Professional Documents
Culture Documents
دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية
دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية
مذكرة ماستر
ميدان :احلقوق والعلوم الس ياس ية
فرع :احلقوق
ختصص :قانون دويل عام.
رمق........... :
اعداد الطالب:
فايزة رحميني
رمازنية عرجونة
يوم2022/06/21 :
لجنة المناقشة:
رئيسا اجلامعة محمد خيرض بسكرة الرتبة برامهي حنان
مرشفا اجلامعة محمد خيرض بسكرة اس تاذة شربي عزيزة
مناقشا اجلامعة محمد خيرض بسكرة الرتبة نوي هناء
الس نة اجلامعية2022 - 2021 :
جامعة محمد خيضر بسكرة
كلية الحقوق والعلوم السياسية
قسم الحقوق
مذكرة ماستر
ميدان :احلقوق والعلوم الس ياس ية
فرع :احلقوق
ختصص :قانون دويل عام.
رمق........... :
اعداد الطالب:
فايزة رحميني
رمازنية عرجونة
يوم.................................................................. :
لجنة المناقشة:
رئيسا اجلامعة محمد خيرض بسكرة الرتبة العضو 1
مرشفا اجلامعة محمد خيرض بسكرة اس تاذة شربي عزيزة
مناقشا اجلامعة محمد خيرض بسكرة الرتبة العضو 3
الس نة اجلامعية 2022 - 2021 :
نشكر اهلل العلي القدير و الحمد هلل الذي بنعمته تتم الصالحات ،فبعون من اهلل تعالى
و توفيقه تم إنجاز هذا العمل .ونسأل اهلل تعالى المزيد من التوفيق و النجاح.
أتقدم بخالص الشكر و التقدير إلى األستاذة الفاضلة المشرفة :شبري عزيزة ،التي لم
تبخل علينا بنصائحها و توجيهاتها ،و المعلومات القيمة التي بها تم تخطي الصعاب و
إتمام هذا البحث.
إلى كل من علمني حرفا أساتذة قسم الحقوق والعلوم السياسية بجامعة بسكرة .
كما أتقدم بتحية شكر و تقدير إلى كافة أساتذة لجنة المناقشة ألنها سترى هذا العمل
بمالحظات قيمة و توجيهات سديدة ،فلهم منا كل التقدير و االحترام سلفا وجزاهم اهلل عنا
خير الجزاء.
الإهداء
واالهداء الموصول
مقدمة:
تنشأ النزاعات الدولية تقريبا ألسباب مشابهة التي قد تنشأ عنها نزاعات االفراد مع ان
نتائج األولى اشد خط ار وأعمق أثر ،فإلى جانب الخالفات البسيطة وسوء التفاهم اللذان قد
توتر
ا يعكران صفو العالقات بين دولتين أو أكثر لمدة قصيرة أو طويلة هنالك قضايا تسبب
واحتكاكا بين الدول وتعرض السلم واالمن الدوليين لخطر وتخل بالتوازن في العالقات الدولية.
وقضايا كهذه أدت في الماضي إلى الحرب والخراب غير أن العصر الذي نعيشه عصر
الذرة واألسلحة الفتاكة حمل الدول على االحجام على االندفاع بالنزاع إلى غير منتهاه ،بحيث
في حالة عدم تمكن من حل النزاع قد تكتفي الدول المتنازعة بقطع العالقات الدبلوماسية أو
االقتصادية فيما بينها من دون أن تلجا احداها الى الحرب التي تبقى نسجا مهددا.
فعالم اليوم عالم تكامل وتعاون في شتى الميادين وال تستطيع دولة مهما بلغت من الغنى
والقوة واالستقرار أن تدعي االكتفاء الذاتي ،لذا فسوء العالقات بين دولتين له مضاعفات ال
على مصالحهما فحسب ،بل على مصالح مجموعة من الدول وقد يؤدي األمر حين يكون
النزاع بين دولتين كبيرتين إلى مضاعفات تؤثر في اإلنسانية كلها.
و نظ ار لحاجة المجتمع الدولي الى االستقرار و التقليل من حدة النزاعات بين الدول كان
البد من وجود وسائل لتسوية هذه النزاعات بطرق سلمية القضائية ،نذكر منها التحكيم
الدولي و القضاء الدولي ،حيث تعد محكمة العدل الدولية الهيئة القضائية الرئيسية في االمم
المتحدة ،و قد تم تأسيسها في اعقاب الحرب العالمية الثانية ،أي منذ ازيد على ستة عقود
خلف لمحكمة العدل الدائمة التي كانت تعمل في زمن العصبة و لقد اصدرت محكمة العدل
الدولية العديد من الق اررات القضائية النهائية والملزمة لطرفي النزاع ،ساهمت في ترسيخ عدد
من المبادئ واألسس والقواعد القانونية التي صار متعارفا عليها في العمل الدولي وأصبحت
أ
مقدمة
مرجعا أساسيا للفصل في أي نزاع ينشأ بين دولتين أو أكثر ما يجعل منها المنبر القضائي
الرئيسي لتسوية النزاعات الدولية وتقديم االستشارات بشأن تفسير أي نص من نصوص الميثاق
أو المعاهدات الدولية أو أية مسألة يراد تقديم آراء قانونية استشارية في المسائل القانونية
المحالة اليها من قبل أجهزة األمم المتحدة الجمعية العامة او مجلس االمن بشأنها ،و لسائر
فروع الهيئة و الوكاالت المرتبطة بها ممن يجوز أن تأذن لها الجمعية العامة بذلك في أي
وقت ،أن تطلب أيضا من المحكمة افتاءها فيما يعرض لها من المسائل القانونية الداخلة في
نطاق اعمالها .1
أهمية الموضوع:
تتمثل أهمية الموضوع في أن محكمة العدل الدولية جهاز قضائي يحول دون تكوين
صراعات ،وحروب بين الدول التي هي شخص من اشخاص القانون الدولي وتكمن أهمية
دراسة دور محكمة العدل الدولية من خالل دورها الفعال في إرساء مبادئ السلم واالمن
الدوليين التي هي من مبادئ ميثاق األمم المتحدة وذلك لتسويتها السلمية القضائية للنزاعات
بين الدول.
أسباب اختيار الموضوع:
يرجع اختيارنا لهذا الموضوع الى األسباب التالية - :اهتمامنا بدراسة القانون الدولي العام
والرغبة الشخصية في البحث في مجال النزاعات الدولية وفي كيفية تسويتها.
-تقييم دور محكمة العدل الدولية والتعرف على الصعوبات التي واجهتها ومدى تأثيرها على
مستوى القضاء الدولي.
1انظر المادة ( )96من ميثاق األمم المتحدة الصادر في 26حزيران /يونيه ،1945سان فرانسيسكو.
ب
مقدمة
أهداف الدراسة:
تسليط الضوء على دور محكمة العدل الدولي وذلك من خالل التعرف على نظامها القانوني
ومن خالل تسويتها الفعلية التطبيقية وذلك ببيان مجال اختصاصها القضائي من جهة ومن
جهة أخرى مجالها االستشاري.
االشكالية :
-هل نجحت محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية ،من خالل التوفيق بين
اختصاصها والمعالجة الميدانية؟
هذه اإلشكالية تسوقنا إلى تساؤالت فرعية وهي كالتالي:
مرحل نشأة محكمة العدل الدولية؟
-ما هي ا
-ما هي أوجه االختصاص محكمة العدل الدولية؟
-ما هي اهم إنجازات محكمة العدل الدولية في مجال تسوية النزاعات الدولية؟
-ما هي العقبات التي حالت دون تأدية محكمة العدل الدولية دورها في تسوية النزاعات
الدولية؟
المنهج المتبع:
بما ان طبيعة الموضوع تفرض منهجا معينا فعليه سنتطرق الى األساس القانوني لمحكمة
العدل الدولية بصفتها وسيلة تسوية وكما سنعرج على مختلف االتفاقيات ،والمواقف الفقهية
ذات عالقة بالموضوع فال يتم ذلك اال باالعتماد على منهج تحليل مضمون ،وكذلك المنهج
الوصفي ،والتاريخي بما يتناسب مع سرد األحداث.
قسمنا من أجل اإلجابة على اإلشكالية الدراسة إلى فصلين حيث تناولنا في الفصل األول
اإلطار المفاهيمي لمحكمة العدل الدولية الذي قسمناه بدوره إلى مبحثين ،المبحث األول
ج
مقدمة
اإلطار العام الناظم لمحكمة العدل الدولية ،أما المبحث الثاني فيتمثل في مجال اختصاص
محكمة العدل الدولية ،فيما تناولنا في الفصل الثاني الموسوم بفاعلية دور محكمة العدل الدولية
حيث قسمناه إلى المبحث األول المتمثل في التطبيقات العملية لتسوية النزاعات أمام محكمة
العدل الدولية ،وكذا المبحث الثاني المتمثل في العقبات التي تحد من دور محكمة العدل
الدولية في تسوية النزاعات الدولية.
د
الفصل األول
اإلطار المفاهيمي
لمحكمة العدل الدولية
اإلطار المفاهيمي لمحكمة العدل الدولية الفصل األول
6
اإلطار المفاهيمي لمحكمة العدل الدولية الفصل األول
انظر المادة ( )33من ميثاق األمم المتحدة ،مرجع سابق . 1
7
اإلطار المفاهيمي لمحكمة العدل الدولية الفصل األول
8
اإلطار المفاهيمي لمحكمة العدل الدولية الفصل األول
أخرى و كذلك فإن انعقاد جلسات محكمة العدل الدولية يكون في مدينة الهاي
بهولندا أن كانت المحكمة تملك حق االنعقاد و مباشرة وظائفها في أي مكان اخر
1
كلما رأت ذلك مناسبا.
الفرع الثاني :النشأة والتطور التاريخي لمحكمة العدل الدولية
من الشروط األساسية في المجتمع الدولي كي يسوده النظام والتناسق ،ان تقوم فيه
هيئة أو جهة قضائية تختص بالنظر في الخصومات التي قد تنشأ بين أعضاء هذا
المجتمع ،وتوطئة للفصل فيها بتطبيق أحكام القانون الدولي ،وقد كان هذا الشرط مفقودا
في المجتمع الدولي مما أدى إلى سيادة الفوضى واالضطراب فيه ،2ولذلك سوف نتطرق
الى مراحل نشأة محكمة العدل الدولية كالتالي:
أوال :قبل الحرب العالمية االولى
رغبة في إيجاد نظام قانوني لحل المنازعات ظهرت فكرة التحكيم الدولي ألول مرة في
معاهدة مايو عام 1794المبرمة بين بريطانيا و الواليات المتحدة االمريكية التي قررت
انشاء لجنة مختلطة للفصل في عدد من المنازعات القائمة بين الدولتين يعين كل طرف
نصف األعضاء و يراسها حكم ليكون فيصال بين الطرفين و قد أصدرت هذه اللجنة
قرارها التحكمي األول بشان قضية االلباما.
عام 1873ملزمة بريطانيا بدفع تعويض للواليات المتحدة عن قيامها ببعض االعمال
3
العدوانية و غرق السفن االمريكية و امداد واليات الجنوب االمريكية بالسالح.
9
اإلطار المفاهيمي لمحكمة العدل الدولية الفصل األول
و بموجب مؤتمر الهاي األول اعام 1899تم إنشاء المحكمة الدائمة للتحكيم ،غير انها
لم تكن محكمة دولية بمدلولها القانوني الصحيح ألنها اكتفت بتشكيل لجان محكمة ،لكن
ذلك المؤتمر قد نجح في وضع إجراءات التحكيم و طبقا لنص المادة 20من اتفاقية
الهاي األولى و التي تنص على انه تلتزم الدول المتعاقدة بان تشكل محكمة دائمة
للتحكيم.
وبموجب المادة 22من اتفاقية الهاي الثانية لعام 1907م تلتزم الدول األطراف التعاقد
1
بان تحافظ على المحكمة المذكورة.
ثانيا :بداية القرن العشرين
كانت المرحلة الثانية بإقامة التنظيم الدولي للمجتمع الدولي على أثر انتهاء الحرب
العالمية األولى ،فأنشأت عصبة األمم بمقتضى معاهدة فرساي 1919م ،و قد نصت
المادة 14من عهد العصبة على ان يقوم مجلس العصبة بإعداد مشروع لمحكمة عدل
دولية دائمة ،ووافقت الجمعية العامة للعصبة على هذا المشروع في 3ديسمبر 1920م ،و
صادق الدول األعضاء على البروتوكول الخاص به في 16ديسمبر 2 1920مو قد بلغ
عدد الدول الموقعة على هذا البروتوكول أكثر من خمسين دولة ،و بذلك كسب العالم شيئا
من االستقرار في مباشرة الوظيفة القضائية الدولية ،وقد أوقفت الحرب العالمية الثانية
نشاط المحكمة ،و منع احتالل هولندا من انعقادها حتى عام 1946م اذ تقرر حلها
رسميا كنتيجة الختفاء عصبة األمم و حلول هيئة دولية أخرى محلها .
1محمد صاحب سلطان ،العلقات العامة في المنظمات الدولية ،طبعة ،1دار التوزيع و الطباعة ،2012 ،ص.32
2حامد سلطان ،القانون الدولي العام ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،1984 ،ص.100
10
اإلطار المفاهيمي لمحكمة العدل الدولية الفصل األول
11
اإلطار المفاهيمي لمحكمة العدل الدولية الفصل األول
1وسيلة شابو ،الوجيز في قواعد المنازعات امام محكمة العدل الدولية ،دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع،
الجزائر ،2011،ص.39
انظر المادة ( )03الفقرة 1من النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية .الصادر في 19افريل ،1945واشنطن . 2
12
اإلطار المفاهيمي لمحكمة العدل الدولية الفصل األول
القضائية أو المشرعين المشهود له م بالكفاية في القانون الدولي ،كل هذا بغض النظر عن
1
جنسيتهم.
و يراعى عند انتخاب أعضاء المحكمة ان ال يكفي ان يكون المنتخبون حاصلين على
المؤهالت المطلوبة بل ينبغي ان يكون تأليف المحكمة في جملتها كفيال في تمثيل
المدنيات الكبرى و النظم القانونية الرئيسية في العالم ،2و هذا ما يعرف بمبدأ التوزيع
الجغرافي المتساوي ،و يجب ان يتقن المرشحون احدى اللغتين اإلنكليزية أو الفرنسية.
أوال :كيفية اختيار القضاة
يتم اختيار قضاة محكمة العدل الدولية عبر مرحلتين مرحلة الترشيح ومرحلة االنتخاب.
– 1مرحلة الترشح:
في هذه الم رحلة تقوم الدول األعضاء في األمم المتحدة و الممثلة في محكمة التحكيم
الدولية بترشيح أعضاء من الجماعات القومية لهذه الدول.
اما بالنسبة للدول األعضاء في األمم المتحدة غير الممثلين في محكمة التحكيم الدولية
فتقوم بترشيح جماعات قومية خاصة (شعب اهلية) تنشا لهذا الغرض وفقا لنفس الشروط
الموضوعية ألعضاء محكمة التحكيم الدائمة في المادة الرابعة و األربعين من اتفاقية
الهاي المعقودة سنة 1907م في شان التسوية السلمية للنزاعات الدولية ،و تنص هذه
المادة على أن تقوم كل دولة باختيار أربعة أشخاص علة األكثر ممن لهم اختصاص
معترف به في مسائل القانون الدولي و المتمتعين بالصفات الخلقية العالية و المستعدين
3
لقبول وظائف المحكمة.
انظر المادة( )02من النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية ،مرجع سابق. 1
انظر المادة ( )09من النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية ،مرجع سابق. 2
انظرالمادة ( )04الفقرة 02من النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية ،مرجع نفسه. 3
13
اإلطار المفاهيمي لمحكمة العدل الدولية الفصل األول
اما بالنسبة للدول المنظمة إلى النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية دون ان تكون
عضوا في األمم المتحدة كسويس ار مثال فان الجمعية العامة ،1بناء على توصية مجلس
األمن تحدد الشروط التي بموجبها يحق لتلك الدول ان تشترك في انتخاب أعضاء
المحكمة وذلك في حالة عدم وجود نص خاص.2
وفيما يتعلق بإجراءات الترشيح لعضوية المحكمة فإنها تتم قبل ميعاد االنتخاب بثالثة
أشهر على األقل وفيها يوجه األمين العام لألمم المتحدة طلبا كتابيا الى أعضاء محكمة
التحكيم الدائمة التابعين الى الدول المشتركة في هذا النظام األساسي لمحكمة العدل
الدولية والى أعضاء الشعب االهلية المعنيين ،يدعوهم فيه الى القيام في ميعاد بتقديم
3
أسماء األشخاص الذين يستطيعون قبول أعباء عضوية محكمة العدل الدولية.
ترسل قوائم المرشحين الى األمين العام لألمم المتحدة ويعد األمين العام قائمة مرتبة حسب
الحروف االبجدية بأسماء جميع األشخاص المرشحين بعد تنسيقها وهؤالء وحدهم الجائز
انتخابهم.
ال يجوز ألي شعبة ان تسمي أكثر من أربعة مرشحين وال ان يكون بينهم أكثر من اثنين
من جنسيتها ،كما ال يجوز بحال ان يتجاوز عدد مرشحي الشعبة ما ضعف عدد
4
المناصب المراد ملؤها.
1علي يوسف الشكري ،المنظمات الدولية اإلقليمية و المتخصصة ،الطبعة ،2ايتراك للطباعة و النشر و التوزيع،
القاهرة ،2004 ،ص.153
2انظر المادة ( )04الفقرة 03من النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية ،مرجع نفسه.
3انظر المادة ( )05الفقرة 01من النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية ،مرجع نفسه.
4انظر المادة ( )05الفقرة 02من النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية ،مرجع سابق.
14
اإلطار المفاهيمي لمحكمة العدل الدولية الفصل األول
-2مرحلة االنتخاب:
يعد األمين العام كما سبق اإلشارة اليه قائمة مرتبة حسب الحروف االبجدية بأسماء
جميع األشخاص المرشحين لعضوية المحكمة ،ثم يرفع هذه القائمة إلى كل من مجلس
االمن والجمعية العامة .1ومن ثم تقوم كل من الجمعية العامة ومجلس االمن كل مستقال
عن االخر بانتخاب أعضاء المحكمة ،2من القائمة ويقتضي النظام األساسي للمحكمة
عدم التفرقة بين أصوات الدول الدائمة العضوية وغير الدائمة العضوية في مجلس االمن
عند اختيار القضاة.
