Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 13

‫المملكة العربية السعودية‬

‫جامعة االمام محمد بن سعود االسالمية‬

‫كلية العلوم االجتماعية‬

‫قسم االجتماع والخدمات االجتماعية‬

‫الرعاية االجتماعية في االسالم‬


‫❖ المقدمة‬
‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬والصالة والسالم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله‬
‫وصحبه ومن سار على نهجه واتبع سنته إلى يوم الدين ‪ .‬أما بعد‪ :‬فال ريب في أن مصطلح‬
‫الرعاية االجتماعية من المصطلحات الحديثة‪ ،‬إال أنه يعتبر في الواقع العملي والتطبيقي مفهوما ً‬
‫قديما ً ونشاطا ً إنسانيا ً فطريا ً أزلياً‪ ،‬اهتدى إليه اإلنسان ومارسه بفطرته السليمة منذ وجد على‬
‫هذه األرض‪ ،‬ثم نما هذا التوجيه اإلنساني نحو التعاون وفعل الخير‪ ،‬وتطور عبر العصور حتى‬
‫أصبح اليوم من السمات البارزة للدولة المتقدمة ‪ .‬ولقد كان للشريعة اإلسالمية ‪ -‬منذ الصدر‬
‫األول لإلسالم ‪ -‬الدور البارز في تعميق مفهوم الرعاية االجتماعية‪ ،‬حيث عنيت بالبر واإلحسان‬
‫ص َدقَةٌ‬
‫مِن أَ ْم َوا ِل ِه ْم َ‬
‫وفعل الخير‪ ،‬ومساعدة المحتاجين وإسعادهم وحفظ كرامتهم‪ ،‬يقول تعالى ُخ ْذ ْ‬
‫ِيرا (‪)۲‬‬ ‫علَى ُحبِ ِه مِ ْسكِينَا َويَتِيما ً َوأَس ً‬
‫ام َ‬
‫طعَ َ‬ ‫ط َه ُرهُ ْم َوتُزَ كِيم بها (‪ )۱‬ويقول عز وجل َوي ْ‬
‫ُط ِع ُمونَ ال َّ‬ ‫تُ َ‬
‫وجاءت السنة المط هرة لتؤكد ما ورد في القرآن في مجال البذل واإلنفاق والتعاون والتكافل بين‬
‫المسلمين‪ ،‬حيث يقول الرسول ﷺ ‪ :‬اتق النار ولو بشق تمرة ويقول ‪« :‬كلكم راع وكلكم مسؤول‬
‫عن رعي«ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم» وحين انتشر اإلسالم‬
‫وعم نوره واتسعت الدولة اإلسالمية‪ ،‬وكثر الخير في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب‬
‫رضي هللا عنه أنشأ الدواوين وأرسى قواعد العطاء‪ ،‬وأصبح لكل مسلم عطاؤه من بيت المال‪،‬‬
‫حتى إن الرجل كان يخرج بزكاته في عهد عمر بن عبدالعزيز رضي هللا عنه فال يجد لها‬
‫مستحقا ً ‪ .‬وبهذه الممارسة المتميزة لمسؤولية الوظيفة التي حملها خليفة المسلمين تطورت مفاهيم‬
‫الرعاية االجتماعية‪ ،‬باعتبارها من أهم وسائل التكافل االجتماعي بين المسلمين ‪ .‬وقد تعهدت‬
‫الدولة اإلسالمية بتلك المسؤولية حيال أبناء اإلسالم حيث أنشأت ما يشبه المؤسسات لرعاية‬
‫األيتام والعجزة والمعوقين وغيرهم ممن يحتاجون إلى الرعاية والمساعدة ليعيشوا حياة ً رغدة‬
‫سعيدة ‪ ..‬ومن هذا نجد السبق لإلسالم في تنظيم الرعاية االجتماعية الذي يعتبر اليوم من أهم‬
‫مقومات الدولة الحديثة‪ ،‬فهو إذن ليس فكرة مستوحاة من النظم الغربية أو الشرقية‪ ،‬فقد عرفه‬
‫اإلسالم وأيده ودعا إليه منذ ما يزيد على أربعة عشر قرنا ً وال شك أن موضوع الرعاية‬
‫االجتماعية يعتبر من الموضوعات المهمة والحيوية والمتجددة باستمرار‪ ،‬ال ألنه من‬
‫الموضوعات‬
‫❖ تمهيد‬
‫الرعاية االجتماعية في اإلسالمة تقوم على أسس وركائز مستمدة من كتاب هللا تعالى وسنة نبيه‬
‫عليه الصالة والسالم‪ ،‬وتختص بخصائص معينة جعلت منها صورة فريدة ومتميزة ‪ .‬ومما ال‬
‫شك فيه أن الرعاية االجتماعية حق لكل فرد في المجتمع إال أنها ليست حقا ً مطلقا ً بل يتقرر على‬
‫أسس وضوابط معينة ‪.‬‬
‫‪ - ۱‬إن المؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ‪ ،‬وكل منهم مسؤول عن غيره بقدر موقعه‬
‫منه ‪ ،‬وبقدر قدرته إيصال النفع له ورفع الضرر عنه‪ ،‬وذلك ما ينبئ عنه قوله تعالى‬
‫ض ُه ْم أَ ْو ِل َيا ُء َب ْعض َيأ ْ ُم ُرونَ ِبا ْل َم ْع ُروفِ َو َي ْن َه ْونَ َ‬
‫ع ِن ا ْل ُمنك َِر َويُقِي ُمونَ‬ ‫﴿ َوا ْل ُمؤْ مِ نُونَ َوا ْل ُمؤْ مِ نَاتُ َب ْع ُ‬
‫يز َحكِي ُم ‪.‬‬ ‫ع ِز ٌ‬ ‫ّللا إِ َّن َّ َ‬
‫ّللا َ‬ ‫ّللا َو َرسُولَهُ أَ ْو لَيكَ َ‬
‫سيَ ْر َح ُم ُه ُم َّ ُ‬ ‫الزكَوةَ َويُطِ يعُونَ َّ َ‬ ‫صلَ َوةَ َويُؤْ تُونَ َّ‬ ‫ال َّ‬
‫وضمن هذه الوالية والمسؤولية التي تشير إليها اآلية الكريمة ما ينبغي أن يقوم بين المسلمين من‬
‫تآزر وتساند ‪ ،‬وتعاطف وتراحم‪ ،‬وتعاون وتكافل ‪ ،‬فالتكافل االجتماعي من لوازم األخوة بل هو‬
‫أبرز لوازمها ‪ ،‬وهو شعور الجميع بمسؤولية بعضهم عن بعض‪ ،‬وأن كل واحد منهم حامل‬
‫لتبعات أخيه‪ ،‬ومحمول على أخيه‪ ،‬يسأل عن نفسه‪ ،‬ويسأل عن غيره ‪.‬‬

