Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 21

‫آلية التوقيع اإللكتروني وتطبيقها على إدارة المرفق العام‬

‫ط‪.‬د‪ /‬بوشـــــــــيشة نــــــــــــــــــجم الـــــدين‬

‫طـــــــــــــــــــــــــــاب دكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتورا‬

‫كلية الحقوق والعلـــــــــوم الســــــياسية‬

‫جامعة ســـــــــــــــــــــــــــوسة – تـــونس‪-‬‬

‫البـــــــــــــــــــــــــــــــريد اإللكــــــــــــــــــتروني‪:‬‬

‫‪Nedjm.nedoy@gmail.com‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫يلعب االنترنت دورًا رئيسيًا في حياة االفراد حيث نجد انه قلص الزمان والمكان من بما يقدمه من خدمات‬

‫متع ددة اس تفاد منه ا االف راد والمؤسس ات اس تفادة قص وى ف التطورات الس ريعة ال تي يش هدها الع الم في كاف ة‬

‫المجالت االقتصادية والسياسية واالجتماعية مع نهاية القرن العشرين والكثير من التحديات التي ألقت على‬

‫اإلدارة ع بئ اإلع داد لتع بر أس اليب العم ل من خالل تط وير تنظيم ات اإلدارة داخلي ا في تالؤم م ع تغ يرات‬

‫البيئة الخارجية‪.‬‬

‫فيكمن جوهر فلسفة االدارة االلكترونية في تغيير نمط واسلوب تعامل وتفاعل العاملين والزبائن والمؤسس ات‬

‫الحكومية على اختالف تواجدها وأنواعها وأحجامها معا فقد غزت تكنولوجيات المعلومات مختلف جوانب‬

‫‪1‬‬
‫العمل اإلداري في جميع المؤسسات إذ ال نجد مؤسسة تخلو من قواعد بيانات لموظفيها االداريين المختلفين‬

‫واص بحت قواع د البيان ات من ض روريات المؤسس ة وك ذا ش بكة االنترن ات وب دورها ال تس تطيع المؤسس ة‬

‫االس تمرار في العم ل ال ذي ينبغي التعام ل مع ه وتوظيف ه بكف اءة عالي ة نتيج ة ه ذا التغي ير فق د انتق ل العم ل‬

‫اإلداري مس تفيدا من تكنولوجي ات المعلوم ات االداري ة من االس اليب التقليدي ة ال تي تعتم د على المع امالت‬

‫الورقية واالجراء الروتيني إلى أساليب إلكترونية في االدارة واالدارة االلكترونية‬

‫وحتى تكتمل هذه االستفادة من هذا النظام فانه يجب ان تتضمن هذه الخدمات السرية والحماية خصوص ًا في‬

‫المعامالت التجارية وغيرها من المعامالت الخاصة التي يفترض ان ال تتعرف عليها اال الجهة المخول لها‬

‫بذلك‪.‬‬

‫والتوقيع اإللكتروني آلية لحماية المعلومات وذلك بالتأكد من هوية مصدر المعلومات(الرسالة) حيث‬

‫انها تعتبر من اهم الطرق المستخدمة لضمان الوثائق المرسلة بجعل مستقبل الرسالة او الوثيقة مطمئن من‬

‫الط رف ال ذي أرس لها ل ه‪ .‬وك ان أول اع تراف ب التوقيع اإللك تروني في ع ام ‪ 1989‬في مج ال البطاق ات‬

‫اإلئتمانية حيث أقرت محكمة النقض الفرنسية صحة التوقيع اإللكتروني واعتبرت أنه يتألف من عنصرين‬

‫هما إبراز البطاقة اإلئتمانية وإ دخال رقم حامل البطاقة السري وأكدت هذه المحكمة كذلك أن هذه الوسيلة‬

‫توفر الضمانات الموجودة في التوقيع اليدوي بل تفوقها ‪.‬‬

‫وصدر في ‪ 13‬كانون أول ‪1999‬م إرشاد عن االتحاد األوروبي حول التوقيع اإللكتروني‪ .‬إال أن اول توقيع‬

‫الكتروني صدر في امريكا في االول من اكتوبر عام ‪2000‬م‪ ،‬والمشرع الجزائري هو اآلخر قام بإصدار‬

‫الق انون رقم ‪ 04 -15‬الم ؤرخ في ‪ 01/02/2015‬ال ذي يح دد القواع د العام ة لتوقي ع والتص ديق‬

‫االلكترونيين‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار يمكن طرح اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫ما مدى تطبيق التوقيع االلكتروني كآلية في نظام اإلدارة اإللكترونية في الجزائر؟‬ ‫‪‬‬

‫إذ س نتعرض ب البحث والدراس ة للتوقي ع اإللك تروني وتطبيقات ه في اإلدارة اإللكتروني ة ب الجزائر‪ ،‬ولإلجاب ة‬

‫على هذه اإلشكالية والفرضيات المرتبطة بها ارتئينا اعتماد الخطة التالية وفق منهج تحليلي وذلك كالتالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬التوقيع اإللكتروني في ظل القانون ‪15/04‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف التوقيع االلكتروني‬

‫المطلب ثاني‪ :‬أسس التوقيع اإللكتروني‬

‫المبحث الثاني‪ :‬سبل تنفيذ التوقيع اإللكتروني على المرفق العام‬

‫المطلب األول‪ :‬آلية إنشاء التوقيع اإللكتروني‬

‫المطلب الثاني‪ :‬السلطة الوطنية للتصديق اإللكتروني‬

‫‪3‬‬
‫المبحث األول‪ :‬التوقيع اإللكتروني في ضل القانون ‪15/04‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم التوقيع اإللكتروني‬

‫أوال‪ :‬تعريف التوقيع اإللكتروني‬

‫التعريف الفقهي‬ ‫أ‪-‬‬

‫التوِّقيع عمومًا هو عالمة شخصية يمكن من خاللها تمييز هوية الموِّق ع وتتكون هذه العالمة من‬

‫أحد الخواص االسمية للموقع وهي اسمه ولقبه فاالسم هو روح التوقيع ‪ ،‬ووظيفته االساسية هي التعبير عن‬

