دور المراقب المالي في مكافحة الفساد الاداري في الجزائر .

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 67

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة حمة لخضر‪ ،‬الوادي‬


‫كلية العلوم الحقوق و والعلوم السياسية‬

‫التخصص‪ :‬القانون االداري‬ ‫قســـم‪ :‬الحقوق‬

‫رقــم‪............... :‬‬

‫مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شـــهــــــــادة مـــــــــــاستر أكـــــــاديمي‬


‫بعنوان‪:‬‬

‫دور المراقب المالي في مكافحة الفساد اإلداري في‬


‫الجزائر‬

‫تحت إشراف‪:‬‬ ‫إعداد الطلبة‪:‬‬


‫‪ -‬جراية الصادق‬ ‫‪ -‬توري إدريس‬
‫‪ -‬برايكة العربي‬
‫‪ -‬الصغير كريمة‬

‫السنة الجامعية‪2021/2020 :‬‬


‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫"شهد هللا أنه ال إله إال هو والمالئكة‬


‫وأولوا العلم قائما بالقسط ال إله إال هو‬
‫العزيز الحكيم"‬

‫صدق هللا العظيم‬


‫شكر وعرفان‬

‫أوال نتقدم بالشكر هلل عز وجل الذي أعاننا خالل اقيامنا بإنجاز هذه‬
‫المذكرة‪.‬‬

‫ويسعدنا أن نتقدم بالشكر كذلك إلى األستاذ المشرف والمحترم‬


‫* جراية الصادق* لحسن توجيهاته‪.‬‬

‫وكذلك الى كل من ساعدنا خالل انجازنا للمذكرة من قريب ومن بعيد‪.‬‬


‫اإلهداء‬

‫إلى الوالدين الغاليين حفظهما هللا وأطال في عمريهما‪.‬‬


‫إلى اإلخوة األعزاء ‪.‬‬
‫كما أهديه إلى زوجتي عرفانا لها بصبرها معي طيلة الدراسة وخالل‬
‫انجاز هذا العمل‪.‬‬
‫وإلى من أرى فيهم براءة طفولتي‪ ،‬أوالدي يسر هللا لنا ولهم طريق‬
‫العلم و لهداية‬
‫قرة عيني ‪ ،‬ابني الغالي *محمد جواد* ‪ ،‬وجوهرة العقد‬
‫*سجى جويرية*‬
‫حفظهما هللا ورعاهما‪.‬‬
‫إلى كل األهل واألقارب ‪.‬‬
‫إلى كل الزمالء ‪.‬‬
‫إلى كل هؤالء اهدي هذا العمل المتواضع ‪.‬‬

‫إدريس‬
‫اإلهداء‬

‫ضحت من أجلي‬ ‫ُفضلها على نفسي‪ ،‬ولِّ َم ال؛ فلقد َّ‬ ‫لى من أ ِّ‬
‫هدا في سبيل إسعادي على َّ‬
‫الدوام‬ ‫ولم تدَّخر ُج ً‬
‫ُمي الحببية)‬ ‫(أ ِّ‬
‫‪.‬نسير في دروب الحياة‪ ،‬ويبقى من ُيسيطر على أذهاننا في كل‬
‫مسلك نسلكه صاحب الوجه الطيب‪ ،‬واألفعال الحسنة‬
‫علي طيلة حياته‬
‫‪.‬فلم يبخل َّ‬
‫( والدي العزيز)‬
‫إلى أصدقائي‪ ،‬وجميع من وقفوا بجواري وساعدوني بكل ما يملكون‪،‬‬
‫وفي أصعدة كثيرة‬
‫أ ِّ‬
‫ُقدم لكم هذا البحث‪ ،‬و َّ‬
‫أتمنى أن يحوز على رضاكم‪.‬‬

‫العربي‬
‫اإلهداء‬

‫الحمد هلل وكفى والصالة على الحبيب المصطفى وأهله ومن وفى و الحمد‬
‫هلل الذي وفقنا لتثمين هذه الخطوة في مسيرتنا الدراسية بمذكرتنا هذه‪.‬‬
‫أما بعد اهدي ثمرة النجاح إلى اعز الناس وأقربهم إلى قلبي إلى والدتي‬
‫العزيزة سعداوي زينب و والدي العزيز الصغير احمد اللذان كانا عونا وسندا‬
‫لي وكان دعائهما المبارك أعظم اثر في نجاحي‪.‬‬
‫إلى من ساندتني وخطت معي خطواتي ويسرت لي الصعاب عمتي العزيزة‬
‫*الصغير وداد*‬
‫إلى العائلة الكريمة التي ساندتني وال تزال‪ ,‬زهراتي‬
‫وفاء♡بيروت♡نسرين♡حنان♡سميرة♡حكيمة♡الىاخي♡عادل ونصر الدين‬
‫إلى رفيقة دربي وصديقتي وأختي ♡شيماء♡‬
‫إلى رفاق الخطوة األولى والخطوة ماقبل األخيرة إلى من كانو في سنوات‬
‫العجاف سحابا مط ار أنا ممتن♡الى كل هؤالء اهديهم هذا العمل المتواضع‬
‫سائلة هللا العلي القدير أن ينفعنا به ويمدنا بتوفيقه‪.‬‬

‫كريمة‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫يعد الفساد اإلداري ظاهرة أخالقية سلوكية وهي أيضا مشكلة إدارية وسياسية واقتصادية تعاني‬
‫منها معظم دول العام بنسب متفاوتة ‪ ،‬يظهر الفساد على شكل جرائم يعاقب عليها القانون وتكاد‬
‫تجمع هته الدول على ضرورة سن قوانين وتشريعات تحد من تلك الجرائم خاصة بعد ميالد اتفاقية‬
‫األمم المتحدة لم كافحة الفساد لما لهذا األخير من تأثير مباشر على دفع عجلة التنمية والنمو‬
‫االقتصادي ‪ ،‬وبصورة أوضح تطهر تلك جرائم وباألخص جرائم الفساد المالي في البلدان التي‬
‫تتصف بضعف الممارسة الديمقراطية وحرية المشاركة في إدارة شؤونها العامة و تتسم حكوماتها‬
‫باالستبداد السيا سي والدكتاتورية ‪ ،‬فغياب دولة المؤسسات السياسية والقانونية والدستورية وضعف‬
‫الحكومة وغياب عناصر الحكم الصالح وضعف الدور الرقابي ‪ ،‬كلها عوامل تساهم في انتشار‬
‫تلك الجرائم في نسيج المؤسسات واإلدارات العمومية‪.‬‬

‫وفي الجزائر أصبحت جرائم الفساد واقعا ملموسا عبرت عنه الكثير من الخطابات السياسية وكذا‬
‫النسب الالفتة للنظر لحجم قضايا الفساد المعروضة أمام القضاء الجزائي في اآلونة األخيرة والتي‬
‫برزة للوجود بعد الحراك الشعبي الجزائري ‪ ،‬ناهيك عن تقارير المنظمات الدولية حول مؤشرات‬
‫الفساد في الجزائر أين احتلت هذه األخيرة المرتبة ‪ 104‬عالميا حسب تقرير منظمة الشفافية الدولية‬
‫لمؤشر مدركات الفساد لسنة ‪ 2020‬والتي تضل نسبا مرتفعة حسب المعايير الدولية ‪ ،‬و لذلك كان‬
‫البد من العمل على تطوير منظومة الرقابة المالية القبلية لما لها من أهمية في إضفاء الشفافية‬
‫والمساءلة في األعمال اإلدارية التي تقوم بها المؤسسات واإلدارات العمومية على خالفها والتي‬
‫يحتم عليها أن تعمل في بيئة خالية من مظاهر الفساد متشبعة بثقافة الحكم الراشد في تسيير وإدارة‬
‫شؤونها العمومية ‪ ،‬والتي تتحمل النصب األكبر من مسؤولية تجنيد موظفيها ومنتخبيها على‬
‫أساس من النزاهة واألما نة والمسؤولية ‪ ،‬مع ضرورة االلتزام الكامل بالشفافية والحياد في تقديم‬
‫الخدمة العمومية وتحقيق العدالة االجتماعية‪.‬‬

‫إن تعدد أجهزة الرقابة المالية ومن بينها أجهزة الرقابة القبلية على الميزانيات العمومية أمر‬
‫مهم في حصر نطاق النفقات العمومية وترشيدها بالقدر والدي حتى ال يترك منفذا لجرائم الفساد‬
‫المالي وتبديد األموال العمومية ‪ ،‬ولعلى أهمها وظيفة المراقب المالي تلك الوظيفة المرتبطة بالرقابة‬
‫السابقة على صرف الميزانية العامة و يمارس رقابية قبلية التي كان بوادر طهورها في القانون‬

‫‪-3-‬‬
‫الفرنسي و انتقلت فيما بعد إلى التشريع الجزائري في عدة نصوص قانونية والتي تؤسس على مبدأ‬
‫المشروعية واحترام القواعد المالية المنصوص عليها في التشريعات المختلفة حيث ال يكون صرف‬
‫أية نفقة إال إذا كانت ضمن إطارها وفي الحدود المرسومة لها سلفا ‪.‬‬

‫حاول المشرع الجزائري على غرار التشريعات المقارنة إيجاد منظومة قانونية متماسكة تقوم‬
‫على تبني مبــادئ ومعايير الحكامة في التسيير اإلداري على المستوى المحلي والوطني على حد‬
‫سواء غير أن غياب التنسيق رغم تعدد أجهزة الرقابة الالحقة على النفقات العمومية كمجلس‬
‫المحاسبة على سبيل المثال إال أنها تتدخل إال بعد إنفاق األموال كما وينحصر دور مفتشيه العامة‬
‫للمالية في إعداد التقارير دون سلطة للبث أو إصدار إي حكم أو قرار وبالتالي ساهم عدم التنسيق‬
‫بين أجهزة الرقابة في عدم فاعلية الرقابة على النفقات العمومية ‪ ،‬كما أن تعدد الرقابة الممارسة‬
‫على الميزانية على المستوى المحلي يظهر سيطرة السلطة المركزية على سير الميزانية الشي الذي‬
‫يؤدي بضرورة على غياب الشفافية والمصداقية المطلوبة حيث تكتفي البلديات على دور المراجعة‬
‫والمتابعة ورصد األخطاء دون أن تمنح لها أحقية المساءلة أو المتابعة وهو الدور الذي اقتصر‬
‫على السلطة المركزية وهمش دور المراقب المالي‪ .‬ومن هنا تأتي أهمية القيام بإصالحات في‬
‫المنظومة القانونية الخاصة بها وتعزيز دور المراقب المالي كرقابة قبلية على النفقات العمومية في‬
‫ضل ارتفاع معدل الفساد المالي والذي استطاع أن يزعزع مرودية النشاطات اإلدارية وفاعليتها‬
‫على ارض الواقع ‪.‬‬

‫أسباب اختيار الموضوع ‪ :‬إن من أسباب اختيار الموضوع هو انتشار ظاهرة الفساد في‬
‫المجتمع ومعانات المواطنين من المحسوبية والبيروقراطية وطلب الحصول على مقابل لخدمات‬
‫هي في األصل حق من حقوق المواطن ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى أسباب موضوعية من خالل عجز القوانين خاصة قانون العقوبات للتصدي لهذه‬
‫الظاهرة والبحث عن آليات ووسائل قانونية قادرة على التصدي للفساد بجميع أشكاله ‪ ،‬و تسليط‬
‫الضوء على الدور الذي يؤديه المراقب المالي كآلية من آليات مكافحة الفساد اإلداري ‪.‬‬

‫‪-4-‬‬
‫أهداف الدراسة ‪ :‬تهدف هذه الدراسة من الناحية العلمية في انها تعود بالفائدة على المجتمع‬
‫العلمي او الباحثين في هذا المجال من خالل زيادة تحصيلهم العلمي ‪.‬‬
‫أما من الناحية العملية فإنها تهدف الى التعرف على أهم آلية قانونية في مكافحة الفساد االداري‬
‫والتي تتمثل في المراقب المالي ‪ ،‬و ذلك من خالل إبراز الدور الرقابي للمراقب المالي في مكافحة‬
‫الفساد االداري ‪.‬‬

‫الصعوبات ‪ :‬يمكن حصر الصعوبات التي واجهتنا في اعداد هذه المذكرة في قلة المراجع المتعلقة‬
‫بهذا الموضوع ‪ ،‬باالضافة الى تحديد عدد الصفحات ‪.‬‬

‫اشكالية الدراسة ‪ :‬من خالل ماسبق ذكره يمكن طرح اإلشكالية اآلتية ‪:‬‬

‫إلى أي مدى ساهمت وظيفة المراقب المالي في الحد من جرائم الفساد اإلداري كرقابة مالية على‬
‫النفقات العمومية لدفع عجلة التنمية االقتصادية وتحسين جودة الخدمة المقدمة للجمهور في‬
‫ظل القانون الجزائري ؟‬

‫إنطالقا من من هذه اإلشكالية يمكن طرح االسئلة الفرعية التالية ؟‬


‫‪ -‬ماهي الصالحيات التي يمارسها المراقب المالي في مكافحة الفساد االداري ؟‬
‫‪ -‬فيما تتمثل فعالية رقابة المراقب المالي للحد والوقاية من هذه الظاهرة ؟‬
‫‪ -‬ماهي التجاوزات التي يمكن ان تقع على الرقابة التي يمارسها المراقب المالي ؟‬

‫المنهج المتبع ‪ :‬سعيا منا لإلجابة على اإلشكالية اعتمدنا في هذه الدراسة على المنهج الوصفي‬
‫المالئم لطبيعة البحث وذلك من أجل بيان دور المراقب المالي في الرقابة على نفقات العمومية في‬
‫إط ار مساعي وجهود مكافحة جرائم الفساد وإرساء منظومة الحكم الراشد في الجزائر وكذا بيان‬
‫آثار ذلك على حس أداء اإلدارة العامة وجودة الخدمة العمومية التي تقدمها‪.‬‬

‫‪-5-‬‬
‫ولمعالجة هذا الموضوع فقد قسمنا هذه الدراسة الى فصلين ‪.‬‬
‫حيث خصصنا الفصل االول الستعراض االطار المفاهيمي للفساد االداري و منصب المراقب‬
‫المالي ‪ ،‬اين تم تقسيمه إلى ثالثة مباحث ‪،‬لنتطرق في المبحث األول إلى تعريف الفساد اإلداري‬
‫وأنواعه ‪،‬وفي المبحث الثاني إلى أسباب انتشار الفساد اإلداري واآلثار الناجمة عنه ‪ ،‬أما في‬
‫المبحث الثالث كان حول منصب المراقب المالي من خالل تعريفه ‪،‬نشأته وتطوره ‪ ،‬شروط التعين‬
‫في منصب المراقب المالي ‪ ،‬مع اإلشارة إلى بعض صالحياته ‪.‬‬
‫اما الفصل الثاني فخصصناه الى الدور الرقابي للمراقب المالي في مكافحة الفساد اإلداري ‪ ،‬اين‬
‫قسمناه بدوره الى ثالثة مباحث ‪ ،‬حيث عرضنا في المبحث األول الرقابة السابقة للمراقب المالي‬
‫باعتبارها أهم آلية لمكافحة الفساد اإلداري ليتم بعدها تناول الرقابة الالحقة في المبحث الثاني أما‬
‫المبحث الثالث فكان حول مسؤولية المراقب المالي ‪ ،‬وتقيم مدى فعاليته‬

‫‪-6-‬‬
‫الفصل األول‬

‫‪-7-‬‬
‫الفصل األول ‪:‬‬
‫الفساد بوجه عام متعدد األوجه والمستويات واألسباب التي تجعله ظاهرة معقدة يصعب تحديدها‬
‫مما جعلت منه معضلة تعاني منها الكثير من دول العالم‪ ،‬والفساد اإلداري بشكل خاص لديه‬
‫مفاهيم عديدة وصور وأسباب مرتبطة ‪ ،‬حيث نجد أن المشرع الجزائري اقر مجموعة من اآلليات‬
‫لمكافحة الفساد اإلداري ‪ ،‬ومن بينها المراقب المالي الذي يعتبر أهم آلية ‪ ،‬هذا األخير الذي سيكون‬
‫موضوع دراستنا من خالل تبيان الدور الذي يقوم به في مكافحة الفساد اإلداري‪.‬‬

‫وبالتالي ال يمكن الخوض إلى دور المراقب المالي في مكافحة الفساد اإلداري دون التطرق الى‬
‫اإلطار المفاهيمي للفساد اإلداري ومنصب المراقب المالي ‪ ،‬بداية بمفهوم الفساد اإلداري من خالل‬
‫تناول تعريفه وأنواعه باإلضافة إلى أسبابه واآلثار الناجمة عنه لنتطرق بعدها إلى منصب المراقب‬
‫المالي من خالل تعريفه و نشأته وتطوره ‪ ،‬باإلضافة إلى شروط تعينه وصالحياته‪.‬‬

‫‪-8-‬‬
‫المبحث األول‬

‫مفهوم الفساد اإلداري وأنواعه‬


‫يصعب إيجاد تعريف موحد للفساد اإلداري وذلك لتشعب هذه الظاهرة وتعدد أشكال التعبير عنها‬
‫‪،‬وعلى هذا األساس سنتناول في المطلب األول أهم التعاريف التي أعطيت للفساد اإلداري ‪ ،‬أما‬
‫المطلب الثاني سنتطرق إلى مختلف أسبابه ‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫مفهوم الفساد اإلداري‬

‫نظ ار العتبار الفساد اإلداري من المسائل والمصطلحات العامة والمتداولة كثي ار لدى العام‬
‫والخاص‪،‬لذلك نجده يتميز بتعاريف مختلفة وهذا ما سنستعرضه في مايلي‪:‬‬

‫الفرع األول‬

‫تعريف الفساد اإلداري‬

‫أوال‪ :‬التعريف اللغوي للفساد‪:‬‬

‫ورد في اللغة عدة معاني للفظ الفساد و مشتقاته ومن أهم المعاني ‪ :‬افسد المال إفسادا أخذه بغير‬
‫‪1‬‬
‫حق و إستفسد ضد استصلح وتفاسد القوم تدابروا و قطعوا األرحام‪.‬‬

‫بالضم ‪ -‬فسادا فهو فاسد‪ ،‬وفسد فسادا فهوجاء في مختار الصحاح‪ " :‬فسد الشيء يفسد فسيد‬
‫والمفسدة ضد المصلحة "‪.‬‬

‫وجاء في لسان العرب ‪ :‬الفساد نقيض الصالح ‪ ،‬فسد يفسد و يفسد ‪ ،‬وفسد فسادا و فسودا فهو‬
‫فاسد ‪ ،‬وقوم فسدي ‪ ،‬وتف اسد القوم ‪ :‬تدابروا و تقاطعوا و المفسدة ‪ :‬خالف المصلحة االستفساد ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫خالف االستصالح ‪ ،‬ومن معاني الفساد أيضا ‪ :‬الجدب و القحط‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد المدني بوساق‪ ،‬التعريف بالفساد و صوره من الوجهة الشرعية‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض ‪ ،2003‬ص‪92‬‬
‫‪2‬أدم نوح القضاة‪ ،‬نحو نظرية إسالمية لمكافحة الفساد اإلداري‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض ‪ ،2003‬ص ‪348‬‬
‫‪-9-‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التعريف االصطالحي للفساد اإلداري‪:‬عرف الفساد اإلداري بأنه تصرف و سلوك وظيفي سيء‬
‫فاسد خالف اإلصالح ‪ ،‬هدفه االنحراف والكسب الحرام و الخروج على النظام لمصلحة شخصية‪.‬‬

‫‪-‬كما يعرف بأنه النشاطات التي تتم داخل الجهاز اإلداري الحكومي والتي تؤدي فعال إلى انحراف‬
‫ذلك الجهاز عن هدفه الرسمي لصالح أهداف خاصة سواء كان ذلك بصفة متجددة أم مستمرة و‬
‫سواء كان بأسلوب فردي أم بأسلوب جماعي منتظم‪.‬‬

‫وهذا التعريف ركز على االنحراف اإلداري فقط دون أن يشير إلى المسؤول على االنحراف ودوره‬
‫في فساد الجهاز اإلداري‪.‬‬

