‫ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻌﻠﻮم‬ ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‬

‫ﻣﺠﻠﺪ ‪10‬ﻋﺪد‪ 3‬ﺳ ﺘﻤ ‪ 2018‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺴﺎ ﻲ وإﺷ ﺎﻟﻴﺔ اﳌﺴﺎس ﺑﻤﺒﺪأ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺸﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺪول‬ ‫اﻟﺘﺪﺧﻞ‬
‫ﻋ ﺿﻮء ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪو‬

‫‪Humanitarian intervention and the problem of violating the‬‬

‫‪principle of interference in the internal affairs of States in the‬‬
‫‪light of the rules of international law‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻋﺑد اﻟﻣوﻣن ﺑن ﺻﻐﯾر ‪Abdelmoumene Benseghier‬‬

‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟدﻛﺗور ﻣوﻻي اﻟطﺎﻫر ﺳﻌﯾدة ‪University of Saida‬‬

‫‪abdelmoumenebenseghier@yahoo.com‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪2018-09-03‬‬ ‫ﺗﺎر ﺦ اﻟﻘﺒﻮل ‪:‬‬ ‫‪2018-02-15‬‬ ‫ﺗﺎر ﺦ ﺳﺘﻼم ‪:‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪215‬‬
 ‫ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻌﻠﻮم‬ ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪10‬ﻋﺪد‪ 3‬ﺳ ﺘﻤ ‪ 2018‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻣ ﺺ‪:‬‬

‫ﻗــﺪ ﻳﺒــﺪو ﺗﻀــﺎرب ـ اﳌﺠــﺎل اﻟﻘــﺎﻧﻮن اﻟــﺪو ‪،‬وﺧﺎﺻــﺔ ﻣــﻦ ﻧﺎﺣﻴــﺔ اﻟﺘﻄﺒﻴــﻖ ـ واﻗــﻊ اﳌﻤﺎرﺳــﺔ اﻟﺪوﻟﻴــﺔ ﺑـ ن ﻗﺎﻋــﺪة ﻗﺎﻧﻮﻧﻴــﺔ‬
‫ﺗ ﺘ ـ إ ـ ﻧﻔــﺲ اﻟﻘــﺎﻧﻮن ‪،‬أو ﻣــﻊ ﻣﺒــﺪأ ﻣــﻦ ﻣﺒﺎدﺋــﮫ‪،‬و ﻮ ﻣــﺎ ﻧﻼﺣﻈــﮫ ﺑﻘــﻮة ‪،‬ﺣﻴــﺚ ﺗﺘﻀــﺎرب اﻟﻜﺜ ـ ﻣــﻦ ﻗﻮاﻋــﺪ ﺣﻤﺎﻳــﺔ ﺣﻘــﻮق‬
‫ﺴﺎن اﻟﺪوﻟﻴﺔ ‪،‬ﻣﻊ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺒﺎدئ وﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪو اﻟﻌﺎم‪.‬‬
‫ﺴــﺎن ‪ ،‬و ــﻮ ﺗﺠــﺎﻩ اﻟﻔﻘ ـ اﻟــﺬي ﻳﺨﻠــﻂ ﺑـ ن ﻗﻮاﻋــﺪ اﻟﻘــﺎﻧﻮن‬ ‫وﻣــﻦ ﺑـ ن ﺗﻠــﻚ اﳌﺒــﺎدئ اﻟ ـ ﺗﺼــﻄﺪم ــﺎ ﺣﻤﺎﻳــﺔ ﺣﻘــﻮق‬
‫ﺴــﺎن ﻧــﺬﻛﺮ‪ :‬ﻣﺒــﺪأ اﻟﺴــﻴﺎدة ‪ ،‬ﻣﺒــﺪأ ﺣﻈــﺮاﺳــﺘﻌﻤﺎل اﻟﻘــﻮة ـ اﻟﻌﻼﻗــﺎت‬ ‫اﻟــﺪو اﻟﻌــﺎم واﻟﻘﻮاﻋــﺪ اﻟﺪوﻟﻴــﺔ اﻟ ـ ﺗﺤ ـ ﺣﻘــﻮق‬
‫اﻟﺪوﻟﻴﺔ‪،‬وأﻳﻀﺎ ﻣﺒﺪأ ﻋﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺸﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺪول ‪.‬‬
‫ﻓﻘــﺪ ﻐ ـ ﻣﻔ ــﻮم اﻟﺴــﻴﺎدة ﻣــﻦ ﻣﻄﻠﻘــﺔ إ ـ ﻣﻘﻴــﺪة ﺧﺎﺻــﺔ ﻌــﺪ ا ــﺮب اﻟﺒﺎردة‪،‬ﻓﺎﺻــﻄﺪم ــﺬا ﺗﺠــﺎﻩ اﻟــﺬي ﻳﻘ ـ ﺑﺘﻘﻴﻴــﺪ‬
‫ﺴ ــﺎن و ﺎ ﺼ ــﻮص ﺗﻄ ــﻮر ﻣﻔ ــﺎ ﻴﻢ وﻣﺒ ــﺎدئ ﻌﺰ ــﺰ‬ ‫ﻣﻔ ﻮﻣ ﺎ‪،‬ﻻﺳ ــﻴﻤﺎ ـ ـ ﻇ ــﻞ اﳌﺘﻐ ـ ـ ات اﻟﺪوﻟﻴ ــﺔ اﻟﺮا ﻨ ــﺔ ﺑﺤﻤﺎﻳ ــﺔ ﺣﻘ ــﻮق‬
‫ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﺬﻩ ا ﻘﻮق‪.‬‬

‫اﻟ ﻠﻤﺎت اﳌﻔﺘﺎﺣﻴﺔ‪:‬‬

‫ﺣﻈ ــﺮاﺳ ــﺘﺨﺪام اﻟﻘ ــﻮة ـ اﻟﻌﻼﻗ ــﺎت اﻟﺪوﻟﻴ ــﺔ‪-‬اﻟﺴ ــﻴﺎدة اﳌﻄﻠﻘ ــﺔ –واﻟﺴ ــﻴﺎدة اﳌﻘﻴ ــﺪة‪ -‬ﺣﻈ ــﺮاﻟﺘ ــﺪﺧﻞ ـ اﻟﺸ ــﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴ ــﺔ‬
‫ﺴﺎن –ﻣﻴﺜﺎق ﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة‪.‬‬ ‫ﻟﻠﺪول‪-‬ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮق‬

‫‪Abstarct:‬‬
‫‪There may seem to be a conflict in the field of international law, particularly with regard to‬‬
‫‪the application in practice of international law between a rule of law belonging to the same law‬‬
‫‪or one of its principles, which we note. strongly, where many international human rights rules‬‬
‫‪are in contradiction with many principles and rules General international law.‬‬

‫‪These include the principles of the prohibition of the use of force in international relations, as‬‬
‫‪well as the principle of non-interference in the internal affairs of States.‬‬

‫‪- The concept of sovereignty has changed from absolute to restrictive, especially after the cold‬‬
‫‪war. This tendency is constrained to constrain its concept, especially in the light of current‬‬
‫‪international changes in the protection of human rights‬‬

‫‪In particular, the development of concepts and principles to promote the exercise of these rights.‬‬

‫‪Keywords:‬‬

‫‪Prohibition of the use of force in international relations - Absolute sovereignty - Restricted‬‬

‫‪sovereignty - Prohibition of interference in the internal affairs of States - Protection of human‬‬
‫‪rights - Charter of the United Nations.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪216‬‬
 ‫ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻌﻠﻮم‬ ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪10‬ﻋﺪد‪ 3‬ﺳ ﺘﻤ ‪ 2018‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻳﻘ ـ ـ ـ ـ ﺑﺘﻘﻴﻴ ـ ـ ـ ـﺪ ﻣﻔ ﻮﻣ ﺎ‪،‬ﻻﺳـ ـ ـ ــﻴﻤﺎ ـ ـ ـ ـ ﻇـ ـ ـ ــﻞ اﳌﺘﻐ ـ ـ ـ ـ ات‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‪:‬‬
‫ﺴﺎن‬ ‫اﻟﺪوﻟﻴﺔ‪ 3‬اﻟﺮا ﻨﺔ ﺑﺤﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮق‬
‫ﺸ ـ ـ ﻞ ﻣﺒ ـ ــﺪأ ﻋ ـ ــﺪم اﻟﺘ ـ ــﺪﺧﻞ ـ ـ اﻟﺸ ـ ــﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴ ـ ــﺔ‬
‫و ﺎ ﺼـﻮص ﺗﻄـﻮر‪ 4‬ﻣﻔــﺎ ﻴﻢ وﻣﺒـﺎدئ ﻌﺰ ــﺰﻣﻤﺎرﺳـﺔ ــﺬﻩ‬
‫ﻟﻠ ــﺪول أﺣ ــﺪ أ ــﻢ اﳌﺒ ــﺎدئ اﻟﺮﺋ ﺴ ــﻴﺔ‪ 1‬ـ ـ اﻟﻘ ــﺎﻧﻮن اﻟ ــﺪو‬
‫ا ﻘﻮق‪.‬‬
‫اﻟﻌﺎم‪،‬ﺳ ـ ــﻮاء ﻣ ـ ــﻦ ﻧﺎﺣﻴ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠﻴ ـ ــﮫ ـ ـ ﻣﻴﺜ ـ ــﺎق ﻣ ـ ــﻢ‬
‫‪-‬أﻣ ــﺎ ﻓﻴﻤـ ــﺎ ﻳﺘﻌﻠ ــﻖ ﺑﺤﻈـ ــﺮاﺳـ ــﺘﺨﺪام اﻟﻘ ــﻮة ـ ـ اﻟﻌﻼﻗـ ــﺎت‬
‫اﳌﺘﺤــﺪة ﺑﻤﻘﺘ ـ اﳌــﺎدة اﻟﺜﺎﻧﻴــﺔ‪ /‬اﻟﻔﻘــﺮة اﻟﺴــﺎ ﻌﺔ‪،‬أو ﻣــﻦ‬
‫اﻟﺪوﻟﻴـ ــﺔ‪،‬ﻓ ى ﺟﺎﻧ ـ ــﺐ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻔﻘ ـ ــﮫ اﻟ ـ ــﺪو أﻧ ـ ــﮫ‪:‬ﻟ ـ ـ ﺲ ـ ــﻞ‬
‫ﺣﻴــﺚ اﳌﻤﺎرﺳــﺔ اﻟﺪوﻟﻴــﺔ‪ .‬ﻻﺳــﻴﻤﺎ اﻟﻘﻀــﺎء اﻟــﺪو ﺑﻤﻮﺟــﺐ‬
‫اﺳـﺘﻌﻤﺎل ﻟﻠﻘـﻮة ﻣﺤﻈـﻮرا ﻣـﻦ ﻃـﺮف ﻣﻴﺜـﺎق ﻣـﻢ اﳌﺘﺤــﺪة‬
‫ﻣﺤﻜﻤ ــﺔ اﻟﻌ ــﺪل اﻟﺪوﻟﻴ ــﺔ اﻟ ـ ﻌﺘ ـ ﻩ ﻣ ــﻦ اﻟﻘﻮاﻋ ــﺪ ﻣ ــﺮة‬
‫‪،‬ﻓــﺎﻟ ﻮء إ ـ اﻟﻘــﻮة ﻣــﻦ أﺟــﻞ وﺿــﻊ ﺣــﺪ ﻻﻧ ﺎ ــﺎت ﺣﻘــﻮق‬
‫اﻟ ـ ـ ﻻ ﻳﺠ ــﻮز ﺧﺮﻗ ــﺎ إﻻ ـ ـ ﻧﻄ ــﺎق ﺿ ــﻴﻖ وﻓ ــﻖ اﻟﺸ ــﺮﻋﻴﺔ‬
‫ﺴ ـ ـ ــﺎن ﻻ ﻳﻤﻜ ـ ـ ــﻦ إدراﺟ ـ ـ ــﺎ ﺿ ـ ـ ــﻤﻦ ﺧ ـ ـ ــﺮق ـ ـ ــﺬا اﳌﺒ ـ ـ ــﺪأ‬
‫اﻟﺪوﻟﻴﺔ واﺣ ام ﻧﺼﻮص اﳌﻴﺜﺎق ‪.‬‬
‫اﳌﻨﺼ ــﻮص ﻋﻠﻴ ــﮫ ـ ـ اﳌ ــﺎدة اﻟﺜﺎﻧﻴ ــﺔ‪ /‬اﻟﻔﻘ ــﺮة اﻟﺮا ﻌ ــﺔ ﻣ ــﻦ‬
‫ﻏ ـ ـ أﻧـ ــﮫ ﻗـ ــﺪ ﻳﺒـ ــﺪو ﺗﻀـ ــﺎرب‪ 2‬ـ ـ اﳌﺠـ ــﺎل اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن اﻟـ ــﺪو‬
‫اﳌﻴﺜﺎق ‪.‬‬
‫‪،‬وﺧﺎﺻــﺔ ﻣــﻦ ﻧﺎﺣﻴــﺔ اﻟﺘﻄﺒﻴــﻖ ـ واﻗــﻊ اﳌﻤﺎرﺳــﺔ اﻟﺪوﻟﻴــﺔ‬
‫ﺣ ن ﻳﺬ ﺐ اﺗﺠﺎﻩ أﺧﺮﻣﻦ اﻟﻔﻘﮫ اﻟﺪو ﺑﺎﻟﺘﺬرع ﻋ ـ‬
‫ﺑـ ن ﻗﺎﻋــﺪة ﻗﺎﻧﻮﻧﻴــﺔ ﺗ ﺘ ـ إ ـ ﻧﻔــﺲ اﻟﻘــﺎﻧﻮن ‪،‬أو ﻣــﻊ ﻣﺒــﺪأ‬
‫ﺴـ ــﺎن ﻛﻤ ـ ـ ر واﺳـ ــﺘ ﻨﺎء ﻣـ ــﻦ ﻣﺒـ ــﺪأ‬ ‫إن ﺣﻤﺎﻳـ ــﺔ ﺣﻘـ ــﻮق‬
‫ﻣــﻦ ﻣﺒﺎدﺋــﮫ‪،‬و ﻮ ﻣــﺎ ﻧﻼﺣﻈــﮫ ﺑﻘــﻮة ‪،‬ﺣﻴــﺚ ﺗﺘﻀــﺎرب اﻟﻜﺜ ـ‬
‫اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺸﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺪول ‪.‬‬
‫ﺴــﺎن اﻟﺪوﻟﻴــﺔ ‪،‬ﻣــﻊ اﻟﻌﺪﻳــﺪ‬ ‫ﻣــﻦ ﻗﻮاﻋــﺪ ﺣﻤﺎﻳــﺔ ﺣﻘــﻮق‬
‫ﻧﻄﺎق اﻟﺒﺤﺚ‪:‬‬
‫ﻣﻦ ﻣﺒﺎدئ وﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪو اﻟﻌﺎم‪.‬‬
‫ﺗﺤﺎول ﺬﻩ اﻟﺪراﺳـﺔ اﻟﻮﻗـﻮف ﻋ ـ أ ـﻢ ﻣﺒـﺪأ ﻣـﻦ‬
‫وﻣ ــﻦ ﺑ ـ ن ﺗﻠ ــﻚ اﳌﺒ ــﺎدئ اﻟ ـ ﺗﺼ ــﻄﺪم ــﺎ ﺣﻤﺎﻳ ــﺔ ﺣﻘ ــﻮق‬
‫اﳌﺒـ ــﺎدئ اﻟﺮﺋ ﺴـ ــﻴﺔ اﻟ ـ ـ ﺗﻘـ ــﻮم ﻋﻠ ـ ــﺎ ﻣـ ــﻢ اﳌﺘﺤـ ــﺪة ﻓ ـ ــﻮ‬
‫ﺴــﺎن ‪ ،‬و ــﻮ ﺗﺠــﺎﻩ اﻟﻔﻘ ـ اﻟــﺬي ﻳﺨﻠــﻂ ﺑ ـ ن ﻗﻮاﻋــﺪ‬
‫ﻳﻜ ـ ـ ـ أ ﻤﻴـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻐـ ـ ــﺔ ـ ـ ـ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟـ ـ ــﺪو واﻟﻌﻼﻗـ ـ ــﺎت‬
‫اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟ ـ ــﺪو اﻟﻌ ـ ــﺎم واﻟﻘﻮاﻋ ـ ــﺪ اﻟﺪوﻟﻴ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ـ ﺗﺤ ـ ـ ـ‬
‫ـ ـ ــﺮ‬ ‫اﻟﺪوﻟﻴـ ـ ــﺔ اﳌﻌﺎﺻـ ـ ــﺮة ‪،‬وإﻋﻤﺎﻟـ ـ ــﮫ وﺗﻄﺒﻴﻘـ ـ ــﮫ ﺸ ـ ـ ـ ﻞ ا‬
‫ﺴـ ـ ــﺎن ﻧـ ـ ــﺬﻛﺮ‪ :‬ﻣﺒـ ـ ــﺪأ اﻟﺴـ ـ ــﻴﺎدة ‪ ،‬ﻣﺒـ ـ ــﺪأ ﺣﻈـ ـ ــﺮ‬ ‫ﺣﻘـ ـ ــﻮق‬
‫ﺳـ ــﺎس ﻟ ﻔـ ــﺎظ ﻋ ـ ـ اﻟﺴـ ــﻠﻢ و ﻣـ ــﻦ اﻟﺪوﻟﻴ ن‪،‬وﺧﺮﻗـ ــﮫ‬
‫اﺳــﺘﻌﻤﺎل اﻟﻘــﻮة ـ اﻟﻌﻼﻗــﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ‪،‬وأﻳﻀــﺎ ﻣﺒــﺪأ ﻋــﺪم‬
‫اﻧ ﺎك ﺻﺮ ﺢ ﻟﻠﺸﺮﻋﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺸﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺪول ‪.‬‬
‫ﻛﻤ ــﺎ أن ــﺬا اﳌﺒ ــﺪأ ﻳ ــﺮﺗﺒﻂ ارﺗﺒﺎﻃ ــﺎ وﺛﻴﻘ ــﺎ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋ ــﺔ ﻣ ــﻦ‬
‫‪ -‬ﻓﻘ ـ ــﺪ ﻐ ـ ـ ﻣﻔ ـ ــﻮم اﻟﺴ ـ ــﻴﺎدة ﻣ ـ ــﻦ ﻣﻄﻠﻘ ـ ــﺔ إ ـ ـ ﻣﻘﻴ ـ ــﺪة‬
‫اﳌﺒ ـ ــﺎدئ ﺧ ـ ــﺮى ﻻ ﺗﻘ ـ ــﻞ أ ﻤﻴ ـ ــﺔ ﻋﻨ ـ ــﮫ‪ ،‬ﻛﻤﺒ ـ ــﺪأ اﻟﺴ ـ ــﻴﺎدة‬
‫ﺧﺎﺻــﺔ ﻌــﺪ ا ــﺮب اﻟﺒﺎردة‪،‬ﻓﺎﺻــﻄﺪم ــﺬا ﺗﺠــﺎﻩ اﻟــﺬي‬
‫‪،‬وﺣــﻖ اﻟﺸــﻌﻮب ـ ﺗﻘﺮ ــﺮﻣﺼـ ﺎ‪،‬وﻣﺒﺪأ ﺣﻈــﺮاﺳــﺘﺨﺪام‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻓــﺎﻟﺘﻄﻮر اﻟــﺬي ﺣﺼــﻞ ـ اﻟﻌــﺎﻟﻢ وﺗﻀــﺎرب ﻣﺼــﺎ اﻟــﺪول‬

‫‪-‬راﺟﻊ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﻀ ﻋ ﻧﺒﺎري‪،‬ﻣﺒﺪأ ﻋﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ‬
‫ﺴ ــﺎ ﻲ آو‬ ‫اﻟﻌﻈ ـ ـ أدى إ ـ ـ ﻇ ــﻮر ﻣ ــﺎ ﺴـ ـ ﺑﺎﻟﺘ ــﺪﺧﻞ‬ ‫واﺳﺘ ﻨﺎءاﺗﮫ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪو اﳌﻌﺎصر‪،‬ﺑ وت‪،‬ﻟﺒﻨﺎن‪،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ‬
‫‪ 1‬و ‪،2016،‬ص ‪.07‬‬
‫‪-‬راﺟﻊ ﺳﻌﺪ ﺣﻘﻲ ﺗﻮﻓﻴﻖ‪،‬ﻣﺒﺎدئ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ‪،‬دارواﺋﻞ‬ ‫‪-‬راﺟﻊ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﺎدي‪،‬ﻣﻔ ﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪو اﻟﻌﺎم‪،‬دار‬
‫‪3‬ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟ ﺸﺮ‪،‬ﻋﻤﺎن‪ ،‬ردن‪،2000،‬ص ‪.383‬‬ ‫ا ﻠﺪوﻧﻴﺔ ﻟﻠ ﺸﺮواﻟﺘﻮز ﻊ‪،‬اﻟﻘﺒﺔ‪،‬ا ﺰاﺋﺮ‪،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ‬
‫‪ - 4‬راﺟﻊ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﺎدي‪ ،‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪،‬ص ‪.57‬‬ ‫‪ 2‬و ‪،2008،‬ص ‪.49‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪217‬‬
 ‫ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻌﻠﻮم‬ ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪10‬ﻋﺪد‪ 3‬ﺳ ﺘﻤ ‪ 2018‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ر ﺎﺻــﺎت وا ــﺬور وﻟﻴــﺔ ﻟﻈ ــﻮر ــﺬا‬ ‫‪-02‬اﻟﺘﻄــﺮق إ ـ‬ ‫ﺴ ـ ــﺎن اﻟ ـ ــﺬي أﻓ ـ ــﺮغ ﻣﺒ ـ ــﺪأ‬ ‫ا ﻤﺎﻳ ـ ــﺔ اﻟﺪوﻟﻴ ـ ــﺔ ﻘ ـ ــﻮق‬
‫اﳌﺒﺪأ وذﻟﻚ ﺑﺮﺻﺪ اﻟﺘﻄﻮرات اﻟﺘﺎر ﺨﻴﺔ اﻟ ﻋﺮﻓ ـﺎ اﳌﺒـﺪأ‬ ‫اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺸﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠـﺪول ﻣـﻦ ﻣﺤﺘﻮاﻩ‪،‬و ﺎﻟﺘـﺎ‬
‫ﻣﻨ ـ ــﺬ إﻋﻼﻧ ـ ــﮫ وﻛﻴ ـ ـﻒ ﺗﻄ ـ ــﻮر ـ ـ ﻇ ـ ــﻞ اﳌﻮاﺛﻴ ـ ــﻖ واﳌﻤﺎرﺳ ـ ــﺔ‬ ‫ﺴﺎن ‪.‬‬ ‫اﻧ ﺎك ﺳﻴﺎدة اﻟﺪول ﺑﺪﻋﻮى ﺣﻘﻮق‬
‫اﻟﺪوﻟﻴﺔ ‪.‬‬ ‫إﺷ ﺎﻟﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ‪:‬‬
‫‪-03‬إﺑ ـﺮازﻣ ﺎﻧــﺔ ــﺬا اﳌﺒــﺪأ ﺿــﻤﻦ ﻗﻮاﻋــﺪ اﻟﻘــﺎﻧﻮن اﻟــﺪو‬ ‫ﺗﺘﺤ ـ ــﺪد إﺷ ـ ـ ﺎﻟﻴﺔ اﻟﺒﺤ ـ ــﺚ ـ ـ اﻟﺘ ـ ــﺪاﺧﻞ ﺑ ـ ـ ن ﻣﺒ ـ ــﺪأ ﻋ ـ ــﺪم‬
‫اﻟﻜﻼﺳﻴ ﻲ أو اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ‪.‬‬ ‫اﻟﺘ ــﺪﺧﻞ ـ اﻟﺸ ــﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴ ــﺔ ﻟﻠ ــﺪول وا ﻤﺎﻳ ــﺔ اﻟﺪوﻟﻴ ــﺔ‬
‫‪-04‬أ ﻤﻴﺔ اﳌﺒﺪأ اﻟﻔﻘﮫ واﻟﻘﻀﺎء اﻟﺪوﻟﻴ ن‪.‬‬ ‫ﺴﺎن ‪،‬و ﻣـﺪى ﻣﺸـﺮوﻋﻴﺔ آو ﻋـﺪم ﻣﺸـﺮوﻋﻴﺔ‬ ‫ﻘﻮق‬
‫‪-05‬ﻣ ﺎﻧ ـ ــﺔ ﻣﺒ ـ ــﺪأ ﻋ ـ ــﺪم اﻟﺘ ـ ــﺪﺧﻞ ـ ـ اﻟﺸ ـ ــﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴ ـ ــﺔ‬ ‫اﻟﺘﺪﺧﻞ‪.‬‬
‫ﻟﻠ ــﺪول ﺿ ــﻤﻦ ﻗﻮاﻋ ــﺪ اﻟﻘ ــﺎﻧﻮن اﻟ ــﺪو وﺗﺤﺪﻳ ــﺪ ﻃﺒﻴﻌﺘ ــﮫ )‬ ‫اﻧﻄﻼﻗـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ــﻦ ـ ـ ــﺬﻩ اﳌﻔـ ـ ــﺎ ﻴﻢ اﳌﺨﺘﻠﻔـ ـ ــﺔ و راء اﻟﻔﻘ ﻴـ ـ ــﺔ‬
‫وأﺧﻼ (‪.‬‬ ‫ﻣﺒﺪأ ﻗﺎﻧﻮ ﻲ أم ﻣﺒﺪآ ﺳﻴﺎ‬ ‫اﳌﺘﻌﺪدة ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﻃﺮح إﺷ ﺎﻟﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺮﺋ ﺴﻴﺔ‬
‫‪-06‬ﻛﺸــﻒ اﻟﺴــﺘﺎروﺗﻮﺿــﻴﺢ اﻟﺮؤ ــﺔ ﺣــﻮل ا ــﺪل اﻟﻔﻘ ـ‬ ‫إ ـ ـ ـ أي ﺣ ـ ــﺪ ﻳﻤﻜ ـ ــﻦ اﻋﺘﺒ ـ ــﺎراﻟﺘ ـ ــﺪﺧﻞ ﻤﺎﻳ ـ ــﺔ ﺣﻘـ ـ ــﻮق‬
‫اﻟﻘ ــﺎﺋﻢ ﻋ ـ ـ اﻟﺘﻌ ــﺎرض أم اﻟﺘﻀ ــﺎرب ﺑـ ـ ن أﺣ ــﺎم اﻟﻘ ــﺎﻧﻮن‬ ‫ﺴﺎن ﺎﺳﺘ ﻨﺎء ﺴﻤﺢ ﺑﺎﳌﺴﺎس ﺑﻤﺒﺪأ ﺣﻈﺮاﻟﺘـﺪﺧﻞ‬
‫اﻟﺪو و ن ﺗﺼﺮﻓﺎت اﻟﺪول ﻣﺠﺎل اﻟﺘﺪﺧﻞ‪.‬‬ ‫اﻟﺸﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺪول؟‬
‫ﺴـ ـ ــﺎن ﺿـ ـ ــﻤﻦ‬ ‫‪-07‬ﻣ ﺎﻧـ ـ ــﺔ ﻣﺒـ ـ ــﺪأ ﻣـ ـ ــﻊ ﺣﻤﺎﻳـ ـ ــﺔ ﺣﻘـ ـ ــﻮق‬ ‫و ﻨ ـ ـ ــﺪرج ﺿ ـ ـ ــﻤﻦ ـ ـ ــﺬﻩ ﺷـ ـ ـ ـ ﺎﻟﻴﺔ اﻟﺮﺋ ﺴ ـ ـ ــﺔ اﻟ ﺴ ـ ـ ــﺎؤﻻت‬
‫اﻟﻘﻮاﻋﺪ ﻣﺮة اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪو ‪.‬‬ ‫اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬
‫ﻣﻨ ﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ‪:‬‬ ‫ﻣــﺎ ــﻮ ﻣﻔ ــﻮم ﻣﺒــﺪأ ﻋــﺪم اﻟﺘــﺪﺧﻞ ـ اﻟﺸــﺆون‬ ‫‪-01‬‬

‫واﻟﻮﺻ ــﻔﻲ‬ ‫اﻟﺘ ــﺎر‬ ‫اﻋﺘﻤ ــﺪت اﻟﺪراﺳ ــﺔ ﻋ ـ اﳌ ــﻨ‬ ‫ﺧﺼﺎﺋﺼﮫ؟‬ ‫اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺪول؟ وﻣﺎ‬
‫واﻟﺘﺤﻠﻴ ‪.‬‬ ‫ر ﺎﺻ ــﺎت وﻟﻴ ــﺔ ﻟﻈ ــﻮر ــﺬا اﳌﺒ ــﺪأ‬ ‫ﻣ ــﺎ ـ ـ‬ ‫‪-02‬‬

