المراقب المالي (واقع ، تحديات ، آفاق) - دراسة حالة مصلحة الرقابة المالية لولاية الجزائر

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 14

383 -370 ‫ ص‬.

2021 ‫ – ديسمرب‬02 :‫ العدد‬- 06 ‫اجمللد‬ ‫جملة التنمية واإلستشراف للبحوث والدراسات‬


-‫ آفاق ) – دراسة حالة مصلحة الرقابة المالية لوالية الجزائر‬، ‫ تحديات‬، ‫المراقب المالي ( واقع‬

Financial controller )fact , challenges , horizons (-A Study of financial supervision authority in

Algiers –

) ‫ ( اجلزائر‬03‫ جامعة اجلزائر‬،* ‫حاجي فائزة‬

) ‫ ( اجلزائر‬03 ‫ جامعة اجلزائر‬، ‫طويلب حممد‬

2021/12/31 : ‫ ؛ تاريخ النشر‬2021/11/30 : ‫ ؛ تاريخ املراجعة‬2021/08/13 : ‫تاريخ االستالم‬

‫ و التعرف على‬، ‫ و احلفاظ على املال العام‬، ‫ يهدف املقال إىل إبراز الدور احملوري للمراقب املايل يف ترشيد النفقات العمومية‬: ‫ملخص‬
‫ و حتد‬، ‫ و أيضا الوقوف على خمتلف املعوقات اليت تواجهه‬، ‫ ليصل يف األخري إىل خمرجاته املتنوعة‬، ‫خمتلف اإلجراءات الرقابية اليت ميارسها‬
‫ و يف األخري توصلت الدراسة إىل‬، ‫ و هذا من خالل القيام بدراسة ميدانية على مستوى مصلحة الرقابة املالية لوالية اجلزائر‬، ‫من فعالية أدائه‬
‫ و هلذا السبب أصبح من الضروري االنتقال من الرقابة‬، ‫ إال أنه ال يتحقق من مدى فعاليتها‬، ‫أن املراقب املايل يضمن شرعية النفقات العامة‬
.‫ و ترشيد تسيري األموال العمومية‬، ‫الكالسيكية الشكلية إىل اعتماد منهج يضمن حتقيق الكفاءة يف اإلنفاق العام‬

.‫ الرقابة المالية ؛ المراقب مالي ؛ النفقات العمومية‬: ‫الكلمات المفتاح‬


J8 ‫ ؛‬H83 : JEL ‫تصنيف‬

Abstract:: this article aims at showing the pivotal role of financial controller in the
rationalization of public expenses and the protection of public money and know in the
different control procedure with the financial controller practices in order to arrive at his
different outputs, besides he stands to see the obstacles which he face, and this is done
through an empirical study for financial supervision authority in Algiers.
Finally this study showed that financial controller guarantees the legitimacy of the expenses
but cannot check how effective it is for this reason , it is very necessary to move from
classical and formal censorship to rely on method which leads to checking efficiency in
public spending and rationalization in managing public money .
Keywords: financial control; financial controller; public expenditure .
Jel Classification Codes : H83 ; J8

hadji.faiza@univ-alger3.dz، ‫المؤلف المرسل‬ *

370
‫حاجي فائزة ‪ ،‬طويلب محمد‬
‫‪ -I‬تمهيد ‪:‬‬

‫أضحت الرقابة املالية ضرورة حتمية للحفاظ على املال العام ‪ ،‬و خري مساعد للدولة يف تقييم سياستها االقتصادية و متابعة‬
‫براجمها ‪ ،‬كما تعترب أيضا عماد النزاهة و الشفافية ‪ ،‬و أداة ملكافحة الفساد املايل و اإلداري من خالل جتسيد نظام املساءلة ‪ ،‬و‬
‫تأخذ الرقابة املالية عدة أنواع خمتلفة ‪ ،‬لتشكل سلسلة متصلة و متكاملة فيما بينها ‪ ،‬و اعتمادا على املعيار الزمين جند أول رقابة هي‬
‫رقابة سابقة تكون قبل صرف النفقة و أخرى مالزمة لعملية التنفيذ ‪ ،‬و يف اخلتام رقابة بعدية تتم بعد خروج األموال من خزينة‬
‫الدولة ‪ ،‬و سنخص بالدراسة الرقابة القبلية كوهنا عالجية و وقائية ‪ ،‬تضمن عدم صرف أي نفقة غري شرعية ‪ ،‬و يتم هذا قبل‬
‫خروجها من الذمة املالية خلزينة الدولة ‪ ،‬و الرقابة القبلية تقع على عاتق املراقب املايل وفق ترسانة من التنظيمات القانونية ‪ ،‬و املتمثلة‬
‫أساسا يف أحكام القانون العضوي لقانون املالية ‪ 84/17‬و املتعلق بقوانني املالية ‪ ،‬و املرجع األساسي و هو املرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 414- 92‬املتعلق بالرقابة السابقة للنفقات امللتزم هبا ‪.‬‬

‫انطالقا من هذا األساس و رغبة يف التعمق يف املوضوع أكثر نطرح اإلشكالية الرئيسية التالية‪:‬‬

‫هل رقابة المراقب المالي الحالية كفيلة في الحفاظ على المال العام ؟ و ما هي مختلف الرهانات التي ستعزز من أدائه ؟‬

‫و لإلجابة على اإلشكالية الرئيسية اعتمدنا يف دراستنا على املنهج الوصفي التحليلي ‪ ،‬و قمنا بتقسيم الدراسة إىل حمورين‪،‬‬
‫احملور األول يتناول دور املراقب املايل يف ترشيد النفقات العامة ‪ ،‬أما احملور الثاين يتضمن دراسة حالة مصلحة الرقابة املالية لوالية‬
‫اجلزائر ‪ ،‬من خالل إسقاط خمتلف املواد القانونية املنظمة للعملية الرقابية على الواقع العملي الذي ميارسه املراقب املايل على النفقات‬
‫العمومية ‪.‬‬

‫يعترب جمال دراسة الرقابة املالية القبلية و باألخص املراقب املايل ‪ ،‬جمال خصب و ذا أمهية بالغة ملا له دور يف احلفاظ على املال‬
‫العام ‪ ،‬و قد أخذ قسطا وافرا من التحليل و اإلثراء ‪ ،‬هذا ما يظهره تعدد الدراسات اليت اهتمت بالبحث فيه ‪ ،‬و اليت اعتربت مبثابة‬
‫املرجعية يف دراستنا ‪ ،‬لكن ال يسعنا اجملال ذكرها مجيعا و اليت هلا صلة مباشرة أو غري مباشرة مبتغريات دراستنا نذكر أمهها ‪:‬‬

‫دراسة بوراوي عيسى حتت عنوان الدور الرقابي للمراقب المالي على مالية الدولة و ميزانيات الجماعات اإلقليمية ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫و هي عبارة عن أطروحة دوكتوراه يف العلوم االقتصادية سنة ‪ ، 2019‬حيث حاول الباحث اإلجابة على اإلشكالية‬
‫الرئيسية املتمثلة يف مدى تأثري و فعالية استخدام رقابة املراقب املايل لإلجراءات الرقابية على تنفيذ ميزانية اجلماعات‬
‫اإلقليمية يف اجلزائر ‪ ،‬و لإلجابة على اإلشكالية احملورية مت اعتماد الباحث على منهج االستبيان ‪ ،‬للوصول إىل نتائج‬
‫متمثلة يف أن رقابة املراقب املايل السابقة على ميزانية اجلماعات اإلقليمية فعالة ‪ ،‬بالرغم من اقتصارها على اجلانب‬
‫القانوين؛‬

‫دراسة حنيش أمحد ‪،‬حتت عنوان دور الرقابة على الموازنة العامة في ترشيد اإلنفاق العمومي دراسة حالة (‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ،)2014-2000‬أطروحة دوكتوراه يف علوم التسيري ‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪ 2016 ، 03‬حيث حاول الباحث اإلجابة‬
‫على اإلشكالية الرئيسية املتمثلة يف مدى مسامهة الرقابة على املوازنة العامة لدولة يف ترشيد اإلنفاق العمومي و ما هي‬
‫خمتلف اإلجراءات الكفيلة بذلك ‪ ،‬و لإلجابة على اإلشكالية الرئيسية مت اعتماد الباحث على منهج االستبيان ‪،‬‬
‫للوصول إىل نتائج خمتلفة تتمثل يف أن ترشيد اإلنفاق العام ال يعين ختفيضه و إمنا تربير اإلنفاق ليحقق رفاهية أكرب ‪ ،‬و‬
‫رقابة املراقب املايل تعترب رقابة وقائية مانعة حلدوث األخطاء ‪ ،‬و حريصة على عدم جتاوز االعتمادات املخصصة يف‬
‫امليزانية؛‬

