Professional Documents
Culture Documents
دور المراقب المالي في مكافحة الفساد الاداري في الجزائر .
دور المراقب المالي في مكافحة الفساد الاداري في الجزائر .
دور المراقب المالي في مكافحة الفساد الاداري في الجزائر .
رقــم............... :
أوال نتقدم بالشكر هلل عز وجل الذي أعاننا خالل اقيامنا بإنجاز هذه
المذكرة.
إدريس
اإلهداء
ضحت من أجلي ُفضلها على نفسي ،ولِّ َم ال؛ فلقد َّ لى من أ ِّ
هدا في سبيل إسعادي على َّ
الدوام ولم تدَّخر ُج ً
ُمي الحببية) (أ ِّ
.نسير في دروب الحياة ،ويبقى من ُيسيطر على أذهاننا في كل
مسلك نسلكه صاحب الوجه الطيب ،واألفعال الحسنة
علي طيلة حياته
.فلم يبخل َّ
( والدي العزيز)
إلى أصدقائي ،وجميع من وقفوا بجواري وساعدوني بكل ما يملكون،
وفي أصعدة كثيرة
أ ِّ
ُقدم لكم هذا البحث ،و َّ
أتمنى أن يحوز على رضاكم.
العربي
اإلهداء
الحمد هلل وكفى والصالة على الحبيب المصطفى وأهله ومن وفى و الحمد
هلل الذي وفقنا لتثمين هذه الخطوة في مسيرتنا الدراسية بمذكرتنا هذه.
أما بعد اهدي ثمرة النجاح إلى اعز الناس وأقربهم إلى قلبي إلى والدتي
العزيزة سعداوي زينب و والدي العزيز الصغير احمد اللذان كانا عونا وسندا
لي وكان دعائهما المبارك أعظم اثر في نجاحي.
إلى من ساندتني وخطت معي خطواتي ويسرت لي الصعاب عمتي العزيزة
*الصغير وداد*
إلى العائلة الكريمة التي ساندتني وال تزال ,زهراتي
وفاء♡بيروت♡نسرين♡حنان♡سميرة♡حكيمة♡الىاخي♡عادل ونصر الدين
إلى رفيقة دربي وصديقتي وأختي ♡شيماء♡
إلى رفاق الخطوة األولى والخطوة ماقبل األخيرة إلى من كانو في سنوات
العجاف سحابا مط ار أنا ممتن♡الى كل هؤالء اهديهم هذا العمل المتواضع
سائلة هللا العلي القدير أن ينفعنا به ويمدنا بتوفيقه.
كريمة
مقدمة :
يعد الفساد اإلداري ظاهرة أخالقية سلوكية وهي أيضا مشكلة إدارية وسياسية واقتصادية تعاني
منها معظم دول العام بنسب متفاوتة ،يظهر الفساد على شكل جرائم يعاقب عليها القانون وتكاد
تجمع هته الدول على ضرورة سن قوانين وتشريعات تحد من تلك الجرائم خاصة بعد ميالد اتفاقية
األمم المتحدة لم كافحة الفساد لما لهذا األخير من تأثير مباشر على دفع عجلة التنمية والنمو
االقتصادي ،وبصورة أوضح تطهر تلك جرائم وباألخص جرائم الفساد المالي في البلدان التي
تتصف بضعف الممارسة الديمقراطية وحرية المشاركة في إدارة شؤونها العامة و تتسم حكوماتها
باالستبداد السيا سي والدكتاتورية ،فغياب دولة المؤسسات السياسية والقانونية والدستورية وضعف
الحكومة وغياب عناصر الحكم الصالح وضعف الدور الرقابي ،كلها عوامل تساهم في انتشار
تلك الجرائم في نسيج المؤسسات واإلدارات العمومية.
وفي الجزائر أصبحت جرائم الفساد واقعا ملموسا عبرت عنه الكثير من الخطابات السياسية وكذا
النسب الالفتة للنظر لحجم قضايا الفساد المعروضة أمام القضاء الجزائي في اآلونة األخيرة والتي
برزة للوجود بعد الحراك الشعبي الجزائري ،ناهيك عن تقارير المنظمات الدولية حول مؤشرات
الفساد في الجزائر أين احتلت هذه األخيرة المرتبة 104عالميا حسب تقرير منظمة الشفافية الدولية
لمؤشر مدركات الفساد لسنة 2020والتي تضل نسبا مرتفعة حسب المعايير الدولية ،و لذلك كان
البد من العمل على تطوير منظومة الرقابة المالية القبلية لما لها من أهمية في إضفاء الشفافية
والمساءلة في األعمال اإلدارية التي تقوم بها المؤسسات واإلدارات العمومية على خالفها والتي
يحتم عليها أن تعمل في بيئة خالية من مظاهر الفساد متشبعة بثقافة الحكم الراشد في تسيير وإدارة
شؤونها العمومية ،والتي تتحمل النصب األكبر من مسؤولية تجنيد موظفيها ومنتخبيها على
أساس من النزاهة واألما نة والمسؤولية ،مع ضرورة االلتزام الكامل بالشفافية والحياد في تقديم
الخدمة العمومية وتحقيق العدالة االجتماعية.
إن تعدد أجهزة الرقابة المالية ومن بينها أجهزة الرقابة القبلية على الميزانيات العمومية أمر
مهم في حصر نطاق النفقات العمومية وترشيدها بالقدر والدي حتى ال يترك منفذا لجرائم الفساد
المالي وتبديد األموال العمومية ،ولعلى أهمها وظيفة المراقب المالي تلك الوظيفة المرتبطة بالرقابة
السابقة على صرف الميزانية العامة و يمارس رقابية قبلية التي كان بوادر طهورها في القانون
-3-
الفرنسي و انتقلت فيما بعد إلى التشريع الجزائري في عدة نصوص قانونية والتي تؤسس على مبدأ
المشروعية واحترام القواعد المالية المنصوص عليها في التشريعات المختلفة حيث ال يكون صرف
أية نفقة إال إذا كانت ضمن إطارها وفي الحدود المرسومة لها سلفا .
حاول المشرع الجزائري على غرار التشريعات المقارنة إيجاد منظومة قانونية متماسكة تقوم
على تبني مبــادئ ومعايير الحكامة في التسيير اإلداري على المستوى المحلي والوطني على حد
سواء غير أن غياب التنسيق رغم تعدد أجهزة الرقابة الالحقة على النفقات العمومية كمجلس
المحاسبة على سبيل المثال إال أنها تتدخل إال بعد إنفاق األموال كما وينحصر دور مفتشيه العامة
للمالية في إعداد التقارير دون سلطة للبث أو إصدار إي حكم أو قرار وبالتالي ساهم عدم التنسيق
بين أجهزة الرقابة في عدم فاعلية الرقابة على النفقات العمومية ،كما أن تعدد الرقابة الممارسة
على الميزانية على المستوى المحلي يظهر سيطرة السلطة المركزية على سير الميزانية الشي الذي
يؤدي بضرورة على غياب الشفافية والمصداقية المطلوبة حيث تكتفي البلديات على دور المراجعة
والمتابعة ورصد األخطاء دون أن تمنح لها أحقية المساءلة أو المتابعة وهو الدور الذي اقتصر
على السلطة المركزية وهمش دور المراقب المالي .ومن هنا تأتي أهمية القيام بإصالحات في
المنظومة القانونية الخاصة بها وتعزيز دور المراقب المالي كرقابة قبلية على النفقات العمومية في
ضل ارتفاع معدل الفساد المالي والذي استطاع أن يزعزع مرودية النشاطات اإلدارية وفاعليتها
على ارض الواقع .
أسباب اختيار الموضوع :إن من أسباب اختيار الموضوع هو انتشار ظاهرة الفساد في
المجتمع ومعانات المواطنين من المحسوبية والبيروقراطية وطلب الحصول على مقابل لخدمات
هي في األصل حق من حقوق المواطن .
باإلضافة إلى أسباب موضوعية من خالل عجز القوانين خاصة قانون العقوبات للتصدي لهذه
الظاهرة والبحث عن آليات ووسائل قانونية قادرة على التصدي للفساد بجميع أشكاله ،و تسليط
الضوء على الدور الذي يؤديه المراقب المالي كآلية من آليات مكافحة الفساد اإلداري .
-4-
أهداف الدراسة :تهدف هذه الدراسة من الناحية العلمية في انها تعود بالفائدة على المجتمع
العلمي او الباحثين في هذا المجال من خالل زيادة تحصيلهم العلمي .
أما من الناحية العملية فإنها تهدف الى التعرف على أهم آلية قانونية في مكافحة الفساد االداري
والتي تتمثل في المراقب المالي ،و ذلك من خالل إبراز الدور الرقابي للمراقب المالي في مكافحة
الفساد االداري .
الصعوبات :يمكن حصر الصعوبات التي واجهتنا في اعداد هذه المذكرة في قلة المراجع المتعلقة
بهذا الموضوع ،باالضافة الى تحديد عدد الصفحات .
اشكالية الدراسة :من خالل ماسبق ذكره يمكن طرح اإلشكالية اآلتية :
إلى أي مدى ساهمت وظيفة المراقب المالي في الحد من جرائم الفساد اإلداري كرقابة مالية على
النفقات العمومية لدفع عجلة التنمية االقتصادية وتحسين جودة الخدمة المقدمة للجمهور في
ظل القانون الجزائري ؟
المنهج المتبع :سعيا منا لإلجابة على اإلشكالية اعتمدنا في هذه الدراسة على المنهج الوصفي
المالئم لطبيعة البحث وذلك من أجل بيان دور المراقب المالي في الرقابة على نفقات العمومية في
إط ار مساعي وجهود مكافحة جرائم الفساد وإرساء منظومة الحكم الراشد في الجزائر وكذا بيان
آثار ذلك على حس أداء اإلدارة العامة وجودة الخدمة العمومية التي تقدمها.
-5-
ولمعالجة هذا الموضوع فقد قسمنا هذه الدراسة الى فصلين .
حيث خصصنا الفصل االول الستعراض االطار المفاهيمي للفساد االداري و منصب المراقب
المالي ،اين تم تقسيمه إلى ثالثة مباحث ،لنتطرق في المبحث األول إلى تعريف الفساد اإلداري
وأنواعه ،وفي المبحث الثاني إلى أسباب انتشار الفساد اإلداري واآلثار الناجمة عنه ،أما في
المبحث الثالث كان حول منصب المراقب المالي من خالل تعريفه ،نشأته وتطوره ،شروط التعين
في منصب المراقب المالي ،مع اإلشارة إلى بعض صالحياته .
اما الفصل الثاني فخصصناه الى الدور الرقابي للمراقب المالي في مكافحة الفساد اإلداري ،اين
قسمناه بدوره الى ثالثة مباحث ،حيث عرضنا في المبحث األول الرقابة السابقة للمراقب المالي
باعتبارها أهم آلية لمكافحة الفساد اإلداري ليتم بعدها تناول الرقابة الالحقة في المبحث الثاني أما
المبحث الثالث فكان حول مسؤولية المراقب المالي ،وتقيم مدى فعاليته
-6-
الفصل األول
-7-
الفصل األول :
الفساد بوجه عام متعدد األوجه والمستويات واألسباب التي تجعله ظاهرة معقدة يصعب تحديدها
مما جعلت منه معضلة تعاني منها الكثير من دول العالم ،والفساد اإلداري بشكل خاص لديه
مفاهيم عديدة وصور وأسباب مرتبطة ،حيث نجد أن المشرع الجزائري اقر مجموعة من اآلليات
لمكافحة الفساد اإلداري ،ومن بينها المراقب المالي الذي يعتبر أهم آلية ،هذا األخير الذي سيكون
موضوع دراستنا من خالل تبيان الدور الذي يقوم به في مكافحة الفساد اإلداري.
