Professional Documents
Culture Documents
حقوق
حقوق
يمكننا أن نعرف القراءة على أَّن ها ترجمة لمجموعة من الرموز ذات العالقة فيما-
بينها والمرتبطة بدالالت معلوماتية معينة وهي عملية اتصال تتطلب سلسلة من
.المهارات
وتعرف القراءة أيضا بأَّن ها عملية تفكير معقدة ,تشمل تفسير الرموز المكتوبة-
وربطها بالمعاني ,ثم تفسير تلك المعاني وفقًا لخبرات القارئ الشخصية ,وبناءًا
: 1على ذلك فإَّن القراءة تتضمن عمليتين متصلتين هما
العملية األولى(:ميكانيكية) :ويقصد بها رؤية القارئ للتراكيب و الكلمات و-
.الحروف المكتوبة عن طريق الجهاز البصري والنطق بها بواسطة جهاز النطق
العملية الثانية(:عقلية) :يتم خاللها تفسير المعاني وتشمل الفهم الصريح-
(المباشر) والفهم الضمني (غير المباشر أو فهم مابين السطور) واالستنتاج
والتذوق واالستماع و التحليل و نقد المادة المقروءة ,وإبداء الرأي فيها.
وقد تكون القراءة من الكتاب نظرًا ,أو من الذاكرة المخزنة حفظ ,وقد تكون جهرًا
.أو سرًا وقد تكون استماعًا كما في حديث الوحي
ومفهوم القراءة بمعناه البسيط يتمثل في :القدرة على التعرف على الحروف
والكلمات والنطق بها على الوجه الصحيح ولكن هذا المفهوم تطور فيما بعد وإن
كان ال يزال يمثل فقط الجانب اآللي من القراءة إلى العملية الفعلية المعقدة التي
تشمل اإلدراك والتذكر و االستنتاج والربط ,ثم التحليل و المناقشة وهو ما يحتاج
2
إلى إمعان النظر في المقروء ومزيد من األداء والدقة.
أو كما عَّر فها الدكتور "حسني عبد البارئ" في كتابه" :االتجاهات الحديثة" وفيه
تحدد القراءة على أَّن ها عملية تعرف الرموز المكتوبة ونطقها ,وترجمة هذه الرموز
.إلى ما تدل عليه من معان سواء كانت معاني مفردة أو متصلة
1
2
1
لقد كان مفهوم القراءة حتى منتصف العقد الثاني من القرن العشرين الميالدي
مقصورًا على معرفة نطق الكلمات ,فمتى عرف الشخص كيف ينطق الكلمات التي
يتضمنها النص المكتوب يكون الهدف قد تحقق من القراءة ,وتطور مفهوم القراءة
ليشمل فهم األفكار المتضمنة في النص المكتوب واختبارات القراءة التي تقوم على
طرح األسئلة حول فقرات ونصوص قرآنية,وبدا ذلك جليًا منذ الثالثينيات من
القرن العشرين ,وتطور مفهوم القراءة مرة ثانية نتيجة ألبحاث عملية ارتبطت
بغزو الفضاء مع نهاية الخمسينات من القرن العشرين ,ونتيجة الهتمام بحرية
التعبير والعناية بالمؤسسات والمجالس التي تعكس آراء الشعب عبر قنوات
دستورية ,فاتسع مفهوم القراءة ليشمل النقد وإبداء الرأي واالستنتاج والحكم.
و أصبحت القراءة بهذا المفهوم الثالث عملية تفكير ال تقف عند استخالص المعنى
من النص وال عند تفسير الرموز وربطها بالخبرة السابقة ,وال عند الفاعل مع
النص ,بل تتعدى ذلك كله إلى حل المشكالت ,وأصبحت القراءة علمية عقلية
انفعالية دافعية تشمل تفسير الرموز والرسوم التي يتلقها القارئ عن طريق عينيه,
.وفهم المعاني والربط واالستنتاج ,والنقد والحكم والتذوق وحل المشكالت
:الفرع الثاني :شروط القراءة
2
3
4
5
6
7
8
9