‫رض ا الموق ع بم ا ص در من ه ويجب ان يص در من ش خص كام ل االهلي ة‪ .‬ويجب ان يك ون التوقي ع بخ ط ي د‬

‫الموقع ‪ ،‬ولكن العتبارات معينه أجازت التشريعات التوقيع بالختم والبصمة‬

‫ام ا التوقي ع اإللك تروني فه و عب ارة عن عملي ة تش فير مك ون من بعض الح روف والرم وز واألرق ام‬

‫اإللكتروني ة‪ ،‬تص در عن إح دى الجه ات المتخصص ة والمع ترف به ا حكومي ا ودولي ا‪ .‬تعم ل على توثي ق‬

‫الملف ات بش تى أنواعه ا وال تي تتم ع بر اإلن ترنت‪ .‬فيتم من خالله ا رب ط هوي ة الموق ع بالوثيق ة‪ ،‬وبحيث يمكن‬

‫لمس تلم الوثيق ة التحق ق من ص حة التوقي ع‪ ،‬وأيض ا من الس هل لك ل ش خص الحص ول على ه ذا التوقي ع من‬

‫الجهات المختصة إلصدار الشهادات‪.‬‬

‫كما يعرف أيضا التوقيع االلكتروني‪ :‬وهو عبارة عن برنامج لخدمات إدارة المعامالت الرقمية والتقنية التي‬

‫تس هل التب ادل اإللك تروني للعق ود والوث ائق الموقع ة ‪ ،‬وال تي تمكن ك من توقي ع المس تندات بش كل آمن من أي‬
‫‪1‬‬
‫مكان ‪ ،‬وإ زالة الحاجة إلى طباعة العقود وتوقيعها فعلًي ا‪ .‬إنه سريع وبسيط وآمن‬
‫‪1‬‬
‫‪What is Electronic Signature? It is a technology and digital transaction management services software that‬‬
‫‪facilitates electronic exchanges of contracts and signed documents, which enables you to securely sign documents‬‬
‫‪from any location, removing the need to physically print and sign contracts. It is quick, simple and secure.‬‬

‫‪4‬‬
‫ويس تخدم ه ذا التوقي ع ألغ راض ع دة منه ا أغ راض الشخص ية او سياس يه أو تجاري ه‪ ،‬وغيره ا من‬

‫المجاالت األخ رى‪ ,‬ويجب أن يحقق وظائف التوقيع حيث يحدد هوية الموقع والتعبير عن إرادته بالموافقة‬
‫‪1‬‬
‫على مضمون رسالة البيانات‪.‬‬

‫الف رق بين التوقي ع الع ادي والتوقي ع اإللك تروني ه و أن التوقي ع الع ادي عب ارة عن رس م يق وم ب ه‬

‫الش خص بمع ني ان ه فن وليس علم ومن هن ا يس هل تزوي ره‪ ،‬أم ا التوقي ع اإللك تروني فه و علم وليس فن‬
‫‪2‬‬
‫ويعصب تزويره‪.‬‬

‫تعريف التوقيع اإللكـتروني في ظـل القـانون ‪ :15-04‬يع رف التوقي ع اإللك تروني الع ادي في الم ادة‬

‫‪1‬الفقرة‪ 2‬من القانون ‪ 04 -15‬بأنه " بيانات إلكترونية في شكل إلكتروني‪ ،‬مرفقة أو مرتبطة منطقيا ببيانات‬

‫إلكتروني ة أخ رى‪ ،‬تس تعمل كوس يلة توثي ق"‪ ،‬في حين ع رفت الم ادة ‪7‬التوقي ع االلك تروني الموص وف بأن ه‪" :‬‬

‫التوقيع اإللكتروني الموصوف هو التوقيع اإللكتروني الذي تتوفر فيه المتطلبات اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬أن ينشأ على أساس شهادة تصديق إلكتروني موصوفة‪.‬‬

‫‪ -‬أن يرتبط بالموقع دون سواه‪.‬‬

‫‪ -‬أن يمكن من تحديد هوية الموقع‪.‬‬

‫‪ -‬أن يكون مصمما بواسطة آلية مؤمنة خاصة بإنشاء التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫‪ -‬أن يكون منشأ بواسطة وسائل تكون تحت التحكم الحصري للموقع‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪Jean Baptiste Michelle. create and operate an e-commerce, Litec, paris,2006.paris‬‬
‫‪1‬‬
‫محمد فواز محمد المطالقة‪ ،‬الوجيز في عقود التجارة اإللكترونية‪ ،‬ط ‪1،‬دار الثقافة‪ ،‬األردن‪ ،2008،‬ص‪.173‬‬
‫‪ 2‬أبو زيد محمد محمد‪ ،‬تحديث في قانون اإلثبات‪(،‬مكانة المحررات اإللكترونية بين األدلة الكتابية)‪ ،‬دط‪ ،‬د د ن‪ ،‬مصر ‪،‬‬
‫‪ ،2002‬ص‪174‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬أن يكون مرتبطا بالبيانات الخاصة به‪ ،‬بحيث يمكن الكشف عن التغييرات الالحقة بهذه البيانات‪.‬‬

‫ما يمكن استخالصه من التعريفات التوقيع االلكتروني التي تم عرضها عدم وجود تعريف شامل له‪ ،‬وذلك‬
‫‪3‬‬
‫بسبب التطور السريع لوسائل االتصال وتنوعها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حجية التوقيع اإللكتروني‬

‫تنبع حجية التوقيع اإللكتروني في المصادقة على الوثائق اإلدارية في شكلها اإللكتروني‪ ،‬وتوفر الضمان‬

‫‪4‬‬ ‫والتأكد بأنه لم يتم أجراء أي تعديل عليها ألنه من الصعب تزويره والعبث به‪ ،2‬فهو أيضا يوفر‬

‫خواص وهي‪:‬‬

‫الخصوصية‪ :‬بحيث يمنع أي مستخدم غير شرعي من تعديل أي إجراء على البيانات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫التحقق‪ :‬يعني التحقق من هوية المرسل ومصادر البيات عن طريق جهة الشهادات التصديق‬ ‫‪‬‬