وبالتالي ال يمكن الخوض إلى دور المراقب المالي في مكافحة الفساد اإلداري دون التطرق الى
اإلطار المفاهيمي للفساد اإلداري ومنصب المراقب المالي ،بداية بمفهوم الفساد اإلداري من خالل
تناول تعريفه وأنواعه باإلضافة إلى أسبابه واآلثار الناجمة عنه لنتطرق بعدها إلى منصب المراقب
المالي من خالل تعريفه و نشأته وتطوره ،باإلضافة إلى شروط تعينه وصالحياته.
-8-
المبحث األول
المطلب األول
نظ ار العتبار الفساد اإلداري من المسائل والمصطلحات العامة والمتداولة كثي ار لدى العام
والخاص،لذلك نجده يتميز بتعاريف مختلفة وهذا ما سنستعرضه في مايلي:
الفرع األول
ورد في اللغة عدة معاني للفظ الفساد و مشتقاته ومن أهم المعاني :افسد المال إفسادا أخذه بغير
1
حق و إستفسد ضد استصلح وتفاسد القوم تدابروا و قطعوا األرحام.
بالضم -فسادا فهو فاسد ،وفسد فسادا فهوجاء في مختار الصحاح " :فسد الشيء يفسد فسيد
والمفسدة ضد المصلحة ".
وجاء في لسان العرب :الفساد نقيض الصالح ،فسد يفسد و يفسد ،وفسد فسادا و فسودا فهو
فاسد ،وقوم فسدي ،وتف اسد القوم :تدابروا و تقاطعوا و المفسدة :خالف المصلحة االستفساد :
2
خالف االستصالح ،ومن معاني الفساد أيضا :الجدب و القحط.
1محمد المدني بوساق ،التعريف بالفساد و صوره من الوجهة الشرعية ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ،الرياض ،2003ص92
2أدم نوح القضاة ،نحو نظرية إسالمية لمكافحة الفساد اإلداري ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ،الرياض ،2003ص 348
-9-
ثانيا :التعريف االصطالحي للفساد اإلداري:عرف الفساد اإلداري بأنه تصرف و سلوك وظيفي سيء
فاسد خالف اإلصالح ،هدفه االنحراف والكسب الحرام و الخروج على النظام لمصلحة شخصية.
-كما يعرف بأنه النشاطات التي تتم داخل الجهاز اإلداري الحكومي والتي تؤدي فعال إلى انحراف
ذلك الجهاز عن هدفه الرسمي لصالح أهداف خاصة سواء كان ذلك بصفة متجددة أم مستمرة و
سواء كان بأسلوب فردي أم بأسلوب جماعي منتظم.
وهذا التعريف ركز على االنحراف اإلداري فقط دون أن يشير إلى المسؤول على االنحراف ودوره
في فساد الجهاز اإلداري.
عرف كذلك بأنه سلوك الموظف الذي ينحرف عن المعايير المتفق عليها لتحقيق أهداف وغايات
1
خاصة.
وعرف الفساد اإلداري عند فئة متشددة بمايلي ":مجموعة من اإلعمال المخالفة للقوانين والهادفة
إلى التأثير بسير اإلدارة العامة و ق ارراتها أو أنشطتها بهدف االستفادة المادية المباشرة أو االنتفاع
غير المباشر" أما عند فئة المتساهلين فقد عرف بأنه " سلوك إداري ال رسمي بديل للسلوك اإلداري
الرسمي تحتمه ظروف واقعية ويقتضيه التحول االجتماعي و االقتصادي الذي تتعرض له
المجتمعات .
نالحظ أن التعاريف السابقة تتفق حول اعتبار استغالل السلطة العامة لتحقيق مكاسب شخصية
من ضمن أعمال الفساد اإلداري،وعليه يمكن تعريف الفساد اإلداري بأنه استغالل الوظيفة العامة
ونفوذها لتحقيق مكاسب شخصية (مادية أو معنوية)بشكل يتعارض مع القوانين سواء ثم ذلك بشكل
2
فردي أو جماعي".
الفرع الثاني
1حاحة عبد العالي ،األليات القانونية لمكافحة الفساد اإلداري في الجزائر ،رسالة دكتوراه ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،الجزائر2013
، 2012 /ص.20
2منصف الشرقي ،عزالدين بن التركي ،الفساد اإلداري :أسبابه ،اثاره وطرق مكافتحه ،الملتقى الوطني حول :حوكمة الشركات
للحد من الفساد المالي والفساد اإلداري ،جامعة محمد خيضر -بسكرة ، -يومي 06و07ماي ، 2012ص 4
- 10 -
حسب قانون العقوبات الفرنسي ميز المشروع الفرنسي بين الفساد االيجابي و الفساد السلبي فقام
بتعريف الفساد االيجابي بأنه " سعي الموظف الحكومي بنشاط من اجل ومنح العقد"
أما الفساد السلبي فقد عرفه بأنه " قبول المسؤول لهدية أو مكافئة أخرى بعد منح العقد أو تقديم
الخدمة ".
ركز المشرع المصري عن الرشوة ولم يعرف الفساد اإلداري ،وتكلم عن الرشوة في المادة 103من
قانون العقوبات ،والمشرع المصري لم يجرم الفساد رغم تعدد مظاهره و صوره.
إن مصطلح الفساد جديد في التشريع الجزائري ،إذ لم يجرم في قانون العقوبات غير انه بعد صدور
قانون الوقاية من الفساد و مكافحته رقم 01 /06المؤرخ في 20فيفري 2006المعدل و المتمم
1
الذي جرم الفساد بمختلف مظاهره.
و بالرجوع إلى قانون الوقاية من الفساد و مكافحته نجد أن المشرع الجزائري انتهج نفس منهج
اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد ،إذ انه لم يعرف الفساد تعريفا فلسفيا بل عرفه من خالل
اإلشارة إلى مظاهره ،وهذا ما جاء في المادة 02من قانون الوقاية " 01 /06الفساد هو كل
الجرائم المنصوص عليها في الباب الرابع من هذا القانون ،و في الباب الرابع صنف جرائم الفساد
إلى أربعة أنواع هي اختالس الممتلكات و اإلضرار بها ،الجرائم المتعلقة بالصفقات العمومية
2
،التستر على جرائم الفساد.
المطلب الثاني
1حاحة عبد العالي ،اآلليات القانونية لمكافحة الفساد اإلداري في الجزائر ،المرجع سابق ،ص . 225
2أحمد بوسقعية ،الوجيز في القانون الجزائي الخاص ،الجزء الثاني ،دار هومة ،الجزائر ،2007ص.5
- 11 -
أوال /االنحرافات المالية :تشمل المخالفات التي يأتي بها الموظف وتتعلق بالنواحي المالية للمنظمة،
مثل:
-مخالفة القواعد واألحكام المالية المنصوص عليها بالقوانين واللوائح المعمول بها .
-اإلهمال أو التقصير الذي يترتب عليه ضياع أو احتمال ضياع حق مالي للدولة.
-كل تصرف عمدي يترتب عليه صرف مبلغ من أموال الدولة أو ضياع حقوقها.
ثانيا/االنحرافات التنظيمية :تشمل المخالفات التي يرتكبها الموظف وتتصل مباشرة بالعمل الذي يقوم
به ،ومن أمثلتها:
ثالثا/االنحراف السلوكي :ويقصد بها تلك المخالفات اإلدارية التي يرتكبها الموظف و تتعلق بسلوكه
الشخصي و تصرفه ومن أهمها:
-1عدم المحافظة على كرامة الوظيفة:الموظف مطالب دائما بالتحلي بالسلوك الالئق بالمركز الوظيفي
الذي يشغله سواء داخل الخدمة أو خارجها ،و عليه تجنب كل فعل يتنافى مع طبيعة مهامه ،
وهذا ما ذهبت إليه المادة 42من القانون 03-06وكل تصرف يخرج عن هذا االطار يعد من
قبيل االنحراف السلوكي للموظف ،كارتكاب الموظف لفعل مخل بالحياء.
-2سوء استعمال السلطة :يقصد بسوء استعمال السلطة أن يبتغي الموظف بممارسة اختصاصه
تحقيق غاية مختلفة عن تلك التي حددها القانون لألعمال الداخلة في هذا االختصاص ،ومن صور
-3المحسوبية :يترتب على انتشار ظاهرة المحسوبية شغل الوظائف العامة بأشخاص غير مؤهلين
مما يؤثر على كفاءة اإلدارة في تقديم الخدمات و زيادة اإلنتاج
رابعا/اال نحرافات الجنائية :تتمثل في االنحرافات الجنائية التي يرتكبه الموظف في جرائم مثل الرشوة
1
واالختالس ،التزوير في المحررات الرسمية ،السرقة ،االعتداء على النفس ،استعمال النفوذ.
المبحث الثاني
الفساد اإلداري ليس ظاهر حديثة ،و ليس مقتص ار على البلدان النامية دون المتقدمة ومن غير
الممكن معرفة مدى انتشار الفساد بشكل دقيق في منطقة و مقارنتها بأخرى ،وإنما يتم ذلك في
الغالب بشكل تقريبي ،فمعظم أعمال الفساد تتم بسرية ،وناد ار ما يتم الكشف عن مثل هذه العمليات
بسهولة.
وت ختلف األسباب التي تؤدي إلى تنامي ظاهرة الفساد و انتشاره في البلدان النامية ومنها الدول
العربية عنها في الدول المتقدمة ،فالعوامل التي تساعده على االنتشار في الدول النامية تختلف إلى
حد كبير عن العوامل المساعدة على نموه في الدول المتقدمة ،إال أن طرق ممارسة الفساد متشابهة
إلى حد كبير ،وعالوة على ذلك فإن قد ار كبي ار من الفساد في الدول النامية تشارك فيه الدول
2
الصناعية بصور مختلفة.
1بسطامي محمد ،الرقابة اإلدارية و دورها في مكافحة الفساد اإلداري في الجزائر ،مذكرة لنيل شهادة الماستر،جامعة زيان عاشور الجلفة ،كلية
الحقوق والعلوم السياسة، 2017/2016،ص 14-12
2أحمد محمود نهار أبو سويلم ،مكافحة الفساد ،الطبعة األولى ،دار الفكر ،عمان ،2010ص 17
- 13 -
المطلب األول
لكي تكون هناك معالجة فعالة و شاملة للفساد اإلداري يفترض بنا معرفة األسباب التي أدت ظهوره
،ومن بين هذه األسباب نذكر مايلي :
الفرع األول
أوال /العوامل الشخصية :توجد عالقة بين خصائص إجمال هذه الخصائص فيما يلي:
-1العمر :إن حاجات الموظف الشاب كثيرة و موارده قليلة ،ولكونه موظفا جديدا و حديث التعيين
قد تكون سببا وراء ممارسات إدارية فاسدة.