‫وﻛﻴ ـ ـ ــﻒ ﺗﻄ ـ ـ ــﻮر ـ ـ ـ ﻇ ـ ـ ــﻞ اﳌﻮاﺛﻴ ـ ـ ــﻖ واﳌﻤﺎرﺳ ـ ـ ــﺔ‬

‫‪،‬ﻟﺘ ﻴ ــﺎن اﻟﺘﻄ ــﻮر‬ ‫اﻟﺘ ــﺎر‬ ‫ﻓﻘ ــﺪ اﺳ ــﺘﻌﻨﺖ ﺑ ــﺎﳌﻨ‬
‫اﻟﺪوﻟﻴﺔ؟‬
‫اﻟــﺬي ﻋﺮﻓــﮫ ﻣﺒــﺪأ ﻋــﺪم اﻟﺘــﺪﺧﻞ ﻣﻨــﺬ ﻇ ــﻮرﻩ إ ـ ا ــﺮب‬
‫ﻤﺎﻳــﺔ ﺣﻘــﻮق‬ ‫ﻣــﺎ ـ ﺷــﺮوط اﻟﺘــﺪﺧﻞ اﻟــﺪو‬ ‫‪-03‬‬
‫اﻟﻌﺎﳌﻴـ ــﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴـ ــﺔ وﻣـ ــﺎ ﻌـ ــﺪ ﺎ‪،‬وﺗﻨﺎوﻟﺖ ﺣﺴـ ــﺐ اﻟ ﺴﻠﺴـ ــﻞ‬
‫ﺴـ ــﺎن؟ وﻣـ ــﺎ ـ ـ أﺷ ـ ـ ﺎﻟﮫ؟ وﺻـ ــﻮرﻩ وﻣـ ــﺪى‬
‫أ ـ ــﻢ اﻟﺘﻄـ ــﻮرات اﻟﺘﺎر ﺨﻴـ ــﺔ اﻟـ ــﺬي ﻋﺮﻓ ـ ــﺎ اﳌﺒـ ــﺪأ‬ ‫اﻟﺘـ ــﺎر‬
‫ﻣﺸﺮوﻋﻴﺘﮫ؟‬
‫ﺳﻮاء ﻋ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﻨﻈـﺮي ) ﺗﻔﺎﻗﻴـﺎت اﻟﺪوﻟﻴـﺔ(‪،‬أو ﻋ ـ‬
‫أ ﻤﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺔ‪:‬‬
‫اﳌﺴ ـ ـ ـ ــﺘﻮى اﻟﺘﻄﺒﻴﻘ ـ ـ ـ ــﻲ اﳌﺆﺳﺴ ـ ـ ـ ــﺎ ﻲ اﳌﻨﻈﻤ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﺎﳌﻴ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﺴ ــﺎ ﻲ‬ ‫ﺗﺘﺠ ـ ـ أ ﻤﻴ ــﺔ ــﺬا اﳌﺒ ــﺪأ ﻣ ــﻊ اﻟﺘ ــﺪﺧﻞ‬
‫و ﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﺴـ ــﺎن ﻋ ـ ـ ﺿـ ــﻮء اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن‬ ‫ﻣـ ــﻦ أﺟـ ــﻞ ﺣﻤﺎﻳـ ــﺔ ﺣﻘـ ــﻮق‬
‫اﻟﺘﺤﻠﻴ ـ ‪،‬ﻓﺘﺠ ـ ﻣــﻦ ﺧــﻼل‬ ‫أﻣــﺎ ﻓﻴﻤــﺎ ﻳﺨــﺺ اﳌــﻨ‬
‫ﺪاف اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬ ‫اﻟﺪو اﻟﻌﺎم ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺤﻘﻴﻖ‬
‫دراﺳ ﻨﺎ ﻟﺘﺤﻠﻴـﻞ اﻟﻘﻮاﻋـﺪ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـﺔ ﻟ ـﺬا اﳌﺒـﺪأ ﻣـﻦ ﺧـﻼل‬
‫‪ -01‬ﺗﺤﺪﻳ ـ ــﺪ ﻣﻔ ـ ــﻮم ﻣﺒ ـ ــﺪأ ﻋ ـ ــﺪم اﻟﺘ ـ ــﺪﺧﻞ ـ ـ ـ اﻟﺸ ـ ــﺆون‬
‫اﻟﻨﺼـ ـ ـ ــﻮص اﻟﺪوﻟﻴـ ـ ـ ــﺔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬا اﳌﺠـ ـ ـ ــﺎل )ﻣﻴﺜـ ـ ـ ــﺎق ﻣـ ـ ـ ــﻢ‬
‫اﻟﺪاﺧﻠﻴــﺔ ﻟﻠــﺪول وﺗﻤﻴ ـ ﻩ ﻋــﻦ ﻣﺒــﺪأ ﻋــﺪم اﺳــﺘﺨﺪام اﻟﻘــﻮة‬
‫اﳌﺘﺤــﺪة(‪،‬واﻟﺘﻄــﺮق إ ـ اﻟﻘﻴﻤــﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴــﺔ ﻟــﮫ ‪،‬ﻛﻤــﺎ ﺗــﻢ إﺑـﺮاز‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﺴــﺎ ﻲ( ‪.‬ﻛﻤــﺎ‬ ‫أ ــﻢ ﺳــﺘ ﻨﺎءات اﻟــﻮاردة ﻋﻠﻴــﮫ )اﻟﺘــﺪﺧﻞ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪218‬‬
 ‫ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻌﻠﻮم‬ ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪10‬ﻋﺪد‪ 3‬ﺳ ﺘﻤ ‪ 2018‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬ﺗﺠﺎﻩ اﻟﻔﻘ اﳌﻌﺎﻛﺲ ﺧﺬ ﺑﻔﻜﺮة‬ ‫اﻋﺘﻤـ ــﺪت ﻋ ـ ـ رأي اﻟﻔﻘـ ــﮫ ـ ـ ـ ــﺬا اﳌﺠـ ــﺎل ﺧﺎﺻـ ــﺔ ﻗﻴﻤـ ــﺎ‬
‫ﺴﺎن‪.‬‬ ‫اﻟﺘﺬرع ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮق‬ ‫ﻳﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑﺎ ـ ــﺪل اﻟﻔﻘ ـ ـ ـ اﳌﺘﻀ ـ ــﺎرب ﺸ ـ ــﺄن ـ ــﺬا اﳌﺒ ـ ــﺪأ‬
‫ﺴﺎ ﻲ ﻣﻦ‬ ‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬اﺳﺘ ﻨﺎء ﻗﺎﻋﺪة اﻟﺘﺪﺧﻞ‬ ‫ﺴﺎن‪.‬‬ ‫واﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮق‬
‫ﻣﺒﺪآ ﺣﻈﺮاﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺸﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺪول‬ ‫اﻟﻮﺻـ ــﻔﻲ ﻟﻮﺻـ ــﻒ اﻟﺘـ ــﺪﺧﻞ‬ ‫ـ ـ ﺣ ـ ـ ن اﺳـ ــﺘﻌﻨﺖ ﺑـ ــﺎﳌﻨ‬
‫ﺴﺎ ﻲ‬ ‫اﻟﻔﺮع ول‪ :‬ﻌﺮ ﻒ اﻟﺘﺪﺧﻞ‬ ‫ﺴﺎ ﻲ وﺻﻮرﻩ وأﺷ ﺎﻟﮫ وﻣﺪى ﻣﺸﺮوﻋﻴﺘﮫ‪.‬‬
‫ﻤﺎﻳﺔ‬ ‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ‪:‬ﺷﺮوط اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺪو‬ ‫ﺬﻩ اﻟﺪراﺳﺔ‪:‬‬ ‫ا ﻄﺔ اﳌﺘﺒﻌﺔ‬
‫ﺴﺎن‬ ‫ﺣﻘﻮق‬ ‫ﺷ ﺎﻟﻴﺔ اﻟﺮﺋ ﺴﻴﺔ واﻟ ﺴﺎؤﻻت‬ ‫ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋ‬
‫ﺴﺎ ﻲ‬ ‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﺻﻮر وأﺷ ﺎل اﻟﺘﺪﺧﻞ‬ ‫اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ‪،‬اﻧﺘ ﺖ ﺧﻄﺔ اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ‪:‬‬
‫اﳌﺒﺤـ ـ ـ ــﺚ ول‪ :‬ﻣﻔ ـ ـ ـ ــﻮم ﻋـ ـ ـ ــﺪم اﻟﺘـ ـ ـ ــﺪﺧﻞ ـ ـ ـ ـ‬ ‫اﳌﺒﺤﺚ ول‪ :‬ﻣﻔ ﻮم ﻋﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ‬
‫اﻟﺸﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺪول‬ ‫اﻟﺸﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺪول‬
‫ﺴﺘﺪ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻔ ﻮم ﻋﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺸﺆون‬ ‫اﳌﻄﻠﺐ ول‪ :‬ﻌﺮ ﻒ ﻣﺒﺪأ ﻋﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ‬
‫اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺪول إ ﻌﺮ ﻒ اﳌﺒﺪأ وﺗﺤﺪﻳﺪ أ ﻢ‬ ‫اﻟﺸﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺪول‬
‫ﺎ‪ ،‬وإ ﺸﺄة ﺬا اﳌﺒﺪأ‬ ‫ا ﺼﺎﺋﺺ اﻟ ﻳﺘﻤ‬ ‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻣﺒﺪأ ﻋﺪم‬
‫واﻟﺘﻄﻮرات ا ﺎﺻﻠﺔ ﻋﻠﻴﮫ ﻇﻞ اﳌﻮاﺛﻴﻖ اﻟﺪوﻟﻴﺔ‬ ‫اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺸﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺪول‬
‫واﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﺳﻮاء اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ أو ﻗﻠﻴﻤﻴﺔ‪.‬‬ ‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﻇ ﻮر ﻣﺒﺪأ ﻋﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ‬
‫وﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺗﮫ ﻇﻞ اﳌﻮاﺛﻴﻖ اﻟﺪوﻟﻴﺔ) ﻣﻴﺜﺎق‬
‫ﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة‪-‬ﻗﺮارات ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة‪-‬‬
‫اﳌﻄﻠﺐ ول‪ :‬ﻌﺮ ﻒ ﻣﺒﺪأ ﻋﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺸﺆون‬ ‫ﻣﻴﺜﺎق ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺪول اﻟﻌﺮ ﻴﺔ ‪ ،‬ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﻮﺣﺪة‬
‫اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺪول‬ ‫ﻓﺮ ﻘﻴﺔ‪ ،‬وﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺪول ﻣﺮ ﻜﻴﺔ (‬
‫إن ﻣﻦ أ ﻢ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺳﻴﺎدة اﻟﺪول‪ ،‬ﻮ ﻋﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ‬ ‫ﺴﺎ ﻲ ﺿﺮب أم‬ ‫اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎ ﻲ‪:‬اﻟﺘﺪﺧﻞ‬
‫ﺷﺆو ﺎ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﺳﻮاء ﺎن ﺬا اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ‬ ‫اﺳﺘ ﻨﺎء ﳌﺒﺪأ ﺣﻈﺮاﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺸﺆون‬
‫دوﻟﺔ أﺧﺮى أو ﻣﻨﻈﻤﺔ دوﻟﻴﺔ‪،‬وﻗﺪ أﺷﺎر "ﺑﻴﺎن ﻣﺎري‬ ‫اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺪول‬
‫دو ﺮي‪ :) "5‬ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻨﺎك أﻳﺔ دوﻟﺔ ﺗﺘﺤﻤﻞ‪،‬ﺑﺪون ﻛﺪر‬ ‫ﺸﺄن‬ ‫اﳌﻄﻠﺐ ول‪:‬اﻟﺘﻌﺎرض اﻟﻔﻘ‬
‫رؤ ﺔ ﺻﻼﺣﻴﺎ ﺎ ﻣﻘﻴﺪة وﺳﻠﻄ ﺎ ﻣﺮاﻗﺒﺔ و ﻌﺪﻳﺎ ﺎ‬ ‫ﺴﺎن‬ ‫ﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮق‬ ‫اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺪو‬
‫ﻣﺪاﻧﺔ( ‪.‬‬ ‫وﻣﺪى ﻣﺸﺮوﻋﻴﺘﮫ‬
‫ﻌﺘ ﻣﺒﺪأ ﻋﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺸﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ‬ ‫ﺧﺬ ﺑﻔﻜﺮة‬ ‫اﻟﻔﺮع ول‪ :‬ﺗﺠﺎﻩ اﻟﻔﻘ‬
‫ﻟﻠﺪول‪،‬أﺣﺪ اﳌﺒﺎدئ ﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪو‬ ‫ﺴﺎن‬ ‫ﺗﻀﺎرب وﻣﺴﺎس ﻗﺎﻋﺪة ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮق‬
‫ﺑﻤﺒﺪأ ﻋﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺸﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ‬
‫‪5‬‬
‫‪-Michel Virally;Le role des principles dans le‬‬ ‫ﻟﻠﺪول‬
‫‪Devlopement du droit international in mélanges‬‬
‫‪offertes à paut Guggenheim ,1968,p 546.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪219‬‬
 ‫ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪10‬ﻋﺪد‪ 3‬ﺳ ﺘﻤ ‪ 2018‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺧﺘﺼ ــﺎص اﻟ ــﻮﻃ ﻟﻠﺪوﻟ ــﺔ ﺑ ـ ـ ـ‪ :‬اﳌﺠ ــﺎل اﳌﺤﻔ ــﻮظ‬
‫ﻟﻠﺪوﻟ ــﺔ‪ ،‬وﻗ ــﺪ ﺗﻨ ــﺎزع اﻟﻔﻘ ــﮫ اﻟ ــﺪو ـ وﺿ ــﻊ ﻌﺮ ــﻒ ﻣ ــﺎ ﻊ‬
‫وﺟﺎﻣﻊ‪،‬و ﺬﻟﻚ ﻌﺪدت اﻟﺘﻌﺮ ﻔﺎت ﺸﺄﻧﮫ‪.‬‬
‫وﻣ ــﻦ ﺑ ـ ن ﺗﻠ ــﻚ اﻟﺘﻌﺮ ﻔ ــﺎت ﻧ ــﺬﻛﺮ‪ : 8‬ﻌﺮ ــﻒ اﻟﻔﻘﻴ ــﮫ‬
‫أﻟﻔﺮوس‪،‬ﺣﻴﺚ ﻋﺮف اﳌﺠﺎل اﳌﺤﻔﻮظ ﻟﻠﺪوﻟﺔ‬
‫ﺑﺄﻧـ ــﮫ‪ ) :‬ـ ـ ﺗﻠـ ــﻚ اﳌﺴـ ــﺎﺋﻞ اﻟ ـ ـ ﻻ ﺗﺨـ ــﻞ ﺑﺤﻘـ ــﻮق اﻟـ ــﺪول‬
‫وﻛﺬا اﳌﺴﺎﺋﻞ اﻟ ﺗﻤﺲ ﻣﺼﺎ اﻟﺪول(‪.‬‬
‫و ـﺮى اﻟ وﻓ ﺴــﻮر زور ــﻚ أن ) ا ــﺪ اﻟﻔﺎﺻــﻞ ﳌﻌﺮﻓــﺔ ﻣــﺎ‬
‫ﺧﺘﺼ ــﺎص اﻟ ــﻮﻃ أم ﻻ‪،‬‬ ‫إذا ﺎﻧ ــﺖ ﻣﺴ ــﺄﻟﺔ ﺗ ــﺪﺧﻞ ـ‬
‫ﻳﺘﻤﺜــﻞ ـ وﺟــﻮد اﺗﻔﺎﻗﻴــﺎت دوﻟﻴــﺔ ﺗﻔــﺮض اﻟ اﻣــﺎت ﻋ ـ‬
‫اﻟـ ــﺪول اﳌﻌﻨﻴـ ــﺔ‪،‬إذ ﻻ ﻳﻤﻜـ ــﻦ ﺑﺘﺎﺗـ ــﺎ إدﺧـ ــﺎل ﺧﺘﺼـ ــﺎص‬
‫ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻧﻈﻤﺖ ﺑﺎﺗﻔﺎﻗﻴﺎت دوﻟﻴﺔ(‪.‬‬
‫ﻏ ـ أن ﺗﺤﺪﻳــﺪ ﻣﺴــﺄﻟﺔ اﻟﺼــﻤﻴﻢ اﻟــﺪاﺧ اﻟــﻮﻃ‬
‫ﻳﻄـ ــﺮح ﻣﺸ ـ ـ ﻠﺔ ﺗﺘﻤﺜـ ــﻞ ـ ـ ﺗﻮز ـ ــﻊ‪ 9‬ـ ــﺬا ﺧﺘﺼـ ــﺎص ﺑ ـ ـ ن‬
‫اﻟﺪول واﳌﻨﻈﻤﺔ‪ ،‬و ﻮ ﻣﺎ ﻳﺜ ﻏﻤﻮض ﺸﺄن ذﻟﻚ ﻓﺈﻣـﺎ أن‬
‫ﻌ ـ ف اﻟــﺪول ﺑﺄ ــﺎ ﺻــﺎﺣﺒﺔ ﺧﺘﺼــﺎص ﻟﺘﺤﺪﻳــﺪ ﻣﺠﺎﻟ ــﺎ‬
‫اﳌﺤﻔﻮظ‪،‬و ﺎﻟﺘـ ــﺎ ﺴ ـ ـ ﺒﻌﺪ اﳌﻨﻈﻤـ ــﺔ وﻧ ـ ــﻮن أﻣـ ــﺎم ﺧﻄـ ــﺮ‬
‫اﻟﻼﻣﺒـ ــﺎﻻة ﺑﺄﻳـ ــﺔ ﻣﺴـ ــﺄﻟﺔ‪،‬وإﻣﺎ أن ﺴـ ــﺘﺄﺛﺮاﳌﻨﻈﻤـ ــﺔ وﺣـ ــﺪ ﺎ‬
‫ـ ــﺬا ﺧﺘﺼـ ــﺎص‪ ،‬وﻧ ـ ــﻮن ﺣﻴ ﺌـ ــﺬ أﻣـ ــﺎم ا ﻌـ ــﺪام اﳌﺠـ ــﺎل‬
‫اﳌﺤﻔﻮظ ﻟﻠﺪول ‪.‬‬
‫و ـ ــﻮ ﻣـ ــﺎ أﺷـ ــﺎرإﻟﻴـ ــﮫ اﻟـ ــﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤـ ــﺪ ﻃﻠﻌـ ــﺖ اﻟﻐﻨﻴﻤـ ــﻲ ‪،‬‬
‫ﺣﻴﻨﻤـ ــﺎ أﺷـ ــﺎرإ ـ ـ أن) اﻟﻮاﻗـ ــﻊ أن ﺗﺤﺪﻳـ ــﺪ ﻣـ ــﺎ ﻌﺘ ـ ـ ﻣـ ــﻦ‬
‫ﺻﻤﻴﻢ ﺧﺘﺼﺎص اﻟﺪاﺧ ﻟﻠﺪوﻟﺔ أﻣﺮﻳ اﻳـﺪ ﺑﺼـﻌﻮ ﺔ‬
‫ﻣﻊ ﺗﻄﻮر ا ﻤﺎﻋﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ‪.(10‬‬
‫وﻧﻔﺲ اﻟﺮأي ﺗ ﻨﺎﻩ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ اﳌﺠﺬوب ﺑﻘﻮﻟﮫ‪ ) :‬إن‬
‫ﻟﻠﺴﻠﻄﺎن‬ ‫ﻧﺺ اﳌﺎدة ‪ 7/2‬ﻻ ﻳﺰودﻧﺎ ﺑﺘﻌﺮ ﻒ وا‬
‫اﻟﺪاﺧ ﻟﻠﺪول و ﺴ ﺐ اﻟﻐﻤﻮض اﻟﺬي أﺣﺎط ﺑﻤﻔ ﻮم‬
‫‪-‬راﺟﻊ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﺎدي‪،‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ اﻟﺬﻛﺮ‪،‬ص ‪.92‬‬
‫‪-‬راﺟﻊ ﻣﺤﻤﺪ ﻃﻠﻌﺖ اﻟﻐﻨﻴ ‪ ،‬ﺣ ﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻗﺎﻧﻮن ﻣﻢ‪،‬‬
‫‪9‬اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﺪو ‪،‬ﻣ ﺸﺄة اﳌﻌﺎرف‪ ،‬ﺳﻜﻨﺪر ﺔ‪،1971،‬ص ‪.123‬‬
‫‪-10‬راﺟﻊ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﺎدي‪ ،‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.70‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟﻌﻠﻮم‬ ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‬
‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫و ﺴـ‬ ‫ﻞ دوﻟﺔ أن ﺗﺘﺪﺧﻞ‬ ‫اﳌﻌﺎﺻﺮ‪،‬واﻟﺬي ﺑﻤﻘﺘﻀﺎﻩ ﻳﻤﺘﻨﻊ ﻋ‬
‫ﺑﻄﺮ ﻘﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة أو ﻏ ﻣﺒﺎﺷﺮة اﻟﺸﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ‬
‫ﻟﻠﺪول‪.6‬‬
‫وﻗـ ــﺪ ﻋـ ــﺮف اﻟـ ــﺪﻛﺘﻮر ﻋﺒـ ــﺪ اﻟﻌﺰ ـ ــﺰ ﺳـ ــﺮﺣﺎن واﺟـ ــﺐ ﻋـ ــﺪم‬
‫ﻣﺘﻨ ـ ــﺎع ﻋ ـ ــﻦ اﻟﺘ ـ ــﺪﺧﻞ ﺑﻘﻮﻟ ـ ــﮫ‪ :‬أن ﻣﺒ ـ ــﺪأ ﻋـ ــﺪم اﻟﺘ ـ ــﺪﺧﻞ‬
‫ﻳﻘﺼ ـ ــﺪ ﺑ ـ ــﮫ ذﻟ ـ ــﻚ ﻟ ـ ـ ـ ام اﻟ ـ ــﺪو اﻟ ـ ــﺬي ﻳﻔ ـ ــﺮض ﻋ ـ ـ ـ‬
‫اﻟﺪوﻟ ــﺔ واﺟ ــﺐ ﻣﺒﺎﺷ ــﺮة اﺧﺘﺼﺎﺻ ــﺎ ﺎ داﺧ ــﻞ إﻗﻠﻴﻤ ــﺎ‪،‬‬
‫وأن ﻻ ﺗﻤــﺎرس أي ﻋﻤــﻞ ﻌــﺪ ﻣــﻦ ﺧﺘﺼــﺎص ﻗﻠﻴﻤــﻲ‬
‫ﻟﺪوﻟﺔ أﺧﺮى(‪.‬‬
‫وﻣـ ــﺎ ﺗﺠـ ــﺪر ﺷـ ــﺎرة إﻟﻴـ ــﮫ اﻧ ـ ـﮫ ﻳﻔﺘﻘـ ــﺮﻣﻴﺜـ ــﺎق ﻴﺌـ ــﺔ ﻣـ ــﻢ‬
‫اﳌﺘﺤــﺪة إ ـ اﻟﻨﺼــﻮص اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴــﺔ اﻟ ـ ﺴ ـ ﻨﺪ ﻋﻠ ــﺎ ﻣﺒــﺪأ‬
‫اﻟﻮﻃ‬ ‫ﻋ ــﺪم اﻟﺘ ــﺪﺧﻞ ـ اﻟﺸ ــﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴ ــﺔ ﻟﻠﺪول‪،‬ﺑﺎﺳ ــﺘ ﻨﺎء ﻣ ــﺎ‬
‫ورد ﻧﺺ اﳌﺎدة ‪ / 2‬اﻟﻔﻘﺮة ‪ 7‬اﻟ ﺗﻨﺺ ﻋ أﻧﮫ‪:7‬‬
‫) ﻟـ ـ ـ ﺲ ـ ـ ـ ـ ــﺬا اﳌﻴﺜ ـ ــﺎق ﻣ ـ ــﺎ ﺴ ـ ــﻮغ ﻷﻣ ـ ــﻢ اﳌﺘﺤ ـ ــﺪة أن‬
‫ﺗﺘ ــﺪﺧﻞ ـ اﻟﺸ ــﺆون اﻟ ـ ﺗﻜ ــﻮن ﻣ ــﻦ ﺻ ــﻤﻴﻢ اﻟﺴـ ـﻠﻄﺎن‬
‫ﻋﻀــﺎء أن‬ ‫اﻟــﺪاﺧ ﻟﺪوﻟــﺔ ﻣــﺎ‪،‬وﻟ ﺲ ﻓﻴــﮫ ﻣــﺎ ﻳﻘﺘ ـ‬
‫ﻌﺮﺿﻮا ﻣﺜﻞ ﺬﻩ اﳌﺴﺎﺋﻞ ﻷن ﺗﺤـﻞ ﺑﺤﻜـﻢ ـﺬا اﳌﻴﺜـﺎق‬
‫ﻋ ـ ـ ـ أن ـ ـ ــﺬا اﳌﺒـ ـ ــﺪأ ﻻ ﻳﺨـ ـ ــﻞ ﺑﺘﻄﺒﻴـ ـ ــﻖ ﺗـ ـ ــﺪاﺑ اﻟﻘﻤـ ـ ــﻊ‬
‫اﻟﻮاردة اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎ ﻊ (‪.‬‬
‫ﻛﺄﺻــﻞ ﻋــﺎم وﺣﺴــﺐ ﻣﺒــﺎدئ اﻟﻘــﺎﻧﻮن اﻟــﺪو اﻟﻌــﺎم‪ ،‬ﻓــﺈن‬
‫اﻟـ ـ ــﺪول ﻣﻠﺰﻣـ ـ ــﺔ ﻌـ ـ ــﺪم اﻟﺘـ ـ ــﺪﺧﻞ ـ ـ ـ اﻟﺸـ ـ ــﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴـ ـ ــﺔ‬
‫وا ﺎرﺟﻴﺔ ﻟﻠﺪول‪،‬وان ﻣﻴﺜﺎق ﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻳﻤﻨـﻊ ﻋ ـ ـﻞ‬
‫ﻴﺌ ــﺎت اﳌﻨﻈﻤ ــﺔ ﻣ ــﻦ اﻟﺘ ــﺪﺧﻞ ـ ـ اﻟﺸ ــﺆون اﻟ ـ ـ ـ ـ ﻣ ــﻦ‬
‫ﺻﻤﻴﻢ ﺧﺘﺼﺎص اﻟﻮﻃ ﻟﻠ ﻴﺌﺔ‪.‬‬
‫ﻀﺮ‪،‬اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺪو ﺑ ن اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ‬ ‫‪-‬راﺟﻊ راﺑ‬
‫‪8‬‬
‫وﻣﻔ ﻮم اﻟﺴﻴﺎدة‪،‬رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺘﻮراﻩ ا ﻘﻮق‪،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫‪6‬ﺗﻠﻤﺴﺎن‪،2015-2014،‬ص ‪.17‬‬
‫‪-‬أﻧﻈﺮاﳌﺎدة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‪ ،‬اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺴﺎ ﻌﺔ ﻣﻦ ﻣﻴﺜﺎق ﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة‬
‫‪7‬ﻟﺴﻨﺔ ‪.1945‬‬
‫‪220‬‬
 ‫ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻌﻠﻮم‬ ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪10‬ﻋﺪد‪ 3‬ﺳ ﺘﻤ ‪ 2018‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟﻔـ ــﺮع ول‪ :‬ﻣﺒـ ــﺪأ ﻋـ ــﺪم اﻟﺘـ ــﺪﺧﻞ ﻣـ ــﻦ ﻗﻮاﻋـ ــﺪ اﻟﻨﻈـ ــﺎم‬ ‫اﻟﺴﻠﻄﺎن اﻟﺪاﺧ ﺟﻌﻞ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﳌﺴﺎﺋﻞ‬
‫اﻟﻌﺎم )ﻗﻮاﻋﺪ أﻣﺮة وﻧﺎ ﻴﺔ(‪:‬‬ ‫اﻟ ﺗﺪﺧﻞ ﺻﻤﻴﻢ ﺬا اﻟﺴﻠﻄﺎن‪.(11‬‬
‫ﻻ أﺣـ ـﺪ ﻳﻨﻜـ ــﺮاﻟﺘﻄـ ــﻮرات اﻟ ـ ـ ﺣﺼـ ــﻠﺖ وﻃ ـ ـﺮأت ﻋ ـ ـ‬ ‫وﻟﻌـ ــﻞ ﻣﺴـ ــﺄﻟﺔ إﺻـ ــﺪار ﻗ ـ ـﺮار ﺑﺘﻘﺮ ـ ــﺮ ﻏﻠﺒﻴـ ــﺔ داﺧـ ــﻞ‬
‫اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪو اﳌﻌﺎﺻﺮوﺧﺎﺻـﺔ ﻇ ـﻮر ﻣﻮﺟـﺔ ﺟﺪﻳـﺪة ﻣـﻦ‬ ‫ﻴﺌ ــﺔ ﻣ ــﻢ اﳌﺘﺤ ــﺪة أزاﺣ ــﺖ اﻟﻐﻤ ــﻮض واﻟﻠ ـ ﺲ ﻋ ــﻦ ﻧ ــﺺ‬
‫اﻟﺘﺤ ـ ــﺮر و ﺳ ـ ــﺘﻘﻼل واﻟ ـ ـ ـ ﻋﻤ ـ ــﺖ ﻣﻨ ـ ــﺎﻃﻖ واﺳ ـ ــﻌﺔ ﻣ ـ ــﻦ‬ ‫اﳌــﺎدة اﻟﺜﺎﻧﻴــﺔ ‪/‬اﻟﻔﻘــﺮة اﻟﺴــﺎ ﻌﺔ‪،‬و ﻮ ﻣــﺎ أﺷــﺎرإﻟﻴــﮫ اﻟﻔﻘﻴــﮫ‬
‫اﻟﻌﺎﻟﻢ‪،‬ﺷـ ـ ـ ﻠﺖ اﳌﻄﺎﻟﺒـ ـ ــﺔ ﺑﻤﺮاﺟﻌـ ـ ــﺔ اﳌﻔـ ـ ــﺎ ﻴﻢ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳـ ـ ــﺔ‬ ‫" ﻣ ﺸﺎل ﻓ ا " ﺣﻴﻨﻤﺎ أﻛﺪ ﻋ اﻧﮫ‪:‬‬
‫ﻟﻠﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟ ـ ــﺪو ﺧﺎﺻ ـ ــﺔ ﻌ ـ ــﺪ ﻇ ـ ــﻮر دول ﺟﺪﻳ ـ ــﺪة ﻋ ـ ـ ـ‬ ‫) إن اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 7/2‬ﻟ ـ ــﻢ ﻌ ـ ــﺪ ﺸـ ـ ـ ﻞ ﻋﺎﺋﻘ ـ ــﺎ أﻣ ـ ــﺎم ﺗ ـ ــﺪﺧﻞ‬
‫اﳌﺴ ـ ــﺮح اﻟ ـ ــﺪو ورﻏﺒ ـ ــﺎ ـ ـ ـ اﺳـ ـ ـ ﺒﺪال وﺗﻄ ـ ــﻮ ﺮو ﻌ ـ ــﺪﻳﻞ‬ ‫اﳌﻨﻈﻤﺔ ﺟﻤﻴﻊ ا ﺎﻻت اﻟ ﻳﻜﻮن ﻓ ﺎ ﺬا اﻟﺘـﺪﺧﻞ‬
‫ﻗﻮاﻋ ــﺪ اﻟﻘ ــﺎﻧﻮن اﻟ ــﺪو اﻟﻌ ــﺎم‪.‬وﻣ ــﻦ ــﺬا اﳌﻨﻄﻠ ــﻖ ﺷ ـ ﻠﺖ‬ ‫ﻣﺮﻏﻮ ـ ــﺎ ﻓﻴـ ــﮫ ﻣـ ــﻦ ﻃـ ــﺮف ﻏﻠﺒﻴـ ــﺔ‪،‬ﻻن اﻟﻘ ـ ـﺮارﻟﻸﻏﻠﺒﻴـ ــﺔ‬
‫اﻟﻘﻮاﻋ ــﺪ ﻣ ــﺮة إﺣ ــﺪى ﺿ ــﺎﻓﺎت واﻟﺘﺠﺪﻳ ــﺪات ا ﺪﻳﺜ ــﺔ‬ ‫ﺿﻤﻦ ﻞ ﻴﺌﺔ ﻣﻦ ﻴﺌﺎت اﳌﻨﻈﻤﺔ(‪.‬‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪو ‪.‬‬ ‫وﻗ ـ ـ ــﺪ ﺗﺄﻛ ـ ـ ــﺪ اﺧﺘﺼ ـ ـ ــﺎص اﳌﻨﻈﻤ ـ ـ ــﺔ ـ ـ ـ ﻣﺠﻤ ـ ـ ــﻮﻋﺘ ن ﻣ ـ ـ ــﻦ‬
‫ا ﺎﻻت‪:‬‬
‫ورﻏ ــﻢ ا ــﺪل اﻟﻔﻘ ـ ‪12‬ﺣ ــﻮل ﻣ ــﺪى اﻋﺘﺒ ــﺎرﻗﻮاﻋ ــﺪ‬
‫أ‪-‬اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ و ‪ :‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺄﺧﺬ اﳌﺴﺄﻟﺔ اﻟﻄﺎ ﻊ اﻟﺪو‬
‫اﻟﻘــﺎﻧﻮن اﻟــﺪو اﻟﻌــﺎم ﻗﻮاﻋــﺪ أﻣــﺮة أم ﻟ ﺴــﺖ ﻛــﺬﻟﻚ ‪،‬إﻻ‬
‫ب‪-‬اﳌﺠﻤﻮﻋ ــﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ــﺔ‪ :‬إذا ﻌﻠ ــﻖ ﻣ ــﺮ ﺑ ــﺄﻏﺮاض اﳌﻨﻈﻤ ــﺔ‬
‫اﻧــﮫ ﺑــﺎﻟﺮﺟﻮع إ ـ ﻧــﺺ اﳌــﺎدة ‪ 53‬ﻣــﻦ اﺗﻔﺎﻗﻴــﺔ ﻓﻴ ﻨــﺎ ﻧــﺮى‬
‫اﻟ ﻣﻦ أﺟﻠ ﺎ أ ﺸﺄت و ‪:‬‬
‫ﻣـ ــﺪي إﻟﺰاﻣﻴ ـ ــﺔ اﻟﻘﻮاﻋـ ــﺪ ﻣ ـ ــﺮة ﻟـ ــﺒﻌﺾ ﻗﻮاﻋ ـ ــﺪ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن‬
‫‪ -‬ﺗﺤﻘﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻖ اﻟﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻢ و ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ‬
‫اﻟــﺪو اﻟﻌــﺎم –واﻟ ـ ﻣــﻦ ﺑﻴ ــﺎ ﻣﺒــﺪأ ﻋــﺪم اﻟﺘــﺪﺧﻞ‪ -‬اﻟ ـ‬
‫اﻟﺪوﻟﻴ ن‬
‫ﺗﻨﺺ ﻋ اﻧﮫ‪ ) :‬ﻌﺘ ﺑﺎﻃﻠﺔ ﻞ ﻣﻌﺎ ﺪة إذا ﺎﻧـﺖ وﻗـﺖ‬
‫‪-‬ﺗﻘﺮ ﺮاﳌﺼ‬
‫ﻋﻘـ ــﺪ ﺎ ﺗﺘﻌـ ــﺎرض أﺛﻨـ ــﺎء إﺑﺮاﻣ ـ ــﺎ ﻣـ ــﻊ ﻗﺎﻋـ ــﺪة أﻣـ ــﺮة ﻣـ ــﻦ‬
‫ﺴﺎن ‪.‬‬ ‫‪-‬ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮق‬
‫اﻟﻘﻮاﻋ ـ ـ ــﺪ اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟ ـ ـ ــﺪو ‪،‬ﻷﻏ ـ ـ ـﺮاض ـ ـ ــﺬﻩ‬
‫ﺗﻔﺎﻗﻴﺔ‪،‬‬ ‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻣﺒﺪأ ﻋﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ‬
‫و ﻘﺼـ ــﺪ ﺑﺎﻟﻘﺎﻋـ ــﺪة ﻣـ ــﺮة وﻓـ ــﻖ اﺗﻔﺎﻗﻴـ ــﺔ ﻓﻴ ﻨـ ــﺎ اﻟﺴـ ــﺎﺑﻘﺔ‬ ‫اﻟﺸﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺪول‬
‫اﻟﻘﺎﻋ ــﺪة اﳌﻘﺒﻮﻟ ــﺔ واﳌﻌ ـ ف ــﺎ ﻣ ــﻦ ﻗﺒ ــﻞ اﳌﺠﺘﻤ ــﻊ اﻟ ــﺪو‬ ‫ﻳﺘﻤ ـ ـ ﻣﺒ ــﺪأ ﻋ ــﺪم اﻟﺘ ــﺪﺧﻞ ـ ـ اﻟﺸ ــﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴ ــﺔ ﻟﻠ ــﺪول‬
‫ﻛ ــﻞ ﻋ ـ أ ــﺎ اﻟﻘﺎﻋــﺪة اﻟ ـ ﻻ ﻳﺠــﻮز ﺧــﻼل ــﺎ واﻟ ـ ﻻ‬ ‫ﺑﻤﺠﻤﻮﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ ا ﺼ ـ ــﺎﺋﺺ اﻟ ـ ـ ﺗﻤ ـ ـ ﻩ ﻋ ـ ــﻦ ﻏ ـ ـ ﻩ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﻳﻤﻜـ ــﻦ ﻌـ ــﺪﻳﻠ ﺎ إﻻ ﺑﻘﺎﻋـ ــﺪة ﻻﺣﻘـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ اﻟﻘﻮاﻋـ ــﺪ اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ‬ ‫اﳌﺒ ـ ــﺎدئ ﺧ ـ ــﺮى ﳌﻴﺜ ـ ــﺎق ﻣ ـ ــﻢ اﳌﺘﺤ ـ ــﺪة‪ ،‬و ـ ــﺬﻩ اﳌﻤ ـ ـ ات‬
‫ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪو ﻟ ﺎ ذات اﻟﻄﺎ ﻊ‪.‬‬ ‫ﻤﻴ ــﺔ اﻟﺒﺎﻟﻐ ــﺔ اﻟ ـ ـ ﻳﺤﻈ ــﻰ ــﺎ اﳌﺒ ــﺪأ‬ ‫ﻧﺎ ﻌ ــﺔ أﺻ ــﻼ ﻣ ــﻦ‬
‫وﻧﻔﺲ اﳌﻌ ﺗ ﻨ ﺎﳌﺎدة‪103‬ﻣﻦ ﻣﻴﺜﺎق ﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة اﻟ ـ‬ ‫ﻮﻧﮫ إﺣﺪى اﳌﺒﺎدئ ﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪو ‪.‬‬
‫أﻛﺪت ﻣﺪى ﺳﻤﻮ اﳌﻴﺜﺎق ﻋ أي اﺗﻔﺎق آﺧﺮ‪،‬‬ ‫ﺬﻩ ا ﺼﺎﺋﺺ ﻓﻴﻤﺎ ﻳ ‪:‬‬ ‫ﺗﺘﺠ‬

