Professional Documents
Culture Documents
الإدارة العامة
الإدارة العامة
1
اإلهداء
إلى الوالدين الكريمين إلى كل من سهر من أجل راحتنا لكتابة هذه
المذكرة إلى كل أفراد األسرة خاصة إلى الكتكوتة الصغيرة العزيزة قعمور شهد
الفردوس دون أن أنسى و إلى كل صديقاتي بالجامعة خاصة إلى منى ،مسعودة
2
التشكرات
نتقدم بالشكر الجزيل إلى الوالدين العزيزين و اإلخوة و األخوات وكل
من ساعدنا من قريب أو من بعيد و إلى كل األساتذة خاصة أسات ــذة الفرع و
نخص بالذكر األستاذ محمــد شنــوف وال ننس األستـاذة المشرفة اإلمام
سلمى التي ساعدتنا بكل مجهوداها و نشكر لها ذلك ونعتذر عن أي تقصير منا
باعلى و رئيس المصلحة قدور و إلى االستقبال .و نقدم لهمم اعتذارنا عن أي
المقدمــة
3
في ظل التطور الذي نشهده في مختلف المجاالت خاصة منها اإلدارة حيث ظهرت في اإلدارة
العامة ما يسمى بتسيير أمور الناس بالناس و للناس ،في شتى الميادين سواء االقتصادية أو االجتماعية أو
جوانب أخرى ،و في هذا السياق سعت إلى وضع عدة أسس و شروط و مبادئ لتجسيدها خاصة مبدأ
العدالة والمساواة بين شاغلي الوظيف العامة لوضع الوظيفة في متناول كل أفراد المجتمع ووضعت الدولة
تسهيالت للحاق بها من طرف الراغبين بها .
و في ظل الدور الكبير والمستمر لإلدارة و سعيها نحو التطور و تطوير إنتاجها ومردوديتها سعت
وراء محاولة معرفة األسباب الكامنة وراء العملية اإلنتاجية أو العامل المؤثر فيها ،و استخلصت أن الفرد
هو العامل المحفز ،لذا قامت بفرض التطوير و التنمية عليه ووضعت إدارة خاصة به متمثلة في إدارة
الموارد البشرية لتلبية متطلبات و احتياجاته المادية و المعنوية لتحسين إنتاجية العامل بمعرفة احتياجاتهم
المعنوية والمادية فهي تتابعهم من لحاقهم بالمؤسسة إلى غاية خروجهم و تشهد مختلف المراحل التي يمر
بها الفرد خالل مساره المهني من انتداب ،نقل ،و ترقية .
لذا تعتبر الترقية من أهم األحداث التي يشهدها الفرد خالل مسيرته المهنية فعبر مساره الوظيفي
يسعى الفرد وراء الترقية بشتى الطرق لتحسين مستواه سواء بخضوعــه لفترات تكويني ــة
أو تدريبية عامة أو متخصصة ،و رغبة من اإلدارة العامة على وضع الرجل الكفء في المكان المناسب
عملت على توصيف دقيق لكل المناصب لمعرفة احتياجاته ومتطلباته و محاولة الجمع بينهما فعملت على
فرض التكوين والتدريب بصفة دورية لكل العمال وخاصة لمن تترقب ترقيتهم .
فالترقية و لما لها من أهمية في زيادة المركز األدبي للموظف و المادي خاصة في ظل الظروف
المعيشية الحالية إذ أصبح الموظف يرتقب الترقية لزيادة في الراتب أو األجر .ومن خالل هذه المتطلبات
األخيرة في الزيادة سعت الدولة منذ االستقالل في محاولة لتلبية هذه الرغبات من خالل عدة قوانين و
مراسيم و أوامر أصدرتها فيما يخص هذه المواضيع .
ومن خالل هذا سنحاول اإلجابة على هذه اإلشكالية :ماذا نقصد بنظام الترقية في اإلدارات العامة و إلى أي
مدى يمكن ضبطه كنظام في مديرية أمالك الدولة ؟و الذي يتفرع إلى :
ـ ماذا نعني بالترقية بالمفهوم ؟ وما هي األنظمة المتبعة في اتخاذ الترقية في المؤسسة ؟ وما هي السبل
المنتهجة في اتخاذها ؟ و ما هو األثر الذي تتركه لدى الفرد والمؤسسة ؟ وكيف نراقب عملية تطبيقها في
المؤسسة ؟ كيف تتم الترقية في مديرية أمالك الدولة؟
لإلجابة على هذه األسئلة صغنا الفرضيات اآلتية:
الفرضيات :
ـ الترقية هي نقل الفرد من وظيفة إلى أخرى أعلى منها في المنصب ،فتزيده من مركزه و من ناحية أخرى
زيادة في المسؤولية و زيادة مالية .
4
ـ للترقية أهمية كبيرة على الفرد و المؤسسة إيجابا وسلبا على حد سواء .
ـ تعد الترقية عن طريق إعداد برامج متخصصة لذلك .في كل فرد تتوفر فيه شروط الترقية تأخذ معها عدة
معايير و أساليب تختلف من مؤسسة إلى أخرى .
ـ تراقب المؤسسة كيفية إعداد عملية الترقية عن طريق عدة برامج .
ـ يطبق في مديرية أمالك الدولة النظام المنتهج في الدولة المقرر في القوانين المعمول بها .
األهداف :
ـ تهدف دراسة الترقية إلى:
ـ تقديم المفاهيم الخاصة حول بعض األساليب المنتهجة في اإلدارة
العمومية في عملية الترقية و كيفية اإلعداد لها.
ـ تتمثل في أهمية البحث في أنه يتعرض إلى موضوع مهم بالنسبة للموظف و المؤسسة .
ـ معرفة التطورات التي شهدها نظام الترقية منذ االستقالل إلى وقتنا الحالي .
ـ كيفية تطبيقها في مديرية أمالك الدولة .
الدراسات السابقة :
لما لها من أهمية كبيرة هناك عدة محاوالت قام بها عدة طالب في تطرقهم لنظام الترقية في الجزائر بشتى
جوانبه و لنظام الوظيف العمومي خاصة ،استعرضوا خاللها النظام المطبق في اإلدارات الجزائرية من
1985و مجموعة من البحوث و هناك بحث قام به طالب لكلية علوم السياسية واالقتصاد .
منهج البحث المتبع :
نظرا لطبيعة البحث اتبعنا المنهج الوصفي التحليلي ،حيث حاولنا و صف الموضوع و تحليله إلبراز أثره
على المؤسسة و على األفراد ،كما انتهجتا منهج دراسة حالة الذي استعملنا فيه المقابلة المباشرة مع موظفي
مديرية أمالك الدولة و المالحظة لمختلف جوانب العمل و التطبيق المباشر للمهام .
صعوبات البحث:
من الصعوبات الموجودة في هذا البحث هو قلة المراجع ذات طابع جزائري تناقش الترقية في اإلدارات
الجزائرية عدا الجرائد الرسمية وبعض الكتب القديمة و الصعوبة الوحيدة الموجودة في المديرية هو انشغال
العمال في فترة إجراء الترقية وكثرة األعمال .
عدم وجود أجهزة اإلعالم اآللي في مكتب المستخدمين و في ذلك تعطيل لمصالح العمال .
مصطلحات البحث :ـ اإلدارة العامة.
ـ الترقية.
5
الفصل
التمهيدي
اإلدارة
العامــــة
6
تمهيد :
لإلدارة العامة أهمية كبيرة لما لها من امتيازات ،فبها يستطيـع المواطن قضاء
مصالحه بتكلفة من الدولة ،و في هذا الفصل االفتتاحي سنتعرض إلى اإلدارة العامة و نركز
على اإلدارة الجزائريــة من حيث النشأة و المميزات االجـ ــتماعية و القانونية لما .
في هذا المبحث سنتطرق إلى تعريف و كذا نشأتها و التفرقة بينها و بين اإلدارة الخاصة باعتبار هذه
األخيرة أصبحت تمثل في عصرنا الحالي أقوى منافس لإلدارة العامة إضافة إلى خصائصها .
المطلب األول :تعريف اإلدارة العامة :
7
إن مفهوم اإلدارة العامة administrationفي معناها اللغوي تعد ي اللغة االنجليزية مصدر لفعل
أدار . administréوهذا التعبير األخير مشتق من الكلمة الالتينية ذات المقطعين هما administrase
. ( )1 وتعني خدمة الغير أو تقديم العون لآلخرين
إذا كنا قد عرفنا اإلدارة فان إضافة كلمة " العامة " إليها يضفي عليها صفة أخرى تميزها عن غيرها من
اإلدارات و التي تعني مشاركة العمال في اتخاذ القرارات و االستفادة من خبراتهم ،أي مجموعة األشخاص
القائمين تحت إمرة الحكومة و بتوجيه منها ألداء الخدمات العامة ،ونظرا الختالف مدارس ووجهات نظر
الباحثين فإننا سنحاول هنا إيراد عدة تعار يف لإلدارة العامة و تفرقتها من بين العلوم األخرى وكيف أن هذا
التداخل جعل من الصعب تحديد إطار محدد وتعريف ثابت لإلدارة العامة .
و في عام 1926وضع ليونارد هوايت كتابة ( مقدمة إلى دراسة اإلدارة العامة ) وهو أول كتاب منظم عن
اإلدارة العامة ،ويقول هوايت في تعريفه لإلدارة العامة ":أن اإلدارة العامة تتضمن جميع تلك العمليات التي
تحتوي أغراضها الوفاء بالسياسة العامة أو تنفيذها( .")2أما ليم ولفي ،فيرى أن اإلدارة العامة تعني أمرين :
أوال :تعني النشاط الحكومي لنشاطات في جميع مؤسساتها وفروعها .
ثانيا :ويشمل ممارسة الحكومة لنشاطاتها من خالل المؤسسـة التنفيذيــة .و عرفها إبراه ــيم
()1ـإبراهيم عبد العزيز شيحا ،أصول اإلدارة العامة ،مصر :منشأة المعارف،1993،ص .26
()2ـ عمار بوحوش ،االتجاهات الحديثة في علم اإلدارة،الجزائر:المؤسسة الوطنية للكتاب ،ص.23
درويش " :مجموعة األنماط المتشابكة و المتداخلة و المتعلقة بعملية صنع القرارات و تنفيذها المتمثل في
". ( )1 النشاطات المختلفة التي تصدر من المؤسسات السياسية الرسمية في النظام السياسي
كما يرى سيرتو ": certtoعلى أنها عملية تحقيق األهداف و ذلك من خالل األفراد و الموارد
األخرى ".و يرى ديل daleرغم االتفاق السائد إال أن هناك اختالف مازال قائم و يعتبران اإلدارة هي" :
إدارة الناس وليـس األشيــاء و أنها تقوم على اتخاذ الـقرارات " .كما يرى كونتر و أودنلdonnell
و ": koontzأنها توفر البيئة المناسبة للعامل و األفراد في المنظمة الرسمية "(.)2من خالل تعريف سيرتو
وديل نجد أن اإلدارة هي عملية تنظيم و استخدام الموارد لتحقيق أهداف محدودة.
8
ورغم االختالف في الرأي و االتجاه إال أن العلماء الذين حاولوا التعرض لتعريف اإلدارة العامة أجمعوا على
أنها الجهد الجماعي المنظم و الهادف إلى تحقيق السياسة العامة للدولة .
()1ـ محمد مهنأ علي ،الوجيز في اإلدارة العامة ،ط( ، )1السعودية :المدينة للصحافة ،
1404ه ،ص . 10
()2ـ عمار بوحوش ،المرجع السابق ،ص.23
()3ـ إبراهيم عبد العزيز شيحا ،مرجع سابق ،ص. 32
و كان من الطبيعي أن تتسم مشاكل اإلدارة بالطابع اإلنساني و أن تتصف الحلول المرسومة لعالجها نقية
واضحة في المقام األول بما فيها بضرورة عنايتها بتحسين العالقات اإلنسانية و االهتمام بأمور العاملين في
التنظيم و من ذلك كان االهتمام بنظام الحوافز المادية كمؤثر نشيط و فعال على دفع أعضاء التنظيم لتحقيق
أغراض اإلدارة و أهدافها .
ومن أجل ذلك كان التركيز على الخصوصية اإلنسانية في اإلدارة وتحليل سلوكيات العاملين بها من جانب
فقهاء اإلدارة و المسئولين عنها كافة و أي تنظيم يتجاهل هذه الخصوصية اإلنسانية يصاب بالعقم والشلل.
ـ 2ـ الطابع الحتمي لإلدارة :إذا كانت اإلدارة تعني كما سبق القول ،توجيه جميع الموظفين من أجل تحقيق
هدف مرسوم و محدد ،فان هذا الهدف يتحقـق على وجود من يقوم بمهامه من تخطيط و تنظـيم و تنسيق و
رقابة لهذا الجمع البشري و أنه ال يتحقق هذا الهدف إذا ما ترك لكل عضو في المنظمة اختيار األسلوب ،و
9
نحن ال نقر بعض النقاد على قولهم أن الناس سوف يعملون مع بعضهم بطريقة أفضل إذا لم توجد طبقة
المديرين المحترفين .و هم يفضلون العمل الجماعي في صورته المثالية و هذه األهداف الشخصية تختلف
بطبيعة الحال باختالف األفراد من أجل ذلك كان من المحتمل إسناد عملية تنفيذ الهدف الخاص بالمنظمة إلى
شخص ـأو هيئةـ يقوم بمهام اإلدارة و يتوفر له صالحياته و قدرات معينة على تحقيق الهدف المرسوم بقدر
من الكفاية و ناقل التكاليف الممكنة و اإلدارة عملية ضرورية في جميع المستويات اإلشرافية بالمنظمـة ،و
ضرورة اإلدارة أو حتميتها أمر يصدق لجميع المنظمـة الخاصــة أو عامة .
ـ 3ـ الطابع الهادف اإلدارة :إذا كانت اإلدارة تعني كما سبق القول توجه جهد جماعي في منظمـة ما و من
البديهي أن توجه الجهد الجماعي نحو تحقيق هدف معين و يتفق جمهور الفقه على أن اإلدارة ليست هدفا في
حد ذاتها و أنما هي وسيلة لتحقيــق الهدف فبواسطتهــا يتحقيـق الهدف الخاص بكل منظمة و ترجمته إلى واقع
ملموس(. )2
و من البديهي أن تنوع أهداف اإلدارة تبعا لنوع النشاط و القطاع الذي تزاول فيه ،فهدف اإلدارة الخاصة
تختلف عن أهداف اإلدارة العامة .
()1ـ على غربي و آخرون ،تنمية الموارد البشرية .الجزائر :دار الهدى ،2002،ص.32
()2ـ مرجع سابق ،ص . 33
ـ فاإلدارة األولى تتبع دائما الصالح الخاص و الحصول على أكبر ربح ممكن بأقل تكلفة من حيث الوقت
والجهد و المال .أما اإلدارة الثانية فهي تتبع أيضا المصلحة العامة و إال كانت أعمالها قابلة للبطالن فهي تقوم
على أساس إشباع الحاجات العامة للمواطنين .
ـ وهذا و يالحظ أن أهداف اإلدارة ،سواء في اإلدارة الخاصة أم العامة ،تتأثر بحد كبير بالنظام السياسي و
االقتصادي .
ـ و إذا كان لكل هدف إدارة تسعى إليه فانه يجب أن يون هذا الهدف ممكن .
المطلب الثالث :اإلدارة العامة واإلدارة الخاصة:
في اإلدارة العامة تسمى الوظيفة التي يتعين فيها الفرد بالوظيفة العامة ،أما في اإلدارة الخاصة تسمى
بالوظيفة الخاصة .و تعرف الوظيفة العامة بأنها:
)1ـ تعتبر الوظيفة العامة األداة التي بواسطتها تتولى اإلدارة العامة تنفيذ السياسة العامة المرسومة من قبل
الدولة و في نطاق المصلحة العامة .أما في الوظيفة الخاصة فتتولى اإلدارة الخاصة بواسطتها تنفيذ سياستها
خاصة التي رسمها القيمون على المؤسسة الخاصة ،التي غالبا ما يكون هدفها مصلحة المؤسسة الخاصة
10
دون النظر إلى المصلحة العامة .ومن أجل ذلك كان التركيز على الخصوصية اإلنسانية في اإلدارة وتحليل
سلوكيات العاملين بها من جانب فقهاء اإلدارة و المسئولين عنها كافة و أي تنظيم يتجاهل هذه الخصوصية
اإلنسانية يصاب بالعقم والشلل.