-2مدة الخدمة :قد يكون كبار الموظفين ممن تكون مدة خدمتهم طويلة على معرفة تامة بأساليب
إخفاء الممارسات اإلدارية الفاسدة و يساعد هذا األمر على ارتكابها ،وقد يكون الموظف حديث
الخدمة األكثر ميال لممارسة حاالت الفساد اإلداري بسبب تأثره السريع بزمالئه في العمل غير
النزهاء .
-3المستوى الدراسي :إن تأكيد عالقة ممارسات الفساد اإلداري بالمستوى الدراسي و التحصيل
العلمي ربما تختلف باختالف المجتمعات التي يسهل للفرد فيها الحصول على شهادات عليا بأسلوب
غير علمي و غير مشروع و كذلك الحصول على الوظيفة بطريقة غير قانونية و عادلة يكون أفراد
هذا المجتمع أكثر ميال لممارسة الفساد اإلداري ،عكس المجتمعات التي يكون نظامها في الخدمة
المدنية ذو جدية و دقة فهذا يحول دون وصول أناس غير أكفاء إلى الوظائف الحكومية و بالتالي
نقل عمليات الفساد اإلداري .
-4الجنس :عادة الرجال الموظفين يميلون لممارسة الفساد اإلداري من النساء ،بسبب تكوينهم
النفسي وسرعة تأثرهم يما يحيط بهم من عاملين.
-5المهنة والتخصص :من المتوقع أن تكون حاالت الفساد اإلداري أكثر وضوحا لدى اإلداري
ينفي الوظائف الفنية التخصص ،و ربما يعود إلى ممارسة اإلداريين ألعمال تجعلهم على احتكاك
- 14 -
مباشر بالناس تدفعهم غالب األحيان إلى فتح مواضع يمكن النفاذ منها إلى دعوة رشوة أو قبول
1
وساطات أو غيرها من حاالت الفساد اإلداري.
ثانيا /العوامل التنظيمية:و تتضمن أهم األسباب التنظيمية التي تساعد على الفساد اإلداري اآلتي:
-1عدم وجود ثقافة تنظيمية قوية ومتماسكة و ايجابية تؤدي إلى التزام عال والتحلي بأخالقيات
إدارية سامية.
-2كبر حجم المنظمة والذي غالبا ما يؤدي إلى ترهل إداري و بطالة مقنعة و بيروقراطية عالية
وخصوصا في اإلدارات الحكومية.
-3ضعف النظام الرقابي والذي يجعل من الممارسات الفساد روتينيا ساريا يمر دون مساءلة أو
حساب.
-5طبيعة عمل المنظمة بالكثير من السرية و عدم الوضوح و الشفافية و خصوصا إذا كان
للمنظمة موارد كثيرة و بعيدة عن الرقابة الشعبية و اإلعالمية مثل الجيش و قوى األمن.
-6عدم وضوح الصالحيا ت والسلطات و عدم تناسب الهيكل التنظيمي مع طبيعة العمل وعدم
وجود وصف وظيفي واضح.
-7البطالة المقنعة ،أي وجود أعداد كبيرة من العاملين ال يمارسون أعماال فعلية في المنظمة.
-8عدم االستقرار الوظيفي ،أي ثغور الموظف وخاصة في اإلدارات العليا من أن منصبه
2
هو فرصة يجب استغاللها للفترة المحددة التي هو فيها.
أوال /الثغرات القانونية وغموض القوانين و اللوائح :قد يحدث و أن يكون هناك غموض و عدم وضوح
النصوص في قانون ما ،كما قد يكون هناك إتالف في النصوص القانونية من دولة إلى أخرى ،
وهو ما قد شكل فرصة النتشار آليات الفساد في بعض األحيان ،ومثال على ذلك فيما يخص
قوانين و تشريعات محاربة غسيل األموال على المستوى العالمي ،فمعظم دول العالم أصدرت
قوانين تحارب هذه الظاهرة نظ ار لما يخلفه من آثار سلبية على اقتصاديات الدول .
كما أن غموض القوانين و عدم وضوحها يساعد على نمو الفساد و انتشاره ،كعدم وضوح قوانين
الضرائب والجمارك ،فيما يخلق اتصاالت متكررة ما بين المكلفين ومسؤولي الضرائب لالستفسار
عن االلتزامات الضريبية وطريقة دفعها ،وهو ما ينتج عنه طلب الرشاوى ،ومن جهة أخرى يساعد
ذلك على إعطاء المسؤولين حرية التصرف في القوانين الهامة للضرائب خاصة فيما يتعلق بالحوافز
و اإلعفاءات وهو ما يزيد من انتشار الفساد .
ثانيا /ضعف الدور الرقابي وسرية بعض الصفقات الكبرى :قد يكون سبب انتشار الفساد في اإلدارات
العمومية هو ضعف الرقابة على الموظفين اإلداريين من الطرف مسؤوليهم ،مما يجعلهم يتصرفون
خالفا للتعليمات و التوجيهات و اللوائح القانونية التي تنظم العمل ،و بالتالي استغالل نفوذهم في
تلك اإلدارات لطلب الرشوة أو االختالس أو غيرها ،كما أن ضعف دور الرقابة عندما يرتبط األمر
باالنتخابات وتمويل حمالتها ،يساهم في انتشار الفساد السياسي عن طريق شراء األصوات ....
فضعف الرقابة على كبار المسؤولين العموميين ،وتمتع بعضهم بالحصانة زاد من استغاللهم
لنفوذهم و تطاولهم على القانون للوصول إلى منافع شخصية أدت إلى استغالل ظاهرة الفساد.
ثالثا /سياسة األجور:يزداد الفساد في الدولة عندما تكون أجور العاملين بالدولة أقل من األجور
المقابلة في القطاع الخاص ،فيلجأ العاملين بالمؤسسات العمومية إلى رفع مستوى معيشتهم بطرق
غير شرعية ،كما أن جمود سياسات األجور و المرتبات وعدم مواكبتها للظروف االقتصادية
والتغيرات الجذرية في المجتمع يجعلها عاجزة على توفير الحد األدنى من مستلزمات العيش المقبول
- 16 -
لشرائح الموظفين الحكوميين ،مما يدفعهم إلى سد حاجياتهم بوسائل و طرق غير شرعية كقبول
1
الرشاوى و تزوير الوثائق ....
الفرع الثالث
إن الحديث عن األسباب تجعل القارئ يستغرب إذ كيف للقوانين التي تشرع لتحقيق المصلحة
العامة و كيف للقضاء الذي يسعى لنشر العدالة أن يكون لهما دخل في إحداث الفساد ؟
أوال /أسباب قانونية :غموض النصوص القانونية و تفسيرها كل حسب هواه فالمواد المتعلقة
بالفساد اإلداري في جلها غامضة و غير واضحة و يلجأ القاضي في تفسيرها وفقا لسلطته التقديرية
الشيء الذي يشجع القضاة في المساهمة في تطوير الفساد رغبة منهم في تقاضي الرشاوى .
-عدم استقالل القضاء فهذا األمر مرتبط بمبدأ الفصل بين السلطات ،إذ يالحظ في معظم البلدان
المتقدمة و الديمقراطية استقاللية القضاء عن عمل و أداء النظام السياسي ،وهو ما يعطي أبعاد
أوسع لفعالية الحكومة ،أو النظام السياسي تتمثل في الحكم الصالح الرشيد فاستقاللية القضاء
مبدأ ضروري وهام يستمد أهميته من وجود سلطة قضائية مستقلة نزيهة تمارس عملها بشكل عادل
و تمتلك سلطة رادعة.
-تساهل بعض المحامين والقضاة مع العناصر المتهمة المحالة للقضاء بقضايا الفساد اإلداري
واالعتداء على المال العام ،واعتبارها من الدعاوى المخففة التي تحاط بالرحمة و الرأفة مما يشجع
على استمرارها فتصبح النصوص القانونية ال جدوى لها في الحد من ظاهرة الفساد.
-قبول بعض القضاة للرشاوى والهدايا قصد حماية الجناة المجرمين فهنا بعض المتورطين في
عمليات الفساد وخاصة العناصر المحترفة أو تلك التي تقودهم س ار و تشترك معهم من وراء الستار
في تجنيد بعض القضاة و الحكام ليتولوا عن قصد وسبق إصرار حماية الجناةو المجرمين مقابل
الفرع الرابع
وتتمثل في اآلتي :نمط العالقات واألعراف والوعي بين أفراد المجتمع ،كلما كانت الروابط بين
أفراد الطائفة الواحدة أو القبيلة قوية كلما ازداد الفساد التفضيل المسؤولين الحكوميين األقارب
واألصدقاء وإعطائهم الوظائف المهمة التي يحققون من خاللها المكاسب الخاصة غير المشروعة،
وكلما ازد اد وعي أفراد المجتمع كلما انخفض الفساد لمساهمة أفراد المجتمع في محاربته.
كذلك كلما كانت العوامل االجتماعية غير ناضجة ومشبوهة فإنها ستشكل بكل تأكيد مدخال واسعا
للممارسة إدارية فاسدة على مختلف المستويات ،ومن الضروري اإلشارة هنا أن العوامل االجتماعية
قد ال يت م االنتباه لها و ألثرها مثل العوامل االقتصادية ،و ذلك بسبب وقوع المجتمع تحت تأثير
ظاهرة القبول االجتماعي لهذه العوامل ،وذلك بسبب وقوع المجتمع تحت تأثير ظاهرة القبول
االجتماعي لهذه العوامل ،ومن أهم العوامل االجتماعية المحتمل تسببها في الفساد اإلداري نذكر
القيم المشبوهة السائدة في المجتمع.
كذلك يمكن أن تكون البيئة الثقافية بعنصرها وأبعادها المتعددة دافعا للفساد اإلداري خصوصا في
الدول النامية ،فكلما اتسمت البيئة الثقافية باالنغالق والخوف من االنفتاح و الميل إلى الجمود
والتحجر فان بذور الفساد اإلداري تسمو فيها وتنتشر بسرعة و تعقد وسائل مكافحتها وعالجها،
فللمؤسسات التربوية و الدينية والصحافة واإلعالم دور كبير في بناء قيم ثقافية إيجابية أو العكس
2
و التي قد تكون سببا رئيسيا في انتشار الفساد اإلداري.
الفرع الخامس
األسباب السياسية
يتحقق هذا العامل نتيجة لغياب قيم الشفافية والنزاهة و المساءلة وسيادة القانون و هي قيم ترتبط
ارتباطا وثيقا بالديمقراطية كثقافة مجتمع ،وهو ما أشارت إليه ديباجة اتفاقية األمم المتحدة المكافحة
المطلب الثاني
إن للفساد اإلداري آثار سلبية ضارة تتمثل فيما يلي :
.اوال /اإلضرار بمصداقية الدولة وأجهزتها :فانتشار الفساد اإلداري يؤدي إلى إضعاف قواعد العمل
الرسمية والحيلولة دون تحقيق ألهدافه الرسمية ما يؤدي إلى اإلضرار بمصداقية األجهزة اإلدارية
وضعف الثقة به ا من قبل جمهور المتعاملين ،كما أن اتساع دائرة الفساد يؤدي إلى ضعف الهياكل
اإلدارية األمر الذي يقضي إلى فشل النظام اإلداري.