‫‪-11‬راﺟﻊ ﺣﺎﺗﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﻃﮫ‪،‬ﻣﺒﺪأ ﻋﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ واﻟﻘﻮاﻋﺪ‬

‫‪-‬ﳌﺰ ﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺣﻮل ﻣﻮﻗﻒ اﻟﻔﻘﮫ ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻋﺪ ﻣﺮة‪ ،‬راﺟﻊ‬ ‫ﻣﺮة‪،‬داراﻟ ﺸﺮواﻟﺘﻮز ﻊ ‪،‬ا ﻤﺎ ﻳﺔ ﻃﺮاﺑﻠﺲ‪،1973،‬ص‬
‫‪12‬ﺑﻮﻛﺮا إدر ﺲ‪،‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪ 241‬وﻣﺎ ﻌﺪ ﺎ‪.‬‬ ‫‪،110‬ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﺎدي‪،‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪،‬ص ‪.47‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪221‬‬
 ‫ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻌﻠﻮم‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪10‬ﻋﺪد‪ 3‬ﺳ ﺘﻤ ‪ 2018‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺸ ـ ـ ﻞ ﻣﺼ ـ ــﺎدرﻣﺎدﻳ ـ ــﺔ ﻟﻠﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟ ـ ــﺪو وﻟﻠ ـ ــﺪﺧﻮل ـ ـ‬
‫اﻟﻨﻈــﺎم اﻟﻘــﺎﻧﻮ ﻲ اﻟــﺪو ﻳﺠــﺐ أن ﺗﻤــﺮ ــﺬﻩ اﳌﺒــﺎدئ ﻋــﻦ‬
‫ﻃﺮ ــﻖ إﺣــﺪى اﳌﺼــﺎدراﻟﺸ ـ ﻠﻴﺔ ﻟ ــﺬا اﻟﻘــﺎﻧﻮن‪ -‬أي ﻋــﻦ‬
‫ﻃﺮ ﻖ اﻟﻌﺮف واﳌﻌﺎ ﺪات اﻟﺪوﻟﻴﺔ‪.(15‬‬
‫اﻟﻔــﺮع اﻟﺜﺎﻟــﺚ‪:‬ﻣﺒــﺪأ ﻋــﺪم اﻟﺘــﺪﺧﻞ ﻣــﻦ اﻟﻘﻮاﻋــﺪ اﻟﻌﺎﻣــﺔ‬
‫واﳌﺠﺮدة‪:‬‬
‫ﻌ ـ ﻋﻤﻮﻣﻴــﺔ وﺗﺠﺮ ــﺪ اﳌﺒــﺪأ ﺑﺄﻧــﮫ ﻣﺒــﺪأ ﻗــﺎﻧﻮ ﻲ ﻣﻄﻠــﻖ‬
‫ﺴــﺮي ﻋ ـ ﺟﻤﻴــﻊ اﻟــﺪول ـ ﻋﻼﻗﺎ ــﺎ دون اﺳــﺘ ﻨﺎء‪ ،‬ﻛﻤــﺎ‬
‫اﻧ ـ ــﮫ ﻣﺒ ـ ــﺪأ ﻣﺠ ـ ــﺮد ﻳﻨﻄﺒ ـ ــﻖ ﻋ ـ ـ ﺟﻤﻴ ـ ــﻊ ﺣ ـ ــﻮال و ﻔ ـ ــﺮض‬
‫اﻟ اﻣ ــﺎت ﻋ ـ ﺟﻤﻴ ــﻊ اﻟ ــﺪول ﺑﺎﻻﻣﺘﻨ ــﺎع ﻋ ــﻦ اﻟﻘﻴ ــﺎم ﺑﻔﻌ ــﻞ‬
‫ﻳﻨ ـ ﻋﻨــﮫ ﻣﻴﺜــﺎق ﻣــﻢ اﳌﺘﺤــﺪة أو اﻟﻘــﺎﻧﻮن اﻟــﺪو اﻟﻌــﺎم‬
‫ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻔ ـ ـ ــﺮع اﻟﺮا ـ ـ ــﻊ‪:‬ارﺗﺒ ـ ـ ــﺎط اﻟﻮﺛﻴ ـ ـ ــﻖ ﺑـ ـ ـ ـ ن ﻣﺤﺘ ـ ـ ــﻮى اﳌﺒ ـ ـ ــﺪأ‬
‫واﻟﻘﻮاﻋﺪ ﺧﺮى ﻟﻠﻤﻴﺜﺎق‪:‬‬
‫ﻣــﺎ ﻳﻤ ـ ﻣﺒــﺪآ ﻋــﺪم اﻟﺘــﺪﺧﻞ ـ اﻟﺸــﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴــﺔ ﻟﻠ ـﺪول‬
‫ـ ـ ـ ــﻮ ﻣـ ـ ـ ــﺪى ارﺗﺒـ ـ ـ ــﺎط ﻣﺤﺘـ ـ ـ ــﻮاﻩ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋـ ـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ـ ــﻦ اﳌﺒـ ـ ـ ــﺎدئ‬
‫اﳌﻨﺼـ ــﻮص ﻋﻠ ـ ــﺎ ـ ـ ﻣﻴﺜـ ــﺎق ﻣـ ــﻢ اﳌﺘﺤـ ــﺪة وﻋﻼﻗﺘـ ــﮫ ـ ــﺎ‬
‫‪.‬ورﻏـ ـ ـ ــﻢ ﺸـ ـ ـ ــﻜﻴﻚ ﺟﺎﻧـ ـ ـ ــﺐ ﻣـ ـ ـ ــﻦ اﻟﻔﻘـ ـ ـ ــﮫ ﺣـ ـ ـ ــﻮل اﻟ ـ ـ ـ ـ اﺑﻂ‬
‫واﻟ ﺴﻠﺴ ــﻞ ﺑ ـ ن ــﺬﻩ اﳌﺒ ــﺎدئ‪،‬إﻻ أﻧﻨ ــﺎ ﻧﺄﺧ ــﺬ ﺑ ــﺎﻟﺮأي اﻟ ــﺬي‬
‫ﻳﻘﺮ ﺬا اﻟ اﺑﻂ ‪.‬‬
‫وﻧﺠــﺪ ﺳــﺘﺎذ ﻓــﺎﺋﺰاﻧﺠــﺎك ﻳﺜ ــﺖ ذﻟــﻚ ﻣــﻦ ﺧــﻼل ﻣــﺎ أﺷــﺎر‬
‫إﻟﻴــﮫ‪) :‬إن اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑ ـ ن ــﺬﻩ اﳌﺒــﺎدئ ـ ﻋﻼﻗــﺔ ارﺗﺒــﺎط‬
‫ﺳ ـ ــﻮاء ـ ــﺎن ـ ــﺬا رﺗﺒ ـ ــﺎط ﺷ ـ ـ ﻠﻴﺎ أم ﻣﻮﺿ ـ ــﻮﻋﻴﺎ )ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﺣﻴﺚ اﳌﺤﺘﻮى( ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺸ ﻠﻴﺔ‪،‬ﻓﺈن ﻣﺠﻤـﻮع ـﺬﻩ‬
‫اﳌﺒ ـ ـ ــﺎدئ ﺗﻀ ـ ـ ــﻤ ﺎ اﳌﻴﺜ ـ ـ ــﺎق ـ ـ ـ ﻓﺼ ـ ـ ــﻞ واﺣ ـ ـ ــﺪ‪،‬و ﻌﺘ ان‬
‫اﺣ اﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وﺗﻄﺒﻴﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻳﻀ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻤﻦ ﺗﺤﻘﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻖ أﻏـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮاض‬
‫اﳌﻨﻈﻤـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‪،‬ﻛﻤﺎ أن ﻣﺠﻤـ ـ ـ ـ ـ ــﻮع اﻟﻮﺛـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻖ واﳌﻌﺎ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪات‪،‬‬
‫واﻟﺘﺼـ ــﺮ ﺤﺎت ﺸ ـ ـ إ ـ ـ ﺿـ ــﺮورة اﺣ ـ ـ ام ﻣﺠﻤـ ــﻮع ـ ــﺬﻩ‬
‫اﳌﺒﺎدئ‪،‬ﻛﻤ ــﺎ ان ﻋﻤ ــﻞ اﻟ ﻨ ــﺔ ا ﺎﺻ ــﺔ ﺑﺘﻘﻨـ ـ ن ﻣﺒ ــﺎدئ‬
‫‪15‬‬
‫‪- Michel Virally,opcit,p546.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪222‬‬
‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‬
‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ﺣﻴـ ــﺚ ﻧﺼـ ــﺖ ﻋ ـ ـ اﻧـ ــﮫ‪ ) :‬إذا ﻌﺎرﺿـ ــﺖ ﻟ اﻣـ ــﺎت اﻟ ـ ـ‬
‫ﻳـ ــﺮﺗﺒﻂ ـ ــﺎ أﻋﻀـ ــﺎء ﻣـ ــﻢ اﳌﺘﺤـ ــﺪة وﻓﻘـ ــﺎ ﻷﺣ ـ ــﺎم ـ ــﺬا‬
‫اﳌﻴﺜ ـ ــﺎق ﻣ ـ ــﻊ اﻟ ـ ـ ـ ام دو ـ ـ ـ أﺧ ـ ــﺮﻳﺮﺗﺒﻄـ ـ ــﻮن ﺑ ـ ــﮫ ﻓـ ـ ــﺎﻟﻌ ة‬
‫ﺬا اﳌﻴﺜﺎق(‪.‬‬ ‫ﺑﺎﻟ اﻣﺎ ﻢ اﳌ ﺗﺒﺔ ﻋ‬
‫و ﺎﻋﺘﺒ ــﺎر أن ﻣﺒ ــﺪأ ﻋ ــﺪم اﻟﺘ ــﺪﺧﻞ ـ ـ اﻟﺸ ــﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﺪول ﻌﺪ أﺣﺪ اﳌﺒـﺎدئ اﻟـﻮاردة ـ اﳌﻴﺜـﺎق ﻓـﺈن أي اﺗﻔـﺎق‬
‫ﻳﺘﻌﺎرض وﻣﺤﺘﻮى ﺬا ﻟ ام ﻌﺪ ﻏ ﻣﺸﺮوع‪.‬‬
‫ﻓ ـ ــﻮ ﻣﺒ ـ ــﺪأ ﻣﻠﺰﻣ ـ ــﺎ ﻟ ﺎﻓ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﺪول ﺳ ـ ــﻮاء ﻋﻀ ـ ــﺎء أو ﻏ ـ ـ‬
‫ﻋﻀــﺎء ‪،‬ﻓ ــﻮ ﻗﺎﻋــﺪة ﻋﺎﻣــﺔ ﺴــﺮي ﻋ ـ ﺟﻤﻴــﻊ اﻟــﺪول‪.‬ﻷن‬
‫ﻃﺒﻴﻌــﺔ اﳌﺒــﺪأ ــﻮ ﻣﺒــﺪأ ﻋﺮ ـ ﺑﺈﻣ ﺎﻧــﮫ أن ﺗﺘﻮﺳــﻊ اﻟﻘﺎﻋــﺪة‬
‫ﺗﻔﺎﻗﻴ ـ ــﺔ إ ـ ـ ـ ﺧ ـ ــﺎرج ﻃ ـ ــﺎراﻟﺘﻌﺎﻗ ـ ــﺪي ﻟ ﺸ ـ ــﻤﻞ أﻃﺮاﻓ ـ ــﺎ‬
‫أﺧﺮى‪.‬‬
‫اﻟﻔــﺮع اﻟﺜــﺎ ﻲ‪:‬ﻣﺒــﺪأ ﻋــﺪم اﻟﺘــﺪﺧﻞ ﻣــﻦ اﻟﻘﻮاﻋــﺪ اﻟﻌﺮﻓﻴــﺔ‬
‫و ﺗﻔﺎﻗﻴﺔ‪:‬‬
‫إن اﻟﺘﻄ ـ ــﻮر اﻟ ـ ــﺬي ﻃ ـ ـﺮأ ﻋ ـ ـ ﻣﺒ ـ ــﺪأ ﻋ ـ ــﺪم اﻟﺘ ـ ــﺪﺧﻞ ـ ـ‬
‫اﻟﺸ ــﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴ ــﺔ ﻟﻠ ــﺪول‪ ،‬اﺑﺘ ــﺪاء ﻣ ــﻦ اﻟﺜ ــﻮرة اﻟﻔﺮ ﺴ ــﻴﺔ‬
‫ﻣﻨــﺬ أن ﻇ ــﺮ ـ ﺑﺪاﻳــﺔ ﻣــﺮ ـ ﺷـ ﻞ إﻋﻼﻧــﺎت‪ 13‬ﻣــﻦ ﻃــﺮف‬
‫اﻟ ــﺪول‪،‬ﺛﻢ ﺗ ﻨ ــﺎﻩ اﻟﻔﻘ ــﮫ اﻟ ــﺪو ‪،‬وﺗﻄﻮر ﻋ ــﻦ ﻃﺮ ــﻖ اﻟﻌ ــﺮف‬
‫إ ـ أن اﺳــﺘﻘﺮﻋﻠﻴــﮫ ا ــﺎل ـ ﺷـ ﻞ ﻗﺎﻋــﺪة اﺗﻔﺎﻗﻴــﺔ واردة‬
‫ﻣﻴﺜﺎق ﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة واﺗﻔﺎﻗﺎت وﻣﻮاﺛﻴﻖ دوﻟﻴﺔ أﺧﺮى‪.‬‬
‫و ﺎﻟﺘ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﺈن اﳌﺒ ـ ــﺪأ ﻗﺒ ـ ــﻞ أن ﻳﺼ ـ ــﺒﺢ ﻣﺒ ـ ــﺪأ ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺒ ـ ــﺎدئ‬
‫اﳌﻨﻈﻤ ــﺔ ‪ ،‬ــﺎن ﻻ ﺑ ــﺪ أن ﻳ ﺘﻘ ــﻞ ﻣ ــﻦ اﻟﻘﺎﻋ ــﺪة اﻟﻌﺮﻓﻴ ــﺔ إ ـ‬
‫ﻗﺎﻋﺪة اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻮ ﻣﻌﻤﻮل ﺑـﮫ وﻣﺘﻔـﻖ ﻋﻠﻴـﮫ ﺑﻤﻘﺘ ـ‬
‫‪14‬‬
‫ﻇﻞ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮ ﻲ اﻟﺪو ‪.‬‬ ‫اﳌﺒﺎدئ اﻟﺪوﻟﻴﺔ‬
‫وﻗﺪ أﺷﺎرإ ـ ـﺬا ﻧﺘﻘـﺎل‪ -‬ﻣـﻦ ﻗﺎﻋـﺪة ﻋﺮﻓﻴـﺔ إ ـ ﻗﺎﻋـﺪة‬
‫اﺗﻔﺎﻗﻴــﺔ اﻟﻔﻘﻴــﮫ ﻓ ا ـ ﻣــﻦ ﺧــﻼل ﻗﻮﻟــﮫ‪ ) :‬إن ــﻞ اﳌﺒــﺎدئ‬
‫اﻟ ـ ـ ـ ﺗﻤـ ـ ــﺖ ﺻـ ـ ــﻴﺎﻏ ﺎ ﻟ ﺴـ ـ ــﺘﺠﻴﺐ ﺎﺟﻴـ ـ ــﺎت اﳌﺠﺘﻤـ ـ ــﻊ‬
‫اﻟــﺪو ﻣــﻦ ﻃــﺮف اﻟﻔﻘــﮫ‪ ،‬أو اﻟــﺪول أو اﻟ ﻴﺌــﺎت اﻟﺪوﻟﻴــﺔ‬
‫‪-13‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻧﻔﺴﮫ‪،‬ص ‪.237‬‬
‫ﻀﺮ‪،‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪،‬ص ‪.137‬‬ ‫‪-14‬راﺟﻊ راﺑ‬
 ‫ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪10‬ﻋﺪد‪ 3‬ﺳ ﺘﻤ ‪ 2018‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴــﺔ ﻣﻌﻴﻨــﺔ ﻳﻤﻜــﻦ أن ﺗﻜ ـ أ ﻤﻴــﺔ ﺳﻴﺎﺳــﻴﺔ ﻛ ـ ى‬
‫ﺎ‪.‬‬ ‫ﺑﺎﻟ ﺴﺒﺔ ﻟﻠﺪول اﻟ ﺗﺪ‬
‫و ﻮ ﻧﻔﺲ ﺗﺠﺎﻩ اﻟﺬي اﺧﺬ ﺑﮫ ﺳـﺘﺎذ ﻓ ا ـ اﻟـﺬي ﻳـﺮى‬
‫أﻧـ ــﮫ ﻟﻠﺘﻤﻴ ـ ـ ﺑ ـ ـ ن اﳌﺒـ ــﺎدئ اﻟﺴﻴﺎﺳـ ــﻴﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ــﺔ واﳌﺒـ ــﺎدئ‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳ ــﻴﺔ ﻣﺤﻀ ــﺔ ‪ ،‬ﻳ ﺒ ـ ـ أن ﻳ ــﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻵﺛ ــﺎراﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ــﺔ‬
‫ﻟ ــﺬﻩ اﳌﺒ ــﺎدئ‪ ،‬ﻓﻨ ــﻮن ﺑﺼ ــﺪد ﻣﺒ ــﺎدئ ﺳﻴﺎﺳ ــﻴﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ــﺔ‬
‫ﻋﻨــﺪﻣﺎ ﻳ ــﻮن اﻟ ــﺪف ﻣــﻦ ــﺬﻩ اﳌﺒــﺎدئ ــﻮ ﺗﺄﻛﻴــﺪ أو إ ﺸــﺎء‬
‫ﺣﻘـ ـ ـ ــﻮق آو اﻟ اﻣـ ـ ـ ــﺎت ﻟﺼـ ـ ـ ــﺎ أ ـ ـ ـ ـ ﺎص ـ ـ ـ ــﺬا اﻟﻨﻈـ ـ ـ ــﺎم‬
‫ﻴﺢ‪.‬‬ ‫‪.‬واﻟﻌﻜﺲ‬
‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ‪: :‬ﻇ ﻮر ﻣﺒﺪأ ﻋﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ وﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺗﮫ‬
‫ﻇﻞ اﳌﻮاﺛﻴﻖ اﻟﺪوﻟﻴﺔ‬
‫ﻣــﻦ اﳌﻌﻠــﻮم أن اﳌﺒــﺪأ ﻗــﺪ ﺳــﺎﻳﺮﺗﻄــﻮر اﳌﺠﺘﻤــﻊ اﻟــﺪو ‪،‬‬
‫ﻣﻨﺬ ﺗ ﻮﻧﮫ إ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﻴﻮم ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﺳﻮف ﻧﺘﻄﺮق إ ﺸـﺄة‬
‫ﺬا اﳌﺒﺪأ‪ ،‬ﺛﻢ إ اﻟﺘﻄـﻮرات اﻟ ـ ﺣﺼـﻠﺖ ﻋﻠﻴـﮫ وﻓـﻖ ـﻞ‬
‫ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﺮاﺣﻞ ﺗ ﻮ ﻦ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪو ﻋ ﺣﺪى ‪.‬‬
‫اﻟﻔﺮع ول‪ :‬ﺸﺄة اﳌﺒﺪأ‪:‬‬
‫إن اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺬي ﻃـﺮأ ﻋ ـ اﳌﺠﺘﻤـﻊ اﻟـﺪو ﻣﻨـﺬ ﺗ ﻮ ﻨـﮫ‬
‫إ ﻏﺎﻳﺔ ﺻﻮرﺗﮫ اﳌﻜﺘﻤﻠﺔ اﻟﻮﻗﺖ اﳌﻌﺎﺻﺮ‬
‫أي ﻣـﺎ ﻗﺒـﻞ ﻣﻌﺎ ـﺪة وا ﺴـﺘﻔﺎﻟﻴﺎ ﻟﺴـﻨﺔ ‪ 1648‬واﻟ ـ ﺗﻤ ـ ت‬
‫ﺑﻈ ـ ـ ــﻮر ﻣ ـ ـ ــﻮاز ﻦ اﻟﻘ ـ ـ ــﻮى ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻣﺮﺣﻠ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻣﺮاﺣ ـ ـ ــﻞ‬
‫ﺗﻄﻮرﻩ‪،‬ﻗ ـ ــﺪ ﻋ ـ ــﺮف ﺑﻤﻮﺟﺒ ـ ــﮫ ﻣﺒ ـ ــﺪأ ﻋ ـ ــﺪم اﻟﺘ ـ ــﺪﺧﻞ ﻋ ـ ــﺪة‬
‫ﺗﻄــﻮرات أﻳﻀــﺎ ﺎﻧــﺖ ﻣﺤﺼــﻠﺔ اﻟﺘﻄــﻮرات واﻟﺘﻐ ـ ات اﻟ ـ‬
‫ﻋﺮﻓ ﺎ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪو ‪. 18‬‬
‫وﻗــﺪ ﺳــﺎﻳﺮﻣﺒــﺪآ ﻋــﺪم اﻟﺘــﺪﺧﻞ اﻟﺘﻄــﻮر اﻟــﺬي ﻣ ـ اﳌﺠﺘﻤــﻊ‬
‫اﻟﺪو ‪،‬ﺣﻴﺚ ﻣﺮ ﻌﺪة ﻣﺮاﺣﻞ ﻋﺪﻳﺪة و ‪:‬‬
‫اﳌﺮﺣﻠـ ــﺔ و ـ ـ ‪ :‬وﺗﻤﺘـ ــﺪ ﻣـ ــﻦ ﺳـ ــﻨﺔ ‪1500‬إ ـ ـ ‪ ،1648‬و ـ ـ‬
‫ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗ ﻮ ﻦ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪو ‪.‬‬
‫‪-18 -Patricia Buirette ;le droit international‬‬
‫‪humanitaire,edition ;la découverte,paris,1996,p153.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟﻌﻠﻮم‬ ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‬
‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫اﻟﺘﻌﺎ ﺶ اﻟﺴﻠﻤﻲ ﺸـ ﻞ دﻟـﻴﻼ ﻋ ـ ـﺬﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ‪،‬و ﺸـ‬
‫ﻛﺜ ﻣﻦ ﺣﻴﺎن أن ﺗﻔﺎق ﺣﻮل ﻋﻨﺼﺮﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ‬
‫إﺣـ ــﺪى اﳌﺒ ـ ــﺎدئ ‪،‬ﻣ ـ ــﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻻﺗﻔـ ــﺎق ﺣ ـ ــﻮل ﻋﻨﺎﺻ ـ ــﺮ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﻣﺒ ـ ــﺎدئ أﺧ ـ ــﺮى ﻣﺜ ـ ــﻞ ﻣﺒ ـ ــﺪأ ﺗﻘﺮ ـ ــﺮاﳌﺼ ـ ـ ‪ ،‬ﻣﺒ ـ ــﺪأ ﻋ ـ ــﺪم‬
‫اﺳــﺘﺨﺪام اﻟﻘــﻮة ـ اﻟﻌﻼﻗــﺎت اﻟﺪوﻟﻴــﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺗﺒﻄــﺔ ﺑﻤﺒــﺪأ‬
‫ﻋﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ‪.(16‬‬
‫ﻓﻤــﺜﻼ ﺗﻄﺒﻴــﻖ ﻣﺒــﺪأ اﻟ ﺴــﻮ ﺔ اﻟﺴــﻠﻤﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎزﻋــﺎت اﻟﺪوﻟﻴــﺔ‬
‫ﻣ ــﺮﺗﺒﻂ ﺑ ــﺎﺣ ام ﻣﺒ ــﺪأ ﻋ ــﺪم اﻟ ــﻮء ﻟﻠﻘ ــﻮة ـ ـ اﻟﻌﻼﻗ ــﺎت‬
‫اﻟﺪوﻟﻴ ـ ــﺔ وﻣﺒ ـ ــﺪأ ﻋ ـ ــﺪم اﻟﺘ ـ ــﺪﺧﻞ وﻣﺒ ـ ــﺪأ اﳌﺴ ـ ــﺎواة وﻣﺒ ـ ــﺪأ‬
‫اﻟﺴﻴﺎدة‪.‬‬
‫اﻟﻔـ ــﺮع ا ـ ــﺎﻣﺲ ‪:‬ارﺗﺒـ ــﺎط ﺧﺼـ ــﺎﺋﺺ اﳌﺒـ ــﺪأ اﻟﺴﻴﺎﺳـ ــﻴﺔ‬
‫واﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪:‬‬
‫ﻣــﻦ ﺑ ـ ن ا ﺼــﺎﺋﺺ اﻟ ـ ﻳﺘﻤ ـ ــﺎ ﻣﺒــﺪأ ﻋــﺪم اﻟﺘــﺪﺧﻞ‬
‫ـ ـ اﻟﺸ ـ ــﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴ ـ ــﺔ ﻟﻠ ـ ــﺪول‪ ،‬ـ ــﻮ ارﺗﺒ ـ ــﺎط ﺧﺼﺎﺋﺼ ـ ــﮫ‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪ ،‬ذﻟـﻚ أن ﻗﻴـﺎم ﻣـﻢ اﳌﺘﺤـﺪة ﺑـﺈدراج‬
‫ـ ــﺬا اﳌﺒ ـ ــﺪأ ﺿ ـ ــﻤﻦ اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ ول ﻣ ـ ــﻦ اﳌﻴﺜﺎق‪،‬ﻳﻜ ﺴ ـ ــﻴﮫ‬
‫اﻟﻄــﺎ ﻊ اﻟﻘــﺎﻧﻮ ﻲ واﻟﻘﻴﻤــﺔ ﻟﺰاﻣﻴــﺔ‪،‬و ﺎﻟﺘﺎ ﻳﺪرﺟــﮫ ﺿــﻤﻦ‬
‫أﺣﺪ ﻣﺒﺎدئ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪو اﳌﻌﺎﺻﺮ‪.17‬‬
‫وﻟﻌ ــﻞ ارﺗﺒ ــﺎط ــﺬا اﳌﺒ ــﺪأ ﺑﻤﺴ ــﺎﺋﻞ ﺗﺘﻌﻠ ــﻖ ﺑﺎﻟﺴ ــﻠﻢ و ﻣ ــﻦ‬
‫اﻟـ ـ ــﺪوﻟﻴ ن‪ ،‬ﺸ ـ ـ ـ ﻞ ا ﻌ ﺎﺳـ ـ ــﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴـ ـ ــﺎ ﻟﻠ ﻴ ـ ـ ــﻞ اﻟﺴﻴﺎ ـ ـ ـ‬
‫ﻟﻠﻤﺠﺘﻤ ــﻊ اﻟ ــﺪو اﳌﻌﺎﺻ ــﺮ‪ ،‬و ــﺬا ﻧ ــﺎﺗﺞ أﺻ ــﻼ ﻣ ــﻦ ﻃﺒﻴﻌ ــﺔ‬
‫اﳌﺒﺪأ‪.‬‬
‫ورﻏ ــﻢ ﻣﺤﺎوﻟ ــﺔ اﻟﻔﻘ ــﮫ اﻟﻔﺼ ــﻞ واﻟﺘﻤﻴ ـ ـ ﺑـ ـ ن اﳌﺒ ــﺎدئ‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳـ ـ ـﻴﺔ واﳌﺒ ـ ــﺎدئ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ‪،‬إﻻ أن ﺟﺎﻧ ـ ــﺐ آﺧ ـ ــﺮ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ـ ـ ــﺔ أن اﳌﺒـ ـ ــﺎدئ‬ ‫اﻟﻔﻘـ ـ ــﮫ ﻳـ ـ ــﺮى ﺿـ ـ ــﺮورة ﻋـ ـ ــﺪم اﻟﺘﻤﻴ ـ ـ ـ ﺑ‬
‫‪-16 - Hans-peter Gasser, Le Dreoit international‬‬
‫‪Humanitaire ,éditiomé paul haupt.‬‬
‫‪berne,stuttgart,vienne,1993 p123.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪- Michel Deyra ,Doroit international public,2e‬‬
‫‪édition,imprimé en France,2010,p15.‬‬
‫‪223‬‬
 ‫ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪10‬ﻋﺪد‪ 3‬ﺳ ﺘﻤ ‪ 2018‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻣﻌ ـﺎ اﺣـﺘﻼل‬ ‫إ درﺟﺔ ﻣﻦ ا ﺮ ﺔ و ﺳﺘﻘﻼل ﻻ ﻳ‬
‫أي ﺟــﺰء ﻣــﻦ أراﺿـ ﺎ ﻣــﻦ ﻗﺒــﻞ إﺣــﺪى اﻟــﺪول ورو ﻴــﺔ‬
‫ﻓ ـ ـ ــﻞ ﻣﺤﺎوﻟـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻦ اﻟـ ـ ــﺪول ورو ﻴـ ـ ــﺔ ﻟﻔـ ـ ــﺮض ﻧﻈﻤ ـ ـ ــﺎ‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳ ــﻴﺔ ﻋ ـ ـ أي ﺟـ ــﺰء ﻣ ــﻦ أﺟـ ـﺰاء اﻟﻘـ ــﺎرة ﻣﺮ ﻜﻴـ ــﺔ‬
‫ﻌﺘ ـ ـ ـ ـ ﺧﻄـ ـ ـ ـﺮا ﻋ ـ ـ ـ ـ اﻣ ـ ـ ــﻦ وﺳ ـ ـ ــﻼم اﻟﻮﻻﻳ ـ ـ ــﺎت اﳌﺘﺤ ـ ـ ــﺪة‬
‫ﻣﺮ ﻜﻴ ــﺔ ‪ ،‬وﻟ ــﺬا ﻟ ــﻦ ﺴ ــﻤﺢ ــﺬا اﻟﺘ ــﺪﺧﻞ(‪ .20‬ـ ـ ﺣـ ـ ن‬
‫ﺗﻀ ــﻤﻦ اﻟﺘﺼ ــﺮ ﺢ ﻌ ــﺪم ﺗ ــﺪﺧﻞ أﻣﺮ ــﺎ ـ ﺷ ــﺆون اﻟ ــﺪول‬
‫ورو ﻴﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﻣﺴﺘﻌﻤﺮا ﺎ‪،‬ﺣﻴﺚ ﻧﺺ ا ﻄﺎب ﺑﻘﻮﻟﮫ‬
‫) إزاء اﳌﺴ ــﺘﻌﻤﺮات ا ﺎﻟﻴ ــﺔ ﻟﻠﻘ ــﻮى ورو ﻴ ــﺔ ﻓﺈﻧﻨ ــﺎ ﻟ ــﻢ‬
‫ﻧﺘﺪﺧﻞ وﻟﻦ ﻧﺘﺪﺧﻞ(‪.‬‬
‫اﳌﺮﺣﻠــﺔ اﻟﺮا ﻌــﺔ‪ :‬واﻟــﺬي ﻳﻤﺘــﺪ ﻣــﻦ ا ــﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴــﺔ و ـ‬
‫‪ 1914‬إ ـ ﻳﻮﻣﻨ ــﺎ ــﺬا‪ ،‬و ـ اﳌﺮﺣﻠ ــﺔ اﻟ ـ ﻋﺮﻓ ــﺖ ﺗﻜ ــﺮ ﺲ‬
‫اﳌﺒ ــﺪأ ـ ـ اﻟﻌﻼﻗ ــﺎت اﻟﺪوﻟﻴ ــﺔ و ﻌﺰ ــﺰﻣﻀ ــﻤﻮﻧﮫ‪ ،‬وﺧﺎﺻ ــﺔ‬
‫ﻌــﺪ إﻋــﻼن اﻟﺜــﻮرة اﻟﺒﻠﺸــﻔﻴﺔ ﺳــﻨﺔ ‪ 1917‬اﻟ ـ ﺗﺮﺗﻜــﺰﻋ ـ‬
‫ـ اﻟﻌﻼﻗــﺎت ﺑـ ن اﻟﺪول‪،‬وﻗــﺪ ــﺎن‬ ‫ﻣﺒــﺪأ اﻟﺘﻌــﺎ ﺶ اﻟﺴــﻠ‬
‫ﻟ ــﺎ اﺛــﺮاﻟﺒــﺎﻟﻎ‪ 21‬ـ ﺗﻄــﻮ ﺮﻣﻀــﻤﻮن ﻣﺒــﺪأ ﻋــﺪم اﻟﺘــﺪﺧﻞ‪،‬‬
‫ﻣـ ــﻦ ﺣﻴـ ــﺚ اﻋﺘﺒـ ــﺎرﻩ أﺣـ ــﺪ اﳌﺒـ ــﺎدئ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴـ ــﺔ ﻟﻠﻘـ ــﺎﻧﻮن‬
‫ﻮﻣ ـ ـ ــﺔ اﻟﺴ ـ ـ ــﻮﻓﻴﺎﺗﻴﺔ‬ ‫اﻟ ـ ـ ــﺪو اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي‪،‬وﻗ ـ ـ ــﺪ ﻃﺎﻟﺒ ـ ـ ــﺖ ا‬
‫آﻧﺬاك ﺑﻤﻮﺟﺐ ﺬا اﳌﺒـﺪأ ﺑﺘﺤـﺮ ﻢ ﺟﻤﻴـﻊ أﺷـ ﺎل اﻟﺘـﺪﺧﻞ‬
‫ـ اﻟﻌﻼﻗ ــﺎت ﺑ ـ ن اﻟ ــﺪول ﺻ ــﻐ ة ﺎﻧ ــﺖ آم ﻛﺒ ـ ـ ة‪،‬ورﻓﺾ‬
‫ا ـ ــﺮوب ﺑﺎﺳ ـ ــﺘ ﻨﺎء ﺗﻠ ـ ــﻚ اﻟ ـ ـ ـ ﺗﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑﺤﺮ ـ ــﺎت اﻟﺘﺤ ـ ــﺮر‬
‫اﳌﻨﺎ ﻀﺔ ﻟﻼﺳﺘﻌﻤﺎر ‪.‬‬
‫و ﻌــﺪ ﻇ ــﻮر ﻋﺼــﺒﺔ ﻣــﻢ اﳌﺘﺤــﺪة ﻛﻤﻨﻈﻤــﺔ دوﻟﻴــﺔ ﺟــﺎءت‬
‫ﻟ ﻔــﺎظ ﻋ ـ اﻟﺴــﻠﻢ و ﻣــﻦ اﻟــﺪوﻟﻴ ن‪ ،‬ﺗﻄــﻮر ﻣﺒــﺪأ ﻋــﺪم‬
‫اﻟﺘ ـ ــﺪﺧﻞ ﻟﻴﺄﺧ ـ ــﺬ اﻟﻄ ـ ــﺎ ﻊ اﻟﻌ ـ ــﺎﻟ ‪ ،‬ﺑﺤﻴ ـ ــﺚ ا ﺴ ـ ــﻊ ﻧﻄ ـ ــﺎق‬
‫ﺗﻄﺒﻴﻘــﮫ ﻟﻴﻀــﻢ دول ﻋــﺪة ﻣﺴــﺘﻘﻠﺔ وذات ﺳــﻴﺎدة وﻟــﻢ ﻌــﺪ‬
‫‪-‬راﺟﻊ ﻧﻮر اﻟﺪﻳﻦ ﺣﺎﻃﻮم‪،‬ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﻣﻨﺬ ‪،1945‬داراﻟﻔﻜﺮ‬
‫‪،1972،20‬ص‪-‬ص ‪.661-660‬‬
‫‪-21‬راﺟﻊ ﺑﻮﻛﺮا إدر ﺲ‪،‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‪.47‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟﻌﻠﻮم‬ ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‬
‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬وﺗﻤﺘـﺪ ﻣـﻦ ﺳـﻨﺔ ‪1648‬إ ـ ‪،1815‬وﺧﻼﻟ ـﺎ‬
‫ﻇ ـ ــﺮﻣﺒـ ــﺪأ ﻋـ ــﺪم اﻟﺘـ ــﺪﺧﻞ ‪ ،‬ﺑﺤﻴـ ــﺚ ﺗﺄﺳـ ــﺲ ﻣﺒـ ــﺪآ ﺣﻈـ ــﺮ‬
‫اﻟﺘــﺪﺧﻞ ـ اﻟﺸــﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴــﺔ ﻟﻠــﺪول ـ اﻟﻘــﺎﻧﻮن اﻟــﺪو‬
‫اﻟﻌــﺎم ﺑﺪاﻳــﺔ ﻣــﻦ ﻣﻌﺎ ــﺪة أورﺗﺨــﺖ ﻟﺴــﻨﺔ ‪1713‬ﻛﻤــﺎ ــﺎن‬
‫ﻟﻠﺜ ــﻮرة اﻟﻔﺮ ﺴ ــﻴﺔ ﺟﺎﻧ ــﺐ ﻛﺒ ـ ـ ـ ـ ﻇ ــﻮر اﳌﺒ ــﺪأ وﺗﺪﻋﻴﻤ ــﮫ‬
‫‪،‬ﻧ ﻴﺠﺔ ﻣﺤﺎوﻻت اﻟﺪول اﳌﻠﻜﻴﺔ اﻟﺘﺪﺧﻞ ـ ﺷـﺆون ﻓﺮ ﺴـﺎ‬
‫ﺑﺎﻋﺘﺒــﺎرأن أﻏﻠــﺐ اﻟــﻨﻈﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳــﻴﺔ اﻟ ـ ﺎﻧــﺖ ﺳــﺎﺋﺪة ـ‬
‫أورو ــﺎ ﺣ ـ ﻣﻨﺘﺼــﻒ اﻟﻘــﺮن اﻟﺴــﺎدس ﻋﺸــﺮ‪ ،‬ﺎﻧﺖ ﻧﻈﻤــﺎ‬
‫‪:‬‬ ‫ﻣﻠﻜﻴ ـ ـ ــﺔ‪.19‬وﻗ ـ ـ ــﺪ ـ ـ ــﺎن ﻟﻨﺠ ـ ـ ــﺎح اﻟﺜ ـ ـ ــﻮرة اﻟﻔﺮ ﺴ ـ ـ ــﻴﺔ ﺳ ـ ـ ــﻨﺔ‬
‫‪1789‬وإﺗﻴﺎ ــﺎ ﺑﻨﻈــﺎم ﺳﻴﺎ ـ ﺟﺪﻳــﺪ‪ ،‬إ ـ وﺟــﻮد ﺪﻳــﺪات‬
‫ﺑﺎﻟﺘ ــﺪﺧﻞ ـ ـ اﻟﺸ ــﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴ ــﺔ وا ﺎرﺟﻴ ــﺔ ﻟﻔﺮ ﺴ ــﺎ ﻣ ــﻦ‬
‫ﻃ ــﺮف اﻟ ــﺪول ورو ﻴ ــﺔ ﻧ ﻴﺠ ــﺔ ا ــﻮف ﻣ ــﻦ ا ـ از ﻋ ــﺮش‬
‫اﳌﻠﻚ‪.‬‬
‫وﻛ ــﺮد ﻓﻌ ــﻞ ﻋ ـ ـ ﺗﻠ ــﻚ اﳌﺨ ــﺎوف ﻧ ــﺺ اﻟﺪﺳ ــﺘﻮر اﻟﻔﺮ ـ ـ‬
‫ﻟﺴﻨﺔ ‪1793‬ﻋ إن ﻳﻤﺘﻨﻊ اﻟﺸـﻌﺐ اﻟﻔﺮ ـ ﻋـﻦ اﻟﺘـﺪﺧﻞ‬
‫ـ ـ ـ ﺷ ـ ـ ــﺆون ﺣ ﻮﻣ ـ ـ ــﺔ دوﻟ ـ ـ ــﺔ أﺧ ـ ـ ــﺮى‪،‬وﻻ ﻳﻘﺒ ـ ـ ــﻞ أن ﺗﺘﺨ ـ ـ ــﻞ‬
‫ﻮﻣ ـ ــﺎت اﻟ ـ ــﺪول ﺧ ـ ــﺮى ـ ـ ـ ﺷ ـ ــﺆو ﺎ اﻟﺪاﺧﻠﻴ ـ ــﺔ‪.‬وﻗ ـ ــﺪ‬ ‫ا‬
‫أﺧﺬت اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻣﺮ ﻜﻴﺔ ﺑﻨﻔﺲ اﳌﺒﺪأ ‪.‬‬
‫اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪ :‬وﺗﻤﺘﺪ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ‪1815‬إ ا ـﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴـﺔ‬
‫و ـ ـ ‪1914‬وﺗﻤ ـ ـ ت ـ ــﺬﻩ اﻟﻔ ـ ـ ة ﺑ اﺟ ـ ــﻊ ﻣﺒ ـ ــﺪأ ﺴ ـ ـ ﺐ‬
‫ﺗ ــﺪﺧﻼت ا ﻠ ــﻒ اﳌﻘ ــﺪس ‪،‬اﻟ ــﺬي واﺟ ــﮫ ــﻮ ﺧ ــﺮﻣﺒ ــﺪأ‬
‫ﻣـ ـ ــﻮﻧﺮو اﻟﺸ ـ ـ ـ ‪،‬و ـ ـ ــﻮ ﻣﺒـ ـ ــﺪآ ﻟﺼـ ـ ــﺎ اﻟﻮﻻﻳـ ـ ــﺎت اﳌﺘﺤـ ـ ــﺪة‬
‫ﻌ ـ ــﺪم اﻟﺘ ـ ــﺪﺧﻞ اﻟ ـ ــﺪول ورو ﻴ ـ ــﺔ ـ ـ ـ‬ ‫ﻣﺮ ﻜﻴ ـ ــﺔ ﻳﻘ ـ ـ ـ‬
‫ﺷــﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴــﺔ ﻟﻠﻘــﺎرة ﻣﺮ ﻜﻴــﺔ‪ ،‬وﻗــﺪ ﺗﺄﻛــﺪ ــﺬا اﳌﺒــﺪأ‬
‫ﺻـ ـ ـﺮاﺣﺔ ـ ـ ـ ﺧﻄ ـ ــﺎب ﻋ ـ ــﻼن اﻟ ـ ــﺬي ﻌ ـ ــﺚ ﺑ ـ ــﮫ اﻟ ـ ــﺮﺋ ﺲ‬
‫ﻣﺮ ــﻲ "ﺟــﻴﻤﺲ ﻣــﻮﻧﺮو" إ ـ اﻟﻜﻨﻐــﺮس ﻣﺮ ــﻲ ـ ‪02‬‬
‫د ﺴﻤ ‪ .1823‬ﺑﻘﻮﻟـﮫ‪ ) :‬إن اﻟﻘـﺎرة ﻣﺮ ﻜﻴـﺔ ﻗـﺪ وﺻـﻠﺖ‬
‫‪،‬ﻣﺒﺪا ﻋﺪم ﺟﻮازاﻟﺘﺪﺧﻞ ﺷﺆون اﻟﺪول‬ ‫‪ -19‬ﻣﺤﻤﺪ‬
‫ﺴﺎ ﻲ اﳌﺮﻛﺰاﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ اﻟﻌﺮ ﻲ‬ ‫إﻃﺎراﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪو‬
‫ﻟﻠﺪراﺳﺎت ﺳ اﺗﻴﺠﻴﺔ ﺑﺮﻟ ن‪،2017،‬ص ‪.405‬‬
‫‪224‬‬