وينتخب أعضا ء المحكمة لمدة تسع سنوات و يجوز إعادة انتخابهم على والية خمسة
من القضاة الذين وقع عليهم االختيار في اول انتخاب يجب ان تنتهي بعد مضي ثالث
سنوات ووالية خمسة اخرين بعد ست سنوات و يكون تحديد ذالك بطريق القرعة عقب اول
انتخاب (المادة .)13
ويعتبر منتخب المرشح الذي ينال األكثرية المطلقة من األصوات في كل من الجمعية
العامة و مجلس االمن ،و اذا حصل أكثر من مرشح من رعايا دولة واحدة على األكثرية
في الجمعية و المجلس ،اعتبر منتخبا اكبرهم سنا ،3و ينتخب القضاة من بينهم الرئيس و
4
نائب رئيس لمدة ثالث سنوات.
1محمد مجدوب ،التنظيم الدولي ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت لبنان 1969ص. 306
2انظر المادة ( )08من النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية ،مرجع سابق.
3انظر المادة ( )10الفقرة 03من النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية ،مرجع سابق.
4انظر المادة ( )21من النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية ،مرجع نفسه.
15
اإلطار المفاهيمي لمحكمة العدل الدولية الفصل األول
16
اإلطار المفاهيمي لمحكمة العدل الدولية الفصل األول
أي وقت دائرة للنظر في قضية معينة و تحدد المحكمة عدد القضاة هذه الدوائر بموافقة
الطرفين ،و تنظر هذه الدوائر في القضايا ،و تحكم فيها إذا طلب ذالك أطراف الدعوى.
كم يستشف من سيق النص ان القضايا المعنية وردت على سبيل المثال ال الحصر مما
يجعل القائمة مفتوحة ،و بالفعل انتقت المحكمة بعض المسائل الخاصة و أنشأت سنة
1993غرفة تتشكل من سبعة قضاة ،كلفت بالنظر في قضايا البيئة و يتم تجديدها
بصورة عادية ،فيساهم هذا التوجه الجديد في تكريس 1.قاعدة االختصاص النوعي مما
يوحي بانفتاح المحكمة على المشاكل القانونية المعاصرة و سعيها نحو تطوير الوظيفة
القضائية من خالل مواجهة التداخل بين المواضيع القانونية و التقنية و اعتماد قاعدة
االختصاص .و عليه عندما تقرر المحكمة تشكيل عالقة متخصصة ،تحدد فئة القضايا
المطروحة ،عدد القضاة ،تحديد اإلطار الزمني للسلطات الموكلة لهم و تاريخ بدية العمل
2
مع مراعاة مستوى الكفاءات التقنية و الخبرة لدى كل قاضي.
– 2الغرفة الخاصة:
"يجوز للمحكمة ان تشكل ،في أي وقت ،غرفة للنظر في قضية معينة ،وتحدد بمحكة
عدد القضاة هذه الغرفة بمواقة الطرفين" و تتشكل الغرفة الخاصة ) (chambre ad-hocفي
أي وقت ،قبل انتهاء االجراء الكتابي بشرط ان تتلقى المحكمة طلبا بهذا الخصوص من
جانب احد األطراف ،و تتأكد من موافقة الطرف االخر ،حينئذ يتلقى الرئيس وجهة نظرهما
3
بشأن التشكيلة و عدد القضاة.
17
اإلطار المفاهيمي لمحكمة العدل الدولية الفصل األول
وبالتالي يمكن اعتبارها غرفة ظرفية ألنها ال تتشكل وال تنعقد اال بوجود قضايا معينة
حيث تتحكم هذه األخيرة في كينونتها وأسلوب عملها ،ورغم ان النظام القانوني للمحكمة لم
يحدد عدد القضاة اال انه يعتد بالقاعدة العامة المعمول بها حيث تترك ألطراف النزاع
حرية االتفاق مع المحكمة والتشاور بشأن تحديد العدد المطلوب من القضاة حسب
موضوع القضية والمشاكل القانونية التي يطرحها.
وتهتم الغرفة الخاصة عادة بالنظر في" قضية معينة" و هي عبارة مبهمة و غير محددة
وردت في الفقرة المذكورة أعاله ،بيد ان المتبع لما جرى عليه العمل داخل المحكمة يدرك
انها تنطوي على نقاط الخالف الغامضة ،و يعول أطرافها على الغرفة الخاصة في منحها
العناية الالزمة و فحص المسألة بدقة كما يدرك مدى تماشي نظام الغرف الخاصة مع
1
إجراءات التقاضي التي تستند على عقد التراضي.
ثالثا :غرفة اإلجراءات المختصرة.
" لإلسراع في انجاز القضايا تشكل المحكمة ،كل سنة ،غرفة من خمسة قضاة يجوز لها
بناء على طلب أطراف الدعوى ،أن تتبع اإلج ارءات المختصرة للنظر في القضايا والفصل
2
فيها ،وزيادة على ذلك يختار قاضيان للحلول محل من يتعذر عليه االشتراك في الجلسة"
يتضح من ظاهر النص أن وظيفة غرفة اإلجراءات المختصرة ) chambre de
18
اإلطار المفاهيمي لمحكمة العدل الدولية الفصل األول
الرقابة و تقد ير مدى توفر عناصر العمل القضائي ،لذالك تعتمد على إجراءات بسيطة،
تراعي في تطبيقها أهمية االجراء و عنصر الزمن كتقصير المواعيد اإلجرائية و رفض
التأجيل ،و ايجاز المناقشات ،فهي إجراءات مختصرة لكنها ال تحمل بالضرورة خصائص
الدعاوي االستعجالية بل تمنع فقط التماطل و إطالة الخصوصية القضائية دون مبرر
حفاظا على حقوق األطراف.
على العموم؛ يرى جانب من الفقه بأن نظام الغرف يعمل على تسهيل اللجوء إلى
المحكمة العدل الدولية ،لكن يعاب عليه إمكانية المساس بسلطة المحكمة واختزالها في
مجرد تعاقب محاكم ظرفية ،على الخصوص في حالة تطبيق نظام الغرف بطريقة
1
منهجية.
19
اإلطار المفاهيمي لمحكمة العدل الدولية الفصل األول
نائب الرئيس مهام الرئيس عندما تكون الرئاسة شاغرة او عندما يكون الرئيس في حالة
1
تمنعه من ممارسة مهامه.
تجدر االشارة ان انتخاب نائب الرئيس يكون تحت اشراف رئيس المحكمة في نفس جلسة
انتخاب الرئيس او في جلسة الحقة 2،إن صوت الرئيس أو ما يخلفه يكون مرجحا في
3
حالة تساوي أصوات األعضاء الحاضرين عند اتخاذ القرار.
ثانيا :سجل المحكمة.
يتكون سجل محكمة العدل الدولية من المسجل و المسجل المساعد و عدد آخر من
الموظفين ،و تختار المحكمة المسجل و المسجل المساعد بطريق االقتراع من بين
المترشحين الذين يقترحهم أعضاء المحكمة ،و ذالك لمدة سبع سنوات ،و يتم تعيين
4
موظفي السجل بناء على اقتراح المسجل.
و تتمثل اهم وظائف المسجل في انه يعتبر وسيط بالنسبة للمراسالت الصادرة عن
المحكمة أو المرسلة اليها ،و هو الذي يعد قائمة عامة بكل القضايا و يقم بتسجيلها و
ترقيمها طبقا لتاريخ وصولها الى المحكمة ،و هو الذي يرسل الى دولة المقر قائمة
األشخاص الذين يحق لهم االستفادة من االمتيازات و الحصانات المنصوص عليها في
النظام األساسي ،أو في أي اتفاق خاص.
و يحضر المسجل بشخصه جلسات المحكمة و دوائرها أو يكلف مساعده بالحضور و
يعد على مسؤوليته محاضر هذه الجلسات ،و يقوم باتخاذ اإلجراءات الالزمة للترجمة الى
اللغات الرسمية للمحكمة ،كما انه يوقع على االحكام و الراء االستشارية و األوامر
1انظر المادة ( )13الفقرة 01من الالئحة الداخلية لمحكمة العدل الدولية ،مرجع سابق.
2انظر المادة ( )11الفقرة 03من الالئحة الداخلية لمحكمة العدل الدولية ،مرجع نفسه.
3انظر المادة ( )55الفقرة 03من النظام االساسي لمحكمة العدل الدولية ،مرجع سابق.
4انظر المادة ( )22الفقرة 03من الالئحة الداخلية لمحكمة العدل الدولية ،مرجع نفسه
20
اإلطار المفاهيمي لمحكمة العدل الدولية الفصل األول
3مفتاح عمر درباش ،والية محكمة العدل الدولية في تسوية المنازعات ،طبعة ،1دار الجماهرية للنشر و التوزيع و
اإلعالن ،ليبيا ،1999 ،ص.112
4انظر المادة ( )36من النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية ،مرجع سابق.
21
اإلطار المفاهيمي لمحكمة العدل الدولية الفصل األول
والواقع انه يسود مسألة االختصاص القضائي الدولي؛ سواء بالنسبة لمحكمة العدل
الدولية الدائمة أو محكمة العدل الدولية الحالية مبدأ أساسي هو الرضا المسبق للدول
األطراف في النزاع و قد انتقل هذا المبدأ للقانون الدولي المعاصر ،و عليه سنتطرق إلى
من يصلح ألن يكون طرفا في دعوى أمام محكمة العدل الدولية االختصاص الشخصي
لمحكمة العدل الدولية (الفرع األول) ثم نتناول االختصاص االختياري لمحكمة العدل
الدولية ( الفرع الثاني) ثم نعرج على االختصاص االلزامي لمحكمة العدل الدولية ( الفرع
الثالث).
الفرع األول :االختصاص الشخصي لمحكمة العدل الدولية.
يقوم االختصاص الشخصي على معيار ذاتي يحدد طبيعة الكيان الذي يصلح ألن
يكون طرفا في المنازعة امام محكمة العدل الدولية ،و قد حسمت المادة 34فقرة 01من
النظام األساسي للمحكمة بنصها "للدول وحدها الحق في أن تكون أطرافا في الدعاوى التي
ترفع إلى المحكمة" و عليه فاالختصاص القضائي هو حق حصري للدول دون سواها من
أشخاص القانون الدولي ،و ال يجوز هذه األخيرة التقاضي أمام المحكمة ،مهما كانت
طبيعة الخالفات القائمة بينهما أو في عالقاتها بالدول ،رغم أن قواعد القانون الدولي
تخاطبها مباشرة .1
و تتمتع المحكمة بسلطة واسعة لرقابة العنصر الشخصي ،و التأكد من توفر صفة
الدولة في أطراف الدعوى ،أي أن االمر يتعلق بكيان سياسي منظم صاحب سلطة عليا
في المجال الوطني و استقالل تام في عالقاته الخارجية ،و بالتالي ال تعد كذلك الوحدات
المشكلة لدولة فيدرالية حيث يفتقر اعضاء االتحاد إلى سلطة مباشرة االختصاصات
الخارجية بما فيها حق التقاضي أمام أجهزة القضائية الدولية و استنادا إلى نص المادة 35
22
اإلطار المفاهيمي لمحكمة العدل الدولية الفصل األول
من النظام األساسي يتضح وجود فئتين تملك حق التقاضي امام المحكمة و لكل ولحدة
1
شروطها و مقتضياتها.
أوال :الفئة األولى.
تخص الفئة األولى الدول األطراف في النظام األساسي ،فهي تملك حق التقاضي
مباشرة ،وقد أدرجتها المادة 93من ميثاق األمم المتحدة في مجموعتين:
_1األعضاء األصليين الذين شاركوا في مؤتمر سان فرانسيسكو ،ووقعوا على تصريح
األمم المتحدة في األول من كانون الثاني من عام 1946و صادقوا على الميثاق استنادا
2
للمادة 110منه و قد بلغ عدد األعضاء وقتئذ اثنا و خمسين دولة.
_2الدول التي قبلت التزام الميثاق و قبلت أعضاء في األمم المتحدة بقرار من الجمعية
3
العامة بناء على توصية مجلس األمن.
ثانيا :الفئة الثانية.
تختص الفئة الثانية باقي الدول أي تلك التي ليست أعضاء في األمم المتحدة و لم
تنظم إلى النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية ،عندئذ يحدد مجلس االمن شروط
التقاضي مع مراعاة االحكام الخاصة الواردة في المعاهدات المعمول با ما لم تخل بمبدأ
المساواة امام المحكمة.
وقد وردت تلك الشروط في قرار مجلس االمن رقم 09الصادر بتاريخ
1946/10/15و تتمثل فيما يلي :
23
اإلطار المفاهيمي لمحكمة العدل الدولية الفصل األول
_تلتزم الدولة المعنية بإيداع تصريح مسبق لدى مسجل المحكة تقبا بموجبه اختصاص
المحكمة طبقا ألحكام ميثاق األمم المتحدة ،و الشروط الواردة في النظام األساسي و
الالئحة الداخلية .
_تلتزم بتنفيذ االحكام التي تصدرها المحكمة بحسن نية.
_تلتزم بقبول كافة االلتزامات التي وضعتها المادة 94من الميثاق على عاتق الدول
األعضاء في األمم المتحدة.
و يتخذ التصريح احد الطابعين التاليين فقد يكون عاما بموجبه تقبل الدولي المعنية
اختصاص المحكمة للنظر في كافة النزاعات أو فئة من النزاعات القائمة أو التي قد
تحد ث مستقبال ،و قد يأخذ طابعا خاصا تقبل بموجبه االختصاص بمناسبة نزاع معين ،
قائم بصورة فعلية دون سواه.
وفي كل األحوال يحتفظ الم سجل بنسخة االصلية للتصريح و يرسل نسخا مصادق
عليها إلى الدول األطراف في النظام األساسي و إلى كل الدول التي أودعت تصريحا على
1
أساس هذا القرار ،كما ترسل نسخة إلى األمين العام لألمم المتحدة .
24
اإلطار المفاهيمي لمحكمة العدل الدولية الفصل األول
جميعا استحال عرض النزاع على المحكمة بل أن ما يطلق عليه باالختصاص االلزامي
1
لمحكمة العدل الدولية ال يفلت هو االخر من االطار الرادي للدولة المعنية.
و لقد أجاز النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية في الفقرة األولى من المادة " 36
بأن تشمل والية المحكمة جميع القضايا التي يعرضها عليها المتقاضون ،كما تشمل جميع
المسائل المنصوص عليها بصفة خاصة في ميثاق األمم المتحدة أو المعاهدات و
االتفاقيات المعمول بها " و يتضح من هذا أن االختصاص االختياري يجب أن يأخذ صورة
اتفاق و تراضي األطراف المتنازعة ،و ال يشترط في ذلك أن يكون هذا االتفاق قبل أو بعد
وجود النزاع.
ولكي تكون محكمة العدل الدولية حق هي األداة القضائية الرئيسة لألمم المتحدة
بذلت عدة محاوالت من قبل الدول الصغرى في مؤتمر سان فرانسيسكو عام ،1945و
ذلك من اجل أن يكون للمحكمة والية الزامية حقيقية تستند إلى شكوى التي تتقدم بها الدول
المعنية الة المحكمة ،أي إلى الطلب المقدم من جانب واحد شأنها شأن محكمة وطنية ،إال
أن هذه جاوبتها بالرفض من قبل الدول الكبرى؛ الواليات المتحدة و االتحاد السوفياتي،
حيث حال دون إقرارها.
استنادا إلى أن والية المحكمة الدولية يجب أن تقوم على رضا طرفي القضية
المسبق ،و أن التقاضي أصال خيار من الخيارات المتاحة للدول لحل نزاعاتها و إال بعد
2
أن تصرح الدول بذالك سلفا و يمكن التعبير عن الرضا بعدة طرق.
1محمد سعيد الدقاق ،سلطة المحكمة في اتخاذ تدابير التحفظية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية،1977 ،
ص. 15
2مفتاح عمر درباش ،مرجع سابق ،ص ص. 126 ،125
25
اإلطار المفاهيمي لمحكمة العدل الدولية الفصل األول
و تكمن أهمية عقد التراضي في طبيعة عقدية ألنها تجعل المنازعة القانونية مجتمعة
سلف مما يوفر على األطراف المواعيد اإلجرائية للنظر في الدفوع المتعلقة باالختصاص
طالما أنه يؤسس اختصاص المحكمة بشكل صريح .
ثانيا :القبول الضمني.
يمكن للد ولة المدعية أن ترفع الدعوى بصفة مباشرة أمام محكمة العدل الدولية من
غير أن يحصل اتفاقفي هذا الشأن مع الدولة األخرى المدعى عليها ،و بالتالي تستطيع
المحكمة أن تعقد لنفسها االختصاص في حالة ما اذا قبلت الدولة المدعى عليها الحضور
امامها و اذا قبلت مناقشة مضمون النزاع من طرف المحكمة من غير اعتراض على
1عمار بوضرسة ،دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون
الدولي فرع عالقات دولية و قانون منظمات دولية ،كلية الحقوق ،جامعة قسنطينة 2013/2012ص.58
2انظر المادة ( )39من الالئحة الداخلية لمحكمة العدل الدولية ،مرجع سابق.
26
اإلطار المفاهيمي لمحكمة العدل الدولية الفصل األول
اصدار قرار بهذا الشأن ،ففي ظل هذه األوضاع تعتبر المحكمة أن التصرفات الدولة
1
المدعى عليها تفيد القبول الضمني.