ثانيا /إعاقة عملية التنمية وإضعاف النمو االقتصادي :جاء في تقرير التنمية الصادر عن البنك الدولي
سنة 1997بأنه في استبيان موجه لقرابة 150مسؤوال رئيسيا من 60دولة نامية حول معوقات
التنمية كانت اإلجابة أن الفساد اإلداري والمالي هو أكبر معوق للتنمية،فالفساد سلوك ضار يؤدي
إلى االضطراب واإلخالل ،كما تشير الكثير من الدراسات إلى أنه للفساد اإلداري آثار سلبية على
النمو االقتصادي ،ومن ذلك تخفيض معدالت االستثمار ومن ثم خفض حجم الطلب الكلي،
وبالتالي تخفيض معدل النمو االقتصادي .فما يرافق الفساد اإلداري من دفع للرشاوى يمثل لكثير
من رجال األعمال نوعا من الضرائب مما يدفعهم إلى التقليل من استثما ارتهم في الدول التي يوجد
فيها فساد.
.رابعا/ظهور طبقة تعمل على نشر الفساد :وهذا بغرض تحقيق مصالحها الخاصة ،حيث يفقد الجهاز
اإلداري كيانه لصالح المنظومات الفاسدة بداخله عند انتشار الفساد ويتم تحويله لتحقيق مصالحها
الخاصة بدال من المصلحة العامة ،فالمستفيدون من الفساد يعملون على نشر الفساد في أكبر عدد
ممكن من األجهزة والمؤسسات الحكومية ،يدعمهم في ذلك عدم المحاسبة والمساءلة القانونية.
خامسا/تدني مستوى األنشطة الخدمية واإلنتاجية:هذا نتيجة من نتائج الفساد اإلداري ،ففي دراسة ميدانية
ألحد المدن العربية ألوضاع المستشفيات أظهرت النتائج أن األجور تكاد تكون دون المستوى
لممارسي مهنة الطب ،فيعتبر من أهم األسباب التي تؤدي إلى تدني مستوى تقديم الخدمات الطبية
1
في المستشفيات بوجه عام.
يعتبر الفساد أكبر معوق أمام التنمية وهو المسؤول األول عن تردي األوضاع االقتصادية
واالجتماعية والسياسية وتردي المردود الفردي ،ناهيك تأثيره بشكل مباشر على العدالة التوزيعية
والفعالية االقتصادية نظ ار الرتباطه بإعادة توزيع أو تخصيص بعض السلع والخدمات لصالح
جماعة هي أكثر قوة باحتكارها للسلطة والنفوذ ،وما يستتبع ذلك من ذلك من إضعاف القيمة العملة
الوطنية كنتيجة لالستيالء على أموال البنوك في قروض بدون ضمانات حقيقية وتهريب األموال
2
إلى الخارج.
المبحث الثالث
إن مفهوم المراقب المالي مرتبط لوظيفة الرقابة السابقة والالحقة على صرف الميزانية العامة إذ أن
السبب الرئيسي الذي أدى بتأسيس هذه الوظيفة الرقابية هو أنه ال يمكن صرف أية نفقة إال إذا
كانت في إطار المشروعية القانونية واحترام القوانين فهي تعمل على صون والحفاظ على المال
المطلب األول نتناول فيه (التعريف بمنصب المراقب المالي ) أما المطلب الثاني فتناول فيه
(نشأة وتطور منصب المراقب المالي ) .
المطلب األول
إن منصب المراقب المالي ظهر بغرض صرف الميزانية العامة في إطار الشرعية و المشروعية،
حيث يعد المراقب عون من أعوان تنفيذ الميزانية و يمارس رقابية قبلية كمهمة أصلية أوكلت له و
التي كان ظهورها و تطورها عبر مراحل في القانون الفرنسي و امتدت إلى التشريع الجزائري .
إن المشرع الجزائري وبتتبع مختلف النصوص القانونية ذات العالقة نجده لم يحاول إعطاء تعريف
واضح للمراقب المالي غير انه يمكن استخالصه من نص المادة 60من القانون رقم 21- 90
المتعلق بالمحاسبة العمومية 1و المادة 04من المرسوم التنفيذي 414 - 92المتعلق بالرقابة
السابقة للنفقات التي يلتزم بها على أنه ذلك الموظف التابع لو ازرة المالية و الذي يتم تعينه يمضى
قرار وزاري من طرف الوزير التابع للميزانية. 2
3
وهو يقوم برقابة إجبارية على مشاريع االلتزام بالنفقات .باإلضافة إلى األعمال ذات األثر المالي
- 1منصب المراقب المالي المركزي :يعين على المستوى المركزي يكون تعيين المراقب الماليعلى
مستوى كل دائرة و ازرية غد يشرف على رقابة المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري التابعة
المادة 60من قانون رقم 21-90مؤرخ في 15أوت 1990و المتعلق بالمحاسبة العمومية ج ر عدد 35 1
المادة 04من مرسوم تنفيذي رقم 414 - 92مؤرخ في 24نوفمبر 1992و المتعلق بالرقابة السابقة للنفقات التي يلتزم بها " 2
- 21 -
للو ازرة المعينة ،كما أن هنالك مراقب مالي لكل من المجلس الدستوري و مجلس المحاسبة. 1
إن الرقابة المالية على المستوى المركزي في غاية األهمية كون أن األخطاء المرتكبة من طرف
الوزراء وهم اآلمرون بالصرف الرئيسيون قد تكون في غاية الجسامة ويصعب تداركها فيما بعد
2
ألن االعتمادات المخصصة لهم ضخمة المبالغ
إال أن الرقابة على هذا المستوى تكون صعبة كون أن ق اررات االلتزامات پالنفقات و األمر بصرفها
تصدر من الوزراء ،و هم اآلمرون بالصرف الرئيسيون الذين هم في قمة السلم اإلداري بينما
المراقب المالي فهو في درجة أدنى مرتبة منهم.
وكما يطلق عليه المراقب المالي الممركز وبالفرنسية()Le Controleur Financier Déconcentre
وظهر المراقب المالي على هذا المستوى نظ ار لتطور و زيادة النفقات على المستوى المحلي
وباالعتماد على نظام الالمركزية اإلدارية الذي يتيح جملة من صالحيات واختصاصات مالية
للجماعات اإلقليمية خاصة في مجال إعداد ميزانيتها السنوية إذ تم تأسيس الرقابية على المستوى
المحلي من طرف المشرع الفرنسي وفقا لنص القانون المؤرخ في 13نوفمبر 1970و الذي عدل
و تمم بالمرسوم المؤرخ في 1996/ 07 / 16الذي بموجبه تم تأسيس مراقبين محليين على
المستوى المحلي وقد أخذ به المشرع الجزائري في إطار المركزية اإلدارية إذ تم استحداث مصلحة
3
للرقابة المالية على مستوى كل والية
المطلب الثاني
انه للحديث عن أصالة الرقابة الممارسة من قبل المراقب المالي ،يتعين الرجوع الى التنظيم
القانوني الخاص به في فرنسا ،الن بالدنا كانت مستعمرة تابعة لها ،وعليه فانه أمام الصعوبات
أحمد بوجالل هذي فعالية المحاسبة العمومية في تنقية الميزانية العامة للدولة ,مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة 1
الماجستير تخصص نقود مالية البنوك -كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير جامعة عمار ثليجي باألغواط ، 2010ص 23
بوبقرة الشيخ ،مراقبة في النفقات العامة في طل اإلصالحات المالية حالة الج ازئر مذكرة تخرج لنيل شهادة الماجستير في العلوم 2
االقتصادية تخصص تحليل اقتصادي .كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير ،جامعة أبو بكر بلقا بد تلمسان ،2007.ص 25
بوبقرة الشيخ ،المرجع نفسه ،ص .26 3
- 22 -
الدائمة و المتكررة التي تعرض لها البرلمان الفرنسي أثناء رفضه التصويت على اإلعتمادات
اإلضافية و المخص صة لتغطية النفقات التي سبق صرفها أي تم صرفها مسبقا ،الشيء الذي أدى
بالمشرع إلى ضبط نظام محاسبة خاص باألقسام الو ازرية بموجب القانون لسنة 1890المتعلق
1
يمسك محاسبة االلتزام بالنفقات
فيما بعد جاءت عدة نصوص محسنة و مدعمة آلليات الرقابية على االلتزام بالنفقات و التي
ترجمت بالرقابة على الملتزم بها و دلك بموجب القانون المؤرخ في 10أوت 1922الذي ضبط
بصفة نهائية نظام الرقابة السابقة على النفقات الملتزم بها و بموجب هذا القانون بعين مراقبي
الن فقات الملتزم بها من بين قضاة مجلس المحاسبة ،و موظفي المتفشية العامة المالية و تعينهم
بموجب هذا القانون يكون من طرف وزير المالية ،و بصدور القانون لسنة 1956أصبحوا يسمون
بالمراقبين الماليين الدين يتبعون لمديرية الميزانية ،و يعينون في كافة الو ازرات خاصة الو ازرات
التي كانت تراقب من طرف عدة مراقبين ماليين مثل و ازرة الدفاع وو ازرة التربية .
إن نشأة وظيفة المراقب المالي بصفه فعلية تعود إلى قانون سنة 1922و كان يسمى مراقب
النفقات الملتزم بها إذ كان من حقه المشاركة في مشاريع ميزانية التسيير و كان يعين مباشرة من
قبل وزير المالية
إن هذه الرقابة نشأت بطلب من البرلمان فبصفتها رقابة سابقة فإن ذلك كان يسمح له التأكد من
احترام إيجازية الميزانيائية .)Autorisation Budgetaire )2
أما في الجزائر فقد ورثت هذا النظام على فرنسا حتى صدور المرسوم رقم 54 / 64المؤرخ في
10فبراير 1964المعدل و المتمم الختصاص المراقب المالي للدولة المحدد المهام المراقب
المالي 3ثم جاءت التعليمة رقم 01و ازرة المالية في المديرية العامة للميزانية المؤرخ في 1جوان
1983المتعلقة بالرقابة على النفقات الملتزم بها و يعدها جاء المرسوم التنفيذي رقم 414 - 92
المؤرخ في 1992يتعلق بالرقابة السابقة للنفقات التي يلتزم به حيت يحدد كيفيات القيام بالرقابة
محمد الصالح فينش ،ال رقابة على تنفيذ النفقات العمومية في القانون الجزائري رسالة من أجل نيل شهادة دكتورة في القانون 1
المطلب الثالث
سنتناول ضمن هذا المطلب السلطة المؤهلة لتعيين المراقب المالي ومساعديه باإلضافة إلى شروط
تعينهم لنتطرق بعدها إلى المهام الخاصة به.