‫عرف كذلك بأنه سلوك الموظف الذي ينحرف عن المعايير المتفق عليها لتحقيق أهداف وغايات‬
‫‪1‬‬
‫خاصة‪.‬‬

‫وعرف الفساد اإلداري عند فئة متشددة بمايلي‪ ":‬مجموعة من اإلعمال المخالفة للقوانين والهادفة‬
‫إلى التأثير بسير اإلدارة العامة و ق ارراتها أو أنشطتها بهدف االستفادة المادية المباشرة أو االنتفاع‬
‫غير المباشر" أما عند فئة المتساهلين فقد عرف بأنه " سلوك إداري ال رسمي بديل للسلوك اإلداري‬
‫الرسمي تحتمه ظروف واقعية ويقتضيه التحول االجتماعي و االقتصادي الذي تتعرض له‬
‫المجتمعات ‪.‬‬

‫نالحظ أن التعاريف السابقة تتفق حول اعتبار استغالل السلطة العامة لتحقيق مكاسب شخصية‬
‫من ضمن أعمال الفساد اإلداري‪،‬وعليه يمكن تعريف الفساد اإلداري بأنه استغالل الوظيفة العامة‬
‫ونفوذها لتحقيق مكاسب شخصية (مادية أو معنوية)بشكل يتعارض مع القوانين سواء ثم ذلك بشكل‬
‫‪2‬‬
‫فردي أو جماعي"‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫التعريف التشريعي للفساد اإلداري‬

‫أوال‪ :‬تعريف المشرع الفرنسي‪:‬‬

‫‪1‬حاحة عبد العالي‪ ،‬األليات القانونية لمكافحة الفساد اإلداري في الجزائر‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬الجزائر‪2013‬‬
‫‪ ، 2012 /‬ص‪.20‬‬
‫‪2‬منصف الشرقي ‪ ،‬عزالدين بن التركي ‪ ،‬الفساد اإلداري ‪:‬أسبابه ‪،‬اثاره وطرق مكافتحه ‪ ،‬الملتقى الوطني حول ‪ :‬حوكمة الشركات‬
‫للحد من الفساد المالي والفساد اإلداري‪ ،‬جامعة محمد خيضر ‪-‬بسكرة‪ ، -‬يومي ‪06‬و‪07‬ماي ‪ ، 2012‬ص ‪4‬‬
‫‪- 10 -‬‬
‫حسب قانون العقوبات الفرنسي ميز المشروع الفرنسي بين الفساد االيجابي و الفساد السلبي فقام‬
‫بتعريف الفساد االيجابي بأنه " سعي الموظف الحكومي بنشاط من اجل ومنح العقد"‬

‫أما الفساد السلبي فقد عرفه بأنه " قبول المسؤول لهدية أو مكافئة أخرى بعد منح العقد أو تقديم‬
‫الخدمة "‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف المشرع المصري‬

‫ركز المشرع المصري عن الرشوة ولم يعرف الفساد اإلداري‪ ،‬وتكلم عن الرشوة في المادة ‪ 103‬من‬
‫قانون العقوبات‪ ،‬والمشرع المصري لم يجرم الفساد رغم تعدد مظاهره و صوره‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تعريف المشرع الجزائري‬

‫إن مصطلح الفساد جديد في التشريع الجزائري‪ ،‬إذ لم يجرم في قانون العقوبات غير انه بعد صدور‬
‫قانون الوقاية من الفساد و مكافحته رقم ‪ 01 /06‬المؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ 2006‬المعدل و المتمم‬
‫‪1‬‬
‫الذي جرم الفساد بمختلف مظاهره‪.‬‬

‫و بالرجوع إلى قانون الوقاية من الفساد و مكافحته نجد أن المشرع الجزائري انتهج نفس منهج‬
‫اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد ‪ ،‬إذ انه لم يعرف الفساد تعريفا فلسفيا بل عرفه من خالل‬
‫اإلشارة إلى مظاهره ‪ ،‬وهذا ما جاء في المادة ‪ 02‬من قانون الوقاية ‪ " 01 /06‬الفساد هو كل‬
‫الجرائم المنصوص عليها في الباب الرابع من هذا القانون ‪ ،‬و في الباب الرابع صنف جرائم الفساد‬
‫إلى أربعة أنواع هي اختالس الممتلكات و اإلضرار بها ‪ ،‬الجرائم المتعلقة بالصفقات العمومية‬
‫‪2‬‬
‫‪،‬التستر على جرائم الفساد‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫أنواع الفساد اإلداري‬

‫ينقسم الفساد اإلداري إلى أربع مجموعات كالتالي‪:‬‬

‫‪1‬حاحة عبد العالي‪ ،‬اآلليات القانونية لمكافحة الفساد اإلداري في الجزائر‪ ،‬المرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 225‬‬
‫‪2‬أحمد بوسقعية‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي الخاص‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر ‪ ،2007‬ص‪.5‬‬
‫‪- 11 -‬‬
‫أوال‪ /‬االنحرافات المالية‪ :‬تشمل المخالفات التي يأتي بها الموظف وتتعلق بالنواحي المالية للمنظمة‪،‬‬
‫مثل‪:‬‬

‫‪ -‬مخالفة القواعد واألحكام المالية المنصوص عليها بالقوانين واللوائح المعمول بها ‪.‬‬

‫‪-‬مخالفة المناقصات والمزايدات والمخازن والمشتريات‪.‬‬

‫‪ -‬اإلهمال أو التقصير الذي يترتب عليه ضياع أو احتمال ضياع حق مالي للدولة‪.‬‬

‫‪ -‬كل تصرف عمدي يترتب عليه صرف مبلغ من أموال الدولة أو ضياع حقوقها‪.‬‬

‫ثانيا‪/‬االنحرافات التنظيمية‪ :‬تشمل المخالفات التي يرتكبها الموظف وتتصل مباشرة بالعمل الذي يقوم‬
‫به‪ ،‬ومن أمثلتها‪:‬‬

‫‪-‬االمتناع عن أداء العمل أو عدم أدائه بدقة وأمانة‪.‬‬

‫‪-‬عدم االلتزام بمواعيد العمل‪.‬‬

‫‪-‬عدم إطاعة أوامر الرؤساء‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫‪-‬إفشاء أسرار العمل‪ ،‬وعدم التعاون مع الزمالء‪.‬‬

‫ثالثا‪/‬االنحراف السلوكي‪ :‬ويقصد بها تلك المخالفات اإلدارية التي يرتكبها الموظف و تتعلق بسلوكه‬
‫الشخصي و تصرفه ومن أهمها‪:‬‬

‫‪-1‬عدم المحافظة على كرامة الوظيفة‪:‬الموظف مطالب دائما بالتحلي بالسلوك الالئق بالمركز الوظيفي‬
‫الذي يشغله سواء داخل الخدمة أو خارجها ‪ ،‬و عليه تجنب كل فعل يتنافى مع طبيعة مهامه ‪،‬‬
‫وهذا ما ذهبت إليه المادة ‪42‬من القانون ‪ 03-06‬وكل تصرف يخرج عن هذا االطار يعد من‬
‫قبيل االنحراف السلوكي للموظف ‪ ،‬كارتكاب الموظف لفعل مخل بالحياء‪.‬‬

‫‪-2‬سوء استعمال السلطة ‪ :‬يقصد بسوء استعمال السلطة أن يبتغي الموظف بممارسة اختصاصه‬
‫تحقيق غاية مختلفة عن تلك التي حددها القانون لألعمال الداخلة في هذا االختصاص ‪،‬ومن صور‬

‫‪1‬منصف الشرقي ‪ ،‬عزالدين بن التركي ‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪- 12 -‬‬
‫ذلك كتقديم الخدمات الشخصية و تسهيل األمور و تجاوز اعتبارات العدالة الموضوعية في منح‬
‫أقارب أو معارف المسؤولين ما يطلب منهم‪.‬‬

‫‪-3‬المحسوبية‪ :‬يترتب على انتشار ظاهرة المحسوبية شغل الوظائف العامة بأشخاص غير مؤهلين‬
‫مما يؤثر على كفاءة اإلدارة في تقديم الخدمات و زيادة اإلنتاج‬

‫‪-4‬الوساطة‪ :‬فيستعمل بعض الموظفين الوساطة كشكل من أشكال تبادل المصالح‪.‬‬

‫رابعا‪/‬اال نحرافات الجنائية‪ :‬تتمثل في االنحرافات الجنائية التي يرتكبه الموظف في جرائم مثل الرشوة‬
‫‪1‬‬
‫واالختالس‪ ،‬التزوير في المحررات الرسمية‪ ،‬السرقة‪ ،‬االعتداء على النفس‪ ،‬استعمال النفوذ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫أسباب تفشي ظاهرة الفساد و اآلثار الناجمة عنها‬

‫الفساد اإلداري ليس ظاهر حديثة‪ ،‬و ليس مقتص ار على البلدان النامية دون المتقدمة ومن غير‬
‫الممكن معرفة مدى انتشار الفساد بشكل دقيق في منطقة و مقارنتها بأخرى‪ ،‬وإنما يتم ذلك في‬
‫الغالب بشكل تقريبي‪ ،‬فمعظم أعمال الفساد تتم بسرية‪ ،‬وناد ار ما يتم الكشف عن مثل هذه العمليات‬
‫بسهولة‪.‬‬

‫وت ختلف األسباب التي تؤدي إلى تنامي ظاهرة الفساد و انتشاره في البلدان النامية ومنها الدول‬
‫العربية عنها في الدول المتقدمة‪ ،‬فالعوامل التي تساعده على االنتشار في الدول النامية تختلف إلى‬
‫حد كبير عن العوامل المساعدة على نموه في الدول المتقدمة‪ ،‬إال أن طرق ممارسة الفساد متشابهة‬
‫إلى حد كبير‪ ،‬وعالوة على ذلك فإن قد ار كبي ار من الفساد في الدول النامية تشارك فيه الدول‬
‫‪2‬‬
‫الصناعية بصور مختلفة‪.‬‬

‫‪1‬بسطامي محمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية و دورها في مكافحة الفساد اإلداري في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر‪،‬جامعة زيان عاشور الجلفة‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسة‪، 2017/2016،‬ص ‪14-12‬‬
‫‪ 2‬أحمد محمود نهار أبو سويلم‪ ،‬مكافحة الفساد‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬عمان ‪ ،2010‬ص ‪17‬‬
‫‪- 13 -‬‬
‫المطلب األول‬

‫أسباب تفشي ظاهرة الفساد اإلداري‬

‫لكي تكون هناك معالجة فعالة و شاملة للفساد اإلداري يفترض بنا معرفة األسباب التي أدت ظهوره‬
‫‪،‬ومن بين هذه األسباب نذكر مايلي ‪:‬‬

‫الفرع األول‬

‫األسباب الشخصية و التنظيمية لتفشي ظاهرة الفساد اإلداري‬

‫أوال‪ /‬العوامل الشخصية‪ :‬توجد عالقة بين خصائص إجمال هذه الخصائص فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬العمر‪ :‬إن حاجات الموظف الشاب كثيرة و موارده قليلة‪ ،‬ولكونه موظفا جديدا و حديث التعيين‬
‫قد تكون سببا وراء ممارسات إدارية فاسدة‪.‬‬

‫‪ -2‬مدة الخدمة‪ :‬قد يكون كبار الموظفين ممن تكون مدة خدمتهم طويلة على معرفة تامة بأساليب‬
‫إخفاء الممارسات اإلدارية الفاسدة و يساعد هذا األمر على ارتكابها ‪ ،‬وقد يكون الموظف حديث‬
‫الخدمة األكثر ميال لممارسة حاالت الفساد اإلداري بسبب تأثره السريع بزمالئه في العمل غير‬
‫النزهاء ‪.‬‬

‫‪ -3‬المستوى الدراسي‪ :‬إن تأكيد عالقة ممارسات الفساد اإلداري بالمستوى الدراسي و التحصيل‬
‫العلمي ربما تختلف باختالف المجتمعات التي يسهل للفرد فيها الحصول على شهادات عليا بأسلوب‬
‫غير علمي و غير مشروع و كذلك الحصول على الوظيفة بطريقة غير قانونية و عادلة يكون أفراد‬
‫هذا المجتمع أكثر ميال لممارسة الفساد اإلداري ‪ ،‬عكس المجتمعات التي يكون نظامها في الخدمة‬
‫المدنية ذو جدية و دقة فهذا يحول دون وصول أناس غير أكفاء إلى الوظائف الحكومية و بالتالي‬
‫نقل عمليات الفساد اإلداري ‪.‬‬

‫‪ -4‬الجنس‪ :‬عادة الرجال الموظفين يميلون لممارسة الفساد اإلداري من النساء‪ ،‬بسبب تكوينهم‬
‫النفسي وسرعة تأثرهم يما يحيط بهم من عاملين‪.‬‬

‫‪ -5‬المهنة والتخصص‪ :‬من المتوقع أن تكون حاالت الفساد اإلداري أكثر وضوحا لدى اإلداري‬
‫ينفي الوظائف الفنية التخصص‪ ،‬و ربما يعود إلى ممارسة اإلداريين ألعمال تجعلهم على احتكاك‬

‫‪- 14 -‬‬
‫مباشر بالناس تدفعهم غالب األحيان إلى فتح مواضع يمكن النفاذ منها إلى دعوة رشوة أو قبول‬
‫‪1‬‬
‫وساطات أو غيرها من حاالت الفساد اإلداري‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬العوامل التنظيمية‪:‬و تتضمن أهم األسباب التنظيمية التي تساعد على الفساد اإلداري اآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬عدم وجود ثقافة تنظيمية قوية ومتماسكة و ايجابية تؤدي إلى التزام عال والتحلي بأخالقيات‬
‫إدارية سامية‪.‬‬

‫‪-2‬كبر حجم المنظمة والذي غالبا ما يؤدي إلى ترهل إداري و بطالة مقنعة و بيروقراطية عالية‬
‫وخصوصا في اإلدارات الحكومية‪.‬‬

‫‪-3‬ضعف النظام الرقابي والذي يجعل من الممارسات الفساد روتينيا ساريا يمر دون مساءلة أو‬
‫حساب‪.‬‬

‫‪ -4‬استغالل العالقات مع المسؤولين في اإلدارات العليا للممارسات الفاسدة ‪.‬‬

‫‪ -5‬طبيعة عمل المنظمة بالكثير من السرية و عدم الوضوح و الشفافية و خصوصا إذا كان‬
‫للمنظمة موارد كثيرة و بعيدة عن الرقابة الشعبية و اإلعالمية مثل الجيش و قوى األمن‪.‬‬

‫‪ -6‬عدم وضوح الصالحيا ت والسلطات و عدم تناسب الهيكل التنظيمي مع طبيعة العمل وعدم‬
‫وجود وصف وظيفي واضح‪.‬‬

‫‪ -7‬البطالة المقنعة‪ ،‬أي وجود أعداد كبيرة من العاملين ال يمارسون أعماال فعلية في المنظمة‪.‬‬

‫‪ -8‬عدم االستقرار الوظيفي ‪ ،‬أي ثغور الموظف وخاصة في اإلدارات العليا من أن منصبه‬
‫‪2‬‬
‫هو فرصة يجب استغاللها للفترة المحددة التي هو فيها‪.‬‬

‫‪1‬عز الدين بن تركي‪ ،‬منصف شرفي‪،‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪2‬بسطامي محمد‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.19 -18‬‬
‫‪- 15 -‬‬
‫الفرع الثاني‬

‫األسباب االقتصادية واإلدارية‬

‫ويمكن حصرها في النقاط التالية‪:‬‬

‫أوال ‪ /‬الثغرات القانونية وغموض القوانين و اللوائح ‪ :‬قد يحدث و أن يكون هناك غموض و عدم وضوح‬
‫النصوص في قانون ما ‪ ،‬كما قد يكون هناك إتالف في النصوص القانونية من دولة إلى أخرى ‪،‬‬
‫وهو ما قد شكل فرصة النتشار آليات الفساد في بعض األحيان ‪ ،‬ومثال على ذلك فيما يخص‬
‫قوانين و تشريعات محاربة غسيل األموال على المستوى العالمي ‪ ،‬فمعظم دول العالم أصدرت‬
‫قوانين تحارب هذه الظاهرة نظ ار لما يخلفه من آثار سلبية على اقتصاديات الدول ‪.‬‬

‫كما أن غموض القوانين و عدم وضوحها يساعد على نمو الفساد و انتشاره ‪ ،‬كعدم وضوح قوانين‬
‫الضرائب والجمارك‪ ،‬فيما يخلق اتصاالت متكررة ما بين المكلفين ومسؤولي الضرائب لالستفسار‬
‫عن االلتزامات الضريبية وطريقة دفعها‪ ،‬وهو ما ينتج عنه طلب الرشاوى ‪ ،‬ومن جهة أخرى يساعد‬
‫ذلك على إعطاء المسؤولين حرية التصرف في القوانين الهامة للضرائب خاصة فيما يتعلق بالحوافز‬
‫و اإلعفاءات وهو ما يزيد من انتشار الفساد ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ /‬ضعف الدور الرقابي وسرية بعض الصفقات الكبرى ‪:‬قد يكون سبب انتشار الفساد في اإلدارات‬
‫العمومية هو ضعف الرقابة على الموظفين اإلداريين من الطرف مسؤوليهم ‪ ،‬مما يجعلهم يتصرفون‬
‫خالفا للتعليمات و التوجيهات و اللوائح القانونية التي تنظم العمل ‪ ،‬و بالتالي استغالل نفوذهم في‬
‫تلك اإلدارات لطلب الرشوة أو االختالس أو غيرها ‪ ،‬كما أن ضعف دور الرقابة عندما يرتبط األمر‬
‫باالنتخابات وتمويل حمالتها ‪ ،‬يساهم في انتشار الفساد السياسي عن طريق شراء األصوات ‪....‬‬
‫فضعف الرقابة على كبار المسؤولين العموميين ‪ ،‬وتمتع بعضهم بالحصانة زاد من استغاللهم‬
‫لنفوذهم و تطاولهم على القانون للوصول إلى منافع شخصية أدت إلى استغالل ظاهرة الفساد‪.‬‬

‫ثالثا ‪ /‬سياسة األجور‪:‬يزداد الفساد في الدولة عندما تكون أجور العاملين بالدولة أقل من األجور‬
‫المقابلة في القطاع الخاص‪ ،‬فيلجأ العاملين بالمؤسسات العمومية إلى رفع مستوى معيشتهم بطرق‬
‫غير شرعية‪ ،‬كما أن جمود سياسات األجور و المرتبات وعدم مواكبتها للظروف االقتصادية‬
‫والتغيرات الجذرية في المجتمع يجعلها عاجزة على توفير الحد األدنى من مستلزمات العيش المقبول‬

‫‪- 16 -‬‬
‫لشرائح الموظفين الحكوميين‪ ،‬مما يدفعهم إلى سد حاجياتهم بوسائل و طرق غير شرعية كقبول‬
‫‪1‬‬
‫الرشاوى و تزوير الوثائق ‪....‬‬

‫الفرع الثالث‬

‫أسباب قانونية وقضائية‬

‫إن الحديث عن األسباب تجعل القارئ يستغرب إذ كيف للقوانين التي تشرع لتحقيق المصلحة‬
‫العامة و كيف للقضاء الذي يسعى لنشر العدالة أن يكون لهما دخل في إحداث الفساد ؟‬

‫أوال ‪ /‬أسباب قانونية ‪ :‬غموض النصوص القانونية و تفسيرها كل حسب هواه فالمواد المتعلقة‬
‫بالفساد اإلداري في جلها غامضة و غير واضحة و يلجأ القاضي في تفسيرها وفقا لسلطته التقديرية‬
‫الشيء الذي يشجع القضاة في المساهمة في تطوير الفساد رغبة منهم في تقاضي الرشاوى ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ /‬أسباب قضائية‪:‬‬