‫دراسة بن زيدي عبد اللطيف و قالون جياليل ‪ ،‬بعنوان دور الرقابة المالية اإلدارية في ترشيد النفقات العمومية في‬ ‫‪-‬‬
‫الجزائر ‪ ،‬مقال منشور يف جملة البشائر االقتصادية لسنة ‪ ، 2019‬تناول الباحثان دور الرقابة املالية اإلدارية يف ترشيد‬
‫النفقات العمومية يف اجلزائر ‪ ،‬و توصلت الدراسة يف األخري إىل أن اإلجراءات الرقابية تضفي قدرا من الشفافية يف تنفيذ‬
‫النفقات العامة ‪ ،‬كما تعترب من أهم السبل لرتشيد اإلنفاق العام يف اجلزائر ‪.‬‬

‫‪371‬‬
‫املراقب املايل ( واقع ‪ ،‬حتديات ‪ ،‬آفاق ) – دراسة حالة مصلحة الرقابة املالية لوالية اجلزائر‪-‬‬

‫‪ -1.I‬دور المراقب المالي في ترشيد النفقات العامة‬


‫متارس الرقابة املالية السابقة على النفقات العمومية من قبل موظفني تابعني لوزارة املالية و هو املراقب املايل ‪ ،‬حيث تسند له مهام‬
‫حمورية لضمان شرعية اإلنفاق العام ‪ ،‬و بالتايل يساهم املراقب املايل يف جتسيد العقالنية و الرشادة يف صرف األموال العمومية ‪،‬‬
‫ألهنا تدرج يف صميم فحص االلتزام ‪ ،‬من خالل التأكد من التطبيق السليم ملختلق القواعد القانونية و احملاسبية و املالية للنفقة‬
‫املصروفة ‪ ،‬فهذا النوع من الرقابة يعترب مبثابة اإلقرار املبدئي بصحة و شرعية النفقة العامة قبل االلتزام بدفعها‪.‬‬
‫‪ -1-1.I‬تبويب النفقات العامة في الميزانية العامة للدولة ‪:‬‬
‫تعترب النفقات العامة من مركبات امليزانية العامة للدولة و هي وسيلة تستعملها الدولة لتحقيق أغراض خمتلفة و نظرا حلجمها الكبري ‪،‬‬
‫و خلاصية ارتفاعها املستمر وجب إحكامها برقابة تضمن شرعيتها‪.‬‬
‫تتمثل النفقات العامة يف جمموع املصروفات اليت تقوم الدولة بإنفاقها خالل فرتة زمنية معينة ‪ ،‬هبدف إشباع حاجات عامة معينة‬
‫(محاد‪ ،2009 ،‬صفحة ‪ ، )230‬انطالقا من التعريف نستنتج اخلصائص التالية‪:‬‬

‫‪ -‬أن تكون النفقات العامة نقدية ؛‬


‫‪ -‬أن تصدر النفقات من طرف شخص معنوي عام؛‬
‫‪ -‬أن حتقق النفقات العامة املنفعة العامة ‪.‬‬
‫يكتسي اإلنفاق العام يف اجلزائر كغريه من الدول طابعا خاصا لتعدد جماالته‪ ،‬و هي مبوبة يف امليزانية العامة للدولة إىل نفقات تسيري‬
‫وأخرى للتجهيز‪:‬‬

‫‪ -‬نفقات التسيير‪ :‬هي كل النفقات اليت تسمح بتمويل النشاطات العادية للدولة ومتكنها من أداء مهامها‪ ،‬ومنه ال تولد =أي قيمة‬
‫مضافة لالقتصاد الوطين ‪ ،‬مثل مرتبات املوظفني ‪.‬حيث تتوزع حسب الدوائر الوزارية يف امليزانية العامة و تظهر نفقات التسيري يف‬
‫أربعة أبواب حسب املادة ‪ 24‬من القانون رقم ‪ 84-17‬املتعلق بقوانني املالية و هي أعباء الدين العمومي و النفقات احملسومة‬
‫من اإليرادات و كذا خمصصات السلطات العمومية و النفقات اخلاصة بوسائل املصاحل و أخريا التدخالت احلكومية‪.‬‬
‫‪ -‬نفقات التجهيز‪ :‬تتجسد يف االعتمادات املالية املخصصة يف امليزانية العامة للدولة ‪ ،‬و املوجهة الجناز استثمارات الدول من‬
‫هياكل أساسية و قاعدية يف خمتلف القطاعات االقتصادية و االجتماعية و اإلدارية و الرياضة و الثقافة ‪ ،‬و هي نفقات ذات‬
‫طابع هنائي و غري رحبية أي غري مسرتجعة (جياليل‪ ،2019 ،‬صفحة ‪. )16‬‬

‫و يتم االعتماد يف تبويب النفقات العامة على منهجني (فلفول‪ ،2019 ،‬صفحة ‪:)115‬‬
‫‪ -‬التبويببب اإلدار ‪:‬يتجسددد مددن خددالل التبويددب حسددب الددوزارات‪ ،‬و يالحددب ضددمن اجلدددول ب امللحددق بامليزانيددة العامددة للدولددة و‬
‫اخلاص بنفقات التسيري؛‬
‫‪ -‬التبويببب اتقتدبباد ‪ :‬يددتم مددن خددالل تبويددب النفقددات العامددة إىل ميزانيددة التسدديري و ميزانيددة التجهيددز‪ ،‬و هددو يسددمح بإعطدداء صددورة‬
‫واضحة عن كيفية استخدام األموال العموميدة‪ ،‬كمدا يظهدر مدن خدالل تبويدب نفقدات التجهيدز حسدب القطاعدات ضدمن اجلددول ج‬
‫امللحق بقانون املالية ‪.‬‬

‫كما متر النفقات العامة يف اجلزائر على مرحلتني ‪ ،‬األوىل املرحلة اإلدارية تكمن يف كل من االلتزام‪ ،‬التصفية واألمر بالدفع وهي‬
‫تدخل يف إطار مهام اآلمر بالصرف ‪ ،‬لتليها املرحلة احملاسبية من اختصاص احملاسب العمومي و هي الدفع (زيدي و قالون‪،‬‬
‫‪ ،2019‬صفحة ‪:)472‬‬

‫‪ -‬المرحلة اإلدارية ‪ :‬تتشكل من االلتزام بالنفقة و هو اإلجراء الذي يتم مبوجبة إثبات نشوء الدين ‪ ،‬أما التصفية فهي مرحلة‬
‫مستقلة عن االلتزام ‪ ،‬و تسمى قاعدة أداء اخلدمة أو احلق املكتسب ‪ ،‬و ترتكز أساسا يف التحقق على أساس الوثائق احملاسبية‬
‫لتحديد املبلغ الصحيح للنفقات العامة ‪ ،‬أما احللقة األخرية لآلمر بالصرف ف فهي األمر بالدفع و يتم ذلك عن طريق إصداره‬
‫ألوامر بالصرف ‪ ،‬و هذا اإلجراء الذي يتم مبوجبه دفع النفقات؛‬

‫‪372‬‬
‫حاجي فائزة ‪ ،‬طويلب محمد‬
‫‪ -‬المرحلة المحاسبية‪ :‬جتسيدا ملبدأ الفصل بني اآلمر بالصرف و احملاسب العمومي‪ ،‬تتم هذه املرحلة من قبل احملاسب العمومي‪،‬‬
‫حيث يقوم بدور رقايب قبل دفعه للنفقات العمومية‪ ،‬و إخراجه للنقود من خزينة الدولة‪.‬‬