ان تعين المراقب المالي يختص به وزير المالية من بين موظفي المديرية العامة للميزانية حسب
الكيفيات والشروط القانونية المنصوص عليها في المرسوم التنفيذي رقم ، 414-92الذي يحدد
قائمة المناصب العليا في المصالح الخارجية التابعة للمديرية العامة للميزانية وتصنيفها التعين يجد
قوته وأساسه القانوني عبر نص المادة 60من قانون 21-90المتضمن قانون المحاسبة العمومية
التي تنص على انه " يعين المكلفون بممارسة وظيفة مراقبة النفقات المستعملة من قبل الوزير المكلف بالمالية
3
"
-المتصرفين المستشارين الذين يثبتون خمس سنوات من الخدمة الفعلية بإدارة الميزانية.
-المفتشين المحللين المركزيين للميزانية الذين يثبتون خمس سنوات من الخدمة الفعلية بإدارة
الميزانية.
2بندارجي عثمان،مجال تدخل المراقب المالي في صفقات العمومية على ضوء قانون الجديد للصفقات العمومية،مرسوم رئاسي
247-15مؤرخ في 16سيبتمبر 2015يتضمن تنظيم صفقات عمومية وتفويضات مرفق العام ،مداخلة مقدمة بمناسبة يوم دراسي
حول قانون الصفقات العمومية الجديد ، 247-15منظم بتنسيق بين والية بسكرة وجامعةمحمد خيضر ،من يوم 12ديسمبر الى
غاية 17ديسمبر ، 2015ص .1
3المادة 60من القانون رقم ،21 - 90المرجع السابق.
- 24 -
-المتصرفين الرئيسيين الذين يثبتون خمس سنوات من الخدمة الفعلية بهذه الصفة بإدارة الميزانية
او ثماني سنوات من االقدمية بإدارة الميزانية.
-المفتشين المحللين الرئيسيين للميزانية الذين يثبتون سيع سنوات من الخدمة الفعلية بإدارة الميزانية.
-المفتشين المحللين للميزانية والمتصرفين الذين يثبتون عشر سنوات من الخدمة الفعلية بهذه
1
الصفة بإدارة الميزانية.
وباإلضافة إلى الشروط السابقة الذكر فانه يشترط حصول الشخص على األقل على شهادة ليسانس
2
في التعليم العالي او شهادة جامعية معادلة لها للتعيين في المنصب
اما المراقب المالي المساعد يعين بقرار من الوزير المكلف بالميزانية من بين :3
-المتصرفين المستشارين الذين يثبتون ثالث سنوات من الخدمة الفعلية بإدارة الميزانية
-المفتشين المحللين المركزيين الذين يثبتون ثالث سنوات من الخدمة الفعلية بإدارة الميزانية
-المتصرفين الرئيسيين الذين يثبتون ثالث سنوات من الخدمة الفعلية بهذه الصفة بإدارة الميزانية
او ست سنوات من االقدمية بإدارة الميزانية.
-المفتشين المحللين الرئيسيين للميزانية الذين يثبتون خمس سنوات من الخدمة الفعلية بإدارة
الميزانية
-المفتشين المحللين للمي ازنية والمتصرفين الذين يثبتون ثماني سنوات من الخدمة الفعلية بهذه
4
الصفة بإدارة الميزانية
حمودي محمد ،دور المراقب المالي في متابعة المسار المهني للموظف ،مجلة الحقوق والعلوم االنسانية ،المجلد ،11العدد،2 1
،2018ص 540
2بوعقيلي لخضر ،حداد سليم ،المرجع السابق ،ص.33
3المادة 14من المرسوم التنفيذي رقم 11 - 381المؤرخ في 21نوفمبر 2011المتعلق بمصالح المراقبة المالية الجريدة الرسمية
العدد - 64بتاريخ 27جانفي2011
حمودي محمد ،المرجع السابق ،ص 541 4
- 25 -
نصت عليها المادة 58من القانون 21 - 90المؤرخ في 15اوت 1990المتعلق بالمحاسبة
العمومية والمادة 10من المرسوم التنفيذي رقم 11 - 381المتعلق بمصالح الرقابة المالية وتتمثل
هاته المهام فيما يلي:
-السهر على صحة توظيف النفقات بالنظر الى التشريع المعمول به،
-تنفيذ األحكام القانونية والتنظيمية فيما يتعلق بمراقبة النفقات الملتزم بها
-تمثيل الوزير المكلف بالمالية لدى لجان الصفقات العمومية ولدى المجالس اإلدارية ومجالس
توجيه المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري والمؤسسات األخرى.
-إعداد تقارير سنوية عن النشاطات وعروض األحوال الدورية الوافية التي توجه إلى الوزير المكلف
بالمالية.
-تنفيذ كل مهام الفحص والرقابة المتعلقة بجوانب تطبيق التشريع والتنظيم المتعلقين بالمالية
العمومية بناء على قرار من الوزير المكلف بالمالية
-المشاركة في دراسة وتحليل النصوص التشريعية والتنظيمية المبادر بها من المديرية العامة
للميزانية والتي لها اثر على ميزانية الدولة والجماعات المحلية والهيئات العمومية.
-مساعدة أية مهمة رقابية أو تقييم لمصالحه في إطار البرنامج المسطر من طرف المديرية العامة
للميزانية.
-تقديم نصائح لآلمرين بالصرف على المستوى المالي قصد ضمان نجاعة النفقات العمومية
وفعاليتها.
- 26 -
-المساهمة في اإلعمال التحضيرية للميزانية المعهودة اليه وضمان متابعتها وتقييمها وكذا اقتراح
1
كل تدبير ضروري يسمح بتسيير ناجع وفعال للنفقات العمومية.
أما المراقب المالي المساعد فانه يقوم تحت سلطة المراقب المالي بتطبيق القوانين والتنظيمات
2
السارية المفعول المتعلقة بالنفقات العمومية ويكلف ب:
-إعداد تقرير للمراقب المالي عن نشاطاته وظروف ممارسة الصالحيات المسندة اليه
-إنابة المراقب المالي في حالة غيابه او حصول مانع له حسب الشروط و الكيفيات التي تحدد
بموجب قرار من الوزير المكلف بالميزانية.
وأن المراقب المالي مرتبط بوظيفة الرقابة السابقة والالحقة على صرف الميزانية العامة ،اذ أنه ال
يكون صرف أية نفقة إال إذا كانت في إطار المشروعية القانونية.
- 28 -
الفصل الثاني
- 29 -
الفصل الثاني
تعتبر رقابة المراقب المالي من أحسن الوسائل الرقابية للمحافظة على األموال العمومية وحمايتها
من كل مظاهر الفساد اإلداري ،كونها رقابة سابقة والحقة مانعة لوقوع األخطاء .
ولمناقشة هذه الدور الرقابي لمكافحة الفساد اإلداري ،فقد تم تقسيم هذا الفصل الى ثالثة مباحث
أين تم التعرض في المبحث األول للرقابة السابقة للمراقب المالي ،بينما تناول المبحث الثاني :
الرقابة الالحقة للمراقب المالي ،ليتم التطرق في المبحث الثالث :تقيم فعالية رقابة المراقب ـالمالي
.
- 30 -
المبحث األول
الرقابة السابقة للمراقب المالي كألية لمكافحة الفساد اإلداري
سنتطرق في هذا المبحث إلى النفقات التي تخضع إلى رقابة المراقبة المالي وذلك في المطلب
األول ،باإلضافة إلى العناصر الخاضعة إلى رقابة المراقب المالي وذلك في المطلب الثاني.
المطلب األول
النفقات التي تخضع لرقابة المراقب المالي.
تخضع جملة من الميزانيات الى رقابة المراقب المالي وهذه الميزانيات نص عليها المرسوم التنفيذي
1
414/92
-1ميزانية المؤسسات واإلدارات التابعة للدولة:وهيتعني أن لكل و ازرة ميزانيتها الخاصة والمتضمنة
للنفقات العامة المحددة التي تمكن صرفها ،وهو األمر الذي ينطبق أيضا على الهيئات التابعة
للدولة ذات الطابع اإلداري.
-2الميزانيات الملحقة:للمراقب المالي دور في القيام بالرقابة المالية السابقة على هذا النوع من
الميزانيات الملحقة التي تتمتع بالشخصية المعنوية ،ويتجلى بالمقابل دورها في تقديم خدمات أو
2
إنتاج خدمات تكون مدفوعة الثمن
إن اللجوء إلى الميزانية الملحقة في الجزائر ليس متوات ار بل استعملت بصفة قليلة ،و قد عرفت
الجزائر بعد االستقالل ثالثة ميزانيات ملحقة ھي :الميزانية الملحقة للبريد PTTالمطبعة الرسمية
،مؤسسة تسير المياه ،les irrigations a eau potableو تزايد عددها بعد ذلك تماشيا مع تطور
الحياة االقتصادية و االجتماعية للدولة ،لكن مع بدابة التسعينات و التحول نحو النظام الرأسمالي
مع بروز مؤسسات ذات طابع حديث،التي أصبح اللجوء إلیھاأكثر فعالية و نظ ار للمرونة التي
1يزيد محمد األمين ،المراقب المالي في النظام القانوني الجزائري واقع وافاق ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق ، ،جامعة
الجزائر – 1يوسف بن خدة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،السنة الجامعية ، 2013 /2012ص 75
2بورطلة علي ،المراقب المالي في الجزائر ،مذكرة لنيل شهادة الماجستيرفي الحقوق، ،جامعة الجزائر – 1يوسف بن خدة ،
كلية الحقوق والعلوم السياسية ،السنة الجامعية ، 2014/2013ص 45-44
3دغيش دالل ،التكامل بين المراقب المالي والمحاسب العمومي في الرقابة على تنفيذ النفقات العمومية ،مذكرة لنيل شهادة
الماستر في الحقوق ، ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسير ،تخصص محاسبة ،السنة الجامعية
، 2019/2018ص.39
- 32 -
-05ميزانية البلدية :قبل 2009كانت ميزانية البلدية خاضعة لرقابة القابض البلدية إال أنها وبسبب
سوء التسيير والتجاوزات المالية التي عرفتها أغلب بلديات الوطن لعدم فعالية الرقابة
المالية،جاء 2009بغرض توسيع مجال 374 /11/المؤرخ في / 16المرسوم رقم 09الرقابة
المالية ،ولتشمل ميزانيات البلديات وبإخضاعها إلى رقابة المراقب المالي لتجنب التجاوزات المالية
وتطبيقا للمرسوم التنفيذي السالف الذكر وبالتحديد للمادة الثانية منه ،فقد حددت عملية اإلخضاع
للرقابة وفقا لرزنامة تنفيذ عبر مراحل تمتد لمدة ثالثة سنوات ،.ففي المرحلة األولى المحدد بمدة
سنة ،شملت خالها الرقابة المالية البلديات مقر الواليات المتمثلة في 48والية لما لها من إمكانيات
.