وقد طبقت هذه الحالة فعليا في قضية "مضيق كورفو" عندما فسرت المحكمة الرسالة
األلبانية الموجهة الى المحكمة و ذكرت بقولها "ترى المحكمة ان خطاب الحكومة األلبانية
في / 2تموز عام 1948يتضمن قبوال اراديا ال نزاع فيه الختصاص المحكمة".2
الفرع الثالث :االختصاص االلزامي لمحكمة العدل الدولية
لقد ظل المبدأ االم الختصاص المحكمة وفقا لنص المادة ( )36الفقرة ( ")1اما
االختصاص االلزامي فهو استثناء من األصل ،و بالتالي أصبحت الوالية الزامية محصورة
في بعض المسائل القانونية التي ورد تعدادها في أربع فئات بالفقرة الثانية من المادة 36
من النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية ،3و االختصاص المستمر الذي تمارسه
المحكمة بنا ء على نص اتفاقية أو معاهدة سواء كانت تلك االتفاقية أو المعاهدة قد عقدت
بشأن تسوية المنازعات الدولية أو كانت تنظم موضوعا معينا أو تنص فيه على
اختصاص المحكمة بالنظر في المنازعات التي يمكن أن تثار بشأن تفسيرها أو تطبيقها
كما يتأسس هذا االختصاص؛ أيضا بناء على تصريحات أو إعالنات متبادلة تكون قد
صدرت من جانب واحد عن كل من الدول المتنازعة و تعلن فيه قبولها االختصاص
االلزامي للمحكمة بموجب الشرط االختياري طبقا للمادة ( )36الفقرة ( )2من النظام
األساسي للمحكمة فيما يلي سنتطرق اتباعا الى حاالت االختصاص االلزامي مع التركيز
4
على دراسة توصية مجلس االمن في النزاعات القانونية .
27
اإلطار المفاهيمي لمحكمة العدل الدولية الفصل األول
28
اإلطار المفاهيمي لمحكمة العدل الدولية الفصل األول
29
اإلطار المفاهيمي لمحكمة العدل الدولية الفصل األول
مرفقة بتصريحات للتدخل من اجل حماية حقوقها إضافة التفسير بعض احكام االتفاقية
المتعلقة بحماية الموارد الطبيعية لبيئة منطقة جنوب المحيط الهادي الصادرة بتاريخ
1
1986/11/25استنادا على المادة ( )63من النظام األساسي .
و لقد أسست زيلندا الجديدة اختصاص المحكمة على الفقرة 63من الحـكم التي جاء
فيها "طالما ان المحكمة قد الحظت بأن دولة ما اخذت على نفسها تعهدا يتعلق بسلوكها
المستقبلي ،فال يندرج في سياق وظيفتها تصور عدم احترام الدولة له "...و اذا أثير
أسا س الحكم الحالي من جديد يمكن للجهة التي رفعت الدعوى أن تطلب فحص المسألة
طبقا ألحكام النظام األساسي.
ان تنازل فرنسا بموجب رسالة صادرة بتاريخ 1974/01/02عن اتفاق العام للتسوية
السلمية للخالفات الدولية الذي اثير كأحد أسس اختصاص المحكمة ال يمكن ان يشكل
2
عائقا لتقديم مثل هذا الطلب .
ثانيا :توصية مجلس االمن في النزاعات القانونية:
هذه التوصية ال تتمتع بالقيمة اإللزامية ،الن للدول الحق في قبول أو رفض والية
محكمة العدل الدولية استنادا على المادة 36من النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية و
ان األصل في اختصاص المحكمة هو الوالية االختيارية أي ان اختصاص المحكمة
يرتكز على اتفاق الدول التي تكون طرفا في النزاع المعروض عليها .
و قد استخدم مجلس االمن هذه الرخصة ألول مرة في قضية " مضيق كورفو" بين
المملكة المتحدة و البانيا حيث أوصى مجلس االمن بالتطبيق للمادة 36فقرة ( )3من
ميثاق األمم المتحدة كل من البانيا بعرض النزاع على محمة العدل الدولية ،و بناء على
30
اإلطار المفاهيمي لمحكمة العدل الدولية الفصل األول
ذالك بادرت المملكة المتحدة بعرض النزاع على المحكمة الدولية بعريضة دعوى منفردة،
حيث أسست المملكة المتحدة اختصاص المحكمة على عدد من النصوص منها 25من
الميثاق ،و كذالك قبول البانيا التوصية التي صدرت عن مجلس االمن بعرض النزاع على
المحكمة ،غير ان البانيا مع قبولها الختصاص المحكمة – عارضت فهم المملكة المتحدة
التوصية مجلس االمن و اعتبرت البانيا ان هذه التوصية ال يمكن ربطها بالمادة 25من
الميثاق النها ليست ق ار ار ملزما ،و بالتالي ال يمكن حالة من الحاالت الوالية الجبرية
1
لمحكمة العدل الدولية ،و ان األثر القانوني للتوصية ال يرقى الى مرتبة الق اررات الملزمة.
1طاهر احمد الزوي ،القضاء المستعجل لمحكمة العدل الدولية ،دار النهضة العربية ،القاهرة.177 ،2013 ،
رشاد السيد ،القانون الدولي العام في ثوبه الجديد ،الطبعة ،2دار وائل للطباعة و النشر و التوزيع ،عمان2005 ، 2
،ص.221
3مفيد محمود شهاب ،المنظمات الدولية ،الطبعة ،4دار النهضة العربية ،القاهرة ،1978ص.351
31
اإلطار المفاهيمي لمحكمة العدل الدولية الفصل األول
32
اإلطار المفاهيمي لمحكمة العدل الدولية الفصل األول
1صالح جواد الكاظم ،دراسة في المنظمات الدولية ،مطبعة الرشاد ،بغداد ،1975 ،ص.17
2احمد حسن الرشيدي ،الوظيفة االفتائية لمحكمة العدل الدولية و دورها في تغيير و تطوير سلطات األجهزة السياسية
لألمم المتحدة ،الهيئة المصرية للكتاب ،مصر ، 1993 ،ص ص. 103،102
33
اإلطار المفاهيمي لمحكمة العدل الدولية الفصل األول
إن استقراء نص المادة ( )96من ميثاق األمم المتحدة بفقرتها األولى و الثانية يفيد ان
الموضوعات التي يمكن طلب الفتوى بشأنها هي المسائل القانونية و هذا على خالف ما
سبق ان رأيناه بصدد موضوع الدعاوى التي ترفعها الدول امام المحكمة و التي تشمل ما
يتفق األطراف على عرضه على المحكمة سواء كان من قبل األمور القانونية أو كانت
1
ذات طابع سياسي .
ومن اهم المسائل القانونية التي طلبت من المحكمة العدل الدولية اصدار اراء افتائية
بشأنها نجد المسائل المتعلقة بتفسير نصوص المعاهدات الدولية بوجه عام ،و نصوص
الميثاق بوجه خاص ،على ان هنالك أمور و ان كانت تندرج تحت المسائل القانونية اال
انها ال تخلو مع ذالك من طابعها السياسي.
هذا الموضوع أثير حين طلبت الجمعية العامة إفتاء المحكمة بصدد قبول األعضاء الجدد
في األمم المتحدة ،فلقد قبل آنذاك أن هذه المسألة ذات طابع سياسي ،ألنها تكشف على
2
مدى تناحر المتصارعين في الحرب الباردة .
مفيد محمود شهاب ،المنظمات الدولية ،الطبعة ،3دار النهضة العربية ،القاهرة ،1976 ،ص. 352 1
2محمد طلعت الغنيمي ،االحكام العامة في قانون األمم ،منشأ المعارف اإلسكندرية 1977 ،ص. 744
3محمد طلعت الغنيمي ،المنظمات الدولية ،الطبعة ،5دار النهضة العربية ،القاهرة ،1985 ،ص.354
34
اإلطار المفاهيمي لمحكمة العدل الدولية الفصل األول
و نالحظ أن الفتوى التي تصدرها المحكمة ليست في الحكم المشابه للحكم الذي يصدر
طبقا للمادة ( )59.60من النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية ،فهو ال يلزم الدولة ذات
المصلحة المباشرة في النزاع و ما لهذه الفتوى إال قيمة معنوية فحسب بل أن النزاع إذا
عرض على المحكمة للفصل فيه فإن فتواها ال تكون لها حجة امامها و ال تلزم المحكمة
بالسير على هديها ،فالمحكمة العدل الدولية تعتبر اختصاصها اإلفتائي على انه فقط
وسيلة للمنظمات الدولية من أجل الحصول على فتوى غير ملزمة عكس االحكام الصادرة
عنها ،و عليه فإن الهيئة أو الجهة التي تطلب الحصول على الفتوى تبقى حرة في مدى
احترامها ألثار هذه الفتوى ،زيادة على هذا ال يوجد أي مانع يحول دون أن يعاد عرض
1
النزاع صدرت بشأنه فتوى على محكمة العدل الدولية لتفصل فيه بحكم قضائي ملزم.
1احمد بلقاسم ،القضاء الدولي ،دار هومة للنشر و التوزيع ،الجزائر ،2005 ،ص. 99
35
الفصل الثاني
فاعلية دور محكمة العدل الدولية
في تسوية النزاعات الدولية
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
تمهيد:
محكمة العدل الدولية ليست واحدة من األجهزة الرئيسية فحسب بل لها أهمية قضائية
ذات سمعة عالمية وتتمتع بوالية عامة ،فلقد أنشئت لتعزيز المقصد األول لألمم المتحدة
وهو" تتذرع بالوسائل السلمية وفقا لمبادئ العدل والقانون الدولي لحل المنازعات الدولية
التي قد تؤدي إلى اإلخالل ،كما أن المحكمة هي المرجع الرئيسي في القانون الدولي
وتفسيره وتطبيقاته ،حتى بالسلم أو لتسويتها "1أنه ال يتم اتخاذ قرار في القانون الدولي دون
رأيها ،ولعل ذلك أهم أدوارها طالما أن التقاضي إليها ال يحمل صفة إلزامية.
مما ال شك فيه أن محكمة العدل الدولية قامت منذ أن بدأت في مباشرة وظيفتها
القضائية واالستشارية ابتداء من شهر أكتوبر سنة 1946بدور ال بأس به في تحقيق
أهدافها ،فال أحد ينكر مدى مساهمتها في تسوية مختلف النزاعات الدولية عبر مراحل
التاريخ ،وكذا سد بعض نواحي النقص في هذا القانون وذلك من خالل الفتاوى التي
أصدرتها في كثير من المسائل القانونية ،هذا كله من أجل منع نشوب الصراعات المسلحة
ووضع نهاية لها ،وعلى الرغم من ذلك نجد أن دور المحكمة كان متواضعا مقارنة باآلمال
التي كانت معلقة عليها حيث نجد أن حاالت اللجوء إليها تعتبر قليلة جدا ،ويرجع ذلك كله
في تصورنا إلى عدة أسباب أهمها األبعاد السياسية عند بعض الدول التي ال ترغب في
أن ترى نفسها مجبرة على النزول إلى حكم القانون الدولي في مسائل ال ترى فيها للقضاء
الدولي رأي ،وسمتها بالمسائل السياسية ما جعلها تفضل اللجوء إلى الوسائل األخرى التي
عددها الميثاق في المادة . 33
38
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
وبناء على ما تقدم سنستعرض هذا الفصل وفق مبحثين ،بحيث نتناول في أهم
التطبيقات العملية لتسوية النزاعات الدولية أمام محكمة العدل الدولية في (المبحث األول)،
ثم العقبات التي تحد من دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات في (المبحث
الثاني )
المبحث األول :التطبيقات العملية لتسوية النزاعات الدولية أمام محكمة العدل
الدولية.
على الرغم من الصعوبات التي تعاني منها محكمة العدل الدولية ،فقد لعبت دو ار بار از
في حل النزاعات من خالل ممارسة الوظيفة في العديد من المنازعات الدولية وبالتالي في
صون السلم واألمن الدوليين ،قد قامت المحكمة بالفصل في العديد من الدعاوي على
اختالف أنواعها ،وقد تنوعت هذه الدعاوي بين فئة تتعلق باألراضي والحدود السيما
البحرية منها ،وأخرى تتناول مسائل والية الدولة والقانون الدبلوماسي القنصلي وفئة رابعة
تتعلق بقضايا ذات طابع تجاري وغيرها من القضايا.
وتعد النزاعات المتعلقة بمسائل األراضي والمسائل البحرية من أكثر النزاعات التي
تنظرها محكمة العدل الدولية خاصة بعد موجة االستقالل للدول المستعمرة وما ثار من
نزاعات حدودية بينها .باإلضافة الى الوظيفة االستشارية لتفصل في النزاعات المتعلقة
بالمسائل القانونية حيث تظهر حقيقة المحكمة في مجال التسوية السلمية للنزاعات
الدولية؛ وعليه سنقسم هذا المبحث إلى مطلبين وهما:
مساهمة محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات من خالل ممارسة الوظيفة القضائية
(المطلب األول) ثم مساهمة محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات من خالل ممارسة
الوظيفة االستشارية (المطلب الثاني).
39
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
المطلب األول :مساهمة محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات من خلل ممارسة
الوظيفة القضائية.
كما سبقت اإلشارة إليه فمحكمة العدل الدولية نظرت منذ نشأتها العديد من القضايا
على مختلف األنواع ،وحتى يتسنى لنا التعرف على مدى عمومية وعالمية واستقاللية
المحكمة ،وكذا دورها وأهميتها في تسوية النزاعات ،سنتطرق الى النزاع الحدودي بين قطر
و البحرين و ذلك من خالل فرعين كالتالي وقائع النزاع ( الفرع األول) ،ثم عرض الخالف
أمام محكمة العدل الدولية ( الفرع الثاني) .
الفرع األول :وقائع النزاع
نحاول من خالل هذه الفقرة التعرف على أسباب النزاع و مرحل تطوره(أوال) ،ثم نعرج
على جهود الوساطة( ثانيا ).
أوال :أسباب النزاع ومراحل تطوره:
نحاول من خالل هذه الفقرة التعرف على أسباب نشأة النزاع وتاريخه ،ثم نقوم بإعطاء نبذة
وجيزة عن أهم المناطق المتنازع فيها.
-1أسباب نشأة النزاع وتاريخه:
ترجع العالقة بين قطر والبحرين إلى القرن الثامن عشر ،وذلك حين انطلقت قبائل
"العتوب" ،بأسطول كبير ،من شبه جزيرة قطر؛ واستولت ،عام ،1783على البحرين،
التي كانت تابعة لسلطة اإليرانيين؛ وعرف عام إذ ،بعام الفتح .وتحول االهتمام إليها،
ألرضها الغنية بالزراعة ،وأشجار النخيل ،ووفرة مصايد اللؤلؤ ،والميناء المزدهر بحركة
التجارة.
وتتألف البحرين من أرخبيل ،يضم ثالثا وثالثين جزيرة ،أكثرها جزر صخرية صغيرة ،ال
أهمية لها ،وأكبرها جزيرة المنامة ،التي أطلق عليها اسم البحرين ،ويتمتع هذا األرخبيل
40
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
بأهمية كبرى في الخليج العربي ،وصفها "ديوراند" ،مساعد المقيم البريطاني في الخليج،
بقوله" :إن البحرين في الخليج ،كقبرص في البحر المتوسط" 1وقد تميزت العالقة بين قطر
والبحرين بالعداء وقيام حروب أهلية في كال البلدين تعود إلى عام 1840خاصة البحرين،
وفي عام 1867ثار نزاع بين البلدين على إثر هجوم شنته البحرين على قطر ،إال أن
العالقة بقيت متوترة خاصة بعد مطالبة البحرين بمدينة الزبارة والعديد من األراضي
القطرية انتهى بعقد معاهدة صلح بينهما بتدخل بريطانيا.2
واستمر الوضع على حاله حتى بداية الثالثينات من القرن العشرين ،وبمناسبة
االكتشافات النفطية التي كانت تقوم بها الشركات أجنبية و على رأسها -بترو ليوم
كوربوريشن -األمر الذي كان يقتضي التعامل مع الدولة صاحبة المنطقة ،مما استدعى
النظر في مسألة الملكية لجزر حوار باعتبارها المنطقة المعنية بالنفط ،فأدى ذلك إلى إثارة
جدال كبي ار بين قطر والبحرين حول هذه الجزر من قبل حكامها بمناسبة تبادل الرسائل مع
السلطات البريطانية ،وانتهى األمر عام 1937بتسوية النزاع بعد هجوم القوات القطرية
على الزبارة بتدخل بريطانيا ورسمت الحدود بينهما.
في عام 1947ثار النزاع من جديد بمناسبة ضم كل من فشت الديبل و قطعة جرادة إلى
البحرين بموجب قرار بريطاني ،وفي سنة 1965تقدمت قطر إلى البحرين باقتراح يتضمن
واستمر الوضع على حاله إلى أن حصل كل من البلدين على حل الخالف وديا.
3
استقاللهما عام 1971عن بريطانيا
1انظر :موسوعة مقاتل من الصحراء ،أسباب النزاع ومراحل تطوره ،على موقع االنترنت : :
http :// www. moqatel.com.19/04/2022.
2محمد بن سعيد بن محمد كنعالت العمري ،التسوية القانونية لمنازعات الحدود بين دول شبه الجزيرة العربية ،المكتب
الجامعي الحديث ،اإلسكندرية ،2007،ص .352
3صالح يحي الشاعري ،تسوية النزاعات الدولية سلميا ،الطبعة ،1مكتبة مدبولي ،القاهرة ، 2006 ،ص.284
41
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
42
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
التجارة ،ومن هذا المنطلق التاريخي طالبت البحرين بالزبارة باعتبارها أرض أجدادهم ،وهو
نفس المنطلق لقطر التي اعتبرت هي األخرى أن الزبارة األرض التي بدأت منها سلطنة
آل ثاني في قطر
ثانيا :جهود الوساطة .
شهدت منتصف الستينات من القرن العشرين المحاولة األولى لعرض الخالف الحدودي
أمام التحكيم الدولي ،فقد طالبت قطر بعرض خالفها الحدودي مع البحرين حول جزر
حوار وقطعة جرادة وفشت الديبل أمامه ودعت قطر الحكومة البريطانية الى مساندتها في
هذه الخطوة ،وقد بادرت بريطانيا الى اتخاذ اجراءات في اتجاه البدء في التحكيم ،ولكن
1
العملية توقفت جراء رفض البحرين القيام بما قامت به قطر.
وبعد حصول كل من قطر والبحرين عام 1971على استقاللهما عن بريطانيا ،حاولت
قطر التوصل إلى حل بشأن النزاع مع البحرين من خالل عدة مقترحات كان من بينها
إنشاء جزيرة في المياه اإلقليمية للبحرين بدال من حوار ،باإلضافة إلى إبرام اتفاقيات تعاون
اقتصادية بين البلدين ،إال أن البحرين لم تستجب ألي اقتراح من اقتراحات قطر ،مما أدى
استطاعت الوساطة السعودية ان تحقق نوعا 2
إلى تدخل المملكة العربية السعودية كوسيط
من االستقرار بين البلدين حيث تم ابرام اتفاقية بين قطر و البحرين عام 1978تقضي
بتجميد الوضع في جزر متنازع عليها .