‫‪ -‬عدم استقالل القضاء فهذا األمر مرتبط بمبدأ الفصل بين السلطات ‪ ،‬إذ يالحظ في معظم البلدان‬
‫المتقدمة و الديمقراطية استقاللية القضاء عن عمل و أداء النظام السياسي ‪ ،‬وهو ما يعطي أبعاد‬
‫أوسع لفعالية الحكومة ‪ ،‬أو النظام السياسي تتمثل في الحكم الصالح الرشيد فاستقاللية القضاء‬
‫مبدأ ضروري وهام يستمد أهميته من وجود سلطة قضائية مستقلة نزيهة تمارس عملها بشكل عادل‬
‫و تمتلك سلطة رادعة‪.‬‬

‫‪-‬تساهل بعض المحامين والقضاة مع العناصر المتهمة المحالة للقضاء بقضايا الفساد اإلداري‬
‫واالعتداء على المال العام‪ ،‬واعتبارها من الدعاوى المخففة التي تحاط بالرحمة و الرأفة مما يشجع‬
‫على استمرارها فتصبح النصوص القانونية ال جدوى لها في الحد من ظاهرة الفساد‪.‬‬

‫‪ -‬قبول بعض القضاة للرشاوى والهدايا قصد حماية الجناة المجرمين فهنا بعض المتورطين في‬
‫عمليات الفساد وخاصة العناصر المحترفة أو تلك التي تقودهم س ار و تشترك معهم من وراء الستار‬
‫في تجنيد بعض القضاة و الحكام ليتولوا عن قصد وسبق إصرار حماية الجناةو المجرمين مقابل‬

‫‪1‬بسطامي محمد ‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 20 -19‬‬


‫‪- 17 -‬‬
‫مبالغ نقدية يتعذر عليهم الحصول عليها بالطرق المشروعة‪ ،‬و يعتبر هذا من أخطر األسباب‬
‫‪1‬‬
‫الممهدة لتفشي ظاهرة الفساد‪.‬‬

‫الفرع الرابع‬

‫أسباب اجتماعية وثقافية‬

‫وتتمثل في اآلتي ‪ :‬نمط العالقات واألعراف والوعي بين أفراد المجتمع‪ ،‬كلما كانت الروابط بين‬
‫أفراد الطائفة الواحدة أو القبيلة قوية كلما ازداد الفساد التفضيل المسؤولين الحكوميين األقارب‬
‫واألصدقاء وإعطائهم الوظائف المهمة التي يحققون من خاللها المكاسب الخاصة غير المشروعة‪،‬‬
‫وكلما ازد اد وعي أفراد المجتمع كلما انخفض الفساد لمساهمة أفراد المجتمع في محاربته‪.‬‬

‫كذلك كلما كانت العوامل االجتماعية غير ناضجة ومشبوهة فإنها ستشكل بكل تأكيد مدخال واسعا‬
‫للممارسة إدارية فاسدة على مختلف المستويات‪ ،‬ومن الضروري اإلشارة هنا أن العوامل االجتماعية‬
‫قد ال يت م االنتباه لها و ألثرها مثل العوامل االقتصادية ‪ ،‬و ذلك بسبب وقوع المجتمع تحت تأثير‬
‫ظاهرة القبول االجتماعي لهذه العوامل‪ ،‬وذلك بسبب وقوع المجتمع تحت تأثير ظاهرة القبول‬
‫االجتماعي لهذه العوامل ‪ ،‬ومن أهم العوامل االجتماعية المحتمل تسببها في الفساد اإلداري نذكر‬
‫القيم المشبوهة السائدة في المجتمع‪.‬‬

‫كذلك يمكن أن تكون البيئة الثقافية بعنصرها وأبعادها المتعددة دافعا للفساد اإلداري خصوصا في‬
‫الدول النامية ‪ ،‬فكلما اتسمت البيئة الثقافية باالنغالق والخوف من االنفتاح و الميل إلى الجمود‬
‫والتحجر فان بذور الفساد اإلداري تسمو فيها وتنتشر بسرعة و تعقد وسائل مكافحتها وعالجها‪،‬‬
‫فللمؤسسات التربوية و الدينية والصحافة واإلعالم دور كبير في بناء قيم ثقافية إيجابية أو العكس‬
‫‪2‬‬
‫و التي قد تكون سببا رئيسيا في انتشار الفساد اإلداري‪.‬‬

‫الفرع الخامس‬

‫األسباب السياسية‬

‫يتحقق هذا العامل نتيجة لغياب قيم الشفافية والنزاهة و المساءلة وسيادة القانون و هي قيم ترتبط‬
‫ارتباطا وثيقا بالديمقراطية كثقافة مجتمع ‪ ،‬وهو ما أشارت إليه ديباجة اتفاقية األمم المتحدة المكافحة‬

‫‪1‬بسطامي محمد ‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.21-20‬‬


‫‪2‬بسطامي محمد ‪،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.22-21‬‬
‫‪- 18 -‬‬
‫الفساد حيث أشارت في فقرتها األولى على‪ " :‬إن الدول األطراف في هذه االتفاقية إن تقلقها خطورة‬
‫ما يطرحه الفساد من مشاكل ومخاطر على استقرار المجتمعات وأمنها‪ ،‬مما يفوض مؤسسات‬
‫الديمقراطية وقيمها والقيم األخالقية و العدالة ‪ ،‬ويعرض التنمية المستدامة وسيادة القانون للخطر"‪،‬‬
‫كما تشير الفقرة الثالثة من الديباجة أيضا إلى أن ‪" :‬حاالت الفساد التي تتعلق بمقادير هائلة من‬
‫الموجودات يمكن أن تمثل نسبة كبيرة من موارد الدول التي تهدد االستقرار السياسي والتنمية‬
‫المستدامة لتلك الدول " ومما هو جدير بالذكر أن الفساد ظاهرة ال تخلو منها أحيانا أعرق المجتمعات‬
‫و نظم الحكم الديمقراطية لكنه يظل في هذه الحالة ظاهرة استثنائية‪ ،‬كما أنه يواجه كلما ظهر عن‬
‫‪1‬‬
‫طريق خلق المؤسسات الكفيلة بالحد منه وتحجيم نطاقه ومداه ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫اآلثار الناجمة عن الفساد اإلداري‬

‫إن للفساد اإلداري آثار سلبية ضارة تتمثل فيما يلي ‪:‬‬

‫‪.‬اوال‪ /‬اإلضرار بمصداقية الدولة وأجهزتها‪ :‬فانتشار الفساد اإلداري يؤدي إلى إضعاف قواعد العمل‬
‫الرسمية والحيلولة دون تحقيق ألهدافه الرسمية ما يؤدي إلى اإلضرار بمصداقية األجهزة اإلدارية‬
‫وضعف الثقة به ا من قبل جمهور المتعاملين‪ ،‬كما أن اتساع دائرة الفساد يؤدي إلى ضعف الهياكل‬
‫اإلدارية األمر الذي يقضي إلى فشل النظام اإلداري‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬إعاقة عملية التنمية وإضعاف النمو االقتصادي‪ :‬جاء في تقرير التنمية الصادر عن البنك الدولي‬
‫سنة ‪ 1997‬بأنه في استبيان موجه لقرابة ‪ 150‬مسؤوال رئيسيا من ‪ 60‬دولة نامية حول معوقات‬
‫التنمية كانت اإلجابة أن الفساد اإلداري والمالي هو أكبر معوق للتنمية‪،‬فالفساد سلوك ضار يؤدي‬
‫إلى االضطراب واإلخالل‪ ،‬كما تشير الكثير من الدراسات إلى أنه للفساد اإلداري آثار سلبية على‬
‫النمو االقتصادي‪ ،‬ومن ذلك تخفيض معدالت االستثمار ومن ثم خفض حجم الطلب الكلي‪،‬‬
‫وبالتالي تخفيض معدل النمو االقتصادي‪ .‬فما يرافق الفساد اإلداري من دفع للرشاوى يمثل لكثير‬
‫من رجال األعمال نوعا من الضرائب مما يدفعهم إلى التقليل من استثما ارتهم في الدول التي يوجد‬
‫فيها فساد‪.‬‬

‫‪1‬بسطامي محمد ‪،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.22‬‬


‫‪- 19 -‬‬
‫‪.‬ثالثا‪/‬إضعاف االستقرار السياسي‪:‬فانتشار الفساد داخل المجتمع يؤدي إلى اإلضرار باالستقرار‬
‫السياسي‪ ،‬وتدني مستوى الدخل والصراع داخل النخبة الحاكمة وفساد اإلدارة وتسلطها وتردي‬
‫األوضاع على كل األوجه‪.‬‬

‫‪.‬رابعا‪/‬ظهور طبقة تعمل على نشر الفساد‪ :‬وهذا بغرض تحقيق مصالحها الخاصة‪ ،‬حيث يفقد الجهاز‬
‫اإلداري كيانه لصالح المنظومات الفاسدة بداخله عند انتشار الفساد ويتم تحويله لتحقيق مصالحها‬
‫الخاصة بدال من المصلحة العامة‪ ،‬فالمستفيدون من الفساد يعملون على نشر الفساد في أكبر عدد‬
‫ممكن من األجهزة والمؤسسات الحكومية‪ ،‬يدعمهم في ذلك عدم المحاسبة والمساءلة القانونية‪.‬‬

‫خامسا‪/‬تدني مستوى األنشطة الخدمية واإلنتاجية‪:‬هذا نتيجة من نتائج الفساد اإلداري‪ ،‬ففي دراسة ميدانية‬
‫ألحد المدن العربية ألوضاع المستشفيات أظهرت النتائج أن األجور تكاد تكون دون المستوى‬
‫لممارسي مهنة الطب‪ ،‬فيعتبر من أهم األسباب التي تؤدي إلى تدني مستوى تقديم الخدمات الطبية‬
‫‪1‬‬
‫في المستشفيات بوجه عام‪.‬‬

‫يعتبر الفساد أكبر معوق أمام التنمية وهو المسؤول األول عن تردي األوضاع االقتصادية‬
‫واالجتماعية والسياسية وتردي المردود الفردي‪ ،‬ناهيك تأثيره بشكل مباشر على العدالة التوزيعية‬
‫والفعالية االقتصادية نظ ار الرتباطه بإعادة توزيع أو تخصيص بعض السلع والخدمات لصالح‬
‫جماعة هي أكثر قوة باحتكارها للسلطة والنفوذ‪ ،‬وما يستتبع ذلك من ذلك من إضعاف القيمة العملة‬
‫الوطنية كنتيجة لالستيالء على أموال البنوك في قروض بدون ضمانات حقيقية وتهريب األموال‬
‫‪2‬‬
‫إلى الخارج‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬

‫اإلطار المفاهيمي لمنصب المراقب المالي‪.‬‬

‫إن مفهوم المراقب المالي مرتبط لوظيفة الرقابة السابقة والالحقة على صرف الميزانية العامة إذ أن‬
‫السبب الرئيسي الذي أدى بتأسيس هذه الوظيفة الرقابية هو أنه ال يمكن صرف أية نفقة إال إذا‬
‫كانت في إطار المشروعية القانونية واحترام القوانين فهي تعمل على صون والحفاظ على المال‬

‫‪1‬عز الدين بن تركي‪ ،‬منصف شرفي‪،‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪2‬حاحة عبد العالي‪ " ،‬مبررات استقاللية قانون الوقاية من الفساد و مكافحته ‪ ،‬مجلة االجتهاد القضائي ‪ ،‬العدد الخامس ‪ ،‬جامعة‬
‫بسكرة ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬ص ‪83‬‬
‫‪- 20 -‬‬
‫العام من التبديد وتحول دون ارتكاب الموظفين أو القائمين على إعداد الميزانية العمومية من جرائم‬
‫الفساد المالي و في هذا اإلطار ستناقش مطليين ‪:‬‬

‫المطلب األول نتناول فيه (التعريف بمنصب المراقب المالي ) أما المطلب الثاني فتناول فيه‬
‫(نشأة وتطور منصب المراقب المالي ) ‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫تعريف منصب المراقب المالي ‪.‬‬

‫إن منصب المراقب المالي ظهر بغرض صرف الميزانية العامة في إطار الشرعية و المشروعية‪،‬‬
‫حيث يعد المراقب عون من أعوان تنفيذ الميزانية و يمارس رقابية قبلية كمهمة أصلية أوكلت له و‬
‫التي كان ظهورها و تطورها عبر مراحل في القانون الفرنسي و امتدت إلى التشريع الجزائري ‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار سنتناول عنوانين ‪:‬‬

‫اوال‪ :‬تعريف منصب المراقب المالي ‪:‬‬

‫إن المشرع الجزائري وبتتبع مختلف النصوص القانونية ذات العالقة نجده لم يحاول إعطاء تعريف‬
‫واضح للمراقب المالي غير انه يمكن استخالصه من نص المادة ‪ 60‬من القانون رقم ‪21- 90‬‬
‫المتعلق بالمحاسبة العمومية‪ 1‬و المادة ‪ 04‬من المرسوم التنفيذي ‪ 414 - 92‬المتعلق بالرقابة‬
‫السابقة للنفقات التي يلتزم بها على أنه ذلك الموظف التابع لو ازرة المالية و الذي يتم تعينه يمضى‬
‫قرار وزاري من طرف الوزير التابع للميزانية‪. 2‬‬
‫‪3‬‬
‫وهو يقوم برقابة إجبارية على مشاريع االلتزام بالنفقات ‪ .‬باإلضافة إلى األعمال ذات األثر المالي‬

‫واستنادا على ذلك وجب التميز بين‪:‬‬

‫‪ - 1‬منصب المراقب المالي المركزي ‪:‬يعين على المستوى المركزي يكون تعيين المراقب الماليعلى‬
‫مستوى كل دائرة و ازرية غد يشرف على رقابة المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري التابعة‬

‫المادة ‪ 60‬من قانون رقم ‪ 21-90‬مؤرخ في ‪ 15‬أوت ‪ 1990‬و المتعلق بالمحاسبة العمومية ج ر عدد ‪35‬‬ ‫‪1‬‬

‫المادة ‪ 04‬من مرسوم تنفيذي رقم ‪ 414 - 92‬مؤرخ في ‪ 24‬نوفمبر ‪ 1992‬و المتعلق بالرقابة السابقة للنفقات التي يلتزم بها "‬ ‫‪2‬‬

‫ج ر رقم ‪ '82‬صادر بتاريخ ‪ 14‬نوفمبر ‪ 1992‬معدل و متمم‬


‫المادة ‪ 02‬مكرر‪ ،‬من مرسوم تنفيذي رقم ‪ ، 414– 92‬المرجع نفسه‬ ‫‪3‬‬

‫‪- 21 -‬‬
‫للو ازرة المعينة ‪ ،‬كما أن هنالك مراقب مالي لكل من المجلس الدستوري و مجلس المحاسبة‪. 1‬‬

‫إن الرقابة المالية على المستوى المركزي في غاية األهمية كون أن األخطاء المرتكبة من طرف‬
‫الوزراء وهم اآلمرون بالصرف الرئيسيون قد تكون في غاية الجسامة ويصعب تداركها فيما بعد‬
‫‪2‬‬
‫ألن االعتمادات المخصصة لهم ضخمة المبالغ‬

‫إال أن الرقابة على هذا المستوى تكون صعبة كون أن ق اررات االلتزامات پالنفقات و األمر بصرفها‬
‫تصدر من الوزراء ‪ ،‬و هم اآلمرون بالصرف الرئيسيون الذين هم في قمة السلم اإلداري بينما‬
‫المراقب المالي فهو في درجة أدنى مرتبة منهم‪.‬‬

‫‪ _2‬المراقب المالي المحلي ‪:‬‬

‫وكما يطلق عليه المراقب المالي الممركز وبالفرنسية(‪)Le Controleur Financier Déconcentre‬‬
‫وظهر المراقب المالي على هذا المستوى نظ ار لتطور و زيادة النفقات على المستوى المحلي‬
‫وباالعتماد على نظام الالمركزية اإلدارية الذي يتيح جملة من صالحيات واختصاصات مالية‬
‫للجماعات اإلقليمية خاصة في مجال إعداد ميزانيتها السنوية إذ تم تأسيس الرقابية على المستوى‬
‫المحلي من طرف المشرع الفرنسي وفقا لنص القانون المؤرخ في ‪ 13‬نوفمبر ‪ 1970‬و الذي عدل‬
‫و تمم بالمرسوم المؤرخ في ‪ 1996/ 07 / 16‬الذي بموجبه تم تأسيس مراقبين محليين على‬
‫المستوى المحلي وقد أخذ به المشرع الجزائري في إطار المركزية اإلدارية إذ تم استحداث مصلحة‬
‫‪3‬‬
‫للرقابة المالية على مستوى كل والية‬

‫المطلب الثاني‬

‫نشأة وتطور منصب المراقب المالي‪.‬‬

‫انه للحديث عن أصالة الرقابة الممارسة من قبل المراقب المالي ‪ ،‬يتعين الرجوع الى التنظيم‬
‫القانوني الخاص به في فرنسا ‪ ،‬الن بالدنا كانت مستعمرة تابعة لها ‪،‬وعليه فانه أمام الصعوبات‬

‫أحمد بوجالل هذي فعالية المحاسبة العمومية في تنقية الميزانية العامة للدولة ‪ ,‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة‬ ‫‪1‬‬

‫الماجستير تخصص نقود مالية البنوك ‪ -‬كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير جامعة عمار ثليجي باألغواط ‪ ، 2010‬ص ‪23‬‬
‫بوبقرة الشيخ ‪ ،‬مراقبة في النفقات العامة في طل اإلصالحات المالية حالة الج ازئر مذكرة تخرج لنيل شهادة الماجستير في العلوم‬ ‫‪2‬‬

‫االقتصادية تخصص تحليل اقتصادي ‪ .‬كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقا بد تلمسان ‪ ،2007.‬ص ‪25‬‬
‫بوبقرة الشيخ ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.26‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪- 22 -‬‬
‫الدائمة و المتكررة التي تعرض لها البرلمان الفرنسي أثناء رفضه التصويت على اإلعتمادات‬
‫اإلضافية و المخص صة لتغطية النفقات التي سبق صرفها أي تم صرفها مسبقا ‪ ،‬الشيء الذي أدى‬
‫بالمشرع إلى ضبط نظام محاسبة خاص باألقسام الو ازرية بموجب القانون لسنة ‪ 1890‬المتعلق‬
‫‪1‬‬
‫يمسك محاسبة االلتزام بالنفقات‬

‫فيما بعد جاءت عدة نصوص محسنة و مدعمة آلليات الرقابية على االلتزام بالنفقات و التي‬
‫ترجمت بالرقابة على الملتزم بها و دلك بموجب القانون المؤرخ في ‪ 10‬أوت ‪ 1922‬الذي ضبط‬
‫بصفة نهائية نظام الرقابة السابقة على النفقات الملتزم بها و بموجب هذا القانون بعين مراقبي‬
‫الن فقات الملتزم بها من بين قضاة مجلس المحاسبة ‪ ،‬و موظفي المتفشية العامة المالية و تعينهم‬
‫بموجب هذا القانون يكون من طرف وزير المالية ‪ ،‬و بصدور القانون لسنة ‪ 1956‬أصبحوا يسمون‬
‫بالمراقبين الماليين الدين يتبعون لمديرية الميزانية ‪ ،‬و يعينون في كافة الو ازرات خاصة الو ازرات‬
‫التي كانت تراقب من طرف عدة مراقبين ماليين مثل و ازرة الدفاع وو ازرة التربية ‪.‬‬

‫إن نشأة وظيفة المراقب المالي بصفه فعلية تعود إلى قانون سنة ‪ 1922‬و كان يسمى مراقب‬
‫النفقات الملتزم بها إذ كان من حقه المشاركة في مشاريع ميزانية التسيير و كان يعين مباشرة من‬
‫قبل وزير المالية‬

‫إن هذه الرقابة نشأت بطلب من البرلمان فبصفتها رقابة سابقة فإن ذلك كان يسمح له التأكد من‬
‫احترام إيجازية الميزانيائية ‪.)Autorisation Budgetaire )2‬‬

