Professional Documents
Culture Documents
المحور الرابع
المحور الرابع
المحور الرابع
ﻌدﻣﺎ ﺗطرﻗﻧﺎ ﻓﻲ اﻟدروس اﻟﺳﺎ ﻘﺔ اﻟﻰ ﻣراﺣﻞ ﺗطور ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع ﻣﻧذ ﻣ ﻼدﻩ وظﻬورﻩ
وﺿﻊ ﻗواﻋدﻩ اﻟﻣﻧﻬﺟ ﺔ وﻣوﺿوﻋﺎﺗﻪ ﻌﻠم ﺟدﯾد ﻋﻠﻰ ﯾد اﺑن ﺧﻠدون اﻟﻣﻔ ر اﻟﻌرﻲ اﻟذ
اﻷﺳﺎﺳ ﺔ ،ﻌدﻫﺎ ﻘ ار ﺔ اﻟﺧﻣس ﻗرون ظﻬر ﻓﻲ ﺛوب ﺟدﯾد ﻓﻲ اورﺎ ﻋﻠﻰ ﯾد اوﻏﺳت وﻧت
ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر ،ﺛم ﺗﻛﻠﻣﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﻲ اﺛﻧﺎء اﻟﻬ ﻣﻧﺔ
اﻻﺳﺗﻌﻣﺎرﺔ واﻟﻔﺗرة اﻟﺗﻲ ﺳ ﻘت اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر واﻟﺗﻲ ﺎﻧت اﻟدراﺳﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ ﻓﯾﻬﺎ وﺳﯾﻠﺔ
ﻓﻬم اﻧﺗروﻟوﺟ ﺔ اﻟﺷﻌوب اﻟﻌر ﺔ ﻣن أﺟﻞ ﺑﻧﺎء اﺳﺗراﺗﯾﺟ ﺎت وطرق ﻟﻠﻬ ﻣﻧﺔ ﻋن طر
ﻟﻠﻬ ﻣﻧﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﺛم ﺗﻛﻠﻣﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع ﻣﺎ ﻌد اﻟﻛوﻟوﻧ ﺎﻟ ﺔ واﻟﺗﻲ ﻋرف ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻠم
اﻻﺟﺗﻣﺎع ﻋﻧد اﻟﻌرب ازﻣﺔ وﺻراع ﺣﺎد ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻫﻧدﺳﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر ﻟﻠﻛﻔﺎءات اﻟﺗﻲ ﺎﻧت
ﺗﺳ طر ﻋﻠﻰ اﻗطﺎب اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻠﻣ ﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﻲ ،واﻟﺗﻲ اﺛرت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺛﻘﺎﻓ ﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ
اﻟﻠﻐﺔ ﺄﺳﺎس ﻟﺗﻛرس ﺗواﺟدﻫﺎ وﻓرض اﻟﺗ ﻌ ﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓ ﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أﺻ ﺣت ﻫذﻩ اﻟﻧﺧ ﺔ
وﻓ طﺑ ﻌﺔ ﺗﻛو ﻧﻬﺎ اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ ﻓرض اﻟﻔ ر اﻟﻐرﻲ واﻟﻠﻐﺔ اﻟﻐر ﺔ ﻣﻣﺎ ﺧﻠ ﺻراع ﺣﺎد ﻣﻊ
ﻌض اﻟﻛﻔﺎءات اﻟﺗﻲ ﺎﻧت ﺗﻌﺎرض ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﻬﺟ ﺔ ﺷدة ،ﻣﻣﺎ ﺧﻠ ﻧوع ﻣن اﻟﺗﻘﻬﻘر ﻓﻲ ﺗﻘدم
ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع ﺑﻞ اﻟﻌزوف ﻋن اﻟﻌﻠﻣﺎء اﻟﻌرب وﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺎﻟﻧظرﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ
اﻟﻐر ﺔ ﻟﻔﻬم اﻟواﻗﻊ اﻟﻌرﻲ وﻫذا ﺎن أﻛﺑر ﻋﺎﺋ ﻟﻌﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﻲ.