1بختة حوتة ،التسوية القضائية لنزاعات الحدود البحرية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون العام ،مقدمة أمام
كلية العلوم القانونية و اإلدارية ،جامعة حسيبة بن بوعلي– الشلف، 2008/2007 ،ص ص . 85 ،84
2محمد حسن القاسمي (،حكم محكمة العدل الدولية في النزاع القطري البحريني و انعكاساته على قضية الجزر اإلماراتية
المحتلة) ،مجلة الحقوق الكويتية ،العدد ، 2005، 03جامعة الكويت ،ص. 207
43
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
الفرع الثاني :عرض الخلف الحدودي بين قطر والبحرين أمام محكمة العدل الدولية.
بعد فشل العديد من المحاوالت لحل النزاع (القطري-البحريني) المتعلق ببعض المسائل
اإلقليمية و ترسيم الحدود البحرية ،تم اللجوء إلى آخر حل وهو عرض النزاع على محكمة
العدل الدولية ،و لذالك سنتناول اختصاص المحكمة في القضية (أوال) ثم نعرج على أهم
اإلجراءات المتبعة أمامها في هذا النزاع( ثانيا) ثم الفصل في النزاع (ثالثا).
أوال :إختصاص المحكمة في القضية.
سنتناول بالدراسة هذه النقطة كما يلي:
-1انعقاد اختصاص المحكمة :
بالرجوع إلى النزاع القطري -البحريني نجد أن قطر قد توجهت إلى محكمة العدل
الدولية بشكل منفرد يوم 08جويلية 1991وقامت برفع دعوى ضد البحرين تطلب فيها
تسوية جميع المسائل اإلقليمية و السيادية العالقة بين البلدين ،إلى جانب تعيين الحدود
البحرية.
أسست قطر اختصاص المحكمة على الرسائل المتبادلة بين المملكة السعودية ،قطر
والبحرين ،في ديسمبر 1990من قبل وزراء خارجية الدول الثالث.1
ردت البحرين بطلب مماثل في 08أوت ،1991ثم اتبعته بطلب ثاني في 14
أكتوبر 1991اعترضت فيه على الطريقة التي تقدمت بها قطر ،كما دفعت بأن محضر
ديسمبر 1990ليس اتفاقية دولية ،إنما مجرد سجل المفاوضات مما ال يمكن أن يكون
اساسا الختصاص المحكمة و في نفس الوقت كانت تطالب بالزبارة.
44
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
فيأمر اختصاصها للنظر في النزاع بشكل جدي ،وتوصلت إلى إصدار حكمها الثاني
في 15فيفري 1995بأغلبية عشرة أصوات مقابل خمسة ،والذي قضت فيه بأن لها
االختصاص للنظر في النزاع المحال إليها بين قطر والبحرين والفصل فيه ،وذلك بموجب
رسائل ديسمبر 1987ومحضرديسمبر، 1990وأن هذا المحضر قد أقر رفع النزاع إلى
المحكمة بصورة منفردة بعد انتهاء الفترة المحددة للوساطة السعودية ،وبهذا تكون المحكمة
45
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
قد رفضت اعتراض البحرين على محضر الدوحة عندما أكدت على وجوب رفع النزاع
بشكل مشترك ،بينما قبلت الطلب الذي قدمته قطر في 30نوفمبر 1994والذي اشتمل
1
على كل النزاع كما حددته الصيغة البحرينية.
-2أسس انعقاد اختصاص المحكمة:
بعد انعقاد اختصاص المحكمة في النزاع القطري -البحريني ،نحاول فيما يلي التطرق
إلى األسس التي اعتمدتها المحكمة في ذلك بشيء من اإليجاز.
بنت المحكمة اختصاصها على مجموعة من الرسائل المتبادلة بين المملكة العربية
السعودية وطرفي النزاع كما سبق ذكره ،ومن أهم ما تضمنته هذه الرسائل من مقترحات
من الملك فهد ،اقتراح إحالة األمور المختلف عليها إلى محكمة العدل الدولية بالهاي
إلصدار حكمها النهائي والملزم للطرفين اللذين يجب عليهما تطبيق شروطه ،باإلضافة
الى اقتراح تشكيل لجنة ممثلين عن كل من البحرين و قطر و السعودية ،و تعمل على
تسهيل االتجاه الى المحكمة الدولية بطريقة تتوافق و اإلجراءات التي يقتضينها النظام
األساسي للمحكمة ،.كما اعتمدت المحكمة على تأسيس االختصاص على محضر
اجتماع 25ديسمبر عام 1990و الذي يتضمن اتفاق الطرفين على ان 2محكمة العدل
الدولية و بمجرد أن تضع يدها تقوم بالنظر و الفصل في اية مسألة حدودية ذات عالقة
بالنزاع أي إمتياز أو ملكية قد تكون محل خالف بين الطرفين ،و كذلك ترسيم مناطق
الحدود البحرية للدولتين.
3
46
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
1احمد أبو الوفا (،التعليق على قضاء محكمة العدل الدولية 2005- 2001القضية الخاصة بالحدود البحرية و المسائل
اإلقليمية بين قطر و البحرين ) ،المجلة المصرية للقانون الدولي ،مجلد ، 61مصر 2005 ،ص28
47
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
48
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
الدكتور "نجيب بن محمد النعيمي“ باعتباره وكيال في القضية ،وعدد معتبر من رجال
القانون الدوليين من فرنسا ،وبلجيكا ،وبريطانيا .والواليات المتحدة األمريكية والهند.1
ركزت قطر في مرافعاتها على سيادتها على جزر حوار واعتبرتها جزءا ال يتج أز من
أراضيها و أنها واقعة في مياهها اإلقليمية ،وقامت بتقديم مجموعة من الخرائط العثمانية
واالنجليزية ،والعديد من في المراسالت الرسمية بين قطر والعديد من الدول التي ظلت
تتعامل معها لفترة طويلة مما يثبت حقها في جزر حوار ،أما فيما يتعلق بالحدود البحرية
2
فقد استندت قطر إلى البعد .الجغرافي للخالف
بالرجوع إلى أول مرافعة لقطر والتي قام بها المحامي" رومان بوندي" نجد أنه ركز على
أن– ما قدمته البحرين إلى محكمة الهاي من إثباتات ال يتفق مع الحقائق التاريخية-
وتساءل المحامي أمام المحكمة قائال "كيف يمكن أن تتفق جميع الخرائط البريطانية
والروسية والفرنسية ،وكذلك العثمانية ،على أن الجزر المختلف فيها ملكية قطرية في
الوقت الذي تشكك فيه البحرين في صحة الوثائق القطرية التي تشير إلى المضمون
نفسه؟"
أضاف المحامي الهندي "شانكر داس" في مرافعته التأكيد على حق قطر في الجزر،
واستبعد كل الشبهات بشأن الخرائط ،وركز على عددها حيث قال أن قطر قدمت ()82
وثيقة تثبت ملكيتها للجزر بينما البحرين لم تقدم سوى ( )05وثائق ،كما أشار الى فترة
تواجد بريطانيا كان بدافع شخصي ال قانوني ،خاصة وأن المنح تم دون إعالم حكام قطر.
49
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
أما البروفيسور"جونبياركونديك" أستاذ القانون الدولي في جامعة السربون الفرنسية ،فقد ركز
في مرافعته على مسألة ترسيم الحدود بين البلدين ،وتساءل عن رغبة البحرين في السيادة
على أصغر الفشوت والصخور والمعالم الطبيعية المختلفة في المنطقة المتنازع فيها،
واستنادها إلى القوانين األرخبيلية فقط في ذلك.
كما بين نقطة مهمة وهي أن قطر ال تعتمد خط تقسيم قيعان البحار بين البلدين ،وأنه خط
وضع لتحاشي الصراعات بين شركات النفط ال غير ،وبالتالي ليس لذلك أي قيمة قانونية
تستند إليها المحكمة.
في مرافعة المحامي البريطاني السيد "ايان سينكلير" تم الطعن في قرار بريطانيا عام
1939الذي منح البحرين جزر حوار ،مبر ار ذلك بأن قرار هيئة التحكيم لم يلق موافقة
قطر وال رضاها عليه.
1
ثالثا :الفصل في النزاع :
تعمل محكمة العدل الدولية على إصدار أحكام نهائية غير قابلة لالستئناف ،تكون ملزمة
ألطراف النزاع ،كما تقوم بتسبيب أحكامها حتى تضفي عليها القوة اإللزامية وتنفيذها من
قبل األطراف المعنية ،وعليه سنقوم بدراسة هذا العنصر كما يلي:
-1مضمون الحكم وأسبابه :
بعد انتهاء طرفي النزاع في قضية جزر حوار-قطر ضد البحرين -من تقديم مذكرتهم
المكتوبة ،والمرافعات الشفوية ،دخلت محكمة العدل الدولية في مداوالت كانت األطول من
نوعها ،إذ استمرت تسع سنوات ،وفي الساعة الثالثة بعد الظهر بتوقيت هولندا من اليوم
السادس عشر من شهر مارس ،2001أصدرت المحكمة حكمها الشهير والنهائي في
50
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
قضية النزاع النزاع القطري البحريني ،مسدلة الستار على أحد أطول وأصعب القضايا
الحدودية التي واجهتها ،وقام رئيس المحكمة القاضي الفرنسي "جيلبارغيوم" بقراءة نص
1
الحكم في ساعتين ونصف من الزمن.
وقد جاء محتوى الحكم الصادر عن المحكمة في 16مارس 2001في جزأين ،يتعلق
الجزء األول بسيادة كل من البلدين على الجزر المتنازع عليها ،أما الجزء الثاني فيتعلق
بترسيم الحدود البحرية بين البلدين ،وفيما يلي تفصيل بذلك:
أ -الحكم في المسائل السيادية واإلقليمية
-محتوى الحكم
(أ) قررت المحكمة باإلجماع أن لدولة قطر السيادة على الزبارة( ،ب) قررت بأغلبية
( )12صوتا مقابل خمسة أصوات سيادة البحرين على جزر حوار( ،ج) قررت المحكمة
باإلجماع أن سفن دولة قطر تتمتع في البحر اإلقليمي للبحرين الذي يفصل جزر حوار
2
عن جزر البحرين األخرى بحق المرور البريء الممنوح بالقانون الدولي العرفي،
(د) قررت بأغلبية ( )13صوتا مقابل أربعة أصوات أن لدولة قطر السيادة على جزيرة
جنان ،بما فيها حد جنان( ،هـ) قررت بأغلبية ( )12صوتا مقابل خمسة أصوات أن لدولة
البحرين السيادة على جزيرة قطعة جرادة( ،و) قررت باإلجماع أن جزيرة فشت الديبل التي
ينحسر عنها الماء عند الجزر تقع تحت سيادة قطر (ي) قررت بأغلبية ( )13صوتا
مقابل أربعة أصوات ،أن يرسم الحد البحري الذي يقسم
51
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
مختلف المناطق البحرية لدولة قطر ودولة البحرين كما هو مبين في الفقرة ( )250من
هذا الحكم .1
-تأسيس الحكم .
أصدرت المحكمة حكمها هذا ،وقامت بتأسيسه استنادا إلى نظامها األساسي بموجب المادة
( )38الفقرة األولى والتي حددت المصادر التي تستند إليها محكمة العدل الدولية عند
قيامها بالفصل في النزاعات بين الدول ،وتتمثل هذه المصادر في المعاهدات الدولية
الخاصة منها والعامة ،والعرف الدولي ،والمبادئ العامة للقانون باإلضافة إلى مصادر
احتياطية تشمل أحكام المحاكم وآراء الفقهاء في القانون الدولي يتم اللجوء إليها عند انعدام
المصادر األصلية او عجزها عن إعطاء القاعدة القانونية واجبة التطبيق.
هذا ما اعتمدته المحكمة في النزاع القطري –البحريني عندما استندت في حكمها إلى
اتفاقيات رسمية موقعة بين أطراف النزاع إلى جانب طرف ثالث «السعودية» ،باإلضافة
إلى معاهدة دولية وهي اتفاقية قانون البحار لعام 1982وذلك بناء على طلب الطرفين،
وفيما يلي أهم ما استندت إليه المحكمة في حكمها الصادر في 16مارس 2001
الزبارة:
أقرت المحكمة بتبعية الزبارة إلى قطر مستندة في ذلك إلى اتفاق عام 1868الذي لم
تطالب بالزبارة باإلضافة إلى ثبوت عدم ممارسة أي سلطة لعائلة النعيمي باسم البحرين،
أثناء ،حكمها للزبارة بل كان أفراد تلك العائلة يؤدون خدماتهم للبحرين دون ممارسة أي
سلطة 2كما ان اتفاق الموقع عام 1937بين محافظ البحرين البريطاني وشيخ البحرين،
1موجز األحكام والفتاوي واألوامر الصادرة عن محكمة العدل الدولية ( ، )، 2002- 1997ص ص 176
Http:// www . icj-cij.erj /homepage/ar.177،
2صالح يحي الشاعري ،مرجع سابق ،ص. 320 :
52
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
وأيضا خطابات المحافظ،لحاكم الهند ،لم تبين أي سلطة للبحرين على منطقة الزبارة 1و
االعتماد على العديد من الرسائل والخطابات األخرى التي كانت تؤكد أن الزبارة قطرية،
وهذا أثناء التواجد البريطاني مما أدى بالمحكمة إلى رفض طلب البحرين بتبعية الزبارة لها
و اسنادها إلى قطر.
جزر حوار:
استندت المحكمة في حكمها بتبعية "جزر حوار" للبحرين إلى حكم التحكيم البريطاني
الصادر في 1939الذي يقضي بتبعية الجزر للبحرين ،والمالحظ أن قرار بريطانيا لعام
1939قد أثار جدال قانونيا كبي ار بين قطر و البحرين إذ أن البحرين ترى فيه الحجة
القاطعة في ملكيتها لجزر حوار ،بينما ترفضه قطر وال تعطيه أي قيمة قانونية ،ولم تعتبره
حكما تحكيميا.2
واعتمدت علي عامل القرب ترى أنه يجب مراعاته باإلضافة إلى عوامل تاريخية
ووثائق منها االتفاقية البريطانية العثمانية المبرمة عام .1913التي نصت في بعض
بنودها على حق قطر في السيادة على جزر حوار ،ونظ ار لهذا للتأكد من مدى إلزاميته،
قائلة أنه الجدال بين البلدين حول قرار 1939قامت المحكمة بفحص الحكم3ذا كان
مجرد قرار إداري إذا كان يمثل حكما فليس للمحكمة أن تنطق بحكم فوق حكم محكمة
أخرى ،فمن حقها النظر فيه.
بالرجوع إلى قواعد القانون الدولي ،وجدت المحكمة أن مصطلح " تحكيم " يسير على
تسوية نزاعات الدول ،واعتمد في أكثر من معاهدة دولية مثل اتفاقية الهاي
53
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
.1907والمحكمة الدائمة في 1925في المادة الثالثة من معاهدة لوزان ،وبذلك اعتبرت
المحكمة أن حكم التحكيم الصادر في 11جويلية 1939نهائي وملزم للطرفين وال يمكن
1
إعادة النظر فيه
اعتبرت جزر حوار أرضا بحرينية ورفضت إعتراض قطر على قرار عام ، 1939
باإلضافة إلى ذلك استندت المحكمة إلى مراسالت ممثل بريطانيا الدبلوماسي في المنطقة
مع شيوخ قطر والبحرين والتي كانت تؤكد ملكية البحرين للجزر.
كما أشارت إلى أن قرار بريطانيا السابق الذكر لعام . 1939على الرغم من استغراب
حاكم قطر لصدوره إال أنه لم يعترض عليه وقتها كما أنه لم يقدم الحجج الكافية إلثبات
2
السيادة القطرية على الجزر ،وبهذا الشكل تم رفض كل إدعاءات قطر
أما فيما يتعلق " بجنان " فقد حكمت المحكمة بتبعيتها إلى قطر مستندة في ذلك إلى الحكم
الذي منح البحرين جزر حوار دون جنان ،وبما أن الحكم لم يشمل جنان ولم التحكيمي
عام 3.1939يعتبرها أرضا بحرينية ،فهي إذا تابعة لقطر.
جنان وفشت الديبل :
فيما يتعلق بالسيادة على فشت الديبل فقد حكمت المحكمة بذلك لصالح قطر ،وهو ما
يعتبره القطريون انتصا ار لهم وتعويضا عن جزر حوار ،والفشت حسب قانون البحار هو
جزء من األرض تغمره المياه أثناء المد وتنحصر عنه عند الجزر ،ويمكن تصنيفه كجزيرة
من أجل رسم الحدود البحر والفشت ليس له مياه إقليمية لذلك فإن خط االرتكاز ال يمكن
54
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
تحديده وفقا للفشوت وهو ما شكل عائقا بالنسبة للمحكمة خاصة وأن البحرين ركزت على
هذه المنطقة وأعطتها الطابع األرخبيلي مما يمكنها ممن ممارسة حقوق سيادية على المياه
اإلقليمية وبالتالي على تلك الفشوت الصغيرة من خالل خطوط اإلرتكاز ،إال أن المحكمة
برجوعها إلى اتفاقية قانون البحار عام 1982وجدت أن خطوط اإلرتكاز ال يمكن أن
ترسم إرتكاز الفشوت ،وال يمكن اعتبارها جزرا ،لذلك ترى المحكمة أنه ال يوجد شيء
يسمح للبحرين باستخدام خط ارتكاز استنادا إلى الفشوت المتداخلة لدى قطر مما ال
يجعلها نقاط حدود في المناطق األخرى المتساوية ،أما فيما يتعلق بالطابع األرخبيلي لتلك
الفشوت المقدم من قبل البحرين ،فالمحكمة ترى أن ما تقدمت به البحرين ال يثبت الطابع
1
األرخبيلي إال إذا أقر ذلك القانون الدولي.
بناء على ما تقدم حكمت المحكمة بتبعية فشت الديبل للسيادة القطرية ،أما فيما يتعلق
بمناطق صيد اللؤلؤ في شمال شبه الجزيرة ،ترى المحكمة أن عصر صيد اللؤلؤ قد انتهى
مما جعل البحرين ليس لها الحق في فرض سيادتها على المصايد ،وبهذا نجد أن المحكمة
أخذت بوجهة نظر قطر التي وبهذا كانت ترى بأن تلك المنطقة هي منطقة مشتركة
2
مفتوحة لكل القبائل على طول شواطئ الخليج
3
لم تعد أية أهمية الدعاء البحرين على مناطق صيد اللؤلؤ.