‫❖ تقوم الرعاية االجتماعية في اإلسالم على األسس والركائز التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬إن المسلم ال يعيش لنفسه فقط وإنما يعيش كذلك ليرعى بنيه وذويه وجيرانه‪ ،‬وإخوانه‬
‫‪،‬ومرؤوسيه وزمالءه وسائر من يرتبط بهم إيمانيا ً أو إسالمياً‪ ،‬أو إنسانياً‪ ،‬ورعاية المرء لهذه‬
‫الدوائر ليست أمرا ً اختيارياً‪ ،‬وإنما هي مسؤولية يحاسب عليها بين يدي هللا ويقوم بها في إطار‬
‫اس اتَّقُوا َربَّكُ ُم الَّذِي َخلَقَكُم مِن نَّ ْفس َواحِ َدة َو َخلَقَ‬ ‫تقواه هلل ‪ ،‬وذلك ما ينبه إليه قوله تعالى يَأَيُّ َها النَّ ُ‬
‫ام ِإ َّن َّ َ‬
‫ّللا َكانَ‬ ‫سا َءلُونَ به َو ْاألَ ْر َح َ‬ ‫ّللا الَّذِي تَ َ‬ ‫سا ًء َواتَّقُوا َّ َ‬ ‫ث مِ ْن ُه َما ِر َج ً‬
‫اال َكث ً‬
‫ِيرا َونِ َ‬ ‫مِ ْن َها زَ ْو َج َها َوبَ َّ‬
‫سنا َو ِبذِي ا ْلقُ ْر َبى‬ ‫ش ْيئًا َو ِبا ْل َوا ِل َدي ِْن ِإحْ َ‬ ‫علَ ْيكُ ْم َرقِيبًا وقوله تعالى ﴿ َوا ْعبُدُوا َ‬
‫هللا َو َال ت ُ ْش ِركُوا ِب ِه َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫سبِي ِل َو َما َملكَتْ‬ ‫ب َواب ِْن ال َ‬ ‫ْ‬
‫ب بِال َجن ِ‬ ‫ب َوالصَّاحِ ِ‬ ‫ْ‬
‫ار ال ُجنُ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ار ذِي الق ْربَى َوال َج ِ‬ ‫ْ‬
‫ِين َوال َج ِ‬ ‫سك ِ‬ ‫ْ‬
‫َواليَتَا َمى َوال َم َ‬‫ْ‬
‫ورا ل ) وقوله ‪ :‬أال كلكم راع وكلكم مسؤول عن‬ ‫ّللا َال يُحِ بُّ َمن َكانَ ُمختَا َال فَ ُخ ً‬ ‫أَ ْي َمنُكُ ْم ِإ َّن َّ َ‬
‫رعيته‪ ،‬فاألمير الذي على الناس راع‪ ،‬وهو مسؤول عن رعيته‪ ،‬والرجل راع على أهل بيته‬
‫وهو مسؤول عنهم‪ ،‬والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم‪ ،‬والعبد راع على‬
‫مال سيده وهو مسؤول عنه‪ ،‬أال فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته‬

