ ،‬حيث أن عمليات المراجعة و الرقابة تتم على جانب النفق ات‬

‫فقط حيث ليتصور أن تتم رقابة سابقة على تحصيل إيرادات العام ‪.‬‬
‫و بالتالي فهي تمارس قبل تنفيذ ميزانية الجماع ات المحلي ة ‪ ،‬كم ا يمكن اإلش ارة إلى أن ه ذا الن وع من الرقاب ة ق ائم على‬

‫أساس التوقيت الزمني الذي تمارس فيه عملية الرقابة من قبل األجهزة المختصة ‪ ،‬و التي ب دورها تح ول دون الوق وع في‬

‫الخطأ أو بالألحرى التفادي من الوقوع فيه ‪ ،‬وقد أطلق عليها البعض اسم الرقابة الوقائية أو الرقابة المانعة ‪.‬‬

‫‪ –a‬ممارسة الرقابة من طرف المراقب المالي ( على ميزانية الوالية ) ‪:‬‬

‫يقوم المراقب المالي بممارسة رقابته على ميزانية الوالية قبل دخولها مرحل ة التنفي ذ ‪ ،‬و بع د المص ادقة عليه ا من ط رف‬

‫الس لطات المختص ة ‪ ،‬كم ا تطب ق رقاب ة النفق ات ال تي يل تزم به ا على ميزاني ة المؤسس ات و اإلدارات التابع ة للدول ة و‬

‫الميزانيات الملحقة ‪ ،‬وعلى الحسيات الخاصة للخزينة و ميزانيات الوالية و المؤسسات العمومي ة ذات ط ابع اإلداري ‪ ،‬إال‬

‫أنه تبقى كل من ميزانيتي المجلس الش عبي أل والئي و المجلس الش عبي البل دي خاض عتين لإلحك ام التش ريعية و التنظيمي ة‬

‫المطبقة عليها ‪ ،‬كما يمكن أن يتم تحديد كيفية و مالءمة الرقابة بالنسبة لبعض القطاعات و بعض أنواع النفقات حس ب ك ل‬

‫حالة بقرار من الوزير المكلف بالميزانية و بقرار وزاري مشترك بين الوزير المكلف بالميزاني ة و ال وزير المع ني تقني ا ‪.‬‬

‫ويدرج هذا النوع من الرقابة في إطار سياسة عدم التركيز اإلداري التي تحتم على الدولة جعل االعتمادات المالية الالزم ة‬

‫انونين ‪.‬‬ ‫رف الق‬ ‫رين بالص‬ ‫رف اآلم‬ ‫توى المحلي تحت تص‬ ‫تثمارية على المس‬ ‫ات االس‬ ‫ق العملي‬ ‫لتحقي‬

‫و تمارس الرقابة السابقة للنفقات من طرف مراقبين ماليين بمساعدة مراقبين ماليين مساعدين ‪ ،‬حيث يقوم الوزير المكل ف‬

‫بالميزانية بتعيينهم ‪.‬و من أهم الصالحيات الموكلة للمراقب المالي إضافة إلى اختصاصات التي يسندها له القانون األساسي‬

‫مايلي ‪:‬‬

‫– مسك تسجيالت تدوين التأشيرات و الرفض ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– مسك محاسبة االلتزامات حسب الشروط المحددة ‪ .‬كم ا يق وم الم راقب الم الي إس نادا إلى المه ام ال تي يق وم به ا ‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫بإرسال إلى الوزير المكلف بالميزانية حاالت دورية معدة إلعالم المصالح المختصة بتطور االلتزام بالنفق ات و تع داد‬

‫المستخدمين ‪.‬‬

‫و يقوم في نهاية كل سنة مالية بإرسال إلى الوزير المكلف على سبيل العرض و إلى األمرين بالصرف على س بيل اإلعالم‬

‫تقريرا يستعرض فيه الشروط التي قام عليها التنفيذ ن إضافة إلى الص عوبات ال تي تلقاه ا أثن اء أداء مهام ه إن وج دت في‬

‫مجال تطبيق التنظيم و المخالفات التي الحظها في تس يير األمالك العمومي ة و جمي ع االقتراح ات ال تي من ش أنها تحس ين‬

‫شروط صرف الميزانية ‪ ،‬كما تعد المصالح المختصة التابعة للوزير المكلف ة بالميزاني ة تقري را ملخص ا عام ا ي وزع على‬

‫مجموع اإلدارات المعنية و مؤسسات الرقابة ‪.‬‬


‫وما يجدر ذكره لما كان مستحيل تعيين مراقب مالي على مستوى كل والية ‪ ،‬وحرصا من الدولة على مراقبة شرعية تنفيذ‬