55
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
56
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
القطري حددت نقاط ارتكاز من كلى الدولتين بشكل تقريبي من أجل تحديد عرض المياه
اإلقليمية وكانت قطر قد طالبت باألخذ في الحسبان كل النتوءات البحرية الموجودة في
المنطقة.1
نسبة لنقاط االرتكاز المقدمة من كلى البلدين يكون خط ترسيم الحدود البحرية فاصل بين
جزر حوار ،ثم يتواصل نحو الشمال مما يجعل " فشت العزم " على يمين الخط و"جزر
سترا" على شماله ما ار بين فشت الديبل وقطعة جرادة ،بحيث تكون هذه األخيرة في الجانب
البحريني ،أما فشت الديبل فتكون في الجانب القطري ،ونبهت المحكمة إلى أنه ال ضرورة
لتحقيق خطوط مستقيمة من قبل البحرين بين جزرها وجر قطر ألنها جزر يجب
استخدامها في األغراض السلمية.
واستندت المحكمة في قرارها هذا إلى القانون الدولي للبحار لعام ، 1982حينما تكون
السواحل متقابلة أو متجاورة ال يجوز ألية دولة إذا لم توجد اتفاقية بينهما تقتضي بعكس
ذلك أن تمد بحرها اإلقليمي فيما وراء خط الوسط الذي تقع كل نقطة منه على مسافة
متساوية من أقرب نقطة من خطوط األساس التي يقاس منها عرض البحر اإلقليمي
للدولتين إال أن هذا النص ال يطبق إال إذا كان من الالزم ،بسبب سند تاريخي أو أية
ظروف خاصة تحديد البحر اإلقليمي للدولتين بطريقة مختلفة.2
طبقا لهذا النص رأت المحكمة أن يتم رسم خط وسط مؤقت ثم بعد ذلك معرفة ما إذا كان
يجب تعديله بالنظر إلى الظروف الخاصة في المنطقة .3
57
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
باإلضافة إلى قواعد القانون الدولي للبحار راعت المحكمة قواعد القانون الطبيعي في
ترسيم الحدود البحرية من جهة أخرى ،إال أن ما يجب التنبيه إليه أن قواعد القانون الدولي
للبحار أخذت على أساس أنها قواعد عرفية ،وذلك ألن كال البلدين -قطر والبحرين – لم
يكونا طرفا في اتفاقية األمم المتحدة في قانون البحار لعام ، 1982أو باألحرى البحرين
كانت طرفا ألنها صادقت عليها أما قطر فقد اكتفت بالتوقيع وبالتالي رأت المحكمة أن يتم
العمل بقواعد القانون الدولي للبحار على أنها قواعد عرفية وذلك بناء على طلب أطراف
النزاع.
-2المبادئ المعتمدة في النزاع القطري -البحريني
بعد صدور الحكم في النزاع القطري-البحريني– بتاريخ 16مارس 2001وتأسيسه من
قبل المحكمة يتضح أن المحكمة اعتمدت جملة من المبادئ المعمول بها في القانون
الدولي العام بصفة عامة ،والقانون الدولي للحدود بصفة خاصة ،ومن أبرز هذه المبادئ "
مبدأ لكل ما في حوزته" ،وذلك يمنحها جزر حوار للبحرين باعتبار أن بريطانيا قد منحتها
هذه الجزر بموجب حكم 1939واستمر تحت السيادة البحرينية إلى وقت االستقالل عام
.1 1971
كما طبقت المحكمة في نفس القضية " مبدأ الحجية الذي طالبت به البحرين في مرافعتها
الشفوية المقدمة في 21جوان 2000حيث أكدت أن جزيرة حوار خضعت للتحكيم
بموجب قرار 1939الذي منحها للبحرين ،وبما أنه حكم قضائي نهائي وفقا لقواعد قانون
الدولي فهو يحوز حجية الشيء المقضي به ،مما ال يجوز معه إصدار حكم فوقه أو إعادة
1عمر سعد ااهلل ،قانون الدولي للحدود ،،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ، 2003 ،ص.38
58
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
النظر فيه وبالتالي الحكم وفقا له على أساس مبدأ الحجية وهو ما أخذت به المحكمة في
حكم 16مارس . 2001
باإلضافة إلى المبادئ والقواعد الواردة في بعض االتفاقيات الدولية ومنها اتفاقية قانون
البحار لعام 1982عندما اعتبرت المحكمة أن البحرين دولة خليجية ،كما طبقت المحكمة
مبادئ العدالة خاصة فيما يتعلق بتحديد الحدود البحرية بين قطر والبحرين ،خاصة وأن
ترسيم الحدود في القضية لم يكن أم ار عاديا ،حيث كان بين دولة قارية ،ودولة أرخبيلية
مكونة من عدة جزر ،هذا ويالحظ أن المحكمة اعتمدت في مجمل حكمها على مبادئ
قانونية بحتة .يتضح ذلك عند إغفالها لعامل القرب أو الجوار الذي طالبت به قطر،
واالعتماد على مظاهر السيادة الفعلية فيما يتعلق بالمناطق المتنازع عليها ،وهو ما يظهر
جليا بالنسبة لجزر حوار واعتبارها بحرينيه ،1²ألن البحرين كانت تمارس سيادة فعلية على
الجزر ،ومنح الزبارة لقطر بالمقابل وطبقا ،لنفس المبدأ.
بهذا تكون محكمة العدل الدولية قد توصلت إلى حل أصعب نزاع قد واجهها ،واألطول من
نوعه ،مؤكدة بذلك تميزها وقدرتها على حل النزاعات الدولية بصفة عامة ،والنزاعات
2
الحدودية بصفة خاصة ،أمام عجز الطرق السلمية األخرى في حل العديد من النزاعات
وهو ما جعل اللجوء إلى الوسائل القضائية أم ار ضروريا قي العديد من األحيان من أجل
التوصل إلى حلول نهائية.
59
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
60
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
من مبادئ القانون الدولي للحدود ،وبالتالي ال يمكن اعتماده في النزاعات الحدودية بين
الدول.1
بهذا نخلص إلى مدى أهمية الحكم ،حيث عالج مجموعة واسعة من المسائل القانونية
وتميز باالهتمام والنطق السليم بالنتائج المعقولة على نحو بارز وواضح ،وهكذا حصلت
البحرين على جزر حوار التي تراها مهمة بالنسبة لها بسبب ممارستها للسيادة على هذه
الجزر ،ومن جهة أخرى حصلت قطر على الزبارة وجنان.
نالحظ أن الحكم جاء لصالح البحرين فيما يتعلق بجزر حوار أساس الخالف بين البلدين،
إال أن هذا ال يعن خسارة قطر إذ أن محكمة العدل الدولية حاولت من خالل حكمها
إحداث توازن وهذا ماحصل بالفعل ،حيث رحب البلدين بالحكم وعب ار عن رضاهما به،
وبهذا نقول أن حكم المحكمة ما هو إال ممارسة حقيقية في الوصول إلى تسوية عامة
ونهائية مقنعة ،ألن المحكمة عالجت كل المسائل القانونية بطريقة جعلت الحكم متوازنا
ومعقوال ومقبوال للكل.2
-4تنفيذ الحكم :
ما يمكن مالحظته عن تنفيذ الحكم الصادر عن محكمة العدل الدولية في 16مارس
2001بشأن النزاع القطري -البحريني ،أنه ال إشكال فيما يخص تنفيذه ،إذ أعربت
الدولتان عن رضاهما وقبولهما للحكم الصادر ووصفاه بالمنصف لكال الطرفين.
ذلك أن المحكمة في حكمها هذا استجابت لمطالب كل من قطر والبحرين ،ومن دالئل
الرضا بقرار المحكمة إعالن يوم السبت 17مارس 2001وهو اليوم التالي لصدور الحكم
عطلة رسمية في كال البلدين ،ثم أمر كل من أمير البحرين ،وأمير قطر بالشروع في
61
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
إجراءات التنفيذ كما دعا أمير البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة إلى استئناف
أعمال اللجنة المشتركة من أجل إعادة بناء العالقات بين البلدين وذلك من خالل
مشروعات التنمية المشتركة على جانبي الحدود ،وعلى رأسها مشروع الجسر الذي يربط
بين البلدين كما قام أمير البحرين بزيارة تهنئة لقطر في 1 20مارس بعد صدور الحكم وتم
التأكيد على إعادة بناء العالقات الودية واألخوية بين البلدين خالل هذه الزيارة كل هذا
يدل على أن مسألة التنفيذ لقرار محكمة العدل الدولية لم يثر أية عوائق أو إشكاالت من
قبل أطراف النزاع ،بل على العكس اعتبروا أن الحكم حدث تاريخي ،حيث تم أخي ار وضع
حد للخالفات بين البلدين ،وبشكل نهائي ،ويعيد بناء العالقات من جديد بينهما ،حيث عبر
أمير البحرين قائال :القرار عبارة عن مكسب يعود بالنفع على كال البلدين .
لقد اشتمل حكم 16مارس 2001لمحكمة العدل الدولية على تطبيق العديد من مبادئ
القانون الدولي ،والتي من بينها مبدأ استقرار الحدود حيث قررت المحكمة أن القبول
الطويل لحيازة إقليم وممارسة السيادة عليه دليل حاسم على صحة السند والشرعية لتلك
الدولة ،فبعد تعيين خط الحدود البحرية بين البلدين ،بحيث يؤدي إلى جعل حق السيادة
للبحرين على جزر حوار فيما يعطي قطر حق السيادة على الزبارة وحق مرور سفنها في
المياه بين الجزر البحرينية ،وبهذا نجد أن المحكمة طبقت مبادئ قانونية بما في ذلك
المبادئ العادلة نسبة للظروف الخاصة بالنزاع ،ولعل هذا ما سهل تنفيذ الحكم فيما بعد إذ
أن الطرفان لم يثي ار أي اعتراض على الحكم واعتبروه عادال ومنصفا وباش ار فو ار عملية
62
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
التنفيذ بما في ذلك ترسيم خط الحدود البحرية بين البلدين ،مما يعني التسوية النهائية
للنزاع القطري البحريني .1
المطلب الثاني :مساهمة محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات من خلل ممارسة
الوظيفة االستشارية
لم تعرض الحقوق العربية في فلسطين للبث فيها من طرف الجهات القضائية أو من
جهات تحكيمية محايدة إال مرتين ،األولى كانت أيام اإلنتداب البريطاني على فلسطين عام
1930تتعلق بملكية حائط البراق عندما ثارت نزاعات حول حقوق العرب واليهود بشأنه
وبناء على قرار من عصبة األمم المتحدة قامت بالنظر في الموضوع لجنة تحقيق محايدة
مكونة من سويسري ،سويدي وهولندي والمرة الثانية كانت في 21كانون األول عام
2003عندما طلبت الجمعية العامة لألمم المتحدة من محكمة العدل الدولية إصدار فتوى
بخصوص الجدار الذي أقامته إسرائيل في األراضي الفلسطينية والذي يعتبر جزء من
النزاع الفلسطيني -اإلسرائيلي المحتلة.2
وعليه سوف نقوم بتقسيم هذا المطلب إلى فرعين اثنين ،نتناول الجدار العازل ودواعي
طلب فتوى بشأنه (الفرع األول) ،ثم قضية الجدار العازل أمام محكمة العدل الدولية (الفرع
الثاني).
63
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
64
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
بدأت قضية الجدار الفصل العنصري الذي شرع اإلسرائيليون في بناءه في السادس عشر
من حزيران لعام ،2002حيث أطلقت إسرائيل والواليات المتحدة تسميات عدة على كل
عملية عسكرية تقومان بها فأطلقت أمريكا على حربها ضد ما سمته اإلرهاب اسم "عدالة
دون حدود" ،أما إسرائيل فأطلقت على حربها األخيرة اسم " الجدار األمني" أو (عملية
السور الواقي) ،لكن تسمية السور في عمقها النفسي تعني الفصل واالنفصال ،ألن
اليهودي عبر تاريخه أراد التميز عن غيره واالنفصال عنه.
يمكن أن نطلق عليه جدال العزل أو الجدار اإلستعماري لكن ليس الجدار األمني ،ويبلغ
طول الجدار 703كلم ويتكون من قاعدة خراسانية وهيكل من األسالك ارتفاعه خمسة
أمتار ويوجد على جانبيه أسالك شائكة وحفر يبلغ عمقها أربعة أمتار ،ومزود بأجهزة
الجدار طريق مكسو بالرمل الناعم بحيث يترك من يسير استشعار إلكترونية و بمحاذاة
عليه آثار أقدام.1
- 1أثار وأبعاد الجدار العازل :
هذا الملف القديم الجديد هو امتداد للمخطط االستيطاني بهدف االستيالء على األرض و
تشريد السكان وجعل قضيتهم ملفا جديدا يضاف إلى باقي الملفات التفاوضية العالقة،
وفرض سياسة القبول باألمر الواقع واجبار فلسطين على التفاوض على ما سيكون فقط
يؤدي بناء الجدار إلى مصادرة أو عزل أكثر من مائة ألف دونم من خيرة األراضي
الزراعية األكثر وفرة لمصادرة المياه الجوفية ،وتم تجريف آالف الدونمات من األراضي
الزراعية واقتالع عشرات اآلالف من األشجار ،ومئات العائالت صودرت أراضيهم ،أو
65
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
دمرت ممتلكاتهم ،وتدمير البنية التحتية لها ،والفلسطينية كلها وبخاصة األمنية ،واستباحة
الضفة في كل تصنيفا لغاء كل االتفاقات السابقة
-يشكل بناء الجدار العازل تدمي ار كامال لمصدر المياه الفلسطينية في الضفة الغربية
بشكل يعمل على تأكيد السيطرة اإلسرائيلية على المصادر لكل من الماء واألرض.
-تلوث الطبقات الفلسطينية عبر اإلغراق المشترك للنفاية القاتلة ،و استخدام الخطر
لألسمدة الكيماوية .
- -نقص الصيانة الصحية للبنية الحالية لمنع شرب و فقدان المياه .
-منع الفلسطينيين من حفر و بناء تسهيالت نقل المياه
-التأثير على تنقل و حرية الحركة ،و هو مدخل لالنتهاكات االسرائلية لحق الملكية
و العناية الطبية و التعليم ،و حرمان السكان من السفر و التنقل. 1
-بالنسبة للتعليم الذي هو حق لكل البشر فقد أدت سياسة االحتالل إلى تزايد
2
صعوبة وصول الطالب والمعلمين إلى المدارس بسبب تعرض مرافقها لألضرار.
-يمثل الجدار العازل انتهاكا صريحا وواضحا لحقوق االنسان و القانون الدولي .
ان إسرائيل بررت بناء الجدار باألسباب األمنية مما يعني وضع السكان داخل هذا الجدار
3
و االقفال عليهم كعقاب .
2أبو الخير مصطفى احمد ،فتوى الجدار العازل و القانون الدولي ،إيتراك للطباعة و النشر و التوزيع ،القاهرة
، 2006،ص. 83
القاسم انيس ،مرجع سابق ص. 95 3
66
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
67
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
في األراضي الفلس طينية المحتلة،بما في ذالك القدس الشرقية و حولها على النحو المبين
في تقرير األمين العام ، 1949و ق اررات مجلس االمن و الجمعية العامة ذات الصلة ؟"
وتابع المين العام للمم المتحدة القضية بناء على تكليف الجمعية العامة له ،إذ انها
أوصت بأن يظل الموضوع قيد النظر و أن تدعي مرة أخرى إلى االجتماع في ضوء
موقف إسرائيل و اجتمعت الجمعية العامة فعال يوم 03كانون األول ، 2003و هي
عازمة أن تحيل قضية الجدار العازل إلى محكمة العدل الدولية لموافاتها بالرأي االستشاري
حول القضية ،انعقدت الجمعية العامة في دورتها المستأنفة بناء على تقرير األمين العام
الذي ادان فيه إسرائيل مؤكدا أن بناء الجدار يتناقض مع التزامات إسرائيل وفقا للقانون
الدولي و ق اررات األمم المتحدة .1
الفرع الثاني :قضية الجدار العازل أمام محكمة العدل الدولية
أصدرت محكمة العدل الدولية في التاسع من تموز عام 2004فتواها بشأن اآلثار
القانونية المترتبة على تشييد الجدار اإلسرائيلي في األراضي الفلسطينية ،وذلك بناء على
طلب الجمعية العامة لألمم المتحدة ،وفي 13تموز /يوليو ،2004تلقى األمين العام
لألمم المتحدة نسخة من فتوى المحكمة موقعة ومختومة ،وبعد ذلك أحيل بهذه المذكرة إلى
الجمعية العامة وكذلك مرفقاتها من اآلراء المستقلة والبيان في الحالة المتعلقة باآلثار
القانونية الناشئة عن تشييد جدار في األراضي الفلسطينية المحتلة.2
وستتم دراسة هذا الفرع وفقا لثالث فقرات ،بحيث نتطرق إلى دراسة الفصل في مسألة
68
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
اختصاص المحكمة بإعطاء الرأي أوال ،ثم نقوم بدراسة مضمون فتوى محكمة العدل
الدولية بشأن اآلثار القانونية الناشئة عن تشييد الجدار في األراضي الفلسطينية المحتلة
ثانيا ،وأخي ار نقوم بإبراز األهمية السياسية والقانونية لهذه الفتوى.
أوال :الفصل في مسألة إختصاص المحكمة بإعطاء الرأي:
يتعين على المحكمة قبل البدء في بحث القضية المطروحة ،تحديد ما إذا كانت
مختصة بإعطاء الرأي المطلوب ،أو غير مختصة .وعليه سنقوم بدراسة مدى اختصاص
العدل الدولية بإصدار فتوى في قضية العازل أوال ،ثم نتطرق بتفصيل الحجج التي قدمت
ضد اختصاص المحكمة بإعطاء الرأي االستشاري ثانيـا.
- 1مدى اختصاص محكمة العدل الدولية بإصدار فتوى في قضية الجدار العازل :
لمحكمة العدل الدولية اختصاص في إصدار الفتوى المطلوبة حسب ميثاق األمم
المتحدة مؤكدة على ما يلي " ألي من الجمعية العامة أو مجلس األمن أن يطلب إلى
1
محكمة العدل الدولية إفتاءه في أية مسألة قانونية".