ـ ويعمل الموظف العام في اإلدارة العامة و الموظف الخاص في اإلدارة الخاصة ضمن هذا النطاق من
المفهوم .
ـ و هكذا نرى بأن الوظيفة العامة تصبو إلى تقديم خدمات عامة إلى الجمهور و تأمين سير المرافق العامة و
تحقيق المصلحة العامة .
ـ أما الوظيفة الخاصة فهدفها األول تأمين الربح المادي و تحقيق مصالحها .
وتبرز أهمية الوظيفة العامة في المجتمع دورها الفعال ودور كبير في حياة األمة و المواطن .
ـ تتمتع الوظيفة العامة بالسلطة العامة بمعنى أن لقراراتها صفة اإللزام ووجوب التنفيذ تحت طائلة مساءلة
المخالفين و معاقبتهم و هذا ماال يتوفر بالطبع للوظيفة الخاصة التي تمارس سلطة عامة تضفي على أعمالها
. اإللزام()1 صفة
()1ـ فوزي حبش ،الوظيفة العامة و إدارة شؤون الموظفين ،ط(،)1لبنان ،1991 :ص.23
ـ تحكم الوظيفة العامة تشريعات و أنظمة ،يتوجب تعديلها أو اتخاذ إجراءات و تدابير معقدة ،أما الوظيفة
الخاصة فتحكمها أنظمة خاصة بصفتها إدارة المؤسسة .
يمكننا تمييز اإلدارة الخاصة منها عن اإلدارة العامة من عدة جوانب فاألولى تتميز بالخصوصية في
كل أعمالها الداخلية و الخارجية و حتى في األعمال األخرى ،أما األخرى فتتميز بالعمومية في أعمالها فهي
من الناس و إلى الناس كما عرفها البعض من العلماء المختصين .
11
المبحث الثاني :نشأة و تطور اإلدارة العامة في الجزائر :
ظهرت اإلدارة العامة في الجزائر منذ االستعمار و بعد االستقالل سعت الدولة لتطوير هذا القطاع ،
وفي هذا سنتطرق إلى وضعية اإلدارة في الجزائر إبان االستعمار و بعد االستقالل وذلك عبر مطلبين .
المطلب األول :مرحلة ما قبل االستقالل :
إن أول نظام لإلدارة العامة عرفته الجزائر هو النظام الفرنسي الصادر في 19أكتوبر ،)1(1946و قد
كان هذا القانون جامع لإلدارة العامة في فرنسا يحمل الرقم 22/94جاء ليدعم جهود اإلصالح اإلداري ،و
من أهم أحكام هذا القانون انه قسم الوظائف إلى أربع طبقات :ـ طبقة المديرين المدنيين .
ـ طبقة السكرتيرين .
ـ طبقة الكتابية .
ـ طبقة الكتابية المساعدة .
حيث قسمت كل طبقة إلى عدد من الدرجات كما تقسم كل درجة إلى عدد من المراتب و تتم الترقية من درجة
ألخرى باالختيار على أساس الصالحية ،أما الترقية من مرتبة ألخرى داخل الدرجة الواحدة فتتم على
أساس األقدمية .
امتد تطبيق هذا النظام إلى الجزائر في ذاك الوقت عدا بعض االستثناءات التي اقتضتها ضرورة التطبيق
العلمي ،و يرجع هذا كون ذلك مطبق فقط على الفرنسيين إلى غاية 1956م حيث وضعت بعض النصوص
الرئيسية و التي تتعلق بنظام التوظيف من شأنها تيسير التحاق الجزائريين باإلدارة العامة .
و في سنة 1959تم إلغائه بموجب القانون رقم 55/244و من الجدير بالذكر أن هذا القانون لم
يتضمن تعديالت جوهرية بل اقتصر على إيراد المبادئ العامة تاركا التفصيالت للقرارات و اللوائح ،و ذلك
حتى ال تتسم أنظمة الخدمة المدنية بالجمود نظرا لصعوبة تعديل القانون و سهولة تعديل القرارات .و امتد
تطبيقه بمقتضى المرسوم الصادر في 02أوت .)2( 1960و استمر العمل به حتى بعد انتهاء الثورة
الجزائرية و نيل االستقالل التام حتى صدور قانون .1966
12
()1ـ محمد أنس قاسم ،مذكرات في الوظيفة العامة ،ط( ، )2الجزائر :المطبوعات الجامعية ،1989 ،ص .145
()2ـ مرجع سابق ،ص . 145
13
( )1ـ نفس المرجع السابق ،ص122ـ.123
ـ السن و اللياقة البدنية :ذكر القانون السن لكنه لم يحدد السن المناسبة و ترك ذلك الجتهاد الشخصي األمر
الذي أثار التحكم و نشر الوساطة و المحسوبية في كثير من اإلدارات إضافة
إلى اللياقة البدنية و شرطها القدرة على أداء الوظيفة و إثبات ذلك بشهادة طبية عند طبيب مختص يثبت خلو
المرشح من أي مرض أو عاهة .
ـ أن يكون الشخص في موقف مناسب من الخدمة الوطنية ،أال يكون قد وقف أثناء حرب التحرير موقفا
مناهضا لصالح الوطن .
يتقدم خاللها الموظف للمؤسسة و يتم اختيارهم تبعا إلحدى الكيفيتين :
ـ المسابقة عن طريق االختبارات .
ـ المسابقة عن طريق الشهادات .
بعد استفاء الموظف شروط التعيين في الوظيفة و خاصة في االمتحان أو المسابقة فانه يرسم و ينصب في
الوظيفة غير أن الترسيم مشروط بشرطين أساسيين :
1ـ القيام بتربص تكويني مدته األدنى محددة بموجب القانون ال تقل عن سنة .
2ـ التسجيل في قائمة القبول و ذلك بعد انتهاء من هذا التمرين في الوظيفة التي تعدها اللجنة إما عن طريق
االختبارات المختارة أو بناء على تقرير رئيس المصلحة أو بناء عليهما معا( .)1و تقرر السلطة التي لها حق
التعيين ترسيم الموظف ،كما بإمكانها بعد أخد رأي اللجنة المتساوية األعضاء إما تمديد الفترة التربصية و
إما تسريحه بعد تنصيبه بصفة رسمية ينخرط الموظف في سلك الوظيفة العامة ،و يصبح موظفا عاما و
يصبح محمال بااللتزامات وواجبات و عليه حقوق و من حقوقه المقررة قانونا الترقية .
هذا ومازلت الدولة في سباق مع التطور و التطوير لتعويض ما فاتها أبان االستعمار من خالل
االستماع لمشاغل الفرد و متطلباته في الوقت الحاضر وفي المستقبل ،و المشاركة في الملتقيات سواء داخل
الوطن أو خارجه لتحديث اإلدارة الجزائرية .
14
المبحث الثالث سمات اإلدارة الجزائرية :
تشترك اإلدارة الجزائرية مع إدارات الدول العربية األخرى في عدة نواحي منها سعيها لتحـديث اإلدارة و
تطوير إدارة الموارد البشرية و ذلك من خالل األساليب و اآلليات التي تستخدمها إال أن هناك بعض السلبيات
يجب الوقوف عليها و هذا ما سيتم التطرق إليه في اآلتي :
المطلب األول :الجانب االجتماعي :
تتميز اإلدارة الجزائرية من الجانب االجتماعي أي من الناحية تعداد العاملين بها و سلوك الفرد
داخل الوظيفة مع زمالئه ومع رؤسائه بما يلي :
1ـ تضخم عدد العاملين :في اإلدارة العامة و حتمية االعتماد على الجهاز اإلداري الحكومي في إسناد دور
رئيسي له في عملية التنمية االقتصادية و االجتماعية()1؛ بحيث أصبح قصور وضعف اإلمكانيات التقنية و
البشرية لهذا الجهاز تقف حائال دون قدرته على النهوض بكفاءة بالمه ــام المنوطــة به بحيث بلــغ تعداد
الموظفيــن في اإلدارة العامــة حسب إحصائيات 2007بـ 1.553.546موظف و عون عمومي( .)2و يرجع
سبب تضخم هذا العدد إلى التسهيالت الممنوحة لاللتحاق ومميزات الوظيفة العامة .
2ـ انتشار ظاهرة التسيب البشري :بحيث تبدو من األسباب الرئيسية لعجز و قصور اإلدارة ،في مراقبة و
.فالمالحظ حاليا انتشار ( )3 متابعة موظفيها ،وتعد القاسم المشترك بين إدارات الدول النامية على حد سواء
أنواع معينة من السلوك بين الموظفين العاملين باإلدارة العامة .كعدم الشـعور بالـمسؤولية و التراخي في أداء
الواجبات و إهمال العمل و االتجار بالوظيفة العامة
و االنتهازية و الميل إلى استغالل اإلدارة لتحقيق المصلحة الخاصة على حساب
المصلحة العامة ،و االنحراف بالسلطة و استخدامها في غير مجـاالتها ،وتشويه القرارات اإلداريـة و عرقلة
تنفيذها ،و هدا من شأنه الضرر بالمواطن و المصلحة العامة على حد سواء و مما ال شك فيه أن انتشار هذه
الظاهرة الخطيرة في إدارتنا سيعرض الموظف ال محالة النتقاد شديد من قبل المواطنـين و أجهزة الرقابة
المختلفة ،كما يؤدي إلى فقدان ثقة المواطنين بالدور الفعال و الحيوي الذي يجب أن تلعبه أجهزة اإلدارة
العامة في عملية التطوير االقتصادي و االجتماعي المنشود .
15
3ـ قلق العاملين باإلدارة العامة على مستقبلهم الوظيفي :حيث يسود بين العاملين باإلدارة العامة القلق على
مستقبلهم الوظيفي و ذلك نظرا لتدني الوضع االجتماعي و المادي للموظف؛ إذ أن مثل هذا الوضع من شأنه
أن يؤثر سلبا على حسن سير المرافق العامة و على هيبة الدولة (نظرا لالمباالة التي تطغى على سلوك
الموظف) ،و مما يزيد من تفاقم هذا الوضع هو استمرار مشاكل الوظيفة العامة و الموظف العام بحيث تعد
من أخطر المشاكل في هذا العصر .
المطلب الثاني :الجانب القانوني :
1ـ عدم التزام الموظف بتكريس نفسه للعمل الوظيفي :فمن الناحية المبدئية يجب على الموظف أن يكرس
جميع وقت عمله لخدمة اإلدارة العامة .لكن يبدو أن عددا كبيرا من الموظفين ال يتقيدون بالدوام الرسمي
فمنهم من يأتي متأخر بساعتين أو أكثر ،و منهم من يخرج قبل انتهاء الدوام ،و منهم من يفضل الخروج في
الفترة المسائية ،واألدهى من ذلك أن بعضهم ال يتقيدون إال بمواعيد تسجيل و إثبات الحضور الدوام ،وهناك
من الموظفين من يجمع مع عمله في اإلدارة عملا في القطاع الخاص أو في المهن الحرة ( و قد انتشرت هده
الظاهرة كثيرا مؤخرا) .و خالل الساعات القليلة التي يقضونها في مكاتبهم ال يبدلون كل طاقاتهم .
كما تظهر مظاهر عدم التزام بلجوء بعض الموظفين إلى التهرب من مسؤولياتهم بأساليب متعددة كالتأخر أو
التغيب بدون عذر شرعي عن الحضور إلى مكان العمل( .)1أو الخروج أثناء أوقات الدوام الرسمي لقضاء
مصالحهم الخاصة غير مبالين بالمسؤولية المادية و األدبية الملقاة على عاتقهم ،وفي كثير من األحيان يغلب
على عدم التزام الموظف الطابع المعني ،إذ نجده قابعا وراء مكتبه خالل فترة الدوام الرسمي إال أنه ال ينجز
أي عمل ،وهذا سلوك من شأنه أن يؤدي إلى تراكم معامالت المواطنين و تأخير أعمالهم و عدم إنجازها ،و
هذا ما يعرف االنسحاب النفسي من العمل ؛ والذي يترتب عليه فيما بعد انخفاظ في مهارات الموظف و
معلوماته و تدني مستوى األداء القبول .
كما يقضي الموظف وقت دوامه الرسـمي في قراءة الصحف و المجالت و فتح األحاجي و المـسابقات و
التسلية على حساب المواطن و يستقبل الضيوف و تبادل األحاديث الشخصية معهم دون مراعاة الوقت
المخصص للعمل و أهميته بالنسبة لنجاح العملية اإلدارية المتالزمة بالعملية االقتصـادية و االجتماعية .و
الحقيقة أنه باحترام الوقت و حسن استغالله يمكن التمـييز بين المجتـمعات و تصنيفها إلى متقدمـة أو غيرها و
بين اإلدارات و ترتيبها بين متطور أو متخلفة .
16
و عليه فان الموظف خالل قيامه بعمله الوظيفي يعتبر مسئوال على احترام الشرعية القانونية من حيث قواعد
االختصاص و قواعد اإلجراءات الشكلية فبالنسبة للبعد األول ،يتصرف الموظف بناء على السلطات التي
تخول له بموجب النصوص التي تحدد اختصاصاتها .فهو مطالب بعدم تجاوز حدود اختصاصه .
كما يتوجب عليه من الناحية األخرى احترام قواعد اإلجراءات الشكلية ،فهو ال يستطيع ممارسة سلطاته في
اتخاذ القرارات دون اإلجراءات الشكلية المحددة في نصوص قانونية أو تنظيمية مثل إجراءات التحقيق
المسبقة في حالة اتخاذ بعض القرارات ،أو االستشارة القبلية ،أو اإلنذارات التي تخضع للقانون .وان كان
بعض الموظفين ال يلتزمون بالشرعية القانونية بحجة إن اللوائح اإلدارية تعد بيروقراطية بمفهومها السيئ ،
فان ذلك قد افقد القانون احترامه ،مما أدى إلى ارتفاع نسـبة الخارجـين عن أحكام القــانون و المبددين ألموال
الدولة و مشروعاتها .
و الحقيقة أن الخلل ال يكمن في مدى االلتزام بالشرعـية القانونية ،و إنما في ذلك الج ــمود الفكـري
والتطبيق الحرفي للنصوص ،دون محاولة إصالح األمور بالعمل على تعديل القوانين لتتماشى مع
المستجدات .
3ـ انعدام الطاعة التسلسلية :من المتعارف عليه أنه و وفقا لمبدأ التسلسل الهرمي( .)1أو السلمي يتوجب على
أي موظف إطاعة أوامر رؤسائه ،والتي ال تتعارض مع القوانين .
غير أن ما يسود بين بعض الموظفين في مختلف مستوياتهم هو عدم االكتراث ألوامر رؤسائهم و ذلك ألن
شغل الوظائف اإلدارية ال يتم بناءا على أسس قانونية و موضوعية ،وإ نما يخضع العتبارات كثيرة .و من
شأن مثل هذا الوضع خلق بؤرة توتر و صرا عات هامشية بين الرؤساء،مما ينعكس بسلبياته الخطيرة على
حسن سير المرافق العامة و على مصالح المواطنين .
والحقيقة أن إحساس المرؤوس باالستهانة باألوامر التي يوجهها رؤساؤه و محاولة التملص من إطاعة تلك
األوامر ،هو بمثابة أداة هدم في التنظيم اإلداري .ومظهرا من مظاهر تخلف الجهاز اإلداري يجب تجاوزه ،
بل انه مرض خطير ينبغي عالجه .