 ‫ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻌﻠﻮم‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪10‬ﻋﺪد‪ 3‬ﺳ ﺘﻤ ‪ 2018‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أﻣـ ــﺎ اﳌﺒـ ــﺪأ اﻟﺜـ ــﺎ ﻲ‪ :‬و ـ ــﻮ ﻣﺒـ ــﺪآ ﺣﻈـ ــﺮاﺳـ ــﺘﺨﺪام اﻟﻘـ ــﻮة ـ ـ‬
‫اﻟﻌﻼﻗــﺎت اﻟﺪوﻟﻴــﺔ‪ ،‬ﻓﻘــﺪ ﻧﺼــﺖ اﻟﻔﻘــﺮة اﻟﺮا ﻌــﺔ ﻣــﻦ اﳌــﺎدة‬
‫اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﻘﻮﻟ ﺎ) ﻳﻤﺘﻨﻊ أﻋﻀﺎء اﻟ ﻴﺌﺔ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻋﻼﻗﺎ ﻢ‬
‫اﻟﺪوﻟﻴ ــﺔ ﻋ ــﻦ اﻟ ﺪﻳ ــﺪ ﺑﺎﺳ ــﺘﻌﻤﺎل اﻟﻘ ــﻮة أو اﺳ ــﺘﺨﺪاﻣ ﺎ‬
‫ﺿــﺪ ﺳــﻼﻣﺔ را ـ أو ﺳــﺘﻘﻼل اﻟﺴﻴﺎ ـ ﻷﻳــﺔ دوﻟــﺔ‬
‫أو ﻋ وﺟﮫ آﺧﺮﻻ ﻳﺘﻔﻖ وﻣﻘﺎﺻﺪ ﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة(‪.‬‬
‫ب‪-‬ﺗﺤﺮ ﻢ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻋ ﺿﻮء ﻗﺮارات ا ﻤﻌﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪:‬‬
‫أﺻــﺪرت ا ﻤﻌﻴــﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻸﻣــﻢ اﳌﺘﺤــﺪة ﻣﺠﻤﻮﻋــﺔ ﻣــﻦ‬
‫اﻟﻘ ـ ـﺮارات اﻟ ـ ـ ﺗﺘﻌﻠـ ــﻖ ﺑﺘﺤ ـ ــﺮ ﻢ اﻟﺘـ ــﺪﺧﻞ ﺑﺠﻤﻴـ ــﻊ أﻧﻮاﻋ ـ ــﮫ‬
‫ﺗﻤﺜﻠﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﻳ ‪:‬‬
‫‪-01‬اﻟﻘـ ـ ـ ـﺮاررﻗ ـ ـ ــﻢ )‪ ،(2131‬اﻟﺼ ـ ـ ــﺎدر ـ ـ ـ ـ ‪ 31‬ـ ـ ــﺎﻧﻮن ول‬
‫‪1965‬اﳌﺘﻌﻠ ــﻖ ﺑ ــﺈﻋﻼن ﻋ ــﺪم ﺟ ــﻮازاﻟﺘ ــﺪﺧﻞ ـ اﻟﺸ ــﺆون‬
‫اﻟﺪاﺧﻠﻴــﺔ ﻟﻠ ــﺪول‪ ،‬وﺣﻤﺎﻳ ــﺔ اﺳ ــﺘﻘﻼﻟ ﺎ وﺳ ــﻴﺎد ﺎ‪ ،‬ﺣﻴ ــﺚ‬
‫ﻧﺼــﺖ اﻟﻔﻘــﺮة و ـ ﻣــﻦ ــﺬا اﻟﻘ ـﺮارﺑﺄﻧــﮫ‪ ) :‬ان ا ﻤﻌﻴــﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣــﺔ ‪ ،‬إذ ﺗــﺪرك ان اﳌﺮاﻋــﺎة اﻟﺘﺎﻣــﺔ ﳌﺒــﺪأ ﻋــﺪم ﺗــﺪﺧﻞ‬
‫اﻟﺸﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ وا ﺎرﺟﻴـﺔ ﻟﻠـﺪول ﺧـﺮى‪،‬‬ ‫اﻟﺪول‬
‫ـ ـ ﺿ ـ ــﺮورة ﻟﺘﺤﻘﻴ ـ ــﻖ ﻣﻘﺎﺻ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻢ اﳌﺘﺤ ـ ــﺪة‪ ،‬ﻌﻠ ـ ــﻦ‬
‫رﺳﻤﻴﺎ اﻧﮫ ﻟ ﺲ ﻵﻳﺔ دوﻟﺔ ﺣﻖ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﺑﺼﻮرة ﻣﺒﺎﺷـﺮة‬
‫أو ﻏ ـ ﻣﺒﺎﺷــﺮة‪ ،‬وﻷي ﺳ ـ ﺐ ــﺎن ـ اﻟﺸــﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴــﺔ‬
‫ــﻞ ﺗــﺪﺧﻞ‬ ‫وا ﺎرﺟﻴــﺔ ﻷﻳــﺔ دوﻟــﺔ أﺧﺮى‪،‬و ـ ﺐ ﺑﺎﻟﺘــﺎ‬
‫ﺼـ ــﻴﺔ‬ ‫ﻣﺴ ـ ـ أو ﻏ ـ ـ ﻣﺴ ـ ـ أو أي ﺪﻳـ ــﺪ ﺴ ـ ـ ﺪف‬
‫اﻟﺪوﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ آو ﻋﻨﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ ﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺔ و ﻗﺘﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدﻳﺔ‬
‫واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ(‪.23‬‬
‫‪-02‬اﻟﻘـ ـ ـﺮاررﻗ ـ ــﻢ )‪،(2625‬اﻟﺼ ـ ــﺎدر ـ ـ ـ ‪ 24‬ﺸ ـ ــﺮ ﻦ اﻟﺜ ـ ــﺎ ﻲ‬
‫‪ 1970‬واﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑ ـ ـ ـ‪ :‬إﻋﻼن ﻣﺒﺎدئ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪو اﳌﺘﻀـﻤﻦ‬
‫اﻟﻌﻼﻗ ـ ــﺎت اﻟﻮدﻳ ـ ــﺔ واﻟﺘﻌ ـ ــﺎون وﻓﻘ ـ ــﺎ ﳌﺒ ـ ــﺎدئ ﻣﻴﺜ ـ ــﺎق ﻣ ـ ــﻢ‬
‫اﳌﺘﺤـ ــﺪة ﻟﺴـ ــﻨﺔ ‪ 1970‬ﻳـ ــﻨﺺ ﻋ ـ ـ أﻧـ ــﮫ‪ ) :‬ﻳﺠـ ــﺐ ﻋ ـ ـ ـ ــﻞ‬
‫‪-‬ا ﻤﻌﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ :‬اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻟﻠﺪورة ‪ 21‬أﻳﻠﻮل ‪/‬ﺳ ﺘﻤ ‪22‬‬
‫– ﺎﻧﻮن ول‪/‬د ﺴﻤ ‪،1965‬ﻧﻴﻮ ﻮرك‪ ،‬ﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة‪،1967،‬ص‬
‫‪.3223‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪225‬‬
‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‬
‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ﻣﻘﺘﺼـﺮا ﻋ ـ اﻟﻌﻼﻗــﺎت ﺑـ ن اﻟــﺪول اﳌﺴــﻴﺤﻴﺔ‪.‬و ﻌــﺪ ﻓﺸــﻞ‬
‫ﻋﺼ ــﺒﺔ ﻣ ــﻢ اﳌﺘﺤ ــﺪة ﺣﻠ ــﺖ ﻣﺤﻠ ــﺎ ﻴﺌ ــﺔ ﻣ ــﻢ اﳌﺘﺤ ــﺪة‬
‫ﻛﻤﻨﻈﻤــﺔ ﻋﺎﳌﻴــﺔ ﺳــﻨﺔ ‪ 1995‬أﻗــﺮت ﻣﺠﻤﻮﻋــﺔ ﻣــﻦ اﳌﺒــﺎدئ‬
‫‪ ،‬ﻟﻌﻞ ﻣﻦ ﺑﻴ ﺎ‪ :‬ﻣﺒﺪأ ﻋـﺪم اﻟﺘـﺪﺧﻞ ـ اﻟﺸـﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴـﺔ‬
‫ﻟﻠــﺪول )و ــﻮ واﺟــﺐ ﻣــﻦ اﻟﻮاﺟﺒــﺎت اﳌﻠﻘــﺎة ﻋ ـ ﻋــﺎﺗﻖ أﻳــﺔ‬
‫دوﻟﺔ ﻣﻦ دول اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪو (‪.‬‬
‫اﻟﻔ ـ ــﺮع اﻟﺜ ـ ــﺎ ﻲ‪ :‬ﺗﺤ ـ ــﺮ ﻢ اﻟﺘ ـ ــﺪﺧﻞ ـ ـ ﻣﻮاﺛﻴ ـ ــﻖ اﳌﻨﻈﻤ ـ ــﺎت‬
‫اﻟﺪوﻟﻴﺔ‪:‬‬
‫ﺳ ـ ﺘﻄﺮق إ ـ ﻣﺒ ــﺪأ ﻋ ــﺪم اﻟﺘ ــﺪﺧﻞ ـ اﻟﺸ ــﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﺪول ﻋ ﻣﺴﺘﻮى اﳌﻮاﺛﻴـﻖ اﻟﺪوﻟﻴـﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴـﺔ ) ﻴﺌـﺔ ﻣـﻢ‬
‫اﳌﺘﺤ ـ ــﺪة و ﻌ ـ ــﺾ أﺟ ﺰ ـ ــﺎ اﻟﺮﺋ ﺴ ـ ــﻴﺔ ا ﻤﻌﻴ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫وﻣﺠﻠ ـ ــﺲ ﻣ ـ ــﻦ ‪ ،‬وﻣﺤﻜﻤ ـ ــﺔ اﻟﻌ ـ ــﺪل اﻟﺪوﻟﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺛ ـ ــﻢ ﻋ ـ ـ ـ‬
‫ﻣﺴ ـ ـ ــﺘﻮى اﳌﻮاﺛﻴ ـ ـ ــﻖ ﻗﻠﻴﻤﻴ ـ ـ ــﺔ )ﻣﻴﺜ ـ ـ ــﺎق ﺟﺎﻣﻌ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ــﺪول‬
‫اﻟﻌﺮ ﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻣﻴﺜـ ـ ــﺎق ﻣﻨﻈﻤـ ـ ــﺔ اﻟﻮﺣـ ـ ــﺪة ﻓﺮ ﻘﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻣﻴﺜـ ـ ــﺎق‬
‫ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺪول ﻣﺮ ﻜﻴﺔ‪.‬‬
‫أ‪ -‬ﻣﺒـ ـ ــﺪأ ﻋـ ـ ــﺪم اﻟﺘـ ـ ــﺪﺧﻞ ـ ـ ـ ﻇـ ـ ــﻞ ﻣﻴﺜـ ـ ــﺎق ﻣـ ـ ــﻢ‬
‫اﳌﺘﺤﺪة‪:‬‬
‫ﻧــﺺ ﻣﻴﺜــﺎق ﻣــﻢ اﳌﺘﺤــﺪة ﻟﺴــﻨﺔ ‪ 1945‬ـ اﳌــﺎدة اﻟﺜﺎﻧﻴ ـﺔ‬
‫ﻋ ـ ـ ـ اﻟ ـ ـ ـ اﻣ ن‪ : 22‬اﺣ ـ ــﺪ ﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑﺘﺤ ـ ــﺮ ﻢ اﻟﺘ ـ ــﺪﺧﻞ ـ ـ ـ‬
‫اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠ ـ ـ ـ ــﺪول‪،‬و ﺘﻌﻠﻖ اﻟﺜ ـ ـ ـ ــﺎ ﻲ ﺑﺘﺤ ـ ـ ـ ــﺮ ﻢ‬
‫اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻘﻮة اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ‪.‬‬
‫و ﺨﺼ ـ ـ ــﻮص اﳌﺒ ـ ـ ــﺪأ ول‪ :‬ﻋ ـ ـ ــﺪم اﻟﺘ ـ ـ ــﺪﺧﻞ ـ ـ ـ اﻟﺸ ـ ـ ــﺆون‬
‫اﻟﺪاﺧﻠﻴــﺔ ﻟﻠــﺪول‪ ،‬ﻓﻘــﺪ ﻧﺼــﺖ ﻋﻠﻴــﺔ اﻟﻔﻘــﺮة اﻟﺴــﺎ ﻌﺔ ﻣــﻦ‬
‫ـﺬا اﳌﻴﺜـﺎق ﻣـﺎ ﺴـﻮغ‬ ‫ﻧﺺ اﳌﺎدة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﻘﻮﻟ ﺎ) ﻟ ﺲ‬
‫ﻷﻣ ــﻢ اﳌﺘﺤ ــﺪة أن ﺗﺘ ــﺪﺧﻞ ـ ـ اﻟﺸ ــﺆون اﻟ ـ ـ ﺗﻜ ــﻮن ﻣ ــﻦ‬
‫ﺻ ـ ــﻤﻴﻢ اﻟﺴ ـ ــﻠﻄﺎن اﻟ ـ ــﺪاﺧ ﻟﺪوﻟ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﺎ‪،‬وﻟ ﺲ ﻓﻴ ـ ــﮫ ﻣ ـ ــﺎ‬
‫ﻋﻀـ ــﺎء أن ﻌﺮﺿـ ــﻮا ﻣﺜـ ــﻞ ـ ــﺬﻩ اﳌﺴـ ــﺎﺋﻞ ﻷن‬ ‫ﻳﻘﺘ ـ ـ‬
‫ﺗﺤـ ــﻞ ﺑﺤﻜـ ــﻢ ـ ــﺬا اﳌﻴﺜـ ــﺎق ﻋ ـ ـ أن ـ ــﺬا اﳌﺒـ ــﺪأ ﻻ ﻳﺨـ ــﻞ‬
‫ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﺗﺪاﺑ اﻟﻘﻤﻊ اﻟﻮاردة اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎ ﻊ (‪.‬‬
‫‪ - 22‬راﺟﻊ ﺑﻮﻛﺮا إدر ﺲ‪،‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻧﻔﺴﮫ‪ ،‬ص‪.87‬‬
 ‫ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻌﻠﻮم‬ ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪10‬ﻋﺪد‪ 3‬ﺳ ﺘﻤ ‪ 2018‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻟ ﺬﻩ اﻟﺪول‪،‬وﻗﺪ ﺟﺎءت اﳌﺎدة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻴﺜـﺎق ا ﺎﻣﻌـﺔ‬ ‫دوﻟــﺔ ان ﺗﻤﺘﻨــﻊ ‪ ،‬ـ ﻋﻼﻗﺎ ــﺎ اﻟﺪوﻟﻴــﺔ ‪ ،‬ﻋــﻦ اﻟ ــﻮء إ ـ‬
‫ﻟﺘﺄﻛ ــﺪ ــﺬا اﳌﺴ ـ ‪،‬ﺣﻴ ــﺚ ﻧﺼ ــﺖ ﻋ ـ اﻧ ــﮫ‪:‬اﻟﻐ ــﺮض ﻣ ــﻦ‬ ‫اﻟ ﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﻘﻮة أو اﺳﺘﻌﻤﺎﻟ ﺎ ﺿﺪ اﻟﺴﻼﻣﺔ ﻗﻠﻴﻤﻴـﺔ آو‬
‫ا ﺎﻣﻌ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‪،‬ﺗﻮﺛﻴﻖ اﻟﺼ ـ ـ ـ ـ ــﻼت ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ن اﻟ ـ ـ ـ ـ ــﺪول اﳌﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ﻛﺔ‬ ‫ﺳ ـ ـ ــﺘﻘﻼل اﻟﺴﻴﺎ ـ ـ ـ ﻷﻳ ـ ـ ــﺔ دوﻟ ـ ـ ــﺔ‪،‬وﻣﺜﻞ اﻟ ـ ـ ــﻮء إ ـ ـ ـ‬
‫ﻓ ﺎ‪،‬وﺗ ﺴـ ـ ــﻴﻖ ﺧﻄﻄ ـ ـ ــﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳـ ـ ــﻴﺔ ﺗﺤﻘﻴﻘـ ـ ــﺎ ﻟﻠﺘﻌـ ـ ــﺎون‬ ‫اﻟ ﺪﻳ ــﺪ ﺑ ــﺎﻟﻘﻮة أو اﺳ ــﺘﻌﻤﺎﻟ ﺎ ﺸ ـ ﻞ ﻣﺨﺎﻟﻔ ــﺔ ﻟﻠﻘ ــﺎﻧﻮن‬
‫ﺑﻴ ﺎ‪،‬وﺻﻴﺎﻧﺔ ﻻﺳﺘﻘﻼﻟ ﺎ وﺳﻴﺎد ﺎ‪،‬واﻟﻨﻈﺮﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ‬ ‫اﻟ ـ ــﺪو وﻣﻴﺜ ـ ــﺎق ﻣ ـ ــﻢ اﳌﺘﺤ ـ ــﺪة‪ ،‬و ﺠ ـ ــﺐ أن ﺴ ـ ــﺘﻌﻤﻞ‬
‫ﺎ‪.(...‬‬ ‫ﺷﺆون اﻟﺒﻼد اﻟﻌﺮ ﻴﺔ وﻣﺼﺎ‬ ‫ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻞ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺪوﻟﻴﺔ(‪.‬‬
‫وﻗــﺪ أﺷــﺎرت اﳌــﺎدة اﻟﺜﺎﻣﻨــﺔ ﻣــﻦ اﳌﻴﺜــﺎق ﻋ ـ اﻧــﮫ‪ ) :‬ﺗﺤ ـ م‬ ‫‪-03‬اﻟﻘ ـ ـ ـﺮاررﻗ ـ ـ ــﻢ )‪ ،(2734‬اﻟﺼ ـ ـ ــﺎدر ـ ـ ـ ‪ 16‬ـ ـ ــﺎﻧﻮن ول‬
‫ـﻞ دوﻟـﺔ ﻣــﻦ اﻟـﺪول اﳌﺸـ ﻛﺔ ـ ا ﺎﻣﻌـﺔ ﻧﻈـﺎم ا ﻜــﻢ‬ ‫‪1970‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻹﻋﻼن ا ﺎص ﺑﺘﻌﺰ ﺰ ﻣﻦ اﻟﺪو‬
‫اﻟﻘـ ـ ــﺎﺋﻢ ـ ـ ـ دول ا ﺎﻣﻌـ ـ ــﺔ ﺧﺮى‪،‬و ﻌﺘ ـ ـ ـ ﻩ ﺣﻘـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﻦ‬ ‫ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻃﺎﻟﺒ ـ ــﺖ ا ﻤﻌﻴ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﺑﻤﻮﺟﺒ ـ ــﮫ وﺟ ـ ــﻮب ﻋ ـ ــﺪم‬
‫ﺣﻘــﻮق ﺗﻠــﻚ اﻟــﺪول‪ ،‬وﺗﺘﻌ ــﺪ ﺑــﺄﻻ ﺗﻘــﻮم ﻌﻤــﻞ ﻳﺮﻣــﻲ إ ـ‬ ‫اﻟﺘ ـ ــﺪﺧﻞ ـ ـ ـ اﻟﺸ ـ ــﺆون اﻟ ـ ـ ـ ﺗ ـ ــﻮن ﻣ ـ ــﻦ ﺻ ـ ــﻤﻴﻢ اﻟﻮﻻﻳ ـ ــﺔ‬
‫ﻐﻴ ذﻟﻚ اﻟﻨﻈﺎم(‪.‬‬ ‫اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻟﺪوﻟﺔ ﻣﺎ‪ ،‬وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﻴﺜﺎق‪.‬‬
‫ﺗﻔــﺮض اﳌــﺎدة اﻟﺜﺎﻣﻨــﺔ اﻟ ـ اﻣ ن ﻋ ـ ﻋــﺎﺗﻖ اﻟــﺪول اﻟﻌﺮ ﻴــﺔ‬ ‫‪ -04‬اﻟﻘـﺮاررﻗــﻢ )‪ ، (103-36‬اﻟﺼــﺎدر ـ ‪ 09‬ــﺎﻧﻮن ول‬
‫ﻋﻀﺎء‪ ،‬ﻳﺘﻤﺜﻼن ‪:‬‬ ‫‪1981‬إﻋﻼن ﺸﺎن ﻋـﺪم ﺟـﻮازاﻟﺘـﺪﺧﻞ ﺑﺠﻤﻴـﻊ أﻧﻮاﻋـﮫ ـ‬
‫‪ -‬اﺣ ـ ـ ام ﺣـ ــﻖ اﺧﺘﻴـ ــﺎراﻟﻨﻈـ ــﺎم ﻣـ ــﻦ ﻃـ ــﺮف اﻟـ ــﺪول‬ ‫اﻟﺸﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺪول ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺟﺎء ﻣﺎدﺗﮫ و ـ ) ﻻ‬
‫ﻋﻀﺎء‪ ،‬واﻋﺘﺒﺎرﻩ ﻣﺴﺄﻟﺔ داﺧﻠﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻳﺤـ ــﻖ ﻷﻳـ ــﺔ دوﻟـ ــﺔ ‪،‬أو ﻣﺠﻤﻮﻋـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ اﻟـ ــﺪول أن ﺗﺘـ ــﺪﺧﻞ‬
‫ﺑﺼ ـ ــﻮرة ﻣﺒﺎﺷ ـ ــﺮة أو ﻏ ـ ـ ـ ﻣﺒﺎﺷ ـ ــﺮة ﻵي ﺳـ ـ ـ ﺐ ـ ــﺎن ـ ـ ـ‬
‫ـﺬا اﻟﻨﻈـﺎم‬ ‫ﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ إﻟﺰاﻣﻲ إ ﻐﻴ‬ ‫‪-‬‬
‫اﻟﺸﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ وا ﺎرﺟﻴﺔ ﻟﻠﺪول ﺧﺮى(‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ج‪-‬ﻣﺒﺪأ ﻋﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻣﻴﺜﺎق ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺪول اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‪:‬‬
‫ج‪-‬ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺪول ﻣﺮ ﻜﻴﺔ وﻣﺒﺪأ ﻋﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ‪:‬‬
‫ﺗﻨ ــﺎول ﻣﻴﺜ ــﺎق ﺟﺎﻣﻌ ــﺔ اﻟ ــﺪول اﻟﻌﺮ ﻴ ــﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋ ــﺔ ﻣ ــﻦ‬
‫إن ﺗﺠﺴـﻴﺪ ﻣﺒـﺪأ ﻋـﺪم اﻟﺘـﺪﺧﻞ ـ اﻟﺸـﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴــﺔ‬
‫اﳌﺒ ــﺎدئ اﻟ ـ ـ ﺴـ ـ ا ﺎﻣﻌ ــﺔ إ ـ ﺗﺤﻘﻴﻘ ــﺎ واﺣ اﻣ ــﺎ ـ ـ‬
‫ﻟﻠــﺪول ـ ﻣﻨﻈﻤــﺔ اﻟــﺪول ﻣﺮ ﻜﻴــﺔ ﻣــﻦ ﺧــﻼل ﺗﺒ ـ إﻋــﻼن‬
‫اﻟﻌﻼﻗ ـ ــﺎت ﺑ ـ ـ ن اﻟ ـ ــﺪول اﻟﻌﺮ ﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻣ ـ ــﻦ ﺑﻴ ـ ــﺎ ﻣﺒ ـ ــﺪأ ﻋ ـ ــﺪم‬
‫ـ د ﺴــﻤ ‪1823‬و ــﻮ ﻧــﺎ ﻊ ﻣــﻦ ﺗــﺄﺛﺮاﻟــﺪول‬ ‫ﻣــﻮﻧﺮو اﻟﺸ ـ‬
‫اﻟﺘــﺪﺧﻞ ـ اﻟﺸــﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴــﺔ ﻟﻠــﺪول ﻋﻀــﺎء‪.‬وﻗــﺪ ﺗﺄﻛــﺪ‬
‫ﻣﺮ ﻜﻴـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ اﻟﺘـ ــﺪﺧﻼت ورو ﻴـ ــﺔ ﺸـ ــﺄ ﺎ‪ ،‬ﻓﺠـ ــﺎء ـ ــﺬا‬
‫ﻣ ــﻦ ﺧ ــﻼل ﻌ ــﺮض اﳌﻴﺜ ــﺎق ـ دﻳﺒﺎﺟﺘ ــﮫ إ ـ أن ا ﺎﻣﻌ ــﺔ ‪:‬‬
‫ﻋــﻼن ﻛــﺮد ﻓﻌــﻞ ﻗــﻮي ﻣﻔــﺎدﻩ ﻋــﺪم اﻟﺘــﺪﺧﻞ ورو ــﻲ ـ‬
‫ﺗﻘ ـ ـ ــﻮم ﻋ ـ ـ ـ ـ أﺳ ـ ـ ــﺎس اﺣ ـ ـ ـ ـ ام اﺳ ـ ـ ــﺘﻘﻼل ﺗﻠ ـ ـ ــﻚ اﻟ ـ ـ ــﺪول‬
‫ﺷﺆون اﻟﻘﺎرة ﻣﺮ ﻜﻴﺔ‪.‬‬
‫وﺳﻴﺎد ﺎ(‪.‬‬
‫و ـ ـ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع إ ـ ـ ـ ـ ـ ﻣﻴﺜ ـ ـ ـ ــﺎق ﻣﻨﻈﻤ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ـ ــﺪول ﻣﺮ ﻜﻴ ـ ـ ـ ــﺔ ‪،‬‬
‫و ﺎ ﺼــﻮص اﳌــﺎدﺗ ن ‪16-15‬ﻣﻨــﮫ ﺗﺆﻛــﺪان ﺑﻮﺿــﻮح ﻣﺴـ‬ ‫إن ﺻﻴﺎﻧﺔ ﺳـﺘﻘﻼل واﻟﺴـﻴﺎدة واﺣ ـ ام ‪24‬ﻧﻈـﺎم ـﻞ دوﻟـﺔ‬
‫اﻟﺪول ﻣﺮ ﻜﻴﺔ إ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺬا اﳌﺒﺪأ‪،‬ﺣﻴﺚ ﻧﺼـﺖ اﳌـﺎدة‬ ‫ﻟ ـ ـ ــﻦ ﻳﺘﺤﻘ ـ ـ ــﻖ وﻓ ـ ـ ــﻖ ﻣﻴﺜ ـ ـ ــﺎق ﺟﺎﻣﻌ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ــﺪول اﻟﻌﺮ ﻴ ـ ـ ــﺔ إﻻ‬
‫‪15‬ﻋ ـ اﻧــﮫ‪ :‬ﻻ ﻳﺤــﻖ ﻷي دوﻟــﺔ ‪،‬آو ﻣﺠﻤﻮﻋــﺔ ﻣﻤــﻦ اﻟــﺪول‬ ‫ﺑﺎﻻﻣﺘﻨــﺎع ﻋــﻦ اﻟﺘــﺪﺧﻞ ـ اﻟﺸــﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴــﺔ وا ﺎرﺟﻴــﺔ‬
‫أن ﺗﺘــﺪﺧﻞ ﺑﺼــﻮرة ﻣﺒﺎﺷــﺮة ‪،‬او ﻏ ـ ﻣﺒﺎﺷــﺮة ‪،‬ﺳــﻮاء ـ‬
‫اﻟﺸ ــﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴ ــﺔ ‪ ،‬أو ا ﺎرﺟﻴ ــﺔ ﻟ ــﺪول أﺧ ــﺮى‪ ،‬ﻓ ــﺬا‬ ‫‪-24‬راﺟﻊ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﺎدي‪،‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪،‬ص‪.92‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪226‬‬
 ‫ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻌﻠﻮم‬ ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪10‬ﻋﺪد‪ 3‬ﺳ ﺘﻤ ‪ 2018‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـ ﺷـﺆون‬ ‫وﻗﺪ اﻋﺘ ت اﻟﺪول ﻓﺮ ﻘﻴـﺔ اﻟﺘـﺪﺧﻞ ا ـﺎر‬ ‫اﳌﺒــﺪأ ﻳﺤــﺮم اﻟ ــﻮء إ ـ اﻟﻘــﻮة اﳌﺴ ـ ﺔ‪ ،‬وﻛــﺬﻟﻚ ﺎﻓــﺔ‬
‫دول اﻟﻘــﺎرة ﻓﺮ ﻘﻴــﺔ ﺑﻤﺜﺎﺑــﺔ اﻟﻌــﺪوان واﳌﺴــﺎس ﺴــﻴﺎد ﺎ‬ ‫أﺷـ ـ ـ ـ ـ ﺎل اﻟﺘ ـ ـ ـ ــﺪﺧﻞ ‪ ،‬و ﺗﺠﺎ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﺮاﻣﻴ ـ ـ ـ ــﺔ ﻻﻧ ـ ـ ـ ــﺎك‬
‫واﺳﺘﻘﻼﻟ ﺎ‪ ،‬و ﺬا ﻣﺎ اﻗـﺮﻩ ﻣـﺆﺗﻤﺮرؤﺳـﺎء اﻟـﺪول ﻓﺮ ﻘﻴـﺔ‬ ‫ﺼــﻴﺔ اﻟــﺪول‪،‬آو ﻋﻨﺎﺻــﺮ ﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳــﻴﺔ و ﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ‬
‫اﳌﻨﻌﻘﺪ ا ﺰاﺋﺮ )‪14‬ﺳ ﺘﻤ ‪ (1968‬ﺑﺄن‬ ‫واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ(‪.‬‬
‫) ـ ــﻞ اﻋﺘ ـ ــﺪاء ﺿ ـ ــﺪ دوﻟ ـ ــﺔ ﻋﻀ ـ ــﻮ ـ ـ ـ ﻣﻨﻈﻤ ـ ــﺔ اﻟﻮﺣ ـ ــﺪة‬ ‫أﻣــﺎ اﳌــﺎدة ‪ 16‬ﻣــﻦ اﳌﻴﺜــﺎق‪ ،‬ﻓﻘــﺪ ﻧﺼــﺖ ﻋ ـ اﻧــﮫ‪ ) :‬ﻻ ﻳﺤــﻖ‬
‫ﻓﺮ ﻘﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻃ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮف ﻧﻈﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﻨﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ ﺔ‬ ‫ـ ـ ـ ـ ﻊ ﻋ ـ ـ ـ ـ اﺳـ ـ ـ ــﺘﻌﻤﺎل‬ ‫ﻷي دوﻟـ ـ ـ ــﺔ ان ﺴـ ـ ـ ــﺘﻌﻤﻞ أوة‬
‫و ﺳﺘﻌﻤﺎر ﺔ‪ ،‬ﻋﺪواﻧﺎ ﻋ ﻣﺠﻤﻮع اﻟﺪول ﻋﻀﺎء(‪.‬‬ ‫إﺟـ ـﺮاءات ﻛـ ـﺮاﻩ ذات اﻟﻄ ــﺎ ﻊ ﻗﺘﺼ ــﺎدي واﻟﺴﻴﺎ ـ ـ‬
‫أﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠـﻖ ﺑـﺎﻟﻨﻮع اﻟﺜـﺎ ﻲ ﻣـﻦ اﻟﺘـﺪﺧﻞ –و ـﻮ اﻟﺘـﺪﺧﻞ‬ ‫ﻟﻔـ ـ ـ ـ ــﺮض إرادة اﻟـ ـ ـ ـ ــﺪول ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ﺳـ ـ ـ ـ ــﻴﺎدة دول أﺧـ ـ ـ ـ ــﺮى‪،‬أو‬
‫ا ﺎﺻ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﻦ دوﻟ ـ ــﺔ إﻓﺮ ﻘﻴ ـ ــﺔ ذا ـ ــﺎ‪ ،‬ﻓﻘ ـ ــﺪ ﺗـ ـ ـﻢ اﻟﺘﻨﺪﻳ ـ ــﺪ‬ ‫ﻌﺾ اﳌﺰاﻳﺎ(‪.‬‬ ‫ﻟ ﺼﻮل ﻣ ﺎ ﻋ‬
‫ﺑﺎﻻﻏﺘﻴــﺎل اﻟﺴﻴﺎ ـ واﻟﺘﺨﺮ ــﺐ ﻣــﻦ ﺧــﻼل ﻋــﺪة ﻣــﺆﺗﻤﺮات‬ ‫ﻛﻤـ ـﺎ وﺿ ــﻌﺖ دول ﻣﻨﻈﻤ ــﺔ ﻣﺮ ﻜﻴ ــﺔ اﻟ اﻣ ــﺎ ﻋ ـ ـ ﻋﺎﺗﻘ ــﺎ‬
‫إﻓﺮ ﻘﻴ ــﺔ ﻣ ــﻦ ﺑﻴ ــﺎ ‪ :‬ﻣ ــﺆﺗﻤﺮﻣ وﻓﻴ ــﺎ‪ 26‬اﳌﻨﻌﻘ ــﺪ ـ ‪12/08‬‬ ‫ﺑﻤﻘﺘ ـ ـ ﻣﻴﺜ ــﺎق ﺑﻮﻏﻮﺗ ــﺎ‪(251948‬ﺑﺎﻻﻣﺘﻨ ــﺎع ﻋ ــﻦ اﻟﺘ ــﺪﺧﻞ‬
‫أﻳـ ـ ــﺎر‪ /‬ﻣـ ـ ــﺎﻳﻮ ﻟﻌـ ـ ــﺎم ‪ ،1961‬واﻟـ ـ ــﺬي أﻋﻠـ ـ ــﻦ ﻋـ ـ ــﻦ اﺳ ـ ـ ـ ﻨ ﺎرﻩ‬ ‫اﻟﺸﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ وا ﺎرﺟﻴﺔ ﻟﻠﺪول ﺧﺮى‪.‬‬
‫ﻟﻺﻋﻤ ــﺎل اﻟ ﺪاﻣ ــﺔ ا ﺎرﺟﻴ ــﺔ ﺗﻴ ــﺔ ﻣ ــﻦ اﻟ ــﺪول اﳌﺠ ــﺎورة‪،‬‬ ‫د‪-‬ﺗﺤﺮ ﻢ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻣﻴﺜﺎق دول ﺗﺤﺎد ﻓﺮ ﻘﻲ‪:‬‬
‫وﻗ ـ ــﺪ ﻧﺼ ـ ــﺖ اﳌ ـ ــﺎدة ا ﺎﻣﺴ ـ ــﺔ ﻣﻨ ـ ــﮫ ﻋ ـ ـ اﻟﺘﻨﺪﻳ ـ ــﺪ ﺑ ـ ــﺪون‬ ‫ﺗﻤ ـ ـ ـ اﳌﻨﻈﻤ ـ ــﺔ ﺑـ ـ ـ ن ﻧ ـ ــﻮﻋ ن ﻣ ـ ــﻦ اﻟﺘ ـ ــﺪﺧﻞ ﻳﻤﻜ ـ ــﻦ أن‬
‫ﺗﺤﻔـ ــﻆ ﺑﺎﻻﻏﺘﻴـ ــﺎل اﻟﺴﻴﺎ ـ ـ و ـ ــﻞ اﻟ ﺸـ ــﺎﻃﺎت اﻟﺘﺨﺮ ﻴـ ــﺔ‬ ‫ﺗﺘﻌ ــﺮض ﻟ ــﺎ أي ﺑﻠ ــﺪ إﻓﺮ ﻘ ــﻲ ‪ ،‬اﺣ ــﺪ ﻤﺎ ﻋ ــﻦ ﻃﺮ ــﻖ ﻗ ــﻮة‬
‫اﳌﻮﺟ ﺔ ﻣﻦ دوﻟﺔ ﻣﺠﺎورة أو أﻳﺔ دوﻟﺔ أﺧﺮى‪.‬‬ ‫ﺧﺎرﺟﻴــﺔ وأﺟﻨ ﻴــﺔ ﻣــﻦ ﺧــﺎرج اﻟﻘــﺎرة ﻓﺮ ﻘﻴــﺔ‪،‬و ﺧﺮ ﻳــﺘﻢ‬
‫ﺴ ـ ــﺎ ﻲ ﺿ ـ ــﺮب أم‬ ‫اﳌﺒﺤ ـ ــﺚ اﻟﺜ ـ ــﺎ ﻲ‪ :‬اﻟﺘ ـ ــﺪﺧﻞ‬ ‫ﻣـ ــﻦ ﻃـ ــﺮف دوﻟـ ــﺔ إﻓﺮ ﻘﻴـ ــﺔ ـ ـ اﻟﺸـ ــﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴـ ــﺔ ﻟﺪوﻟـ ــﺔ‬
‫اﺳـ ـ ــﺘ ﻨﺎء ﳌﺒـ ـ ــﺪأ ﺣﻈـ ـ ــﺮاﻟﺘـ ـ ــﺪﺧﻞ ـ ـ ـ اﻟﺸـ ـ ــﺆون‬ ‫إﻓﺮ ﻘﻴ ـ ــﺔ أﺧ ـ ــﺮى‪.‬و ﻠﺘ ـ ــﺎ اﻟﺼ ـ ــﻮرﺗ ن ﻣ ـ ــﻦ اﻟﺘ ـ ــﺪﺧﻞ ﺗﺤﺮﻣ ـ ــﺎ‬
‫اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺪول‬ ‫اﳌﻨﻈﻤ ــﺔ وﺗ ــﺪﺧﻞ ﺿ ــﻤﻦ ﻣﺒ ــﺪأ ﻋ ـﺪم اﻟﺘ ــﺪﺧﻞ ـ اﻟﺸ ــﺆون‬
‫ﺳ ــﻨ ﻨﺎول ـ ـ ــﺬا اﳌﺒﺤ ــﺚ إ ـ ـ ا ــﺪل اﻟﻔﻘ ـ ـ‬ ‫اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺪول‬
‫ﺴـ ـ ــﺎ ﻲ‬ ‫اﳌﺘﻨـ ـ ــﺎﻗﺾ ﺸـ ـ ــﺄن ﻗﺎﻋـ ـ ــﺪة اﻟﺘـ ـ ــﺪﺧﻞ‬ ‫وﻗﺪ ﺗﻨﺎوﻟﺖ اﳌﺎدة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‪/‬اﻟﻔﻘـﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴـﺔ وا ﺎﻣﺴـﺔ ـﺬا‬
‫وﻣ ـ ــﺪى ﺗﺼ ـ ــﺎدﻣ ﺎ ﺑﻤﺒ ـ ــﺪأ اﻟﺘ ـ ــﺪﺧﻞ ـ ـ اﻟﺸ ـ ــﺆون‬ ‫اﳌﺒ ـ ـ ـ ــﺪأ واﻋﺘ ﺗ ـ ـ ـ ــﮫ أﺣ ـ ـ ـ ــﺪ اﳌﺒ ـ ـ ـ ــﺎدئ ﺳﺎﺳ ـ ـ ـ ــﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠـﺪول ـ )ﻣﻄﻠـﺐ أول(‪،‬ﺛـﻢ إ ـ ﺗﺤﺪﻳـﺪ‬ ‫ﻓﺮ ﻘﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺴـ ــﺎ ﻲ وﺣﻘﻴﻘ ـ ــﺎ ﺎﺳـ ــﺘ ﻨﺎء‬ ‫ﻣﺎ ﻴـ ــﺔ اﻟﺘـ ــﺪﺧﻞ‬ ‫ﻧﺼ ــﺖ اﻟﻔﻘ ــﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴ ــﺔ ﻋ ـ اﻧ ــﮫ‪ :‬واﺟ ــﺐ اﻟ ــﺪول ﺑﺎﻻﻣﺘﻨ ــﺎع‬
‫وﻣ ـ ـ ـ ـ ر ـ ـ ـ ــﺮق ﻣﺒـ ـ ـ ــﺪأ اﻟﺘـ ـ ـ ــﺪﺧﻞ ـ ـ ـ ـ اﻟﺸـ ـ ـ ــﺆون‬ ‫ﻋﻦ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺸﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺪول‪.‬‬
‫اﻟﺪاﺧﻠﻴـ ــﺔ ﻟﻠـ ــﺪول ﻣـ ــﻦ ﺧـ ــﻼل ﻌﺮ ﻔ ـ ــﺎ وﺗﺤﺪﻳـ ــﺪ‬ ‫ﺣ ن ﻧﺼـﺖ اﻟﻔﻘـﺮة ا ﺎﻣﺴـﺔ ﻋ ـ ‪:‬ﺗﻨـﺪد ﺑـﺪون ﺗﺤﻔـﻆ‬
‫ﺷﺮوﻃ ﺎ وﺻﻮر ﺎ )ﻣﻄﻠﺐ ﺛﺎن(‪.‬‬ ‫‪ ،‬ﻏﺘﻴ ـ ـ ـ ــﺎل اﻟﺴﻴﺎ ـ ـ ـ ـ و ـ ـ ـ ــﻞ اﻟ ﺸ ـ ـ ـ ــﺎﻃﺎت اﻟﺘﺨﺮ ﻴ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﳌﻮﺟ ﺔ ﻣﻦ دوﻟﺔ ﻣﺠﺎورة أو أﻳﺔ دوﻟﺔ أﺧﺮى(‪.‬‬