‫اإللكترونية المرخص لها دوليا‪.‬‬

‫وحدة البيانات‪ :‬التأكد من تكاملية البيانات بإستخدام تقنية تشفير البيانات ومقارنة بصمة الرسالة‬ ‫‪‬‬

‫المرسلة مع بصمة الرسالة المستقبلة‪.‬‬

‫خاصية عدم اإلنكار‪ :‬عدم قدرة المرسل من اإلنكار لوجود الطرف الثالث "جهة تصديق معينه"‬ ‫‪‬‬

‫وعدم قدرة المستقبل أيضا باإلنكار من استقبال الرسالة ‪.‬كلما أراد المرسل أن يرسل رسالة البد أن‬
‫‪3‬‬
‫تمر على هذه الجهة المختصة‪ ،‬وكذالك كلما استقبل المستقبل الرسالة‪.‬‬

‫‪ 3‬قانون رقم – ‪15‬مؤ ‪04‬رخ في ‪01‬فبراير ‪2015،‬يحدد القواعد العامة المتعلقة بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ .06‬صادر في‬
‫‪.10/02/2015‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Federal Information Processing Standards Digital Signature Standards U.S.‬‬
‫‪Department of Commerce June, 2009‬‬
‫‪ 3‬منير محمد الجنبيهي‪ ،‬ممدوح محمد الجنبيهي‪ ،‬الطبيعة القانونية للعقد‪ ،‬د ط‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬اإلسكندرية‪ ،2004 ،‬ص‪194‬‬
‫‪6‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أسس التوقيع اإللكتروني‬

‫أوال‪ :‬نظام عمل التوقيع اإللكتروني‬

‫لعم ل التوقي ع اإللك تروني الب د من التق دم إلى إح دى الجه ات المختص ة بإص دار الش هادات ح تى يتم‬

‫إص دار الش هادة للمس تخدم‪ ،‬ويك ون معه ا مفت احين اح دهما ع ام واألخ ر خ اص‪ .‬فعن دما يرس ل ه ذا المس تخدم‬

‫المالك لشهادة رسالة سوف يتم تشفيرها بالمفتاح الخاص به أو المفتاح العام التابع للمستقبل‪ ،‬بحيث تتحول‬
‫‪1‬‬
‫هذه الرسالة إلى رموز ال يمكن فهمها ويتم إرفاق معها توقيع المرسل‪.‬‬

‫عندئٍذ يقوم المستقبل بإرسال نسخه من التوقيع اإللكتروني إلى الجهة المختصة بإصدار الشهادة‪،‬‬

‫لتأك د من ص حة التوقي ع ومن ثم تق وم أجه زة الكم بيوتر التابع ة للجه ة المختص ة ب التحقق من ص حة التوقي ع‬

‫وتعاد النتيجة للمستقبل مرة أخرى‪ ،‬ليتأكد من صحة وسالمة الرسالة‪ ،‬فيقوم المستقبل بقراءة الرسالة وذلك‬

‫باستخدام مفتاحه الخاص إذا كان التشفير قد تم على أساس رقمه العام أو بواسطة الرقم العام للمرسل إذا تم‬

‫التش فير بواس طة ال رقم الخ اص للمرس ل‪ ،‬ومن ثم يجيب على المرس ل باس تخدام نفس الطريق ة وهك ذا تتك رر‬

‫العملية‪ ،‬ويستخدم أيضا مع التوقيع اإللكتروني عملية الهاش التي توفر اقل تكلفه من تشفير الرسالة بحيث‬

‫تقوم بإنشاء قيمة رقمية معينة تكون اصغر من الرسالة بحيث تضمن الرسالة من أي تغيير يتم عليها بحيث‬

‫عندما يستقبل المستخدم الرسالة والهاش يقوم بعملية الهاش مرة أخرى على الرسالة ومن ثم يقارن الهاش‬

‫‪ 1‬أمحد عبد القادر صاحل‪ ،‬املصادقة االلكرتونية‪ ،‬اللجنة القومية للمصادقة االلكرتونية‪ ،‬اخلرطوم‪.2009 ،‬ص‪22‬‬
‫‪7‬‬
‫الذي استقبله بالهاش بالذي عمله إذا كانت متساوية فيدل على سالمة البيانات من التحريف والتزوير وإ ذا‬
‫‪1‬‬
‫اختلفت دل على تزويرها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬صور التوقيع اإللكتروني‬

‫توجد أنواع كثيرة من التوقيع اإللكتروني منها ‪:‬‬

‫التوقيع الرقمي أو الكودي‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫هو عدة أرقام يتم تركيبها لتكون في النهاية كود يتم التوقيع به‪ ،‬ويستخدم هذا في المعامالت البنكية‬

‫والمراسالت اإللكترونية التي تتم بين التجار أو بين الشركات وبعضها‪ ،‬ومثال له بطاقة اإلئتمان التي‬

‫تحتوي علي رقم سري ال يعرفه سوى العميل‪.‬‬

‫التوقيع الشخصي (البيومتري)‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫يقوم علي أساس التحقق من شخصية المتعامل باإلعتماد علي الصفات الجسمانية لألفراد مثل البصمة‬

‫الشخصية‪ ،‬مسح العين البشرية‪ ،‬التعرف علي الوجه البشري‪ ،‬خواص اليد البشرية‪ ،‬التحقق من نبرة‬

‫الصوت‪ ،‬والتوقيع الشخصي‪.‬‬

‫ويتم التأكد من شخصية الموظف عن طريق إدخال المعلومات للحاسب األلي أو الرسائل الحديثة‬

‫مثل التقاط صورة دقيقة لعين المستخدم أو صوته أو يده ويتم تخزينها بطريقة مشفرة في ذاكرة الحاسب‬

‫األلي ليقوم ‪2‬بعد ذلك بالمطابقة‪ ،‬ويعتري هذا النظام العديد من المشاكل منها أن صورة التوقيع ييتم وضعها‬

‫علي القرص الصلب للحاسب األلي ومن ثم يمكن مهاجمتها أو نسخها بواسطة الطرق المستخدمة في‬