وحسب النظام األساسي فإن المحكمة لها أن تقضي في أية مسألة قانونية بناء على طلب
أية هيئة رخص لها ميثاق األمم المتحدة باستفتائها ،2أو حصل الترخيص لها بذلك طبق
األحكام الميثاق المذكور.
هذان الحكمان كافيان إلثبات اختصاص الجمعية العامة لطلب فتوى من المحكمة،
واختصاص المحكمة في إصدار الفتوى المطلوبة.
69
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
ولكي يكون للمحكمة اختصاص بإصدار فتوى من الضروري بداية أن تكون الهيئة التي
تطل بالفتوى مرخص لها بموجب ميثاق األمم المتحدة بأن تطلب هذه الفتوى ،ذلك أن
1
الجمعية العامة مختصة لطلب فتوى من المحكمة لألسباب التالية :
أ .الوالية بسبب الشخص:
أي أن الطلب مقدم من هيئة مرخص لها حسب األصول ،فقد نصت المادة ( )1/96من
الميثاق ع لى أن " ألي من الجمعية العامة أو مجلس األمن أن يطلب إلى المحكمة العدل
الدولية إفتاءه في أية مسألة قانونية".
ب .القرار اعتمد بصورة صحيحة من وجهة النظر اإلجرائية:
لقد اعتمدت الجمعية العامة قرارها د/ط – 14/10في 08كانون األول /ديسمبر2003
بأغلبية 90صوتا مقابل 8أصوات فهو اعتبر بصورة صحيحة باألغلبية الالزمة دستوريا
من أعضاء األمم المتحدة الذين صوتوا عليه ،ويجب اعتباره تعبي ار عن اإلرادة الصحيحة
شرعا للجمعية العامة وليس لعدد الممتنعين عن التصويت أو الغائبين أي أثر على صحة
2
القرار الذي اعتمد الفتوى أو على نظاميته اإلجرائية
ج .القرار الذي اعتمد الطلب كان في حدود سلطة الجمعية:
لقد ذكرت صالحيات الجمعية العامة بوجه عام في الفصل الرابع من ميثاق األمم المتحدة
وتشمل " أية مسألة أو أمر يدخل في نطاق هذا الميثاق ( " ...المادة 10من الميثاق )،
والواضح أن المسألة تقع في نطاق والية الجمعية العامة الواسعة بموجب الميثاق ،التي
1ريم تيسسر خليل العارضة،جدار الفصل اإلسرائيلي في القانون الدولي ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون
بكلية الدراسات العليا في جامعة النجاح الوطنية ،نابلس فلسطين 2007ص96
2انظر المادة ( )86من النظام الداخلي للجمعية العامة ،و الفقرتين 2و 3من المادة 18من ميثاق األمم المتحدة
. 1945،
70
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
تشمل نطاقا واسعا من األنشطة ،وتشمل هذه الوالية مسائل تتعلق بحقوق اإلنسان ،وتقرير
المصير ،وكذلك نهاء االستعمار المادة () 11من الميثاق للجمعية العامة بأن تنظر في
المبادئ العامة للتعاون في حفظ السلم واألمن الدوليين ،وتناقش أي مسألة تكون لها صلة
بحفظ السلم واألمن الدوليين الذي يرفعها إليها أي عضو من أعضاء األمم المتحدة ،وهكذا
فإن القضايا المتعلقة بحقوق اإلنسان وتقرير المصير واستخدام القوة ...الخ ،في األرض
الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967بما في ذلك اآلثار القانونية لبناء الجدار
وتشغيله في األرض الفلسطينية المحتلة تقع في صميم صالحيات الجمعية العامة
1
وأنشطتها المعبر عنها بصراحة ،كما تنص عليها وثيقتها التأسيسية.
المبحث الثاني :العقبات التي تحد من دور محكمة العدل الدولية في تسوية
النزاعات.
يكمن ا لدور المتواضع لمحكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات في عدم اقتناع بعض
الدول الكبرى بالدور الذي يمكن أن تقوم به المحكمة كوسيلة فاعلة،و يرجع السبب إلى
إعتبارات سياسية و أخرى فنية ،و يبدو أن المحكمة غير قادرة على التجاوب مع الواقع
الذى يعيشه المجتمع الدولي وذلك ألن سلطاتها مرتبطة بإرادة الدول وحدها ،بل لو أن
طرفا يريد رفع النزاع إلى المحكمة واألخر يرفض ال ينعقد االختصاص للمحكمة فتظهر
المحكمة وأنها تساعد على انتهاك القانون الدولي وال تحكم بما يدل على اسمها كمحكمة
للعدل الدولي ،وربما السبب في ذلك يعود إلى تمسك الدول بالسيادة التي خولها حق رفض
الخضوع للقانون الدولي بأشكال مختلفة ،من ذلك الحق في عدم قبول اختصاص القضاء
1عمر حسن حنفي ،حق الشعوب في تقرير المصير ،الطبعة ، 1دار النهضة العربية للنشر و التوزيع ،القاهرة،
، 2005ص85
71
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
الدولي والنزول إلى أحكامه ،وعند اللزوم الدفع بعدم اختصاصه بالمسائل السياسية التي
عجز الفقه والقضاء على وضع معيار ضابط لها،إزاء ما تقدم نقسم هذا المبحث إلى
المطلبين اآلتيين العقبات المتعلقة بمحكمة العدل الدولية( المطلب األول) ثم الصعوبات
التي ترجع الى الدول و القانون الدولي( المطلب الثاني).
المطلب االول :عقبات تتعلق بمحكمة العدل الدولية
لقد طالبت غالبية الدول في مؤتمر سان فرانسيسكو عام 1945بأن يكون اختصاص
محكمة العدل الدولية إلزاميا ،ولكن هذه المطالبة قد رفضت من قبل الدول الكبرى بحجة
أنها تمس حرية الخيار لديها ،ولهذا بقيت الوالية االختيارية هي األساس الذي يقوم عليه
االختصاص القضائي للمحكمة ،ومهما يكن ال خيار أمام الدول سوى أن تحرص على
إعالن تأييدها التسوية القضائية للمنازعات الدولية وخصوصا القانونية ،وتدعم الدور الذي
يمكن أن تقوم به المحكمة في النظام الدولي المعاصر ،وذلك ألنها تعنى ببساطة استبعاد
الحلول التي تستند إلى استخدام القوة سواء اتخذت فيشكل قوة عسكرية أم اقتصادية فضال
عن أنها تمكن الدول من تجريد منازعاتها من الطابع السياسي عندما تعالجها بطريقة بعيدة
عن اإلثارة.
فموافقة الدول لعرض النزاع على المحكمة تشكل نقطة ضعف المحكمة فيما يتعلق
بممارسة اختصاصها بشأن تسوية النزاعات الدولية مادام عرض النزاع يبقى معلقا على
موافقة مسبقة للدول المتنازعة إذ ال يكفي إقامة الدعوى من قبل الدولة المتضررة في هذا
1
النزاع.
72
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
وهكذا تنقسم دراستنا في هذا المطلب إلى ثالثة فروع نتناول في السلطات المقيدة
للمحكمة في التصدي للنزاع (الفرع األول) ثم نعرج لدراسة االستثناءات المبدئية كتحديد
الختصاصات محكمة العدل الدولية (الفرع الثاني) وأخي ار الصعوبات المتصلة باإلجراءات
امام محكمة العدل الدولية (الفرع الثالث).
الفرع األول:السلطات المقيدة للمحكمة في التصدي للنزاع المبدأ األساسي في طريقة
التسوية القضائية سواء التحكيم أو اللجوء إلى القضاء الدولي ،هو إرادة الدولة التي يعد
قبولها شرطا أساسيا ومهما ومسبقا في أي تسوية قضائية ولقد أقرت هذه المبدأ محكمة
العدل الدولية الدائمة وكذلك محكمة العدل الدولية في حكمها في قضية مضيق كورفو
والذي صدر في 28آذار ، 1948ولقد اشترطت المحكمة أن تكون إرادة أطراف النزاع
قائمة على التراضي في القضية المعروضة أمامها ،ومن الممكن أن يكون التراضي
ضمنيا وال يشترط أن يكون صريحا أو مكتوبا.
فمحكمة العدل الدولية ال يمكنها التصدي للنزاعات إال بموافقة الدول إستنادا للفقرة األولى
والثانية من المادة( )36من النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية وهذا ما سنتطرق إليه
في الفقرتين اآلتيتين:
أوال :عدم إمكانية تصدي المحكمة للنزاع إال باختصاص اتفاقي:
إ ن اختصاص المحكمة يمتد إلى كل القضايا التي تتفق األطراف في نزاع ما على طرحها
على المحكمة وأيضا الحاالت الخاصة الواردة في ميثاق هيئة األمم المتحدة أو في
1
اإلتفاقيات والمعاهدات السارية المفعول".
1انظر المادة ( )36فقرة 01من النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية ،مرجع سابق .
73
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
إذن فبموجب هذه الفقرة تستطيع الدول المتنازعة عقد اتفاق فيما بينها لطرح النزاع على
محكمة العدل الدولية ،كما يمكن إعطاء محكمة الهاي سندا قانونيا للنظر في النزاع
الدولي عن طريق إدراج بندفي معاهدة يمكنها من ممارسة إختصاصها للنظر في هذا
النزاع حين نشوبه.
– 1االتفاق بين الدول األعضاء لطرح النزاع على محكمة العدل الدولية:
من بين القضايا التي عرضت على محكمة العدل الدولية إلى غاية سنة ،1984تم
استخدام االتفاق بين الدول األعضاء لعرض النزاع على محكمة العدل الدولية في ثمانية
قضايا وهي:
1
.1قضية مضيق كورفو بين بريطانيا وألبانيا.
.2قضية حق اللجوء السياسي بين البيرو وكولومبيا.
.3قضية السيادة حول بعض األجزاء الصغيرة على الحدود بين هولندا وبلجيكا.
4قضية ( )Minquiers et des Ecrechousبين بريطانيا وفرنسا .
.5قضية الجرف القاري لبحر الشمال بين الدانمارك وهولندا وألمانيا الغربية.
.6قضية الجرف القاري في البحر األبيض المتوسط بين ليبيا وتونس.
.7قضية الحدود البحرية التي تفصل الجرف القاري ومناطق الصيد بين كندا والواليات
2
المتحدة .وذلك في خليج مين""Maine
.8قضية النزاع الحدودي بين مالي وبوركينا فاسوا (فولتا العليا سابقا).
1عبد العزيز محمد سرحان ،دور محكمة العدل الدولية في حل النزاعات الدولية و إرساء مبادئ القانون الدولي مع
التطبيق على مشكلة الشرق األوسط ،الطبعة ،2دار النهضة العربية ،القاهرة ، 1986ص . 20
2غسان الجندي (،مدى فعالية محكمة العدل الدولية )،مجلة الحقوق ،السنة 09العدد ( ، 1985، )03ص. 220
74
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
وتكم ن الصعوبة في عقد اتفاقيات بين الدول لعرض نزاع ما على محكمة العدل الدولية
في الفترة الطويلة بين التوقيع على هذه االتفاقيات وسريان مفعولها ،فمثال تم التوقيع
لعرض النزاع بين كندا والواليات المتحدة حول الحدود البحرية في 29مارس 1979
وسرى مفعول هذا اإلتفاق في 20نوفمبر، 1981وفي بعض األحيان فإن وجود خالف
خطير بين دولتين قد يؤدي إلى تأخير عقد االتفاق لعرض النزاع بين هاتين الدولتين على
المحكمة ،والمثال على ذلك الخالف الحدودي بين مالي وبوركينافاسو الذي أدى إلى
إشتباكات عسكرية في سنة 1974ولم يتم التوصل إلى إتفاق لعرضه على محكمة العدل
الدولية إال في 17سبتمبر 1983بعد تحقيق نوع ما من اإلنفراج في العالقات بين البلدين،
كما أنمن أهم الشروط لتوصل األطراف إلى اتفاق لعرض نزاع ما بين دولتين على محكمة
1
العدل الدولية هو توافر حسن النية.
-2االتفاق سلفا بين األطراف في معاهدة لعرض النزاع على المحكمة حين نشوبه:
تم استعمال هذه الطريقة لعرض النزاعات على محكمة العدل الدولية في القضايا التالية:
( أ) قضية المصائد األيسلندية بين بريطانيا وألمانيا الغربية من جهة ايسلندا من جهة
أخرى .2وبموجب االتفاق األيسلندي-البريطاني الذي تم التوقيع عليه في 11مارس
،1961واإلتفاق األيسلندي-األلماني الغربي الذي تم التوقيع عليه في 19جويلية 1961
يتسنى ألحد األطراف رفع النزاع حين نشوبه إلى محكمة العدل الدولية ،وبموجب هذين
1سليمة موسوني ،التسوية السلمية في اطار محكمة العدل الدولية ،مذكرة لنيل الماجستير في القانون العام ،كلية
العلوم القانونية و االدارية ،جامعة حسيبة بن بوعلي ،الشلف . 2008/2007 ،ص.107
2احمد بلقاسم ،القضاء الدولي ،مرجع سابق ،ص. 147
75
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
ثانيا :عدم إمكانية تصدي المحكمة للنزاع إلزاميا إال بتصريح إختياري
نصت الفقرة الثانية من المادة ( )36من النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية ،على أن"
للدول التي هي أطراف في هذا النظام أن تصرح في أي وقت بأنها بذات تصريحها وبدون
76
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
حاجة إلى اتفاق تقر للمحكمة بواليتها الجبرية في نظر جميع المنازعات القانونية التي
تقوم بينها وبين دولة تقبل االلتزام نفسه متى كانت هذه المنازعات القانونية تتعلق بالمسائل
...الخ" .1يعد قبول الوالية الجبرية لمحكمة العدل الدولية تصرفا أحادي الجانب والذي يتم
من خالله قبول الوالية الجبرية للمحكمة من قبل الدولة التي قدم الطلب باسمها وتتحدد
صالحية المحكمة فيما يتعلق بالدعوى ذاتها والذي رفع من أجلها الطلب وفي الحدود
الخاصة.
وتفتح المادة ( )2/ 36من النظام األساس للمحكمة الباب تجاه الطلبات األحادية الجانب
في الوقائع أمام المحكمة ولكن فيما بين الدول التي وافقت على هذا النظام الخاص للقبول
بالوالية القضائية للمحكمة.
أما بالنسبة لشروط هذا التصرف فانه كتصرف أحادي الجانب يجب أن ينطبق عليه من
أركان وشروط ،والشكلية الوحيدة المطلوبة هي إيداع الموافقة لدى األمين العام لألمم
المتحدة بموجب الفقرة ( ) 4من المادة ( )36من النظام األساسي وتترك اللغة والشكل
الذي يتم التصرف فيه للدولة المتصرفة وليس هناك أي تصرفات خاصة تقوم بها الدول
الموافقة على الوالية الجبرية للمحكمة وليس هناك أي إلزام بخصوص الفقرات ( 2و 3و)5
من المادة فيما يتعلق بالفترة والشروط ،وبواسطة هذا التصرف تقبل الدول االلتزام بحق تام
دون اتفاقية خاصة السلطة القضائية للمحكمة حول الخصومات ذات الطابع القانوني
ولكن هذا التصرف ال يكون اجباريا إال بالنسبة للدول األخرى التي تقبل نفس االلت ازم حيث
ال ينشأ حقوقا بحد ذاته وانما بارتباطه مع إعالن آخر من نفس الطبيعة ،وبالرغم من كونه
1انظر المادة ( )36الفقرة 2من النظام االساسي لمحكمة العدل الدولية ،مرجع سابق .
77
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
أحادي الجانب في شكله فإن هذا اإلعالن الذي تم بموجب المادة ( )36يستند إلى النظام
األساسي لمحكمة العدل ،ويجب على الطرف الذي يقدم الطلب أن يقدمه بشكل خطي
لألمين العام لألمم المتحدة وهو ملزم بتحرير نسخ لجميع األطراف الموقعة على النظام
1
األساس وتسجيل نسخة منه لدى المحكمة.
إن الحاجة إلى موافقة الدول لعرض النزاعات على محكمة العدل الدولية قد تكون عقبة
طفيفة أمام تأكيد سلطة محكمة العدل الدولية في حالة موافقة كل الدول على إختصاصات
المحكمة ،لكن لسوء الحظ فهذه التصريحات قليلة وعند وجودها فإنها تكون مصحوبة
بتحفظات تساهم بشكل ملموس في تقليص دور المحكمة في التصدي وتسوية النزاعات.
وهو ما سنتناوله مفصال على النحو اآلتي:
- 1العدد القليل للتصريحات االختيارية للختصاص اإلجباري للمحكمة:
إن المقارنة بين التصريحات االختيارية لالختصاص اإلجباري للمحكمة الدائمة للعدل
الدولي ومحكمة العدل الدولية يدفعنا إلى القول بأن هناك تراجع خطير وملموس في
التصريحات اإلختيارية لالختصاص اإلجباري في عهد محكمة العدل الدولية ،ففي سنة
1936إعترفت إحدى وأربعون دولة من أصل تسعة وستين كانت أعضاء في عصبة
األمم ،أي ما يقارب الثلثين من الدول األعضاء في عصبة األمم بهذا التصريح ،أما حاليا
فإنه وبالرغم من دعاوى الجمعية العامة لألمم المتحدة واألمين العام من خالل التقارير
السنوية حول نشاط المنظمة من عام 1970إلى ، 1974وتلك المودعة من طرف المعهد
الدولي للقانون الدولي عام ، 1959إال أن عدد هذه التصريحات بات ضئيال بالنظر إلى
78
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
عدد الدول األعضاء في األمم المتحدة وفي النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية ،فحتى
جويلية 1996كان عدد الدول المعبرة عن التصريحات االنفرادية ()59دولة ،منها 17
دولة إفريقية ( )11منذ عام 1966و()09دول من أمريكا الالتينية و( )05من آسيا
1
( )28من بين دول أوروبا والدول األخرى،
باإلضافة إلى ( )12دولة تراجعت عن تصريحاتها ،من بينها 07بمناسبة وجودها في
مركز المدعى عليهم ،كما أنه فيما يخص الدول التي صرحت بقبول إختصاص المحكمة
الدائمة للعدل الدولي من قبل عن طريق التصريح االنفرادي في ظل العصبة ،فإحدى
2
عشر منها لم تقبل إختصاص محكمة العدل الدولية في ظل األمم المتحدة.