‫‪-26‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻧﻔﺴﮫ‪ ،‬ص ‪.98‬‬ ‫ﻧﺒﺎري‪،‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‪.112‬‬ ‫‪-25‬راﺟﻊ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﻀ ﻋ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪227‬‬
 ‫ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻌﻠﻮم‬ ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪10‬ﻋﺪد‪ 3‬ﺳ ﺘﻤ ‪ 2018‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻛﻤــﺎ ﻳــﺮى اﻟﻔﻘﻴــﮫ ﺟ ﻓــﺎرد ﻼنأن اﻟﺘــﺪﺧﻞ ـ إﻃــﺎراﻟﻘــﺎﻧﻮن‬ ‫اﳌﻄﻠـ ـ ـ ـ ــﺐ ول‪-:‬اﻟﺘﻌـ ـ ـ ـ ــﺎرض اﻟﻔﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ﺸـ ـ ـ ـ ــﺄن‬
‫اﻟـ ــﺪو اﻟﻌـ ــﺎم ‪ ،‬ﻌﺘ ـ ـ ﺗـ ــﺪﺧﻼ دﻛﺘﺎﺗﻮر ـ ــﺎ ﻣـ ــﻦ ﻃـ ــﺮف دوﻟـ ــﺔ‬ ‫ﺴ ـ ـ ــﺎن‬ ‫ﻤﺎﻳ ـ ـ ــﺔ ﺣﻘ ـ ـ ــﻮق‬ ‫اﻟﺘ ـ ـ ــﺪﺧﻞ اﻟ ـ ـ ــﺪو‬
‫وذﻟ ــﻚ ـ ـ ﺷ ــﺆون دوﻟ ــﺔ أﺧ ــﺮى ــﺪف ﺑﻘ ــﺎء ﻋ ـ ـ اﻟﻨﻈ ــﺎم‬ ‫وﻣﺪى ﻣﺸﺮوﻋﻴﺘﮫ‪:‬‬
‫اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﺪوﻟﺔ آو ﻐﻴ ﻩ‪.‬‬ ‫اﺧﺘﻠــﻒ اﻟﻔﻘــﮫ اﻟــﺪو ﺸــﺄن ﻣﺴــﺄﻟﺔ ﺣﻤﺎﻳــﺔ ﺣﻘــﻮق‬
‫ـ ﺣ ـ ن ﺸ ـ اﻟﻔﻘﻴــﮫ ﺷ ـ وبﺑــﺎن اﻟﺘــﺪﺧﻞ ــﻮ ﻗﻴــﺎم دوﻟــﺔ‬ ‫ﺴـ ـ ــﺎن وﻣﺒـ ـ ــﺪأ ﺣﻈـ ـ ــﺮاﻟﺘـ ـ ــﺪﺧﻞ ـ ـ ـ اﻟﺸـ ـ ــﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴـ ـ ــﺔ‬
‫ﺑـ ــﺎﻟﺘﻌﺮض ﻟﻠﺸـ ــﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴـ ــﺔ او ا ﺎرﺟﻴـ ــﺔ ﻟﺪوﻟـ ــﺔ أﺧـ ــﺮى‬ ‫ﻟﻠ ــﺪول‪ ،‬ــﻞ ــﻮ ﺿ ــﺮب ﻟ ــﺬا اﳌﺒ ــﺪأ واﻟﻨﻴ ــﻞ ﻣﻨ ــﮫ وﻣﺤﺎوﻟ ــﺔ‬
‫دون ﺳﻨﺪ ﻗﺎﻧﻮ ﻲ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻣﻦ أﺟﻞ إﻟﺰام ﺬﻩ اﻟﺪوﻟـﺔ ﺑﺈﺗﺒـﺎع‬ ‫إﻓﺮاﻏﮫ ﻣﻦ ﻣﺤﺘﻮاﻩ‪ ،‬أم أن ﻣﺮاﺳﺘ ﻨﺎء وﻣ ر‬
‫ﻣﺎ ﺗﻤﻠﻴﮫ ﻋﻠ ﺎ ﻣﻦ ﺷﺆو ﺎ ا ﺎﺻﺔ‪.‬‬ ‫ﻓﺎﻧﻘﺴ ــﻢ اﻟﻔﻘ ــﮫ اﻟ ــﺪو إ ـ اﺗﺠ ــﺎ ن رﺋ ﺴ ــﻴ ن ﻣﺘﻨﺎﻗﻀ ـ ن‪:‬‬
‫و ﺆﻛ ـ ــﺪ ـ ــﺬا اﻟـ ـ ـﺮأي اﻟ ﺎﺗ ـ ــﺐ رو ـ ـ ـ رو ﺸ ـ ـ ي‪28‬ﻗ ـ ــﺎﺋﻼ‪):‬إن‬ ‫اﻟﻔﻘﮫ اﻟﺪو اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ‪ ،‬واﻟﻔﻘﮫ اﻟﺪو اﳌﻌﺎﺻﺮ ‪.‬‬
‫ا ﻜﻮﻣــﺔ اﻟ ـ ﺗ ــﺄ ﻟﻠــﺪول اﳌﺠــﺎورة‪ ،‬ﻣــﻦ أﺟــﻞ اﻟﺘــﺪﺧﻞ‬ ‫اﻟﻔـ ــﺮع ول‪ :‬اﻟﻔﻘـ ــﮫ اﻟـ ــﺪو اﻟﺘﻘﻠﻴـ ــﺪي‪ ):‬ﺗﺠـ ــﺎﻩ اﻟﻔﻘ ـ ـ‬
‫ﺿـ ــﺪ رﻋﺎﻳﺎ ـ ــﺎ ‪،‬ﺗﺆﻛـ ــﺪ ﻋـ ــﺪم وﺟﻮد ـ ــﺎ ‪ ،‬وﺗﻔﻘـ ــﺪ ﺣﻘ ـ ــﺎ ـ ـ‬ ‫ﺧـ ــﺬ ﺑﻔﻜـ ــﺮة ﺗﻀـ ــﺎرب وﻣﺴـ ــﺎس ﻗﺎﻋـ ــﺪة ﺣﻤﺎﻳـ ــﺔ ﺣﻘـ ــﻮق‬
‫اﻟﺴ ـ ــﻴﺎدة ﻋ ـ ـ ـ ﺷ ـ ــﻌ ﺎ‪ ،‬ﻛﻤ ـ ــﺎ أن اﻟ ـ ــﺪﻋﻮة ﻟﻠﺘ ـ ــﺪﺧﻞ ﻌ ـ ــﺪ‬ ‫ﺴ ـ ــﺎن ﺑﻤﺒ ـ ــﺪأ ﻋ ـ ــﺪم اﻟﺘ ـ ــﺪﺧﻞ ـ ـ اﻟﺸ ـ ــﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴ ـ ــﺔ‬
‫ﺟﺮ ﻤـ ـ ــﺔ ﺳﻴﺎﺳـ ـ ــﻴﺔ‪ ،‬واﻋﺘـ ـ ــﺪاء ﻋ ـ ـ ـ اﻟﺴـ ـ ــﻴﺎدة اﻟﻮﻃﻨﻴـ ـ ــﺔ ‪،‬‬ ‫ﻟﻠﺪول(‬
‫ﺧﺮى ﺟﺎﻧﺒﺔ(‪.‬‬ ‫و ﻌﺘ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟ ﺗﺪﺧﻠﺖ‬ ‫ﺴ ـ ــﺎ ﻲ‬ ‫ﻳ ـ ــﺮى أﻧﺼ ـ ــﺎراﻟﻔﻘ ـ ــﮫ اﻟﺘﻘﻠﻴ ـ ــﺪي أن اﻟﺘ ـ ــﺪﺧﻞ‬
‫أﻣ ــﺎ اﻟﻔﻘﻴ ــﮫ ﺑ ــﻮﻧﻔﻠ ﺲ‪ ):‬ﻻ ﻳﻮﺟ ــﺪ وﻻ ﻳﻤﻜ ــﻦ أن ﻳﻮﺟ ــﺪ أي‬ ‫ﺴـﺎن ـﻮ ﺿـﺮب وﻣﺴـﺎس ﺑﻤﺒـﺪأ اﻟﺘـﺪﺧﻞ‬ ‫ﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘـﻮق‬
‫ﺣـ ــﻖ ـ ـ اﻟﺘـ ــﺪﺧﻞ ‪ ،‬ﻻن ا ـ ــﻖ ـ ــﻮ اﺳـ ــﺘﻘﻼل اﻟـ ــﺪول وان‬ ‫اﻟﺸﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺪول‪ ،‬ذﻟﻚ أن اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻏ ﻣﺸـﺮوع‬
‫اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻌﺘ اﻧ ﺎ ﺎ ﻟ ﺬا ﺳﺘﻘﻼل(‪.‬‬ ‫وﻏ ﻗﺎﻧﻮ ﻲ ‪،‬ﻓ ﻢ ﻳﺮﻓﻀﻮن ﺑﺘﺎﺗﺎ ﻞ أﺷ ﺎل اﻟﺘﺪﺧﻞ ‪،‬وﻣـﻦ‬
‫إن اﻟﺘـ ــﺪﺧﻞ ﺣ ـ ـ وﻟـ ــﻮ ـ ــﺎن ﻣـ ــﻦ أﺟـ ــﻞ ﺣﻤﺎﻳـ ــﺔ ﺣﻘـ ــﻮق‬ ‫ﺑـ ـ ن ــﺆﻻء اﻟﻔﻘ ــﺎء ﻧ ــﺬﻛﺮ ‪:‬اﻟﻔﻘﻴ ــﮫ ﺷ ــﺎرل زورﻏﺒ ــﺐ‪ ،‬ﻣ ــﻦ‬
‫ﺴ ــﺎن ــﻮ ﻋﻤ ــﻞ ﻏ ـ ﻣﺸ ــﺮوع ‪،‬ﻷﻧ ــﮫ ﺸ ـ ﻞ اﻋﺘ ــﺪاء ﻋ ـ‬ ‫ﻠﻴ ــﺔ‪ ،‬واﻟ ــﺬي ﻳ ــﺮى أن اﻟﺘ ــﺪﺧﻞ ـ ـ‬ ‫ﺧ ــﻼل ﻛﺘﺎﺑ ــﮫ ا ــﺮب‬
‫ﺳــﻴﺎدة اﻟﺪوﻟــﺔ واﺳــﺘﻘﻼﻟ ﺎ ‪ ،‬و ﻌﺘ ـ اﻧ ﺎ ــﺎ ﻻﻟ ـ ام ﻳﻘــﻊ ﻋ ـ‬ ‫ﻮﻣﺔ اﻟﺸـﺮﻋﻴﺔ ﻌﺘ ـ ﺗـﺪﺧﻼ‬ ‫ﺣﺮب أ ﻠﻴﺔ ‪،‬وﻟﻮ إ ﺟﺎﻧﺐ ا‬
‫ﻋــﺎﺗﻖ اﻟــﺪول‪ ،‬ﻳﻘ ـ ﺑــﺎﺣ ام ﺣﻘــﻮق ﻌﻀـ ﺎ‪-‬أﻻ و ــﻮ ﻣﺒــﺪأ‬ ‫ﺑـ ــﺪون ﺣﻖ‪،‬ﻷﻧـ ــﮫ ﻳ ﺒ ـ ـ ﻋ ـ ـ اﳌﺠﻤﻮﻋـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴـ ــﺔ أن ﺗﻘـ ــﺮر‬
‫ﻋ ــﺪم اﻟﺘ ــﺪﺧﻞ ـ اﻟﺸ ــﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴ ــﺔ ﻟﻠ ــﺪول‪،‬و ﻮ ﻣ ــﺎ أﺷ ــﺎر‬ ‫ﺑﻨﻔﺴ ﺎ‪.‬‬ ‫ﻣﺴﺘﻘﺒﻠ ﺎ اﻟﺴﻴﺎ‬
‫إﻟﻴﮫ ﺑﻮﺿﻮح اﻟﻔﻘﻴﮫ ﺷﺎر ﻨ‬ ‫وﻧﻔﺲ ﺗﺠﺎﻩ ﺗ ﻨﺎﻩ اﻟﻔﻘﻴﮫ ﺎرﻟﻮس و ﺲ‪،27‬ﺣﻴﺚ أﻛـﺪ ‪) :‬‬
‫اﻟ ـ ـ ــﺬي ﻳﺼ ـ ـ ــﺮح ﻋ ـ ـ ـ اﻧ ـ ـ ــﮫ‪ ) :‬ﻻ ﻳﻤﻜ ـ ـ ــﻦ ﻟﺪوﻟ ـ ـ ــﺔ أن ﺗﻤ ـ ـ ــﺎرس‬ ‫أن ـ ـ ــﻞ ﺗـ ـ ــﺪﺧﻞ ـ ـ ـ ﺣـ ـ ــﺮب أ ﻠﻴـ ـ ــﺔ ﺸ ـ ـ ـ ﻞ اﻧ ﺎ ـ ـ ــﺎ ـ ـ ــﻖ‬
‫ﺿـ ــﻐﻮﻃﺎ اﻟﻌﺴـ ــﻜﺮ ﺔ و ﻗﺘﺼـ ــﺎدﻳﺔ واﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳـ ــﻴﺔ‪ ،‬اﻟ ـ ـ‬ ‫ﺳ ــﺘﻘﻼل‬ ‫اﻟﺸ ــﻌﻮب ـ ﺴ ــﻮ ﺔ ﻗﻀ ــﺎﻳﺎ ﺎ ﺑﻨﻔﺴ ـ ﺎ ‪ ،‬و ـ‬
‫ﺗﻤﺎرﺳ ـ ـ ـ ﺎ دوﻟـ ـ ــﺔ ﻗﻮ ـ ـ ــﺔ ﺿـ ـ ــﺪ دوﻟـ ـ ــﺔ أﺿـ ـ ــﻌﻒ ﻣ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻏ ـ ـ ـ‬ ‫اﻟﺘــﺎم(‪ .‬و ــﻮ إﺷــﺎرة وا ـ ﺔ إ ـ وﺟــﻮد ﺗــﺪﺧﻞ ﻏ ـ ﻣﺸــﺮوع‪،‬‬
‫ﺷﺮﻋﻴﺔ(‪.‬‬ ‫وﺧـ ـ ــﺮق ﻟﻮاﺟـ ـ ــﺐ اﻟـ ـ ــﺪول ـ ـ ـ ﻋـ ـ ــﺪم اﻟﺘـ ـ ــﺪﺧﻞ ـ ـ ـ اﻟﺸـ ـ ــﺆون‬
‫و ـ ـ ﺗﺄﻛﻴ ـ ــﺪ اﻟﻨﻴ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺒ ـ ــﺪأ ﻋ ـ ــﺪم اﻟﺘ ـ ــﺪﺧﻞ ـ ـ اﻟﺸ ـ ــﺆون‬ ‫اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺪول‪.‬‬
‫اﻟﺪاﺧﻠﻴــﺔ ﻟﻠ ــﺪول وإﻓﺮاﻏ ــﮫ ﻣ ــﻦ ﻣﺤﺘــﻮاﻩ ﻳ ــﺮى اﻟﻔﻘﻴ ــﮫ ﺷــﺎرل‬