‫‪ -‬إن التفاوت بين الناس ليس ليزداد الغني غنى والفقير فقراً‪ ،‬وإنما ليحسن كل منهما تقديره‬
‫لنعمة ربه عليه فيشكره عليها‪ ،‬ثم ليكون في خدمة مجتمعه بما يمكنه أن يخدمه‪،‬‬
‫❖ تتميز الرعاية االجتماعية اإلسالمية بخصائص عديدة نجملها فيما يلي ‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬تنبع هذه الرعاية من تعاليم الدين اإلسالمي المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية‬
‫المطهرة‪ ،‬فهي تقوم على مجموعة من التشريعات نذكر منها ‪:‬‬

‫‪ -‬تشريع المساعدة ‪ :‬وهو يشمل الفقير والمسكين وابن السبيل والمدين‬


‫والغارم وسيأتي تفصيل ذلك في موضعه إن شاء هللا ‪.‬‬

‫اإلثْ ِم َوا ْلعُد َْو ِن ‪-‬‬ ‫علَى ا ْلبِ ِر َوالت َّ ْق َوى َو َال تَعَ َاونُوا َ‬
‫علَى ْ ِ‬ ‫‪ -‬تشريع ع التعاون ‪ :‬قال تعالى ﴿ َوتَعَ َاونُوا َ‬
‫سنَا َوبِذِي ا ْلقُ ْربَى‬ ‫ش ْيئًا َوبِا ْل َوا ِل َدي ِْن إِحْ َ‬
‫ّللا َو َال ت ُ ْش ِركُوا بِ ِه َ‬
‫تشريع الجوار ‪ :‬قال تعالى ( َوا ْعبُدُوا َّ َ‬
‫ب) ‪.‬‬ ‫ب ِبا ْل َجن ِ‬ ‫ب َوالصَّاحِ ِ‬ ‫ار ا ْل ُجنُ ِ‬‫ار ذِي ا ْلقُ ْر َبى َوا ْل َج ِ‬
‫ِين َوا ْل َج ِ‬
‫سك ِ‬‫َوا ْل َيتَا َمى َوا ْل َم َ‬
‫‪ -‬تشريع الضيافة ‪ :‬قال رسول هللا ﷺ ‪« :‬من كان يؤمن باهلل واليوم اآلخر فليكرم ضيفه‬
‫جائزته» قالوا وما جائزته يا رسول هللا؟ قال‪« :‬يومه وليلته‪ ،‬والضيافة ثالثة أيام فما كان وراء‬
‫ذلك فهو صدقة عليه»‬
‫مِن ِعبَا ِدكُ ْم َوإِ َما بِكُ ْم‬ ‫‪ -‬تشريع اإلعفاف بالزواج ‪ :‬قال تعالى ﴿ َوأَن ِك ُحوا ْاألَ ْي َمى مِنكُ ْم وال َّ‬
‫صلِحِ ينَ ْ‬
‫ّللا واسع عليم ‪ ،‬وقال «يا معشر الشباب من استطاع منكم‬ ‫ض ِل ِه َو َّ ُ‬ ‫ِإن يَكُونُوا فُقَ َرا َء يُ ْغنِ ِه ُم َّ ُ‬
‫ّللا مِن فَ ْ‬
‫الباءة فليتزوج» الحديث ‪.‬‬

‫‪ -‬تشريعات اإلعانات العائلية ‪ :‬كمساعدات الزواج وعالوات األوالد‪ ،‬فقد كان الرسول و إذا أتاه‬
‫في قسمة يومه أعطى المتزوج حظين وأعطى العزب حظا ً واحدا ً‪ .‬وكان عمر بن الخطاب‬
‫رضي هللا عنه يفرض لكل مولود عطاء يضاف إلى عطاء أبيه (مائة درهم) يزاد كلما نما الولد‬
‫‪ .‬تشريعات اإلسعاف في حاالت الجوع والعطش المنهكة ‪ .‬قال رسول هللا ﷺ «أيهما أهل‬
‫عرصة بات فيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة هللا» ‪ . .‬تشريعات الطوارئ ‪ :‬قال ‪ ... :‬ومن‬
‫فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج هللا عنه بها كربة من كرب يوم القيامة»‬
‫‪ .‬كما أمر رسول هللا بوضع الجوائح وهي آفة سماوية تجتاح المال من سنة أو فتنة أو نازلة‬
‫عظيمة أو غير ذلك ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مؤسسات الرعاية االجتماعية في اإلسالم‬
‫من الخصائص التي تتميز بها الرعاية االجتماعية في اإلسالم أنها تقوم في كثير من أنشطتها‬
‫على الجهود التطوعية لألفراد‪ ،‬وكذلك على تنفيذ الكثير من هذه األنشطة من خالل الجمعيات‬
‫والمؤسسات األهلية والحكومية‪ ،‬التي تجعل غايتها وهدفها مساعدة الناس‪ ،‬وتخفيف الويالت‬
‫والمصائب عنهم وإغاثتهم‪ ،‬وتعليمهم وتثقيفهم‪ ،‬وإنشاء المستشفيات والمستوصفات الطبية‪،‬‬
‫وتوفير أسباب الراحة والرياضة‪ ،‬وتحقيق غايات الخير والبر والرحمة بالضعفاء والشيوخ‬
‫واألرامل‪ ،‬ورعاية السجناء‪ ،‬وهذه الجمعيات والمؤسسات تعتبر من أهم ما يعمل على تعاون‬
‫المجتمع وتضامنه وتكامله ‪.‬‬