‫أما في الجزائر فقد ورثت هذا النظام على فرنسا حتى صدور المرسوم رقم ‪54 / 64‬المؤرخ في‬
‫‪ 10‬فبراير ‪ 1964‬المعدل و المتمم الختصاص المراقب المالي للدولة المحدد المهام المراقب‬
‫المالي‪ 3‬ثم جاءت التعليمة رقم ‪ 01‬و ازرة المالية في المديرية العامة للميزانية المؤرخ في ‪ 1‬جوان‬
‫‪ 1983‬المتعلقة بالرقابة على النفقات الملتزم بها و يعدها جاء المرسوم التنفيذي رقم ‪414 - 92‬‬
‫المؤرخ في ‪ 1992‬يتعلق بالرقابة السابقة للنفقات التي يلتزم به حيت يحدد كيفيات القيام بالرقابة‬

‫محمد الصالح فينش ‪ ،‬ال رقابة على تنفيذ النفقات العمومية في القانون الجزائري رسالة من أجل نيل شهادة دكتورة في القانون‬ ‫‪1‬‬

‫العام ‪ .‬كلية الحقوق جامعة الجزائر ‪ - 2022 -2‬ص ‪73‬‬


‫‪2‬بوعقيلي لخضر ‪،‬حداد سليم ‪،‬المركز القانوني للمراقب المالي في الجزائر ‪،‬مذكرة تخرج من أجل نيل شهادةالماستر في القانون‬
‫العام ‪ .‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة ‪-‬بجاية‪ ، 2015-2014، -‬ص ‪14-13‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 57 / 64‬مؤرخ في ‪ 10‬فيفري ‪ . 1964‬المتضمن االختصاص المراقب المالي للدولة ‪ .‬ج ر عند ‪، 14‬‬ ‫‪3‬‬

‫الصادر بتاريخ ‪ 14‬فيفري ‪ ، 1964‬معدل و متمم‬


‫‪- 23 -‬‬
‫السابقة و المسؤولية الناتجة عن ذلك واجال تنفيذ الرقابة السابقة‪، 1‬وفي ‪ 2009‬تم تعديل قانون‬
‫‪ 414-92‬وإتمامه من خالل المرسوم ‪ 374-09‬المؤرخ في ‪16‬نوفمبر‪ 2009‬أين تم إخضاع‬
‫الجماعة اإلقليمية الثانية (البلدية) للرقابة السابقة ‪.2‬‬

‫المطلب الثالث‬

‫تعين المراقب المالي ومهامه‬

‫سنتناول ضمن هذا المطلب السلطة المؤهلة لتعيين المراقب المالي ومساعديه باإلضافة إلى شروط‬
‫تعينهم لنتطرق بعدها إلى المهام الخاصة به‪.‬‬

‫اوال‪:‬تعيين المراقب المالي‪.‬‬

‫ان تعين المراقب المالي يختص به وزير المالية من بين موظفي المديرية العامة للميزانية حسب‬
‫الكيفيات والشروط القانونية المنصوص عليها في المرسوم التنفيذي رقم ‪، 414-92‬الذي يحدد‬
‫قائمة المناصب العليا في المصالح الخارجية التابعة للمديرية العامة للميزانية وتصنيفها التعين يجد‬
‫قوته وأساسه القانوني عبر نص المادة ‪ 60‬من قانون ‪ 21-90‬المتضمن قانون المحاسبة العمومية‬
‫التي تنص على انه " يعين المكلفون بممارسة وظيفة مراقبة النفقات المستعملة من قبل الوزير المكلف بالمالية‬
‫‪3‬‬
‫"‬

‫و المراقب المالي يعين بقرار من طرف وزير المالية من بين‪:‬‬

‫‪ -‬رؤساء المفتشين المحليين للميزانية‪.‬‬

‫‪ -‬المتصرفين المستشارين الذين يثبتون خمس سنوات من الخدمة الفعلية بإدارة الميزانية‪.‬‬

‫‪ -‬المفتشين المحللين المركزيين للميزانية الذين يثبتون خمس سنوات من الخدمة الفعلية بإدارة‬
‫الميزانية‪.‬‬

‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 414-92‬المرجع سائق‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬بندارجي عثمان‪،‬مجال تدخل المراقب المالي في صفقات العمومية على ضوء قانون الجديد للصفقات العمومية‪،‬مرسوم رئاسي‬
‫‪ 247-15‬مؤرخ في ‪16‬سيبتمبر‪ 2015‬يتضمن تنظيم صفقات عمومية وتفويضات مرفق العام ‪،‬مداخلة مقدمة بمناسبة يوم دراسي‬
‫حول قانون الصفقات العمومية الجديد ‪ ، 247-15‬منظم بتنسيق بين والية بسكرة وجامعةمحمد خيضر ‪ ،‬من يوم ‪12‬ديسمبر الى‬
‫غاية ‪17‬ديسمبر ‪ ، 2015‬ص ‪.1‬‬
‫‪3‬المادة ‪ 60‬من القانون رقم ‪،21 - 90‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪- 24 -‬‬
‫‪ -‬المتصرفين الرئيسيين الذين يثبتون خمس سنوات من الخدمة الفعلية بهذه الصفة بإدارة الميزانية‬
‫او ثماني سنوات من االقدمية بإدارة الميزانية‪.‬‬

‫‪ -‬المفتشين المحللين الرئيسيين للميزانية الذين يثبتون سيع سنوات من الخدمة الفعلية بإدارة الميزانية‪.‬‬

‫‪ -‬المفتشين المحللين للميزانية والمتصرفين الذين يثبتون عشر سنوات من الخدمة الفعلية بهذه‬
‫‪1‬‬
‫الصفة بإدارة الميزانية‪.‬‬

‫وباإلضافة إلى الشروط السابقة الذكر فانه يشترط حصول الشخص على األقل على شهادة ليسانس‬
‫‪2‬‬
‫في التعليم العالي او شهادة جامعية معادلة لها للتعيين في المنصب‬

‫اما المراقب المالي المساعد يعين بقرار من الوزير المكلف بالميزانية من بين ‪:3‬‬

‫‪-‬رؤساء المفتشين المحللين للميزانية‬

‫‪ -‬المتصرفين المستشارين الذين يثبتون ثالث سنوات من الخدمة الفعلية بإدارة الميزانية‬

‫‪ -‬المفتشين المحللين المركزيين الذين يثبتون ثالث سنوات من الخدمة الفعلية بإدارة الميزانية‬

‫‪ -‬المتصرفين الرئيسيين الذين يثبتون ثالث سنوات من الخدمة الفعلية بهذه الصفة بإدارة الميزانية‬
‫او ست سنوات من االقدمية بإدارة الميزانية‪.‬‬

‫‪ -‬المفتشين المحللين الرئيسيين للميزانية الذين يثبتون خمس سنوات من الخدمة الفعلية بإدارة‬
‫الميزانية‬

‫‪ -‬المفتشين المحللين للمي ازنية والمتصرفين الذين يثبتون ثماني سنوات من الخدمة الفعلية بهذه‬
‫‪4‬‬
‫الصفة بإدارة الميزانية‬

‫ثانيا ‪ :‬صالحيات المراقب المالي‬

‫حمودي محمد‪ ،‬دور المراقب المالي في متابعة المسار المهني للموظف‪ ،‬مجلة الحقوق والعلوم االنسانية‪ ،‬المجلد ‪ ،11‬العدد‪،2‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2018‬ص ‪540‬‬
‫‪2‬بوعقيلي لخضر ‪،‬حداد سليم ‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫‪3‬المادة ‪ 14‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 11 - 381‬المؤرخ في ‪ 21‬نوفمبر ‪ 2011‬المتعلق بمصالح المراقبة المالية الجريدة الرسمية‬
‫العدد ‪ - 64‬بتاريخ‪ 27‬جانفي‪2011‬‬
‫حمودي محمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪541‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪- 25 -‬‬
‫نصت عليها المادة ‪ 58‬من القانون ‪ 21 - 90‬المؤرخ في ‪ 15‬اوت ‪ 1990‬المتعلق بالمحاسبة‬
‫العمومية والمادة ‪ 10‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 11 - 381‬المتعلق بمصالح الرقابة المالية وتتمثل‬
‫هاته المهام فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬السهر على صحة توظيف النفقات بالنظر الى التشريع المعمول به‪،‬‬

‫‪ -‬تنظيم مصلحة المراقبة المالية وإدارتها وتنشيطها‬

‫‪ -‬تنفيذ األحكام القانونية والتنظيمية فيما يتعلق بمراقبة النفقات الملتزم بها‬

‫‪ -‬القيام بأي مهمة أخرى مترتبة عن عمليات الميزانية‬

‫‪ -‬تمثيل الوزير المكلف بالمالية لدى لجان الصفقات العمومية ولدى المجالس اإلدارية ومجالس‬
‫توجيه المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري والمؤسسات األخرى‪.‬‬

‫‪ -‬إعداد تقارير سنوية عن النشاطات وعروض األحوال الدورية الوافية التي توجه إلى الوزير المكلف‬
‫بالمالية‪.‬‬

‫‪ -‬تنفيذ كل مهام الفحص والرقابة المتعلقة بجوانب تطبيق التشريع والتنظيم المتعلقين بالمالية‬
‫العمومية بناء على قرار من الوزير المكلف بالمالية‬

‫‪ -‬ممارسة السلطة السلمية على الموظفين الموضوعين تحت تصرفه وتأطيرهم‬

‫‪ -‬المشاركة في تعميم التشريع والتنظيم المرتبط بالنفقات العمومية‪.‬‬

‫‪ -‬المشاركة في دراسة وتحليل النصوص التشريعية والتنظيمية المبادر بها من المديرية العامة‬
‫للميزانية والتي لها اثر على ميزانية الدولة والجماعات المحلية والهيئات العمومية‪.‬‬

‫‪ -‬إعداد تقييم سنوي ودوري حول نشاط المراقبة المالية‪.‬‬

‫‪ -‬مساعدة أية مهمة رقابية أو تقييم لمصالحه في إطار البرنامج المسطر من طرف المديرية العامة‬
‫للميزانية‪.‬‬

‫‪ -‬تقديم نصائح لآلمرين بالصرف على المستوى المالي قصد ضمان نجاعة النفقات العمومية‬
‫وفعاليتها‪.‬‬

‫‪- 26 -‬‬
‫‪ -‬المساهمة في اإلعمال التحضيرية للميزانية المعهودة اليه وضمان متابعتها وتقييمها وكذا اقتراح‬
‫‪1‬‬
‫كل تدبير ضروري يسمح بتسيير ناجع وفعال للنفقات العمومية‪.‬‬

‫أما المراقب المالي المساعد فانه يقوم تحت سلطة المراقب المالي بتطبيق القوانين والتنظيمات‬
‫‪2‬‬
‫السارية المفعول المتعلقة بالنفقات العمومية ويكلف ب‪:‬‬

‫‪-‬مساعدة المراقب المالي في ممارسة المهام المنصوص عليها سابقا‬

‫‪-‬إعداد تقرير للمراقب المالي عن نشاطاته وظروف ممارسة الصالحيات المسندة اليه‬

‫‪-‬إنابة المراقب المالي في حالة غيابه او حصول مانع له حسب الشروط و الكيفيات التي تحدد‬
‫بموجب قرار من الوزير المكلف بالميزانية‪.‬‬

‫حمودي محمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪541-540‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬المادة ‪ 13‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪، 11 - 381‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪- 27 -‬‬
‫خالصة الفصل ‪:‬‬
‫وفي ختام هذا الفصل نستنتج أن الفساد اإلداري يعد ظاهرة ال أخالقية وهي أيضا مشكلة إدارية‬
‫وسياسية‪ ،‬وينتشر في المجتمعات التي تتصف بضعف الممارسة الديمقراطية وحرية المشاركة في‬
‫إدارة شؤونها العامة‪ ،‬وفي الدول التي تتسم حكوماتها باالستبداد السياسي والدكتاتورية‪.‬‬

‫وأن المراقب المالي مرتبط بوظيفة الرقابة السابقة والالحقة على صرف الميزانية العامة ‪ ،‬اذ أنه ال‬
‫يكون صرف أية نفقة إال إذا كانت في إطار المشروعية القانونية‪.‬‬

‫‪- 28 -‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫‪- 29 -‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫تعتبر رقابة المراقب المالي من أحسن الوسائل الرقابية للمحافظة على األموال العمومية وحمايتها‬
‫من كل مظاهر الفساد اإلداري ‪ ،‬كونها رقابة سابقة والحقة مانعة لوقوع األخطاء ‪.‬‬

‫ولمناقشة هذه الدور الرقابي لمكافحة الفساد اإلداري ‪ ،‬فقد تم تقسيم هذا الفصل الى ثالثة مباحث‬
‫أين تم التعرض في المبحث األول للرقابة السابقة للمراقب المالي ‪ ،‬بينما تناول المبحث الثاني ‪:‬‬
‫الرقابة الالحقة للمراقب المالي‪ ،‬ليتم التطرق في المبحث الثالث ‪ :‬تقيم فعالية رقابة المراقب ـالمالي‬
‫‪.‬‬

‫‪- 30 -‬‬
‫المبحث األول‬
‫الرقابة السابقة للمراقب المالي كألية لمكافحة الفساد اإلداري‬

‫سنتطرق في هذا المبحث إلى النفقات التي تخضع إلى رقابة المراقبة المالي وذلك في المطلب‬
‫األول‪ ،‬باإلضافة إلى العناصر الخاضعة إلى رقابة المراقب المالي وذلك في المطلب الثاني‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫النفقات التي تخضع لرقابة المراقب المالي‪.‬‬

‫تخضع جملة من الميزانيات الى رقابة المراقب المالي وهذه الميزانيات نص عليها المرسوم التنفيذي‬
‫‪1‬‬
‫‪414/92‬‬
‫‪-1‬ميزانية المؤسسات واإلدارات التابعة للدولة‪:‬وهيتعني أن لكل و ازرة ميزانيتها الخاصة والمتضمنة‬
‫للنفقات العامة المحددة التي تمكن صرفها‪ ،‬وهو األمر الذي ينطبق أيضا على الهيئات التابعة‬
‫للدولة ذات الطابع اإلداري‪.‬‬
‫‪ -2‬الميزانيات الملحقة‪:‬للمراقب المالي دور في القيام بالرقابة المالية السابقة على هذا النوع من‬
‫الميزانيات الملحقة التي تتمتع بالشخصية المعنوية‪ ،‬ويتجلى بالمقابل دورها في تقديم خدمات أو‬
‫‪2‬‬
‫إنتاج خدمات تكون مدفوعة الثمن‬
‫إن اللجوء إلى الميزانية الملحقة في الجزائر ليس متوات ار بل استعملت بصفة قليلة‪ ،‬و قد عرفت‬
‫الجزائر بعد االستقالل ثالثة ميزانيات ملحقة ھي ‪ :‬الميزانية الملحقة للبريد‪ PTT‬المطبعة الرسمية‬
‫‪،‬مؤسسة تسير المياه ‪ ،les irrigations a eau potable‬و تزايد عددها بعد ذلك تماشيا مع تطور‬
‫الحياة االقتصادية و االجتماعية للدولة‪ ،‬لكن مع بدابة التسعينات و التحول نحو النظام الرأسمالي‬
‫مع بروز مؤسسات ذات طابع حديث‪،‬التي أصبح اللجوء إلیھاأكثر فعالية و نظ ار للمرونة التي‬

‫‪1‬المادة ‪، 02‬المرسوم التنفيذي ‪ ، 414/92‬المرجع السابق ‪.‬‬


‫‪2‬المادة ‪، 44‬القانون ‪ ، 17/84‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪- 31 -‬‬
‫تتمتع بها أكثر من الميزانيات الملحقة‪ ،‬ما أدى إلى إلغاء أخر ميزانية ملحقة و ھي ميزانية البريد‬
‫و المواصالت بموجب قانون المالية لسنة ‪ 2004‬فال وجود حاليا للميزانية الملحقة ‪.1‬‬
‫‪ -3‬الحسابات الخاصة بالخزينة‪:‬ھي عبارة عن حسابات تفتح ضمن سجالت الخزينة من أجل إدراج‬
‫عمليات التحصيل وعمليات اإلنفاق لمرافق الدولة تنفيذا لقانون المالية ولكنها خارج الميزانية‪ ،‬وهي‬
‫الحسابات التي يتم فيها تحصيل بعض األموال لصالح الخزينة العامة للدولة بموجب عمليات‬
‫خاصة ال تدخل ضمن اإليرادات العامة‪ ،‬وأن الخزينة العامة تسجل بالمقابل إنفاق بعض األموال‬
‫دون اعتبرها نفقات عامة عادية وأن ذلك كان سببا إلد ارجها أو رصدها في حسابات خاصة دون‬
‫ربطها بالميزانية العامة للدولة ‪.‬‬
‫إن النفقات الملتزم بها في هذا النوع من الحسابات تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الحسابات التجارية‪:‬وهي المبالغ المخصصة لتنفيذ عمليات ذات طابع صناعي أو تجاري من‬
‫طرف مصالح عمومية‬
‫ب‪-‬حسابات التخصيص الخاص‪ :‬وهي الحسابات التي تسجل فيها عمليات اإلنفاق الممولة بموجب‬
‫موارد خاصة مشار لها في قانون المالية‪.‬‬
‫ج‪ -‬حسابات التسبيقات ‪ :‬وهي عمليات الخزينة العمومية التي تمنحها ضمن االعتمادات المبرمجة‬
‫لها‪.‬‬
‫د‪ -‬حسابات القروض‪ :‬وهي الحسابات المتعلقة بالقروض الممنوحة من طرف الدولة‪.‬‬
‫ھ‪ -‬حسابات التسوية مع الحكومات األجنبية ‪:‬وهي الحسابات التي تتعلق بالعمليات المرتبطة بتطبيق‬
‫‪2‬‬
‫االتفاقيات الدولية المنظمة لها والمصادقة عليها‬
‫‪ -04‬ميزنيات الواليات ‪ :‬تعتبر ميزانية الوالية من النفقات التي تدخل في إطار إلزامية الرقابة السابقة‬
‫على النفقات من قبل المراقب المالي‪ ،‬فميزانية الوالية هي عبارة عن جدول تقديرات لإليرادات‬
‫‪3‬‬
‫والنفقات الخاصة بها لسنة مالية معينة‬