أما المرحلة الثانية لتوسيع الرقابة المالية فقد بدأ سريانها من سنة ، 2011وخصت بلديات مقر
الدوائر والمقاطعات اإلدارية في المرحلة الثالثة واألخيرة توسعت الرقابة المالية لتشمل باقى البلديات
المتبقية ،وعلى أن تسري خالل السنة المالية 2012إن ظهور العراقيل والصعوبات أثناء االنطالق
في ممارسة الرقابة المالية السابقة على النفقات الملتزم بها للبلديات خصوصا منها عوائق الجانب
البشري ،أدى إلى صدور قرار تعديلي بتمديد تاريخ سريان اإلخضاع للرقابة المالية للمراقب المالي
بجعل بلديات مقر الدوائر فإنه يسري تاريخها ابتداء من شهر أفريل 2012بعد أن كان مبرمج
للسنة المالية ، 2011أما فيما يتعلق بباقي البلديات فقد حدد تاريخ السريان من أفريل 2013بعد
أن كان مبرمج للسنة المالية .2012
-07ميزانية المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري :وهي الهيئات اإلدارية التابعة للدولة وذات
االستقاللية من حيث الشخصية المعنوية والذمة المالية كونها ذات ميزانية عامة خاصة بها وتخضع
نفقاتها لمراقبة المراقب المالي بعد أن تعرض عليه عمليات التنفيذ من طرف اآلمر بالصرف .1
-08ميزانية المؤسسات االستشفائية :وهي مؤسسات صحية تتكفل بالقطاع الصحي بجميع أنواعه
لما لها عالقة مباشرة بالمواطن،وذات ميزانية كبيرة الحجم بالنظر إلى عدد موظفيها ومجال
عملها،وهي تتميز أصال بحرية التصرف المالي ،وتخضع في ذلك إلى الرقابة الوصائية سواء عن
طريق و ازرة الصحة بالنسبة للمراكز االستشفائية الجامعية أو عن طريق مديرية الصحة باسم الوالي
بالنسبة للقطاعات الصحية والمؤسسات االستشفائية المتخصصة.
ان هذا النوع من الرقابة المالية انتهى بالفشل ،وأعطى نوع من سوء التسيير وتراكم الديون ،مثلما
كان عليه الوضع المالي بالنسبة للبلديات ،وعليه جاء المرسوم التنفيذي السابق رقم 439-09
هذه العناصر تم تحديدها بموجب المادة 09من المرسوم التنفيذي 414/92والمتمثلة فيما يلي:
/1صفة اآلمر بالصرف أو المفوض له :وهو اإلجراء الرقابي األول الذي يجب على المراقب المالي
القيام به قبل المرور إلى فحص الشروط العناصر األخرى للتحقق من شرعية النفقة .إذ يقوم هذا
اإلجراء على التأكد من أن اآلمر بالصرف الذي ينفذ عملية الصرف مؤهل قانونا للقيام بهذه العملية
وذلك عن طريق مطابقة اإلمضاء الموجود على الوثائق من بطاقة االلتزام ،عقد ،سند طلب،
فاتورة,.....إلخ مع قرار تعيينه ونموذج اإلمضاء الموجود في ملف اعتماده لذا مصالحه .
/02التحقق من توفر االعتمادات المالية :تخصص الميزانية المتعلقة بالدولة أو بالوالية أو البلدية
لكل مشروع من المشاريع التي تقوم بها المصلحة المتعاقدة اعتمادا ماليا؛ وعليه فرقابة المراقب
المالي تنصب حول ال تأكد من أن التخصيص المالي للصفقة والمبلغ المقدم قد خصص فعال
للمشروع الذي منح المبلغ ألجله،فاآلمر بالصرف ال يمكنه استعمال االعتمادات حسب رغبته بل
يتعين عليه احترام أبواب وفصول ومواد الميزانية من حيث طبيعة النفقة ومن حيث سقف االعتماد؛
المبحث الثاني
الرقابة الالحقة للمراقب المالي كآلية لمكافحة الفساد اإلداري
يظهر الدور الرقابي للمراقب المالي من خالل تاشيرته على االلتزام بالنفقة ،كما يحق له التمسك
برفض التاشيرة بشرط ان تكون مالحظات الرفض منطقية بعيدة عن كل تعسف وهذا ما سنتطرق
1حفيظة نوار ،رقابة الهيئات المالية على الصفقات العمومية ،مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق، ،جامعة قاصدي مرباح ورقلة ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،السنة الجامعية ، 2017/2016ص . 15
2ديغش دالل ،المرجع السابق ،ص 45 .
3نصيرة عباس،اليات الرقابة اإلدارية على تنفيذ النفقات العمومية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق، ،جامعة بومرداس ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،السنة الجامعية ، 2012/2011ص 44
4ديغش دالل ،المرجع نفسه ،ص 45 .
- 36 -
اليه في المطلب األول ،على ان نتطرق في المطلب الثاني الى تغاضي االمر بالصرف ومسؤوليات
المراقب المالي عن جميع المواقف التي يتخذها .
المطلب األول
منح التاشيرة او رفضها .
/01منح التأشيرة :إن الغرض من تأشيرة المراقب المالي ما هي إال دليل على توافر العناصر
الجوهرية التي يجب أن تبنى عليها الصفقة ،وهي دليل كذلك على صحة االلتزام بالنفقة المتعلق
بالصفقة وسالمة إج ارتها من الناحية القانونية ،في هذه الحالة يقوم المراقب المالي بالتأشير بالموافقة
على مشروع االلتزام ،ويصبح التزاما باإلنفاق ويحوز على القوة القانونية لمواصلة العملية المالية
.1
إن هذه الرقابة ،من صالحيات المراقب المالي الذي يمارسها عن طريق وضع تأشيرته على بطاقة
االلتزام والوثائق المرفقة بعد أن يتأكد من وجود مالءمة للنفقة تطبيقا للقانون ،يكون ذلك بعد أن
يقدم اآلمر بالصرف بطاقة االلتزام إلى المراقب المالي وعلى أن تتضمن كافة الشروط الشكلية
والقانونية بما فيها الجانب المالي أيضا ،ووجود االعتمادات ودقة التقييم للنفقة المطالب بتقديمه .
إن بطاقة االلتزام للمراقب المالي بغرض الحصول على التأشيرة ،ھو تصرف مكتوب يقوم به اآلمر
بالصرف بتدوين المبلغ المقرر للعملية ،و أن يكون مرفق بوثيقة تدعيمية ،مثل وصل الطلب أو
2
فاتورة أو اتفاقية أو صفقة وبشرط توفر االعتماد المالي.
إن بطاقة االلتزام يجب أيضا أن تتضمن وقبل تقديمها للمراقب المالي ،بيانات إلزامية تحت طائلة
الرفض النهائي أو المؤقت في حالة تخلفها ،ومن ضمنها:
-ضرورة ذكر رقم التسجيل:وهو أن تتضمن بطاقة االلتزام رقما تسلسليا يكون تابعا مباشرة للرقم
السابق له وعليه فإنه أثناء االنطالق أو في بداية العمل على تنفيذ الميزانية ،فإن أول بطاقة التزام
تقدم للمراقب المالي تكون تحمل رقم 01ثم تليها بطاقة االلتزام التي تحمل رقم 02و التي يكون
البطاقات مرتبطة موضوعها دائما وفي جميع األحوال صرف نفقة ،وهذه بشرط أن تكون ھذه
ومتعلقة بنفقات من نفس الطبيعة ،وبالنتيجة تابعة لنفس الفصل أو نفس المواد ،احتراما لتخصيص
االعتماد السابق ذكره ،مع ضرورة وضع كل وثيقة في عنوان صرفها حتى يتسنى للمراقب المالي
من بسط الرقابة اإلدارية بما فيها الرقابة المحاسبية في هذه الحالة أيضا.
بالرجوع إلى شكل بطاقة االلتزام ،فإنها تحمل في صفحتها األولى ثالثة خانات ،الخانة األولى
يسجل بها الرصيد القديم ،و الخانة الثانية تحمل عنوان مبلغ النفقة الملتزم به وھو المبلغ الخاص
باالعتماد المراد صرفه والذي قدمت بشأنه بطاقة االلتزام ،أما الخانة الثالثة فتحتوي على المبلغ
المتبقي الذي أصبح يمثل قيمة الرصيد الجديد.
إن بطاقات االلتزام تقدم من اآلمر بالصرف إلى المراقب المالي بأرقام تسلسلية ،وھو ما يعني أنه
ال يجوز وال يمكن أن يترك فراغ في األرقام ،كما أن المبالغ المالية تكون أيضا مذكورة تسلسليا
وحسابيا.
وعليه فانه خالصة مما سبق إن بطاقة االلتزام يجب أن تحترم اإلجراءات الشكلية والقانونية ومنها
أن تكون ممضاة من طرف اآلمر بالصرف ومدعمة بالوثائق الثبوتية ،وعلى المراقب بعدھا التأكد
من التحميل للنفقة ،أي أن يكون المبلغ مسجل في الفصل الصحيح من تقسيم الميزانية ،ويتطابق
مع االلتزام ويمتد التدقيق إلى المادة التي تصنف بدقة حقيقة االعتماد والعمل على التأكد من وجود
حيث بعد التأكد من توفر هذه العناصر األساسية وغيرها من الشروط القانونية والمحاسبية يمكن
بعدها للمراقب المالي من وضع تأشيرته على بطاقة االلتزام والوثائق المرفقة عند االقتضاء وعليه
أن يعطي لتأشيرته رقم وتاريخ منحها ،وبالمقابل قد تكون االلتزامات محل الدراسة والمراقبة من
طرفه قد تصل إلى المتابعة الجزائية وعليه أن يصدر مذكرة رفض كتابية سواء كانت نهائية أو
مؤقتة حسب الحالة المطروحة وتماشيا مع التشريع والتنظيم الماليين بدل من منح التأشيرة رغم عدم
أحقيتها ،وكل ذلك في إطار التطبيق الصحيح للقانون.1
/02رفض التأشيرة :انه بتوفر الشروط السابقة يؤشر المراقب المالي على السجل او الوثيقة المثبتة
لاللتزام بالنفقة ،واال يقوم برفض التأشيرة النعدام العناصر السابقة مع تعليل الرفض في مدة ال
تفوق 20يوم . 2
والرفض قد يكون مؤقت او كلي :
/1-2الرفض المؤقت :ويقصد به أن المراقب المالي غير موافق على صرف النفقة بالشكل الذي
قدم إليه ،بحيث يرفض التأشيرة إلى حين تسوية أو تصحيح ما يشوب االلتزام بالنفقة المقدم إليه
.3
لقد حددت قانونا الحاالت التي يمكن للمراقب المالي بموجبها إصدار مذكرات الرفض المؤقت ،وقد
جاءت على سبيل الحصر لمنع إعاقة تنفيذ الميزانية ،وبالتحديد نفقاتها الملتزم بها ،إال أنه رغم ذلك
يمكن للمراقب المالي التوسع على ضوئها عن طريق تفسير هذه الحاالت ،ومهما يكن من أمر فإن
4
حاالت الرفض المؤقت حددت قانونا كما يلي:
-اقتراح التزام مشوب بمخالفات للتنظيم قابلة للتصحيح
-انعدام أو نقص الوثائق الثبوتية المطلوبة.
-نسيان بيان ھام في الوثائق المرفقة.