‫الميزانية ‪ ،‬صدر قرار من وزي ر المالي ة و التخطي ط س نة ‪ 1970‬و ال ذي يوك ل ه ذه المهم ة إلى أمين خزين ة الوالي ة ن‬

‫ووج ود ه ذا األخ ير على المس توى المحلي ي ؤدي إلى ارتك اب القلي ل من األخط اء و التج اوزات ‪.‬‬

‫ويعتبر المراقب المالي مسؤول عن سير مجموع المصالح الموض وعة تحت س لطته و عن التأش يرات ال تي يس لمها ‪ ،‬أم ا‬

‫بالنسبة للمراقب المالي المساعد فهو مسؤول في حدود االختصاصات المفوضة له من طرف المراقب المالي عن األعم ال‬

‫التي يقوم بها و عن التأشيرات التي يسلمها بعنوان الرقابة السابقة ‪.‬‬

‫و هكذا نستنتج أن المراقبة الممارسة من قبل المراقب المالي الذي يتم تعينه كما قلنا في السابق من طرف ال وزير المكل ف‬

‫بالمالية ‪ ،‬بحيث أن هدفها هو منع ارتكاب المخالفات المالية التي يقع فيها معدو الميزانية ‪ ،‬حيث أن ه ذا الن وع من الرقاب ة‬

‫يدخل ضمن سياسة عدم التركيز ‪ ،‬كما يعتبر المراقب المالي المرش د و الح ارس على تنفي ذ الميزاني ة م ع إعالم المص الح‬

‫المالية باألخطاء التي يرتكبها األمر بالصرف مع تقرير العقوبات ‪.‬‬

‫تخضع القرارات المتضمنة التزاما مسبقا بالنفقات قبل التوقيع عليه ا لتأش يرة الم راقب الم الي وق د حص رت الم ادة ‪ 5‬من‬

‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 92-414‬المؤرخ في ‪14‬نوفمبر ‪ 1992‬و المتعل ق بالرقاب ة الس ابقة للنفق ات ال تي تل تزم به ا فيم ا‬

‫يلي ‪:‬‬

‫– قرارات التعيين و التثبيت و القرارات ال تي تخص الحي اة المهني ة للم وظفين و دف ع مرتب اتهم باس تثناء الترقي ة في‬ ‫‪‬‬

‫الدرجة ‪.‬‬

‫– الجداول االسمية التي تعد عند قفل كل سنة مالية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– الجداول األصلية األولية التي تعد في بداية السنة و الجداول األصلية المعدلة التي تطرأ أثناء السنة المالية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪-b‬رقابة المحاسب العمومي على ميزانية البلديات ‪:‬‬

‫إن المحاسب العمومي هو كل شخص يتم تعينه بموجب القانون للقيام بالعمليات التالية ‪:‬‬

‫– تحصيل اإليرادات و دفع النفقات ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– ضمان حراسة األموال أو السندات أو القيم أو األشياء أو المواد المكلف بها و حفظها ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– تداول األموال و السندات و القيم و الممتلكات و العائدات و الموارد ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫– حركة حسابات الموجودات ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إضافة إلى هذه الوظائف أسندت إليه مهمة ثانية تتمثل في إعداد تحصيل اإلجراء الذي يتم بموجبه إي راد ال دين العم ومي ‪.‬‬

‫ويتم تعينه من طرف الوزير المكلف بالمالية ‪ ،‬ويخضع أساسا لسلطته ‪.‬‬

‫و تكمل صالحيات المحاسب العمومي و مدى مسؤوليته فإنه يمسك في مجال عمليات الخزين ة حس ابات حرك ات األم وال‬

‫نقدا كانت أم قيما في حسابات ودائ ع أو في حس ابات جاري ة أو في حس ابات دائن ة أو مدين ة ‪،‬كم ا ت بين عملي ات الخزين ة‬

‫األموال المودعة لفائدة الخواص و األموال الداخل ة إلى الص ندوق و الخارج ة من ه مؤقت ا و عملي ات التحوي ل ‪.‬و تع رض‬

‫الحسابات الخاصة الجرد العيني و المالي للمواد و القيم و السندات التي تطبق عليها ‪.‬كما يتولى المحاسب العم ومي المعين‬

‫بأعمال المطالبة بباقي الحساب الذي يمكنه أن يقوم شخصيا بتحص يل أو يس ند ذل ك إلى ق ابض الض رائب المختلف ة للقي ام‬

‫بالمتابعة المعتادة في مجال الضرائب المباشرة‪.‬‬

‫و المحاسب العمومي يتمتع بالمسؤولية الشخصية و المالية على العماليات الموكلة له ‪ ،‬كما يمكن ل ه أن يتمت ع بالمس ؤولية‬

‫التضامنية بينه وبين األشخاص الموضوعين تحت أوامره ‪ .‬ونستنتج من هذا أن مسؤولية المحاسب العمومي تتق رر عن دما‬