‫‪1‬يزيد محمد األمين ‪،‬المراقب المالي في النظام القانوني الجزائري واقع وافاق ‪،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق‪ ، ،‬جامعة‬
‫الجزائر ‪– 1‬يوسف بن خدة ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ، 2013 /2012‬ص ‪75‬‬
‫‪2‬بورطلة علي ‪،‬المراقب المالي في الجزائر ‪،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستيرفي الحقوق‪، ،‬جامعة الجزائر ‪– 1‬يوسف بن خدة ‪،‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ، 2014/2013‬ص ‪45-44‬‬
‫‪ 3‬دغيش دالل ‪،‬التكامل بين المراقب المالي والمحاسب العمومي في الرقابة على تنفيذ النفقات العمومية ‪،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماستر في الحقوق‪ ، ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسير ‪ ،‬تخصص محاسبة ‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪ ، 2019/2018‬ص‪.39‬‬
‫‪- 32 -‬‬
‫‪-05‬ميزانية البلدية ‪ :‬قبل ‪ 2009‬كانت ميزانية البلدية خاضعة لرقابة القابض البلدية إال أنها وبسبب‬
‫سوء التسيير والتجاوزات المالية التي عرفتها أغلب بلديات الوطن لعدم فعالية الرقابة‬
‫المالية‪،‬جاء ‪2009‬بغرض توسيع مجال ‪ 374 /11/‬المؤرخ في ‪ / 16‬المرسوم رقم ‪ 09‬الرقابة‬
‫المالية‪ ،‬ولتشمل ميزانيات البلديات وبإخضاعها إلى رقابة المراقب المالي لتجنب التجاوزات المالية‬
‫وتطبيقا للمرسوم التنفيذي السالف الذكر وبالتحديد للمادة الثانية منه ‪ ،‬فقد حددت عملية اإلخضاع‬
‫للرقابة وفقا لرزنامة تنفيذ عبر مراحل تمتد لمدة ثالثة سنوات‪ ،.‬ففي المرحلة األولى المحدد بمدة‬
‫سنة‪ ،‬شملت خالها الرقابة المالية البلديات مقر الواليات المتمثلة في ‪ 48‬والية لما لها من إمكانيات‬
‫‪.‬‬
‫أما المرحلة الثانية لتوسيع الرقابة المالية فقد بدأ سريانها من سنة‪ ، 2011‬وخصت بلديات مقر‬
‫الدوائر والمقاطعات اإلدارية في المرحلة الثالثة واألخيرة توسعت الرقابة المالية لتشمل باقى البلديات‬
‫المتبقية‪ ،‬وعلى أن تسري خالل السنة المالية ‪ 2012‬إن ظهور العراقيل والصعوبات أثناء االنطالق‬
‫في ممارسة الرقابة المالية السابقة على النفقات الملتزم بها للبلديات خصوصا منها عوائق الجانب‬
‫البشري‪ ،‬أدى إلى صدور قرار تعديلي بتمديد تاريخ سريان اإلخضاع للرقابة المالية للمراقب المالي‬
‫بجعل بلديات مقر الدوائر فإنه يسري تاريخها ابتداء من شهر أفريل ‪ 2012‬بعد أن كان مبرمج‬
‫للسنة المالية ‪ ، 2011‬أما فيما يتعلق بباقي البلديات فقد حدد تاريخ السريان من أفريل ‪ 2013‬بعد‬
‫أن كان مبرمج للسنة المالية ‪.2012‬‬
‫‪ -07‬ميزانية المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري‪ :‬وهي الهيئات اإلدارية التابعة للدولة وذات‬
‫االستقاللية من حيث الشخصية المعنوية والذمة المالية كونها ذات ميزانية عامة خاصة بها وتخضع‬
‫نفقاتها لمراقبة المراقب المالي بعد أن تعرض عليه عمليات التنفيذ من طرف اآلمر بالصرف ‪.1‬‬
‫‪ -08‬ميزانية المؤسسات االستشفائية ‪:‬وهي مؤسسات صحية تتكفل بالقطاع الصحي بجميع أنواعه‬
‫لما لها عالقة مباشرة بالمواطن‪،‬وذات ميزانية كبيرة الحجم بالنظر إلى عدد موظفيها ومجال‬
‫عملها‪،‬وهي تتميز أصال بحرية التصرف المالي‪ ،‬وتخضع في ذلك إلى الرقابة الوصائية سواء عن‬
‫طريق و ازرة الصحة بالنسبة للمراكز االستشفائية الجامعية أو عن طريق مديرية الصحة باسم الوالي‬
‫بالنسبة للقطاعات الصحية والمؤسسات االستشفائية المتخصصة‪.‬‬
‫ان هذا النوع من الرقابة المالية انتهى بالفشل‪ ،‬وأعطى نوع من سوء التسيير وتراكم الديون‪ ،‬مثلما‬
‫كان عليه الوضع المالي بالنسبة للبلديات‪ ،‬وعليه جاء المرسوم التنفيذي السابق رقم ‪439-09‬‬

‫‪1‬بورطلة علي ‪،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪46‬‬


‫‪- 33 -‬‬
‫بإخضاع نفقات المؤسسات الصحية الملتزم بها إلى رقابة المراقب المالي لبسط ھذه الرقابة‪ ،‬فقد‬
‫أتبعت نفس اإلجراءات المعمول بها على مستوى البلديات‪ ،‬وذلك بإصدار قرار مشترك بين الوزير‬
‫المكلف بالميزانية والوزير المكلف بالصحة‪ ،‬وعلى أن يكون التنفيذ واإلخضاع عبر جدول زمني‬
‫وعلى إثرها شرع في التنفيذ على أربعة ميزانيات لمؤسسات صحية كانت تحت وصاية وزير الصحة‬
‫ابتداء من سنة‪ ،2010‬وشملت ميزانيات المراكز االستشفائية الجامعية والمؤسسات العمومية‬
‫االستشفائية المتخصصة‪ ،‬والمؤسسات العمومية االستشفائية والمؤسسات العمومية الجوارية ‪ ،‬وقد‬
‫وصل عدد المؤسسات الخاضعة إلى الرقابة المالية السابقة لغاية ‪ 2012‬إلى ‪ 543‬مؤسسة صحية‬
‫متنوعة‪.‬‬
‫إن الرقابة السابقة للمراقب المالي في المجال الصحي رغم أنها قللت من سوء التسيير المالي‪ ،‬إال‬
‫أنها كانت أيضا عائقا من جهة تنفيذ النفقات الملتزم بها‪،‬إذ أن الميدان الصحي يتطلب السرعة‬
‫والضرورة وهو ماال يساير هذاالنوع من الرقابة التي ناد البعض بشأنها‪،‬بإمكانية االعتماد على‬
‫الرقابة المالءمة التي يمكن أن تتماشى وميدان الترقية الصحية‪.‬‬
‫‪-9‬ميزانيات المؤسسات العمومية ذات الطابع االقتصادي أو التجاري أو الصناعي أو العلمي والثقافي ‪ :‬إن‬
‫الرقابة السابقة للمراقب المالي امتدت في ھذا المجال إلى النفقات الممولة من طرف الخزينة العامة‬
‫‪،‬وهو ما يعني أن من مهام المراقب المالي على ھذا األساس تتبع المال العام بالبحث عن كيفية‬
‫صرفها ‪ ،‬وعما إذا كان وفقا لإلجراءات القانونية ووفقا لألغراض المحددة لها ‪ ،‬دون أن تكون لها‬
‫عالقة بباقي أموال ميزانية المؤسسة التي تخضع لرقابة مالية من نوع خاص‪.1‬‬
‫وفقا لما سلف ذكره فإن الرقابة المالية للمراقب المالي على هذا األساس تمس المؤسسات العمومية‬
‫التالية‪:‬‬
‫أ ‪ -‬المؤسسة العمومية االقتصادية ‪ :‬تتميز باالستقاللية في التسيير رغم أنها عمومية ‪،‬ويجوز لها‬
‫التعامل والتعاقد وفقا ألحكام وقواعد القانون التجاري ‪،‬وللدولة حق المراقبة عن طريق المراقب المالي‬
‫ألموالها العامة التي حولته الى هذه المؤسسة بغرض إنجاز مشاريع عمومية‪ ،‬وتكون في ھذه الحالة‬
‫رقابة الحقة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬المؤسسات العمومية الصناعية والتجارية‪ :‬ويتجلى دور المراقب المالي في متابعة مآل النفقات‬
‫العامة المدفوعة من خزينة الدولة على أنها فعال صرفت للغرض الذي دفعت من أجله‪ ،‬ودون‬

‫‪1‬بورطلة علي ‪،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪47-46‬‬


‫‪- 34 -‬‬
‫تدخل للمراقب المالي في العالقات المالية األخرى للمؤسسة أثناء تعاملها مع الغير التابعين للقانون‬
‫الخاص و الخاضعين ألحكام القانون التجاري‪.‬‬
‫ج‪ -‬المؤسسات العمومية ذات الطابع العلمي والثقافي‪ :‬وتتمتع باستقالل الشخصية المعنوية والذمة‬
‫المالية‪ ،‬ومن ضمن موارد ميزانيتها إعانات الدولة‪ ،‬والمتمثلة في أموال عمومية تراقب من طرف‬
‫المراقب المالي دوريا ‪.‬‬
‫د ‪ -‬المؤسسات العمومية ذات الطابع العلمي والتقني‪ :‬تتمتع باستقالل الشخصية المعنوية والذمة المالية‪،‬‬
‫وتعد اإلعانات المالية للدولة من ضمن مصادر ميزانياتها ‪،‬كون أن أساتذة التعليم العالي خاضعين‬
‫ألحكام الوظيف العمومي وھوما يجعلهم نتيجة ذلك خاضعين ألحكام الرقابة المالية المسبقة للمراقب‬
‫المالي ‪.‬‬
‫ھ – مراكز البحث والتنمية ‪ :‬من ضمن مهامها العمليات المتعلقة بالبحث واستغالل براءة االختراع‬
‫‪ ،‬وتعتمد ميزانيتها على جزء من أموال الدولة الموجهة لها‪،‬مما جعلها تخضع للرقابة المالية المسبقة‬
‫للمراقب المالي ‪. 1‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫العناصر الخاضعة لرقابة المراقب المالي ‪.‬‬

‫هذه العناصر تم تحديدها بموجب المادة ‪ 09‬من المرسوم التنفيذي ‪ 414/92‬والمتمثلة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ /1‬صفة اآلمر بالصرف أو المفوض له ‪ :‬وهو اإلجراء الرقابي األول الذي يجب على المراقب المالي‬
‫القيام به قبل المرور إلى فحص الشروط العناصر األخرى للتحقق من شرعية النفقة ‪ .‬إذ يقوم هذا‬
‫اإلجراء على التأكد من أن اآلمر بالصرف الذي ينفذ عملية الصرف مؤهل قانونا للقيام بهذه العملية‬
‫وذلك عن طريق مطابقة اإلمضاء الموجود على الوثائق من بطاقة االلتزام ‪ ،‬عقد‪ ،‬سند طلب‪،‬‬
‫فاتورة‪,.....‬إلخ مع قرار تعيينه ونموذج اإلمضاء الموجود في ملف اعتماده لذا مصالحه ‪.‬‬
‫‪ /02‬التحقق من توفر االعتمادات المالية ‪ :‬تخصص الميزانية المتعلقة بالدولة أو بالوالية أو البلدية‬
‫لكل مشروع من المشاريع التي تقوم بها المصلحة المتعاقدة اعتمادا ماليا؛ وعليه فرقابة المراقب‬
‫المالي تنصب حول ال تأكد من أن التخصيص المالي للصفقة والمبلغ المقدم قد خصص فعال‬
‫للمشروع الذي منح المبلغ ألجله‪،‬فاآلمر بالصرف ال يمكنه استعمال االعتمادات حسب رغبته بل‬
‫يتعين عليه احترام أبواب وفصول ومواد الميزانية من حيث طبيعة النفقة ومن حيث سقف االعتماد؛‬

‫‪1‬بورطلة علي ‪،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪49-47‬‬


‫‪- 35 -‬‬
‫فكلما كان التخصيص في اال عتمادات مطبق بعناية كلما كانت رقابة المراقب المالي ممكنة وفعالة‬
‫‪.1‬‬
‫‪ / 03‬مطابقة العملية مع القوانين والتعليمات واألنظمة المعمول بها ‪:‬ويقصد بها التأكد من أن إجراءات‬
‫تنفيذ النفقة كانت وفق القوانين واألنظمة المنصوص عليها والمعمول بها وتستند هذه الرقابة على‬
‫ف حص الوثائق الثبوتية للنفقة ‪ ,‬وتختلف هذه الوثائق حسب طبيعة النفقة وهذا تبعا للقوانين والتعليمات‬
‫الخاصة بكل نفقة‪ ،‬وتعتبر هذه الرقابة صعبة نوعا ما من حيث التطبيق ألنها تتطلب المعرفة‬
‫الكاملة بالقوانين والتعليمات الجاري العمل بها والخاصة بااللتزام وتصفية النفقة‪.2‬‬
‫‪ /04‬وجود التأشيرات أو اآلراء المسبقة والتوجيهات التي سلمتها السلطة اإلدارية المختصة قانونا‬
‫إذا ما نص القانون على التزامها ‪ ،‬وهذا بالخصوص فيما يتعلق بالنفقات الصفقات العمومية التي‬
‫تلعب فيها لجان الصفقات العمومية دو ار هاما في منح أو رفض منح التأشيرة ويالحظ أن المراقب‬
‫المالي له وظيفة مزدوجة فهو عضو في لجنة الصفقات التي تختص بالتأشير أو عدم التأشير على‬
‫قبول الصفقة ‪ ،‬كما انه في ذات الوقت يراقب النفقات الملتزم بها ويؤشر عليها ‪.‬‬
‫فالمراقب المالي يسهر على احترام هذه العناصر والتأكد من وجودها وفي حالة توافرها يؤشر على‬
‫‪3‬‬
‫استمارة االلتزام بالموافقة‬
‫‪ /05‬التخصيص القانوني للنفقة ‪:‬ويقصد به التحميل القانوني للنفقة على الباب أو المادة الخاصة بها‬
‫في الميزانية‪.4‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫الرقابة الالحقة للمراقب المالي كآلية لمكافحة الفساد اإلداري‬

‫يظهر الدور الرقابي للمراقب المالي من خالل تاشيرته على االلتزام بالنفقة ‪ ،‬كما يحق له التمسك‬
‫برفض التاشيرة بشرط ان تكون مالحظات الرفض منطقية بعيدة عن كل تعسف وهذا ما سنتطرق‬

‫‪1‬حفيظة نوار ‪،‬رقابة الهيئات المالية على الصفقات العمومية ‪،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق‪، ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة ‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ، 2017/2016‬ص ‪. 15‬‬
‫‪2‬ديغش دالل ‪،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪45 .‬‬
‫‪ 3‬نصيرة عباس‪،‬اليات الرقابة اإلدارية على تنفيذ النفقات العمومية ‪،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق‪، ،‬جامعة بومرداس ‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ، 2012/2011‬ص ‪44‬‬
‫‪4‬ديغش دالل ‪،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪45 .‬‬
‫‪- 36 -‬‬
‫اليه في المطلب األول‪ ،‬على ان نتطرق في المطلب الثاني الى تغاضي االمر بالصرف ومسؤوليات‬
‫المراقب المالي عن جميع المواقف التي يتخذها ‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫منح التاشيرة او رفضها ‪.‬‬

‫‪ /01‬منح التأشيرة ‪ :‬إن الغرض من تأشيرة المراقب المالي ما هي إال دليل على توافر العناصر‬
‫الجوهرية التي يجب أن تبنى عليها الصفقة‪ ،‬وهي دليل كذلك على صحة االلتزام بالنفقة المتعلق‬
‫بالصفقة وسالمة إج ارتها من الناحية القانونية‪ ،‬في هذه الحالة يقوم المراقب المالي بالتأشير بالموافقة‬
‫على مشروع االلتزام‪ ،‬ويصبح التزاما باإلنفاق ويحوز على القوة القانونية لمواصلة العملية المالية‬
‫‪.1‬‬
‫إن هذه الرقابة ‪ ،‬من صالحيات المراقب المالي الذي يمارسها عن طريق وضع تأشيرته على بطاقة‬
‫االلتزام والوثائق المرفقة بعد أن يتأكد من وجود مالءمة للنفقة تطبيقا للقانون‪ ،‬يكون ذلك بعد أن‬
‫يقدم اآلمر بالصرف بطاقة االلتزام إلى المراقب المالي وعلى أن تتضمن كافة الشروط الشكلية‬
‫والقانونية بما فيها الجانب المالي أيضا‪ ،‬ووجود االعتمادات ودقة التقييم للنفقة المطالب بتقديمه ‪.‬‬
‫إن بطاقة االلتزام للمراقب المالي بغرض الحصول على التأشيرة‪ ،‬ھو تصرف مكتوب يقوم به اآلمر‬
‫بالصرف بتدوين المبلغ المقرر للعملية‪ ،‬و أن يكون مرفق بوثيقة تدعيمية‪ ،‬مثل وصل الطلب أو‬
‫‪2‬‬
‫فاتورة أو اتفاقية أو صفقة وبشرط توفر االعتماد المالي‪.‬‬

‫إن بطاقة االلتزام يجب أيضا أن تتضمن وقبل تقديمها للمراقب المالي‪ ،‬بيانات إلزامية تحت طائلة‬
‫الرفض النهائي أو المؤقت في حالة تخلفها‪ ،‬ومن ضمنها‪:‬‬

‫‪-‬تخصيص العملية)‪:(imputation de l'opération‬‬


‫إن الميزانية العامة كما ھو معروف مقسمة إلى أبواب و أجزاء وفصول ومواد وفقرات‪ ،‬وكل واحدة‬
‫منها تتعلق بإنفاق معين‪ ،‬وعلى هذا األساس يجب أن يتقيد المراقب المالي بمبدأ التخصيص‪ ،‬فال‬
‫يمكن أن يوافق على صرف رواتب العمال والموظفين من النفقات الواردة في المادة الخاصة بشراء‬

‫‪1‬حفيظة نوار‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪29‬‬


‫‪ 2‬بورطلة علي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 106‬‬
‫‪- 37 -‬‬
‫أجهزة مثال‪ ،‬وھذا احتراما للتطبيق السليم للقواعد المالية تماشيا مع المبدأ نفسه المتعلق بتخصيص‬
‫النفقة العمومية الوارد في الميزانية العامة لتغطية نفقة معينة‪ ،‬مع اإلشارة إلى أنه ال يجوز تعديل‬
‫التوزيعات المحددة مسبقا‪ ،‬إال بموجب الشروط التي يحددها القانون‪.1‬‬

‫‪-‬ضرورة ذكر رقم التسجيل‪:‬وهو أن تتضمن بطاقة االلتزام رقما تسلسليا يكون تابعا مباشرة للرقم‬
‫السابق له وعليه فإنه أثناء االنطالق أو في بداية العمل على تنفيذ الميزانية‪ ،‬فإن أول بطاقة التزام‬
‫تقدم للمراقب المالي تكون تحمل رقم ‪ 01‬ثم تليها بطاقة االلتزام التي تحمل رقم ‪ 02‬و التي يكون‬
‫البطاقات مرتبطة‬ ‫موضوعها دائما وفي جميع األحوال صرف نفقة‪ ،‬وهذه بشرط أن تكون ھذه‬
‫ومتعلقة بنفقات من نفس الطبيعة‪ ،‬وبالنتيجة تابعة لنفس الفصل أو نفس المواد‪ ،‬احتراما لتخصيص‬
‫االعتماد السابق ذكره‪ ،‬مع ضرورة وضع كل وثيقة في عنوان صرفها حتى يتسنى للمراقب المالي‬
‫من بسط الرقابة اإلدارية بما فيها الرقابة المحاسبية في هذه الحالة أيضا‪.‬‬

‫بالرجوع إلى شكل بطاقة االلتزام‪ ،‬فإنها تحمل في صفحتها األولى ثالثة خانات‪ ،‬الخانة األولى‬
‫يسجل بها الرصيد القديم‪ ،‬و الخانة الثانية تحمل عنوان مبلغ النفقة الملتزم به وھو المبلغ الخاص‬
‫باالعتماد المراد صرفه والذي قدمت بشأنه بطاقة االلتزام‪ ،‬أما الخانة الثالثة فتحتوي على المبلغ‬
‫المتبقي الذي أصبح يمثل قيمة الرصيد الجديد‪.‬‬

‫إن بطاقات االلتزام تقدم من اآلمر بالصرف إلى المراقب المالي بأرقام تسلسلية‪ ،‬وھو ما يعني أنه‬
‫ال يجوز وال يمكن أن يترك فراغ في األرقام‪ ،‬كما أن المبالغ المالية تكون أيضا مذكورة تسلسليا‬
‫وحسابيا‪.‬‬

‫وعليه فانه خالصة مما سبق إن بطاقة االلتزام يجب أن تحترم اإلجراءات الشكلية والقانونية ومنها‬
‫أن تكون ممضاة من طرف اآلمر بالصرف ومدعمة بالوثائق الثبوتية‪ ،‬وعلى المراقب بعدھا التأكد‬
‫من التحميل للنفقة‪ ،‬أي أن يكون المبلغ مسجل في الفصل الصحيح من تقسيم الميزانية‪ ،‬ويتطابق‬
‫مع االلتزام ويمتد التدقيق إلى المادة التي تصنف بدقة حقيقة االعتماد والعمل على التأكد من وجود‬

‫‪1‬المادة‪ ، 72‬القانون ‪ ، 17-84‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪- 38 -‬‬
‫االعتمادات المفتوحة والمخصصة في الميزانية‪ ،‬إذ أنه ال يمكن أن يحل فصل لالعتمادات في‬
‫الميزانية مكان فصل آخر تماشيا مع مبدأ تخصيص االعتماد السالف الذكر‪.‬‬

‫حيث بعد التأكد من توفر هذه العناصر األساسية وغيرها من الشروط القانونية والمحاسبية يمكن‬
‫بعدها للمراقب المالي من وضع تأشيرته على بطاقة االلتزام والوثائق المرفقة عند االقتضاء وعليه‬
‫أن يعطي لتأشيرته رقم وتاريخ منحها‪ ،‬وبالمقابل قد تكون االلتزامات محل الدراسة والمراقبة من‬
‫طرفه قد تصل إلى المتابعة الجزائية وعليه أن يصدر مذكرة رفض كتابية سواء كانت نهائية أو‬
‫مؤقتة حسب الحالة المطروحة وتماشيا مع التشريع والتنظيم الماليين بدل من منح التأشيرة رغم عدم‬
‫أحقيتها‪ ،‬وكل ذلك في إطار التطبيق الصحيح للقانون‪.1‬‬