ويجب القول بأن تدني التصريحات التي تعطي اختصاصا إجباريا لمحكمة العدل الدولية
يخفي حقيقة وأهمية وهي أن الدول التي تقوم بهذه التصريحات يحق لها صياغة تحفظات
حول االختصاص اإلجباري لمحكمة العدل الدولية.3
- 2تقليص فعالية محكمة العدل الدولية بفعل التحفظات الواردة في تصريحات الدول:
يمكن القول بأن حصيلة هذه التحفظات سلبية ألن الدول أفرطت في إستخدامها من أجل
تحديد إختصاصات محكمة العدل الدولية ومن األمثلة على هذه التحفظات ،التحفظ
اإلسرائيلي المرفق بالتصريح الذي قامت به إسرائيل في 17أكتوبر 1956والذي يستثنى
من إختصاص المحكمة كل نزاع بين إسرائيل 3ودولة أخرى في حالة حرب معها أو ال
تعترف بها أو ال تريد إقامة عالقة دبلوماسية طبيعية مع إسرائيل.
79
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
ومن األمثلة األخرى على التحفظات التصريح الكندي الذي وضع في أفريل 1970
واشتملت الفقرة الثانية من هذا التصريح على عدم إختصاص محكمة العدل الدولية للنظر
في نزاعات تتعلق بحقوق تطالب بها كندا أو تمارسها من أجل الحفاظ واستغالل المصادر
الحية أو المتعلقة بالوقاية من التلوث في البيئة البحرية المجاورة لسواحل كندا كما يمكن
اإلستشهاد بالتحفظات التي وردت في التصريح الهندي 1الذي أقر في الثامن عشر من
سبتمبر 1974والذي يستثني من إختصاص المحكمة النزاعات التالية:
-النزاعات بين الهند ودولة من دول الكومنولث.
– النزاعات المتعلقة باشتباكات مسلحة أو بتصرفات جماعية أو فردية للدفاع عن النفس.
-النزاعات حول تعديل حدود الهند أو كل نزاع يتعلق بالحدود.
-النزاعات المتعلقة بالبحر اإلقليمي أو الجرف القاري أو مناطق الصيد المانعة أو
المنطقة االقتصادية المانعة الخاضعة للسيادة البحرية الهندية.
2
-النزاعات المتعلقة بمجالها الجوي الممتد فوق أراضيها البحرية والبرية.
ولعل من أشد التحفظات إثارة للجدل هي التحفظات األوتوماتيكية والتي تقوم باستبعاد من
إختصاص محكمة العدل الدولية النزاعات المتعلقة بمسائل عائدة إلى السيادة الوطنية
لدولة كما تحددها هذه الدولة ،ولقد تم إدراج هذا التحفظ ألول مرة بالتصريح األمريكي في
شهر آب 1946فهل يعتبر تحفظا من هذا النوع كتحفظ مقبول في القانون الدولي العام؟
من المؤسف القول أن محكمة العدل الدولية لم تقم بإبداء رأيها القانوني حول هذه
التحفظات ،ففي قضية القروض النرويجية (فرنسا /النرويج) قبلت المحكمة في حكمها
الصادر بتاريخ 06جويلية1957وجهة نظر النرويج التي اعتمدت بناء على مبدأ المعاملة
80
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
بالمثل على التحفظ األوتوماتيكي الفرنسي وطالبت النرويج بإبعاد مسألة القروض من
اختصاص المحكمة ألنها تندرج في مجال إختصاصها الوطني ،وقد أعلنت محكمة العدل
1
الدولية عن عدم إختصاصها دون أن تقوم بالنظر في شرعية هذا 2التحفظ .
كما أن محكمة العدل الدولية لم تنظر في شرعية هذه التحفظات في حكمها الصادر
بتاريخ 21وأيضا لم تبد محكمة الهاي في 3مارس 1959في قضية ))Inter Händel
(الواليات المتحدة /سويسرا) حكمها الصادر بتاريخ 12أفريل 1960في قضية حق
2
المرور في األراضي الهندية (البرتغال /الهند) رأيها في هذه التحفظات.
من خالل ما سبق تناوله فيما يخص التحفظات األوتوماتيكية يمكننا القول أن هذه النوع
من التحفظات يؤدي إلى إضعاف فعالية البند اإلختياري الختصاص محكمة العدل الدولية
اإلجباري بل إنه قد يؤدي إلى التدمير الجزئي له.
ولقد أعرب األمين العام لألمم المتحدة عن قلقه من الفكرة القائلة بأنه إذا لم يوضع حد
للتحفظات األوتوماتيكية فإن االختصاص اإلجباري لمحكمة العدل الدولية يمكن أن يصبح
3
هشا ووهميا.
ومما ال ريب فيه أنه إذا حصل تطور في اللجوء إلى محكمة العدل الدولية بحيث يتحول
هذا اللجوء من اختياري إلى إجباري فإنه سيحدث تقدم حاسم في المجتمع الدولي ،كما أن
االعتراف باالختصاص اإلجباري لمحكمة العدل الدولية والتأكيد عليه هو الذي يعبر عن
السيادة الحاسمة والنهائية للقانون.
81
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
82
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
الجدوى متى ظهرت عيوب تجعل منطلق المسلك القضائي للمدعي غير سليم ،فهي
تخضع لقواعد إجرائية دقيقة.1
في بعض األحيان تطلب الدول من محكمة العدل الدولية أن تقوم بضم االستثناء المبدئي
إلى معالجة موضوع النزاع ،ولقد لقي هذا االجراء موقفا سلبيا بمناسبة قضية برشلونة
تراكشن في القرار الصادر بتاريخ 1964/07/24حيث قررت المحكمة تطبيق اإلجراء
وفصلت فيه على أساس صحة الدفع األولي بعدما فرضت األطراف مناقشة عميقة في
الموضوع مما أدى إلى إطالة اإلجراءات وجعلها مكلفة دون أن تنتج فائدة فبرزت عيوب
اإلجراء ومحدوديته ،وأثيرت سلبيات اإلجراء من جديد بمناسبة قضية النشاطات العسكرية
وشبه العسكرية بين نيكارغوا والواليات المتحدة األمريكية في الحكم الصادر في
1986/06/27وواجهت المحكمة المشكلة ذاتها بمناسبة قضية لوكربي حين قدمت
أنجلت ار والواليات المتحدة األمريكية دفعا بعدم جدوى الدعوى التي رفعتها ليبيا على أساس
وجود ق اررات أصدرها مجلس األمن تخرج النزاع من والية المحكمة ويفترض إدخال آثارها
2
على النقاش مما يتطلب .فحص الموضوع مباشرة
وعلى الرغم من أن التنظيم الداخلي لمحكمة العدل الدولية الذي أقر في أفريل 1978قد
ألغى في الفقرة السابعة من المادة 79مبدأ الوصل بين االستثناء المبدئي والنظر في
موضوع النزاع ،إال أن الفقرة الثامنة من المادة 79قد نصت على أن المحكمة يجب أن
تذعن إلى اتفاق يتم بين األطراف في النزاع يهدف إلى الجمع بين اإلستثناء المبدئي
والنظر في موضوع النزاع.
83
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
84
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
مختصة ألن اإلجراءات التي أتخذت ضد شركة أنترهندال تندرج حسب القانون الدولي
ضمن إختصاص القانون الداخلي للواليات المتحدة.
وفي قضية برشلونة -تراكشن ) )(BARCELONA-TRACTION
(بلجيكا – اسبانيا) نجد إسبانيا وبغية االعتراض على اختصاص محكمة العدل الدولية
للنظر في موضوع نزاعها مع بلجيكا قامت باالحتجاج بأن هذه المحكمة غير مختصة
1ألن تخلي بلجيكا عن القضية سنة 1961يمنعها من إحالة القضية مرة أخرى إلى
محكمة العدل الدولية،كما أن معاهدة 1927التي اعتمدت عليها بلجيكا لعرض الن ازع
على المحكمة قد أصبحت الغية ،واستندت إسبانيا كذلك على أن بلجيكا ليست لديها
األهلية لحماية المصالح البلجيكية في هذه القضية وأيضا إلى عدم إستنفاذ شركة()T.B
للوسائل القضائية اإلسبانية الداخلية.
من هذه األمثلة التي أوردناها يتضح لنا بأن الهدف من اإلستناد إلى اإلستثناءات أو
اإلعتراضات المبدئية كانت تهدف الدول المتنازعة من خاللها إلى المنازعة في إختصاص
محكمة العدل الدولية وبالتالي تفادي أن تنظر هذه األخيرة في موضوع النزاعات المثارة
بين الدول ،األمر الذي قد يؤدي إلى تحديد إختصاصاتها ومنه التأثير على دورها في
تسوية النزاع.
الفرع الثالث :الصعوبات المتصلة باإلجراءات امام الدول
ان من الصعوبات األخرى التي تعود الى محكمة العدل الدولية اإلجراءات المتبعة امام
المحكمة ،فمن المعلوم ان كل قضية تسير وفقا إلجراءات معينة ،و هذه اإلجراءات قد
إبراهيم شحاتة (،محكمة العدل الدولية و متطلبات تطوير نظامها) ،المجلة السياسية الدولية ،مؤسسة االهرام ، 1
85
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
تكون إجراءات مكتوبة و قد تكون شفوية 1و قد ذهب راي في الفقه الى ان اإلجراءات امام
محمة العدل الدولية معقدة و تستغرق فترة طويلة من الزمن ،2و قد تامر محكمة العدل
الدولية ( إجراءات تحفظية ) قبل ان تكون قد فصلت في االعت ارض حول اختصاصها ،و
ابلغ مثال على ذالك في قضية شركة النفط االنكلو إيرانية (اعتراض أولي)عام ، 1951
اذ أصدرت محكمة العدل الدولية بتاريخ 1951/07/05ام ار ببعض التدابير المؤقتة في
القضية قبل الفصل االعتراض على اختصاصها من جانب ايران ،حيث أعلنت في
حكمها الصادر بتاريخ 1951/07 22انها ال تملك االختصاص في هذه القضية ،و
قررت في ذات الحكم ان امر التدابير المؤقتة السابق لم يعد ساريا و ان التدابير المؤقتة
قد انقضت مدتها.
و بدون شك فان اإلجراءات امام المحكمة تحتاج الى إعادة نظر ،االمر يرجع في ذالك
الى محكمة العدل الدولية ،الن هذه األخيرة سيدة اختصاصها و سيدة كل اجراء امامها
.و هذا ما نصت عليه الفقرة 06من المادة( )36من النظام األساسي لمحكمة العدل
الدولية ،حيث جاء فيها " في حالة قيام نزاع في شأن والية المحكمة تفصل المحكمة في
هذا النزاع بقرار منها "أحيانا باألمر ببعض التدابير المؤقتة قبل ان تكون قد فصلت في
االعت ارض حول اختصاصها بالنظر في الموضوع ،فنعتقد ان الحال المناسب يتمثل فيما
ي ذهب اليه راي في الفقه من ان على محكمة العدل الدولية ان ال تامر بالتدابير المؤقتة
3
اذا نازع احد الطراف في اختصاصها بنظر موضوع الدعوى ،
1انظر المادة ( ) 43من النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية ،مرجع سابق .
2إبراهيم شحاتة ،مرجع سابق ،ص. 258
3نايف أحمد ضياحي الشمري ،دور محكمة العدل الدولية في تطوير وظيفة األمم المتحدة،الطبعة ، 01منشورات
الحلبي الحقوقية ،البنان 2015،ص. 43
86
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
ورأت محكمة العدل الدولية ألول وهلة ،إن هذا الدفع بني على أسباب معقولة ،الن
سلطة االمر بالتدابير المؤقتة منحت لمحكمة العدل الدولية بالنظر الى اختصاصها في
1
موضوع الدعوى فاذا انعدم هذا االختصاص فقدت المحكمة سلطة االمر بهذه التدابير.
المطلب الثاني :عقبات التي ترجع الى الدول والقانون الدولي
إضافة الى الصعوبات التي ترجع الى محكمة العدل الدولية نفسها و المذكورة انفا هناك
طائفة من الصعوبات و التي سوف نتطرق اليها في فرعين الصعوبات التي تعود الى
الدول(الفرع االول ) ثم الصعوبات التي تعود الى القانون الدولي( الفرع الثاني ) .
87
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
فيها الدول اإلستعمارية هي المسيطرة في توجيه العالقات الدولية .وأن هذه القواعد بحد
ذاتها ال تضمن العدالة والمساواة امام المحكمة .
ويرى بعض الشراح أن عدم إقتناع بعض الدول الكبرى بالدور الذي يمكن أن تقوم به
المحكمة كوسيلة فاعلة في تسوية المنازعات الدولية عائد في األصل إلى حرص هذه
الدول على التمسك بسيادتها على الرغم من إدعائها بالسعي نحو صيانة السلم واألمن
الدوليين وغيرها من العبارات التي تخفي بها مصالحها المادية والتي تملي عليها خياراتها
ومواقفها في ظل تفاقم النزاعات الدولية التي قد تصبح على درجة من اإلستمرار1 ،وقد
تؤدي إلى عدم إستقرار العالقات الدولية وتخلق مناخا سياسيا قد يغري دوال كانت محبة
للسالم باستخدام أساليب القوة أو وسائل قد تفضي إلى إستخدامها من غير أن .تكون
2
راغبة ذلك ابتداء
ويتجلى هذا اإلقتناع من قلة القضايا المعروضة عليها وهذا يرجع لوجود أجهزة قضائية
غيرها (محكمة الجماعات اإلقتصادية ،التحكيم الدولي...إلخ) ،وأيضا عدم رغبة الدول
لطرح منازعاتهم الجدية عليها.
إزاء ما تقدم سوف نعالج الموضوع كالتالي :
أوال :قلة القضايا المطروحة على محكمة العدل الدولية
إن قلة القضايا المطروحة على محكمة العدل الدولية يمكن تفسيرها برغبة الدول في
عرض خالفاتها على أجهزة قضائية غير هذه المحكمة ،أو عدم الرغبة نهائيا في عرضها
على القضاء الدولي .والمالحظ أن الدول تفضل استخدام وسائل أخرى في تسوية خالفاتها
2صالح جواد الكاظم (،دور جامعة الدول العربية من المنازعات العربية ) ،مجلة الجامعة المستنصرية ،العدد، 05
العراق ،ص. 74
88
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
89
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
سواحل مطلة على البحار بأن النزاعات بين الدول حول تفسير وتطبيق هذه المعاهدة
1
يمكن طرحها على لجنة تحكيم مكونة من ثالثة أعضاء.
لقد تطور اللجوء إلى التحكيم في حل النزاعات بين الدول إذا أنه بين سنتي (-1977
)1978تم إصدار أحكام في بعض القضايا من قبل التحكيم الدولي من هذه القضايا
نذكر:
- 1قضية قناة بيغل( )Beagleبين األرجنتين وتشيلي 2حول السيادة على هذه القناة.
- 2قضية تحديد الجرف القاري بين بريطانيا وفرنسا في الجزر األنجلو سكسونية.
- 3القضية المتعلقة بتفسير االتفاق الجوي بين فرنسا والواليات المتحدة الذي تم التوقيع
عليه سنة .1946
أما بخصوص عدم رغبة الدول في عرض نزاعاتها على محكمة العدل الدولية فإنه لو
نظرنا إلى قائمة القضايا التي عرضت على محكمة العدل الدولية ألدركنا أن محكمة
الهاي لم يطلب منها النظر في النزاعات التي وقعت في األجزاء الخطيرة من المجتمع
الدولي ،وفي العديد من المناسبات تم التفكير بعرض نزاعات دولية خطيرة على هذه
المحكمة لكن هذه األفكار بقيت ميتة ،فلقد اقترحت الهند على الصين الشعبية عرض
النزاع الحدودي بين البلدين الذي أدى إلى اشتباكات خطيرة سنة 1962على محكمة
العدل الدولية غير أن الصين الشعبية رفضت هذا الطلب برسالة موجهة إلى الحكومة
الهندية بتاريخ 20أفريل . 1963
2احمد بلقاسم ،القضاء الدولي ،مرجع سابق ،ص ص. 217، 216
90
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
فأغلب النزاعات التي نظرتها المحكمة كانت قضايا عادية حين نشوبها وال تهدد السالم.
كما أن النزاعات التي أصدرت المحكمة فيها أحكاما كانت بعيدة كل البعد عن المشاكل
الدولية الكبيرة.
وخالل الفترة بين 1946و 1957وكان هناك 26نزاعا دوليا فقط رفع أمام المحكمة
وعدا سنتي ( )1946،1975كانت هناك 12سنة لم تصدر المحكمة خاللها ق ار ار مهما
كان نوعه كانت هناك 17عاما ،لم تعط المحكمة خاللها رأيا استشاريا ،وأثناء عهد
التحرر من اإلستعمار وصراع الشرق والغرب بين الشعوب المستعمرة والقوى اإلستعمارية
والتي صاحبتها تغيرات جذرية في النظام العالمي وأدت إلى نشوء العديد من الدول
المستقلة لم تنظر المحكمة سوى في ثالثة نزاعات فقط من النزاعات الدولية العديدة التي
1
لم تخلو منها دولة من دول العالم الثالث.
وفي هذا الصدد يمكن االستشهاد بجواب فرنسا على األسئلة التي وجهت إلى الدول حول
دور المحكمة ضمن إطار هيئة األمم والتي أ وضحت بأن العامل األول لحل النزاعات
الدولية بواسطة محكمة 1العدل الدولية يكمن في رغبة الدول في اللجوء إلى هذه
2
المحكمة.
ثانيا :عزوف الدول عن المثول أمام المحكمة العدل الدولية
إن ظاهرة عدم مثول الدول األطراف في نزاع أمام محكمة العدل الدولية ليست بظاهرة
جديدة فقد مرت سليفتها بهذه الظاهرة مرتين ،ففي قضية نقض (االتفاقية الصينية-
البلجيكية) التي طرحتها بلجيكا ضد الصين لم تمتثل الصين أمام المحكمة الدائمة للعدل
الدولي ،وفي قضية شركة كهرباء صوفيا وبلغاريا تغيب ممثل الحكومة البلغارية عن
91
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
المحكمة الدائمة للعدل الدولي ومع أن الحكومة البلغارية قامت بتفسير غياب ممثلها
ألسباب غير إرادية ،إال أن المحكمة رفضت األخذ بوجهة نظر بلغاريا نظ ار لتصرفاتها
السلبية السابقة أمام المحكمة.
