Professional Documents
Culture Documents
أخطاء التصميم- مقال مترجم
أخطاء التصميم- مقال مترجم
أخطاء التصميم- مقال مترجم
مشــــــــــــــاكل التصميم
تنشأ اخلالفات بني املالك واملقاول أو املالك واملهندس يف حاالت كثرية من جراء عدم وجود وضوح يف
االتفاقيات اليت جتمع بني األطراف ،أو من جراء نقصها ،عدا عن حاالت أخرى ال ميكن حصرها .وختتص
هذه املقالة بإشكالية اخلالفات اليت تنشأ عن أعمال التصميم بشكل خاص .إن حدود مسؤولية املقاول يف
املشاريع اليت تقوم على أساس "التصميم والتنفيذ" غري حمددة املعامل دوماً .ويف هذا املقال يوضح "روجر
نولز" -و هو خبري بريطاني يف شؤون التحكيم اهلندسي -هذه املسألة.
لقد درجت العادة منذ مدة طويلة أن يقوم المالك في المشاريع بأعمال التصميم عن طريقه
لدى مهندس يعتمده هو .ولقد جرت األمور على العمل بموجب كتاب "فيديك" األحمر ،بحيث
يقوم المهندس بأعمال التصميم للمالك .إال أن الزمن يتغير ،ويتطلع المالك اآلن إلى ترك
أمور التصميم للمقاولين ،وتمرير قدر أكبر من المخاطر بذلك إليهم.
إن السبب الرئيسي لرغبة المالك في ترك أمور التصميم للمقاولين ،أن المالك يهدفون إلى
الحصول على تأكيد أكثر للكلفة النهائية للمشروع ،وضمان زمن أقصر إلتمام تنفيذ المشروع،
قبل أن يوافقوا على إعطاء الضوء األخضر للبدء في التنفيذ .ولقد تولدت قناعة لدى المالك
أنه خالل الفترة الماضية نشأت معظم الخالفات بين المالك والمقاولين بسبب أخطاء
التصميم ،وتأخير إصدار الرسومات من قبل المهندس المصمم.
إن أحد الحلول الممكنة التي وجدها المالك لهذه المشكلة يكمن في جعل المقاول مسؤوالً
بشكل كلي عن جميع أعمال التصميم .وبينما يظهر هذا كحل مريح إال أنه ال يخلو من
المصاعب .إن أخطاء التصميم قاسم مشترك سواء كان الذي يقوم بالتصميم المالك أو
المقاول .وعلى كل حال فإنه ليس كل خطأ في التصميم يستدعي قيام المالك بتعويض
المقاول عنه .وبناء على ذلك كان ال بد من تحديد مسؤولية المقاول بشكل واضح.
مسؤولية املقاول يمكن التعبير عنها في العقد المبرم بين المالك والمقاول بإحدى وسيلتين،
األولى :أن يقوم المقاول ببذل جهود وخبرة وعناية معقولة إلخراج تصميم مناسب للغرض
المطلوب ،والثانية :أن يقوم المقاول بإخراج عمل نهائي مناسب للغرض من المشروع .فإذا
كانت واجبات المقاول موضحة في بذل الجهد والخبرة والعناية إلنتاج تصميم مناسب فإن
المقاول لن يكون ضامناً لجودة المنتج النهائي .والمطلوب منه في هذه الحالة هو إبداء
مها ارت في أعمال التصميم تساوي المهارات التي يبديها مقاولون آخرون تقدموا لنفس العمل.
إن هذه الوسيلة من تحديد واجبات المقاول ربما سهلت إيجاد المخرج للمقاول حين تبدو
بعض األخطاء.