‫‪ /02‬رفض التأشيرة ‪ :‬انه بتوفر الشروط السابقة يؤشر المراقب المالي على السجل او الوثيقة المثبتة‬
‫لاللتزام بالنفقة ‪ ،‬واال يقوم برفض التأشيرة النعدام العناصر السابقة مع تعليل الرفض في مدة ال‬
‫تفوق ‪ 20‬يوم ‪. 2‬‬
‫والرفض قد يكون مؤقت او كلي ‪:‬‬
‫‪ /1-2‬الرفض المؤقت ‪ :‬ويقصد به أن المراقب المالي غير موافق على صرف النفقة بالشكل الذي‬
‫قدم إليه‪ ،‬بحيث يرفض التأشيرة إلى حين تسوية أو تصحيح ما يشوب االلتزام بالنفقة المقدم إليه‬
‫‪.3‬‬
‫لقد حددت قانونا الحاالت التي يمكن للمراقب المالي بموجبها إصدار مذكرات الرفض المؤقت‪ ،‬وقد‬
‫جاءت على سبيل الحصر لمنع إعاقة تنفيذ الميزانية‪ ،‬وبالتحديد نفقاتها الملتزم بها‪ ،‬إال أنه رغم ذلك‬
‫يمكن للمراقب المالي التوسع على ضوئها عن طريق تفسير هذه الحاالت‪ ،‬ومهما يكن من أمر فإن‬
‫‪4‬‬
‫حاالت الرفض المؤقت حددت قانونا كما يلي‪:‬‬
‫‪-‬اقتراح التزام مشوب بمخالفات للتنظيم قابلة للتصحيح‬
‫‪-‬انعدام أو نقص الوثائق الثبوتية المطلوبة‪.‬‬
‫‪-‬نسيان بيان ھام في الوثائق المرفقة‪.‬‬

‫‪1‬بورطلة علي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪110-107‬‬


‫‪2‬المادة‪ ، 10‬المرسوم التنفيذي ‪ ، 414-92‬المرجع السابق‬
‫‪ 3‬احمد سويقات ‪،‬الرقابة على اعمال اإلدارة العمومية ‪،‬رسالة دكتوره ‪،‬جامعة محمد خيضر بسكرة ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪ ، 2012 /2011‬ص ‪.،164‬‬
‫‪4‬المادة‪ ، 11‬المرسوم التنفيذي ‪ ، 414-92‬المرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪- 39 -‬‬
‫بعد تحرير مذكرة الرفض المؤقت‪ ،‬يبلغها المراقب المالي لآلمر بالصرف‪ ،‬وعلى ھذا األخير أن‬
‫يطلع عليها ويعرف أسباب الرفض ‪.1‬‬
‫وقد جاء في مضمون المادة ‪ 08‬من أحكام المرسوم التنفيذي رقم ‪374-09‬إلزامية قيام المراقب‬
‫المالي بإطالع اآلمر بالصرف بهذا الرفض عن طريق مذكرة؛ إذ يجب أن تحتوي مذكرة الرفض‬
‫المرقب المالي إلى اآلمر بالصرف على البيانات التالية ‪:‬‬
‫المؤقت التي يرسلها ا‬
‫‪-‬المراقبة المالية التي أصدرت مذكرة الرفض‪,‬‬
‫‪-‬رقم مذكرة الرفض‪.‬‬
‫‪-‬موضوع مذكرة الرفض‪.‬‬
‫‪ -‬المرجع القانوني الذي أسس عليه الرفض‪ ،‬مع ذكر المالحظات التي عاينها بالملف المدروس‬
‫والتي أدى عدم احترامها إلى رفض التأشيرة‪.‬‬
‫‪ -‬ختم ٕوامضاء المراقب المالي على المذكرة ‪.2‬‬
‫‪/ 2-2‬الرفض النهائي ‪:‬ھو رفض المراقب المالي لوضع تأشيرته لاللتزام بالنفقة‪ ،‬إال أن ھذا‬
‫الرفض ذو صبغة نهائية‪ ،‬وبذلك فهو يختلف عن الرفض المؤقت كون غير قابل للتصحيح أو‬
‫التدارك‪ ،‬وال يمكن إعادة عرض نفس الملف أو الحالة على المراقب المالي‪ ،‬ما دام أن العملية‬
‫جاءت مخالفة للقانون حسب ما يرد في تعليل وتأسيس مذكرة الرفض النهائي‪ ،‬وبالتالي ال يمكن‬
‫أن تصبح مشروعة الحقا‪ ،‬وفي أي وقت تم تقديمها طوال السنة المالية إال في حالة تدخل الوزير‬
‫المكلف بالميزانية ‪.3‬‬
‫ويكون الرفض النهائي للتأشيرة في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪-‬عدم توافر االعتمادات أو المناصب المالية‪.‬‬
‫‪ -‬عدم مطابقة اقتراح االلتزام للقوانين والتنظيمات المعمول بها‪.‬‬
‫‪ -‬عدم احترام اآلمر بالصرف لمالحظات المراقب المالي المدونة في مذكرة الرفض المؤقت ‪.4‬‬
‫يصدر المراقب المالي مذكرة الرفض النهائي في وثيقة مكتوبة ومعللة بتحديد سبب الرفض الغير‬
‫قابل للتصحيح وفقا للحاالت المذكورة أعاله على سبيل الحصر‪ ،‬وتبلغ لآلمر بالصرف ليتخذ ما‬
‫يراه بشأنها مناسبا‪ ،‬دون أن يحق له الرجوع إلى المراقب المالي حول ذات النفقة ولنفس الملف‬

‫‪1‬المادة‪ ، 13‬المرسوم التنفيذي ‪ ، 414-92‬المرجع السابق ‪.‬‬


‫‪2‬حفيظة نوار‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 32‬‬
‫‪ 3‬بورطلة علي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 115‬‬
‫‪ 4‬عبد الصديق شيخ ‪،‬الرقابة السابقة للنفقات الملتزم بها على ميزانيات الجماعات المحلية ‪،‬مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية‬
‫والسياسية ‪،‬المجلد ‪ ،02‬العدد العاشر ‪ ،‬جوان ‪، 2018‬ص ‪.،459‬‬
‫‪- 40 -‬‬
‫وبنفس اإلجراء‪ ،‬إال إذا تدخل الوزير المكلف بالمالية أو سلك اآلمر بالصرف طريق آخر يخوله له‬
‫القانون والمتمثل في التغاضي ‪.‬‬
‫وبالنظر إلى تحديد مهام موظفي مصلحة الرقابة المالية قانونا‪ ،‬فإن مذكرة الرفض النهائي ال يمكن‬
‫إصدارها وال إمضاءھا إال من طرف المراقب المالي نفسه‪ ،‬وعليه فإنه ال يجوز إمضاءھا من طرف‬
‫المراقب المالي المساعد ‪.‬‬
‫كما إن التعديل األخير وضع إجراء لم يكن معمول به من قبل‪ ،‬ويتمثل في إلزام المراقب المالي‬
‫في حالة تحريره لمذكرة رفض نهائي‪ ،‬أن يرسل نسخة من ملف الرفض مرفوقا بتقرير مفصل إلى‬
‫الوزير المكلف بالمالية ويمكن لهذا األخير إذا رأى أن الرفض مبني على عناصر غير مؤسسة‬
‫قانونا‪ ،‬أن يعيد النظر في ھذا الرفض‪.‬‬

‫إن المراقب المالي مطالب باحترام اآلجال القانونية الممنوحة له بغرض تنفيذ مهام الرقابة المسبقة‬
‫على النفقات الملتزم بها‪ ،‬وذلك حفاظا على حقوق الغير والمصلحة العامة وحتى ال يترك له حرية‬
‫في اختيار اآلجال التي يراها مناسبة‪ ،‬والتي قد تكون لها أثار سلبية الحقا سواء في حالة منح‬
‫التأشيرة أو في حالة رفضها‪ ،‬خصوصا وأن مدة مراقبة النفقات مرتبطة بمدة سريان السنة المالية‪،‬‬
‫مع أن بعض النفقات تتطلب السرعة في اإلنجاز ومنها على سبيل المثال أجور العمال والموظفين‬
‫وعلى ھذا األساس فإن القواعد المالية الجزائرية أكدت على أن دراسة وتفحص ملفات نفقات االلتزام‬
‫المقدمة من طرف اآلمر بالصرف بغرض عرضها على الرقابة المالية المسبقة تحدد بعشرة أيام ‪.‬‬
‫إن سريان هذه المدة تبدأ من يوم تسليم أو إيداع الملف لدى مصلحة المراقب المالي‪ ،‬ويثبت ذلك‬
‫بواسطة سجل مخصص لذات الغرض وكذلك بوصل االستالم الذي يحمل ختم المصلحة وتاريخ‬
‫اإليداع‪ ،‬وعليه فإنه ال يؤخذ بالمدة التي بقي فيها الملف عند اآلمر بالصرف‪ ،‬أو بالتاريخ الذي‬
‫تحمله بطاقة االلتزام و الوثائق المبررة المرفقة‪.‬‬

‫إن المراقب المالي مطالب بالتصرف في الملف خالل ھذه المدة إيجابا أو سلبا ‪ ،‬وذلك بمنح‬
‫التأشيرة أو رفضها‪ ،‬إال أن ھذه المدة لم ترد مطلقا وأجاز النص الذي قضى بذلك بإمكانية تمديدها‬
‫إلى الضعف أي إلى عشرين يوما‪ ،‬ويكون في حالة ما إذا كانت الملفات المعروضة على الرقابة‬
‫تتطلب إبقاءها بمصلحته‪ ،‬بالنظر إلى كونها معقدة وتحتاج إلى دراسة عميقة‪.‬‬

‫‪- 41 -‬‬
‫إن مدة الفصل في الملف حددت كأصل عام بعشرة أيام‪ ،‬إال أن المشرع أجاز للمراقب المالي‬
‫إمكانية تمديد اآلجال وھو ما يعني أن ذلك يعود للموقف الخاص لهذا األخير ولوحده ‪ ،‬وهو غير‬
‫ملزم بتقديم تبرير لذلك‪ ،‬إذ أن النص ربط ذلك بطبيعة الملف وعلى أساس أنه معقد ويتطلب دراسة‬
‫خاصة‪.1‬‬
‫تجدر اإلشارة ان المرسوم التنفيذي رقم‪374 - 09‬المتمم والمعدل‪ ،‬قد أكد أن ملفات االلتزام التي‬
‫يقدمها اآلمر بالصرف للرقابة المالية السابقة‪ ،‬تدرس وتفحص ويفصل فيها خالل أجل أقصاه ‪10‬‬
‫أيام ‪ ،‬وھو ما يعني صراحة أن المدة الزمنية أصبحت محددة وأعطيت آجال موحدة للفصل في‬
‫جميع الملفات فيما يتعلق بمراقبة المراقب المالي‪ ،‬ولم يصبح على إثرها لهذا األخير الحق في‬
‫تمديد اآلجال‪.2‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫التجاوزات التي تقع على رقابة المراقب المالي ‪.‬‬

‫يجوز لآلمر بالصرف في حالة وجود رفض نهائي صادر عن المراقب المالي‪،‬أن يتخذ إجراء‬
‫صرف ھذه النفقة على مسؤوليته وذلك باالعتماد على يسمى قانونا بالتغاضي باإلضافة الى‬
‫االلتزام االحتياطي ‪.‬‬
‫اوال ‪/‬التغاضي ‪:‬‬
‫التغاضي هو استثناء يمنح آلمر بالصرف ‪ ،‬حيث يعقد اآلمر بالصرف االلتزام بالنفقة تحت‬
‫مسؤوليته بمقرر معلل يعلم به الوزير المكلف بالميزانية ‪ ،‬مع اإلرسال الفوري لملف االلتزام بالنفقة‬
‫إلى الوزير أو الوالي أو رئيس المجلس الشعبي البلدي المعني‪.‬و ذلك لمواصلة مهام هو إدارة‬
‫المرافق التابعة له بانتظام و بدون انقطاع‪.3‬‬

‫االجراء القانوني الذي يقوم به االٓمربالصرف وبموجبه ال يوقف‬


‫كما يعرف التغاضي بأنه‪ٕ " :‬‬
‫الرفض النهائي للمراقب المالي مسار صرف النفقة ‪ ،‬على ان يتحمل االمر بالصرف المسؤولية‬
‫‪4‬‬
‫كاملة "‬

‫‪ 1‬بورطلة علي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 117 -116‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ ، 09‬المرسوم التفيذي ‪ ، 974-09‬المؤرخ في ‪ 16‬نوفمبر ‪ 2009‬المعدل والمتمم للمرسوم التنفيذي ‪ ، 414-92‬الجريدة الرسمية‬
‫‪ ،‬العدد ‪ 67‬بتاريخ ‪ 19‬نوفمبر ‪2009‬‬
‫‪3‬يلس شاوش بشير ‪،‬المالية العامة ميادىء العامة وتطبيقاتها في القانون الجزائري ‪،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪، 2013-2012،‬ص ‪.261‬‬
‫‪4‬يزيد محمد األمين ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪.58‬‬
‫‪- 42 -‬‬
‫‪ / 1‬حاالت التي يجوز فيها التغاضي عن رفض التأشيرة‪:‬‬
‫الحاالت التي أجاز فيها القانون التغاضي من قبل اآلمر بالصرف و صرف النفقة عن تأشيرة‬
‫المراقب المالي‪ ،‬وفق ما نصت عليه المادتين ‪ 6‬و ‪ 7‬من المرسوم التنفيذي ‪ 414/92‬وهي‪:‬‬
‫‪-‬التزام بنفقات تسيير و التجهيز أو االستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬كل التزام بالنفقات مدعم بسند طلب أو فاتورة شكلية‪ ،‬عندما ال يزيد المبلغ عن‬
‫المستوى المحدد إلبرام الصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪-‬كل مقرر وزاري يتضمن إعانة أو تفويضا باالعتماد أو تكفل بااللتحاق أو تحويل اإلعتمادات‪.‬‬
‫‪ -‬كل التزام يتعلق بتسديد مصاريف التكاليف ملحقة و النفقات التي تصرف من اإلدارة مباشرة و‬
‫‪1‬‬
‫مثبتة بفاتورات نهائية‬
‫كما انه ال يمكن لآلمر بالصرف مطالبة المراقب المالي باللجوء الى التغاضي إال عند وجود مذكرة‬
‫رفض نهائية وبتحقق هذا الشرط ومحاولة من االٓمر بالصرف بإعطاء المشروعية للنفقة التي تم‬
‫اعتبارها مخالفة للقوانين ‪ ،‬على ان يتضمن إجراء التغاضي أسباب مبررة ويتحمل مسؤوليته الكاملة‬
‫لوحده ‪ ،‬كما ُي َلزم االٓمر بالصرف كذلك إعالم الوزير المكلف بالميزانية بمقرر التغاضي ‪ ،‬وفي‬
‫الوقت نفسه يقوم بإرسال الملف الذي موضوعه التغاضي حسب الحالة الى الوزير أو الوالي أو‬
‫رئيس المجلس الشعبي البلدي المعني ‪. 2‬‬

‫تجدر اإلشارة الى ان المشرع الجزائري لم يكن في السابق يلزم األمر بالصرف بإرسال الملف الذي‬
‫يكون موضوعه التغاضي إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي إذا اقتضى األمر بذلك ‪ ،‬إال بعد‬
‫تعديل وتتميم المرسوم التنفيذي ‪ 414/92‬سنة ‪ ، 2009‬بموجب المرسوم التنفيذي ‪، 374/09‬‬
‫‪3‬‬
‫أين اخضع ميزانية البلدية لرقابة المراقب المالي‬

‫انه بمجرد تسلم المراقب المالي لمقرر التغاضي من قبل األمر بالصرف يقوم بوضع تأشيرة األخذ‬
‫بالحسبان ‪ ،‬وتوصف هذه التأشيرة بأنها من نوع خاص وغير عادية ‪ ،‬لكونها تجعل المراقب المالي‬
‫‪4‬‬
‫يبرئ نفسه عن أية مسؤولية تترتب عن هذا اإلجراء وتحميلها كاملة لألمر بالصرف‬

‫‪ 1‬المادة ‪، 20‬المرسوم التفيذي ‪ ، 414-92‬المرجع السابق ‪.‬‬


‫‪2‬اوناهي هاني ‪ ،‬حشالف جعفر ‪،‬اجراء التقاضي وسيلة لتجاوز قرار الرفض لتاشيرة المراقب المالي ‪،‬مجلة الدراسات حول فعالية القاعدة‬
‫القانونية ‪ ،‬المجلد الثالث ‪ ،‬العدد‪ ، 2019/2‬ص‪. 242‬‬
‫‪ 3‬اوناهي هاني ‪ ،‬حشالف جعفر ‪،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪. 242‬‬
‫‪ 4‬بورطلة علي ‪،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.123‬‬
‫‪- 43 -‬‬
‫كما ألزم المراقب المالي بإرسال نسخة من الملف الذي كان موضوع التغاضي مرفقة بتقرير مفصل‬
‫إلى الوزير المكلف الميزانية قصد إعالمه بذلك ‪ ،‬كما ألزم المشرع وزير المكلف بالميزانية في جميع‬
‫الحاالت التي يكون فيها التغاضي‪،‬بأن يرسل نسخة من ملف االلتزام موضوع التغاضي إلى‬
‫‪1‬‬
‫المؤسسات المتخصصة في الرقابة المالية‪.‬‬
‫‪ / 2‬الحاالت التي ال يجوز فيها التغاضي عن رفض التأشيرة‪.‬‬
‫حاالت التي ال يمكن أن يحصل فيها التغاضي عن رفض التأشيرة من قبل اآلمر بالصرف عندما‬
‫يتم الرفض النهائي لمنح التأشيرة المعلن عنه من قبل المراقب المالي‪ ،‬طبقا لما تقتضي به مادة‬
‫‪ 19‬من المرسوم التنفيذي ‪ 414/92‬وهذه الحاالت هي ‪:‬‬
‫‪ -‬صفة اآلمر بالصرف‪.‬‬
‫‪ -‬عدم توفر اإلعتمادات كافية أو انعدامها‪.‬‬
‫‪ -‬انعدام التأشيرات أو اآلراء المسبقة الواجب االلتزام بها قانونا‪.‬‬
‫‪ -‬انعدام الوثاق الثبوتية التي تتعلق بااللتزام‪.‬‬
‫‪-‬تخصيص غير القانوني لاللتزام بهدف إخفاء إما تجاوز اإلعتمادات و إما تعديلها أو تجاوز‬
‫‪2‬‬
‫للمساعدات المالية في الميزانية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ثانيا‪ :‬االلتزام االحتياطي‬
‫االلتزام االحتياطي هو إجراء يسمح آلمر بالصرف اإللتزام بالنفقات دون تبرير سابق ورغم خضوعه‬
‫للتأشيرة مسبقة من المراقب المالي إال أنه يكون بدون تقديم وثائق ثبوتية على عكس القواعد المعمول‬
‫بها في العادة ‪ ،‬و يتم اإللتزام االحتياطي عن طريق عن طريق أقساط ثالثية أو سداسية او النصف‬
‫½ او الربع ¼ و بصفة استثنائية يستطيع الوزير المكلف بالميزانية أن يمنح التزاما احتياطيا في‬
‫حدود ‪ 30‬بالمئ ة من مبلغ القسط الموالي إذا أستهلك مبلغ االلتزام االحتياطي قبل انتهاء الفترة‬
‫المعينة ‪ ،‬عالوة على ذلك يمكن أن يتم االلتزام االحتياطي التكميلي بالنسبة لبعض أنواع النفقات‬
‫ألكثر من ‪ 30‬بالمئة محددة في الفقرة السابقة في حدود اإلعتمادات الممنوحة بعد الموافقة المسبقة‬
‫من الوزير المكلف بالمالية ‪ ،‬و اليمكن االستفادة من القسط الموالي من اإلعتمادات إال بعد تقديم‬
‫تبرير عن استهالك القسط السابق ‪ ،‬على أن تتم تسوية النفقات التي تمت في إطار االلتزام‬