‫وقد زخرت المدن اإلسالمية بالعديد من المؤسسات ذات الصفة االجتماعية البحتة ‪ -‬كالحمامات‬
‫واألسبلة والمشافي – ومنها ما كان ذا صفة تجارية أو دينية‪ ،‬ولكنه احتوى نشاطا ً اجتماعيا ً‬
‫ملحوظاً‪ ،‬وأدى رسالة ذات صبغة اجتماعية واضحة كالفنادق والوكاالت والجوامع والمدارس‬
‫ومكافل األيتام‪ ،‬ويبرز الطابع االجتماعي لهذا النوع األخير في أنه استهدف التقرب إلى هللا‬
‫تعالى بفعل الخير‪ ،‬سواء بالعناية باليتيم والضعيف أم بالمسافر والتاجر أم بطالب العلم‬
‫والمريض ‪ ...‬إلخ ‪.‬‬

‫واألمر الالفت للنظر في التاريخ اإلسالمي أن هذه المؤسسات االجتماعية استطاعت البقاء‬
‫واالستمرار طويالً دون أن تتوقف عن أداء رسالتها عقب وفاة مؤسسها ‪ ،‬ذلك أن مؤسس‬
‫المنشأة ‪ -‬حاكما ً كان أو ثريا ً من الخيرين ‪ -‬كان يوقف على منشأته ‪ -‬غالبا ً ‪ -‬وقفا ً يدر عليها‬
‫موردا ً ثابتا ً يضمن لها البقاء‪ ،‬ويكفل لها أداء رسالتها ‪.‬‬
‫ومن ذلك يتضح أن الرعاية االجتماعية في اإلسالم تمتعت برعاية مؤسسيه خالل التاريخ‬
‫اإلسالمي‪ ،‬وكانت هذه المؤسسات تؤدي دورها بطريقة مستمرة ومنتظمة ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬نوعية المستفيدين من الرعاية االجتماعية في اإلسالم‬


‫تتصف الرعاية االجتماعية في اإلسالم بأنها رعاية شاملة‪ ،‬فهي ال تقتصر على رعاية اإلنسان‬
‫بل تمتد إلى رعاية الحيوان بل وإلى النبات أيضا ً ‪ .‬فاإلنسان تقدم له الرعاية االجتماعية في كافة‬
‫حاالته‪ ،‬سواء في حالة قوته وحالة ضعفه‪ ،‬وفي حالة طفولته وشيخوخته‪ ،‬وسواء أكان ذكرا ً أم‬
‫أنثى‪ ،‬ومهما كان جنسه أو نوعه أو دينه أو لونه ‪ ،‬مع مراعاة االهتمام بالرعاية االجتماعية‬
‫بشكل واضح للفئات األكثر احتياجا ً مثل الفقراء والمساكين والمرضى والمقعدين‪ ،‬واللقطاء‬
‫واليتامى واألسرى‪ .‬كذلك يدخل تحت فئة المستفيدين من الرعاية االجتماعية في اإلسالم ‪:‬‬
‫المدين وابن السبيل والجار والضيف‪ ،‬عالوة على األفراد الذين يتعرضون للكوارث والنكبات ‪.‬‬
‫وهناك العديد من الحاالت التي سنذكرها بالتفصيل ‪ -‬إن شاء هللا ـ عند الحديث عن مجاالت‬
‫الرعاية االجتماعية في اإلسالم (في الفصل الثالث)‪ .‬رابعا ً‪ :‬التطوع والرعاية االجتماعية في‬
‫اإلسالم في يعتبر التطوع للمشاركة في أوجه ومجاالت الرعاية االجتماعية في اإلسالم من‬
‫الخصائص المميزة لهذه الرعاية‪ ،‬حيث يحض اإلسالم على التطوع أعمال الخير‪ ،‬وفي ذلك‬
‫َير له )) ولقد ربط اإلسالم التطوع باإليمان وبإسهام‬‫ع َخي ًْرا فَ ُه َو خ ٌ‬ ‫يقول تعالى ( فَ َمن تَ َ‬
‫ط َّو َ‬
‫اإلنسان وعطائه وبذله ودرجة إيمانه‪ ،‬فعن أبي هريرة رضي هللا عنه قال ‪ :‬قال رسول هللا ﷺ‪:‬‬
‫اإليمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة أعالها قول ال إله إال هللا وأدناها إماطة األذى عن‬
‫الطريق والحياء شعبة من اإليمان‬