‫الشكل رقم ‪ :01‬مراحل و أعوان تنفيذ النفقات العمومية‬

‫النفقات العمومية‬

‫مرحلة االلتزام‬ ‫تأشرية املراقب املايل‬

‫اآلمر بالصرف‬ ‫مرحلة التصفية‬ ‫املرحلة اإلدارية‬

‫احملاسب العمومي‬ ‫مرحلة األمر بالدفع‬ ‫املرحلة احملاسبية‬

‫املصدر ‪ :‬قاشي يوسف ‪ ،‬بن سنة ناصر ‪ ،‬دور اخلزينة العمومية يف تنفيذ نفقات التجهيز العمومي( دراسة حالة خزينة البويرة ) ‪ ،‬جملة‬
‫أوراق اقتصادية ‪ ،‬العدد ‪ ، 2‬ديسمرب ‪ ، 2019‬ص ‪. 29‬‬
‫نالحب من الشكل أعاله أن املراقب املايل يعترب وسيط بني اآلمر بالصرف و احملاسيب العمومي‪ ،‬و تعترب تأشريته ضرورية لصرف‬
‫النفقات العمومية ألهنا تضمن شرعيتها‪.‬‬
‫‪ -‬تدنيف النفقات وفق مشروع عدرنة النظام الموازني في الجزائر ‪:‬‬
‫تسددعى مجيددع الدددول إىل إحددداث تغيددري جددذري يف ماليتهددا العموميددة مددع إصددالحات يف املوازنددات العامددة ألندده هددي القائمددة علددى تسدديري‬
‫األموال العمومية ‪ ،‬و يف اجلزائر جاء النظام املوازين احلديث لسد خمتلف الثغدرات املسدجلة يف التقسديم التقليددي ‪ ،‬و هدذا إلضدفاء ندوع‬
‫من الشفافية ‪.‬‬
‫أبدت اجلزائر على رغبتها يف تبين املشدروع اجلديدد إلصدالح املوازندة ‪ ،‬مدن خدالل التعاقدد مدع هيةدات دوليدة لتمويدل و تقدد االستشدارة‬
‫يف مشروع حتديث نظم امليزانية ‪ ،‬لكنه يشهد تأخر كبدري يف تدويل هدذا اإلصدالح بدالرغم مدن أن نسدبة األشدغال متقدمدة نسدبيا ‪ ،‬و حددد‬
‫التاريخ النهائي لتطبيق إصدالح موازنداي ابتددءا مدن سدنة ‪( 2021‬عبدود‪ ،2019 ،‬صدفحة ‪ ،)304‬حيدث يقدرتح هدذا املشدروع تصدنيف‬
‫أعباء الدولة إىل ثالثة و هي (مفتاح‪ ،2016 ،‬الصفحات ‪:)337-336‬‬
‫أوت ‪ -‬التدنيف حسب النشاط‪ :‬يقسم بيان النشاطات إىل مهدام و كدل مهمدة يف حافظدة‪ ،‬حيدث جتمدع هدذه األخدرية إىل‬
‫برامج و الربامج إىل برامج فرعية‪ ،‬و الربامج الفرعية إىل عمليات‪ ،‬و هذه األخرية إىل عمليات فرعية‪ ،‬و هذا يف سدبيل حتقيدق‬
‫األهداف املرجوة‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬التدنيف حسب الطبيعة اتقتدادية‪ :‬يسمح هذا التصنيف مبعرفدة طريقدة ختصديص األمدوال العامدة يف شدكل أعبداء‪،‬‬
‫مما يسهل عملية متابعة النفقة العامة‪ ،‬و حتليله و حيتوي على العناوين التالية‪:‬‬
‫‪ -‬مرتبات املوظفني؛‬

‫‪373‬‬
‫املراقب املايل ( واقع ‪ ،‬حتديات ‪ ،‬آفاق ) – دراسة حالة مصلحة الرقابة املالية لوالية اجلزائر‪-‬‬

‫‪ -‬توظيف االستثمارات؛‬
‫‪ -‬التحويالت؛‬
‫‪ -‬الدين العمومي؛‬
‫‪ -‬نفقات العمليات املالية؛‬
‫‪ -‬النففات غري املتوقعة‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬التدنيف وفق لمراكز المسؤولية‪ :‬يتم ن خالل هذا التصنيف حتديد اهليكل التنظيمدي و هيكدل قدرارات الدولدة ‪ ،‬و‬
‫يتميز بالدقة و تفصيل ‪ ،‬لتسهيل تقسيم املسؤوليات على كل موظف معين بتحضري و تنفيذ ميزانية الدولة‪.‬‬
‫‪ -2-1.I‬مساهمة الرقابة القبلية للمراقب المالي في ترشيد النفقات العمومية ‪:‬‬
‫تتندوع الرقابدة مدن حيدث التوقيدت الدزمين إىل رقابدة قبليدة و رقابدة أثنداء التنفيدذ و أخدرى بعدد التنفيدذ ‪،‬و سنخصدص دراسدتنا حدول الرقابددة‬
‫املاليددة القبليددة ألهنددا تددتم قبددل صددرف األم دوال العموميددة ‪ ،‬فهددي تضددمن صددحة العمليددات و متنددع حدددوث األخطدداء ‪ ،‬ألن تدددركها فددور‬
‫وقوعها ‪ ،‬كما أن هذا النوع يتميز بعدة مزايا نذكر منها (عوايل‪ ،2018 ،‬صفحة ‪:)86‬‬
‫‪ -‬تساعد يف كشف األخطاء قبل وقوعها؛‬
‫‪ -‬تساهم يف التنفيذ السليم للسياسات االقتصادية املالية و االجتماعية؛‬
‫‪ -‬ختفيف املسؤولية امللقاة على عاتق األعوان املكلفون بالتنفيذ ‪ ،‬ألهنم على يقني بصحة و مشروعية العمليات؛‬
‫‪ -‬منح قدر من االطمةنان ألجهزة الرقابة اخلارجية ؛‬
‫‪ -‬تعمل على التنبؤ باملخاطر قبل وقوعها ؛‬
‫و يعتدرب املراقدب املدايل هيةدة رقابيدة للنفقدات امللتدزم هبدا علدى مسدتوى كدل وزارة ‪ ،‬حيدث إن عقدد النفقدات هدي التدزام هبدا ‪ ،‬و ددب أن‬
‫ختضع للتأشرية القبلية للمراقب املايل الذي يستقبل كل الوثائق الثبوتيدة و دري عليهدا فحدص لنظاميتهدا و شدرعيتها ‪ ،‬إذا كدان االلتدزام‬
‫شددرعي يضددع تأشددريته علددى وثيقددة االلت دزام أمددا يف حالددة العك د معندداه االلت دزام غددري شددرعي (حندديش‪ ،2016 ،‬صددفحة ‪ ،)116‬إن‬
‫املراقب املايل موظف تدابع لدوزارة املاليدة ‪ ،‬يعدني مبوجدب قدرار وزاري مدن الدوزير املكلدف بامليزانيدة‪ ،‬و يعتدرب مدن مدوظفي املديريدة العامدة‬
‫للميزانية الذين هلم رتبة مفتش مركزي للمالية ‪ ،‬أو رتبة مفتش رئيسي مع مخ سنوات خربة أو أي موظف يف رتبة مكافةة ‪.‬‬
‫و يعتددرب املراقددب املددايل أحددد األع دوان الددذين ميارسددون رقابددة قبليددة علددى النفقددات العموميددة مددن خددالل التأشددري و املصددادقة علددى‬
‫شرعية النفقة‪ ،‬كما يعترب املراقب املايل مرشدد و خبدري و متخصدص يف جمدال ماليدة العامدة ‪ ،‬و يف هدذا الشدأن أسدندت لده مهدام حيويدة‬
‫و حساسة و ميكن إ ازها يف النقاط التالية (سكوي‪ ،2018 ،‬صفحة ‪: )80‬‬
‫‪ -‬احلد من ارتفاع النفقات علدى مسدتوى خمتلدف الدوزارات و هدذا مدن خدالل النقاشدات املعمقدة بدني املراقدب املدايل و الدوزير‬
‫املكلف بالنفقات؛‬
‫‪ -‬اقرتاحات للميزانية و طلبات النفقات اإلضافية بكل أنواعها؛‬
‫‪ -‬املشاركة و التنسيق مع اآلمرين بالصرف و مصاحل تقدير امليزانية التابعة للوزير املكلف باملالية إلعداد قانون املالية؛‬
‫‪ -‬يعترب املراقب املايل ممثال للوزير املكلف باملالية يف جلان الصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬اقرتاح كل احللول و التوجيهات الضرورية اليت تسهم يف التنفيذ و السري احلسن للصفقات العمومية؛‬
‫‪ -‬إرسال تقرير سنوي مفصدل يف هنايدة كدل سدنة إىل الدوزير املكلدف بامليزانيدة يتضدمن ظدروف النفقدات العموميدة‪ ،‬و العراقيدل‬
‫الديت واجهتهدا يف تطبيدق التشدريع‪ ،‬و خمتلدف املالحظدات‪ ،‬كمدا يتضددمن االقرتاحدات الديت مدن شدأهنا حتسدني جمريدات تنفيددذ‬
‫النفقات العمومية‪.‬‬
‫و نظرا للدور احلساس املوكل للمراقب املايل ‪ ،‬فإنه خيلق مسؤوليات عديدة منها ‪:‬‬
‫‪ -‬السر المهني ‪ :‬إن املراقدب املدايل ملدزم بالسدرية املهنيدة خدالل دراسدته للملفدات عليهدا‪ ،‬كمدا يعتدرب مسدؤول مباشدر عدن‬
‫التأشريات اليت مينحها و عن حاالت الرفض اليت يبلغها لآلمر بالصرف ‪ ،‬كما ميكن نقل عبء هذه املسدؤولية للمراقدب‬
‫املساعد يف حدود ما يسمحه القانون (ديدان‪ ،2010 ،‬صفحة ‪.)216‬؛‬