‫يحدث عجز في األموال العمومية سواء تعلق األمر بتحصيل اإليرادات أو تسديد النفقات ‪.‬‬

‫وتكمن المسؤولية الشخصية و المالية للمحاسب العمومي عن كل تصرفاته خاصة إذا تعلق األمر ب‪:‬‬

‫– تسديده للنفقات العمومية في ظروف غير شرعية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– حراسة وحفظه ألرصدة و قيم الهيئات العمومية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– تحريكه لألرصدة و القيم و الحركات الحسابية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– محافظته على الوثائق و المستندات المثبتة للعمليات المحاسبية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– قيامه بمهمة المحاسب للمنصب الذي يشغله ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫كم ا يعت بر المحاس ب العم ومي مس ؤوال عن تص رفات غ يره ال تي تص در من مس اعديه في تس يير مص لحة المحاس بة و‬

‫الخاضعين لس لطته و مراقبت ه ‪ ،‬تك ون ه ذه األخ يرة تبع ا لص فة الم وظفين ال ذين هم تحت إش رافه و المتمثل ة في أع وان‬

‫المصلحة ن المحاسبون السابقون ن المحاس ب المف وض ‪ ،‬المحاس ب الفعلي الملحق ون ال وكالء المكلف ون ب إجراء عملي ات‬

‫قبض األموال و دفعها للمحاسب العمومي المسؤول شخصيا و ماليا عن هذه العمليات ‪.‬‬
‫و يمكن حصر الهدف من ممارسة وظيفة رقابة النفقات المستعملة يتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫– السهر على صحة توظيف النفقات بالنظر إلى التشريع المعمول به ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– التحقق مسبقا من توفر اإلعتمادات ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– إثبات صحة النفقات بوضع تأشيرة على الوثائق الخاصة بالنفقات أو تعليل رفض التأشيرة عن د االقتض اء و ض من‬ ‫‪‬‬

‫اآلجال المحددة عن طريق التنظيم و التي تراعي فيها طبيعة الوثيقة ‪.‬‬

‫– تقد يم نصائح لألمر بالصرف في المجال المالي ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– إعالم الوزير المكلف بالمالية شهريا بصحة توظي ف النفق ات و الوض عية العام ة لالعتم ادات المفتوح ة و النفق ات‬ ‫‪‬‬

‫الموظفة ‪.‬‬

‫المحاسبة الخاصة باآلمرين بالصرف ‪:‬اآلمر بالصرف الرئيسي بالنسبة لميزانية الوالية يتمثل في الوالي ‪ ،‬أما على مستوى‬

‫البلدي ة فيتمث ل في رئيس المجلس الش عبي البل دي ‪ .‬و يمس ك اآلم رون الرئيس يين في الوالي ة و البلدي ة محاس بة إداري ة‬

‫لإليرادات و النفقات العمومية في مجال االلتزام ‪ ،‬التصفية و اإلذن بالدفع ‪.‬‬

‫نتائج الرقابة الممارسة على ميزانية الجماعات المحلية من طرف المحاسب العمومي ‪:‬‬

‫إن للمحاسب العم ومي ص الحية الرقاب ة من الناحي ة الخارجي ة إذ يطلب مل ف النفق ة المقدم ة غلي ه ن وليس ل ه الح ق في‬

‫التحقق من مدى شرعيتها ‪ ،‬وبالتالي فإذا تأكد من شرعية النفقة العمومية بعد قيامه بالتحقيقات يقوم بوضع التأش يرة القابل ة‬

‫للدفع ‪ ،‬مما يسمح بتسليم مبلغ النفقة إلى الدائن المعني ‪ ،‬إضافة إلى إمكانية رفض القي ام بالتس ديد أو ال دفع و يق وم ب إعالم‬

‫اآلمر بالصرف عن طريق مذكرة خطية يحدد فيها أسباب الرفض لكي يجري عليها التس ويات الالزم ة ‪ .‬ففي حال ة رفض‬

‫اآلمر بالصرف تسوية المالحظات المشار إليها في المذكرة يرفض المحاسب العمومي بوضع التأشيرة بصفة نهائي ة إال أن‬

‫سلطة المحاسب العمومي ليست مطلقة ‪.‬‬

‫‪ – 2‬رقابة المجالس الشعبية و السلطات الوصية على ميزانية الجماعات المحلية ‪:‬‬

‫‪ -a‬رقابة المجالس الشعبية ‪:‬‬

‫إن اإلدارة المحلية تقوم على أساس االعتراف بوجود مصالح إقليمية يترك اإلشراف عليها من أش خاص يتم اختي ارهم عن‬