‫وال يستهين اإلسالم بالعمل التطوعي مهما كان حجمه بل يدعو إلى بذل الجهد التطوعي مهما‬
‫كان تقدير اإلنسان له وفي ذلك يقول الرسول ‪« :‬ال تحقرن من المعروف شيئاً‪ ،‬ولو أن تلقى‬
‫أخاك بوجه طلق» واعتبر اإلسالم أن كل عمل تطوعي يقصد به وجه هللا سبحانه وتعالى صدقة‬
‫يستحق عنها المسلم أجرا ً في اآلخرة‪ ،‬وفي ذلك يقول الرسول كل معروف صدقة» ‪.‬‬

‫وروى الشيخان عن أبي موسى عن النبي ﷺ قال ‪« :‬على كل مسلم صدقة‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رسول هللا‬
‫فإن لم يجد؟ قال‪ :‬يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق‪ .‬قالوا‪ :‬فإن لم يستطع أو لم يفعل ؟ قال يعين ذا‬
‫الحاجة الملهوف‪ .‬قالوا‪ :‬فإن لم يفعل ؟ قال ‪ :‬فليأمر بالمعروف‪ .‬قالوا‪ :‬فإن لم يفعل قال فيمسك‬
‫عن الشر فإنه صدقة» ‪.‬‬
‫فالتطوع للعمل االجتماعي يعتبر صدقة أو واجب اجتماعي مفروض على كل مسلم في كل يوم‪،‬‬
‫بل صح الحديث أنه واجب على كل مفصل من مفاصله مع إشراقة كل شمس‪ .‬وبهذا يصبح‬
‫المسلم ينبوعا ً يفيض بالخير والسالم لمن حوله وما حوله‪.‬‬
‫فيتعين على المسلم أن يتطوع لإلسهام في رعاية مجتمعه‪ ،‬وأن يؤدي الواجب االجتماعي‬
‫المفروض عليه‪ ،‬فإنه ال يسقط عن أي فرد في المجتمع اإلسالمي سواء أكان فقيرا ً أم غنياً‪،‬‬
‫فالغني يبذل من ماله في سبيل الخير‪،‬‬
‫والفقير يبذل من جهده ووقته ليحث األغنياء على فعل الخير ويأمر بالمعروف ما وسعه الجهد‬
‫ويعمل إن استطاع في كل لحظة لإلصالح بين الناس‪ ،‬وفي ذلك يقول تعالى ال َخي َْر فِي َكثِير مِن‬
‫ت هللاِ‬ ‫اس َو َمن يَ ْفعَلْ ذَلِكَ ا ْبتِغَا َء َم ْر َ‬
‫ضا ِ‬ ‫ص َدقَة أَ ْو َم ْع ُروف أَ ْو إِ ْ‬
‫صلَ ْح بَيْنَ النَّ ِ‬ ‫نَّجْ َو َدهُ ْم إِ َّال َم ْن أَ َم َر بِ َ‬
‫عظِ ي ًما ‪ .‬لذلك تقوم الرعاية االجتماعية في اإلسالم بدورها معتمدة على‬ ‫ف نُونِي ِه أَجْ ًرا َ‬ ‫س ْو َ‬ ‫فَ َ‬
‫الجهود التطوعية في جزء كبير منها‪ ،‬سواء أكانت هذه الجهود فردية أم جماعية‪ ،‬أم من خالل‬
‫المشاركة بالجهد والعمل‪ ،‬وال يقتصر التطوع على مجال بعينه بل قد يكون فرديا ً صغير العائد‬
‫أو جماعيا ً من خالل المشاركة في مجال التنمية والرعاية االجتماعية‪ ،‬والتي قد تشمل اإلنسان‬
‫والحيوان من خالل فعل الخيرات لكل المخلوقات ‪ .‬الحسبة ومن أبرز األعمال التطوعية في‬
‫اإلسالم الحسبة» حيث أسهمت بدور‬
‫كبير في حياة المجتمع اإلسالمي عبر العصور ؛ لذا نرى أنه من األجدر إلقاء الضوء عليها فيما‬
‫يأتي ‪ :‬نظام الحسبة من النظم اإلسالمية الجوهرية التي وضعتها الشريعة اإلسالمية وانفردت‬
‫بتطبيقها أمة محمد ﷺ ‪ ،‬وقد وفر هذا النظام الحياة السليمة القويمة للمجتمع اإلسالمي ‪.‬‬

‫حق الفرد في الرعاية االجتماعية‬


‫يقصد بهذا الحق أن الفرد يجد ضمانا ً من الدولة المسلمة وهي تنظر إليه وتعرف مكانه وتحس‬
‫بعجزه وحاجته‪ .‬ولكن قبل أن تقدم الدولة الدعم والرعاية فهي تنظر إلى أن هذا الحق ليس مطلقا ً‬
‫بل يتـقـيـد بـعـدة ضوابط و اعتبارات ‪.‬‬

