Professional Documents
Culture Documents
التنمية الاقتصادية في الجزائر بين متطلبات الحاضر ورؤية مستقبلية.
التنمية الاقتصادية في الجزائر بين متطلبات الحاضر ورؤية مستقبلية.
Economic development in Algeria between the present requirements and future
vision.
ﻣﻠﺧص اﻟدراﺳﺔ:
ﺗﻧﺎوﻟت اﻟدراﺳﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر وﺳﺑل ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﻣن أﺟل اﻟﻧﻬوض ﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
اﻟﺟزاﺋري ﻣن داﺋرة اﻟﺗﺧﻠف ،ﺣﯾث ﺗﻬدف اﻟدراﺳﺔ اﻟﻰ اﻟﺑﺣث ﻋن اﺳﺑﺎب ﻓﺷل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﺟزاﺋر وﻣﺎﻫﻲ اﻟﺳﺑل اﻻﻧﺟﻊ ﻟﺗطوﯾر اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،وﻗد ﺗوﺻﻠت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ أن اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻻ ﺑد ﻣن ﺗﺧطﯾط اﺳﺗراﺗﺟﻲ ﺣﻛوﻣﻲ ﻣن أﺟل رﺳم ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺗرﺳم اﻟﻣﺳﺎر
اﻟﺗﻧﻣوي اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺣﯾث ﺗﻛون ﻣن أوﻟوﯾﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ،وﺧرﺟت اﻟدراﺳﺔ ﺑﻌدد ﻣن اﻟﺗوﺻﯾﺎت
وﻣﻘﺗرﺣﺎت أﻫﻣﻬﺎ وﺿﻊ ﺳﯾﺎﺳﺎت وأطر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺗطوﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺑﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدي،
و ﻛذا ﺗدﻋﯾم اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻐﯾرة واﻟﻣﺗوﺳط ﻣن أﺟل اﻟﻧﻬوض ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ.
Abstract:
The study dealt with the economic development in Algeria and ways to achieve them
for the advancement of Algerian society from backwardness circle, where the study aims to
search for the causes of the economic failure of development in Algeria and what means the
most effective for the development of economic development in Algeria, the study concluded
that the economic development in Algeria must be planning a government Astratja in order to
draw public policy draws developmental economic track to be one of the priorities of the
government policies, the study has come out with a number of recommendations and
proposals for the most important development of policies and legal frameworks for the
development of environmental policies in the economic part, and as well as strengthen small
and medium enterprises in order to promotion of local development to achieve overall
economic development.
ﻣدﺧل:
إن دراﺳﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﺎﻧت وﻻ ﺗزال اﻟﻣﺣور اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻷﺑﺣﺎث واﻟدراﺳﺎت ﻣن طرف
اﻟﻣﻔﻛرﯾن واﻟﺑﺎﺣﺛﯾن وﻟﻌل ﻣن أﻫم اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗرﻛز ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺎت ﻫﻲ ﻗﺿﯾﺔ اﻟﺗﺧﻠّف واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ وﻏﯾرﻫﺎ ﺗﺷﻐل دول اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث ﻋﺎﻣﺔ واﻟﺟزاﺋر ﺧﺎﺻﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻌﻘد واﺗﺳﺎع ﻣﺷﻛﻼت اﻟﺣﯾﺎة
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﺣﺗﻰ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة .وﻣﻧﻪ أﺧذ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﯾزداد
183
ﺷﺳﺎﻋﺔ وﯾﺗطرق إﻟﻰ ﻣﯾﺎدﯾن ﺟدﯾدة ﻟم ﺗﻌرف وﻟم ﺗدرس ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻛﻣﺎ اﺳﺗﺣوذت اﻟدراﺳﺎت
اﻟﺣدﯾث ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﻣﻧﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن أﺟل
اﻟﻧﻬوض ﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن ﺗﺑﻌﯾﺗﻪ ﻟﻠﻐرب واﻟﺗﺣرر ﻣﻧﻪ ﻣن ﺧﻼل اﯾﺟﺎد آﻟﯾﺎت واﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻗﺻد ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺗﺣرر ﻣن اﻟطرف اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻘوي وﺗطوﯾر ﻣﺟﺗﻣﻌﺎﺗﻬﺎ ﺣﺗﻲ ﻻ ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟدول
اﻟﻣﺗﺧﻠف دوﻻً أﺿﻌف ﻓﻲ ﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﺗﺑﺎﻋﻬﺎ ﻟﻠﻧظرﯾﺔ اﻟواﻗﻌﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺑرز اﻟﻬﯾﻣﻧﺔ ﻟﻠطرف
اﻟﻘوي ﻓﯾﻬﺎ.
أﻫﻣﯾﺔ اﻟدراﺳﺔ:
ﺗﻛﻣن أﻫﻣﯾﺔ اﻟدراﺳﺔ ﻓﻲ ﻛوﻧﻬﺎ ﺗطرح ﻣوﺿوﻋﺎ ﻏﺎﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﻫﻣﯾﺔ وﻫو اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﺟزاﺋر وﻣﺣﺎوﻟﺔ إﻋطﺎء ﻟﻬﺎ ﺑﻌد ﺟوﻫري ﻓﻲ اﻟﻧﻬوض ﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋر ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﺻب
اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ وﻣﺣرك أﺳﺎﺳﻲ ﻟﺗطور اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ،وﻛذا ﺗﺳﻠﯾط اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ دور اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ
رﻓﻊ ﻣن أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
أﻫداف اﻟدراﺳﺔ:
وﻣﻧﻪ ﯾﻣﻛن طرح اﻻﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :ﻋن ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ وﻣﺎ ﻣدي ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ٕواﻟﻰ أي ﻣدي
ﺣﻘﻘت اﻟﺟزاﺋر ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺳﺎﻫﻣت ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﻓﺎﻩ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﻲ؟
184
-اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻟث :اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻣﺎ ﺑﯾن .2015-1990
-ﺗوﺻﯾﺎت.
اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ اﻟﺷﺎﻣل ﻋرﻓت ﺑﻛوﻧﻬﺎ ﺗدرج طوﯾل اﻷﻣد ﯾﻌﺑر ﻋن ﺷﻛل
اﻟﺗطور اﻟﻣﺎدي ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻋﺑر اﻟﻌﺻور ،وﻗد ﺗﺟﻠﻰ ذﻟك ﻓﻲ ﻣظﻬرﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن :اﻟﻣظﻬر اﻷول
ﻛﻣﻲ ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺑﻧﯾوﯾﺔ أو اﻟﻬﯾﻛﻠﯾﺔ .واﻟﻣظﻬر اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻧوﻋﻲ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻷﻓﻛﺎر واﻟﺗﺻورات ،واﻟﻣﻔﺎﻫﯾم ،وأﻧﻣﺎط اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ اﻟﺗﻲ ﺗظﻬر ﻓﻲ
ﺳﻌﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ اﻟﻣﺎدﯾﺔ .وﻗد إﺗﺳﻣت ﺣرﻛﺔ ﻫذا اﻟﺗدرج واﻟﺗطور ﺑﺑطء ﺷدﯾد ﻣن ﺟﻬﺔ
واﺧﺗﻼف ﻓﻲ درﺟﺗﻪ ﺑﯾن ﻣﺟﺗﻣﻊ وآﺧر ،وأﺣﯾﺎﻧﺎ ﻻﯾﻛﺎد ﯾﻼﺣظ ﺑﺳﺑب ﺿﺂﻟﺗﻪ ﻣن ﺟﻬﺔ
أﺧرى.
وﻗد إرﺗﺑطت أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗطور اﻟﺑﺷري ﻣﻧذ ﻓﺟر اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺑﺄﻫﻣﯾﺔ أدوات وﺳﺎﺋل اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺗﻲ ﺻﻧﻌﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﻓﺈن اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ﺑﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ اﻟﺑﺳﯾط ﺗرﺗﺑط إرﺗﺑﺎطﺎ وﺛﯾﻘﺎ ﺑﺎﻟﺗطور واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وﻫﻲ ﺑذﻟك ﺗﻧﻘل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
185
ﻣن اﻟﺟﻣود واﻟﺑطء واﻟﺗﺧﻠف ،إﻟﻰ اﻟﺗﻘدم ،أي ﻣن ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ إﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ ،وﺑدون ﻫذا
اﻷﺧﯾر ﻻﯾﻣﻛن اﻟﺣدﯾث ﻋن أﯾﺔ ﺗﻧﻣﯾﺔ أو أي ﺗطور إﻗﺗﺻﺎدي ﻛﺎن ،وﻻ أدل ﻋﻠﻰ ذﻟك أﻛﺛر ﻣن أن ﻛل
اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ اﻟﯾوم ﻫﻲ ﺑﻠدان ﻏﯾر ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﻧﺟد أن ﻛل اﻟﺑﻠدان اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻫﻲ ﺑﻠدان ﻣﺗﻘدﻣﺔ.