4ـ عدم التزام الموظف بالنزاهة و االستقامة :إن التزام الموظف بالنزاهة يعني ضرورة معاملته لجميع
المواطنين بشكل متساو و عادل ،وعدم محاباة شخص أو مجموعة ما على شخص أو أخرى ،غير أن ما هو
سائد في إداراتنا العامة يبدو عكس ذلك تماما .إذ أن الموظف لم يستطيع استيعاب فطرة الصالح العام و
التمتع بالحاسة السياسية و اعتبار الوظيفة التي يشغلها هي تكليف مرفوض عليه لخدمة جميع من السلطات
17
يزهو و يختال بها .و ماساهم في تكريس هذا الفهم الخاطئ و جهل بعض الموظفين و وصولهم إلى الوظيفة
بطرق غير موضوعية ،األمر الذي جعلهم يستعملون سلطاتهم هذه ليد المواطنين و التحايل عليهم( .)1و
تفضيل بعضهم عن بعض و انتشار ظاهرة المحسوبية و المغاالة في الطلبات على المواطنين و عدم تسهيل
األمور عليهم .و بان ما يقدمونه لهم من خدمات هو مجرد منحة و منة منهم و فضــل
و هنا يظهر لنا جليا فشل اإلدارة العامة في نقل الصورة الصحيحة التي يتبين من خاللها كون الموظف العام
خادما للشعب و ليس سيدا له .و هذا ما أرغم المواطن على إتباع األساليب غير المشروعة للوصول إلى
الموظف و إقناعه بإنجاز العمل اإلداري بالسرعة المطلوبة ،دون تباطؤ أو عرقلة .
و الحاصل أن البعض من العاملين باإلدارة العامة نظرا لتدني أجورهم و عدم تمثلهم للصالح العام وانعدام
الرقابة اإلدارية و القضائية .قد صاروا يجيزون ألنفسهم قبول الهدايا و اإلكراميات و حتى تورطهم في
مختلف أشكال الرشوة مما قد يؤدي إلى شراء ضمير الموظف بشكل فعلي .وهذه هي الكارثة الحقيقية وذلك
ألن ظاهرة الرشوة تتجاوز آثارها و سلبياتها سلوك الفرد أو مجموعة األفراد الذين يمارسونها لتشمل
المجتمع بكل قطاعاته ؛ بحيث أنها تضعف من فاعلية المشاريع االقتصادية ،كما أنها تحدث خلال خطيرا في
القيم و المثل االجتماعية ،في حين أنها تصيب أجهزة الدولة بالشلل و تحد من فاعليتها في تحقيق األهداف
الطموحة لخطط الدولة االقتصادية و االجتماعية .
5ـ اإلهمال الوظيفي و عدم المحافظة على أسرار المهنة :إن عدم التزام الموظف الحكومي بالمحافظة على
كرامة و شرف الوظيفة يبدو من خالل استغالل المنصب لقضاء المصالح الشخصية ( فالكثير من المسئولين
في اإلدارة العامة سواء كانت عسكرية أو مدنية يكلفون عددا من مرؤوسيهم لمتابعة مشاريعهم الخاصة ).و
أيضا في التدني الملموس في األخالقيات و انتشار صور الفساد اإلداري .
و لتجاوز هذه األزمة اإلدارية التي انتشرت في اإلدارة العامة خصوصا ،يجب تفعيل آليات الرقابة و
المتابعة و الضبط و العقاب و السهر على ممارسة عملها في شفافية ،كما يجب على الدولة توجيه العناية
الفائقة إلى إشباع رغبات و حاجيات موظفيها بالسهر على توفر حد أدنى من القيم و الفضائل االجتماعية.
و ذلك عن طريق الزيادة في أجورهم بشكل دائم على نحو يتناسب مع تكاليف المتزايدة في تكاليف المعيشة و
تخفيض نسب الضرائب المفروضة على أجورهم و توسيع نطاق الضمان االجتماعي و الحماية االجتماعية
،ومن جهة أخرى ال بد من بذل الجهود لتوعية الموظفين بأهمية الصالح العام ما يتوجب على للموظفين()1
18
اإلدارة القيام بحملة توعية شاملة عن طريق وسائل اإلعالم المختلفة إلبراز تلك المساوئ و كيفية محاربتها
من طرف الجميع ،و هنا البد للقيادة السياسية من تجسيد العالج الشافي و السهر على التزام الجميع بتطبيق
كل ما يسن من قرارات في هذا الشأن ،و األمر المالحظ هنا عدم وجود مــبادرة
أو اتخاذ خطوة ملموسة فقد سئم المواطن الضعيف فساد اإلدارة العامة.
والمالحظ أن الدولة الجزائرية تسعى من خالل استصدار القوانين والتشريعات لتحسين الجو بين
اإلدارة و المواطن بما يخدم مصالح الجميع و تجسد مبدئها القائم على تلبية مصالح الفرد القائل بالشعب
وللشعب .
الفصـــــل األول:
طبيعــــــــة
نظــــام الترقيـــة
19
تمهيد:
مباحثه إلى مفهوم الترقية و النظام المتبع في اتخاذ الترقية و في األخير سنتطرق
إلى نموذج للترقية و قد اخترنا نظام الترقية المنتهج في الدولة الجزائرية كمثـال
لذلك .
20
مبحث األول :مفهوم الترقية :
يحتوي هذا المبحث على أربعة()4مطالب تتمثل في تعريف للترقية لغويا ،اصطالحا و إجرائيا
إضافة إلى أشكال الترقية في اإلدارة مع التعرض إلى أهم األهداف المرتقبة من الترقية و أهمـيتها للفرد و
المؤسسة و تمهيدا للمبحث الثاني سنتطرق إلى برامج الترقية .
المطلب األول :تعريف الترقية :
لغويا :ترقى في السلم رقي درجة درجة أي ارتقى و ترقى(.)1
أما اصطالحا :تعد الترقية وسيلة لتخطيط و تنمية المسار الوظيفي للموظف( ،)2باعتباره األساس في هذه
العملية فهي تشجعه للتدخل في تسييره و تطويره(.)3
فالترقية كما قال محمد حافظ الحجازي "أنها تحريك الموظف من مستوى إداري أقل إلى مستوى أعلى(".)4
و قد عرفها صالح الدين عبد الباقي و عبد الغفار حنفي بأنها " نقل الشخص من وظيفته الحالية إلى وظيفة
أخرى( ".)5وقال عنها صالح الشنواني " بأنها تنطوي على تغيير في التكليف من عمل في مستوى أدنى
إلى آخر في مستوى أعلى(".)6
و أورد عنها علي غربي و آخرون " هي شغل الموظف لوظيفة أخرى ذات مستوى أعلى من مستوى
وظيفته الحالية من حيث السلطة ،المسؤولية و المركز(".)7
إذن فهي تنطوي على زيادة في المستوى الوظيفي و الدرجة المالية(.)8و اإلمتيازات الوظيفية
األخرى و يعد بمثابة مكافئة للموظفين العاملين لديها على الصعيد المادي و المعنوي مقاب ــل الـوالء
و االنتماء و البذل و العطاء من طرف العاملين في مختلف الحقول اإلنتاجية و الخدماتية .
()1ـ أنطوان عبده(ترجمة لـ لوران بالن) ،الوظيفة العامة .لبنان :شارع عويدات ـ ص .120
21
()2ـ أحمد ماهر ،إدارة الموارد البشرية .ط( ،)5مصر :الدار الجامعية ،2001 ،ص.385
()3ـ حمداوي وسيلة ،إدارة الموارد البشرية ،الجزائر :دار النشر الجامعية ،2004،ص .
()4ـ محمد حافظ الحجازي ،إدارة الموارد البشرية .ط( ،)1مصر :دار الوفاء ،2006 ،ص.138
()5ـ صالح الذين عبد الباقي وعبد الغفار حنفي ،إدارة األفراد و العالقات اإلنسانية .مصر :المكتب العربي ،1988 ،ص
.331
()6ـ صالح الشنواني ،إدارة األفراد و العالقات اإلنسانية مدخل أهداف .مصر :سباب الجامعية ،1999،ص.62
()7ـ علي غربي و آخرون ،تنمية الموارد البشرية .الجزائر:دار الهدى ،2002،ص.125
()8ـ محمد حافظ الحجازي ،المرجع السابق،ص207
فقد اعتبرت الترقية أهم من العالوة ألنها ترفع المرتب من ناحية و تصعد بالعمل في السلم اإلداري من
ناحية أخرى فتتزايد تبعاته و سلطاته (.)1
كما أن هناك ترقيات ال تصاحبها زيادة في األجر ،و إنما تنطوي على رفع الـمركز األدبــي
و يطلق عليها بالترقيات الجافة ) . pry promotions (2و يتم هذا النوع من الترقيات في المستويات
العليا من التنظيم حيث يولون اهتماما أكبر للمركز األدبي عن الزيادة المادية في الدخل .
إجرائيا :الترقية هي انتقال الموظف من وظيفة إلى أخرى ذات مستوى أعلى مصحوب بزيادة مالية
بالدرجة األولى و زيادة في المستوى األدبي و السلطة الممنوحة تساعد الموظف على تنمية و تطوير مساره
الوظيفي .
من التعاريف السابقة نستنتج أن كل الكتاب قد أجمعو على تعريف واحد و شامل و هو أن الترقية
تتمثل في انتقال الشخص من وظيفته الحالية إلى أخرى( ،)3مع وجود اختالف في الكلمة المعبر بها من نقل ،
تحريك تغيير في التكاليف ...إال أن المعنى أو المضمون لها بقي واحد و المتمثل في انتـقال وهو المجمع
عليه.
إضافة إلى ذلك فان الرتبة أو المنصب المرقى إليها تكون عادة أعلى من الوظيفة األصلية أو
موازية لها(.)4وتتم هذه العملية باالختيار بين العاملين بالمنظمة(.)5بناءا على عدة شروط سنتطرق إليها فيما
بعد.
للترفية أهمية في حياة الموظف المهنية فتكمن أهميتها في :
ـ رفع الروح المعنوية لألفراد .
ـ كسر الجمود والملل في الحياة الوظيفية.و ذلك من خالل الحركة سواء كانت رئيسية،أفقية .
ـ تغيير األفكار و إتاحة الفرصة للتجويد و التحسين بتغيير الوجوه و خلق ديناميكية جديدة في التنظيم
الوظيفي .
22
()1ـ بالحسرون محمد الطيب و آخرون ،بحث (الترقية و أنظمتها ) .جامعة(ورقلة ) 2003 ،ـ،2004ص .01
()2ـ عبد الغفار حنفي ،السلوك التنظيمي و إدارة الموارد البشرية .مصر :الدار الجامعية ،2007 ،ص.166
()3ـمحمد عبد الفتاح الصيرفي ،إدارة الموارد البشرية .ط( ،)1األردن :دار المناهج ،2006،ص.207
()4ـصالح الذين محمد عبد الباقي ،إدارة الموارد البشرية من الناحية العلمية و العملية .مصر :الدار الجامعية 1999 ،ـ
2000ـص . 321
()5ـ خالد عبد الرحيم الهيتي ،إدارة الموارد البشرية مدخل استراتيجي .ط( ، )2قطر :دار وائل 2005 ،ـص.126
ـ تخفيض النفقات و تصغير حجم الموارد البشرية المستخدمة .و استثمار األموال في مشاريع أخرى تساعد
على تطوير المؤسسة (.)1
يحتل موضوع الترقية مرتبة عليا في األهمية بين موضوعات مختلفة ،تشغل بال الموظفين فعلى سياسة
الترقية كما على سياسة التوظيف أن تقدم فرصا متكافئة للوصول إلى مختلف الوظائف (.)2
المطلب الثاني :أهداف الترقية :
تضع المؤسسات المختلفة برامج لترقية العاملين فيها و ذلك من أجل تحقيق األهداف التالية :
1ـ تلبية احتياجات المؤسسة من األفراد العاملين من حيث العدد و النوع :إذ أن وجود نظام مخطـط و
معروف للترقيات في المؤسسة يعتمد على أسس و معايير موضوعية يمكن إدارة المنظمة من تحقيق خطة
العمالة المطلوبة و الالزمة لها بسبب إقبال األفراد الراغبين في العمل على االلتحاق بهذه المنشأة لالستفادة
.باعتباره مصدر ( )3 من الميزات الجاذبة للعمل فيها و التي يشكل نظام الترقية فيها أحد عوامل الجدب هذه
من مصادر التوظيف في المؤسسة .
2ـ ضمان بقاء األفراد األكفاء في خدمة المؤسسة لشغل الوظائف العليا( .)4فالترقية تجبره على الـبقاء و
صرف النظر في فرص ترقية في مؤسسات أخرى .فباعتبار المنظمة هي من أكسبتهم المهارات الفنية و
اإلدارية في مجال أداء المهام و األعمال ،و بالتالي تقوم باختيار من بينهم من يصلح لشغل الوظائف
الشاغرة و ذلك من طريق الترقية .
3ـ خلق حافز قوي لدى العاملين و شعورهم بالطمأنينة نتيجة التقدم المستمر :في وظائفهم و بالتالي
مستوى معيشتهم دون الحاجة إلى تغيير مكان العمل .
ـ توسيع و تنويع مجاالت الخبرة و المعرفة من خالل الحركة األفقية(. )4
ـ التوصل إلى مستوى عال من الرضا بين األفراد العاملين عن الجوانب التالية :
23
()1ـ مصطفى نجيب شاوش ـ مرجع سابق .ص .276
()2ـ صالح الذين محمد عبد الباقي و عبد الغفار حنفي .مرجع سابق .ص .321
()3ـ علي غربي و آخرون .مرجع سابق .ص .127
()4ـ مصطفى نجيب شاوش .نفس المرجع السابق .ص.276
أ ـالرضا عن الوظيفة(.)1إذ هناك عالقة طردية بين توفر فرص الترقية و الرضا عن العمل .فيرى فروم (
)vroom 1964أن العامل المحدد ألثر فرص الترقية على الرضا عن العمل هو طموح أو توقعات الفرد
عن فرص الترقية.
ب ـ الرضا عن األجر .
ج ـ الرضا عن فرص النمو و االرتقاء الوظيفي .
د ـ الرضا عن أسلوب اإلشراف و القيادة .
ه ـ الرضا عن النواحي االجتماعية .
و ـ الرضا عن مجموعة العمل .
و ذلك ضمن خطة ترمي إلى تحقيق فعالية المنشأة و زيادة اإلنتاجية بمعدالت المخططة .
4ـ تحقيق المواءمة الحقيقية المنشودة بين أهداف األفراد العاملين و أهداف المؤسسة .إذ أن المؤسسة
االقتصادية الناجحة هي المؤسسة التي تستطيع أن تحقق أهدافها بفاعلية و كفاءة و هذا لن يتم من خالل
إشباع حاجات األفراد العاملين فيها ،و ال شك أن برامج الترقية هذه يمثل أحد ركائز االهتمامات العاملين .
األمر الذي يتطلب ضرورة العناية ببرامج الترقية هذه لتكون على درجة كبيرة من الموضوعية تتحقق من
خاللها مصلحة و أهداف كل من المؤسسة و األفراد على حد سواء .
5ـ إن وجود و تطبيق برامج ترقية واضح وجيد ،بعيدا عن المحسوبية و التحيز ،و بالتالي إفساح فرص
الترقية و التقدم أمام العاملين المجدين يؤدي إلى زيادة معنوياتهم و يؤدي إلى إخالصهم و شعورهم باإلنتماء
للمؤسسة التي يعملون بها.