‫القرصنة اإللكترونية‪.‬‬

‫التوقيع بالقلم اإللكتروني‪:‬‬ ‫‪.3‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬علي البارودي‪ ،‬مبادئ القانون التجاري والبحري‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دون ذكر الطبعة‪ ،‬ص ‪.177‬‬
‫‪ 2‬خالد عبد الفتاح محمد‪ ،‬التنظيم القانوني للتوقيع اإللكتروني‪ ،‬ط ‪1،‬المركز القومي لإلصدارات القانونية‪ ،‬مصر‪ 2009 ،‬ص‪18‬‬
‫‪8‬‬
‫هن ا يق وم مرس ل الرس الة بكتاب ة توقيع ه الشخص ي بإس تخدام قلم إلك تروني خ اص علي شاش ة‬

‫الحاس ب األلي عن طري ق برن امج معين ويق وم ه ذا البرن امج البرن امج بالتق اط التوقي ع والتحق ق من ص حته‪،‬‬

‫ويحت اج ه ذا النظ ام الي جه از حاس ب ألي بمواص فات خاص ة ويس تخدم ه ذا التوقي ع للتحق ق من الشخص ية‪.‬‬

‫وه ذا الن وع أفض ل من التوقي ع الي دوي وال ذي يتم علي شاش ة جه از الحاس وب أو لوح ة خاص ة مع دة ل ذلك‬

‫بإس تعمال قلم خ اص عن د ظه ور المح رر اإللك تروني علي الشاش ة‪ ،‬وه ذا الن وع ال يتمت ع بدرج ة عالي ة من‬
‫‪1‬‬
‫األمان وال يتضمن حجية قانونية في اإلثبات‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬سبل تنفيذ التوقيع اإللكتروني على المرفق العام‬

‫ان الثق ة و األم ان ل دى أط راف العق د اإللك تروني من أهم األم ور ال تي يجب توافره ا في العق ود‬

‫اإللكتروني ة‪ ،‬وذل ك نظ را لم ا تمت از ب ه اإلدارة اإللكتروني ة من ع دم االلتق اء الفعلي بين مق دم الخدم ة‬

‫والمستفيد ‪ ،‬و لكي تتوافر هذه الثقة بين األطراف فإن األمر يستلزم وجود طرف ثالث محايد يعمل‬

‫في التحقق من صحة التوقيع اإللكتروني و نسبته إلى قاعدة إلكترونية‪ ،‬واعطائه القوة الثبوتية‪ ،‬هنا‬

‫أطلق المشرع الجزائري على هذه الجهة المختصة بالتصديق على التوقيع اإللكتروني بمؤدي خدمات‬

‫التصديق ‪ ،‬و هو طبقا للمواد من ‪ 1‬إلى ‪ 16‬وخصوصا الفقرة ‪02‬من المادة ‪12‬من القانون رقم ‪15‬‬

‫‪04 -‬المتعلق بالتوقيع والتصديق اإللكتروني ‪.‬‬

‫يتم التصديق اإللكتروني بتدخل طرف ثالث يعرف بجهة التصديق والتي هي عبارة عن هيئة أو جهة‬

‫معينة‪ ،‬والتي تقوم بإصدار شهادات تسمي بشهادات التصديق اإللكتروني‪ .‬بناء على ما سبق ذكره‬

‫فإن التصديق اإللكتروني هو صدور شهادة التصديق اإللكتروني من الجهة المختصة والمرخص لها‬

‫بالتصديق والتي تثبت االرتباط بين الموقع وبيانات إنشاء التوقيع اإللكتروني‪ .‬وللتوضيح أكثر قمنا‬

‫‪1‬‬
‫مسعود يوسف‪ ،‬مدى حجية التوقيع اإللكتروني‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬أدرار‪ ،‬ص ‪16‬‬

‫‪9‬‬
‫بتقس يم ه ذا الفص ل إلى مبح ثين بحيث خصص نا المبحث األول لجه ات التص ديق اإللك تروني وأم ا‬

‫المبحث الثاني النظام القانوني لمؤدي خدمات التصديق اإللكتروني‪،‬‬

‫المطلب األول‪ :‬آليات انشاء التوقيع االلكتروني‬

‫أوال‪ :‬جهة التصديق اإللكتروني‬

‫‪ 1‬ـ تعريف جهة التصديق اإللكتروني‬

‫لق د تم تعري ف الط رف الث الث الموث وق من ط رف المش رع الجزائ ري في الفق رة ‪11‬من الم ادة ‪2‬من‬

‫القانون ‪ 04 -15‬على انه" شخص معنوي يقوم بمنح شهادات تصديق إلكتروني موصوفة و ‪ ،‬يقدم‬

‫خدمات أخرى متعلقة بالتصديق اإللكتروني لفائدة المتدخلين في الفرع الحكومي "أما تعريف المشرع‬

‫الجزائري لجهات التصديق اإللكتروني آو مؤدي خدمات التصديق اإللكتروني في نص المادة ‪2‬فقرة‬

‫‪12‬من الق انون الس الف ال ذكر كالت الي‪ " :‬هي ش خص ط بيعي آو معن وي يق وم بمنح ش هادات تص ديق‬

‫الكتروني موصوفة وقد يقدم خدمات اخري في مجال التصديق اإللكتروني ‪.‬‬

‫من خالل التع اريف الس ابقة والخاص ة بجه ات التص ديق اإللك تروني يمكن الق ول ان جه ات‬

‫التص ديق اإللك تروني ق د تك ون ش خص طبيعي ا او معنوي ا‪ ،‬يق وم بإص دار ومنح ش هادات تض في من‬

‫ا‬ ‫خالله‬

‫التوقيع اإللكتروني الثقة واألمان‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ع رفت ه ذه الش هادات من قب ل المش رع الجزائ ري في الم ادة ‪02‬الفق رة ‪07‬من الق انون ‪04-‬‬

‫‪ 15‬على ان ش هادات التص ديق هي " وثيق ة في ش كل الك تروني تثبت الص لة بين بيان ات التحق ق من‬
‫‪1‬‬
‫التوقيع اإللكتروني والموقع"‪.‬‬

‫ومنه فإن شهادة التصديق اإللكتروني هي البطاقة شخصية للموقع والتي عن طريقها يتأكد الغير من‬