‫طري ق االنتخ اب من ط رف إدارة المجتم ع ‪ ،‬بحيث يقوم ون بحماي ة مص الح الجماع ات اإلقليمي ة نياب ة عنهم ‪ ،‬أي تق وم‬
‫بالتعبير عن إرادة الشعب الذي يقوم باختيار من يمثله ‪ ،‬وبالتالي فالالمركزية التي تتمث ل في المج الس المحلي ة المنتخب ة و‬

‫المتمثلة في البلدية و الوالية ‪ ،‬والتي تعتبر تجسيدا للديمقراطية تسمح للمواطنين في تسيير شؤونهم العمومية بأنفسهم ‪ ،‬كم ا‬

‫أنها تعتبر نمطا من أنماط اإلدارة ‪ ،‬و بالتالي فالمجالس المحلية المنتخبة يعترف لها بالشخصية االعتبارية من أجل إص دار‬

‫و تنفيذ القرارات التي تتخذها في مختلف الجوانب من أجل تحقيق المصلحة العامة و بالت الي إش باع حاج ات المواط نين و‬

‫محاولة تحقيق االكتفاء الذاتي المحلي وتحقيق التنمية المحلية ‪.‬‬

‫كما أن ممارسة الرقابة سواء من طرف المج الس الش عبية أو الس لطة الوص ية يك ون في ح دود الق انون في كونه ا رقاب ة‬

‫شرعية ‪ ،‬إذ تقوم ب اإلطالع ال دائم و المس تمر على مختل ف األعم ال و التص رفات المتخ ذة على المس تويين أي المس توى‬

‫والئي ‪.‬‬ ‫توى ال‬ ‫دي وعلى المس‬ ‫البل‬

‫و من المعلوم أن البلدية ت دار من ط رف مجلس منتخب بتمث ل في المجلس الش عبي البل دي و الهيئ ة التنفيذي ة تتش كل ه ذه‬

‫األخيرة من رئيس المجلس الشعبي البلدي و يمكن أن يساعده في ذلك نائب أو أكثر ‪ ،‬ويعتبر هذا األخير الجه از األساس ي‬

‫في البلدية ‪ ،‬إظافة إلى أنه يعتبر اآلمر بصرف النفقات ‪ ،‬وموقع العقود ‪ ،‬يق وم بإع داد الميزاني ة بمس اعدة أعض اء الجه از‬

‫ذي ‪.‬‬ ‫التنفي‬

‫و تصبح تصرفات و أعمال المجلس الشعبي البلدي سارية و نافذة منذ المصادقة و التصويت عليها من األعضاء و الرئيس‬

‫و بعد فوات ‪ 15‬يوما من إيداعها لدى المصالح الوالئية ‪.‬و تعتبر البلدية اإلطار للتعبير عن الديمقراطية فهي مسؤولة على‬

‫تسيير المالية الخاصة و المتمثلة فيما يلي ‪:‬‬

‫– حصيلة الموارد الجبائية و الرسوم ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– مدا خيل ممتلكاتها ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– اإلعانات ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– اإلقتراضات ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إضافة إلى ذلك فهي مسؤولة على تعبئة حصيلة هذه اإليرادات ‪ .‬كما أن العمليات المالية المترتبة حسب طبيعتها ( خ دمات‬

‫أو مشاريع ) تسمح في أي وقت للمجلس الشعبي البلدي و كذا المصالح البلدية من معرفة الوضعية المالية لك ل مص لحة أو‬

‫مشروع أو تجهيز ‪.‬و قد أوكلت لرئيس المجلس الشعبي مهمة تمثيل البلدية و الوالية فبالنسبة لتمثيل البلدية يق وم باس مها و‬
‫تحت مراقبة المجلس بجميع األعمال الخاصة بالمحافظة على األموال و الحقوق التي تتكون منها ث روة البلدي ة و إيراداته ا‬

‫الخاصة ‪ .‬إذ يقوم بما يلي‪:‬‬

‫– تسيير إيرادات البلدية و اإلذن باالتفاق و متابعة تطور مالية البلدية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– إبرام عقود اقتناء األمالك و بيعها و قبول الهبات و الوصايا و الصفقات أو اإليجارات ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– إبرام المناقصات أو المزايدات الخاصة بأشغال البلدية و مراقبة حسن تنفيذها ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– اتخاذ كل القرارات الموفقة للتقادم و اإلسقاط ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– رفع الدعاوى أمام القضاء باسم البلدية و لفائدتها ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– المحافظة على الحقوق العقارية و المنقولة التي تمتلكها البلدية بما فيها حق الشفعة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– توظيف عمال البلدية و تعيينهم و تسييرهم وفقا للشروط المنصوص عليها في القوانين و التنظيمات المعمول بها ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– اتخاذ كل اإلجراءات المتعلقة بالطرق البلدية‬ ‫‪‬‬