‫‪374‬‬
‫حاجي فائزة ‪ ،‬طويلب محمد‬
‫‪ -‬مسؤولية إدارية و محاسبية ‪ :‬إن املراقب املايل مسؤوال إداريا أمام وزير املالية ‪ ،‬و عليده مسدؤولية حماسدبية ‪ ،‬حيدث دب‬
‫عليه ضبط حسابات االلتزام و دفع التقارير الدورية لوزير املالية ‪ ،‬غري أن املراقب املايل ال تنطبدق عليده املسدؤولية املاليدة و‬
‫الشخصية ألنه لي عون حماسيب (بوراوي‪ ،2019 ،‬صفحة ‪ )116‬؛‬
‫‪ -‬مسببؤولية شخدببية ‪ :‬فاملراقددب املددايل مسددؤول عددن سددري جممددوع املصدداحل اخلاضددعة لرقابتدده ‪ ،‬و عددن جممددل التأش دريات الدديت‬
‫مينحهددا ‪ ،‬و مددذكرات الددرفض الدديت يبلغهددا‪ ،‬لكددن املراقددب املددايل ال يتحمددل مسددؤولية أخطدداء التسدديري الدديت يقددوم هبددا األمددر‬
‫بالصرف (بلول‪ ،2020 ،‬صفحة ‪ )36‬؛‬
‫‪ -‬مسببؤولية ازائيببة ‪ :‬إن التددأخري غددري الشددرعي يف مددنح التأشددرية يعددرض املراقددب املددايل إىل متابعددة مددن جملد احملاسددبة ‪ ،‬ألن‬
‫هذا التأخري يتسدبب يف خلدق ديدون علدى عداتق الدولدة ‪ ،‬و يسدبب خسدارة يف اخلزيندة ‪ ،‬ألن اآلمدر بالصدرف ال يسدتطيع‬
‫أن يغطي بعض الديون ‪ ،‬و قد يلجأ الدائن إىل القضاء الستيفاء دينه دون علم اآلمر بالصرف ‪ ،‬هذا مدا خيلدق مشداكل‬
‫لإلدارة (بوراوي‪ ،2019 ،‬صفحة ‪)116‬‬
‫و عنددد قيددام املراقددب امللددي باملهددام املوكلددة إليدده ‪ ،‬و التزامدده مبختلددف املسددؤوليات فإندده يتوصدل إىل نتددائج و خمرجددات وصددوص موافقتدده‬
‫على صرف النفقة من عدمده ‪ ،‬و يتمثدل هدذا اإلجدراء يف مدنح التأشدرية أو رفضدها ‪ ،‬فتعدرب التأشدرية عدن مشدروعية النفقدات العامدة‬
‫حمددل االلتدزام ‪ ،‬و يددتم هددذا يف آجددال ‪ 10‬أيددام ‪ ،‬ميكددن أن متتددد إىل ‪ 20‬يددوم يف حالددة وجددود امللفددات املعقدددة و الدديت تتطلددب دراسددة‬
‫دقيقة و معمقة ‪.‬‬
‫و تسمح رقابة املراقب املايل مبا يلي (املالية‪ ،2007 ،‬صفحة ‪:)130‬‬
‫‪ -‬وضع ختم و إمضاء املراقب املايل على بطاقة االلتزام؛‬
‫‪ -‬وضع ختم أو توقيع رمزي على وثائق اإلثبات؛‬
‫‪ -‬النظام الفهرسي لسجل قيد التأشريات و املستندات املؤشر عنها؛‬
‫‪ -‬حماسبة االلتزام املؤشر عنها‪.‬‬
‫كما يتمتع املراقب املايل بصالحية رفض منح تأشدريته يف حدال عددم شدرعية النفقدة العامدة ‪ ،‬و حيدول إىل اآلمدر بالصدرف و دب أن‬
‫يضم الرفض كل املالحظات ‪ ،‬و حالة الرفض نوعان ‪ ،‬إما هنائي أو مؤقت حسب احلالدة‪ ،‬فدالرفض املؤقدت ‪ ،‬عدل ملدف النفقدة‬
‫قابل للتصحيح و التدارك ‪ ،‬وهذا يف احلاالت املذكورة يف املادة ‪ 11‬من املرسوم التنفيذي ‪ 414-92‬و هي ‪:‬‬

‫‪ -‬اقرتاح التزام معيب بعدم املشروعية ميكن تصحيحه؛‬


‫‪ -‬غياب أو عدم كفاية الوثائق الثبوتية؛‬
‫‪ -‬إمهال مالحظة جوهرية يف الوثائق املرفقة‪.‬‬
‫أما الرفض النهائي يكون على شكل مذكرة يف وثيقة مكتوبة يف احلاالت احملددة يف املدادة ‪ 12‬مدن املرسدوم التنفيدذي ‪414-92‬‬
‫و هي على النحو التايل‪:‬‬

‫‪ -‬خمالفة االلتزام بالنفقة للقوانني و التنظيمات املعمول هبا؛‬


‫‪ -‬عدم توفر االعتمادات املالية أو املناصب املالية ؛‬
‫‪ -‬عدم تطبيق مالحظات و اقرتاحات املراقب املايل املسجلة يف وثيقة الرفض املؤقت ‪.‬‬
‫و تددنص املددادة ‪ 08‬مددن املرسددوم التنفيددذي املتعلددق بالرقابددة السددابقة للنفقددات الدديت يلتددزم هبدا ‪ ،‬أندده ميكددن لآلمددر بالصددرف يف حال دة‬
‫وجددود رفددض هنددائي ‪ ،‬اسددتعمال سددلطته املتمثلددة يف التغاضددي ‪ ،‬و هددي عمليددة صددرف النفقددة مببادرتدده و علددى مسددؤوليته ‪ ،‬دون عددرض‬
‫امللف على املراقب املايل ألنه قد رفضه هنائيا ‪ ،‬لكن تتم هذه العملية مبوجب مقدرر معلدل يرسدله إىل الدوزير املكلدف بامليزانيدة ‪ ،‬لكدن‬
‫هناك حاالت استثنائية ال ميكن احلصول على حالة التغاضي و هي ‪:‬‬

‫‪ -‬عدم توفر صفة األمر بالصرف ؛‬


‫‪ -‬عدم توفر االعتمادات أو انعدامها؛‬
‫‪ -‬انعدام التأشريات أو اآلراء املسبقة املنصوص عليها يف التنظيمات املعمول هبا؛‬

‫‪375‬‬
‫املراقب املايل ( واقع ‪ ،‬حتديات ‪ ،‬آفاق ) – دراسة حالة مصلحة الرقابة املالية لوالية اجلزائر‪-‬‬

‫‪ -‬انعدام الوثائق الثبوتية لاللتزام؛‬


‫‪ -‬التخصيص غري القانوين لاللتزام‪.‬‬
‫الشكل رقم ‪ : 02‬مخطط خاص برقابة المراقب المالي‬

‫بطاقة االلتزام ‪+‬الوثائق التربيرية‬

‫امل د د د د دراقبد د د د د د د د د د د د د د د د ددة‬

‫‪ ‬صفة األمر بالصرف‬


‫‪ ‬مطابقة القوانني و التنظيمات املعمول هبا‬
‫‪ ‬توفر االعتمادات‬
‫‪ ‬التقييد الصحيح للنفقات العامة‬
‫‪ ‬موافقة مبلغ االلتزام للوثائق التربيرية‬
‫‪ ‬وجود تأشرية جلنة الصفقات العمومية املختصة‬

‫رفض مؤقت‬ ‫اتخاذ القرار‬ ‫رفض نهائي‬

‫غياب أو نقص الوثائق التربيرية‬ ‫عدم التطابق مع القوانني‬

‫وجود عيب يف الوثائق‬ ‫عدم احرتام بطاقة الرفض املؤقت‬

‫عدم وجود االعتمادات‬

‫منح التأشيرة‬ ‫التغاضي‬

‫التأشيرة أو الرفض‬

‫املصدر ‪ :‬عوايل بالل ‪ ،‬حوكمة اجلماعات احمللية كآلية لتفعيل الرقابة املالية القبلية على النفقات العمومية ‪ ،‬دراسة حالة املراقبة املالية‬
‫ألقطاب بعض واليات الوسط ‪ ،‬أطروحة دوكتوراه ‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ، 2018 ، 02‬ص ‪. 215‬‬