‫هوي ة الموق ع على المح رر االلك تروني‪ ،‬إن ه ذه الش هادة تعت بر ص ك أم ان تفي د ص حة المع امالت‬
‫‪2‬‬
‫اإللكترونية وضمانها بما يحقق لتلك المعاملة الحماية القانونية‪.‬‬

‫‪ -2‬شروط شهادة التصديق‬

‫يشترط في شهادة التصديق اإللكتروني أن تتوفر فيها مجموعة من المتطلبات و ح هذا سب ما جاء‬

‫به المشرع الجزائري في نص المادة ‪15‬من القانون رقم ‪:04-15‬‬

‫‪ ‬أن تمنح من قب ل ط رف ث الث موث وق أو من قب ل م ؤدي خ دمات تص ديق الك تروني طبق ا لسياس ة‬

‫التصديق اإللكتروني الموافق عليها‪ .‬أن تمنح للموقع دون سواه‪.‬‬

‫‪ ‬يجب أن تتضمن على وجه الخصوص على ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬إشارة تدل على انه تم منح هذه الشهادة على أساس أنها شهادة تصديق الكتروني موصوفة‪.‬‬

‫‪ ‬تحدي د هوي ة الط رف الث الث الموث وق أو م ؤدي خ دمات التص ديق اإللك تروني الم رخص والمص در‬

‫لشهادة التصديق اإللكتروني وكذا البلد الذي يقيم فيه‪.‬‬

‫‪ ‬اسم الموقع واالسم المستعار الذي يسمح بتحديد هويته‪.‬‬

‫‪ 1‬انظر المادة ‪ 02‬من القانون السابق الذكر‬


‫‪ 2‬هالة جمال الدين محمد محمود‪ ،‬أحكام اإلثبات في عقود التجارة االلكترونية‪ ،‬دط‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬مصر ‪،2011‬‬
‫ص‪.393‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ ‬إمكانية إدراج صفة خاصة للموقع عند االقتضاء‪ ،‬وذلك حسب الغرض من استعمال شهادة التصديق‬

‫اإللكتروني‪.‬‬

‫‪ ‬بيانات تتعلق بالتحقق من التوقيع اإللكتروني وتكون موافقة لبيانات إنشاء التوقيع اإللكتروني اإلشارة‬

‫إلى بداية ونهاية مدة صالحية شهادة التصديق اإللكتروني رمز تعريف شهادة التصديق اإللكتروني‪.‬‬

‫‪ ‬التوقيع اإللكتروني الموصوف لمؤدي خدمات التصديق اإللكتروني أو للطرف الثالث الموثوق الذي‬

‫يمنح شهادة التصديق اإللكتروني‪.‬‬

‫‪ ‬حدود استعمال شهادة التصديق اإللكتروني‪ ،‬عند االقتضاء‪.‬‬

‫‪ ‬حدود قيمة المعامالت التي قد تستعمل من أجلها شهادة التصديق االلكتروني عند االقتضاء‪.‬‬

‫‪ ‬إشارة إلى الوثيقة التي تثبت تمثيل شخص طبيعي أو معنوي أخر‪ ،‬عند االقتضاء‪.‬‬

‫جهات التصديق اإللكتروني ال يمكنها القيام بخدمة التصديق اإللكترونيٕ واصدار شهادات التصديق‬

‫اإللك تروني إال بن اء على ت رخيص من الجه ة المختص ة‪ ،‬وال ترخيص حس ب م ا ج اء ب ه المش رع‬

‫الجزائ ري في نص الم ادة ‪ 02‬فق رة ‪10‬من الق انون ‪ 04 -15‬ه و "نظ ام اس تغالل خ دمات التص ديق‬

‫االلك تروني ال ذي يتجس د في الوثيق ة الرس مية الممنوح ة لم ؤدي الخ دمات بطريق ة شخص ية تس مح ل ه‬

‫بالبدء الفعلي في توفير خدماته "‬

‫ثانيا‪ :‬مهام جهة التصديق‬

‫من أهم المه ام األساس ية الملق اة على ع اتق جه ات التص ديق االلك تروني وال تي نص يع ل ه ا‬

‫المشرع الجزائري في نص الم ادة ‪30‬من الق انون رقم ‪1 04-15‬م ا يلي‪" :‬تكل ف الس لطة االقتص ادية‬

‫‪ 1‬القانون ‪ 04-15‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫للتص ديق االلك تروني بمتابع ة ومراقب ة م ؤدي خ دمات التص ديق االلك تروني ال ذين يق دمون خ دمات‬

‫التوقيع والتصديق االلكتروني لصالح الجمهور "‪ .‬في هذا اإلطار تتولى المهام اآلتية‪:‬‬

‫إعداد سياستها للتصديق االلكتروني وعرضها على السلطة للموافقة عليها والسهر على تطبيقها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫منح التراخيص لمؤدي خدمات التصديق االلكتروني بعد موافقة السلطة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الموافق ة على سياس ات التص ديق الص ادرة عن م ؤدي خ دمات التص ديق االلك تروني والس هر على‬ ‫‪‬‬

‫تطبيقها‪.‬‬

‫االحتف اظ بش هادات التص ديق االلك تروني المنتهي ة الص الحية والبيان ات المرتبط ة بمنحه ا من ط رف‬ ‫‪‬‬

‫مؤدي خدمات التصديق اإللكتروني بغرض تسليمها إلى السلطات القضائية المختصة‪ ،‬عند االقتضاء‪،‬‬

‫طبقا لألحكام التشريعية والتنظيمية المعمول بها‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫نشر شهادة التصديق لإللكتروني للمفتاح العمومي للسلطة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اتخ اذ الت دابير الالزم ة لض مان اس تمرارية الخ دمات في حال ة عج ز م ؤدي خ دمات التص ديق‬ ‫‪‬‬

‫االلكتروني عند تقديم خدماته‪.‬‬

‫إرس ال ك ل المعلوم ات المتعلق ة بنش اط التص ديق االلك تروني إلى الس لطة دوري ا ءبن ا أو على طلب‬ ‫‪‬‬

‫منه ا التحق ق من مطابق ة ط البي ال ترخيص م ع سياس ة التص ديق االلك تروني بنفس ها او عن طري ق‬