أوﻻ :ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ:
ﻻ ﻧﺳﺗطﯾﻊ اﻋطﺎء ﺗﻌرﯾف ﺷﺎﻣل ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وذﻟك ﻟﺗﺷﻌﺑﻬﺎ واﺧﺗﻼف ﻣدارﺳﻬﺎ وﻣﺣﻠﻠﯾﻬﺎ وﻛل ﯾﻌطﻲ
ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﺗﺻورﻩ ﻟﺗطور اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﻣﻧﻪ ﻧﺑرز ﺑﻌض اﻟﺗﻌﺎرﯾف ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺣﺳب ﺑﻌض
اﻟﻛﺗﺎب وﻣﻧﻪ ﻣﺎﯾﻠﻲ:
ﯾﻌرﻓﻬﺎ ﺟﯾﺑراﻟد ﻣﺎﯾر ":اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﯾرﺗﻔﻊ ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﺧﻼل ﻓﺗرة
ﻣن اﻟزﻣن"
وﯾﻌرﻓﻬﺎ ﺳﻌد اﻟدﯾن إﺑراﻫﯾم ":اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ إﻧﺑﺛﺎق وﻧﻣو ﻛل اﻻﻣﻛﺎﻧﯾﺎت واﻟطﺎﻗﺎت اﻟﻛﺎﻣﻧﺔ ﻓﻲ
ﻛﯾﺎن ﻣﻌﯾن ﺑﺷﻛل ﻛﺎﻣل وﻣﺗوازن ﺳواء ﻛﺎن ﻫذا اﻟﻛﯾﺎن ﻫو ﻓرد أو ﺟﻣﺎﻋﺔ أو ﻣﺟﺗﻣﻊ ،أﻣﺎ اﻟﻌﻧﺎﺻر
اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻣﺿﻣون اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻬﻲ:
-أﻧﻬﺎ ﻋﻣﻠﯾﺔ داﺧﻠﯾﺔ ذاﺗﯾﺔ ،ﺑﻣﻌﻧﻲ أن ﻛل ﺑذورﻫﺎ وﻣﻘوﻣﺎﺗﻬﺎ اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻣوﺟودة ﻓﻲ داﺧل اﻟﻛﯾﺎن ﻧﻔﺳﻪ
وأن أي ﻋواﻣل أو ﻗوي ﺧﺎرج ﻫذا اﻟﻛﯾﺎن ﻻ ﺗﻌدو أن ﺗﻛون ﻋواﻣل ﻣﺳﺎﻋدة.
-ﻫﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ دﯾﻧﺎﻣﯾﻛﯾﺔ ﻣﺳﺗﻣرة ،أي أﻧﻬﺎ ﻟﯾﺳت ﺣﺎﻟﺔ ﺛﺎﺑﺗﺔ.
-أﻧﻬﺎ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻟﯾﺳت ذات طرﯾق واﺣد ،وأﻧﻣﺎ ﺗﺗﻌدد طرﻗﻬﺎ ٕواﺗﺟﺎﻫﺎﺗﻬﺎ ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﻛﯾﺎﻧﺎت وﺑﺎﺧﺗﻼف
)(2
وﺗﻧوع اﻻﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻛﺎﻣﻧﺔ ﻓﻲ داﺧل ﻛل ﻛﯾﺎن.
وﯾري ﻣﻔﻬوم اﻟﺣدﯾث ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أن أﯾﺔ ﺗﻧﻣﯾﺔ ﺟدﯾرة ﺑﻬذﻩ اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺎ
ﯾﻠﻲ:
-إﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻐﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟﺷﻌب.
-ﺗﺣوﯾل اﻟﺑﻧﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ .
-إﻋﺎدة ﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻌﻠم واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻟﺧدﻣﺔ اﻻﻧﺳﺎن.
)(3
-ﺗﺣﻘﯾق ﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣدﻋﻣﺔ ذاﺗﯾﺎ وﻣﻧﺳﺟﻣﺔ ﻣﻊ اﻟﺑﯾﺋﺔ.
ﻓﯾﻣﻛن أن ﻧﻘول " اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻫﻲ ﺗﻘدم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋن طرﯾق اﺳﺗﻧﺑﺎط أﺳﺎﻟﯾب اﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﺟدﯾدة
أﻓﺿل ورﻓﻊ ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻹﻧﺗﺎج ﻣن ﺧﻼل إﻧﻣﺎء اﻟﻣﻬﺎرات و اﻟطﺎﻗﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ و ﺧﻠق ﺗﻧظﯾﻣﺎت
)(4
أﻓﺿل ،ﻫذا ﻓﺿﻼ ﻋن زﯾﺎدة رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺗراﻛم ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ".
ﻓﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﻧطوي ﻟﯾس ﻓﻘط ﻋﻠﻰ ﺗﻐﯾرات اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺑل وﺗﺗﺿﻣن أﯾﺿﺎ ﺗﻐﯾرات
ﻫﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و اﻟﻬﯾﻛﻠﯾﺔ و اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺗﺿﻣن زﯾﺎدات ﻓﻲ اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ
186
أو اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻘوﻣﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ و ﻛذﻟك ﻓﻲ ﻧﺻﯾب اﻟﻔرد ﻣﻧﻪ .و ﻫذا اﻟﺗﺣﺳن ﻓﻲ اﻟدﺧل أو اﻹﻧﺗﺎج ﯾﺳﺎﻋد
ﻋﻠﻰ اﻹدﺧﺎر ﻣﻣﺎ ﯾدﻋم اﻟﺗراﻛم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ و اﻟﺗﻘدم اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ .
و ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎﺳﺑق ،ﺗﺷﺗﻣل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ ﺗﺣﺳﯾن ﻛل ﻣن ﻣﻬﺎرة و ﻛﻔﺎءة و
ﻗدرة اﻟﻌﺎﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل و ﺗﻧظﯾم اﻹﻧﺗﺎج ﺑطرﯾﻘﺔ أﻓﺿل ،و ﺗﻘدم اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و
ﺗﻧظﯾم اﻟﺳوق اﻟﻣﺎﻟﻲ و ﺗطوﯾر اﻟوﺳﺎﺋل و اﻻﺗﺻﺎﻻت.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :أﻫداف اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ:
ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أﻫداف ﻋدﯾدة ﺗدور ﻛﻠﻬﺎ ﺣول رﻓﻊ ﻣﺳﺗوى ﻣﻌﯾﺷﺔ اﻟﺳﻛﺎن ،وﺗوﻓﯾر أﺳﻠوب ﺣﯾﺎة
ﻛرﯾﻣﺔ ،وﻻ ﯾﻧظر إﻟﻰ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻏﺎﯾﺔ ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎٕ ،واﻧﻣﺎ ﯾﻧظر إﻟﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق
ﻏﺎﯾﺎت أﺧري ،وﻣن اﻟﺻﻌب ﺗﺣدﯾد أﻫداف ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﻧظ ار ﻻﺧﺗﻼف ﻛل دوﻟﺔ ،واﺧﺗﻼف
أوﺿﺎﻋﻬﺎ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،إﻻ أﻧﻪ ﯾﻣﻛن إﺑراز ﺑﻌض اﻷﻫداف اﻻﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن
ﺗﺗﻣﺣور ﺣوﻟﻬﺎ اﻟﺧطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وﻣن أﻫم ﻫذﻩ اﻷﻫداف ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-1زﯾﺎدة اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ :ﺗﻌﺗﺑر زﯾﺎدة اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ ﻣن أﻫم أﻫداف اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول
اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ ،ذﻟك أن اﻟﻐرض اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟذي ﯾدﻓﻊ ﻫذﻩ اﻟﺑﻠدان إﻟﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،إﻧﻣﺎ
ﻫو ﻓﻘرﻫﺎ واﻧﺧﻔﺎض ﻣﺳﺗوي ﻣﻌﯾﺷﺔ ﺳﻛﺎﻧﻬﺎ وﻻ ﺳﺑﯾل ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻔﻘر ،واﻧﺧﻔﺎض ﻣﺳﺗوي
)(5
اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ وﺗﺣﺎﺷﻲ ﺗﻔﺎﻗم اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ إﻻ ﺑزﯾﺎدة اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ.
-2رﻓﻊ ﻣﺳﺗوي اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ :ﯾﻌﺗﺑر ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺳﺗوي ﻣرﺗﻔﻊ ﻟﻠﻣﻌﯾﺷﺔ ﻣن ﺑﯾن اﻻﻫداف اﻟﻬﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻲ
اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ،ذﻟك أﻧﻪ ﻣن اﻟﻣﺗﻌذر ﺗﺣﻘﯾق
اﻟﺿرورﯾﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺣﯾﺎة ﻣن ﻣﺄﻛل وﻣﻠﺑس وﻣﺳﻛن وﻏﯾرﻫﺎ وﺗﺣﻘﯾق ﻣﺳﺗوى ﻣﻼﺋم ﻟﻠﺻﺣﺔ
واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،ﻣﺎ ﻟم ﯾرﺗﻔﻊ ﻣﺳﺗوي ﻣﻌﯾﺷﺔ اﻟﺳﻛﺎن وﺑدرﺟﺔ ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻐﺎﯾﺎت.