‫‪-28‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻧﻔﺴﮫ‪ ،‬ص ‪.225‬‬ ‫‪-27‬راﺟﻊ ﺑﻮﻛﺮا إدر ﺲ‪ ،‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.224‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪228‬‬
 ‫ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻌﻠﻮم‬ ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪10‬ﻋﺪد‪ 3‬ﺳ ﺘﻤ ‪ 2018‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫و ـ ــﺬا ﻣـ ــﺎ ﺴـ ــﻘﻂ دﻓـ ــﻊ اﻟﺪوﻟـ ــﺔ ﻌـ ــﺪم اﺧﺘﺼـ ــﺎص ﻣـ ــﻢ‬ ‫ﺷ ـ ـ ـ ــﻮﻣﻮنﺑ ـ ـ ـ ـﺄن ‪ :‬ﻋ ـ ـ ـ ـ اف ﻟ ﻜﻮﻣ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻘﺎﺋﻤ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺤ ـ ـ ـ ــﻖ‬
‫اﳌﺘﺤ ــﺪة ـ ــﺬﻩ اﳌﺴ ــﺎﺋﻞ اﳌﺘﻌﻠﻘ ــﺔ ﺑﺼ ــﻤﻴﻢ اﺧﺘﺼﺎﺻ ـ ﺎ‬ ‫ا ﺼ ـ ــﻮل ﻋ ـ ـ ـ ﻣﺴ ـ ــﺎﻋﺪات ﻋﺴ ـ ــﻜﺮ ﺔ ﺧﺎرﺟﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬أﻣ ـ ــﺮﻻ‬
‫اﻟﺪاﺧ اﳌﺤﻔﻮظ(‪.30‬‬ ‫ﻳﺘﻔﻖ وﻣﺒﺪأ ﻋﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺸﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺪول(‪.‬‬
‫ﻛﻤــﺎ ﻳ ـ رون ﻌــﺪم ﺗﻔﻌﻴــﻞ ﻣﺒــﺪآ ﺣﻈــﺮاﻟﺘــﺪﺧﻞ ـ اﻟﺸــﺆون‬ ‫اﻟﻔـ ــﺮع اﻟﺜـ ــﺎ ﻲ‪:‬اﻟﻔﻘـ ــﮫ اﻟـ ــﺪو ا ـ ــﺪﻳﺚ‪ ):‬ﺗﺠـ ــﺎﻩ اﻟﻔﻘ ـ ـ‬
‫ﺴﺎن‬ ‫اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺪول ﺴ ﺐ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮق‬ ‫اﳌﻌــﺎﻛﺲ ﺧــﺬ ﺑﻔﻜــﺮة اﻟﺘــﺬرع ﺑﺎﻟﺘــﺪﺧﻞ ﻣــﻦ أﺟــﻞ ﺣﻤﺎﻳــﺔ‬
‫ﻓﻜﺜ ـ ا ﻣ ــﺎ ﻳﻘ ــﻒ ﺧﺘﺼ ــﺎص اﻟ ــﺪاﺧ ﻟﻠﺪوﻟ ــﺔ ﻋﺎﺋﻘ ــﺎ أﻣ ــﺎم‬ ‫ﺴﺎن(‪.‬‬ ‫ﺣﻘﻮق‬
‫ﺴﺎن‪.‬‬ ‫ﺗﺪﺧﻞ ﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮق‬ ‫ﺴـﺎ ﻲ‬ ‫ﻳﺮى أﻧﺼﺎر ﺬا ﺗﺠﺎﻩ إ أﻧـﮫ ﻳﻤﻜـﻦ اﻟﺘـﺪﺧﻞ‬
‫إن اﻟﻔﻘ ــﮫ اﻟ ــﺪو اﳌﻌﺎﺻ ــﺮﻳﺘﺠ ــﮫ إ ـ ﻗﺒ ــﻮل ﺑﻔﻜ ــﺮة اﻟﺘ ــﺪﺧﻞ‬ ‫ﺴ ــﺎن‪ ،‬و ـ رون ذﻟ ــﻚ ﺑﺎﻟﻌﻤ ــﻞ‬ ‫ﻣ ــﻦ أﺟ ــﻞ ﺣﻤﺎﻳ ــﺔ ﺣﻘ ــﻮق‬
‫ﺴﺎ ﻲ و ﻌﺘ ﺎ ﺷﺮﻋﻴﺔ ‪.‬‬ ‫اﳌﺸﺮوع ‪ ،‬ﻓ ﻮ اﺳﺘ ﻨﺎء ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻋﺪة ﻣﺒﺪأ ﻋـﺪم اﻟﺘـﺪﺧﻞ ـ‬
‫ﺴــﺎ ﻲ‬ ‫ﻓﻘــﺪ أﻳــﺪ ﻌــﺾ اﻟﻔﻘ ــﺎء ــﺬا ﺳــﺎس ـ اﻟﺘــﺪﺧﻞ‬ ‫ﺴـ ــﺎﻧﻴﺔ‬ ‫اﻟﺸـ ــﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴـ ــﺔ ﻟﻠـ ــﺪول‪.‬ﻛﻤـ ــﺎ أن ﻋﺘﺒـ ــﺎرات‬
‫وﺟﻌ ــﻞ ﻣﻨ ــﮫ ﻗﺎﻋ ــﺪة ﺷ ــﺮﻋﻴﺔ ﺗﺠ ـ ﻩ ــﻞ ﻣ ــﺎ ﻌﻠ ــﻖ ﻣ ــﺮوﻟ ــﻮ‬ ‫ﺴ ــﻤﻮ ﻋ ـ ﻣﺒ ــﺪآ ﻋ ــﺪم اﻟﺘ ــﺪﺧﻞ وﻣ ــﻦ أﻧﺼ ــﺎر ــﺬا ﺗﺠ ــﺎﻩ‬
‫ﺑﺎﳌﺴـ ـ ــﺎس ﺑﻤﺒـ ـ ــﺪأ ﻋـ ـ ــﺪم اﻟﺘـ ـ ــﺪﺧﻞ ـ ـ ـ اﻟﺸـ ـ ــﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴـ ـ ــﺔ‬ ‫ﻣﻦ ﺟ ﺘـﮫ‬ ‫ﻧﺬﻛﺮ‪ :‬ﻏﺮوﺳﻴﻮسوﻓﺎﺗﻴﻠﻮ ﺴﺘﻠﻴﻚ ‪،‬و ﺮى ﻓﻮ‬
‫ﻟﻠـ ــﺪول‪ ،‬وﻣـ ــﻦ أﻣﺜـ ــﺎل ذﻟـ ــﻚ ﻧﺠـ ــﺪ اﻟﻔﻘﻴـ ــﮫ ﺟ ـ ـ ار‪ ،‬واﻟﻔﻘﻴـ ــﮫ‬ ‫أن ﻨــﺎك واﺟﺒــﺎ ﻋﺎﻣــﺎ ﻳﻔــﺮض ﻧﻔﺴــﮫ ﻋ ـ اﻟــﺪول ‪،‬ﻳﺘﻤﺜــﻞ ـ‬
‫ـ ــﺬا ﺧ ـ ـ اﻟ ـ ــﺬي رأى أن ﻨ ـ ــﺎك ﻣﻔ ـ ــﻮم واﺳ ـ ــﻊ‬ ‫ﻏﻼﺳ ـ ـ‬ ‫اﻟﺘﻀ ــﺎﻣﻦ ﳌﻨ ــﻊ ﺧ ــﻼل ﺑﻘﻮاﻋ ــﺪ اﻟﻘ ــﺎﻧﻮن اﻟ ــﺪو وﻣﺒﺎدﺋـ ــﮫ‬
‫ﺴ ـ ـ ــﺎﻧﻴﺔ اﻟ ـ ـ ــﺬي ﻳﺤﻜﻤ ـ ـ ــﮫ و ﻨﻈﻤ ـ ـ ــﮫ ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮن‬ ‫ﻟﻠﻤﺼـ ـ ـ ـ ﺔ‬ ‫ﺴـ ــﺎﻧﻴﺔ ‪ ،‬ـ ــﺎﺣ ام ﺣﻴـ ــﺎة ﻓ ـ ـﺮاد وﺣـ ــﺮ ﻢ ﻣ ﻤـ ــﺎ ﺎﻧـ ــﺖ‬
‫ﺴــﺎﻧﻴﺔ و ــﻮ ﻗــﺎﻧﻮن أﺳ ـ ﻣــﻦ اﻟﻘــﺎﻧﻮن اﻟــﺪاﺧ ﻟﻠــﺪول‬ ‫ﺟ ﺴﻴ ﻢ وأﺻﻠ ﻢ أو دﻳﺎﻧ ﻢ‪.‬‬
‫ﻞ اﻟﻈﺮوف أي ﻣﺴـﺎس ﺑـﮫ ﻌﻄـﻲ ا ـﻖ‬ ‫و ﺠﺐ ﻣﺮاﻋﺎﺗﮫ‬ ‫ﺴﺎن ﻣـﻦ ﻧﻄـﺎق‬ ‫ﻓ ﺆﻻء اﻟﻔﻘ ﺎء ﻳﺨﺮﺟﻮن ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺣﻘﻮق‬
‫ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪو ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻞ ﻟﺼﺎ ﮫ‪.‬‬ ‫ﺧﺘﺼﺎص اﻟﺪاﺧ ﻟﻠﺪوﻟﺔ‪ ،‬وان ﻟ ﺎ ﺻﺒﻐﺔ دوﻟﻴـﺔ ﺗـﺪﺧﻠ ﺎ‬
‫ﺴـ ـ ــﺎﻧﻴﺔ ﻣـ ـ ــﻦ ﻃـ ـ ــﺮف‬ ‫ﻓﺎﻟﺸـ ـ ــﻌﺐ اﻟـ ـ ــﺬي ﺗﻨ ـ ـ ــﻚ ﺣﻘﻮﻗـ ـ ــﮫ‬ ‫ﻧﻄﺎق اﺧﺘﺼﺎص ﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة‪ ،‬و ﺬا ا ﺼـﻮص ﻳﻘـﻮل‬
‫ﺣ ﻮﻣﺘـ ــﮫ ﻌﻄـ ــﻲ ا ـ ــﻖ ﻷي دوﻟـ ــﺔ أو ﳌﺠﻤﻮﻋـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ اﻟـ ــﺪول‬ ‫اﻟﻔﻘﻴﮫ ﻓﺮدروس‪ ) :29‬ﺑﺎن ﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻳﻤﻜ ﺎ أن ﺗﺘﺪﺧﻞ‬
‫ﻤﺎﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻩ‬ ‫ﺑﺎﻟﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﺧﻞ ﺑﺎﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ اﳌﺠﺘﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪو‬ ‫ـ ﻣﺴ ــﺄﻟﺔ ﻣ ــﺎ ﺑﻮاﺳ ــﻄﺔ ﻣ ــﺎ ﻳﺼ ــﺪرﻋ ــﺎ ﻣ ــﻦ ﻗ ـﺮارات ﻣ ـ‬
‫ا ﻘـ ــﻮق‪.‬وإﺑﻄـ ــﺎل أﻋﻤـ ــﺎل اﻟﺴـ ــﻴﺎدة ﻏ ـ ـ اﳌﺸـ ــﺮوﻋﺔ او ﳌﻨـ ــﻊ‬ ‫ـ ــﺎن ﻣ ـ ــﺮﻣﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ــﺚ اﳌﺒ ـ ــﺪأ ﺑﺎﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟ ـ ــﺪو‬
‫ﺗﻜﺮار ﺎ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ‪.‬‬ ‫اﻟﻌ ـ ــﺎم‪ ،‬وﻻ ـ ــﻢ ـ ـ ـ ذﻟ ـ ــﻚ إن ﺎﻧ ـ ــﺖ ـ ــﺬﻩ اﳌﺴ ـ ــﺄﻟﺔ اﻟ ـ ـ ـ‬
‫ﻳــﺮى ﺳــﺘﺎذ ﻣﺤﻤــﺪ ﻃﻠﻌــﺖ اﻟﻐﻨﻴ ـ أن اﻟﺘــﺪﺧﻞ اﻟــﺬي ﻳــﺘﻢ‬ ‫ﺗ ـ ــﺪﺧﻠﺖ ﻓ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻢ اﳌﺘﺤ ـ ــﺪة ﻣﻨﻈﻤ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﻗﺒ ـ ــﻞ ﻗﺎﻋ ـ ــﺪة‬
‫وﻓﻘﺎ ﻟﻼﻟ اﻣﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻳ ﻮن ﻣﺸﺮوﻋﺎ ‪.‬‬ ‫ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ــﺔ دوﻟﻴ ــﺔ آو داﺧﻠﻴ ــﺔ‪ ،‬وﻗ ــﺪ رﺧﺼ ــﺖ ﻣ ــﻢ اﳌﺘﺤ ــﺪة‬
‫ﺴ ـ ــﺎن وﺣﺮ ﺎﺗ ـ ــﮫ ﺳﺎﺳ ـ ــﻴﺔ ﻣ ـ ــﻦ‬ ‫و ﻌﺘ ـ ـ ﺣﻤﺎﻳ ـ ــﺔ ﺣﻘ ـ ــﻮق‬ ‫‪،‬ﺑﻮاﺳ ـ ــﻄﺔ ا ﻤﻌﻴ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ إﺻ ـ ــﺪارﻗﺮارا ـ ــﺎ ـ ـ ـ ـ ــﺬا‬
‫ﻟ اﻣــﺎت)‪31‬اﻟ ـ ﺗﻘــﻊ ﻋ ـ ﻋــﺎﺗﻖ اﻟــﺪول وﻓــﻖ اﳌــﺎدة ‪56‬ﻣــﻦ‬ ‫اﻟﺸ ــﺄن ﻷ ــﺎ ﻗ ــﺪرت ﺑ ــﺄن ﻌﻠ ــﻖ اﳌﺴ ــﺄﻟﺔ ﻣ ــﻦ ﺣﻴ ــﺚ اﳌﺒ ــﺪأ‬
‫ﺴﺎن‬ ‫ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪو اﻟﻌﺎم ﳌﺴﺎﺳ ﺎ ﺑﺤﻘﻮق‬
‫‪-‬راﺟﻊ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺪﻗﺎق‪،‬ﺳﻼﻣﺔ ﺣﺴ ن‪،‬اﳌﻨﻈﻤﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ‬
‫اﳌﻌﺎﺻﺮة‪،‬اﻟﺪارا ﺎﻣﻌﻴﺔ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟ ﺸﺮ‬
‫‪،30‬ﺑ وت‪،‬ﻟﺒﻨﺎن‪،1990،‬ص ‪.207‬‬ ‫‪-29‬راﺟﻊ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﺎدي‪،‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪.67 ،‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪229‬‬
 ‫ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻌﻠﻮم‬ ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪10‬ﻋﺪد‪ 3‬ﺳ ﺘﻤ ‪ 2018‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺴـ ــﺎ ﻲ ردع‬ ‫‪-07‬اﻋﺘﺒـ ــﺎرأن ﻣـ ــﻦ ﺷـ ــﺎن اﻟ ﺪﻳـ ــﺪ ﺑﺎﻟﺘـ ــﺪﺧﻞ‬ ‫ﻣﻴﺜ ــﺎق ﻣ ــﻢ اﳌﺘﺤ ــﺪة اﻟ ـ ـ ﺗ ــﻨﺺ ﻋ ـ ـ اﻧ ــﮫ‪ :‬ﻳﺘﻌ ــﺪ ﺟﻤﻴ ــﻊ‬
‫اﻟ ـ ـ ــﺪول اﳌﺴ ـ ـ ـ ﺒﺪة وإﺟﺒﺎر ـ ـ ــﺎ ﻋ ـ ـ ـ وﻗ ـ ـ ــﻒ أﻋﻤ ـ ـ ــﺎل اﻟﻘﻤ ـ ـ ــﻊ‬ ‫ﻋﻀ ــﺎء ﺑ ــﺎن ﻳﻘﻮﻣ ــﻮا‪ -‬ﻣﻨﻔ ــﺮدﻳﻦ او ﻣﺸ ـ ﻛ ن‪ -‬ﺑﻤ ــﺎ ﻳﺠ ــﺐ‬
‫و ﺿﻄ ﺎد ﺿﺪ ﺷﻌﻮ ﺎ‪.‬‬ ‫ﻋﻠ ـ ـ ﻢ ﻣـ ــﻦ ﻋﻤـ ــﻞ ﺑﺎﻟﺘﻌـ ــﺎون ﻣـ ــﻊ اﻟ ﻴﺌـ ــﺔ ﻹدراك ﻣﻘﺎﺻـ ــﺪ‬
‫ﺴﺎ ﻲ ﻣﻦ‬ ‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬اﺳﺘ ﻨﺎء ﻗﺎﻋﺪة اﻟﺘﺪﺧﻞ‬ ‫اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠ ﺎ اﳌﺎدة ا ﺎﻣﺴﺔ وا ﻤﺴ ن(‪.‬‬
‫ﻣﺒﺪآ ﺣﻈﺮاﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺸﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺪول‬ ‫ﺴﺎ ﻲ وﻓﻖ أﻧﺼﺎر ﺬا ﺗﺠﺎﻩ ﻳﻨـﺪرج ﺿـﻤﻦ‬ ‫إن اﻟﺘﺪﺧﻞ‬
‫ﺳ ـ ـ ـ ـ ﺘﻄﺮق إ ـ ـ ـ ـ ﺗﺄﺻـ ـ ـ ــﻴﻞ وﻣﻔ ـ ـ ـ ــﻮم ﻗﺎﻋـ ـ ـ ــﺪة اﻟﺘـ ـ ـ ــﺪﺧﻞ‬ ‫ﺸﻤﻠ ﺎ ﺳـﺘ ﻨﺎءات اﻟ ـ ﺗـﺮد ﻋ ـ ﻣﺒـﺪآ‬ ‫ﺻﻮر اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟ‬
‫ﺴ ـ ــﺎ ﻲ ‪،‬وﺷ ـ ــﺮوﻃﮫ وﺻ ـ ــﻮرﻩ ﻟﺘﺤﺪﻳ ـ ــﺪ أ ﻤﻴ ـ ــﺎ ﻛﻘﺎﻋ ـ ــﺪة‬ ‫ﻋ ـ ــﺪم اﻟﺘ ـ ــﺪﺧﻞ ـ ـ ـ اﻟﺸ ـ ــﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴ ـ ــﺔ ﻟﻠ ـ ــﺪول ـ ـ ـ ﻧﻄ ـ ــﺎق‬
‫اﺳـ ــﺘ ﻨﺎﺋﻴﺔ ـ ــﺮق أ ـ ــﻢ ﻣﺒـ ــﺪأ ﻣـ ــﻦ ﻣﺒـ ــﺎدئ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن اﻟـ ــﺪو‬ ‫اﻟﻌﻼﻗــﺎت اﻟﺪوﻟﻴــﺔ اﳌﺘﺒﺎدﻟــﺔ‪،‬ﻣ ﺎ ﻣﺒ ــﺪآ اﻟــﺪﻓﺎع ﻋــﻦ ﺣﻘ ــﻮق‬
‫اﻟﻌــﺎم‪ ،‬أﻻ و ــﻮ ﻣﺒــﺪأ ﺣﻈــﺮاﻟﺘــﺪﺧﻞ ـ اﻟﺸــﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴــﺔ‬ ‫ﺴ ـ ـ ــﺎن وﻓﻘ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﻤ ـ ـ ــﺎدة ‪ 39‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻣﻴﺜ ـ ـ ــﺎق ﻣ ـ ـ ــﻢ اﳌﺘﺤ ـ ـ ــﺪة‬
‫ﻟﻠﺪول‪.‬‬ ‫ﺑﻤﺸﺮوﻋﻴﺔ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺪو ﻷﻏﺮاض إ ﺴﺎﻧﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺴﺎ ﻲ‬ ‫اﻟﻔﺮع ول‪ :‬ﻌﺮ ﻒ اﻟﺘﺪﺧﻞ‬ ‫إن أ ـ ـ ــﻢ اﳌ ـ ـ ـ رات اﻟ ـ ـ ـ اﺳ ـ ـ ـ ﻨﺪ ﻋﻠ ـ ـ ــﺎ أﻧﺼـ ـ ــﺎر ـ ـ ــﺬا‬
‫ﻟﻘﺪ اﺧﺘﻠﻒ اﻟﻜﺜ ﻣﻦ اﻟﻔﻘ ﺎء واﻟﻘﺎﻧﻮﻧ ن ﺣﻮل‬ ‫ﺗﺠ ـ ــﺎﻩ ﺎﺳ ـ ــﺘ ﻨﺎءات ﻋ ـ ـ ـ ﺧ ـ ــﺮق ﻣﺒ ـ ــﺪآ ﻋ ـ ــﺪ اﻟﺘ ـ ــﺪﺧﻞ ـ ـ ـ‬
‫ﺴﺎ ﻲ ‪ ، 33‬وذﻟﻚ‬ ‫ﺗﺤﺪﻳﺪ وﺿﺒﻂ ﻣﻔ ﻮم واﺣﺪ ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ‬ ‫اﻟﺸﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺪول ﻣ ﺎ‪:32‬‬
‫ﻟﻠﺘﻀﺎرب ﺑ ن ﺬا اﳌﻔ ﻮم وﻣﺒﺪآ اﻟﺴﻴﺎدة وﻋﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ‬ ‫ﺴــﺎن ﻣــﻦ أ ــﻢ أ ــﺪاف ﻣــﻢ‬ ‫‪-01‬اﻋﺘﺒــﺎرﺣﻤﺎﻳــﺔ ﺣﻘــﻮق‬
‫اﻟﺸﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺪول ‪.‬‬ ‫اﳌﺘﺤﺪة ‪.‬‬
‫)‪(34‬ﺑﺄﻧﮫ‪ ) :‬اﻟ ﺪﻳﺪ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام آو‬ ‫ﺣﻴﺚ ﻋﺮﻓﮫ ﺳﺎن ﻣ‬ ‫ﺴــﺎ ﻲ ﻻ ﻳﺘﻌــﺎرض واﳌــﺎدة )‪/2‬اﻟﻔﻘــﺮة‬ ‫‪-02‬اﻋﺘﺒــﺎراﻟﺘــﺪﺧﻞ‬
‫ﺳﺘﺨﺪام اﻟﻔﻌ ﻟﻠﻘﻮة ﺑﻮاﺳﻄﺔ دوﻟﺔ او ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ‬ ‫‪. (7-4‬‬
‫ﻣﻦ اﻟﺪول أو ﻣﻨﻈﻤﺔ دوﻟﻴﺔ ﺑﺼﻔﺔ أﺳﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻐﺮض‬ ‫ﺴﺎ ﻲ‪.‬‬ ‫‪-03‬ﻋﺪم إداﻧﺔ ﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ‬
‫ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻣﻮاﻃ اﻟﺪوﻟﺔ اﳌﺴ ﺪﻓﺔ ﻣﻦ ا ﺮﻣﺎن اﻟﻮاﺳﻊ‬ ‫ﺴﺎ ﻲ‪.‬‬ ‫‪-04‬ﺳﻤﺎح اﳌﻴﺜﺎق ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻞ‬
‫ﺴﺎن اﳌﻌﺮﻓﺔ دوﻟﻴﺎ(‪.‬‬ ‫ﻘﻮق‬ ‫ﺴ ــﺎ ﻲ ﻳـ ــﺆدي ﻹﻃ ــﻼق ﻳـ ــﺪ‬ ‫‪-05‬اﻋﺘﺒ ــﺎرأن ﺣﻈ ــﺮاﻟﺘـ ــﺪﺧﻞ‬
‫ﺴﺎ ﻲ ﺑﺄﻧﮫ‪:‬‬ ‫أﻣﺎ أدم رو ﺮ ﺲ ﻓﻘﺪ ﻋﺮف اﻟﺘﺪﺧﻞ‬ ‫ﺎم اﻟﻄﻐﺎة ﻟﺸﻌﻮ ﻢ‪.‬‬ ‫ا‬
‫)اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﻌﺴﻜﺮي دوﻟﺔ ﻣﺎ دون ﻣﻮاﻓﻘﺔ ﺳﻠﻄﺎ ﺎ‬ ‫ﺴـ ــﺎ ﻲ آﻣـ ــﺮ ﺗﻔﺮﺿـ ــﮫ ﻋﺘﺒـ ــﺎرات‬ ‫‪-06‬اﻋﺘﺒـ ــﺎرأن اﻟﺘـ ــﺪﺧﻞ‬
‫ﺎﻳﺎ ﻋ ﻧﻄﺎق‬ ‫‪،‬وذﻟﻚ ﻐﺮض ﻣﻨﻊ وﻗﻮع ﻣﻌﺎﻧﺎة أو‬ ‫ﻋﺘﺒـ ـ ــﺎرات اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ـ‬ ‫ﺧﻼﻗﻴـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ـ ﺴـ ـ ــﻤﻮ ﻋ ـ ـ ـ‬
‫واﺳﻊ ﺑ ن اﻟﺴ ﺎن(‪.‬‬ ‫ﺗﺤﻈﺮﻩ‪.‬‬
‫ﺴ ــﺎ ﻲ ﻋ ـ‬ ‫ﺑ ﻨﻤ ــﺎ أﻧﺘــﻮ ﻲ ﻛــﻼرك ﻓﻘ ــﺪ ﻋ ــﺮف اﻟﺘ ــﺪﺧﻞ‬
‫اﻧ ـ ـ ــﮫ‪ :‬اﺳ ـ ـ ــﺘﺨﺪام اﻟﻘ ـ ـ ــﻮة اﳌﺴـ ـ ـ ـ ﺔ ﺑﻮاﺳ ـ ـ ــﻄﺔ دوﻟ ـ ـ ــﺔ أو‬
‫ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺪول ﻤﺎﻳـﺔ ﻣـﻮاﻃ اﻟﺪوﻟـﺔ اﳌﺴـ ﺪﻓﺔ‬
‫‪-‬راﺟﻊ ﻗﺎدري ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰ ﺰ‪،‬ﺣﻘﻮق ﺴﺎن اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪو‬
‫واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ‪ ،‬اﳌﺤﺘﻮ ﺎت و ﻟﻴﺎت‪،‬دار ﻮﻣﺔ ﻟﻠﻄﺒﻊ واﻟ ﺸﺮ‬
‫ﺴﺎ ﻲ إﻃﺎر‬ ‫‪-33‬راﺟﻊ اﻟﻌﺮ ﻲ و ﻴﺒﺔ‪،‬ﻣﺒﺪا اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺪو‬ ‫‪31‬واﻟﺘﻮز ﻊ‪ ،‬ا ﺰاﺋﺮ‪،2003،‬ص ‪.112‬‬
‫اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ‪،‬أﻃﺮوﺣﺔ دﻛﺘﻮراﻩ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪو ‪ ،‬ﻠﻴﺔ‬ ‫‪-‬راﺟﻊ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﻀ ﻋ ﻧﺒﺎري‪،‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‪-‬ص‪-61‬‬
‫ا ﻘﻮق واﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ و ﺮان‪،2014-2013،‬ص ‪.36‬‬ ‫‪.6232‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪230‬‬
 ‫ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻌﻠﻮم‬ ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪10‬ﻋﺪد‪ 3‬ﺳ ﺘﻤ ‪ 2018‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺴﺎن ﺎ‪،‬ﺷﺮ ﻄﺔ أن ﻳﺘﻢ ذﻟﻚ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﺑﺘﻔﻮ ﺾ ﻣـﻦ‬ ‫ﺴــﺎن‬ ‫ﻣــﻦ وﺟــﻮد اﻧ ﺎ ــﺎت ﻋ ـ ﻧﻄــﺎق واﺳــﻊ ﻘــﻮق‬
‫ﻣﺠﻠــﺲ ﻣــﻦ وأن ﻛــﻮن ﻟــﮫ إﺳـ اﺗﻴﺠﻴﺔ ﺧــﺮوج وا ـ ﺔ‬ ‫ﺎ (‪.‬‬
‫ﺪﻳ ــﺪ ﺳ ــﻼﻣﺔ ارا ـ اﻟﺪوﻟ ــﺔ اﳌﺴ ـ ﺪﻓﺔ‬ ‫وإﻻ ﻳﻘ ــﻮد إ ـ‬ ‫ـ ـ ﺣ ـ ـ ن ﻋﺮﻓـ ــﮫ داﻓﻴـ ــﺪ ﺷـ ــﻴﻔﺮ ﺑﺄﻧـ ــﮫ‪ :‬ﺗﻠـ ــﻚ ﻣﺜﻠـ ــﺔ اﻟ ـ ـ‬
‫ﺑﮫ(‪.36‬‬ ‫ﺴﺘﺨﺪم ﻓ ـﺎ اﻟﺪوﻟـﺔ ﺑﻄﺮ ﻘـﺔ ﻣﻨﻔـﺮدة اﻟﻘـﻮة اﻟﻌﺴـﻜﺮ ﺔ‬
‫ﻤﺎﻳﺔ‬ ‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬ﺷﺮوط اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺪو‬ ‫ﻟﻠﺘ ــﺪﺧﻞ ـ ـ دوﻟ ــﺔ أﺧ ــﺮى ﻐ ــﺮض ﺣﻤﺎﻳ ــﺔ ﺟﻤﺎﻋ ــﺎت ﻣ ــﻦ‬
‫ﺴﺎن‬ ‫ﺣﻘﻮق‬ ‫اﻟﺴ ـ ـ ـ ﺎن ﺻ ـ ـ ــﻠﻴ ن ﻣﻤ ـ ـ ــﺎ ـ ـ ــﺪد ﺣﻴ ـ ـ ــﺎ ﻢ أو ﻧ ﺎ ـ ـ ــﺎت‬
‫ﺴﺎ ﻲ‬ ‫ﻟﻘﺪ ﺣﺪد اﻟﻔﻘﮫ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺮوط ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ‬ ‫ﺴـ ــﺎﻧﻴﺔ واﻟ ـ ـ ﺗﺮﺗﻜ ـ ــﺎ‬ ‫ـ ــﺪد ﺣﻘـ ــﻮﻗ ﻢ‬ ‫ﺧـ ــﺮى اﻟ ـ ـ‬
‫ﺴﺎ ﻲ‬ ‫ﺗ ﻮن ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻘﻴﻮد اﳌﻔﺮوﺿﺔ ﻋ اﻟﺘﺪﺧﻞ‬ ‫ا ﻜﻮﻣﺔ اﳌﺤﻠﻴﺔ أو ﺸ ك ﻓ ﺎ(‪.‬‬
‫ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻟﺴﻴﺎدة اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﺟ ﺔ‪ ،‬وﻣﻦ ﺟ ﺔ أﺧﺮى ﻋﺪم‬ ‫ﺴـﺎ ﻲ ﺑﺄﻧـﮫ‪:‬‬ ‫و ﻌﺮف اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻳﻮ ﺲ اﻟﺘـﺪﺧﻞ‬
‫اﻟﻨﻴﻞ ﻣﻦ ﻣﺒﺪأ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺸﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺪول‬ ‫ــﻮ اﺳ ــﺘﺨﺪام اﻟﻘ ــﻮة اﳌﺴ ـ ﺔ أو اﻟ ﺪﻳ ــﺪ ﺑﺎﺳ ــﺘﺨﺪاﻣ ﺎ‬
‫ﺴﺎ ﻲ‬ ‫وإﻓﺮاﻏﮫ ﻣﻦ ﻣﺤﺘﻮاﻩ ‪،‬وﻛﺬﻟﻚ ﺗﺠﻨﺐ اﻟﺘﺪﺧﻞ‬ ‫ﺑﻮاﺳـﻄﺔ دوﻟـﺔ ﻣــﺎ أو ﺑﻮاﺳـﻄﺔ ﻃــﺮف ﻣﺘﻘـﺎرب أو ﺑﻤﻌﺮﻓــﺔ‬