‫مكاتب تدقيق معتمدة‪.‬‬

‫الس هر على وج ود منافس ة فعلي ة ونزيه ة باتخ اذ ك ل الت دابير الالزم ة لترقي ة واس تعادة المنافس ة بين‬ ‫‪‬‬

‫مؤدي خدمات التصديق االلكتروني‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد اللطیف بركات‪ ،‬اإلثبات االلكتروني في المعامالت اإلداریة‪ ،‬مذكرة ماستر في الحقوق‪ ،‬تخصص قانون إداري‪ ،‬كلیة‬
‫الحقوق والعلوم السیاسیة‪ ،‬جامعة محمد خیضر‪ ،‬بسكرة‪2012، 2013، ،‬ص‪ .‬ص ‪54، .55.‬‬
‫‪13‬‬
‫التحكيم في النزاع ات القائم ة بين م ؤدي خ دمات التص ديق االلك تروني فيم ا بينهم أو م ع المس تعملين‬ ‫‪‬‬
‫‪2‬‬
‫طبقا للتشريع المعمول به‪.‬‬

‫مطالب ة م ؤدي خ دمات التص ديق االلك تروني أو ك ل ش خص مع ني ب أي وثيق ة أو معلوم ة تس اعدها‬ ‫‪‬‬

‫في تأدية المهام المخولة لها بموجب هذا القانون‪.‬‬

‫إع داد دف تر الش روط ال ذي يح دد ش روط وكيفي ات تأدي ة خ دمات التص ديق االلك تروني وعرض ه على‬ ‫‪‬‬

‫السلطة للموافقة عليه‪.‬‬

‫إج راء ك ل مراقب ة طبق ا لسياس ة التص ديق االلك تروني ودف تر الش روط ال ذي يح دد ش روط ك و يفي ات‬ ‫‪‬‬

‫تأدية خدمات التصديق االلكتروني‪.‬‬

‫إصدار وإ جراء واعداد تقارير واإلحصائيات العمومية وكذا تقارير سنوية تتضمن وصف نشاطاتها‬ ‫‪‬‬

‫ع‬ ‫م‬

‫احترام مبدأ السرية‪.‬‬

‫تقوم السلطة االقتصادية للتصديق االلكتروني بتبليغ النيابة العامة بكل فعل ذي طابع جزائي يكتشف‬ ‫‪‬‬

‫بمناسبة تأدية مهامها‪.‬‬

‫من خالل دراس تنا لنص الم ادة ‪30‬من الق انون ‪ 04 -15‬يتض ح لن ا أن الس لطة االقتص ادية‬

‫للتص ديق االلك تروني هي س لطة ض بط مختص ة في الس هر وتنظيم عملي ات التص ديق االلك تروني‬

‫حيث تق وم بإع داد سياس تها‪ ،‬كم ا تق وم ب إجراءات إداري ة وس يادية وت دابير وقائي ة‪ ،‬احترازي ة قص د‬

‫ضمان استمرارية نشاطاتها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬السلطة الوطنية للتصديق اإللكتروني‬

‫‪ 2‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.55‬‬


‫‪14‬‬
‫أوال‪ :‬ماهية السلطة الوطنية للتصديق‬

‫ال يوج د تعري ف مح دد للس لطة الوطني ة للتص ديق ولكن الق انون ‪ 04 -15‬وفي الم ادة ‪ 16‬ق الت‬
‫للت ـنـ ـشــأ لــدى الــوزيـــر األول س ـل ـطــة إداريــة مـستـقلـة تتـمـتع بالـشخـصيـة المعـنويـة واالستـقالل الم الي‬
‫تـسـمى الـسـلطـة الـوطـنـيـة لـلـتـصـديق اإللـكـترونـي وت دعى في ص لب النص "الس لطة‪ ".‬تـسـجل االعـتـمـادات ا‬
‫‪1‬‬
‫‪H‬ـالـيـة الالزمـة لـسـيـر الـسـلـطة ضمن ميزانية الدولة ‪.‬‬

‫مهام السلطة الوطنية للتصديق‬ ‫أ‪-‬‬


‫‪2‬‬
‫تكلف السلـطة بترقية استعمال التوقيع والـتصديق اإللـكتـرونية وتطـويرهمـا وضمـان موثـوقية استعمالهما‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار تتوّلى الهام اآلتية ‪:‬‬

‫إعداد سـيـاستـها لـلـتصـديق اإللكـتـروني والسـهر على تطبيـقها ‪r‬بعد الحصول على الرأي االيجابي من‬ ‫‪-1‬‬
‫ل‬ ‫قب‬
‫الهيئة الكلفة بالوافقة‪.‬‬
‫الـوافـقــة عـلى سـيـاســات الـتـصـديـق اإللـكـتـروني الص ادرة عن السلطـات الحكومي ة واالقتص ادية‬ ‫‪-2‬‬
‫للتصديق اإللكتروني‪.‬‬
‫إب ـ ــرام ات ـ ـف ـ ــاق ـ ـي ـ ــات االع ـ ـت ـ ــراف ا‪ H‬ـ ـتـ ـ ـب ـ ــادل عـ ــلى الستوى الدولي‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪3‬اقـتـراح مـشـاريع تـمـهـيديـة لـنـصـوص تـشـريـعـية أوتـنـظـيـمـيـة تـتـعـلق بـال ـتـوقـيع اإللـكـتـروني أو‬ ‫‪-4‬‬
‫الـتـصـديق اإللكتروني على الوزير األول‪.‬‬
‫ال ـ ـقـ ـي ـــام بـ ـع ـ ـم ـ ـلـ ـي ـــات الـ ـتـ ــدق ــيـق ع ــلـى مـ ـس ـ ـتـــوى الـسلطات الحـكومية واالقتـصادية للتـصديق‬ ‫‪-5‬‬
‫تروني‪.‬‬ ‫اإللك‬
‫عن طريق الهيئة الحكومية المكلفة بالتدقيق‪.‬‬

‫تـتم اسـتــشـارة الـس ـلـطـة عـنــد إعـداد أي مـشـروع نص ت ـشـريــعي أو ت ـنـظ ـيـمـي ذي صـلــة بـال ـتــوقـيع أو‬
‫ال ـت ـصـديق اإللكتروني‪.‬‬