‫‪ 1‬المادة ‪ ، 22،21:‬المرسوم التنفيذي ‪ ، 414-92‬المرجع السابق ‪. .‬‬


‫‪ 2‬نويبات عبد الناصر‪ ،‬بوضياف علي ‪،‬النظام القانوني للمراقب المالي ‪،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر ‪ ،‬جامعة محمد بوضياف المسيلة ‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق ‪ ،2017-2016 ،‬ص‪. 42-41‬‬
‫‪ 3‬قرار وزارة المالية ‪ ،‬المؤرخ في جمادى الثانية ‪ 1432‬ه ‪،‬الموافق لـ‪05‬ماي‪ ، 2011‬المتعلق بتحديد إجراءات االلتزامات االحتياطية‬
‫‪،‬الجريدة الرسمية ‪،‬العدد ‪، 32‬المؤرخة بتاريخ ‪ 08 :‬جوان ‪. 2011‬‬
‫‪- 44 -‬‬
‫االحتياطي في نهاية كل فترة و يقدم اآلمر بالصرف بطاقة تسوية بغرض تأشيرها من طرف‬
‫المراقب المالي و تكون مرفقة بنسخ من الوثائق الثبوتية تتكون من وثيقة حالة الدفوعات التي تمت‬
‫في إطار الفترة المعينة و المصادق عليها قانونا من طرف المحاسب العمومي ‪.1‬‬
‫كما أنه يجب تقديم بطاقة تسوية و الوثائق الثبوتية لتأشيرة المراقب المالي في إطار الفترة األخيرة‬
‫أي في ‪ 20‬يوم الموالية لتاريخ اختتام األمر بالصرف و الدفع ‪ ،‬غير أنه يمكن للمراقب المالي‬
‫التأشير على القسط األخير خارج أجل ‪ 20‬يوما‪ ،‬و هذا فيما يخص الحاالت المبررة قانونا و ذلك‬
‫بعد موافقة الوزير المكلف بالميزانية ‪. 2‬‬

‫المبحث الثالث‬
‫مسؤولية المراقب المالي و مدى فعالية رقابته‪.‬‬

‫سنتطرق في هذا المبحث الى مختلف المسؤوليات التي تواجه المراقب المالي عند رقابته على‬
‫النفقات المالبة ‪ ،‬وهذا في المطلب األول ‪ ،‬و باإلضافة الى مدى فعالية رقابته من خالل تقيم هذه‬
‫الرقابة واهم الصعوبات التي تواجهه وذلك في المطلب الثاني‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫مسؤولية المراقب المالي ‪.‬‬

‫يقع على عاتق المراقب المالي إثناء قيامه بعملية الرقابة مجموعة من المسؤوليات والتي تتمثل فيما‬
‫يلي ‪:‬‬
‫تطرق المشرع الجزائري لهذه المسؤولية ي المادة ‪ 31‬من‬
‫‪/01‬المسؤولية الشخصية للمراقب المالي ‪ّ :‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 414-92‬حيث نصت ع على مايلي‪" :‬يكون المراقب المالي مسؤوال‬
‫شخصيا عن سير مجموع المصالح الخاضعة لسلطته وعلى التأشيرات التي يمنحها ومذكرات‬
‫الرفض التي يبلغها" ‪.3‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 08‬من قرار وزارة المالية ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 09‬من القرار وزارة المالية ‪ ،‬المرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ ، 31:‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 414-92‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪- 45 -‬‬
‫كيف المشرع الجزائري بصفة صريحة هذه‬ ‫ان هذه المادة تم تعديلها وتتميمها سنة ‪ ،2009‬أين ّ‬
‫المسؤولية بأنها "شخصية"‪ ،‬ليزيل بذلك الغموض الذي كان واردا في السابق‪ ،‬كما تطرق هذا التعديل‬
‫إلى تحميل المراقب المالي أيضا المسؤولية عن مذكرات الرفض التي يبلغها ليتالئم ذلك مع ما‬
‫نصت عليه المادة ‪ 88‬من ٔ‬
‫االمر ‪ 20-95‬المتعلق بمجلس المحاسبة‪ ،‬المعدل والمتمم‪ ،‬التي‬
‫حددت على سبيل الحصر الحاالت المخالفة لقواعد االنضباط في مجال تسيير الميز انية والمالية‬
‫والتي يمكن لمجلس المحاسبة أن يعاقب عليها‪ ،‬و ما يهمنا هو الحاالت المتعلقة بالرفض الغير‬
‫المؤسس للتأشيرات أو العراقيل الصريحة من طرف هيئات الرقابة القبلية أو التأشيرات الممنوحة‬
‫خارج الشروط القانونية ‪ ،1‬كما ينتقل عبء المسؤولية الشخصية للمراقب المالي المساعد في حدود‬
‫المَف ّوضة له من طرف المراقب المالي والمتعلقة بذات االختصاص‪ ،‬أي ٔ‬
‫االعمال‬ ‫االختصاصات ُ‬
‫‪2‬‬
‫التي يباشرها والتأشيرات التي يُسلمها بعنوان الرقابة المسبقة‬

‫‪ /02‬المسؤولية اإلدارية للمراقب المالي‪ :‬في هذا اإلطار ال تنطبق عليه المسؤولية الماليةو الشخصية‬
‫ألنه ال يعتبر عونا محاسبيا ‪ ،‬إنما مسؤوال إداريا أقرب إلى المحاسب العمومي بالنسبة إلحترام‬
‫األوامر السلّمية ‪ ،‬أي مسؤول على المصالح التابعة له إداريا من مختلف المكاتب الموضوعة تحت‬
‫تصرفه حيث يتعرض المراقب المالي إلى عقوبات كأي موظف عند إخالله باألعمال التي يقوم‬
‫بها نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬تحويل غير القانوني للوثائق اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -‬إخفاء المعلومات ذات الطابع المهني التي من واجبه تقديمها خالل تأدية مهامه‪.‬‬
‫‪-‬رفض تنفيذ تعليمات السلطة السلمية في إطار تأدية المهام المرتبطة بوظيفته دون مبرر مقبول‪.‬‬
‫‪ -‬إفشاء أو محاولة إفشاء األسرار المهنية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬استعمال تجهيزات أو أمالك اإلدارة ألغراض شخصية أو ألغراض خارجة عن المصلحة‪.‬‬
‫و قد يتعرض المراقب المالي للعقوبة في حالة قيامه بمايلي‪:‬‬
‫‪ -‬استفادة من امتيازات ‪ ،‬مهما كانت طبيعتها سواء يقدمها له شخص طبيعي أو معنوي مقابل‬
‫تأديته خدمة في إطار ممارسة وظيفته‪.‬‬
‫‪ -‬ارتكاب أعمال عنف على أي شخص في مكان العمل‪.‬‬

‫‪ 1‬المااوناهي هاني ‪ ،‬حشالف جعفر ‪،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.237-236‬‬


‫‪ 2‬لمادة ‪ ، 32:‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 414-92‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ ،180:‬االمر رقم‪،03-06‬المؤرخ في ‪19‬جمادى الثانية ‪ 1427‬ه ‪،‬الموافق لـ‪15‬يوليو ‪ ، 2006‬يتظمن القانون األساسي العام للوظيفة‬
‫العمومية ‪،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪.46‬‬
‫‪- 46 -‬‬
‫‪ -‬التسبب عمدا في أضرار مادية جسيمة بتجهيزات و أمالك المؤسسة أو اإلدارة العمومية التي‬
‫من شأنها اإلخالل بالسير الحسن للمصلحة‪.‬‬
‫‪-‬إتالف وثائق إدارية قصد اإلساءة إلى السير الحسن للمصلحة‪.‬‬
‫‪ -‬تزوير الشهادات أو المؤهالت أو كل وثيقة سمحت له بالتوظيف أو الترقية‪.‬‬
‫‪-‬الجمع بين الوظيفة التي يشغلها و نشاط مربح آخر‪.1‬‬
‫أين يتم تحديد العقوبة تبعا لدرجة خطورة الخطأ المرتكب والظروف المحيطة به ‪ ،‬أين تقوم السلطة‬
‫التي لها صالحية التعين هذه العقوبات بقرار مبرر فيه أسباب العقوبة ‪.2‬‬
‫‪/03‬المسؤولية الجنائية للمراقب المالي‪:‬يتحمل المراقب المالي المسؤولية الجنائية أو الجزائية بسبب‬
‫قيامه بفعل مجرم قانونا أو امتناعه عن القيام بفعل ملزم به قانونا في إطار أداء دوره الرقابي‬
‫السيما عند التأشير‪ ،‬وعليه تضمن القانون رقم ‪ 01-06‬المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‬
‫المعدل والمتمم‪،‬عدة جرائم تستوجب المسؤولية الجزائية للمراقب المالي بكونه موظفا ‪ ،‬التي يمكن‬
‫نشير إلى أهمها وتتمثل في االمتيازات غير المبررة في مجال الصفقات العمومية ‪،‬الرشوة في مجال‬
‫الصفقات العمومية ‪،‬استغالل النفوذ ‪ ،‬إساءة استغالل الوظيفة ‪ ،‬عدم التصريح او التصريح الكاذب‬
‫‪3‬‬
‫بالممتلكات ‪.‬الخ‬

‫المطلب الثاني‬
‫تقيم فعالية رقابة المراقب المالي ‪.‬‬

‫إن الرقابة الممارسة من قبل المراقب المالي تهدف إلى الحيلولة دون حدوث التجاوزات المالية‬
‫بكل أنواعها و إلى مدى تطابق العمليات الواردة على النفقات مع القوانين والتنظيمات المعمول بها‬
‫‪ ،‬و لهذا اعتبرت هذه الرقابة رقابة وقائية تمكن من اكتشاف األخطاء قبل أو فور وقوعها والسعي‬
‫مباشرة إلى تصحيحها‪.4‬‬
‫اال انه بعض الدراسات وصفت رقابة المراقبة المالي بالمرضية والفعالة واحيانا بالمعرقلة ‪.‬‬

‫‪ 1‬لمادة ‪، 181 :‬من االمر رقم ‪ ، 03-06‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪ 2‬لمادة ‪ 2/165 :‬من االمر ‪ 03-06‬المرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪ 3‬انظر على التوالي المواد ‪ 36،33،32،27،26 :‬من القانون رقم ‪ 01-06:‬المؤرخ في ‪20‬فيفري ‪ ، 2001‬المتعلق بلوقاية من الفساد‬
‫ومكافحته‪ ،‬المعدل والمتمم باالمر ررقم ‪ ، 05-10:‬المؤرخ في ‪ 26‬اوت ‪ ، 2010‬جريدة رسمية ‪ ، 50‬مؤرخة ‪ 01‬سيبتمبر ‪، 2010‬‬
‫والمعدل بموجب القانون رقم ‪ ، 15-11‬المؤرخ قس اوت ‪ ، 2011‬الجريدة الرسمية ‪، 44‬الصادرة بتاريخ ‪10 :‬اوت ‪.2011‬‬
‫‪ 4‬شويخي سامية ‪ ،‬أهمية االستفادة من االليات الحديثة والمنظور اإلسالمي في الرقابة على المال العام ‪ ،‬مذكرة ماجستير ‪ ،‬اجمعة أبو بكر‬
‫بالقايد ‪-‬تلمسان ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسير والعلوم التجارية ‪ ، 2011-2010 ،‬ص ‪. 58‬‬
‫‪- 47 -‬‬
‫أوال‪ /‬الجانبي اإليجابي لرقابة المراقب المالي ‪ :‬تكون رقابة المراقب المالي رقابة مرضية ‪ ،‬ألنها تسمح‬
‫باكتشاف المخالفات المالية قبل أو فور وقوعها ‪ ،‬و التمكن من تفاديها أو تصحيحها قبل أن تصبح‬
‫العملية المالية نهائية ‪ ،‬و من ثم تجنب توقيع العقوبات على مرتكبيها ‪ ،‬ألن الهدف من رقابة‬
‫المراقب المالي على النفقات الملتزم بها هو تنفيذها و صرفها في األغراض التي رصدت من أجلها‬
‫‪1‬‬
‫بالشكل المطلوب وليس تصيد األخطاء و المعاقبة عليها‬
‫و مما يزيد من أهمية رقابة المراقب المالي و يجعلها مرضية أكثر‪ ،‬أنها تستهدف تحقيق المهام‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫‪-‬السهر على صحة توظيف النفقات وفقا لما تنص عليه القوانين و األنظمة المعمول بها في‬
‫المجال المالي بوجه عام‪ ،‬و في المجال تنفيذ النفقات بوجه خاص‪.‬‬
‫‪ -‬التحقق مسبقا من توفر اإلعتمادات المالية المرصودة للنفقات الملتزم بها‪.‬‬
‫‪ -‬إثبات صحة النفقات و ذلك بوضع التأشيرة على الوثائق الخاصة بها أو تعليل رفض التأشيرة‬
‫عندما يتطلب األمر هذا الرفض‪ ،‬و ذلك في حدود اآلجال المقررة قانونا‪.‬‬
‫انه باعتبار المراقب المالي خبير متخصصا في المجاالت المالية والمحاسبة‪ ،‬الشيء الذي جعله‬
‫مستشا ار في نظر القانون وم ّكنه من إبداء رأيه المعلل في المسائل الهامة اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬مشاريع القوانين و المراسيم و الق اررات و العقود الخاضعة للمصادقة أول رأي الوزير المكلف‬
‫بالمالية‪.‬‬
‫‪ -‬اقتراحات الميزانية و طلبات النفقات اإلضافية مهما كانت طبيعتها‪ ،‬التي يقدمها الوزير الذي‬
‫هو منصب لديه‪.‬‬
‫‪-‬المراقب المالي ممثل لوزير المكلف بالمالية ‪ ،‬و عليه يعمل على الحد من تزايد النفقات على‬
‫مستوى مختلف الو ازرات ‪ ،‬و مع ذلك فإن هذه اإلمكانية قد تؤدي إلى نتائج معتبرة و مختلفة‬
‫فالنقاش المعمق الذي يدور بين المراقب المالي و الوزير القائم بالنفقات غالبا ما يؤدي إلى توضيح‬
‫العالقة بينهما ‪ ،‬ويصير الم راقب المالي هو المدافع و المحامي عن الوزير المعني بالنفقات أمام‬
‫الوزير المكلف بالمالية‪.‬‬
‫‪ -‬يقترح المراقب المالي المحلي باالشتراك مع مدير المؤسسة التابعة للوالية الميزانية المفصلة‬
‫للمؤسسة قصد المصادقة عليها من طرف الوالي المختص‪.‬‬

‫‪1‬نويبات عبد الناصر ‪ ،‬بوضياف علي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪50‬‬


‫‪- 48 -‬‬
‫‪-‬يشارك في جميع األعمال التحضيرية للميزانية و يقترح جميع اإلجراءات الضرورية التي تسمح‬
‫بتسيير جيد و فعال للمالية العمومية‪.‬‬
‫‪ .‬يقترح ما يراه مناسبا ‪ ،‬و ال سيما فيما يخص التنفيذ الحسن للصفقات العمومية من قبل اآلمرين‬
‫بالصرف‪.1‬‬
‫ثانيا‪ /‬الجانب السلبي لرقابة المراقب المالي ‪ :‬تعتبر رقابة المراقب المالي على النفقات الملتزم بها رقابة‬
‫غير كافية و معرقلة ‪ ،‬ألنها ال تزيد كونها إجراء شكلي ‪ ،‬حيث أن المراقب المالي ال يمكنه أن‬
‫يحيط علما بجميع الظروف والعوامل المحيطة بالعملية اإلدارية و العناصر المكونة لها ‪ ،‬ثم أن‬
‫العدد الكبير من النفقات المدفوعة دون األمر بصرفها ‪ ،‬تفلت من هذه الرقابة التي تتم بهذا التدقيق‬
‫التعسفي المبالغ فيه بشكل مفرط ‪.‬‬
‫وعليه فإن الرقابة من قبل المراقب المالي تشكل عبئا ثقيال يعرقل السير الحسن للعمليات اإلدارية‬
‫بوجه عام‪ ،‬و العمليات المالية بوجه خاص ‪ ،‬و تنقل عبء مسؤولية التسيير المالي من الوزير أو‬
‫اآلمر بالصرف إلى المراقب المالي ‪ ،‬و في حالة إجرائها بشكل مخفف و سريع لمنع التباطؤ في‬
‫العمليات المالية ‪ ،‬فإن هذه الرقابة تصبح شكلية من الشكليات التي ال قيمة لها من الناحية العملية‬
‫‪2‬‬

‫كما انه بالرغم من اهمية مصلحة المراقبة المالية وحساسية الموضوع الذي يتعلق بالمحافظة على‬
‫المال العام‪ ،‬إال أنه بالمقابل أجيز لآلمر بالصرف بالتغاضي دون األخذ بعين االعتبار موقف‬
‫المراقب المالي الذي يكون قبله قد أصدر مذكرة رفض نهائي‪ ،‬وعلى أن يقوم اآلمر بالصرف مباشرة‬
‫بمراسلة الوزير المكلف بالمالية‪ ،‬دون أخد رأي الم ارقب المالي وهي كلها إجراءات قد تدفع بهذا‬
‫األخير إلى التساهل في المراقبة‪،‬رغم أن ذلك يتعارض مع مهامه المالية المتمثلة في الفحص‬
‫‪3‬‬
‫والتدقيق‬

‫‪1‬نويبات عبد الناصر ‪ ،‬بوضياف علي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪52-51.‬‬


‫‪2‬محمد صالح فنيش‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪123‬‬
‫‪3‬بورطلة على‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪141‬‬
‫‪- 49 -‬‬
‫خالصة الفصل ‪:‬‬

‫بعد دراستنا للدور الرقابي للمراقب المالي في مكافحة الفساد اإلداري ‪ ،‬تم التوصل إلى أن آلية‬
‫الرقابة التي يقوم بها المراقب المالي تكون قبلية والحقة ‪ ،‬حيث على إثرها يقوم بتسيير و ترشيد‬
‫النفقات العمومية و بفحص بطاقة التزام و سندات اإلثبات المقدمة له من طرف األمرين بالصرف‬
‫و تبقى الشروط في أجل أقصاه ‪ 10‬أيام و هناك استثناءات بالنسبة لبعض الحاالت التي تطلب‬
‫فحص دقيق معمق باإلضافة إلى إثبات مشروعية النفقات العمومية عن طريق القبول أو الرفض‬
‫و الرفض قد يكون مؤقت أو نهاني إال بعض حاالت الرفض النهائي أين يمكن لألمر بالصرف‬
‫إن يتغاضى و ذلك على مسؤوليته ‪.‬‬

‫ومما سبق نقول ان رقابة المراقب المالي في مكافحة الفساد اإلداري هي رقابة مشروعية متمثلة‬
‫في التأكد من التقيد بالقوانين واألنظمة المعمول بها في تنفيذ النفقات العمومية ‪ ،‬كما إن المراقب‬
‫يلعب دور المحاسب باإلضافة لدور المرشد الن المراقب المالي ملزم بتقييد مراقبته في شكل‬
‫محاسبة خاصة بالنفقات الملتزم بها ‪.‬‬

‫‪- 50 -‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪- 51 -‬‬
‫خاتمة ‪:‬‬

‫حاولنا من خالل هذه الدراسة التركيز على حقيقة أن الفساد اإلداري ظاهرة أصبحت تهدد األجهزة‬
‫اإلدارية‪ ،‬وأصبحت ظاهرة متفشية بصورة ملفته لالنتباه بسبب انتشارها الواسع في جميع المجتمعات‬
‫باإلضافة إلى التطرق إلى دور المراقب المالي في مكافحة هذه الظاهرة باعتباره من بين أهم اآلليات‬
‫المساهمة في مكافحة الفساد اإلداري ‪.‬‬