-3ﺗﻘﻠﯾل اﻟﺗﻔﺎوت ﻓﻲ اﻟدﺧول واﻟﺛروات :ﻫذا اﻟﻬدف ﻣن اﻷﻫداف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ،
ﺣﯾث ﻧﺟد أﻧﻪ ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻟدول اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ ورﻏم اﻧﺧﻔﺎض اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ واﻧﺧﻔﺎض ﻣﺗوﺳط ﻧﺻﯾب
اﻟﻔرد ﻣﻧﻪ ،ﺗﻔﺎوﺗﺎ ﻛﺑﯾ ار ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧول واﻟﺛروات ،إذ ﺗﺣﺻل طﺑﻘﺔ ﺻﻐﯾرة ﻣن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
ﻋﻠﻰ ﺣﺻﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺛروة .وﻣن ﻫذا اﻟﺗﻔﺎوت ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟﺛروات واﻟدﺧول ،ﯾؤدي إﻟﻰ إﺻﺎﺑﺔ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺄﺿرار ﺟﺳﯾﻣﺔ ،ﺣﯾث ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗرددﻩ ﺑﯾن ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﻐﻧﻲ اﻟﻣﻔرط ،وﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﻔﻘر
)(6
ﻫذا ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ اﺿطراﺑﺎت ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻧﺗﺟﻪ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻣﺎ ﯾﺳﺗﻬﻠﻛﻪ.
-4ﺗﻌدﯾل اﻟﺗرﻛﯾب اﻟﻧﺳﺑﻲ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘوﻣﻲ :ﻧﻌﻧﻲ ذﻟك ﻋدم ﻗدرة اﻟﺑﻼد ﻋﻠﻰ ﻗطﺎع واﺣد ﻣن اﻟﻧﺷﺎط
ﻛﻣﺻدر ﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ ،ﺳواء أن ﻛﺎﻧت ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟزراﻋﺔ ﻓﻘط ،و اﻟﺑﺣث ﻓﻲ إﻧﺷﺎء و دﻋم
ﻗطﺎع اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ و ذﻟك أن اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻗطﺎع واﺣد ﯾﻌرض اﻟﺑﻼد إﻟﻰ ﺧطر اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﺷدﯾدة ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج و اﻷﺳﻌﺎر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘطﺎع اﻟوﺣﯾد اﻟﻣﺳﺗﻐل ﻣﻣﺎ ﯾﺷﻛل ﺧط ار
187
ﺟﺳﯾﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻫدوء و اﺳﺗﻘرار ﻣﺟرى اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻟذاﻟك ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﺑﺄﻣر اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
ﻓﻲ اﻟﺑﻼد إﺣداث ﺗوازن ﻓﻲ اﻟﻘطﺎﻋﺎت و ﻋدم اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻗطﺎع واﺣد ﻛﻣﺻدر ﻟﻠدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ
ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻻﻋﺗﻣﺎدﻫﺎ ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋدات اﻟﺑﺗرول ،و اﻟﺑﺣث ﻓﻲ إﺣﯾﺎء
ﻗطﺎع اﻟزراﻋﺔ ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ اﻻﻛﺗﻔﺎء اﻟذاﺗﻲ ﺛم اﻟﺗﺻدﯾر ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﻧﻧﺳﻰ ﻗطﺎع اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ و اﻟذي
)(7
ﯾﻣﺛل إﺣدى ﻣﻌﺎﻟم اﻟﺗطور اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻛل ﻫذا ﻣن أﺟل اﻟوﺻول إﻟﻰ ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ.
وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﺗﻌدد أﻫداف ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ إﻻ أﻧﻪ ﯾﻣﻛن ذﻛر أﻫم اﻟﻧﻘﺎط ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ
ﺗﺑﻧﺗﻬﺎ اﻻﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻓﻲ إﻋﻼن اﻻﻟﻔﯾﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ وﻫﻲ:
-ﺗوﻓﯾر اﻟظروف اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﯾﺷﻣل ذﻟك ﺗوﻓﯾر درﺟﺔ ﻣن اﻻﺳﺗﻘرار.
-ﺗﺣﻘﯾق ﻗدرة ﻣن اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺣد ﻣن اﻟﻼﻣﺳﺎواة ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧول.
-ﺗﻧﻔﯾذ ﺑراﻣﺞ اﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ طﻣوﺣﺔ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف ﻣﺟﺎﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎد وﺗوظﯾف ﻛﺎﻓﺔ ﻋﻧﺎﺻر اﻻﻧﺗﺎج ﻓﻲ
ﺧدﻣﺔ ﻫذﻩ اﻟﺑراﻣﺞ.
-اﻟﺳﻌﻲ ﻟﺗوﻓﯾر اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ واﺗﺑﺎع ﻫذﻩ اﻻﺳﺎﻟﯾب ﻓﻲ ﺗﺳرﯾﻊ أﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد وﺻوﻻ ﻟﺗﺣﻘﯾق
)(8
اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ:
ﻫﻧﺎك ﻋدة أﺳﺎﻟﯾب ﻟﻠﻧﻬوض ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أﻫﻣﻬﺎ:
-ﺗوﻓﯾر رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣﻼﺋم واﻟﻼزم ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣﺎدﯾﺎ وﺑﺷرﯾﺎ.
-أﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ إﻋداد ﻗوة اﻟﻌﻣل.
-ﺗطوﯾل آﻟﯾﺎت ﺗﺧطﯾط ﻗوة اﻟﻌﻣل.
-ﺗطوﯾر آﻟﯾﺎت اﻻﺧﺗﯾﺎر واﻟﺗﻌﯾﯾن.
-ﺧﻠق ﻧظﺎم اﻟﺣواﻓز واﻟﻣﻛﺎﻓﺂت اﻟﺗﺷﺟﯾﻌﯾﺔ.
-ﺗوﻓﯾر اﻟﻣﻧﺎخ اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻹداري اﻟﻣﻧﺎﺳب.
-إﻋداد وﺗﺄﻫﯾل اﻟﯾد اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف اﻟﺗﺧﺻﺻﺎت واﻟﻣﻬﺎرات إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻛﻔﺎءات.
-ﺗزوﯾد اﻟﻘوى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌﺎرف ،اﻟﺧﺑرات واﻟﻣﻬﺎرات اﻟﻼزﻣﺔ ﺑﻬدف ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ
اﻟﻣﺟﺎﻻت.
-ﺗﺑﺳﯾط اﻹﺟراءات واﻟﺣد ﻣن اﻟروﺗﯾن.
-ﺗﺧﺻﯾص أﯾﺎم دراﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ،وﺗوﻓﯾر اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ وﻛذا اﻟﻣﻧﺎخ اﻟﻣﻧﺎﺳب اﻟذي ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ
ﺣل ﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
ﻫذﻩ اﻟﺣﻠول أو اﻷﺳﺎﻟﯾب ﻛﻠﻬﺎ رواﻓد ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ اﻟﻔردي ،وﯾﻧﻌﻛس إﯾﺟﺎﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى
اﻟﺻﺣﻲ واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ وﺗﻘود إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔٕ ،واﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﻛﺎﻓﺔ أﺑﻌﺎدﻫﺎ.
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑﯾن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻌرﺑﯾﺔ.
188
إن ﻫﻧﺎك ﺗراﺑطﺎً ﺟذرﯾﺎً ﺑﯾن اﻹﺻﻼح واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘطﺎﻋﯾن اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ
ﯾﺄﺗﻲ:
* إن ﻓﻠﺳﻔﺔ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠدوﻟﺔ ﺗﺗﺑﻊ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ وﺗرﺗﺑط ﺑﻪ ،ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻓﻲ طرﯾق
اﻻﺣﺗﻛﺎر اﻟﺷﻣوﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺳﯾﻘوم ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ وﺗﻌزﯾز ﺳﯾطرة اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ وﺳﺎﺋل
اﻹﻧﺗﺎج وﻛذﻟك اﻟﻣوارد اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
* ﻓﻲ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﺗﻛون اﻟﺳﻠطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣوزﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺧﺻﺻﯾﺔ واﺣﺗرام ﺣﻘوق
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ.
* ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟدﺳﺎﺗﯾر اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﺗﺷﯾر ﺑوﺿوح إﻟﻰ أن اﻟﺷﻌب ﻫو ﺻﺎﺣب اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،وأﻧﻪ ﻫو اﻟذي
ﯾﻘود اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﻲ ،إﻻّ أن واﻗﻊ اﻟﺣﺎل ﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﺑﺻﻣﺎت اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺷﻣوﻟﯾﺔ ﻣﺎ زاﻟت ﻗﺎﺋﻣﺔً وﺑﻼ
ﺣدود وﺑﺈﻣﻛﺎن اﻟﺳﻠطﺔ إﻟﻐﺎء أي ﺗﺷرﯾﻊ أو ﻗﺎﻧون ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ ﻓﻠﺳﻔﺗﻬﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،أو ﺗﻌطﯾﻠﻪ ،ﺑﻐض اﻟﻧظر
)(9
ﻋﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟدﺳﺎﺗﯾر.
*إن اﻟواﻗﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﺿﻌف اﻟﺗﺟﺎوب ﻣﻊ ﺗطﻠﻌﺎت اﻟﻧﺎس واﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻠﻐﺎﯾﺎت واﻷﻫداف اﻟﺗﻲ
ﯾﻧﺷدوﻧﻬﺎ ،واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﺑﺎﺳﺗﻛﻣﺎل اﻟﺗﺣرر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،واﻣﺗﻼك اﻟﺳﯾﺎدة واﻻﻗﺗراب ﻧﺣو اﻟوﺣدة ،اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل ﻣﻌرﻛﺔ
اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻌرﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼف ﻣﺳﺗوﯾﺎﺗﻬﺎ وﺗﺳﻣﯾﺎﺗﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﺳﺗﺟﯾب ﻟروح اﻟﻌﺻر وآﻣﺎل وآﻻم اﻹﻧﺳﺎن
اﻟﻌرﺑﻲ ،واﻟدور اﻟذي ﯾﺟب أن ﯾﺷﻐﻠﻪ ﻓﻲ وطﻧﻪ واﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﻠﻬﺎ داﺧل اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ.