‫ﺼﻴﺔ‪،‬و ﺬﻩ‬ ‫ﻏ اﻟ ﺎدف واﻟﺬي ﺗﺤﺮﻛﮫ اﻟﺪواﻓﻊ اﻟ‬ ‫ﺴﺎن(‪.34‬‬ ‫ﻴﺌﺔ دوﻟﻴﺔ و ﻐﺮض ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮق‬
‫اﻟﺸﺮوط ﻳﻤﻜﻦ إﺟﻤﺎﻟ ﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳ ‪:‬‬ ‫ﺴـ ــﺎ ﻲ ـ ــﻮ‬ ‫ﻏ ـ ـ أن أوﻟﻴﻔـ ــﺮ ﻓ ـ ـ ى أن ﻌﺮ ـ ــﻒ اﻟﺘـ ــﺪﺧﻞ‬
‫‪-01‬وﺟﻮب ﺳ ﻨﺎد إ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪو اﻟﻌﺎم‪:‬‬ ‫أوﺳـ ـ ــﻊ ﺑﻜﺜ ‪،‬ﺣﻴـ ـ ــﺚ ﻋﺮﻓـ ـ ــﮫ ﻋ ـ ـ ـ اﻧـ ـ ــﮫ‪ ) :‬ـ ـ ــﻮ ﺟﻤﻠـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫‪37‬‬
‫ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻟ ﻲ ﻳ ﻮن اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺪو ﻣﺸﺮوﻋ‬ ‫اﻟﺘ ـ ــﺪاﺑ و ﺟ ـ ـﺮاءات ‪ ،‬واﻟ ـ ـ ﻣ ـ ــﻦ ﺑ ـ ـ ن أ ﻤ ـ ــﺎ‪ :‬ﺗﻨﻈ ـ ــﻴﻢ‬
‫اﻟﺪوﻟﻴﺔ و ﺘﻔﻖ واﻟﺸﺮﻋﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻻ ﺑﺪ وان ﺴ ﻨﺪ إ‬ ‫ا ﻤ ـ ـ ــﻼت اﻟ ـ ـ ـ ـ ﻔﻴﺔ‪،‬ﺗﻮﻗﻴﻊ ا ـ ـ ـ ـﺰاءات ﻗﺘﺼـ ـ ـ ــﺎدﻳﺔ‬
‫ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪو اﻟﻌﺎم ﺷﻘﮫ اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﻘﻮق‬ ‫‪،‬ﻓـ ــﺮض اﻟﻘﻴـ ــﻮد ﻋ ـ ـ ﺑﻴـ ــﻊ ﺳ ـ ـ ﺔ‪،‬اﻟ ﻮء إ ـ ـ ﺗـ ــﺪاﺑ‬
‫ﺴﺎن‪.‬‬ ‫اﻟﻘﻤﻊ اﻟ ﻳﺘﺨﺬ ﺎ ﻣﺠﻠﺲ ﻣﻦ(‪.‬‬
‫وﺗﺘﻤﺜﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻮاﻋﺪ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺗﻔﺎﻗﻴﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟ‬ ‫ﺴـﺎ ﻲ ﺑﺄﻧـﮫ‪:‬‬ ‫وﻗﺪ ﻋﺮف اﻟـﺪﻛﺘﻮر ﺑـﻮﻛﺮا إدر ـﺲ اﻟﺘـﺪﺧﻞ‬
‫أﻗﺪﻣﺖ اﻟﺪول ﺑﺈراد ﺎ ا ﺮة اﻟﺘﻮﻗﻴﻊ واﳌﺼﺎدﻗﺔ ﻋﻠ ﺎ‬ ‫اﻟﺘﺼ ــﺮف اﻟـ ــﺬي ﺗﻘ ــﻮم ﺑـ ــﮫ دوﻟـ ــﺔ ﺿ ــﺪ ﺣﻜﻮﻣـ ــﺔ أﺟﻨ ﻴـ ــﺔ‬
‫‪،‬آو ﻧﻀﻤﺎم إﻟ ﺎ ﻻﺣﻘﺎ‪.‬ﺑﻤﺎ ﻳﻮﻟﺪ ﻣﻦ اﻟ اﻣﺎت ﻋ‬ ‫ﻐﺮض ﺣﻤﻠ ﺎ ﻋ وﻗﻒ اﳌﻌﺎﻣﻠﺔ اﳌﺘﻨﺎﻓﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﻘﻮاﻧ ن‬
‫ﻃﺮاف اﳌﺘﻌﺎﻗﺪة اﻟ ﻳ ﻮن ﻋ اﻟﺪول ﻣﻦ واﺟﺐ‬ ‫ﺴﺎﻧﻴﺔ ﻟﺮﻋﺎﻳﺎ ﺎ(‪.35‬‬
‫ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺎ وﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﺤﻠﻞ ﺑﻤﺎ اﻟ ﻣﺖ ﺑﮫ ﻣﻦ ﻣﻌﺎ ﺪات‬ ‫أﻣﺎ اﻟﺘﻌﺮ ﻒ اﻟﺬي ﺑﺮأﻳﻨﺎ ﻳ ـﻮن أﻗـﺮب ﻟﻠﺼـﻮاب‪،‬ﻓ ﻮ اﻟـﺬي‬
‫ﻻﺳﻴﻤﺎ وان ﺗﻔﺎﻗﻴﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﺗ ﺸﺄ ﺑ ن اﻟﺪول ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ‬ ‫ﺴﺎ ﻲ ﺑﺄﻧﮫ‪) :‬اﻟ ﺪﻳـﺪ ﺑﺎﺳـﺘﺨﺪام اﻟﻘـﻮة‬ ‫ﻌﺮف اﻟﺘﺪﺧﻞ‬
‫اﳌﺼ ﺔ ا ﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺪول وﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋ أﻣﻦ واﺳﺘﻘﺮار‬ ‫أو ﺳــﺘﺨﺪام اﻟﻘﺴــﺮي ﻟ ــﺎ ﺑﻮاﺳــﻄﺔ دوﻟــﺔ أو ﻣﺠﻤﻮﻋــﺔ‬
‫اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪو ‪.‬‬ ‫ﻣ ــﻦ اﻟ ــﺪول ﺿ ــﺪ إرادة ﺟﻜﻮﻣ ــﺔ اﻟﺪوﻟ ــﺔ اﳌﺴ ـ ﺪﻓﺔ‪ ،‬ﻣ ــﻦ‬
‫أﺟـﻞ وﺿــﻊ ﺣــﺪ ﻟﻼﻧ ﺎ ـﺎت ا ﺴــﻴﻤﺔ واﳌﻨ ﻴــﺔ ﻘــﻮق‬
‫‪-‬‬
‫راﺟﻊ ﺑﻮﻛﺮا إدر ﺲ‪،‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪،‬ص‪ 75‬وﻣﺎ‬
‫‪ 36‬ﻌﺪ ﺎ‪.‬‬ ‫‪ - 34‬راﺟﻊ اﻟﻌﺮ ﻲ و ﻴﺒﺔ‪،‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻧﻔﺴﮫ‪،‬ص ‪.16‬‬
‫‪-‬راﺟﻊ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻮﺳﻠﻄﺎن‪،‬ﻣﺒﺎدئ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪو اﻟﻌﺎم‪،‬دﻳﻮان‬ ‫‪-35‬راﺟﻊ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻳﻮ ﺲ‪،‬اﻟﻨﻈﺮ ﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ ﺷﺆون‬
‫اﳌﻄﺒﻮﻋﺎت ا ﺎﻣﻌﻴﺔ‪،‬ﺑﻦ ﻋﻜﻨﻮن‪ ،‬ا ﺰاﺋﺮ‪،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ‬ ‫اﻟﺪول‪،‬رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺘﻮراﻩ‪ ،‬ا ﻘﻮق‪ ،‬ﻠﻴﺔ ا ﻘﻮق واﻟﻌﻠﻮم‬
‫‪37‬اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪،2007،‬ص‪،‬ص ‪.84-83‬‬ ‫اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎ ﺮة‪،1985،‬ص ‪.770‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪231‬‬
 ‫ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻌﻠﻮم‬ ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪10‬ﻋﺪد‪ 3‬ﺳ ﺘﻤ ‪ 2018‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أﺧﺮى‪،‬و ﺮﻣــﻲ ــﺬا اﻟﺘــﺪﺧﻞ إ ـ ﺗﺤﻘﻴــﻖ ﻣﺼــﺎ ذاﺗﻴــﺔ ﻗــﺪ‬ ‫‪-02‬ﺿﺮورة ا ﺼﻮل ﻋ ﻣﻮاﻓﻘﺔ اﻟﺪول اﻟ ﺗﺘﻢ ﻓ ﺎ‬
‫ﺗ ــﻮن ﻋﺴ ــﻜﺮ ﺔ أو اﻗﺘﺼ ــﺎدﻳﺔ آو ﺳﻴﺎﺳ ــﻴﺔ‪،‬وذﻟﻚ ﻟﺘﺤﻘﻴ ــﻖ‬ ‫ﺴﺎﻧﻴ ﺔ‪ : 38‬ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋ اﻟﺪول آو اﻟ ﻴﺌﺎت آو‬ ‫اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت‬
‫ﻣﺼ ـ ــﺎ ﺧﺎﺻ ـ ــﺔ ﺗﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑﺎﻟﺪوﻟ ـ ــﺔ ﻣﺤ ـ ــﻞ اﻟﺘﺪﺧﻞ‪،‬واﻟ ـ ــﺬي‬ ‫ﺴﺎ ﻲ ﻣﻦ اﺟﻞ وﺿﻊ‬ ‫ﺴ ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ‬ ‫اﳌﻨﻈﻤﺎت اﻟ‬
‫ﻳﺘﻌ ــﺎرض ــﺬا اﻟﺘ ــﺪﺧﻞ ﻣ ــﻊ ﻣﺼ ــﺎ اﻟﺪوﻟ ــﺔ اﳌﺘ ــﺪﺧﻞ ـ ـ‬ ‫ﺣﺪ ﻟﻼﻧ ﺎ ﺎت اﳌﻤﺎرﺳﺔ أن ﺗﺄﺧﺬ اﳌﻮاﻓﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ‬
‫ﺷﺆو ﺎ‪.‬‬ ‫اﳌﺮاد اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓ ﺎ‪،‬و ﺣﺎﻟﺔ إﺻﺮاراﻟﺪوﻟﺔ و ﻌﻨ ﺎ‪،‬ﻳﺼﺒﺢ‬
‫و ــﺮى اﻟﻔﻘ ــﺎء أن ــﺬا اﻟﻨ ــﻮع ﻣ ــﻦ اﻟﺘ ــﺪﺧﻞ ﻏ ـ ـ ﻣﺸ ــﺮوع‬ ‫ﺴﺎ ﻲ ﺷﺮﻋﻴﺎ ﻋ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻋﺪم ﺗﻮﻓﺮ‬ ‫اﻟﺘﺪﺧﻞ‬
‫‪،‬وذﻟ ـ ــﻚ ﻤﻠ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﺧﺼﻮﺻ ـ ــﻴﺎت ـ ــﺬا اﻟﺘ ـ ــﺪﺧﻞ ‪،‬واﻟ ـ ـ‬ ‫اﻟﺸﺮط‪ ،‬وﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺑﻤﻮﺟ ﺎ ﻟﻠﺪوﻟﺔ أن ﺗﺪﻓﻊ أو ﺗﺘ‬
‫ﺗﺘﺠ ﻓﻴﻤﺎ ﻳ ‪:‬‬ ‫ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻞ ﺷﺆو ﺎ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ أو اﻧ ﺎك ﺳﻴﺎد ﺎ‪.‬‬
‫ﺴﺎ ﻲ اﳌﺮاد‬ ‫‪-03‬أن ﻳ ﻨﺎﺳﺐ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻣﻊ اﻟ ﺪف‬
‫أ‪ -‬ﺻﺪور اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﻔﺮدي إرادﻳﺎ و ﺼﻮرة ﻣﻨﻔﺮدة ﻣﻦ‬
‫اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻣﻦ أﺟﻠﮫ‪ :‬و ﻌ ذﻟﻚ أن ﻻ ﺗﺘﺠﺎوز اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت‬
‫اﻟﺪوﻟﺔ‪.‬‬
‫ﺴﺎ ﻲ اﻟﺬي ﻣﻦ أﺟﻠﮫ ﺗﻢ اﻟﺘﺪﺧﻞ‪،‬‬ ‫اﻟﻌﺴﻜﺮ ﺔ اﻟ ﺪف‬
‫ب‪ -‬ﻳﺼﺪرﻣﻦ دوﻟﺔ ﻛ ى ﺷﺆون دوﻟﺔ ﺿﻌﻴﻔﺔ آو‬
‫وإن ﺣﺪث وأن ﺗﺠﺎوز ذﻟﻚ ﻧ ﻮن ﺑﺼﺪد ﻋﺪوان‬
‫اﻗﻞ ﻣ ﺎ ﻗﻮة‬
‫اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﮫ ﻣﻴﺜﺎق ﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ‪.‬‬
‫ت‪ -‬ﻋﺪم ﻣﺮاﻋﺎة ﻣﺼﺎ اﻟﺪول اﳌﺘﺪﺧﻞ ﺷﺆو ﺎ‬
‫اﻟﻔﺼﻞ‬ ‫‪-04‬أن ﻳﺼﺪرﻗﺮارﻣﻦ ﻣﺠﻠﺲ ﻣﻦ ﺑﻤﻘﺘ‬
‫ث‪ -‬ﻳ ﻮن ﺪف ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺼﺎ ذاﺗﻴﺔ ﻌﻴﺪا ﻋﻦ‬
‫اﻟﺴﺎ ﻊ ﻣﻦ ﻣﻴﺜﺎق ﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة‪ .‬ا ﺎﻟﺔ اﻟ ﻳ ﻮن‬
‫ﻢ ﻣﺼ ﺔ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪو‬ ‫ﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟ‬ ‫اﳌﺼﺎ‬
‫ﺴﺎ ﻲ ﺿﺮور ﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺣﻔﻆ اﻟﺴﻠﻢ‬ ‫ﻓ ﺎ اﻟﺘﺪﺧﻞ‬
‫وﻣﻦ ﺑ ن أﻣﺜﻠﺔ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﻔﺮدي ﻧﺬﻛﺮ‪:‬‬
‫اﳌﺎدﺗ ن ‪ 42-41‬ﻣﻦ‬ ‫و ﻣﻦ اﻟﺪوﻟﻴ ن و ﺬا ﺑﻤﻘﺘ‬
‫‪-‬اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺴﻮﻓﻴﺎ ﻲ أﻓﻐﺎ ﺴﺘﺎن ﻋﺎم ‪.1979‬‬
‫ﺴﺎن داﺧﻞ دوﻟﺔ‬ ‫اﳌﻴﺜﺎق ﺴ ﺐ اﻧ ﺎك ﺣﻘﻮق‬
‫‪-‬اﻟﺘﺪﺧﻞ ﺛﻴﻮ ﻲ اﻟﺼﻮﻣﺎم ‪24‬د ﺴﻤ ‪.2006‬‬
‫ﺬﻩ ا ﺎﻟﺔ ﻋ ﻣﺪى‬ ‫ﻣﺎ‪،‬واﻟ ﻳﺘﻮﻗﻒ اﻟﺘﺪﺧﻞ‬
‫أﻣﺎ اﻟﺘﺪﺧﻞ ا ﻤﺎ ‪ :‬ﻮ ذﻟﻚ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺬي ﺗﻘﻮم ﺑﮫ‬
‫اﻟ ﺪﻳﺪ اﻟﺬي ﻳﻤﺜﻠﮫ اﻧ ﺎك ﻟﻠﺴﻠﻢ اﻟﻌﺎﻟ ‪.39‬‬
‫ﺎ وﺗﻮﺣﺪت أ ﺪاﻓ ﺎ‬ ‫ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺪول اﺗﻔﻘﺖ ﻣﺼﺎ‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﺻﻮر وأﺷ ﺎل اﻟﺘﺪﺧﻞ‬
‫ﻓ ة زﻣﻨﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺸﺆون ا ﺎﺻﺔ‬
‫ﺴﺎ ﻲ‬
‫ﺪاف اﳌﺸ ﻛﺔ‬ ‫ﻟﻠﺪوﻟﺔ أو دول أﺧﺮى ﻣﻦ أﺟﻞ ﺑﻠﻮغ‬
‫ﺴﺎ ﻲ إﻻ أر ﻌﺔ أﻧﻮاع‪: 40‬‬ ‫ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟﺘﺪﺧﻞ‬
‫ﻣﻦ وراء اﻟﻌﻤﻞ ﻏ اﳌﺸﺮوع‪.‬ﻳﺘﻤ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻌﺪة‬
‫‪-01‬اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﻔﺮدي واﻟﺘﺪﺧﻞ ا ﻤﺎ ‪:‬‬
‫ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻣ ﺎ‪:‬‬
‫ﻳﻘﺼــﺪ ﺑﺎﻟﺘــﺪﺧﻞ اﻟﻔــﺮدي ــﻮ ذﻟــﻚ اﻟﺘــﺪﺧﻞ اﻟــﺬي ﻳﺼــﺪر‬
‫‪-01‬ﻳﺼﺪراﻟﺘﺪﺧﻞ ا ﻤﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﺪة دول ﺑﻴ ﻢ ﻋ‬
‫ﻣ ـ ــﻦ دوﻟ ـ ــﺔ واﺣ ـ ــﺪة و ﺴ ـ ــﺎ ﺎ ا ـ ــﺎص ـ ـ ﺷ ـ ــﺆون دوﻟ ـ ــﺔ‬
‫ﻗﻞ ﺪف واﺣﺪ ﻣﺸ ك ‪،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إ أ ﺪاف أﺧﺮى‬
‫ﺗﺨﺺ ﻞ دوﻟﺔ ﻋ ﺣﺪة‪.‬‬ ‫‪،‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‪.13‬‬ ‫‪-38‬راﺟﻊ ﻣﺤﻤﺪ‬
‫‪-02‬ﻳ ﻮن ﺬا اﻟﺘﺪﺧﻞ ا ﻤﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ دول ﻗﻮ ﺔ‬ ‫‪-39‬راﺟﻊ اﻟﻌﺮ ﻲ و ﻴﺒﺔ‪،‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‪.49‬‬
‫‪-‬راﺟﻊ واﺋﻞ اﺣﻤﺪ ﺑﻮﻋﻼم‪،‬ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮق ﻗﻠﻴﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮن‬
‫ﻣﻮﺟﮫ ﺿﺪ ﺷﺆون دوﻟﺔ أو دول أﻗﻞ ﻣ ﺎ ﻗﻮة ‪.‬‬
‫اﻟﺪو اﻟﻌﺎم‪،‬داراﻟ ﻀﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‪،‬اﻟﻘﺎ ﺮة‪،‬ﻣﺼﺮ‪،1994،‬ص‪،‬ص‬
‫‪.219-21840‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪232‬‬
 ‫ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻌﻠﻮم‬ ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪10‬ﻋﺪد‪ 3‬ﺳ ﺘﻤ ‪ 2018‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -03‬ﺪف ﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﺪﺧﻞ إ ﺴﻂ ﻧﻔﻮد اﻟﺪول ‪ -‬ﻮء اﻟﺪوﻟﺔ اﳌﺘﺪﺧﻠﺔ إ اﻟﺘﺄﺛ ﻋ ﺣﺮ ﺔ اﻟﺪول ﺧﺮى‬
‫اﺗﺨﺎذ ﻗﺮارا ﺎ ﺸﺎن ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﺧﺘﺼﺎﺻﺎ ﺎ ﺑﺎﻟﺸ ﻞ اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻞ‬ ‫اﳌﺘﺪﺧﻠﺔ ﻋ اﻟﺪوﻟﺔ او اﻟﺪول اﳌﺘﺪﺧﻞ ﺷﺆو ﺎ‬
‫ﺻﺪور ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺮارات ﻟﺼﺎ اﻟﺪوﻟﺔ اﳌﺘﺪﺧﻠﺔ‪.‬‬ ‫ﺪاف‬ ‫ﻟﻠﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠ ﺎ وﺗﺤﻘﻴﻖ أﻛ ﻗﺪرﻣﻤﻜﻦ ﻣﻦ‬
‫‪-‬ﺗﺤﺮ ﺾ ﻣﻮاﻃ إﺣﺪى اﻟﺪول وإﺛﺎر ﻢ ﺿﺪ ﺣ ﻮﻣﺔ ﺑﻼد ﻢ‬ ‫ﺟﺮاء ﺬا اﻟﺘﺪﺧﻞ‪.‬‬
‫ﻹﺣﺪاث اﺿﻄﺮاﺑﺎت وﺣﺮوب أ ﻠﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪-04‬ﻳﺨﻀﻊ اﻟﺘﺪﺧﻞ ا ﻤﺎ ﻏ اﳌﺸﺮوع إ ﻧﻔﺲ‬
‫‪-‬ﺗﻘﺪﻳﻢ اﳌﺴﺎﻋﺪات ﻟ ﺆﻻء اﳌﺘﻤﺮدون ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑ ﺸﺎﻃﺎت اﻟﺘﺨﺮ ﺐ‬ ‫ﺳﺲ واﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟ ﻳﺨﻀﻊ ﻟ ﺎ اﻟﺘﺪﺧﻞ‬
‫داﺧﻞ ﺑﻼد ﻢ‪.‬‬ ‫اﻟﻔﺮدي ﺣ ﻳﺼﺒﺢ ﺗﺪﺧﻼ ﺷﺮﻋﻴﺎ‪.‬‬
‫ﻔ ﺎ وإذاﻋ ﺎ‬ ‫‪ -‬ﺸﺮاﻟﺪﻋﺎﻳﺔ اﳌﻐﺮﺿﺔ واﻟ ﺪاﻣﺔ ﻋﻦ ﻃﺮ ﻖ‬ ‫ﻣﻦ أﻣﺜﻠﺔ اﻟﺘﺪﺧﻞ ا ﻤﺎ ‪:‬‬
‫ﺗ ﻮن ﻣﻮﺟ ﺔ ﺿﺪ دوﻟﺔ أﺧﺮى‪.‬‬ ‫ﻣﺼﺮﺳﻨﺔ ‪، 1956‬أو ﻣﺎ ﻌﺮف‬ ‫‪-‬اﻟﺘﺪﺧﻞ ا ﻤﺎ‬
‫‪-‬اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﻟﻀﻐﻮط ﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ اﺟﻞ اﻟﻀﻐﻂ‬ ‫ﺑﺎﻟﻌﺪوان اﻟﺜﻼ ﻲ‪.41‬‬
‫ﺎ وإرﻏﺎم اﻟﺪوﻟﺔ‬ ‫‪-‬اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺪول ورو ﻴﺔ وأﻣﺮ ﺎ ﺷﻤﺎل اﻟﻌﺮاق ﺳﻨﺔ ﻋ اﻟﺪوﻟﺔ اﳌﺘﺪﺧﻞ ﻓ ﺎ ﻐﻴﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺼﺎ‬
‫ﻟ ﻀﻮع و ﻧﺼﻴﺎع ﻟ ﺎ‪.‬‬ ‫‪.1991‬‬
‫‪-03‬اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺼﺮ ﺢ واﻟﺘﺪﺧﻞ ا ﻔﻲ )اﳌ ﺴ أو اﳌﻘﻨﻊ(‪:‬‬ ‫‪-02‬اﻟﺘﺪﺧﻞ اﳌﺒﺎﺷﺮوﻏ اﳌﺒﺎﺷﺮ‪ :‬ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺬا‬
‫اﻟﻨﻮع ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺪى أو درﺟﺔ إﺧﻼﻟﮫ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺻﺎت اﻟﺪوﻟﺔ أ‪-‬اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺼﺮ ﺢ‪ :‬ﻮ ﻗﻴﺎم دوﻟﺔ اﳌﺘﺪﺧﻠﺔ ﺑﺎﻻ ﻐﻤﺎس ﺻﺮاﺣﺔ‬
‫ﻧﻄﺎق ﺧﺘﺼﺎص اﳌﻄﻠﻖ ﻟﺪوﻟﺔ ﻣﺤﻞ اﻟﺘﺪﺧﻞ‪،‬وذﻟﻚ ﻋﻦ‬ ‫اﳌﺘﺪﺧﻞ ﺷﺆو ﺎ إ ﺗﺪﺧﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮوأﺧﺮﻏ ﻣﺒﺎﺷﺮ ‪.‬‬
‫ﺬﻩ‬ ‫ﻃﺮ ﻖ إﻗﺤﺎم ﻧﻔﺴ ﺎ ﺑﺼﻮرة ﺻﺮ ﺤﺔ وﻣﺒﺎﺷﺮة ﻟﻠﻀﻐﻂ ﻋ‬ ‫أ‪ -‬اﻟﺘﺪﺧﻞ اﳌﺒﺎﺷﺮ‪ :‬ﻮ ذﻟﻚ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺬي ﻳﺘﻢ ﻓﻴﮫ‬
‫اﻟﺪوﻟﺔ وإﺟﺒﺎر ﺎ ﻋ اﺗﺨﺎذ ﻣﺴﻠﻚ ﻣﻌ ن آو ﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ ﻣﺴﻠﻚ‬ ‫اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻘﻮة اﳌﺴ ﺔ ﺳﻮاء ﺑﺎﳌﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت‬
‫ﻮﻣﺔ آﺧﺮﻣﺴﺘﻌﻴﻨﺔ ذﻟﻚ ﺑﻨﻔﻮذ ﺎ وﻗﻮ ﺎ وﻣﺎ ﺗﻤﻠﻜﮫ ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ‬ ‫اﻟﻌﺴﻜﺮ ﺔ ‪،‬او ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺳ ﺔ واﻟﻌﺘﺎد ا ﺮ ﻲ ﻟ‬
‫آو‬ ‫اﻟﻀﻐﻂ واﻟﻘ ﺮﺑﺼﻮرة ﺻﺮ ﺤﺔ ﺎﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺴﻴﺎ‬ ‫ﻠﻴﺔ أو ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻣﺴﺎﻋﺪات‬ ‫آو اﻟﺜﻮار ﺣﺎﻟﺔ ا ﺮب‬
‫أو اﻟﻌﺴﻜﺮي‪.‬‬ ‫اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎ‬ ‫اﻟﻌﺴﻜﺮ ﺔ ﻟﺪوﻟﺔ ﻣﺎ ﻧﺰاع ﻣﻊ دوﻟﺔ أﺧﺮى ‪.‬وﻗﺪ ﻳ ﻮن‬
‫ﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ‪43‬ـ‪:‬‬ ‫ﻳﺘﻤ‬ ‫ﺎﻣﻞ إﻗﻠﻴﻢ اﻟﺪول اﳌﺘﺪﺧﻞ ﻓ ﺎ‪ ،‬او ﻋ ﺟﺰء ﻣﻦ‬ ‫ﻋ‬
‫‪ -‬ﻌﺘ أﻗﻮى ﺻﻮر اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻋ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻗﻠﻴﻢ‪،‬ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻔﻘﺪ اﻟﺪوﻟﺔ اﳌﺘﺪﺧﻞ ﺷﺆو ﺎ ﻣﻤﺎرﺳﺔ‬
‫اﺧﺘﺼﺎﺻﺎ ﺎ ﻋ ذﻟﻚ ا ﺰء وﺗﻤﺎرﺳ ﺎ ﺑﺪﻻ ﻋ ﺎ اﻟﺪوﻟﺔ ‪-‬ﻳﺤﺪث ﺑﻄﺮ ﻘﺔ ﺻﺮ ﺤﺔ وﻣﺒﺎﺷﺮة وﻣﻌﻠﻨﺔ ‪.‬‬
‫‪-‬ﻳﺼﺪرﻣﻦ ﻗﺒﻞ دوﻟﺔ أو ﻋﺪة دول ﺷﺆون دوﻟﺔ أﺧﺮى‬ ‫اﳌﺘﺪﺧﻠﺔ‪.‬‬
‫ﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﺪوﻟﺔ ﻣﺤﻞ اﻟﺘﺪﺧﻞ‪ ،‬و ﺸ ط‬ ‫ﻟﻠﺴﻴﻄﺮة ﻋ‬ ‫ب‪ -‬اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻏ اﳌﺒﺎﺷﺮ‪ :‬و ﻮ ذﻟﻚ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺬي ﻳﺘﻢ‬
‫ﻓﻴﮫ اﻟﻘﻮة ﺑﻤﺎ ﻓﻴﮫ اﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ‪.‬‬ ‫ﺑﻄﺮ ﻘﺔ ﻏ ﻣﺒﺎﺷﺮة ‪ ،‬و ﺘﻤ ﻐﻴﺎب ﻋﻨﺼﺮاﺳﺘﺨﺪام‬
‫وأﺑﺮز ﻣﺜﺎل ﻋﻦ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺼﺮ ﺢ ‪ :‬ﺗﺪﺧﻞ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺟﺰ ﺮة ﻗ ص‬ ‫اﻟﻘﻮة اﳌﺒﺎﺷﺮ‪ ،‬و ﺘﺨﺬ ﺻﻮر ‪:42‬‬
‫ﺳﻨﺔ ‪1979‬‬