8ـ و يتمثل هدف الفرد في تطلعه و زيادة على المزايا المادية و المعنوية الممنوحة رغبته في تحقيق النمو و
الترقي داخل المنظمة ،وفي مستويات أدبية أعلى إذ تشير الدراسات إلى وجود عالقة بين الترقية و رضا
الموظف عن أدائه (.)2
()1ـ أحمد صقر عاشور ،إدارة القوى العاملة .لبنان :دار النهضة ،1983 ،ص .147
()2ـ محمد مسعود بورغدة ،مذكرة ماجستير في علم التربية البدنية "الرضا الوظيفي ألساتذة التربية البدنية " ،الجزائر :
كلية العلوم االجتماعية ،علم النشاط البدني و الرياضي التربوي 2001،ـ ،2002ص .28
24
المطلب الثالث :أشكال الترقية :
تأخذ الترقيات تبعا لمصادرها شكلين متمايزين ،فهي إما داخلية أو خارجية:
أوال :الترقية الداخلية :
وهي التي تتم داخل المؤسسة ،حيث تحدد المؤسسة الوظائف التي يمكن أن تشغل بالترقي من داخـلها و
تلك التي تمأل من الخارج و من مميزات الترقية من الداخل أنها وسيلة داخلية في المؤسسة تساعد على تأقلم
العاملين و انسجامهم ،من حيث أن األفراد الدين يتم اختيارهم لتوفر الشروط المطلوبة للترقية يتأقلمون أكثر
مع التنظيم و يستقرون بسهولة(. )1
إن الترقية من الداخل تحفز أكثر على العمل ،و تدفع العاملين إلى زيادة إنتاجهم و رفع روحهم المعنوية
ويتفانون في بدل جهود أكثر إذا علموا بأن ذلك سيؤدي إلى ترقيتهم .
كما تساهم في تحقيق الرضا عن العمل و الوظيفة ،حيث إن إمكانية الترقي و الـتدرج في الوظائــف و
المسؤوليات ،ومن ثم التقدير المادي المقرون بالتقدير المعنوي و األدبي يتردد في نفوسهم إحساس بالرضا
،زيادة على ذلك فان العاملين يترقون دائما بالصعود و التدرج للوظائف العليا في نفس مؤسستهم ،أين
يوجد زمالئهم .
ثانيا :الترقية من الخارج :
تميل بعض المؤسسات إلى تفضيل الترقيات من الخارج و ذلك حتى بحجة تطعيم الكفاءة العامة داخلها
بكفاءات جديدة و ذلك تجنبا للجمود .كما أن مأل الوظائف من الخارج قد تقلل من تكاليف التدريب.
المطلب الرابع :شروط الترقية :
إن الترقية ليست حقا من حقوق الموظف يستحقه بمجرد استفاءه الشروط المحددة قانونا ،وإ نما
هي جوازية ،بمعنى أن اإلدارة تملك سلطة استثنائية في ترقية الموظف أو عدم ترقيته بشرط أال يكون في
األمر تعسف أو تجاوز لحد السلطة أما الشروط التي يجب أن تتوفر في الموظف لكي يصبح أهال للترقية
،إال أن معظم هذه الشروط تدور حول النقاط التالية : ( )2 فتختلف من دولة إلى آخر
1ـ وجود وظيفة شاغرة لترقية الموظف إليها و مرصود لها اعتماد خاص في الموازنة :فال يمكن ترقية
موظف إلى وظيفة شاغرة إذ يصبح على رأس الوظيفة الواحدة موظفان ،و هذا األمر مخالف ألبسط
القواعد القانونية و التنظيمية ،ومما يلفت االنتباه أن بعض الدول تلجأ إلى إحداث وظائـ ــف
25
( )2ـ فوزي حبش ،الوظيفة العامة و إدارة الشؤون الموظفين ،لبنان ،دار النهضة ،1951 ،ص229ـ . 230
أو درجات جديدة في كل موازنة سنوية لها ،بغرض ترقية موظفين معينين إليها و إن لم تكن بحاجة إلى
هذه الوظائف ،وغالبا ما يبقى هؤالء الموظفون في وظائفهم بمعنى أن واجباتهم و مسؤولياتهم تبقى كما هي
بدون تغيير .
2ـ توفر المؤهالت العلمية و العملية المطلوبة قانونا في الموظف المرشح للترقية :و هذه المؤهالت
عديدة ،و متنوعة و مختلفة باختالف األنظمة و نذكر منها :
ـ اجتياز امتحان الترقي بنجاح .
ـ النجاح في برنامج تدريبي يعد خصيصا لهذه الغاية .
ـ توفر شهادات عملية معينة أو خبرات عدة في المرشح لترقية إلى الوظيفة المعينة .
3ـ حصول الموظف المرشح للترقية على تقدير ال يقل عن درجة معينة في تقارير الكفاءة التي توضع
عنه :وذلك خالل سنة أو سنتين متتاليتين و تختلف درجة التقدير المطلوبة باختالف األنظمة فقد تكون
درجة وسط أو جيد أو جيد جدا...الخ.
4ـ توفير األقدمية المطلوبة في وظيفة ما و في مستوى وظيفي معين لكي يصبح الموظف مؤهال للترقية
إلى وظيفة أعلى :و تختلف هذه المدة باختالف األنظمة و يمكن أن تتراوح بين سنتين و ثماني سنوات أو
. ( )1 أكثر أو أقل بحسب كل نظام
5ـ تتم الترقية إلى الوظيفة األعلى مباشرة :و يتقاضى الموظف راتب أول مربوط هذه الوظ ــيفة أو راتبه
أيهما أكبر .و ال يجوز ترقية الموظف إلى وظيفة أو مستوى وظيفي يفوق مستوى الوظيفي الذي يعلو
وظيفته مباشرة و إال اعتبرت الترقية باطلة ،ما لم يرد نص يجيز ذلك في القوانين و األنظمة النافذة .
6ـ تكون الترقية إلى الوظيفة األعلى :فتكون إما المحصورة بالموظفين العاملين في الوحدة اإلدارية التي
تعود إليها الوظيفة الشاغرة ،و إما مفتوحة لجميع الموظفين العاملين في أجهزة الدولة ،و هذا األمر يختلف
باختالف األنظمة فبعض الدول تحصر حق الترقية إلى الوظائف التي تشغر في إدارة ما بالموظفين العاملين
في هذه اإلدارة دون أن يكون لغيرهم من الموظفين حق و بالتالي فان الوظيفة التي تشغل في أي جهة إدارة
من إدارات الدولة يكون لجميع الموظفين الحق في الترقية .
ومهما يكن األمر نجد أن الطريقة الثانية من األفضــل ألنها تعتبر اإلدارة العامة وحدة متكامـ ــلة
26
و من ثم نستنتج أنه إلجراء الترقية يجب أن تتوفر فيمن يرغب فيها عدة شروط و من تعريفها
نستنتج أنها انتقال إلى منصب أعلى و راتب أكبر و زيادة في المسؤولية و الواجبات و على الموظف تحقيق
هذا لكي ال يخيب ظن المؤسسة فيه ،و أنها حملته عبئا كبيرا فهل سيكون على قدر المسؤولية .
27
2ـ الترقية على أساس األقدمية :تقوم هذه الترقية على أساس اعتماد الفترة الزمنية التي يقضيها الفرد في
وظيفة معينة( .)4منذ بداية تعيينه بحيث يمكث في كل درجة وظيفية مدة زمنية محددة و من ثم يرتفع إلى
درجة أعلى(.)5
و قد يوضع األفراد الجدد تحت االختبار لفترة معينة ،تختلف هذه المدة حسب القوانين المعمول بها و
األنظمة الداخلية المطبقة في المنظمة ،فال تدخل هذه الفترة في حساب األقدمية ،إال إذا احتفظ بهم فيعتبر
تعينهم و أقدميتهم منذ أول تاريخ استالمهم العمل أي الفترة التجريبية .كما يدخل في حساب الترقية عن
طريق اٌألقدمية الفترات التي تغيب فيها الفرد عن العمل بســبب المرض أو حوادث .
()1ـ قانة محمد العيد ،تقرير تربص لطلبة السنة الرابعة علوم سياسية ( قانون الوظيف العمومي و الترقية في إدارة الموارد
البشرية ) ،جامعة ورقلة :كلية الحقوق والعلوم االقتصادية 2005،ـ .2004ص .14
()2ـ صالح الشنواني ،مرجع سابق ،ص .63
()3ـ على غربي و آخرون ،مرجع سابق ،ص.128
( )4ـ خضير كاظم حمود و ياسين كاسب ،إدارة الموارد البشرية .ط( ،)1األردن :دار المسيرة 2007 ،ـ ص.96
()5ـ محمد حافظ الحجازي ،مرجع سابق ،ص . 139
سواء كانت في مكان العمل أو خارجه أو اإلنجازات الممنوحة له بموافقة المشرع كأداء الخدمة العسكرية
مثال ،أو أداء واجب انتخابي أو إنجاب األطفال ،و غير ذلك من األسباب المشروعة .
و يفقد األفراد حقهم في األقدمية ألسباب متعددة منها ،تركهم للعمل ،أو فصلهم من العمل ألسباب مهنية ،
أو لمخالفتهم لتعليمات التغيب عن العمل خاصة إذا فشلوا في العودة الستالم عملهم فورا استدعائهم .
و بالنسبة إلتحاد األقدمية كأساس للترقية يطرح سؤال و هو هل تحسب األقدمية على أســاس اإلدارات
أو على أساس المشروع ككل ،أو أساس عدة مشروعات طالما أنها تابعة و مملوكة لشخص أو هيئة واحدة
(.)1
3ـ الترقية على أساس الكفاءة (االختبار) :يساعد هذا األساس على وجود حافز للعاملين لتحسين أدائهم في
أعمالهم الحالية( ،)2إذ يقوم هذا األسلوب على الجدارة و المهارة التي يتمتع بها الموظف( .)3إذ تشير إلى
المنجزات التي حققها الفرد في الماضي كما تظهر في سجله ،ما يشير أيضا إلى طاقاته و قدراتــه و
استعداده مقابلة متطلبات الترقية إلى مراكز أعلى ذات مسؤوليات أكبر .يقاس عن طريق التق ــييم و
بالرجوع إلى سجالت الفترات الماضية ،و بإجراء االختبارات ،و يكون هذا االختبار إما مقيدا أو مطلقا.
28
يوفر هذا النظام الفرصة أمام المنظمة النتقاء أفضل العناصر ،مما يحقق الفائدة لها إال أنه يؤدي إلى تحيز
و المحاباة( .)4لذلك يفضل استعماله في الوظائف العليا فقط .واالعتماد على أساس كفاءة الموظف في عمله
الحالي ال يعني بالضرورة صالحيته لشغل الوظيفة األعلى المرقى إليها .
4ـالترقية على أساس األقدمية و الكفاءة معا:قد تنتهج المؤسسة األساسين معا في عملية الترقية فمعظم
المؤسسات تتبع أساس الكفاءة للترقية و مع ذلك تعطي مدة الخدمة بعض األهمية فهي تلجأ إليها خاصة في
حالة تساوي الكفاءة بين العاملين إذ يفضل األطول خدمة(.)5
إال أنه يعترض أصحاب العمل و المديرون الترقية على أساس األقدمية و يناضلون في سبيل الحد منــه و
ذلك ألنها تشجع عدم الكفاية ،و يقلل األداء الفعال و يؤثر بطريقة عكسية على الروح المعنوية .أما
النقابات العمالية تفضل األقدمية ألعضائها و تصر على أن تلعب دورا مهما في إجراءات الترقية ،كما
تحمي العمال من المحاباة و هناك اعتبارات خاصة بالمصلحة العامة فيما يتعلق بالمفاضلة بين األقدميـة و
األداء كأساسين للترقية ،فاألقدمية تعمل على الحفاظ على العمال األكبر سنا و المحتمل عدم حصولهم على
عمل في حالة فصلهم .
لهذا تستخدم وسائل أخرى على شكل اختبارات و مسابقات بجانب األقدمية ،أي لكي يكون الفرد مؤهال
للترقية فانه يكون عليه تأدية اختبار خاص مصمم لقياس المعرفة و المهارة المطلوبة لشغل المركز الخالي ،
و تكون هذه االختبارات واسعة االنتشار في اإلدارة العامة منها في اإلدارة الخاصة( .)1و عليه تصل إلى أن
الكفاءة األقدمية قد يعتبران أساسين لكنهما ليسا ذا الوزن األكبر هو التوافق بين الفرد و الوظيفة .
و مهما كانت معايير الترقية فان على إدارة الموارد البشرية في المؤسسات أن تولي اهتماما كبيرا باألفراد
الذين سوف تتم ترقيتهم بتهيئة الظروف المناسبة و متابعتهم في تأديتهم لمهامهم الجدي ــدة .
و العناية الكبيرة الكبيرة يجب أن تولي ألولئك الذين لم تتم ترقيتهم( ،)2حيث قد يشعرون بخيبة األمل مما
يؤثر سلبا على معنوياتهم و بالتالي إنتاجيتهم و إصابتهم باإلحباط و قد يرجع ذلك سلبا على السير العمل .
المطلب الثاني :تقييم أسس األقدمية :
29
لكل أساس من األسس السابقة مزايا و عيوب و على المؤسسة األخذ بها و محاولة إصالح العيوب إذا
أمكن التطرق لذلك في اآلتي:
أوال :مزايا وعيوب نظام الترقية على أساس األقدمية :وهي :
1ـ المزايا :و تتمثل في :
ـ تحقيق العدالة و الموضوعية بين جميع الموظفين ،وعدم و جود تحيز على اعتبار أن ترقية الفرد من
وظيفة إلى أخرى مرتبطة بطول مدة خدمته في المؤسسة ( .)3و أن طول الخدمة هذه قد اكتسبــته خبرة و
مهارة بحكم ممارسته لوظيفته خالل سنوات الخدمة التي قضاها فيها ،و بهذا فان الموظف أصبح أعلى
كفاية و أكثر قدرة على حمل مسؤوليات الوظيفة األعلى المرقى إليها.
ـ التقليل من المنازعات الداخلية و الخالفات الخاصة بالترقية بين اإلدارة و الموظفين.
ـ إتباع هذا المبدأ يجعل اإلدارة حريصة على توفير التدريب الالزم لشغل الوظيفة الجديدة .
()1ـ صالح الذين عبد الباقي ،مرجع سابق ،ص 323ـ .324
()2ـ صالح الشنواني ،نفس المرجع السابق ،ص . 66
()3ـ على غربي و آخرون ،مرجع سابق ،ص .128
ـ تعتبر الترقية على هذا األساس مكافأة من جانب المؤسسة للموظف مقابل السنوات التي قضاها في خدمتها
.
ـ يرتب كل فرد أعباءه المستقبلية على أساس ما توقعه من زيادة في الدخل عن طريق الترقية أي كلما
أمضى فترة زمنية معينة في خدمة المصلحة ،فالنقابات تستعين بهذا النظام لكي تعين موظفيها ،و بذلك أنه
كلما زادت مدة عمل العامل في المؤسسة كلما زادت فترة معرفته لثغرات العمل والنقائض و مجريات العمل
.
ـ تجعل األقدمية الجميع يقوم بواجبهم في العمل دون قلق أو خوف على مستقبلهم .
ـ تتميز بالبساطة و السهولة في التطبيق(. )1
2ـ المساوئ :تتمثل في :
ـ قتل الطموح و روح االبتكار و اإلبداع عند الفرد بسبب اطمئنانه إلى الترقية بمجرد انقضاء المدة الزمنية
الالزمة لذلك ،ونتيجة لذلك تظهر الالمباالة و عدم االكتراث عند الموظف و بالتالي تبرز حال الجمود في
الجهاز اإلداري في المؤسسة.
ـ فيما يتعلق بالقول أن األقدمية تؤدي إلى تحقيق الموضوعية و العدالة بين الموظفين فيه مغالطة ذلك أن
إتباع مبدأ األقدمية في الترقية يؤدي إلى مساواة الموظفين دون تفرقة بين المجد و غيره و هذا مجحف في
حق الموظفين المجدين ـ تؤدي األقدمية إلى اإلضرار بحسن سير العمل و ذلك بإسناد الوظائف .
ـ تتجاهل األقدمية االستعدادات و الفروق الشخصية بين األفراد .
30
ـ إتباع هذا المبدأ يجعل الترقية آلية محضة و ليس على الموظف إال أن ينتظر دوره في الترقية و هذا يؤدي
إلى إشاعة روح اليأس بين العاملين .
ـ جعل الترقية باألقدمية يضعف من تأثير و فاعلية الرؤساء في معاملة مرؤوسيهم حيث ال رأي لهم في
تقرير أمور الترقية التي تعتبر من أهم األمورمما يجعلهم ال يعبأون بتنفيذ أوامرهم(.)2
ـ تعمل على تسرب الكفاءات إلى خارج المؤسسة بسبب عدم التمييز بين الموظف الكفء و األقل كفاءة.