‫– السهر على صيانة المحفوظات ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫و الحاالت التي يتدخل فيها المجلس الشعبي المحلي في عملية الرقابة على ميزانية الجماعات المحلية هو أنا ميزانية البلدية‬

‫يتم التصويت عليها من طرف المجلس الشعبي البلدي باقتراح من رئيس ها و تض بط وفق ا للش روط المنص وص عليه ا في‬

‫القانون ‪ .‬إذ يتم التصويت على اإلعتمادات باب ا باب ا و م ادة م ادة ‪ ،‬كم ا يج وز تحوي ل اعتم ادات مقي دة بتخصيص ات ‪ .‬و‬

‫بالرجوع إلى دستور ‪23‬فيفري ‪ 1989‬نجده قد نص على هذا الن وع من الرقاب ة في الم ادة ‪ 149‬قب ل ذك ر رقاب ة مجلس‬

‫المحاسبة لما له من أهمية بالغة ‪.‬و على الهيئة التنفيذية للجباية و اإلنفاق التحق ق من مطابق ة النت ائج المتحص ل عليه ا م ع‬

‫التقديرات التي وضعت في و وثيقة الميزانية لتدارك االختالف في إعداد الميزانية اإلضافية للسنة الجاري ة ‪ ،‬ألن الميزاني ة‬

‫االبتدائية ال تعطي فرصة لمناقشتها بشكل واسعة و فعال و بناء ‪ ،‬على عكس الميزاني ة اإلض افية أثن اء تق ديمها للمص ادقة‬

‫تفتح ألعضاء المجالس المحلية مجال واسع للمناقشة ‪ .‬و يعتبر الحساب اإلداري وس يلة مراقب ة يس مح للجماع ات المحلي ة‬

‫تقويم التسيير المالي قبل أي تعديل للتوقعات المدرجة في الميزانية األولية عن طريق الميزانية اإلضافية ‪.‬‬
‫و هكذا نستنتج أن الرقابة على ميزانية البلدية تكون عن طريق المقارنة بين اإليرادات و النفقات و مقارنة المجموع المالي‬

‫لقسم التسيير وقسم التجهيز و االستثمار حسب النماذج المرفقة مع الميزانية ‪،‬و في حالة مطابقته ا يتم المص ادقة عليه ا أم ا‬

‫في حالة و جود أخطاء فإن تصحيحها يكون على مستوى مصلحة القباضة البلدية ‪.‬‬

‫‪ -b‬رقابة السلطة الوصية على ميزانية الجماعات المحلية ‪:‬‬

‫هذا النوع من الرقابة هو الذي يمارس من طرف موظفين مختصين نظرا لألهمية البالغة التي تلعبها الرقاب ة أثن اء تنفي ذ و‬

‫تطبيق الميزانية ‪ .‬و باعتبار أن الوصاية اإلدارية ‪ ،‬هي مجموع السلطات المحددة ال تي يقرره ا الق انون لس لطة علي ا على‬

‫أشخاص أعضاء الهيئات الالمركزية و أعم الهم قص د حماي ة المص لحة العام ة ‪ ،‬ال تم ارس إال في الح االت و األوض اع‬

‫المنصوص عليها في القانون ‪ ،‬وبالتالي مص داقية الس لطة الوص ية تج رى ض من إدارة مركزي ة بين س لطات الوص اية و‬

‫سلطة المركزية ‪ .‬فبعض القرارات األشخاص اإلدارية اليمكن تطبيقها إال بعد التصديق عليها من قبل السلطة الوصية ‪ ،‬إ\‬

‫أن الطابع التنفيذي متوقف على إذن موافقة الجهاز األعلى المختص ‪ ،‬وتتدخل السلطة الوصية بإلغاء األعم ال إذا ماإتض ح‬

‫أنها غير شرعية ‪ .‬كما أن المراقبة هي صالحية من صالحيات الدولة ‪ .‬فهي من اختصاصات الحكومة المركزية تمارس ها‬

‫على الهيأة الالمركزية ‪ ،‬كما يجوز للهيأة الالمركزية ممارسة الرقابة على هيأة الالمركزية األخرى كما هو الحال بالنس بة‬

‫للبلديات و الواليات التي تمارس الرقابة على المرافق اإلدارية العامة التابعة لها ‪.‬‬

‫فالسلطات اإلدارية الوصائية تستخدم امتيازات و سلطات الرقابة الوصائية من أجل الحفاظ على أهداف الرقابة الوصائية ‪.‬‬

‫و هكذا تقدم السلطات اإلدارية المركزية الوصية تقريرا مرفقا باالعتمادات المالية للهيئات و الوحدات اإلدارية الالمركزي ة‬