‫ذلك أن الشريعة اإلسالمية تدعو إلى العمل والكسب الحالل الذي يغني الفرد عن سؤال الناس‪،‬‬
‫فإذا احتاج المساعدة قدمت له بشروط‪ ،‬كما يجب على الدولة مساعدة الفرد على االستفادة من‬
‫قدراته ومهاراته‪ ،‬وتهيئة سبل العمل والكسب له‪ ،‬فإذا عجز كان على الدولة كفالته من بيت‬
‫المال ‪.‬‬

‫وننتقل من اإلجمال إلى التفصيل فيما يأتي ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬االكتفاء الذاتي لألفراد األصل أن اإلنسان يكفي نفسه بنفسه بأن يكد ويكدح ويحصل على‬
‫صلَوة ُ فَانتَش ُِروا‬
‫ت ال َّ‬ ‫ضيَ ِ‬‫كفايته من عمل يمينه وعرق جبينه‪ ،‬وال يسأل الناس‪ ،‬يقول تعالى ﴿فَإِذَا قُ ِ‬
‫ض َي ْبتَغُونَ مِن‬ ‫ض ِل هللاِ ) ‪ ،‬ويقول سبحانه َواخ َُرونَ َيض ِْربُونَ فِي ْاألَ ْر ِ‬ ‫فِي ْاألَ ْر ِ‬
‫ض َوا ْبتَغُوا مِن فَ ْ‬
‫ض ذَلُوال فامشوا في مناكبها وكلوا من‬ ‫ض ِل هللا ) ‪ ،‬ويقول سبحانه‪﴿ :‬ه َُو الَّذِي َجعَ َل لَكُ ُم ْاألَ ْر َ‬ ‫فَ ْ‬
‫رنية و إليه النشور‪.‬‬

‫وفي الحديث الشريف عن المقدام بن معد يكرب رضي هللا عنه أن النبي قال‪" :‬ما أكل أحد‬
‫طعاما ً قط خيرا ً من أن يأكل من عمل يده‪ .‬وإن نبي هللا داود عليه السالم كان يأكل من عمل يده‬
‫‪ .‬واإلسالم ينفر الناس من الكسل وطلب اإلحسان والشفقة‪ ،‬ويدعو إلى العمل واالجتهاد‪،‬‬
‫والتعفف عن السؤال‪ ،‬فعن معاوية بن أبي سفيان رضي هللا عنهما أن رسول هللا قال ‪ :‬ال تلحوا‬
‫في المسألة فوهللا ال يسألني أحد منكم شيئا ً فتخرج له مسألته مني شيئا ً وأنا له كاره فيبارك له‬
‫فيما أعطيته ‪.‬‬

‫لذلك فإن سؤال الناس (أو الدولة العون والمساعدة أمر غير مرغوب فيه مادام اإلنسان قادرا ً‬
‫على العمل واالكتساب ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬طلب الفرد للمساعدة‬

‫عندما يتقدم الفرد بطلب للمساعدة إلحساسه باحتياجه إلى المعونة‪ ،‬فإن الدولة ال تقدم المساعدة‬
‫والرعاية دون دراسة وضع الفرد وحالته لتقرير مدى احتياجه للمساعدة‪ .‬ويمكن أن تتخذ من‬
‫موقف الرسول ﷺ من أبي بشر قبيصة بن المخارق عندما تقدم بطلب المساعدة صورة لدراسة‬
‫الحالة‪ ،‬والقواعد التي يجب أن تقوم عليها‪ ،‬واألسس التي عليها تتقرر المساعدة ‪:‬‬

‫فعن أبي بشر قبيصة بن المخارق رضي هللا عنه قال ‪ :‬الحملت حمالة فأتيت رسول هللا أسأله‬
‫فيها‪ ،‬فقال‪ :‬اقم حتى تانينا الصدقة قنادر لك بها»‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا قبيصة إن المسألة ال تحل إال ألحد‬
‫ثالثة رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك‪ ،‬ورجل أصابته جائحة اجتاحت‬
‫ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواما ً من عيش ‪ -‬أو قال ‪ -‬سدادا ً من عيش‪ ،‬ورجل أصابته‬
‫فاقة حتى يقول ثالثة من ذوي الحجا من قومه ‪ :‬لقد أصابت فالنا ً فاقة فحلت له المسألة حتى‬
‫يصيب قواما ً من عيش ‪ -‬أو قال ـ سدادا ً من عيش‪ ،‬فما سواهن من المسالة يا قبيصة سحت‬
‫ياكلها صاحبها سحتا» ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مساعدة الفرد على االستفادة من قدراته للتغلب على مشكلته‬


‫يقوم المنهج اإلسالمي على مساعدة الفرد في االستفادة من قدراته وإمكاناته الذاتية للتغلب على‬
‫ال من االعتماد على اإلحسان أو‬ ‫مشكلته بما يصون كرامته‪ ،‬من خالل مشروع أو عمل يؤديه بد ً‬
‫الصدقة ‪ .‬ومما يؤكد ذلك ما رواه أبو داود عن أنس بن مالك رضي هللا عنه ‪ :‬أن رجالً من‬
‫األنصار أتى النبي يسأله ‪ ،‬فقال له ‪« :‬أما في بيتك شيء؟» قال ‪ :‬بلی حلس نلبس بعضه ونبسط‬
‫بعضه‪ ،‬وقَ ْعب نشرب فيه الماء‪ .‬قال ‪ :‬التني بهما‪ ،‬فأخذهما رسول هللا بيده وقال‪« :‬من يشتري‬
‫هذين؟‪ ،‬قال رجل ‪ :‬أنا آخذهما بدرهم قال رسول هللا ﷺ ‪« :‬من يزيد على درهم مرتين أو رابعا ً‪:‬‬
‫تهيئة الدولة سبل العمل والكسب لألفراد‬