ضعف اجتذاب عناصر جديدة ذات كفاءة من الخارج لشغل الوظائف اإلدارية الوسطى دون إمكانية إمداد
. ( )1 المؤسسة بأفراد جدد ذوي خبرات و كفاءات جديدة
ثانيا :مزايا و مساوئ نظام الترقية على أساس الكفاءة :و تتمثل في :
1ـ المزايا :و هي :
ـ وجود حافز قوي لدى العاملين المجدين و الكفاءة لزيادة جهودهم و بالتالي زيادة إنتاجهم .
ـ اجتذاب أفضل العناصر لشغل الوظائف الشاغرة في المؤسسة و االحتفاظ بها في هذه المؤسسة.
ـ رفع الروح المعنوية لألفراد العاملين بسبب اعتقادهم بأن الترقية تتم على أساس الكفاءة و الجدارة بعيدا عن
أي اعتبار شخصي ،إذا كان نظام تقدير الكفاءة محكما و عادال .
ـ يزيد من الكفاءة اإلنتاجية لدى األفراد .
ـ يقضي على روح التواكل و السلبية لدى الموظفين .
2ـ المساوئ:و تتمثل في :
ـ أنها غير موضوعية ألنه ال يوجد حتى اآلن طريقة مبسطة لوضع معايير الكفاية الوظيفية التي يرضى بها
الجميع .
ـ كما يؤخذ على نظام الترقية على أساس الكفاءة معدالت الدخول و الخروج (دوران العمل) .في المؤسسة
كأن يستقيل الموظف ليلتحق بوظيفة خارج المؤسسة ،و كأن يلتحق موظف من خارج المؤسسة بوظيفة في
المؤسسة ،مما يؤثر سلبا وبشكل عام على درجة كفاءة المؤسسة
. ( )2 في تحقيق أهدافها ،بسبب عدم استقرار العمالة بها
ـ الكفاءة في الوظيفة الحالية ال تعني بالضرورة الكفاءة في الوظيفة المرقى إليها
31
ـ تقع اإلدارة تحت ضغوطات خارجية لترقية بعض العاملين .
ـ تؤدي عملية تقدير الكفاءة للعاملين إلى التحيز و المحاباة مما يفقدها فعاليتها و تحقيق أغراضها(.)3
3ـ مزايا نظام الترقية على أساس األقدمية و الكفاءة معا :من مزايا هذا األساس في الترقية أنه يكفل
إتاحة الفرصة للكفاءات لكي تنطلق دون أن يحدها إطار جامد يتمثل في اعتبارات زمنيه مطلقة (األقدمية) ،
وفي نفس الوقت سيراعى اعتبار األقدمية .
ومن ثم يكون لقدامى العاملين نصيب من الفرص المتاحة للترقية ،كما ال بد من اإلشـارة إلى أن هناك مبــادئ
وأسس ــا يقوم عليها نظ ــام الترقي ــات ،نذكر منهــا ما يأتي :
ـ مراعاة حجم التدرج الهرمي الذي ينتمي إليه ،إذ كلما كبر حجم الوحدة التي يعمل بها وزادت مستوياتها
الوظيفية ،كلما كانت أمامه الفرصة للترقية ،و إال فالعكس صحيح .
ـ أن تكون هناك وظيفة أو أكثر شاغرة يمكن الترقية إليها .
ـ أن يكون نظام ترتيب الوظائف في المؤسسة مطبقا تطبيقا سليما ،بحيث يمكن التعرف على سلطات و
مسؤوليات كل وظيفة على حدة (.)1
ـ أن تتوافر لدى الموظف الذي سيتم ترقيته متطلبات شغل الوظيفة التي سيرقى لها ،و ذلك مثل المؤهالت
العلمية و الخبرة العملية و القدرة على اتخاذ القرارات .
ـ يجب أن يعد الموظف قبل ترقيته لشغل الوظيفة المرقى إليها ،إما عن طريق التدريب أو عن طريق
الممارسة الفعلية ألعباء الوظيفة المرقى إليها ،لفترة زمنية محددة ،فبل صدور قرار الترقية.
ـ يجب أن تكون الترقية مصحوبة بزيادة في الراتب أو األجر حتى يشعر الفرد بالعائد المادي المصاحب
. ( )2 للترقية
لتحسين المستوى الحالي والمرتقب للموظف يجب معرفة مزايا و مساوئ كل نظام لتغيير الوضع
إلى األحسن و هذا ما تحاول بعض األنظمة التوصل إليه ،لالختيار ما بين األسس وتقرير أيها ينفع
المؤسسة في الوقت الحاضر و المستقبل .
32
()1ـ قانه محمد العيد ،مرجع سابق ،ص .15
()2ـ مصطفى نجيب شاو ش ،مرجع سابق ،ص .282 ،281
33
فمن بين المراحل المتبعة مرحلة حصر المهارات و التي يتم فيها حصر المهارات اإلدارية الحالـ ــية و
المراكز اإلدارية بالمنظمة ضرورة تعديل الخريطة التنظيمية .و يوضح الشكل رقم { }01نموذج لهذا
الشكل البياني من التقارير.
34
نتائج بعيدا عن العوامل المؤثرة األخرى و التي قد تكون ذات تأثير على العالقات اإلنسانية أي تعالج
بطريقة موضوعية .
كما يمكن استخدام البيانات المستخلصة من تخطيط االحتياجات اإلدارية بطرق أخرى .فالتنبؤ بالنمو
المستقبلي ،خاصة عندما يتم مقارنته بالمتاح حاليا من هذه المهارات ،و هو ما يوضح مدى الحاجة إلى
تقنيات جديدة .
كما يفيد حصر الكفاءات اإلدارية في وضع البرامج المناسبة لتنمية أعضاء اإلدارة ،فقد أصبح
معروفا أن برامج التدريب و التنمية اإلدارية ال يمكن توحيدها لمختلف األفراد .و بذلك نجد أن التنمية هي
في المقام األول مسألة ذاتية خاصة بالفرد ،فكل فرد له احتياجات خاصة و مختلفة عن اآلخرين ،لذلك يفيد
حصر المهارات و مقارنتها بمتطلبات الوظيفة في كشف جوانب الضعف و التفاوت بين مهارات الفرد و
مقدرته و متطلبات الوظيفة ،و كذلك نواحي الضعف و القصور في التنظيم ،إذ يوجد لدى الكثير من األفراد
الدافع و المقدرة لتنمية و التقدم ،ولكن الفرد يحتاج فقط بعضا من التوجيهات و اإلرشـادات و العامل
المساعد في توفيرها للفرد حصر الكفاءة اإلدارية (.)1
و مما يساعد في وضع برنامج الترقية المناسبة أن يكون هناك وصف دقيق للوظائف يبين واجباتها
و مسؤولياتها و يبين المستلزمات اإلنسانية الواجب توافرها فيمن يشغلها .كما أنه من الضروري تهيئة
فرص متكافئة للتدريب أمام العاملين الذين يصلحون لشغل الوظائف األعلى لتنمية قدراتهم و زيادة كفاءتهم
من أجل إعدادهم للترقية ،كما أن أساس الترقية ،سواء أكان الكفاءة أو األقدمية أو مزيجا منهما ،يجب أن
يكون محددا وواضحا في سياسات المؤسسة .
كما يراعى ضرورة إعالن برامج الترقية لجميع العاملين في المؤسسة و االلتزام بتطبيق قواعدها
كي يطمئن كل فرد بأن الترقية تتم في ضوء أسس واضحة و محددة ،و التأكيد على التطبيق السليم لكل ما
ورد في برامج الترقية ( .)2ولكي تحقق األهداف المرجوة منها ،فان عملية االختيار ال بد أن ترتكز على
.كما يؤدي سوء تسيير و ( )3 أسس موضوعية و عادلة .يسهل على جميع العاملين فهمها و التعرف عليها
. ( )4 استخدام هذا النظام إلى انخفاظ الروح المعنوية للعمال مما يؤثر سلبا على مستوى إنتاجهم
35
وهنا يظهر مبدآن يختلفان في الرؤية فمبدأ سرية التقارير القاضي بعدم جواز إطالع الموظف عليــها و مبدأ
عالنية التقارير أي تقر حق العامل في اإلطالع عليها .
36
()1ـ بالحسرون محمد طيب ،بحث حول (الترقية و أنظمتها ) ،جامعة ورقلة ،كلية الحقوق و العلوم ال ـ ــسياسية و االقتصادية
،2003/2004 ،ص .10
()2ـ بالحرون محمد الطيب و آخرون ،مرجع سابق ،ص . 05
()3ـنفس المرجع ،ص . 7،6
)2ـ قياس المعدل التخطيطي :هذا النوع ليس كسابقه لكنه يصلح لألعمال القيادية ،فمثال قد تطلب توافر
صفات معينة في شخصية العامل كقوة الشخصية و سرعة البديهة و القدرة على السيطرة على الظروف و
المقدرة على تنظيم و االستعداد للتعاون ،وعلى هذا األساس توافر أو عدم توافر هذه الصفات لتقدير كفاية
العامل من مجموع الدرجات التي تحصل عليها في كل ما يعيب هذه الطريقة أنها تقوم التقرير على أساس
الدرجات و هو عيب يصعب التفرقة بين عامل حصل على درجات أقل من غيره بنصف درجة ،كما يعيب
عليها مرونتها الشديدة في تقييم الصفات بحيث تختلف التقارير من رئيس إلى آخر اختالفا بينا ،و يحسن
بهذا النوع بتحاشي العيوب و أن يتعدد واضعوا التقرير و أن تجري للرؤساء تدريبات على وضعه.
ـ )3ـ طريقة بريست :هذه الطريقة تنسب إلى مكتشفها (بريست ) pristeفي الواليات المتحدة األمريكية و
يعتمد على دراسة كل نوع من األعمال كوظيفة البوليس و أمناء المكاتب و المدرسين .....الخ.
ثم وضع كل الصفات التي تصل إلى مئة وصفة مثال ( :كسالن ،بطيء ،الحركة ،نشـيط ،كبير ،السن
.)....،و يطلب من الرؤساء المباشرين اختيار الصفات التي تنطبق على العامل من بين تلك الصفات .
إال أنها بقيت ضئيلة االستعمال لتكلفتها الباهضة و ألنها تحاول إبعاد سوء النية الذي يبقى دائما
محتمل .بقي نظام تقرير الكفاية مجرد حبر على ورق في الدول المتخلفة فال توجد رقابة قبلية وال بعدية
على أعمال الموظف و تصرفاته و سلوكياته عدا التقارير التي تنظمها اإلدارة عند إجراء الترقية حيث يعتمد
عليها لتقرير النقط النهائية ما يسمى نقطة التقرير .و كما ذكر سابقا يصعب تصديق هذه التقارير المقيم
ألعمال الموظف .
المطلب الخامس :مشكالت الترقية :
الشك أن هناك مشاكل كثيرة تبرز عند القيام بإجراءات اإلعداد للترقية إلى وظائف أعلى في حد
ذاتها ،منها اإلنسانية التي ترغب إدارة المؤسسة أن تظل حسنة بين العاملين فيها ،و منها ما تتعلق بترقية
المرأة في المجتمع و ما يصاحبها من مشاكل لذا قسمت هذه المشاكل إلى :
أ ـ المشاكل التي تواجه المسئول في إعداد برامج الترقية :و من أهمها :
ـ مشكلة تحديد مجال الترقية أمام كل وظيفة داخل القسم الواحد :و يتوقف ذلك على عدد الوظائف
الشاغرة في القسم و شروط التي تتوافر فيها و في نفس الوقت تتوافر في الفرد الذي سيتم ترقيته ،إذ أثناء
عملية التوصيف يمكن أن تصاغ الصفات المميزة للكل أو لكل مجموعة من الوظائف الموجودة في القسم
بحيث تختلف عن بعضها في األعباء و المسؤوليات حتى يكون هناك مجال للترقيات ،و لكن تظل هناك
37
مشاكل تحديد العدد األمثل للوظائف التي سيتم إنشائها بحيث تختلف عن بعضها حتى يمكن أن يمثل االنتقال
من إحداها إلى األخرى ترقية بالنسبة للموظف .
ـ مشكلة تحديد مجاالت الترقية في األقسام األخرى :تتحدد احتماالت الترقية أمام أي موظف ليس فقط
بالمجاالت المفتوحة داخل القسم الموجود فيه ،بل أيضا بالمجاالت الموجودة في األقسام األخرى ،و لذلك
فال بد عند إعداد برنامج الترقية من دراسة إمكانية فتح مجاالت الترقية إلى مدى أبعد من القسم الواحد ،
بحيث يشمل الوظائف الشاغرة في جميع أقسام المؤسسة ،على أن تكون هذه الوظائف من النوع الذي يمكن
ترقية الموظف إليه .
ـ تحديد األساس (النظام ) الذي يمن االعتماد عليه في اتخاذ قرار الترقية :تعتمد المؤسسات في تحديدها
ألحقية بعض العاملين في الترقية على عدة أسس ،مثل األقدمية أو الجدارة و الكفاءة أو مزيج منهما(.)1
ـ عدم موافقة المشرف التخلي عن الفرد :أحيانا يرى بعض المشرفين أنه ال يمكن التخلي عن مرؤوسيهم
بسبب الحاجة الماسة إلى أعمالهم ،مما ال يمكن الموافقة على التنازل عليهم ببساطة إذا كان المشرف أنانيا
،كما يمكن أن يتم ذلك أيضا ألن المشرف كان قد قام بتدريب مرؤوسيه جيدا ،وهو ال يرغب في أن
يتركوا إدارته أو قسمه مما يمكن أن يؤثر على مستوى األداء خاصة و أنه سيتم تعيين أفراد جدد تنقصهم
الخبرة و التدريب عادة(.)2
ـ عدم التكافؤ في فرص الترقية :ليس من السهل دائما أن توفر المؤسسة فرصا متكافئة لجميع العاملين فيها
تتعلق بترقيتهم ،فإذا كان أساس الترقية هو الكفاءة و ذلك باالسترشاد بالتقارير التي يقدمها المشرفون عن
مرؤوسيهم ،فإننا نجد أن بعض المشرفين يعطون تقديرات عالية بينما مشرفون آخرون يعطون تقديرات
.كما أن هناك بعض الوظائف التي تتيح لشاغلها فرصة ( )3 منخفضة مما يحرم مرؤوسيهم من فرص الترقية
االتصال و االحتكاك المستمر باإلدارة العليا في المؤسسة .
مما يؤدي غالبا إلى اختيار مثل هؤالء األفراد عند الترقية كما أن بعض العاملين في المؤسسات الصناعية و
الحاصلين على تدريب فني خاص مثل المهندس ،و الكيميائي ،ال تكون لهم نفس الفرصة في الترقية مثل
38
اإلداريين الذين يمكن أن تتم ترقيتهم إلى وظائف إدارية بسرعة كبيرة و في مجاالت متعددة ،بعكس الفنيين
الذين تكون فرص ترقيتهم محدودة و محصورة في مجاالت محددة و ضمن إدارتهم الفنية(. )1
ج ـ مشكالت المرأة في الترقية :أهمها :
1ـ تقترن بعض الترقيات بالنقل إلى موقع جغرافي آخرو يبدو صعبا من ناحية :
ـ في ظل القيم االجتماعية و الدور البيولوجي و االجتماعي للموظفة المتزوجة .
ـ أن تترك بيتها و مسؤولياتها األسرية ،و هناك قد يتعذر على الموظفة قبول مثل هذه الترقية .
2ـ من ناحية أخرى تقترن بعض الترقيات بالتعامل القيادي ألول مرة مع نوعيات شتى من المرؤوسين
و المرؤوسات ،تستشعر بعض الموظفات الالتي تدخلهن الترقية في مجال اإلشراف و القيادة بعض
الصعوبات في التعامل مع الرجال مرؤوسين ( .)2و ذلك أن النظرة االجتماعية الغالبة للمرأة تركز على
دورها التابع الضعيف و ليس القائد المسيطر ،يؤدي إلى أن تعمل الموظفة في ظل اتجاهات سلبية نحو
دورها القيادي ،وهذا قد يؤثر في قبول الموظفة للترقية .و درجة استعداد اإلدارة و الرؤساء لتهيئة فرص
الترقية لها .
لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب على المؤسسة تجنب هذه المشاكل بإبرازها في برامجها
المعدة إلجراء الترقية بأحد المعايير المختارة ،أو المزج بينها لتفادي عيوب إحــداها باألخرى كما تعد
المؤسسة برنامج رقابة لمراقبة الترقية وكيفية إجرائها كل هذا لتجنب الوقوع في مشاكل بعد الترقية محتملة
. ( )3 أو غير محتملة
لكي يأتي البرنامج المعد من قبل المؤسسة بثماره البد لها من إتباع خطوات و بدقة دون خطأ أو
بإدخال أحد العوامل المحبطة للعامل في جو الترقية و معالجة كافة المشاكل الموجودة والمحتمل وقوعها في
المستقبل بفرض رقابة على كافة أعمال الرؤساء و من يتبعهم من موظفين .
39
مر نظام الترقية في الجزائر بعدة مراحل تطور بصدور عدة قوانين حسب تطور نشاط المؤسسات و
تزايد عدد الوظائف و تنوعها و كذا تزايد عدد الموظفين و يمكن أن نقسم مراحل تطور الترقية في الجزائر
بعد االستقالل حسب صدور القوانين إلى :
المطلب األول :المرحلة األولى :الترقية في أول قانون لها في الجزائر :1966
إن أول حق مقرر للموظف مقابل أدائه للخدمة هو األجر الذي يتقاضاه بصفة دورية .وقد نظم
المشرع في المرسوم رقم 66/137الصادر في 02جوان 1966ساللم مرتبات الموظفين مزودة باألرقام
االستداللية الدنيا و القصوى للمرتب و عدد 14سلما يتضمن السلمان األول و الثاني 08درجات والساللم
من 3الى .)1(14
باإلضافة إلى ذلك فقد نظم المرسوم رقم 66/138مرتبات المجموعات الخارجة عن الساللم كما صدر قرار
من وزراء الداخلية و المالية والتخطيط في 02جوان 1966حدد كذلك األرقام االستداللية المتعلقة بساللم
مرتبات الموظفين المتمرنين (.)2و قد تناول هذا المرسوم :
1ـالترقية في الدرجة :
يخضع الموظف أثناء القيام بالخدمة لنظام التنقيط الذي يعتبر من حق السلطة التي لها حق التعيين .حيث
تقوم بوضع نقط مرقمة للموظف كل عام بناءا على اقتراح رئيس المصلحة و يرفق بتلك النقط المرقمة
التقدير العام الذي يبين القيمة المهنية للموظف .
و للموظف حق اإلطالع على النقط النهائية أما التقدير غال تطلع عليه إال اللجنة المتساوية األعضاء
المختصة التي يمكن لها أن تطلب فحصا جديدا للنقط المرقمة هذا و قد نص المرسوم 66/149الصادر في
02جوان 1966على أن توضع النقط المرقمة من الصفر إلى عشرين من قبل رئيس المصلحة الذي له الحق
في إعطائها بعد االسترشاد برأي مسؤولي الموظف متبعا في ذلك الترتيب السلمي أي السلم اإلداري و عليه
توضع لكل موظف بطاقة سنوية للنقط تتضمن تقدير مؤهالت و معلوماته المهنية و أسلوبه في العمل و تأخذ
هذا التقدير وكذلك النقط المرقمة في االعتبار عند ترتيب الموظف و حساب مدد ترقيته في الدرجات
المقررة كما يدل على مقدرة الموظف و ما إذا كان يستطيع ممارية الوظيفة األعلى حتى يحتمل أن يرقى
إليها .
( )1ـ محمد أنس قاسم ،مرجع سابق ،ص 170ـ .178
()2ـ مرجع سابق ،ص .177
و بعد وضع التقارير عن الموظف تقوم الجهة اإلدارية كل سنة بوضع جدول الترقية ثم تحيله على اللجنة
المتساوية األعضاء المختصة و ذلك بعد دراسة دقيقة للقيمة المهنية للموظفين و يجوز لها االستماع إلى
الموظفين المعنيين .
40
و من الجدير بالذكر طبقا لنص المادة 35من قانون الوظيفة العامة أن الموظف ال يستفيد من الترقية إذا لم
يكن مسجال في قائمة الترقية التي تعدها اإلدارة كل عام (.)1
و تنص المادة 04من المرسوم سالف الذكر في مقطعها الثالث على أن الترقية حق من حقوق الموظف
الذي تتوافر فيه شروط المدد المتوسطة في السلمين 2ـ 1و المدد القصوى في الساللم من 3ـ( ، 14أنظر
الجدول ()1و(.))2
و يمنح الموظف المرقي بعملية المربوط المالي للدرجة المرقى إليها فإذا تمت الترقية بين أول الشــهر و
الخامس عشر منه فيمنح الموظف المرتب الجديد من أول الشهر الذي رقى فيه أما إذا وقعت الترقية بعد
ذلك أي في النصف الثاني من الشهر فان بدء سريان المرتب الجديد يؤجل إلى األول من الشهر الذي يليه.
41
سنة وستة أشهر سنة وستة أشهر سنة من الدرجة 1ـ2
سنة وستة أشهر سنة وستة أشهر سنة من الدرجة 2ـ3
03سنوت سنتان وستة أشهر سنتان من الدرجة 3ـ 4
03سنوت سنتان وستة أشهر سنتان من الدرجة 4ـ 5
04سنوات 03سنوت وستة أشهر 03سنوت من الدرجة 5ـ 6
04سنوات 03سنوت وستة أشهر 03سنوت من الدرجة 6ـ7
04سنوات 03سنوت وستة أشهر 03سنوت من الدرجة 7ـ 8
04سنوات 04سنوات 03سنوت من الدرجة 8ـ 9
05سنوات 04سنوات وستة أشهر 04سنوات من الدرجة 9ـ
10
30سنة 27سنة 22سنة
42
األقدمية فانه يفضل صاحب المؤهل األعلى فإذا كانوا متساوين في المؤهل يفضل صاحب الدرجات األعلى
في المؤهل الحاصل عليه ،ثم بعد ذلك يفضل األصغر سنا .
المطلب الثاني :المرحلة الثانية {1978ـ : } 1984
حافظ القانون رقم 78/12على قواعد الترقية و أشكالها في جميع النواحي و جميع أنواعها و كيفياتها .
جاء فيه أن العمل التكويني هو أحد عوامل الترقية االجتماعية و المهنية للعمال و ضمان للتنمية االقتصادية
.فقد اعتمد على التكوين بالدرجة األولى في عملية ترقية الموظفين فأوجب على المؤسسة إجراء ( )2 للبالد
فترات تكوينية للعمال ،ونص على أنه:
تطبيقا ألحكام الميثاق الوطني و الدستور و ميثاق التسيير االشتراكي للمؤسسات و نصوصه في مجال
الترقية المستمرة للعمال يعد العمل التكويني في جميع الميادين التزاما ذا فائدة وطنية يفرض على العامل و
.أي فرض التكوين قصد الترقية في المنصب . ( )3 المؤسسة المستخدمة و الدولة
كما ترقم مناصب العمل المختلفة على أساس نظام منسجم لمقاييس الترقيم و قواعده ،وذلك لتحديد األجر
الذي يرتبط بكل منصب عمل و تطبيق المبدأين المقررين (لكل حسب عمله ) و(التساوي في العمل يستلزم
التساوي في األجر ) ،وفقا لطريقة وحيدة للتصنيف تحدد بموجب مرسوم .حيث يفيد ترقيمها في تصنيف
جميع المناصب ،تبعا لمميزات كل وظيفة و األعمال المرتبطة بها و تمكن من وضع رقم استداللي لكل
منصب عمل .
و يوضع السلم الوطني للمناصب النموذجية بموجب مرسوم ،و يجري تحديثه و تتميمه على الشكل نفسه
بصفة دورية و تبعا للتنمية العامة لالقتصاد الوطني .
كما يحدد األصناف و كذلك الشروط العامة للتعيين في المناصب النموذجية التابعة لصنف معين .بموجب
،كما توزع المناصب ضمن كل صنف إلى قسم واحد أو عدة ( )1 القانون األساسي النموذجي لقطاع النشاط
أقسام .
كما جاء في طيات هذا القانون أن الترقية في الرتبة هي تغيير مشروط بتغيير منصب العمل يكون المنصب
الجديد أعلى في تصنيف المناسب ؛ أي ربط الترقية في الرتبة بشرط تغيير المنصب بحيث يكون أعلى من
تصنيف المنصب السابق .
43
المطلب الثالث :المرحلة (الثالثة) { 1985ـ : } 2005
صدر في 24مارس 1985مرسوم يحمل الرقم 85/95المحدد لألجور العمال الخاضعة لهذا
القانون طبقا لإلضافة 20وتشمل اإلضافة من الصنف األول ثالث ( )3أقسام و من الصنف 10إلى
الصنف 13على أربعة أقسام و الصنف 14إلى 20على 5أقسام و يشمل كل قسم على رقم استداللي
وسط و على 10درجات استداللية .
. ( )2 بعد تنصيب الموظف يخضع لفترة تجريبية ،و هذه المدة قانونية تختلف باختالف مستوى المنصب
يثبت (يرسم) على إثرها الموظف و يسري عليه جميع النظم و يستفيد من جميع مميزات الموظف منها
الترقية .و وقف هذا المرسوم على أن تكون الترقية:
.1الترقية في الدرجة :يرقى الموظف المثبت بعد قضاءه 3سنوات خدمة فعلية و بقوة القانون دون دخوله
لجدول الترقية .
من الدرجة ()1إلى الدرجة ( :)5يرقى بقضائه( )2سنتين خدمة فعلية عن طريق الدخول لجدول الترقـية و
يرقى على أساس المدد الثالث المحددة قانونا .
من الدرجة ()6إلى الدرجة ( : )10بقضائه ( )3سنوات خدمة فعلية (المدة القصوى ) .
و لتنفيذ عملية الترقية في الدرجات ال بد من تطبيق المادة .)3( 75و التي تنص على تحديد مدة الترقـية و
التي وزعت إلى ( )03ثالث مدد و هي :
ـ المدة الدنيا (السريعة )و تقدر مدتها بـ 02سنوات .
ـ المدة المتوسطة (الوسطى )و تقدر مدتها بـ 03سنوات .
ـ المدة القصوى ( البطيئة ) و تقدر مدتها بـ 03سنوات و 06أشهر .
44
()1ـ الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،الجريدة الرسمية ،المرسوم التنفيذي رقم 85/59المتضمن القانون األساسي
النموذجي لعمال المؤسسات و اإلدارات العمومية ،العدد،1985 ،13ص .343
45
و 06أشهر 06
03سنوات 03سنوات 03سنوات من الدرجة السادسة 06إلى الدرجة السابعة
و 06أشهر 07
03سنوات 03سنوات 03سنوات من الدرجة السابعة 07إلى الدرجة الثامنة 08
و 06أشهر
03سنوات 03سنوات 03سنوات من الدرجة الثامنة 08إلى الدرجة التاسعة 09
و 06أشهر
03سنوات 03سنوات 03سنوات من الدرجة التاسعة 09إلى الدرجة العاشرة
و 06أشهر 10
.2الترقية في الرتبة :و تتمثل في االلتحاق بمنصب عالي في التسلسل السلمي و تترجم إما بتغيير الرتبة
في السلك أو بتغيير السلك ،و تجري الترقية حسب القواعد العامة في القانون و الكيفيات
التي تحددها القوانين األساسية كالتالي :
الترقية عن طريق المسابقة (االمتحان ) :تنظم هذه االمتحانات بعد تدريب أو تكوين لتحسين المستوى ،إن
اقتضى الحال إلجراء الترقية .
الترقية عن طريق االختيار :و يتم هذا االختيار من بين الموظفين الذين تتوفر فيهم بعض شروط األقدمية و
يثبتون الخبرة المهنية الكافية ،عن طريق التسجيل في قائمة أو الجدول السنوي للترقية بعد استشارة لجنة
الموظفين .
الترقية على أساس الشهادة :من بين الموظفين الذين أحرزوا المؤهالت و الشهادات المطلوبة ،في حدود
الوظائف الشاغرة المطابقة لتأهيلهم الجديد .إذا أثبت تأهيال خاصا يحصل على ترقية استثنائية .بعد
استشارة اللجنة المتساوية األعضاء و تكون هده التعيينات بناءا على تأهيل و ال يمكن أن تتجاوز 05بالمئة
من عدد المناصب المطلوبة شغلها .
كما يمكن أن تخفض األقدمية المنصوص عليها في القوانين األساسية الخاصة بااللتحاق بالسلك األعلى ،
عن طريق االمتحان المهني أو الترقية الداخلية بعد التسجيل في قائمة التأهيل ،بسنة عن كل سنة تكوين عام
46
.وبسنة عن كل سداسي في الدراسات الجامعية التي تأتي بعد ( )1 أو متخصص له عالقة بالفرع المهني
البكالوريا .و يقدر هذا التخفيض في األقدمية انطالقا من مستوى التكوين الذي يشترطه القانون .
كما يستفيد الموظف الذي يمارس عمله في بعض مناطق التراب الوطني ،تخفيضا في األقدمية لاللتحاق
بالمنصب األعلى ،حسب الشروط و األشكال المقررة في التنظيم المعمول به .يستفيد أعضاء جيش التحرير
الوطني و المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني و كذلك أرامل الشهداء تخفيض ثلث األقدمية المطلوبة
لاللتحاق بالسلك األعلى عن طريق االمتحان المهني .
47
()1ـ مرجع سابق ،ص .341
()2ـ الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،الجريدة الرسمية ،األمر رقم 06/03المتضمن القانون األساسي العام
للوظيفة العامة ،العدد،2006، 46ص
()3ـ الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،الجريدة الرسمية ،المرسوم رقم 07/304المتضمن للشبكة االستداللية
لمرتبات الموظفين و نظام دفع األجور ،العدد، 61،2007ص .10
()4ـ المرجع السابق ،ص . 11
()5ـ الجريدة الرسمية ،العدد ، 61مرجع سابق ،ص . 12
وقد كرس القانون وتيرتين للترقية :ـ تبعا حسب النسب 4،4،2متضمن 10موظفين .
ـ تبعا لـ 4 ،6لنفس العدد من الموظفين .
كما نص على أن الترقية في الدرجة تكون بقوة القانون حسب المدة القصوى .
كما جاء فيه في المادة 14أن الموظف صاحب المنصب العالي أو الوظيفة العليا في الدولة بقوة القانون
حسب المدة الدنيا خارج النسب المنصوص عليها سابقا .
2ـالترقية في الرتبة :تتمثل الترقية في الرتبة في تقدم الموظف في مساره المهني و ذلك باالنتقال من رتبة
.حسب الكيفيات اآلتية : ( )1 إلى الرتبة األعلى مباشرة في نفس السلك أو في السلك األعلى مباشرة
ـ على أساس الشهادة من بين الموظفين تحصلوا خالل مسارهم المهني على شهادات والمؤهالت المطلوبة ،
وذلك بعد تكوين متخصص خضع له الموظف .
ـ عن طريق امتحان مهني أو فحص مهني تعده المنظمة .
ـ على سبيل االختيار عن طريق التسجيل في قائمة التأهيل مرتين متتاليتين ،كما يعفى الموظف من التربص
.
48
ـ تتوقف كل ترقية من فوج إلى فوج أعلى مباشرة على متابعة تكوين مسبق منصوص عليه في القوانين
األساسية الخاصة .أو الحصول على الشهادة المطلوبة.
يتم تحديد النسب المخصصة لمختلف أنماط الترقية عن طريق القوانين األساسية الخاصة .
مر نظام الترقية في اإلدارات العمومية في الجزائر بعدة مراحل كان البارز فيها هو
التقدم المستمر في حاجيات الموظف و تلبية رغباته منذ االستقالل إلى اآلن في محاولة
لمسايرة مجريات العولمة التي تشهدها مختلف المجاالت خاصة منها الوظيفية .