‫تشكيلة السلطة الوطنية للتصديق‬ ‫ب‪-‬‬

‫‪ 1‬انظر المادة ‪ 16‬من نفس القانون‬


‫‪ 2‬انظر المادة ‪ 18‬من نفس القانون‬
‫‪3‬‬

‫‪15‬‬
‫تـ ـت ـشـــكل الـ ـس ـلـ ـطــة مـن م ـجـــلس ومـ ـصــالح تقني ة وإ داري ة‪ .‬يـتــشـكل مـجــلس الـسـلـطــة من خـمـسـة‬
‫أعـضـاء من بـيـنـهـم الـرئـيس يـع ـيـنـهم رئــيس الجـمـهــوريـة عـلى أسـاس ك ـفـاءاتــهم ال س ـيـمــا في مـجــال الـعــلـوم‬
‫ال ـتـق ـنـيــة المـت ـعـلــقـة ب ـتـ ـكـ ـنــول ــوجـ ـيــات اإلعالم واالتـ ـصـــال ‪r‬وفي مـ ـجــال ق ــانــون تـ ـ ـ ـك ـ ـ ـنـ ـ ــول ـ ـ ــوج ـ ـ ـيـ ـ ـــات اإلعالم‬
‫واالت ـ ـ ـص ـ ـ ــال وفي اقـ ـ ـ ـت ـ ـ ـصـ ـ ــاد تكنولوجيات اإلعالم واالتصال‪.‬‬
‫ي ـتـ ـمــتع المجــلـس ب ـج ـمـــيع الــصالحـ ـيــات الالزمــة ألداء مـهام السلطـة وبهذه الصـفة يمكن للمجلس أن‬
‫يـستعين ب أي كف اءة من ش أنها أن تس اعده في أش غاله‪ .‬تحـــدد ع ـ ـه ـــدة أع ـ ـضـــاء م ـ ـج ـــلس ال ـ ـس ـ ـل ـ ـطـــة ب ـــأربع‬
‫‪1‬‬
‫سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التوقيع اإللكتروني في اإلدارة العمومية المعاصرة‬
‫مراكز التصديق‬ ‫أ‪-‬‬
‫كم ا س بق وأن رأين ا أن الجه ة المختص ة في منح ت راخيص إنش اء مراك ز التص ديق هي الس لطة‬
‫الوطني ة للتص ديق وب ذالك ف إن اإلدارات اإللكتروني ة يجب أن تنش أ قاع دة تقني ة وفق ا لنص الم ادة ‪ 12‬من‬
‫القانون ‪ 04-15‬ويجب عليها الحصول على ترخيص وفقا لنص المادة ‪ 18‬من نفس القانون‪.‬‬

‫التوقيع االلكتروني لمراكز التصديق على وثائق االدارية‬ ‫ب‪-‬‬

‫إن س لطة المص ادقة هي هیئ ة تص در ش هادات رقمیة لتوقیع ات إلكترونیة لط البي ه ذه الش هادات توّق ع‬
‫س لطة المص ادقة على الش هادات ال تي تص درها‪ ،‬ف المرفق الع ام المص ادق مس ؤول عن جمیع المراح ل ال تي‬
‫تم ر به ا عملیة المص ادقة أم ام المس تفیدین من الش هادات ال تي ق امت بإص دارها‪ ،‬وأم ام ك ل ش خص یأتمن‬
‫الشهادات التي أصدرتها كما أن مراكز التصديق تمنح شهادات التصديق التي ال تتجاوز مدة صالحيتها ‪10‬‬
‫سنوات‬
‫والمبرر لهذه العمليات كونها تسمح الشهادة اإللكترونیة بإصدار توقيعات إلكترونية لتحقق معامالت على‬
‫اإلن ترنت ومن ثم ة‪ ،‬االس تغناء عن ال دعائم الورقیة‪ .‬كم ا تس مح الش هادة اإللكتروني ة بتب ادل المعلوم ات ذات‬
‫الطابع الحساس‪ ،‬في سریة تامة بفضل تشفیر لمعلومات كما تعتبر كل شهادة اسمیة وغیر قابلة للنقل حیث‬
‫ال یمكن إعارته ا أو اس تبدالها‪،‬وتس لم الش هادة اإللكترونیة من ط رف س لطة المص ادقة ال تي تأك د ص حة‬
‫المعلومات المتضمنة في الشهادة وكذا العالقة بین هویة المستفید والمفتاح العام المحتوى في الشهادة‪.‬‬

‫‪ 1‬أنظر المادة ‪ 19‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫يعتبر التعاقد عبر الوسائل االلكترونية من أهم مظاهر الثورة التكنولوجية في الوقت الحاضر‪ ,‬وقد‬

‫تطرقنا في هذا الفصل لتعريف التوقيع االلكتروني سواء من خالل التعريف الذي وضعه الم الج في القانون‬

‫‪ ، 04 -15‬وكذلك من حيث التعريفات الفقهية‪ ،‬وعرضنا فيه لصور التوقيع االلكتروني المتداولة و المعروفة‬

‫و ال تي ظه رت كنتيج ة لتط ور وس ائل االتص ال و تكلمن ا عن تطبيق ات التوقي ع االلك تروني بداي ة في مج ال‬

‫البطاقات البالستكية الواسعة االنتشار و التي ال يمكن استعمالها دون التوقيع االلكتروني‪ ،‬و كذلك في مجال‬

‫األوراق التجاري ة كالش يك االلك تروني ال ذي س يكون ل ه ح يز واس ع في االس تخدام‪ ،‬وك ذلك في مج ال أجه زة‬

‫االتصال الحديثة كالهاتف ‪....‬وتكلمنا عن مدي قدرة التوقيع االلكتروني لتحقيق وظائف التوقيع وكذلك مدى‬

‫قدرة التوقيع االلكتروني علي تحقيق الشروط القانونية‪.‬‬

‫إن التوقيع االلكتروني يتمتع بدرجة عالية من األمان الفني والقانوني‪ ،‬وبصورة تمنع التالعب به‪ ،‬وهو ما‬