‫‪ -2.I‬دراسة حالة الرقابة على النفقات العامة على مستوى مدلحة الرقابة المالية لوتية الجزائر‬
‫إن النفقات العمومية قبل االلتزام هبا ختضع لرقابة قبلية تقع على عاتق املديرية اجلهوية للميزانية ‪ ،‬و بصفة خاصة على املراقب‬
‫املايل كموظف تابع هلا ‪ ،‬كما تعترب رقاب ة املراقب املايل مبثابة إجراء وقائي مينع حدوث املخافة املالية ‪ ،‬و التصدي هلا منذ بدايتها و منع‬
‫آثارها من الظهور ‪ ،‬هذا ما يضمن هلا قدر من الفعالية (مسعي‪ ،2003 ،‬صفحة ‪ ، )135‬و أيضا هتدف رقابة املراقب املايل إىل‬
‫التأكد من صحة النفقات العمومية و هذا بغية احلفاظ على املال العام من االسراف و التبذير ‪ ،‬و ميزهتا االساسية أهنا تتم قبل الصرف‬
‫‪ ،‬و بالتايل تساهم بقدر كبري يف منع االخظاء املالية ‪ ،‬كما جتنب وقوع االحنرافات ‪.‬‬

‫‪376‬‬
‫حاجي فائزة ‪ ،‬طويلب محمد‬
‫الشكل رقم ‪ : 03‬الهيكل التنظيمي لمدلحة الرقابة المالية‬

‫التنظيم الهيكلي لمصلحة الرقابة المالية‬

‫مكتب التحليل و‬ ‫مكتب عمليات‬ ‫مكتب الصفقات‬ ‫مكتب محاسبة‬


‫التلخيص‬ ‫التجهيز‬ ‫العمومية‬ ‫االلتزامات‬

‫فرع االحصائيات و‬ ‫فرع الررقابة السايقة‬ ‫فرع الصفقات‬ ‫فرع محاسبة االلتزام‬
‫التحليل و التلخيص‬ ‫لأللتزامات بالنفقات‬ ‫العمومية‬ ‫بالنفقات‬

‫فرع مخاسبة‬
‫فرع الوثائق و‬
‫فرع تسيير االرشيف‬ ‫االلتزامات لعمليات‬ ‫فرع الوثائق‬
‫التحليل و المتابعة‬
‫التجهيز‬

‫فرع الوثائق و‬
‫فرع االعالم االلي و‬ ‫فرع محاسبة التعداد‬
‫احصائيات نفقات‬
‫الشبكات‬ ‫الميزانياتي‬
‫لتجهيز‬

‫املصدر ‪ :‬من إعداد الباحثني باالعتماد على املادة ‪ 3‬من القرار الوزاري املشرتك الذي حيدد عدد املراقبني املاليني و املراقبني‬
‫املساعدين و كذا تنظيم املصاحل املراقبة املالية يف مكاتب و فروع ‪ ،‬املؤرخ يف ‪9‬جويلية ‪.2012‬‬

‫و تسهر مصلحة الرقابة املالية لوالية اجلزائر على تسيري و متابعة و أيضا رقابة ميزانية الوالية اليت تضم خمتلف اإليرادات موزعة‬
‫على نفقات التسيري و التجهيز موزعة على عدة أبواب كما يبينه اجلدول أدناه‪.‬‬

‫الجدول رقم ‪ : 01‬مدونة نفقات التسيير و التجهيز‬

‫قسم التجهب ب ب ب ب ب ب ب ب ببيز و اتست ب ب ب ب ببثمار‬ ‫قسم التسيب ب ب ب ب ب ب ب ب ب ببير‬

‫‪ 95‬برامج الوالية‬ ‫األبواب‬ ‫‪ 90‬مصاحل غري مباشرة‬ ‫األبواب‬

‫البنايات و التجهيزات اإلدارية‬ ‫‪950‬‬ ‫املصاحل املالية‬ ‫‪900‬‬

‫طرق الوالية‬ ‫‪951‬‬ ‫أجور و أعباء املستخدمني الدائمني‬ ‫‪901‬‬

‫الشبكات املختلفة‬ ‫‪952‬‬ ‫وسائل و مصاحل اإلدارة العامة‬ ‫‪902‬‬

‫التجهيزات املدرسية و الرياضية و الثقافية‬ ‫‪953‬‬ ‫جمموعة العقارات و املنقوالت‬ ‫‪903‬‬

‫التجهيزات الصحية و االجتماعية‬ ‫‪954‬‬ ‫طرق الوالية‬ ‫‪904‬‬

‫التوزيع النقل املواصالت‬ ‫‪955‬‬ ‫شبكات للوالية‬ ‫‪905‬‬

‫التعمري و اإلسكان‬ ‫‪956‬‬ ‫أشغال التجهيز املنجزة باالستغالل‬ ‫‪906‬‬


‫املباشر‬

‫‪377‬‬
‫املراقب املايل ( واقع ‪ ،‬حتديات ‪ ،‬آفاق ) – دراسة حالة مصلحة الرقابة املالية لوالية اجلزائر‪-‬‬

‫التجهيز الصناعي و احلريف و السياحي‬ ‫‪957‬‬ ‫‪ 91‬مصاحل إدارية‬

‫التنمية الفالحية و الصيد البحري‬ ‫‪958‬‬ ‫املصاحل اإلدارية العمومية‬ ‫‪901‬‬

‫‪ 96‬برامج حلساب الغري‬ ‫األمن و احلماية املدنية‬ ‫‪911‬‬

‫برامج للمؤسسات العمومية الوالئية‬ ‫‪960‬‬ ‫املسامهة يف إعادة التعليم‬ ‫‪912‬‬

‫برامج للوحدات االقتصادية الوالئية‬ ‫‪961‬‬ ‫املصاحل االجتماعية املدرسية‬ ‫‪913‬‬

‫برامج للبلديات و وحداهتا االقتصادية‬ ‫‪962‬‬ ‫الشباب و الرياضة و الثقافة‬ ‫‪914‬‬

‫برامج ألطراف أخرى‬ ‫‪969‬‬ ‫‪ 92‬مصاحل اجتماعية‬

‫‪ 97‬العمليات اخلارجية عن الربامج‬ ‫املساعدة االجتماعية املباشرة‬ ‫‪920‬‬

‫العمليات العقارية و املنقولة اخلارج عن الربامج‬ ‫‪970‬‬ ‫النظافة العمومية و االجتماعية‬ ‫‪921‬‬

‫حركة املديونية و الدائنية‬ ‫‪971‬‬ ‫املصاحل و املؤسسات االجتماعية‬ ‫‪922‬‬

‫عمليات أخرى خارجة عن الربامج‬ ‫‪979‬‬ ‫‪ 93‬مصاحل اقتصادية‬

‫املشاركة يف التنمية االقتصادية‬ ‫‪930‬‬

‫األمالك اخلاصة بالوالية ( املنتجة‬ ‫‪931‬‬


‫للمداخيل )‬

‫‪ 94‬مصاحل اجلباية‬

‫ناتج اجلباية‬ ‫‪940‬‬

‫منتوجات صندوق التضامن للواليات‬ ‫‪941‬‬

‫املصدر ‪ :‬من إعداد الباحثني باالعتماد على امليزانية األولية لوالية اجلزائر لسنة ‪. 2020‬‬

‫‪ -1 -2.I‬اإلاراءات الرقابية العملية للمراقب المالي على النفقات العامة ‪:‬‬


‫يستقبل مصلحة الرقابة املالية ملف النفقة على مستوى مكتب االستقبال الذي يضم نسختني من بطاقة التزام و كذا ملف العملية ‪،‬‬
‫مث يقوم بدوره هذا املكتب بتحويل امللف إىل موظف املعاينة ‪ ،‬و يقوم هذا األخري بتفحص خمتلف الوثائق املرفقة و عدها ‪ ،‬مث‬
‫يدوهنا يف السجل الوارد مبنحها رقم خاص هبا ‪ ،‬كما يقوم بتسجيل املعلومات اآلتية ‪ :‬تاريخ استقبال امللف ( و هو ضروري جدا‬
‫حلساب فرتة الرقابة املقدرة ب ‪ 10‬أيام قانونا للملفات البسيطة و ميكن أن تتعدى إىل ‪ 20‬يوم يف حال امللفات املعقدة ) ‪ ،‬حيث‬
‫حيق للهيةة اخلاضعة للرقابة باالستفسار يف حال جتاوز املدة القانونية املسموح هبا ‪ ،‬عنوان اهليةة املتعاقدة‪ ،‬مبلغ العملية و األبواب و‬
‫املواد‪ ،‬و بعد تسجيها يف السجل اخلاص هبا‪ ،‬مينح امللف إىل أعوان الرقابة املالية املكلفني باملراقبة‪ ،‬الذين يباشرون تدقيقهم و‬
‫مراجعتهم للملف ‪ ،‬و ذلك استنادا على املادة ‪ 09‬من املرسوم التنفيذي ‪:414/92‬‬