‫لما كان العمل مشروعا ً والسؤال محظورا ً ‪ -‬في المنهج اإلسالمي ‪ -‬وأن األصل هو السعي‬
‫للكسب واالجتهاد في سبيل الرزق‪ ،‬لذلك كان من المسلم به أن تقوم الدولة اإلسالمية بتسهيل‬
‫سبل العمل والكسب لألفراد‪ ،‬وإيجاد العمل للمتعطلين‪ ،‬وإقامة المشروعات النافعة لتشغيل‬
‫األفراد‪ ،‬وفي ذلك تقوم الدولة بإقراض األفراد من بيت المال‪ ،‬وقد صرح بهذا الفقيه أبو يوسف‬
‫صاحب أبي حنيفة فقال ‪ :‬إن صاحب األرض الخراجية إذا عجز عن زراعة أرضه لفقره ‪ ،‬دفع‬
‫إليه كفايته من بيت المال قرضا ً ليعمل ويستغل أرضه» ‪.‬‬
‫خامسا ً‪ :‬كفالة الدولة لألفراد من بيت المال إذا لم تف اإلجراءات والتنظيمات السابقة في سد‬
‫حاجة المحتاج وإخراجه من الضائقة التي ألمت به تولت الدولة كفالته‪ ،‬وذلك انطالقا ً من التوجيه‬
‫ي أَ ْولَى‬
‫النبوي الكريم‪« :‬ما من مؤمن إال وأنا أولى به في الدنيا واآلخرة اقرؤوا إن شئتم النَّبِ ُّ‬
‫ال فيرثه عصبته من كانوا‪ ،‬ومن ترك دينا ً أو‬ ‫مِن أَنفُ ِس ِه ْم فايما مؤمن مات وترك ما ً‬
‫بِا ْل ُمؤْ مِ نِينَ ْ‬
‫ال فعلي وكفالة الدولة لرعاياها الفقراء ال تقتصر على المسلمين‪ ،‬بل تشمل غير المسلمين‬ ‫عيا ً‬
‫(الذميين) أيضا ً إذا كانوا فقراء يستحقون العون‪ ،‬فقد روى أبو يوسف أن عمر بن الخطاب‬
‫رضي هللا عنه رأى شيخا ً يهوديا ً كبير السن فاقد البصر يسأل الناس‪ ،‬فطلب من خازن بيت‬
‫المال إعطاءه وأشباهه ما يغنيهم عن السؤال ‪.‬‬