الجانب التطبيقي
أمـــــــالك الدولـــــــــة
49
المبحث األول :التعريف بمديرية أمالك الدولة :
تعبر مديرية أمالك الدولة من اإلدارات العمومية ،المنشأة حديثا الواقعة في وسط المدينة
التي سنتناولها في بحثنا هذا بالتعريف والتفصيل في مهامها و كيفية إجراء الترقية بها .
50
( )1ـ قاتة محمد العيد ،مرجع سابق ،ص .08
( )2ـسباق خميس ،تقرير نهاية التربص( تقني في المعلوماتية )،ص. 6
()3ـ نفس المرجع السابق ،ص.7
()4ـ قانة محمد العيد المرجع السابق ،ص.9
تم إنجازها من طرف مؤسسة البناء بورقلة وهي منشأة جديدة .تقدر مساحتها
بـ 2.2302م ،أما عدد المستخدمين فيقدر بـ 200مستخدم .
مهام مديرية أمالك الدولة :
تمتلك الدولة و الجماعات المحلية عقارات و منقوالت تشكل ما يسمى باألمالك الوطنية و يسند تسييرها إلى
المديرية و التي من أهم مهامها :
ـ تنظيم و تسيير الممتلكات العمومية في ظروف تسمح بحفظ أموال الدولة و السهر على حمايتها من األضرار
المادية و المعنوية المحتمل أن تصيبها .
ـ إحصاء األمالك التابعة للدولة و تقييدها في سجالت الجرد و االرتكاز .
ـ متابعة تحصيل أمالك الدولة .
ـ تمثيل الدولة أمام المحاكم فيما يخص المنازعات القضائية .
ـ إجراءات الخبرات و التقويمات العقارية .
ـ تحديد العقود اإلدارية(. )3
51
( )1ـ مرجع سابق ،ص .15
( )2ـ قانة محمد العيد ،مرجع سابق ،ص . 09
()3ـ مرجع سابق ،ص .10
وزارة المالية
52
المصدر :طبقا للمرسوم رقم 90/190المؤرخ في جوان . 1991
المدير
األمانة
العمليــاتالعقاريــة
العقاريــة مصلحةالعمليــات
مصلحة
مصلحة التقويمــات العقاريــة مصلحة الشؤون العامة
والوسائل
مكتب التقويمـــات مكتب تسيير أمالك الدولة
مكتب المستخدمين واإلتقان
مكتب الدراسات و التحليل العقــــوداإلداريـــــــة
اإلداريـــــــة مكتبالعقــــود
مكتب
ووالمنازعات
المنازعات
مكتب عمليــات الموازنــة
الجـــدولالعـــام
العـــام مكتبالجـــدول
مكتب
مكتب التحقيقات
53
المصدر :نفس المرسوم.
وفقا ألحكام القرار الوزاري المؤرخ في 04جوان 1991تتكون مديرية أمالك الدولة بورقلة من ثالثة
مصالح وكل مصلحة من مكاتب كما يلي(أنظر الشكل (:))3
ـ مصلحة العمليات العقارية :وهي المصلحة التي تشرف على جميع العمليات العقارية التي تهتم بها مديرية
أمالك الدولة و العمل على التنسيق بين المكاتب التابعة لها و ينقسم العمل على ثالثة ( )03مكاتب هي :
)01ـ مكتب تسيير أمالك الدولة :و من مهامه :
ـ القيام بجميع العمليات التي تخص أمالك الدولة و ذلك للمحافظة عليها من تخصيص و تنازل و كراء
وغيرها من العمليات .
)02ـ مكتب الجدول العام :و مهامه تتمثل فيما يلي :
ـ كتابة العقارات المخصصة .
ـ شطب العقارات بعد التخصيص .
ـ تسجيل عقار بعد الحيازة أو إلغاء التخصيص .
ـ الرد على استفسار حول عقار .
ـ إعداد حصيلة دورية عن العقارات التابعة للدولة .
) 03ـ مكتب العقود اإلدارية و المنازعات :
ومن مهامه إنشاء العقود الخاصة بـ :
ـ استصالح األراضي .
ـ التنازل عن السكنات التابعة لهيئات عمومية .
ـ تمثيل مصالح أمالك الدولة في المنازعات التي تكون طرف فيها .
- )04مصلحة الخبرة و التقويمات العقارية :هي مصلحة كباقي المصالح حيث أن عملها يكمل عمل
المصالح التابعة للمديرية خاصة مصلحة العمليات العقارية و تتمثل مهمتها األساسية في تقييم المنقوالت و
المحالت التجارية التابعة ألمالك الدولة حسب تغيرات السوق فبهذا المجال و تقسم مهامها على مكتبين و هما
:
أ)ـ مكتب التقويمات :مهامه هي :
54
ـ تنظيم و تنفيذ عمليات تقييم العقارات و المحالت التجارية التابعة ألمالك الوطنية و تلك األمالك المكتسبة
من قبل اإلدارات العمومية .
ـ تقييم المنقوالت لغرض بيعها بالتراضي .
ـ مراقبة عمليات التقييم .
ـ إنجاز بطاقات تقييم المساكن .
ـ تقييم نتائج هذه النشاطات واألعمال و إعداد تقارير دورية عن ذلك .
ب)ـ مكتب الدراسات و التحليل :و من مهامه :
ـ مسك البطاقات المتعلقة بالتقييمات و الخبرات المحلية .
ـ القيام بمتابعة تطورات السوق العقارية المحلية و إجراء دراسات حول ذلك ومتابعة التقييمات إلعداد التقارير
.
ـ إعداد التقارير الخاصة باستقالل اإلحصائيات المتعلقة بعملية التقييم العام للعقارات المنجزة على المستوى
المحلى و إبالغ الهيئة المعنية .
ـ
مصلحة الشؤون العامة و الوسائل :
وهي مصلحة خاصة بتسيير الموظفين باإلضافة إلى أعمال أخرى .و تقسم هذه المهام إلى أربعة ()04
مكاتب كاآلتي :
)01ـ مكتب عمليات الموازنة و الوسائل :ومن مهامه :
ـ تحديد و تسديد الرواتب للموظفين واإلشراف على كل ما يتعلق بها من خصوم و توقيف و مكافـئات و غيرها
من التعديالت .
ـ تسديد كل الفواتير المترتبة على عاتق المديرية .
ـ تقسيم الميزانية حسب احتياجات المديرية وذلك حسب األبواب و الفصول القانونية .
)02ـ مكتب دراسة المعلومات و الوثائق و المحفوظات واإلعالم اآللي :
و من مهامه :
ـ متابعة جميع المذكرات الوزارية و توزيعها على المصالح .
ـ حفظ نسخة من كل جريدة رسمية و توزيع الباقي على المصالح .
ـ جمع القوانين والمراسيم المتعلقة بتسيير أمالك الدولة و توزيعها على المصالح .
ـ تنظيم األرشيف وحفظ الملفات القادمة من المصالح و التي أصبحت العودة لها تكاد تكون منعدمة .
)03ـ مكتب التحقيقات :هذا المكتب عمله مكمل لعمل المكاتب األخرى حيث يقوم بالتحقيق في جميع العمل
والعمال.
55
)04ـ مكتب المستخدمين :ومن مهامه :
ـ اإلشراف على ملفات الموظفين منذ تعيينه إلى غاية إنهاء مهام العامل بالمؤسسة وذلك على النحو اآلتي:
_ إنجاز محاضر التنصيب .
_ إنجاز قرارات التعيين بالنسبة لألعوان الجدد .
_ إنجاز قرارات التثبيت .
وله مهام و مسؤوليات إضافية تتمثل في :
ـ قرارات أقدمية الجنوب .
ـ بطاقات التنقيط .
ـ استمارات نهاية الفترة التربصية .
ـ مقررات االستقالة ،العزل و غيرها من المقررات .
ـ المذكرات بشتى أنواعها .
ـ تحضير و تسيير اللجان مع اإلشراف على االنتخابات الخاصة بالموظفين .
ـ إنجاز شهادات العمل وسندات العطلة .
ـ إنجاز المخطط السنوي للموارد البشرية .
ـ تحديد الوضعية التعدادية للمناصب المالية .
ـ الرد على جميع المراسالت المتعلقة بالمستخدمين .
57
مستوى المنصب 03 :ثانوي .
المؤهل المطلوب لصاحب المنصب :شهادة عون إداري .
مسؤولياته الحفاظ على المكتب و سير األعمال .
مهام المسئول : 1
58
المؤهل المطلوب لصاحب المنصب :شهادة عون معاينة .
مسؤولياته :
ـ تنفيذ األعمال المطلوبة .
ـ حماية المكتب وكل ما يحويه .
المهام الموكلة إليه :
الوثائق الواردة:
59
المصالح ....
الموظفون ..... غير محدد 01 طلبات.
مديرية أمالك الدولة تعمل على احصاء كل ممتلكـات الدولـة في مختلف الجوانب من منقول
و عقار و المحافظة عليها بجميع الوسائل .و قد أوردنا دراسة لبعض مناصبها في مكتب المستخدمين .
60
الترقية في الدرجة حق و امتياز ،يتمتع به الموظف في اإلدارة العامة الجزائرية و بقوة القانــون و ذلك
وفق شروط يجب توفرها في الموظف وهي :
)01ـ التثبيت :
يجب أن يكون الموظف المرقى في الدرجة مثبت (أي مرسم) في الوظيفة التي يشغلها .
)02ـ المدة الزمنية :
يشترط أن يكون الموظف المرقى قد قضى مدة زمنية معينة في الوظيفة التي يشغلها منذ تاريخ تعيينه لكن
تختلف هذه المدة حسب القوانين المعمول بها :المنطقة ،المنصب ،الدرجة المرقى إليها ،و تكون كاآلتي :
أ)ـ االستفادة من أقدمية الجنوب :طبقا للمرسوم رقم 72/99المؤرخ في 10/05/1972المتضمن منح
امتياز خاص لموظفي اإلدارات العمومية و الجماعات المحلية و المؤسسات العمومية العاملين بواليات
الواحات ،يعطي القانون الجزائري حق االمتياز لعمال الجنوب إذ يقسم المناطق إلى أربعة ( )04مناطق ،و
إذ تقع والية ورقلة في المنطقة الثالثة ( )03التي يعطيها القانون أربعة ( )04أشهر زيادة للعاملين بها مقابل
كل سنة خدمة فعلية .
مثال :تقع والية تمنراست في المنطقة الرابعة ( )04يعطيها القانون ستة( )06أشهر زيادة عن كل سنة خدمة
فعلية ،بمعنى عامل اشتعل سنتين خدمة فعلية و تحصل على ترقية من الدرجة األولى إلى الدرجة الثانية .
أي )01( :سنــة خدم ــة فعلي ــة = ( )06أشه ــر .
ومنه )02( :سنوات خدمة فعلية )12( +شهر = ()03سنوات .
ب)ـ الترقية في الدرجة للمنصب النوعي :إذ ال يخضع أصحاب المناصب النوعية (العليا) إلى جدول
الترقية بل يرقون مباشرة و على أساس المدة السريعة .
مثال :رئيس مكتب مستفيد من الدرجة الثالثة( )03ابتداءا من تاريخ 01/02/2001و أقدمية الجنوب موقوفة
إلى غاية . 31/12/2000رقى على أساس المدة السريعة و يستفيد من الدرجة الرابعة ()04ابتداءا من
01/06/2002و يبقى له ()1سنة و( )08أشهر كفائض .
ج)ـ الترقية من الدرجة ( )0إلى الدرجة األولى ( : )1تتم الترقية من الدرجة ()0الى الدرجة األولى ()1
مباشرة وبدون الخضوع لجدول الترقية و ال اللجنة المتساوية األعضاء بأداء ثالثة ( )03سنوات خدمة فعلية
(،على المدة المتوسطة ) .
61
المالحظة ( :)01هذا النظام هو النظام القديم و يسري مفعول هذا القانون على موظفي األسالك الخاصة ،أما
القانون الجديد فقد طبق على موظفي األسالك المشتركة .
المالحظة ( :)02يقضي القانون الجديد على أن الموظف المعين حديثا و بعد قضاءه سنتين و نصف ()2.5
خدمة فعلية يرقى على أساس المدد الثالث أي أنه يدخل مباشرة إلى جدول الترقية العام ،وهكذا مع باقي
الدرجات السلمية التي أصبحت ( )12درجة في القانون الجديد .
هـ ـ التنقيط السنوي :
يخضع الموظف أثناء تأدية مهامه لنظام تنقيط سنوي ،و يعتبر هذا من حق السلطة المختصة الممثلة في
المسئول المباشر .تكون من 1إلى . 20كما يقوم المدير بوضع النقطة النهائية للموظف التي قد تكون
مطابقة أو أعلى أو أقل لنقطة المسئول .
يحق للموظف اإلطالع على نقطته النهائية و تقديم طعن للجنة المتساوية األعضاء إذا رأى أي إجحاف في
حقه من طرف اإلدارة .
بعد المدة الزمنية يرقى الموظف في الدرجة بحساب تنقيطه للسنوات الثالث األخيرة ثم يستخرج المعدل العام
،كما هو موضح في المثال التالي :
المدد :تقسم مدة الترقية حسب الجدول إلى ثالث تتمثل في :
ـ المدة السريعة (الدنيا ) تتمثل في سنتين (. )02
ـ المدة الوسطى (المتوسطة ) تتمثل في ثالث ( )03سنوات .
ـ المدة القصوى (البطيئة )تتمثل في ثالث ( )03سنوات وستة ( )06أشهر .
حيث يرقى الموظف ضمن المدد على أساس التنقيط السنوي أي المعدل العام.وتوزع كاآلتي 20 40 ، 40 :
على التوالي .
62
مالحظة :في القانون الجديد مدة المدد تتمثل في :
ـ المدة الدنيا سنتان ( )02و ستة ( )06أشهر .
ـ المدة المتوسطة ثالث ( )03سنوات
ـ المدة المتوسطة ثالث( )03سنوات وستة ( )06أشهر .
بعد وضع جدول الترقية من طرف الهيئة المختصة تقوم اللجنة المتساوية األعضاء بدراسته والمصادقة عليه
و إصدار قرارات الترقية تعلن للمعنيين و تسلم نسخ لكل موظف معني و أخرى لمكتب المحاسـبة و أخرى في
ملف المعني .
هنا يجب اإلشارة إلى أن اللجنة المتساوية األعضاء تتكون من أعضاء ممثلون متساوون في العدد
بين ممثلي اإلدارة و ممثلي الموظفين يرأسها المدير يعين األعضاء لمدة ثالث سنوات قابلة للتجديد تعد
جلساتها مرتين على األقل لسنة و جلسات استثنائية بطلب من الرؤساء أو بطلب كتابي من ثلث أعضاءها
الدائمين على األقل في جلسات مغلقة ويتم اإلعالن عن القرارات المتخذة في لوحة اإلعالنات ،تدرس عدة
مسائل منها :
ـ الترقية في الدرجة و الرتبة .
ـ تمديد الفترة التجريبية للموظفين المعنيين أو تثبيتهم .
ـ االنتداب التلقائي و النقل اإلجباري .
ـ دراسة الطعون المقدمة لها .
يحق لإلدارة أو المعنيين الطعن في القرارات الصادرة منها في أقل من 19يوم في حالة القرارات التأديبية .
63
أنواع الترقية في الرتبة :للترقية في الرتبة ثالث ( )03أنواع مذكورة في القانون المعمول به تتمثل في :
ـ االمتحان المهني .
ـ التأهيل المهني .
ـ االختيار .
و قد وزعت نسبة كل منها بناءا على النسبة المحددة مسبقا من إجمالي المناصب الشاغرة .حساب نسبة
المناصب الموظفة عن طريق الترقية بالرتبة كالتالي :
10مناصب } 100
س = 4.5=10/100*45من عدد المناصب . } س 45
64
.إعداد محضر النتائج النهائية و إرسالها إلى اإلدارة المعنية التي تقوم بدورها بتحضير قرار اإلعالن
عن النتائج النهائية ،يرسل مقرر تعين للمراقب المالي للتأشير .