‫ﻀﺮ‪،‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪،‬ص‪ 90‬وﻣﺎ ﻌﺪ ﺎ‪.‬‬ ‫‪-41‬راﺟﻊ راﺑ‬

‫‪-43‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻧﻔﺴﮫ‪،‬ص‪-‬ص‪.99-98‬‬ ‫‪-42‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻧﻔﺴﮫ‪،‬ص ‪.95‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪233‬‬
 ‫ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻌﻠﻮم‬ ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪10‬ﻋﺪد‪ 3‬ﺳ ﺘﻤ ‪ 2018‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ا ﺎﺗﻤﺔ‪:‬‬ ‫ب‪ -‬اﻟﺘﺪﺧﻞ ا ﻔﻲ او اﳌ ﺴ ‪ :‬ﻮ ذﻟﻚ اﻟﺴﻠﻮك او اﻟﻌﻤﻞ‬
‫ﻋ ﺿﻮء ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ‪ ،‬ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ان ﻧﺨﻠﺺ ﻟﻠﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬ ‫اﻟﺼﺎدرﻋﻦ دوﻟﺔ ﻣﺎ ﻌ ﻋﻦ ا ﻐﻤﺎس ﺬﻩ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺸﺆون‬
‫‪ -01‬ﻌﺘ ﻣﺒﺪأ ﻋﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻣﺒﺪﺋﺎ أﺧﻼﻗﻴﺎ أﻛ ﻣﻨﮫ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ‪.‬‬ ‫اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ او ا ﺎرﺟﻴﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﻣﺎ ‪ ،‬و ﺼﻮرة ﻏ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻳﺤﺪث‬
‫‪ -02‬ا ﺴﺎع ﻧﻄﺎق اﳌﺒﺪأ وﺗﻀ ﻴﻘﮫ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺼﺎ اﻟﺪول‬ ‫ﺳﺮا و ا ﻔﺎء ﻋﻦ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﺤﻞ اﻟﺘﺪﺧﻞ و ﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﻋﻴ ن‬
‫اﻟﻌﻈ ‪.‬‬ ‫اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪو ‪.‬‬
‫‪-03‬اﻧﺘﻘﺎل اﳌﺒﺪأ ﻣﻦ ﻗﺎﻋﺪة ﻋﺮﻓﻴﺔ ﺑﺪاﻳﺔ ﻇ ﻮرﻩ إ ﻗﺎﻋﺪة‬ ‫ﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﺑ ـ‪:‬‬ ‫ﻳﺘﻤ‬
‫اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻣﻜﺘﻮ ﺔ ﻌﺪﻣﺎ أدرﺟﺖ ﻣﻴﺜﺎق ﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة و‬ ‫‪ -‬ﻌﺘ اﺧﻄﺮﺻﻮر اﻟﺘﺪﺧﻞ ﺪوﺛﮫ ﺧﻠﺴﺔ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺎت اﻟﺪوﻟﺔ‬
‫اﳌﻮاﺛﻴﻖ ﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻋ ﻏﺮار ﻣﻴﺜﺎق ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺪول اﻟﻌﺮ ﻴﺔ ‪،‬‬ ‫اﳌﺘﺪﺧﻞ ﺷﺆو ﺎ‪.‬‬
‫‪-‬ﻟ ﺲ ﻣﻘﺼﻮرا ﻓﻘﻂ ﻋ اﻟﺪول اﻟﻜ ى ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ﻣﻤﻜﻦ ﺗﻘﻮم ﺑﮫ ﻣﻴﺜﺎق دول ﺗﺤﺎد ﻓﺮ ﻘﻲ‪ ،‬وﻣﻴﺜﺎق دول ﺗﺤﺎد ورو ﻲ‪،‬‬
‫وﻣﻴﺜﺎق ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺪول ﻣﺮ ﻜﻴﺔ‪.‬‬ ‫اﻟﺪول اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﻻﻧﮫ ﻳﺠﻨ ﺎ ﺧﻄﺮاﳌﻮاﺟ ﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮ ﺔ –أي‬
‫ﺗﺪﺧﻠﺖ ﺗﺪﺧﻼ ‪-04‬أﻏﻠﺐ اﻟﻘﺮارات اﻟﺼﺎدرة ﺸﺄن ا ﻤﻌﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣﻢ‬ ‫ا ﺴﺎﺋﺮاﳌﺎدﻳﺔ واﻟ ﺸﺮ ﺔ اﻟ ﻗﺪ ﺗﻮاﺟ ﺎ إن‬
‫ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺗﻮﺻﻴﺎت وﻏ ﻣﻠﺰﻣﺔ ‪ ،‬و ﺎﻟﺘﺎ ﻻ ﺗﻠﺰم‬ ‫اﳌﺘﺤﺪة‬ ‫ﺻﺮ ﺤﺎ‪.‬‬
‫اﻟﺪول ﺑ ﻨﻔﻴﺬ ﺎ وا ﻀﻮع ﻟ ﺎ ‪.‬‬ ‫ﻳﺘﺨﺬ ﺬا اﻟﺘﺪﺧﻞ ﺻﻮرا وأﺷ ﺎﻻ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣ ﺎ‪:‬‬
‫‪-05‬اﻓﺘﻘﺎرﻣﻴﺜﺎق ﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة‪ ،‬و ﻮ ﻣﻴﺜﺎق ﻋﺎﻟ ﻟﻠﻨﺼﻮص‬ ‫ﺎص ﻣﻦ ﺑ ن اﻟﺴ ﺎن اﳌﺤﻠﻴ ن ﻟﻴﻘﻮﻣﻮا‬ ‫‪-‬إرﺳﺎل آو ﺗﺠﻨﻴﺪ أ‬
‫اﻟﺪوﻟﻴﺔ ا ﺎﺻﺔ ﺑﻤﺒﺪأ ﻋﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ ﺑﺎﺳﺘ ﻨﺎء اﳌﺎدة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬ ‫ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﻳﺔ أو ﻋﻤﺎل ﻏ اﳌﺸﺮوﻋﺔ ﺿﺪ ﻧﻈﺎم ا ﻜﻢ أو ﺿﺪ‬
‫‪/‬اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺴﺎ ﻌﺔ ﻣﻦ اﳌﻴﺜﺎق‪.‬‬ ‫ﻮﻣﺔ اﻟﺪوﻟﺔ‪.‬‬ ‫ا‬
‫‪-06‬اﻟﺘﺪاﺧﻞ ﺑ ن ﻣﺒﺪأ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺸﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺪول‪،‬‬ ‫‪-‬اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺪوﻟﺔ اﳌﺘﺪﺧﻠﺔ ﻗﻮا ﺎ اﳌﺴ ﺔ ﺑﺼﻮرة ﻣﻤﻮ ﺔ‪.‬‬
‫و ن ﻣﺒﺪا اﻟﺴﻴﺎدة وﻛﺬا ﻣﺒﺪأ ﺣﻈﺮاﺳﺘﺨﺪام اﻟﻘﻮة‬ ‫‪-‬ﺗﻮر ﺪ ﺳ ﺔ واﻟﻌﺘﺎد ا ﺮ ﻲ ﺳﺮا ﻟﻠﺪول اﻟﺮاﻏﺒﺔ اﻟﺘﺪﺧﻞ‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻧﺰاع دو ﻗﺎﺋﻢ ﻋ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺧﻀﻮع ﻌﺾ اﳌﻨﻈﻤﺎت ﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﻠﻨﻔﻮذ اﳌﺒﺎﺷﺮﻟﻠﺪول‬ ‫‪-04‬‬ ‫‪-‬إرﺳﺎل ﻃﺮق ﺛﺎﻟﺚ ﻟﻴﻘﻮم ﺑﺄﻋﻤﺎل اﻟﻌﻨﻒ وﺗﺨﺮ ﺐ ﻣﻦ ﻃﺮف‬
‫دوﻟﺔ اﳌﺘﺪﺧﻠﺔ ﻛﺤﺮﻛﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻟﺰﻋﺰﻋﺔ ﺳﺘﻘﺮار اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﺤﻞ اﻟﻌﻈ ‪،‬ﻣﻦ ﺷﺎﻧﮫ أن ﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ اﳌﻨﻈﻤﺔ ﻛﺄداة ﺗﺤﺮ ﺮ‬
‫‪،‬و ﺎﻟﺘﺎ ﺗﻘﺰم ﻣﺒﺪأ ﻋﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ ‪.‬‬ ‫اﻟﺘﺪﺧﻞ وﻣﻦ ﺛﻤﺔ ﺗﻘﻮ ﺾ اﻟﻨﻈﺎم داﺧﻞ اﻟﺪوﻟﺔ‪.‬‬
‫إﻓﺮاغ ﻣﺤﺘﻮى اﳌﺒﺪأ ﻋﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻌﺪ ﻇ ﻮر ﻣﺎ ﺴ اﻟﺘﺪﺧﻞ‬ ‫‪-05‬‬ ‫‪-04‬اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺪاﺧﻞ واﻟﺘﺪﺧﻞ ا ﺎر ‪:‬‬
‫ﺴﺎ ﻲ ‪.‬‬ ‫ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺪاﺧ ذﻟﻚ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺼﺎدرﻣﻦ دوﻟﺔ آو ﻋﺪة‬
‫ﺴﺎ ﻲ أدى إ‬ ‫ﺸﺎن ﻣﺸﺮوﻋﻴﺔ اﻟﺘﺪﺧﻞ‬ ‫اﻟﺘﻌﺎرض اﻟﻔﻘ‬ ‫‪-06‬‬ ‫دول اﳌﺘﺪﺧﻠﺔ ﻣﻮﺟ ﺎ إ اﻟﺘﻌﺮض ﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎت اﻟﺸﺆون‬
‫ﺧﺘﻼف اﻟﺘﻌﺎرف واﳌﻔﺎ ﻴﻢ ا ﺎﺻﺔ ﺑﮫ‪.‬‬ ‫اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ‪.‬‬
‫رﺗﺒﺎط اﻟﻮﺛﻴﻖ ﺑ ن ﻣﺒﺪأ ﻋﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺸﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ‬ ‫ﻮ ذﻟﻚ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺼﺎدرﻣﻦ دوﻟﺔ او ﻋﺪة‬
‫‪-07‬‬ ‫أﻣﺎ اﻟﺘﺪﺧﻞ ا ﺎر ‪:‬‬
‫ﻟﻠﺪول ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﳌﺒﺎدئ ﻴﺌﺔ ﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻣﺜﻞ ‪:‬ﻣﺒﺪآ‬ ‫دول و ﻮن ﻣﻮﺟ ﺎ وﻣﻨﺼﺒﺎ‪44‬ﻋ اﺧﺘﺼﺎﺻﺎت ﺧﺎرﺟﻴﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ‬
‫ﺣﻈﺮاﺳﺘﺨﺪام اﻟﻘﻮة اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺒﺪأ ﺗﻘﺮ ﺮاﳌﺼ‬ ‫اﳌﺘﺪﺧﻞ ﺷﺆو ﺎ‪.‬‬
‫‪،‬ﻣﺒﺪآ اﻟﺴﻴﺎدة‪.‬‬
‫‪-44‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻧﻔﺴﮫ‪،‬ص ‪.102‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪234‬‬
 ‫ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻌﻠﻮم‬ ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪10‬ﻋﺪد‪ 3‬ﺳ ﺘﻤ ‪ 2018‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻣﺠﻠﺲ ﻣﻦ ‪،‬ﻻﺳﻴﻤﺎ وان ﻗﺮارات ا ﻤﻌﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻏ‬ ‫ﻌﺘ ﻣﺒﺪآ ﻋﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم‬ ‫‪-08‬‬

‫ﻣﻠﺰﻣﺔ‪،‬وﻻ ﺗﻔﺮض ﻋ اﻟﺪول اﻟﺘﻘﻴﻴﺪ ﺑﺘﻮﺻﻴﺎ ﺎ ‪.‬‬ ‫واﻟ ﻻ ﻳﺠﻮز ﺗﻔﺎق ﻋ ﻣﺨﺎﻟﻔ ﺎ و ﻘﻊ ﺑﺎﻃﻼ أي اﺗﻔﺎق‬
‫ﻌﺎرﺿ ﺎ‪.‬‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﳌﺮاﺟﻊ ‪:‬‬
‫اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑ ن اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪو واﻟﻌﻤﻞ اﻟﺪو ﺸﺎن ﺸﺄن‬ ‫‪-09‬‬
‫‪-‬ﻣﺤﻤﺪ ﺧﻀ ﻋ ﻧﺒﺎري‪،‬ﻣﺒﺪأ ﻋﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ‬ ‫إﻋﻤﺎل ﻣﺒﺪأ ﻋﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺸﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺪول‪.‬‬
‫واﺳﺘ ﻨﺎءاﺗﮫ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪو‬ ‫أﻣﺎ ﺑﺨﺼﻮص اﻟﺘﻮﺻﻴﺎت واﳌﻘ ﺣﺎت ﻓﺘﺘﺠ ﻓﻴﻤﺎ ﻳ ‪:‬‬
‫اﳌﻌﺎصر‪،‬ﺑ وت‪،‬ﻟﺒﻨﺎن‪،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ و ‪2016،‬‬
‫‪-01‬ﺿﺮورة إﺛﺮاء ﻣﻴﺜﺎق ﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺼﻮص‬
‫‪ -‬ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﺎدي‪،‬ﻣﻔ ﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪو اﻟﻌﺎم‪،‬دار‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺣﻮل ﻣﺒﺪأ ﻋﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺸﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺪول‪،‬‬
‫ا ﻠﺪوﻧﻴﺔ ﻟﻠ ﺸﺮواﻟﺘﻮز ﻊ‪،‬اﻟﻘﺒﺔ‪،‬ا ﺰاﺋﺮ‪،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ‬
‫و ‪.2008،‬‬ ‫ﺴﺎ ﻲ‪،‬وذﻟﻚ ﻟﺘﻼ اﻟ ﺰواﻟﻘﺼﻮر ﺣﻮل ﺬا‬ ‫وﻛﺬا اﻟﺘﺪﺧﻞ‬
‫‪ -‬ﺳﻌﺪ ﺣﻘﻲ ﺗﻮﻓﻴﻖ‪،‬ﻣﺒﺎدئ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ‪،‬دارواﺋﻞ‬ ‫اﳌﺒﺪأ ‪.‬‬
‫ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟ ﺸﺮ‪،‬ﻋﻤﺎن‪ ،‬ردن‪.،2000،‬‬ ‫ﻮد اﻟﻔﻘ ﻴﺔ وﺗﺠﻨﺐ اﻟﺘﻌﺎرض ﺸﺎن ﻣﺒﺪأ ﻋﺪم‬ ‫‪ -02‬ﺗﻮﺣﻴﺪ ا‬
‫‪-Michel Virally;Le role des principles dans le‬‬ ‫ﺴﺎ ﻲ ﻐﻴﺔ ﺗﻮﺣﻴﺪ اﳌﻔﺎ ﻴﻢ ﻟﺪﻓﻊ‬ ‫اﻟﺘﺪﺧﻞ واﻟﺘﺪﺧﻞ‬
‫‪Devlopement du droit international in‬‬ ‫اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﺑﻴ ﺎ ‪.‬‬
‫‪mélanges offertes à paut Guggenheim ,1968,p‬‬
‫‪-03‬ﻋﺪم وﺿﻊ ﺣﺪ ﻓﺎﺻﻞ ﺑ ن اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪو واﻟﻌﻤﻞ اﻟﺪو ‪،‬‬
‫‪546.‬‬
‫وذﻟﻚ ﺑﺘﻌﺪﻳﻞ ﺗﻔﺎﻗﻴﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ وإﺻﻼح اﳌﺆﺳﺴﺎت ‪.‬‬
‫ﻀﺮ‪،‬اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺪو ﺑ ن اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ‬ ‫‪ -‬راﺑ‬
‫وﻣﻔ ﻮم اﻟﺴﻴﺎدة‪،‬رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺘﻮراﻩ ا ﻘﻮق‪،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ‬ ‫ﺴﺘﺠﻴﺐ ﳌﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﻌﺼﺮوﺗﺨﺪم اﳌﺼ ﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ‬ ‫ﺣ‬
‫ﺗﻠﻤﺴﺎن‪،2015-2014،‬ص ‪.17‬‬ ‫ﺟﻤﻌﺎء‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ وان اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪو ﻻ ﺴﺘﺠﻴﺐ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﳌﺘﻄﻠﺒﺎت‬
‫‪ -‬ﻣﻴﺜﺎق ﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻟﺴﻨﺔ ‪.1945‬‬ ‫اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺪو ‪.‬‬
‫ﻣﺤﻤﺪ ﻃﻠﻌﺖ اﻟﻐﻨﻴ ‪ ،‬ﺣ ﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻗﺎﻧﻮن ﻣﻢ‪،‬‬ ‫‪ -04‬اﺣ ام اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺄي ﺗﺪﺧﻞ‪ ،‬ﺑﺤﻴﺚ‬
‫‪ -‬اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﺪو ‪،‬ﻣ ﺸﺄة اﳌﻌﺎرف‪ ،‬ﺳﻜﻨﺪر ﺔ‪-1971،‬‬
‫ﺗﺤ م ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺒﺎدئ ﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ‪ ،‬وﻻ ﻳﻤﻜﻦ‬
‫ﺑﻮﻛﺮا إدر ﺲ‪،‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪ 241‬وﻣﺎ ﻌﺪ ﺎ‪.‬‬
‫ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﺒﺪأ ﻋ ﺣﺴﺎب ﻣﺒﺪأ آﺧﺮ‪.‬‬
‫‪- - Hans-peter Gasser, Le Dreoit international‬‬
‫‪Humanitaire ,éditiomé paul haupt.‬‬ ‫‪-05‬ﺿﺮورة أﺷﻌﺎراﻟﺪول اﳌﺮاد اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓ ﺎ ﻟﻠﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ‬
‫‪berne,stuttgart,vienne,1993 ..‬‬ ‫ﻋﻤﺎل اﳌﻨﺎﻓﻴﺔ ﻹﺣ ﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪو ﻗﺒﻞ ﻗﺪام ﻋ‬
‫‪- Michel Deyra ,Doroit international public,2e‬‬ ‫اﻟﺘﺪﺧﻞ ‪.‬‬
‫‪édition,imprimé en France,2010,..‬‬ ‫ﺎز‬ ‫‪-06‬ﻳﺠﺐ أن ﺗﺼﺪراﻟﻘﺮارات ﻣﻦ ﻃﺮف ﻣﺠﻠﺲ ﻣﻦ –ا‬
‫‪- -Patricia Buirette ;le droit international‬‬ ‫اﻟﺮﺋ ﺲ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺔ اﳌﺨﻮل ﻟﮫ ﺣﻔﻆ اﻟﺴﻠﻢ و ﻣﻦ‬
‫‪humanitaire,edition ;la découverte,paris,1996,..‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎ ﻊ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺔ‪،‬وﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ‬ ‫اﻟﺪوﻟﻴ ن‪،‬ﺑﻤﻘﺘ‬
‫‪،‬ﻣﺒﺪا ﻋﺪم ﺟﻮازاﻟﺘﺪﺧﻞ ﺷﺆون‬ ‫‪ -‬ﻣﺤﻤﺪ‬
‫ﺴﺎ ﻲ وﻣﺒﺪأ ﻋﺪم‬ ‫ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻣﺮﺑﺈﺻﺪارﻗﺮارا ﺸﺎن اﻟﺘﺪﺧﻞ‬
‫ﺴﺎ ﻲ اﳌﺮﻛﺰ‬ ‫اﻟﺪول إﻃﺎراﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪو‬
‫اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ اﻟﻌﺮ ﻲ ﻟﻠﺪراﺳﺎت ﺳ اﺗﻴﺠﻴﺔ ﺑﺮﻟ ن‪.2017،‬‬ ‫اﻟﺘﺪﺧﻞ‪ ،‬وﻻ ﺴﻤﺢ ﻟ ﻤﻌﻴﺔ اﻟﻌﺎم ﺑﺎن ﺴﺘﺄﺛﺮﻋ ﺻﻼﺣﻴﺎت‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪235‬‬
 ‫ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻌﻠﻮم‬ ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪10‬ﻋﺪد‪ 3‬ﺳ ﺘﻤ ‪ 2018‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-‬راﺟﻊ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻳﻮ ﺲ‪،‬اﻟﻨﻈﺮ ﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ‬ ‫‪ .-‬ﻧﻮر اﻟﺪﻳﻦ ﺣﺎﻃﻮم‪،‬ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﻣﻨﺬ ‪،1945‬دار‬
‫ﺷﺆون اﻟﺪول‪،‬رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺘﻮراﻩ‪ ،‬ا ﻘﻮق‪ ،‬ﻠﻴﺔ ا ﻘﻮق‬ ‫اﻟﻔﻜﺮ‪.1972،‬‬
‫واﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎ ﺮة‪.1985،‬‬ ‫‪-.‬ا ﻤﻌﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ :‬اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻟﻠﺪورة ‪ 21‬أﻳﻠﻮل‬
‫‪-‬راﺟﻊ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻮﺳﻠﻄﺎن‪،‬ﻣﺒﺎدئ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪو‬ ‫‪/‬ﺳ ﺘﻤ ‪ – 22‬ﺎﻧﻮن ول‪/‬د ﺴﻤ ‪،1965‬ﻧﻴﻮ ﻮرك‪ ،‬ﻣﻢ‬
‫اﻟﻌﺎم‪،‬دﻳﻮان اﳌﻄﺒﻮﻋﺎت ا ﺎﻣﻌﻴﺔ‪،‬ﺑﻦ ﻋﻜﻨﻮن‪ ،‬ا ﺰاﺋﺮ‬ ‫اﳌﺘﺤﺪة‪،1967،‬‬
‫‪،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪.2007،‬‬ ‫‪-‬ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺪﻗﺎق‪،‬ﺳﻼﻣﺔ ﺣﺴ ن‪،‬اﳌﻨﻈﻤﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ‬
‫‪-‬راﺟﻊ واﺋﻞ اﺣﻤﺪ ﺑﻮﻋﻼم‪،‬ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮق ﻗﻠﻴﺎت‬ ‫اﳌﻌﺎﺻﺮة‪،‬اﻟﺪارا ﺎﻣﻌﻴﺔ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟ ﺸﺮ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪو اﻟﻌﺎم‪،‬داراﻟ ﻀﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ‪،‬اﻟﻘﺎ ﺮة‪،‬ﻣﺼﺮ‬ ‫‪،‬ﺑ وت‪،‬ﻟﺒﻨﺎن‪.1990،‬‬
‫‪.1994،‬‬ ‫‪-‬ﻗﺎدري ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰ ﺰ‪،‬ﺣﻘﻮق ﺴﺎن اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪو‬
‫واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ‪ ،‬اﳌﺤﺘﻮ ﺎت و ﻟﻴﺎت‪،‬دار ﻮﻣﺔ‬
‫ﻟﻠﻄﺒﻊ واﻟ ﺸﺮواﻟﺘﻮز ﻊ‪ ،‬ا ﺰاﺋﺮ‪2003،‬‬
‫ﺴﺎ ﻲ‬ ‫‪-‬راﺟﻊ اﻟﻌﺮ ﻲ و ﻴﺒﺔ‪،‬ﻣﺒﺪا اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺪو‬
‫إﻃﺎراﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ‪،‬أﻃﺮوﺣﺔ دﻛﺘﻮراﻩ اﻟﻘﺎﻧﻮن‬
‫اﻟﺪو ‪ ،‬ﻠﻴﺔ ا ﻘﻮق واﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫و ﺮان‪.2014-2013،‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪236‬‬