وﻣن ﻫﻧﺎ ﻣ ن ﻟﻧﺎ أن ﻧوﺿﺢ اﻫم ﻣراﺣﻞ ﻧطور ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع وﻟﻛن ﻫذﻩ اﻟﻣرة ﻌﻠم ﯾدرس
و ﻌﺎﻟﺞ اﻟظواﻫر ﻣن ﺧﻼل ﻣؤﺳﺳﺎت اﻛﺎد ﻣ ﺔ وﻫذﻩ اﻟﻣراﺣﻞ ﻫﻲ ﺎﻷﺗﻲ:
اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ :ﻓﺗرة اﻟﺧﻣﺳﯾﻧ ﺎت ﻣن ﻫذا اﻟﻘرن وﻫﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﻲ ﺳ ﻘت ﺛورة ﯾوﻟﯾو وﺗﻌﺗﺑر
ﻓﺗرة ﻣﻬﻣﺔ ﺟدا ﻷﻧﻬﺎ ﺷﻬدت اﻟﺑذور اﻷﺳﺎﺳ ﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﻣﻰ ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع ﻓﻲ ﻣﺻر ﻣﺎ
أﻧﻬﺎ ﺗر ت آﺛﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺄة أﻗﺳﺎم ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع ﺎﻟﺟﺎﻣﻌﺎت اﻟﻌر ﺔ ﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك وﺿﻊ
ﻞ اﻟﻣﻘﺎﯾ س ﻓﺗرة ﺗﺄﺳ ﺳ ﺔ ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻌﻠم ﻣﻘررات اﻟﺗدرس ﺗﺧط طﺎ وﺗﺄﻟ ﻔﺎ وﺗدر ﺎ ،ﻓﻬﻲ
اﻻﺟﺗﻣﺎع وﻟﻘد ﺗر ت ﺻﻣﺗﻬﺎ واﺿﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﻘﺑﻞ اﻟﺗﺧﺻص وﻋﻠﻰ دورﻩ ﻓﻲ اﻟﺣ ﺎة
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﻲ و ﻧظرة ﺳرﻌﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎ ﺎ واﻟﻣواﺿ ﻊ اﻟﺗﻲ ﺷ ﻠت ﻫﻣوم
اﻟرواد اﻷواﺋﻞ ﻧﺟد أﻧﻬﺎ ﺗﻣﺛﻠت ﻓﻲ إﺑر ا ز طﺎ ﻊ ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع وأﻫﻣﯾﺗﻪ وﺿرورة اﻟﺗﺧﺻص
ﻓ ﻪ وﺗﻣﯾزﻩ ﻋن ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ ﻷن ﻣﻌظم ﺗﺎ ﺎت وﻣؤﻟﻔﺎت اﻟرواد اﻷواﺋﻞ
ﺗﻧﺎوﻟت ﺑﺗر ﯾز ﺷدﯾد اﻟﺗﻌرﻒ ﻌﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع و ﻣوﺿوﻋﺎﺗﻪ وأﻫﻣﯾﺗﻪ اﻟﻔﺎﺋﻘﺔ ﻓﻲ د ا رﺳﺔ
ﻌﺗﺑر أول اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،و ﺗﺟﻠﻰ ﻫذا ﻓﻲ ﺗﺎب" ﻧ ﻘوﻻ ﺣداد" )ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع (ﺳﻧﺔ 1924اﻟذ
ﻋﻧوان ﺣﻣﻞ ﺗﺄﻟ ﻔﺎ ﻓﻲ اﻟﻣ ﺗ ﺔ اﻟﻌر ﺔ ،وﻗد وﺟد ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب ﺗرﺣﯾ ﺎ وﺗﺷﺟ ﻌﺎ ﻣن طرف
ﺎﻟﺗﺣدﯾث واﻟﺗﻐرب ﻣﻌﻧﻰ ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻐرب ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺎﻧت ﺗﻧﺎد
اﻟﺣداﺛﺔ داﺧﻞ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻌرﻲ .ﻓﻘد ﺗطرق ﺗﺎب ﻧ ﻘوﻻ ﻓﻲ ﺟزﺋ ﻪ اﻷول واﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﻘﺿﺎ ﺎ ﻣﺛﯾرة
ﻟﻸﻣﺔ اﻟﻌر ﺔ ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت ﻓﻘد ﺗﻛﻠم ﻋن اﻟﻧظرﺔ اﻟدارو ﻧ ﺔ ﻣﺑﯾﻧﺎ أﻫم ﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ
وﻓرﺿ ﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣرﺗ طﺔ ﻣﺎ ﻌرف ﺎﻻﻧﺗﺧﺎب اﻟط ﻘﻲ واﻟﺗﻧﺎﻓس ﻣن أﺟﻞ اﻟ ﻘﺎء و ﺎن ﺗﺎ ﻪ ﻋ ﺎرة
ﻋن ﻣﻠﺧص ﻟﺗطور اﻟﻔ ر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﻐرب ﻣﺎ ﺎن ﺳﺎﺋدا ﻓﻲ أورو ﺎ ﺧﻼل اﻟﻘرﻧﯾن
18و 19ﻟذﻟك ﺗﻌد ﺗﺎ ﺎت ﻧ ﻘوﻻ ﺣداد وﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟرواد اﻷواﺋﻞ ﺗدﻋ ﻣﺎ ﻟوﺿﻊ اﻟﺗﺣدﯾﺛﯾﯾن.1
ﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗر ت أﺛ ار واﺿﺣﺎ ﻋﻠﻰ ﺗطور ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع وﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻪ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﻲ ،وﻓﻲ ﻫذا
اﻟﺻدد ﻘول ﷴ أﻣزﺎن" ﻋﻧدﻣﺎ دﺧﻠت اﻟﻧظرﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ إﻟﻰ ﻋﺎﻟﻣﻧﺎ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻧﻘﻠت ﻫذا
اﻟﺻر ا ع) ﺑﯾن ﻣﺎ ﻫو دﯾﻧﻲ وﻣﺎ ﻫو ﻋﻠﻣﻲ (وﻧﻘﻠت ذﻟك اﻹرث اﻟﺗﺎرﺧﻲ واﻟﺣﺿﺎر
واﻟﻔ ر و دأت اﻟدراﺳﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﺗﻌ س ﻣﺛ ﻼﺗﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﻐرب ،وﻋﻠﻰ ﻏرار اﻟﺗﺟرﺔ اﻟﻐر ﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺎﻟدﻋوة إﻟﻰ ﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟدﯾن ﻗﺎﻣت ﻣﺣﺎوﻻت
ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻼدﻧﺎ ﻟﺗﻌ س ﻫذﻩ اﻟﺧﺻوﻣﺔ اﻟﻣﻧﻬﺟ ﺔ وﺗﺟﻌﻞ ﻣن اﻹﺳﻼم ﻣﺟرد ﺗراث ﺛﻘﺎﻓﻲ
2
ﯾدﺧﻞ ﺿﻣن اﻹرث اﻟﺣﺿﺎر وﻟ س واﻗﻌﺎ ﺣ ﺎ وﻓ ار ﺣﺎﺿ ار.