منذ زمن ليس بالبعيد ،قام المهندسون بتوصيف ما يسمى "االسمنت عالي األلومينا" لألعمال
التي يطلب فيها سرعة اإلنشاء وتبكير الحصول على قوة مقاومة عالية للخرسانة ،ولقد أثبت
هذا النوع من اإلسمنت خطره الجسيم في مدة وجيزة ،فلدى تعرضه ألمالح الكلوريد فقد
اإلسمنت خصائصه ،وفقدت الخرسانات قوتها فجأة مما أدى إلى انهيار المباني والجسور
التي كان تم إنشاؤها أو كانت تحت اإلنشاء في ذلك الوقت .ولقد دعا هذا المالك إلى هدم
وإزالة كافة المشاريع التي أقيمت بهذا اإلسمنت .ولحسن حظ المهندسين في ذلك الوقت فإن
عقودهم كانت تنص على أن يبدو ويمارسوا مهارات وعناية وخبرة معقولة في أعمالهم .ولو
أنه تم عرض الدعاوى التي أقامها المالك حينئذ على المهندسين المصممين على التحكيم،
لكان مصيرها الفشل ،حيث كان الدفاع عن المهندسين سيتم باستخدام مبدأ "المعرفة حتى
ذلك التاريخ" .ففي جوهر الموضوع كان المطلوب من المهندس أن يبين أنه برغم نشوء تلك
ٍ
مساو لما كان يبذله اآلخرون االنهيارات قد بذل من المهارة والعناية والخبرة المعقولة ما هو
في ذلك التاريخ ،وبذلك يكون األمر خارجاً عن إرادته.
إن تحديد مسؤولية المقاول بإخراج عمل نهائي مناسب للغرض من المشروع ال يجد للمقاول
عذ اًر كهذا حين وقوع الخطأ .ولقد توضح هذا في مثال عملي حينما تحطم برج تلفزيوني بعيد
إنشائه مباشرة .لقد كان تصميم البرج غير مالئم للظروف الطبيعية القاسية في الموقع .والتي
تضافرت بين رياح شديدة و برودة عالية .ولقد دافع المحامون عن المقاول بأن ظروف
الطقس لم تكن متوقعة وأن أي مصمم آخر كان من الممكن أن يواجه نفس المتاعب.
وبمعنى آخر فإن تصميم المقاول يعادل بشكل معقول ما قد كان سيقوم به أي مقاول آخر لو
أخذ على عاتقه مهام التصميم والتنفيذ .ولكن حيث أن العقد نص على أن يقوم المقاول
بإنشاء يرج تلفزيوني يناسب الغرض الذي أنشأ من أجله ،نفى إمكانية استخدام الدفاع لمقولة
"المعرفة حتى ذلك التاريخ".
إشكالية املالك وبهذه األوضاع في البال ،فإنه يخطر للمالك أن يلجؤوا في عقودهم مع
المقاولين إلى مبدأ إخراج عمل نهائي مناسب للغرض من المشروع .ولكن لسوء الحظ فإن
شركات التأمين ترفض إصدار تأمينات لمشاريع تحمل صبغة إخراج عمل نهائي مناسب
للغرض من المشروع .وبهذا نشأت إشكالية لدى المالك.
ولتعقيد األمور أكثر ،حيث يتطلب العمل إخراج عمل نهائي مناسب للغرض من المشروع،
فإن المقاول مسؤول عن إخراج مشروع يناسب الغرض الذي تم تعريفه له قبل دخوله في
العقد مع المالك .وعلى المالك أن يحذروا أن يصدروا تعليمات ومواصفات غير واضحة
تماماً ،أو ال تبين الهدف الكامل للمشروع واستخداماته بعد انتهائه.
كما أنه في حالة وضع مبدأ بذل الجهد والخبرة والعناية إلنتاج تصميم مناسب ،فإن العرف
السائد أنه لو كان هناك مستويان من الخبرة في السوق فإن المقارنة تتم بأضعفهما .وهذا
يخلق إشكالية إضافية للمالك.
والنتيجة ،ليس هناك حل سهل لهذه اإلشكاليات .وعلى المالك ممارسة العناية التامة عند
التعاقد ،واللجوء إلى ذوي الخبرة واالختصاص للحصول على النصيحة التي تمهد لهم
الحصول على وثائق تعاقدية واضحة تماماً قبل االرتباط في التعاقد مع المقاولين.
ترمجها بتصرف
د .م .أسامه جمدي الشوا