* إن ﻛﺛﯾ اًر ﻣﻣﺎ ﯾﻌ ﱡدﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾون ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ أﯾدﻟوﺟﯾﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أو ﻧظرﯾﺎت ﺗﻧﻣوﯾﺔ ﺗﻌﺑر ﺑﺎﻟﺿرورة ﻋن
اﻟﻣذﻫب اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟذي ﺗﻧطﻠق ﻣﻧﻪ ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺎت ،ﻏﺎﻟﺑﺎً ﻣﺎ ﺗﻛون أﻗﻧﻌﺔ ﺗﺧﺗﻔﻲ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﻓﻠﺳﻔﺔ اﻟﻔﻛر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ
اﻟذي ﻗد ﯾﻣﺛل اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرار ،أو ﺗﺧﺗﻔﻲ وراءﻫﺎ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ﻫذا ﻣن ﺷﺄﻧﻪ زﯾﺎدة ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺧﻠف
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،أو ﻋدم ﻣواﻛﺑﺔ اﻟﺗطور اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ،وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣن ﻧﻬﺟﺎً ﻟﻠﺗطور
اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟﺣدﯾث.
* إن وﺻف ﺑﻌض اﻟدول أو اﻟﺷﻌوب ﺑـ )اﻹرﻫﺎب( ﯾﻘﻊ ﺿﻣن اﻟﻣﺧﺗرﻋﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﺗﻲ ﯾراد ﺑﻬﺎ اﻟﺳﯾطرة
اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ ﻣوارد اﻟﺑﻠدان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،واﻟﺳﯾطرة ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻘدرات اﻟﺷﻌوب ،وﺿﻣﺎن ﺗﺑﻌﯾﺔ ﻋﻣﯾﺎء
ﻟﻘ اررات اﻻﺳﺗﻔراد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﻫو ﯾﻣﺛل ﺣﻠﻘﺔ واﺿﺣﺔ ﻣن ﺣﻠﻘﺎت اﻟرﺑط ﺑﯾن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ
واﻻﻗﺗﺻﺎد.
* اﺳﺗﻧﺳﺎخ ﺗﺟﺎرب ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺗﺗﺑﻊ أﯾدﻟوﺟﯾﺎت وﻓﻠﺳﻔﺎت ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺑﻌﯾدة ﻋن اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﻲ ،أو اﺗﺑﺎع اﻟوﺻﺎﯾﺎ
اﻟﻠﺑراﻟﯾﺔ اﻟﺟﺎﻫزة وﻣﻧﻬﺎ )ﻧظرﯾﺎت اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﻛﺎذﺑﺔ( وﻏﯾرﻫﺎ ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ إﻋطﺎء اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻧﺻﺎﺋﺢ ﻣﻐﻠوطﺔ
189
وﻏﯾر ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ،إذ ﯾﻘدم ﻫؤﻻء اﻟﺧﺑراء ﻫﯾﺎﻛل اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ راﺋﻌﺔ ،وﻧﻣﺎذج اﻗﺗﺻﺎد ﻗﯾﺎﺳﻲ ﻣﻌﻘدة ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻏﺎﻟﺑﺎً
ﻣﺎ ﺗﻘود إﻟﻰ ﺳﯾﺎﺳﺎت ﻏﯾر ﺳﻠﯾﻣﺔ وﻏﯾر ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺗﺣﻣل ﻧﺗﺎﺋﺟﻪ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﻟﯾس اﻟﻣﻔﻛر
اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
* إن ﺑروز اﻟﻘطب اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟواﺣد أوﻗﻊ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺗﺣت وطﺄة اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ زرﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﻛل
ﺑﻠد ﻋرﺑﻲ ،وﻣن ﺛم ﺗﺑﻌﻬﺎ اﻟوﺿﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺗﻔرد ﻟﻛل ﺑﻠد ﻣﻣﺎ ﻋزز ﺳﻬوﻟﺔ اﻟﺳﯾطرة اﻻﺳﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ
اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺑﻠدان اﻟﻌرﺑﯾﺔ وزاد ذﻟك ﻣن اﻋﺗﻣﺎد أﻏﻠب اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺻدﯾر اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ واﻻﻋﺗﻣﺎد
ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻷوﻟﯾﺔ واﻟﻣﺗوﺳطﺔ ﻣﻊ اﻟﺗﻬﺎﻓت ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺎﻋدات اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣﻣﺎ زاد ﻣن
دﯾوﻧﻬﺎ ،ﻟﺗﺟد ﻧﻔﺳﻬﺎ ﺗﺣت وطﺄة اﻟﺑﻧوك اﻟدوﻟﯾﺔ وﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ وﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﻧﻰ
ﺷروطﺎً ﻗﺎﺳﯾﺔ ،ﻹﺑﻘﺎء اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻲ ﺗرﺳﻣﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﻣﻧظﻣﺎت.
* ﱠ
إن ﻣﻣﺎ زاد اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻫو أن اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﯾﻣﺗﻠك اﻟﻘرار اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻔﻛر ﺑﻪ
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﻟﻣﺎ ﻛﺎن أﺻﺣﺎب اﻟﻘرار ﻫؤﻻء ﻫم اﻟذﯾن ﯾﻘررون ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﻘد وأﺳﻌﺎر اﻟﻣواد واﺳﺗﻐﻼل اﻟطﺎﻗﺔ
وﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻣﺷﺎﻛل اﻟﺑطﺎﻟﺔ واﻟﺗﺿﺧم وﻫم ﯾﺟﻬﻠون ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻗ ارراﺗﻬم ،ﻓﺈن أﺻﺣﺎب رؤوس اﻷﻣوال ﻻ ﯾﻔﺿﻠون
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﺑﻠداﻧﻬم ،وﯾﻔﺿﻠون اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎرﺟﻲ اﻟﺛﺎﺑت أو اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻷﺳﻬم أو اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺳرﯾﻌﺔ
اﻻﻧﺗﻬﺎء ،ﺧوﻓﺎً ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺗﻠك اﻷﻋﻣﺎل.
* ﻻﺑد ﻣن اﻟﺗﻧﺑﯾﻪ إﻟﻰ ﺧطورة اﺳﺗﻣرار اﻟﺗﺑﺎﻋد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺗراﺟﻊ اﻟﻌﻣل اﻟﻌرﺑﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدي
اﻟﻣﺷﺗرك ﺑﯾن اﻟﺑﻠدان اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،أﯾﺎً ﻛﺎﻧت اﻟﺧﻠﻔﯾﺎت ﻓﻲ ذﻟك ،إذ ﺗظﻬر ﺑﻌض اﻟﻣؤﺷرات ،أن ﺣﺟم اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺑﯾﻧﯾﺔ ﻻ ﯾزﯾد ﻋن %8 - 7ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ ﺣﺟم اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﺈن اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟﺑﯾﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ﺗﻣﺛل %70ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﻣوﻋﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ أﻛﺛر اﻧدﻣﺎﺟﺎً ﻣﻊ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ ،وﯾﺗﻣﺛل ذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺑﺎدﻻت
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻊ وﺟود وﺳﺎﺋل اﺗﺻﺎل وﻧﻘل أﻓﺿل ﺑﯾن اﻟﺑﻠدان اﻟﻌرﺑﯾﺔ و اﻟدول اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﻫو ﻣﺗوﻓر ﺑﯾن
اﻟﺑﻠدان اﻟﻌرﺑﯾﺔ ذاﺗﻬﺎ.
* أﺟزاء وﻣﻛوﻧﺎت اﻟﻘ اررات اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﻫﻲ ﺣﺎﺻل ﺟﻣﻊ اﻟظروف اﻵﻧﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺧذﻫﺎ
اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣداﺧﻼت ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻗد ﻻ ﺗرﺗﺑط ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺎﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺑﻠد وﻓﻲ أﺣﯾﺎن ﻛﺛﯾرة
ﺗﺗﻌﺎرض ﻣﻊ ﺗﻠك اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﺑط ﺑﺧطط ﻗرﯾﺑﺔ أو ﺑﻌﯾدة اﻟﻣدى ﻣﻣﺎ ﺗؤﺛر ﺳﻠﺑﺎً ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق ﺧطط
اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ.
190
* إن اﻋﺗﻣﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﯾن ﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﻌﺎون اﻟﻣﺷﺗرك ﻣﻊ اﻟدول اﻷﺧرى ﻷﺳﺑﺎب ﻏﯾر اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وﺗﻠﻘﻲ
اﻟﺧﺑرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻟﻠﺳﺑب اﻟﻣذﻛور دون إطﺎر ﺳﯾﺎﺳﻲ واﻗﺗﺻﺎدي ﻣﺣدد ﺿﻣن ﻣﻌﺎﯾﯾر وﺛواﺑت ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺑﻠد
ﯾﺳﺑب ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد ﺗداﺧﻼً ﻋرﺿﯾﺎً ﻣﻊ ﻣﺎ ﯾﻔﻛر ﺑﻪ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾون.