‫إذا عجزت هذه األخيرة عن تغطية نفقاتها الضرورية إلش باع الحاج ات العام ة المحلي ة ‪ ،‬إض افة إلى ح ق اإلطالع ال دائم‬

‫على األعمال و التصرفات آلتي تقوم بها الهيئات اإلدارية الالمركزية الخاضعة لها ‪ ،‬وبالتالي تكون ملزمة برف ع محاض ر‬

‫الجلسات و المداوالت إلى السلطات اإلدارية المركزية الوصية من أجل اإلطالع عليه ا و بالت الي مراقب ة م دى ص حتها و‬

‫عدم مخالفتها لمقتضيات القوانين و التنظيمات المعمول بها ‪.‬‬

‫و تلعب السلطة الوصية دورا هاما في الرقابة على ميزانية الجماعات المحلية نظرا ألهمية التي تتميز بها هذه األخ يرة في‬

‫المحافظة على ميزانية متوازنة من أجل تحقيق األهداف االقتص ادية و االجتماعي ة لكاف ة المواط نين ع بر إقليم الجماع ات‬

‫المحلية ‪ .‬هذه الرقابة التي أسندت إلى موظفي اإلدارة من أج ل التأك د من تنفي ذ ال برامج المعتم دة و ع دم خ روج الهيئ ات‬

‫التنفيذية عن أهداف الرقابة الوصائية ‪.‬‬


‫و األشخاص الموكلة لهم ممارسة هذه الرقابة على ميزانية الجماعات المحلية هم ‪:‬‬

‫– الوالي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– رئيس الدائرة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– المجلس الشعبي الوالئي ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أن هدف الوصاية اإلدارية يكمن فيما يلي ‪:‬‬

‫– أهداف إدارية تتمثل في ضمان حسن سير اإلدارة و المرافق العامة التابعة لألشخاص الالمركزي ة و زي ادة ق درتها‬ ‫‪‬‬

‫اإلنتاجية ‪.‬‬

‫– أهداف سياسية تكمن في صيانة وحدة الدولة و ضمان وحدة االتجاه اإلداري العام في كافة أنحائها و حماية مصلحة‬ ‫‪‬‬

‫الدولة‪.‬‬

‫كما أنها تعمل على جعل األشخاص الخاضعين له ا يح ترمون الش رعية ‪ ،‬واح ترام الش رعية و ال تزام ب ه الب د أن تج ري‬

‫تصرفات هؤالء األشخاص في ظل القواعد القانونية و ضمن حدودها ‪.‬‬

‫‪ – II‬الرقابة الخارجية الممارسة على ميزانية الجماعات المحلية‪:‬‬

‫الرقابة الخارجية هي تلك الرقابة ال تي تم ارس خ ارج التنظيم من قب ل األجه زة الرقابي ة المختص ة ‪ ،‬وته دف إلى ض مان‬

‫مراقبة النفقات و مدى توفر االعتمادات و مراقبة حوالن الصرف باإلضافة إلى مراجعة العماليات المالية‪.‬‬

‫كما تعرف بأنها هي تلك ال تي يعه د به ا إلى هيئ ات مس تقلة وغ ير خاض عة للس لطة التنفيذي ة و الب د أن تمنح ه ذه الهيئ ة‬

‫لموظفيها من السلطات و الضمانات ما يجعلها بمأمن عن أي إجراء تعسفي قد تحاول الحكوم ة اتخ اذه ‪ .‬يس تند ه ذا الن وع‬

‫من الرقابة إلى هيئتين هما مجلس المحاسبة و من جهة أخرى الرقاب ة الممارس ة من ط رف وزارة المالي ة بواس طة جه از‬

‫التفتيش المالي ‪.‬‬

‫‪ – a‬الرقابة القضائية الالحقة الممارسة على ميزانية الجماعات المحلية‪:‬‬

‫يعتبر هذا النوع من الرقابة أسلوبا من أساليب الرقابة في مجال تنفيذ ميزانية الجماعات المحلية ‪ .‬فهو يعني الرقابة القائم ة‬

‫على أساس التوقيت الزمني ‪ ،‬أي يأخذ بعين االعتبار المدة المقررة لتنفيذ الميزانية ‪ ،‬ويس مى بالرقاب ة البعدي ة ‪ ،‬هي تك ون‬

‫ة‪.‬‬ ‫ذ الميزاني‬ ‫د تنفي‬ ‫بع‬


‫هدفه توقيع العقاب و الجزاء على مرتكبي المخالفات و األخطاء التي وقعوا فيها عن د إع داد الميزاني ة س واء عن قص د أو‬

‫خطأ ‪ .‬إضافة إلى تقصيرهم في إعداد القواعد المحاسبية الخاصة بالميزاني ة ‪ ،‬وق د أوكلت ه ذه المهم ة إلى هيئ ة مختص ة‬