‫‪378‬‬
‫حاجي فائزة ‪ ،‬طويلب محمد‬
‫‪ -‬التحقق من صفة األمر بالصرف القانونية و مطابقة اإلمضاء‪ :‬و يف هذه احلالة يرجع املراقب املايل ملقررات التكليف باإلمضاء و‬
‫مطابقته مع إمضاء األمر بالصرف؛‬
‫‪ -‬مراعاة توفر االعتمادات املالية املرخص هبا‪ ،‬حيث أن االعتمادات املالية هي الرخصة القانونية املسموح التعامل هبدا يف حددود مدا هدو‬
‫مسموح به ‪ ،‬و هذا بغية التحقق من مشروعية االلتزام ‪ ،‬و هذه االعتمادات تتوفر من خالل التخصيص امليزانياي ؛‬
‫‪ -‬مطابقة مبلغ االلتزام للعناصر املبينة يف الوثائق املرفقة؛‬
‫‪ -‬التأكد من وجود التأشدريات و الرتخيصدات و اآلراء املسدبقة املسدلمة مدن قبدل السدلطة اإلداريدة املؤهلدة قانوندا هلدذا الغدرض مدثال تأشدرية‬
‫جلنة الصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬التدقيق يف بطاقة االلتزام‪ :‬اليت تكون على نسختني األوىل صفراء و الثانية بيضاء خمتومة و موقعة من طرف اهليةة املتعاقدة‪ ،‬و تضم‬
‫املعلومات الضرورية اآلتية ‪ :‬اسم اهليةة املتعاقدة ‪ -‬رقم العملية ‪ -‬موضوع العملية ( موضوع الربنامج ) ‪ -‬ألبواب الفرعية و املواد ‪-‬‬
‫الرصيد القد ( االعتماد املايل املتبقي )؛ ‪ -‬رصيد العملية و ب أن يكون مطابق ملبلغ العملية ‪ -‬الرصيد اجلديد و هو الفرق بني‬
‫الرصيد القد و مبلغ العملية و هو االعتماد املتبقي‪ -‬مبلغ العملية املدرج على ظهر بطاقة االلتزام ‪.‬‬
‫‪ -‬مراجعة األبواب و موضوع االعتماد و مطابقته مع امللف احملاسيب الذي يضم بطاقات االلتزام؛ املرخصة السابقة املرقمة تسلسليا ‪،‬‬
‫و هذا من أجل متابعة االلتزامات و احرتام الرتخيص امليزاين ‪ ،‬ألن الرصيد اجلديد ألخر بطاقة التزام هو نفسه الرصيد القد للبطاقة‬
‫االلتزام حمل الرقابة ؛‬
‫‪ -‬رقابة البطاقة التحليلية من خالل التدقيق يف مبلغ و موضوع الصفقة و مطابقته باملذكور يف بطاقة االلتزام ‪.‬‬

‫و يف األخري يف حال مطابقة العملية ملختلف القوانني و التنظيمات املعمول هلا يتم منح التأشرية مرقمة و تسجل يف دفرت‬
‫التأشريات بنف املعلومات املسجلة يف السجل الوارد ‪ ،‬أي اسم اهليةة و عنواهنا مبلغ العملية موضوع العملية رقم التأشرية و تارخيها ‪،‬‬
‫مث يكرر التسجيل يف السجل الصادر ليسرتجعهم املراسلون املكلفون و املسموح هلم فقط باسرتجاع امللفات‪ ،‬و إذا ما الحب املراقب‬
‫املايل أخطاء شكلية ميكن تداركها و تصحيحها ‪ ،‬فإنه يسجل هذه اهلفوات يف مذكرة رفض مؤقت تسجل يف السجل الصادر ‪ ،‬أما‬
‫يف حال وجود أخطاء جوهرية فإنه حيرر مذكرة رفض هنائية ‪ ،‬تسجل أيضا يف نف السجل الصادر و اجلدول املوايل يبني خمرجات‬
‫رقابة املراقب املايل لسنة ‪. 2020‬‬

‫الجدول رقم ‪ : 02‬نتائج مدلحة المراقبة المالية لوتية الجزائر لسنة ‪2020‬‬

‫حجم الرفض‬ ‫عدد التأشريات‬ ‫عدد بطاقات االلتزام‬


‫املؤقت‬ ‫املمنوحة‬ ‫املستلمة‬

‫‪13598‬‬ ‫‪51958‬‬ ‫‪65556‬‬ ‫العدد‬

‫‪% 20.74‬‬ ‫‪% 79.26‬‬ ‫النسبة‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثني باالعتماد على معطيات مقدمة من مصلحة الرقابة املالية لوالية اجلزائر‬

‫نالحب من اجلدول أعاله أن احلصة األسد ملخرجات املراقب املايل كانت متعلقة باختصاص جوهري للمراقب املايل تتمثل يف منح‬
‫التأشرية بنسبة ‪ ،% 79.26‬و التأشرية اليت تعرب عن مشروعية النفقات العامة حمل االلتزام‪ ،‬حيث تعترب إجبارية و بدوهنا تبقى‬
‫األعمال املنشةة لاللتزامات املالية جمرد مشاريع‪ ،‬ال تكتسب القوة القانونية (يزيد‪ ،2015 ،‬صفحة ‪ ، )64‬كما سجلت أيضا نسبة‬
‫قليلة نوعا ما مللفات مرفوضة مؤقتا بنسبة مةوية تقدر ب‪ ، % 20.74‬هذا الرفض املؤقت عل ملف النفقة قابل للتصحيح و‬
‫التعديل ‪ ،‬ويكون الرفض املؤقت يف إحدى احلاالت املذكورة أعاله و احملددة يف املادة ‪ 11‬من املرسوم التنفيذي ‪ ، 414-92‬يف‬
‫حني مل يتم تسجيل أي حالة رفض هنائي ‪ ،‬و مبا أنه مل يتم رفض هنائي ألي نفقة ‪ ،‬فإنه يستوجب أيضا عدم تسجيل أي حالة‬
‫تغاضي‪ ،‬و هي احلالة اليت يتغاضى عنها األمر بالصرف للرفض هنائي و يتم يف حاالت حمدودة جدا و مرخصة قانونا ‪.‬‬

‫‪ -3.I‬معوقات و آفاق الرقابة المالية في الجزائر‪:‬‬

‫‪379‬‬
‫املراقب املايل ( واقع ‪ ،‬حتديات ‪ ،‬آفاق ) – دراسة حالة مصلحة الرقابة املالية لوالية اجلزائر‪-‬‬

‫يواجه املراقب املايل مجلة من التحديات و املعوقات اليت تضعف من أدائه و حتد من فعالية رقابته سنحاول إ ازها ‪ ،‬باملوازاة سنتطرق‬
‫إىل مجلة من النقاط لتحسينها ‪.‬‬
‫‪. 1 -3.I‬معوقات و آفاق الرقابة المالية في الجزائر‪:‬ميكن تلخيص أهم املعوقات اليت تواجه املراقب املايل و تعرقل مهامهه يف‬
‫النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬عدم وجود ضمانات قانونية حتمي املراقب املايل ‪ ،‬بالرغم من حساسية املهام املوكلة إليهم (بوراوي‪ ،2019 ،‬صفحة‬
‫‪)236‬؛‬
‫تبعية املراقبني املاليني لوزارة املالية ‪ ،‬يفقدها نوعا من االستقاللية املطلقة و حيد من فعالية و جناعة أدائها ؛‬ ‫‪-‬‬
‫عدم تعاون املؤسسات اخلاضعة للرقابة املالية مع مصلحة الرقابة بشكل يسهل العملية الرقابية ‪ ،‬حىت أنه يف بعض األحيان‬ ‫‪-‬‬
‫يتم تكرار نف اخلطأ املشار إليه يف مذكرة الرفض املؤقت ‪ ،‬هذا راجع لنقص تكوين و انعدام املرجعية القانونية أو يف‬
‫بعض احلاالت الالمباالة من طرفهم؛‬
‫حمدودية اإلمكانيات املادية و قلة االمتيازات املالية املمنوحة ملوظفي مصلحة الرقابة املالية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪. 2 -3.I‬آفاق الرقابة المالية في الجزائر‪:‬‬