إن المراقب المالي مطالب باحترام اآلجال القانونية الممنوحة له بغرض تنفيذ مهام الرقابة المسبقة
على النفقات الملتزم بها ،وذلك حفاظا على حقوق الغير والمصلحة العامة وحتى ال يترك له حرية
في اختيار اآلجال التي يراها مناسبة ،والتي قد تكون لها أثار سلبية الحقا سواء في حالة منح
التأشيرة أو في حالة رفضها ،خصوصا وأن مدة مراقبة النفقات مرتبطة بمدة سريان السنة المالية،
مع أن بعض النفقات تتطلب السرعة في اإلنجاز ومنها على سبيل المثال أجور العمال والموظفين
وعلى ھذا األساس فإن القواعد المالية الجزائرية أكدت على أن دراسة وتفحص ملفات نفقات االلتزام
المقدمة من طرف اآلمر بالصرف بغرض عرضها على الرقابة المالية المسبقة تحدد بعشرة أيام .
إن سريان هذه المدة تبدأ من يوم تسليم أو إيداع الملف لدى مصلحة المراقب المالي ،ويثبت ذلك
بواسطة سجل مخصص لذات الغرض وكذلك بوصل االستالم الذي يحمل ختم المصلحة وتاريخ
اإليداع ،وعليه فإنه ال يؤخذ بالمدة التي بقي فيها الملف عند اآلمر بالصرف ،أو بالتاريخ الذي
تحمله بطاقة االلتزام و الوثائق المبررة المرفقة.
إن المراقب المالي مطالب بالتصرف في الملف خالل ھذه المدة إيجابا أو سلبا ،وذلك بمنح
التأشيرة أو رفضها ،إال أن ھذه المدة لم ترد مطلقا وأجاز النص الذي قضى بذلك بإمكانية تمديدها
إلى الضعف أي إلى عشرين يوما ،ويكون في حالة ما إذا كانت الملفات المعروضة على الرقابة
تتطلب إبقاءها بمصلحته ،بالنظر إلى كونها معقدة وتحتاج إلى دراسة عميقة.
- 41 -
إن مدة الفصل في الملف حددت كأصل عام بعشرة أيام ،إال أن المشرع أجاز للمراقب المالي
إمكانية تمديد اآلجال وھو ما يعني أن ذلك يعود للموقف الخاص لهذا األخير ولوحده ،وهو غير
ملزم بتقديم تبرير لذلك ،إذ أن النص ربط ذلك بطبيعة الملف وعلى أساس أنه معقد ويتطلب دراسة
خاصة.1
تجدر اإلشارة ان المرسوم التنفيذي رقم374 - 09المتمم والمعدل ،قد أكد أن ملفات االلتزام التي
يقدمها اآلمر بالصرف للرقابة المالية السابقة ،تدرس وتفحص ويفصل فيها خالل أجل أقصاه 10
أيام ،وھو ما يعني صراحة أن المدة الزمنية أصبحت محددة وأعطيت آجال موحدة للفصل في
جميع الملفات فيما يتعلق بمراقبة المراقب المالي ،ولم يصبح على إثرها لهذا األخير الحق في
تمديد اآلجال.2
المطلب الثاني
التجاوزات التي تقع على رقابة المراقب المالي .
يجوز لآلمر بالصرف في حالة وجود رفض نهائي صادر عن المراقب المالي،أن يتخذ إجراء
صرف ھذه النفقة على مسؤوليته وذلك باالعتماد على يسمى قانونا بالتغاضي باإلضافة الى
االلتزام االحتياطي .
اوال /التغاضي :
التغاضي هو استثناء يمنح آلمر بالصرف ،حيث يعقد اآلمر بالصرف االلتزام بالنفقة تحت
مسؤوليته بمقرر معلل يعلم به الوزير المكلف بالميزانية ،مع اإلرسال الفوري لملف االلتزام بالنفقة
إلى الوزير أو الوالي أو رئيس المجلس الشعبي البلدي المعني.و ذلك لمواصلة مهام هو إدارة
المرافق التابعة له بانتظام و بدون انقطاع.3
تجدر اإلشارة الى ان المشرع الجزائري لم يكن في السابق يلزم األمر بالصرف بإرسال الملف الذي
يكون موضوعه التغاضي إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي إذا اقتضى األمر بذلك ،إال بعد
تعديل وتتميم المرسوم التنفيذي 414/92سنة ، 2009بموجب المرسوم التنفيذي ، 374/09
3
أين اخضع ميزانية البلدية لرقابة المراقب المالي
انه بمجرد تسلم المراقب المالي لمقرر التغاضي من قبل األمر بالصرف يقوم بوضع تأشيرة األخذ
بالحسبان ،وتوصف هذه التأشيرة بأنها من نوع خاص وغير عادية ،لكونها تجعل المراقب المالي
4
يبرئ نفسه عن أية مسؤولية تترتب عن هذا اإلجراء وتحميلها كاملة لألمر بالصرف
المبحث الثالث
مسؤولية المراقب المالي و مدى فعالية رقابته.
سنتطرق في هذا المبحث الى مختلف المسؤوليات التي تواجه المراقب المالي عند رقابته على
النفقات المالبة ،وهذا في المطلب األول ،و باإلضافة الى مدى فعالية رقابته من خالل تقيم هذه
الرقابة واهم الصعوبات التي تواجهه وذلك في المطلب الثاني.
المطلب األول
مسؤولية المراقب المالي .
يقع على عاتق المراقب المالي إثناء قيامه بعملية الرقابة مجموعة من المسؤوليات والتي تتمثل فيما
يلي :
تطرق المشرع الجزائري لهذه المسؤولية ي المادة 31من
/01المسؤولية الشخصية للمراقب المالي ّ :
المرسوم التنفيذي رقم ، 414-92حيث نصت ع على مايلي" :يكون المراقب المالي مسؤوال
شخصيا عن سير مجموع المصالح الخاضعة لسلطته وعلى التأشيرات التي يمنحها ومذكرات
الرفض التي يبلغها" .3
/02المسؤولية اإلدارية للمراقب المالي :في هذا اإلطار ال تنطبق عليه المسؤولية الماليةو الشخصية
ألنه ال يعتبر عونا محاسبيا ،إنما مسؤوال إداريا أقرب إلى المحاسب العمومي بالنسبة إلحترام
األوامر السلّمية ،أي مسؤول على المصالح التابعة له إداريا من مختلف المكاتب الموضوعة تحت
تصرفه حيث يتعرض المراقب المالي إلى عقوبات كأي موظف عند إخالله باألعمال التي يقوم
بها نذكر منها:
-تحويل غير القانوني للوثائق اإلدارية.
-إخفاء المعلومات ذات الطابع المهني التي من واجبه تقديمها خالل تأدية مهامه.
-رفض تنفيذ تعليمات السلطة السلمية في إطار تأدية المهام المرتبطة بوظيفته دون مبرر مقبول.
-إفشاء أو محاولة إفشاء األسرار المهنية.
3
-استعمال تجهيزات أو أمالك اإلدارة ألغراض شخصية أو ألغراض خارجة عن المصلحة.
و قد يتعرض المراقب المالي للعقوبة في حالة قيامه بمايلي:
-استفادة من امتيازات ،مهما كانت طبيعتها سواء يقدمها له شخص طبيعي أو معنوي مقابل
تأديته خدمة في إطار ممارسة وظيفته.
-ارتكاب أعمال عنف على أي شخص في مكان العمل.
المطلب الثاني
تقيم فعالية رقابة المراقب المالي .
إن الرقابة الممارسة من قبل المراقب المالي تهدف إلى الحيلولة دون حدوث التجاوزات المالية
بكل أنواعها و إلى مدى تطابق العمليات الواردة على النفقات مع القوانين والتنظيمات المعمول بها
،و لهذا اعتبرت هذه الرقابة رقابة وقائية تمكن من اكتشاف األخطاء قبل أو فور وقوعها والسعي
مباشرة إلى تصحيحها.4
اال انه بعض الدراسات وصفت رقابة المراقبة المالي بالمرضية والفعالة واحيانا بالمعرقلة .
كما انه بالرغم من اهمية مصلحة المراقبة المالية وحساسية الموضوع الذي يتعلق بالمحافظة على
المال العام ،إال أنه بالمقابل أجيز لآلمر بالصرف بالتغاضي دون األخذ بعين االعتبار موقف
المراقب المالي الذي يكون قبله قد أصدر مذكرة رفض نهائي ،وعلى أن يقوم اآلمر بالصرف مباشرة
بمراسلة الوزير المكلف بالمالية ،دون أخد رأي الم ارقب المالي وهي كلها إجراءات قد تدفع بهذا
األخير إلى التساهل في المراقبة،رغم أن ذلك يتعارض مع مهامه المالية المتمثلة في الفحص
3
والتدقيق
بعد دراستنا للدور الرقابي للمراقب المالي في مكافحة الفساد اإلداري ،تم التوصل إلى أن آلية
الرقابة التي يقوم بها المراقب المالي تكون قبلية والحقة ،حيث على إثرها يقوم بتسيير و ترشيد
النفقات العمومية و بفحص بطاقة التزام و سندات اإلثبات المقدمة له من طرف األمرين بالصرف
و تبقى الشروط في أجل أقصاه 10أيام و هناك استثناءات بالنسبة لبعض الحاالت التي تطلب
فحص دقيق معمق باإلضافة إلى إثبات مشروعية النفقات العمومية عن طريق القبول أو الرفض
و الرفض قد يكون مؤقت أو نهاني إال بعض حاالت الرفض النهائي أين يمكن لألمر بالصرف
إن يتغاضى و ذلك على مسؤوليته .
ومما سبق نقول ان رقابة المراقب المالي في مكافحة الفساد اإلداري هي رقابة مشروعية متمثلة
في التأكد من التقيد بالقوانين واألنظمة المعمول بها في تنفيذ النفقات العمومية ،كما إن المراقب
يلعب دور المحاسب باإلضافة لدور المرشد الن المراقب المالي ملزم بتقييد مراقبته في شكل
محاسبة خاصة بالنفقات الملتزم بها .
- 50 -
الخاتمة
- 51 -
خاتمة :
حاولنا من خالل هذه الدراسة التركيز على حقيقة أن الفساد اإلداري ظاهرة أصبحت تهدد األجهزة
اإلدارية ،وأصبحت ظاهرة متفشية بصورة ملفته لالنتباه بسبب انتشارها الواسع في جميع المجتمعات
باإلضافة إلى التطرق إلى دور المراقب المالي في مكافحة هذه الظاهرة باعتباره من بين أهم اآلليات
المساهمة في مكافحة الفساد اإلداري .
وعليه تناولنا هذا الموضوع من خالل فصلين ،تم تقسيم الفصل األول إلى ثالثة مباحث ،لنتطرق
في المبحث األول إلى تعريف الفساد اإلداري وأنواعه ،وفي المبحث الثاني إلى أسباب انتشار
الفساد اإلداري واآلثار الناجمة عنه ،أما في الم بحث الثالث كان حول منصب المراقب المالي من
خالل تعريفه ،نشأته وتطوره ،شروط التعين في منصب المراقب المالي ،مع اإلشارة إلى بعض
صالحياته .