‫لذلك وجب على الدولة كفالة رعاياها المحتاجين من بيت المال قدر حاجتهم‪ ،‬وفي ذلك يقول‬
‫شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪ -‬رحمه هللا ‪ :‬والمحتاجون إذا لم تكفهم الزكاة أعطوا من بيت المال على‬
‫وجه التقديم على غيرهم من وجوه الصرف » ‪.‬‬
‫المراجع‬ ‫▪‬
‫كتب اللغة‬ ‫▪‬
‫‪ -‬تهذيب األسماء واللغات للنووي محي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف النووي‬
‫‪ ،‬المتوفى ‪٦٧٦‬هـ‪.‬‬
‫‪« -‬الصحاح للجوهري إسماعيل بن حماد الجوهري‪ ،‬المتوفى سنة‪٣٩٣‬هـ ‪.‬‬
‫«القاموس المحيط» لمحمد بن يعقوب الفيروز أبادي‪ ،‬المتوفى سنة‬ ‫▪‬
‫‪ -‬لسان العرب البن منظور محمد بن بكر بن منظور‪ ،‬المتوفى سنة‪٧۱۱‬هـ‪ .‬اللغة‬
‫العربية في القاهرة ‪.‬‬
‫‪-‬المعجم) الوسيط مجمع كتب التفسير‬ ‫▪‬
‫‪ -‬أحكام القرآن البن العربي‪ ،‬المتوفى ‪٥٤٣‬هـ‪ - .‬أضواء البيان في تفسير القرآن‬
‫بالقرآن للشيخ محمد األمين الشنقيطي‪ ،‬المتوفى ‪ ۱٣٩٤‬هـ ‪۱٩٧٤‬م‪ .‬كتب السنة‬
‫‪« -‬تحفة األحوذي بشرح جامع الترمذي‪ ،‬لإلمام الحافظ محمد بن عبدالرحمن بن‬
‫عبد الرحيم المباركفوري ‪۱۲۸٣‬هـ تحقيق عبدالوهاب عبد الطيف‬
‫‪ -‬مطبعة المدني ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ۱٣۸٣‬هـ ‪۱٩٦٣ /‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الجامع الصحيح ألبي عيسى محمد بن عيسى بن سودة‪ ،‬المتوفى سنة ‪۲٧٩‬هـ ‪،‬‬
‫تحقيق أحمد محمد شاكر‪ ،‬الطبعة األولى ‪۱٣٥٦‬هـ ‪۱٩٣٧ -‬م‪ - ۱۰ .‬سنن ابن‬
‫ماجه» ألبي عبدهللا محمد يزيد القزويني ابن ماجه ت ‪۲٧٥‬هـ ‪.‬‬
‫‪ -‬سنن أبي داود لإلمام الحافظ أبي داود سليمان بن األش السجستاني‪ ،‬ت‪۲٧٥‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬سنن النسائي شرح الحافظ جالل الدين السيوطي وحاشية اإلمام السندي ‪.‬‬
‫‪ -‬صحيح اإلمام البخاري ألبي عبدهللا محمد بن إسماعيل البخاري‪ ،‬ت ‪۲٥٦‬هـ ‪.‬‬
‫‪« -‬إحياء علوم الدين لإلمام أبي حامد محمد بن محمد الغزالي المتوفى‬
‫‪« -‬األموال» ألبي عبيد القاسم بن سالم المتوفى ‪۲۲٤‬هـ ‪.‬‬
‫‪ -‬تكملة المجموع» لمحمد نجيب المطيعي ‪.‬‬
‫‪ -‬الحسبة في اإلسالم» لشيخ اإلسالم ابن تيمية ‪.‬‬
‫‪ -‬الخراج» ألبي يوسف يعقوب بن إبراهيم المتوفى ‪۱۸۲‬هـ‪.‬‬
‫‪« -‬السياسة الشرعية لشيخ اإلسالم ابن تيمية ‪.‬‬
‫‪ -‬غياث األمم في التياث الظلم اإلمام الحرمين أبي المعالي الجويني‪٥۰٥‬هـ‪.‬‬
‫المتوفى ‪٤٧۸‬هـ ‪.‬‬

‫‪ -‬الفتاوى الكبرى الشيخ اإلسالم ابن تيمية ‪ -‬طبعة الكردي ‪.‬‬


‫‪ -‬قواعد األحكام في مصالح األنام لإلمام أبو محمد عز الدين عبدالعزيز بن عبد‬
‫السالم المتوفى ‪ ٦٦۰‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬كشاف القناع عن متن «اإلقناع المنصور البهوتي ‪۱۰٥۱‬هـ‪.‬‬
‫▪ المجموع شرح المهذب لإلمام النووي المتوفى ‪٦٧٦‬هـ ‪.‬‬
‫‪ -‬مجموع الفتاوى شيخ اإلسالم أحمد بن تيمية المتوفى ‪٧۲۸‬هـ ‪ .‬جمع الشيخ‬
‫عبدالرحمن بن قاسم وأعانه ابنه الشيخ محمد ‪.‬‬

‫‪« -‬المحلى» البن حزم أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم المتوفى‪٤٥٦‬هـ‬

‫▪ كتب متفرقة‬
‫‪ -‬أحكام الزكاة ألحمد الرفاعي ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلسالم وأوضاعنا القانونية» لعبد القادر عودة ‪.‬‬
‫‪ -‬الخراج والنظم اإلسالمية المالية للدولة اإلسالمية»‪ .‬الدكتور‪ /‬محمد ضياء الدين‬
‫الريس ‪ -‬ط القاهرة ‪۱٩٧٧‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الملكية في الشريعة اإلسالمية ‪ .‬الدكتور عبدالسالم داود العبادي ‪ -‬مكتبة‬
‫األقصى عمان ط‪. ۱٣٩۵ - ۱‬‬
‫‪ -‬نظرية الظروف الطارئة لعبد السالم الترمانيني ‪ -‬دار الفكر ‪ -‬بيروت ‪۱٣٩۱‬هـ‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬نظرية الظروف الطارئة فاضل شاكر النعيمي‪ ،‬مطبعة دار الجاحظ –‬
‫‪ -‬العدالة االجتماعية لألستاذ سيد قطب‬
‫‪ -‬مصادر الحق في الفقه اإلسالمي» لألستاذ الدكتور عبدالرزاق السنهوري ‪.‬‬
‫‪ -‬االقتصاد اإلسالمي واالقتصاد المعاصر» للدكتور محمد عبدهللا العربي‬

‫اسم الطالبه ‪ :‬شهد ظاهر خلف العنزي‬


‫مقرر‪ :‬الرعاية االجتماعية‬
‫المستوى الدراسي ‪ :‬االول‬
‫الشعبة ‪٣٦۲ :‬‬
‫استاذة المقرر ‪ :‬عزه علي شحاته فرح‬
‫الفصل الدراسي ‪ :‬االول‬
‫عام ‪1445 :‬هـ ‪ 2023/‬م‬

You might also like