‫‪ -‬الدمج بني مصلحة املراقبة املالية و مصلحة احملاسبة العمومية ‪ ،‬لتطبيق املمارسات احلديثة ملراقبة امليزانية ‪ ،‬اليت هتدف إىل‬
‫تقليص عدد العقود الواجبة التأشري بشكل قبلي ‪ ،‬مما يسهل عملية ترتيبهم طبقا ألمهيتهم و مدى تأثريها على امليزانية‬
‫(تكاريل‪ ،2018 ،‬صفحة ‪)172‬؛‬
‫ضرورة توسيع صالحيات و حدود رقابة املراقب املايل ‪ ،‬و عدم تقييده يف اجلانب الشكلي و القانوين (بوراوي‪،2019 ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫صفحة ‪ )236‬؛‬
‫متابعة املراقبني املاليني من طرف املفتشية مصاحل امليزانية ‪ ،‬عن طريق تصنيفهم حسب مستوى خطورة املهام امللقاة على‬ ‫‪-‬‬
‫عاتقهم ‪ ،‬أو حسب أمهية اهليةة اليت يراقبوهنا (تكاريل‪ ،2018 ،‬صفحة ‪)173‬؛‬
‫ضرورة انفتاح وزارة املالية و خمتلف أجهزة الرقابة املالية على كل التعليمات و القوانني الصادرة لتنفيذ امليزانية ‪ ،‬و هذا كوهنا‬ ‫‪-‬‬
‫خمولة لتنفيذها (بوراوي‪ ،2019 ،‬صفحة ‪ )237‬؛‬
‫خلق نوع من التنسيق بني خمتلف األجهزة الرقابية‪ ،‬مع تعزيز الثقة و تبادل اخلربات و املعارف بينهم‪ ،‬خللق ضمانات‬ ‫‪-‬‬
‫تساهم يف الرفع من مستوى أداء األعوان الرقابية؛‬
‫وجوب حتيني أو تعديل القوانني املختلفة املنظمة للعملية الرقابية بشكل خيدم املصلحة العامة و لي املصلحة اخلاصة؛‬ ‫‪-‬‬
‫منح خمتلف هيةات الرقابة املالية االستقاللية املطلقة لتمكينها من ممارسة مهامها على أكمل وجه؛‬ ‫‪-‬‬
‫الزيادة يف عدد عمال مصاحل الرقابة املالية‪ ،‬لثقل حجم و حساسة املهام املوكل إليهم‪ ،‬و االهتمام بتكوينهم القانوين‬ ‫‪-‬‬
‫بدورات تعليمية خمتلفة‪ ،‬لتبسيط مهامهم و اإلسراع يف معاجلة خمتلف مشاريع االلتزام؛‬
‫ضرورة جتاوز الرقابة الكالسيكية املتمثلة يف املطابقة الشكلية‪ ،‬إىل الرقابة احلديثة اليت هتدف أساسا إىل رقابة األداء و حماولة‬ ‫‪-‬‬
‫تطويره‪.‬‬

‫‪ - II‬الطريقة واألدوات ‪:‬‬

‫‪380‬‬
‫حاجي فائزة ‪ ،‬طويلب محمد‬
‫من أجل بلوغ أهداف الدراسة ‪ ،‬اعتمدنا على مالحظة و تدقيق مجيع املعطيات الوثائقية املستلمة من قبل مصلحة الرقابة املالية لوالية‬
‫اجلزائر‪ ،‬كما اعتمدنا على املوقع االلكرتوين للرقابة املالية ‪ ،‬باإلضافة إىل إجراء مقابلة مع املراقبني املاليني املساعدين و أعوان الرقابة‬
‫املالية ‪ ،‬و من أجل حتليل خمتلف البيانات املتحصل عليها ‪ ،‬مت استخدام املنهج الوصفي من خالل حماولة إسقاط خمتلف املواد‬
‫‪.‬‬
‫القانونية املنظمة ألداء املرقاب املايل على الواقع العملي له ‪.‬‬

‫‪ -II‬النتائج ومناقشتها ‪:‬‬

‫إن رقابددة املددايل تضددمن شددرعية النفقددة ‪ ،‬و تؤكددد مطابقتهددا للق دوانني و التنظيمددات املعمددول هبددا ‪ ،‬كمددا أن توقيتهددا القبلددي يسدداهم‬
‫جبعلها رقابة وقائيدة جتندب أي نفقدة غدري شدرعية ‪ ،‬باإلضدافة إىل كوهندا عالجيدة مدن خدالل توجيده و ترشديد اآلمدر بالصدرف ‪ ،‬و رغدم كدل‬
‫املميزات املذكورة أعاله إال أن رقابة املراقب املايل على النفقات العموميدة تشدوهبا بعدض العيدوب ‪ ،‬حيدث تعتدرب رقابتده غدري كافيدة ‪ ،‬ألهندا‬
‫تتضددمن شددكليات النفقددة فقددط ‪ ،‬كمددا أن االمتيدداز القددانوين الددذي منحدده املشددرع لآلمددر بالصددرف ‪ ،‬و املتمثددل يف صدديغة جتدداوز الددرفض‬
‫الصادر عن طريق التغاضي ‪ ،‬هدذا احلدق حيدد نوعدا مدا مدن فعاليدة رقابدة املراقدب املدايل ‪ ،‬و عددم تعداون املؤسسدات اخلاضدعة للرقابدة املاليدة‬
‫مددع مصددلحة الرقابددة بشددكل يسددهل العمليددة الرقابيددة ‪ ،‬حددىت أندده يف بعددض األحيددان يددتم تك درار نف د اخلطددأ املشددار إليدده يف مددذكرة الددرفض‬
‫املؤقدت ‪ ،‬هددذا راجددع لدنقص تكددوين و انعدددام املرجعيدة القانونيددة أو يف بعددض احلداالت الالمبدداالة مدن طدرفهم ‪ ،‬باإلضددافة إىل حمدوديددة‬
‫اإلمكانيات املادية و التكنولوجية‪ ،‬و قلة االمتيازات املالية املمنوحة ملوظفي مصلحة الرقابة املالية‪.‬‬

‫كمددا أن كثددرة و تشددعب عمليددات اإلنفدداق اخلاضددعة لرقابددة املراقددب املددايل ‪ ،‬و ذلددك مبنحدده لتأش دريته يف حددال شددرعيتها أو رفضددها‬
‫رفضددا مؤقتددا يف حددال عدددم صددحتها ‪ ،‬مددع إبددداء املالحظددات لآلمددر بالصددرف لتصددحيحها ‪ ،‬كددل هددذا يددتم يف وقددت قياسددي ‪ ،‬ممددا يتطلددب‬
‫جهددد كبددري ‪ ،‬يددؤدي يف بعددض األحيددان إىل خلددق ضددغط كبددري عليدده ‪ ،‬ممددا قددد علدده يقصددر يف أداء مهامدده (سدداحل‪ ،2017 ،‬صددفحة‬
‫‪.)281‬‬

‫إن خمتلف املعوقات املشار إليها أعاله و اليت تواجده املراقدب املدايل‪ ،‬و تدنقص مدن فعاليدة أدائده يسدتوجب حتديدد مجلدة مدن اآلفداق‬
‫الدديت تسددهم يف حتددديث رقابتدده مددن خددالل توسدديع صددالحياته ‪ ،‬و عدددم حصددر مهامدده يف اجلانددب الشددكلي ‪ ،‬أي جتدداوز منطددق الرقابددة‬
‫الكالسيكية املتمثلة يف املطابقة الشكلية ‪ ،‬إىل رقابة مالية تساهم يف ترشديد النفقدات العامدة و املسدامهة يف حتقيدق الفعاليدة يف ا إلنفداق ‪،‬‬
‫و هذا من خالل حتيني أو تعديل القوانني املختلفة املنظمة للعملية الرقابية ‪ ،‬و خلدق ندوع مدن التنسديق بدني خمتلدف األجهدزة الرقابيدة‪ ،‬مدع‬
‫تعزيز الثقة و تبدادل اخلدربات و املعدارف بيدنهم‪ ،‬خللدق ضدمانات تسداهم يف الرفدع مدن مسدتوى أداء األعدوان الرقابيدة ؛ باإلضدافة إىل مدنح‬
‫خمتلف هيةات الرقابة املالية االستقاللية املطلقة لتمكينها من ممارسة مهامها على أكمل وجه ؛ مع الزيادة يف عدد عمدال مصداحل الرقابدة‬
‫املاليددة ‪ ،‬لثق ددل حجددم و حساس ددة املهددام املوك ددل إلدديهم ‪ ،‬و االهتم ددام بتك ددوينهم الق ددانوين بدددورات تعليمي ددة خمتلفددة ‪ ،‬لتبس دديط مه ددامهم و‬
‫اإلسراع يف معاجلة خمتلف مشاريع االلتزام‪.‬‬