‫تتمتع باالستقالل في التسيير و المتمثلة في مجلس المحاسبة ‪ ،‬وبالت الي تت ولى هيئ ة قض ائية بفحص الحس ابات و اكتش اف‬

‫المخالفات المالية و حوادث الغش و السرقة و قد يعهد إليها بمحاكمة المسؤولين عن المخلف ات المالي ة و إص دار العقوب ات‬

‫المنصوص عليها ‪ ،‬أو قد تحدد مهمتها في اكتشاف هذه المخالفات و تدارك الموقف من فبل المسؤولين أو إح التهم للقض اء‬

‫الجنائي إذا استدعى األمر ن كما قد يطلب منها وضع تقرير سنوي لرئيس الجمهورية أو السلطة التشريعية أو االثنين مع ا‬

‫تعرض فيه ما اكتشافه من مخالفات مالية مع تقديم اقتراحات للقليل من هذه المخالفات أو منعها في المستقبل ‪.‬‬

‫أما المقصود بالرقابة الالحقة فهي الرقابة التي تبدأ بعد قفل الس نة المالي ة و قف ل الحس ابات الختامي ة للدول ة بحيث أنه ا ال‬

‫تشمل جانب النفقات فقط كما هو الحال بالنسبة للرقابة السابقة و لكنها تمتد لتشمل جانب اإليرادات العامة للتأكد من تط بيق‬

‫السلطة التنفيذية للقوانين حيث أن الرقابة الالحقة تأخذ أش كال متع ددة فق د تقتص ر على المراجع ة الحس ابية و المس تخدمة‬

‫جميع العمليات المالي ة لكش ف المخالف ات المالي ة ال تي ارتكبت ‪ ،‬وق د تمت د لتش مل بحث م دى كف اءة الوح دة اإلداري ة في‬

‫استخدام األموال العامة‪.‬‬

‫‪ – b‬الرقابة اإلدارية الالحقة الممارسة على ميزانية الجماعات المحلية‪:‬‬

‫يعهد هذا النوع من الرقابة إلى موظفين من اإلدارة بعد تلقيهم تكوينا خاصا عن الرقابة التي يمارس ونها إلى ج انب الرقاب ة‬

‫ووظائفهم اإلدارية األخرى و تكون هذه الرقابة موكلة إلى مفتشين عموميين تابعين لوزارة المالي ة ‪ ،‬إذ يمارس ون رق ابتهم‬

‫على ميزانية الجماعات المحلية بعد عملية تنفيذها ‪ ،‬وذلك عن طريق الدفاتر المحاسبية و مستندات الصرف و التحص يل و‬

‫ة‪.‬‬ ‫ود الميزاني‬ ‫د من بن‬ ‫ل بن‬ ‫عك‬ ‫ادات م‬ ‫رف لالعتم‬ ‫ابق الص‬ ‫دى تط‬ ‫م‬

‫كما أن اإليرادات العامة قد تم تحصيلها بطريقة سليمة باإلضافة إلى أن جميع العمليات المالية قد تمت بمس تندات ص حيحة‬

‫محترمة للقوانين و التنظيمات المعمول بها في مجال الميزانية ‪ ،‬وأنها مثبتة في الدفاتر إثباتا صحيحا وفقا لنظ ام المحاس بة‬

‫باإلضافة إلى فحص النظم المالية المعمول بها مع إمكانية تقديم االقتراحات التي تراها هيئة المراقبة ‪ .‬و التأكد من استخدام‬

‫الموارد االقتصادية و أن الضرائب بمختلف أنواعها قد استخدمت من فبل الجماعات المحلية استخداما حسنا ‪.‬‬

‫الخاتمة و التوصيات ‪:‬‬


‫لقد سمحت لنا هذه الدراسة من رؤية وتحليل مختلف أنواع الرقابة التي تخضع لها ميزانية الجماعات المحلي ة لكن الس ؤال‬

‫المطروح هو هل أن هذه الرقابة قد جسدت فعال على أرض الواقع و بالتالي حققت أهدافها المسطرة ‪ ،‬وم ا ه و تفس ير في‬

‫وج ود بل ديات تع اني من عج ز في ميزانيته ا و أخ رى اس تطاعت تحقي ق التنمي ة الش املة و إح داث ف ائض ‪.‬‬

‫يعود تفسير هذا إلى ظاهرة النمو السريع لنفقات الجماعات المحلية و النمو البطيء إليراداتها و التي كانت السبب األساسي‬

‫في إحداث ظ اهرة خط يرة تتمث ل في ع دم الت وازن بين اإلي رادات و النفق ات ال تي تنظمنه ا الميزاني ة ‪ ،‬األم ر ال ذي أدى‬