‫يتحقق من خالل ما يعرف بالتشفير والذي يؤدي إلي خصوص ية التواقيع االلكترونية وحمايتها من حدوث‬

‫‪17‬‬
‫أي عبث أو اعت داء عليه ا من قب ل الغ ير‪ ،‬كم ا أن ض رورة اس تحداث مراك ز التص ديق وخض وعه لش روط‬

‫القانون ‪ 04-15‬يجعل من الوثائق الصادرة عن اإلدارة اإللكترونية مؤمنا‬

‫ومن خالل ما سبق يمكن أن نخرج بالنتائج التالية‪:‬‬

‫‪ -‬التوقيع اإللكتروني آلية مستحدثة على دعامة إلكترونية تهدف لحماية البيانات‪.‬‬

‫‪ -‬التصديق اإللكتروني هو اللبنة األساسية نحو نظام إداري ناجع‪.‬‬

‫‪ -‬المش رع الجزائ ري وض ع الط رق األولى نح و إدارة المرف ق الع ام إلكتروني ا واالس تغناء عن اإلدارة‬

‫التقليدية بصدور القانون ‪. 04-15‬‬

‫‪ -‬الوث ائق اإللكتروني ة الموقع ة إلكتروني ا تق رب المرف ق الع ام من الم واطن وتزي د من نجاع ة الخدم ة‬

‫العمومية‪.‬‬

‫قائمة المراجع‬

‫أوال‪ :‬الكتب‬

‫‪ -1‬أبو زيد محمد محمد‪ ،‬تحديث في قانون اإلثبات‪(،‬مكانة المحررات اإللكترونية بين األدلة الكتابية)‪ ،‬دط‪ ،‬د د‬

‫ن‪ ،‬مصر ‪2002،‬‬

‫‪ -2‬أحمد عبد القادر صالح‪ ،‬المصادقة االلكترونية‪ ،‬اللجنة القومية للمصادقة االلكترونية‪ ،‬الخرطوم‪2009 ،‬‬

‫‪ -3‬علي البارودي‪ ،‬مبادئ القانون التجاري والبحري‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دون ذكر الطبعة‪.‬‬

‫‪-4‬خالد عبد الفتاح محمد‪ ،‬التنظيم القانوني للتوقيع اإللكتروني‪ ،‬ط ‪1،‬المركز القومي لإلصدارات القانونية‪،‬‬

‫مصر‪. 2009 ،‬‬

‫‪-5‬محمد فواز محمد المطالقة‪ ،‬الوجيز في عقود التجارة اإللكترونية‪ ،‬ط ‪1،‬دار الثقافة‪ ،‬األردن‪.2008،‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -6‬منير محمد الجنبيهي‪ ،‬ممدوح محمد الجنبيهي‪ ،‬الطبيعة القانونية للعقد‪ ،‬د ط‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬

‫اإلسكندرية‪.2004 ،‬‬

‫‪ -7‬هالة جمال الدين محمد محمود‪ ،‬أحكام اإلثبات في عقود التجارة االلكترونية‪ ،‬دط‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬

‫القاهرة‪ ،‬مصر ‪.2011‬‬

‫ثانيا‪ :‬البحوث والمذكرات‬

‫‪ -1‬عبد اللطیف بركات‪ ،‬اإلثبات االلكتروني في المعامالت اإلداریة‪ ،‬مذكرة ماستر في الحقوق‪ ،‬تخصص قانون‬

‫إداري‪ ،‬كلیة الحقوق والعلوم السیاسیة‪ ،‬جامعة محمد خیضر‪ ،‬بسكرة‪. 2013، ،‬‬

‫‪ -2‬مسعود يوسف‪ ،‬مدى حجية التوقيع اإللكتروني‪ ،‬بحث غير منشور‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬أدرار‪ ،‬ب س ن‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬النصوص القانونية‬

‫‪ -1‬قانون رقم ‪15–04‬مؤرخ في ‪ 01‬فبراير‪ ،2015‬يحدد القواعد العامة المتعلقة بالتوقيع والتصديق‬

‫اإللكترونيين ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج ‪ ،06‬صادر في ‪.10/02/2015‬‬

‫رابعا‪ :‬باللغة األجنبية‬

‫‪1- Federal Information Processing Standards Digital Signature Standards U.S.‬‬

‫‪Department of Commerce June, 2009‬‬

‫‪2- Jean Baptiste Michelle. create and operate an e-commerce, Litec, paris,2006‬‬

‫‪19‬‬
‫الملخص‪:‬‬

‫إن آلي ة التوقي ع اإللك تروني ه و الش ارة ال تي توس م به ا إدارة المرف ق الع ام على ال دعامات‬

‫اإللكتروني ة‪ ،‬وال يكتم ل إنش اء ه ذه اإلدارة إال بت وافر مراك ز تخض ع في تأسيس ها لمراقب ة س لطة التص ديق‬

‫اإللك تروني ت دعى مراك ز التص ديق‪ ،‬وته دف ه ذه العملي ة أساس ا لحماي ة أمن المعلوم ات من جه ة وتف ادي‬

‫الجرائم اإللكترونية من جهة ثانية وتحصيل خدمة عمومية ذات كفاءة عالية من جهة ثالثة‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬المرفق الع ام‪ ،‬التوقي ع اإللك تروني‪ ،‬اإلدارة اإللكتروني ة‪ ،‬التص ديق اإللك تروني‪ ،‬الخدم ة‬

‫العمومية‪ ،‬الشهادات التوثيقية‪.‬‬

‫‪Résume :‬‬

‫‪Le mécanisme de signature électronique est l’emblème de la gestion de‬‬

‫‪l’établissement publique sur des plates-formes électroniques, La création d’un tel‬‬

‫‪20‬‬
département n’est possible qu’avec la disponibilité de centres, qui sont sous le

contrôle de l’autorité de certification électronique, appelée centres de certification,

Ce processus vise principalement à protéger la sécurité des informations d'une

part, à éviter la cybercriminalité de l'autre et à collecter un service public

extrêmement efficace fourni.

Mot-clé : Annexe générale, Signature électronique, Gestion électronique,

Certification électronique, Service public,

21

You might also like