‫وعليه تناولنا هذا الموضوع من خالل فصلين ‪ ،‬تم تقسيم الفصل األول إلى ثالثة مباحث ‪،‬لنتطرق‬
‫في المبحث األول إلى تعريف الفساد اإلداري وأنواعه ‪،‬وفي المبحث الثاني إلى أسباب انتشار‬
‫الفساد اإلداري واآلثار الناجمة عنه ‪ ،‬أما في الم بحث الثالث كان حول منصب المراقب المالي من‬
‫خالل تعريفه ‪،‬نشأته وتطوره ‪ ،‬شروط التعين في منصب المراقب المالي ‪ ،‬مع اإلشارة إلى بعض‬
‫صالحياته ‪.‬‬

‫لننتقل بعدها إلى الفصل الثاني ‪،‬الذي كان تحت عنوان ‪ :‬الدور الرقابي للمراقب المالي في مكافحة‬
‫الفساد اإلداري ‪ ،‬أين تم تقسيمه هو األخر إلى ثالثة مباحث ‪ ،‬حيث تم التطرق في المبحث األول‬
‫إلى الرقابة السابقة للمراقب المالي باعتبارها أهم آلية لمكافحة الفساد اإلداري ليتم بعدها تناول‬
‫الرقابة الالحقة في المبحث الثاني ‪ ،‬أما المبحث الثالث فكان حول مسؤولية المراقب المالي ‪،‬‬
‫وتقيم مدى فعاليته ‪.‬‬

‫ليتم التوصل إلى مجموعة من النتائج المتعلقة بهذا الموضوع والتي تتمثل فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬عدم وجود تعريف موحد للفساد اإلداري ‪ ،‬مما يعني وجود إشكالية حقيقة في تصور وضبط‬
‫هذا المصطلح نظ ار لالختالف في المعاني ‪.‬‬
‫‪ -‬إن للفساد اإلداري عدة أسباب ودوافع متداخلة ومتشابكة مما يصعب عملية الفصل بينهم‪.‬‬
‫‪ -‬المراقب المالي هو ذلك الموظف العام التابع لو ازرة المالية ‪ ،‬إذ يعين بقرار من وزير المالية‬
‫وذلك حتى يمارس مهامه الرقابية بكل استقاللية ‪ ،‬يساعده المراقب المالي المساعد الذي‬
‫يمارس مجموعة من الصالحيات تحت وصاية المراقب المالي ‪.‬‬

‫‪- 52 -‬‬
‫‪ -‬إن االكتفاء على التوظيف الداخلي للمراقبين الماليين دون التوظيف الخارجي يؤدي بحرمان‬
‫إطارات شبابية من الوصول إلى هذا المنصب حتى ولو كانت لديهم كفاءات أعلى ‪.‬‬
‫‪ -‬إن للمراقب المالي دور مهم وايجابي في المحافظة على نمو االقتصاد الوطني من خالل‬
‫قي امه بالرقابة الفعالة على تنفيذ الميزانيات العامة قبل صرفها ‪ ،‬من خالل اكتشاف األخطاء‬
‫والتجاوزت والقيام باصالحها ومنع وقوعها ‪.‬‬
‫‪ -‬تعتبر رقابة المراقب المالي رقابة مشروعية ‪،‬وليست رقابة مالئمة كونه يراقب مدى االلتزام‬
‫بالنفقات للقوانين واألنظمة المعمول بها ‪.‬‬
‫‪ -‬إن منح اآلمر بالصرف حق منح التأشيرة بعد الرفض النهائي من طرف المراقب المالي قد‬
‫يؤدي هذا إلى استغالل هذه الفراغات الموجودة وحدوث تجاوزات غير شرعية وانتشار‬
‫الفساد‪.‬‬
‫‪ -‬إن حق التغاظي الممنوح لألمر بالصرف ينقص من فعالية الدور الرقابي للمراقب المالي‬
‫في مكافحة الفساد اإلداري ‪.‬‬
‫‪ -‬إن من أهم اآلليات لمكافحة الفساد اإلداري التي يمارسها المراقب المالي وهي انه ال تنفذ‬
‫اية نفقة دون تأشيرة مسبقة على بطاقة االلتزام ‪ ،‬كما إن له الحق في رفض التأشير إذا‬
‫كانت غير قانونية ‪.‬‬

‫التوصيات واالقتراحات ‪:‬‬


‫‪ -‬فتح المجال للتوظيف الخارجي للمراقبين الماليين حتى يتم االستفادة من الفئات الشبابية‬
‫التي تتمتع بكفاءات عالية ‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة االعتبار للعالوة السنوية التي تمنح للموظف بحيث تحفزه على انجاز عمله بالشكل‬
‫المطلوب وااللتزام بالدوام وبذل المزيد من الجهد وتشجيع على االبتكار وتطوير العمل‬
‫الشيء الذي يمكن من التقليل من الفساد اإلداري ‪.‬‬
‫‪ -‬حتى يمارس المراقب المالي دوره الرقابي بمصداقية بعيدا عن كل التأثيرات الخارجية وجب‬
‫منع اآلمر بالصرف من اللجوء إلى التغاضي كون المراقب المالي يجد نفسه مرغم على‬
‫وضع تأشيرته وذلك من خالل إجراءات مفروضة عليه من قبل األمر بالصرف ‪.‬‬
‫‪- 53 -‬‬
‫‪ -‬القيام بإشراك المراقب المالي في إعداد الميزانية ‪ ،‬ألنه على دراية بالمعلومات الضرورية ‪.‬‬
‫‪ -‬التنسيق بين مختلف األجهزة الرقابية لضمان الفعالية والجدوى‪ ،‬فتعدد األجهزة الرقابية وعدم‬
‫التنسيق بينها يؤدي إلى إهدار نتائج الرقابة‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة منح المراقب المالي الحصانة والحماية القانونية والمادية ‪ ،‬من خالل أن يكون تعينه‬
‫بموجب مرسوم رئاسي‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة خضوع األمر بالصرف والمراقب المالي للتكوين ‪،‬وخاصة في الجانب المالي بغية‬
‫مواكبة التغيرات الحاصلة في القوانين واألنظمة المحاسبية والمالية ‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير أدوات وأساليب الممارسة الرقابية ‪ ،‬بما يتماشى والتطورات والمستجدات والطرق‬
‫المستحدثة للممارسة الفساد ‪.‬‬

‫‪- 54 -‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪- 55 -‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫الكتب‪:‬‬
‫‪ .1‬محمد المدني بوساق‪ ،‬التعريف بالفساد و صوره من الوجهة الشرعية‪ ،‬جامعة نايف العربية‬
‫للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض ‪.2003‬‬
‫‪ .2‬أدم نوح القضاة‪ ،‬نحو نظرية إسالمية لمكافحة الفساد اإلداري‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم‬
‫األمنية‪ ،‬الرياض ‪.2003‬‬
‫‪ .3‬أحمد بوسقعية‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي الخاص‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‬
‫‪.2007‬‬
‫‪ .4‬أحمد محمود نهار أبو سويلم‪ ،‬مكافحة الفساد‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬عمان ‪.2010‬‬
‫‪ .5‬يلس شاوش بشير ‪،‬المالية العامة ميادىء العامة وتطبيقاتها في القانون الجزائري ‪،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية ‪.2013-2012،‬‬

‫المذكرات والرسائل الجامعية ‪:‬‬


‫‪ .1‬حاحة عبد العالي‪ ،‬األليات القانونية لمكافحة الفساد اإلداري في الجزائر‪ ،‬رسالة دكتوراه‪،‬‬
‫جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.2012 / 2013‬‬
‫‪ .2‬محمد الصالح فينش ‪ ،‬الرقابة على تنفيذ النفقات العمومية في القانون الجزائري رسالة من‬
‫أجل نيل شهادة دكتورة في القانون العام ‪ .‬كلية الحقوق جامعة الجزائر ‪.2022-2‬‬
‫‪ .3‬احمد سويقات ‪،‬الرقابة على اعمال اإلدارة العمومية ‪ ،‬رسالة دكتوره ‪ ،‬جامعة محمد خيضر‬
‫بسكرة ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬السنة الجامعية ‪. 2012/2011‬‬
‫‪ .4‬شويخي سامية ‪ ،‬أهمية االستفادة من االليات الحديثة والمنظور اإلسالمي في الرقابة على‬
‫المال العام ‪ ،‬مذكرة ماجستير ‪ ،‬اجمعة أبو بكر بالقايد ‪-‬تلمسان ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫وعلوم التسير والعلوم التجارية ‪. 2011-2010 ،‬‬
‫‪ .5‬بوبقرة الشيخ ‪ ،‬مراقبة في النفقات العامة في طل اإلصالحات المالية حالة الجزائر مذكرة‬
‫تخرج لنيل شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية تخصص تحليل اقتصادي ‪ .‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية و علوم التسيير‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقا بد تلمسان ‪.2007.‬‬

‫‪- 56 -‬‬
‫‪ .6‬أحمد بوجالل هذي فعالية المحاسبة العمومية في تنقية الميزانية العامة للدولة ‪ ,‬مذكرة مقدمة‬
‫ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير تخصص نقود مالية البنوك ‪ -‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫و علوم التسيير جامعة عمار ثليجي باألغواط ‪. 2010‬‬
‫‪ .7‬بورطلة علي ‪،‬المراقب المالي في الجزائر ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق‪،‬‬
‫جامعة الجزائر ‪– 1‬يوسف بن خدة ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪. 2014/2013‬‬
‫‪ .8‬يزيد محمد األمين ‪،‬المراقب المالي في النظام القانوني الجزائري واقع وافاق ‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة الماجستير في الحقوق‪ ، ،‬جامعة الجزائر ‪– 1‬يوسف بن خدة ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية ‪ ،‬السنة الجامعية ‪. 2013/2012‬‬
‫‪ .9‬دغيش دالل ‪،‬التكامل بين المراقب المالي والمحاسب العمومي في الرقابة على تنفيذ النفقات‬
‫العمومية ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ‪ ،‬تخصص محاسبة ‪ ،‬السنة الجامعية ‪. 2019/2018‬‬
‫‪ .10‬حفيظة نوار ‪،‬رقابة الهيئات المالية على الصفقات العمومية ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر‬
‫في الحقوق‪ ، ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪. 2017/2016‬‬
‫‪ .11‬نصيرة عباس‪،‬اليات الرقابة اإلدارية على تنفيذ النفقات العمومية ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في الحقوق‪ ، ،‬جامعة بومرداس ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪. 2012/2011‬‬
‫‪ .12‬بسطامي محمد ‪ ،‬الرقابة اإلدارية ودورها في مكافحة الفساد اإلداري في الجزائر ‪،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة الماستر ‪،‬جامعة زيان عاشور الجلفة ‪،‬كلية الحقوق والعلوم السياسة ‪.2017/2016،‬‬
‫‪ .13‬نويبات عبد الناصر‪ ،‬بوضياف علي ‪،‬النظام القانوني للمراقب المالي ‪،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماستر ‪ ،‬جامعة محمد بوضياف المسيلة ‪ ،‬كلية الحقوق ‪.2017-2016 ،‬‬
‫‪ .14‬بوعقيلي لخضر ‪،‬حداد سليم ‪ ،‬المركز القانوني للمراقب المالي في الجزائر ‪،‬مذكرة تخرج‬
‫من أجل نيل شهادة الماستر في القانون العام ‪ .‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬جامعة عبد‬
‫الرحمان ميرة ‪-‬بجاية‪. 2015-2014، -‬‬

‫‪- 57 -‬‬
‫المجالت‪:‬‬

‫‪ .1‬حمودي محمد‪ :‬دور المراقب المالي في متابعة المسار المهني للموظف‪ ،‬مجلة الحقوق‬
‫والعلوم االنسانية‪ ،‬المجلد ‪ ،11‬العدد‪2018 ،2‬‬
‫‪ .2‬حاحة عبد العالي‪ " ،‬مبررات استقاللية قانون الوقاية من الفساد و مكافحته ‪ ،‬مجلة االجتهاد‬
‫القضائي ‪ ،‬العدد الخامس ‪ ،‬جامعة بسكرة ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬الجزائر‬
‫‪ .3‬عبد الصديق شيخ ‪:‬الرقابة السابقة للنفقات الملتزم بها على ميزانيات الجماعات المحلية‬
‫‪،‬مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪،‬المجلد ‪ ،02‬العدد العاشر ‪ ،‬جوان‬
‫‪. 2018‬‬
‫‪ .4‬اوناهي هاني ‪ ،‬حشالف جعفر ‪ :‬اجراء التقاضي وسيلة لتجاوز قرار الرفض لتاشيرة المراقب‬
‫المالي‪،‬مجلة الدراسات حول فعالية القاعدة القانونية ‪ ،‬المجلد الثالث ‪ ،‬العدد‪. 2019/2‬‬

‫الملتقيات ‪:‬‬

‫‪ .1‬منصف الشرقي ‪ ،‬عزالدين بن التركي ‪:‬الفساد اإلداري ‪:‬أسبابه ‪،‬اثاره وطرق مكافتحه ‪،‬‬
‫الملتقى الوطني حول ‪ :‬حوكمة الشركات للحد من الفساد المالي والفساد اإلداري‪ ،‬جامعة‬
‫محمد خيضر ‪-‬بسكرة‪ ، -‬يومي ‪06‬و‪07‬ماي ‪. 2012‬‬

‫‪ .2‬بندارجي عثمان‪ :‬مجال تدخل المراقب المالي في صفقات العمومية على ضوء قانون الجديد‬
‫للصفقات العمومية‪،‬مرسوم رئاسي ‪ 247-15‬مؤرخ في ‪16‬سيبتمبر‪ 2015‬يتضمن تنظيم‬
‫صفقات عمومية وتفويضات مرفق العام ‪،‬مداخلة مقدمة بمناسبة يوم دراسي حول قانون‬
‫الصفقات العمومية الجديد ‪ ، 247-15‬منظم بتنسيق بين والية بسكرة وجامعة محمد خيضر‬
‫‪ ،‬من يوم ‪12‬ديسمبر الى غاية ‪17‬ديسمبر ‪.2015‬‬

‫النصوص القانونية‪:‬‬

‫‪/1‬النصوص التشريعية ‪:‬‬

‫• القانون ‪، 17/84‬المؤرخفي‪ 7‬يوليويوليو‪ 1984‬المتعلق بقوانين المالية‪.‬‬

‫‪- 58 -‬‬
‫• القانون‪ 21-90‬مؤرخ في ‪ 15‬أوت ‪ 1990‬و المتعلق بالمحاسبة العمومية ج ر‬
‫عدد ‪35‬الصادرة بتاريخ ‪15‬اوت‪ 1990‬معدل ومتمم‪.‬‬
‫• القانون رقم ‪ 06-01:‬المؤرخ في ‪20‬فيفري ‪ ، 2001‬المتعلق بلوقاية من الفساد‬
‫ومكافحته‪ ،‬المعدل والمتمم باالمر ررقم ‪ ، 05-10:‬المؤرخ في ‪ 26‬اوت ‪، 2010‬‬
‫جريدة رسمية ‪ ، 50‬مؤرخة ‪ 01‬سيبتمبر ‪ ، 2010‬والمعدل بموجب القانون رقم‬
‫‪ ، 15-11‬المؤرخ في اوت ‪ ، 2011‬الجريدة الرسمية ‪، 44‬الصادرة بتاريخ ‪:‬‬
‫‪10‬اوت ‪. 2011‬‬
‫• االمر رقم‪،03-06‬المؤرخ في ‪19‬جمادى الثانية ‪ 1427‬ه ‪،‬الموافق لـ‪15‬يوليو‬
‫‪ ، 2006‬يتظمن القانون األساسي العام للوظيفة العمومية ‪،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد‬
‫‪.46‬‬

‫‪/2‬النصوص التنظيمية ‪:‬‬

‫➢ المراسيم التنفيذية ‪:‬‬

‫• المرسوم التنفيذي رقم ‪ 57 / 64‬مؤرخ في ‪ 10‬فيفري ‪ . 1964‬المتضمن االختصاص‬


‫المراقب المالي للدولة ‪ .‬ج ر عند ‪ ، 14‬الصادر بتاريخ ‪ 14‬فيفري ‪ ، 1964‬معدل‬
‫و متمم‪.‬‬
‫• مرسوم تنفيذي رقم ‪ 414 - 92‬مؤرخ في ‪ 24‬نوفمبر ‪ 1992‬و المتعلق بالرقابة‬
‫السابقة للنفقات التي يلتزم بها " ج ر رقم ‪ '82‬صادر بتاريخ ‪ 14‬نوفمبر ‪1992‬‬
‫معدل و متمم‪.‬‬
‫• مرسوم تنفيذي ‪374/09‬المؤرخ في ‪16‬نوفمبر‪ 2009‬يعدل المرسوم التنفيذي ‪-92‬‬
‫‪ 414‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 67‬بتاريخ ‪19‬نوفمبر ‪.2009‬‬
‫• المرسوم التنفيذي رقم ‪ 381 -11‬المؤرخ في ‪ 21‬نوفمبر ‪ 2011‬المتعلق بمصالح‬
‫المراقبة المالية‪،.‬الجريدةالرسميةالعدد‪ - 64‬بتاريخ‪ 27‬جانفي‪2011‬‬

‫‪- 59 -‬‬
‫➢ الق اررات الوزارية ‪:‬‬
‫• قرار و ازرة المالية ‪ ،‬المؤرخ في جمادى الثانية ‪ 1432‬ه ‪،‬الموافق لـ‪05‬ماي‪2011‬‬
‫المتعلق بتحديد إجراءات االلتزامات االحتياطية ‪،‬الجريدة الرسمية ‪،‬العدد ‪32‬‬
‫‪،‬المؤرخة بتاريخ ‪ 08 :‬جوان ‪. 2011.‬‬

‫‪- 60 -‬‬
‫الفهرس‬

‫‪- 61 -‬‬
‫الفهرس‪:‬‬
‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫االية‬
‫شكر وعرفان‬
‫االهداء‬
‫‪03‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪28-07‬‬ ‫الفصل االول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للفساد اإلداري و لمنصب المراقب المالي‬
‫‪08‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪13-09‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الفساد اإلداري وانواعه‬
‫‪11-09‬‬ ‫المطلب األول‪:‬تعريف الفساد اإلداري‬
‫‪13-12‬‬ ‫المطلب الثاني أنواع الفساد االداري‬
‫‪20-13‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬اسباب تفشى ظاهرة الفساد اإلداري واالثار الناجمة عنها‬
‫‪19-14‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬أسباب تفشي ظاهرة الفساد االداري‬
‫‪20-19‬‬ ‫المطلب الثاني ‪:‬االثار الناجمة عن الفساد االداري‬
‫‪27-20‬‬ ‫المبحث الثالث ‪:‬االطار المفاهيمي لمنصب المراقب المالي‬
‫‪22-21‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريف منصب المراقب المالي‬
‫‪24-23‬‬ ‫المطلب الثاني ‪:‬نشاة وتطور المراقب المالي‬
‫‪27-24‬‬ ‫المطلب الثالث ‪:‬تعين المراقب المالي وصالحياته‬
‫‪28‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫‪50-29‬‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬الدور الرقابي للمراقب المالي في مكافحة الفساد االداري‬
‫‪30‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪36-31‬‬ ‫المبحث األول ‪:‬الرقابة السابقة للمراقب المالي كالية لمكافحة الفساد االداري‬
‫‪35-31‬‬ ‫المطلب األول‪:‬النفقات التي تخضع لرقابة المراقب المالي‬
‫‪36-35‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬العناصر الخاضعة لرقابة المراقب المالي‬
‫‪45-37‬‬ ‫المبحث الثاني ‪:‬الرقابة الالحقة للمراقب المالي كالية مكافحة الفساد االداري‬
‫‪42-37‬‬ ‫المطلب األول‪:‬منح التاشيرة و رفضها‬

‫‪- 62 -‬‬
‫‪45-42‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬التجاوزات التي تقع على رقابة المراقب المالي‬
‫‪49-45‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬مسؤولية المراقب المالي وتقيم فعالية رقابته‬
‫‪47-45‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مسؤولية المراقب المالي‬
‫‪49-47‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تقيم فعالية رقابة المراقب المالي‬
‫‪50‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫‪54-51‬‬ ‫خاتمة‬
‫‪60-55‬‬ ‫قائمة المراجع‬
‫‪63-61‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪- 63 -‬‬

You might also like