‫‪ -IV‬الخالصة ‪:‬‬

‫إن الرقابة املالية القبلية تعترب مبثابة املسار الواجب إتباعه لتحقيق العقالنية و الرشادة يف اإلنفاق العام ‪ ، ،‬و من مميزاهتا أيضا أهنا‬
‫ختفف احلمل امللقى على عاتق اهليةات الرقابية البعدية ‪ ،‬و املراقب املايل هو الوسيط بني اآلمر بالصرف و احملاسب العمومي ‪ ،‬فهو‬
‫املخول أساسا بالرتخيص للمحاسب العمومي بدفع النفقة من خالل تأشريته ‪ ،‬كما يرخص لآلمر بالصرف مبباشرة صرف النفقة من‬
‫خالل تأشريته أو عدم السماح له بصرفها من خالل رفضه سواء أكان رفضا مؤقتا عند أخطاء شكلية ميكن تداركها ‪ ،‬أو رفضا هنائيا‬
‫عند وجود أخطاء جوهرية فهو بذلك يعترب موجه و مرشد‪. ،‬‬

‫ترتكب الرقابة املالية على اإلنفاق العام من شقني ‪ ،‬مها املشروعية الشكلية من خالل التحقق من أن النفقات العامة مطابقة‬
‫للتشريعات و التنظيمات املعمول هبا و اليت يسهر املراقب املايل على جتسيدها ‪ ،‬و املشروعية املوضوعية و النوعية اليت تكمن يف‬
‫االهتمام بكل ما يتعلق بالنفقات العامة و مدى فعالية األجهزة املكلفة بعملية التنفيذ ‪ ،‬هذه األخرية اليت يفتقرها املراقب املايل ‪ ،‬رغم‬
‫ضرورهتا يف جتسيد نظام الشفافية يف املالية العامة ‪ ،‬و كذا التحقق من فعالية النفقات العامة ‪ ،‬هلذا السبب و يف ظل عصرنة نظام‬
‫احملاسبة العمومية و اقرتاح مشروع عصرنة نظام املوازنة وجب إعادة النظر و تطوير الرقابة املالية لتنتقل من الرقابة املالية الشكلية‬
‫التقليدية إىل رقابة حديثة تركز على األداء اليت تضمن فعالية و كفاءة حسن استخدام األموال العمومية و ضبط اإلنفاق العام ‪.‬‬

‫‪381‬‬
‫املراقب املايل ( واقع ‪ ،‬حتديات ‪ ،‬آفاق ) – دراسة حالة مصلحة الرقابة املالية لوالية اجلزائر‪-‬‬

‫تفتح الدراسة آفاق جديدة لدراسات مستقبلية تساهم يف إثراء البحث العلمي أمهها ‪:‬‬

‫‪ -‬مدى اعتماد املراقب املايل للمعايري الدولية للرقابة املالية ؛‬


‫‪ -‬متطلبات عصرنة نظام الرقابة املالية وفق مشروع عصرنة املوزانة العامة ؛‬
‫‪ -‬التوجه احلديث للرقابة املالية يف اجلزائر يف ظل عصرنة نظام احلاسبة العمومية‪.‬‬

‫‪ -‬المدادر و المرااع ‪:‬‬

‫‪ ‬الكتب ‪:‬‬

‫‪ .1‬أمحد أمني يزيد‪ .)2015( .‬الرقابة املالية السابقة على النفقات امللتزم هبا يف اجلزائر‪ .‬اجلزائر‪ :‬دار بلقي ‪.‬‬

‫‪ .2‬حممد ساحل‪ .)2017( .‬املالية العامة‪ .‬احملمدية‪ ،‬اجلزائر‪ :‬جسور للنشر و التوزيع ‪.‬‬

‫‪ .3‬حممد مسعي‪ .)2003( .‬احملاسبة العمومية‪ .‬عني مليلة‪ ،‬اجلزائر ‪.‬‬

‫‪ .4‬مولود ديدان‪ .)2010( .‬أحباث يف اإلصالح املايل‪ .‬دار البيضاء‪ ،‬اجلزائر‪ :‬دار بلقي ‪.‬‬

‫‪ .5‬عبد الغفور إبراهيم محاد‪ .)2009( .‬مبادئ اإلقتصاد و املالية العانة‪ .‬عمان‪ :‬دار زهران‪.‬‬

‫‪ ‬المقاالت في المجالت العلمية ‪:‬‬

‫‪ .1‬عبد اللطيف زيدي‪ ،‬و جياليل قالون‪ .)2019( .‬دور الرقابة املالية اإلدارية يف ترشيد النفقات العمومية يف اجلزائر ‪ .‬البشائر‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫‪ .2‬قاشي يوسف ‪ ،‬بن سنة ناصر (‪ ) 2019‬دور اخلزينة العمومية يف تنفيذ نفقات التجهيز العمومي( دراسة حالة خزينة‬
‫البويرة ) ‪ ،‬جملة أوراق اقتصادية‪.‬‬

‫‪ .3‬مفتاح فاطمة ( ‪ . ) 2016‬امليزانية العامة بني القانون األساسي ‪ 84/17‬و مشروع القانون العضوي اجلدي لقوانني املالية‪،‬‬
‫جملة القانون و العلوم السياسية‪.‬‬

‫‪ .4‬يوسف جياليل ‪ ) 2019( .‬اإلطار التنظيمي و امليزانياي لتسيري و تنفيذ نفقات التجهيز يف اجلزائر ‪ ،‬جملة األكادميية‬
‫للدراسات االجتماعية و اإلنسانية ‪. .‬‬

‫‪ ‬الرسائل الجامعية ‪:‬‬

‫‪ .1‬عوايل بالل ‪. (2018).‬حوكمة اجلماعات احمللية كآلية لتفعيل الرقابة املالية القبلية على النفقات العمومية ( أطروحة دوكتوراه)‬
‫كلية العلوم االقتصادية و العلوم التجارية و علوم التسيري ‪,‬البليدة ‪:‬جامعة البليدة ‪02.‬‬

‫‪ .2‬عيسى بوراوي‪ .)2019( .‬الدور الرقايب للمراقب املايل على مالية الدولة و ميزانيات اجلمعات احمللية اإلقليمية ( أطروحة دوكتوراه‬
‫)‪ .‬كلية العلوم االقتصادية و العلوم التجارية و علوم التسيري‪ ،‬اجلزائر‪ :‬جامعة اجلزائر ‪.03‬‬

‫‪382‬‬
‫حاجي فائزة ‪ ،‬طويلب محمد‬
‫‪ .3‬فلفول عبد القادر ‪. (2019).‬ضرورة اعتماد ميزانية الربامج و األداء يف اجلزائر كأسلوب لتحقيق الفعالية و الكفاءة و محاية‬
‫املوارد املالية العامة ‪ .‬مقدمة ضمن امللتقى الوطين حول السياسات امليزانية و احلوكمة العمومية يف االقتصاديات النامية ‪.‬تلمسان ‪:‬‬
‫جامعة أبوبكر بلقايد ‪.‬‬

‫‪ .4‬أمحد حنيش‪ .)2016( .‬دور الرقابة على املوازنة العامة يف ترشيد اإلنفاق العمومي ( أطروحة دوكتوراه )‪ .‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫و العلوم التجارية و علوم التسيري‪ ،‬اجلزائر‪ :‬جامعة اجلزائر ‪.03‬‬

‫‪ .5‬بلول حممد الصاحل ‪. (2020).‬تقييم آليات الرقابة املالية يف اجلزائر يف ظل عصرنة نظام احملاسبة العمومية ( أطروحة‬
‫دوكتوراه)كلية العلوم اإلقتصادية و التجارية و علوم التسيري ‪,‬الوادي ‪:‬جامعة الشهيد محه خلضر بالوادي‪.‬‬

‫‪ .6‬خالد سكوي‪ .) 2018( .‬األجهزة الرقابية على امليزانية الدور و الفعالية ( أطروحة دوكتوراه)‪ .‬كلية احلقوق و العلوم السياسية ‪،‬‬
‫تلمسان‪ :‬جامعة أبو بكر بلقايد ‪ -‬تلمسان ‪.-‬‬

‫‪ .7‬صوفية نبيلة تكاريل‪ .)2018( .‬أثر تسيري املالية العمومية على أداء احلوكمة املالية يف اجلزائر ( أطروحة دوكتوراه )‪ .‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية و العلوم التجارية و علوم التسيري‪ ،‬اجلزائر‪ :‬جامعة اجلزائر ‪.03‬‬

‫‪ .8‬عبود ميلود ‪. ) 2019 ( .‬متطلبات تبين معايري احملاسبة الدولية للقطاع العام لتطوير نظام احملاسبة العمومية و أثره على ترشيد‬
‫النفقات العمومية يف اجلزائر ( أطروحة دوكتوراه ) كلية العلوم االقتصادية التجارية و علوم التسيري جامعة أمحد دراية ‪ ،‬أدرار ‪.‬‬

‫‪ ‬المنشورات الرسمية ‪:‬‬

‫‪ .1‬وزارة املالية‪ .)2007( .‬وجيز مراقبة النفقات االلزامية‪ .‬املديرية العامة للميزانية‪.‬‬

‫‪383‬‬

You might also like