.استدعاء المعني لمباشرة مهامه و استخراج محضر تنصيب في المنصب الجديد .
.يرسل نسختين لمكتب المحاسبة و نسخة للمعني ،و نسخة في الملف اإلداري .
التأهيل المهني :
هو تقديم شهادة أو تقرير يثبت تأهيال معينا أثناء تأديته مهامه في اإلدارة مع خبرة 05سنوات تدرس
الملفات من طرف اللجنة المتساوية األعضاء تتم المصادقة على الملف المختار كما تركز على تقرير المدير
والشهادة .
الترقية االختيارية :
وهي عملية اختيار وانتقاء بين الموظفين على أساس عدة معايير كما يجب توفر أقدمية ال تقل عن 10
سنوات و يجب إتباع هذه الخطوات فيها :
ـ إعالن اإلدارة عن إجراء ترقية اختيارية .
ـ تقديم طلبات الموظفين الذين يرغبون في دخول للترقية .
ـ تحضير الملفات التي تتكون من . :طلب المعني .
.قرار تعيين في الرتبة الحالية +محضر التنصيب .
.تنقيط 05سنوات األخيرة .
.تقديم شهادة إن وجدت .
.قرار تعيين في المنصب األعلى إن وجدت . .
.األقدمية في اإلدارة العمومية .
يقوم بعدها مكتب المستخدمين بإعداد و تحضير كل من تتوفر فيه الشروط في جداول لتسهيل العملية وتتم كما
يلي :
أ ـ حساب المعدل للتنقيط السنوي لخمس( )05السنوات األخيرة ،ثم تنقيط كل معدل على أساس 04=20
نقاط و 00=16كما هو موضح في الجدول رقم (.)01
ب ـ تنقيط الدبلومات و شهادات التكوين المتخصصة أو العامة على حسب درجة الشهادة مثال :شهادة
الماجستير في القانون العقاري =( )02نقطتين و شهادة تثبت تكوين لمدة ( )06أشهر على األقل =(
)0.20في مجال اإلعالم اآللي ما هو موضح في الجدول رقم (.)02
ج ـ تنقيط األقدمية في المنصب النوعي بعد حساب األقدمية من تاريخ تنصيبه كما في الجدول (.)03
65
د ـ تحسب األقدمية التي أداها الموظف في اإلدارة العمومية في قطاعات أخرى في الوظيفة العمـومية و
المؤدات في اإلدارة في رتبة أخرى و في الرتبة الحالية كما في الجدول رقم (.)04
توضع في األخير كل النقاط في جدول موحد و شامل و تجمع على أساس جزئي .تقدم هذا الجدول للجنة
المتساوية األعضاء التي تنعقد إلجراء ترقية اختيارية و تبقى لها وضع نقطة التقرير المعد من طرف
المسئول المباشر لكل موظف بنقط كل عضو من 01إلى 03تجمع نقطة التقرير و توضع بالج ــدول و يحسب
المجموع العام و يترتب على إثرها ترتيب نهائي يقرر من تمت ترقيته .
يصادق على القرار و يمضي عليه المدير و يرسل إلى المراقب المالي للتأشير و ترسل نسخة فردية إلى كل
من تمت ترقيته و توضع نسخة أخرى في ملف المعني ونسخة إلى مكتب
المحاسبة .
يطبق في المديرية النظامين القديم والجديد ،الحظنا خالل الفترة التي يقوم فيها مكتب المستخدمين
باإلعداد إلجراء الترقية ،وجود حالة من الترقب و التنافس و الحماس بين العاملين المنتظرين للترقية حتى
لو كانت ال تعنيهم ،حمل القانون الجديد رضا بعض العاملين و سخط البعض .
مديرية أمالك الدولة مديرية تابعة لوزارة المالية ،تتوسع مهامها بتوسع أمالك الدولة تجرى بها
الترقية وفق قوانين الدولة التي تتميز بالشفافية و الوضوح لكل العاملين التي لها سلبيات و ايجابيات على حد
سواء .
الخاتـ ــمة:
خالصة كل ما تقدم و هي في نفس الوقت خالصة بحثنا هي أن الترقية لها دور كبير في الحياة
المهنية للفرد و للمؤسسة خصوصا في ظل الظروف الحالية و تنافس المؤسسات في السوق العالمية على
اليد العاملة المؤهلة ،باعتبارها العامل المحفز والجالب لعدد أكبر من الموظفين ذوي الخبرة و كفاءة لمنح
الموظف الدرجة التي يستحقها .فنظرة الموظف لها الجانب اإليجابي طوال مسيرته المهنية العتالئه
منصب أعلى و زيادة راتبه ،فالفرد إذا واصل مساره الوظيفي على أكمل وجه من االنضباط و حسن الخلق
و جد فبالتأكيد المؤسسة سترغب في بقاءه ة تعمل على إرضاءه و تعمل على التمسك به عن طريق
الترقيات و العـالوات مما يولد لدى الفرد ثقة فيعمـل على تنمية قدراته وتطويرها و تطوير مساره الوظيفي
.و بالنسبة للفرضيات التي تم اقتراحها في بداية هذا البحث فقد تم إثباتها من خالل دراستنا لموضوعنا .
ـ بداية بالفرضية األولى و المتمثلة في الدور الذي تلعبه الترقية بالنسبة للمؤسسة و بالنسبة للفرد على المدى
القريب و المتوسط في مساره المهني فقد تطرقنا إليها في بحثنا في األهمية المرتقبة للترقية.
66
ـ أما الفرضية الثانية و التي تتمحور حول اإلجراءات المتبعة من طرف اإلدارة إلعداد برامج الترقـية و قد
تعرضنا لكيفية و إجراءات المتبعة من البرامج التي تعدها إلى معايير متخذة فيها بعد تحديد من تتوفر فيهم
الشروط المذكورة فقد عرجنا عليها و بيناها .
ـ أما الفرضية الثالثة فتتمثل في الرقابة المفروضة على إجراءات الترقية و أثبتت صالحيتها إذا أتبعت
بحذافيرها .
النتائج :من خالل بحثنا هذا توصلنا إلى ما يلي :
ـ يكمن سر رضا الفرد بالترقيــة بالزيادة المرتقبة في المركز األدبي والمالــي بالمنصب الجديد .
ـ تحقيق المؤسسة رغبتها في تحسين إنتاجيتها برضا الفرد عن نفسه و عن المؤسسة.
التوصيات :
ـ االهتمام أكثر بتكوين و تدريب الفرد المراد ترقيته لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
ـ شرح إجراءات الترقية لكافة الموظفين .
ـ إعالن برامج الترقية لكافة العمال .
ـ توفير جميع وسائل المعلوماتية لمكتب المستخدمين.
المراجع:
الكتب العربية:
1ـ غربي علي و آخرون ،تنمية الموارد البشرية ،الجزائر ،شركة دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع ،
232 ،2002صفحة.
2ـ خضير كاظم حمود و ياسين كاسب الخرشة ،إدارة الموارد البشرية ،األردن :دار المسيرة للنشر و
التوزيع و الطباعة 276 ، 2007 ،صفحة .
3ـ مصطفى نجيب شاوش ،إدارة الموارد البشرية ،األردن :دار الشروق للنشر و التوزيع ، 2007 ،
375صفحة .
4ـ صالح الذين عبد الباقي ،إدارة الموارد البشرية مدخل تطبيقي معاصر ،مصر :الدار الجامعية ،
424 ، 2004صفحة .
5ـ بوفلجة غيات ،فعالية التنظيمات تشخيص و تطور ،الطبعة األولى ،دار الغرب للنشر والتوزيع ،
. 2003
67
6ـ محمد أنس قاسم ،مذكرات في الوظيفة العامة ،الطبعة الثانية ،الجزائر :ديوان المطبوعات الجامعية ،
215 ، 1989صفحة .
7ـ محمد حافظ الحجازي ،إدارة الموارد البشرية ،الطبعة الثانية ،مصر :دار الوفاء لدنيا الطباعة و النشر
416 ، 2006 ،صفحة .
8ـ عبد الغفار حنفي ،السلوك التنظيمي و إدارة الموارد البشرية ،مصر :الدار الجامعية ،2007، 84
577صفحة .
9ـ أحمد ماهر ،إدارة الموارد البشرية ،الطبعة الخامسة ،مصر :الدار الجامعية للطبع والنشر ، 2001
395صفحة .
10ـ حمداوي وسيلة ،إدارة الموارد البشرية ،الجزائر :مديرية النشر لجامعة قالمة . 2004 ،
11ـ فوزي حبش ،الوظيفة العامة و إدارة شؤون الموظفين ،الطبعة األولى ،لبنان :دار النهضة ،
. ، 1991
12ـ صالح الذين عبد الباقي و عبد الغفار حنفي ،إدارة األفراد و العالقات اإلنسانية ،مصر :مطبعة
اإلشعاع الفنية لطباعة الكتب الجامعية و األشغال التجارية 626 ، 1988 ،صفحة .
13ـ صالح الدين محمد عبد الباقي ،إدارة الموارد البشرية من الناحية العلمية والعملية ،مصر :الدار
الجامعية طبع نشر توزيع 1999 ،ـ. 2000
14ـ أحمد صقر عاشور ،إدارة القوى العاملة ،األسس السلوكية و أدوات البحث التطبيقي ،لبنان :دار
النهضة العربية للطباعة و النشر بيروت 495 ، 1983 ،صفحة .
15ـ صالح الشنواني ،إدارة األفراد و العالقات اإلنسانية مدخل األهداف ،مصر :مؤسسة سباب الجامعية
644 ، 1999 ،صفحة .
16ـ بوخرمية بوبكر و آخرون ،دراسات في تسيير الموارد البشرية إدارة األفراد ،الطبعة األولى ،
الجزائر :دار قرطبة 335 ، 2008 ،صفحة .
17ـ محمد عبد الفتاح الصيرفي ،إدارة الموارد البشرية ،الطبعة األولى ،األردن :دار المناهج للنشر
والتوزيع 335 ، 2006 ،صفحة .
18ـ مصطفى محمود أبوبكر ،الموارد البشرية مدخل لتحقيق الميزة التنافسية ،مصر :الدار الجامعية ،
539 ، 2006صفحة .
19ـ أمين الساعاتي ،أصول االدارة العامة ،السعودية :دار الفكر العربي . 1997 ،
20ـ جمال الدين لعويسات -مبادئ اإلدارة – الجزائر دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع2003 -
-21إبراهيم عبد العزيز شيحا – أصول اإلدارة العامة – مصر :توزيع منشأة المصارف باإلسكندرية
465 -1993صفحة
-22محمد مهنأ العلي – الوجيز في اإلدارة العامة – الدار العلم للطباعة والنشر1404 -هـ 263،صفحة .
68
-23عمار عويدات ،القانون اإلداري ،الجزائر ،ديوان المطبوعات 605،صفحة
-24عبد الغفار حنفي و عبد السالم أبوتحف – تنظيم وإ دارة األعمال مصر :المكتبة العربية الحديثة،
. 610 ،1993
25ـ لوران بالن ترجمة أنطوان عبده ـ الوظيفة العامة ،لبنان :منشورات عويدات 170 ،صفحة.
26ـ حسين عثمان محمد عثمان ـ أصول علم اإلدارة العامة،ط( ، )1منشورات الحلبي الحقوقية للنشر و
التوزيع .2007،
27ـ عمار بوحوش ـ االتجاهات الحديثة في علم اإلدارة ،الجزائر :المؤسسة الوطنية للكتاب 486 ،صفحة
.
28ـ خالد عبد الرحيم الهيتي ـ إدارة الموارد البشرية مدخل استراتيجي ،ط( ، )2قطر :دار وائل للنشر ،
. 2005
الجرائد:
29ـ الجريدة الرسمية للجمهوري الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد.1978 ، 32
30ـ الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد .1985، 13
.2005 ، 31ـ الجريدة الرسمية للجمهوري الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد
32ـ الجريدة الرسمية للجمهوري الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد .2006 ، 46
33ـ الجريدة الرسمية للجمهوري الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد . 2007 ، 61
34ـ الجريدة الرسمية للجمهوري الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد .2008 ، 03
69
-37محمد مسعود بورغدة ـ الرضا الوظيفي ألمانة :التربية البدنية والرياضية وعالقته بأدائهم -مذكرة
لنيل شهادة الماجيستير بالنظري ومنهجية التربية البدنية والرياضة – تخصص علم النشاط البدني
والرياضي التربوي . 2001/2002
38ـ محجوبي عبد اهلل و غطاس وليد ـ مذكرة تخرج ضمن متطلبات نيل شهادة ليسانس "تنمية الموارد
البشرية في المؤسسة االقتصادية الجزائرية " جامعة الجزائر ،كلية علوم االقتصاد . 2006/2007 ،
39ـ سباق خميس ـ تقرير نهاية الفترة التربصية " تقني في المعلوماتية " مركز تكوين و تمهين بني إبراهيم ،
. 2005/2006
الفهرس :
ـ المقدمة .
.ص .06 ـ الفصل التمهيدي :اإلدارة العامة في الجزائر .....................................
ص . 08 ـ المبحث األول :مفهوم اإلدارة العامة ...................................
ص .08 المطلب األول :تعريف اإلدارة العامة ..............................
ص.09 المطلب الثاني :خصائص اإلدارة العامة .............................
ص. 11 المطلب الثالث :اإلدارة العامة و اإلدارة الخاصة ....................
ص .13 ـ المبحث الثاني :نشأة و تطور اإلدارة العامة في الجزائر .................
ص. 13 المطلب األول :مرحلة ما قبل االستقالل .............................
ص .13 المطلب الثاني :مرحلة ما بعد االستقالل .............................
ص .14 المطلب الثالث :مرحلة صدور أول قانون جزائري ..................
ص .16 ـ المبحث الثالث :سمات اإلدارة العامة في الجزائر.........................
ص .17 المطلب األول :الجانب االجتماعي ....................................
ص .16 المطلب الثاني :الجانب القانوني .......................................
ص .21 ـ الفصل األول :نظام الترقية .......................................................
70
ص.23 ـ المبحث األول :مفهوم الترقية ..............................................
ص .23 المطلب األول :تعريف الترقية و أهميتها ...............................
ص .25 المطلب الثاني :أهداف الترقية ..........................................
ص .27 المطلب الثالث :أشكال الترقية ...........................................
ص .27 المطلب الرابع :شروط الترقية ......................................
ص .30 ـ المبحث الثاني :أنظمة الترقية ................................................
ص .30 المطلب األول :أسس الترقية .........................................
ص .32 المطلب الثاني :تقييم أسس الترقية ....................................
ص .36 المطلب الثالث :برامج الترقية .........................................
ص .38 المطلب الرابع :أنظمة الرقابة على الترقية .............................
ص .40 المطلب الخامس :مشكالت الترقية .....................................
ص .43 ـ المبحث الثالث :نموذج الترقية في الجزائر ....................................
ص.43 المطلب األول المرحلة األولى ...........................................
ص .46 المطلب الثاني :المرحلة الثانية .........................................
ص .47 المطلب الثالث :المرحلة الثالثة ........................................
ص .51 المطلب الرابع :المرحلة الحالية .......................................
ص.53 ـ الفصل الثاني :الجانب التطبيقي ....................................... ...........
المبحث األول :التعريف بمديرية أمالك الدولة ................................ص .54
المطلب األول :نبذة تاريخية عن هيكلة المديرية ..........................ص . 54
ص .56 المطلب الثاني :الهيكل التنظيمي .........................................
المطلب الثالث :الهيكل التنظيمي للمديرية ..................................ص .58
المطلب الرابع :دراسة المناصب .........................................ص .61
ص .66 ـ المبحث الثاني :نظام الترقية في المديرية .......................................
ص .66 المطلب األول :الترقية في الدرجة .......................................
ص .69 المطلب الثاني :الترقية في الرتبة .........................................
ـ الخاتمة ............................................................................ص.72
ـ المراجع ..........................................................................ص .73
ـ الملحقات .
71
72