‫بالجماعات المحلية أن تلجأ بصفة مستمرة إلى الدولة طالبة يد المساعدة ‪.‬‬

‫و كل هذا راجع إلى عدم وجود الرقابة الصارمة سواء عند إعداد الميزانية أو أثناء تنفي ذها ‪ ،‬وه ذا م ا ي ؤدى إلى التالعب‬

‫بأموال الجماعات المحلية من ط رف الم ؤطرين و بالت الي أدى ه ذا إلى الزي ادة الس ريعة للنفق ات على حس اب اإلي رادات‬

‫بصورة عشوائية و غير منتظمة ‪ ،‬برغم أننا نعلم أن معظم الجماعات المحلية تعاني من مشكلة الزي ادة الس ريعة في النم و‬

‫الديمغرافي و النزوح الريفي النعدام بعض المرافق الضرورية و ظه ور مش اكل اجتماعي ة ت دفع البل ديات إلى الزي ادة في‬

‫تقديم الخدمات إلى المواطنين الموجودين في ح دود اإلقليم مم ا ي ؤدي إلى الزي ادة في اإلنف اق ‪ ،‬إال أ‪ ،‬ه ذه األس باب يمكن‬

‫تداركها و السيطرة عليها و ذلك عن طريق وضع خطط محكمة لتفادي اإلنفاق المتزايد الذي يفوق عن اإلي رادات و ال ذي‬

‫يحدث إخالل في الميزانية ‪.‬و على رؤساء المجالس المحلية االلتزام خالل تسير شؤونهم بالتعليمات التالية ‪:‬‬

‫– محاربة التبذير بجميع أشكاله ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– البحث عن موارد جديدة لميزانياتهم ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– استحسان استغالل المصالح العمومية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– السهر على أن تكون توقعات المداخيل و النفقات قريبة من الحقيقة من أجل تفادي المداخيل الوهمية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– السهر على االستعمال األمثل و العقالني لإلمكانيات البشرية و المادية المتوفرة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫– احترام القواعد و القوانين الخاصة بالمحاسبة العمومية …‬ ‫‪‬‬

‫المراجع‪:‬‬

‫ة ‪.1986 ،‬‬ ‫دار الجامعي‬ ‫يروت ‪ ،‬ال‬ ‫ة‪،‬ب‬ ‫ة العام‬ ‫ات ‪ :‬المالي‬ ‫ادق برك‬ ‫ريم ص‬ ‫د الك‬ ‫– عب‬

‫– أحم د محي و ‪ :‬محض ارات في المؤسس ات اإلداري ة ‪ ،‬الجزائ ر ‪ ،‬دي وان المطبوع ات الجامعي ة ‪.1986 ،‬‬

‫– فيصل فخري مراد‪ :‬الرقابة المالية نحو أسلوب متطور ‪ ،‬مجلة العلوم اإلدارية ‪ ،‬العدد ‪ ، 1‬جويلية ‪1978‬‬
‫الرسائل الجامعية ‪:‬‬

‫– موالك فريد‪ :‬ميزانية البلدية مذكرة لنيل شهادة الدراسات العليا في العل وم المالي ة ‪ ،‬القليع ة ( معه د الض رائب ) ‪1990‬‬

‫– محم د بوكحي ل ‪ :‬الض ريبة مص در من مص ادر تموي ل ميزاني ة الجماع ات المحلي ة ‪ ،‬القليع ة ‪.1992 ،‬‬

‫– سعاد طيبي ‪ :‬الرقابة على ميزانية الجماعات المحلية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستر في القانون‪ ،‬الجزائر ‪2002،‬‬

‫المراج‪2222222222222222222222222222222222222222222222222222222222222222222222222222222‬ع بالفرنس‪2222222222222222222222222222222222222222222222222222222222222222222222222222222‬ية ‪:‬‬

‫‪..‬‬

‫‪memoire d.E.S1990 bellavione georges : les ressources fiscales des collectivitè‬‬

‫‪locales‬‬

‫النص‪222222222222222222222222222222222222222222222‬وص التش‪222222222222222222222222222222222222222222222‬ريعية و التنظيمي‪222222222222222222222222222222222222222222222‬ة ‪:‬‬

‫‪.‬‬ ‫ل ‪1990‬‬ ‫ة ‪ :‬أبري‬ ‫دة لتنظيم اإلدارة المحلي‬ ‫ريعات الجدي‬ ‫ة ‪ :‬التش‬ ‫ة للحكوم‬ ‫ة العام‬ ‫– األمان‬

‫– الملتقى المنعقد بمقر الوالية ‪ :‬والية تبازة بتاريخ ‪ 23‬ماي ‪ 2000‬حول تنفيذ ميزانية الوالية ‪.‬‬

‫بحث مفصل عن ميزانية و مالية الجماعات المحلية في الجزائر‬

You might also like