* إن اﻟﻧظرة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟزﯾﺎدة اﻟﺳﻛﺎن ﺗﻌﻧﻲ ﻗوة اﻟدوﻟﺔ ٕواﻣﻛﺎن اﺳﺗﻐﻼل ﺗﻠك اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع ﻋن
اﻟﺑﻠد ﻋﻧد اﻟﺣﺎﺟﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻧظر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾون إﻟﻰ أن اﻟزﯾﺎدة اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗُﻌ ّـد ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ
اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وﻣﺎ ﺗﺳﺑﺑﻪ ﻣن ﺗوﻓﯾر ﻣﺳﺗﻠزﻣﺎت اﻟﻌﯾش واﻟﻌﻣل واﻟﺗرﺑﯾﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺳﻛن واﻟﺧدﻣﺎت،
ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﺗﻠك اﻟزﯾﺎدة ﻣﺣﺳوﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻋﻠﻣﻲ ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ
اﻟﻔﻧﯾﺔ واﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﺑﺣﯾث ﺗﻛون ﻧﺳﺑﺔ زﯾﺎدة اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ زﯾﺎدة اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ زﯾﺎدة
ﺳرﯾﻌﺔ وﺗراﻛﻣﯾﺔ ﺗﻔوق ﻧﺳﺑﺔ اﻟزﯾﺎدة اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺣﯾﻧذاك ﺗﻛون ﻣﻧﺳﺟﻣﺔ ﻣﻊ اﻟﺗوﺟﻪ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻣﻊ اﺧﺗﻼف
اﻷﺳﺑﺎب.
* ﻟﻘد أﻫﺗﻣت اﻟدول اﻟﻐرﺑﯾﺔ واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻫﺗﻣﺎﻣﺎً ﻛﺑﯾ اًر ﺑﻣوﺿوع اﻟﻧﻔط اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟذي أﺻﺑﺢ
رﻛﻧﺎً أﺳﺎﺳﯾﺎً ﻣن أرﻛﺎن اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ﻫذﻩ اﻟدول وأﻋطﻰ ﻣرﻛ اًز ﻣﻬﻣﺎً ﻓﻲ ﻣوﺿوع اﻟﺗﻧﺎﻓس
ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ ،وأﺻﺑﺢ ﻣن ﯾﻣﺗﻠك اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﺗﻠك رﺟﺣﺎن ﻛﻔﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺻراع اﻟدوﻟﻲ ،وﺑﻣﺎ
أن اﻟﻧﻔط اﻟﻌرﺑﻲ ﻫو اﻟﻣورد اﻷﻛﺛر أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺣﻛم ﺿﺧﺎﻣﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ واﻧﺧﻔﺎض اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻻﺳﺗﺧراﺟﯾﺔ
ﻓﺿﻼً ﻋن اﻟﺟودة ﻟﺧﻠوﻩ ﻣن اﻟﺷواﺋب ،أﺻﺑﺢ ﻣﯾدان اﻟﺻراع واﻟﺗﻧﺎﻓس ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟدول ،ﻛﻣﺎ أﺻﺑﺢ ﻣﯾداﻧﺎً
ِ
اﻟﻣﺳﺗﻐل ﺧﺻﺑﺎً ﻟﻠﺻراع واﻟﺗداﺧل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﺿﺎرب اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ﺑﯾن
)(10
ﺳﺗﻐل.
اﻟﻣ َ
وُ
* ﯾﺑﻘﻰ أن ﻧﺣدد أن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣؤﺷرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺗدﻧﺔ ودون
اﻟوﺻول اﻟﻰ ﺗﻧﻣﯾﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺑﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ أن ﺗﻘ أر ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺗﻠك اﻟﻧﺷﺎطﺎت ﺑﻣﺳﺎﻋدة
اﻟﺧﺑراء ﻟﺗﻛون ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻧﺔ ﻣن ﻣوﻗﻔﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﻣﺎ ﯾﺣﺗﺎج ﻣن ﻗ اررات ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أو ﺗﺷرﯾﻌﺎت
ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻛل اﻧﺣراف ﺳﻠﺑﻲ وﺗﻘوﯾﺔ اﻟﻣؤﺷرات اﻻﯾﺟﺎﺑﯾﺔ .ﻣن ذﻟك ﻧرى ﺿرورة أن ﯾﺳﯾر اﻹﺻﻼح اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ
ﻣﻊ اﻹﺻﻼح اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑذات اﻟوﻗت ﺑﺣﯾث ﺗﻛون ﻣراﺣل ﺑﻧﺎء اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻣﺗﻼزﻣﺔ ﻣﻊ ﻣراﺣل ﺑﻧﺎء
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺣر ﻋﻧدﻫﺎ ﺳﺗﻛون اﻟﺻورة واﺿﺣﺔ اﻟﻣﻌﺎﻟم واﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋن ﻛل ﻣﺎ ﯾﻌﯾق اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ ﻓﻲ
اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﺿﻣن ﺧطط ﻣوﺣدة ﺗرﺗﻛز إﻟﻰ اﻷﺳﺎس اﻟﻧظري اﻟذي اﻧطﻠق ﻣﻧﻪ اﻟﺑﻧﺎء ﻧﺣو اﻟواﻗﻌﯾﺔ
اﻟﻣطﻠوﺑﺔ.
191
إن ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﯾﺗﺟﺎوز اﻟﻧطﺎق اﻻﻗﺗﺻﺎدي إﻟﻰ ﻣﺟﻣل اﻻطﺎر اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﻲ ،ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻓﻲ ﺟﺎﻧب
ﻛﻔﺎءة ﻣﺟﺗﻣﻌﯾﺔ ﺗﺿم ﻛﻔﺎءات اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺗﺳﺗﻧد إﻟﻰ ﻛﻔﺎءة إدارﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﺗﺗطﻠب ﻋداﻟﺔ
ﻣﺟﺗﻣﻌﯾﺔ ،وﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣدﺧل اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ ﻫو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻲ ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻣﺎ ﯾﺗﺻف ﺑﻪ اﻟﺑﻌد
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺻﻼﺑﺔ ﺗﻣﻛﻧﻪ ﻣن إﺧﺿﺎع اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ ﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻛﻔﺎءة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ
أﻓﺿل ﺗﺧﺻﯾص ﻟﻠﻣوارد ﯾﺗﯾﺢ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﻧﺎﺗﺟﺎ ﯾﻣﻛﻧﻪ ﻣن ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
وﻓﻲ ﻫذا اﻻطﺎر وﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺣﺎوﻟت اﻟﺟزاﺋر اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻻﺻﻼﺣﺎت
اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﻘﺿﻲ ﻋﻠﻰ اﻻﺧﺗﻼﻻت اﻟﻬﯾﻛﻠﯾﺔ ،وﻣﺎ ﻧﺗﺞ ﻋن ذﻟك ﻣن اﺧﺗﻼل اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻟﻣوارد
اﻟﺑﺷرﯾﺔ واﻟﻣوارد اﻟﻣﺎدﯾﺔ ،وظﻬور اﻟﺑطﺎﻟﺔ واﺧﺗﻼل ﻫﯾﻛل اﻟﺻﺎدرات ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،أﻣﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻋدم ﻣﻼﺋﻣﺔ اﻟﺑﻧﯾﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﺑﻣﺎ ﯾﺣوي ﻣن ﻗﯾم وﻋﺎدات وﺳﻠوك واﺗﺟﺎﻫﺎت اﻻﻧظﻣﺔ
)(11
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ذﻟك ﺣﺎوﻟت اﻟﺟزاﺋر اﻟﺧروج ﻣن اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ وﻣﺎ ﻓرﺿﻪ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﻰ ﻣن اﻧدﻣﺎج اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﻣﻧﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ دوﻟﺔ رﯾﻌﯾﺔ ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ.
ﻓﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋر ﻧﻘل اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘوﻣﻲ ﻣن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺧﻠف إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻘدم واﻟﺧروج ﻣن وﺿﻊ
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ إﻟﻰ وﺿﻊ اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣﺗﻘدم ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻋﻼﻗﺔ
ﺗﻛﺎﻣﻠﯾﺔ ﻓﻼ ﯾﻣﻛن أن ﻧﺗﺣدث ﻋن ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ دون ﺗﻐﯾﯾر اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ.
إن اﻧﺗﻬﺎج اﻟﺟزاﺋر ﺑراﻣﺞ اﻻﺻﻼﺣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ طﺑﻘﺗﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻓﺗرات ﻣﺗﻌددة ﺑﺳﺑب
ﺣدوث ﺧﻠل ﻓﻲ اﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،وذﻟك ﻗﺻد ﻣواﺻﻠﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﯨﺷﺑﻪ
ﻣﺗوﻗﻔﺔ ﺧﻼل ﻓﺗرة اﻹﺻﻼح ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻵﺛﺎر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺑراﻣﺞ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺑطﺎﻟﺔ
واﻟﻔﻘر وﻏﯾرﻫﺎ ،وﻛذﻟك اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺻﺎﺣﺑﺔ ﻟﻠﺗﺧﻠف اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت داﻓﻌﺎ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﻰ
أﻓﺿت إﻟﻰ اﺿطراﺑﺎت ﻛل ﻣن اﻻوﺿﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
إن اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻛل واﻷزﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ
)(12
ﻋﺟﻠﺔ ﺗﻘدﻣﻬﺎ ،ﺣﯾث أن ﺿﻌف اﻷداء اﻟﻣؤﺳﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺗﺄﺛﯾرات واﻟﺻدﻣﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟطﺎرﺋﺔ.
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗراﺟﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﺗدﻧﻲ ﻛﻔﺎﺋﺗﻪ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﺗﻲ ﺷﻬدﺗﻪ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ
ﻋﻘد اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ ،ﻛﺎن ﻟﻪ اﻷﺛر ﻋﻠﻰ ﺗراﺟﻊ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت
اﻟﻔﺎﺳدة ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﯾن اﻟﺣﻛوﻣﯾﯾن ٕواﻧﻔﺎق ﻋواﺋد اﻟﻧﻔط دون ﻋﻘﻼﻧﯾﺔ ﻣﻊ ﻏﯾﺎب اﻻدارﯾﯾن اﻻﻛﻔﺎء ،وﻛﻣﺎ أن
اﻟﺟزاﺋر ﻟم ﺗﻔﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل اﻟواﺳﻊ ﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص إﻻ ﺑﻌد ﺗراﺟﻊ اﻟﻧﻔط ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﻓﻔﻛرة ﻣن
ﺧوﺻﺻﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻫو ﻣﺎ زاد اﻟطﯾن ﺑﻠﺔ ﻓﻲ ﻋدم ﺗرﺷﯾد اﻟﻘ اررات اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و دون ﻗراءة ﺟﯾدة
)(13
ﻟﻠﺣﺎﺿر و اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل وﻫو ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﻋدم راﺷدة اﻟﻘرار اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ.
وان ﻣن أﻫم أﺳﺑﺎب ﻓﺷل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر إﺿﺎﻓﺗﺎ اﻟﻰ ﻣﺎ ﺗم ذﻛرﻩ ،ﻫو اﻟﺑﻧﯾﺎن اﻻﻗﺗﺻﺎدي
اﻟﺗﺑﻌﻲ اﻟﻣرﺗﻛز ﻋﻠﻰ ﻣﺻدر واﺣد ﻗﺎﺑل ﻟﻠﻧﺿوب ،وﻣﺎ ﯾﻣﺛﻠﻪ ﻣن ﻣﺻدر رﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،وﻫذا ﻣﺎ
أدى إﻟﻰ ﺗراﺟﻊ أو اﻧﻌدام اﻟﺟﻬد اﻟﻣﻛﺛف واﻟﺟﺎد ﻟﻛﺳر ﺣﻠﻘﺎت اﻟﺗﺧﻠف واﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻷطﻣﺎع
192
واﻟﺿﻐوط اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﻣﺎ ﻓﻌﻠﺗﻪ اﻟﺛورات اﻟﻌرﺑﯾﺔ او ﻣﺎ ﯾﺻطﻠﺢ ﻋﻠﯾﻪ اﻋﻼﻣﯾﺎ
"اﻟرﺑﯾﻊ اﻟﻌرﺑﻲ" ﻛﺎن ﻟﻪ وﻗﻊ ﻓﻲ ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟدول واﻧﻌﻛﺎس ﺑﺎﻟﺳﻠب ﻋﻠﻰ ﻣﺎ اﻗﺗرﻓﺗﻪ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ.
إن ﺗﺿﺎﻓر ﻫذﻩ اﻻﺳﺑﺎب أدي إﻟﻰ ﺗراﺟﻊ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر وﻫذا ﻟﻌدم ﻣﻼﺋﻣﺔ اﻟﻣﻧﺎخ اﻟﻔﻛري
وﺗواﺋﻣﻪ ﻣﻊ اﻟﻣﻧﺎخ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،واﻟﺳؤال اﻟذي ﯾطرح ﻫو ﻣﺎ ﻫو
اﻟﺳﺑﯾل ﻟﻼﻧطﻼق ٕواﻋﺎدة ﺑﻌث اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر؟.
إن اﻟﺳﺑﯾل إﻟﻰ ﺑﻌث اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﻌﻘﻼﻧﯾﺔ وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗطﺑﯾق آﻟﯾﺎت اﻟﺣﻛم اﻟراﺷد ،ﺣﯾث أن
ﻣﺿﻣون اﻟﻣﺣوري ﻟﻠﺣﻛم اﻟراﺷد ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻫو ﻫو اﻧﺳﺣﺎب اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﻫذا اﻟﻘطﺎب ﺑﻧﺳﺑﺔ
ﻛﺑﯾرة وﻓﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻠﺣرﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وﯾﻛﻣن اﻟﺑﻌد اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﺣﻛم اﻟراﺷد ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺷﺎدة
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ ":ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺷﻣل أﺳﺎﻟﯾب ٕواﺟراءات اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﯾرات ﻋﻠﻰ
اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ وﻋﻼﻗﺗﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﻊ اﻟدول اﻷﺧري" ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺎﻟﺑﻌد اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﺗﺿﻣن
ﺑﻌدا اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﺷﺎط اﻟﺣﻛم ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ ﻟﻠﻣوارد
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﻌﺎدل ﻟﻠﺛروات وﻓق ﻣﻌﯾﺎر اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ.
واﻟﻣﻼﺣظ أﻧﻪ ﻗد أﻋﯾد ﺗﺣدﯾد دور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗرﻛﯾز ﻋﻣﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺛﻼث ﻣﺟﺎﻻت
ﻫﻲ:
-ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ.
-ﻓﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ٕواﻟﻐﺎء اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﻣوﻣﻲ ﺑﺎﻧﺳﺣﺎب اﻟدوﻟﺔ.
-إﺻﻼح اﻻطﺎر اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :أﻫم اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر:
-1ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻻﻧﻌﺎش اﻻﻗﺗﺻﺎدي ):(2004-2001
ﺟﺎء ﻫذا اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺿﻣن اﻻﺻﻼﺣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﻌﻣﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗﺣرﯾك اﻟﻧﺷﺎط
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻌد ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻪ ﻣن اﻟرﻛود ﻓﻲ ﻣﺟﻣل آﻟﯾﺎﺗﻪ ،وذﻟك ﻋن طرﯾق إﻋطﺎء ﻟﻠﻣﯾزاﻧﯾﺔ دور ﻓﻲ
ﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﺗم ﺗﺣﻔﯾز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟداﺧﻠﻲ واﻟﺧﺎرﺟﻲ وذﻟك ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻧﻣو اﻗﺗﺻﺎدي ﺗﻛون
ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻘطﺎﻋﺎت وﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ
اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت ،ورﺻد ﻟﻬذا اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻣﺎ ﯾﻔوق 07ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ،وﻛﺎن ﯾﺗﻣﺣور ﺣول اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﻣوﺟﻬﺔ
ﻟدﻋم ﻣؤﺳﺳﺎت واﻷﻧﺷطﺔ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ ﻟﺗﻌزﯾز اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺗﺣﺳﯾن ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ
واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ وﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ ،ﺣﯾث ﻛﺎن ﻣﺣﺗوى ﻫذا اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ:
أ -دﻋم اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ:
-ﻗطﺎع اﻟﻔﻼﺣﺔ :وﯾﺗﻣﺣور ﻫذا اﻟﻣﺧطط ﻋﻠﻰ ﻋدة ﺑراﻣﺞ ﻣرﺗﺑطﺔ وﻫﻲ:
-ﺗﻛﺛﯾف اﻻﻧﺗﺎج اﻟﻔﻼﺣﻲ اﻟذي ﯾﺷﻣل اﻟﻣواد اﻟواﺳﻌﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼك وﺗرﻗﯾﺔ اﻟﺻﺎدرات ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت
اﻟزراﻋﯾﺔ.
193
-ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﺣواض اﻟﻣﻧﺣدرة واﻟﻣﺻﺑﺎت وﺗوﺳﯾﻊ ﻣﻧﺎﺻب اﻟﺷﻐل اﻟرﯾﻔﻲ.
-ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﺑﯾﺋﻲ وﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﻘر واﻟﺗﻬﻣﯾش ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻋن طرﯾق ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﺗﺟرﯾﺑﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ
وﻣﻌﺎﻟﺟﺔ دﯾون اﻟﻔﻼﺣﯾن .ﺣﯾث ﻗدر ﺗﻛﻠﻔﺔ ﻫذا اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺑـ ـ ـ 55.90ﻣﻠﯾﺎر دج.
-اﻟﺻﯾد اﻟﺑﺣري واﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﺋﯾﺔ وﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻧﺷﺎء ﺻﻧدوق اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺻﯾد اﻟﺑﺣري ٕواﻧﺷﺎء ﻣؤﺳﺳﺔ
ﻟﻠﻘرض وﻏﯾرﻫﺎ ،ﺣﯾث ﻗدر اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻻﺟﻣﺎﻟﻲ ﻟﺗﻣوﯾل ﻫذا اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺑ ـ ـ 9.5ﻣﻠﯾﺎر دج.
-اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ:
إن ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﻣﻘﺗرح واﻟﻣﻘر ﺑـ 113ﻣﻠﯾﺎر دج ،ﯾﺣدد ﻧﺷﺎط اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻛﻔل ﺑﺎﻻﻧﺷﻐﺎﻻت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ
ﻋدة ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺗدﺧل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺗﺣﺳﯾن اﻟﻧوﻋﻲ ﻟﻺطﺎر اﻟﻣﻌﯾﺷﻲ ﻟﻠﻣواطﻧﯾن وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-ﻛل اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟطرق داﺧل اﻟﺑﻠدﯾﺎت واﻟوﻻﯾﺔ واﻟﺑﻧﻲ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت
ﻣﻬددة ﺑﺎﻹرﻫﺎب ،وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ.