هناك حاالت تغيبت فيها الدول عن المثول أمام محكمة العدل الدولية ،والحالة األولى
يمكن إيجادها في قضية مضيق كورفو في سنة 1949إذ طعنت ألبانيا في اختصاص
المحكمة في تحديد التعويض لبريطانيا ،وطبقت محكمة العدل الدولية ألول مرة المادة
( )53من نظامها األساسي ،وفي سنة 1951قامت بريطانيا بعرض نزاعها مع إيران
حول تأميم الشركة األنجلو إيرانية على محكمة العدل الدولية ورفضت إيران المثول أمام
المحكمة ،وفي سنة 1953خالل قضية نوت بوهم قامت غواتيماال بتقديم إعتراضات
حول اختصاص المحكمة دون تعيين ممثل لها ،وقامت المحكمة بالنظر في هذه
اإلعتراضات خالل مرحلة مبدئية ،ولم تمتثل غواتيماال أمام محكمة العدل الدولية خالل
هذه المرحلة المبدئية.
كما رفضت إيسلندا في قضية المصائد اإليسلندية المثول أمام محكمة العدل الدولية بحجة
أن اتفاقيات 1961التي أعطت االختصاص للمحكمة للنظر في أي نزاع بين األطراف
قد انتهى مفعولها وفي قضية محاكمة مجرمي الحرب الباكستانيين قامت الهند بتسليم عدد
من الضباط الباكستانيين األسرى الذين ارتكبوا جرائم حرب 1في البنغال الشرقية إلى
بنغالديش ولقد تقدمت باكستان بشكوى إلى محكمة الهاي ورفضت الهند المثول أمام
محكمة العدل الدولية.
92
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
وفي قضية التجارب النووية الفرنسية بعد أن تلقت الحكومة الفرنسية إخطار بدعوى
أستراليا ونيوزلندا ضدها في 1973قامت بإرسال رسالة موجهة إلى محكمة العدل الدولية
تعلمها فيها بأنها لن تمتثل أمامها.
كما أن تركيا لم تقم بإرسال ممثلها في قضية النزاع على الجرف القاري لبحر إيجة بينها
وبين اليونان أمام محكمة العدل الدولية ،وقامت محكمة الهاي في حكمها الصادر
1
في 19ديسمبر 1978
بتطبيق المادة ( )53من نظامها األساسي ،وفي قضية إحتجاز الدبلوماسيين األمريكيين
في إيران تلقت محكمة العدل الدولية برقية من إيران بتاريخ 9ديسمبر 1979مفادها أنها
2
لن تقوم بحضور جلسات محكمة العدل الدولة حول هذه القضية.
في األخير ،من المفيد أن نذكر بأن األسباب الكامنة وراء عدم إقتناع الدول بالمحكمة
السيما الفنية منها كانت مثار مناقشات جرت في اللجنة القانونية السادسة للجمعية العامة
في أواخر عام 1970وكانت وراء العديد من التعديالت التي أجرتها المحكمة في قواعد
اإلجراءات ،حيث أشار أحد تقارير المحكمة لعام 1996إلى تعاظم دورها عندما ذكرت
(أن من دواعي سرورها ان الدول باتت في السنوات األخيرة ترفع إليها بصورة متزايدة
المنازعات الدولية لتسويتها).3
93
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
1مصطفى سالمة حسن ،العلقات الدولية ،دار المطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية ،1984 ،ص .259
2نايف احمد ضياحي الشمري ،المرجع السابق ص ص.50، 49
3محمد سامي عبد الحميد ،أصول القانون الدولي العام القاعدة الدولية ،الطبعة ، 06الدار الجامعية ،اإلسكندرية
1984،ص. 165
94
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
1أحمد أبو الوفا ،الوسيط في القانون الدولي العام ،الطبعة ، 01دار النهضة العربية ،القاهرة ، 1996،ص. 58
انظر المادة ( ) 38من النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية ،.مرجع سابق. 2
صالح الدين عامر،مقدمة لدراسة القانون العام ،الطبعة ، 01دار النهضة العربية ،القاهرة ، 1984 ،ص 3
95
فاعلية دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية الفصل الثاني
ضروري لتحقيق مقاصد و مبادئ الميثاق فهنا لجأت محكمة العدل الدولية إلى نظرية
1
االختصاصات الضمنية و الى مبدأ التفسير للميثاق لسد النقص.
96
الخاتمة
97
الخاتمة
تعد محكم ة العدل الدولية أداة مالئمة لضمان السالم الدولي من خالل تسوية
المنازعات الدولية سلميا و ذلك بوصفها الهيئة القضائية الرئيسية الوحيدة في المنظمة
األمم المتحدة وفقا للمادة ( ) 92من الميثاق و في الواقع فان محكمة العدل الدولية ماهية
اال امتداد لمحكمة العدل الدولية الدائمة و التي أسست سنة 1920تنفيذا لمقتضيات
اتفاقية األمم ،و قد جاءت محكمة العدل الدولية متبنية نظامها الداخلي من جهة و من
جهة أخرى االتفاقيات المبرمة سابقا بشان التزامها بعرض منازعاتها على محكمة العدل
الدولية ‘ ،إلى جانب ذلك ساهمت محكمة العدل الدولية في تطوير قواعد القانون الدولي
من خالل تصديها للعديد من النزاعات الدولية ،و ممارستها الختصاصها القضائي و
االستشاري ،و منه نستخلص النتائج األتية :
إن دور محكمة العدل الدولية يبدو متواضعا ،بالنسبة لما يعارض الدول من -
منازعات تهدد التمن و السلم الدوليين و مع ذلك تبقى هذه المحكمة هي المكان األول
لنصرة الحق و حل النزاعات على المستوى الدولي ،و انها ساهمت الى حد ما في تعزيز
السلم و االمن الدوليين .
-إن محكمة العدل الدولية لها مشكل تنفيذ آرائها االستشارية و أحكامها القضائية فهل
تم تنفيذ ما جاءت به المحكمة في قضية كورفو سنة 1949و كذلك نيكاراغو سنة
، 1986و هل تم تنفيذ راي المحكمة االستشاري حول األسلحة النووية سنة 1996؟
-ان حق طلب الفتوى محصور في الجمعية العامة و مجلس االمن و كذللك باقي فروع
األمم المتحدة و الوكاالت المتخصصة بعد الترخيص لها من الجمعية العامة و حرمان كل
من األمانة العامة و المنظمات الدولية من ممارسة هذا الحق .
98
الخاتمة
-اما فيما يخص الوظيفة القضائية فالمشكل يكمن في كون المحكمة تمارس
اختصاصها القضائي بناء على القبول المسبق من الدول التي تقبل االختصاص االجباري
للمحكمة ،و هذا ما يمثل عائقا لممارسة المحكمة الختصاصها القضائي .
-فيما يخص النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية نقترح تعديله حيث يصبح
االختصاص القضائي الزاميا ،نرى ضرورة توسع حق طلب الفتوى بحيث يصبح هذا
الحق يشمل كل من األمين العام والمنظمات و األجهزة الدولية األخرى و الدول كاقتراح
لتطوير هذا االختصاص .
لقد اثبتت التجربة استحداث بعض القضايا التي تتطلب وقتا كبير للتقاضي امام محكمة
العدل الدولية مما انعكس سلبا على فعاليتها وعليه يتوجب تبسيط و تسريع اإلجراءات من
اجل اقناع الدول بالمحكمة كوسيلة سلمية لتسوية النزاعات التي تنشب فيما بينها .
99
قائمة المصادر و المراجع
قائمة المصادر و المراجع
المصادر :
-الالئحة الداخلية لمحكمة العدل الدولية 14 ، 1978افريل . 1978،
-القانون الدولي للبحار ،اتفاقية جامايكا . 1982،
-النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية ،الصادر في 19افريل ، 1945واشنطن.
-ميثاق األمم المتحدة ،الصادر في 26حزيران /يونيه ،1945سان فرانسيسكو .
-احكام و الفتاوى لمحكمة العدل الدولية الصادر في(،) 1991، 1978
-تقارير محكمة العدل الدولية 31تموز /يونيو /الى آب /أغسطس ، 2000الجمعية
العامة الدورة 56نيويورك. 2001
-موجز األحكام والفتاوي واألوامر الصادرة عن محكمة العدل الدولية (.)1997-2002
الكتب :
-أبو الخير مصطفى احمد ،فتوى الجدار العازل و القانون الدولي ،إيتراك للطباعة و
النشر و التوزيع ،القاهرة ، 2006،
-احمد بلقاسم ،القضاء الدولي ،دار هومة للنشر و التوزيع ،الجزائر . 2005 ،
-احمد حسن الرشيدي ،الوظيفة االفتائية لمحكمة العدل الدولية و دورها في تغيير و
تطوير سلطات األجهزة السياسية لألمم المتحدة ،الهيئة المصرية للكتاب ،مصر،
1993.
-حامد سلطان ،القانون الدولي العام ،دار النهضة العربية ،القاهرة . 1984 ،
-خالد عابد حسن ابحيص ،الجدار العازل في الضفة الغربية ،الطبعة ، 1مركز
الزيتونة للدراسات و االستشارات بيروت ،لبنان . 2010 ،
101
قائمة المصادر و المراجع
-رشاد السيد ،القانون الدولي العام في ثوبه الجديد ،الطبعة ،2عمان ، 2005 ،
-صالح جواد الكاظم ،دراسة في المنظمات الدولية ،مطبعة الرشاد ،بغداد ، 1975،
-صالح يحي الشاعري ،تسوية النزاعات الدولية سلميا ،الطبعة ،1مكتبة مدبولي ،القاهرة،
. 2006
-صالح الدين عامر ،مقدمة لدراسة القانون العام ،الطبعة ، 01دار النهضة العربية
القاهرة 1984 ،
-طاهر احمد الزوي ،القضاء المستعجل لمحكمة العدل الدولية ،دار النهضة العربية ،
القاهرة .2013
-عبد السالم عرفة ،التنظيم الدولي ،طبعة ، 2منشورات الجامعة المفتوحة ،
اإلسكندرية. 1997،
-عبد العزيز محمد سرحان ،دور محكمة العدل الدولية في حل النزاعات الدولية و
إرساء مبادئ القانون الدولي مع التطبيق على مشكلة الشرق األوسط ،الطبعة ، 2
دار النهضة العربية ،القاهرة . 1986 ،
-علي صادق ابوهيف ،القانون الدولي العام ،الناشر منشأ المعارف ،اإلسكندرية
الطبعة ،11د س ن ،
-علي يوسف الشكري ،المنظمات الدولية اإلقليمية و المتخصصة ،الطبعة ، 2ايت ارك
للطباعة و النشر و التوزيع ،القاهرة .2004،
-عمر حسن حنفي ،حق الشعوب في تقرير المصير ،الطبعة ،1دار النهضة العربية
للنشر و التوزيع ،القاهرة . 2005،
-عمر سعد ااهلل ،قانون الدولي للحدود ،الجزء الثاني ،األسس والتطبيقات ،ديوان
المطبوعات الجامعية ،الجزائر. 2003 ،
-القاسم أنيس مصطفى ،الجدار العازل اإلسرائيلي " فتوى محكمة العدل الدولية" ،الطبعة
األولى ،مركز دراسات الوحدة العربية ،بيروت .2007 ،
102
قائمة المصادر و المراجع
-محمد بن سعيد بن محمد كنعالت العمري ،التسوية القانونية لمنازعات الحدود بين دول
شبه الجزيرة العربية ،المكتب الجامعي الحديث ،اإلسكندرية .2007،
-محمد سامي عبد الحميد ،أصول القانون الدولي العام القاعدة الدولية ،الطبعة ، 06
الدار الجامعية ،اإلسكندرية . 1984،
-محمد سعيد الدقاق ،سلطة المحكمة في اتخاذ تدابير التحفظية ،ديوان المطبوعات
الجامعية ،اإلسكندرية .1977،
-محمد صاحب سلطان ،العالقات العامة في المنظمات الدولية ،طبعة ، 1دار التوزيع
و الطباعة . 2012،
-محمد طلت الغنيمي ،التنظيم الدولي ،منشأ المعارف ،اإلسكندرية ، 1974،
-محمد طلعت الغنيمي ،االحكام العامة في قانون األمم ،منشأ المعارف ،اإلسكندرية ،
-محمد طلعت الغنيمي ،المنظمات الدولية ،الطبعة ، 5دار النهضة العربية ،القاهرة
.1985،
-محمد طلعت الغنيمي التسوية القضائية للخالفات الدولية ،مطبعة البرلمان .1953 ،
-محمد عزيز شكري ،التنظيم الدولي بين النظرية و الواقع ،دار الفكر ،دمشق
.1973،
-محمد مجدوب ،التنظيم الدولي ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت لبنان . 1969،
-مصطفى سالمة حسن ،العالقات الدولية ،دار المطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية ،
.1984
-مصطفى سيد عبد الرحمان ،الجوانب القانونية لتسوية نزاعات الحدود الدولية ،دار
النهضة العربية ،الطبعة ،1القاهرة .1994
-مصطفى سيد عبد الرحمان ،الجوانب القانونية لتسوية نزاعات الحدود الدولية ،دار
النهضة العربية ،الطبعة ،1القاهرة. 1994 ،
103
قائمة المصادر و المراجع
-مصطفى كامل كيرة ،قانون المرافعات الليبي ،دار صادر بيروت ،د.س.ن ،
جامعة قار يونس.
-مفتاح عمر درباش ،والية محكمة العدل الدولية في تسوية المنازعات ،دار الجماهرية
للنشر و التوزيع و اإلعالن ،طبعة ، 1ليبيا .1999 ،
-مفيد محمود شهاب ،المنظمات الدولية ،الطبعة ، 3دار النهضة العربية ،القاهرة ،
1976ـ
-مفيد محمود شهاب ،المنظمات الدولية ،الطبعة ، 4دار النهضة العربية ،القاهرة
. 1978
-نايف أحمد ضياحي الشمري ،دور محكمة العدل الدولية في تطوير وظيفة األمم
المتحدة ،منشورات الحلبي الحقوقية ،الطبعة ، 01لبنان .2015،
-هاني حسن العشري ،اإلجراءات في النظام القضائي الدولي ،دار الجامعة الجديدة ،
اإلسكندرية .2011،
-وسيلة شابو ،الوجيز في قواعد المنازعات امام محكمة العدل الدولية ،دار هومة
للطباعة و النشر و التوزيع ،الجزائر . 2011،
الرسائل الجامعية:
-إبراهيم شاوش أحمد خوجة ،قضية المحتجزين األمريكيين بطهران و دور الجزائر في
حلها في ضوء القانون الدولي ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون الدولي و
العالقات الدولية ،الجزائر ،ماي .1999
-بختة حوتة ،التسوية القضائية لنزاعات الحدود البحرية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير
في القانون العام ،مقدمة أمام كلية العلوم القانونية و اإلدارية ،جامعة حسيبة بن
بوعلي– الشلف. 2008/2007 ،
104
قائمة المصادر و المراجع
-بوضرسة عمار دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات الدولية ،مذكرة لنيل
شهادة الماجستير في القانون الدولي فرع عالقات دولية و قانون منظمات دولية ،كلية
الحقوق ،جامعة قسنطينة .. 2013/2012
-ريم تيسر خليل العارضة ،جدار الفصل اإلسرائيلي في القانون الدولي ،مذكرة لنيل
شهادة الماجستير في القانون بكلية الدراسات العليا في جامعة النجاح الوطنية ،نابلس
فلسطين.2007 ،
-سفيان شعالل ،ق اررات محكمة العدل الدولية و دورها في في وضع و تطوير قواعد
قانون البحار ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،فرع قانون دولي العام و العالقات
الدولية ،جامعة الجزائر . 2003
-سليمة موسوني ،التسوية السلمية في اطار محكمة العدل الدولية ،مذكرة لنيل
الماجستير في القانون العام ،مقدمة أمام كلية العلوم القانونية و اإلدارية ،جامعة
حسيبة بن بوعلي ،الشلف . 2008/2007 ،
المقاالت و الدوريات:
-إبراهيم شحاتة محكمة العدل الدولية و متطلبات تطوير نظامها ،المجلة السياسية
الدولية ،مؤسسة االهرام ،القاهرة ،المجلد 09العدد1973 ، 31
-احمد أبو الوفا ،التعليق على قضاء محكمة العدل الدولية ( ،) 2001-2005القضية
الخاصة بالحدود البحرية و المسائل اإلقليمية بين قطر و البحرين ،المجلة المصرية
للقانون الدولي ،مجلد . 2005 ، 61
105
قائمة المصادر و المراجع
-صالح جواد الكاظم دور جامعة الدول العربية من المنازعات العربية ،مجلة الجامعة
المستنصرية ،العدد 05بغداد.
-عز الدين الطيب ادم ،االختصاص الموضوعي لمحكمة العدل الدولية ،مجلة العدل
الدولية العدد الرابع و العشرون.
-غسان الجندي ،مدى فعالية محكمة العدل الدولية ،مجلة الحقوق ،السنة 09العدد
(. 1985، )03
-محمد حسن القاسمي ،حكم محكمة العدل الدولية في النزاع القطري البحريني و
انعكاساته على قضية الجزر اإلماراتية المحتلة،مجلة الحقوق الكوييتية ،العدد03
، 2005،
106
قائمة المصادر و المراجع
-ريم تسير خليل العارضة ,جدار الفاصل اإلسرائيلي في القانون الدولي ,مذكرة لنيل
شهادة الماجستي ر في القانون بكلية الدراسات العليا في جامعة النجاح الوطنية .نابلس
.فلسطين ,لعام 2007على الموقع
-موجز األحكام والفتاوي لمحكمة العدل الدولية ( )1991-1948علي الموقع
االنترنيت :
-موسوعة مقاتل من الصحراء ,على موقع االنترنيت
107
فهرس المحتويات
محتويات الموضوع…………………………………………………………………….الصفحة
الشكر و العرفان………………………....………………………………………….......
اإلهداء…………..............………………………………………………………......
مقدمة…................………………………………………………………………......
الفرع الثاني :عرض الخالف الحدودي بين قطر والبحرين أمام محكمة العدل الدولية44..
المطلب الثاني :مساھمة محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات من خالل ممارسة
الوظيفة االستشارية63..................................................................
المبحث الثاني :العقبات التي تحد من دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات71
الخاتمة97...........................................................................
فهرس المحتويات109................................................................
فهرس المحتويات