لننتقل بعدها إلى الفصل الثاني ،الذي كان تحت عنوان :الدور الرقابي للمراقب المالي في مكافحة
الفساد اإلداري ،أين تم تقسيمه هو األخر إلى ثالثة مباحث ،حيث تم التطرق في المبحث األول
إلى الرقابة السابقة للمراقب المالي باعتبارها أهم آلية لمكافحة الفساد اإلداري ليتم بعدها تناول
الرقابة الالحقة في المبحث الثاني ،أما المبحث الثالث فكان حول مسؤولية المراقب المالي ،
وتقيم مدى فعاليته .
ليتم التوصل إلى مجموعة من النتائج المتعلقة بهذا الموضوع والتي تتمثل فيما يلي :
-عدم وجود تعريف موحد للفساد اإلداري ،مما يعني وجود إشكالية حقيقة في تصور وضبط
هذا المصطلح نظ ار لالختالف في المعاني .
-إن للفساد اإلداري عدة أسباب ودوافع متداخلة ومتشابكة مما يصعب عملية الفصل بينهم.
-المراقب المالي هو ذلك الموظف العام التابع لو ازرة المالية ،إذ يعين بقرار من وزير المالية
وذلك حتى يمارس مهامه الرقابية بكل استقاللية ،يساعده المراقب المالي المساعد الذي
يمارس مجموعة من الصالحيات تحت وصاية المراقب المالي .
- 52 -
-إن االكتفاء على التوظيف الداخلي للمراقبين الماليين دون التوظيف الخارجي يؤدي بحرمان
إطارات شبابية من الوصول إلى هذا المنصب حتى ولو كانت لديهم كفاءات أعلى .
-إن للمراقب المالي دور مهم وايجابي في المحافظة على نمو االقتصاد الوطني من خالل
قي امه بالرقابة الفعالة على تنفيذ الميزانيات العامة قبل صرفها ،من خالل اكتشاف األخطاء
والتجاوزت والقيام باصالحها ومنع وقوعها .
-تعتبر رقابة المراقب المالي رقابة مشروعية ،وليست رقابة مالئمة كونه يراقب مدى االلتزام
بالنفقات للقوانين واألنظمة المعمول بها .
-إن منح اآلمر بالصرف حق منح التأشيرة بعد الرفض النهائي من طرف المراقب المالي قد
يؤدي هذا إلى استغالل هذه الفراغات الموجودة وحدوث تجاوزات غير شرعية وانتشار
الفساد.
-إن حق التغاظي الممنوح لألمر بالصرف ينقص من فعالية الدور الرقابي للمراقب المالي
في مكافحة الفساد اإلداري .
-إن من أهم اآلليات لمكافحة الفساد اإلداري التي يمارسها المراقب المالي وهي انه ال تنفذ
اية نفقة دون تأشيرة مسبقة على بطاقة االلتزام ،كما إن له الحق في رفض التأشير إذا
كانت غير قانونية .
- 54 -
قائمة المراجع
- 55 -
قائمة المراجع
الكتب:
.1محمد المدني بوساق ،التعريف بالفساد و صوره من الوجهة الشرعية ،جامعة نايف العربية
للعلوم األمنية ،الرياض .2003
.2أدم نوح القضاة ،نحو نظرية إسالمية لمكافحة الفساد اإلداري ،جامعة نايف العربية للعلوم
األمنية ،الرياض .2003
.3أحمد بوسقعية ،الوجيز في القانون الجزائي الخاص ،الجزء الثاني ،دار هومة ،الجزائر
.2007
.4أحمد محمود نهار أبو سويلم ،مكافحة الفساد ،الطبعة األولى ،دار الفكر ،عمان .2010
.5يلس شاوش بشير ،المالية العامة ميادىء العامة وتطبيقاتها في القانون الجزائري ،ديوان
المطبوعات الجامعية .2013-2012،
- 56 -
.6أحمد بوجالل هذي فعالية المحاسبة العمومية في تنقية الميزانية العامة للدولة ,مذكرة مقدمة
ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير تخصص نقود مالية البنوك -كلية العلوم االقتصادية
و علوم التسيير جامعة عمار ثليجي باألغواط . 2010
.7بورطلة علي ،المراقب المالي في الجزائر ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق،
جامعة الجزائر – 1يوسف بن خدة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،السنة الجامعية
. 2014/2013
.8يزيد محمد األمين ،المراقب المالي في النظام القانوني الجزائري واقع وافاق ،مذكرة لنيل
شهادة الماجستير في الحقوق ، ،جامعة الجزائر – 1يوسف بن خدة ،كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،السنة الجامعية . 2013/2012
.9دغيش دالل ،التكامل بين المراقب المالي والمحاسب العمومي في الرقابة على تنفيذ النفقات
العمومية ،مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،كلية
العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،تخصص محاسبة ،السنة الجامعية . 2019/2018
.10حفيظة نوار ،رقابة الهيئات المالية على الصفقات العمومية ،مذكرة لنيل شهادة الماستر
في الحقوق ، ،جامعة قاصدي مرباح ورقلة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،السنة الجامعية
. 2017/2016
.11نصيرة عباس،اليات الرقابة اإلدارية على تنفيذ النفقات العمومية ،مذكرة لنيل شهادة
الماجستير في الحقوق ، ،جامعة بومرداس ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،السنة الجامعية
. 2012/2011
.12بسطامي محمد ،الرقابة اإلدارية ودورها في مكافحة الفساد اإلداري في الجزائر ،مذكرة لنيل
شهادة الماستر ،جامعة زيان عاشور الجلفة ،كلية الحقوق والعلوم السياسة .2017/2016،
.13نويبات عبد الناصر ،بوضياف علي ،النظام القانوني للمراقب المالي ،مذكرة لنيل شهادة
الماستر ،جامعة محمد بوضياف المسيلة ،كلية الحقوق .2017-2016 ،
.14بوعقيلي لخضر ،حداد سليم ،المركز القانوني للمراقب المالي في الجزائر ،مذكرة تخرج
من أجل نيل شهادة الماستر في القانون العام .كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة عبد
الرحمان ميرة -بجاية. 2015-2014، -
- 57 -
المجالت:
.1حمودي محمد :دور المراقب المالي في متابعة المسار المهني للموظف ،مجلة الحقوق
والعلوم االنسانية ،المجلد ،11العدد2018 ،2
.2حاحة عبد العالي " ،مبررات استقاللية قانون الوقاية من الفساد و مكافحته ،مجلة االجتهاد
القضائي ،العدد الخامس ،جامعة بسكرة ،كلية الحقوق ،الجزائر
.3عبد الصديق شيخ :الرقابة السابقة للنفقات الملتزم بها على ميزانيات الجماعات المحلية
،مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ،المجلد ،02العدد العاشر ،جوان
. 2018
.4اوناهي هاني ،حشالف جعفر :اجراء التقاضي وسيلة لتجاوز قرار الرفض لتاشيرة المراقب
المالي،مجلة الدراسات حول فعالية القاعدة القانونية ،المجلد الثالث ،العدد. 2019/2
الملتقيات :
.1منصف الشرقي ،عزالدين بن التركي :الفساد اإلداري :أسبابه ،اثاره وطرق مكافتحه ،
الملتقى الوطني حول :حوكمة الشركات للحد من الفساد المالي والفساد اإلداري ،جامعة
محمد خيضر -بسكرة ، -يومي 06و07ماي . 2012
.2بندارجي عثمان :مجال تدخل المراقب المالي في صفقات العمومية على ضوء قانون الجديد
للصفقات العمومية،مرسوم رئاسي 247-15مؤرخ في 16سيبتمبر 2015يتضمن تنظيم
صفقات عمومية وتفويضات مرفق العام ،مداخلة مقدمة بمناسبة يوم دراسي حول قانون
الصفقات العمومية الجديد ، 247-15منظم بتنسيق بين والية بسكرة وجامعة محمد خيضر
،من يوم 12ديسمبر الى غاية 17ديسمبر .2015
النصوص القانونية:
- 58 -
• القانون 21-90مؤرخ في 15أوت 1990و المتعلق بالمحاسبة العمومية ج ر
عدد 35الصادرة بتاريخ 15اوت 1990معدل ومتمم.
• القانون رقم 06-01:المؤرخ في 20فيفري ، 2001المتعلق بلوقاية من الفساد
ومكافحته ،المعدل والمتمم باالمر ررقم ، 05-10:المؤرخ في 26اوت ، 2010
جريدة رسمية ، 50مؤرخة 01سيبتمبر ، 2010والمعدل بموجب القانون رقم
، 15-11المؤرخ في اوت ، 2011الجريدة الرسمية ، 44الصادرة بتاريخ :
10اوت . 2011
• االمر رقم،03-06المؤرخ في 19جمادى الثانية 1427ه ،الموافق لـ15يوليو
، 2006يتظمن القانون األساسي العام للوظيفة العمومية ،الجريدة الرسمية ،العدد
.46
- 59 -
➢ الق اررات الوزارية :
• قرار و ازرة المالية ،المؤرخ في جمادى الثانية 1432ه ،الموافق لـ05ماي2011
المتعلق بتحديد إجراءات االلتزامات االحتياطية ،الجريدة الرسمية ،العدد 32
،المؤرخة بتاريخ 08 :جوان . 2011.
- 60 -
الفهرس
- 61 -
الفهرس:
الصفحة العنوان
االية
شكر وعرفان
االهداء
03 مقدمة
28-07 الفصل االول :اإلطار المفاهيمي للفساد اإلداري و لمنصب المراقب المالي
08 تمهيد
13-09 المبحث األول :مفهوم الفساد اإلداري وانواعه
11-09 المطلب األول:تعريف الفساد اإلداري
13-12 المطلب الثاني أنواع الفساد االداري
20-13 المبحث الثاني :اسباب تفشى ظاهرة الفساد اإلداري واالثار الناجمة عنها
19-14 المطلب األول :أسباب تفشي ظاهرة الفساد االداري
20-19 المطلب الثاني :االثار الناجمة عن الفساد االداري
27-20 المبحث الثالث :االطار المفاهيمي لمنصب المراقب المالي
22-21 المطلب األول :تعريف منصب المراقب المالي
24-23 المطلب الثاني :نشاة وتطور المراقب المالي
27-24 المطلب الثالث :تعين المراقب المالي وصالحياته
28 خالصة الفصل
50-29 الفصل الثاني :الدور الرقابي للمراقب المالي في مكافحة الفساد االداري
30 تمهيد
36-31 المبحث األول :الرقابة السابقة للمراقب المالي كالية لمكافحة الفساد االداري
35-31 المطلب األول:النفقات التي تخضع لرقابة المراقب المالي
36-35 المطلب الثاني :العناصر الخاضعة لرقابة المراقب المالي
45-37 المبحث الثاني :الرقابة الالحقة للمراقب المالي كالية مكافحة الفساد االداري
42-37 المطلب األول:منح التاشيرة و رفضها
- 62 -
45-42 المطلب الثاني :التجاوزات التي تقع على رقابة المراقب المالي
49-45 المبحث الثالث :مسؤولية المراقب المالي وتقيم فعالية رقابته
47-45 المطلب األول :مسؤولية المراقب المالي
49-47 المطلب الثاني :تقيم فعالية رقابة المراقب المالي
50 خالصة الفصل
54-51 خاتمة
60-55 قائمة المراجع
63-61 الفهرس
- 63 -