-اﻟﺗﺷﻐﯾل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ:
إن اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﻣﻘﺗرﺣﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻔﺗرة ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﺷﻐل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗطﻠب ﻏﻼف ﻣﺎﻟﻲ
ﯾﻘدر ﺑ ـ ـ 16ﻣﻠﯾﺎر دج ،ﻓﻬو ﯾﺧص ﺑراﻣﺞ اﻷﺷﻐﺎل ذات اﻟﻛﺛﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﯾد اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟوﻻﯾﺎت
اﻷﻗل ﺗﻧﻣﯾﺔٕ ،وان ﻫذا اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﺗﺳﻣﺢ ﺑﻌرض إﺿﺎﻓﻲ ﻟـ ـ 70000ﻣﻧﺻب ﺷﻐل داﺋﻣﯾن
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة وﺗﻛﻠﻔﺔ ﻗدرﻫﺎ 7ﻣﻼﯾﯾر دج.
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﻧﺷﺎء ﺑﻌض اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﻣراﻓﻘﺔ واﻟﻣدﻋﻣﺔ ﻟﻠﻣﺷرع وﻣﻧﻬﺎ:
-ﺻﻧدوق ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺟﻧوب :واﻟذي ﯾﺷﻣل 13وﻻﯾﺔ ﻣن اﻟﺟﻧوب اﻟﺟزاﺋري وﺧﺻص ﻟﻪ ﻣﺑﻠﻎ 25ﻣﻠﯾﺎر
دج.
-اﻟﺻﻧﺎدﯾق اﻟﺧﺎﺻﺔ :وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗدﻋﯾم ٕواﻧﺷﺎء اﻟﺻﻧﺎدﯾق اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
اﻟﺻﻧدوق اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺳﻛن.
اﻟﺻﻧدوق اﻟوطﻧﻲ ﻟﺗﻛوﯾن اﻟﺷﺎب اﻟﺑطﺎل.
اﻟﺻﻧدوق اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﻘروض اﻟﻣﺻﻐرة.
اﻟﺻﻧدوق اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺻﺣﺔ.
)(14
-2ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺑرﻧﺎﻣﺞ دﻋم اﻧﻌﺎش اﻻﻗﺗﺻﺎدي :وﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾﺻﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺟدول اﻟﺗﺎﻟﻲ:
2004 2003 2002 2001 2000 اﻟﺳﻧﺔ
4827 4484 42066 3937 3331 اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟداﺧل
اﻟﺧﺎم)ﻣﻠﯾﺎر دﯾﻧﺎر(
5.2 6.8 4.1 2.6 2.2 اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي %
3.6 2.6 1.4 4.2 0.3 %اﻟﺗﺿﺧم
5.5 6 7 8.5 8.5 ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻔﺎﺋدة%
194
21.40 23.40 22.64 22.57 25.26 اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ
)ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر(
17.7 23.7 26 28.4 29.3 اﻟﺑطﺎﻟﺔ %
6.8 8 8.5 22.6 - اﻟﻔﻘر%
28.7 30 31.1 32.2 33.3 اﻷﻣﯾﺔ% -3
اﻟﻣﺻدر :ﺗوﻣﻲ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ،واﻗﻊ وأﻓﺎق اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻣن ﺧﻼل اﻻﺻﻼﺣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر،
أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺟزاﺋر ،2006 ،ص.238
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟدول ﯾﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ أن إﻧﺧﻔﺎض ﺣﺟم اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل ﻋﺎﺋق أﻣﺎم ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻟﺗﺻﺑﺢ ﺣواﻟﻲ
21.40ﻣﻠﯾﺎر ﺳﻧﺔ ،2004وارﺗﻔﺎع إﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟﺻرف ﻟﺗﺻﺑﺢ ﺳﻧﺔ 2004ﺣواﻟﻲ 40ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ،ﻣﻣﺎ أدي ﺑﺎﻟﻣﯾزان
اﻟﺗﺟﺎري إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻓﺎﺋض .وﻛﻣﺎ أن ﻣﻌدل اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻋرف إﻧﺧﻔﺎض ﻣﺣﺳوس ﻗدر ﺑ ـ ـ % 12ﻛذﻟك ﻣﻌدل اﻟﻔﻘر اﻟذي ﻋرف
اﻧﺧﻔﺎض ﻣﺣﺳوس ﻗدر ﺑﯾن اﻟﺳﻧوات ﺑ ـ ـ .%16
ﻛﻣﺎ ﺗم ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة ﺗﺣﻘﯾق ﻋدة أﻫداف ﻣﻧﻬﺎ:
-ﺗوﺳﯾﻊ ﺷﺑﻛﺔ اﻟطرﻗﺎت ﻟﺗﺻل إﻟﻰ 104000ﻛﻠم.
-ﻛﻣﺎ ﺗم ﺗﺣﻔﯾز اﻷﺳر ﻋﻠﻰ إﻣﺗﻼك ﺟﻬﺎز ﻛﻣﺑﯾوﺗر ﻟﻛل أﺳرة.
-ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻛﻬرﺑﺎء ﺗم ﺗﻐطﯾﺔ % 95ﻣن اﻟﺗراب اﻟوطﻧﻲ و % 97ﻣن اﻻﺳر ﻣرﺑوطﺔ ﺑﺷﺑﻛﺔ اﻟﻛﻬرﺑﺎء.
وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻻﻫﺗﻣﺎم اﻟﻛﺑﯾر اﻟﺗﻲ أوﻟﺗﻪ اﻟدوﻟﺔ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة ﻣن ﺧﻼل اﻟﺑراﻣﺞ ﻻ زاﻟت ﺑﻌﯾدة ﻋن ﺗﺣﻘﯾﻘﻲ أﻫداﻓﻬﺎ ،ﻟذا ﻋﻣدت اﻟدوﻟﺔ ﻣن
ﺧﻼل اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﻲ ﻟدﻋم اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي وذﻟك ﺑﺿﺦ أﻛﺑر ﻗدر ﻣﻣﻛن ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ
واﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻟﺗﺳرﯾﻊ وﺗﯾرة اﻟﻧﻣو ﻟﺗﺣﻘﯾق ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ وﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ.
-2ﺑرﻧﺎﻣﺞ دﻋم اﻟﻧﻣو :2009-2005
ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو اﻟﻣﺣﻘق ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ودﻋﻣﻪ وﺿﻌت اﻟدوﻟﺔ ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺗﻛﻣﯾﻠﻲ ﻟدﻋم ﻧﻣو اﻟﻧﺷﺎط
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﺑﺣﯾث وﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺗم وﺿﻊ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻻﺻﻼﺣﺎت ﻣﺳت اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي
ﻣن أﺟل ﺗﺣﺳﯾن إطﺎر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وذﻟك ﺑﺗوﻓﯾر إطﺎر ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣﻼﺋم ﻟﺗرﻗﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣﻊ ﺟﻠب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر
واﻟﺷراﻛﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ وذﻟك ﺑﻣراﺟﻌﺔ اﻟﻘواﻧﯾن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ وﺗﺳوﯾﺔ ﻣﺷﻛل اﻟﻌﻘﺎر) .(15وﻣن اﻷﻫم اﻷﻫداف
اﻟﻣﺳطرة ﻟﻠﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﺗﻧﻣﯾﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ وﻣﺳﺗﻣرة ﻋﺑر أﻧﺣﺎء اﻟﺑﻼد. -
-اﺳﺗﻛﻣﺎل اﻟﺗرﺗﯾﺑﺎت اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎﺗﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺟﻠب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص اﻟوطﻧﻲ،
واﻟﻣزﯾد ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻻﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة.
-ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﻘر ﺑﻛل أﺷﻛﺎﻟﻪ وأﻧواﻋﻪ ﻓﻲ اﻟرﯾف واﻟﻣدﯾﻧﺔ .
195
-ﻣواﺻﻠﺔ إﺻﻼح ﻗطﺎع اﻟﻔﻼﺣﺔ.
-وﺿﻊ ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺗﺳﯾﯾر وﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻐﺎﺑﺎت واﻟﺳﻬوب اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺣدث ﻣﻧﺎﺻب اﻟﺷﻐل وﺗﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻟوﺳط
اﻟطﺑﯾﻌﻲ.
-ﺗطوﯾر اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت اﻟﺟدﯾدة ﻓﻲ اﻻﺗﺻﺎل واﻹﻋﻼم.
-اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﻬﯾﺋﺔ اﻻﻗﻠﯾم اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺗوﻓﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟﻣﺗوﺳط ﺗﺻور اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ
ٕواطﺎر ﺗوﺟﯾﻬﻬﺎ ﻷﻋﻣﺎل اﻟواﺟب اﻧﺟﺎزﻫﺎ وﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أﯾﺿﺎ ﺗﺣﻘﯾق اﻧﺳﺟﺎم وﺗوازن ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺎطق
واﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻼﻣﺳﺎواة ،وﻟﺗﺣﻘﯾق ﻫذا اﻟﻬدف ﯾﺟب ﺗﻌزﯾز ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺑﻧﻰ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ اﻟﻛﺑرى واﻷﺷﻐﺎل
)(16
اﻟﻛﺑرى ﻗﺻد ﺗﺣﺳﯾن اﻟظروف اﻟﻣﻌﯾﺷﯾﺔ ﻟﻠﺳﻛﺎن واﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﻧﺎطق.
وﻣن أﻫم اﻟﺗوﺻﯾﺎت:
-اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗرﺳﯾﺦ ﻗﯾم اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺗﺣﻘﯾق أﻛﺑرﻗدر ﻣن اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ ﻟﻠﺑﻠد دون أﯾت اﻋﺗﺑﺎرات ﻓﻛرﯾﺔ
أو ﺟﻬوﯾﺔ أو دﯾﻧﯾﺔ.
-وﺿﻊ أطر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ واﺿﺣﺔ ﻣن أﺟل ﻓﻬم ﻋﻣل ﻛل ﻣؤﺳﺳﺔ ودون اﻟﺗداﺧل ﻓﻲ اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت ﺑﯾن
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت وﻫﻧﺎ ﺗذﻫب اﻟﻣﺳؤﻟﯾﺔ ﻋن اﻟﺧطﺄ.
-ﺗدﻋﯾم اﻟﻌﻣل اﻻﺑﺗﻛﺎري ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ وﺗطوﯾرﻩ ودﻋم ﺑراءة اﻻﺧﺗراﻋﺎت واﻟﻧﻬوض ﺑﻬﺎ.
-اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻟﻠﺧﺎرج ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺿرورة دﻋم اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ اﻷﺳﺎس
ﻟﻠﺑﻠد وﺣﻣﺎﯾﺗﻪ ﻣن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ.
اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ:
وﻋﻠﻰ أي ﺣﺎل ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﻘول ﺑﻼ ﻣراوﺑﺔ وﺑﺻرﯾﺢ اﻟﻌﺑﺎرة أﻧﻪ ﺑدﻻ ﻣن اﻧﺗﺿﺎر ﺗﻛوﯾن ﻣﻔﻬوم
ﻣﺛﺎﻟﻲ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ وﻣﺎ ﯾﻘﺗﺿﯾﻪ ﻣن اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت ﻻزﻣﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾﻘﻪ ،ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻧﺎ اﻷن ﺑﺣل ﻣﺷﻛﻼﺗﻧﺎ ﺳواءا
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أو اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أو اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ وﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻧﺑرز دور اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌطﻲ دﻓﻊ ﺟدﯾد ﻟﺗطور اﻟدول
اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ ﻣن ﺧﻼل أن ﺗﻌطﻲ ﻟﻛل اﻧﺳﺎن اﻟﺣﻘوﻗﻪ وﺗﻠزﻣﻪ ﺑواﺟﺑﺎﺗﻪ وﯾﻛون ذﻟك وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻧﯾن اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﺣﺗﻲ
ﺗﺿﻣن اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺎدي ﺑﻬﺎ اﻟﻣﻔﻛرﯾن اﻟﻘداﻣﻲ ،وﻫﻧﺎ ﺗﻛون اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ وﻣن ﺑﯾﻧﻪ اﻟﺟزاﺋر ﻗد
اﺗﺧذت طرﯾق اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ وﯾﻛون ذﻟك ﺑﺈﺗﺑﺎع ﺧطوات اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺗﺣﻘﯾق ﺣﻛم رﺷﯾد
وﻫﻧﺎ ﺗﻛون ﻗد ﺣﻘﻘت اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺗﻧﻣوﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺟﺎﻻت )ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،إﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ( واﺳﺗﻣ اررﯾﺔ
واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺟﯾﺎل اﻻﺣﻘﺔ ﻣن اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ.
وﺗﺄﺳﯾﺎ ﻟﻣﺎ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ﻓﺈن ﻟﻠﺟزاﺋر ﻟﻬﺎ ﻗدرات ﻫﺎﺋﻠﺔ ﺳواء ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﻣﺻﺎدر اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن
ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﻧﻣﯾﺗﻬﺎ وﺗطوﯾرﻫﺎ ،ﻟﺗﻘﻠﯾص ﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﻧﻔط وزﯾﺎدة اﻟﻣداﺧﯾل إﺿﺎﻓﺗﺎ إﻟﻰ
ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﺧﺎطر ،وﺗﻧوﯾﻊ اﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ وﺗﺣﺳﯾن ﻧوﻋﯾﺗﻬﺎ وﺧﺎﺻﺔ أن اﻟدوال اﻟﻐﯾر اﻟﻧﻔطﯾﺔ ﻗد ﻋوﺿت
إﻓﺗﻘﺎرﻫﺎ إﻟﻰ اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﺑﺗﻧوﯾﻌﻬﺎ ﻟﻠﻣﻧﺗوﺟﺎت واﻟﻔرص اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ
واﻟزراﻋﯾﺔ واﻟﺧدﻣﯾﺔ.
196
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻬواﻣش اﻟﻣﻌﺗﻣدة:
) (1إﺣﺳﺎن ﺣﻔﺿﻰ ،ﻋﻠم اﺟﺗﻣﺎع اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ :دار اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،2004 ،ص .33
)(2
ﻣﺣﻣد ﻣدﺣت ﻣﺻطﻔﻲ ،ﺳﻬﯾر ﻋﺑد اﻟظﺎﻫر أﺣﻣد ،اﻟﻧﻣﺎذج اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ ﻟﻠﺗﺧطﯾط واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻣﺻر :ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻻﺷﻌﺎع اﻟﻔﻧﯾﺔ،
،1999ص .46
)(3
ﺳﯾد ﻣﺣﻣود ﺳﯾد ﻣﺣﻣد" ،اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣورﯾﺗﺎﻧﯾﺎ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺳورﯾﺔ" ،أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺷق :ﻛﻠﯾﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻟﺗﺟﺎرة ،1988 ،ص 64
) -(4ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص . 20
)(5
ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺟﯾﻣﺔ ،ﺻﺑﺣﻲ ﺗﺎدرﯾس ﻗرﯾﺻﺔ ،ﻣذﻛرات ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ و اﻟﺗﺧطﯾط ،اﻟﻘﺎﻫرة :اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،
،1986ص .64
) (6اﻟرداوي ﺗﯾﺳﯾر ،اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺳورﯾﺎ :ﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﻣﻛﺗب واﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،ص .83
)(7
ﻓﺎرس رﺷﯾد اﻟﺑﯾﺎﺗﻲ" ،اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺎ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ" ،ﻋﻣﺎن :أطروﺣﺔ اﻟدﻛﺗوراﻩ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻹدارة واﻻﻗﺗﺻﺎد ،اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻓﻲ اﻟدﻧﻣﺎرك ،2008 ،ص .68
)(8
ﻣوري ﺳﻣﯾﺔ ،ﺑﻠﺣﺎج ﻓراﺟﻲ" ،أﺛر اﻟﺗذﺑذب ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﻧﻔط ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر –دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ وﻗﯾﺎﺳﯾﺔ"،
ﻣﺟﻠﺔ اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ وﺗﻧﻣﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺟﺎﻣﻊ ﻣﺳﺗﻐﺎﻧم ،اﻟﻌدد ،07ﺟوﯾﻠﯾﺔ .2014ص .211
)- (9أﺣﻣد ﺑدوي ،ﻣﻌﺟم ﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﺑﯾروت :ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻟﺑﻧﺎن ، 1986 ،ص222.318 ،
) (10ﻓﺎرس رﺷﯾد اﻟﺑﯾﺎﺗﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ ،ص .228
) (11ﻣﺣﻣد اﻟدﯾن ﻋﻣرو ،اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ واﻟﺗﺧطﯾط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﺑﯾروت :دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،1972 ،ص .207
) (12إﺳﻣﺎﻋﯾل اﻟزﺑري ،وآﺧرون ،أﻓﺎق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ،ﺑﯾروت :دار اﻟطﻠﯾﻌﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،2006 ،ص.73
)(13
ﻣﺣﻣد أﺣﻣد اﻟدوري ،اﻟﺗﺧﻠف اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ط ،2اﻟﺟزاﺋر :دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،1987 ،ص .58
)(14ﺗوﻣﻲ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن" ،واﻗﻊ وأﻓﺎق اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻣن ﺧﻼل اﻻﺻﻼﺣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر" ،أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ ،ﻛﻠﯾﺔ
اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺟزاﺋر ،2006 ،ص. 238
) (15ﺑﻠﻘﺎﺳم ﺣﺳن ﺑﻬﻠول ،ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﺧطﯾط اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ٕواﻋﺎدة ﺗﻧظﯾم ﻣﺳﺎرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،اﻟﺟزاﺋر :دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ،.1999 ،
ص . 25
)(16
ﻧور اﻟدﯾن ﺟﻠﯾد ،رﺷﯾد ﺑوﻋﺎﻓﯾﺔ ،اﻻﻓﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري 50ﺳﻧﺔ ﻣن اﻻﺳﺗﻘﻼل ،اﻟﺟزاﺋر :ﻣﻧﺷورات ﻣﺧﺑر اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟرﻗﻣﻲ ﻓﻲ
اﻟﺟزاﺋر.434.437 ،2012 ،
197